43

  • Uploaded by: Michael Williams
  • 0
  • 0
  • June 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View 43 as PDF for free.

More details

  • Words: 4,635
  • Pages: 16
‫‪ -1‬القصى في قلوبنا )‪(1‬‬ ‫حب الدنيا وكراهية الموت هي سر الوهن الذي أصاب المممة‬ ‫والذي نبهنا عنه نبينا صلى الله عليممه وسمملم ‪ .‬فممي الحممديث‬ ‫الممذي رواه أحمممد وأبممو داود عممن ثوبممان يوشممك أن تتممداعى‬ ‫عليكم المم من كل أفق ‪ ،‬كما تتداعى الكله على قصممعتها‬

‫‪ ،‬قالوا ‪ :‬أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ قال ‪ :‬بل أنتممم‬ ‫يومئذ كثير ‪ ،‬ولكنكم غثاء كغثاء السيل ‪ ،‬ولينزعممن اللممه مممن‬ ‫صدور عدوكم المهابة منكم ‪ ،‬وليقذفن في قلوبكم المموهن‪.‬‬ ‫قالوا ‪ :‬وما الوهن يا رسول الله؟ قال‪ :‬حب الممدنيا وكراهيممة‬ ‫الموت ‪ ....‬لكن لو غيرت المة ما بنفسها ‪ ،‬ولم تعممد الممدنيا‬ ‫أكبر همهمما ومبلممغ علمهمما ‪ ،‬ولممم تعممد تبممالي ‪ :‬أوقعممت علممى‬ ‫الموت أم وقممع الممموت عليهمما ‪ ،‬هنالممك يغيممر اللممه ممما بهمما ‪،‬‬ ‫ويبدل حالها من ضعف إلى قوة ‪ ،‬ومن ذلة إلى عزة ‪ ،‬ومممن‬ ‫هزيمة إلى نصر وتمكين ‪.‬‬ ‫ونرى بشائر ذلك قممد بممدت وتجلممت فممي الصممحوة السمملمية‬ ‫المعاصرة التي جددت العقول بالمعرفة ‪ ،‬والقلوب باليمان‬ ‫‪ ،‬وأثرت في شباب المممة ذكممورا كممانوا أوإناثمما تممأثيًرا يشممبه‬ ‫تأثير الغيث في الرض الهامدة ‪ ،‬حتى إذا نممزل عليهمما الممماء‬ ‫اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ‪.‬وكممم أصممابت هممذه‬ ‫المة من آفممات وأمممراض ‪ ،‬فممي أدوار مممن التاريممخ ‪ ،‬حسممب‬ ‫أعداؤها ‪ .‬ولكنها خرجت منها كما يخرج الممذهب مممن النممار ‪،‬‬ ‫أشممد صممفاء ‪ ،‬وأكممثر لمعانمما ‪ .‬وحسممبنا مممن ذلممك ‪ :‬غممزوات‬ ‫الصليبين مممن الغممرب ‪ ،‬وهجمممات التتممار مممن الشممرق ‪ ،‬فممي‬ ‫فترة ضعف من المة ‪ ،‬وتفرق بيممن أقطارهمما ‪ ،‬وغفلممة مممن‬ ‫حكامها ‪ ،‬حتى سقطت قلعها أمامهم أول المر ‪ ،‬وتحكممموا‬ ‫في رقمماب أهلهمما ‪ ،‬وأقمماموا لهممم ممالممك وامممارات ‪ ،‬وبقممى‬ ‫)المسجد القصى( أسيرا في أيدي الصليبين ) تسعين عاممما‬ ‫( كاملة ‪.‬‬ ‫ثم هيأ الله رجال لم يكونوا من جنس العرب ‪ ،‬ولكن عّربهممم‬ ‫السلم ‪ ،‬منهم التركي مثل عماد الدين زنكممي ‪ ،‬وابنممه نممور‬ ‫الدين محمود‪ ،‬والكردي مثل صلح المدين اليموبي‪ ،‬وغيرهمم‬ ‫مثل سيف الدين قطز والظاهر بيبرس من قادة المماليك ‪.‬‬ ‫‪ -2‬القصى في قلوبنا )‪(2‬‬ ‫الغيمماب العممالمي والتسمملط المريكممي علممى العممالم وعممدم‬ ‫وجود زعماء أقوياء يقولون كلمة الحق ‪ ,‬جعل القدس الن‬ ‫في مواجهة الخطممر الصممهيوني الممذي حممدد هممدفه وأحكممم‬

‫خطته لبتلع القدس وتهويدها ‪ ،‬وتحممدى العممالم ولممم يجممد‬ ‫من أمممة السمملم علممى امتممدادها واتسمماعها مممن يصممدها ‪.‬‬ ‫فالقدس ليست للفلسطينيين وحدهم ول للعممرب وحممدهم‬ ‫وإنممما لكممل مسمملم أي ًمما كممان ممموقعه فممي مش مارق الرض‬ ‫ومغاربها ‪ ,‬فيا أمممة السمملم قممد دقممت سمماعة الخطممر ‪ ,‬إذا‬ ‫كانت الظمروف الن مسماعدة لسمرائيل عالمًيما وإسملمًيا‬ ‫وعربيا وفلسطينيا فلن تبقى إلممى البممد ‪ ،‬فالممدهر قلممب ‪،‬‬ ‫والدنيا دول وصدق الله إذ يقممول ‪ ) :‬وتلممك اليممام نممداولها‬ ‫بين الناس ( آل عمران ‪ .140:‬نريد هنا أن ننبه الغافلين‬ ‫ونوقظ النائمين ونذكر الناسين ونشممجع الخممائفين ونثبممت‬ ‫المترددين ونكشف الخائنين ونشد على أيممدي المجاهممدين‬ ‫المذين رفضموا الستسملم وتحمرروا ممن الموهن وصممموا‬ ‫على أن يعيشوا أعممزاء أو يموتمموا شممهداء ‪ .‬فالقممدس فممي‬ ‫العتقاد السلمي‪ ،‬لها مكانة دينيممة مرموقممة‪ ،‬اتفممق علممى‬ ‫ذلك المسلمون بجميع طمموائفهم ومممذاهبهم وتوجهمماتهم‪،‬‬ ‫فهو إجماع المة كلها من أقصمماها إلممى أقصمماها ‪ .‬ويلممتزم‬ ‫جميممع المسمملمين بوجمموب الممدفاع عممن القممدس ‪ ،‬والغيممرة‬ ‫عليها‪ ،‬والممذود عممن حماهمما‪ ،‬وحرماتهمما ومقدسمماتها‪ ،‬وبممذل‬ ‫النفس والنفيس في سبيل حمايتها‪ ،‬ورد المعتمدين عليهما‬ ‫‪ .‬ولممم يختلممف أحممد حممول عروبممة القممدس ‪ ،‬وإسمملميتها ‪،‬‬ ‫وضمممرورة بقائهممما عربيمممة إسممملمية‪ ،‬وفرضمممية مقاوممممة‬ ‫المحممماولت السمممرائيلية المسمممتميتة لتهويمممدها‪ ،‬وتغيمممر‬ ‫معالمهمما‪ ،‬ومسممخ شخصمميتها التاريخيممة‪ ،‬ومحممو مظمماهر‬ ‫العروبممة والسمملم والمسمميحية منهمما‪ .‬فللقممدس قدسممية‬ ‫إسلمية مقدورة‪ ،‬وهي تمثل في حس المسلمين ووعيهم‬ ‫السلمي‪ :‬القبلة الولى‪ ،‬وأرض السراء والمعراج‪ ،‬وثالث‬ ‫المدن المعظمة‪ ،‬وأرض النبوات والبركممات‪ ،‬وأرض الربمماط‬ ‫والجهاد ‪.‬‬ ‫‪ -3‬فضل أيام العشر من ذي الحجة‬

‫قال صلى الله عليه وسلم أعمار أمتي ما بين الستين إلى‬ ‫السبعين " ) رواه الترمذي وابن ماجة( ‪ .‬رغمم أعممار همذه‬ ‫المة هي أقصر أعمارا من المم السابقة لكممن اللممه بمنممه‬ ‫وكرمه عوضها بأن جعل لهمما كممثيرا مممن العمممال الصممالحة‬ ‫التي تبارك في العمر فكأن مممن عملهمما رزق عمممرا طممويل‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫ر‬ ‫ومن ذلك ليلة القدر التي قال الله تعالى فيها‪ :‬ل َي ْل َ ُ‬ ‫قدْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ف َ‬ ‫ر (القممدر)‪ .‬قممال الممرازي ‪ :‬أعلممم أن مممن‬ ‫َ‬ ‫ن أل ْ ِ‬ ‫شم ْ‬ ‫م ْ‬ ‫خي ٌْر ّ‬ ‫ه ٍ‬ ‫أحياها فكأنما عبد الله نيفا وثمانين سنة‪ ،‬ومن أحياها كممل‬ ‫سنة فكأنما رزق أعمارا كثيرة "‪ .‬ومممن الوقممات المباركممة‬ ‫أيضا ً هذه العشر التي ورد في فضلها آيات وأحمماديث منهما‬ ‫وال ْ َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ر (الفجممر‪:‬‬ ‫ل َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ول ََيمما ٍ‬ ‫ر )‪َ (1‬‬ ‫قممول اللممه تعممالى‪َ :‬‬ ‫شمم ٍ‬ ‫جمم ِ‬ ‫‪ )2،1‬قال أبممن كممثير رحمممه اللممه أن المممراد بهمما عشممر ذي‬ ‫فممي أ َ‬ ‫م‬ ‫ما‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ه ِ‬ ‫م الل ّم ِ‬ ‫ّ‬ ‫وي َمذْك ُُروا ا ْ‬ ‫سم َ‬ ‫الحجة ‪ .‬فقال اللممه تعممالى‪َ :‬‬ ‫ٍ‬ ‫ت (الحج‪ )28 :‬قال ابن عباس إنها "أيام العشر‪.‬‬ ‫ما ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫عُلو َ‬ ‫ّ‬ ‫وفي الحديث الذي رواه المممام البخمماري عممن ابممن عبمماس‬ ‫رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قممال‪ :‬ممما‬ ‫العمل في أيام أفضل من هذه العشممر قممالوا‪ :‬ول الجهمماد؟‬ ‫قال‪ :‬ول الجهاد إل رجل خمرج يخماطر بنفسممه ومماله فلمم‬ ‫يرجع بشيء ‪.‬‬ ‫وعن ابن عمر رضي اللمه عنهمما‪ :‬قمال‪ :‬قمال رسمول اللمه‬ ‫صمملى اللممه عليممه وسمملم ‪" :‬ممما مممن أيممام أعظممم عنممد اللممه‬ ‫سبحانه وأحب إليه العمل فيهممن مممن هممذه اليممام العشممر‪.‬‬ ‫فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد" وسئل شيخ‬ ‫السلم ابن تيمية رحمه الله عن عشر ذي الحجممة والعشممر‬ ‫الواخر من رمضان‪ ،‬أيهما أفضل ؟ فأجاب‪ :‬أيام عشممر ذي‬ ‫الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان والليممالي العشممر‬ ‫الواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة‪ .‬قال‬ ‫المحققون من أهل العلممم ‪ :‬أيممام عشممر ذي الحجممة أفضممل‬ ‫اليام وليالي العشر الواخر من رمضان أفضل الليالي‪.‬‬ ‫‪ -4‬وقفات مع العشر من ذي الحجة‬

‫)‪ (1‬العمل الصالح في هذه اليام العشممرة مممن شممهر ذي‬ ‫الحجة أفضل وأحب إلى الله تعالى منممه فممي غيرهمما وفممي‬ ‫مسلمة على الهتمممام بهممذه‬ ‫ذلك تربي ٌ‬ ‫ة للنفس النسانية ال ُ‬ ‫ة‬ ‫المناسبة السنوية التي ل تحصل في العام إل مممرةً واحممد ً‬ ‫وضرورة أغتنامها فممي عمممل الطاعممات القوليممة والفعليممة‬ ‫وتزويد النفس البشرية بالغذاء لُتعينه بذلك علممى مواجهممة‬ ‫الحياة ‪.‬‬ ‫)‪ (2‬في حياة النسان المسلم بعض المناسبات التي عليه‬ ‫أن يتفاعل معها تفاعل ً إيجابيا ً يمكن تحقيقه بُتغييممر نمممط‬ ‫حياته وكسر روتينها المعتاد بما صُلح مممن القممول والعمممل‬ ‫مباركممات المتي‬ ‫ومن هذه المناسبات السنوية هذه اليمام ال ُ‬ ‫تتنوع فيها أنماط العبادة لتشمل مختلف الجوانب والبعمماد‬ ‫النسانية ‪.‬‬ ‫)‪ (3‬استمرارية تواصل النسان المسلم مع خالقه العظيممم‬ ‫ممممن خلل أنمممواع العبمممادة المختلفمممة ممممن خلل الطاعمممة‬ ‫الصممادقة والمتثممال الخممالص وهممذا تأكيممدٌ علممى أن حيمماة‬ ‫ة لله تعممالى فالعبممادة بمعناهمما‬ ‫النسان المسلم كلها طاع ٌ‬ ‫ة‬ ‫ع سريع ٍ‬ ‫النفسي التربوي في التربية السلمية فترة رجو ٍ‬ ‫ة‬ ‫ة دائممم ٍ‬ ‫ن لخر إلى المصدر الروحي لنظل على صل ٍ‬ ‫من حي ٍ‬ ‫بخالقنا ‪.‬‬ ‫)‪ (4‬تكريم المسمملم لحممد أركممان السمملم العظيمممة وهممو‬ ‫ك عظيمم ٍ لتجممرده مممن أهمموائه ودوافعممه الماديممة‬ ‫الحج كنس ٍ‬ ‫وتخلصه من المظاهر الدنيوية وإشممباعه للجممانب الروحممي‬ ‫ة‬ ‫ة عام ً‬ ‫الذي يتطلب تهيئ ً‬ ‫)‪ (5‬تربيممة النسممان المسمملم علممى أهميممة إحيمماء مختلممف‬ ‫سنن والشعائر الدينية المختلفة طيلة حياته لسمميما وأن‬ ‫ال ُ‬ ‫ح ل ُيغلممق منممذ أن يولممد النسممان‬ ‫باب العمل الصالح مفتممو ٌ‬ ‫وحتى يموت انطلقا ً من توجيهات النبوة التي حثممت علممى‬ ‫ذلك ودعت إليه ‪.‬‬ ‫‪ -5‬خصائص العشر الول من شهر ذي الحجة‬

‫‪ -1‬أن الله تعالى أقسم بها ‪ :‬والقسام بالشيء دليل على أهميته‬ ‫وعظم نفعه ‪ ،‬قال تعالى ‪ ) :‬والفجر وليال عشر ( قال ابن عباس‬ ‫وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف ‪ :‬إنها عشر‬ ‫ذي الحجة ‪ .‬قال ابن كثير ‪ " :‬وهو الصحيح " تفسير ابن كثير‬ ‫‪8/413‬‬ ‫‪ -2‬أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد بأنها أفضل أيام الدنيا كما‬ ‫سو َ‬ ‫ه صلى الله عليه وسلم ول‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫تق ّ‬ ‫دم في الحديث قالوا‪ :‬يا َر ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ل‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫ه إل َر ُ‬ ‫هادُ في َ‬ ‫ج َ‬ ‫هادُ في َ‬ ‫ج َ‬ ‫ه؟ قال‪ :‬ول ال ْ ِ‬ ‫ال ْ ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫ج ب ِن َ ْ‬ ‫ع من ذلك ب ِ َ‬ ‫ي في‬ ‫ي ٍ‬ ‫َ‬ ‫مال ِ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ء أخر َ‬ ‫ج ْ‬ ‫خَر َ‬ ‫و َ‬ ‫ه فلم ي َْر ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ج الطبران ّ‬ ‫ش ْ‬ ‫الكبير بإسناٍد جّيد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال‪ :‬قال‬ ‫م عند الله ول‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ِ‬ ‫من أّيام أعظ ُ‬ ‫ب إلى الله العم ُ‬ ‫ن من‬ ‫أح ّ‬ ‫ن من أّيام العشر‪ ،‬فأكِثروا فيه ّ‬ ‫ل فيه ّ‬ ‫التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير‪.‬‬ ‫‪ -3‬أنه حث فيها على العمل الصالح ‪ :‬لشرف الزمان بالنسبة لهل‬ ‫المصار ‪ ،‬وشرف المكان ‪ -‬أيضا ً ‪ -‬وهذا خاص بحجاج بيت الله‬ ‫الحرام ‪.‬‬ ‫‪ -4‬أنه أمر فيها بكثرة التسبيح والتحميد والتكبير كما جاء عن عبد‬ ‫الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‬ ‫‪ :‬ما من أيام أعظم عند الله ول أحب إليه العمل فيهن من هذه‬ ‫اليام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد‪ .‬أخرجه‬ ‫احمد‬ ‫‪ -5‬أن فيها يوم عرفة وهو اليوم المشهود الذي أكمل الله فيه‬ ‫دين وصيامه يك ّ‬ ‫فر آثام سنتين ‪ ،‬وفي العشر أيضا يوم النحر الذي‬ ‫ال ّ‬ ‫ج الكبر الذي‬ ‫هو أعظم أيام السّنة على الطلق وهو يوم الح ّ‬ ‫يجتمع فيه من ال ّ‬ ‫طاعات والعبادات ما ل يجتمع في غيره ‪.‬‬ ‫متكررة تجتمع فيها‬ ‫ة سنوي ً‬ ‫‪ -6‬أن هذه اليام المباركات ُتعد مناسب ً‬ ‫ة ُ‬ ‫ُأمهات العبادات كما أشار إلى ذلك ابن حجر بقوله ‪ " :‬والذي يظهر‬ ‫أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع ُأمهات العبادة‬ ‫فيه ‪ ،‬وهي الصلة والصيام والصدقة والحج ‪ ،‬ول يتأتى ذلك في‬ ‫غيره " فتح الباري‬ ‫‪ -7‬أن ليالي العشر الخير من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي‬ ‫الحجة وأيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام عشر رمضان وبهذا‬ ‫التفصيل يزول الشتباه ويدل عليه أن ليالي العشر من رمضان‬ ‫إنما فضلت باعتبار ليلة القدر وهي من الليالي وعشر ذي الحجة‬

‫إنما فضل باعتبار أيامه إذ فيه يوم النحر ويوم عرفة ويوم‬ ‫التروية ‪.‬‬

‫‪ -6‬بعض العمال الواردة في العشر من ذي الحجة‬ ‫الول ‪ :‬أداء الحج والعمرة وهو أفضل ما يعمل ويدل علممى‬ ‫فضله عدة أحمماديث منهمما قمموله صمملى اللممه عليممه وسمملم ‪:‬‬ ‫) العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس‬ ‫له جزاء إل الجنة ( وغيره من الحاديث الصحيحة ‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬صيام هذه اليام أو ما تيسممر منهمما وبممالخص يمموم‬ ‫عرفة ‪.‬‬ ‫الثالث ‪ :‬الكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى لقمموله تعممالى ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ت { ) سممورة الحممج ‪:‬‬ ‫ه ِ‬ ‫ممما ٍ‬ ‫م الل ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وي َذْك ُُروا ا ْ‬ ‫عُلو َ‬ ‫فممي أي ّممام ٍ َ‬ ‫س َ‬ ‫} َ‬ ‫الية ‪ (28‬عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهممما أنممه قممال ‪:‬‬ ‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬ما مممن أيممام أعظممم‬ ‫عند الله ول أحب إليه العمل فيهن مممن هممذه اليممام العشممر‬ ‫فأكثروا فيهن من التكبير والتهليل والتحميد " ) أحمد ‪ ،‬مممج‬ ‫‪ ، 2‬ص ‪ ، 131‬الحممديث رقممم ‪ُ ( 6154‬يسممتحب الكثممار مممن‬ ‫الدعاء الصالح في هذه اليام‬ ‫الرابع ‪ :‬التوبة والقلع عن المعاصي بجميع الممذنوب حممتى‬ ‫يترتب على العمال المغفممرة والرحمممة فالمعاصممي سممبب‬ ‫البعد والطرد والطاعات أسباب القرب والود وفي الحديث‬ ‫عن أبي هريرة رضي الله عنممه أن النممبي صمملى اللممه عليممه‬ ‫وسلم قال ‪ ) :‬ان الله يغار وغيرة اللممه أن يممأتي المممرء ممما‬ ‫حرم الله عليه ( متفق عليه ‪.‬‬ ‫الخممامس ‪ :‬كممثرة العمممال الصممالحة مممن نوافممل العبممادات‬ ‫كالصمملة والصممدقة والجهمماد والقممراءة والمممر بممالمعروف‬ ‫والنهي عن المنكممر ونحممو ذلممك فانهمما مممن العمممال الممتي‬ ‫تضاعف في هذه اليام ‪ ،‬فالعمل فيهمما وان كممان مفضممول ً‬ ‫فأنه أفضل وأحب إلى الله من العمل في غيرها وان كممان‬ ‫فاضل ً حتى الجهاد الممذي هممو مممن أفضممل العمممال إل مممن‬ ‫عقر جواده واهريق دمه ‪.‬‬

‫السادس ‪ :‬ومن العمال الصالحة في هذه العشممر التقممرب‬ ‫إلى الله تعالى بذبح الضمماحي واستسمممانها واستحسممانها‬ ‫وبذل المال في سبيل الله تعالى ‪.‬‬ ‫‪ -7‬أخطاء عامة في العشر ذي الحجة‬

‫‪ -1‬مرور عشر ذي الحجة عند بعض العامة دون أن يعيرها أي‬ ‫اهتمام‪ ،‬وهذا خطأ بّين لما لها من الفضل العظيم عند الله‬ ‫)سبحانه وتعالى( عن غيرها من اليام‪ ،‬فقد صح عنه أنه قال‪:‬‬ ‫)ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه‬ ‫اليام العشر(‪.‬‬ ‫‪ -2‬عدم الكتراث بالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد فيها ‪:‬‬ ‫وهذا الخطأ يقع فيه العامة والخاصة إل من رحم الله )تعالى(‪،‬‬ ‫فالواجب على المسلم أن يبدأ بالتكبير حال دخول عشر ذي‬ ‫وي َذْك ُُروا‬ ‫الحجة‪ ،‬وينتهي بنهاية أيام التشريق‪ ،‬لقوله )تعالى(‪َ ) :‬‬ ‫َ‬ ‫ت‪) (....‬الحج‪ . (28 :‬واليام المعلومات‪:‬‬ ‫ه ِ‬ ‫ما ٍ‬ ‫م الل ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ا ْ‬ ‫عُلو َ‬ ‫في أّيام ٍ ّ‬ ‫س َ‬ ‫العشر‪ ،‬والمعدودات‪ :‬أيام التشريق ) وكان ابن عمر وأبو هريرة‬ ‫يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس‬ ‫بتكبيرهما( وذلك بشرط أل يكون التكبير جماعي ّا ً ول تمايل فيه‬ ‫ول رقص‪ ،‬ول مصحوبا ً بموسيقى أو بزيادة أذكار لم ترد في‬ ‫السنة أو بها شركيات أو يكون به صفات لم ترد عن الرسول‪.‬‬ ‫‪ -3‬جهر النساء بالتكبير والتهليل‪ ،‬لنه لم يرد عن أمهات‬ ‫المؤمنين أنهن كّبرن بأصوات ظاهرة ومسموعة للجميع‪،‬‬ ‫فالواجب الحذر من مثل هذا الخطأ وغيره‪.‬‬ ‫‪ -4‬أنه أحدث في هذا الزمن زيادات في صيغ التكبير‪ ،‬وهذا خطأ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ -5‬صيام أيام التشريق‪ ،‬وهذا منهي عنه لنها أيام عيد وهي أيام‬ ‫أكل وشرب لقوله )يوم عرفة‪ ،‬ويوم النحر‪ ،‬وأيام التشريق‪:‬‬ ‫عيدنا أهل السلم‪ ،‬وهي أيام أكل وشرب(‬ ‫‪ -6‬صيام يوم أو يومين أو ثلثة أو أكثر من ذلك في عشر ذي‬ ‫الحجة وعليه قضاء رمضان وهذا خطأ يجب التنبه إليه؛ لن‬ ‫القضاء فرض والصيام في العشر سّنة ول يجوز أن تقدم السنة‬ ‫على الفرض‪ .‬فمن بقي عليه من أيام رمضان وجب صيام ما‬ ‫عليه ثم ي َ ْ‬ ‫شرع بصيام ما أراد من التطوع‪ .‬وأما الذين يجمعون‬ ‫القضاء في العشر مع يومي الثنين والخميس لينالوا الجور كما‬

‫يقولون فإن هذا قمول ل دليل عليه يركن إليه ولم يقل به أحد‬ ‫من الصحابة فيما نعلم ولو صح فيه نص من الثار لنقل إلينا‪،‬‬ ‫والخلط بين العبادات أمره ليس بالهين الذي استهان به أكثر‬ ‫العامة‪.‬‬

‫‪ -8‬وقفات لمن أراد الحج‬

‫ت‬ ‫إذا حججت بمال أصُله سح ٌ‬ ‫العميُر‬ ‫مما ك ّ‬ ‫ل الله إل ك ّ‬ ‫ل يقبمم ُ‬ ‫ج بيت الله‬ ‫ل صالحة‬ ‫ل من ح ّ‬ ‫مبرور‬ ‫إذا انشرح صدرك وأردت الحممج وقصممدت وجممه اللممه تعممالى‬ ‫والدار الخرة عليك بالتي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬الستخارة والستشارة ‪ :‬فل خاب من أسممتخار ول نممدم‬ ‫من أستشار فاستخر الله فممي المموقت والراحلممة والرفيممق‬ ‫بأن تصلي ركعتين ثم تدعو دعاء الستخارة المعروف ‪.‬‬ ‫‪ -2‬إخلص النية لله عز وجل‪ :‬يجممب علممى الحمماج أن يقصممد‬ ‫بحجممه وعمرتممه وجممه اللممه والممدار الخممرة لتكممون أعممماله‬ ‫وأقواله ونفقاته مقربة إلى الله عز وجل قال صمملى اللممه‬ ‫عليه وسلم ‪" :‬إنما العمال بالنيممات وإنممما لكممل امممرئ ممما‬ ‫نوى‪ (،‬متفق عليه‪.‬‬ ‫‪ -3‬اختيار النفقة الحلل ‪ :‬التي تكون مممن الكسممب الطيممب‬ ‫حتى ل يكون في حجممك شمميء مممن الثممم فممإن الممذي يحممج‬ ‫وكسبه مشتبه فيه ل يقبل حجه وقد يكممون مقبممول ولكنممه‬ ‫آثم من جهة أخرى ففي الحديث عن الرسممول صمملى اللممه‬ ‫عليه وسلم أنه قال‪ :‬إذا خممرج الحمماج بنفقممة طيبممة ووضممع‬ ‫رجله في الغرز فنادى‪ :‬لبيك اللهممم لبيممك‪ ،‬نمماداه منمماد مممن‬ ‫السماء‪ :‬لبيك وسعديك زادك حلل‪ ،‬وراحلتممك حلل‪ ،‬حجممك‬ ‫مبرور غير مأزور وإذا خرج بالنفقة الحرام الخبيثة ووضممع‬ ‫رجله في الغرز فنادى‪ :‬لبيك اللهممم لبيممك‪ .‬نمماداه منمماد مممن‬ ‫السماء‪ :‬ل لبيك ول سعديك‪ .‬زادك حرام‪ ،‬وراحلتممك حممرام‪،‬‬ ‫وحجك مأزور غير مبرور" رواه الطبراني ‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ج ِ‬ ‫ت ولكن ح ّ‬ ‫فما حجج َ‬

‫‪ -4‬تعلم أحكام الحج والعمرة‪ :‬تعلم شروط الحممج وواجبمماته‬ ‫وأركانه وسننه حتى تعبد الله على بصيرة وعلممم وحممتى ل‬ ‫تقع في الخطاء التي قد تفسد عليك حجك‪.‬‬ ‫‪ -5‬اللتزام بآداب السفر وأدعيته المعروفممة ومنهمما ‪ :‬دعمماء‬ ‫السفر والتكبير إذا صعدت مرتفعا والتسبيح إذا نزلت واديا‬ ‫ودعاء نزول منازل الطريق وغيرها‪.‬‬ ‫‪ -9‬ما هو الحج‬ ‫الحج ركن هام من أركان السلم فهو رمممز الستسمملم للممه‬ ‫عزوجل فما الطممواف والسممعى والحلممق والتقصممير إل ذلممك‬ ‫وهو رمز إرتباط المة بأبيها إبراهيممم فهممى تحيممى شممعائره‬ ‫وهو المظهر العملي لوحدة المة بغض النظر عن الجنمماس‬ ‫واللمموان والوطممان نابعممة مممن عقيممدتهم ‪ .‬وهممو المظهممر‬ ‫العملي للخوة السلمية والمساواة بيممن النمماس فلباسممهم‬ ‫واحد وذكرهم واحد قال تعالى ) وجعلنمماكم شممعوبا وقبممائل‬ ‫لتعارفوا ( فيه يتم أعظم تعارف للشممعوب فتهممدم الحممواجز‬ ‫بين أبناء المة ومن أثقل ما يوضع فى ميزان العبد والحمماج‬ ‫أولى الناس به حسن الخلق لنممه يحتمماج إلممى خدمممة النمماس‬ ‫والناس يحتاجون إلى خدماته والحسان والرفق فى السفر‬ ‫من حسممن الخلممق سممئل الرسممول صمملى اللممه عليممه وسمملم‬ ‫عندما قال الحج المبرور ليس له جممزاء إل الجنممة قيممل وممما‬ ‫بممره قممال إطعممام الطعممام وطيممب الكلم ‪ .‬وكممان كممثير مممن‬ ‫السلف يشترط على أصحابه فى السفر أن يقمموم بخممدمهم‬ ‫بحثا عن الجر ‪ .‬الحج أسراره ومنممافعه متعممددة سممواء علممى‬ ‫مستوى الفراد أو المة فهو تزكية للنفس وترويضها علممى‬ ‫الفضائل وتطهيرها من النقائض وتصممفيتها وتحريرهمما مممن‬ ‫الشهوات فكمال المخلوق فى تحقيق عبمموديته للممه والحمماج‬ ‫يخرج من ملذ الدنيا مهاجرا لربه بلسممان ذاكمر يرجمو رحمممة‬ ‫ربه ففممى الحممج خضمموع وإنكسممار للممه ‪ .‬وفممي الحممج ثقافممة‬ ‫وتدريب فحياة الحمماج بسمميطة خشممنة حيمماة تنقممل وإرتحممال‬ ‫واعتماد على النفممس وبعممد عممن الممترف والتكلممف والتعقيممد‬ ‫وقد تجلت هذه الحكمة حين جعل الله الحج دائرا ً مممع السممنة‬

‫القمرية فأشهر الحج تأتى أحيانا ً فى شمدة الصمميف وأحيانما ً‬ ‫فى زمهرير الشتاء ليكون المسلم على إستعداد لتحمل كممل‬ ‫هذه الجواء‪ .‬والحج أيضا شممحنة روحيممة فممالرض المقدسممة‬ ‫ذكريات وشعائر تؤثر فى النفس فتتغذى فينا عاطفة الحب‬ ‫لله ورسوله صلى الله عليه وسلم فيممترك أثممرا فممى أعممماق‬ ‫المسلم فيعود من رحلته أصفى قلبا ً وأطهر مسلكا ً وأقمموى‬ ‫عزيمة وعلى طاعة الله ‪.‬‬ ‫‪ -10‬بعض أحكام الضحية ومشروعيتها‬

‫م تكممون الضممحية ؟ الضممحية ل تكممون إل مممن البممل والبقممر‬ ‫ممم ّ‬ ‫س ً‬ ‫عل َممى‬ ‫ه َ‬ ‫م الل ّ ِ‬ ‫كا ل ِي َذْك ُُروا ا ْ‬ ‫من َ‬ ‫س َ‬ ‫والضأن والمعز لقول الله تعالى ‪َ :‬‬ ‫ما َرَز َ‬ ‫عام ِ )الحج ‪. ( 34 :‬‬ ‫م ِ‬ ‫ة ال َن ْ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫هي َ‬ ‫هم ّ‬ ‫َ‬ ‫من ب َ ِ‬ ‫ومن شروط الضحية ‪ :‬السلمة مممن العيمموب ‪ .‬قممال رسممول اللممه‬ ‫صلى الله عليه وسلم ‪ ) :‬أربعة ل تجزئ فمي الضماحي ‪ :‬العموراء‬ ‫الممبين عورهمما والمريضممة الممبين مرضممها والعرجمماء الممبين ضمملعها‬ ‫والعجفاء التي ل تنقي ( رواه الترمذي‬ ‫وقت الذبح ‪ :‬بداية وقت الذبح بعممد صممل ة العيممد لقممول الرسممول‬ ‫صمملى اللممه عليممه وسمملم ‪ ) :‬مممن ذبممح قبممل الصمملة فإنممما يذبممح‬ ‫لنفسه ‪ ,‬ومن ذبح بعد الصلة والخطبتين فقد أتم نسكه وأصمماب‬ ‫ن لمن يحسن الذبح أن يذبممح أضممحيته‬ ‫السنة ( متفق عليه ‪ .‬وُيس ّ‬ ‫بيممده ويقممول ‪ :‬بسممم اللممه واللممه أكممبر ‪ ,‬اللهممم هممذا عممن فلن‬ ‫مي نفسممه أومممن أوصمماه ( ومممن كممان ل يحسممن الذبممح‬ ‫) ويسمم ّ‬ ‫فليشهده ويحضره‪ .‬فإن رسول صلى الله عليه وسلم ذبممح كبشما ً‬ ‫وقال ‪ ) :‬بسم الله والله أكبر هذا عني وعممن مممن لممم ُيضممح مممن‬ ‫أمتي ( رواه أبو داود والترمذي‬ ‫مضممحي أن يأكممل مممن أضممحيته ويهممدي‬ ‫توزيع الضممحية ‪ :‬يسممن لل ُ‬ ‫القارب والجيران ‪ ,‬ويتصممدق منهمما علممى الفقممراء قممال تعممالى ‪:‬‬ ‫قيَر ‪ ) .‬الحج ‪ . (28:‬فيجعممل ثلث ما ً‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ف ِ‬ ‫وأ َطْ ِ‬ ‫فك ُُلوا ِ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ع ُ‬ ‫موا ال َْبائ ِ َ‬ ‫ها َ‬ ‫لنفسه ‪ ,‬وثلثا ً هدية للغنياء ‪ ,‬وثلثما ً صممدقة للفقممراء ‪ .‬ول يعطممي‬ ‫الجزار من لحمها شيئا ً كأجر ‪.‬‬ ‫ما يجتنبه من أراد الضحية ‪ :‬من أراد أن يضحي ودخممل شممهر ذي‬ ‫الحجة فإنه يحرم عليممه أن يأخممذ شمميئا ً مممن شممعره أو أظفمماره أو‬ ‫جلده حتى يذبح أضحيته ‪ ,‬لحديث أم سمملمة أن النممبي صمملى اللممه‬ ‫عليه وسلم قممال ‪ ) :‬إذا دخلممت العشممر وأراد أحممدكم أن يضممحي ‪,‬‬

‫فليمسك عن شعره وأظفاره ( رواه أحمد ومسلم ) وفي لفظ ‪:‬‬ ‫فل يمس ( وإذا نوى الضحية أثناء العشممر أمسممك عممن ذلممك مممن‬ ‫حين نيته ‪ ,‬ول إثممم عليممه فيممما أخممذه قبممل النيممة ‪ .‬ويجمموز لهممل‬ ‫المضحي أن يأخذوا فممي أيممام العشممر مممن شممعورهم وأظفممارهم‬ ‫وأبشارهم ‪ .‬وإذا أخذ من يريد الضحية شيئا ً من شعره أو ظفممره‬ ‫أو بشرته فعليه أن يتوب إلى الله تعالى ول يعود ول كفارة عليه‬ ‫‪ ,‬ول يمنعه ذلك عن الضممحية وإذا أخممذ شمميئا ً مممن ذلممك ناسمميا ً أو‬ ‫جاهل ً أو سقط الشعر بل قصد فل إثم عليه ‪.‬‬ ‫‪ -11‬أحكام وآداب عيد الضحى المبارك‬ ‫بعض المور يستحب فعلها في عيد الضحى المبارك ويوم النحر‬ ‫وأيام التشريق الثلثة‪.‬‬ ‫* التكبير‪ :‬يشرع التكبير من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام‬ ‫التشريق وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫)واذكروا الله في أيام معدودات(‪ .‬وصفته أن تقول‪) :‬الله أكبر‬ ‫الله أكبر‪ ،‬ل إله إل الله‪ ،‬الله أكبر الله أكبر ولله الحمد( ويسن‬ ‫جهر الرجال به في المساجد والسواق والبيوت وأدبار الصلوات‪،‬‬ ‫إعلنا ً بتعظيم الله وإظهارا ً لعبادته وشكره‪.‬‬ ‫* ذبح الضحية ‪ :‬بعد صلة العيد لقول رسول الله صلى الله عليه‬ ‫وسلم ‪) :‬من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى‪ ،‬ومن لم‬ ‫يذبح فليذبح( "رواه البخاري ومسلم"‪.‬‬ ‫وقت الذبح أربعة أيام ‪ :‬يوم النحر وثلثة أيام التشريق‪ ،‬لما ثبت‬ ‫عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‪) :‬كل ايام التشريق‬ ‫ذبح(‪" .‬انظر السلسلة الصحيحة برقم ‪."2476‬‬ ‫*الغتسال والتطيب ‪ :‬للرجال و لبس أحسن الثياب بدون‬ ‫إسراف أما المرأة فيشرع لها الخروج إلى مصلى العيد بدون‬ ‫تبرج ول تطيب‪ ،‬فل يصح أن تذهب لطاعة الله والصلة ثم تعصي‬ ‫الله بالتبرج والسفور والتطيب أمام الرجال‪.‬‬ ‫*الكل من الضحية‪ :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ل‬ ‫يطعم حتى يرجع من المصلى فيأكل من أضحيته "زاد المعاد‬ ‫‪."1/441‬‬ ‫* الذهاب إلى مصلى العيد واستحباب حضور الخطبة ‪ .‬رجح ابن‬ ‫تيمية أن صلة العيد واجبة لقوله تعالى‪) :‬فصل لربك وانحر( ول‬ ‫تسقط إل بعذر‪ ،‬والنساء يشهدن العيد مع المسلمين حتى‬ ‫الحيض والعواتق‪ ،‬ويعتزل الحيض المصلى‪.‬‬

‫* مخالفة الطريق‪ :‬يستحب لك أن تذهب إلى مصلى العيد من‬ ‫طريق وترجع من طريق آخر‪.‬‬ ‫*التهنئة بالعيد‪ :‬لثبوت ذلك عن صحابة رسول الله صلى الله‬ ‫عليه وسلم‪.‬‬ ‫واحذر من الوقوع في بعض الخطاء‪ :‬اختلط الرجال بالنساء‪.‬‬ ‫وأخذ شيء من الشعر أو تقليم الظافر قبل أن تضحي وعدم‬ ‫السراف والتبذير ول تنس أن تحرص على صلة الرحم‪ ،‬وزيارة‬ ‫القارب‪ ،‬وترك التباغض والحسد والكراهية وتطهير القلب منها‬ ‫والعطف على المساكين ‪.‬‬

‫‪ -12‬فضل الضحية‬ ‫عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪:‬‬ ‫ما عمل ابن آدم يوم النحر عمل أحب إلى الله من هراقة دم ‪،‬‬ ‫وإنه لتأتي يوم القيامة بقرونها ‪ ،‬وأظلفها وأشعارها ‪ ،‬وإن الدم‬ ‫ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الرض ‪ ،‬فطيبوا بها نفسا‬ ‫رواه ابن ماجة والترمذي‪ .‬وعن زيد بن أرقم قال ‪ :‬قلت أو قالوا‬ ‫يا رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬ما هذه الضاحي ؟ قال ‪:‬‬ ‫سنة أبيكم إبراهيم ‪ ،‬قالوا ‪ :‬مالنا منها ؟ قال ‪ :‬بكل شعرة حسنة‬ ‫‪ ،‬قالوا ‪ :‬فالصوف ؟ قال ‪ :‬بكل شعرة من الصوف حسنة رواه‬ ‫أحمد وابن ماجة‬ ‫وقد انقسم العلماء في حكمها ‪ - 1 -:‬واجبة ‪ :‬قاله الوزاعي‬ ‫والليث وأبو حنيفة وإحدى الروايتين عن المام أحمد ‪ ،‬قال به‬ ‫شيخ السلم ابن تيمية ‪ ،‬وهو أحد القولين في مذهب مالك أو‬ ‫ظاهر مذهب مالك واستدل أصحاب هذا القول بقوله تعالى ‪:‬‬ ‫) فصل لربك وانحر ( الكوثر ‪ ،‬وهذا فعل أمر والمر يقتضي‬ ‫الوجوب‬ ‫‪ -2‬سنة مؤكدة ‪ :‬قاله الجمهور وهو مذهب الشافعي ومالك‬ ‫وأحمد في المشهور عنهما لكن صرح كثير من أرباب هذا القول‬ ‫بأن تركها للقادر ُيكره واستدل أصحاب هذا القول بحديث جابر‬ ‫رضي الله عنه في سنن أبي داود حيث قال ‪ :‬صليت مع رسول‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم عيد الضحى فلما انصرف أتى‬ ‫بكبشين فذبحه فقال ‪ :‬بسم الله والله أكبر اللهم هذا عني‬ ‫وعمن لم يضح من أمتي ‪ .‬سنن أبي داود‬

‫ما تجوز منه الضحية ‪ :‬أجمع العلماء على جواز الضحايا من‬ ‫جميع النعام )البل والبقر والغنم( ول تجزئ من غيرها واختلف‬ ‫العلماء في الفضل من النواع الثلثة‬ ‫ما ل تجوز منه الضحية ‪ :‬ل تجوز الضحية من غير النواع‬ ‫السابقة كما ل تجور الضحية بسن أقل من السن المشروط في‬ ‫كل نوع والسن المطلوبة ستة أشهر في الضأن وفي المعز سنة‬ ‫وفي البقر سنتان وفي البل خمس سنين أربع ل تجوز في‬ ‫الضاحي‪ :‬العوراء البّين عورها والمريضة البّين مرضها والعرجاء‬ ‫عها ) أي‪ :‬عرجها( والكسير)أي‪ :‬المنكسرة(‬ ‫البّين ظَل ْ ُ‬ ‫وفي لفظ‪ :‬والعجفاء ) أي‪ :‬المهزولة( التي ل تنقي ) أي‪ :‬ل مخ‬ ‫لها لضعفها وهزالها (‬ ‫‪ -13‬ذكاء المام الشافعي‬ ‫كان هناك مجموعة من العلماء يحقدون على المام الشممافعي‪،‬‬ ‫ويدبرون له المكائد عند المراء‪ ،‬فاجتمعوا وقرروا أن يجمعوا لممه‬ ‫العديد من المسائل الفقهية المعقممدة لختبممار ذكممائه‪ ،‬فمماجتمعوا‬ ‫ذات مرة عند الخليفة الرشيد"" الذي كان معجًبا بذكاء الشممافعي‬ ‫وعلمه بالمور الفقهية "" وبدأوا بإلقمماء السممئلة‪ ،‬الفتمماوي فممي‬ ‫حضور الرشيد ‪......‬‬ ‫السؤال الول ‪ :‬ما قولك في رجل ذبح شاة في منزله ‪ ,‬ثم خممرج‬ ‫في حاجة فعاد وقال لهله‪ :‬كلوا أنتم الشمماة فقممد حرمممت علممي‪،‬‬ ‫فقال أهله‪ :‬علينا كذلك ‪..‬‬ ‫فأجاب الشافعي بعد تفكير قليممل ‪ :‬إن هممذا الرجممل كممان مشممر ً‬ ‫كا‬ ‫فذبح الشاة على اسم النصاب وخرج من منزله لبعض المهمممات‬ ‫حّرمت عليه الشاة وعنممدما علممم‬ ‫فهداه الله إلى السلم وأسلم ف ُ‬ ‫حّرمت عليهم الشاة كذلك ‪.‬‬ ‫أهله أسلموا هم أي ً‬ ‫ضا ف ُ‬ ‫السؤال الثاني‪ :‬شرب مسلمان عاقلن الخمر‪ ،‬فلماذا يقام الحممد‬ ‫على أحدهما وليقام على الخر؟‬ ‫فكر قلي ً‬ ‫غا‬ ‫ل‪ :‬وأجاب إن أحدهما كان صبًيا والخر بال ً‬ ‫السؤال الثالث ‪ :‬زنا خمسممة أفممراد بممامرأة ‪,‬فمموجب علممى أولهممم‬ ‫القتل ‪ ،‬وثممانيهم الرجممم ‪ ،‬وثممالثهم الحممد ورابعهممم نصممف الحممد ‪،‬‬ ‫وآخرهم ل شيء ؟‬ ‫دا فمموجب عليممه القتممل ‪,‬‬ ‫فأجاب ‪ :‬استحل الول الزنا فصممار مرت م ً‬ ‫دا‪،‬‬ ‫والثاني كان محصمًنا‪ ،‬والثممالث غيممر محصممن‪ ،‬والرابممع كمان عبم ً‬ ‫والخامس مجنوًنا ‪.....‬‬

‫السؤال الرابع ‪ :‬رجل صلى ولما سّلم عممن يمينمه طلقممت زوجتممه‬ ‫ولما سلم عن يساره ب ُ‬ ‫طلت صلته ولما نظر إلممى السممماء وجممب‬ ‫عليه دفع ألف درهم ؟‬ ‫فأجاب الشافعي ‪ :‬لممما س مّلم عممن يمينممه رأى زوج امرأتممه الممتي‬ ‫تزوجها في غيابه ‪ ،‬فلما رآه قد حضر طلقت منممه زوجتممه ‪ ،‬ولممما‬ ‫سلم عن يساره رأى في ثوبه نجاسة فبطلت صمملته‪ ،‬فلممما نظممر‬ ‫إلى السماء رأى الهلل وقد ظهر فممي السممماء وكممان عليممه ديممن‬ ‫ألف درهم يستحق سداده في أول الشهر‪.‬‬ ‫السؤال الخامس ‪ :‬ما تقول في إمام كان يصمملي مممع أربعممة نفممر‬ ‫في مسجد فدخل عليهممم رجممل ‪ ،‬ولممما سمملم وجممب علممى المممام‬ ‫القتممل وعلممى المصمملين الربعممة الجلممد وهممدم المسممجد علممى‬ ‫أساسه ؟‬ ‫‪ -14‬تكملة ذكاء المام الشافعي‬ ‫فأجماب الشمافعي ‪ :‬إن الرجمل القمادم كمانت لمه زوجممة وسمافر‬ ‫وتركها في بيت أخيه فقتممل المممام هممذا الخ وادعممى أن المممرأة‬ ‫زوجة المقتول فتزوج منها‪ ،‬وشهد على ذلممك الربعممة المصمملون‪،‬‬ ‫دا‬ ‫وأن المسجد كان بيًتا للمقتول‪ ،‬فجعله المام مسج ً‬ ‫السؤال السادس ‪ :‬ما تقممول فممي رجممل أخممذ قممدح ممماء ليشممرب‪،‬‬ ‫حّرم عليه بقية ما في القدح ؟ فأجاب الشممافعي‬ ‫فشرب حلل ً و ُ‬ ‫‪ :‬إن الرجممل شممرب نصممف القممدح فرعممف أي)نممزف فممي الممماء‬ ‫حّرم عليه ما في القدح !‬ ‫المتبقي( ‪ ،‬فاختلط الماء بالدم ف ُ‬ ‫السؤال السابع ‪ :‬كان رجلن فوق سطح منزل ‪,‬فسممقط أحممدهما‬ ‫فمات فحرمت على الخر زوجته؟‬ ‫جا ابنته‬ ‫فأجاب الشافعي ‪ :‬أن الرجل الذي سقط فمات كان مزو ً‬ ‫من عبده الذي كان معه فوق السطح فلممما مممات أصممبحت البنممت‬ ‫تملك ذلك العبد الذي هو زوجها فحرمت عليه ‪.‬‬ ‫إلى هنا لم يستطع الرشيد الذي كممان حاضمًرا تلمك المسمماجلة أن‬ ‫يخفي إعجممابه بممذكاء الشممافعي وسممرعة خمماطرته وجممودة فهمممه‬ ‫وحس إدراكه وقال‪ :‬لبني عبد مناف فقد بينت فأحسنت وعممبرت‬ ‫فأفصحت وفسرت فأبلغت‪.‬‬ ‫!‬

‫*** قال الشافعي ‪ :‬أطال الله عمر أمير المممؤمنين‪ ،‬إنممي سممائل‬ ‫هؤلء العلماء مسألة‪ ،‬فإن أجابوا عليها فالحمممد للممه‪ ،‬وإل فممأرجو‬

‫أمير المممؤمنين أن يكممف عنممي شممرهم فقممال الرشمميد‪ .‬لممك ذلممك‬ ‫وسلهم ما تريد يا شافعي ‪.‬‬ ‫فقال الشافعي ‪ :‬مات رجل وترك ‪ 600‬درهم‪ ،‬فلم تنل أخته من‬ ‫دا‪ ،‬فكيف كانا الظرف في توزيع التركة‬ ‫ما واح ً‬ ‫هذه التركة إل دره ً‬ ‫؟ فنظر العلماء بعضمهم إلمى بعمض طمويل ً ولمم يسمتطع أحمدهم‬ ‫الجابة على السؤال‪ ،‬فلما طال بهم السكوت‪ ،‬طلب الرشيد مممن‬ ‫الشافعي الجابة‪.‬‬ ‫فقال الشافعي ‪ :‬مات هذا الرجل عن ابنتين وأم و زوجممه واثنممي‬ ‫خا وأخت واحدة‪ ،‬فأخذت البنتان الثلثين وهي ‪ 400‬درهم ‪،‬‬ ‫عشر أ ً‬ ‫وأخذت الم السدس وهو ‪ 100‬درهم‪ ،‬وأخذت الزوجة الثمن وهممو‬ ‫ممما فبقممي درهممم واحممد‬ ‫‪ 75‬درهم‪ ،‬وأخذ الثنمما عشممر أخمما ‪ 24‬دره ً‬ ‫للخت فتبسم الرشيد وقال‪ :‬أكثر الله في أهلي منممك‪ ،‬وأمممر لممه‬ ‫بألفي درهم فتسلمها الشافعي ووزعها على خدم القصر ‪...‬‬

Related Documents

43
May 2020 28
43
June 2020 25
43
November 2019 28
43
July 2020 22
43
November 2019 46
43
June 2020 29

More Documents from "Michael Williams"

Zpfile001
June 2020 16
Zpfile000
June 2020 16
Amit Kumar
July 2020 21
Template - Dc7900
June 2020 13
Zpfile002
June 2020 2