Dam Douniya

  • Uploaded by: B.I
  • 0
  • 0
  • October 2019
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Dam Douniya as PDF for free.

More details

  • Words: 17,796
  • Pages: 20
‫كتاب ذم الدنيا‬ ‫وهو الكتاب السادس من ربع الهلكات من كتاب إحياء علوم الدين‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫المد ل الذي عرف أولياءه غوائل الدنيا وآفاتا وكشف لم عن عيوبا وعوراتا حت نظروا ف شواهدها وآياتا ووزنوا بسناتا سيئاتا‬ ‫فعلموا أنه يزيد منكرها على معروفها ول يفي مرجوها بخوفها ول يسلم طلوعها من كسوفها ولكنها ف صورة امرأة مليحة تستميل الناس‬ ‫بمالا ولا أسرار سوء قبائح تلك الراغبي ف وصالا ث هي فرارة عن طلبا شحيحة بإقبالا وإذا أقبلت ل يؤمن شرها ووبالا إن أحسنت‬ ‫ساعة أساءت سنة وإن أساءت مرة جعلتها سنة فدوائر إقبالا على التقارب دائرة وتارة بنيها خاسرة بائرة وآفاتا على التوال لصدور طلبا‬ ‫راشقة وماري أحوالا بذل طالبيها ناطقة فكل مغرور با إل الذل مصيه وكل متكب با إل التحسر مسيه شأنا الرب من طالبها والطلب‬ ‫لاربا ومن خدمها فاتته ومن أعرض عنها واتته ل يلو صفوها عن شوائب الكدورات ول ينفك سرورها عن النغصات سلمتها تعقب‬ ‫السقم وشبابا يسوق إل الرم ونعيمها ل يثمر إل السرة والندم فهي خداعة مكارة طيارة فرارة ل تزال تتزين لطلبا حت إذا صاروا من‬ ‫أحبابا كشرت لم عن أنيابا وشوشت عليهم مناظم أسبابا وكشفت لم عن مكنون عجائبها فأذاقتهم قواتل سامها ورشقتهم بصوائب‬ ‫سهامها بينما أصحابا منها ف سرور وإنعام إذ ولت عنها كأنا أضغاث أحلم ث عكرت عليهم بدواهيها فطحنتهم طحن الصيد ووارتم‬ ‫ف أكفان م ت ت ال صعيد إن مل كت واحدا من هم ج يع ما طل عت عل يه الش مس جعل ته ح صيدا كأن ل ي غن بال مس ت ن أ صحابا سرورا‬ ‫وتعدهم غرورا حت يأملون كثيا ويبنون قصورا فتصبح قصورهم قبورا وجعهم بورا وسعيهم هباء منثورا ودعاؤهم ثبورا هذه صفتها وكأن‬ ‫أمسر ال قدرا مقدورا والصسلة وال سلم على ممسد عبده ور سوله الر سل إل العال ي بشيا ونذيرا وسسراجا منيا وعلى من كان من أهله‬ ‫وأصحابه له ف الدين ظهيا وعلى الظالي نصيا وسلم تسليما كثيا‪.‬‬ ‫أما بعد فإن الدنيا عدوة ل وعدوة لولياء ال وعدوة لعداء ال أما عداوتا ل فإنا قط عت الطريق على عباد ال ولذلك ل ينظر ال إليها‬ ‫منذ خلقها وأما عداوتا لولياء ال عز وجل فإنه تزينت لم بزينتها وعمتهم بزهرتا ونضارتا حت ترعوا مرارة الصب ف مقاطعتها وأما‬ ‫عداوتا لعداء ال فإنا استدرجتهم بكرها وكيدها فاقتنصتهم بشبكتها حت وثقوا با وعولوا عليها فخذلتهم أحوج ما كانوا إليها فاجتنوا‬ ‫منها حسرة تتقطع دونا الكباد ث حرمتهم السعادة أبد الباد فهم على فراقها يتحسرون ومن مكايدها يستغيثون ول يغاثون بل يقال لم‬ ‫س بالخرة فل ي فف عنهسم العذاب ول هسم ين صرون وإذا عظمست غوائل الدنيسا‬ ‫اخسسئوا في ها ول تكلمون أولئك الذي اشتروا الياة الدني ا‬ ‫وشرورها فل بد أول من معرفة حقيقة الدنيا وما هي وما الكمة ف خلقها مع عداوتا وما مدخل غرورها وشرورها فإن من ل يعرف‬ ‫الشر ل يتقيه ويوشك أن يقع فيه ونن نذكر ذم الدنيا وأمثلتها وحقيقتها وتفصيل معانيها وأصناف الشغال التعلقة با ووجه الاجة إل‬ ‫أصولا وسبب انصراف اللق عن ال بسبب التشاغل بفضولا إن شاء ال تعال وهو العي على ما يرتضيه‪.‬‬

‫بيان ذم الدنيا‬ ‫اليات الواردة ف ذم الدن يا وأمثلت ها كثية وأك ثر القرآن مشت مل على ذم الدن يا و صرف اللق عن ها ودعوت م إل الخرة بل هو مق صود‬ ‫النبياء عليهم الصلة والسلم ول يبعثوا إل لذلك فل حاجة إل الستشهاد بآيات القرآن لظهورها وإنا نورد بعض الخبار الواردة فيها فقد‬ ‫روي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم مر على شاة ميتة فقال أترون هذه الشاة هينة على أهلها قالوا من هوانا ألقوها قال والذي نفسي‬ ‫بيده للدنيا أهون على ال من هذه الشاة على أهلها ولو كانت الدنيا تعدل عند ال جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء حديث مر‬ ‫على شاة ميتة فقال أترون هذه الشاة هينة على صاحبها الديث أخرجه ابن ماجه والاكم وصحح إسناده من حديث سهل بن سعد وآخره‬ ‫عند الترمذي وقال حسن صحيح ورواه الترمذي وابن ماجه من حديث الستورد بن شداد دون هذه القطعة الخية ولسلم نوه من حديث‬ ‫جابر وقال صلى ال عليه وسلم الدنيا سجن الؤمن وجنة الكافر حديث الدنيا سجن الؤمن وجنة الكافر أخرجه مسلم من حديث أب هريرة‬ ‫وقال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم الدن يا ملعو نة ملعون ما في ها إل ما كان من ها حد يث الدن يا ملعو نة ملعون ما في ها أخر جه الترمذي‬ ‫وحسنه وابن ماجه من حديث أب هريرة وزاد إل ذكر ال وما واله وعال ومتعلم وقال أبو موسى الشعري قال رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم من أحب دنياه أضر بآخرته ومن أحب آخرته أضر بدنياه فآثروا ما يبقى على ما يفن حديث أب موسى الشعري من أحب دنياه‬ ‫أضر بآخرته الديث أخرجه أحد والبزار والطبان وابن حبان والاكم وصححه وقال صلى ال عليه وسلم حب الدنيا رأس كل خطيئة‬ ‫حديث حب الدنيا رأس كل خطيئة أخرجه ابن أب الدنيا ف ذم الدنيا والبيهقي ف شعب اليان من طريقه من رواية السن مرسل وقال‬ ‫زيد بن أرقم كنا مع أب بكر الصديق رضي ال عنه فدعا بشراب فأتى باء وعسل فلما أدناه من فيه بكى حت أبكى أصحابه وسكتوا وما‬ ‫سكت ث عاد وبكى حت ظنوا أنم ل يقدرون على مسألته قال ث مسح عينيه فقالوا يا خليفة رسول ال ما أبكاك قال كنت مع رسول ال‬ ‫صلى ال عليه و سلم فرأي ته يد فع عن نف سه شيئا ول أر معه أحدا فقلت يا رسول ال ما الذي تد فع عن نف سك قال هذه الدن يا مثلت ل‬ ‫فقلت لا إليك عن ث رجعت فقالت إنك إن أفلت من ل يفلت من من بعدك حديث زيد بن أرقم كنا مع أب بكر فدعا بشراب فأتى باء‬ ‫وعسل فلما أدناه من فيه بكى الديث وفيه كنت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فرأيته يدفع عن نفسه شيئا الديث أخرجه البزار بسند‬ ‫ضعيف بنحوه والاكم وصحح إسناده وابن أب الدنيا والبيهقي من طريقه بلفظه وقال صلى ال عليه وسلم يا عجبا كل العجب للمصدق‬ ‫بدار اللود وهو يسعى لدار الغرور حديث يا عجبا كل العجب للمصدق بدار اللود وهو يسعى لدار الغرور أخرجه ابن أب الدنيا من‬ ‫حديث أب جرير مرسل وروي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم وقف على مزبلة فقال هلموا إل الدنيا وأخذ خرقا قد بليت على تلك‬ ‫الزبلة وعظا ما قد نرت فقال هذه الدن يا حد يث إ نه و قف على مزبلة فقال هلموا إل الدن يا الد يث أخر جه ا بن أ ب الدن يا ف ذم الدن يا‬ ‫والبيهقي ف شعب اليان من طريقه من رواية ابن ميمون اللخمي مرسل وفيه بقية بن الوليد وقد عنعنه وهو مدلس وهذه إشارة إل أن زينة‬ ‫الدن يا ستخلق م ثل تلك الرق وأن الج سام ال ت ترى ب ا ستصي عظا ما بال ية وقال صلى ال عل يه و سلم إن الدن يا حلوة خضرة وإن ال‬ ‫مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون إن بن إسرائيل لا بسطت لم الدنيا ومهدت تاهوا ف اللية والنساء والطيب والثياب حديث إن الدنيا‬ ‫حلوة خضرة وإن ال م ستخلفكم في ها فنا ظر ك يف تعملون الد يث أخر جه الترمذي وا بن ما جه من حد يث أ ب سعيد دون قوله إن ب ن‬ ‫إسرائيل والشطر الول متفق عليه ورواه ابن أب الدنيا من حديث السن مرسل بالزيادة الت ف آخره وقال عيسى عليه السلم ل تتخذوا‬ ‫الدنيا ربا فتتخذكم عبيدا اكنوا كنكم عند من ل يضيعه فإن صاحب كن الدنيا ياف عليه الفة وصاحب كن ال ل ياف عليه الفة‬ ‫وقال عليه أفضل الصلة والسلم يا معشر الواريي إن قد كببت لكم الدنيا على وجهها فل تنعشوها بعدي فإن من خبث الدنيا أن عصى‬ ‫ال فيها وإن من خبث الدنيا أن الخرة ل تدرك إل بتركها أل فاعبوا الدنيا ول تعمروها واعلموا أن أصل كل خطيئة حب الدنيا ورب‬ ‫شهوة ساعة أورثت أهلها حزنا طويل وقال أيضا بطحت لكم الدنيا وجلستم على ظهرها فل ينازعنكم فيها اللوك والنساء فأما اللوك فل‬ ‫تنازعوهم الدنيا فإنم لن يعرضوا لكم ما تركتموهم ودنياهم وأما النساء فاتقوهن بالصوم والصلة وقال أيضا الدنيا طالبة ومطلوبة فطالب‬ ‫الخرة تطلبه الدنيا حت يستكمل فيها رزقه وطالب الدنيا تطلبه الخرة حت ييء الوت فيأخذ بعنقه وقال موسى ابن يسار قال النب صلى‬ ‫ال عليه وسلم إن ال عز وجل ل يلق خلقا أبغض إليه من الدنيا وأنه منذ خلقها ل ينظر إليها حديث موسى بن يسار إن ال جل ثناؤه ل‬ ‫يلق خلقا أبغض إليه من الدنيا وأنه منذ خلقها ل ينظر إليها أخرجه ابن أب الدنيا من هذا الوجه بلغا وللبيهقي ف الشعب من طريقه وهو‬ ‫مرسل وروي أن سليمان بن داود عليهما السلم مر ف موكبه والطي تظله والن والنس عن يينه وشاله قال فمر بعابد من بن إسرائيل‬ ‫فقال وال يا ابن داود لقد آتاك ال ملكا عظيما قال فسمع سليمان وقال لتسبيحة ف صحيفة مؤمن خي ما أعطى ابن داود فإن ما أعطى‬ ‫ابن داود يذهب والتسبيحة تبقى وقال صلى ال عليه وسلم ألاكم التكاثر يقول ابن آدم مال مال وهل لك من مالك إل ما أكلت فأفنيت‬ ‫أو لبست فأبليت أو تصدقت فأبقيت حديث ألاكم التكاثر يقول ابن آدم مال مال الديث أخرجه مسلم من حديث عبد ال بن الشخي‬ ‫وقال صلى ال عليه وسلم إن الدنيا دار من ل دار له ومال من ل مال له ولا يمع من ل عقل له وعليها يعادي من ل علم له وعليها يسد‬ ‫من ل فقه له ولا يسعى من ل يقي له حديث الدنيا دار من ل دار له الديث أخرجه أحد من حديث عائشة مقتصرا على هذا وعلى قوله‬ ‫ولا يمع من ل عقل له دون بقيته وزاد ابن أب الدنيا والبيهقي ف الشعب من طريقه ومال من ل مال له وإسناده جيد وقال صلى ال عليه‬ ‫وسلم من أصبح والدنيا أكب هه فليس من ال ف شيء وألزم ال قلبه أربع خصال ها ل ينقطع عنه أبدا وشغل ل يتفرغ منه أبدا وفقرا ل‬ ‫يبلغ غناه أبدا وأمل ل يبلغ منتهاه أبدا حديث من أصبح والدنيا أكب هه فليس من ال ف شيء وألزم ال قلبه أربع خصال الديث أخرجه‬ ‫الطبان ف الوسط من حديث أب ذر دون قوله وألزم ال قلبه وكذلك رواه ابن أب الدنيا من حديث أنس بإسناد ضعيف والاكم من‬ ‫حديث حذيفة وروي هذه الزيادة منفردة صاحب الفردوس من حديث ابن عمر وكلها ضعيف وقال أبو هريرة قال ل رسول ال صلى‬

‫ال عليه وسلم يا أبا هريرة أل أريك الدنيا جيعها با فيها فقلت بل يا رسول ال فأخذ بيده وأتى ب واديا من أودية الدينة فإذا مزبلة فيها‬ ‫رءوس أناس وعذرات وخرق وعظام ث قال يا أبا هريرة هذه الرءوس كانت ترص كحرصكم وتأمل كأملكم ث هي اليوم عظام بل جلد‬ ‫ث هي صائرة رمادا وهذه العذرات هي ألوان أطعمت هم اكتسبوها من حيث اكتسبوها ث قذفوها ف بطون م فأصبحت والناس يتحامون ا‬ ‫وهذه الرق البال ية كانت رياشهم ولباسهم فأصبحت والرياح ت صفقها وهذه العظام عظام دواب م الت كانوا ينتجعون علي ها أطراف البلد‬ ‫فمن كان باكيا على الدنيا فليبك قال فما برحنا حت اشتد بكاؤنا حديث أب هريرة أل أريك الدنيا جيعها با فيها قلت بلى يا رسول ال‬ ‫فأخذ بيدي وأتى ب واديا من أودية الدينة فإذا مزبلة الديث ل أجد له أصل ويروي أن ال عز وجل لا أهبط آدم إل الرض قال له ابن‬ ‫للخراب ولد للفناء وقال داود بن هلل مكتوب ف صحف إبراهيم عليه السلم يا دنيا ما أهونك على البرار الذين تصنعت وتزينت لم إن‬ ‫قذفت ف قلوبم بغضك والصدود عنك وما خلقت خلقا أهون علي منك كل شأنك صغي وإل الفناء يصي قضيت عليك يوم خلقتك أن‬ ‫ل تدومي لحد ول يدوم لك أحد وإن بل بك صاحبك وشح عليك طوب للبرار الذين أطلعون من قلوبم على الرضا ومن ضميهم‬ ‫على الصدق والستقامة طوب لم ما لم عندي من الزاء إذا وفدوا إل من قبورهم إل النور يسعى أمامهم واللئكة حافون بم حت أبلغهم‬ ‫ما يرجون من رحت وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم الدنيا موقوفة بي السماء والرض منذ خلقها ال تعال ل ينظر إليها وتقول يوم‬ ‫القيامة يا رب اجعلن لدن أوليائك اليوم نصيبا فيقول اسكت يا ل شيء إن ل أرضك لم ف الدنيا أرضاك لم اليوم حديث الدنيا موقوفة‬ ‫بي السماء والرض منذ خلقها ال ل ينظر إليها الديث تقدم بعضه من رواية موسى بن يسارمرسل ول أجد باقيه وروي ف أخبار آدم‬ ‫عليه السلم أنه لا أكل من الشجرة تركت معدته لروج الثقل ول يكن ذلك معول ف شيء من أطعمة النة إل ف هذه الشجرة فلذلك‬ ‫نيا عن أكلها قال فجعل يدور ف النة فأمر ال تعال ملكا ياطبه فقال له قل له أي شيء تريد قال آدم أريد أن أضع ما ف بطن من الذى‬ ‫فقيل للملك قل له ف أي مكان تريد أن تضعه أعلى الفرش أم على السرر أم على النار أم تت ظلل الشجار هل ترى ههنا مكانا يصلح‬ ‫لذلك اهبط إل الدنيا وقال صلى ال عليه وسلم ليجيئن أقوام يوم القيامة وأعمالم كجبال تامة فيؤمر بم إل النار قالوا يا رسول ال مصلي‬ ‫قال نعم كانوا يصلون ويصومون ويأخذون هنة من الليل فإذا عرض لم شيء من الدنيا وثبوا عليه حديث ليئي أقوام يوم القيامة وأعمالم‬ ‫كجبال تامة فيؤمر بم ال النار الديث أخرجه أبو نعيم ف اللية من حديث سال مول أب حذيفة بسند ضعيف وأبو منصور الديلمي من‬ ‫حديث أنس وهو ضعيف أيضا وقال صلى ال عليه وسلم ف بعض خطبه الؤمن بي مافتي بي أجل قد مضى ل يدري ما ال صانع فيه‬ ‫وبي أجل قد بقي ل يدري ما ال قاض فيه فليتزود العبد من نفسه لنفسه ومن دنياه لخرته ومن حياته لوته ومن شبابه لرمه فإن الدنيا‬ ‫خلقت لكم وأنتم خلقتم للخرة والذي نفسي بيده ما بعد الوت من مستعتب ول بعد الدنيا من دار إل النة أو النار حديث الؤمن بي‬ ‫مافتي بي أجل قد مضى الديث أخرجه البيهقي ف الشعب من حديث السن عن رجل من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم وفيه‬ ‫انقطاع وقال عي سى عليه السلم ل يستقيم حب الدن يا والخرة ف مؤمن كما ل يستقيم الاء والنار ف إناء واحد وروي أن جبيل عليه‬ ‫ال سلم قال لنوح عليه ال سلم يا أطول النبياء عمرا كيف وجدت الدن يا قال كدار ل ا بابان دخلت من أحده ا وخرجت من الخر قيل‬ ‫لعي سى عل يه ال سلم لو اتذت بي تا يك نك قال يكفي نا خلقان من كان قبل نا وقال نبي نا صلى ال عل يه و سلم احذروا الدن يا فإن ا أ سحر من‬ ‫هاروت وماروت حديث احذروا الدنيا فإنا أسحر من هاروت وماروت أخرجه ابن أب الدنيا والبيهقي ف الشعب من طريقه من رواية أب‬ ‫الدرداء الرهاوي مرسل وقال البيهقي أن بعضهم قال عن أب الدرداء عن رجل من الصحابة قال الذهب ل يدرى من أبو الدرداء قال وهكذا‬ ‫منكر ل أصل له وعن السن قال خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم ذات يوم على أصحابه فقال هل منكم من يريد أن يذهب ال عنه‬ ‫العمى ويعله بصيا أل إنه من رغب ف الدنيا وطال أمله فيها أعمى ال قلبه على قدر ذلك ومن زهد ف الدنيا وقصر فيها أمله أعطاه ال‬ ‫علما بغي تعلم وهدى بغي هداية أل إنه سيكون بعدكم قوم ل يستقيم لم اللك إل بالقتل والتجب ول الغن إل بالفخر والبخل ول الحبة‬ ‫إل باتباع الوى إل فمن أدرك ذلك الزمان منكم فصب على الفقر وهو يقدر على الغن وصب على البغضاء وهو يقدر على الحبة وصب على‬ ‫الذل وهو يقدر على العز ل يريد بذلك إل وجه ال تعال أعطاه ال ثواب خسي صديقا حديث السن هل منكم من يريد أن يذهب ال‬ ‫عنه العمى الديث أخرجه ابن أب الدنيا والبيهقي ف الشعب من طريقه هكذا مرسل وفيه إبراهيم بن الشعث تكلم فيه أبو حات وروي أن‬ ‫عيسى عليه السلم اشتد عليه الطر والرعد والبق يوما فجعل يطلب شيئا يلجأ إليه فوقعت عينه على خيمه من بعيد فأتاها فإذا فيها امرأة‬ ‫فحاد عنها فإذا هو بكهف ف جبل فأتاه فإذا فيه أسد فوضع يده عليه وقال إلي جعلت لكل شيء مأوى ول تعل ل مأوى فأوحى ال‬

‫تعال إليه مأواك ف مستقر رحت لزوجنك يوم القيامة مائة حوراء خلقتها بيدي ولطعمن ف عرسك أربعة آلف عام يوم منها كعمر الدنيا‬ ‫ولمرن مناديا ينادي أين الزهاد ف الدنيا زوروا عرس الزاهد ف الدنيا عيسى ابن مري وقال عيسى ابن مري عليه السلم ويل لصاحب الدنيا‬ ‫كيف يوت ويتركها وما فيها وتغره ويأمنها ويثق با وتذله وويل للمغترين كيف أرتم ما يكرهون وفارقهم ما يبون وجاءهم ما يوعدون‬ ‫وويل لن الدنيا هه والطايا عمله كيف يفتضح غدا بذنبه وقيل أوحى ال تعال إل موسى عليه السلم يا موسى مالك ولدار الظالي إنا‬ ‫ليست لك بدار اخرج منها هك وفارقها بعقلك فبئست الدار هي إل لعامل يعمل فيها فنعمت الدار هي يا موسى إن مرصد للظال حت‬ ‫آخذ منه للمظلوم وروي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الراح فجاء بال من البحرين فسمعت النصار بقدوم أب‬ ‫عبيدة فوافوا صلة الفجر مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فلما صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم انصرف فتعرضوا له فتبسم رسول‬ ‫ال صلى ال عليه وسلم حي رآهم ث قال أظنكم سعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء قالوا أجل يا رسول ال قال فأبشروا وأملوا ما يسركم فوال‬ ‫ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم‬ ‫كما أهلكتهم حديث بعث أبا عبيدة بن الراح فجاء بال من البحرين فسمعت النصار بقدوم أب عبيدة متفق عليه من حديث عمرو ابن‬ ‫عوف البدري وقال أبو سعيد الدري قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن أكثر ما أخاف عليكم ما يرج ال لكم من بركات الرض‬ ‫فقيل ما بركات الرض قال زهرة الدنيا حديث أب سعيد إن أكثر ما أخاف عليكم ما يرج ال لكم من بركات الدنيا الديث متفق عليه‬ ‫وقال صلى ال عليه وسلم ل تشغلوا قلوبكم بذكر الدنيا حديث ل تشغلوا قلوبكم بذكر الدنيا أخرجه البيهقي ف الشعب من طريق ابن أب‬ ‫الدنيا من رواية ممد بن النضر الارثي مرسل فنهى عن ذكرها فضل عن إصابة عينها وقال عمار بن سعيد مر عيسى عليه السلم بقرية فإذا‬ ‫أهلها موتى ف الفنية والطرق فقال يا معشر الواريي إن هؤلء ماتوا عن سخطة ولو ماتوا عن غي ذلك لتدافنوا فقالوا يا روح ال وددنا‬ ‫أن لو علمنا خبهم فسأل ال تعال فأوحى إليه إذا كان الليل فنادهم ييبوك فلما كان الليل أشرف على نشز ث نادى يا أهل القرية فأجابه‬ ‫ميب لبيك يا روح ال فقال ما حال كم وما ق صتكم قال بت نا ف عافية وأصبحنا ف الاوية قال وك يف ذاك قال ببنا الدن يا وطاعتنا أهل‬ ‫العاصي قال وكيف كان حبكم للدنيا قال حب الصب لمه إذا أقبلت فرحنا با وإذا أدبرت حزنا وبكينا عليها قال فما بال أصحابك ل‬ ‫ييبون قال لنم ملجمون بلجم من نار بأيدي ملئكة غلظ شداد قال فكيف أجبتن أنت من بينهم قال لن كنت فيهم ول أكن منهم‬ ‫فلما نزل بم العذاب أصابن معهم فأنا معلق على شفي جهنم ل أدري أأنوا منها أم أكبكب فيها فقال السيح للحواريي لكل خبز الشعي‬ ‫باللح الريش ولبس السوح والنوم على الزابل كثي مع عافية الدنيا والخرة وقال أنس كانت ناقة رسول ال صلى ال عليه وسلم العضباء‬ ‫ل ت سبق فجاء أعرا ب بنا قة له ف سبقها ف شق ذلك على ال سلمي فقال صلى ال عل يه و سلم إ نه حق على ال أن ل ير فع شيئا من الدن يا إل‬ ‫وضعه حديث أنس كانت ناقة رسول ال صلى ال عليه وسلم العضباء ل تسبق الديث وفيه حق على ال أن ل يرفع شيئا من الدنيا إل‬ ‫وضعه أخرجه البخاري وقال عيسى عليه السلم من الذي يبن على موج البحر دارا تلكم الدنيا فل تتخذوها قرارا وقيل لعيسى عليه السلم‬ ‫علمنا علما واحدا يبنا ال عليه قال ابغضوا الدنيا يبكم ال تعال وقال أبو الدرداء قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لو تعلمون ما أعلم‬ ‫لضحك تم قليل ولبكي تم كثيا ولا نت علي كم الدن يا ولثر ت الخرة حد يث أ ب الدرداء لو تعلمون ما أعلم لضحك تم قليل ولبكي تم كثيا‬ ‫ولانت عليكم الدنيا ولثرت الخرة أخرجه الطبان دون قوله ولانت وزاد ولرجتم إل الصعدات الديث وزاد الترمذي وابن ماجه من‬ ‫حديث أب ذر وما تلذذت بالنساء على الفرش وأول الديث متفق عليه من حديث أنس وف أفراد البخاري من حديث عائشة ث قال أبو‬ ‫الدرداء من قبل نفسه لو تعلمون ما أعلم لرجتم إل الصعدات تأرون وتبكون على أنفسكم ولتركتم أموالكم ل حارس لا ول راجع إليها‬ ‫إل ما ل بد ل كم م نه ول كن يغ يب عن قلوب كم ذ كر الخرة وحضر ها ال مل ف صارت الدن يا أملك بأعمال كم و صرت كالذ ين ل يعلمون‬ ‫فبعض كم شر من البهائم ال ت ل تدع هوا ها ما فة م ا ف عاقب ته ما ل كم ل تابون ول تنا صحون وأن تم إخوان على د ين ال ما فرق ب ي‬ ‫أهوائكم إل خبث سرائركم ولو اجتمعتم على الب لتحاببتم ما لكم تناصحون ف أمر الدنيا ول تناصحون ف أمر الخرة ول يلك أحدكم‬ ‫النصيحة لن يبه ويعينه على أمر آخرته ما هذا إل من قلة اليان ف قلوبكم لو كنتم توقنون بي الخرة وشرها كما توقنون بالدنيا لثرت‬ ‫طلب الخرة لنا أملك لموركم فإن قلتم حب العاجلة غالب فإنا نراكم تدعون العاجلة من الدنيا للجل منها تكدون أنفسكم بالشقة‬ ‫والحتراف ف طلب أمر لعلكم ل تدركونه فبئس القوم أنتم ما حققتم إيانكم با يعرف به اليان البالغ فيكم فإن كنتم ف شك ما جاء به‬ ‫م مد صلى ال عل يه و سلم فائتو نا ل نبي ل كم ولنري كم من النور ما تطمئن إل يه قلوب كم وال ما أن تم بالنقو صة عقول كم فنعذر كم إن كم‬

‫تستبينون صواب الرأي ف دنياكم وتأخذون بالزم ف أموركم ما لكم تفرحون باليسي من الدنيا تصيبونه وتزنون على اليسي منها يفوتكم‬ ‫حت يتبي ذلك ف وجوهكم ويظهر على ألسنتكم وتسمونا الصائب وتقيمون فيها الآت وعامتكم قد تركوا كثيا من دينهم ث ل يتبي‬ ‫ذلك ف وجوهكم ول يتغي حالكم إن لرى ال قد تبأ منكم يلقى بعضكم بعضا بالسرور وكلكم يكره أن يستقبل صاحبه با يكره مافة‬ ‫أن يستقبله صاحبه بثله فاصطحبتم على الغل ونبتت مراعيكم على الدمن وتصافيتم على رفض الجل ولوددت أن ال تعال أراحن منكم‬ ‫وألقن بن أحب رؤيته ولو كان حيا ل يصابركم فإن كان فيكم خي فقد أسعتكم وإن تطلبوا ما عند ال تدوه يسيا وبال أستعي على‬ ‫نفسي وعليكم وقال عيسى عليه السلم يا معشر الواريي ارضوا بدنء الدنيا مع سلمة الدين كما رضي أهل الدنيا بدنء الدين مع سلمة‬ ‫الدنيا وف معناه قيل أرى رجال بأدن الدين قد قنعوا وما أراهم رضوا ف العيش بالدون فاستغن بالدين عن دنيا اللوك كما استغن اللوك‬ ‫بدنياهم عن الدين وقال عيسى عليه السلم يا طالب الدنيا لتب تركك الدنيا أبر وقال نبينا صلى ال عليه وسلم لتأتينكم بعدي دنيا تأكل‬ ‫إيان كم ك ما تأ كل النار ال طب حد يث لتأتين كم بعدي دن يا تأ كل إيان كم ك ما تأ كل النار ال طب ل أ جد له أ صل وأو حى ال تعال إل‬ ‫موسى عليه السلم يا موسى ل تركنن إل حب الدنيا فلن تأتين بكبية هي أشذ منها ومر موسى عليه السلم برجل وهو يبكي ورجع وهو‬ ‫يبكي فقال موسى يا رب عبدك يبكي من مافتك فقال يا ابن عمران لو سال دماغه مع دموع عينيه ورفع يديه حت يسقطا ل أغفر له وهو‬ ‫ي ب الدن يا الثار قال علي ر ضي ال ع نه من ج ع ف يه ست خ صال ل يدع للج نة مطل با ول عن النار مهر با أول ا من عرف ال وأطا عه‬ ‫وعرف الشيطان فعصاه وعرف الق فاتبعه وعرف الباطل فاتقاه وعرف الدنيا فرفضها وعرف الخرة فطلبها وقال السن رحم ال أقواما‬ ‫كانت الدنيا عندهم وديعة فأدوها إل من ائتمنهم عليها ث راحوا خفافا وقال أيضا رحه ال من نافسك ف دينك فنافسه ومن نافسك ف‬ ‫دنياك فألقها ف نره وقال لقمان عليه السلم لبنه يا بن إن الدنيا بر عميق وقد غرق فيه ناس كثي فلتكن سفينتك فيه تقوى ال عز وجل‬ ‫وحشوها اليان بال تعال وشراعها التوكل على ال عز وجل لعلك تنجو وما أراك ناجيا وقال الفضيل طالت فكرت ف هذه الية إنا جعلنا‬ ‫ما على الرض زينة لا لنبلوهم أيهم أحسن عمل وإنا لاعلون ما عليها صعيدا جرزا وقال بعض الكماء إنك لن تصبح ف شيء من الدنيا‬ ‫إل وقد كان له أهل قبلك وسيكون له أهل بعدك وليس لك من الدنيا إل عشاء ليلة وغداء يوم فل تلك ف أكله وصم عن الدن يا وأف طر‬ ‫على الخرة وإن رأس مال الدنيا الوى وربها النار وقيل لبعض الرهبان كيف ترى الدهر قال يلق البدان ويدد المال ويقرب النية ويبعد‬ ‫المنية قيل فما حال أهله قال من ظفر به تعب ومن فاته نصب وف ذلك قيل ومن يمد الدنيا لعيش يسره فسوف لعمري عن قليل يلومها‬ ‫إذا أدبرت كانت على الرء حسرة وإن أقبلت كانت كثيا هومها وقال بعض الكماء كانت الدنيا ول أكن فيها وتذهب الدنيا ول أكون‬ ‫فيها فل أسكن إليها فإن عيشها نكد وصفوها كدر وأهلها منها على وجل إما بنعمة زائلة أو بلية نازلة أو منية قاضية وقال بعضهم من‬ ‫عيب الدنيا أنا ل تعطي أحدا ما يستحق لكنها إما أن تزيد وإما أن تنقص وقال سفيان أما ترى النعم كأنا مغضوب عليها قد وضعت ف‬ ‫غي أهلها وقال أبو سليمان الداران من طلب الدنيا على الحبة لا ل يعط منها شيئا إل أراد أكثر ومن طلب الخرة على الحبة لا ل يعط‬ ‫منها شيئا إل أراد أكثر وليس لذا غاية وقال رجل لب حازم أشكو إليك حب الدنيا وليست ل بدار فقال انظر ما آتاكه ال عز وجل منها‬ ‫فل تأخذه إل من حله ول تضعه إل ف حقه ول يضرك حب الدنيا وإنا قال هذا لنه لو آخذ نفسه بذلك للعبه حت يتبم بالدنيا ويطلب‬ ‫الروج منها وقال يي بن معاذ الدنيا حانوت الشيطان فل تسرق من حانوته شيئا فيجيء ف طلبه فيأخذك وقال الفضيل لو كانت الدنيا من‬ ‫ذهب يفن والخرة من خزف يبقى لكان ينبغي لنا أن نتار خزفا يبقى على ذهب يفن فكيف وقد اخترنا خزفا يفن على ذهب يبقى وقال‬ ‫أبو حازم إياكم والدنيا فإنه بلغن أنه يوقف العبد يوم القيامة إذا كان معظما الدنيا فيقال هذا عظم ما حقره ال وقال ابن مسعود ما أصبح‬ ‫أحد من الناس إل وهو ضيف وماله عارية فالضيف مرتل والعارية مردودة وف ذلك قيل وما الال والهلون إل ودائع ول بد يوما أن ترد‬ ‫الودائع وزار رابعة أصحابا فذكروا الدنيا فأقبلوا على ذمها فقالت اسكتوا عن ذكرها فلول موقعها من قلوبكم ما أكثرت من ذكرها أل من‬ ‫أحب شيئا أكثر من ذكره وقيل لبراهيم بن أدهم كيف أنت فقال نرقع دنيانا بتمزيق ديننا فل ديننا يبقى ول ما نرقع فطوب لعبد آثر ال‬ ‫ربه وجاد بدنياه لا يتوقع وقيل أيضا ف ذلك أرى طالب الدنيا وإن طال عمره ونال من الدنيا سرورا وأنعما كبان بن بنيانه فأقا مه فلما‬ ‫استوى ما قد بناه تدما وقيل أيضا ف ذلك هب الدنيا تساق إليك عفوا أليس مصي ذاك إل انتقال وما دنياك إل مثل فء أظلك ث آذن‬ ‫بالزوال وقال لقمان لبنه يا بن بع دنياك بآخرتك تربهما جيعا ول تبع آخرتك بدنياك تسرها جيعا وقال مطرف ابن الشخي ل تنظر إل‬ ‫خ فض ع يش اللوك ول ي رياش هم ول كن ان ظر إل سرعة ظعن هم وسوء منقلب هم وقال ا بن عباس إن ال تعال ج عل الدنيا ثل ثة أجزاء جزء‬

‫للمؤمن وجزء للمنافق وجزء للكافر فالؤمن يتزود والنافق يتزين والكافر يتمتع وقال بعضهم الدنيا جيفة فمن أراد منها شيئا فليصب على‬ ‫معاشرة الكلب وف ذلك قيل يا خاطب الدنيا إل نفسها تنح عن خطبتها تسلم إن الت تطب غدارة قريبة العرس من الأت وقال أبو الدرداء‬ ‫من هوان الدنيا على ال أنه ل يعصى إل فيها ول ينال ما عنده إل بتركها وف ذلك قيل إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت له عن عدو ف ثياب‬ ‫صديق وقيل أيضا يا راقد الليل مسرورا بأوله إن الوادث قد يطرقن أسحارا أفن القرون الت كانت منعمة كر الديدين إقبال وإدبارا كم‬ ‫قد أبادت صروف الدهر من ملك قد كان ف الدهر نفاعا وضرارا يا من يعانق دنيا ل بقاء لا يسي ويصبح ف دنياه سفارا هل تركت من‬ ‫الدنيا معانقة حت تعانق ف الفردوس أبكارا إن كنت تبغي جنان اللد تسكنها فينبغي لك أن ل تأمن النارا وقال أبو أمامة الباهلي رضي ال‬ ‫عنه لا بعث ممد صلى ال عليه وسلم أتت إبليس جنوده فقالوا قد بعث نب وأخرجت أمة قال يبون الدنيا قالوا نعم قال لئن كانوا يبون‬ ‫الدنيا ما أبال أن ل يعبدوا الوثان وإنا أغدو عليهم وأروح بثلث أخذ الال من غي حقه وإنفاقه ف غي حقه وإمساكه عن حقه والشر‬ ‫كان من هذا نبع وقال رجل لعلي كرم ال وجهه يا أمي الؤمني صف لنا الدنيا قال وما أصف لك من دار صح فيها سقم ومن أمن فيها‬ ‫ندم ومن افتقر فيها حزن ومن استغن فيها افتت ف حللا الساب وف حرامها العقاب ومتشابها العتاب وقيل له ذلك مرة أخرى فقال‬ ‫أطول أم أق صر فق يل ق صر فقال حلل ا ح ساب وحرام ها عذاب وقال مالك بن دينار اتقوا ال سحارة فإن ا ت سحر قلوب العلماء يع ن الدن يا‬ ‫وقال أبو سليمان الداران إذا كانت الخرة ف القلب جاءت الدنيا تزاحها فإذا كانت الدنيا ف القلب ل تزاحها الخرة لن الخرة كرية‬ ‫والدنيا لئيمة وهذا تشديد عظيم ونرجو أن يكون ما ذكره سيار بن الكم أصح إذ قال الدنيا والخرة يتمعان ف القلب فأيهما غلب كان‬ ‫الخر تبعا له وقال مالك بن دينار بقدر ما تزن للدنيا يرج هم الخرة من قلبك وبقدر ما تزن للخرة يرج هم الدنيا من قلبك وهذا‬ ‫اقتباس ما قاله علي كرم ال وجهه حيث قال الدنيا والخرة ضرتان فبقدر ما ترضى إحداها تسخط الخرى وقال السن وال لقد أدركت‬ ‫أقواما كانت الدنيا أهون عليهم من التراب الذي تشون عليه ما يبالون أشرقت الدنيا أم غربت ذهبت إل ذا أو ذهبت إل ذا وقال رجل‬ ‫للحسن ما تقول ف رجل آتاه ال مال فهو يتصدق منه ويصل منه أيسن له أن يتعيش فيه يعن يتنعم فقال ل لو كانت له الدنيا كلها ما‬ ‫كان له منها إل الكفاف ويقدم ذلك ليوم فقره وقال الفضيل لو أن الدنيا بذافيها عرضت علي حلل ل أحاسب عليها ف الخرة لكنت‬ ‫أتقذرها كما يتقذر أحدكم اليفة إذا مر با أن تصيب ثوبه وقيل لا قدم عمر رضي ال عنه الشام فاستقبله أبو عبيدة بن الراح على الناقة‬ ‫مطومة ببل فسلم وسأله ث أتى منله فلم ير فيه إل سيفه وترسه ورحله فقال له عمر رضي ال عنه لو اتذت متاعا فقال يا أمي الؤمني إن‬ ‫هذا يبلغنا القيل وقال سفيان خذ من الدنيا لبدنك وخذ من الخرة لقلبك وقال السن وال لقد عبدت بنو إسرائيل الصنام بعد عبادتم‬ ‫الرحن ببهم الدنيا وقال وهب قرأت ف بعض الكتب الدنيا غنيمة الكياس وغفلة الهال ل يعرفوها حت خرجوا منها فسألوا الرجعة فلم‬ ‫يرجعوا وقال لقمان لبنه يا بن إنك استدبرت الدنيا من يوم نزلتها واستقبلت الخرة فأنت إل دار تقرب منها أقرب من دار تباعد عنها‬ ‫وقال سعيد بن مسعود إذا رأيت العبد تزداد دنياه وتنقص آخرته وهو به راض فذلك الغون الذي يلعب بوجهه وهو ل يشعر وقال عمرو‬ ‫بن العاص على النب وال ما رأيت قوما قط أرغب فيما كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يزهد فيه منكم وال ما مر برسول ال صلى ال‬ ‫عليه وسلم ثلث إل والذي عليه أكثر من الذي له حديث عمرو بن العاص وال ما رأيت قوما قط أرغب فيما كان رسول ال صلى ال‬ ‫عليه وسلم يزهد فيه منكم الديث أخرجه الاكم وصححه ورواه أحد وابن حبان بنحوه وقال السن بعد أن تل قوله تعال فل تغرنكم‬ ‫الياة الدنيا من قال ذا قاله من خلقها ومن هو أعلم با إياكم وما شغل من الدنيا فإن الدنيا كثية الشغال ل يفتح رجل على نفسه باب‬ ‫شغل إل أوشك ذلك الباب أن يفتح عليه عشرة أبواب وقال أيضا مسكي ابن أدم رضي بدار حللا حساب وحرامها عذاب إن أخذه من‬ ‫حله حوسب به وإن أخذه من حرام عذب به ابن آدم يستقل ماله ول يستقل عمله يفرح بصيبتة ف دينه ويزع من مصيبته ف دنياه وكتب‬ ‫السن إل عمر بن عبد العزيز سلم عليك أما بعد فكأنك بآخر من كتب عليه الوت قد مات فأجابه عمر سلم عليك كأنك بالدنيا ول‬ ‫تكن وكأنك بالخرة ل تزل وقال الفضيل بن عياض الدخول ف الدنيا ه ي ول كن الروج من ها شديد وقال بعضهم عج با ل ن يعرف أن‬ ‫الوت حق كيف يفرح وعجبا لن يعرف أن النار حق كيف يضحك وعجبا لن رأى تقلب الدنيا بأهلها كيف يطمئن إليها وعجبا لن يعلم‬ ‫أن القدر حق كيف ينصب وقدم على معاوية رضي ال عنه رجل من نران عمره مائتا سنة فسأله عن الدنيا كيف وجدها فقال سنيات بلء‬ ‫وسنيات رخاء يوم فيوم وليلة فليلة يولد ولد ويهلك هالك فلول الولود لباد اللق ولول الالك ضاقت الدنيا بن فيها فقال له سل ما شئت‬ ‫قال عمر مضى فترده أو أجل حضر فتدفعه قال ل أملك ذلك قال ل حاجة ل إليك وقال داود الطائي رحه ال يا ابن آدم فرحت ببلوغ‬

‫أملك وإنا بلغته بانقضاه أجلك ث سوفت بعملك كان منفعته لغيك وقال بشر من سأل ال الدنيا فإنا يسأله طول الوقوف بي يديه وقال‬ ‫أبو حازم ما ف الدنيا شيء يسرك إل وقد ألصق ال إليه شيئا يسوءك وقال السن ل ترج نفس ابن آدم من الدنيا إل بسرات ثلث أنه ل‬ ‫يشبع ما جع ول يدرك ما أمل ول يسن الزاد لا يقدم عليه وقيل لبعض العباد قد نلت الغن فقال إنا نال الغن من عتق من رق الدنيا وقال‬ ‫أبو سليمان ل يصب عن شهوات الدنيا إل من كان ف قلبه ما يشغله بالخرة وقال مالك بن دينار اصطلحنا على حب الدنيا فل يأمر بعضنا‬ ‫بعضا ول ينهى بعضنا بعضا ول يدعنا ال على هذا فليت شعري أي عذاب ال ينل علينا وقال أبو حازم يسي الدنيا يشغل عن كثي الخرة‬ ‫وقال السن أهينوا الدنيا فو ال ما هي لحد بأهنأ منها لن أهانا وقال أيضا إذا أراد ال بعبد خيا أعطاه من الدنيا عطية ث يسك فإذا نفذ‬ ‫أعاد عليه وإذا هان عليه عبد بسط له الدنيا بسطا وكان بعضهم يقول ف دعائه يا مسك السماء أن تقع على الرض إل بإذنك أمسك الدنيا‬ ‫عن وقال ممد بن النكدر أرأيت لو أن رجل صام الدهر ل يفطر وقام الليل ل ينام وتصدق باله وجاهد ف سبيل ال واجتنب مارم ال‬ ‫غي أنه يؤتى به يوم القيامة فيقال إن هذا عظم ف عينه ما صغره ال وصغر ف عينه ما عظمه ال كيف ترى يكون حاله فمن منا ليس هكذا‬ ‫الدنيا عظيمة عنده مع ما اقترفنا من الذنوب والطايا وقال أبو حازم اشتدت مؤنة الدنيا والخرة فأما مؤنة الخرة فإنك ل تد عليها أعوانا‬ ‫وأما مؤنة الدنيا فإنك ل تضرب بيدك إل شيء منها إل وجدت فاجرا قد سبقك إليه وقال أبو هريرة الدنيا موقوفة بي السماء والرض‬ ‫كالشن البال تنادى ربا منذ خلقها إل يوم يفنيها يا رب يا رب ل تبغضن فيقول لا اسكت يا ل شيء وقال عبد ال بن البارك حب الدنيا‬ ‫والذنوب ف القلب قد احتوشته فمت يصل الي إليه وقال وهب بن منبه من فرح قلبه بشيء من الدنيا فقد أخطأ الكمة ومن جعل شهوته‬ ‫تت قدميه فرق الشيطان من ظله ومن غلب علمه هواه فهو الغالب وقيل لبشر مات فلن فقال جع الدنيا وذهب إل الخرة ضيع نفسه‬ ‫قيل له إنه كان يفعل ويفعل وذكروا أبوابا من الب فقال وما ينفع هذا وهو يمع الدنيا وقال بعضهم الدنيا تبغض إلينا نفسها ونن نبها‬ ‫فكيف لو تببت إلينا وقيل لكيم الدنيا لن هي قال لن تركها فقيل الخرة لن هي قال لن طلبها وقال حكيم الدنيا دار خراب وأخرب‬ ‫منها قلب من يعمرها والنة دار عمران وأعمر منها قلب من يطلبها وقال النيد كان الشافعي رحه ال من الريدين الناطقي بلسان الق ف‬ ‫الدنيا وعظ أخا له ف ال وخوفه بال فقال يا أخي إن الدنيا دحض مزلة ودار مذلة عمرانا إل الراب صائر وساكنها إل القبور زائر شلها‬ ‫على الفرقة موقوف وغناها إل الفقر مصروف الكثار فيها إعسار والعسار فيها يسار فافزع إل ال وارض برزق ال ل تتسلف من دار‬ ‫بقائك إل دار فنائك فإن عيش تك ف ء زائل وجدار مائل أك ثر من عملك وأق صر من أملك وقال إبراه يم بن أد هم لر جل أدر هم ف النام‬ ‫أحب إليك أم دينار ف اليقظة فقال دينار ف اليقظة فقال كذبت لن الذي تبه ف الدنيا كأنك تبه ف النام والذي ل تبه ف الخرة كأنك‬ ‫ل تبه ف اليقظة وعن إساعيل بن عياش قال كان أصحابنا يسمون الدنيا خنيرة فيقولون إليك عنا يا خنيرة فلو وجدوا لا أساء أقبح من‬ ‫هذا لسموها به وقال كعب لتحبب إليكم الدنيا حت تعبدوها وأهلها وقال يي بن معاذ الرازي رحه ال العقلء ثلثة من ترك الدنيا قبل أن‬ ‫تتركه وبن قبه قبل أن يدخله وأرضى خالقه قبل أن يلقاه وقال أيضا الدنيا بلغ شؤمها أن تنيك لا يلهيك عن طاعة ال فكيف الوقوع فيها‬ ‫وقال بكر بن عبد ال من أراد أن يستغن عن الدنيا بالدنيا كان كمطفيء النار بالتب وقال بندار إذا رأيت أبناء الدنيا يتكلمون ف الزهد‬ ‫فاعلم أنم ف سخرة الشيطان وقال أيضا من أقبل على الدنيا أحرقته نيانا يعن الرص حت يصي رمادا ومن أقبل على الخرة صفته بنيانا‬ ‫فصار سبيكة ذهب ينتفع به ومن أقبل على ال عز وجل أحرقته نيان التوحيد فصار جوهرا ل حد لقيمته وقال علي كرم ال وجهه إنا‬ ‫الدن يا ستة أشياء مطعوم ومشروب وملبوس ومركوب ومنكوح ومشموم فأشرف الطعومات الع سل و هو مذ قة ذباب وأشرف الشروبات‬ ‫الاء ويستوي فيه الب والفاجر وأشرف اللبوسات الرير وهو نسج دودة وأشرف الركوبات الفرس وعليه يقتل الرجال وأشرف النكوحات‬ ‫الرأة وهي مبال ف مبال وإن الرأة لتزين أحسن شيء منها ويراد أقبح شيء منها وأشرف الشمومات السك وهو دم بيان الواعظ ف ذم‬ ‫الدنيا وصفتها قال بعضهم يا أيها الناس اعملوا على مهل وكونوا من ال على وجل ول تغتروا بالمل ونسيان الجل ول تركنوا إل الدنيا‬ ‫فإنا غدارة خداعة قد تزخرف لكم بغرورها وفتنتكم بأمانيها وتزينت لطابا فأصبحت كالعروس الجلية العيون إليها ناظرة والقلوب عليها‬ ‫عاكفة والنفوس لا عاشقة فكم من عاشق لا قتلت ومطمئن إليها خذلت فانظروا إليها بعي القيقة فإنا دار كثي بوائقها وذمها خالقها‬ ‫جديدها يبلى وملكها يفن وعزيزها يذل وكثيها يقل ودها يوت وخيها يفوت فاستيقظوا رحكم ال من غفلتكم وانتبهوا من رقدتكم‬ ‫قبل أن يقال فلن عليل أو مدنف ثقيل فهو على الدواء من دليل وهل إل الطبيب من سبيل فتدعى له الطباء ول يرجى له الشفاء ث يقال‬ ‫فلن أو صى ولاله أح صى ث يقال قد ث قل ل سانه ف ما يكلم إخوانه ول يعرف جيانه وعرق ع ند ذلك جبينك وتتابع أنينك وث بت يقي نك‬

‫وطم حت جفو نك و صدقت ظنو نك وتلجلج ل سانك وب كى إخوا نك وق يل لك هذا اب نك فلن وهذا أخوك فلن ومن عت من الكلم فل‬ ‫تن طق وخ تم على ل سانك فل ينطلق ث حل بك القضاء وانتز عت نف سك من العضاء ث عرج ب ا إل ال سماء فاجت مع ع ند ذلك إخوا نك‬ ‫وأحضرت أكفا نك فغ سلوك وكفنوك فانق طع عوادك وا ستراح ح سادك وان صرف أهلك إل مالك وبق يت مرت نا بأعمالك وقال بعض هم‬ ‫لبعض اللوك إن أحق الناس بذم الدنيا وقلها من بسط له فيها وأعطى حاجته منها لنه يتوقع آفة تعدو على ماله فتجتاحه أو على جعه‬ ‫فتفرقه أو تأت سلطانه فتهدمه من القواعد أو تدب إل جسمه فتسقمه أو تفجعه بشيء هو ضني به بي أحبابه فالدنيا أحق بالذم هي الخذة‬ ‫ما تعطي الراجعة فيما تب بينا هي تضحك صاحبها إذا أضحكت منه غيه وبينا تبكي له إذ أبكت عليه وبينا هي تبسط كفها بالعطاء إذ‬ ‫بسطتها بالسترداد فتعقد التاج على رأس صاحبها اليوم وتعفره بالتراب غدا سواء عليها ذهاب ما ذهب وبقاء ما بقي تد ف الباقي من‬ ‫الذاهب خلفا وترضى بكل من كل بدل وكتب السن البصري إل عمر بن عبد العزيز أما بعد فإن الدنيا دار ظعن ليست بدار إقامة وإنا‬ ‫أنزل آدم عليه السلم من النة إل عقوبة فاحذرها يا أمي الؤمني فإن الزاد منها تركها والغن منها فقرها لا ف كل حي قتيل تذل من‬ ‫أعزها وتفقر من جعها هي كالسم يأكله من ل يعرفه وفيه حتفه فكن فيها كالداوي جراحه يتمي قليل مافة ما يكره طويل ويصب على‬ ‫شدة الدواء مافة طول الداء فاحذر هذه الدار الغدارة التالة الداعة الت قد تزينت بدعها وفتنت بغرورها حلت بآمالا وسوفت بطابا‬ ‫فأصبحت كالعروس الجلية العيون إليها ناظرة والقلوب عليها والة والنفوس لا عاشقة وهي لزواجها كلهم قالية فل الباقي بالاضي معتب‬ ‫ول الخر بالول مزدجر ول العارف بال عز وجل حي أخبه عنها مدكر فعاشق لا قد ظفر منها باجته فاغتر وطغى ونسي العاد فشغل‬ ‫فيها لبه حت زلت به قدمه فعظمت ندامته وكثرت حسرته واجتمعت عليه سكرات الوت وتأله وحسرات الفوت بغصته وراغب فيها ل‬ ‫يدرك منها ما طلب ول يروح نفسه من التعب فخرج بغي زاد وقدم على غي مهاد فاحذرها يا أمي الؤمني وكن أسر ما تكون فيها أحذر‬ ‫ما تكون ل ا فإن صاحب الدن يا كل ما اطمأن من ها إل سرور أشخ صته إل مكروه ال سار ف أهل ها غار والنا فع في ها غدار ضار و قد و صل‬ ‫الرخاء من ها بالبلء وج عل البقاء في ها إل فناء ف سروها مشوب بالحزان ل ير جع من ها ما ول وأدبر ول يدري ما هو آت فينت ظر أماني ها‬ ‫كاذبة وآمالا باطلة وصفوها كدر وعيشها نكد وابن آدم فيها على خطر إن عقل ونظر فهو من النعماء على خطر ومن البلء على الذر‬ ‫فلو كان الالق ل يب عنها خبا ول يضرب لا مثل لكانت الدنيا قد أيقظت النائم ونبهت الغافل فكيف وقد جاء من ال عز وجل عنها‬ ‫زاجرا وفيها واعظ فما لا عند ال جل ثناؤه قدر وما نظر إليها منذ خلقها ولقد عرضت على نبيك صلى ال عليه وسلم بفاتيحها وخزائنها‬ ‫ل ينقصه ذلك عند ال جناح بعوضة فأب أن يقبلها حديث السن وكتب به إل عمر بن عبد العزيز عرضت أي الدنيا على نبيك صلى ال‬ ‫عليه وسلم بفاتيحها وخزائنها الديث أخرجه أب الدنيا هكذا مرسل ورواه أحد والطبان متصل من حديث أب مويهبة ف أثناء حديث‬ ‫فيه إن قد أعطيت خزائن الدنيا واللد ث النة الديث وسنده صحيح وللترمذي من حديث أب أمامة عرض على رب ليجعل ل بطحاء‬ ‫مكة ذهبا الديث إذ كره أن يالف على ال أمره أو يب ما أبغضه خالقه أو يرفع ما وضع مليكه فزواها عن الصالي اختبارا وبسطها‬ ‫لعدائه اغترارا فيظن الغرور با القتدر عليها أنه أكرم با ونسي ما صنع ال عز وجل بحمد صلى ال عليه وسلم حي شد الجر على‬ ‫بطنه حديث السن مرسل ف شده الجر على بطنه أخرجه ابن أب الدنيا أيضا هكذا وللبخاري من حديث أنس رفعنا عن بطوننا عن حجر‬ ‫حجر فرفع رسول ال صلى ال عليه وسلم حجرين وقال حديث غريب ولقد جاءت الرواية عنه عن ربه عز وجل أنه قال لوسى عليه‬ ‫السلم إذا رأيت الغن مقبل فقل ذنب عجلت عقوبته وإذا رأيت الفقر مقبل فقل مرحبا بشعار الصالي وإن شئت اقتديت بصاحب الروح‬ ‫والكلمة عيسى ابن مري عليه السلم فإنه كان يقول إدامي الوع وشعاري الوف ولباسي الصوف وصلئي ف الشتاء ف مشارق الشمس‬ ‫وسراجي القمر ودابت رجلي وطعامي وفاكهت ما أنبتت الرض أبيت وليس ل شيء وأصبح وليس ل شيء وليس على الرض أحد أغن‬ ‫من وقال وهب بن منبه لا بعث ال عز وجل موسى وهارون عليهما السلم إل فرعون قال ل يرو عنكما لباسه الذي لبس من الدنيا فإن‬ ‫ناصيته بيدي ليس ينطق ول يطرف ول يتنفس إل بإذن ول يعجبنكما ما تتع به منها فإنا هي زهرة الياة الدنيا وزينة الترفي فلو شئت أن‬ ‫أزينك ما بزي نة من الدن يا يعرف فرعون ح ي يرا ها أن قدر ته تع جز ع ما أوتيت ما لفعلت ولك ن أر غب بك ما عن ذلك فأزوي ذلك عنك ما‬ ‫وكذلك أفعل بأوليائي إن لذودهم عن نعيمها كما يذود الراعي الشفيق غنمه عن مراتع اللكة وإن لجنبهم ملذها كما ينب الراعي‬ ‫الشف يق إبله عن منازل الغرة و ما ذاك لوان م علي ول كن لي ستكملوا ن صيبهم من كرام ت سالا موفرا إن ا يتز ين ل أوليائي بالذل والوف‬ ‫والضوع والتقوى تن بت ف قلوب م وتظ هر على أج سادهم ف هي ثياب م ال ت يلب سون ودثار هم الذي يظهرون وضمي هم الذي ي ستشعرون‬

‫وناتم الت با يفوزون ورجاؤهم الذي إياه يأملون ومدهم الذي به يفخرون وسيماهم الت با يعرفون فإذا لقيتهم فاخفض لم جناحك‬ ‫وذلل لم قلبك ولسانك واعلم أنه من أخاف ل وليا فقد بارزن بالحاربة ث أنا الثائر له يوم القيامة وخطب علي كرم ال وجهه يوما خطبة‬ ‫فقال في ها اعلموا أن كم ميتون ومبعوثون من ب عد الوت وموقوفون على أعمال كم ومزيون ب ا فل تغرن كم الياة الدن يا فإن ا بالبلء مفو فة‬ ‫وبالفناء معروفة وبالغدر موصوفة وكل ما فيها إل زوال وهي بي أهلها دول وسجال ل تدوم أحوالا ول يسلم من شرها نزالا بينا أهلها‬ ‫منها ف رخاء وسرور إذا هم منها ف بلء وغرور أحوال متلفة وتارات منصرفة العيش فيها مذموم والرخاء فيها ل يدوم وإنا أهلها فيها‬ ‫أغراض مستهدفة ترميهم بسهامها وتقصيهم بمامها وكل حتفه فيها مقدور وحظه فيها موفور واعلموا عباد ال أنكم وما أنتم فيه من هذه‬ ‫الدنيا على سبيل من قد مضى من كان أطول منكم أعمارا وأشد منكم بطشا وأعمر ديارا وأبعد آثارا فأصبحت أصواتم هامدة خامدة من‬ ‫بعد طول تقلبها وأجسادهم بالية وديارهم على عروشها خاوية وآثارهم عافية واستبدلوا بالقصور الشيدة والسرر والنمارق المهدة الصخور‬ ‫والحجار السندة ف القبور اللطئة اللحدة فمحلها مقترب وساكنها مغترب بي أهل عمارة موحشي وأهل ملة متشاغلي ل يستأنسون‬ ‫بالعمران ول يتواصلون تواصل اليان والخوان على ما بينهم من قرب الكان والوار ودنو الدار وكيف يكون بينهم تواصل وقد طحنهم‬ ‫بكلكله البل وأكلت هم النادل والثرى وأ صبحوا ب عد الياة أموا تا وب عد نضارة الع يش رفا تا ف جع ب م الحباب و سكنوا ت ت التراب ظعنوا‬ ‫فل يس ل م إياب هيهات هيهات كل إن ا كل مة هو قائل ها و من ورائ هم برزخ إل يوم يبعثون فكأن قد صرت إل ما صاروا إل يه من البلء‬ ‫والوحدة ف دار الثوى وارتن تم ف ذلك الض جع وضم كم ذلك ال ستودع فك يف ب كم لو عاين تم المور وبعثرت القبور وح صل ما ف‬ ‫الصدور وأوقفتم للتحصيل بي يدي اللك الليل فطارت القلوب لشفاقها من سالف الذنوب وهتكت عنكم الجب والستار وظهرت‬ ‫من كم العيوب وال سرار هنالك تزى كل ن فس ب ا ك سبت إن ال عز و جل يقول ليجزى الذي أ ساءوا ب ا عملوا ويزى الذي أح سنوا‬ ‫بالسن وقال تعال ووضع الكتاب فترى الجرمي مشفقي ما فيه الية جعلنا ال وإياكم عاملي بكتابه متبعي لوليائه حت يلنا وإياكم دار‬ ‫القامة من فضله إنه حيد ميد وقال بعض الكماء اليام سهام والناس أغراض والدهر يرميك كل يوم بسهامه ويترمك بلياليه وأيامه حت‬ ‫يستغرق جيع أجزائك فكيف بقاء سلمتك مع وقوع اليام بك وسرعة الليال ف بدنك لو كشف لك عما أحدثت اليام فيك من النقص‬ ‫لستوحشت من كل يوم يأت عليك واستثقلت مر الساعة بك ولكن تدبي ال فوق تدبي العتبار وبالسلو عن غوائل الدنيا وجد طعم لذاتا‬ ‫وإنا لمر من العلقم إذا عجنها الكيم وقد أعيت الواصف لعيوبا بظاهر أفعالا وما تأت به من العجائب أكثر ما ييط به الواعظ اللهم‬ ‫أرشدنا إل الصواب وقال بعض الكماء وقد استوصف الدنيا وقدر بقائها فقال الدنيا وقتك الذي يرجع إليك فيه طرفك لن ما مضى عنك‬ ‫ف قد فاتك إدراكه وما ل يأت فل علم لك به والد هر يوم مقبل تنعاه ليلته وتطويه ساعاته وأحداثه تتوال على الن سان بالتغيي والنق صان‬ ‫والدهر موكل بتشتيت الماعات وانرام الشمل وتنقل الدول والمل طويل والعمر قصي وإل ال تصي المور وخطب عمر بن عبد العزيز‬ ‫رحة ال عليه فقال يا أيها الناس إنكم خلقتم لمر إن كنتم تصدقون به فإنكم حقى وإن كنتم تكذبون به فإنكم هلكى إنا خلقتم للبد‬ ‫ولكنكم من دار إل دار تنقلون عباد ال إنكم ف دار لكم فيها من طعامكم غصص ومن شرابكم شرق ل تصفو لكم نعمة تسرون با إل‬ ‫بفراق أخرى تكرهون فراقها فاعملوا لا أنتم صائرون إليه وخالدون فيه ث غلبه البكاء ونزل قال علي كرم ال وجهه ف خطبته أو صيكم‬ ‫بتقوى ال والترك للدنيا التاركة لكم وإن كنتم ل تبون تركها البلية أجسامكم وأنتم تريدون تديدها فإنا مثلكم ومثلها كمثل قوم ف سفر‬ ‫سلكوا طريقا وكأنم قطعوه وأفضوا إل علم فكأنم بلغوه وكم عسى أن يري الجرى حت ينتهي إل الغاية وكم عسى أن يبقى من له يوم‬ ‫ف الدنيا وطالب حثيث يطلبه حت يفارقها فل تزعوا لبؤسها وضرائها فإنه إل انقطاع ول تفرحوا بتاعها ونعمائها فإنه إل زوال عجبت‬ ‫لطالب الدنيا والوت يطلبه وغافل وليس بغفول عنه وقال ممد بن السي لا علم أهل الفضل والعلم والعرفة والدب أن ال عز وجل قد‬ ‫أهان الدنيا وأنه ل يرضها لوليائه وأنا عنده حقية قليلة وأن رسول ال صلى ال عليه وسلم زهد فيها وحذر أصحابه من فتنتها أكلوا منها‬ ‫قصدا وقدموا فضل وأخذوا منها ما يكفي وتركوا ما يلهي لبسوا من الثياب ما ستر العورة وأكلوا من الطعام أدناه ما سد الوعة ونظروا‬ ‫إل الدنيا بعي أنا فانية وإل الخرة أنا باقية فتزودوا من الدنيا كزاد الراكب فخربوا الدنيا وعمروا با الخرة ونظروا إل الخرة بقلوبم‬ ‫فعلموا أنم سينظرون إليها بأعينهم فارتلوا إليها بقلوبم لا علموا أنم سيتلون إليها بأبدانم تعبوا قليل وتنعموا طويل كل ذلك بتوفيق‬ ‫مول هم الكري أ حب ما أ حب لم وكرهوا ما كره ل م بيان صفة الدن يا بالمثلة اعلم أن الدن يا سريعة الفناء قريبة النقضاء ت عد بالبقاء ث‬ ‫تلف ف الوفاء تنظر إليها فتراها ساكنة مستقرة وهي سائرة سيا عنيفا ومرتلة ارتال سريعا ولكن الناظر إليها قد ل يس بركتها فيطمئن‬

‫إليها وإنا يس عند انقضائها ومثالا الظل فإنه متحرك ساكن متحرك ف القيقة ساكن الظاهر ل تدرك حركته بالبصر الظاهر بل بالبصية‬ ‫الباطنة ولا ذكرت الدنيا عند السن البصري رحه ال أنشد وقال أحلم نوم أو كظل زائل إن اللبيب بثلها ل يدع وكان السن بن علي‬ ‫بن أ ب طالب كرم ال وج هه يتم ثل كثيا ويقول يا أ هل لذات دن يا ل بقاء ل ا إن اغترارا ب ظل زائل ح ق وق يل إن هذا من قوله ويقال إن‬ ‫أعرابيا نزل بقوم فقدموا إليه طعاما فأكل ث قام إل ظل خيمة لم فنام هناك فاقتلعوا اليمة فأصابته الشمس فانتبه فقام وهو يقول أل إنا‬ ‫الدن يا ك ظل ثن ية ول بد يو ما أن ظلك زائل وكذلك ق يل وإن امرأ دنياه أ كب ه ه ل ستمسك من ها ب بل غرور مثال آ خر للدن يا من ح يث‬ ‫التغر ير بيالت ا ث الفلس من ها ب عد إفلت ا تش به خيالت النام وأضغاث الحلم قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم الدن يا حلم وأهل ها‬ ‫عليها مازون ومعاقبون حديث الدنيا حلم وأهلها عليها مازون ومعاقبون ل أجد له أصل وقال يونس بن عبيد ما شبهت نفسي ف الدنيا‬ ‫إل كرجل نام فرأى ف منا مه ما يكره وما يب فبينما هو كذلك إذ انت به فكذلك الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا فإذا ليس بأيدي هم شيء م ا‬ ‫ركنوا إليه وفرحوا به وقيل لبعض الكماء أي شيء أشبه بالدنيا قال أحلم النائم مثال آخر للدنيا ف عداوتا لهلها وإهلكها لبنيها اعلم‬ ‫أن طبع الدنيا التلطف ف الستدراج أول والتوصل إل الهلك آخرا وهي كامرأة تتزين للخطاب حت إذا نكحتهم ذبتهم وقد روي أن‬ ‫عيسى عليه السلم كوشف بالدنيا فرآها ف صورة عجوز هتماء عليها من كل زينة فقال لا كم تزوجت قالت ل أحصيهم قال فكلهم‬ ‫مات عنك أم كلهم طلقك قالت بل كلهم قتلت فقال عيسى عليه السلم بؤسا لزواجك الباقي كيف ل يعتبون بأزواجك الاضي كيف‬ ‫تلكينهم واحدا بعد واحد ول يكونون منك على حذر مثال آخر للدنيا ف مالفة ظاهرها لباطنها اعلم أن الدنيا مزينة الظواهر قبيحة السرائر‬ ‫و هي شبسه عجوز متزي نة تدع الناس بظاهر ها فإذا وقفوا على باطن ها وكشفوا القناع عن وجه ها ت ثل لمس قبائح ها فندموا على اتباع ها‬ ‫وخجلوا من ضعف عقولم ف الغترار بظاهرها وقال العلء بن زياد رأيت ف النام عجوزا كبية متعصبة اللد عليها من كل زينة الدنيا‬ ‫والناس عكوف عليها معجبون ينظرون إليها فجئت ونظرت وتعجبت من نظرهم إليها وإقبالم عليها فقلت لا ويلك من أنت قالت أو ما‬ ‫تعرفن قلت ل أدري من أنت قالت أنا الدنيا قلت أعوذ بال من شرك قالت إن أحببت أن تعاذ من شري فأبغض الدرهم قال أبو بكر بن‬ ‫عياش رأيت الدنيا ف النوم عجوزا مشوهة شطاء تصفق بيديها وخلفها خلق يتبعونا ويصفقون ويرقصون فلما كانت بذائي أقبلت علي‬ ‫فقالت لو ظفرت بك لصنعت بك مثل ما صنعت بؤلء ث بكى أبو بكر وقال رأيت هذا قبل أن أقدم إل بغداد وقال الفضيل بن عياض قال‬ ‫ا بن عباس يؤ تى بالدن يا يوم القيا مة ف صورة عجوز شطاء زرقاء أنياب ا باد ية ومشوه خلق ها فتشرف على اللئق فيقال ل م أتعرفون هذه‬ ‫فيقولون نعوذ بال من معرفة هذه فيقال هذه الدنيا الت تناحرت عليها با تقاطعتم الرحام وبا تاسدت وتباغضتم واغتررت ث يقذف با ف‬ ‫جهنم فتنادي أي رب أين أتباعي وأشياعي فيقول ال عز وجل ألقوا با أتباعها وأشياعها وقال الفضيل بلغن أن رجل عرج بروحه فإذا‬ ‫امرأة على قارعة الطريق عليها من كل زينة من اللي والثياب وإذا ل ير با أحد إل جرحته فإذا هي أدبرت كانت أحسن شيء رآه الناس‬ ‫وإذا هسي أقبلت كانست أقبسح شيسء رآه الناس عجوز شطاء زرقاء عمشاء قال فقلت أعوذ بال منسك قالت ل وال ل يعيذك ال منس حتس‬ ‫تبغض الدرهم قال فقلت من أنت قالت أنا الدنيا مثال آخر للدنيا وعبور النسان با اعلم أن الحوال ثلثة حالة ل تكن فيها شيئا وهي ما‬ ‫قبل وجودك إل الزل وحالة ل تكون فيها مشاهدا للدنيا وهي ما بعد موتك إل البد وحالة متوسطة بي البد والزل وهي أيام حياتك ف‬ ‫الدنيا فانظر إل مقدار طولا وانسبه إل طرف الزل والبد حت تعلم إنه أقل من منل قصي ف سفر بعيد ولذلك قال صلى ال عليه وسلم‬ ‫مال وللدنيا وإنا مثلي ومثل الدن يا كمثل راكب سار ف يوم صائف فرف عت شجرة فقال تت ظل ها ساعة ث راح وتركها حديث مال‬ ‫وللدنيا إنا مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب الديث أخرجه الترمذي وابن ماجه والاكم من حديث ابن مسعود بنحوه ورواه أحد والاكم‬ ‫وصححه من حديث ابن عباس ومن رأى الدنيا بذه العي ل يركن إليها ول يبال كيف انقضت أيامه ف ضر وضيق أو ف سعة ورفاهية بل‬ ‫ل يبن لبنة على لبنة توف رسول ال صلى ال عليه وسلم وما وضع لبنة على لبنة ول قصبة على قصبة حديث ما وضع لبنة على لبنة الديث‬ ‫أخرجه ابن حبان ف الثقات وللطبان ف الوسط من حديث عائشة بسند ضعيف من سأل عن أو سره أن ينظر إل فلينظر إل أشعث‬ ‫شاحب مشمر ل يضع لبنة على لبنة الديث ورأى بعض الصحابة يبن بيتا من جص فقال أرى المر أعجل من هذا وأنكر ذلك حديث‬ ‫رأى بعض أصحابه يبن بيتا من جص فقال أرى المر أعجل من هذا أخرجه أبو داود والترمذي من حديث عبد ال بن عمرو وقال حسن‬ ‫صحيح وإل هذا أشار عيسى عليه السلم حيث قال الدنيا قنطرة فاعبوها ول تعمروها وهو مثال واضح فإن الياة الدنيا معب إل الخرة‬ ‫والهد هو اليل الول على رأس القنطرة واللحد هو اليل الخر وبينهما مسافة مدودة فمن الناس من قطع نصف القنطرة ومنهم من قطع‬

‫ثلث ها ومن هم من قطع ثلثي ها ومن هم من ل يبق له إل خطوة واحدة وهو غا فل عن ها وكيفما كان فل بد له من العبور والبناء على القنطرة‬ ‫وتزيينها بأصناف الزينة وأنت عابر عليها غاية الهل والذلن مثال آخر للدنيا ف لي موردها وخشونة مصدرها أعلم أن أوائل الدنيا تبدو‬ ‫هينة لينة يظن الائض فيها أن حلوة خفضها كحلوة الوض فيها وهيهات فإن الوض ف الدنيا سهل والروج منها مع السلمة شديد‬ ‫وقد كتب علي رضي ال عنه إل سلمان الفارسي بثالا فقال مثل الدنيا مثل الية لي مسها ويقتل سها فأعرض عما يعجبك منها لقلة ما‬ ‫يصحبك منها وضع عنك هومها با أيقنت من فراقها وكن أسر ما تكون فيها أحذر ما تكون لا فإن صاحبها كلما اطمأن منها إل سرور‬ ‫أشخ صه عنه مكروه وال سلم مثال آخر للدنيا ف تعذر اللص من تبعتها ب عد الوض فيها قال رسول ال صلى ال عليه و سلم إن ا مثل‬ ‫صاحب الدنيا كالاشي ف الاء هل يستطيع الذي يشي ف الاء أن ل تبتل قدماه حديث إنا مثل صاحب الدنيا كمثل الاشي ف الاء الديث‬ ‫أخرجه ابن أب الدنيا والبيهقي ف الشعب من رواية السن قال بلغن أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال فذكره ووصله البيهقي ف‬ ‫الش عب و ف الز هد من روا ية ال سن عن أ نس وهذا يعر فك جهاله قوم ظنوا أن م يوضون ف نع يم الدن يا بأبدان م وقلوب م من ها مطهرة‬ ‫وعلئقها عن بواطنهم منقطعة وذلك مكيدة من الشيطان بل لو أخرجوا ما هم فيه لكانوا من أعظم التفجعي بفراقها فكما أن الشي على‬ ‫الاء يقتضي بلل ل مالة يلتصق بالقدم فكذلك ملبسة الدنيا تقتضي علقة وظلمة ف القلب بل علقة الدنيا مع القلب تنع حلوة العبادة‬ ‫قال عيسى عليه السلم بق أقول لكم كما ينظر الريض إل الطعام فل يلتذ به من شدة الوجع كذلك صاحب الدنيا ل يلتذ بالعبادة ول يد‬ ‫حلوتا مع ما يد من حب الدنيا وبق أقول لكم إن الدابة إذا ل تركب وتتهن تصعب ويتغي خلقها كذلك القلوب إذا ل ترقق بذكر‬ ‫الوت ون صب العبادة تق سو وتغلظ وب ق أقول ل كم إن الزق ما ل ينخرق أو يق حل يو شك أن يكون وعاء للع سل كذلك القلوب ما ل‬ ‫ترقها الشهوات أو يدنسها الطمع أو يقسيها النعيم فسوف تكون أوعية للحكمة وقال النب صلى ال عليه وسلم إنا بقي من الدنيا بلء‬ ‫وفتنة وإنا مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء إذا طاب أعله طاب أسفله وإذا خبث أعله خبث أسفله حديث إنا بقي من الدنيا بلء وفتنة‬ ‫الديث أخرجه ابن ماجه من حديث معاوية فرقه ف موضعي ورجاله ثقات مثال آخر لا بقي من الدنيا وقلته بالضافة لا سبق قال رسول‬ ‫ال صلى ال عليه وسلم مثل هذه الدنيا مثل ثوب شق من أوله إل آخره فبقي متعلقا بيط ف آخره فيوشك ذلك اليط أن ينقطع حديث‬ ‫مثل هذه الدنيا كمثل ثوب شق من أوله إل آخره أخرجه أبو الشيخ ابن حبان ف الثواب وأبو نعيم ف اللية والبيهقي ف شعب اليان من‬ ‫حديث أنس بسند ضعيف مثال آخر لتأدية علئق الدنيا بعضها إل بعض حت اللك قال عيسى عليه السلم مثل طالب الدنيا مثل شارب‬ ‫ماء البحر كلما ازداد شربا ازداد عطشا حت يقتله مثال آخر لخالفة آخر الدنيا أولا ولنضارة أوائلها وخبث عواقبها اعلم أن شهوات الدنيا‬ ‫ف القلب لذيذة كشهوات الطعمة ف العدة وسيجد العبد عند الوت لشهوات الدنيا ف قلبه من الكراهة والنت والقبح ما يده للطعمة‬ ‫اللذيذة إذا بلغت ف العدة غايتها وكما أن الطعام كلما كان ألذ طعما وأكثر دسا وأظهر حلوة كان رجيعه أقذر وأشد نتنا فكذلك كل‬ ‫شهوة ف القلب هي أشهى وألذ وأقوى فنتنها وكراهتها والتأذي با عند الوت أشد بل هي ف الدنيا مشاهدة فإن من نبت داره وأخذ أهله‬ ‫وماله وولده فتكون مصيبته وأله وتفجعه ف كل ما فقد بقدر لذته به وحبه له وحرصه عليه فكل ما كان عند الوجود أشهى عنده وألذ فهو‬ ‫عند الفقد أدهى وأمر ول معن للموت إل فقد ما ف الدنيا وقد روي أن النب صلى ال عليه وسلم قال للضحاك بن سفيان الكلب ألست‬ ‫تؤت بطعامك وقد ملح وقزح ث تشرب عليه اللب والاء قال بلى قال فإلم يصي قال إل ما قد علمت يا رسول ل قال فإن ال عز وجل‬ ‫ضرب مثل الدنيا با يصي إليه طعام ابن آدم حديث أنه قال للضحاك بن سفيان الكلب ألست تؤت بطعامك وقد ملح وقزح الديث وفيه‬ ‫فإن ال ضرب مثل الدنيا لا يصي إليه طعام بن آدم أخرجه أحد والطبان من حديثه بنحوه وفيه علي بن زيد بن جدعان متلف فيه وقال‬ ‫أب بن كعب قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن الدنيا ضربت مثل لبن آدم فانظر إل ما يرج من ابن آدم وإن قزحه وملحه إلم يصي‬ ‫حديث أب بن كعب إن الدنيا ضربت مثل لبن آدم الديث أخرجه الطبان وابن حبان بلفظ إن مطعم ابن آدم قد ضرب للدنيا مثل ورواه‬ ‫عبد ال بن أحد ف زياداته بلفظ جعل وقال صلى ال عليه وسلم إن ال ضرب الدنيا لطعم ابن آدم مثل وضرب مطعم ابن آدم للدنيا مثل‬ ‫وإن قزحه وملحه حديث إن ال ضرب الدنيا لطعم ابن آدم مثل وضرب مطعم ابن آدم للدنيا مثل الديث الشطر الول منه غريب والشطر‬ ‫الخي هو الذي تقدم من حديث الضحاك بن سفيان إن ال ضرب ما يرج من بن آدم مثل للدنيا وقال السن قد رأيتهم يطيبونه بالفاويه‬ ‫والطيب ث يرمون به حيث رأيتم وقد قال ال عز وجل فلينظر النسان إل طعامه قال ابن عباس إل رجيعه وقال رجل لبن عمر إن أريد أن‬ ‫أسألك وأستحي قال فل تستحي واسأل قال إذا قضى أحدنا حاجته فقام ينظر إل ذلك منه قال نعم إن اللك يقول له انظر إل ما بلت به‬

‫أنظر إل ماذا صار وكان بشر بن كعب يقول انطلقوا حت أريكم الدنيا فيذهب بم إل مزبلة فيقول انظروا إل ثارهم ودجاجهم وعسلهم‬ ‫وسنهم مثال آخر ف نسبة الدنيا إل الخرة قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ما الدنيا ف الخرة إل كمثل ما يعل أحدكم أصبعه ف اليم‬ ‫فلينظر أحدكم ب يرجع إليه حديث ما الدنيا ف الخرة إل كمثل ما يعل أحدكم أصبعه ف اليم فلينظر ب يرجع إليه أخرجه مسلم من‬ ‫حديث الستورد بن شداد مثال آخر للدنيا وأهلها ف اشتغالم بنعيم الدنيا وغفلتهم عن الخرة وخسرانم العظيم بسببها اعلم أن أهل الدنيا‬ ‫مثل هم ف غفلت هم م ثل قوم ركبوا سفينة فانت هت ب م إل جزيرة فأمر هم اللح بالروج إل قضاء الا جة وحذر هم القام وخوف هم مرور‬ ‫السفينة واستعجالا فتفرقوا ف نواحي الزيرة فقضى بعضهم حاجته وبادر إل السفينة فصادف الكان خاليا فأخذ أوسع الماكن وألينها‬ ‫وأوفقها لراده وبعضهم توقف ف الزيرة ينظر إل أنوارها وأزهارها العجيبة وغياضها اللتفة ونغمات طيورها الطيبة وألانا الوزونة الغريبة‬ ‫وصار يلحظ من بريتها أحجارها وجواهرها ومعادنا الختلفة اللوان والشكال السنة النظر العجيبة النقوش السالبة أعي الناظرين بسن‬ ‫زبرجدها وعجائب صورها ث تنبه لطر فوات السفينة فرجع إليها فلم يصادف إل مكانا ضيقا حرجا فاستقر فيه وبعضهم أكب على تلك‬ ‫الصداف والحجار وأعجبه حسنها ول تسمح نفسه بإهالا فاستصحب منها جلة فلم يد ف السفينة إل مكانا ضيقا وزاده ما حله من‬ ‫الجارة ضيقا وصار ثقيل عليه ووبال فندم على أخذه ول يقدر على رميه ول يد مكانا لوضعه فحمله ف السفينة على عنقه وهو متأسف‬ ‫على أخذه وليس ينفعه التأسف وبعضهم تول الغياض ونسي الركب وبعد ف متفرجه ومتنهه منه حت ل يبلغه نداء اللح لشتغاله بأكل‬ ‫تلك الثمار واسستشمام تلك النوار والتفرج بيس تلك الشجار وهسو مسع ذلك خائف على نفسسه مسن السسباع وغيس خال مسن السسقطات‬ ‫والنكبات ول منفك عن شوك ينشب بثيابه وغضن يرح بدنه وشوكة تدخل ف رجله وصوت هائل يفزع منه وعوسج يرق ثيابه ويهتك‬ ‫عورته وينعه عن النصراف لو أراده فلما بلغه نداء أهل السفينة انصرف مثقل با معه ول يد ف الركب موضعا فبقي ف الشط حت مات‬ ‫جوعا وبعض هم ل يبل غه النداء و سارت السفينة فمن هم من افترسته ال سباع ومنهم من تاه فهام على وجهه حت هلك ومنهم من مات ف‬ ‫الوحال ومنهم من نشته اليات فتفرقوا كاليف النتنة وأما من وصل إل الركب بثقل ما أخذه من الزهار والحجار فقد استرقته وشغله‬ ‫الزن بفظ ها والوف من فوت ا وقسد ضيقست عليسه مكانسه فلم يلبسث أن ذبلت تلك الزهار وكمدت تلك اللوان والحجار فظ هر نتس‬ ‫رائحتها فصارت مع كونا مضيقة عليه مؤذية له بنتنها ووحشتها فلم يد حيلة إل أن ألقاها ف البحر هربا منها وقد أثر فيه ما أكل منها فلم‬ ‫ينته إل الوطن إل بعد أن ظهرت عليه السقام بتلك الروائح فبلغ سقيما مدبرا ومن رجع قريبا ما فاته إل سعة الحل فتأدى بضيق الكان‬ ‫مدة ول كن ل ا و صل إل الو طن ا ستراح و من ر جع أول و جد الكان الو سع وو صل إل الو طن سالا فهذا مثال أ هل الدن يا ف اشتغال م‬ ‫بظوظهم العاجلة ونسيانم موردهم ومصدرهم وغفلتهم عن عاقبة أمورهم وما أقبح من يزعم أنه بصي عاقل أن تغره أحجار الرض وهي‬ ‫الذهب والف ضة وهشيم النبت وهي زينة الدنيا وشيء من ذلك ل يصحبه عند الوت بل ي صي كل ووبال عليه وهو ف الال شا غل له‬ ‫بالزن والوف عليه وهذه حال اللق كلهم إل من عصمه ال عز وجل مثال آخر لغتزار اللق بالدنيا وضعف إيانم قال السن رحه ال‬ ‫بلغن أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لصحابه إنا مثلي ومثل كم ومثل الدنيا كمثل قوم سلكوا مفازة غباء حت إذا ل يدروا ما‬ ‫سلكوا من ها أك ثر أو ما ب قي أنفدوا الزاد وخ سروا الظ هر وبقوا ب ي ظهرا ن الفازة ول زاد ول حولة فأيقنوا بالل كة فبين ما هم كذلك إذ‬ ‫خرج عليهم رجل ف حلة تقطر رأسه فقالوا هذا قريب عهد بريف وما جاءكم هذا إل من قريب فلما انتهى إليهم قال يا هؤلء فقالوا يا‬ ‫هذا فقال علم أن تم فقالوا على ما ترى فقال أرأي تم إن هديت كم إل ماء رواء ورياض خ ضر ما تعملون قالوا ل نع صيك شيئا قال عهود كم‬ ‫ومواثيقكم بال فأعطوه عهودهم ومواثيقهم بال ل يعصونه شيئا قال فأوردهم ماء رواء ورياضا خضرا فمكث فيهم ما شاء ال ث قال يا‬ ‫هؤلء قالوا يا هذا قال الرحيل قالوا إل أين قال إل ماء ليس كمائكم وإل رياض ليست كرياضكم فقال أكثرهم وال ما وجدنا هذا حت‬ ‫ظننا أنا لن نده وما نصنع بعيش خي من هذا وقالت طائفة وهم أقلهم أل تعطوا هذا الرجل عهودكم ومواثيقكم بال أن ل تعصوه شيئا‬ ‫وقد صدقكم ف أول حديثه فوال ليصدقنكم ف آخره فراح فيمن اتبعه وتلف بقيتهم فبدرهم عدو فأصبحوا بي أسي وقتيل حديث السن‬ ‫بلغن أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لصحابه إنا مثلي ومثلكم ومثل الدنيا كمثل قوم سلكوا مفازة غباء الديث أخرجه ابن أب‬ ‫الدنيا هكذا بطوله لحد والبزار والطبان من حديث ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أتاه فيما يرى النائم ملكان الديث وفيه‬ ‫فقال أي أحد اللكي إن مثل هذا ومثل أمته كمثل قوم سفر انتهوا إل مفازة فذكر نوه اخصر منه وإسناده حسن ومثال آخر لتنعم الناس‬ ‫بالدنيا ث تفجعهم على فراقها اعلم أن مثل الناس فيما أعطوا من الدنيا مثل رجل هيأ دارا وزينها وهو يدعو إل داره على الترتيب قو ما‬

‫واحدا بعد واحد فدخل واحد داره فقدم إليه طبق ذهب عليه بور ورياحي ليشمه ويتركه لن يلحقه ل ليتملكه ويأخذه فجهل رسه وظن‬ ‫أنه قد و هب ذلك فتعلق به قل به ل ا ظن أ نه له فل ما ا سترجع م نه ض جر وتف جع و من كان عال ا برسه انت فع به وشكره ورده بطيب قلب‬ ‫وانشراح صدر وكذلك من عرف سنة ال ف الدنيا علم أنا دار ضيافة سبلت على الجتازين ل على القيمي ليتزودوا منها وينتفعوا با فيها‬ ‫كما ينتفع السافرون بالعواري ول يصرفون إليها كل قلوبم حت تعظم مصيبتهم عند فراقها فهذه أمثلة الدنيا وآفاتا وغوائلها نسأل ال‬ ‫تعال اللطيف البي ح سن العون بكر مه وحلمه بيان حقي قة الدنيا وماهيت ها ف حق العبد اعلم أن معرفة ذم الدنيا ل تكفيك ما ل تعرف‬ ‫الدنيا الذمومة ما هي وما الذي ينبغي أن يتنب منها وما الذي ل يتنب فل بد وأن نبي الدنيا الذمومة الأمور باجتنابا لكونا عدوة قاطعة‬ ‫لطريق ال ما هي فنقول دنياك وآخرتك عبارة عن حالتي من أحوال قلبك فالقريب الدان منها يسمى دنيا وهو كل ما قبل الوت والتراخي‬ ‫التأخر يسمى آخرة وهو ما بعد الوت فكل ما لك فيه حظ ونصيب وغرض وشهوة ولذة عاجل الال قبل الوفاة فهي الدنيا ف حقك إل‬ ‫أن جيع مالك إليه ميل وفيه نصيب وحظ فليس بذموم بل هو ثلثة أقسام القسم الول ما يصحبك ف الخرة وتبقى معك ثرته بعد الوت‬ ‫و هو شيئان العلم والع مل ف قط وأع ن بالعلم العلم بال و صفاته وأفعاله وملئك ته وكت به ور سله وملكوت أر ضه و سائه والعلم بشري عة نبيه‬ ‫وأعن بالعمل العبادة الالصة لوجه ال تعال وقد يأنس العال بالعلم حت يصي ذلك ألذ الشياء عنده فيهجر النوم والطعم والنكح ف لذته‬ ‫لنه أشهى عنده من جيع ذلك فقد صار حظا عاجل ف الدنيا ولكنا إذا ذكرنا الدنيا الذمومة ل نعد هذا من الدنيا أصل بل قلنا إنه من‬ ‫الخرة وكذلك العابد قد يأنس بعبادته فيستلذها بيث لو منع عنها لكان ذلك أعظم العقوبات عليه حت قال بعضهم ما أخاف من الوت‬ ‫إل من حيث يول بين وبي قيام الليل وكان آخر يقول اللهم ارزقن قوة الصلة والركوع والسجود ف القب فهذا قد صارت الصلة عنده‬ ‫من حظوظه العاجلة وكل حظ عاجل فاسم الدنيا ينطلق عليه من حيث الشتقاق من الدنو ولكنا لسنا نعن بالدنيا الذمومة ذلك وقد قال‬ ‫صلى ال عليه وسلم حبب إل من دنياكم ثلث النساء والطيب وقرة عين ف الصلة حديث حبب إل من دنياكم ثلث الطيب والنساء‬ ‫وقرة عين ف الصلة أخرجه النسائي والاكم من حديث أنس دون قوله ثلث وتقدم ف النكاح فجعل الصلة من جلة ملذ الدنيا وكذلك‬ ‫كل ما يدخل ف الس والشاهدة فهو من عال الشهادة وهو من الدنيا والتلذذ بتحريك الوارح بالركوع والسجود إنا يكون ف الدنيا‬ ‫فلذلك أضافها إل الدنيا إل أنا لسنا ف هذا الكتاب نتعرض إل للدنيا الذمومة فنقول هذه ليست من الدنيا‪.‬‬ ‫القسم الثان وهو القابل له على الطرف القصى كل ما فيه حظ عاجل ول ثرة له ف الخرة أصل كالتلذذ بالعاصي كلها والتنعم بالباحاة‬ ‫الزائدة على قدر الاجات والضرورات الداخلة ف جلة الرفاه ية والرعونات كالتن عم بالقناط ي القنطرة من الذ هب والف ضة وال يل ال سومة‬ ‫والنعام والرث والغلمان والواري واليول والوا شي والق صور والدور ورف يع الثياب ولذائذ الطع مة ف حظ الع بد من هذا كله هي الدن يا‬ ‫الذمومة وفيما يعد فضول أوف مل الاجة نظر طويل إذ روى عن عمر رضي ال عنه أنه استعمل أبا الدرداء على حص فاتذ كنيفا أنفق‬ ‫عليه درهي فكتب إليه عمر من عمر بن الطاب أمي الؤمني إل عوير قد كان لك ف بناء فارس والروم ما تكتفي به عن عمران الدنيا‬ ‫ح ي أراد ال خراب ا فإذا أتاك كتا ب هذا ف قد سيتك إل دم شق أنت وأهلك فلم يزل ب ا ح ت مات فهذا رآه فضول من الدنيا فتأ مل ف يه‬ ‫الق سم الثالث و هو متو سط ب ي الطرف ي كل حظ ف العا جل مع ي على أعمال الخرة كقدر القوت من الطعام والقم يص الوا حد ال شن‬ ‫وكل ما ل بد منه لبتأت للنسان البقاء والصحة الت با يتوصل إل العلم والعمل وهذا ليس من الدنيا كالقسم الول لنه معي على القسم‬ ‫الول ووسيلة إليه فمهما تناوله العبد على قصد الستعانة به على العلم والعمل ل يكن به متناول للدنيا ول يصر به من أبناء الدنيا وإن كان‬ ‫باعثه الظ العاجل دون الستعانة على التقوى التحق بالقسم الثان وصار من جلة الدنيا ول يبقى مع العبد عند الوت إل ثلث صفات‬ ‫صفاء القلب أعن طهارته من الدناس وأنسه بذكر ال تعال وحبه ل عز وجل وصفاء القلب وطهارته ل يصلن إل بالكف عن شهوات‬ ‫الدن يا وال نس ل ي صل إل بكثرة ذ كر ال تعال والواظ بة عل يه وال ب ل ي صل إل بالعر فة ول ت صل معر فة ال إل بدوام الف كر وهذه‬ ‫ال صفات الثلث هي النجيات ال سعدات ب عد الوت أ ما طهارة القلب عن شهوات الدن يا ف هي من النجيات إذ تكون ج نة بن الع بد وب ي‬ ‫عذاب ال كما ورد ف الخبار إن أعمال العبد تناضل عنه فإذا جاء العذاب من قبل رجليه جاء قيام الليل يدفع عنه وإذا جاء من جهة يديه‬ ‫جاءت الصدقة تدفع عنه حديث مناضلة أعمال العبد عنه فإذا جاء العذاب من قبل رجليه جاء قيام الليل فدفع عنه الديث أخرجه الطبان‬ ‫من حديث عبد الرحن بن سرة بطوله وفيه خالد بن عبد الرحن الخزومي ضعفه البخاري وأبو حات ولحد من حديث أساء بنت أب بكر‬ ‫إذا دخل النسان قبه فإن كان مؤمنا أحزبه عمله الصلة والصيام الديث وإسناده صحيح الديث وأما النس والب فهما من السعدات‬

‫وها موصلن العبد إل لذة اللقاء والشاهدة وهذه السعادة تتعجل عقيب الوت إل أن يدخل أوان الرؤية ف النة فيصي القب روضة من‬ ‫رياض النة وكيف ل يكون القب عليه روضة من رياض النة ول يكن له إل مبوب واحد وكانت العوائق تعوقه عن دوام النس بدوام‬ ‫ذكره ومطالعة جاله فارتفعت العوائق وأفلت من السجن وخلى بينه وبي مبوبه فقدم عليه مسرورا سليما من الوانع آمنا من العوائق وكيف‬ ‫ل يكون مب الدنيا عند الوت معذبا ول يكن له مبوب إل الدنيا وقد غصب منه وحيل بينه وبينه وسدت عليه طرق اليلة ف الرجوع إليه‬ ‫ولذلك قيل ما حال من كان له واحد غيب عنه ذلك الواحد وليس الوت عدما إنا هو فراق لحاب الدنيا وقدوم على ال تعال فإذا سالك‬ ‫طريق الخرة هو الواظب على أسباب هذه الصفات الثلث وهي الذكر والفكر والعمل الذي يفطمه عن شهوات الدنيا ويبغض إليه ملذها‬ ‫ويقط عه عن ها و كل ذلك ل ي كن إل ب صحة البدن و صحة البدن ل تنال إل بقوت ومل بس وم سكن ويتاج كل وا حد إل أ سباب فالقدر‬ ‫الذي ل بد منه من هذه الثلثة إذا أخذه العبد من الدنيا للخرة ل يكن من أبناء الدنيا وكانت الدنيا ف حقه مزرعة للخرة وإن أخذ ذلك‬ ‫لظ النفس وعلى قصد التنعم صار من أبناء الدنيا والراغبي ف حظوظها إل أن الرغبة ف حظوظ الدنيا تنقسم إل ما يعرض صاحبه لعذاب‬ ‫الخرة وي سمى ذلك حرا ما وإل ما يول بي نه وب ي الدرجات العل ويعر ضه لطول ال ساب وي سمى ذلك حلل والب صي يعلم أن طول‬ ‫الوقف ف عرصات القيامة لجل الحاسبة أيضا عذاب فمن نوقش الساب عذب حديث من نوقش الساب عذب متفق عليه من حديث‬ ‫عائشة إذ قال رسول ال صلى ال عليه وسلم حللا حساب وحرامها عذاب حديث حللا حساب وحرامها عذاب أخرجه ابن أب الدنيا‬ ‫والبيهقي ف الشعب من طريقه موقوفا على علي بن أب طالب بإسناد منقطع بلفظ وحرامها النار ول أجده مرفوعا وقد قال أيضا حللا‬ ‫عذاب إل إ نه عذاب أ خف من عذاب الرام بل لو ل ي كن ال ساب لكان ما يفوت من الدرجات العل ف ال نة و ما يرد على القلب من‬ ‫التحسر على تفوتا لظوظ حقية خسيسة ل بقاء لا هو أيضا عذاب وقس به حالك ف الدنيا إذا نظرت إل أقرانك وقد سبقوك بسعادات‬ ‫دنيوية كيف يتقطع قلبك عليها حسرات مع علمك بأنا سعادات منصرمة ل بقاء لا منغصة بكدورات ل صفاء لا فما حالك ف فوات‬ ‫سعادة ل ييط الوصف بعظمتها وتنقطع الدهور دون غايتها فكل من تنعم ف الدنيا ولو بسماع صوت من طائر أو بالنظر إل خضرة أو‬ ‫شربة ماء بارد فإنه ينقص من حظه ف الخرة أضعافه وهو العن بقوله صلى ال عليه وسلم لعمر رضي ال عنه هذا من النعيم الذي تسئل‬ ‫عنه حديث هذا من النعيم الذي تسئل عنه تقدم ف الطعمة أشار به إل الاء البارد والتعرض لواب السؤال فيه ذل وخوف وخطر ومشقة‬ ‫وانتظار و كل ذلك من نق صان ال ظ ولذلك قال عمر ر ضي ال ع نه اعزلوا ع ن ح سابا ح ي كان به ع طش فعرض عل يه ماء بارد بع سل‬ ‫فأداره ف كفه ث امتنع عن شربه فالدنيا قليلها وكثيها حرامها وحللا ملعونة إل ما أعان على تقوى ال فإن ذلك القدر ليس من الدنيا‬ ‫وكل من كانت معرفته أقوى وأتقن كان حذره من نعيم الدنيا أشد حت إن عيسى عليه السلم وضع رأسه على حجر لا نام ث رماه إذ تثل‬ ‫له إبليس وقال رغبت ف الدنيا وحت إن سليمان عليه السلم ف ملكه كان يطعم الناس لذائذ الطعمة وهو يأكل خبز الشعي فجعل اللك‬ ‫على نفسه بذا الطريق امتهانا وشدة فإن الصب على لذائذ الطعمة مع القدرة عليها ووجودها أشد ولذا روي أن ال تعال زوى الدنيا عن‬ ‫نبينا صلى ال عليه وسلم فكان يطوي أياما حديث زوى ال الدنيا عن نبينا صلى ال عليه وسلم فكان يطوي أياما أخرجه ممد بن خفيف‬ ‫ف شرف الفقراء من حديث عمر بن الطاب قال قلت يا رسول ال عجبا لن بسط ال لم الدنيا وزواها عنك الديث وهو من طريق‬ ‫إسحاق معنعنا وللترمذي وابن ماجه من حديث ابن عباس أن النب صلى ال عليه وسلم كان يبيت الليال التتابعة طاويا وأهله الديث قال‬ ‫الترمذي ح سن صحيح وكان ي شد ال جر على بط نه من الوع حد يث كان ي شد ال جر على بط نه من الوع تقدم ولذا سلط ال البلء‬ ‫والحن على النبياء والولياء ث المثل فالمثل كل ذلك نظرا لم وامتنانا عليهم ليتوفر من الخرة حظهم كما ينع الوالد الشفيق ولده لذة‬ ‫الفواكه ويلزم أل الفصد والجامة شفقة عليه وحبا له ل بل عليه وقد عرفت بذا أن كل ما ليس ل فهو من الدنيا وما هو ل فذلك ليس‬ ‫من الدن يا فإن قلت ف ما الذي هو ل فأقول الشياء ثل ثة أق سام من ها مال يت صور أن يكون ل و هو الذي ي عب ع نه بالعا صي والحظورات‬ ‫وأنواع التنعمات ف الباحات وهي الدنيا الحضة الذمومة فهي الدنيا صورة ومعن ومنها ما صورته ل ويكن أن يعل لغي ال وهو ثلثة‬ ‫الفكر والذكر والكف عن الشهوات فإن هذه الثلثة إذا جرت سرا ول يكن عليها باعث سوى أمر ال واليوم الخر فهي ل وليست من‬ ‫الدنيا وإن كان الغرض من الفكر طلب العلم للتشرف به وطلب القبول بي اللق بإظهار العرفة أو كان الغرض من ترك الشهوة حفظ الال‬ ‫أو المية لصحة البدن والشتهار بالزهد فقد صار هذا من الدنيا بالعن وإن كان يظن بصورته أنه ل تعال ومنها ما صورته لظ النفس‬ ‫ويكن أن يكون معناه ل وذلك كالكل والنكاح وكل ما يرتبط به بقاؤه وبقاء ولده فإن كان القصد حظ النفس فهو من الدنيا وإن كان‬

‫القصد الستعانة به على التقوى فهو ل بعناه وإن كانت صورته صورة الدنيا قال صلى ال عليه وسلم من طلب الدنيا حلل مكاثرا مفاخرا‬ ‫لقي ال وهو عليه غضبان ومن طلبها استعفافا عن السألة وصيانة لنفسه جاء يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر حديث من طلب الدنيا‬ ‫حلل مكاثرا مفاخرا لقي ال وهو عليه غضبان الديث أخرجه أبو نعيم ف اللية والبيهقي ف الشعب من حديث أب هريرة بسند ضعيف‬ ‫فانظر كيف اختلف ذلك بالقصد فإذا الدنيا حظ نفسك العاجل الذي ل حاجة إليه لمر الخرة ويعب عنه بالوى وإليه الشارة بقوله تعال‬ ‫ون ى الن فس عن الوى فإن ال نة هي الأوى وما مع الوى خ سة أمور و هي ما ج عه ال تعال ف قوله إن ا الياة الدن يا ل عب ول و وزي نة‬ ‫وتفا خر بين كم وتكا ثر ف الموال والولد والعيان ال ت ت صل من ها هذه الم سة سبعة يمع ها قوله تعال ز ين للناس حب الشهوات من‬ ‫النساء والبني والقناطي القنطرة من الذهب والفضة واليل السومة والنعام والرث ذلك متاع الياة الدنيا فقد عرفت أن كل ما هو ل‬ ‫فليس من الدنيا وقدر ضرورة القوت وما ل بد منه من مسكن وملبس هو ل إن قصد به وجه ال والستكثار منه تنعم وهو لغي ال وبي‬ ‫التنعم والضرورة درجة يعب عنها بالاجة ولا طرفان وواسطة طرف يقرب من حد الضرورة فل يضر فإن القتصار على حد الضرورة غي‬ ‫مكن وطرف يزاحم جانب التنعم ويقرب منه وينبغي أن يذر منه وبينهما وسائط متشابة ومن حام حول المى يوشك أن يقع فيه والزم‬ ‫ف الذر والتقوى والتقرب من حد الضرورة ما أمكن اقتداء بالنبياء والولياء عليهم السلم إذا كانوا يردون أنفسهم إل حد الضرورة حت‬ ‫إن أويسا القرن كان يظن أهله أنه منون لشدة تضييقه على نفسه فبنوا له بيتا على باب دارهم فكان يأت عليهم السنة والسنتان والثلث ل‬ ‫يرون له وجها وكان يرج أول الذان ويأت إل منله بعد العشاء الخرة وكان طعامه أن يلتقط النوى وكلما أصاب حشفة خبأها لفطاره‬ ‫وإن ل يصب ما يقوته من الشف باع النوى واشترى بثمنه ما يقوته وكان لباسه ما يلتقط من الزابل من قطع الكسية فيغسلها ف الفرات‬ ‫ويلفق بعضها إل بعض ث يلبسها فكان ذلك لباسه وكان ربا مر الصبيان فيمونه ويظنون أنه منون فيقول لم يا إخوتاه إن كنتم ول بد أن‬ ‫ترمون فارمون بأحجار صغار فإن أخاف أن تدموا عقب فيحضر وقت الصلة ول أصيب الاء فهكذا كانت سيته ولقد عظم رسول ال‬ ‫صلى ال عليه وسلم أمره فقال إن لجد نفس الرحن من جانب اليمن إشارة إليه رحه ال إن لجد نفس الرحن من جانب اليمن أشار به‬ ‫إل أويس القرن تقدم ف قواعد العقائد ل أجد له أصل ولا ول اللفة عمر بن الطاب رضي ال تعال عنه قال أيها الناس من كان منكم‬ ‫من العراق فليقم قالوا فقاموا فقال اجلسوا إل من كان من أهل الكوفة فجلسوا فقال اجلسوا إل من كان من مراد فجلسوا فقال اجلسوا إل‬ ‫من كان من قرن فجلسوا كلهم إل رجل واحدا فقال له عمر أقرن أنت فقال نعم فقال أتعرف أويس بن عامر القرن فوصفه له فقال نعم‬ ‫وما ذاك تسأل عنه يا أمي الؤمني وال ما فينا أحق منه ول أجن منه ول أوحش منه ول أدن منه فبكى عمر رضي ال تعال عنه ث قال ما‬ ‫قلت ما قلت إل لن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول يدخل ف شفاعته مثل ربيعة ومضر حديث عمر يدخل النة ف شفاعته‬ ‫مثل ربيعة ومضر يريد أويسا ورويناه ف جزء ابن السماء من حديث أب أمامة يدخل النة بشفاعة رجل من أمت أكثر من ربيعة ومضر‬ ‫وإسناده حسن وليس فيه ذكر لويس بل ف آخره فكان الشيخة يرون أن ذلك الرجل عثمان بن عفان فقال هرم بن حيان لا سعت هذا‬ ‫القول من عمر بن الطاب قد مت الكوفة فلم يكن ل هم إل أن أطلب أويسا القرن وأسأل عنه حت سقطت عليه جالسا على شاطيء‬ ‫الفرات نصف النهار يتوضأ ويغسل ثوبه فعرفته بالنعت الذي نعت ل فإذا رجل ليم شديد الدمة ملوق الرأس كث اللحية متغي جدا كريه‬ ‫الوجه متهيب النظر قال فسلمت عليه فرد علي السلم ونظر إل فقلت حياك ال من رجل ومددت يدي لصافحه فأب أن يصافحن فقلت‬ ‫رحك ال يا أويس وغفر لك كيف أنت رحك ال ث خنقتن العبة من حب إياه ورقت عليه إذ رأيت من حاله ما رأيت حت بكيت وبكى‬ ‫فقال وأ نت فحياك ال يا هرم بن حيان ك يف أ نت يا أ خي و من دلك علي قال قلت ال فقال ل إله إل ال سبحان ال إن كان و عد رب نا‬ ‫لفعول قال فعجبت حي عرفن ول وال ما رأيته قبل ذلك ول رآن فقلت من أين عرفت اسي واسم أب وما رأيتك قبل اليوم قال نبأن‬ ‫العليم البي وعرفت روحي روحك حي كلمت نفسي نفسك إن الرواح لا أنفس كأنفس الجساد وإن الؤمني ليعرف بعضهم بعضا‬ ‫ويتحابون بروح ال وإن ل يلتقوا يتعارفون ويتكلمون وإن نأت ب م الدار وتفر قت ب م النازل قال قلت حدث ن رح ك ال عن ر سول ال‬ ‫صلى ال عليه وسلم بديث أسعه منك قال إن ل أدرك رسول ال صلى ال عليه وسلم ول تكن ل معه صحبة بأب وأمي رسول ال ولكن‬ ‫رأيت رجال قد صحبوه وبلغن من حديثه كما بلغك ولست أحب أن أفتح على نفسي هذا الباب أن أكون مدثا أو مفتيا أو قاضيا ف‬ ‫نفسي شغل عن الناس يا هرم بن حيان فقلت يا أخي اقرأ علي آية من القرآن أسعها منك وادع ل بدعوات وأوصن بوصية أحفظها عنك‬ ‫فإن أحبك ف ال حبا شديدا قال فقام وأخذ بيدي على شاطيء الفرات ث قال أعوذ بال السميع العليم من الشيطان الرجيم ث بكى ث قال‬

‫قال رب والق قول رب وأصدق الديث حديثه وأصدق الكلم كلمه ث قرأ وما خلقنا السموات والرض وما بينهما لعبي ما خلقناها‬ ‫إل بالق ولكن أكثرهم ل يعلمون حت انتهى إل قوله إنه هو العزيز الرحيم فشهق شهقة ظننت أنه قد غشي عليه ث قال يا ابن حيان مات‬ ‫أبوك حيان وتوشك أن توت فإما إل جنة وإما إل نار ومات أبوك آدم وماتت أمك حواء ومات نوح ومات إبراهيم خليل الرحن ومات‬ ‫موسى ن ي الرحن ومات داود خليفة الرحن ومات ممد صلى ال عليه وسلم وهو رسول رب العالي ومات أبو بكر خليفة السلمي‬ ‫ومات عمر بن الطاب أخي وصفي ث قال يا عمراه يا عمراه قال فقلت رحك ال إن عمر ل يت قال فقد نعاه إل رب ونعى إل نفسي ث‬ ‫قال أنا وأنت ف الوت كأنه قد كان ث صلى على النب صلى ال عليه وسلم ث دعا بدعوات خفيات ث قال هذه وصيت إياك يا هرم بن‬ ‫حيان كتاب ال ونج الصالي الؤمني فقد نعيت إل نفسي ونفسك عليك بذكر الوت ل يفارق قلبك طرفة عي ما بقيت وأنذر قومك‬ ‫إذا رجعت إليهم وانصح للمة جيعا وإياك أن تفارق الماعة قيد شب فتفارق دينك وأنت ل تعلم فتدخل النار يوم القيامة ادع ل ولنفسك‬ ‫ث قال اللهم إن هذا يزعم أنه يبن فيك وزارن من أجلك فعرفن وجهه ف النة وأدخله علي ف دارك دار السلم واحفظه ما دام ف الدنيا‬ ‫حيثما كان وضم عليه ضيعته وأرضه من الدنيا باليسي وما أعطيته من الدنيا فيسره له تيسيا واجعله لا أعطيته من نعمائك من الشاكرين‬ ‫وأجزه عن خي الزاء ث قال استودعك ال يا هرم بن حيان والسلم عليك ورحة ال وبركاته ل أراك بعد اليوم رحك ال تطلبن فإن‬ ‫أكره الشهرة والوحدة أحب إل أن كثي الم شديد الغم مع هؤلء الناس ما دمت حيا فل تسأل عن ول تطلبن واعلم أنك من على بال‬ ‫وإن ل أرك ول ترن فاذكرن وادع ل فإن سأذكرك وأدعو لك إن شاء ال انطلق أنت ههنا حت انطلق أنا ههنا فحرصت أن أمشي معه‬ ‫ساعة فأب علي وفارقته فبكى وأبكان وجعلت انظر ف قفاه حت دخل بعض السكك ث سألت عنه بعد ذلك فما وجدت أحدا يبن عنه‬ ‫بشيء رحه ال وغفر له فهكذا كانت سية أبناء الخرة العرضي عن الدنيا وقد عرفت ما سبق ف بيان الدنيا ومن سية النبياء والولياء‬ ‫أن حد الدنيا كل ما أظلته الضراء وأقلته الغباء إل ما كان ل عز وجل من ذلك وضد الدنيا الخرة وهو كل ما أريد به ال تعال ما يؤخذ‬ ‫بقدر الضرورة من الدنيا لجل قوة طاعة ال وذلك ليس من الدنيا ويتبي هذا بثال وهو أن الاج إذا حلف أنه ف طريق الج ل يشتغل بغي‬ ‫الج بل يتجرد له ث اشتغل بفظ الزاد وعلف المل وخرز الرواية وكل ما ل بد للحج منه ل ينث ف يينه ول يكن مشغول بغي الج‬ ‫فكذلك البدن مركب النفس تقطع به مسافة العمر فتعهد البدن با تبقى به قوته على سلوك الطريق بالعلم والعمل هو من الخرة ل من‬ ‫الدنيا نعم إذا قصد تلذذ البدن وتنعمه بشيء من هذه السباب كان منحرفا عن الخرة ويشى على قلبه القسوة قال الطنافسي كنت على‬ ‫باب بن شيبة ف السجد الرام سبعة أيام طاويا فسمعت ف الليلة الثامنة مناديا وأنا بي اليقظة والنوم أل من أخذ من الدنيا أكثر ما يتاج‬ ‫إل يه أع مى ال ع ي قل به فهذا بيان حقي قة الدن يا ف ح قك فاعلم ذلك تر شد إن شاء ال تعال بيان حقي قة الدن يا ف نف سها وأشغال ا ال ت‬ ‫استغرقت هم اللق حت أنستهم أنفسهم وخالقهم ومصدرهم وموردهم اعلم أن الدنيا عبارة عن أعيان موجودة وللنسان فيها حظ وله ف‬ ‫إصلحها شغل فهذه ثلثة أمور قد يظن أن الدنيا عبارة عن آحادها وليس كذلك أما العيان الوجودة الت الدنيا عبارة عنها فهي الرض‬ ‫وما عليها قال ال تعال إنا جعلنا ما على الرض زينة لا لنبلوهم أيهم أحسن عمل فالرض فراش للدميي ومهاد ومسكن ومستقر وما‬ ‫علي ها ل م مل بس ومط عم ومشرب ومن كح وي مع ما على الرض ثل ثة أق سام العادن والنبات واليوان أ ما النبات فيطل به الد مي للقتيات‬ ‫والتداوي وأما العادن فيطلبها لللت والوان كالنحاس والرصاص وللنقد كالذهب والفضة ولغي ذلك من القاصد وأما اليوان فينقسم‬ ‫إل الن سان والبهائم أ ما البهائم فيطلب من ها لوم ها للمآ كل وظهور ها للمر كب والزي نة وأ ما الن سان ف قد يطلب الد مي أن يلك أبدان‬ ‫الناس ليستخدمهم ويستسخرهم كالغلمان أو ليتمتع بم كالواري والنسوان ويطلب قلوب الناس ليملكها بأن يغرس فيها التعظيم والكرام‬ ‫وهو الذي يعب عنه بالاه إذ معن الاه ملك قلوب الدميي فهذه هي العيان الت يعب عنها بالدنيا وقد جعها ال تعال ف قوله زين للناس‬ ‫حب الشهوات من النساء والبني وهذا من النس والقناطي القنطرة من الذهب والفضة وهذا من الواهر والعادن وفيه تنبيه على غيها من‬ ‫الللء واليواقيت وغيها واليل السومة والنعام وهي البهائم واليوانات والرث وهو النبات والزرع فهذه هي أعيان الدنيا إل أن لا مع‬ ‫العبد علقتي علقة مع القلب وهو حبه لا وحظه منها وانصراف هه إليها حت يصي قلبه كالعبد أو الحب الستهتر بالدنيا ويدخل ف هذه‬ ‫العلقة جيع صفات القلب العلقة بالدنيا كالكب والغل والسد والرياء والسمعة وسوء الظن والداهنة وحب الثناء وحب التكاثر والتفاخر‬ ‫وهذه هي الدنيا الباطنة وأما الظاهرة فهي العيان الت ذكرناها العلقة الثانية مع البدن وهو اشتغاله بإصلح هذه العيان لتصلح لظوظه‬ ‫وحظوظ غيه وهي جلة الصناعات والرف الت اللق مشغولون با واللق إنا نسوا أنفسهم ومآبم ومنقلبهم بالدنيا لاتي العلقتي علقة‬

‫القلب بالب وعلقة البدن بالشغل ولو عرف نفسه وعرف ربه وعرف حكمة الدنيا وسرها علم أن هذه العيان الت سيناها دنيا ل تلق‬ ‫إل لعلف الدابة الت يسي با إل ال تعال وأعن بالدابة البدن فإنه ل يبقى إل بطعم ومشرب وملبس ومسكن كما ل يبقى المل ف طريق‬ ‫الج إل يعلف وماء وجلل ومثال العبد ف الدنيا ف نسيانه نفسه ومقصده مثال الاج الذي يقف ف منازل الطريق ول يزال يعلف الناقة‬ ‫ويتعهدها وينظفها ويكسوها ألوان الثياب ويمل إليها أنواع الشيش ويبد لا الاء بالثلج حت تفوته القافلة وهو غافل عن الج وعن مرور‬ ‫القافلة وعن بقائه ف البادية فريسة للسباع هو وناقته والاج البصي ل يهمه من أمر المل إل القدر الذي يقوى به على الشي فيتعهده وقلبه‬ ‫إل الكعبة والج وإنا يلتفت إل الناقة بقدر الضرورة فكذلك البصي ف السفر إل الخرة ل يشغل بتعهد البدن إل بالضرورة كما ل يدخل‬ ‫بيت الاء إل لضرورة ول فرق بي إدخال الطعام ف البطن وبي إخراجه من البطن ف أن كل واحد منهما ضرورة البدن ومن هته ما يدخل‬ ‫بطنه فقيمته ما يرج منها وأكثر ما شغل عن ال تعال هو البطن فإن القوت ضروري وأمر السكن واللبس أهون ولو عرفوا سبب الاجة‬ ‫إل هذه المور واقتصروا عليه ل تستغرقهم أشغال الدنيا وإنا استغرقتهم لهلهم بالدنيا وحكمتها وحظوظهم منها ولكنهم جهلوا وغفلوا‬ ‫وتتاب عت أشغال الدن يا علي هم وات صل بعض ها بب عض وتدا عت إل غ ي نا ية مدودة فتاهوا ف كثرة الشغال ون سوا مقا صدها ون ن نذ كر‬ ‫تفاصيل أشغال الدنيا وكيفية حدوث الاجة إليها وكيفية غلط الناس ف مقاصدها حت تتضح لك أشغال الدنيا كيف صرفت اللق عن ال‬ ‫تعال وك يف أن ستهم عاق بة أمور هم فنقول الشغال الدنيو ية هي الرف وال صناعات والعمال ال ت ترى اللق من كبي علي ها و سبب كثرة‬ ‫الشغال هو أن النسان مضطر إل ثلث القوت والسكن واللبس فالقوت للغذاء والبقاء واللبس لدفع الر والبد والسكن لدفع الر والبد‬ ‫ولدفع أسباب اللك عن الهل والال ول يلق ال القوت والسكن واللبس مصلحا بيث يستغن عن صنعة الن سان فيه نعم خلق ذلك‬ ‫للبهائم فإن النبات يغذي اليوان من غي طبخ والر والبد ل يؤثر ف بدنه فيستغن عن البناء ويقنع بالصحراء ولباسها شعورها وجلودها‬ ‫فتستغن عن اللباس والنسان ليس كذلك فحدثت الاجة لذلك إل خس صناعات هي أصول الصناعات وأوائل الشغال الدنيوية وهي‬ ‫الفلحة والرعاية والقتناص والياكة والبناء أما البناء فللمسكن والياكة وما يكتنفها من أ مر الغزل والياطة فللملبس والفلحة للمطعم‬ ‫والرعاية للمواشي واليل أيضا للمطعم والركب والقتناص نعن به تصيل ما خلقه ال من صيد أو معدن أو حشيش أو حطب فالفلح‬ ‫ي صل النباتات والرا عي ي فظ اليوانات وي ستنتجها والقت نص ي صل ما ن بت ون تج بنف سه من غ ي صنع آد مي وكذلك يأ خذ من معادن‬ ‫الرض ما خلق في ها من غ ي صنعة آد مي ونع ن بالقتناص ذلك ويد خل ت ته صناعات وأشغال عدة ث هذه ال صناعات تفت قر إل أدوات‬ ‫وآلت كالياكة والفلحة والبناء والقتناص واللت إنا تؤخذ إما من النبات وهو الخشاب أو من العادن كالديد والرصاص وغيها أو‬ ‫من جلود اليوانات فحدثت الا جة إل ثلث أنواع أ خر من ال صناعات النجارة والدادة وال ز وهؤلء هم عمال اللت ونعن بالنجارة‬ ‫كل عامل ف الشب كيفما كان وبالداد كل عامل ف الديد وجواهر العادن حت النحاس والبري وغيها وغرضنا ذكر الجناس فأما‬ ‫آحاد الرف فكثية وأما الراز فنعن به كل عامل ف جلود اليوانات وأجزائها فهذه أمهات الصناعات ث إن النسان خلق بيث ل يعيش‬ ‫وحده بل يض طر إل الجتماع مع غيه من أبناء جن سه وذلك ل سببي أحده ا حاج ته إل الن سل لبقاء ج نس الن سان ول يكون ذلك إل‬ ‫باجتماع الذ كر والن ثى وعشرت ما والثا ن التعاون على تيئة أ سباب الط عم والل بس ولترب ية الولد فإن الجتماع يف ضي إل الولد ل مالة‬ ‫والواحد ل يشتغل بفظ الولد وتيئة أسباب القوت ث ليس يكفيه الجتماع مع الهل والولد ف النل بل ل يكنه أن يعيش كذلك ما ل‬ ‫تتمع طائفة كثية ليتكفل كل واحد بصناعة فإن الشخص الواحد كيف يتول الفلحة وحده وهو يتاج إل آلتا وتتاج اللة إل حداد‬ ‫ونار ويتاج الطعام إل طحان وخباز وكذلك كيف ينفرد بتحصيل اللبس وهو يفتقر إل حرا سة القطن وآلت الياكة والياطة وآلت‬ ‫كثية فلذلك امتنسع عيسش النسسان وحده وحدثست الاجسة إل الجتماع ثس لو اجتمعوا فس صسحراء مكشوفسة لتأذوا بالرس والبد والطسر‬ ‫واللصوص فافتقروا إل أبنية مكمة ومنازل ينفرد كل أهل بيت به وبا معه من اللت والثاث والنازل تدفع الر والبد والطر وتدفع أذى‬ ‫اليان من اللصوصية وغيها لكن النازل قد تقصدها جاعة من اللصوص خارج النازل فافتقر أهل النازل إل التناصر والتعاون والتحصن‬ ‫بسور ييط بميع النازل فحدثت البلد لذه الضرورة ث مهما اجتمع الناس ف النازل والبلد وتعاملوا تولدت بينهم خصومات إذ تدث‬ ‫ريا سة وول ية للزوج على الزو جة وول ية للبو ين على الولد ل نه ضع يف يتاج إل قوام به ومه ما ح صلت الول ية على عا قل أف ضى إل‬ ‫ال صومة بلف الول ية على البهائم إذ ل يس ل ا قوة الخا صمة وإن ظل مت فأ ما الرأة فتخا صم الزوج والولد يا صم البو ين هذا ف النل‬ ‫وأما أهل البلد أيضا فيتعاملون ف الاجات ويتنازعون فيها ولو تركوا كذلك لتقاتلوا وهلكوا وكذلك الرعاة وأرباب الفلحة يتواردون على‬

‫الرا عي والرا ضي والياه و هي ل ت في بأغراض هم فيتنازعون ل مالة ث قد يع جز بعض هم عن الفل حة وال صناعة بع مى أو مرض أو هرم‬ ‫وتعرض عوارض متلفة ولو ترك ضائعا للك ولو وكل تفقده إل الميع لتخاذلوا ولو خص واحد من غي سبب يصه لكان ل يذعن له‬ ‫فحدث بالضرورة من هذه العوارض الاصلة بالجتماع صناعات أخرى فمنها صناعة الساحة الت با تعرف مقادير الرض لتمكن القسمة‬ ‫بينهم العدل ومنها صناعة الندية لراسة البلد بالسيف ودفع اللصوص عنهم ومنها صناعة الكم والتوصل لفصل الصومة ومنها الاجة إل‬ ‫الف قه وهو معرفة القانون الذي ينب غي أن يضبط به اللق ويلزموا الوقوف على حدوده ح ت ل يك ثر الناع و هو معر فة حدود ال تعال ف‬ ‫العاملت وشروطها فهذه أمور سياسية ل بد منها ول يشتغل با إل مصوصون بصفات مصوصة من العلم والتمييز والداية وإذا اشتغلوا با‬ ‫ل يتفرغوا ل صناعة أخرى ويتاجون إل العاش ويتاج أ هل البلد إلي هم إذ لو اشت غل أ هل البلد بالرب مع العداء مثل تعطلت ال صناعات‬ ‫ولو اشت غل أ هل الرب وال سلح بال صناعات لطلب القوت تعطلت البلد عن الراس وا ستضر الناس فم ست الا جة إل أن ي صرف إل‬ ‫معايشهم وأرزاق هم الموال الضائ عة ال ت ل مالك ل ا إن كانت أو ت صرف الغنائم إلي هم إن كانت العداوة مع الكفار فإن كانوا أهل ديانة‬ ‫وورع قنعوا بالقليل من أموال الصال وإن أرادوا التوسع فتمس الاجة ل مالة إل أن يدهم أهل البلد بأموالم ليمدوهم بالراسة فتحدث‬ ‫الاجة إل الراج ث يتولد بسبب الاجة إل الراج الاجة لصناعات أخر إذ يتاج إل من يوظف الراج بالعدل على الفلحي وأرباب‬ ‫الموال وهم العمال وإل من يستوف منهم بالرفق وهم الباة والتخرجون وإل من يمع عنده ليحفظه إل وقت التفرقة وهم الزان وإل من‬ ‫يفرق عليهم بالعدل وهو الفارض للعساكر وهذه العمال لو تولها عدد ل تمعهم رابطة انرم النظام فتحدث منه الاجة إل ملك يدبرهم‬ ‫وأمي مطاع يعي لكل عمل شخصا ويتار لكل واحد ما يليق به ويراعي النصفة ف أخذ الراج وإعطائه واستعمال الند ف الرب وتوزيع‬ ‫أسلحتهم وتعي جهات الرب ونصب المي والقائد على كل طائفة منهم إل غي ذلك من صناعات اللك فيحدث من ذلك بعد الند‬ ‫الذين هم أهل السلح وبعد اللك الذي يراقبهم بالعي الكالئة ويدبرهم الاجة إل الكتاب والزان والساب والباة والعمال ث هؤلء أيضا‬ ‫يتاجون إل معيشة ول يكنهم الشتغال بالرف فتحدث الاجة إل مال الفرع مع مال الصل وهو السمى فرع الراج وعند هذا يكون‬ ‫الناس ف الصناعات ثلث طوائف الفلحون والرعاة والحترفون والثانية الندية الماة بالسيوف والثالثة الترددون بي الطائفتي ف الخذ‬ ‫والعطاء وهم العمال والباة وأمثالم فانظر كيف ابتدأ المر من حاجة القوت واللبس والسكن وإل ماذا انتهى وهكذا أمور الدنيا ل يفتح‬ ‫منها باب إل وينفتح بسببه أبواب أخر وهكذا تتناهى إل غي حد مصور كأنا هاوية ل ناية لعمقها من وقع ف مهواة منها سقط منها إل‬ ‫أخرى وهكذا على التوال فهذه هي الرف وال صناعات إل أن ا ل ت تم إل بالموال واللت والال عبارة عن أعيان الرض و ما علي ها م ا‬ ‫ينتفع به وأعلها الغذية ث المكنة الت يأوى النسان إليها وهي الدور ث المكنة الت يسعى فيها للتعيش كالوانيت والسواق والزارع ث‬ ‫الكسوة ث أثاث البيت وآلته ث آلت اللت وقد يكون اللت ما هو حيوان كالكلب آلة الصيد والبقر آلة الراثة والفرس آلة الركوب‬ ‫ف الرب ث يدث من ذلك حا جة الب يع فإن الفلح رب ا ي سكن قر ية ل يس في ها آلة الفل حة والداد والنجار ي سكنان قر ية ل ي كن في ها‬ ‫الزرا عة فبالضرورة يتاج الفلح إليه ما ويتاجان إل الفلح فيحتاج أحده ا أن يبذل ما عنده لل خر ح ت يأ خذ م نه غر ضه وذلك بطر يق‬ ‫العاوضة إل أن النجار مثل إذا طلب من الفلح الغذاء بآلته ربا ل يتاج الفلح ف ذلك الوقت إل آلته فل يبيعه والفلح إذا طلب اللة من‬ ‫النجار بالطعام رب ا كان عنده طعام ف ذلك الو قت فل يتاج إليه فتتعوق الغراض فاضطروا إل حانوت ي مع آلة كل صناعة ليترصد ب ا‬ ‫صاحبها أرباب الاجات وإل أبيات يمع إليها ما يمل الفلحون فيشتريه منهم صاحب البيات ليترصد به أرباب الاجات فظهرت لذلك‬ ‫السواق والخازن فيحمل الفلح البوب فإذا ل يصادف متاجا باعها بثمن رخيص من الباعة فيخزنونا ف انتظار أرباب الاجات طمعا‬ ‫ف الربح وكذلك ف جيع المت عة والموال ث يدث ل مالة ب ي البلد والقرى تردد فيتردد الناس يشترون من القرى الطعمة و من البلد‬ ‫اللت وينقلون ذلك ويتعيشون به لتنتظم أمور الناس ف البلد بسببهم إذ كل بلد ربا ل توجد فيه كل آلة وكل قرية ل يوجد فيها كل‬ ‫طعام فالبعض يتاج إل البعض فيحوج إل النقل فيحدث التجار التكفلون بالنقل وباعثهم عليه حرص جع الال ل مالة فيتعبون طول الليل‬ ‫والنهار ف السفار لغرض غيهم ونصيبهم منها جع الال الذي يأكله ل مالة غيهم إما قاطع طريق وإما سلطان ظال ولكن جعل ال تعال‬ ‫ف غفلتهم وجهلهم نظاما للبلد ومصلحة للعباد بل جيع أمور الدنيا انتظمت بالغفلة وخسة المة ولو عقل الناس وارتفعت همهم لزهدوا‬ ‫ف الدنيا ولو فعلوا ذلك لبطلت العايش ولو بطلت للكوا وللك الزهاد أيضا ث هذه الموال الت تنقل ل يقدر النسان على حلها فتحتاج‬ ‫إل دواب تملها وصاحب الال قد ل تكون له دابة فتحدث معاملة بينه وبي مالك الدابة تسمى الجارة ويصي الكراء نوعا من الكتساب‬

‫أيضا ث يدث بسبب البياعات الاجة إل النقدين فإن من يريد أن يشتري طعاما بثوب فمن أين يدري القدار الذي يساويه من الطعام كم‬ ‫هو والعاملة تري ف أجناس متلفة كما يباع ثوب بطعام وحيوان بثوب وهذه أمور ل تتناسب فل بد من حاكم عدل يتوسط بي التبايعي‬ ‫يعدل أحدهاس بالخسر فيطلب ذلك العدل مسن أعيان الموال ثس يتاج إل مال يطول بقاؤه لن الاجسة إليسه تدوم وأبقسى الموال العادن‬ ‫فاتذت النقود من الذهب والفضة والنحاس ث مست الاجة إل الضرب والنقش والتقدير فمست الاجة إل دار الضرب والصيارفة وهكذا‬ ‫تتداعى الشغال والعمال بعضها إل بعض حت انتهت إل ما تراه فهذه أشغال اللق وهي معاشهم وشي من هذه الرف ل يكن مباشرته‬ ‫إل بنوع تعلم وتعب ف البتداء وف الناس من يغفل عن ذلك ف الصبا فل يشتغل به أو ينعه عنه مانع فيبقى عاجز عن الكتساب لعجزه‬ ‫عن الرف فيحتاج إل أن يأكل ما يسعى فيه غيه فيحدث منه حرفتان خسيستان اللصوصية والكداية إذ يمهما أنما يأكلن من سعي‬ ‫غيها ث الناس يترزون من اللصوص والكدين ويفظون عنهم أموالم فافتقروا إل صرف عقولم ف استنباط اليل والتدابي أما اللصوص‬ ‫فمنهسم مسن يطلب أعوانسا ويكون فس يديسه شوكسة وقوة فيجتمعون ويتكاثرون ويقطعون الطريسق كالعراب والكراد وأمسا الضعفاء منهسم‬ ‫فيفزعون إل ال يل إ ما بالن قب أو الت سلق ع ند انتهاز فر صة الغفلة وإ ما بأن يكون طرارا أو سلل إل غ ي ذلك من أنواع التل صص الادثة‬ ‫بسب ما تنتجه الفكار الصروفة إل استنباطها وأما الكدي فإنه إذا طلب ما سعى فيه غيه وقيل له اتعب واعمل كما عمل غيك فمالك‬ ‫والبطالة فل يعطي شيئا فافتقروا إل حيلة ف استخراج الموال وتهيد العذر لنفسهم ف البطالة فاحتالوا للتعلل بالعجز إما بالقيقة كجماعة‬ ‫يعمون أولدهم وأنفسهم باليلة ليعذروا بالعمى فيعطون وإما بالتعامي والتفال والتجانن والتمارض وإظهار ذلك بأنواع من اليل مع بيان‬ ‫أن تلك منة أصابت من غي استحقاق ليكون ذلك سبب الرحة وجاعة يلتمسون أقوال وأفعال يتعجب الناس منها حت تنبسط قلوبم عند‬ ‫مشاهدتا فيسخوا برفع اليد عن قليل من الال ف حال التعجب ث قد يندم بعد زوال التعجب ول ينفع الندم وذلك قد يكون بالتمسخر‬ ‫والحاكاة والشعبذة والفعال الضحكة وقد يكون بالشعار الغريبة والكلم النثور السجع مع حسن الصوت والشعر الوزون أشد تأثيا ف‬ ‫النفس ل سيما إذا كان فيه تعصب يتعلق بالذاهب كأشعار مناقب الصحابة وفضائل أهل البيت أو الذي يرك داعية العشق من أهل الجانة‬ ‫ك صنعة الطبال ي ف ال سواق و صنعة ما يش به العوض ول يس بعوض كبيع التعويذات والش يش الذي ي يل بائ عه أن ا أدو ية فيخدع بذلك‬ ‫ال صبيان والهال وكأ صحاب القر عة والفأل من النجم ي ويد خل ف هذا ال نس الوعاظ والكدون على رءوس النابر إذا ل ي كن وراء هم‬ ‫طائل علمي وكان غرضهم استمالة قلوب العوام وأخذ أموالم بأنواع الكدية وأنواعها تزيد على ألف نوع وألفي وكل ذلك استنبط بدقيق‬ ‫الفكرة لجل العيشة فهذه هي أشغال اللق وأعمالم الت أكبوا عليها وجرهم إل ذلك كله الاجة إل القوت والكسوة ولكنهم نسوا ف‬ ‫أثناء ذلك أنفسهم ومقصودهم ومنقلبهم ومآبم فتاهوا وضلوا وسبق إل عقولم الضعيفة بعد أن كدرتا زحة الشتغالت بالدنيا خيالت‬ ‫فاسدة فانقسمت مذاهبهم واختلفت آراؤهم على عدة أوجه فطائفة غلبهم الهل والغفلة فلم تنفتح أعينهم للنظر إل عاقبة أمورهم فقالوا‬ ‫القصود أن نعيش أياما ف الدنيا فنجتهد حت نكسب القوت ث نأكل حت نقوى على الكسب ث نكسب حت نأكل فيأكلون ليكسبوا ث‬ ‫يك سبون ليأكلوا وهذا مذ هب الفلح ي والحترف ي و من ل يس له تن عم ف الدن يا ول قدم ف الد ين فإ نه يت عب نارا ليأ كل ليل ويأ كل ليل‬ ‫ليت عب نارا وذلك كسي ال سوان فهو سفر ل ينقطع إل بالوت وطائ فة أخرى زعموا أن م تفطنوا ال مر وهو أ نه ليس الق صود أن يش قى‬ ‫النسان بالعمل ول يتنعم ف الدنيا بل السعادة ف أن يقضي وطره من شهوة الدنيا وهي شهوة البطن والفرج فهؤلء نسوا أنفسهم وصرفوا‬ ‫همهم إل اتباع النسوان وجع لذائذ الطعمة يأكلون كما تأكل النعام ويظنون أنم إذا نالوا ذلك فقد أدركوا غاية السعادة فشغلهم ذلك‬ ‫عن ال تعال وعن اليوم الخر وطائفة ظنوا أن السعادة ف كثرة الال والستغناء بكثرة الكنوز فأسهروا ليلهم وأتعبوا نارهم ف المع فهم‬ ‫يتعبون ف السفار طول الليل والنهار ويترددون ف العمال الشاقة ويكتسبون ويمعون ول يأكلون إل قدر الضرورة شحا وبل عليها أن‬ ‫تنقص وهذه لذتم وف ذلك دأبم وحركتهم إل أن يدركهم الوت فيبقى تت الرض أو يظفر به من يأكله ف الشهوات واللذات فيكون‬ ‫للجامع تعبه ووباله وللكل لذته ث الذين يمعون ينظرون إل أمثال ذلك ول يعتبون وطائفة ظنوا أن السعادة ف حسن السم وانطلق‬ ‫اللسنة بالثناء والدح بالتجمل والروءة فهؤلء يتعبون ف كسب العاش ويضيقون على أنفسهم ف الطعم والشرب ويصرفون جيع مالم إل‬ ‫اللبس السنة والدواب النفيسة ويزخرفون أبواب الدور وما يقع عليها أبصار الناس حت يقال إنه غن وإنه ذو ثروة ويظنون أن ذلك هو‬ ‫ال سعادة فهمت هم ف نار هم وليل هم ف تع هد مو قع ن ظر الناس وطائ فة أخرى ظنوا أن ال سعادة ف الاه والكرا مة ب ي الناس وانقياد اللق‬ ‫بالتواضع والتوقي ف صرفوا هم هم إل ا ستجرار الناس إل الطا عة لطلب الوليات وتقلد العمال السلطانية لين فذ أمر هم ب ا على طائ فة من‬

‫الناس ويرون أن م إذا ات سعت وليت هم وانقادت ل م رعايا هم ف قد سعدوا سعادة عظي مة وأن ذلك غاية الطلب وهذا أغلب الشهوات على‬ ‫قلوب الغافلي من الناس فهؤلء شغلهم حب تواضع الناس لم عن التواضع ل وعن عبادته وعن التفكر ف آخرتم ومعادهم ووراء هؤلء‬ ‫طوائف يطول ح صرها تز يد على ن يف و سبعي فر قة كل هم قد ضلوا وأضلوا عن سواء ال سبيل وإن ا جر هم إل ج يع ذلك حا جة الط عم‬ ‫واللبس والسكن ونسوا ما تراد له هذه المور الثلثة والقدر الذي يكفي منها وانرت بم أوائل أسبابا إل أواخرها وتداعى بم ذلك إل‬ ‫مهاو ل يكنهم الرقي منها فمن عرف وجه الاجة إل هذه السباب والشغال وعرف غاية القصود منها فل يوض ف شغل وحرفة وعمل‬ ‫إل و هو عال بق صوده وعال ب ظه ون صيبه م نه وأن غا ية مق صوده تع هد بد نه بالقوت والك سوة ح ت ل يهلك وذلك إن سلك ف يه سبيل‬ ‫التقل يل اندف عت الشغال ع نه وفرغ القلب وغلب عل يه ذ كر الخرة وان صرفت ال مة إل ال ستعداد له وإن تعدى به قدر الضرورة كثرت‬ ‫الشغال وتداعى البعض إل البعض وتسلسل إل غي ناية فتتشعب به الموم ومن تشعبت به الموم ف أودية الدنيا فل يبال ال ف أي واد‬ ‫أهلكه منها فهذا شأن النهمكي ف أشغال الدنيا وتنبه لذلك طائفة فأعرضوا عن الدنيا فحسدهم الشيطان ول يتركهم وأضلهم ف العراض‬ ‫أيضا حت انقسموا إل طوائف فظنت طائفة أن الدنيا دار بلء ومنة والخرة دار سعادة لكل من وصل إليها سواء تعبد ف الدنيا أو ل يتعبد‬ ‫فرأوا أن الصواب ف أن يقتلوا أنفسهم للخلص من منة الدنيا وإليه ذهب طوائف من العباد من أهل الند فهم يتهجمون على النار ويقتلون‬ ‫أنف سهم بالحراق ويظنون أن ذلك خلص ل م من م ن الدن يا وظ نت طائ فة أخرى أن الق تل ل يلص بل ل بد أول من إما تة ال صفات‬ ‫البشريه وقطعها عن النفس بالكلية وأن السعادة ف قطع الشهوة والغضب ث أقبلوا على الجاهدة وشددوا على أنفسهم حت هلك بعضهم‬ ‫بشدة الرياضة وبعضهم فسد عقله وجن وبعضهم مرض وانسد عليه الطريق ف العبادة وبعضهم عجز عن قمع الصفات بالكلية فظن أن ما‬ ‫كلفه الشرع مال وأن الشرع تلبيس ل أصل له فوقع ف اللاد وظهر لبعضهم أن هذا التعب كله ل وأن ال تعال مستغن عن عبادة العباد‬ ‫ل ينقصه عصيان عصيان عاص ول تزيده عبادة متعبد فعادوا إل الشهوات وسلكوا مسلك الباحة وطووا بساط الشرع والحكام وزعموا‬ ‫أن ذلك من صفاء توحيدهم حيث اعتقدوا أن ال مستغن عن عبادة العباد وظن طائفة أن القصود من العبادات الجاهدة حت يصل العبد با‬ ‫إل معرفة ال تعال فإذا حصلت العرفة فقد وصل وبعد الوصول يستغن عن الوسيلة واليلة فتركوا السعي والعبادة وزعموا أنه ارتفع ملهم‬ ‫ف معرفة ال سبحانه عن أن يتهنوا بالتكاليف وإنا التكليف على عوام اللق ووراء هذا مذاهب باطلة وضللت هائلة يطول إحصاؤها إل‬ ‫ما يبلغ نيفا وسبعي فرقة وإنا الناجي منها فرقة واحدة وهي السالكة ما كان عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه وهو أن ل يترك‬ ‫الدنيا بالكلية ول يقمع الشهوات بالكلية أما الدنيا فيأخذ منها قدر الزاد وأما الشهوات فيقمع منها ما يرج عن طاعة الشرع والعقل ول‬ ‫يتبع كل شهوة ول يترك كل شهوة بل يتبع العدل ول يترك كل شيء من الدنيا ول يطلب كل شيء من الدنيا بل يعلم مقصود كل ما خلق‬ ‫من الدنيا ويفظه على حد مقصوده فيأخذ من القوت ما يقوي به البدن على العبادة ومن السكن ما يفظ عن اللصوص والر والبد ومن‬ ‫الكسوة كذلك حت إذا فرغ القلب من شغل البدن أقبل على ال تعال بكنه هته واشتغل بالذكر والفكر طول العمر وبقي ملزما لسياسة‬ ‫الشهوات ومراقبا لا حت ل ياوز حدود الورع والتقوى ول يعلم تفصيل ذلك إل بالقتداء بالفرقة الناجية وهم الصحابة فإنه عليه السلم‬ ‫لا قال الناجي منها واحدة قالوا يا رسول ال ومن هم قال أهل السنة والماعة فقيل ومن أهل السنة والماعة قال ما أنا عليه وأصحاب‬ ‫حديث افتراق المة وفيه الناجي منهم واحدة قالوا ومن هم قال أهل السنة والماعة الديث أخرجه الترمذي من حديث عبد ال بن عمرو‬ ‫وحسنه تفترق أمت على ثلث وسبعي ملة كلهم ف النار إل ملة واحدة فقالوا من هي يا رسول ال قال ما أنا عليه وأصحاب ولب داود‬ ‫من حديث معاوية وابن ماجه من حديث أنس وعوف بن مالك وهي الماعة وأسانيدها جياد وقد كانوا على النهج القصد وعلى السبيل‬ ‫الوا ضح الذي فصلناه من قبل فإنم ما كانوا يأخذون الدنيا للدنيا بل للدين وما كانوا يترهبون ويهجرون الدن يا بالكلية وما كان لم ف‬ ‫المور تفر يط ول إفراط بل كان أمر هم ب ي ذلك قوا ما وذلك هو العدل والو سط ب ي الطرف ي و هو أحب المور إل ال تعال ك ما سبق‬ ‫ذكره ف مواضع وال أعمل ت كتاب ذم الدنيا والمد ل أول وآخرا صلى ال عليه وسلم و وآله وصحبه وسلم‪.‬‬

Related Documents

Dam Douniya
October 2019 25
Dam
December 2019 33
Dam Kertosari.docx
June 2020 13
Dam Underground
November 2019 23
Tipaimukh Dam
May 2020 8

More Documents from ""

C++.docx
October 2019 86
El Gran Aviso.pdf
June 2020 39
El Proyecto.docx
October 2019 70
Corrientes Inducidas.docx
October 2019 60