باقة من بستان

  • Uploaded by: Abderrahim Elouahabi
  • 0
  • 0
  • June 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View باقة من بستان as PDF for free.

More details

  • Words: 1,979
  • Pages: 8
‫خطب الشيخ محمد حسان )الخطبة التاسعة(ـــــــــــ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ)‪(120‬‬

‫الخطبة التاسعة‪:‬‬ ‫باقة من بستان‬ ‫)*(‬ ‫النصح فى ليلة أنس وعرس‬ ‫إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ‬ ‫بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده الله فل‬ ‫مضل له‪ ،‬ومن يضلل فل هادى له‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل الله‬ ‫وحده ل شريط له‪ ،‬وأشهد أن محمدا ً عبده‪ ،‬ورسوله‪َ} :‬يا‬ ‫َ‬ ‫ق تُ َ‬ ‫مُنوا ْ ات ّ ُ‬ ‫ن‬ ‫قات ِ ِ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫أي ّ َ‬ ‫موت ُ ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫ول َ ت َ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫قوا ْ الل ّ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ه َ‬ ‫إل ّ َ‬ ‫)‪(1‬‬ ‫ن{‬ ‫مو َ‬ ‫م ْ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫وأنُتم ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ق ُ‬ ‫خل َ َ‬ ‫س ات ّ ُ‬ ‫من‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫}َيا أي ّ َ‬ ‫كم ّ‬ ‫قوا ْ َرب ّك ُ ُ‬ ‫ها الّنا ُ‬ ‫جال ً‬ ‫نّ ْ‬ ‫وب َ ّ‬ ‫و َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ث ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫حد َ ٍ‬ ‫ر َ‬ ‫و َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫خل َ َ‬ ‫ها َ‬ ‫ها َز ْ‬ ‫ة َ‬ ‫س َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ف ٍ‬ ‫وات ّ ُ‬ ‫ه‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫ساءُلو َ‬ ‫ذي ت َ َ‬ ‫ون ِ َ‬ ‫قوا ْ الل ّ َ‬ ‫ساء َ‬ ‫ك َِثيًرا َ‬ ‫)‪(2‬‬ ‫ه َ‬ ‫قيًبا{‬ ‫ن َ‬ ‫م َر ِ‬ ‫كا َ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫وال َْر َ‬ ‫حا َ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قوُلوا َ‬ ‫و ُ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬ ‫وًل‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫}َيا أي ّ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫قوا الل ّ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ه َ‬ ‫م‬ ‫وي َ ْ‬ ‫م أَ ْ‬ ‫غ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫صل ِ ْ‬ ‫دي ً‬ ‫َ‬ ‫م ذُُنوب َك ُ ْ‬ ‫فْر ل َك ُ ْ‬ ‫مال َك ُ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ح ل َك ُ ْ‬ ‫دا * ي ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫)‪(3‬‬ ‫فاَز َ‬ ‫قد ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫ما{‬ ‫وًزا َ‬ ‫ع ِ‬ ‫من ي ُطِ ْ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ظي ً‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ع الل ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬ ‫أما بعد‪:‬‬ ‫فإن أصدق الحديث كتاب الله‪ ،‬وخير الهدى هدى‬ ‫محمد‪ ، ‬وشر المور محدثاتها وكل محدثة بدعة‪ ،‬وكل‬ ‫)‪(4‬‬ ‫بدعة ضللة‪ ،‬وكل ضللة فى النار‪.‬‬ ‫أما بعد‪:‬‬ ‫فمرحبا ً مرحبا ً بأحبتى فى الله‪:‬‬ ‫نضر الله هذه الوجوه التى طال شوقنا إليها وزكى الله‬ ‫هذه النفس التى انصهرنا معها فى بوتقة الحب فى الله‪.‬‬ ‫)‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬

‫*( ألقيت هذه الخطبة بمسجد التوحيد بالمنصورة )حفل زواج(‪.‬‬ ‫)‪ (1‬سورة آل عمران‪.102 :‬‬ ‫)‪ (2‬سورة النساء‪1 :‬‬ ‫)‪ (3‬سورة الحزاب‪.71 ، 70 :‬‬ ‫)‪ (4‬هذه خطبة الحاجة التى كان النبى ‪ ‬يستفتح بها خطبة‬ ‫ودروسه ومواعظه‪ ،‬وللعلمة اللبانى رسالة نافعة فيها فراجعها‪.‬‬

‫خطب الشيخ محمد حسان )الخطبة التاسعة(ـــــــــــ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ)‪(121‬‬

‫وشرح الله هذه الصدور التى جمعنا وإياها كتاب الله‪.‬‬ ‫وإنه لمن فضل الله تعالى أن نلتقى بحضراتكم أول‬ ‫ما نلتقى بعد طول غيبة فى هذه المناسبة السعيدة‬ ‫الكريمة المباركة‪.‬‬ ‫وصدق الله إذ يقول‪} :‬ومن آيات ِ َ‬ ‫ق لَ ُ‬ ‫كم‬ ‫ن َ‬ ‫َ ِ ْ َ ِ‬ ‫هأ ْ‬ ‫خل َ َ‬ ‫فسك ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ل ب َي ْن َ ُ‬ ‫ع َ‬ ‫كم‬ ‫ج َ‬ ‫و َ‬ ‫وا ً‬ ‫سك ُُنوا إ ِل َي ْ َ‬ ‫جا ل ّت َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن أن ُ ِ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ها َ‬ ‫م أْز َ‬ ‫في ذَل ِ َ‬ ‫وم ٍ ي َت َ َ‬ ‫ت لّ َ‬ ‫ن{‬ ‫م ً‬ ‫ن ِ‬ ‫ك َلَيا ٍ‬ ‫فك ُّرو َ‬ ‫ة إِ ّ‬ ‫وَر ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ّ‬ ‫ق ْ‬ ‫ودّةً َ‬ ‫م َ‬ ‫)‪(1‬‬

‫وحتى ل أطيل عليكم فسوف أركز الحديث فى عدة‬ ‫عناصر‪:‬‬ ‫أو ً‬ ‫ل‪ :‬ليلة هانئة وعيشة راضية‪.‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬وصية أم لبنتها عند الزواج‪.‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬وصيتى للشباب والزواج‪.‬‬ ‫رابعًا‪ :‬نداء للباء والمهات‪.‬‬ ‫فأعيرونى القلوب والسماع وتعالوا بنا لنبدأ بالليلة‬ ‫الهانئة‪.‬‬ ‫أو ً‬ ‫ل‪ :‬ليلة هانئة وعيشة راضية‪.‬‬ ‫حدثنا التاريخ أن شريحا ً القاضى قابل الشعبى‪.‬‬ ‫وأظنكم تعرفون شريحا ً إنه شريح بن شراحيل أو‬ ‫شرحبيل الذى وله عمر بن الخطاب رضى الله عنه قضاء‬ ‫الكوفة فأقام عليه ستين سنة وضرب المثل بعدله‬ ‫وصدقه ومن أراد أن يرجع إلى ترجمته فليرجع إلى كتاب‬ ‫سير أعلم النبلء للذهبى فى المجلد الرابع‪.‬‬ ‫أما الشعبى فهو التابعى الجليل علمة عصره وزمانه‬ ‫ولد سنة ثمان وعشرين من الهجرة وقال فى حقه سعيد‬ ‫بن زيد عن مكحول قال‪ :‬ما رأيت أحدا ً أعلم من الشعبى‪.‬‬ ‫له ترجمة طويلة فى سير أعلم النبلء فليرجع إليها من‬ ‫أراد فى المجلد الرابع أيضًا‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (1‬سورة الروم‪.21 .‬‬

‫خطب الشيخ محمد حسان )الخطبة التاسعة(ـــــــــــ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ)‪(122‬‬

‫أيها الحباب‪:‬‬ ‫يحدثنا التاريخ أن شريحا ً قابل الشعبى يوما ً فسأله‬ ‫الشعبى عن حاله فى بيته فقال له شريح‪ :‬منذ عشرين‬ ‫عاما ً لم أر ما يغضبنى من أهلى‪ ،‬قال له وكيف ذلك؟ قال‬ ‫شريح‪:‬‬ ‫من أول ليلة دخلت على امرأتى ورأيت فيها حسنا ً‬ ‫فاتنا ً وجمال ً نادرًا‪ ،‬قلت فى نفسى أصلى ركعتين شكرا ً‬ ‫لله عز وجل‪.‬‬ ‫فلما سلمت وجدت زوجتى تصلى بصلتى وتسلم‬ ‫بسلمى‪.‬‬ ‫فلما خل البيت من الصحاب والصدقاء قمت إليها‬ ‫فمددت يدى نحوها فقالت‪ :‬على رسلك يا أبا أمية كما‬ ‫أنت‪ .‬ثم قالت‪:‬‬ ‫إن الحمد لله أحمده واستعينه واصلى على محمد‬ ‫وآله وبعد‪ .‬فإنى امرأة غريبة‪ ،‬ل علم لى بأخلقك‪ ،‬فبين‬ ‫لى ما تحب فآتيه‪ ،‬وبين لى ما تكره فأتركه‪ ،‬ثم قالت‪:‬‬ ‫فلقد كان لك فى قومك من هى كفء لك‪ ،،‬ولقد‬ ‫كان فى قومى من هو كفء لى‪ ،‬ولكن إذا قضى الله أمرا ً‬ ‫كان مفعو ً‬ ‫ل‪،‬وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله به فإمساك‬ ‫بمعروف‪ ،‬أو تسريح بإحسان‪.‬‬ ‫أقول قولى هذا واستغفر الله لى ولك‪.‬‬ ‫من منا سمع مثل هذا الكلم ليلة عرسه!؟؟‬ ‫قال شريح‪ :‬فأحوجتنى والله يا شعبى إلى الخطبة‬ ‫فى ذلك الموضوع‪ ،‬فقلت‪ :‬أحمد الله واستعينه وأصلى‬ ‫وأسلم على النبى وآله وبعد فإنك قلت كلما ً إن ثبت عليه‬ ‫يكن ذلك حظك‪ ،‬وإن تدعيه يكن حجة عليك‪ ،‬فإنى أحب‬ ‫كذا وكذا‪ ،‬وأكره كذا وكذا‪ ،‬وما رأيت من حسنة‬ ‫فانشريها ‪ ،‬وما رأيت من شيئة فاستريها فقالت‪ :‬كيف‬ ‫محبتك لزيارة أهلى؟‬

‫خطب الشيخ محمد حسان )الخطبة التاسعة(ـــــــــــ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ)‪(123‬‬

‫قلت‪ :‬ما أحب أن يملنى أصهارى‪ .‬فقالت‪ :‬فمن تحب‬ ‫من جيرانك أن يدخل دارك فآذن قوم صالحون وبنو فلن‬ ‫قوم سوء‪.‬‬ ‫قال شريح فبث معها بأنعم ليلة‪ .‬فمكثت معى‬ ‫عشرين عاما ً لم أعتب عليها فى شئ إل مرة وكنت لها‬ ‫ظالمًا‪.‬‬ ‫يالها من حياة هانية وعيشة راضية‪.‬‬ ‫وصدق من قال‪:‬‬ ‫رغيف خيز واحد‬ ‫وكوز ماء بارد‬ ‫وغرفة نظيفة‬ ‫وزوجة مطيعة‬ ‫وطفلة صغيرة‬ ‫واختارك الله له‬ ‫خير من الدنيا وما‬ ‫فيها‬

‫تأكله فى زاوية‬ ‫تشربه من صافية‬ ‫نفسك فيها هانية‬ ‫عينك عنها راضية‬ ‫محفوفة بالعافية‬ ‫حتى تكون داعية‬ ‫وهى لعمرى كافية‬

‫ثانيًا‪ :‬وصية أم لبنتها عند الزواج‪:‬‬ ‫خلت الم الصالحة العاقلة البليغة أمامة بنت الحارث‬ ‫خلت بابنتها فى ليلة زفافها وأهدت إليها هذه الوصية‬ ‫الغالية‪.‬‬ ‫فانتبهوا معى أيها الحباب وانتبهن أيتها الخوات‬ ‫الفضليات والمهات الكريمات‬ ‫قالت الم لبنتها‪ :‬أى بنيه إن الوصية لو تركت لفضل أدب‬ ‫لتركت ذلك لك ولكنها تذكرة للغافلة ومعونة للعاقلة‪.‬‬ ‫أى بنيه‪ :‬لو أن امرأة استغنت عن الزوج‪ ،‬لغنى أبويها‬ ‫وشدة حاجتهما إليها‪ ،‬لكنت أغنى الناس عنه‪ ،‬ولكن النساء‬ ‫للرجال خلقن‪ ،‬ولهن خلق الرجال‪ ،‬فخذى وصيتى فإن‬ ‫فيها تنبيه للغافل ومعونة للعاقل‪.‬‬

‫خطب الشيخ محمد حسان )الخطبة التاسعة(ـــــــــــ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ)‪(124‬‬

‫أى بنيه‪ :‬إنك فارقت الجو الذى منه خرجت‪ ،‬وخلفت‬ ‫العيش الذى فيه درجت‪ ،‬إلى وكر لم تعرفيه‪ ،‬وقرين لم‬ ‫تألفيه‪ ،‬فأصبح بملكة عليك رقيبا ً ومليكًا‪ ،‬فكونى له أمة‬ ‫يكن لك عبدًا‪.‬‬ ‫واحفظى له خصال ً عشرا ً تكن لك ذخرًا‪.‬‬ ‫أما الولى والثانية‪:‬‬ ‫فالخضوع له بالقناعة‪ ،‬وحسن السمع له والطاعة‪.‬‬ ‫وأما الثالثة والرابعة‪:‬‬ ‫فالتفقد لمواضع عينه وأنفه‪ ،‬فل تقع عينه منك على‬ ‫قبيح‪ ،‬ول يشم منك‬ ‫إل أطيب ريح‪.‬‬ ‫وأما الخامسة والسادسة‪:‬‬ ‫فالتفقد لوقت منامه وطعامه‪ .‬فإن تواتر الجوع‬ ‫ملهبة‪ ،‬وتنغيص النوم مغضبة‪.‬‬ ‫وأما السابعة والثامنة‪:‬‬ ‫فالحتراس بماله والرعاء على حشمه وعياله‪،‬‬ ‫مملك المر فى المال حسن التدبير وفى العيال حسن‬ ‫التقدير‪.‬‬ ‫وأما التاسعة والعاشرة‪:‬‬ ‫فل تعصين له أمرًا‪ ،‬ول تفشين له سرا ً فإنك إن‬ ‫خالفت أمره أو غرت صدره ‪ ،‬وإن أفشيت سره لم تأمنى‬ ‫غدره‪.‬‬ ‫ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مغتمًا‪ ،‬والكآبة بين‬ ‫يديه إن كان فرحًا‪.‬‬ ‫هذه هى أخلق المرأة المسلمة‪ ،‬وهذا فهمها‪ ،‬وهذه‬ ‫وصيتها‪ ،‬وتلك ثقافتها‪ ،‬فبالله عليكم هل سمعتم كلما ً‬ ‫وعقل ً وحكمة كهذه‪.‬‬

‫خطب الشيخ محمد حسان )الخطبة التاسعة(ـــــــــــ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ)‪(125‬‬

‫هذه هى المرأة المسلمة‪ ،‬يوم أن تسربلت بأخلق‬ ‫السلم‪ ،‬وتربعت على عرش حياتها تهز المهد بيمينها‬ ‫وتزلزل عروش الكفر بشمالها‪ ،‬ووالله من كانت هذه‬ ‫أخلقها فهى من أهل الجنة‪.‬‬ ‫ففى الحديث الذى رواه النسائى والطبرانى فى‬ ‫الصغير والوسط وهو حديث حسن بشواهده حسنة‬ ‫شيخنا اللبانى‪.‬‬ ‫أن النبى ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫"نساؤكم من أهل الجنة الودود العؤود على‬ ‫زوجها )أى بالنفع والخير( التى إذا غضب زوجها‬ ‫جاءت حتى تضع يدها فى يد زوجها وتقول ل‬ ‫أذوق غمضا )أى نومًا( حتى ترضى"‪.‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬وصيتى للشباب عامة والزواج خاصة‪:‬‬ ‫أوصى الشباب بما أوصاهم به المصطفى ‪ ‬فى‬ ‫الحديث الذى رواه البخارى ومسلم قال النبى ‪ " :‬يا‬ ‫معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج‬ ‫فإنه أغض للبصر واحصن للفرج ومن لم يستطع‬ ‫)‪(1‬‬ ‫فعليه بالصوم فإنه له وجاء"‬ ‫وأبشرهم بحديث رسول الله ‪ ‬الذى رواه الترمذى‬ ‫وقال حديث حسن صحيح‪ ،‬وابن حبان فى صحيحة‬ ‫والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم‪.‬‬ ‫عن أبى هريرة رضى الله عنه عن رسول الله ‪‬‬ ‫قال‪ ":‬ثلثة حق على الله عونهم‪ :‬المجاهد فى‬ ‫سبيل الله‪ ،‬والمكاتب الذى يريد الداء‪ ،‬والناكح‬ ‫)‪(2‬‬ ‫الذى يريد العفاف"‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (1‬متفق عليه‪} :‬ص‪.‬ج‪ {7975 :.‬رواه البخارى )‪ (4/106‬فى‬ ‫الصوم ومسلم رقم )‪ (1400‬فى النكاح‪ ،‬وأبو داود رقم )‪(2046‬‬ ‫فى النكاح‪ ،‬والترمذى )‪ (1081‬فى النكاح‪ ،‬والنسائى )‪ (4/169‬فى‬ ‫الصومن )‪ (57 ، 6/56‬فى النكاح‪.‬‬

‫خطب الشيخ محمد حسان )الخطبة التاسعة(ـــــــــــ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ)‪(126‬‬

‫وأوصى الزواج بنسائهم خيرا ً كما أمرنا الله عز وجل‬ ‫بقوله‪:‬‬ ‫ل ل َك ُ َ‬ ‫َ‬ ‫رُثوا ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫مُنوا ْ ل َ ي َ ِ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫}َيا أي ّ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫م أن ت َ ِ‬ ‫ما‬ ‫ن ل ِت َذْ َ‬ ‫ضُلو ُ‬ ‫ساء ك َْر ً‬ ‫ع ُ‬ ‫هُبوا ْ ب ِب َ ْ‬ ‫ول َ ت َ ْ‬ ‫الن ّ َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ض َ‬ ‫ها َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن‬ ‫و َ‬ ‫شُرو ُ‬ ‫فا ِ‬ ‫مو ُ‬ ‫عا ِ‬ ‫مب َي ّن َ ٍ‬ ‫ش ٍ‬ ‫ه ّ‬ ‫ن إ ِل ّ أن ي َأِتي َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ة ّ‬ ‫آت َي ْت ُ ُ‬ ‫ة َ‬ ‫هوا ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ف َ‬ ‫سى َأن ت َك َْر ُ‬ ‫مو ُ‬ ‫ر ْ‬ ‫ف َ‬ ‫عُرو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ه ّ‬ ‫هت ُ ُ‬ ‫ِبال ْ َ‬ ‫فِإن ك َ ِ‬ ‫)‪(1‬‬ ‫ع َ‬ ‫َ‬ ‫خي ًْرا ك َِثيًرا{‬ ‫ه َ‬ ‫ه ِ‬ ‫في ِ‬ ‫ج َ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫شي ًْئا َ‬ ‫ً )‪(2‬‬ ‫ولمر النبى ‪" ‬استوصوا بالنساء خيرا"‬ ‫والحديث رواه البخارى ومسلم‪.‬‬ ‫فزوجك أمانة‪ ،‬أمنك الله إياها‪ ،‬وسوف يسألك عنها‬ ‫يوم القيامة‪ ،‬والرجل راع فى أهل بيته ومسئول عن رعيته‬ ‫وهذا موضوع طويل‪.‬‬ ‫وأخيرا ً أوصى الباء والمهات بعدم المغالة فى‬ ‫المهور‪ ،‬والسراف فى الجهاز والنفقات‪ ،‬وغيرها‪ ،‬فإنها‬ ‫تمحق بركة الزواج‪ ،‬وهذا هو الذى جعل أكثر الشباب عزبا ً‬ ‫وجعل أكثر البنات عوانس‪ ،‬والجريمة الولياء الذين‬ ‫يتشددون فى هذا المر‪ ،‬وهذا من أقوى أبواب الفساد فى‬ ‫المة والعياذ بالله‪.‬‬ ‫واذكركم بحديث النبى ‪ ‬الذى رواه أحمد فى‬ ‫مسنده والحاكم وفى سنده عيسى بن ميمون قال‬ ‫البخارى منكر الحديث وباقى رجاله ثقات وأخرجه ابن‬ ‫حبان فى صحيحه من طريق أخر وسنده حسن‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (2‬حسن ‪} :‬ص‪ .‬النسائى‪ ،{3017 :‬رواه الترمذى رقم )‪(1655‬‬ ‫فى فضائل الجهاد‪ ،‬والنسائى )‪ (6/16‬فى النكاح‪ ،‬وراوه أحمد وابن‬ ‫ماجه‪ ،‬وابن حبان فى صحيحه‪ ،‬والحاكم وصححه‪.‬‬ ‫)‪ (1‬سورة النساء‪.19 :‬‬ ‫)‪ (2‬متفق عليه‪} :‬ص‪.‬ج‪ ،{960 :.‬رواه البخارى ومسلم من حديث‬ ‫أبى هريرة رضى الله عنه‪.‬‬

‫خطب الشيخ محمد حسان )الخطبة التاسعة(ـــــــــــ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ)‪(127‬‬

‫عن عائشة رضى الله عنها عن النبى ‪ ‬اقل‪" :‬غن‬ ‫أعظم النكاح بركة‬ ‫أيسره مؤنة"‪.‬‬ ‫أسأل الله الهداية والرشاد للجميع وبارك الله‬ ‫للعروسين وبارك عليهما وجمع بينهما فى الخير دائما ً إنه‬ ‫ولى ذلك وموله‪.‬‬

More Documents from "Abderrahim Elouahabi"

June 2020 3
Wala Wa Brah
June 2020 0
October 2019 3
October 2019 7