185

  • October 2019
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View 185 as PDF for free.

More details

  • Words: 596
  • Pages: 10
‫قيل للحسن البصري رحمه ال ‪:‬‬ ‫يا أبا سعيد‪ :‬كيف نصنع؟‬ ‫نجالس أقواما‪ ،‬يخوفوننا حتى تكاد قلوبنا تطير ‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬وال إنك أن تخالط قوما يخوفونك حتى يدركك المن‪،‬‬ ‫خير لك من أن تصحب أقواما يؤمنونك حتى يدركك الخوف‪.‬‬

‫هذة اللحظة وأنت تشاهد‬ ‫‪...‬هذا المنظر‬

‫هل تفكر في‬ ‫معصية؟؟؟‬

‫ة اللحظه‬ ‫أنت تنظر إلى القبر‬ ‫الموت‪ ..‬والكفن‪..‬أي شخص خطر ببالك‬ ‫أنه أنت ‪..‬أنت ل تفكرعادة ‪..‬إل في ‪..‬نفس‬

‫‪.............‬الن‪...‬تخيل معي كل شيء‬ ‫اجلس الن وحدك ‪........‬وفكر فيما سأخبرك به‬

‫تخيل نفسك الن أنك ميت‬

‫أنت الن ‪......‬ميت ‪ .....‬نعم ‪.....‬ميت ‪...‬‬ ‫مسجى ‪ .‬في مغسلة الموات ‪...‬‬

‫يقصون ثيابك‬ ‫ليخلعوها ‪..‬بدلً منك‪...‬إنك ‪.‬ل تستطيع الحراك ول الرفض ‪...‬‬ ‫يقلبونك ‪..‬ويرشون عليك الماء ‪...‬والسدر ‪..‬‬ ‫ثم يحنطونك بالسدر والكافور‬

‫أنت الن ستذهب ‪.....‬ولوحدك ‪......‬وللمكان الذي ل تريد ‪....‬‬

‫إلــــى القبـــــــــر‬

‫إنهم ما حفروه ‪...‬إل لك ‪....‬ولك وحدك ل يشاركك فيه أحد ‪..‬‬

‫ولول مرة ‪..‬تتمنى لو يشاركك أحداً في أملكك ‪...‬‬

‫إنك هذه اللحظة ل تتخيل من هذا المصير إل شيئاً واحداً وهو( الوحده)‬

‫ما أقسى الوحدة ‪ ....‬وأقسى منها أنها أبدية‬ ‫سرمدية ‪ ....‬لو جلسنا وحدنا داخل بيوتنا ‪..‬‬ ‫لشعرنا بالوحشة ‪ ...‬ولخفنا من أي صوت ‪..‬‬ ‫لنتفضنا من أي حركة ‪....‬‬ ‫فكيف لو بقينا وحدنا في المقبرة ‪.‬في الظلم ‪..‬و‪.‬الصحراء ‪..‬والعراء‬ ‫‪ ..‬والحجار‪ ...‬والهوام ‪...‬و عواء الكلب ‪ ...‬والسكون ‪...‬و الخوف ‪.‬‬ ‫هذا فقط ما نستطيع أن نتخيله‪..‬بعقلنا البشري ‪....‬‬

‫وهذا الخيال ‪..‬كفيل بأن يبكينا‪ ..‬وحده‬ ‫من غير أن نفكر في عذاب القبر و حياة‬ ‫البرزخ‪...‬فكيف لو فكرنا في هذه المور؟؟!!!‬ ‫القبر‪......‬هو المكان الذي تتجسد فيها أعمالنا‬ ‫لتصبح شخوصاً حقيقية‪....‬‬ ‫إما ‪ ....‬أن تؤنسنا وتسلينا حتي يحين‬ ‫يوم القيامة ‪.‬‬ ‫وإما أن تمعن وتزيد من ترويعنا فنزداد‬ ‫لو سافرنا عن أهلنا لمزقنا الشوق إليهمهلعاً‬ ‫هلعنا‪.‬ل رجعة بعده؟؟؟؟ ‪..‬‬ ‫إلىبسفر‬ ‫فكيف‬ ‫لو لم يأتي من الموت إل الفراق وترك الهل والخوة والحباب والوحدة ‪..‬‬ ‫لكان المر فوق احتمالنا ‪..‬‬

‫فكيف بما بعد الموت ‪...‬والمصير ‪...‬والحساب‬ ‫بل وكيف سنتحمل لحظات المعاقبة ؟؟؟‬

‫‪...‬ياااااااااه ‪...‬إنها لحياة سخيفة ‪ !!!.‬إذا كانت هذه هي نهايتها‬ ‫نجادل ‪..‬ونخاصم ‪..‬ونحارب ‪..‬وننتصر لراءنا وننتقم لذواتنا ‪.....‬‬ ‫نشتم ونقذف ‪..‬ونكذب‪ ...‬ونرتكب المعاصي ‪......‬‬ ‫نفعل كل شيء ‪..‬من غير أن نحسب حسابأ ‪...‬لهذا المصير وهذا المكان ‪..‬‬ ‫أي خوف وهلع وحزن سيخيم عليك لو قيل لك أنك ستموت ‪..‬اليوم‬ ‫‪.‬ستنسى كل اهتماماتك ‪...‬وكل تطلعاتك وآمالك ‪..‬التجارة ‪...‬السهم ‪...‬‬ ‫السفر ‪..‬الزواج ‪...‬العمل‪....‬والناس والصدقاء والعداء ‪..‬‬ ‫وسينحصر تفكيرك ‪.....‬فيك أنت ‪..‬وأنت فقط‬ ‫إننا يجب أن نعلم ‪...‬أن الموت قد ل يخبرنا وقد ل يرسل لنا رسول المرض‬ ‫ليهيئنا ‪...‬ليعلمنا فقد يأتينا ‪...‬فجأة ‪...‬ومن غير أن نشعر ‪...‬وبغتة ‪..‬‬ ‫ونحن في لحظات ‪...‬لهو ‪..‬أو سكر ‪..‬أو معصية ‪.‬‬ ‫قال تعالى‬ ‫(وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد*ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد*‬ ‫وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد *لقد كنت في غفلة من هذا‬ ‫فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد )‬

‫ليس الغرض ‪..‬من هذه الصور ‪..‬إثارة الرعب ‪.‬‬ ‫إنما‪...‬التنبيه إلى الخطر والستعداد للمر ‪..‬وتجهيز الراحلة ‪...‬وتخيل المصير ‪.‬‬ ‫ول أريد ‪...‬أن أسبب لك المزيد من الحزن والتعاسة ‪..‬‬ ‫ل تحزن حينما تتذكر الموت ‪....‬ول تأمن مكر ال ‪..‬وتزهو بعملك وطاعتك ‪.‬‬ ‫فالنسان عليه ان يشعر بشعورين ‪...‬الخوف ‪....‬والرجاء ‪...‬‬ ‫إنهما مثل جناح الطائر ‪...‬ل غنى لحدهما عن الخر‪...‬‬ ‫خف من عذابه سبحانه ‪.....‬وارجوا رحمته ورضوانه ‪.‬‬ ‫والموت ‪...‬ليس با لمصير المخيف فقط ‪...‬‬ ‫قد يكون رحمة ‪...‬وراحة ‪ ...‬والقبر مخيف من الخارج ‪.....‬‬ ‫لكنه قد يكون ‪....‬روضة وجنة من الداخل ‪...‬ينعم فيها العبد بأوقات من السعادة‬ ‫البدية ل يمكن ان يحصل عليها في هذه الدنيا التي مزجت بالكدر والتعب‪....‬‬ ‫المعادلة ‪...‬التي يجب أن نستخدمها في الحياة هي‬ ‫أن نعيش الدنيا ‪..‬ونحن نفكر بالخرة ونعمل لها ونفكر بالموت كأننا سنموت غدأ ‪.‬‬ ‫معادلة صعبة ‪......‬لكنها هي الحل ‪....‬‬ ‫والحل الوحيد ‪...‬والتي تتناسب مع المصير الوحيد ‪!!..‬‬

Related Documents

185
May 2020 22
185
November 2019 19
185
October 2019 18
185
November 2019 14
Evidencia 185
June 2020 14
P-185
July 2020 12