Cesarean Section —A Brief History ٌ موجز عن تاريخ العمل ّية القيصر ّية ترجمة د .وائل اإلبراهٌم
ٌ حكاٌات فً كل من الثقافات الؽربٌّة وؼٌر الؽربٌّة عن هذه إنّ العملٌّة القٌصرٌّة جز ٌء من الثقافة اإلنسانٌّة منذ أقدم العصور؛ فهنالك ّ ُ وولدان أحٌاء .كان اسكلبٌوس ،وهو مؤسس طائفة الطب الدٌنً المعروفة ،قد اجتث من بطن أمّه من ت العملٌّة وقد أفضت إلى أمّها ٍ ٍ قبل ابولو؛ وذلك وفقا ً لؤلسطورة اإلؼرٌقٌّةٌ .ظهر العدٌ ُد من اإلشارات إلى العملٌّة القٌصرٌّة فً التراث القدٌم للهندوس والمصرٌٌّن ٌ منقوشات صٌنٌّة قدٌمة العمل ٌّ َة القٌصرٌّة مجراة المرأة ٌبدو أنها حٌّة .حَ رَ م واإلؼرٌق والرومان وؼٌرهم من االوربٌٌّنُ .تصوّ ر ُ والكتابات المشناوٌة التوأمٌن من ّ حق البكورة (وراثة كامل أمالك الوالدٌن) إذا كانا قد وُ لِدا بعملٌّة قٌصرٌّة ،كما أسقطت التلمو ُد طقوسَ التطهّر عن النساء الالتً وضعن حملَهن بوساطة الجراحة. ك صح َته .وح ّتى أن مصدر كلمة "قٌصرٌّة" قد تح ّرؾ ماٌزال التارٌ ُخ القدٌم للعملٌّة القٌصرٌّة ٌضع لثا َم األسطورة ،كما ٌشوب الش ُّ ً على م ّر الزمان .وٌُعتقد عموما ً أ ّنه جاء من الوالدة الجراحٌّة لـ ٌولٌوس قٌصر ،لكن ٌبدو أنّ ذلك ؼٌر ممكن نظرا لما ٌُعرؾ عن أمّه اورٌلٌا بأ ّنها عاشت وشهدت فت َح ابنها لبرٌطانٌا .كانت العمل ٌّ ُة فً ذلك الوقت ُتجرى فقط عندما تكون األ ُّم متوفّا ًة أو محتضر ًة ،وذلك كمحاول ٍة إلنقاذ الجنٌن فً دولة ترؼب بزٌادة عدد س َّكانها .كان القانونُ الرومانًّ القٌصريّ ٌقضً بوجوب فتح بطون جمٌع النساء "caedare الالتً ٌتح ّتم مصٌرهن بالوالدة؛ ومن هنا جاءت كلمة قٌصرٌّة .تتضمّن األصو ُل الالتٌنٌّة الممكنة األخرى الفع َل " بعمل جراحًٍّ بعد الوفاة .ولك ّننا فً نهاٌة األمر ومعناه "ٌقطع" والمصطلح " "caesonesالذي كان ٌُطلق على األطفال المولودٌن ٍ Cesarean ؼٌر متأ ّكدٌن من الزمان ومن المكان اللذٌن اُش ُت َّقت فٌهما كلمة قٌصرٌّة .ع ُِرؾ اإلجرا ُء بـ العملٌّة القٌصرٌّة " "operationوذلك ح ّتى القرنٌن السادس عشر والسابع عشر .وبدأ ذلك بالتؽٌّر منذ إصدار جاك ؼٌالٌمو لكتابه فً القبالة فً عام 1598حٌث قدّم مصطلح الـ شق " ."Sectionوقد أخذ هذا األخٌ ُر ٌح ّل مح َّل "عملٌّة" شٌئا ً فشٌئا ً ّ مذاك الحٌن. ً مختلفة باختالؾ الناس وباختالؾ األزمان .فاستطباباتها قد تؽٌّرت بشكل مثٌر من العصور كانت القٌصر ٌّ ُة منذ نشأتها تعنً أشٌا ًء القدٌمة وح ّتى الحدٌثة .وعلى الرّؼم من ندرة الدالالت على إجراء العملٌّة لنساء حٌّات إال أنّ الؽاٌ َة األولى كانت فً األساس استخرا َج الجنٌن من األ ّم المحتضرة أو المٌتة؛ فقد كانت ُتجرى إمّا على األمل الضعٌؾ فً إنقاذ حٌاة الجنٌن أو مثوالً للتعالٌم الدٌنٌّة ُ الحفاظ بمعزل عن جثمان األ ّم أمراً ممكنا ً .واأله ّم من ذلك؛ أ ّنها كانت آخر الخٌارات الم ّتبعة ولم ٌُقصد بها بحٌث ٌصبح دفنُ الطفل ٍ على حٌاة األ ّم .ومثل هذا الخٌار لم ٌكن بمقدور مهنة الطبّ حتى جاء القرنُ التاسع عشر. وعلى الرّؼم مما سبق ذكره؛ توجد تقارٌ ٌر قدٌمة متفرّدة عن محاوالت بطولٌّة إلنقاذ حٌاة النساء .وبٌنما كان ٌُنظر إلى العصور الوسطى على أ ّنها فترة جمود للعلم وللطبّ ؛ ساعدت بعضُ القصص عن العملٌّة القٌصرٌّة بالفعل فً إعطاء واستمرار آمال بالقدرة على إجراء العملٌّة ٌوما ً ما .وربّما تكون أو ُل حادثة مدوَّ نة فً حوزتنا عن أ ّم وطفلها عاشا بعد العملٌّة القٌصرٌّة تلك التً حدثت فً سوٌسرا فً عام 1500عندما أجرى جاكوب نوفر العمل ٌّ َة لزوجته ،وكان ٌعمل فً تعقٌم إناث الخنازٌر .فبعد عدّة أٌام من المخاض ً إذن من السلطات والمساعدة من قبل ثالث عشرة قابلة لم تكن زوجته قادر ًة على والدة طفلها .وحصل زوجُها الٌائس فً النهاٌة على ٍ المحلٌّة بمحاولة إجراء القٌصرٌّة .وقد نجت األ ُّم وولدت بعد ذلك خمس َة أطفال بشكل طبٌعً منهم توأمٌن .وقد عاش طف ُل القٌصرٌّة سبعة وسبعٌن عاما ً .وبما أنّ هذه الحادثة لم ُتدوّ ن إال بعد مضً اثنٌن وثمانٌن عاما ً على حدوثها فإنّ المؤ ّرخٌن ٌش ّككون فً صحّتها. ك أٌضا ً تقارٌرَ أخرى قدٌمة عن والدات بطنٌّة اُخ ُترق فٌها الجوؾُ البرٌتوانً؛ منها ما أُجري من قبل المرأة نفسها وقد ٌعتري الش ُّ وأخرى حدثت من جرّاء التعرّض لمهاجمة حٌوان داجن. ٌمكن فه ُم تارٌخ العملٌّة القٌصرٌّة على أحسن وجه فً السٌاق األوسع لتارٌخًّ الوالدة والطبّ العام؛ فقد تمٌّزا أٌضا ً بتبدّالت دراماتٌكٌّة .حدث العدٌ ُد من العملٌّات القٌصرٌّة الناجحة األولى فً مناطق رٌفٌّة نائٌة ٌعوزها الطاقم والتسهٌالت الطبٌّة .ففً ؼٌاب ّ المنظمات الطبٌّة القوٌّة قد ُتجرى العملٌ ُ ّات الجراحٌّة بدون مشورة مهنٌّة .أي أنّ القٌصرٌّات ربّما أُجرٌت فً مراحل أبكر من المخاض القاصر حٌث لم تكن األ ّم على شفٌر الموت والجنٌن أق ّل تألّما ً .وفً ظ ّل هذه الظروؾ؛ كانت فرصُ نجاة واح ٍد منهما أو كلٌهما أكبر .كانت هذه العملٌ ُ ّات ُتجرى على طاوالت المطبخ وعلى األسِ رّة بدون توفّر المستشفٌات ،وربّما كان ذلك شٌئا ً حسنا ً حتى ُ ُ ً ً أواخر القرن التاسع عشر .فقد كانت الجراحة فً المستشفٌات مبتالة باألخماج التً ؼالبا ما تنقل بٌن المرضى بأٌادي المشرفٌن نجاح كالذي حقّقه جاكوب نوفر. الطبٌٌّن ؼٌر النظٌفة .إنّ هذه العوامل قد تساعد فً تفسٌر ٍ
ً اكتسب نوفر أٌضا ً معرفة متواضعة بالتشرٌح بفضل عمله فً تربٌة الحٌوانات .إنّ أحد أولى الخطوات فً إجراء أيّ عمل جراحًّ ُ ً هً فه ُم األعضاء واألنسجة المعنٌّة؛ وهو عل ٌم كان تحصٌله نادرا قبل العصر الحدٌث .ظهر العدٌ ُد من األعمال التً تبٌّن تفاصٌل تشرٌح جسم اإلنسان فً القرنٌن السادس عشر والسابع عشر فً ذروة عصر النهضة .فعلى سبٌل المثال؛ ٌصوّ ر كتابُ اندرٌاس فٌزالٌوس البار ُز فً علم التشرٌح العام " De Corporis Humani Fabricaبنٌة الجسم البشريّ " ،الذي أُصدر فً عام ،1543أعضا َء األنثى التناسلٌّة والبطنٌّة الطبٌعٌّة .وسّع المش ّرحون والجرّاحون معرف َتهم بتشرٌح جسم اإلنسان الطبٌعًّ والمرضًّ بشكل كبٌر فً القرن ّ الثامن عشر وفً مطلع القرن ال ّتاسع عشر .وفً أواخر القرن التاسع عشر؛ تم ّكن ّ طالبُ الطبّ من تعلّم ّ ّ التشرٌح عن طرٌق التشرٌح الذاتًّ للجثة بفضل توفر الجثث البشرٌّة وتؽٌّر االهتمام فً التعلٌم الطبًّ .وقد حسّنت هذه الخبرة العملٌّة فهمَهم وحضّرتهم بشكل أفضل إلجراء العمل الجراحًّ . ّ انحطت وطبعاً؛ فً الوقت الذي كان فٌه مث ُل هذا التعلٌم الطبًّ متوفّراً للرجال فقط ،ومع التسارع الذي حدث منذ القرن السابع عشر؛ مكان ُة الطبٌبة المرأة فً مٌدان الوالدة .ففً أوائل القرن السابع عشر أوجدت عائل ُة تشامبرلٌن فً انكلترا الملق َط التولٌديّ لسحب جال الهٌمن َة فً مثل هذه األدوات ساعدهم فً تأسٌس األج ّنة ،التً ٌُفترض أنها هالكة لوال الملقط ،من قناة الوالدة .وإنّ ادّعا َء ال ّر ِ ً سٌطرتهم فً مهنة التولٌد .وفً خالل القرون الثالثة التالٌة؛ انتزع المولّدون و"القابالت الذكور" تلك الهٌمنة تدرٌجٌا من القابلة األنثى ،فتحدّد بذلك دورها. مُنعت النسا ُء فً المجتمع الؽربًّ من إجراء العملٌّات القٌصرٌّة ح ّتى أواخر القرن التاسع عشر ،فقد كان ٌُرفض ارتٌا ُدهن لكلٌّات 1815و 1821 الطبّ .لكنّ أوّ ل عملٌّة قٌصرٌّة ناجحة مدو ّنة فً االمبراطورٌّة البرٌطانٌّة أُجرٌت من قبل امرأة .فبٌن عامً ب للجٌش البرٌطانًّ فً جنوب افرٌقٌا. أجرت جٌمس مٌراندا ستٌوارت باري العمل ٌّ َة وهً متن ّكرة كرجل وتعمل كطبٌ ٍ ت عن سكان محلٌٌّن وفً الوقت الذي طبّقت فٌه باري التقنٌّات الجراحٌّة الؽربٌّة؛ س ّجل رحّال ُة القرن التاسع عشر فً افرٌقٌا حاال ٍ بنجاح وفق ممارستهم الطبٌّة الخاصّة .ففً عام 1879على سبٌل المثال؛ شهد ال ّرحّال ُة البرٌطانً فٌلكٌن عملٌ ًّة ٌجرون العمل ٌّ َة ٍ قٌصرٌّة أجراها اوؼندٌّون ،استخدم فٌها المعال ُل خمرَ الموز لتخدٌر المرأة جزئ ٌّا ً ولتنظٌؾ ٌدٌه وبطنها قبل العمل الجراحًّ .وقد ّ ُّ بإبر الخط الناصؾ واستخدم الكًَّ لتقلٌل النزؾ .ودلّك الرح َم لجعلها تنقبض لك ّنه لم ٌخطها ،وقد أُؼلق أجرى شقّا ً على الشق البطنًّ ٍ ٌ ضمِّد بعجٌنة مصنوعة من الجذورُ . حدٌدٌّة و ُ ناضجة ومن الواضح أ ّنها شفٌت المرٌض ُة تماما ً واستنتل فٌلكٌن بأنّ هذه التقنٌّة ُ المستحضرات النباتٌّة أٌضا ً لتخدٌر المرٌضة ولتحسٌن شفاء اس ُتخدمت لزمن طوٌل .وردت تقارٌ ٌر من رواندا حٌث اس ُتخدمت الجرح. وعلى الرّؼم من أنّ العدٌد من التقارٌر األولى عن العملٌّات القٌصرٌّة وردت من أجزاء بعٌدة عن اوروبا وعن الوالٌات الم ّتحدة ومن أماكن معزولة عن آخر التطوّ رات فً الطبّ الؽربًّ ،إال ّ أنّ اإلجراء الروتٌنً للعملٌّة بدأ فقط حٌث التمدّن ونموّ المستشفٌات المتزاٌدٌن .استم ّر العدٌ ُد من الوالدات التً تحدث فً األرٌاؾ بالوقوع تحت إشراؾ القابالت وذلك فً أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرٌن ،لكن طبّ التولٌد فً المدن (حٌث ٌكون اختصاصا ً قائما ً على المستشفى) ضٌّق الخناقَ على فنّ القبالة .إنّ عدداً كبٌراً من نساء ّ الطبق ِة العامل ِة المهاجر ِة فً المراكز المدنٌّة قد ولدن فً المستشفٌات أل ّنه لم ٌكن بوسعهن اال ّتكال على دعم العائلة واألصدقاء كما لو كنّ فً الرٌؾ .وفً هذه المستشفٌات حٌث عالل األطبّا ُء العدٌ َد من المرٌضات ذوات الحاالت المتشابهة؛ بدأ تطوّ ُر المهارات التولٌدٌّة والجراحٌّة. بدأ ظهو ُر المستشفٌات المتخصّصة بالنساء فً الوالٌات الم ّتحدة واوروبا فً النصؾ الثانً من القرن التاسع عشر .وقد ّ ؼذت هذه ت جدٌدة للمرٌضات أٌضاًُ ،مم َّث ً المؤس ُ لة فً تلك الحقبة ت الصاعدة وأمَّنت فرصا ً جدٌدة لممارسً الطبّ ومعالجا ٍ ّسات االختصاصا ِ ٌ اختصاصات مثل طبّ األمراض العصبٌّة والطبّ النفسًّ على االهتما َم الطبًّ الواعد بأمراض النساء وبحٌاتهن الجنسٌّة .ر ّكزت االضطرابات العقلٌّة والعصبٌّة ور ّكز طبُّ التولٌد وطبُّ أمراض النساء على وظائؾ واضطرابات السبٌل التناسلًّ األنثويّ . إنّ تطوّ ر العملٌّة القٌصرٌّة ،كونها عملٌّة بطنٌّة خطٌرة ،قد حافظ على التطوّ رات فً الجراحة العامّة ّ ومثلها .ففً أوائل القرن التاسع عشر عندما كانت الجراح ُة ما تزال تعتمد على تقنٌّات قدٌمة؛ كان ممارسُوها مخٌفٌن وٌُنظر إلٌهم من قِبل العامّة على أ ّنهم أفضل ّ الحالقٌن والج ّزارٌن وقالعً األسنان .وعلى الرّؼم من أنّ العدٌد من الجرّاحٌن كان ٌمتلك المعرفة التشرٌحٌّة والشجاعة قلٌالً من إلجراء العملٌّات الخطٌرةّ ،إال أ ّنهم كانوا مقٌَّدٌن بتألّم المرٌض وبمشاكل األخماج .استمر اعتبا ُر الجراحة ضربا ً من الحالقة فً جرح. ؾ أو فً خٌاطة القرن التاسع عشر وفُضِّل الجرّاحون بحسب سرعتهم فً بتر طر ٍ ٍ 1846فً مستشفى لكن وفً القرن التاسع عشر؛ حُوِّ رت الجراح ُة تقن ٌّا ً ومهن ٌّا ً .بدأ عه ٌد جدٌد فً ممارسة الجراحة فً عام ورم فً الوجه .انتشر هذا ماساشوسٌتس العام عندما استخدم طبٌبُ األسنان ولٌام ت .ج .مورتون الداي اثٌل اٌثر فً استئصال ٍ ُ التطبٌق الطبًّ للتخدٌر سرٌعا ً فً اوروبا .لكن كان هنالك اعتراضٌ على استخدامه فً التولٌد وفقا ً للوصٌّة اإلنجٌلٌّة بأنّ على النساء أن تعانٌن من جرّاء الوالدة وذلك تكفٌراً عن ذنب حوّ اءُ . وطعن بهذه الح ّجة عندما ولدت الملك ُة فٌكتورٌا ،رأس كنٌسة انكلترا ،اثنٌن
من أوالدها مع تطبٌق الكلوروفورم (الطبٌبان لٌوبولد فً عام 1853وبٌترٌس فً عام .)1857ثم شاع التخدٌ ُر فً الوالدة فً األوساط الؽنٌّة وأصبح شٌئا ً عمل ٌّا ً فً حاالت العملٌّة القٌصرٌّة. ومع نهاٌة القرن؛ م ّكن طٌؾٌ واس ٌع من االختراعات التقنٌّة الجرّاحٌن من تؽٌٌر وجه ممارستهم ومن تمهٌن مركزهم .منحت المخد ُ ولتوثٌق تفاصٌل عملٌّاتهم الجراحٌّة ؾ الجوؾ البرٌتوانً ّرات الجرّاحٌن وقتا ً إلجرا ِء العمل الجراحًّ بشً ٍء من الدّقة ولتنظٌ ِ ِ ً عرضة للصدمة التً كانت من أوّ ل أسباب المراضة وللتعلُّ ِم من تجاربهم .وتخلَّصت النسا ُء من آالم العمل الجراحًّ وكنّ أق َّل والوفٌّات بعد العمل الجراحًّ . وكما اكتشؾ العدٌ ُد من األطبّاء؛ فقد سمح لهم التخدٌ ُر باستبدال حَ ِّل القِحْ ؾ بالعملٌّة القٌصرٌّة .كان حَ ُّل القِحْ ؾ ٌُمارس لمئات ،وربما ً قطعة آلالؾ ،السنٌن .وتضمَّن هذا اإلجرا ُء التعٌس تخرٌبَ جمجمة الجنٌن (بأدوات مثل الص ّنارة الجنٌنٌّة) واستخرا َج كامل الجنٌن ً قطعة عبر المهبل .وعلى الرّؼم من أ ّنه كان إجرا ًء مروّ عا ً ّإال أنّ خطره على األ ّم كان أق ّل بكثٌر ممّا هو فً محاوالت استخراج الجنٌن عبر ٍّ شق فً البطن. وعلى الرّؼم من أنّ الملق َط التولٌديّ كان ٌساعد فً استخراج الجنٌن فً بعض الحاالت؛ ّإال أ ّنه عانى بعضَ التقٌٌدات .فقد أنقذ بال ك حٌا َة بعض األطفال الذٌن كان سٌجرى لهم ح ّل القحؾ لوال الملقط التولٌدي ،لكن ح ّتى عند إنقاذ حٌاة األ ّم فإنها ربما عانت كثٌراً ش ٍّ بقٌّة حٌاتها من تم ّزقات الجدر المهبلٌّة والعجّان .إن تطبٌقَ الملقط على الحوض السفلًّ ،الذي ما ٌزال استخدامُه شائعا ً فً ٌومنا هذا، ت مهبلٌّة لك ّنه أق ّل تسبّبا ً فً ذلك من تطبٌق الملقط على الحوض العلوي؛ الذي اس ُتخدِم كثٌراً فً القرن التاسع عشر. قد ٌسبب تمزقا ٍ ً والخمل الجنٌن ة ٌ ّ أذ من عالٌة ّالت د مع مع تترافق كانت المخاض، تطاول حاالت فً الحوض فً ا عمٌق تطبٌقها عند إنّ هذه األدوات، ِ ِ ت الخطٌرة عند المرأة .وربّما كانت العمل ٌّ ُة القٌصرٌّة ،على الرّؼم من خطورتها؛ ُتفّضل فً بعض الحاالت عندما ٌكون والتمزقا ِ ً الجنٌنُ منحشرا فً أعلى الحوض .ولم ٌكن أيّ من ح ِّل القحؾ والملقطِ التولٌدي ذا جدوىً عند وجود تشوُّ ه أو تضٌّق شدٌدٌن فً الحوض ،لذا؛ ربّما كانت العمل ٌّ ُة القٌصرٌّة األم َل الوحٌد. وعلى الرّؼم من أنّ األطبّاء ،وكذلك المرٌضات ،كانوا متحمّسٌن بالتخدٌر للّجوء إلى العملٌّة القٌصرٌّة بدالً من ح ّل القحؾّ ،إال أنّ ً مسؤولة عن قسم كبٌر من الوفٌّات معدّالت الوفٌّات بسبب العملٌّة بقٌت مرتفعة؛ حٌث كانت األخما ُج وإنتانُ الدم والتهابُ البرٌتوان مرٌض آلخر، بعد العمل الجراحًّ .كان الجرّاحون ٌرتدون ثٌابَ الشارع فً العمل الجراحًّ وق َّل ما ٌؽسلون أٌدٌهم عند المرور من ٍ وذلك قبل تأسّس نظرٌّة الجراثٌم فً األمراض وقبل والدة علم الجراثٌم الحدٌث فً النصؾ الثانً من القرن التاسع عشر .قدّم ً طرٌقة فً التطهٌر فً منتصؾ الس ّتٌنات من القرن التاسع عشر تستخدم الكاربولٌك أسٌد ،وقد الجرّا ُح البرٌطانًُّ جوزٌؾ لٌستر ّ ت طهار ٍة تب ّنى العدٌ ُد من الجرّاحٌن شٌئا ً من طرٌقته فً التطهٌر .لكنّ آخرٌن كانوا قلقٌن حٌال طبٌعتها األكالة واعتادوا على إجراءا ِ متنوعة تر ّكز على النظافة .كان التطهٌ ُر والمطهرات ٌش َّقان طرٌقٌهما بالتدرٌل فً مشاكل األخماج الجراحٌة فً نهاٌة ذلك القرن. ّ الحظ؛ فإنّ التقنٌّات الجراحٌّة فً تلك األٌّام ساهمت أٌضا ً فً االرتفاع المفزع لمعدّالت الوفٌّات الوالدٌّة .فوفقا ً ألحد ولسوء التقدٌرات؛ لم تن ُل امرأةٌ واحدة من العملٌّات القٌصرٌّة المجراة فً بارٌس بٌن عامً 1787و .1876كان الجرّاحون خائفٌن من َ ّ الؽرز الداخلٌّة ،التً ال ٌمكن إزالتها ،قد تسبب األخما َج وتؤدّي إلى تم ّزق الرحم فً الحمول الشق الرحمًّ أل ّنهم اعتقدوا أنّ خٌاطة الالحقة .لقد اعتقدوا أن عضالت الرحم قد تنقبض وتنؽلق عفو ٌّا ً .لكنّ شٌئا ً مثل هذا لم ٌحدث ،ونتٌجة لذلك مات بعضُ النساء بسبب النزؾ ومات الكثٌ ُر بسبب الخمل. رصٌن تم ّكن المولّدون من صبِّ اهتمامهم على تحسٌن التقنٌّات المستخدمة فً العملٌّة بشكل وحالما تحقّق وجو ُد التخدٌر والتطهٌر ٍ ٍ ُ 1876للسٌطرة على األستاذ اإلٌطالًُّ ادواردو بورو باستئصال الرحم فً سٌاق العملٌّات القٌصرٌّة منذ عام القٌصرٌّة .نصح النزؾ الرحمًّ وللحٌلولة دون الخمل المعمّم .وقد م ّكنه ذلك من إنقاص حدوث اإلنتان بعد العمل الجراحًّ .لكنّ إضاف َته البترَ إلى العملٌّة القٌصرٌّة قد اج ُتنِبت بفضل استخدام الؽرز الرحمٌّة .ففً عام 1882أوجد ماكس سوملٌنؽر من مدٌنة لٌبسٌػ األلمانٌة ً كبٌر على خبر ِة المعالجٌن قائمة مبرّرات قوٌّة للؽرز الرحمٌّة جعلت الجراحٌن ٌؽٌّرون ممارساتهم .كانت دراس ُة سوملٌنؽر ٍ بشكل ٍ َ الؽرز المصنوع َة من سلك الفضّة التً أوصى بها كانت جدٌدة األمرٌكٌٌن (جرّاحٌن ومجرّبٌن) الذٌن استخدموا الؽرز الداخلٌّة .إن بح ّد ذاتها؛ فقد ُ طوِّ رت فً القرن التاسع عشر من قبل طبٌب النسائٌّة األمٌرٌكً الرائد ج .مارٌون سٌمز .اخترع سٌمز هذه الؽرز لعالج التم ّزقات المهبلٌّة (النواسٌر) الناتجة عن الوالدة الراضّة. وما أن أصبحت العمل ٌّ ُة القٌصر ٌّ ُة أكثرَ أمانا ً ازدادت معارض ُة المولّدٌن لتأخٌر الجراحة .فبدالً من االنتظار لساعات من المخاض ؼٌر المجدي ٌُفضّل أطباءٌ ،مثل روبرت هارٌس من الوالٌات الم ّتحدة وثوماس رادفورد من انكلترا وفرانتس فون فٌنكل من المانٌا، اللجو َء المب ّكر للجراحة لتحسٌن نتٌجة الحمل ُمدَّعٌن أنه إذا لم تكن المرأةُ فً حالة وهط عندما ُتؤخذ إلى العمل الجراحًّ فإن فرصَها فً الشفاء تكون أفض َل .وكانت ح ّج ًة تسري فً مجتمع الجراحة العامّة أدّت إلى أعداد أكبر من العملٌّات على مجموعة متزاٌدة من المرضى .وفً الجراحة التولٌدٌّة؛ ساعدت المقارب ُة الجدٌدة أٌضا ً فً إنقاص معدّالت الوفٌّات الوالدٌّة وحول الوالدة.
أمور أخرى؛ منها موضع بضع الرحم .فبٌن وما أن ازدادت ثق ُة الجرّاحٌن فً نتائل إجراءاتهم الجراحٌّة ح ّتى حوَّ لوا انتباهَهم إلى ٍ ّ الشق المعترض على القطعة السفلٌّة من الرحم .لقد أنقص هذا التعدٌ ُل من خطر الخمل عامً 1880و 1925تم ّرس المولّدون فً ومن تم ّزق الرحم فً الحمول الالحقة .وساعد تعدٌ ٌل آخر هو العملٌّة القٌصرٌّة المهبلٌّة على تج ّنب التهاب البرٌتوان عند المرٌضات الالتً ٌعانٌن أصالً من أخماج مؤ ّكدة .لكنّ الحاج َة لهذا الشكل من العملٌّة زالت فعل ٌّا ً فً الفترة التالٌة للحرب العالمٌّة الثانٌة بتطوٌر الصادّات الحٌوٌّة الحدٌثة .اُك ُتشِ ؾ البنٌسٌللٌن من قبل الكسندر فلٌمٌنػ فً عام 1928وأصبح متوفراً بشكل عام ،بعد تنقٌته كدوا ٍء ٍ بشكل مثٌر الوفٌاتَ الوالدٌّة فً ك ٍّل من الوالدات الطبٌعٌّة والعملٌّات القٌصرٌّة .وفً تلك األثناء؛ ازدادت فً عام ،1940وأنقص ٍ ّ شعب ٌّ ُة العملٌّة القٌصرٌّة السفلٌّة العنقٌّة التً أوصى بها المول ُد البرٌطانًّ مونرو كٌر فً أوائل القرن العشرٌن .وبانتشار هذه التقنٌّة فً الوالٌات الم ّتحدة بفضل جوزٌؾ ب .دي لً وألفرٌد س .بٌك فقد أنقصت معدّالت الخمل وتم ّزق الرحم؛ وما تزال هً العملٌّة المفضّلة. وعالو ًة على التطوّ رات الجراحٌّة فقد ّ تأثر تطو ُر العملٌّة القٌصرٌّة باالزدٌاد المستم ّر فً عدد المستشفٌات وبالتبدّالت السكانٌّة الهامة ُ ّ ّ وبالعدٌد من العوامل األخرى بما فٌها الدٌّن .فقد أثر الدٌِّنُ فً الطبّ على م ّر التارٌخ الموثق ،وكما ذكر سابقا ً فإن القوانٌنَ الٌهودٌّة والرومانٌّة ساعدت فً صٌاؼة الممارسة الطبٌّة القدٌمة .والحقا ً فً مطلع القرن التاسع عشر وحتى منتصفه فً فرنسا؛ ّ حثت ُ اهتمامات الدٌّن الرومانًّ الكاثولٌكًّ ،مثل استخراج الجنٌن بحٌث ٌمكن تعمٌده ،جهوداً جبّار ًة لتحقٌق الرٌّادة فً العملٌّة القٌصرٌّة، َ ّ وهً جهو ٌد بدأها بعضُ جرّاحً البالد البارزٌن .تجنبت برٌطانٌا البروتستانتٌّة العمل ٌّة القٌصرٌّة فً الحقبة ذاتها وكان الجرّاحون ٌكتسبون الخبر َة من العملٌّات البطنٌّة األخرى (وهً العملٌّات على المبٌضٌن بشكل أساسًّ ) .كان المولدون البرٌطانٌّون أكثرَ مٌوالً للتفكٌر بمصلحة األ ّم أوالً ،وكانوا ٌفضّلون ح َّل القحؾ عادة فً ظ ّل ارتفاع الوفٌّات الوالدٌّة فً العملٌّة القٌصرٌّة ألكثر من خمسٌن بالمئة. ّن فً برٌطانٌا وح ّتى اوروبا والوالٌات المتحدة ،تنامت الحاج ُة للعملٌّة القٌصرٌّة مع بداٌة القرن العشرٌن. ومع االزدٌاد السرٌع للتمد ِ بشكل حا ٍد مع ترك العمل فً اإلنتاج الزراعًّ ومع التعرّض لكمٌّة أق َّل من ضوء ارتفع مع ّد ُل إصاب ِة األطفال بمرض ال ّرخد التؽذوي ٍ ُ بنقص النموّ العظمًّ .ونتٌجة لذلك؛ ارتفع مع ّد ُل الشمس .حالت األحواضُ المشوّ ه ُة دون الوالدة الطبٌعٌّة لدى النساء الالتً أصبن ِ ً العملٌّة القٌصرٌّة كثٌراً .وانتهت مشكل ُة نقص نموّ العظام فً ثالثٌنات القرن العشرٌن؛ عندما أصبح الحلٌبُ اآلمن متوفرا فً مدارس وفً عٌادات معظم الوالٌات الم ّتحدة واوروبا .لكنْ تأ ّخر ر ُّد العدٌد من ممتهنً الطبّ لتراجع الحاجة للوالدة الجراحٌّة .وفً الحقٌقة؛ ت المنخفض ِة المعهود ِة قبل أن ٌصبح ال ّرخ ُد مرضا ً واسع لم ٌرجع مع ّد ُل العملٌّة القٌصرٌّة بعد الحرب العالمٌّة الثانٌة إلى المستوٌا ِ النطاق ،وعلى الرّؼم أٌضا ً من االنتقاد الكبٌر للّجوء المتكرّر إلى الجراحة. كانت حرك ُة الحلٌب اآلمن أح َد إجراءات الطبّ الوقائًّ التً نهض بها إصالحٌُّو الص ّحة العامّة فً الوالٌات الم ّتحدة وخارجها .عمل ت الحكومة على تحسٌن العدٌد من أوجه ص ّحة األ ّم والطفل .لكنّ المداخل َة الجراحٌّة استم ّرت باالزدٌاد هؤالء اإلصالحٌُّون مع رجاال ِ ُ بٌنما ازداد عد ُد النساء الالتً ٌتلقٌن العناٌة السابقة للوالدة (أكثر من أيّ وقت فً حقٌقة األمر) .وازداد أٌضا ً انخراط الحكومة االتحادٌّة وحكومات الوالٌات فً تموٌل رعاٌة األ ّم والجنٌن وفً اإلشراؾ علٌها .وترافقت هذه النزعات فً النصؾ الثانً من ً أهمٌة بالؽة بشكل متزاٌد. مٌول لتولٌة حالة الجنٌن القرن العشرٌن مع ٍ ت منذ عام ُ .1940بنًِ العدٌ ُد من المستشفٌات التً ولدت فٌها النساء كانت النزع ُة نحو التدبٌر الطبًّ للحمل وللوالدة تتسارع بثبا ٍ والتً أُجرٌت فٌها العملٌ ُ ّات التولٌدٌّة .كان نصؾُ والدات الوالٌات الم ّتحدة تقرٌبا ً ٌحدث فً المستشفٌات حتى عام .1938وبحلول عام 1955ارتفعت النسب ُة إلى تسع ٍة وتسعٌن بالمئة. ُ ُ البحث الطبًّ واتسعت ُ وتطبٌقات التكنولوجٌا كثٌراً .ساهم تق ّد ُم التخدٌر فً تحسٌن سالمة العملٌّة آفاق وفً أثنا ِء الفترة ذاتها؛ ازدهر ُ ُ ّ البلدان بما فٌها الوالٌات المتحدة؛ استخدِم التخدٌ ُر الشوكًُّ أو فوق الجافٌة لتخفٌؾ األلم فً القٌصرٌّة والخبرة فٌها .ففً العدٌ ِد من ِ التخدٌر العام فً الوالدات القٌصرٌّة ،مما سمح للنسا ِء بالبقاء واعٌات فً أثناء العمل الجراحًّ .وقد الوالدة الطبٌعٌّة .كما ح َّل مح َّل ِ أدّى إلى نتائل أفضل لدى األمَّهات واألطفال وسهّل التماسَ واالرتباط المباشرٌن. وفً هذه األٌّام أٌضاً؛ ٌستطٌع اآلبا ُء إجرا َء ذلك ال ّتماس الها ّم والمبكر ودع َم شرٌكاتهم فً أثناء الوالدات الطبٌعٌّة والقٌصرٌّة .فعندما ُ الوالدات من المنازل إلى المستشفٌات أُبعد اآلبا ُء فً بداٌة األمر عن ساح ِة الوالدة وأُبعدوا تماما ً فً الوالدة الجراحٌّة .لكنّ انتقلت تطبٌقَ التخدٌر الواعً والقدر َة المتزاٌدة فً الحفاظ على ساح ٍة مُطهَّرة والصادّات الحٌوٌّة فً العمل الجراحًّ سمحت لآلباء بحضور ُ العالقات بٌن الجنسٌن تب ِّدل دورَ العدٌد من اآلباء فً الحمل وفً الوالدة وفً األبُوَّ ة. العملٌّة القٌصرٌّة .وفً هذه األثناء؛ كانت َّ بارز فً الوالدة ،طبٌعٌّة كانت أم قٌصرٌّة. دور ٍ ٌشارك األبُ العصريُّ فً دروس الوالدة وٌتطلع إلى ٍ ؾ موجودة قبل المخاض وفً الوالدة ُتعزى إلى ظرو ٍ ٌعانً حالٌا ً أكثر من سُبع النساء فً الوالٌات الم ّتحدة من مضاعفات فً ِ ٌ حاالت الحمل؛ وتتضمّن الدا َء السكريّ والشذوذات الحوضٌّة وارتفاعَ الضؽط واألمراضَ الخمجٌة .باإلضافة إلى ذلك؛ تش ّكل
ت للوالدة الجراحٌّة .إن هذه المشاكل قد تهدّد حٌاتً مرضٌة متنوعة تحدث فً الحمل (مثل االرتعاج والمشٌمة المنزاحة) استطبابا ٍ ً ً األ ّم والطفل ،وتش ّكل العمل ٌّ ُة القٌصرٌّة الح َّل األكثر سالمة فً أربعٌن بالمئة تقرٌبا من مثل هذه الحاالت .إنّ ُربعَ األطفال تقرٌبا فً الوالٌات الم ّتحدة ٌُولدون اآلن بالعملٌّة القٌصرٌّة ( 982000طفالً تقرٌبا ً فً عام .)1990كان مع ّد ُل الوالدة القٌصرٌّة حوالً %5فً عام ،1970وفً عام 1988وصل إلى ذرو ٍة بلؽت .%24.7وفً عام 1990تراجع قلٌالً إلى %23.5وذلك ألنّ عدداً أكبر من النساء كنّ ٌجرّبن الوالدة المهبلٌّة بعد العملٌّة القٌصرٌّة. بكثٌر أيّ ازدٌاد فً معدّل الوالدة الذي ارتفع بمقدار %2فقط بٌن عامً ك ٌفوق كٌؾ ٌمكننا تفسٌ ُر هذا االزدٌاد المثٌر؟ فهو بال ش ٍّ ٍ 1970و .1987فً الحقٌقة؛ ساهمت عوام ُل عدٌدة فً االزدٌاد السرٌع للعملٌّات القٌصرٌّة .كان بعضُ العوامل تقن ٌّا ً وكان بعضُها ك المداخل َة ثقاف ٌّا ً وكان بعضُها مهن ٌّا ً وكانت عوام ُل أخرى قانونٌّة .إنّ ازدٌاد الدعاوى القضائٌّة بسبب سوء الممارسة قد طوَّ ر بال ش ٍّ الجراحٌّة ،لكنْ كانت هناك ّ مؤثرات فاعلة أخرى. كانت العملٌ ُة تارٌخٌا ً ُتجرى لحماٌة ص ّحة األ ّم أوالً ،ثم لعبت ص ّح ةُ الجنٌن دوراً أكبر فً ا ّتخاذ القرار بالعمل الجراحًّ .لقد كانت ُ ت رؤٌ ُة اختبارات الحمل الهرمونٌّة (وهً االختبارات التً تؤ ّكد وجو َد الجنٌن) متوفر ًة منذ أربعٌنات القرن العشرٌن .وقد أمكن الهٌكل العظمًّ للجنٌن بوساطة األشع ِة السٌنٌّة ،لكنّ مخاطرَ اإلشعاع البعٌدة األمد جعلت الباحثٌن ٌتطلّعون إلى تقنٌّة أخرى َّات فوق الصوتٌّة التً ُ للتصوٌر .وجاء الح ُّل فً العه ِد التالً للحرب من تقنٌّات فترة الحرب .مهَّدت المعد ُ طوِّ رت لكشؾ الؽوَّ اصات خمسٌنات .لقد م َّكنت األموا ُج فوق الصوتٌّة ه إلى التصوٌر الصدويّ لؤلنسجة الرخوة فً أواخر أربعٌنات القرن العشرٌن و فً أوائل ً وسٌلة تشخٌصٌّة روتٌنٌّة .وكما زوَّ دت وسٌلةُ من قٌاس نموِّ الجنٌن وأبعاد جمجم ته بالنسبة إلى أبعاد حوض األ ّم ،وأصبحت اآلن ت قٌّمة ،فقد َّأثرت أٌضا ً على النظرة إلى الجنٌن .فإذا أمكن رؤٌة الجنٌن وتحدٌد جنسه وتكوٌنه التصوٌر هذه الطاق َم الطبًَّ بمعلوما ٍ ً حداثة مثل بزل السائل األمنٌوسً واعتٌان الزؼابات المشٌمٌّة فهو بذلك الصبؽًّ بوساطة هذا االختبار واختبارات أخرى أكثر شخصٌ .وفً الحقٌقة أُعطً الكثٌ ُر من األج َّنة أسما ًء قبل الوالدة بشهور. ث َّم أصبح الجنٌنُ مرٌضا ً .إذ ٌمكن اآلن عالجُه جراح ٌّا ً ودوائ ٌّا ً ضمن الرحم .لقد ؼٌَّر ذلك االستثمارَ العاطفًَّ والمالًَّ الذي ٌضعه الممارسون الط ِّبٌٌّون والوالدان فً الجنٌن .وٌبدو ذلك أوض َح بعد بداٌة المخاض عندما ٌصبح الجنٌنُ بالتدرٌل المرٌضَ األول. أصبحت مراقب ُة الجنٌن َت َت َتبَّع معدّل ضربات قلبه وتشٌر إلى أيّ عالمات إلجهاده وذلك منذ ظهور المرقاب القلبًّ فً أوائل سبعٌنات القرن العشرٌن .وكنتٌجة للقدر ِة على كشؾ عالمات إجهاد الجنٌن أُجري الكثٌ ُر من العملٌّات القٌصرٌّة على وجه السرعة للحٌلولة دون مشاكل خطٌرة مثل أذٌَّة الدماغ بسبب نقص األكسجة. رافق االنتقا ُد هذه االختراعات .عابَ بعضُ العامَّة وأعضاء المهنة الطبٌّة فً السنوات األخٌرة المراقب َة الجنٌن ٌّ َة واختبارات َّ ومنظ ٌ مات أخرى مشابهة فً العدٌد من البلدان تشخٌصٌّة أخرى ُتس َتخدم قبل الوالدة .عملت الكل ٌّ ُة األمٌركٌّة للمولّدٌن وأطبّاء النسائٌّة على اإلقالل شٌئا ً ما من االعتماد على مزاٌا الوالدة المُكلفة وذات التقنٌّة العالٌة ،وشجّعت النسا َء على محاولة الوالدة الطبٌعٌّة ما أمكن. إنّ النزع َة نحو الوالدة فً المستشفى بما فٌها العملٌّة القٌصرٌّة قد تعرَّ ضت لصعوبات .فمنذ عام 1940أصبحت تجرب ُة الوالدة أكثرَ بشكل أكثر إٌجابٌ ًّة .وهكذا وُ لِدت حرك ُة الوالدة الطبٌعٌّة؛ وهً َتطوُّ ٌر َّ ً ً ؼذته رهبة وأصبح الكثٌ ُر من النساء ٌنظرون إلٌها سالمة وأق َّل ٍ ً ُ الحركة النسائٌّة الحدٌثة ،التً أ َّكدت على أن تتحمّل النسا ُء مسؤولٌّة أكبر عن أجسادهن وعن رعاٌتهن الصحٌّة .إنّ االرتفاعَ الكبٌر فً معدّل العملٌّة القٌصرٌّة قد تعرَّ ض أٌضا ً للمسائلة من قِبَل العامّة .عملت ّ ُ منظ ُ جماعات النسائٌّة على ال مات نصرة المستهلك و إنقاص ما كانوا ٌعتبرونه عملٌّات جراحٌّة ؼٌر ضرورٌّة .وقد ش َّكك بعضُ األطبّاء لسنوات عدٌدة بمعدالت العملٌّة القٌصرٌّة. ّ المنظمات ؼٌر الط ّبٌّة لتشجٌع عد ٍد أكبر من النساء وحدٌثاً؛ استجاب الكثٌ ُر من الممارسٌن الط ّبٌٌّن لهذا الوضع وبدؤوا العم َل مع على الوالدة الطبٌعٌّة. ٌبدو أنّ هذه الجهود قد كان لها بعضُ التأثٌر .فعلى الرّؼم من االزدٌاد األخٌر فً معدّالت العملٌّة القٌصرٌّة ٌبدو أنها استقرت؛ فهً فً عام 1988مشابهة تقرٌبا ً لما هً فً عام .1987وربّما ٌكون أحد أه ّم العوامل هو تؽٌِّر الرأي حول المقولة "قٌصرٌّة واحدة تستدعً القٌصرٌّة دائما ً ّ ."once a cesarean section, always a cesarean section ٌمثل هذا التعبٌ ُر الفكر َة القائلة بأنَّ المرأة ما أنْ ُتجرَ ى لها عملٌّة قٌصرٌة فإنها ستحتاج للجراحة فً جمٌع الحمول الالحقة .وكان هذا على ما ٌبدو سببَ أكبر ارتفاع فً معدّل العملٌّة القٌصرٌّة بٌن عامً 1980و .1985لكن الكثٌرَ من النساء كنّ قلقات حٌال ذلك القرار والمراضات التالٌة للجراحة الكبرى .وقد َّ ت الوالدات المهبلٌّة بعد العملٌّة القٌصرٌّة لٌشجّعن الوالدات الطبٌعٌّة بعد الجراحة .كما ساهمت نظمن جماعا ِ ً تكلفة .استجابت الكل ٌّ ُة االمٌركٌّة أٌضا ً التكالٌؾُ المتزاٌدة للرعاٌة الصحٌة فً الجهود الرامٌة إلى تج ّنب الوالدات القٌصرٌّة األكثر ّ كمعٌار فً المنظمة ومن المرٌضات ،وأوصت فً عام 1982بتجربة المخاض ت من داخل للمولّدٌن وأطباء النسائٌّة سرٌعا ً لنداءا ٍ ٍ ً ُ اإلرشادات فً عام 1988لتتضمّن عددا أكبر من النساء ت منتقا ٍة من العملٌّات القٌصرٌّة السابقة .ووُ سِّعت الرعاٌة الصحٌّة فً حاال ٍ
ذوات القٌصرٌّة السابقة .فكان هنالك ارتفاع ثابت فً عدد الوالدات المهبلٌّة التالٌة للقٌصرٌّة فً أواخر ثمانٌنات القرن العشرٌن. وفً عام 1990ولدت مهبلٌا ً ما ٌُقدَّر بـ 90000امرأ ًة بعد العملٌّة القٌصرٌّة. ٌ دراسة حدٌثة دامت ٌبدو أنَّ نزع َة الطبّ الؽربًّ الحدٌث تبتعد عن المعدّالت العالٌة للعملٌّة القٌصرٌّة ،فقد أ َّكدت على هذه النقطة ً ُ مقارنة لمعدّالت العملٌّة القٌصرٌّة التً كان متوسّطها ث من جامعة اوكسفورد .تضمّنت الدراس ُة فرٌق بح ٍ عشر سنوات قام بها ك بالنزعات فً الوالٌات الم ّتحدة .تطلب هذه الدراس ُة من %25فً الوالٌات الم ّتحدة و %9فً برٌطانٌا العظمى ،واقترحت التشكٌ َ ّ ّ المجتمعات الطبٌّة وؼٌر الطبٌّة تذ ّكرَ حقٌقة أنّ معظ َم الوالدات هً طبٌعٌّة وأنه ٌنبؽً أنْ ٌحدث عد ٌد أكبر من الوالدات بدون تدخل ؼٌر ضروريّ ،لكنّ العملٌّة القٌصرٌّة ما تزال إجرا ًء ٌنقذ حٌا َة األمَّهات واألطفال وٌحول دون اإلعاقات. َّ الموثق ،كما ٌشٌر إلٌه هذا الموج ُز التارٌخًّ .فقد صِ ٌْ َؽت كبٌر على مرِّ التارٌخ إنّ استطبابات العملٌّة القٌصرٌّة قد تؽٌّرت ٍ بشكل ٍ بالتطوّ رات الدٌنٌّة ّ ت إلنقاذ والثقافٌّة واالقتصادٌّة والمهنٌّة والتقنٌّة؛ فجمٌعها َّأثر على الممارسة الطبٌّةٌ .عود أص ُل العملٌّة إلى محاوال ٍ روح الجنٌن ،إن لم ٌكن حٌاته ،الذي ُتو ِّفٌت أمُّه أو كانت تحتضر .لكنْ كانت هنالك محاوالت إلنقاذ األ ّم منذ العصور القدٌمة ،وفً القرن التاسع عشر؛ قادت التحسٌنات المنهجٌّة فً تقنٌّات العملٌّة القٌصرٌّة أخٌراً إلى خفض وفٌّات النساء وأج ّنتهن .تزاٌد إجرا ُء ك .وأخٌراً؛ فً أواخر القرن ت اُع ُتبرت فٌها ص ّح ُة األ ّم فً خطر ،باإلضافة إلى حاالت كانت فٌها حٌاتها على المح ّ العملٌّة فً حاال ٍ العشرٌن ،أصبح الجنٌنُ المرٌضَ األول بالنسبة للمجتمع الطبًّ الؽربًّ المعاصر حالما ٌبدأ المخاض .وكنتٌجة لذلك؛ شهدنا فً السنوات الثالثٌن األخٌرة ازدٌاداً ملحوظا ً فً اللجوء إلى الجراحة على أساس استطبابات تملٌها صح ُة الجنٌن. ب معقول ٌدفع لالعتقاد بأنَّ العملٌّة القٌصرٌّة قد اُس ُتخدمت كثٌراً فً بعض المجتمعات فً العشرٌن أو فً وعلى الرّؼم من وجود سب ٍ الثالثٌن عاما ً األخٌرةّ ،إال أنَّ العملٌّة ؼٌَّرت النتائ َل إلى األفضل بوضوح فً نسب ٍة كبٌرة من النساء واألطفال .ففً مجتمعنا الحالً؛ كثٌر من النسا ِء ح َّتى فً أواخر قد تكون النسا ُء خائفا ٍ ت من ألم الوالدة لك ّنهن ال ٌعتقدن بأ َّنه سٌقتلهن .وال ٌنطبق مث ُل هذا القول على ٍ القرن التاسع عشر .باإلضافة إلى أنَّ معظ َم النساء اآلن ٌتو َّقعن ألطفالِهم النجا َة .ساعدت العمل ٌّ ُة القٌصرٌّة على انتشار هذه االفتراضات الحدٌثة وؼٌرها .إنَّ العمل ٌّ َة التً كانت تفضً دائما ً إلى امرأة وجنٌن مٌت ٌن أصبحت اآلن تفضً دائما ً إلى أ ٍّم وطفل حٌٌّن ،وهو تحوُّ ٌل ُتعادل أه ِّم ٌَّ ُته بالنسبة للنساء وللعوائل أه ِّم ٌَّ َته بالنسبة للمهنة الطبٌّة.