Wakf

  • Uploaded by: beden
  • 0
  • 0
  • November 2019
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Wakf as PDF for free.

More details

  • Words: 18,811
  • Pages: 81
‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪1‬‬

‫المقدمـة‬ ‫إن الحممد ل ‪ ،‬أحمده ‪ ،‬وأسمتعينه ‪ ،‬وأسمتغفره ‪ ،‬وأعوذ بال ممن‬ ‫شرور أنفسممنا وسمميئات أعمالنمما ‪ ،‬مممن يهممد ال فل مضممل له ‪ ،‬ومممن‬ ‫يضلل فل هادي له ‪ ،‬وأشهمممد أن ل إله إل ال وحده ل شريمممك له ‪،‬‬ ‫وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ‪.‬‬ ‫‪ ‬يَاَأيّهَا الّذِينمَ آ َمنُوا اتّقُوا الَّ حَقّ تُقَاتِهمِ وَل تَمُوتُنّ إِلّ َوأَ ْنتُممْ‬ ‫مُسْلِمُونَ‪. )1(‬‬ ‫‪ ‬يَاَأيّهَا النّاسُم ا ّتقُوا َربّكُمْم الّذِي خَلَ َقكُمْم مِنْم نَفْسٍم وَاحِدَةٍ َوخَلَقَم‬ ‫ِمنْهَما زَ ْوجَهَما وَبَثّم مِنْهُمَما ِرجَالً َكثِيرًا وَنِسممَاءً وَاتّقُوا الَّم الّذِي‬ ‫َتسَاءَلُونَ بِهِ وَا َلرْحَامَ إِنّ الَّ كَانَ عَ َل ْي ُكمْ َرقِيبًا ‪. )2( ‬‬ ‫‪ ‬يَاَأ ّيهَا الّذِينَم آ َمنُوا اتّقُوا الَّ وَقُولُوا قَ ْولً سَمدِيدًا يُصْمِلحْ َلكُمْم‬ ‫أَعْمَا َلكُمْم َو َيغْ ِفرْ َلكُمْم ُذنُوبَكُمْم وَمَنْم يُطِعْم الَّ َورَسمُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَ ْوزًا‬ ‫عظِيمًا ‪. )3( ‬‬ ‫َ‬ ‫أما بعد ‪:‬‬ ‫فقد جاءت الشريعة السلمية بالحث على عمل الخير‪ ،‬والنفاق‬ ‫فمي سمبيل ال ‪ ،‬وممن ذلك توقيمف الموال وتحبيسمها على أبواب البر‬ ‫والحسمان‪ ،‬فإن الوقمف ممن الصمدقات الجاريمة فمي حياة المتصمدق‬ ‫وبعد وفاته‪ ،‬يعم خيرها‪ ،‬ويكثر برها ‪ ،‬وتتضافر بها الجماعة في مد‬ ‫ذوي الحاجات ‪ ،‬وإقاممة المسماجد ‪ ،‬وإنشاء دور الخيمر ممن مسمتشفى‬ ‫جامممع يطممب أدواء الناس ‪ ،‬ومدارس ومعاهممد تنشممر العلم وترفممع‬ ‫الجهممل ‪ ،‬ونزل تؤي أبناء السممبيل ‪ ،‬وملجىء تؤوي اليتامممى ‪ ،‬ولذا‬ ‫تكاثرت أبواب البر بأوقاف الصمحابة ‪ ،‬ثمم التابعيمن ‪ ،‬ثمم ممن جاؤوا‬ ‫مممن بعدهممم واتبعوا هديهممم بإحسممان ‪ ،‬ولم يكممن ذلك مقصمموراً على‬ ‫النفاق على الفقراء ‪ ،‬والمسمماجد‪ ،‬والمدارس والوقممف عليهمما ‪ ،‬بممل‬ ‫أوقفوا الموال على الحيوانات والبهائم المريضممممة والمسممممنة ‪ ،‬إلى‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪2‬‬

‫غيمر ذلك ممما ل يمكمن حصمره ‪ ،‬كمل ذلك يتمم برغبمة خالصمة ابتغاء‬ ‫مرضاة ال عز وجل ‪.‬‬ ‫وقممد ظممل الوقممف طول تاريممخ السمملم يؤدي دوره على وجممه‬ ‫التمام وخصموصاً فيما يتعلق بالعلم ودوره ممن حلقات في المسماجد ‪،‬‬ ‫وكتاتيب ‪ ،‬ومدارس ‪.‬‬ ‫ومممن هنمما أحببممت أن أجلي هذه المسممألة‪ ،‬وأن أكتممب فممي دور‬ ‫الوقمف فمي نشمر العلم؛ لمما يترتمب على ذلك ممن فائدة عظيممة تظهمر‬ ‫في الحث على التحبيس على العلم وأهله‪ ،‬وتنشيط الهمم على ذلك أو‬ ‫بيان أثر الوقف في ذلك ‪ ،‬فكانت الكتابة في ‪ " :‬الوقاف في العصر‬ ‫الحديث كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها " ‪.‬‬ ‫وقد رأيت جعل ما كتبته في تمهيد ‪ ،‬وثلثة مباحث ‪:‬‬ ‫ التمهيممد ‪ :‬فممي إيضاح العنوان‪ ،‬وأدلة مشروعيممة الوقممف ‪ ،‬وأقسممام‬‫الوقف‪ ،‬وأهدافه‪ .‬ويشتمل على ثلثة مطالب ‪:‬‬ ‫المطلب الول ‪ :‬في إيضاح العنوان ‪.‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬أدلة مشروعيته ‪.‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬أقسام الوقف ‪ ،‬وأهدافه ‪.‬‬ ‫المبحث الول ‪ :‬الوقف على العلم ‪ ،‬وفيه مطالب ‪:‬‬ ‫المطلب الول ‪ :‬شرعيته عند الفقهاء‪.‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬الوقف على دور العلم ‪ ،‬وفيه أمور ‪:‬‬ ‫الممر الول ‪ :‬الوقمف على الزهمر ‪ ،‬ودور الوقمف فمي‬ ‫دعمه ‪.‬‬ ‫المر الثاني ‪ :‬الوقف على الكتاتيب ‪.‬‬ ‫المر الثالث ‪ :‬الوقف على المدارس ‪.‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬الوقف على المكتبات ‪.‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬الفادة من الوقاف الواقعة في نشر العلم ‪:‬‬ ‫المطلب الول ‪ :‬إمكانيممة الفادة بتغييممر شرط الواقممف ‪ ،‬وفيممه‬ ‫أمران ‪:‬‬ ‫الممر الول ‪ :‬قول العلماء شرط الواقمف كنمص الشارع‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫المممر الثانممي‪ :‬أقسممام تغييممر شرط الواقممف ‪ ،‬وخلف‬ ‫العلماء في ذلك‪.‬‬ ‫المطلب الثانمي ‪ :‬الفادة ممن الوقمف إذا كان مصمرفه فمي سمبيل‬ ‫ال ‪ ،‬أو طرق الخير ‪ ،‬والثواب ‪.‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬الفادة مممن نقممل الوقممف مممن محلة إلى محلة‬ ‫أخرى ‪.‬‬ ‫المطلب الرابع ‪ :‬الفادة من الوقف المنقطع ‪.‬‬ ‫المطلب الخامس ‪ :‬الفادة من فاضل الوقف‪.‬‬ ‫الخاتمة ‪ :‬وتشتمل على أمرين ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬أبرز النتائج التي توصلت إليها ‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬السبل الشرعية للحث على تحبيس الموال على دور‬ ‫العلم‪ ،‬ومنها الجامعات ‪.‬‬ ‫وفيه مطالب ‪:‬‬ ‫المطلب الول ‪ :‬في ميدان الدعوة ‪.‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬في ميدان السياسة والحكم ‪.‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬في ميدان القتصاد ‪.‬‬ ‫وقد سلكت في كتابة هذا البحث المنهج العلمي في كتابة البحوث‬ ‫العلمية ‪.‬‬ ‫فقمممت بترقيممم اليات القرآنيممة ‪ ،‬وتخريممج الحاديممث النبويممة ‪،‬‬ ‫وآثار الصحابة ‪-‬رضي ال عنهم‪. -‬‬ ‫وتحريمر مذاهمب الئممة ‪ ،‬وتوثيمق أقوال العلماء ممن مصمادرها‬ ‫المعتممبرة حسممب المسممتطاع ‪ ،‬وبيان أدلتهممم ‪ ،‬وممما ورد عليهمما مممن‬ ‫مناقشات (‪. )4‬‬ ‫وقد جعلت للبحث فهرسين ‪:‬‬ ‫ فهرساً للمصادر ‪ ،‬والمراجع ‪.‬‬‫ فهرساً للموضوعات ‪.‬‬‫وال أسأل أن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم ‪ ،‬وأن ينفع به ‪،‬‬ ‫إنمه ولي ذلك والقادر عليمه ‪ ،‬وصملى ال وسملم على نبينما محممد وآله‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪4‬‬

‫وصحبه ‪.‬‬ ‫كتبــه ‪:‬‬ ‫د‪ /‬خالد بن علي بن محمد المشيقح‬ ‫الستاذ المشارك بقسم الفقه بكلية الشريعة وأصول‬ ‫الدين‬ ‫بفرع جامعة المام محمد بن سعود السلمية بالقصيم‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪5‬‬

‫التمهيـــد‬ ‫المطلب الول ‪ :‬إيضاح العنوان‬ ‫أول ً ‪ :‬تعريف الوقف لغة واصطلحا ً ‪:‬‬

‫قال ابممن فارس ‪ " :‬الواو والقاف والفاء ‪ :‬أصممل واحممد يدل على‬ ‫تمكّث في شيء ثمّ يقاس عليه ‪ ،‬والوقف مصدر ‪. )5( " ...‬‬ ‫وقال الفيومممي ‪ " :‬وقفممت الدابمممة تقممف وَقْفاً ووقوفاً ‪ :‬سممكنت‪،‬‬ ‫ووقفتها يتعدى‪ ،‬ول يتعدى ‪. )6( " ...‬‬ ‫" أما أوقف فهي لغة رديئة " (‪. )7‬‬ ‫وقيمل للموقوف " وقمف " تسممية بالمصمدر ‪ ،‬ولذا جممع على "‬ ‫أوقاف " كوقت وأوقات (‪. )8‬‬ ‫والوقمف همو ‪ :‬الحبمس ‪ ،‬والتسمبيل (‪ ، )9‬يقال ‪ :‬وقفمت الدابمة وقفاً‬ ‫حبستها في سبيل ال ‪.‬‬ ‫والحبمس ‪ :‬المنمع (‪ . )10‬وهمو يدل على التأبيمد ‪ ،‬يقال ‪ :‬وقمف فلن‬ ‫أرضه وقفاً مؤبداً ‪ ،‬إذا جعلها حبيساً ل تباع ول تورث (‪. )11‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬تعريف الوقف في الصطلح ‪:‬‬

‫اختلفمت عبارات الفقهاء فمي تعريفهمم للوقمف شرعاً ‪ ،‬وذلك تبعًا‬ ‫لختلفهمم فمي لزوم الوقمف وعدم لزوممه ‪ ،‬ومصمير العيمن الموقوفمة‬ ‫بعد الوقف ‪ ،‬وغير ذلك ‪ .‬وهذه طائفة من هذه التعريفات ‪:‬‬ ‫التعريف الول ‪:‬‬

‫همو تحمبيس مالك مطلق التصمرف ماله المنتفمع بمه ممع بقاء عينمه‬ ‫بقطع تصرف الواقف وغيره في رقبته ‪ ،‬يصرف ريعه إلى جهة برّ‬ ‫تقرباً إلى ال تعالى ‪.‬‬ ‫وإلى هذا التعريمف ذهمب الشافعيمة (‪ ، )12‬والحنابلة (‪ ، )13‬على أن‬ ‫بعضهمم يترك بعمض القيود للعلم بهما ‪ ،‬ولهذا عرّفمه بعمض أصمحاب‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪6‬‬

‫هذا القول بقوله ‪" :‬تحبيس الصل ‪ ،‬وتسبيل المنفعة" (‪. )14‬‬ ‫قال المرداوي ‪ :‬أراد مممممن حدّ بهذا الحدّ مممممع شروط الوقممممف‬ ‫المعتبرة ‪ ،‬وأدخل غيرهم الشروط في الحدّ (‪. )15‬‬ ‫شرح التعريف ‪:‬‬

‫قولهم ‪" :‬تحبيس مالك" ‪ :‬سواء بنفسه أو نائبه ‪.‬‬ ‫وقولهممم ‪" :‬مطلق التصممرف" ‪ :‬ومَنمْ له مطلق التصممرف هممو ‪:‬‬ ‫المكلف ‪ ،‬البالغ العاقل ‪ ،‬الحرّ ‪ ،‬الرشيد (‪. )16‬‬ ‫وهذان القيدان لم يذكرهمما الشافعيمة فمي تعريفاتهمم للعلم بهمما ‪،‬‬ ‫ولشتراطهمما لكمل تصمرف يرتمب عليمه الشارع أثراً شرعياً ‪ ،‬فهمم‬ ‫يشترطون في الواقف " صحة عبارته ‪ ،‬وأهلية التبرع " (‪. )17‬‬ ‫وقولهم ‪" :‬تحبيس " إشارة إلى الصيغة ‪.‬‬ ‫وقولهممممم ‪" :‬ماله "‪ :‬أي الشرعممممي ‪ ،‬فخرج ممممما ليممممس شرعياً‬ ‫كالمحرم ‪ ،‬وممما كان مختصماً ككلب الصمميد ‪ ،‬ولهذا جاء فممي مطالب‬ ‫أولي النهى (‪ " :)18‬وعلم منه ‪ :‬أنه ل يصح الوقف من نحو مكاتب ‪،‬‬ ‫ول سفيه ‪ ،‬ول وقف نحو الكلب والخمر‪."...‬‬ ‫وقولهمم ‪" :‬المنتفمع بمه " ‪ :‬أي سمواء كان النتفاع بمه فمي الحال ‪،‬‬ ‫أم ل كعبممد صممغير ‪ ،‬وخرج بذلك ‪ :‬ممما ل يمكممن النتفاع بممه نحممو‬ ‫الحمار الزمن الذي ل يرجى برؤه ‪.‬‬ ‫وقولهممم ‪ " :‬مممع بقاء عينممه " ‪ :‬أي ولو مدة قصمميرة أقلهمما زمممن‬ ‫يقابمل بأجرة ‪ ،‬وخرج بمه ‪ :‬مما ل ينتفمع بمه إل بذهاب عينمه كشمعمة‬ ‫للوقود وريحان مقطوع للشمم وطعام للكمل ‪ ،‬فل يصمح وقمف شيمء‬ ‫من ذلك ؛ لنه ل يمكن النتفاع به إل مع ذهاب عينه (‪. )19‬‬ ‫وقولهمم ‪ " :‬بقطمع تصمرف الواقمف وغيره فمي رقبتمه " ‪ :‬متعلق‬ ‫بتحمبيس على أنمه تمبيين له ‪ ،‬أي ‪ :‬إمسماك المال عمن أسمباب التملكات‬ ‫بقطع تصرف واقفه وغيره في رقبته بشيء من التصرفات (‪. )20‬‬ ‫وقولهممم ‪" :‬بصممرف ريعممه" ‪ :‬أي غلّة المال وثمرتممه ونحوهمما ‪،‬‬ ‫بسبب تحبيسه(‪.)21‬‬ ‫وقولهمم ‪ " :‬إلى جهمة برّ " ‪ :‬هذا معنمى قولهمم " وتسمبيل المنفعمة‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪7‬‬

‫" أي إطلق فوائد العيممن الموقوفممة مممن غلّة وثمرة وغيرهمما للجهممة‬ ‫المعينة(‪. )22‬‬ ‫والمراد بجهمة البرّ ‪ :‬مما عدا الحرام ‪ ،‬ولذلك عمبر بعمض الفقهاء‬ ‫بقولهم ‪" :‬على مصرف مباح " (‪ ، )23‬فيخرج به المصرف الحرام ‪،‬‬ ‫وزاد بعضهممم كلمممة "موجود" فقال " على مصممرف مباح موجود"‬ ‫(‪ ، )24‬واشتراط كونممه موجوداً مسممألة خلفيممة(‪ ، )25‬ولهذا ذكممر أبممو‬ ‫الضياء ‪ :‬أن الولى حذف كلمممة " موجود " ليتأتممى التعريممف على‬ ‫كل القولين (‪. )26‬‬ ‫وقولهممممم ‪ " :‬تقرباً إلى ال تعالى " ‪ ،‬أي لجممممل التقرب إلى ال‬ ‫(‪)27‬‬ ‫تعالى ‪ ،‬وإن لم يظهممر فيممه قصممد القربممة كالوقممف على الغنياء‬ ‫تودداً ‪ ،‬أو على أولده خشيمة بيعمه بعمد موتمه وإتلف ثمنمه ممن غيمر‬ ‫أن يخطممر القربممة بباله ‪ ،‬بممل قممد يخطممر بباله القصممد المحرم كأن‬ ‫يسمتدين حتمى يسمتغرق الديمن ماله ‪ ،‬وهمو ممما يصمح وقفمه فيخشمى أن‬ ‫يحجممر عليممه ويباع ماله فمي الديمن فيقفممه ‪ ،‬ليفوت على رب الديممن ‪،‬‬ ‫ويكون وقفاً لزماً‪ ،‬لكونه قبل الحجر عليه مطلق التصرف في ماله‬ ‫لكنمه آثمم بذلك‪ ،‬ومنهمم مَنْم يقمف على مما ل يقمع عليمه غالباً إل قربمة‬ ‫كالمساكين والمساجد‪ ،‬قاصدًا بذلك الرياء‪ ،‬فإنه يلزم ول يثاب عليه؛‬ ‫لنه لم يبتغ به وجه ال تعالى"(‪.)28‬‬ ‫التعريف الثاني ‪:‬‬

‫هممو حبممس العيممن على حكممم ملك ال تعالى فيزول ملك الواقممف‬ ‫عنمممه إلى ال تعالى على وجمممه تعود منفعتمممه على العباد ‪ ،‬فيلزم ول‬ ‫يباع‪ ،‬ول يوهب‪ ،‬ول يورث‪.‬‬ ‫وإلى هذا التعريف ذهب أبو يوسف ومحمد صاحبا أبي حنيفة ‪،‬‬ ‫وهو المذهب عند الحنفية (‪. )29‬‬ ‫والمعوّل والفتوى على قولهما (‪. )30‬‬ ‫التعريف الثالث ‪:‬‬

‫هممو حبممس العيممن على ملك الواقممف والتصممدق بمنفعتهمما ‪ ،‬أو‬ ‫صرف منفعتها على من أحب ‪.‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪8‬‬

‫وإلى هذا القول ذهب المام أبو حنيفة ‪-‬رحمه ال تعالى‪. )31( -‬‬ ‫قوله ‪ " :‬على ملك الواقممف " ‪ :‬إذ عنممد أبممي حنيفممة ‪ :‬أن الرقبممة‬ ‫ملك الواقمف حقيقمة فمي حياتمه ‪ ،‬وملك لورثتمه بعمد وفاتمه بحيمث يباع‬ ‫ويوهب ‪ ،‬بخلف ما عليه الصاحبان (‪. )32‬‬ ‫التعريف الرابع ‪:‬‬

‫إعطاء منفعممة شيممء مدة وجوده لزماً بقاؤه فممي ملك معطيممه ‪،‬‬ ‫ولو تقديراً‪.‬‬ ‫‪33‬‬ ‫وهذا تعريف ابن عرفة ‪ ،‬وعليه كثير من المالكية ( ) ‪.‬‬ ‫فقوله ‪ " :‬إعطاء منفعة " قيد أخرج عطية الذات ‪ ،‬فإنها إما هبة‬ ‫‪ ،‬أو صدقة(‪. )34‬‬ ‫قوله ‪ " :‬مدة وجوده " أي الموقوف ‪.‬‬ ‫وفي الفواكه الدواني (‪ " : )35‬خلف المعتمد ‪ ،‬أو أنه بنى تعريفه‬ ‫على الغالب‪ ،‬فل ينافمي أنمه يصمح الوقمف مدة ممن الزمان ‪ ،‬ويصمير‬ ‫الذي كان موقوفاً ملكا"‪.‬‬ ‫قوله ‪ " :‬لزماً بقاؤه في ملك معطيه " قيد خرج به العبد المخدم‬ ‫حياتممه يموت قبممل موت ربممه ‪ ،‬لعدم لزوم بقائه فممي ملك معطيممه ؛‬ ‫لجواز بيعه برضاه مع معطاه ‪.‬‬ ‫قوله ‪ " :‬ولو تقديرا " يحتمل ‪ :‬ولو كان الملك تقديرا كقوله ‪ :‬إن‬ ‫ملكت دار فلن فهي حبس ‪.‬‬ ‫ويحتممممل ‪ :‬ولو كان العطاء تقديرا كقوله ‪ :‬داري حبمممس على‬ ‫من سيكون(‪. )36‬‬ ‫وأقرب التعاريف هو الول ؛ إذ هو أجمع التعاريف وأمنعها ‪.‬‬ ‫وأما التعريف الثاني ‪ :‬ففيه زيادة حكم الوقف ‪.‬‬ ‫وأمما الثالث ‪ :‬ففيمه الرجوع عمن الوقمف ‪ ،‬وهمو مخالف لمقتضمى‬ ‫الوقف ‪.‬‬ ‫وأما التعريف الرابع ‪ :‬فقد تطرق إليه الحتمال في قوله ‪ " :‬ولو‬ ‫تقديراً "‪.‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬تعريف الجامعات لغة ‪:‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪9‬‬

‫الغمل يجممع اليديمن إلى العنمق ‪ .‬والمراد بهما ‪ :‬مجموعمة معاهمد‬ ‫علمية تسمى كليات تدرس فيها الداب ‪ ،‬والفنون والعلوم (‪.)37‬‬ ‫ثالثاً ‪ :‬تعريف تنمية الموارد ‪:‬‬ ‫نممما الشيممء نماء ونمواً ‪ :‬زاد وكثممر ‪ ،‬والموارد ‪ :‬جمممع مورد ‪،‬‬ ‫ويطلق على معان منها ‪ :‬المنهل ‪ ،‬والطريق ‪ ،‬ومصدر الرزق(‪.)38‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪10‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬أدلة مشروعية الوقف‬ ‫دل على شرعية الوقف ‪ :‬الكتاب ‪ ،‬والسنة ‪ ،‬والجماع ‪.‬‬ ‫فمن القرآن ‪:‬‬

‫قوله تعالى ‪  :‬لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ‪. )39( ‬‬ ‫وجمه الدللة ‪ :‬أن ممما يدخمل فمي نيمل البر الوقمف بدليمل أن أبما‬ ‫طلحة (‪ )40‬لما سمعها بادر إلى وقف أحب أمواله إليه ‪ ،‬وهي بيرحاء‬ ‫ حديقة مشهورة ‪ . -‬فدل على مشروعية الوقف‪.‬‬‫قوله تعالى ‪  :‬ومممما يفعلوا ممممن خيمممر فلن يكفروه وال عليمممم‬ ‫بالمتقين(‪.)41‬‬ ‫‪‬‬ ‫وجه الدللة ‪ :‬أن مما يدخل في فعل الخير الوقف‪.‬‬ ‫(‪)42‬‬ ‫وقوله تعالى ‪  :‬إنا نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم ‪‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وجممه الدللة ‪ :‬أن مممن آثار الموتممى التممي تكتممب لهممم ويؤجرون‬ ‫عليها الوقف فدل على مشروعية الوقف(‪.)43‬‬ ‫ومن السنة ‪:‬‬

‫‪ - 1‬ما رواه ابن عمر رضي ال عنهما قال ‪ " :‬أصاب عمر بخيبر‬ ‫أرضما فأتمى النمبي فقال ‪ " :‬أصمبت أرضاً لم أصمب مالً قمط‬ ‫أنفممس منممه ‪ ،‬فكيممف تأمرنممي بممه؟ قال ‪ :‬إن شئت حبّسممت أصمملها‬ ‫وتصدّقت بها ‪ .‬فتصدق عمر أنه ل يباع أصلها ول يوهب ‪ ،‬ول‬ ‫يورث ‪ ،‬فمي الفقراء والقربمى والرقاب وفمي سمبيل ال والضيمف‬ ‫وابمن السمبيل ل جناح على ممن وليهما أن يأكمل منهما بالمعروف ‪،‬‬ ‫أو يطعم صديقاً غير متمول فيه " (‪. )44‬‬ ‫‪ - 2‬مما رواه أبمو هريرة ‪-‬رضمي الّ عنمه‪ -‬أن رسمول ال قال ‪" :‬‬ ‫إذا مات النسممان انقطممع عمله إل مممن ثلث ‪ :‬إل مممن صممدقة‬ ‫جارية ‪ ،‬أو علم ينتفع به‪ ،‬أو ولد صالح يدعو له " (‪. )45‬‬ ‫وجمه الدللة ‪ :‬أن الصمدقة الجاريمة محمولة عنمد العلماء على‬ ‫الوقف ‪ ،‬دون نحو الوصية بالمنافع المباحة لندرتها ‪.‬‬ ‫قال النووي ‪-‬رحمممه ال تعالى‪ " : -‬وفيممه دليممل لصممحة أصممل‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪11‬‬

‫الوقف ‪ ،‬وعظيم ثوابه " (‪. )46‬‬ ‫أما الجماع ‪:‬‬

‫فقممممد قال القرطممممبي ‪-‬رحمممممه الّ‪ " : -‬إن المسممممألة إجماع مممممن‬ ‫الصممحابة ‪ ،‬وذلك أن أبمما بكممر‪ ،‬وعممممر‪ ،‬وعثمان‪ ،‬وعلياً‪ ،‬وعائشمممة‪،‬‬ ‫وفاطمممة‪ ،‬وعمرو بممن العاص‪ ،‬وابممن الزبيمممر‪ ،‬وجابراً‪ ،‬كلهمممم وقفوا‬ ‫الوقاف ‪ ،‬وأوقافهم بمكة والمدينة معروفة مشهورة " (‪.)47‬‬ ‫وقال جابر ‪-‬رضي ال عنه‪ " : -‬لم يكن أحد من أصحاب النبي‬ ‫ذو مقدرة إل وقف " (‪. )48‬‬ ‫وقال ابن هبيرة ‪-‬رحمه الّ‪ " :-‬اتفقوا على جواز الوقف " (‪. )49‬‬ ‫وقال الشافعممي ‪-‬رحمممه الّ‪ -‬فممي القديممم ‪ " :‬بلغنممي أن ثمانيممن‬ ‫صحابياً من النصار تصدقوا بصدقات محرمات " ‪.‬‬ ‫والشافعممي ‪-‬رحمممه الّ‪ -‬يسمممي الوقاف ‪ :‬الصممدقات المحرمات‬ ‫(‪. )50‬‬ ‫وقال الترمذي ‪-‬رحمممه الّ‪ " :-‬والعمممل على هذا عنممد أهممل العلم‬ ‫ممن أصمحاب النمبي وغيرهمم ل نعلم بيمن المتقدميمن منهمم فمي ذلك‬ ‫اختلفاً في إجازة وقف الرضين وغير ذلك " (‪. )51‬‬ ‫وقال البغوي ‪-‬رحمممه الّ‪ " :-‬والعمممل على هذا عنممد عامممة أهممل‬ ‫العلم من أصحاب النبي ومن بعدهم من المتقدمين لم يختلفوا في‬ ‫إجازة وقمممف الرضيمممن وغيرهممما ممممن المنقولت ‪ ،‬وللمهاجريمممن‬ ‫والنصممار أوقاف بالمدينممة وغيرهمما ‪ ،‬لم ينقممل عممن أحممد منهممم أنممه‬ ‫أنكره‪ ،‬ول عن واقف أنه رجع عما فعله لحاجة وغيرها "(‪.)52‬‬ ‫وقال ابمن حزم ‪-‬رحممه الّ‪ " :-‬وسمائر الصمحابة جملة صمدقاتهم‬ ‫بالمدينة أشهر من الشمس ل يجهلها أحد " (‪. )53‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪12‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬أقسام الوقف ‪ ،‬وأهدافه‬ ‫أقسام الوقف ‪:‬‬

‫لم يكمممن المتقدمون يفرقون فمممي التسممممية بيمممن مممما وقمممف على‬ ‫الذريمة ‪ ،‬ومما وقمف على غيرهمم ممن جهات البر ‪ ،‬بمل الكمل يسممى‬ ‫عندهم وقفاً‪ ،‬أو حبساً‪ ،‬أو صدقة‪.‬‬ ‫إل أن المتأخريممن مالوا إلى التمييممز بيممن ممما وقممف على الذريممة‬ ‫والهل‪ ،‬وبين ما وقف ابتداءً على جهة من جهات البر ‪ ،‬كالفقراء ‪،‬‬ ‫أو طلبة العلم‪ ،‬أو المشافي‪ ،‬أو دور العلم‪.‬‬ ‫فأطلقوا على الول ‪ :‬وصمف الوقمف الذري ‪ -‬أو الهلي ‪ -‬وعلى‬ ‫الثاني‪ :‬وصف الوقف الخيري (‪. )54‬‬ ‫وحقيقممة المممر أن الوقممف شامممل لكل المسممميين شمول النوع‬ ‫لفراده ‪ ،‬فالوقمف سمواء كان على الهمل‪ ،‬أو على سمائر جهات البر‪،‬‬ ‫فيه معنى الخير‪ ،‬والحسان‪ ،‬والصدقة ‪ ،‬ل فرق ‪.‬‬ ‫أهداف الوقف ‪:‬‬

‫يحقق الوقف باعتباره عملً من أعمال البر والخير التي يؤديها‬ ‫المسمملم بمحممض إرادتممه واختياره هدفيممن‪ ،‬أحدهممما عام‪ ،‬والخممر‬ ‫خاص‪.‬‬ ‫أما الهدف العام ‪ :‬فإن الشارع قد أوجب على المسلمين التعاون‪،‬‬ ‫والتكاتممف والتراحممم‪ ،‬وقممد شبممه النممبي المسمملمين " فممي توادهممم‬ ‫وتراحمهم‪ ،‬وتعاطفهم بالجسد‪ ،‬إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر‬ ‫الجسد بالسهر والحمى" (‪. )55‬‬ ‫ول شممك أن مممن أهممم نواحممي اختبار المسمملم فممي هذا المجال ‪،‬‬ ‫جانممب النفاق فممي سممبيل ال ‪ ،‬خدممممة للجماعمممة ‪ ،‬وقياماً بواجممب‬ ‫النصرة ‪.‬‬ ‫وأوجمه النفاق كثيرة ومتنوعمة ‪ ،‬ول شمك أن ممن أهمهما تحمبيس‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪13‬‬

‫عين ذات نفع دائم‪ ،‬وتسبيل هذا النفع ‪.‬‬ ‫إذ يمتاز عن غيره من أوجه البر بميزة الديمومة التي بها يحفظ‬ ‫لكثيمر ممن الجهات العاممة حياتهما ‪ ،‬ويسماعد كثيراً ممن زوايما المجتممع‬ ‫على اسمتمرارها ‪ ،‬ممما يضممن لكثيمر ممن طبقات الممة لقممة العيمش‬ ‫عند انصراف الزمن ‪.‬‬ ‫قال الدهلوي فمي مجال تمبيان محاسممن الوقمف ‪ ... " :‬وفيممه مممن‬ ‫المصممالح التممي ل توجممد فممي سممائر الصممدقات ‪ ،‬فإن النسممان ربممما‬ ‫يصرف في سبيل ال مالً كثيراً ثم يفنى ‪ ،‬فيحتاج أولئك الفقراء تارة‬ ‫أخرى ‪ ،‬ويجيممء أقوام آخرون مممن الفقراء فيبقون محروميممن ‪ ،‬فل‬ ‫أحسن ول أنفع للعامة من أن يكون شيء حبساً للفقراء وابن السبيل‬ ‫يصرف عليهم منافعه ‪ ،‬ويبقى أصله "(‪. )56‬‬ ‫وقال أبو زهرة ‪ " :‬وإن الوقف الذي يكون فيه حبس العين على‬ ‫حكممم ال تعالى والتصممرف بالثمرة على جهات البر ‪ ،‬هممو نوع مممن‬ ‫الصمدقات الجاريمة بعمد وفاة المتصمدق ‪ ،‬يعمم خيرهما ويكثمر برهما ‪،‬‬ ‫وتتضافممر بهمما الجماعات فممي مممد ذوي الحاجات‪ ،‬وإقامممة المعالم ‪،‬‬ ‫وإنشاء دور الخيمر ‪ ،‬ممن مسمتشفى جاممع يطمب أدواء الناس‪ ،‬ونزل‬ ‫يؤوي أبناء السمبيل ‪ ،‬وملجيمء تؤوي اليتاممى ‪ ،‬وتقمي الحداث شمر‬ ‫الضياع ‪ ،‬فيكونوا قوة عاملة ‪ ،‬ول يكونوا قوة هادمة (‪. )57‬‬ ‫أممما الهدف الخاص ‪ :‬فإن الوقممف يؤدي دوراً مهماً فممي تحقيممق‬ ‫رغبمة خاصمة‪ ،‬ممما همو مغروس فمي الطبيعمة البشريمة‪ ،‬فإن النسمان‬ ‫يدفعه إلى فعل الخير دوافع عديدة‪ ،‬ل تخرج في مجملها عن مقاصد‬ ‫الشريعة وغاياتها ‪ .‬ومن أهم ذلك ما يلي‪:‬‬ ‫‪ - 1‬الدافمع الديني ‪ :‬للعمل لليوم الخمر ‪ ،‬فيكون تصمرفه بهذا الشكمل‬ ‫نتيجة من نتائج الرغبة في الثواب ‪ ،‬أو التكفير عن الذنوب ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الدافمع الغريزي ‪ :‬حيمث تدفمع النسمان غريزتمه إلى التعلق بمما‬ ‫يملك‪ ،‬والعتزاز بمه ‪ ،‬والحفاظ على مما تركمه له آباؤه وأجداده ‪،‬‬ ‫فيخشمى على مما وصمل إليمه ممن ذلك‪ ،‬ممن إسمراف ولد‪ ،‬أو عبمث‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪14‬‬

‫قريممب‪ ،‬فيعمممل على التوفيممق بيممن هذه الغريزة ‪ ،‬وبيممن مصمملحة‬ ‫ذريتمه بحبمس العيمن عمن التملك والتمليمك ‪ ،‬وإباحمة المنفعمة ‪ ،‬ول‬ ‫يكون ذلك إل في معنى الوقف أو ما في معناه ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الدافع الواقعي ‪ :‬المنبعث من واقع الواقف ‪ ،‬وظروفه الخاصة‬ ‫حيمن يجمد النسمان نفسمه فمي وضمع غيمر مسمؤول تجاه أحمد ممن‬ ‫الناس ‪ ،‬كأن يكون غريباً فممي مواطمممن ملكممه ‪ ،‬أو غريباً عممممن‬ ‫يحيمط بمه ممن الناس ‪ ،‬أو يكون منهمم إل أنمه لم يخلف عقباً ‪ ،‬ولم‬ ‫يترك أحداً يخلفمه فمي أمواله شرعاً ‪ ،‬فيضطره واقعمه هذا إلى أن‬ ‫يجعل أمواله في سبيل الخير بالتصدق بها في الجهات العامة ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬الدافمممع العائلي ‪ :‬حيمممث تغلب العاطفمممة النسمممبية على الرغبمممة‬ ‫والمصلحة الشخصية‪ ،‬فيندفع الواقف بهذا الشعور إلى أن يؤمن‬ ‫لذريته مورداً ثابتاً‪ ،‬صيانة لهم عند الحاجة والعوز ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬الدافمع الجتماعمي ‪ :‬الذي يكون نتيجمة لشعور بالمسمؤولية تجاه‬ ‫الجماعمة ‪ ،‬فيدفعمه ذلك إلى أن يرصممد شيئاً ممن أمواله على هذه‬ ‫الجهة مسهماً في إدامة مرفق من المرافق الجتماعية (‪. )58‬‬ ‫على أن تحقيمق هذه الغراض إنمما يجيمء تبعاً لوضمع الشارع‬ ‫وغرضمه ‪ ،‬فهذه الهداف تحمث على فعمل الخيمر ‪ ،‬والتصمدق فمي‬ ‫وجوه البر ‪ ،‬وهذا داخل في إطار المطلب الشرعي العام ‪.‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫المبحث الول ‪ :‬الوقف على العلم‬ ‫وفيه ثلثة مطالب ‪:‬‬ ‫شرعيته عند الفقهاء‪.‬‬ ‫المطلب‬ ‫الول ‪:‬‬

‫الوقف على دور العلم ‪.‬‬

‫المطلب‬

‫الوقف على المكتبات ‪.‬‬

‫الثاني ‪:‬‬ ‫المطلب‬ ‫الثالث ‪:‬‬

‫‪15‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪16‬‬

‫المطلب الول ‪ :‬شرعيته عند الفقهاء‬ ‫الوقف على العلم ‪ ،‬وما يتعلق به من إنشاء المدارس ‪ ،‬والمعاهد‬ ‫‪ ،‬والجامعات‪ ،‬والمكتبات ‪ ،‬وصرف الرواتب على الطلبة والمعلمين‬ ‫مما ل خلف فيه بين الفقهاء‪.‬‬ ‫فالنفاق على العلم ممن النفاق فمي سمبيل الّ وطرق الخيرو البر‬ ‫‪ ،‬إذ هو من أعظم جهات البر ‪ ،‬وقد جعل بعض العلماء النفاق على‬ ‫العلم يعدل النفاق على الجهاد فمي سمبيل الّ ‪ ،‬لمما روى أنمس رضمي‬ ‫الّ عنمه أن النمبي قال ‪ " :‬ممن خرج فمي طلب العلم فهمو فمي سمبيل‬ ‫الّ حتممى يرجممع " (‪ ، )59‬ولن الجهاد جهادان ‪ :‬جهاد بالعلم والبيان‪،‬‬ ‫وكان هذا جهاده في المرحلة المكية ‪.‬‬ ‫وجهاد بالسمميف والسممنان ‪ ،‬وهذا جهاده فممي المرحلة المدنيممة‬ ‫مع الجهاد السابق ‪.‬‬ ‫قال ابمن نجيمم ‪-‬رحممه الّ‪ ... " :-‬فعلى هذا إذا وقمف على طلبمة‬ ‫علم بلدة كذا يجوز‪. )60("...‬‬ ‫قال ابممن عابديممن ‪-‬رحمممه الّ‪ " :-‬مطلب فممي حكممم الوقممف على‬ ‫طلبمة العلم ‪ ...‬قوله ‪ :‬وإن على طلبمة العلم ‪ :‬ظاهره ‪ :‬صمحة الوقمف‬ ‫عليهم ‪. )61( " ...‬‬ ‫وقال الخرشممي ‪-‬رحمممه الّ‪ " :-‬ويتأبممد الوقممف إذا قال تصممدقت‬ ‫على الفقراء والمسماكين‪ ،‬أو على المسماجد ‪ ،‬أو طلبمة العلم ومما أشبمه‬ ‫ذلك ‪. )62( " ...‬‬ ‫وقال النووي ‪-‬رحممممه الّ‪ " :-‬وإن وقمممف على جهمممة معصمممية‬ ‫كعمارة الكنائس فباطمممممل‪ ،‬أو جهمممممة قربمممممة كالفقراء‪ ،‬والعلماء ‪،‬‬ ‫والمساجد‪ ،‬والمدارس صح " (‪. )63‬‬ ‫وفممممي مغنممممي المحتاج ‪ " :‬والمراد بالعلماء ‪ :‬أصممممحاب علوم‬ ‫الشرع " (‪. )64‬‬ ‫وفممي كشاف القناع ‪ " :‬الشرط الثانممي ‪ :‬أن الوقممف على بر ‪...‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪17‬‬

‫كالفقراء والمسمماكين والغزاة والعلماء والمتعلميممن وكتابممة القرآن ‪...‬‬ ‫والمساجد والمدارس‪. )65("...‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪18‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الوقف على دور العلم‬ ‫وفيه ثلثة أمور ‪:‬‬

‫المر الول ‪ :‬الوقف على الزهر‬ ‫يعتممبر الزهممر مممن أهممم المدارس العلميممة الشرعيممة فمي تاريممخ‬ ‫السمملم ‪ ،‬إذ عاش الزهممر يؤدي رسممالته فممي نشممر العلم وخدمممة‬ ‫العلماء وطلب العلم أكثمر ممن ألف عام(‪ ، )66‬والذي ضممن للزهمر‬ ‫هذا السممتمرار بتوفيممق مممن الّ هممو الوقممف السمملمي الذي دعمممه‬ ‫اقتصمادياً ‪ ،‬وحماه ممن انقلبات الدول ‪ ،‬وكفاه شمر المحمن المتعاقبمة‬ ‫على مدى تاريخه الطويل ‪.‬‬ ‫فالعامممل القتصممادي الذي شكممل قاعدة اقتصممادية ارتكممز عليهمما‬ ‫الزهممر طوال تاريخممه الطويممل ‪ ،‬اعتماداً على الوقاف السمملمية‬ ‫التممممي يرصممممدها أهممممل البذل مممممن الحكام والثرياء ‪ ،‬كان ضامناً‬ ‫للستمرارية في أداء رسالته‪.‬‬ ‫ففمي العصمر الفاطممي توجمد عدة وثائق ونصموص تُلقمي ضوءاً‬ ‫على الموارد الولى للزهمممر ‪ ،‬وأولى هذه الوثائق وأهمهممما سمممجل‬ ‫صدر عن الحاكم بأمر الّ بن العزيز بالّ في رمضان سنة ‪400‬هم‬ ‫ويوقمف فيمه بعمض أملكمه ممن دور وحوانيمت ومخازن ‪ ،‬لينفمق ممن‬ ‫ريعهمما على الجامممع الزهممر ‪ ،‬والجامممع الحاكمممي‪ ،‬وجامممع براشدة‪،‬‬ ‫وجامممع المقدس‪ ،‬ودار العلم بالقاهرة ‪ ،‬ويفرد فيممه لكممل منهمما نصمميباً‬ ‫خاصاً ويفصل وجوه النفقة فيها ‪.‬‬ ‫ومممن ذلك فيممما يختممص بالجامممع الزهممر ‪ ،‬رواتممب الخطيممب‬ ‫والمشرف والئمة ‪ ،‬وما ينفق على فرش الجامع وتأثيثه وإنارته من‬ ‫الحصممرو القناديممل والزيممت ‪ ،‬وعلى إصمملحه وتنظيفممه ‪ ،‬وإمداده‬ ‫بالماء وغيمر ذلك ممن وجوه النفاق ‪ ،‬وقمد فصمل ذلك تفصميلً شاملً‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪19‬‬

‫في وثيقة كاملة أثبتها المقريزي بنصها في خططه (‪. )67‬‬ ‫وتعمد هذه أول وثيقمة لوقفيمة صمدرت عمن أحمد خلفاء الفاطمييمن‬ ‫ورتبممت للزهممر بعممض النفقات ‪ ،‬وينقممل المقريزي عممن المسممبحي‬ ‫( مؤرخ الدولة الفاطمية) في حوادث سنة ‪405‬هم في عصر الحاكم‬ ‫بأممر الّ أيضًا أنمه قُرىء فمي شهمر صمفر سمجل بتحمبيس عدة ضياع‬ ‫وغيرهمممممما على القرّاء والفقهاء والمؤذنيممممممن بالجامممممممع‪ ،‬وأرزاق‬ ‫المسممتخدمين " ويفهممم مممن الشطممر الول مممن هذا النممص بأن القرّاء‬ ‫والساتذة بالزهر كانوا من المنتفعين بموارد العيان المحبوسة في‬ ‫هذا‬ ‫السجل"(‪.)68‬‬

‫أنواع الوقاف على الزهر ‪:‬‬ ‫كانمت الوقاف التمي تحبمس على الزهمر إمما أن تكون للزهمر‬ ‫بصفة عامة ‪ ،‬وذلك مثل الوقفية السالفة التي أوقفها الحاكم بأمر الّ‬ ‫فمي سمنة ‪400‬همم ‪ ،‬وإمما أن تخصمص للروقمة المختلفمة بالزهمر أو‬ ‫لساتذة المذاهب الربعة ‪ ،‬أو للنفاق على تدريس مادة معينة ‪ ،‬ول‬ ‫سيما علوم القرآن والحديث ‪.‬‬ ‫وقمممد ظلت هذه الموارد الخاصمممة تنممممو على ممممر العصمممور ‪،‬‬ ‫وتوالت أوقاف أهممل البذل مممن السمملطين والمراء والكممبراء على‬ ‫الجاممع الزهمر خلل العصمور ‪ ،‬وكان الحكام يعززونهما جيلً بعمد‬ ‫جيل ‪.‬‬ ‫وقمممد اسمممتمرت هذه الموارد تزداد شيئاً فشيئاً حتمممى تضخممممت‬ ‫وبلغممت الوقاف المصممرية العامممة طبقاً لحصمماء سممنة ‪1812‬م (‬ ‫‪1227‬همم) ‪ 600.000‬فدان أي أنهما كانمت تزيمد على خممس جميمع‬ ‫الراضمي المصمرية ‪ ،‬لن إحصماء جميمع الراضمي المصمرية سمنة‬ ‫‪1813‬م بلغممممت فيممممه مسمممماحة الراضممممي المصممممرية كلهمممما (‬ ‫‪2.500.000‬فدان) (‪. )69‬‬ ‫وكانممت الدولة تُعيّمن ناظراً على أوقاف الزهممر مممن المماليممك‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪20‬‬

‫يتولى الشراف على أوقاف الزهممممر وإدارتهمممما والصممممرف على‬ ‫الزهمر فمي العصمر المملوكمي والعصمر العثمانمي وشيئاً فشيئاً تدخمل‬ ‫العلماء إلى أن أصبحوا يتولون النظارة على أوقاف الزهر ‪ ،‬وعلى‬ ‫كثيمر ممن الوقاف الخاصمة بالمسماجد والمدارس والسمبلة وخاصمة‬ ‫في نهاية العصر العثماني ‪.‬‬ ‫وكانمت تلك الوقاف مصمدر قوة للجاممع الزهمر وقمد حققمت له‬ ‫ل ذاتياً عممن التأثرات السممياسية ‪ ،‬والمذهبيممة‪ .‬فلم يعرف عنممه‬ ‫اسممتقل ً‬ ‫طوال عصمموره شيئاً مممن ذلك ‪ ،‬بممل عاش علماء الزهممر وطلبممه‬ ‫معززيمممن مكرميمممن‪ ،‬بمنأى عمممن الخضوع لحمممد‪ ،‬ومارس علماؤه‬ ‫حريممة مطلقممة فممي اختيار الدراسممات والبحوث والموضوعات التممي‬ ‫تلقمى على الطلب ‪ ،‬وفمي انتقاء الكتمب التمي يقرؤهما المشايمخ عليهمم‬ ‫دون إشراف من أحد‪ ،‬أو توجيه منه‪.‬‬ ‫جهود العلماء في الحفاظ على موارد الزهر ‪:‬‬

‫تصمدى علماء الزهمر لكمل ممن أراد المسماس بأوقاف الزهمر‬ ‫وأرزاق العلماء‪ ،‬فعندما كثرت الوقاف أراد بعض الحكام الستيلء‬ ‫عليهمما‪ ،‬فقممد أراد السمملطان (الظاهممر برقوق) نقممض كممل مما أرصممده‬ ‫الملوك على المسماجد والمدارس والسمبلة وغيرهما ممن وجوه البر‪،‬‬ ‫وقال إن هذه الراضي أخذت بالحيلة من بيت المال‪ ،‬وقد استوعبت‬ ‫ل مممن العلماء لخممذ‬ ‫نصمف أراضمي الدولة‪ ،‬وعقممد لذلك مجلسماً حاف ً‬ ‫الرأي والفتوى فممي هذا المممر‪ ،‬وحضممر هذا المجلس الشيممخ (أكمممل‬ ‫الدين) شيخ الحنفية في عصره‪ ،‬والشيخ (سراج الدين عمر البلقيني)‬ ‫‪ ،‬والشيخ (البرهان ابن جماعة) وغيرهم من علماء العصر ‪ .‬فاتفقوا‬ ‫على أن ما أرصمده الملوك والمراء من رزق يخرج من بيت المال‬ ‫ل سبيل إلى نقضه " وانفصل المجلس على هذا(‪. )70‬‬ ‫وفممي سممنة ‪1121‬هممم تصممدى علماء المذاهممب الربعممة للوالي‬ ‫التركمي إبراهيممم باشما القبودان ‪ ،‬لنممه أراد نقممص مما أرصممده أكابر‬ ‫مصمر على الزوايما والمسماجد والمدارس‪ ،‬وأعلنوا فتواهمم فمي جرأة‬ ‫بأنممه ل يجوز نقممض ممما حبسممه أهممل البر مممن الراضممي والعقارات‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪21‬‬

‫والرزاق حيمث كان المُرصمد عليهمم ممن العلماء ‪ ،‬والفقراء واليتام‬ ‫وطلبة العلم ‪.‬‬ ‫وفممي الفتوى ‪ :‬أن العالم والفقيممه وطالب العلم يسممتحقون أرزاقاً‬ ‫ممممن بيمممت المال‪ ،‬وإن كانوا أغنياء ؛ لنهمممم فرغوا أنفسمممهم لنفمممع‬ ‫المسملمين فمي المسمتقبل‪ ،‬وكذلك ممن يعلم الناس القرآن لتفريغمه نفسمه‬ ‫لتعليم الناس ‪.‬‬ ‫وكان فمي مقدممة هؤلء العلماء الذيمن تصمدوا لهذه الفتوى الشيمخ‬ ‫علي بمن السميد علي الحسميني الحنفمي‪ ،‬والشيمخ علي العقدي الحنفمي‬ ‫والشيممخ أحمممد النفراوي المالكممي‪ ،‬والشيممخ محمممد شنممن المالكممي ‪،‬‬ ‫والشيخ أحمد الشرقي شيخ رواق المغاربة بالزهر ‪ ،‬والشيخ محمد‬ ‫الزرقانممي شارح الموطممأ ‪ ،‬والشيممخ عبممد الباقممي القليممبي المالكممي‪،‬‬ ‫والشيخ عبد ربه الديوي الشافعي‪ ،‬والشيخ منصور المنوفي‪ ،‬والشيخ‬ ‫محمد الحمدي الشافعي‪ ،‬والشيخ أحمد المقدسي الحنبلي‪.‬‬ ‫وقممد كتمب هؤلء العلماء السممالفين فتواهممم على طريقممة السممؤال‬ ‫والجواب‪ ،‬وعقدوا اجتماعاً فممي بيممت "قيطاس بممك الغفاري" حينئذٍ‬ ‫وحضمر الجتماع جممع غفيمر ممن أكابر مصمر وحكامهما وعلمائهما‬ ‫وغيرهم ‪ ،‬وقرأ عليهم هذه الفتاوى الشيخ عيسى الصفتي فاستحسنها‬ ‫الحاضرون ‪ ،‬ثمم أرسملوها إلى الوالي التركمي إبراهيمم باشما المذكور‬ ‫فعانمممد فمممي ذلك ‪ ،‬فكتمممب العلماء والكابر عريضمممة إلى السممملطان‬ ‫وأرسلوا معها هذه الفتاوى إلى السلطان أحمد خان الخليفة العثماني‪،‬‬ ‫فأممر بكتابمة خمط شريمف بإبقاء الرصمادات والمرتبات على مما همي‬ ‫عليه من غير نقض ول إبرام ‪ ،‬وأرسلت تلك الوامر السلطانية إلى‬ ‫مصر‪ ،‬وانتصر العلماء في الدفاع عن حقوقهم (‪. )71‬‬ ‫وقممد تولى بعممض العلماء النظارة على الوقاف وعلى الخممص‬ ‫قبل استيلء محمد علي باشا عليها‪.‬‬ ‫فالشيممخ عبممد الّ الشرقاوي شيممخ الزهممر (ت ‪1227‬هممم) تولى‬ ‫النظر على الوقاف التية ‪:‬‬ ‫‪ -‬وقف كل من عمرو بن العاص رضي الّ عنه ‪ ،‬وإبراهيم بن سعد‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪22‬‬

‫الحبال في ‪ 19‬من شوال سنة ‪1213‬هم ‪.‬‬ ‫ وقف علي باشا في ‪ 26‬ذي القعدة ‪1213‬هم ‪.‬‬‫ النظمر على وقف إسماعيل المعاجني في ‪ 16‬جمادي الولى سنة‬‫‪1220‬هم‪.‬‬ ‫ النظمر على وقمف شقرون المغربمي فمي ‪ 26‬ممن ربيمع الولى سمنة‬‫‪1224‬هم ‪.‬‬ ‫والشيممخ محمممد المهدي (ت ‪1230‬هممم) الذي عاصممر فترة ممما‬ ‫قبمل الحملة الفرنسمية ومما بعدهما‪ ،‬تذكمر تقاريمر النظار أنمه تولى‬ ‫النظارة على الوقاف التالية‪:‬‬ ‫ النظر على وقف نفيسة خاتون بنت حسين جروبجي في ذي القعدة‬‫سنة ‪1205‬هم ‪.‬‬ ‫ النظمر على أوقاف السملطان الغوري فمي أول ذي الحجمة سمنة‬‫‪1213‬هم ‪.‬‬ ‫ النظر على وقف السلطان برقوق وولده فرج وأتباعه في ‪ 27‬من‬‫جمادى الخر سنة ‪1214‬هم ‪.‬‬ ‫ النظمر على أوقاف الماميمن الشافعمي والليمث فمي ‪ 6‬رجمب سمنة‬‫‪1224‬هم‪.‬‬ ‫والشيمممخ محممممد الميمممر (ت ‪1232‬همممم) تولى النظمممر على‬ ‫الوقاف التالية‪:‬‬ ‫ النظر على أوقاف الجامع الزهر في ‪ 13‬رمضان سنة ‪1220‬هم‬‫‪.‬‬ ‫ النظمر على أوقاف الحرميمن الشريفيمن فمي ‪16‬ممن جمادى الخرة‬‫سنة ‪1207‬هم‪.‬‬ ‫ النظمر على وقمف القاضمي عبمد الكريمم بمن غنام ‪ ،‬وعلى زاويتمه‬‫المعروفة بالغنامية في ‪ 17‬من جمادي الولى سنة ‪1221‬هم ‪.‬‬ ‫الشيممخ محمممد أبممو النوار وفمما السممادات (ت ‪1228‬هممم) تولى‬ ‫النظر على ‪:‬‬ ‫‪ -‬وقمف الحسمين رضمي ل عنمه ‪ ،‬وابنتمه زينمب فمي جمادي الخرة‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪23‬‬

‫سنة ‪1202‬هم‪.‬‬ ‫ النظممممر على وقممممف طومان باي فممممي ‪ 25‬جمادي الخرة سممممنة‬‫‪1214‬هم ‪.‬‬ ‫والشيممخ عبدالرحمممن الجممبرتي المؤرخ (‪1240-1168‬هممم)‬ ‫تولى النظممر على وقممف زاويممة الشيممخ عبممد الكريممم المعروفممة‬ ‫بزاوية الحمدية في ‪ 24‬من محرم سنة ‪1220‬هم‪.‬‬ ‫ النظر على وقف السلطان إنيال وأحمد بن إنيال في ‪ 6‬من جمادي‬‫الخرة سنة ‪1207‬هم ‪.‬‬ ‫والشيمخ عبمد الرحممن السمجيني كان يتولى النظمر على وقمف‬ ‫المدرسمة الصمالحية (مدرسمة الصمالح نجمم الديمن أيوب بالقاهرة)‬ ‫في ‪10‬رمضان سنة ‪1208‬هم(‪.)72‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪24‬‬

‫المر الثاني ‪ :‬الوقف على الكتاتيب‬ ‫"ال ُكتّاب" ‪ :‬أقيمممم لتعليمممم الصمممبيان القراءة ‪ ،‬والكتابمممة‪ ،‬والقرآن‬ ‫وبعض العلوم العربية‪ ،‬والرياضيات‪ ،‬وقد وجدت هذه الكتاتيب قديماً‬ ‫فمي السملم ‪ ،‬وقمد ذكممر بعمض المؤرخيممن أنهما وجدت فمي عصممر‬ ‫الصمحابة رضمي الّ عنهمم‪ ،‬وكانمت ممن الكثرة بحيمث عمد ابمن حوقمل‬ ‫ثلثمائة كتاب في مدينة واحدة من مدن صقلية (‪.)73‬‬ ‫وكان "ال ُكتّاب" فمي بعمض البلدان ممن السمعة بحيمث يضمم مئات‬ ‫وآلفاً ممن الطلب‪ ،‬وممما يروى عمن أبمي القاسمم البلخمي أنمه كان له‬ ‫كتاب يتعلم بمه ثلثمة آلف تلميمذ ‪ ،‬وكان كتابمه فسميحاً جداً ولذلك كان‬ ‫أبمو القاسمم يحتاج إلى أن يركمب حماراً ليتردد بيمن طلبمه وليشرف‬ ‫على شؤونهم (‪. )74‬‬ ‫وكانت هذه الكتاتيب تمول بأموال الوقاف ‪.‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪25‬‬

‫المر الثالث ‪ :‬الوقف على المدارس‬ ‫بدأ إنشاؤهما بعمد أن اسمتقرت حركمة الفتوحات السملمية نسمبياً‪،‬‬ ‫وبعممد أن تضاعممف إقبال طلب العلم على حلقات المسمماجد ‪ ،‬وكثممر‬ ‫بناء هذه المدارس حتمى ملت مدن العالم السملمي ممن أقصماه إلى‬ ‫أقصمماه ‪ ،‬ويذكممر التاريممخ نفراً مممن أمراء المسمملمين كانممت لهممم اليممد‬ ‫الطولى فممي إنشاء المدارس فممي مختلف المصممار ‪ :‬منهممم صمملح‬ ‫الديمن اليوبمي الذي أنشمأ المدارس فمي جميمع المدن التمي كانمت تحمت‬ ‫سلطانه في مصر‪ ،‬ودمشق‪ ،‬والموصل‪ ،‬وبيت المقدس‪ ،‬ونور الدين‬ ‫الشهيمد الذي أنشمأ فمي سمورية وحدهما أربعمة عشمر معهداً ‪ ،‬ومنهمم‬ ‫نظام الملك الوزيممممر السمممملجوقي الذي مل بلد العراق وخراسممممان‬ ‫بالمدارس حتممى قيممل ‪ :‬إنممه فممي كممل مدينممة فممي العراق وخراسممان‬ ‫مدرسمة‪ ،‬وكان هذا الوزيمر كلمما وجمد فمي بلدة عالماً تميمز وتبحمر في‬ ‫العلم بنى له مدرسة ووقف عليها وقفاً ‪ ،‬وجعل فيها دار كتب ‪.‬‬ ‫وبجانممممممممممب هؤلء العظماء كان المراء والغنياء ‪ ،‬والتجار‬ ‫يتسممابقون فممي بناء المدارس والوقوف عليهمما بممما يضمممن اسممتمرار‬ ‫وإقبال الطلب على الدراسممة فيهمما وكثيرون جداً هممم الذيممن جعلوا‬ ‫بيوتهمم مدارس وجعلوا مما فيهما ممن كتمب ومما يتبعهما ممن عقار وقفاً‬ ‫على طلب العلم الدارسين فيها (‪. )75‬‬ ‫حتمى إن ابمن جمبير الرحالة الندلسمي هاله مما رأى فمي المشرق‬ ‫ممممن كثرة المدارس والغلت الوافرة التمممي تغلهممما أوقافهممما ‪ ،‬فدعممما‬ ‫المغاربة أن يرحلوا إلى المشرق لتلقي العلم (‪. )76‬‬ ‫ومما يؤكمد مما قاله ابمن جمبير مما جاء ممن قصميدة عممن مدارس‬ ‫دمشق ‪ ،‬قال فيها ناظمها ‪:‬‬ ‫ومدارس لم تأتهمممما فممممي مشكممممل‬ ‫مَممممما َأمّهمممممما مَرء يكابممممممد حيرة‬ ‫وبهممممممما وقوف ل يزال مغلهممممممما‬ ‫وأئمممممة تلقممممي الدروس وسممممادة‬

‫إل وجدت فتممممى يحممممل المشكل‬ ‫وخصممممماصة إل اهتدى وتحول‬ ‫يسممتنقذ السممرى ويغنممي العيل‬ ‫شفممممى النفوس وداؤهمممما قممممد‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫أعضل‬

‫‪26‬‬

‫(‪)77‬‬

‫ويكفمي برهاناً على كثرة أوقاف المدارس والمسماجد فمي دمشمق‬ ‫أن النووي لم يكممن يأكممل مممن فواكممه دمشممق طيلة حياتممه؛ لن أكثممر‬ ‫غوطتها وبساتينها أوقاف(‪.)78‬‬ ‫وإذا كانممت دمشممق قممد اشتهرت بكثرة مدارسممها والوقاف التممي‬ ‫حبسممت عليهممما ‪ ،‬فإن غيرهمما ممممن الحواضمممر السمملمية كبغداد ‪،‬‬ ‫وقرطبممة ‪ ،‬والكوفممة ‪ ،‬والبصممرة‪ ،‬والقيروان ‪ ،‬والقاهرة كثرت فيهمما‬ ‫المدارس ‪ .‬وكممل ذلك جاء ثمرة مممن ثمرات الموال الموقوفممة التممي‬ ‫خصصت للدراسة العلمية ‪.‬‬ ‫ويتحدث ابمن خلدون عمما شاهده فمي القاهرة ممن التطور العلممي‬ ‫والحضاري فيذكممر أن هذا التطور مرده إلى الموال الموقوفممة مممن‬ ‫أراض زراعيمممة ومبان وبيوت وحوانيمممت‪ ،‬وأن هذه الموال التمممي‬ ‫حبسممت على المؤسممسات التعليميممة فممي القاهرة أدت إلى أن يفممد إلى‬ ‫هذه المدينممة طلبممة علم وعلماء مممن مغرب العالم السمملمي ومممن‬ ‫مشرقممه فممي سممبيل الحصممول على العلم المجانممي‪ ،‬وبذلك نممما العلم‬ ‫وازدهر في مختلف الفروع والتخصصات (‪. )79‬‬ ‫وكانت الدراسة في تلك المدارس تشبه الدراسة الثانوية والعالية‬ ‫فممي عصممرنا الحاضممر‪ ،‬وكان التعليممم فيهمما لجميممع أبناء المممة دون‬ ‫تفرقة بين فئة وأخرى‪ ،‬وكان الطلب الذين يدرسون فيها نوعين ‪:‬‬ ‫النوع الول ‪ :‬الغرباء الذيممن وفدوا مممن بلد نائيممة ويدخممل مممع‬ ‫هؤلء الذيمممن ل تسممماعدهم أحوالهمممم الماديمممة أن يعيشوا على نفقات‬ ‫آبائهممم ‪ ،‬وكان لهذا النوع مممن الطلب غرف خصممة للنوم ومكتبممة‬ ‫ومطبخ وحمام ‪ ،‬وهو قسم داخلي ‪.‬‬ ‫والنوع الثانمي ممن الدارسمين ‪ :‬يمثلون الطلب الذيمن يرغبون‬ ‫فممي أن يرجعوا فممي المسمماء إلى أهليهممم وذويهممم وهؤلء فممي قسممم‬ ‫خارجي‪.‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪27‬‬

‫وكل النوعيمن يدرس مجاناً ‪ ،‬وكانمت بعمض المدارس بالضافمة‬ ‫إلى ما تقدمه لطلبها من علم ترعاهم صحياً‪ ،‬فقد كان بجوار بعض‬ ‫المدارس مستشفى لعلج المرضى من الطلب بالمجان ‪.‬‬ ‫وعرفمت المدارس التخصمص العلممي فمي إنشائهما‪ ،‬حيمث كانمت‬ ‫تقام المدارس لنوع واحمممد ممممن فروع العلم‪ ،‬وممممن ثمممم كانممت هناك‬ ‫مدارس لتدريمممس القرآن وتفسممميره وحفظمممه وقراءاتمممه‪ ،‬ومدارس‬ ‫للحديمث خاصمة ‪ ،‬ومدارس ‪ -‬وهمي أكثرهما‪ -‬للفقمه لكمل مذهمب فقهمي‬ ‫مدرسممة خاصممة بممه ‪ ،‬ومدارس للطممب‪ ،‬وأخرى فممي كممل مجال مممن‬ ‫مجالت التخصص العلمي ‪.‬‬ ‫يقول ابمن كثيمر فمي حوادث سمنة إحدى وثلثيمن وسمبعمائة ‪ :‬فيهما‬ ‫َك ُملَ بناء المدرسمممة المسمممتنصرية ببغداد ولم يبمممن مدرسمممة قبلهممما‪،‬‬ ‫ووقفمت على المذاهمب الربعمة‪ ،‬ممن كمل طائفمة اثنان وسمتون فقيهاً ‪،‬‬ ‫وأربعممة معيديممن ‪ ،‬ومدرس لكممل مذهممب‪ ،‬وشيممخ حديممث‪ ،‬وقارئان‬ ‫وعشرة مستمعين ‪ ،‬وشيخ طب‪ ،‬وعشرة من المسلمين يشتغلون بعلم‬ ‫الطمب ‪ ،‬ومكتمب لليتام ‪ ،‬وقدر للجميمع ممن الخبمز واللحمم والحلوى‬ ‫والنفقة ما فيه كفاية وافرة لكل واحد (‪. )80‬‬ ‫والدراسمة فمي تلك المدارس مفتوحمة لكمل راغمب فمي العلم دون‬ ‫قيمد أو شرط‪ ،‬وكان طلب هذه المدارس يتمتعون بكمل الرعايمة ممن‬ ‫طعام وشراب وعلج وإقاممممممة للغرباء والفقراء ‪ ،‬وكان السممممماتذة‬ ‫الذين يقومون بالتدريس فيها ينتخبون ممن شهد لهم الشيوخ بالكفاءة‬ ‫العلميمة ‪ ،‬وكان المتخرجون ممن هذه المدارس يمنحون إجازة علميمة‬ ‫باسمم شيمخ المدرسمة‪ ،‬ومما كان يسممح للطباء بممارسمة مهنمة الطمب‬ ‫إل بعد نيل هذه الشهادة أو الجازة من كبير أطباء المدرسة ‪.‬‬ ‫وممن العلماء الذيمن درسموا فمي بعمض المدارس أو كانوا شيوخاً‬ ‫لهما ‪ :‬النووي ‪ ،‬وابمن الصملح ‪ ،‬وتقمي الديمن السمبكي وغيرهمم كانوا‬ ‫يدرسمون فمي دار الحديمث فمي دمشمق ‪ ،‬والغزالي ‪ ،‬وإمام الحرميمن‬ ‫الجوينمي‪ ،‬والفيروزابادي صماحب القاموس المحيمط ‪ ،‬وأبمو إسمحاق‬ ‫الشيرازي ‪ ،‬وغيرهمممم كانوا يدرسمممون فمممي المدرسمممة النظاميمممة‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪28‬‬

‫في بغداد (‪. )81‬‬ ‫وقممد ألفممت فممي تاريممخ المدارس مصممادر عدة حاولْت اسممتقراء‬ ‫أعدادها وما يدرس فيها ‪ ،‬ومنها ‪:‬‬ ‫ المواعظ والعتبار للمقريزي (ت ‪845‬هم) ‪.‬‬‫ العلق الخطيرة لبن شداد (ت ‪684‬هم) ‪.‬‬‫ العقود اللؤلؤية للخزرجي (ت ‪812‬هم) ‪.‬‬‫ الدارس في تاريخ المدارس للنعيمي (ت ‪927‬هم) ‪.‬‬‫‪ -‬تلخيص مجمع الداب لبن الفوطي (ت ‪723‬هم) (‪. )82‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪29‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬الوقف على المكتبات‬ ‫أدرك كممل الواقفيممن للمدارس ‪ ،‬وزوايمما العلم ‪ ،‬وحلقات الدرس‬ ‫فمي المسماجد أهميمة الكتاب لنشمر العلم ‪ ،‬وأن القتصمار على تشييمد‬ ‫البنية وتوفير جهاز للتدريس غير كاف فاهتموا بوقف الكتب عليها‬ ‫لتكون وسميلة ميسمرة للتحصميل والمراجعمة‪ ،‬توفمر مادة علميمة يسمتند‬ ‫إليهمما المعلم والمتعلم فممي وقممت واحممد ‪ ،‬فأصممبح مممن المعتاد وجود‬ ‫مكتبمة فمي كمل مدرسمة ‪ ،‬أو جاممع ‪ ،‬أو رباط وقمف على طلبمة العلم‬ ‫وغيرهم(‪. )83‬‬ ‫وكان وقف الكتب بمكة في القرن الهجري الول كما في مكتبة‬ ‫عبدالحكيم ابن عمرو الجمحي(‪. )84‬‬ ‫وفممي القرن الثانممي ظهرت بيممت الحكمممة ببغداد وكان مممن بيممن‬ ‫أقسممامها مكتبممة حظيممت بعنايممة مجموعممة مممن خلفاء بنممي العباس‬ ‫وبخاصة المأمون ‪.‬‬ ‫ومكتبممة بيممت الحكمممة كان الهدف مممن وراء إنشائهمما مسمماعدة‬ ‫العلماء والباحثيممن بتوفيممر أكممبر قدر مممن مصممادر المعلومات لهممم‬ ‫لتسمهيل سمبل الدرس والمطالعمة والتأليمف والترجممة لممن يرغمب فمي‬ ‫ذلك (‪. )85‬‬ ‫وانتشرت خزائن الكتممب الوقفيممة منممذ القرن الرابممع الهجري ‪،‬‬ ‫بحيث يمكن القول بأنه قلما تخلو مدينة من كتب موقوفة ‪.‬‬ ‫وبلغ من انتشار هذه الخزائن وتوافرها في الندلس أن أبا حيان‬ ‫التوحيدي النحوي كان يعيممممممب على مشتري الكتممممممب‪ ،‬ويقول‪ :‬الّ‬ ‫يرزقممك عقل تعيممش بممه ‪ ،‬أنمما أي كتاب أردتممه اسممتعرته مممن خزائن‬ ‫الوقاف (‪. )86‬‬ ‫ويذكممر ياقوت الحموي عممن مدينممة مرو ‪ :‬أنممه كان فيهمما عشممر‬ ‫خزائن للوقف وذلك في القرن السابع الهجري ويقول عنها ‪ " :‬لم أر‬ ‫في الدنيا مثلها كثرة‪ ،‬وجودة‪ ،‬منها خزانتان في الجامع إحداهما يقال‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪30‬‬

‫لهمما العزيزيممة ‪ ،‬وقفهمما رجممل يقال له عزيممز الديممن أبممو بكممر عتيممق‬ ‫الزنجاني ‪ ...‬وكان فيها اثنا عشر ألف مجلد أو ما يقاربها‪ ،‬والخرى‬ ‫يقال لها الكمالية وبها خزانة شرف الملك المستوفي أبي سعيد محمد‬ ‫بممن منصمور فمي مدرسممته ‪ ،‬وخزانممة أخرى فمي المدرسممة العميديممة‬ ‫وخزانمممة لمجمممد الملك أحمممد الوزراء المتأخريمممن بهممما‪ ،‬والخزائن‬ ‫الخاتونيممة فممي مدرسممتها والضميريممة فممي خانكاه هناك وكانممت هذه‬ ‫الخزائن سمهل التناول ل يفارق منزلي منهما مئتما مجلد ‪ ،‬وأكثره ممن‬ ‫غير رهن " (‪. )87‬‬ ‫وقال ابمن جمبير فمي رحلتمه إلى مصمر بعمد أن اطلع على أحوال‬ ‫مكتباتهما ودور العلم فيهما وعاش فمي بعضهما‪ ،‬واسمتفاد ممن أموالهما‬ ‫الموقوفمة ‪ :‬وممن مناقمب هذا البلد ومفاخره "أي مصمر" أن الماكمن‬ ‫فممي هذه المكتبات خصممصت لهممل العلم فيهممم‪ ،‬فهممم يعتممبرون مممن‬ ‫أقطار نائيمة فيلقمى كمل واحمد منهمم مأوى إليمه ومآلً يصملح أحواله بمه‬ ‫جميعاً (‪. )88‬‬ ‫وكانممممت هذه المكتبات بكتبهمممما الوقفيممممة إضافممممة إلى المكتبات‬ ‫الخاصمممة مثمممل مكتبات الخلفاء والمراء والوزراء والعلماء ‪ ،‬وراء‬ ‫حركممة الزدهار العلمممي التممي شهدهمما العالم السمملمي على مدى‬ ‫قرون طويلة ‪ ،‬فقمد اعتممد عليهما العلماء وطلب العلم فمي دراسمتهم‬ ‫ومراجعاتهم ‪ ،‬ووضع مصنفاتهم ‪.‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫المبحث الثاني ‪:‬‬

‫الفادة من الوقاف الموجودة وتوجيهها‬ ‫في تعليم العلم‬ ‫وفيه خمسة مطالب ‪:‬‬ ‫المطلب‬ ‫الول ‪:‬‬ ‫المطلب‬ ‫الثاني ‪:‬‬ ‫المطلب‬ ‫الثالث ‪:‬‬ ‫المطلب‬ ‫الرابع ‪:‬‬

‫إمكانيــــة الفادة بتغييــــر شرط‬ ‫الواقف‬ ‫الفادة مـــــن الوقـــــف إذا كان‬ ‫مصـــرفه فـــي ســـبيل الله ‪ ،‬أو‬ ‫طرق الخير ‪ ،‬والثواب ‪.‬‬ ‫الفادة مــن نقــل الوقــف مــن‬ ‫محلة إلى محلة أخرى ‪.‬‬ ‫الفادة من الوقف المنقطع ‪.‬‬

‫‪31‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪32‬‬

‫المطلب الول ‪ :‬إمكانية الفادة بتغيير شرط‬ ‫الواقف‬ ‫وفيه أمران ‪:‬‬

‫المر الول ‪ :‬قول الفقهاء ‪ :‬شرط الواقف‬ ‫كنص الشارع‬ ‫هذا الضابمممط الذي ذكره الفقهاء ليمممس على إطلقمممه ‪ ،‬وإل فل‬ ‫يجوز العمممل بموجبممه إذا خالف نممص الواقممف مقتضيات الشريعممة ‪،‬‬ ‫ولذلك حكى العلمة قاسم الحنفي ‪ ،‬وشيخ السلم ابن تيمية ‪ :‬إجماع‬ ‫الممة على أن ممن شروط الواقفيمن مما همو صمحيح معتمبر يعممل بمه ‪،‬‬ ‫ومنها ما ليس كذلك (‪. )89‬‬ ‫ولذلك فس ممّر كثيمممر ممممن العلماء قول الفقهاء ‪ :‬شروط الواقمممف‬ ‫كنصمموص الشارع ‪ :‬بأنهمما كالنصمموص فممي المفهوم والدللة على‬ ‫مراد الواقف ل في وجوب العمل بها (‪. )90‬‬ ‫وذكممر شيممخ السمملم ابممن تيميممة ‪ :‬اتفاق المسمملمين على تكفيممر‬ ‫جاعمل شروط الواقف كنصموص الشارع في وجوب العممل بهما فقال‬ ‫‪ :‬وإمما أن تجعمل نصموص الواقمف أو نصموص غيره ممن العاقديمن‬ ‫كنصوص الشارع في وجوب العمل بها‪ ،‬فهذا كفر باتفاق المسلمين‪،‬‬ ‫إذ ل أحد يطاع في كل ما يأمر به من البشر ‪ -‬بعد رسول الّ ‪، -‬‬ ‫والشروط إن وافقمت كتاب الّ كانمت صمحيحة‪ ،‬وإن خالفمت كتاب الّ‬ ‫كانت باطلة (‪. )91‬‬ ‫فلم يجمز أحمد ممن أهمل العلم العممل بشروط الواقمف إذا خالفمت‬ ‫شرع الّ تعالى‪ ،‬سممممواء فممممي ذلك الحنفيممممة (‪ ، )92‬والمالكيممممة (‪، )93‬‬ ‫والشافعية (‪ ، )94‬والحنابلة (‪ ، )95‬وغيرهم من أهل العلم ‪.‬‬ ‫قال الكمال ابن الهمام الحنفي ‪-‬رحمه الّ‪ :-‬شرائط الواقف معتبرة‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪33‬‬

‫إذا لم تخالف الشرع‪ ،‬والواقمف مالك ‪ .‬له أن يجعمل ملكمه حيمث شاء مما‬ ‫لم يكن معصية(‪.)96‬‬ ‫وقال الدردير المالكي ‪-‬رحمه الّ‪ :-‬واتبع وجوباً شرطه إن جاز‬ ‫شرعاً ‪ .‬ومراده بالجواز‪ :‬ما قابل المنع (‪. )97‬‬ ‫وقال ابمن حجمر الهيثممي الشافعمي ‪-‬رحممه الّ‪ :-‬إن قلت شرائط‬ ‫الواقف مراعى كنص الشارع‪ .‬قلت ‪ :‬محل مراعاته حيث لم يخالف‬ ‫غرض الشارع (‪. )98‬‬ ‫وقال ‪ :‬أمما مما خالف الشرع كشرط العزوبمة فمي سمكان المدرسمة‬ ‫ل ‪ -‬فل يصح (‪. )99‬‬ ‫ مث ً‬‫وقال البلبانمي الحنبلي ‪-‬رحممه الّ‪" :-‬ويجمب العممل بشرط واقمف‬ ‫إن وافق الشرع" (‪.)100‬‬ ‫وقال ابمن القيمم ‪-‬رحممه الّ‪ " :-‬وكذلك الثمم مرفوع عممن أبطمل‬ ‫ممن شروط الواقفيمن مما لم يكمن إصملحاً ‪ ،‬ومما كان فيمه جنمف (‪، )101‬‬ ‫أو إثمم ‪ ،‬ول يحمل لحمد أن يجعمل هذا الشرط الباطمل المخالف لكتاب‬ ‫الّ بمنزلة نمص الشارع‪ ،‬ولم يقمل هذا أحمد ممن أئممة السملم‪ ،‬بمل قمد‬ ‫قال إمام النمبياء صملوات الّ وسملمه عليمه وعلى آله ‪ " :‬كمل شرط‬ ‫ليس في كتاب الّ فهو باطل ‪ ،‬وإن كان مائة شرط‪ ،‬كتاب الّ أحق ‪،‬‬ ‫وشرط الّ أوثق " (‪. )102‬‬ ‫فإنممما ينفممذ مممن شروط الواقفيممن ممما كان ل طاعممة ‪ ،‬وللمكلف‬ ‫مصممملحة‪ ،‬وأمممما مممما كان بضمممد ذلك فل حرممممة له كشرط التعزب‬ ‫ل ودينمه‪ ...‬والمقصمود ‪ :‬أن الّ تعالى رفمع‬ ‫والترهمب المضاد لشرع ا ّ‬ ‫الثمم عممن أبطمل الوصمية الجانفمة الثممة‪ ،‬وكذلك همو مرفوع عممن‬ ‫أبطممل شروط الواقفيممن التممي هممي كذلك ‪ ،‬فإذا شرط الواقممف القراءة‬ ‫على القمبر كانمت القراءة فمي المسمجد أولى وأحمب إلى الّ ورسموله‬ ‫وأنفمع للميت ‪ ،‬فل يجوز تعطيل الحب إلى الّ النفمع لعبده واعتبار‬ ‫ضده" (‪.)103‬‬ ‫وعلى كممل حال ‪ :‬فإن ممما يختلف فيممه العلماء مممن اعتبار بعممض‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪34‬‬

‫الشروط أو ردها‪ ،‬فإنما هو ناتج عن اختلفهم هل هي من الشروط‬ ‫المخالفة لمر الّ تعالى‪ ،‬أو من الشروط المرغوبة عند الشارع ‪ ،‬أو‬ ‫مممن الشروط المباحممة ‪ ،‬فالجميممع متفقون على عدم اعتبار ممما خالف‬ ‫الشرع ‪ -‬وإن اختلفوا فمي ضابمط مما خالف الشرع‪ ،-‬كمما أن الجميمع‬ ‫متفقون على مراعاة مما وافمق الشرع ‪ ،‬واختلفوا فمي اعتبار مما ليمس‬ ‫بمكروه ول مستحب ‪ .‬والّ أعلم ‪.‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪35‬‬

‫المر الثاني ‪ :‬أقسام تغيير شرط الواقف‬ ‫الصمل ‪ :‬وجوب العممل بشرط الواقمف ؛ لقول الّ تعالى ‪ { :‬يما‬ ‫أيهمما الذيممن آمنوا أوفوا بالعقود } (‪ ، )104‬واليفاء بالعقممد يتضمممن‬ ‫اليفاء بأصممله ووصممفه‪ ،‬ومممن وصممفه الشرط فيممه ‪ ،‬ولممما رواه أبممو‬ ‫هريرة رضمممممي الّ عنمممممه أن ال ّنبِيمممممّ قال ‪" :‬المسممممملمون على‬ ‫شروطهمم" (‪ ، )105‬ولن عممر رضمي الّ عنمه "وقمف وقفاً واشترط‬ ‫فيمه شروطاً " (‪ ،)106‬فلو لم يجمب اتباع شرطمه لم يكمن فمي اشتراطمه‬ ‫فائدة‪.‬‬ ‫تغيير شرط الواقف ينقسم إلى ثلثة أقسام ‪:‬‬ ‫القسم الول ‪ :‬تغييره من أعلى إلى أدنى ‪:‬‬ ‫والمراد بذلك ‪ :‬أن يغيمممر الناظمممر شرط الوقمممف ممممن مصممملحة‬ ‫راجحمة إلى مصملحة مرجوحمة كأن يقمف على فقراء أقاربمه فيغيره‬ ‫إلى فقراء الجانب‪.‬‬ ‫فهذا محرم ول يجوز بالتفاق (‪ )107‬؛ لممما تقدم مممن الدليممل على‬ ‫وجوب العمل بشرط الواقف‪.‬‬ ‫القسم الثاني ‪ :‬تغييره من مساوٍ إلى مساوٍ ‪:‬‬ ‫والمراد بذلك ‪ :‬أن يغيمر الناظمر شرط الوقمف ممن مصملحة إلى‬ ‫مصملحة مسماوية‪ ،‬مثمل‪ :‬أن يقمف على فقراء بلد فيصمرفه إلى فقراء‬ ‫بلد آخر‪.‬‬ ‫وهذا أيضاً محرم ول يجوز بالتفاق (‪ )108‬إل إذا تغيمممر موجممب‬ ‫التحريمم‪ ،‬فيتغيمر الحكمم؛ إذ الحكمم يدور ممع علتمه وجوداً وعدماً ؛ إذ‬ ‫الصممل ‪ :‬وجوب العمممل بشرط الواقممف ‪ ،‬لممما تقدم مممن الدليممل على‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫القسم الثالث ‪ :‬تغييره من أدنى إلى أعلى ‪:‬‬ ‫مثممل أن يقفممه على ال ُعبّاد ‪ ،‬فيصممرفه إلى العلماء ؛ إذ العلم عبادة‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪36‬‬

‫متعديممة‪ ،‬بخلف مجرد التعبممد بالصمملة أو العتكاف ونحممو ذلك ‪،‬‬ ‫فاختلف العلماء في حكم ذلك على قولين ‪:‬‬ ‫القول الول ‪ :‬جواز ذلك ‪.‬‬ ‫وهمو ظاهمر مذهمب الحنفيمة (‪ ، )109‬والمالكيمة (‪ ، )110‬وهمو قياس‬ ‫اختيار شيخ السلم (‪ )111‬في إبدال الوقف عند ظهور المصلحة ‪.‬‬ ‫جاء فممي البحممر الرائق ‪ " :‬والحاصممل أن تصممرف الواقممف فممي‬ ‫الوقاف مقيمد بالمصملحة ‪ ،‬ل أنمه يتصمرف كيمف شاء ‪ ،‬فلو فعمل مما‬ ‫يخالف شرط الواقمف فإنمه ل يصمح إل لمصملحة ظاهرة " ‪ .‬وتغييمر‬ ‫شرط الواقف من أدنى إلى أعلى مصلحة ظاهرة‪.‬‬ ‫وجاء فمي الفواكمه الدوانمي ‪ " :‬ويجوز عندنما لناظمر أن يفعمل فمي‬ ‫الوقمف كمل مما كان قريباً لغرضمه ‪ ،‬وإن خالف شرطمه كمما لو وقمف‬ ‫ماء على الغسممممل والوضوء ‪ ،‬فيجوز للناظممممر أن يمكممممن العطشان‬ ‫يشرب منه ؛ لنه لو كان حياً لما منع منه‪."...‬‬ ‫فيؤخممذ مممن هذا أنممه يجوز تغييممر شرط الواقممف مممن أدنممى إلى‬ ‫أعلى؛ لنه يحقق غرض الواقف وزيادة‪.‬‬ ‫وقال شيممخ السملم ابممن تيميممة فمي اختياراتممه ‪ " :‬ومممع الحاجممة‬ ‫يجمممب إبدال الوقمممف بمثله وبل حاجمممة يجوز بخيمممر منمممه ؛ لظهور‬ ‫المصملحة ‪ .‬وهمو قياس الهدي ‪ .‬وهمو وجمه فمي المناقلة ‪ ،‬ومال إليمه‬ ‫أحممد ‪ ،‬ونقمل صمالح ينقمل المسمجد لمنفعمة الناس‪ .‬ول يجوز أن يبدل‬ ‫الوقف بمثله لفوات التعيين بل حاجة " (‪. )112‬‬ ‫وقال في فتاويه ‪ " :‬وأما ما وقف للغلة إذا أبدل بخير منه ‪ :‬مثل‬ ‫ل فيبدلها‬ ‫أن يقف داراً ‪ ،‬أو حانوتاً‪ ،‬أو بستاناً أو قرية يكون مغلها قلي ً‬ ‫بما هو أنفع للوقف‪ :‬فقد أجاز ذلك أبو ثور وغيره من العلماء ‪ :‬مثل‬ ‫أبمي عبيمد بمن حربويمه قاضمي مصمر‪ ،‬وحكمم بذلك‪ ،‬وهمو قياس قول‬ ‫أحممد فمي تبديمل المسمجد ممن عرصمة إلى عرصمة للمصملحة ‪ ...‬وهمو‬ ‫قياس قوله في إبدال الهدى بخير منه " (‪. )113‬‬ ‫أدلة هذا القول ‪:‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪37‬‬

‫استدل أصحاب هذا القول بعدة أدلة منها ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬ما روته عائشة رضي الّ عنها قالت ‪ :‬قال رسول الّ ‪ " :‬يا‬ ‫عائشة لول أن قومك حديثو عهد بشرك لهدمت الكعبة‪ ،‬فألزقتها‬ ‫بالرض وجعلت لهمما بابيممن باباً شرقياً وباباً غربياً وزدت فيهمما‬ ‫ستة أذرع من الحجر ‪ ،‬فإن قريشاً اقتصرتها حيث بنت الكعبة "‬ ‫(‪. )114‬‬ ‫قال شيمخ السملم ابمن تيميمة ‪-‬رحممه الّ‪ " :-‬ومعلوم أن الكعبمة‬ ‫أفضمل وقمف على وجمه الرض‪ ،‬ولو كان تغييرهما وإبدالهما بمما‬ ‫وصفه واجبًا لم يتركه‪ ،‬فعلم أنه كان جائزاً ‪ ،‬وأنه كان أصلح‬ ‫لول مما ذكره ممن حدثان عهمد قريمش بالسملم‪ ،‬وهذا فيمه تبديمل‬ ‫بنائهمما ببناء آخممر‪ ،‬فعلم أنممه جائز فممي الجملة ‪ ،‬وتبديممل التأليممف‬ ‫بتأليف آخر هو أحد أنواع البدال "(‪. )115‬‬ ‫وقال ابمن قاضمي الجبمل ‪ " :‬هذا الحديمث دل على مسماغ مطلق‬ ‫البدال في العيان الموقوفات للمصالح الراجحات " (‪. )116‬‬ ‫وإذا كان هذا في أصل الوقف‪ ،‬ففي وصفه ‪ ،‬وهو الشرط فيه‬ ‫من باب أولى‪ ،‬فيجوز تغيير الشرط من أدنى إلى أعلى‪.‬‬ ‫‪ - 2‬مما رواه جابر بمن عبمد الّ رضمي الّ عنمه ‪ " :‬أن رجلً قام يوم‬ ‫الفتمح فقال ‪ :‬يما رسمول الّ ‪ ،‬إنمي نذرت ل إن فتمح الّ عليمك مكمة‬ ‫أن أصملي فمي بيمت المقدس ركعتيمن ‪ ،‬قال ‪ " :‬صملّ هاهنما " ثمم‬ ‫أعاد عليه ‪ ،‬فقال ‪ " :‬صلّ هاهنا" ثم أعاد عليه ‪ ،‬فقال ‪ " :‬شأنك‬ ‫إذن " (‪. )117‬‬ ‫وجمه الدللة ‪ :‬دل الحديث على جواز إبدال النذر بخيمر منمه ‪ ،‬فكذلك‬ ‫الوقف‪.‬‬ ‫‪ - 3‬ممما رواه أبممي بممن كعممب رضممي الّ عنممه قال ‪ :‬بعثنممي النممبي‬ ‫مصدّقا ‪ ،‬فمررت برجل ‪ ،‬فلما جمع لي ماله لم أجد عليه فيه إل‬ ‫ابنمة مخاض‪ ،‬فقلت له‪ :‬أدّ ابنمة مخاض ‪ ،‬فإنهما صمدقتك ‪ ،‬فقال ‪:‬‬ ‫ذاك ما ل لبن فيه ول ظهر ‪ ،‬ولكن هذه ناقة فتية عظيمة سمينة‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪38‬‬

‫فخذهما ‪ ،‬فقلت له ‪ :‬مما أنما بآخمذ مما لم أؤممر‪ ،‬وهذا رسمول الّ‬ ‫منك قريب ‪ ،‬فإن أحببت أن تأتيه فتعرض عليه ما عرضت عليّ‬ ‫فافعل ‪ ،‬فإن قبله منك قبلته ‪ ،‬وإن ردّه عليك رددته ‪ ،‬قال ‪ :‬فإني‬ ‫فاعمل ‪ ،‬فخرج معمي وخرج بالناقمة التمي عرض علي حتمى قدمنما‬ ‫على رسمول الّ ‪ ،‬فقال له ‪ :‬يما نمبي الّ ‪ ،‬أتانمي رسمولك ليأخمذ‬ ‫منمي صمدقة مالي ‪ ،‬وأيمم الّ مما قام فمي مالي رسمول الّ ول‬ ‫رسمموله قممط قبله ‪ ،‬فجمعممت له مالي فزعممم أن علي فيممه ابنممة‬ ‫مخاض‪ ،‬وذلك مما ل لبمن فيمه ول ظهمر‪ ،‬وقمد عرضمت عليمه ناقمة‬ ‫فتيمة عظيممة ليأخذهما فأبمى عليّم ‪ ،‬وهما همي ذِهْم قمد جئتمك بهما يما‬ ‫رسمول ال خذهما ‪ ،‬فقال له رسمول الّ ‪ " :‬ذاك الذي عليمك ‪،‬‬ ‫فإن تطوعمت بخيمر آجرك الّ فيمه وقبلناه منمك " ‪ ،‬قال ‪ :‬فهما همي‬ ‫ذه يما رسمول الّ قمد جئتمك بهما فخذهما‪ ،‬قال ‪ :‬فأممر رسمول الّ‬ ‫بقبضها ودعا له في ماله بالبركة"(‪.)118‬‬ ‫وجممه الدللة ‪ :‬دل الحديممث‪ :‬على جواز إبدال جنممس الواجممب فممي‬ ‫الزكاة ‪ ،‬فإذا بخير منه من نوعه ‪ ،‬وجب بنت مخاض فأدى بنت‬ ‫لبون ‪ ،‬أو وجمب بنمت لبون فأدى حقمة‪ ،‬قال ابمن قاضمي الجبمل ‪:‬‬ ‫"ويتناول بمعناه العيان الموقوفات إذا ظهرت مصمممممممممممممملحة‬ ‫الستبدال بها على غيرها "(‪. )119‬‬ ‫ونوقممش ‪ :‬بأن الحديممث يدل على جواز إخراج الواجممب فممي‬ ‫الزكاة بخير منه؛ ليكون الواجب بقدره ‪ ،‬وما زاد عنه نافلة‪.‬‬ ‫وإذا ثبمت هذا فمي أصمل الوقمف ‪ ،‬ففمي وصمفه وهمو الشرط فيمه‬ ‫من باب أولى‪.‬‬ ‫‪ - 4‬ممما رواه عمممر بممن الخطاب رضممي الّ عنممه قال‪" :‬حملت على‬ ‫فرس في سبيل الّ‪ ،‬فأضاعه الذي كان عليه ‪ ،‬فأردت أن أشتريه‬ ‫منه‪ ،‬وظننت أنه بائعه برخص‪ ،‬فسألت عن ذلك النبي فقالت‬ ‫‪ " :‬ل تشتره وإن أعطاكمه بدرهمم واحمد ‪ ،‬فإن العائد فمي صمدقته‬ ‫كلكلب يعود في قيئه " (‪. )120‬‬ ‫فوله ‪ " :‬فأضاعممه " ‪ :‬يقتضممي أن الذي كان عنده قصممّر فممي‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪39‬‬

‫حقه حتى ضعف فبيع ‪ ،‬لضياعه وضعفه‪ ،‬ولم ينكر الرسول‬ ‫ذلك‪ ،‬وإنما نهى عمر رضي الّ عنه عن شرائه ‪ ،‬لكونه تصدق‬ ‫به ‪.‬‬ ‫والظاهممر مممن الحمممل فممي سممبيل الّ ‪ :‬أن المراد بذلك حقيقممة‬ ‫الحبس ‪ ،‬بل هو المتبادر من السبيل خصوصاً وقد سماه صدقة‬ ‫فممي قوله ‪ " :‬ول تعممد فممي صممدقتك" ‪ ،‬ولفممظ الصممدقة مممن ألفاظ‬ ‫الوقمف ‪ ،‬كمما فمي حديمث عممر فمي الوقمف " فتصمدق بهما عممر‬ ‫"(‪ ، )121‬فالتمسك بذكر الهبة‪ ،‬لمشابهة ارتجاع الوقف للهبة‪ ،‬لما‬ ‫فمي ذلك ممن الرتجاع فمي العيمن بعمد خروجهما (‪ ، )122‬فإذا جاز‬ ‫البدال في أصل الوقف ‪ ،‬فكذا في شرطه ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬مما ورد " أن عممر رضمي الّ عنمه كتمب إلى سمعد لمما بلغمه أن‬ ‫بيت المال الذي بالكوفة نقب ‪ :‬أن انقل المسجد الذي بالتمارين ‪،‬‬ ‫واجعمل بيمت المال فمي قبلة المسمجد‪ ،‬فإنمه لن يزال فمي المسمجد‬ ‫مصملّ " (‪ )123‬وكان هذا بمشهمد ممن الصمحابة ولم يظهمر خلفمه‬ ‫فكان كالجماع (‪. )124‬‬ ‫قال شيممخ السمملم ابممن تيميممة ‪ " :‬إذا كان يجوز فممي المسممجد‬ ‫الموقوف الذي يوقممف للنتفاع بعينممه ‪ ،‬وعينممه محترمممة شرعاً ‪،‬‬ ‫أن يبدل بممممه غيره للمصمممملحة‪ ،‬فلن يجوز البدال بالصمممملح‬ ‫والنفع فيما يوقف للستغلل أولى وأحرى(‪.)125‬‬ ‫قال ابمن قاضمي الجبمل ‪ " :‬هذا الثمر كمما أنمه يدل على مسماغ‬ ‫بيع الوقف عند تعطل نفعه فهو دليل أيضاً على جواز الستبدال‬ ‫عنممد رجحان المبادلة ؛ لن هذا المسممجد لم يكممن نفعممه متعطلً ‪،‬‬ ‫وإنمما ظهرت المصملحة فمي نقله لحراسمة بيمت المال الذي جعمل‬ ‫في قبلة المسجد الثاني " (‪ . )126‬وإذا جاز في أصل الوقف ‪ ،‬ففي‬ ‫شرطه أولى ‪.‬‬ ‫‪ - 6‬أن الصحابة رضي الّ عنهم غيروا كثيراً من بناء مسجد النبي‬ ‫بأمكمن منمه للمصملحة الراجحمة فمي ذلك (‪ ، )127‬فقمد ثبمت أن‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪40‬‬

‫عممممر وعثمان غيرا بناءه‪ ،‬أمممما عممممر فبناه بنظيمممر بنائه الول‬ ‫باللبممن والجذوع‪ ،‬وأممما عثمان فبناه بمادة أعلى مممن تلك كالسمماج‬ ‫(‪ .)128‬وبكمل حال فاللبمن والجذوع التمي كانمت وقفًا أبدلهما الخلفاء‬ ‫الراشدون بغيرهما ‪ .‬وهذا ممن أعظمم مما يشتهمر ممن القضايما ولم‬ ‫ينكره منكمممر‪ .‬ول فرق بيمممن إبدال البناء ببناء‪ ،‬وإبدال العرصمممة‬ ‫بعرصة إذا اقتضت المصلحة ذلك (‪. )129‬‬ ‫وإذا جاز في أصل الوقف ففي شرطه أولى ‪.‬‬ ‫‪ - 7‬أن بعمض الصمحابة رضمي الّ عنهمم سموغ نقمل الملك فمي أعيان‬ ‫موقوفة تارة بالتصدق بها ‪ ،‬وتارة ببيعها ‪ ،‬فقد ورد عن عمر "‬ ‫أنه كان ينزع كسوة البيت كل سنة فيقسمها على الحاج " (‪. )130‬‬ ‫وقالت عائشة رضي الّ عنها لشيبة الحجبي في كسوة الكعبة‬ ‫القديمة ‪" :‬بعها واجعل ثمنها في سبيل الّ والمساكين " (‪. )131‬‬ ‫قال ابمن قاضمي الجبمل ‪ :‬وهذا ظاهمر فمي مطلق نقمل الملك عنمد‬ ‫رجحان المصلحة (‪ ، )132‬فكذا مع شرطه ‪.‬‬ ‫‪ - 8‬إلحاق محممل النزاع بموقممع الجماع‪ ،‬حيمث جوز الئمممة الكبار‪،‬‬ ‫بممل أجمممع العلماء على جواز بيممع دواب الحبممس الموقوفممة إذا لم‬ ‫ل‬ ‫تعمد صمالحة لمما وقفمت له‪ ،‬فالفرس الحمبيس ونحوه إذا عاد عاط ً‬ ‫عمن الصملحية للجهاد يجوز بيعمه إجماعاً‪ ،‬وإن كان فيمه نفمع ممن‬ ‫وجمه آخمر ممن أنواع النتفاع ممن الحممل والدوران ونحوه‪ ،‬وممن‬ ‫المعلوم أن الفرس الحمبيس ونحوه لو لم يبمق فيمه نفمع مطلقاً لمما‬ ‫أمكمن بيعمه إذ ل يجوز بيمع مما ل نفمع فيمه فعلم أن منفعتمه ضعفمت‬ ‫وجاز السمممتبدال بأرجمممح منمممه‪ ،‬فعلم أن ذلك دائر ممممع رجحان‬ ‫المصملحة فمي جنمس السمتبدال(‪ .)133‬وإذا كان التغييمر فمي أصمل‬ ‫الوقف للمصلحة‪ ،‬فكذا في شرطه‪.‬‬ ‫‪ - 9‬أن العيان الموقوفة كالدور والمزارع والمنقولت إنما وقفت ؛‬ ‫ليعود ريعهمما على مسممتحقيه جرياً على مناهممج المعروف وطلباً‬ ‫لتصمال الريمع إلى مسمتحقية فالمطلوب ممن ذلك حصمول النماء‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪41‬‬

‫إلى أهله ووقوعه في أيدي مستحقيه مع زيادته واستنمائه ‪ ،‬فإذا‬ ‫ظهرت المصمملحة فممي زيادة الريممع وتنميممة المغممل ولم يعارض‬ ‫معارض ظهرت مصممملحة السمممتبدال طلباً لتنميمممة المصمممالح‬ ‫وتكميلً للمقاصد ‪ ،‬ومثل هذا يقال في شرط الوقف(‪. )134‬‬ ‫القول الثاني ‪ :‬عدم جواز تغيير الوقف من أدنى إلى أعلى‪.‬‬ ‫وهو ظاهر مذهب الشافعية (‪ ، )135‬والحنابلة (‪. )136‬‬ ‫جاء فمي القناع للشربينمي ‪ " :‬وهمو أي الوقمف على مما شرطمه‬ ‫الواقممف مممن تقديممم وتأخيممر ‪ ،‬وتسمموية وتفضيممل ‪ ،‬وجمممع وترتيممب‪،‬‬ ‫وإدخال من شاء بصفة وإخراجه بصفة"‪.‬‬ ‫وجاء فمممي كشاف القناع ‪ " :‬ويُرجمممع ‪ -‬بالبناء للمفعول ‪ -‬عنمممد‬ ‫التنازع فمي شيمء ممن أممر الوقمف إلى شرط واقمف ‪ ...‬ولن الوقمف‬ ‫متلقمى ممن جهتمه فاتبمع شرطمه‪ ،‬ونصمه كنمص الشارع ‪ ... ،‬واسمتثناء‬ ‫كشرط فيرجمع إليمه ‪ ...‬وكذا مخصمص ممن صمفة كمما لو وقمف على‬ ‫أولده الفقهاء أو المشتغلين بالعلم‪ ،‬فإنه يختص بهم فل يشاركهم من‬ ‫سواهم " ‪.‬‬ ‫أدلة القول الثاني ‪:‬‬

‫استدل أصحاب هذا القول بما يلي ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬ما تقدم من أدلة وجوب العمل بشرط الواقف (‪.)137‬‬ ‫ونوقش هذا الستدلل ‪ :‬بأن تغيير شرط الواقف من أدنى إلى‬ ‫أعلى عمل بشرط الواقف ‪ ،‬وزيادة ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬قول الرسول لعمر رضي الّ عنه ‪ " :‬تصدق بأصله ل يباع‬ ‫ول يوهممب ول يورث‪ ،‬ولكممن ينفممق ثمره" (‪ . )138‬وإذا منممع مممن‬ ‫تغيير الصل فكذا الفرع‪ ،‬وهو الشرط فيه ‪.‬‬ ‫ونوقممش السممتدلل بهذا الحديممث ‪ :‬أن المراد بممبيع الوقممف الممنوع‬ ‫إنمما همو البيمع المبطمل لصمل الوقمف ‪ ،‬وعلى افتراض أن المراد‬ ‫بمه عموم بيمع الوقمف فإنمه يخمص منمه حالة التعطمل ‪ ،‬وكذا حالة‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪42‬‬

‫رجحان المصلحة لما تقدم من الدليل على ذلك ‪.‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬قياس الموقوف على الحمر المعتمق ‪ ،‬فكمما أن العتيمق الحمر ل‬ ‫يقبمل الرق بعمد عتقمه ‪ ،‬فكذلك العيمن الموقوفمة ل تقبمل الملك بعمد‬ ‫صحة الوقف (‪. )139‬‬ ‫وكذا شرط الوقف ‪.‬‬ ‫مناقشة الدليل ‪:‬‬ ‫أن هذا القياس قياس ممع الفارق فل يعتمد بمه ؛ لن المعتمق خرج‬ ‫عن المالية بالعتاق بخلف الوقف فلم يخرج عن المالية ‪.‬‬ ‫وقال القاضي أبو الحسين بن القاضي أبي يعلى الفراء ‪ :‬احتجوا‬ ‫بأنمه بالوقمف زال ملكمه على وجمه القربمة ‪ ،‬فل يجوز التصمرف فيمه‬ ‫كإزالته على وجه العتق ‪.‬‬ ‫والجواب أن الهدي الواجممب بالنذر قممد زال ملكممه عنممه‪ ،‬ويجوز‬ ‫التصمرف فيمه بالذبمح قبمل محله ‪ ،‬وكذلك إذا نذر أن يتصمدّق بدراهمم‬ ‫بعينهمما جاز إبدالهمما بغيرهمما‪ ،‬وكذلك إذا جعممل داره هدياً إلى الكعبممة‬ ‫جاز بيعهما وصمرف ثمنهما إلى الكعبمة‪ ،‬فأمما العبمد إذا أعتقمه فل سمبيل‬ ‫إلى إعادة المالية فيه بعد عتقه ؛ لنه إتلف للمالية بخلف مسألتنا ‪،‬‬ ‫فإن الماليمة فيمه ثابتمة ‪ ،‬وإنمما المنافمع همي المقصمودة فتوصمل بماليتمه‬ ‫إلى حصممول فائدتممه بإبداله وبيعممه ‪ ،‬فصمار شبهممه بالهدى إذا عطمب‬ ‫أولى من العبد إذا أعتق (‪. )140‬‬ ‫ثالثاً ‪ :‬مما رواه ابمن عممر رضمي الّ عنهمما قال ‪ " :‬أهدى عممر‬ ‫بممن الخطاب نجيباً (‪ )141‬فأعطممي بهمما ثلثمائة دينار‪ ،‬فأتممى النممبي‬ ‫فقال ‪ :‬يما رسمول الّ إنمي أهديمت نجيباً‪ ،‬فأعطيمت بهما ثلثمائة دينار‪،‬‬ ‫أفأبيعها واشترى بثمنها بدناً ؟ قال ‪" :‬ل‪ ،‬انحرها إياها" (‪. )142‬‬ ‫وجممه الدللة ‪ :‬أن النممبي منممع عمممر بممن الخطاب مممن تغييممر‬ ‫الهدي ‪ ،‬فيقاس عليه تغيير الوقف ‪ ،‬وشرطه ‪.‬‬ ‫ونوقش هذا الستدلل من وجوه ‪:‬‬ ‫أن هذا الحديث ضعيف ل يحتج به لمرين ‪:‬‬

‫الوجه الول ‪:‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪43‬‬

‫أحدهما ‪ :‬أن فيه الجهم بن الجارود ‪ .‬قال الذهبي ‪ :‬فيه جهالة (‪. )143‬‬ ‫الثاني ‪ :‬أن الحديث فيه انقطاع ‪ ،‬فقد ذكر البخاري في تاريخه ‪ .‬أنه‬ ‫ل يعرف لجهم سماع من سالم (‪. )144‬‬ ‫الوجه الثاني ‪:‬‬

‫لو فرض صممحة الحديممث ‪ ،‬فإنممه يقال ‪ :‬إن فرض المسممألة كون‬ ‫العين التي وقع الستبدال بها أرجح من الوقف وأولى ‪ .‬والعين التي‬ ‫أراد عمر الستبدال بها ليست أرجح من النجيبة بالنسبة إلى التقرب‬ ‫إلى الّ تعالى ‪ ،‬بمل النجيبمة كانمت راجحمة على ثمنهما ‪ ،‬وعلى البدن‬ ‫المشتراة بمممه ‪ ،‬وذلك لن خيمممر الرقاب أغلهممما ثمناً وأنفسمممها عنمممد‬ ‫أهلهممما ‪،‬والمطلوب أعلى مممما يؤخمممذ فيمممما يتقرب بمممه إلى الّ تعالى‬ ‫وتجنب الدون (‪. )145‬‬ ‫الوجه الثالث ‪:‬‬

‫لو فرض صممحة الحديممث ‪ ،‬ولو سمملمنا كون السممتبدال بالهدي‬ ‫والضحيمة ممنوعاً منمه ‪ ،‬لم يلتزم عدم جواز السمتبدال فمي الوقاف‬ ‫عنممد رجحان المصممالح ‪ ،‬وذلك أن الوقممف مراد لسممتمرار ريعممه‬ ‫ودوام غلته بخلف الهدي والضحية(‪.)146‬‬

‫الترجيح ‪:‬‬ ‫ممن خلل هذا العرض تظهمر قوة أدلة القول الول القائل بجواز‬ ‫تغيير شرط الواقف عند رجحان المصلحة ‪ ،‬لما تقدم من الدلة على‬ ‫جواز تغييممر الصممل‪ ،‬ففممي الشرط مممن باب أولى‪ ،‬وعلى هذا يمكممن‬ ‫الفادة مما حبس ممن الموال على غيمر العلم بصمرفها إلى العلم وما‬ ‫يتعلق بمه إذا كان هذا أصملح ‪ ،‬بحيمث ل يخمل بقصمد الواقمف ‪ ،‬والّ‬ ‫أعلم‪.‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪44‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫الفادة من الوقف إذا كان في سبيل الل ّه ‪،‬‬ ‫أو في طرق الخير‬ ‫إذا قال الواقف ‪ :‬هذا وقف في سبيل البر ‪ ،‬أو الخير ‪ ،‬أو الثواب‬ ‫‪ ،‬اختلف العلماء في تعيين مصرف ذلك على قولين ‪:‬‬ ‫القول الول ‪ :‬أنه يصرف إلى ما فيه صلح المسلمين من أهل‬ ‫الزكاة ‪ ،‬وإصلح القناطر (‪ ، )147‬وسد الثغور (‪ ، )148‬ودفن الموتى ‪،‬‬ ‫وغيرهم ‪ ،‬كنشر العلم‪.‬‬ ‫وبه قال بعض الشافعية (‪. )149‬‬ ‫حجة هذا القول ‪:‬‬ ‫احتممج لهذا القول بممما يلي ‪ :‬أن سممبيل الخيممر ‪ ،‬والبر ‪ ،‬والثواب‬ ‫يشممل كمل مما تقدم كمما فمي قوله تعالى ‪  :‬ول تقولوا لممن يقتمل فمي‬ ‫سبيل الّ أموات بل أحياء عند ربهم ولكن ل تشعرون‪ )150( ‬فالمراد‬ ‫هنا الجهاد في سبيل الّ (‪. )151‬‬ ‫وقوله تعالى ‪  :‬مثمل الذيمن ينفقون أموالهمم فمي سمبيل الّ كمثمل‬ ‫حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة ‪ ، )152( ‬فالمراد هنا ‪:‬‬ ‫كل ما يتعلق بطاعة الّ عز وجل (‪. )153‬‬ ‫وقولممه تعالى ‪  :‬الذيمن يصمدون عمن سمبيل الّ ويبغونهما عوجاً ‪‬‬ ‫(‪ ، )154‬أي‪ :‬يردون الناس عممن اتباع الحممق ‪ ،‬وسمملوك طريممق الهدى‬ ‫الموصمممملة إلى الّ عزوجممممل‪ )155( ...‬وهذا شامممممل لجميممممع أبواب‬ ‫الطاعات ‪.‬‬ ‫وقوله تعالى ‪  :‬أتأمرون الناس بالبر وتنسمممون أنفسممكم وأنتممم‬ ‫تتلون الكتاب ‪ ، )156( ‬المراد ‪ :‬طاعة الّ وتقواه (‪. )157‬‬ ‫وقوله تعالى ‪  :‬إن تبدوا خيراً أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪45‬‬

‫الّ كان عفواً قديراً ‪ . )158( ‬أي ‪ :‬إن تظهروا أيهمممما الناس خيراً ‪ ،‬أو‬ ‫أخفيتموه ‪ ،‬أو عفوتممم عمممن أسماء إليكمم ‪ ،‬فإن ذلك ممما يقربكممم عنممد‬ ‫الّ ‪ ،‬ويجزل ثوابكم لديه(‪.)159‬‬ ‫وقوله تعالى ‪  :‬ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب‬ ‫الخرة نؤته منها ‪ ، )160(  ...‬أي ‪ :‬من كان عمله للدنيا فقط ناله منها‬ ‫ما قدره الّ له‪ ،‬ولم يكن له في الخرة من نصيب ‪ ،‬ومن قصد بعمله‬ ‫الدار الخرة أعطاه الّ منها‪ ،‬وما قسم له في الدنيا (‪. )161‬‬ ‫القول الثانممممي ‪ :‬أنمممه يصمممرف على أقارب الواقممممف ‪ ،‬فإن لم‬ ‫يوجدوا فإلى أهل الزكاة ‪.‬‬ ‫وهو قول الشافعية (‪. )162‬‬ ‫وحجة هذا القول ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬أن أقارب الميت أكثر الجهات ثواباً ؛ لما رواه سلمان بن عامر‬ ‫ل عنممه أن النممبي قال ‪ " :‬الصممدقة على المسممكين‬ ‫رضممي ا ّ‬ ‫صدقة ‪ ،‬وهي على ذي الرحم اثنان ‪ :‬صدقة وصلة " (‪. )163‬‬ ‫‪ - 2‬أنه إذا لم يوجد أقارب للواقف ‪ ،‬فيصرف إلى أهل الزكاة ؛ لن‬ ‫أهمل الزكاة أهمل حاجمة منصموص عليهمم فمي القرآن ‪ ،‬فكان ممن‬ ‫ن صّ الّ تعالى في كتابه أولى من غيره ‪ ،‬وإن ساواه في الحاجة‬ ‫(‪. )164‬‬ ‫القول الثالث ‪ :‬أنه يشمل القُرب كلها ‪.‬‬ ‫كالغزو ‪ ،‬وطلب العلم ‪ ،‬والمساكين ‪ ،‬والمساجد ‪ ،‬وغيرها ‪.‬‬ ‫وهذا هو الصحيح من المذهب عند الحنابلة ‪.‬‬ ‫قال القاضممي ‪ :‬ولو وقممف على سممبيل الخيممر يسممتحقه مممن أخممذ‬ ‫الزكاة (‪. )165‬‬ ‫وحجة هذا القول ‪ :‬ما تقدم من حجة الرأي الول ‪.‬‬ ‫وحجمة مما ذهمب إليمه القاضمي ‪ :‬مما تقدم ممن حجمة الرأي الثانمي ‪،‬‬ ‫إذا لم يوجد أقارب للميت ‪.‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪46‬‬

‫الترجيح ‪:‬‬ ‫الراجممح ‪ -‬والّ أعلم ‪ -‬هممو القول القائل بصممرف ريممع الوقممف‬ ‫المحبمس على الخيمر والثواب‪ ،‬وفمي سمبيل البر على المصمالح كلهما‬ ‫ويدخل في ذلك العلم وتعليمه‪.‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪47‬‬

‫المطلب الثالث ‪:‬‬ ‫الفادة من نقل الوقف من مكانه إلى محله أو‬ ‫بلد آخر‬ ‫الوقف المراد نقله ل يخلو من حالتين ‪:‬‬ ‫الحال الولى ‪ :‬أن يكون منقولً ‪.‬‬ ‫الحال الثانية ‪ :‬أن يكون عقاراً ‪.‬‬ ‫ولكممل حال تفصمميل خاص ‪ ،‬ذلك أن الوقممف المنقول يمكممن نقله‬ ‫ممن مكانمه بعينمه دون اسمتبداله ‪ ،‬فمي حيمن أن الوقمف غيمر المنقول ل‬ ‫يمكن نقله إل باستبدال عينه بعين أخرى ‪ .‬وإليك بيان ذلك ‪:‬‬ ‫الحال الولى ‪ :‬حكم نقل الوقف المنقول ‪:‬‬

‫‪.‬‬

‫إذا كان الوقف منقولً جاز نقله عند الحاجة عند عامة أهل العلم‬

‫فهممو قول كثيممر مممن الحنفيممة (‪ ، )166‬وهممو قول المالكيممة (‪، )167‬‬ ‫والشافعية (‪ ، )168‬والحنابلة (‪. )169‬‬ ‫قال الحصممكفي الحنفممي ‪ " :‬إن وقممف كتبمما على طلبمممة العلم ‪،‬‬ ‫وجعممل مقرهمما خزانتممه التممي فممي مكان كذا ‪ ،‬ففممي جواز النقممل تردد‬ ‫"(‪. )170‬‬ ‫قال ابمن عابديمن عمن هذا التردد ‪ " :‬إنمه ناشيمء ممما قدممه عمن‬ ‫الخلصممة مممن حكايممة القوليممن ‪ ،‬مممن أنممه لو وقممف المصممحف على‬ ‫المسمممجد أي بل تعييمممن أهله ‪ .‬قيمممل‪ :‬يقرأ فيمممه ‪ .‬أي يختمممص بأهله‬ ‫المترددين إليه‪ ،‬وقيل ‪ :‬ل يختص به ‪ .‬أي فيجوز نقله إلى غيره " ‪.‬‬ ‫وقال بعمد ذلك ‪" :‬لكمن ل يخفمى أن هذا إذا علم أن الواقمف نفسمه‬ ‫شرط ذلك حقيقمة‪ ،‬أمما مجرد كتابمة ذلك على ظهمر الكتمب ‪ -‬كمما همو‬ ‫العادة ‪ -‬فل يثبت به الشرط "(‪. )171‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪48‬‬

‫فقول ابممن عابديممن ‪ -‬هذا ‪ -‬يفيممد أنممه إذا لم يشترط الواقممف عدم‬ ‫النقل ‪ ،‬فل بأس به‪.‬‬ ‫وقال الكمال بممن الهمام الحنفممي عممن محمممد بممن الحسممن ‪" :‬ولو‬ ‫جعمل جنازة ومغتسملً وقفاً فمي محله ‪ ،‬ومات أهلهما كلهمم ل يردّ إلى‬ ‫الورثة ‪ :‬بل يحمل إلى مكان آخر "(‪. )172‬‬ ‫وقال الدسموقي المالكمي ‪" :‬وأمما كتمب العلم إذا وقفمت على ممن ل‬ ‫ينتفمع بهما كأممي أو امرأة ‪ ،‬فإنهما ل تباع وإنمما تنقمل لمحمل ينتفمع بهما‬ ‫فيمه كالكتمب الموقوفمة بمدرسمة معينمة فتخرب تلك المدرسمة وتصمير‬ ‫الكتب ل يتفع فيها فإنها تنقل لمدرسة أخرى ول تباع "(‪. )173‬‬ ‫وذكمر الحطاب المالكمي مثلً لذلك فقال ‪" :‬وقعمت بتونمس حبمس‬ ‫الميمر أبمو الحسمن كتبما لمدرسمة ابتدأهما بالقيروان وأخرى بتونمس ‪،‬‬ ‫وجعمل مقرهما بيتما بجاممع الزيتونمة ‪ ،‬فلمما أيمس ممن تمامهما قسممت‬ ‫الكتب على مدارس تونس (‪. )174‬‬ ‫وقال الشربينمممي الخطيمممب الشافعممي ‪" :‬لو وقمممف على قنطرة ‪،‬‬ ‫وانحرف الوادي وتعطلت القنطرة واحتيمممممج إلى قنطرة أخرى جاز‬ ‫نقلها إلى محل الحاجة "(‪. )175‬‬ ‫وسئل السيوطي الشافعي عن نقل الكتب من الخزانة المحمودية‬ ‫ ممع أن الواقمف شرط أن ل تخرج ممن المدرسمة ‪ -‬فأجاب ‪" :‬الذي‬‫أقول به ‪ :‬الجواز"(‪.)176‬‬ ‫وقال شيممخ السمملم ابممن تيميممة الحنبلي ‪" :‬إن الوقممف لو كان‬ ‫منقولً ‪ :‬كالنور والسملح‪ ،‬وكتمب العلم‪ ،‬وهمو وقمف علىذريمة رجمل‬ ‫بعينهم جاز أن يكون مقر الوقف حيث كانوا بل كان هذا هو المتعين‬ ‫‪ ،‬بخلف ما لو أوقف على أهل بلد بعينهم " (‪. )177‬‬ ‫وقال الحجاوي الحنبلي ‪" :‬إذا وقممممممف على الغزاة فممممممي مكان‬ ‫(‪)178‬‬ ‫فتعطل فيه الغزو صرف إلى غيرهم من الغزاة في مكان آخر "‬ ‫‪.‬‬ ‫ممن خلل هذه النصموص يتضمح أن نقمل الوقمف ممن مكانمه أممر‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪49‬‬

‫مقرر عنمد عاممة أهمل العلم ‪ ،‬لكمن بعمض العلماء أجاز النقمل لمجرد‬ ‫ظهور المصملحة الراجحمة ‪ ،‬وبعضهمم إنمما أجازه عنمد تعذر النتفاع‬ ‫بها في مكانها وعلى كل حال ‪ ،‬فإنهم قد أجازوا نقلها في الجملة ‪.‬‬ ‫وحجة هذا القول ‪:‬‬

‫أن الواقمف إنمما وقمف العيمن الموقوفمة ‪ ،‬ليسمتفاد منهما مما أمكمن‬ ‫على الدوام‪ ،‬وفمي نقمل العيمن الموقوفمة عنمد الحاجمة تحصميل لغرض‬ ‫الواقف في الجملة حسب المكان(‪.)179‬‬ ‫وذهب بعض الحنفية ‪ :‬إلى أنه ل يجوز نقل الوقف من مكانه ‪،‬‬ ‫ولذلك قال ابن عابدين في تعليقه على الدر المختار ‪ " :‬الذي تحصّل‬ ‫ممن كلممه أنمه إذا وقمف كتبما وعيمن موضعهما ‪ ،‬فإن وقفهما على أهمل‬ ‫ذلك الموضع ‪ ،‬لم يجز نقلها منه ل لهم ول لغيرهم "(‪. )180‬‬ ‫ولكممن ل يخفممى أن القول الول ‪ :‬هممو القول الراجممح ‪ ،‬وذلك أن‬ ‫منع نقل العين من مكانها دون استبدالها لمكان إقامة الموقوف عليهم‬ ‫فيه مخالفة لمقصد الواقف وتعطيل للعين الموقوفة عن النتفاع بها ‪،‬‬ ‫والوقمف إنمما شرع ليسمتمر النتفاع منمه على الدوام ‪ ،‬لقول الرسمول‬ ‫‪":‬إذا مات النسممان انقطممع عمله إل مممن ثلث‪ :‬إل مممن صممدقة‬ ‫جارية ‪ ،‬أو علم ينتفع به ‪ ،‬أو ولد صالح يدعو له"(‪.)181‬‬ ‫والصمدقة الجاريمة همي الوقمف كمما بينمه الفقهاء وسمبق توضيحمه‬ ‫في مقدمة الرسالة (‪. )182‬‬ ‫حبّس من المنقولت عند الحاجة‬ ‫وعلى هذا يمكن الفادة بنقل ما ُ‬ ‫والمصملحة إلى أمكنمة العلم‪ ،‬ومنهما الجامعات‪ ،‬وخصموصاً مما يتعلق‬ ‫بكتب العلم ‪.‬‬ ‫وتقدم جواز تغيير شرط الواقف من أدنى إلّ أعلى للمصلحة ‪.‬‬ ‫الحالة الثانية ‪ :‬حكم نقل عقار الوقف ‪:‬‬

‫ممن المعلوم أن كمل ممن قال بعدم جواز إبدال الوقاف منمع نقمل‬ ‫عقار الوقمف ممن مكانمه ؛ لن ممن لزم نقله اسمتبداله بخلف الوقمف‬ ‫المنقول فكل من منع استبدال عقار الوقف هو مانع ضمنياً نقل عقار‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪50‬‬

‫الوقمف ممن مكانمه ‪ ،‬أمما الذيمن أجازوا اسمتبدال الوقاف وهمم بعمض‬ ‫الحنفية‪ ،‬وبعض الحنابلة ‪ ،‬فقد اختلفوا في نقل البدل من محلة الوقف‬ ‫الول والبلد الذي كان فيه ‪.‬‬ ‫فذهممب بعضهممم إلى جواز نقله للمصمملحة (‪ ، )183‬ومنعممه آخرون‬ ‫إل إذا كانت المحلة الخرى خيراً من محلة الوقف (‪. )184‬‬ ‫قال ابمن نجيمم الحنفمي ‪" :‬لو أطلق السمتبدال فباعهما بثممن ملك‬ ‫الستبدال بجنس العقار من دار أو أرض في أي بلد شاء "(‪. )185‬‬ ‫وقال شيخ السلم ابن تيمية ‪" :‬ما علمت أحداً اشترط أن يكون‬ ‫البدل فممي بلد الوقممف الول ‪ ،‬بممل النصمموص عنممد أحمممد وأصمموله‬ ‫وعموم كلممه وكلم أصمحابه وإطلقمه يقتضمي أن يفعمل فمي ذلك مما‬ ‫هو مصلحة أهل الوقف‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬وجوز أحمممد إذا خرب المكان أن ينقممل المسممجد إلى قريممة‬ ‫أخرى‪ ،‬بمل ويجوز فمي أظهمر الروايتيمن عنمه ‪ :‬أن يباع ذلك المسمجد‬ ‫ويعمر بثمنه مسجداً آخر في قرية أخرى إذا لم يحتج إليه في القرية‬ ‫الولى "(‪.)186‬‬ ‫وفممي المقابممل قال الزاهدي الحنفممي ‪" :‬مبادلة دار الوقممف بدار‬ ‫أخرى إنممممما يجوز إذا كانتمممما فممممي محلة واحدة ‪ ،‬أو محلة الخرى‬ ‫خيراً ‪ ،‬وبالعكس ل يجوز ‪ -‬وإن كانت المملوكة أكثر مساحة وقيمة‬ ‫وأجرة ‪ ،‬لحتمال خرابهما فمي أدون المحلتيمن لدناءتهما ‪ ،‬وقلة الرغبمة‬ ‫فيها "(‪.)187‬‬ ‫وعلى كمممل حال فإن جواز نقمممل عقار الوقمممف للمصممملحة همممو‬ ‫الراجمح الذي تطمئن إليمه النفمس؛ لن ذلك أقرب إلى مقصمد الواقمف‬ ‫وهمو نفمع الموقوف عليهمم‪ ،‬وليمس فمي تخصميص مكان العقار الول‬ ‫مقصود شرعي‪ ،‬ول مصملحة لهمل الوقف‪ ،‬وما لم يأممر بمه الشارع‬ ‫ول مصلحة فيه للنسان فليس بواجب ول مستحب‪.‬‬ ‫قال شيخ السلم ابن تيمية ‪" :‬فعلم أن تعيين المكان الول ليس‬ ‫بواجممب ول مسممتحب لمممن يشتري بالعوض ممما يقوم مقامممه ‪ ،‬بممل‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪51‬‬

‫العدول عممن ذلك جائز‪ ،‬وقممد يكون مسممتحباً ‪ ،‬وقممد يكون واجبًا إذا‬ ‫تعينت المصلحة فيه "‪ .‬والّ أعلم (‪.)188‬‬ ‫وعلى هذا يمكمن نقمل الوقاف المنقطعمة ‪ ،‬أو التمي حبسمت على‬ ‫طرق الخيمر والثواب ‪ ،‬أو أمكمن تغييمر الشرط فيهما كمما تقدم (‪، )189‬‬ ‫للمصلحة للفادة منها في العلم ‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪:‬‬ ‫الفادة من صرف منافع الوقف إذا انقرض‬ ‫الموقوف عليهم‬ ‫هذه المسمألة مبنيمة على مسمألة حكمم الوقمف منقطمع الخمر ‪ .‬فممن‬ ‫قال ببطلنه وهو أبو حنيفة ومحمد ‪ ،‬ومن تبعهم من الحنفية (‪، )190‬‬ ‫وبعمض الشافعيمة (‪ . )191‬فإن الموقوف عليمه ينقرض عندهمم حيمث لو‬ ‫انقطع لم يصح الوقف ‪.‬‬ ‫وممن قال بصمحة الوقمف المنقطمع الخمر وهمم ‪ :‬جمهور العلماء‬ ‫مممن المالكيممة(‪ ،)192‬والحنابلة (‪ ، )193‬وجمهور الشافعيممة (‪ ، )194‬وأبممو‬ ‫يوسممف ومممن تبعممه مممن الحنفيممة (‪ . )195‬فقممد ينقرض الموقوف عليممه‬ ‫عندهمممم ‪ ،‬كأن يقول ‪ :‬وقفمممت على ولدي ‪ ،‬أو على زيمممد فيهلك ‪ ،‬أو‬ ‫على ذريتي فينقرضوا ‪ ،‬ومنه قوله ‪ :‬وقفت على المحتاج من ذريتي‬ ‫فلم يوجد فيهم محتاج ‪.‬‬ ‫وفي مصرف ريع الوقف إذا انقرض الموقوف عليه خلف بين‬ ‫العلماء الذين قالوا بصحة الوقف منقطع الخر على النحو التالي ‪:‬‬ ‫القول الول ‪ :‬أنممه يصممرف إلى أقارب الواقممف‪ ،‬ثممم مممن بعدهممم‬ ‫الفقراء والمساكين ‪.‬‬ ‫وهو قول جمهور أهل العلم (‪ .)196‬وعند الشافعية على الظهر ‪:‬‬ ‫بعد القارب يصرف في مصالح المسلمين ‪.‬‬ ‫وخمممص الحنفيمممة ‪ ،‬والشافعيمممة ‪ :‬القارب بالفقراء ‪ ،‬وخصمممهم‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪52‬‬

‫المالكية ‪ ،‬والحنابلة ‪ :‬بورثة الواقف نسباً ‪.‬‬ ‫قال القدوري الحنفي ‪ " :‬إذا سمى فيه جهة تنقطع جاز ‪ ،‬وصار‬ ‫بعدها للفقراء ‪. )197( " ...‬‬ ‫وقال النفراوي المالكمي ‪ " :‬وإن انقرض ممن حبسمت عليمه الدار‬ ‫ونحوها رجعت حبساً على فقراء أقرب الناس بالمحبّس يوم المرجع‬ ‫‪ ...‬وإن لم يوجد له قريب يوم المرجع فإنه يصرف للفقراء " (‪. )198‬‬ ‫وقال الرملي الشافعمممي ‪ " :‬فإذا انقرض المذكور فالظهمممر أنمممه‬ ‫يبقمى وقفاً ‪ ...‬والظهمر ‪ :‬أن مصمرفه أقرب الناس رحماً إلى الواقمف‬ ‫يوم انقراض المذكور ‪ ...‬ولو فقدت أقاربممممه أو كانوا كلهممممم أغنياء‬ ‫صممرف الريممع لمصممالح المسمملمين ‪ ،‬كممما نممص عليممه البويطممي فممي‬ ‫الولى ‪ ،‬أو إلى الفقراء والمساكين على ما قاله سليم الرازي ‪ ،‬وابن‬ ‫الصباغ ‪ ،‬والمتولي وغيرهم ‪. )199( " ...‬‬ ‫أدلة هذا القول ‪:‬‬

‫استدل أصحاب هذا القول بعدة أدلة منها ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬أن الفقراء والمسماكين أعمم جهات الخيمر ‪ ،‬ومصمرف الصمدقات‬ ‫وحقوق الّ تعالى مممن الكفارات ونحوهمما الفقراء دون الغنياء ‪،‬‬ ‫وأولى الناس بصدقته فقراء أقاربه(‪. )200‬‬ ‫‪ - 2‬أن أقارب المتصممممممممدق أولى الناس بصممممممممدقاته النوافممممممممل‬ ‫والمفروضات‪ ،‬وكذلك صدقته الموقوفة (‪ ، )201‬يدل على ذلك ‪:‬‬ ‫قول الرسممول ‪ " :‬الصممدقة على المسممكين صممدقة ‪ ،‬وهممي‬ ‫على ذي الرحمممم ثنتان‪ :‬صمممدقة وصممملة " (‪ ، )202‬فإذا لم يوجمممد‬ ‫للوقمف مسمتحق تعيمن الصمرف للمحتاج ممن أقرباء الواقمف دون‬ ‫غيرهمم من المحتاجين ‪ ،‬رعاية لجانب الواقف في زيادة الثواب‬ ‫(‪.)203‬‬ ‫‪ - 3‬أن الرسممول قممد حممث على إغناء القارب بقوله ‪ " :‬إنممك أن‬ ‫تدع ورثتممك أغنياء خيممر مممن أن تدعهممم عالة يتكففون الناس "‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪53‬‬

‫(‪ . )204‬وفمي صممرف منافممع الوقمف إذا انقطممع المسممتحق لهمما إلى‬ ‫المحتاج من القارب إغناء وصلة أرحامهم(‪.)205‬‬ ‫‪ - 4‬أن القارب مممن حمث الشارع عليهمم فمي جنمس الوقمف ؛ لقوله‬ ‫لبمي طلحمة ‪-‬رضمي الّ عنمه‪ -‬لمما أراد أن يقمف بيرحاء ‪" :‬‬ ‫أرى أن تجعلهمما فممي القربيممن " (‪ . )206‬فهذا الحديممث نممص فممي‬ ‫(‪)207‬‬ ‫محل النزاع ‪ ،‬وهو أن الوقف خاصة يقدم فيه أقرباء الواقف‬ ‫‪.‬‬ ‫القول الثاني ‪ :‬أنه يصرف في مصالح المسلمين ‪ ،‬فيرجع إلى بيت‬ ‫المال ‪.‬‬ ‫وهذا القول قال بممه بعممض الشافعيممة (‪ ، )208‬وهممو روايممة عنممد‬ ‫الحنابلة (‪. )209‬‬ ‫وقال المرداوي الحنبلي ‪" :‬وعنممه روايممة رابعممة ‪ :‬يصممرف إلى‬ ‫المصالح ‪ .‬جزم به في المنور ‪ ،‬وقدمه في المحرر ‪ ،‬والفائق وقال ‪:‬‬ ‫نص عليه ‪ .‬قال ‪ :‬ونصره القاضي‪ ،‬وأبو جعفر "‪.‬‬ ‫دليل هذا القول ‪:‬‬

‫استدل أصحاب هذا القول‪:‬‬ ‫قياس ريممع الوقممف منقرض الموقوف عليممه على حال مممن ل‬ ‫وارث له بجامع أن كل منها مال ل مستحق له ‪ ،‬فيجعل في بيت‬ ‫المال (‪. )210‬‬ ‫مناقشة الدليل ‪:‬‬ ‫أن ريمع الوقمف إذا انقرض الموقوف عليمه انتقمل اسمتحقاقه إلى‬ ‫أقارب الواقمف المحاويمج‪ ،‬ول يقال إنمه ل مسمتحق له ‪ ،‬وذلك أن‬ ‫الوقمف صمدقة أراد بهما واقفهما دوام الثواب ‪ ،‬فإذا انعدم الموقوف‬ ‫عليه تعين صرفها لقريب الواقف الفقير استدامة للثواب والجر‬ ‫المضاعممف لكونهمما على القريممب ‪ .‬بخلف مال مممن ل وارث له‬ ‫فهو ليس بصدقة ولم يقصد به دوام الجر ‪ .‬والّ أعلم ‪.‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪54‬‬

‫القول الرابع ‪ :‬أنه يصرف إلى مستحقي الزكاة ‪.‬‬ ‫وهذا وجه عند الشافعية (‪. )211‬‬ ‫قال النووي الشافعي في بيان أقوال الشافعية في مصرف ريع‬ ‫الوقممف إذا انقرض الموقوف عليممه ‪ :‬وفممي مصممرفه أوجممه ‪....‬‬ ‫الرابع ‪ :‬إلى مستحقي الزكاة(‪.)212‬‬ ‫دليل هذا القول ‪:‬‬

‫اسمممممتدل لهذا القول بقوله تعالى ‪  :‬إنمممممما الصمممممدقات للفقراء‬ ‫والمساكين ‪ ‬الية (‪ ، )213‬والوقف صدقة وقد أطلقها الواقف من غير‬ ‫تقييد ‪.‬‬ ‫مناقشة الدليل ‪:‬‬ ‫إن اليمممة محمولة على الفرض ‪ ،‬واللف واللم فيهممما للعهمممد ل‬ ‫للعموم ‪ ،‬أممما صممدقة التطوع فإن مصممرفها القربون ‪ ،‬بدليممل أن أبمما‬ ‫طلحممة لممما أطلق صممدقته قال له النممبي ‪ " :‬أرى أن تجعلهمما فممي‬ ‫القربين " (‪. )214‬‬ ‫القول الخامس ‪ :‬أن الوقف يرتفع ويرجع ملكاً للواقف ‪.‬‬ ‫وهمو ضعيمف للحنفيمة (‪ ، )215‬وقول عنمد الشافعيمة (‪ ، )216‬وروايمة‬ ‫عند المالكية(‪ ،)217‬والحنابلة (‪. )218‬‬ ‫قال ابن عابدين الحنفي ‪ " :‬لو قال ‪ :‬أرضي هذه صدقة موقوفة‬ ‫فهمي وقمف بل خلف إذا لم يعيمن إنسماناً‪ ،‬فلو عيممن وذكممر ممع لفمظ‬ ‫الوقف لفظ صدقة بأن قال ‪ :‬صدقة موقوفة على فلن جاز ويصرف‬ ‫بعده إلى الفقراء ‪ ،‬ثمم ذكمر بعده عمن المنتقمى أنمه يجوز مما دام فلن‬ ‫حياً ‪ ،‬وبعده يرجع إلى ملك الواقف ‪ ،‬أو إلى ورثته بعده " (‪.)219‬‬ ‫وقال النووي الشافعي ‪ " :‬إذا انقرض المذكور فقولن ‪ :‬أحدهما‬ ‫‪ :‬يرتفممع الوقممف ويعود ملكاً للواقممف ‪ ،‬أو إلى ورثتممه إن كان مات "‬ ‫(‪. )220‬‬ ‫وقال ابن عبد البر المالكي ‪ :‬من حبس على رجل بعينه ولم يقل‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪55‬‬

‫على ولده ول على عقبمه‪ ،‬ول جعمل له مرجعاً مؤبداً فقمد اختلف فمي‬ ‫ذلك قول مالك وأصممحابه على قوليممن ‪ :‬أحدهممما ‪ :‬أن ذلك كالعمرى‬ ‫تنصمرف إلى ربهما إذا انقرض المحبمس عليمه ‪ ،‬وعلى هذا المدنيون‬ ‫ممن أصمحابه ‪ ...‬وكذلك ممن قال مالي حبمس فمي وجمه كذا ليمس ممن‬ ‫وجوه التأبيممد ‪ ،‬فعممن مالك فيممه روايتان ‪ ..‬الروايممة الثانيممة‪ :‬أنممه إذا‬ ‫انقرض الوجه الذي جعل فيه رجع إليه ملكاً في حياته ولورثته بعده‬ ‫كالعمرى " (‪. )221‬‬ ‫وقال شممس الديمن ابمن مفلح ‪" :‬إذا وقمف على جهمة منقطعمة ولم‬ ‫يزد صح‪ ،‬ويصرف بعدها إلى ورثته نسباً بقدر إرثهم منه ‪ ...‬وعنه‬ ‫يرجع إلى ملك واقفه الحي "(‪. )222‬‬ ‫دليل هذا القول ‪:‬‬

‫أن إبقاء الوقممممف بل مصممممرف متعذر ‪ ،‬وإثبات مصممممرف لم‬ ‫يتعرض له الواقف بعيد فتعين ارتفاعه (‪. )223‬‬ ‫مناقشة الدليل ‪:‬‬ ‫أن الوقممف ل يبقممى بل مصممرف ‪ ،‬فإذا انقرض الموقوف عليممه‬ ‫سممعينا لتحقيممق غرض الواقممف ممما أمكممن ‪ ،‬ومعلوم أن مممن أعظممم‬ ‫أغراض الوقف استدامة الثواب والستكثار منه ول أعظم أجراً من‬ ‫صرفه الصدقة إلى القريب الفقير فتصرف إليه‪ ،‬ومن بعده المصالح‬ ‫‪ ،‬ومن ذلك نشر العلم ‪.‬‬

‫الترجيح ‪:‬‬ ‫بعممد هذا العرض يظهممر لي ‪ -‬والّ أعلم ‪ -‬أن القول الول القائل‬ ‫بصمرف ريمع الوقمف للفقراء ممن أقارب الواقمف‪ ،‬فإن لم يكمن فعلى‬ ‫مصمالح الواقمف همو القول الراجمح ‪ .‬وذلك أن القصمد بالوقمف الثواب‬ ‫الجاري على الواقممف على وجممه الدوام فيجممب علينمما مراعاة جانممب‬ ‫الواقمف فمي صمرف وقفمه فمي أفضمل القربات ‪ ،‬فتعيمن اعتبار الحاجمة‬ ‫والمصمملحة ‪ ،‬لن سممد الحاجات ‪ ،‬والقيام بالمصممالح أهممم الخيرات‪،‬‬ ‫فإذا كان مممن أقاربممه مممن هممو مممن أهممل الحاجممة تعيممن تقديمممه ‪ ،‬لن‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪56‬‬

‫أقارب الشخممص أولى الناس بزكاتممه وصمملته (‪ ، )224‬لممما سممبق مممن‬ ‫الحاديممث ‪ ،‬ثممم على المصممالح إذا لم نجممد مصممرفاً مممن جهممة شرط‬ ‫الواقف ول من جهة إرادته ‪ ،‬ومن المصالح صرفها على العلم‪ ،‬وما‬ ‫يتعلق بنشره ‪ ،‬والّ أعلم ‪.‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪57‬‬

‫المطلب الخامس ‪ :‬الفادة من فاضل‬ ‫الوقف‬ ‫إذا فضل شيء من الوقف كز‪ ....‬وحصره ‪ ،‬وثمنه ونحو ذلك ‪،‬‬ ‫فاختلف العلماء رحمهممم ال فممي مصممرفه ‪ ،‬وهممل يمكممن صممرفه فمي‬ ‫المصالح ومن ذلك تعلم العلم وتعليمه على أقوال ‪:‬‬ ‫القول الول ‪ :‬أنه يجوز صرفه في مثله دون الصدقة ‪ ،‬ويجوز‬ ‫صرفه في سائر المصالح ‪.‬‬ ‫وبه قال شيخ السلم (‪.)225‬‬ ‫قال المرداوي ‪ " :‬وعنمه – أي المام أحممد – يجوز صمرفه فمي‬ ‫مثله دون الصمممدقة بمممه‪ ،‬واختاره الشيمممخ تقمممي‪ ،‬وقال أيضاً‪ :‬يجوز‬ ‫صرفه في سائر المصالح"(‪.)226‬‬ ‫وحجته ‪:‬‬ ‫أولً ‪ :‬الدليل على أنه يصرف في مثله ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬ما تقدم من الدلة على وجوب العمل بشرط الواقف (‪. )227‬‬ ‫وجمه الدللة ‪ :‬أن غرض الواقمف النتفاع ممن العيمن على الدوام‬ ‫فيمما وقفهما عليمه فإذا فاض الوقمف عمن الحاجمة صمرف فمي مثمل مما‬ ‫وقف عليه مراعاة لشرط الواقف غرضه (‪.)228‬‬ ‫‪ – 2‬مما ورد أن مكاتباً قام إلى أبمي موسمى الشعري رضمي ال‬ ‫عنه – وهو يخطب الناس يوم الجمعة – فقال لمه ‪ :‬أيها المير حث‬ ‫الناس عليّ فحث عليه أبو موسى ‪ ،‬فألقى الناس عليه عمامة وملءة‬ ‫وخاتماً‪ ،‬حتى ألقوا سوادا كثيرا ‪ ،‬فلما رأى أبو موسى ما ألقى عليه ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬اجمعوه فجمع ‪ ،‬ثم أمر به فبيع‪ ،‬فأعطى المكاتب مكاتبته ‪ ،‬ثم‬ ‫أعطى الفضل في الرقاب ‪ ،‬ولم يردّه على الناس‪ ،‬وقال‪ :‬إنما أعطى‬ ‫الناس في الرقاب (‪.)229‬‬ ‫وجمه الدللة ‪ :‬أن أبما موسمى الشعري رضمي ال عنمه صمرف‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪58‬‬

‫الصدقة في جنس المتصدق به والوقاف صدقة من الصدقات ‪ ،‬إل‬ ‫أنها ل أصلها ول يوهب ول يورث‪.‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬الدليل على أنه يصرف في سائر المصالح ‪.‬‬ ‫‪ – 1‬ما تقدم من الدليل على تغيير شرط الواقف للمصلحة(‪.)230‬‬ ‫وجمه الدللة ‪ :‬أن صمرف فاضمل الوقمف فمي غيمر مما وقمف فيمه‬ ‫للمصلحة تغيير لشرط الواقف وقد تقدم جوازه للمصلحة ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬ما ورد أن عائشة رضي ال عنها أنها قالت لشيبة الحجبي‬ ‫فممي كسمموة الكعبممة القديمممة ‪ " :‬بعهمما واجعممل ثمنهمما فممي سممبيل ال‬ ‫والمساكين " (‪.)231‬‬ ‫وجمه الدللة ‪ :‬أن عائشمة رضمي ال عنهما أمرت شيبمة الحجمبي‬ ‫في صرف كسوة الكعبة في سبيل ال والمساكين ‪ ،‬وسبيل ال يشمل‬ ‫كل طرق الخير والمصالح ‪.‬‬ ‫ونوقش ‪ :‬بأنه ضعيف ل يثبت ‪.‬‬ ‫القول الثاني ‪ :‬أن فاضل الوقف يصرف في جنس ما وقف فيه‬ ‫‪.‬‬ ‫وبه قال بعض الحنفية (‪ ،)232‬وهو مذهب المالكية(‪ ،)233‬وبه قال‬ ‫بعض الشافعية(‪ ،)234‬وبعض الحنابلة (‪.)235‬‬ ‫إل أن الشافعية قالوا ‪ :‬إذا لم يمكن صرف للموقوف عليه‪.‬‬ ‫وقال الطرابلسي الحنفي ‪ :‬لو بسط من ماله حصيرا في المسجد‬ ‫فخرب المسمجد واسمتغنى عنهما ‪ ..‬ولو اشترى قنديلً ونحوه للمسمجد‬ ‫واسممتغنى عنممه عنممد أبممي يوسممف يباع ‪ ،‬ويصممرف ثمنممه فممي حوائج‬ ‫المسجد ‪ ،‬وإن استغنى عنه هذا المسجد يحوّل إلى مسجد آخر (‪.)236‬‬ ‫قال ابممن المواق المالكممي ‪ :‬وسممئل ابممن علق عممن حبممس على‬ ‫طلب العلم للغرباء أنممه لم يوجممد غرباء دفممع لغيممر الغرباء‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫ويشهد لهذا فتيا سحنون في فضل الزيت على المسجد أنه يؤخذ منه‬ ‫فمي مسمجد آخمر‪ ،‬وفتيما ابمن دحون فمي حبمس على حصمن تغلب عليمه‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪59‬‬

‫يدفع في حصن آخر" (‪.)237‬‬ ‫وقال الدرديمر المالكمي ‪ :‬ممن وقمف شيئاً ممن النعام على الفقراء‬ ‫أو معينيمن لينتفمع بألبانهما وأصموافها وأوبارهما فنسملها كأصملها فمي‬ ‫التحمبيس‪ ،‬فمما فضمل ممن ذكور نسملها عمن النزو ‪ ،‬ومما كمبر منهما أو‬ ‫من نسلها من الناث فإنه يباع ويعوض بدله إناث صغار ‪ ،‬تحصيلً‬ ‫لغرض الواقف(‪.)238‬‬ ‫وحجته ‪ :‬ما تقدم ممن الدليمل على أن فاضل الوقف يصمرف في‬ ‫مثل ما وقف فيه (‪.)239‬‬ ‫القول الثالث ‪ :‬أنمممه يجوز صمممرف فاضمممل الوقمممف فمممي مثله ‪،‬‬ ‫والصدقة به على المساكين ‪.‬‬ ‫وهو المذهب عند الحنابلة (‪.)240‬‬ ‫قال ابن قدامة ‪ " :‬وما فضل من حصر المسجد وزيته ولم يحتج‬ ‫إليمه جاز أن يجعمل فمي مسمجد آخمر ‪ ،‬أو يتصمدق ممن ذلك على فقراء‬ ‫جيرانه وغيرهم"(‪.)241‬‬ ‫وحجته ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬مما تقدم ممن الدليمل على أن فاضمل الوقمف يصمرف فمي مثمل‬ ‫ما وقف فيه(‪.)242‬‬ ‫وقال ابمن حجمر الهيثممي الشافعمي – فمي مما فضمل ممن قيممة بدل‬ ‫الوقمف ‪ :-‬ومما فضمل ممن القيممة يشتري بمه شقمص كالرض ‪ ، ..‬فإن‬ ‫لم يمكمممن شراء شقمممص بالفاضمممل صمممرف للموقوف عليمممه فيمممما‬ ‫يظهر(‪.)243‬‬ ‫وقال المام أحمد بن حنبل رحمه ال في مسجد يبنى فيبقى منه‬ ‫خشبة أو قصبة أو شيء من نقضه ‪ ،‬قال ‪ :‬يعان به في مسجد آخر ‪.‬‬ ‫أو كما قال(‪.)244‬‬ ‫وقال المرداوي الحنبلي – فممي ممما فضممل مممن حصممر المسممجد‬ ‫وزيته ‪ : -‬وعنه يجوز صرفه في مثله دون الصدقة به (‪.)245‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪60‬‬

‫‪ – 2‬مما ورد عمن بعمض الصمحابة رضمي ال عنهمم أنمه تصمدق‬ ‫بكسموة الكعبمة‪ ،‬فقمد ورد عمن عممر رضمي ال عنمه ‪ " :‬أنمه كان ينزع‬ ‫كسوة البيت كل سنة فيقسمها على الحاج " (‪.)246‬‬ ‫وقالت عائشة رضي ال عنها لشيبة الحجبي رضي ال عنه في‬ ‫كسوة الكعبة القديمة ‪ " :‬بعها واجعل ثمنها في سبيل ال والمساكين‬ ‫" (‪.)247‬‬ ‫ونوقمش هذان الثران ممن وجهيمن ‪ :‬الول ‪ :‬أنهمما ضعيفان كمما‬ ‫في تخريجهما‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬أنه على فرض ثبوتهما فلعهما رضي ال عنهما رأيا أن‬ ‫الصلح في ذلك الوقت الصدقة بهما على الفقراء ‪.‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬أن الوقف مال ال تعالى لم يبق لمه مصرف فصرف إلى‬ ‫المساكين‪ ،‬كالوقف المنقطع (‪.)248‬‬ ‫ونوقمش هذا السمتدلل ‪ :‬بأن المقيمس عليمه موضمع خلف بيمن‬ ‫أهل العلم‪.‬‬ ‫القول الثالث ‪ :‬أنمه يجمب حفمظ فاضمل الوقمف حتمى يحتاج إليمه‬ ‫فيما وقف فيه‪.‬‬ ‫وهذا قول كثير من الحنفية (‪.)249‬‬ ‫قال المرغيانممي ‪ " :‬وممما انهدم مممن بناء الوقممف وآلتممه صممرفه‬ ‫الحاكممم فممي عمارة الوقممف – إن احتاج إليممه ‪ " ،‬وإن اسممتغنى عنممه‬ ‫أمسكه حتى يحتاج إلى عمارته فيصرفه فيهما " (‪.)250‬‬ ‫وقال ابن مودود ‪ " :‬وما انهدم من بناء الوقف وآلته صرف في‬ ‫عمارتمه مثمل الجمر والخشمب والقار والحجار ليبقمى على التأبيمد ‪.‬‬ ‫فإن استغنى عنه حبس لوقت حاجته " (‪.)251‬‬ ‫وحجته ‪:‬‬ ‫القول الرابع ‪ :‬أن فاضل الوقف يرجع إلى ملك الواقف ‪.‬‬ ‫وهذا قول محمد بن الحسن من الحنفية (‪.)252‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪61‬‬

‫قال الطرابلسمي ‪ :‬لو بسمط ممن ماله حصميرا فمي المسمجد فخرب‬ ‫المسجد واستغنى عنها ‪ ،‬فإنها تكون لمه – إن كان حياً – ولورثته –‬ ‫إن كان ميتاً – عنمممد محممممد رحممممه ال ‪ ...‬وهكذا الحكمممم لو اشترى‬ ‫قنديلص ونحوه للمسجد واستغنى عنه (‪.)253‬‬ ‫وقال الزيلعمي ‪ " :‬حصمير المسمجد وحشيشمه إذا اسمتغنى عنهمما‬ ‫يرجع إلى مالكه عند محمد " (‪.)254‬‬ ‫وحجتمه ‪ :‬أن المسمجد إذا تعطلت منافعمه عاد إلى ملك الواقف أو‬ ‫ورثته فكذا آلته ‪.‬‬ ‫ونوقمش ‪ :‬بعدم تسمليم المقيمس عليمه إذ همو موضمع خلف بيمن‬ ‫أهل العلم‪.‬‬ ‫الترجيح ‪ :‬لقوة دليله ‪ ،‬لستمالة على أكثر أقوال المسألة ‪.‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪62‬‬

‫الخاتمــة‬ ‫وتشتمل على أمرين‪:‬‬

‫المـر الول ‪ :‬السـبل الشرعيـة للحـث على تسـبيل‬ ‫الموال على العلم ‪ ،‬ومن ذلك الجامعات (‪: )255‬‬ ‫إعادة الوقممف إلى سممابق عهده مممن تحممبيس الموال على العلم ‪،‬‬ ‫وأربطته ‪ ،‬ومشايخه وطلبه ‪ ،‬وكل ما يتعلق بنشره ‪ ،‬فإني أرى أن‬ ‫لذلك عدة طرق ‪ ،‬منهما مما همو فمي ميدان الدعوة ‪ ،‬ومنهما مما همو فمي‬ ‫ميدان السياسة والحكم ‪ ،‬ومنها ما هو في ميدان القتصاد ‪.‬‬

‫المطلب الول ‪ :‬في ميدان الدعوة ‪:‬‬ ‫ولبلوغ ذلك في ميدان الدعوة ‪ ،‬سبل منها ما يلي ‪:‬‬ ‫السبيل الولى ‪ :‬نشر الوعي الديني بين أفراد المة ‪:‬‬

‫فمممن أهممم السممبل فمي سممبيل عودة المممة للهتمام بالوقمف على‬ ‫العلم‪ ،‬ومما يتعلق بمه نشمر الوعمي الدينمي بيمن عاممة الناس فمي فضمل‬ ‫النفاق فممي سممبيل الّ ‪ ،‬والتنافممس فممي ذلك طلباً لمرضاة الّ ‪ ،‬ثممم‬ ‫تخصمميص الوقممف على العلم بمزيممد مممن ذلك‪ ،‬إحياءً لهذه السممنة ‪،‬‬ ‫وبيان ما يجتمع في الوقف على العلم من أنواع الجر‪ ،‬وما يتميز به‬ ‫من ميزة الديمومة ‪ ،‬وبيان فضل النفاق حال الصحة‪ ،‬وأن ل يمهل‬ ‫النسمممان حتمممى إذا أعياه المرض‪ ،‬وأعجزه الكمممبر قال ‪ :‬لفلن كذا‪،‬‬ ‫ولفلن كذا‪ ،‬وقد كان لفلن كذا ‪.‬‬ ‫وقمد توفمر فمي وقتنما ممن وسمائل التبليمغ مما لم يكمن فمي حسمبان‬ ‫أحد ‪ ،‬وعلى علماء المة الوفاء بهذا الجانب استنهاضاً للهمم‪ ،‬وقياماً‬ ‫بواجب التكليف الذي كلفوا به ‪.‬‬ ‫السبيل الثانية ‪ :‬إيقاظ الشعور الديني بوجوب التكافل‬ ‫والتساند ‪:‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪63‬‬

‫ذلك أن الوقمف على العلم سمبيل ممن سمبل النفاق فمي سمبيل الّ ‪،‬‬ ‫ومما التقصمير فمي النفاق فمي هذا الجانمب إل نتيجمة ممن نتائج ضعمف‬ ‫الشعور الدينممي بوجوب التكافممل بيممن أفراد المجتمممع المسمملم‪ ،‬الذي‬ ‫شبهمممه بالجسمممد الواحمممد فقال‪" :‬ترى المؤمنيمممن فمممي توادهمممم‬ ‫وتراحمهمم‪ ،‬وتعاطفهمم كمثمل الجسمد إذا اشتكمى منمه عضمو تداعمى له‬ ‫سائر جسده بالسهر والحمى" (‪. )256‬‬ ‫وشبهمه بالبنيان ‪ ،‬فقال في حديث أبي موسى رضمي الّ عنمه‬ ‫‪ " :‬المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً"(‪. )257‬‬ ‫فالواجممب على علماء المممة ‪ ،‬وولة أمورهمما العمممل على إيقاظ‬ ‫الممة ممن هذه الغفلة ‪ ،‬والعممل ابتداءً على تربيمة الممة على التعاليمم‬ ‫السمملمية‪ ،‬التممي تربممي فممي المسمملم الحسمماس بمجتمعممه ‪ ،‬أفراداً‬ ‫وجماعات‪ ،‬والقيام بشيء من حقوق المجتمع‪ ،‬ومن ذلك رفع الجهل‬ ‫عمن أفراده ‪ ،‬ونشمر العلم بينهمم ‪ ،‬وتذكمي فيمه روح التنافمس فمي ذلك‬ ‫طلباً لمرضاة الّ ‪.‬‬ ‫السبيل الثالثة ‪ :‬نهضة المجامع الفقهية بما يخص الوقف على العلم‪،‬‬ ‫ومن ذلك الوقف على الجامعات ‪:‬‬

‫تتابمع المسملمون فمي أزمان طويلة إلى المسمارعة فمي البذل قيامًا‬ ‫بواجممب التكافممل والتآزر ‪ ،‬وسممد خلة المحتاج ونشممر العلم‪ ،‬ورفممع‬ ‫الجهل عن المة‪ ،‬إل أنه ظهر من خلل التطبيق لهذه السنة الحسنة‬ ‫بعض المعوقات ‪ ،‬وقد وجد لها في كل عصر ومصر‪ ،‬جهابذة وفوا‬ ‫للممة حقهما فمي حمل تلك المشكلت ‪ ،‬مراعيمن حال أزمانهمم‪ ،‬وأهمل‬ ‫أزمانهمم‪ ،‬مقدميمن مافيمه جلب المصمالح ‪ ،‬ودفمع المفاسمد ‪ ،‬فعلى هذه‬ ‫المجاممع أن تنظمر فيمما يخمص الوقمف على العلم وكيمف الفادة ممن‬ ‫الوقاف الموجودة‪ ،‬وسبل دفع الناس على التحبيس على العلم‪.‬‬ ‫وقممد وجدت للوقاف مشاكممل كثيرة ‪ ،‬ومسممائل شائكممة‪ ،‬وأمور‬ ‫تحتاج إلى تجديمد بمما يناسمب حال الناس اليوم‪ ،‬ويجمد ممن القضيمة ‪،‬‬ ‫فعلى المجامع الفقهية القيام بما يمليه التكليف الشرعي ‪.‬‬ ‫وأن تتولى المبادرة إلى بحمممث هذه المشكلت ‪ ،‬وإيجاد المخرج‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪64‬‬

‫الشرعي لها‪.‬‬ ‫السبيل الرابعة ‪ :‬بث سير أهل الخير من أهل المسارعة ‪:‬‬

‫وممما همو مفيمد فمي نظري فمي بعمث هذا الجانمب بمث سمير أهمل‬ ‫الخيمر مممن عرف عنهمم المبادرة فمي النفاق ابتغاء وجمه الّ ‪ ،‬ممن‬ ‫الصمحابة‪ ،‬والتابعيمن وأتباعهمم‪ ،‬وخصموصاً مما يتعلق بالنفاق على‬ ‫العلم ‪ ،‬وقممد تقدم شيممء مممن نماذج ذلك(‪ . )258‬رفعاً لذكرهممم ‪ ،‬وشحذاً‬ ‫للهمم في اللحاق بهم ‪.‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪65‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬في ميدان السياسة‬ ‫والحكم‬ ‫السبيل الولى ‪ :‬وجوب تطبيق الشريعة السلمية ‪:‬‬

‫تمنمع النظممة الوضعيمة المعمول بهما فمي أكثمر البلد السملمية‬ ‫من إنشاء الوقف بصورته المعهودة في الشرع ‪.‬‬ ‫وقد كان هذا سبباً جوهرياً لنحسار الوقف ‪ ،‬وخصوصاً الوقف‬ ‫على العلم‪ ،‬وكان من نتيجة ذلك أن حرمت تلك البلدان خيراً وفيراً ‪،‬‬ ‫ونبعاً زللً‪ ،‬ورافداً مهماً من روافد العطاء ‪.‬‬ ‫ول مخرج ممن هذا إل بالعودة إلى تحكيمم شرع العزيمز الحكيمم‪،‬‬ ‫والعودة إلى ذلك كفيلة بإعادة الوقف إلى سمالف عهده المجيمد؛ إذ همو‬ ‫أحد روافد العطاء في سائر المجالت ‪ ،‬وخصوصاً مجالت العلم ‪.‬‬ ‫السبيل الثانية ‪ :‬فتح باب القدوة ‪:‬‬

‫ومممما له الثممر البيّمن فممي حممث الناس ‪ ،‬ومسممارعتهم فممي هذا‬ ‫الجانمممب‪ ،‬فتمممح باب القدوة فمممي هذا الموضوع ‪ ،‬فعلى ولة الممممر‬ ‫والعلماء ووجهاء المجتممع البدء بالمسمارعة إلى هذا الخيمر وتحمبيس‬ ‫الوقاف على دور العلم وإنشاء الربطممة‪ ،‬وطبممع الكتممب ونشرهمما‪،‬‬ ‫وقد تقدم شيء من نماذج ذلك (‪ ، )259‬تحقيقاً لمبدأ التعليم بالقدوة‪.‬‬ ‫السبيل الثالثة ‪ :‬ترك الحرية للواقف في إدارة وقفه إذا رغب‬ ‫‪:‬‬

‫أقدممت بلدان إسملمية عديدة على حصمر إدارة الوقاف الخيريمة‬ ‫على نفسها‪ ،‬ومنعت الواقفين من تولي ذلك بأنفسهم أو بناظر ينصبه‬ ‫الواقف ‪ .‬بل سنت لنفسها حق التغيير في مصارف الوقف ‪ ،‬وغالباً‬ ‫مما يخالف التغييمر مقاصمد الواقفيمن‪ ،‬وكان هذا سمبباً فمي إحجام الناس‬ ‫عن الوقف إحجاماً كلياً ‪ ،‬وبذلك سد باب كبير من أبواب الخير ‪.‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪66‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬في ميدان القتصاد‬ ‫السبيل الولى ‪ :‬الهتمام بالوقاف الموجودة ‪:‬‬

‫مع ما ذكرنا فيما سبق من ضياع أوقاف كثيرة في بلد إسلمية‬ ‫عديدة‪ ،‬فقد سلمت أوقاف كثيرة وهي في مواضع مثمنة جداً ‪ ،‬وهي‬ ‫بقيمهما كافيمة لسمد ثغرة عظيممة ممن حاجات الممة ‪ ،‬والواجمب فيمما‬ ‫نحن فيه المحافظة على هذه الوقاف ‪ ،‬والنظر في شروط الواقفين ‪،‬‬ ‫ومدى الفادة منهممما فمممي صمممرف ريعهممما على دور العلم‪ ،‬ومنهممما‬ ‫الجامعات (‪. )260‬‬ ‫وعلى الجهات المسمؤولة أن تجتهمد فيمما فيمه وفرة النتاج منهما ‪،‬‬ ‫وأن تعمممل على إشراك العلماء فيممما يعرض مممن إشكال عنممد وجود‬ ‫الغبطمة فمي المشاركمة‪ ،‬أو المناقلة‪ ،‬أو البيمع عنمد التهدم‪ ،‬ونقمل الوقمف‬ ‫إلى موضمع آخمر‪ ،‬والنظمر فمي شرط الواقمف ‪ ،‬وإمكان تغييره إلى مما‬ ‫همو أصملح ممما ل يخمل بغرضمه وقصمده ‪ ،‬وغيمر ذلك ممما يقتضيمه‬ ‫الفقمه‪ ،‬وتحتممه المصملحة‪ ،‬ويتحقمق معمه قصمد الواقمف ‪ ،‬ويبتعمد بذلك‬ ‫عن الوقوع في إضاعة المال‪.‬‬ ‫السبيل الثانية ‪ :‬العمل على إعادة الضائع من أصول الوقف ‪:‬‬

‫ضياع كثيممر مممن أعيان الوقممف لسممباب كثيرة ‪ ،‬ومممن الواجممب‬ ‫على الممة وولة الممر فيهما خاصمة بذل الجهمد العظيمم فمي العممل‬ ‫على إعادة هذه الوقاف ‪ ،‬وقمممممد يزع الّ بالسممممملطان مممممما ل يزع‬ ‫بالقرآن ‪ ،‬والنظممر فممي إمكانيممة الفادة مممن هذه الوقاف وصممرف‬ ‫ريعها على دور العلم ‪ ،‬ومنها الجامعات (‪. )261‬‬ ‫فللسملطان بهيبتمه وأعوانمه ‪ ،‬مما يسمتطيع بمه أن يعيمد الممر إلى‬ ‫نصمممممابه‪ ،‬وأن يجعمممممل ممممممن عمله هذا باعثاً للحياء على القتداء‬ ‫بالموات ‪ ،‬وذلك لمما يشاهده الحياء ممن وفرة الحرممة لوقفهمم بعمد‬ ‫الممات ‪.‬‬ ‫السبيل الثالثة ‪ :‬وضع خطة اقتصادية ترعى حاجات المة فيما‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪67‬‬

‫يتعلق بالوقف على الجامعات ‪:‬‬

‫رأينمما فيممما سممبق كيممف كان الوقممف رافداً مهماً فممي دعممم العلم ‪،‬‬ ‫والدور الذي كان يقوم بمه فمي تخفيمف العبمء عمن بيمت المال‪ ،‬وذلك‬ ‫بتكفله بجوانب مهمة‪ ،‬الهتمام بها كفيل بإعادة الهيبة للمة‪ ،‬وسبب‬ ‫لتنزل الرحمة ‪.‬‬ ‫ولهذا فإني أرى أن من أهم السبل في الوقف على الجامعات أن‬ ‫تتولى الجهات المسمممؤولة عمممن الوقمممف أممممر القيام بوضمممع خطمممة‬ ‫اقتصمادية ترعمى حاجات الممة فمي هذا الجانمب‪ ،‬وعليهما فمي ذلك أن‬ ‫تسمتقطب الخمبراء ممن أهمل القتصماد‪ ،‬وعلماء الجتماع‪ ،‬والتخطيمط‬ ‫والدارة ‪ ،‬وبلد السملم مليئة منهمم‪ ،‬حتمى إذا تمم إعداد هذه الخطمط‬ ‫طرحممت هذه المشاريممع ‪ ،‬وعرضممت على أثرياء المممة ‪ ،‬بتكلفتهمما‪،‬‬ ‫والمردود المرجو منها ‪.‬‬ ‫فهذا أفضمل فمي نظري ممن الدعوة المجردة للبذل ‪ ،‬أو للوقمف ‪،‬‬ ‫وفي ظني ومن واقع ما نشاهده من انبعاث جانب البذل والنفاق في‬ ‫سممبيل الّ مممن نفممر غيممر قليممل مممن أثرياء المممة‪ ،‬أن هذا مممن أنجممح‬ ‫السبل‪ ،‬وأنجع الدواء ‪.‬‬ ‫السبيل الرابعة ‪ :‬قيام مؤسسات اقتصادية ترعى الوقاف‬ ‫على العلم‪ ،‬ومن ذلك الجامعات‪:‬‬

‫تقدمممت فممي وقتنممما علوم القتصممماد‪ ،‬وقننممت أنظممممة الدارة ‪،‬‬ ‫والمحاسمبة‪ ،‬وشؤون المال‪ ،‬فحسمماً لباب السمترخاء‪ ،‬وقطعاً للظنون‬ ‫المثبطة ‪ -‬أن تكون الجهة الناظرة‪ ،‬هي المحاسبة‪ -‬ينبغي العمل على‬ ‫إيجاد مؤسممسات متخصممصة‪ ،‬تقوم على إدارة الوقممف‪ ،‬فتتسمملمه مممن‬ ‫وزارة الوقاف ‪ ،‬أو ممن صماحبه إذا رغمب‪ ،‬بجزء معلوم ممن ريعمه‪،‬‬ ‫على أن تخضمع هذه المؤسمسات لرقابمة قضائيمة مشتركمة‪ ،‬وتخضمع‬ ‫لنظام محاسبي واضح‪ ،‬ومنشور‪.‬‬ ‫وبهذا تحمممل عقدة كمممبيرة‪ ،‬منعمممت كثيراً ممممن أهمممل البذل ممممن‬ ‫المشاركة في هذا الباب من البر ‪.‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪68‬‬

‫السبيل الخامسة ‪ :‬الستفادة من التجارب المعاصرة ‪:‬‬

‫قامممت فممي بلدان عديدة ‪ ،‬فممي الونممة الحاضرة‪ ،‬جهود عديدة ‪،‬‬ ‫فرديممة وجماعيممة‪ ،‬للدعوة إلى إحياء سممنة الوقممف ‪ ،‬وقممد أثمرت هذه‬ ‫الجهود عمن نواة لمشاريمع وقفيمة عديدة‪ ،‬منهما مما همو فمي طور البناء‬ ‫والتشييد‪ ،‬ومنها ما أينعت ثماره وبدأ في إتيان أكله ‪.‬‬ ‫ول شمممك أن هذه الجهود قمممد مرت بتجربمممة ‪ ،‬واسمممتفادت ممممن‬ ‫أخطاء‪ ،‬فحبذا لو تمممممم التخاطممممب‪ ،‬وتبادل الزيارات بيممممن الجهات‬ ‫المختصمممة فممي كممل بلد مممع أصممحاب تلك الجهود‪ ،‬تلفياً للخطاء‬ ‫المستقبلية‪ ،‬ومنعاً للتكرار‪.‬‬ ‫السبيل السادسة‪ :‬فتح باب المساهمة في الوقف الجماعي ‪:‬‬

‫وذلك تطممبيقاً لقاعدة ‪ :‬ممما ل يدرك كله ‪ ،‬ل يترك كله‪ ،‬وقاعدة ‪:‬‬ ‫القليل من الكثير كثير ‪.‬‬ ‫فتعمم بذلك المشاركمة فمي الخيرات‪ ،‬ول يحرم ممن قصمد الثواب‬ ‫والمبرات‪ ،‬وتجتمع فيه نيات المشاركين‪ ،‬وأموالهم ‪ ،‬وتوجهاتهم إلى‬ ‫الّ بالخلص في أعمالهم‪.‬‬ ‫وقمد قال فيمما رواه عثمان بمن عفان رضمي الّ عنمه ‪ " :‬ممن‬ ‫بنممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممى‬ ‫مسممجداً ل بنممى الّ له فممي الجنممة مثله " (‪ . )262‬وفممي لفممظ ‪ " :‬ولو‬ ‫كمفحص قطاة"(‪.)263‬‬ ‫وهذا المثال مممن النممبي يدل على أن مممن سمماعد على عمارة‬ ‫المسجد ولو بشيء قليل بحيث تكون حصته من المسجد هذا المقدار‬ ‫ وهو مفحص القطاة‪ -‬استحق هذا الثواب الجزيل ‪.‬‬‫وفمي ظنمي أن هذا السمبيل ممن أنجمح الوسمائل‪ ،‬بمل همي أفضلهما‬ ‫على الطلق‪ ،‬وقد جربت في عدد من المشاريع الخيرية‪ ،‬ونجحت‬ ‫نجاحاً باهراً ‪ ،‬ممع مافيهما ممن التحرر ممن قيود الواقفيمن‪ ،‬وإخفاء ممن‬ ‫يرغب في إخفاء صدقته من المحسنين‪.‬‬ ‫السبيل السابعة ‪ :‬الستفادة من الجمعيات الخيرية الموجودة‬ ‫‪:‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪69‬‬

‫ذكرنما فيمما سمبق أن ممن أولويات العممل على بعمث الوقمف على‬ ‫العلم‪ ،‬وممن ذلك الجامعات ممن جديمد‪ ،‬وضمع خطمة اقتصمادية متينمة‬ ‫مدروسممة‪ ،‬وأن يتولى أمممر ذلك نخبممة منتقاة مممن علماء القتصمماد‪،‬‬ ‫والتخطيط والدارة ‪ ،‬كما ذكرنا فتح الباب للوقف الجماعي‪.‬‬ ‫ومممما يفيممد جداً فممي هذا الجانممب السممتعانة بخممبرة الجمعيات‬ ‫الخيريمة‪ ،‬فقمد عملت فمي أوسماط الحاجمة ‪ ،‬وتلمسمت مواطمن النفاق ‪،‬‬ ‫وتجممع لديهما خمبرة فمي هذا الجانمب ل يمكمن الحصمول عليهما ممن‬ ‫غيرها ‪.‬‬ ‫السبيل الثامنة ‪ :‬العمل على الستفادة من التجارب الحالية‬ ‫للدول غير المسلمة على أن توضع في إطار إسلمي ‪.‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪70‬‬

‫المر الثاني ‪ :‬النتائج والتوصيات ‪:‬‬ ‫بعد العرض السابق لبحث " الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف‬ ‫نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها " ‪ ،‬تظهر النتائج التالية ‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن الوقممف فممي الصممطلح ‪ :‬تحممبيس مالك مطلق التصممرف ماله‬ ‫المنتفع به مع بقاء عينه بقطع تصرف الواقف وغيره في رقبته ‪،‬‬ ‫يصرف ريعه إلى جهة بر تقرباً ل تعالى ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ثبوت شرعيمة الوقمف بالكتاب‪ ،‬والسمنة‪ ،‬وإجماع الصمحابة رضمي‬ ‫الّ عنهم‪.‬‬ ‫‪ -3‬أن للوقف هدفاً عاماً يتمثل من القيام بما أوجبه الّ على المسلمين‬ ‫ممن التعاون والتكافمل والتراحمم‪ ،‬وهدفاً خاصماً يتمثمل فمي تحقيمق‬ ‫رغبة خاصة قائمة في نفس المسلم يدفعه إلى تحقيقها دوافع دينية‬ ‫وغريزية وواقعية واجتماعية‪.‬‬ ‫‪ -4‬وجود فكرة الوقف في المم قبل السلم ‪.‬‬ ‫‪ -5‬تسمابق المسملمين حكاماً ومحكوميمن منمذ القرن الول على تحمبيس‬ ‫الموال على العلم وممممما يتعلق بنشره‪ ،‬مممممن مدارس ومعاهممممد ‪،‬‬ ‫مكتبات ‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬ ‫‪ -6‬إمكانيمة الفادة ممن الوقاف الموجودة فمي دعمم الجامعات‪ ،‬بتغييمر‬ ‫شرط الواقمف عنمد المصملحة إذا كان تغييره ممن أدنمى إلى أعلى ‪،‬‬ ‫واتفق مع غرض الواقف‪ ،‬وكذا نقل الوقف من محلة إلى أخرى‪،‬‬ ‫عند المصلحة‪ ،‬واتفق مع غرض الواقف‪.‬‬ ‫‪ -7‬الفادة ممن الوقاف المنقطعمة فمي دعمم العلم بعمد أقارب الواقمف‪،‬‬ ‫وكذا الوقف المطلق ‪.‬‬ ‫‪ -8‬السبل الشرعية لتوجيه الوقاف في دعم الجامعات كثيرة‪ ،‬منها ما‬ ‫همو فمي ميدان الدعوة ‪ ،‬ومنهما مما همو فمي ميدان السمياسة والحكمم ‪،‬‬ ‫ومنها ما هو في ميدان القتصاد‪.‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫‪71‬‬

‫وأما التوصيات ‪:‬‬

‫فممن خلل العرض السابق يظهمر لي الخمذ بالتوصميات التيمة‬

‫‪:‬‬ ‫أولً ‪ :‬العمممل على ترسمميخ فكرة عدم حصممر الخيريممة فقممط فممي بناء‬ ‫المسماجد ‪ ،‬والنفاق على الفقراء ونحوهما ‪ ،‬وتنشيمط مبدأ الوقمف‬ ‫الثقافممي ‪ ،‬وإحياؤه‪ ،‬وإعادتممه إلى الذهان ‪ ،‬وتشجيممع الموسممرين‬ ‫عليممه ‪ ،‬وبيان حاجممة المجتمممع إلى الوقممف الثقافممي الذي يخدم‬ ‫شريحة كبيرة منه ‪.‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬العمممل على قيام مؤسممسات وقفيممة ثقافيممة ‪ ،‬ووجود نظام لهمما‬ ‫متكامممل مممن الجوانممب الشرعيممة ‪ ،‬والقتصممادية ‪ ،‬والداريممة ‪،‬‬ ‫تستطيع كسب ثقة الموسرين الخيرين‪ ،‬وتحقق شروط الواقفين ‪.‬‬ ‫ثالثاً ‪ :‬طباعمة البحاث المقدمممة للمجلة ؛ لتكون مرجعاً هاماً فمي هذا‬ ‫الباب ‪.‬‬ ‫أسأل الّ عز وجل التوفيق والسداد ‪ ،‬وصلى الّ وسلم على نبينا‬ ‫محمد وآله وصحبه ‪.‬‬

‫الوقاف في العصر الحديث ‪ ،‬كيف نوجهها لدعم الجامعات وتنمية مواردها (دراسة فقهية)‬

‫الهوامش‬

‫‪72‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪24‬‬

‫‪25‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪36‬‬

‫() سورة آل عمران ‪. 102 :‬‬ ‫() سورة النساء ‪. 1 :‬‬ ‫() سورة الحزاب ‪. 71-70 :‬‬

‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬

‫‪. 1/613‬‬ ‫()‬ ‫‪. 2/26‬‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬

‫لم أترجم لشيء من العلم خشية الطالة‪.‬‬ ‫انظر ‪ :‬معجم مقاييس اللغة ‪ ،‬مادة ( وقف ) ‪. 6/135‬‬ ‫المصباح المنير ‪ ، 2/696‬مادة ( وقف ) ‪.‬‬ ‫لسان العرب ‪ ، 9/359‬مادة ( وقف ) ‪ ،‬والمصباح المنير ‪ ، 2/669‬مادة (وقف) ‪.‬‬ ‫انظر ‪ :‬تهذيب اللغة ‪. 9/333‬‬ ‫ينظر ‪ :‬الصحاح ‪ ، 4/1440‬ولسان العرب ‪ ، 9/359‬والمطلع ص ‪. 285‬‬ ‫انظر ‪ :‬المغرب ‪ ، 1/176‬مادة (حبس) ‪.‬‬ ‫انظر ‪ :‬اللسان ص ‪ ، 63‬مادة ( أبد ) ‪.‬‬ ‫القناع للشربيني ‪ ، 2/26‬وفتح الوهاب ‪ ، 2/256‬وتحفة المحتاج ‪.6/235‬‬ ‫انظر ‪ :‬المطلع ‪ ، 285‬التنقيح ‪ ، 185‬وشرح المنتهى للبهوتي ‪. 2/489‬‬ ‫المغني ‪. 8/184‬‬ ‫النصاف ‪. 7/3‬‬ ‫ينظر ‪ :‬مطالب أولي النهى ‪. 4/270‬‬ ‫ينظر ‪ :‬منهاج النووي مع مغني المحتاج ‪. 2/376‬‬ ‫‪. 4/271‬‬ ‫ينظر ‪ :‬حاشية الباجوري على الغزي ‪ ، 2/69‬وفتح الوهاب ‪. 2/256‬‬ ‫ينظر ‪ :‬مطالب أولي النهى ‪. 4/271‬‬ ‫المصدر السابق ‪.‬‬ ‫انظر ‪ :‬كشاف القناع ‪. 4/241‬‬ ‫انظر ‪ :‬تحفة المحتاج ‪ ، 6/235‬قليوبي وعميرة ‪ ، 3/97‬أسنى المطالب ‪ ، 2/457‬فتح الجواد‬ ‫انظر ‪ :‬نهاية المحتاج ‪ ، 5/358‬مغني المحتاج ‪ ، 2/376‬القناع في حل ألفاظ أبي شجاع‬ ‫انظر ‪ :‬روضة الطالبين ‪. 5/327‬‬ ‫حاشية أبي الضياء على نهاية المحتاج ‪. 5/358‬‬ ‫انظر ‪ :‬حاشية الباجوري ‪. 2/70‬‬ ‫انظر ‪ :‬مطالب أولي النهى ‪. 4/271‬‬ ‫انظر ‪ :‬الهداية مع فتح القدير ‪. 6/203‬‬ ‫انظر ‪ :‬حاشية الشلبي على تبيين الحقائق ‪. 3/325‬‬ ‫انظر ‪ :‬الهداية مع فتح القدير ‪.6/203‬‬ ‫ينظر ‪ :‬حاشية الطحطاوي ‪ . 2/528‬و ص‬ ‫ينظر ‪ :‬مواهب الجليل ‪ ، 6/18‬وشرح الخرشي على خليل ‪.7/78‬‬ ‫ينظر ‪ :‬مواهب الجليل ‪. 6/18‬‬ ‫‪. 2/225‬‬ ‫شرح الخرشي على خليل ‪. 7/78‬‬

‫‪37‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪41‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪45‬‬

‫‪46‬‬ ‫‪47‬‬

‫‪48‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪55‬‬

‫‪56‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪66‬‬

‫المعجم الوسيط ‪.1/135‬‬ ‫()‬ ‫لسان العرب ‪ ، 15/341‬و ‪ ، 3/456‬والمعجم الوسيط ‪.1024 ، 2/956‬‬ ‫()‬ ‫آل عمران ‪. 92 :‬‬ ‫()‬ ‫أخرجه البخاري في الزكاة ‪ ،‬باب الزكاة على القارب (‪ ، )1461‬ومسلم في الزكاة ‪ ،‬باب‬ ‫()‬ ‫فضل النفقة والصدقة على القربين ‪ )998( ..‬عن أنس رضي ال عنه ‪.‬‬ ‫آل عمران ‪. 115 :‬‬ ‫()‬ ‫سورة يس ‪. 12 :‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬تفسير القرآن العظيم ‪. 3/566‬‬ ‫()‬ ‫أخرجه البخاري في الشروط‪ ،‬باب الشروط في الوقف (ح ‪ ،)2737‬ومسلم في الوصية‪،‬‬ ‫()‬ ‫باب الوقف (ح ‪. )1632‬‬ ‫الحديث أخرجه مسلم في الوصية ‪ ،‬باب ما يلحق النسان من الثواب بعد وفاته (ح‬ ‫()‬ ‫‪. )1631‬‬ ‫شرح صحيح مسلم للنووي ‪. 11/85‬‬ ‫()‬ ‫تفسير القرطبي ‪. 6/339‬‬ ‫()‬ ‫وانظر ‪ :‬آثار الصحابة رضي ال عنهم ‪ :‬مخرجة في المستدرك ‪ ، 4/200‬وسنن الدارقطني ‪4/200‬‬ ‫‪ ،‬وسنن البيهقي ‪ ، 6/160‬والمحلى ‪. 9/180‬‬ ‫أورده ابن قدامة في المغني ‪ ، 8/185‬والزركشي ‪ ، 4/269‬ولم أقف عليه مسنداً‪.‬‬ ‫()‬ ‫الفصاح ‪. 2/52‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬مغني المحتاج ‪. 2/376‬‬ ‫()‬ ‫سنن الترمذي ‪ ، 5/13‬بعد حديث (‪. )1375‬‬ ‫()‬ ‫شرح السنة ‪. 8/288‬‬ ‫()‬ ‫المحلى ‪.9/180‬‬ ‫()‬ ‫محاضرات في الوقف لبي زهرة ص ‪ ، 36 ،4‬وأحكام الوقف للكبيسي ‪.1/42‬‬ ‫()‬ ‫أخرجه مسلم في البر والصلة ‪ ،‬باب تراحم المؤمنين (ح ‪ )2586‬عن النعمان بن بشير‬ ‫()‬ ‫رضي ال عنه ‪.‬‬ ‫حجة ال البالغة ‪. 2/116‬‬ ‫()‬ ‫محاضرات في الوقف ص ‪. 3‬‬ ‫()‬ ‫أحكام الوقف للكبيسي ‪. 1/141‬‬ ‫()‬ ‫أخرجه الترمذي في العلم ‪ ،‬باب فضل العلم (ح ‪ )2649‬وحسنه ‪.‬‬ ‫()‬ ‫البحر الرائق ‪. 5/199‬‬ ‫()‬ ‫حاشية ابن عابدين ‪. 3/387‬‬ ‫()‬ ‫شرح الخرشي على مختصر خليل ‪.7/89‬‬ ‫()‬ ‫المنهاج مع مغني المحتاج ‪. 2/381‬‬ ‫()‬ ‫‪. 2/381‬‬ ‫()‬ ‫‪. 4/245‬‬ ‫()‬ ‫دخلت الجيوش الفاطمية مدينة الفسطاط في ‪ 17‬من شعبان سنة ‪358‬هم وفي نفس الليلة‬ ‫()‬ ‫التي دخلت فيها الجيوش الفسطاط أسس الفاطميون حاضرة جديدة لملكهم سموها القاهرة تفاؤلً‬ ‫بالنصر ‪ ،‬ثم بنى الفاطميون بعاصمتهم الجديدة مسجداً جامعاً سموه بالزهر نسبة إلى فاطمة‬

‫‪67‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪75‬‬

‫‪76‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪81‬‬

‫‪82‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪90‬‬

‫‪91‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪96‬‬

‫الزهراء ‪ ،‬وبدأوا في إنشائه في ‪ 24‬جمادى الولى سنة ‪359‬هم (أبريل ‪970‬م) وتم بناؤه وافتتح‬ ‫للصلة والدراسة في ‪ 7‬من رمضان سنة ‪361‬هم (‪972‬م) ‪.‬‬ ‫انظر ‪ :‬صبح العشى ‪.410-392‬‬ ‫المواعظ والعتبار بذكر الخطط والثار ‪.2/274‬‬ ‫()‬ ‫المصدر السابق ‪.‬‬ ‫()‬ ‫عجائب الثار في التراجم والخبار للجبرتي ‪. 3/344‬‬ ‫()‬ ‫دور الوقاف في دعم الزهر ص ‪.125‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬عجائب الثار للجبرتي ‪. 3/262‬‬ ‫()‬ ‫دور الوقاف في دعم الزهر ص ‪.131-129‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬معجم البلدان ‪ ، 418 ، 3/417‬ومجلة الوعي السلمي ‪ ،‬عدد (‪ )382‬ص ‪.37‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬معجم البلدان ‪ ، 480-1/479‬ومجلة الوعي السلمي عدد (‪ )382‬ص ‪.37‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬البداية والنهاية ‪ ، 341 ، 233 ، 217 ، 176 ، 102 ، 74 ، 19 ، 16/16‬و ‪159 ، 106 ، 17/85‬‬ ‫()‬ ‫‪ ، 465 ،‬ط‪ .‬دار هجر ‪ ،‬والمواعظ والعتبار للمقريزي ‪ ، 2/233‬وطبقات الشافعية للسنوي ‪، 2/26‬‬ ‫ورحلة ابن جبير ص ‪ ، 16‬ومقدمة ابن خلدون ‪. 1/88‬‬ ‫ينظر ‪ :‬رحلة ابن جبير ص ‪. 16-15‬‬ ‫()‬ ‫مجلة الوعي السلمي عدد (‪ ، )382‬ص ‪. 37‬‬ ‫()‬ ‫انظر ‪ :‬تذكرة الحفاظ للذهبي ‪. 4/253‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬مقدمة ابن خلدون ‪ ، 1/88‬والعبر لبن خلدون ص ‪.279‬‬ ‫()‬ ‫انظر ‪ :‬البداية والنهاية ‪.13/139‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬البداية والنهاية ‪ ، 716 ، 532 ، 490 ، 383 ، 336 ، 275 ، 198 ، 118 ، 86 ، 16/13‬و ‪17/5‬‬ ‫()‬ ‫‪ ، 349 ، 314 ، 258 ، 221 ، 169 ، 78 ، 61 ، 47 ،‬ط‪ .‬دار هجر ‪.‬‬ ‫ينظر ‪ :‬الوقف وبنية المكتبة العربية ص ‪.19‬‬ ‫()‬ ‫انظر ‪ :‬الوقف وبنية المكتبة العربية للدكتور يحيى محمود ساعاتي ص ‪.21‬‬ ‫()‬ ‫الغاني للصبهاني ‪. 4/51‬‬ ‫()‬ ‫الوقف وبنية المكتبة العربية ص ‪. 32‬‬ ‫()‬ ‫انظر ‪ :‬الوقف وبنية المكتبة العربية ص ‪.33‬‬ ‫()‬ ‫انظر ‪ :‬معجم البلدان ‪. 5/114‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬رحلة ابن جبير ص ‪. 15‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬البحر الرائق ‪ ، 5/245‬ومجموع فتاوى ابن تيمية ‪. 31/47‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬الشباه والنظائر لبن نجيم ص ‪ ، 195‬وحاشية ابن عابدين ‪ ، 4/433‬ومجموع‬ ‫()‬ ‫فتاوى ابن تيمية ‪ ، 31/47‬والمبدع ‪. 5/333‬‬ ‫مجموع فتاوى شيخ السلم ابن تيمية ‪. 31/48‬‬ ‫()‬ ‫انظر ‪ :‬فتح القدير ‪ ، 6/200‬والبحر الرائق ‪. 5/245‬‬ ‫()‬ ‫انظر ‪ :‬الشرح الصغير ‪ ، 2/305‬والشرح الكبير ‪ ، 4/88‬ومواهب الجليل ‪. 6/33‬‬ ‫()‬ ‫انظر ‪ :‬نهاية المحتاج ‪ ، 5/376‬وتحفة المحتاج ‪. 6/256‬‬ ‫()‬ ‫انظر ‪ :‬أعلم الموقعين ‪ ، 3/96‬والنصاف ‪ ، 7/56‬وأخصر المختصرات ص ‪.198‬‬ ‫()‬ ‫فتح القدير ‪. 6/200‬‬ ‫()‬

‫‪97‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪102‬‬

‫‪103‬‬ ‫‪104‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪108‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪113‬‬ ‫‪114‬‬

‫‪115‬‬ ‫‪116‬‬ ‫‪117‬‬

‫‪118‬‬

‫‪119‬‬ ‫‪120‬‬

‫‪121‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪123‬‬

‫الشرح الكبير ‪. 4/88‬‬ ‫()‬ ‫التحاف ببيان أحكام إجارة الوقاف ضمن فتاوى ابن حجر ‪.3/342‬‬ ‫()‬ ‫تحفة المحتاج ‪. 6/256‬‬ ‫()‬ ‫أخصر المختصرات ص ‪.198‬‬ ‫()‬ ‫الجنف ‪ :‬الميل المتعمد ‪ .‬انظر المصباح المنير ‪ ،‬مادة (جنف) ‪. 1/111‬‬ ‫()‬ ‫أخرجه البخاري في المكاتب ‪ ،‬باب استعانة المكاتب (ح ‪ ، )2563‬ومسلم في العتق ‪ ،‬باب‬ ‫()‬ ‫إنما الولء لمن أعتق (ح ‪ )1504‬عن عائشة رضي الّ عنها ‪.‬‬ ‫إعلم الموقعين ‪. 3/96‬‬ ‫()‬ ‫سورة المائدة ‪. 1 :‬‬ ‫()‬ ‫أخرجه البخاري معلقاً بصيغة الجزم (ح ‪ )451‬فتح الباري ‪.‬‬ ‫()‬ ‫تقدم تخريجه ص ‪.13‬‬ ‫()‬ ‫المصادر السابقة ص ‪.44‬‬ ‫()‬ ‫المصادر السابقة‪.‬‬ ‫()‬ ‫البحر الرائق ‪ ، 5/277‬والشباه والنظائر ص ‪ ،195‬وحاشية ابن عابدين ‪.3/387‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬الفواكه الدواني ‪. 2/225‬‬ ‫()‬ ‫مجموع فتاوى شيخ السلم ‪ ، 31/253‬والختيارات الفقهية ص ‪.182‬‬ ‫()‬ ‫الختبارات الفقهية ص ‪.182‬‬ ‫()‬ ‫مجموع فتاوى شيخ السلم ابن تيمية ‪. 31/253‬‬ ‫()‬ ‫الحديث أخرجه البخاري في الحج ‪ ،‬باب فضل مكة وبنيانها (ح ‪ ، )1586‬ومسلم في‬ ‫()‬ ‫الحج ‪ ،‬باب نقض الكعبة وبنائها (ح ‪ ، )1333‬واللفظ لمسلم‪.‬‬ ‫مجموع فتاوى ابن تيمية ‪.31/244‬‬ ‫()‬ ‫المناقلة بالوقاف ص ‪.100‬‬ ‫()‬ ‫الحديث أخرجه أبو داود في اليمان والنذور ‪ ،‬باب من نذر أن يصلي ببيت المقدس‬ ‫()‬ ‫(ح ‪ ، )3305‬وأحمد ‪ ، 3/363‬وأخرجه الحاكم في المستدرك في النذور ‪ ، 4/76‬وقال ‪ :‬هذا حديث‬ ‫صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ‪ ،‬وسكت عنه الذهبي ‪ ،‬وصححه أيضًا ابن دقيق العيد ‪.‬‬ ‫انظر ‪ :‬التلخيص الحبير ‪. 4/178‬‬ ‫أخرجه أحمد ‪ ، 5/142‬وأبو داود في الزكاة ‪ ،‬باب في زكاة السائمة (ح ‪ ، )1583‬والحاكم‬ ‫()‬ ‫في المستدرك في الزكاة ‪ . 1/399‬والحديث صححه الحاكم ‪ ،‬وقال‪ :‬حديث صحيح على شرط مسلم‬ ‫ولم يخرجاه ‪ .‬ووافقه الذهبي ‪ .‬انظر ‪ :‬المستدرك مع التلخيص ‪.1/400‬‬ ‫المناقلة بالوقاف ص ‪.102‬‬ ‫()‬ ‫الحديث أخرجه البخاري في الهبة ‪ ،‬باب ل يحل لحد أن يرجع في هبته وصدقته (ح‬ ‫()‬ ‫‪ ، )2623‬ومسلم في الهبات ‪ ،‬باب كراهة شراء النسان ما تصدق به (ح ‪.)1621‬‬ ‫سبق تخريجه ص ‪.13‬‬ ‫()‬ ‫الثر أخرجه الفاكهي ‪ . 5/231‬ينظر ‪ :‬فتح الباري ‪. 3/458‬‬ ‫()‬ ‫هذا الثر اشتهر في كتب الفقهاء كالمغني ‪ ، 8/212‬والمبدع ‪ ، 5/353‬وقد أورده شيخ‬ ‫()‬ ‫السلم كما في مجموع الفتاوى ‪ ، 31/215‬نقلً عن الشافي لبي عبدالعزيز قال ‪ :‬حدثنا الخلل ‪،‬‬ ‫ل أنه‬ ‫حدثنا صالح بن أحمد ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬حدثنا يزيد بن هارون ‪ ...‬إلخ ‪ .‬وهو إسناد حسن إ ّ‬ ‫مرسل ‪.‬‬

‫‪124‬‬ ‫‪125‬‬ ‫‪126‬‬ ‫‪127‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪131‬‬

‫‪132‬‬ ‫‪133‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪135‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪137‬‬ ‫‪138‬‬ ‫‪139‬‬ ‫‪140‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪142‬‬

‫‪143‬‬ ‫‪144‬‬ ‫‪145‬‬ ‫‪146‬‬ ‫‪147‬‬ ‫‪148‬‬

‫‪149‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪151‬‬ ‫‪152‬‬ ‫‪153‬‬ ‫‪154‬‬ ‫‪155‬‬ ‫‪156‬‬

‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬ ‫()‬

‫شرح الزركشي ‪. 4/288‬‬ ‫مجموع فتاوى شيخ السلم ابن تيمية ‪.31/229‬‬ ‫المناقلة بالوقاف ص ‪.93‬‬ ‫المناقلة بالوقاف ص ‪.101‬‬ ‫أخرجه في الصلة ‪ ،‬باب بنيان المسجد (ح ‪ )446‬عن ابن عمر رضي الّ عنهما ‪.‬‬ ‫مجموع فتاوى ابن تيمية ‪.31/244‬‬ ‫الثر أخرجه الفاكهي في أخبار مكة ‪ ، 5/231‬وانظر ‪ :‬فتح الباري ‪. 3/458‬‬ ‫الثر أخرجه الفاكهي ‪ ، 5/231‬والبيهقي في الحج ‪ ،‬باب ما جاء في مال الكعبة وكسوتها‬

‫‪.5/159‬‬ ‫قال ابن حجر العسقلني في الفتح ‪ : 3/458‬في إسناد البيهقي راو ضعيف وإسناد الفاكهي سالم‬ ‫منه‪.‬‬ ‫المناقلة بالوقاف ص ‪.113‬‬ ‫()‬ ‫المناقلة بالوقاف ص ‪.107‬‬ ‫()‬ ‫المناقلة بالوقاف ص ‪.113‬‬ ‫()‬ ‫القناع في حل ألفاظ أبي شجاع ‪. 1/30‬‬ ‫()‬ ‫كشاف القناع ‪ ، 4/258‬وشرح المنتهى ‪. 2/501‬‬ ‫()‬ ‫ص ‪.48‬‬ ‫()‬ ‫الحديث سبق تخريجه ص ‪.13‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬المناقلة بالوقاف ص ‪. 118‬‬ ‫()‬ ‫انظر ‪ :‬المصدر السابق ‪.‬‬ ‫()‬ ‫النجيب‪ :‬الفاضل من كلّ حيوان ‪ .‬انظر ‪ :‬النهاية في غريب الحديث ‪ ،‬مادة(نجب) ‪.5/17‬‬ ‫()‬ ‫الحديث أخرجه أبو داود في المناسك ‪ ،‬باب تبديل الهدى (ح ‪ ، )1756‬وأحمد ‪ ،2/145‬وابن‬ ‫()‬ ‫خزيمة في صحيحه ‪ ،‬في المناسك‪ ،‬باب استحباب المغالة في ثمن الهدى وكرائمه (ح ‪.)2911‬‬ ‫ميزان العتدال ‪. 1/426‬‬ ‫()‬ ‫التاريخ الكبير ‪. 2/230‬‬ ‫()‬ ‫انظر ‪ :‬المناقلة بالوقاف ص ‪.121‬‬ ‫()‬ ‫انظر ‪ :‬المصدر السابق ‪.‬‬ ‫()‬ ‫القنطرة ‪ :‬ما يبنى على الماء للعبور ‪ ،‬والجسر عام ‪ .‬المغرب ‪ ، 2/185‬مادة ‪( :‬قنطر)‪.‬‬ ‫()‬ ‫الثغر من البلد ‪ :‬الموضع الذي يخاف منه هجوم العدو ‪ ،‬فهو كالثلمة في الحائط يخاف‬ ‫()‬ ‫هجوم السارق منها ‪ ،‬والجمع ثغور ‪ .‬المصباح ‪ ، 1/81‬مادة (ثغر) ‪.‬‬ ‫روضة الطالبين ‪. 5/320‬‬ ‫()‬ ‫سورة البقرة ‪ ،‬آية ‪. 154 :‬‬ ‫()‬ ‫المغني ‪. 8/209‬‬ ‫()‬ ‫سورة البقرة ‪ ،‬آية ‪. 261 :‬‬ ‫()‬ ‫تفسير الطبري ‪ ، 3/62‬وتفسير ابن كثير ‪. 1/316‬‬ ‫()‬ ‫سورة هود ‪ ،‬آية ‪. 19 :‬‬ ‫()‬ ‫تفسير القرآن العظيم لبن كثير ‪.2/441‬‬ ‫()‬ ‫سورة البقرة ‪ ،‬آية ‪. 44 :‬‬ ‫()‬

‫‪157‬‬ ‫‪158‬‬ ‫‪159‬‬ ‫‪160‬‬ ‫‪161‬‬ ‫‪162‬‬ ‫‪163‬‬

‫‪164‬‬ ‫‪165‬‬ ‫‪166‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪168‬‬ ‫‪169‬‬ ‫‪170‬‬ ‫‪171‬‬ ‫‪172‬‬ ‫‪173‬‬ ‫‪174‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪177‬‬ ‫‪178‬‬ ‫‪179‬‬ ‫‪180‬‬ ‫‪181‬‬ ‫‪182‬‬ ‫‪183‬‬

‫‪184‬‬ ‫‪185‬‬ ‫‪186‬‬ ‫‪187‬‬ ‫‪188‬‬ ‫‪189‬‬ ‫‪190‬‬

‫تفسير القرآن العظيم لبن كثير ‪. 1/85‬‬ ‫()‬ ‫سورة النساء ‪ ،‬آية ‪. 149 :‬‬ ‫()‬ ‫جامع البيان للطبري ‪ ، 4/343‬وتفسير القرآن العظيم ‪.1/571‬‬ ‫()‬ ‫سورة آل عمران ‪ ،‬آية ‪. 145 :‬‬ ‫()‬ ‫تفسير القرآن العظيم ‪. 2/410‬‬ ‫()‬ ‫روضة الطالبين ‪. 5/321‬‬ ‫()‬ ‫أخرجه المام أحمد ‪ ، 214 ، 4/18‬والترمذي في الزكاة ‪ ،‬باب ما جاء في الصدقة على‬ ‫()‬ ‫ذي القرابة (ح ‪ ، )658‬والحميدي (ح ‪ ، )823‬والدارمي (ح ‪ ،)1687‬وابن خزيمة (ح ‪ ، )2385‬وابن‬ ‫حبان (ح ‪ )3344‬إحسان ‪ ،‬والطبراني (ح ‪ ، )6206‬و(ح ‪ ، )6207‬و(ح ‪ ، )6210‬والحاكم ‪، 1/407‬‬ ‫ل عنه‪.‬‬ ‫والبيهقي ‪ 4/174‬عن سلمان بن عامر رضي ا ّ‬ ‫المغني ‪. 8/210‬‬ ‫()‬ ‫النصاف مع الشرح الكبير ‪. 16/511‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬فتح القدير ‪ ، 6/237‬والدر المختار مع حاشية ابن عابدين ‪. 4/366‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬مواهب الجليل ‪ ، 6/32‬والشرح الكبير مع حاشية الدسوقي ‪. 4/91‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬روضة الطالبين ‪ ، 5/359‬ومغني المحتاج ‪ ، 2/392‬وتيسير الوقوف ق ‪82‬أ ‪.‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬فتاوى ابن تيمية ‪ ، 31/267‬وكشاف القناع ‪ ، 4/324‬ومطالب أولي النهى ‪. 4/368‬‬ ‫()‬ ‫الدر المختار مع ابن عابدين ‪. 4/366‬‬ ‫()‬ ‫حاشية ابن عابدين ‪. 4/366‬‬ ‫()‬ ‫فتح القدير ‪. 6/237‬‬ ‫()‬ ‫حاشية الدسوقي ‪. 4/91‬‬ ‫()‬ ‫مواهب الجليل ‪. 6/32‬‬ ‫()‬ ‫مغني المحتاج ‪. 3/392‬‬ ‫()‬ ‫انظر ‪ :‬تيسير الوقوف ق ‪82‬أ ‪.‬‬ ‫()‬ ‫مجموع فتاوى شيخ السلم ابن تيمية ‪. 31/267‬‬ ‫()‬ ‫القناع مع شرحه ‪. 4/293‬‬ ‫()‬ ‫انظر ‪ :‬كشاف القناع ‪. 4/324‬‬ ‫()‬ ‫حاشية ابن عابدين ‪.4/366‬‬ ‫()‬ ‫الحديث سبق تخريجه ص ‪.13‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬ص ‪.13‬‬ ‫()‬ ‫انظر ‪ :‬فتاوى قاضيخان بهامش الهندية ‪ ، 3/307‬والسعاف ص ‪ ، 36‬والبحر الرائق ‪5/222‬‬ ‫()‬ ‫‪ ،‬ومجموع فتاوى شيخ السلم ابن تيمية ‪. 31/266‬‬ ‫انظر ‪ :‬البحر الرائق وحاشيته منحة الخالق ‪ ، 5/223‬وحاشية ابن عابدين ‪.4/386‬‬ ‫()‬ ‫البحر الرائق ‪. 5/222‬‬ ‫()‬ ‫مجموع فتاوى شيخ السلم ابن تيمية ‪. 31/266‬‬ ‫()‬ ‫انظر ‪ :‬حاشية ابن عابدين ‪. 4/386‬‬ ‫()‬ ‫مجموع فتاوى شيخ السلم ابن تيمية ‪. 31/268‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬ص ‪.64 ،60‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬المبسوط ‪ ، 12/41‬والبحر الرائق ‪ ، 5/196‬وحاشية سعدي حلبي مع الفتح ‪. 6/213‬‬ ‫()‬

‫‪191‬‬ ‫‪192‬‬ ‫‪193‬‬ ‫‪194‬‬ ‫‪195‬‬ ‫‪196‬‬ ‫‪197‬‬ ‫‪198‬‬ ‫‪199‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪201‬‬ ‫‪202‬‬ ‫‪203‬‬ ‫‪204‬‬

‫‪205‬‬ ‫‪206‬‬ ‫‪207‬‬ ‫‪208‬‬ ‫‪209‬‬ ‫‪210‬‬ ‫‪211‬‬ ‫‪212‬‬ ‫‪213‬‬ ‫‪214‬‬ ‫‪215‬‬ ‫‪216‬‬ ‫‪217‬‬ ‫‪218‬‬ ‫‪219‬‬ ‫‪220‬‬ ‫‪221‬‬ ‫‪222‬‬ ‫‪223‬‬ ‫‪224‬‬ ‫‪225‬‬ ‫‪226‬‬ ‫‪227‬‬

‫انظر ‪ :‬روضة الطالبين ‪ ، 5/326‬ومغني المحتاج ‪. 2/384‬‬ ‫()‬ ‫انظر ‪ :‬الشرح الصغير ‪ ، 2/305‬والخرشي ‪. 7/89‬‬ ‫()‬ ‫انظر ‪ :‬المغني ‪ ، 8/210‬والكافي ‪ ، 2/452‬والنصاف ‪. 7/34‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬روضة الطالبين ‪. 5/326‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬مختصر القدوري مع اللباب ‪ ، 2/182‬والهداية ‪. 3/15‬‬ ‫()‬ ‫المصادر السابقة ‪.‬‬ ‫()‬ ‫مختصر القدوري مع اللباب ‪. 2/182‬‬ ‫()‬ ‫الفواكه الدواني ‪. 227-2/226‬‬ ‫()‬ ‫نهاية المحتاج ‪. 374-5/373‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬المغني ‪ ، 8/212‬والمبدع ‪. 5/327‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬المغني ‪. 8/212‬‬ ‫()‬ ‫سبق تخريجه ص ‪.63‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬المغني ‪. 8/212‬‬ ‫()‬ ‫الحديث أخرجه البخاري في الجنائز باب رثاء النبي سعد بن خولة (ح ‪ ، )1295‬ومسلم‬ ‫()‬ ‫في الوصية باب الوصية بالثلث (ح ‪. )1628‬‬ ‫ينظر ‪ :‬المغني ‪. 8/212‬‬ ‫()‬ ‫سبق تخريجه ص ‪.12‬‬ ‫()‬ ‫انظر ‪ :‬تحفة المحتاج ‪ ، 6/253‬والفواكه الدواني ‪.2/227‬‬ ‫()‬ ‫روضة الطالبين ‪. 5/326‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬المحرر ‪ ، 1/369‬والفروع ‪ ، 4/590‬والمبدع ‪. 5/327‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬المغني ‪. 8/213‬‬ ‫()‬ ‫انظر ‪ :‬روضة الطالبين ‪. 5/326‬‬ ‫()‬ ‫روضة الطالبين ‪. 5/326‬‬ ‫()‬ ‫التوبة ‪. 60 :‬‬ ‫()‬ ‫سبق تخريجه ص ‪.12‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬البحر الرائق ‪ ، 5/214‬وحاشية ابن عابدين ‪. 4/349‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬روضة الطالبين ‪. 5/326‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬الكافي لبن عبد البر ‪. 2/1014‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬الفروع ‪ ، 4/590‬والنصاف ‪. 7/33‬‬ ‫()‬ ‫حاشية ابن عابدين ‪. 4/349‬‬ ‫()‬ ‫روضة الطالبين ‪. 5/326‬‬ ‫()‬ ‫الكافي لبن عبد البر ‪. 2/1014‬‬ ‫()‬ ‫الفروع ‪. 590-4/589‬‬ ‫()‬ ‫المغني ‪. 8/212‬‬ ‫()‬ ‫انظر ‪ :‬المغني ‪. 8/213‬‬ ‫()‬ ‫النصاف مع الشرح الكبير ‪.16/537‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬ص‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬حاشية الشرواني على التحفة ‪.6/280‬‬ ‫()‬

‫‪228‬‬ ‫‪229‬‬ ‫‪230‬‬ ‫‪231‬‬

‫‪232‬‬ ‫‪233‬‬

‫‪234‬‬ ‫‪235‬‬ ‫‪236‬‬ ‫‪237‬‬ ‫‪238‬‬ ‫‪239‬‬ ‫‪240‬‬ ‫‪241‬‬ ‫‪242‬‬ ‫‪243‬‬ ‫‪244‬‬ ‫‪245‬‬ ‫‪246‬‬ ‫‪247‬‬ ‫‪248‬‬ ‫‪249‬‬ ‫‪250‬‬ ‫‪251‬‬ ‫‪252‬‬ ‫‪253‬‬ ‫‪254‬‬ ‫‪255‬‬ ‫‪256‬‬ ‫‪257‬‬

‫‪258‬‬ ‫‪259‬‬ ‫‪260‬‬

‫‪-‬‬‫()‬ ‫أخرجه الطبري في تفسيره ‪.10/163‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬ص‬ ‫()‬ ‫أخرجه الفاكهي في أخبار مكة ‪ ، 5/231‬والبيهقي في سننه ‪ ، 5/159‬وفي إرواء الغليل ‪6/43‬‬ ‫()‬ ‫‪ " :‬وهذا سند ضعيف وله علتان ‪ :‬الولى ‪ :‬جهالة ام علقمة لم يوثقها سوى ابن حبان ‪ ،‬والخرى‬ ‫ضعف عبد ال والد علي بن المديني" ‪.‬‬ ‫ينظر ‪ :‬المبسوط ‪. 43– 12/42‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬الشرح الكبير وحاشية الدسوقي ‪ ، 4/91‬والشرح الصغير ‪ ،2/308‬والتاج والكليل‬ ‫()‬ ‫‪.6/32‬‬ ‫ينظر ‪ :‬تحفة المحتاج ‪.6/280‬‬ ‫()‬ ‫الشرح الكبير مع النصاف ‪ ، 16/537‬والمبدع ‪.5/357‬‬ ‫()‬ ‫السعاف ‪.81‬‬ ‫()‬ ‫التاج بهامش الحطاب ‪.6/32‬‬ ‫()‬ ‫الشرح الكبير ‪.4/91‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬ص‬ ‫()‬ ‫المغني ‪ ، 8/224‬والنصاف مع الشرح الكبير ‪.6/536‬‬ ‫()‬ ‫المغني ‪. 8/224‬‬ ‫()‬ ‫‪-‬‬‫()‬ ‫تحفة المحتاج ‪.6/280‬‬ ‫()‬ ‫انظر ‪ :‬الشرح الكبير مع النصاف ‪.16/536‬‬ ‫()‬ ‫النصاف مع الشرح الكبير ‪.16/536‬‬ ‫()‬ ‫أخرجه الفاكهي في أخبار مكة ‪ 5/232‬معلقاً ‪.‬‬ ‫()‬ ‫سبق تخريجه ص‬ ‫()‬ ‫انظر ‪ :‬المغني ‪ ، 8/225‬والشرح الكبير مع النصاف ‪ ، 16/537‬والمبدع ‪.5/357‬‬ ‫()‬ ‫انظر ‪ :‬فتح القدير ‪ ، 6/224‬والبحر الرائق ‪ ، 5/237‬والختيار ‪.44 – 3/43‬‬ ‫()‬ ‫الهداية مع فتح القدير ‪. 6/224‬‬ ‫()‬ ‫الختيار ‪. 44– 3/43‬‬ ‫()‬ ‫انظر ‪ :‬تبيين الحقائق ‪ ، 3/331‬والسعاف ص ‪.81‬‬ ‫()‬ ‫السعاف ‪. 81‬‬ ‫()‬ ‫تبيين الحقائق ‪. 3/331‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬أسباب انحسار الوقف في العصر الحاضر وسبل معالجته ص ‪.34-26‬‬ ‫()‬ ‫سبق تخريجه ص ‪.16‬‬ ‫()‬ ‫أخرجه البخاري في المظالم ‪ ،‬باب نصر المظلوم (ح ‪ ، )2443‬ومسلم في البر والصلة ‪،‬‬ ‫()‬ ‫باب تراحم المؤمنين (ح ‪.)2585‬‬ ‫ص ‪.42-28‬‬ ‫()‬ ‫ينظر ‪ :‬ص ‪.38-28‬‬ ‫()‬ ‫وقد سبق البحث في إمكانية الفادة من الوقف على دور العلم إذا انقرض الموقف عليه‪،‬‬ ‫()‬ ‫أو إذا جعل الواقف ريع الوقف في طرق الخير والبر والثواب ‪ ،‬ومدى إمكانية تغيير شرط‬

‫‪261‬‬ ‫‪262‬‬ ‫‪263‬‬

‫الواقف لما هو أصلح ‪.‬‬ ‫ينظر الحاشية من هذا البحث ص ‪.83‬‬ ‫()‬ ‫أخرجه مسلم في الزهد ‪ ،‬باب فضل بناء المساجد (ح ‪. )533‬‬ ‫()‬ ‫أخرجه المام أحمد ‪.1/241‬‬ ‫()‬

Related Documents

Wakf
November 2019 10
The Wakf Act 1955
June 2020 1

More Documents from ""

Wakf
November 2019 10
You And Your Liver Amys
November 2019 21