الــبـدايـة
كانت عائلة أب نادر أسرة مستقرة هادئة .أبو نادر وأم نادر ف الربعينات من عمره ا ير بط بينه ما الود التبادل والح بة ال مة ووله أب نادر بزوجته الت ولع با قبل الزواج وعزم على الرتباط با وواجه من اجلها صعوبات جة وعراقيل كثية وف النهاية فاز با بعد حرب ضروس بينه وبي بن عمومتها .هو هادي الطباع سلس العشر دائم البتسـامة ل يقوى على خصـام زوجتـه وهـي قويـة الشخصـية م سيطرة متعن تة تعلم قدر مكانت ها ع ند زوج ها و ما ي كن ل ا من م بة وهذه النقطـة بالذات جعلت زمام السـيطرة فـ يدهـا وصـار جليا أن الزوج ضعيف الشخصية فهو ل يكسر لا قولً ول يالف لا رأيا وإن فعل فأنه ل يلبث أن يرضخ لا ولو بعد حي .وهي بطبعها لوحة ل يعرف اليأس إليهـا سـبيلً ،تفعـل السـتحيل لنيـل غايتهـا .كان نادر الثمرة الول لذا الزواج ومـا هـي إل سـنتي وولدت ملك ثـ رزقـا بعمار وأخر العنقود -فهد -الن ف عامه الثان. واليوم ملك ف الثانية عشر من عمرها بريئة جريئة مليئة باليوية والنشاط ضاحكة الثغر تل البيت أنس وبجة وأحيانا كثية إزعاجا.
مشاكسة ل ترضى بأقل من حقها وهي النثى الوحيدة بي اخوتا الذكور ،تطبعت بطباعهم وتعودت أساليبهم ف اللعب والتسلية .ذلك الو جعل للك مكانة خاصة ف السرة فالب عندما يعود يكون سؤاله الول عنها وألم دائمة الوقوف إل صفها ف نزاعاتا الستمرة مع اخوتا .أحست ملك بتفردها وبدللا الزائد لدى والديها وعملت على توير جيع الظروف لصالها فهي الذيع الخباري لميع أحداث البيت ف غياب الب حيث تلم بميع ما يدث وتدد اخوتا أنا سوف تب أباها حي عودته وتساومهم على ذلك .وإذا حضر الب سردت له كامل النشرة .حت أن نادر يلقبها " "CNNونشرتا الخبارية عادة تتوي الت: نادر ضرب عمار وف هد ر كب على الكن سة الكهربائ ية أثناء قيام الم بك نس البيت وكاد أن ي سقط ف الغسالة عندما أراد أن يرى ملب سه وهـي تغسـل ورمـى حذائه فـ الغسـالة أثناء دوراناـ وذلك لن عمار ل عب بعقله وأوههـ أن حذائه متسـخ وأن الطريقـة الثلى لتنظيفـه هي برم يه ف الغ سالة .تلك ميزة ومشكلة عمار ف هو يلك عقل ية ماد عة يستمتع بصنع القالب لخوته ودائما يعاقب بالضرب من نادر أكثرهم وقوعا فـ مكائده .يتبسـم أبـو نادر معربا عـن رضاه بذلك الوجـز
الخباري ول كن الم تبدي امتعاض ها واعتراض ها على هذا ال سلوب الذي ترى أنه سوف يفسد البنت. تتمع مع السرة يوميا للسمر بعد صلة العشاء حيث دائب الب على متابعة الخبار ول يفوت نشرة الحوال الوية وف تلك الثناء تكون الم قد جهزت الشاي والقهوة وبعض أنواع البسكويت الذي تصنعه بنفسها وتعل من أب نادر حقل للتجارب وحكما لهارتا ف الطهي وكثيا ما يطم فرحتها ويتظاهر بعدم رضاه عن طهيها. وتنتهي السهرة بعد التمثيلية اليومية حيث يكون الولد قد ناموا إل ملك فهي ل يكن أن تدع مستجدات السلسلة اليومية تفوتا. وف تلك الليلة بدأت الم استراتيجية جديدة وقررت أن تطالب زوجها بشراء جهاز استقبال القنوات الفضائية أسوة باراتا ،ث إن جاراتا يتعالي عليها با عندهن من قنوات وبا يتابعن من مسلسلت وما يشترين من أنظمة تسيس الوزن عن طريق التصال على عناوين تعرضها تلك القنوات ،إضافة إل ذلك فهي تشعر أنا اقل منهن مكانة اجتماعية لن الدش حسب ما تسمع اصبح من متطلبات العصر وحلقة وصل بي أرجاء العال فكثي ما يتصل عليها جاراتا يبنا با
يدث هنا وهناك ف بقاع العال الختلفة ،وهي ل تستطيع أن تاريهن فالقناة الول إما مسلسلة مصرية أو تثيلية بدوية ،حت أن أفلم الكرتون الت تعرضها قد عفا عليها الزمن .فقالت برباطة جأش: أبو نادر لاذا ل تشتري لنا دش ؟دش ! … أليس لدينا دش ف الرحاض ؟ ماذا فعلت به ؟ هلقضيت عليه هو الخر؟ قال ذلك وهو يعرف أن زوجته تريد جهاز استقبال القنوات الفضائية ولكنه يصطنع عدم الفهم ليذوب الوضوع. أبو نادر ل ترفع ضغطي بال عليك … أنت تعرف ما اقصد… كل جاراتنا عندهن قنوات فضائية ولسن احسن من ولسنا اقل منهم… ث انه يكنك أن تتابع لخبار والرياضة والنشرات الوية التتالية ف كل القنوات ولن يرفع ضغطك برنامج "مع الناس" أو حسن الكران بنشرته الوية "عبيلة وشوالة" أعجبت الفكرة ملك فقالت: -أرجوك يا أب اشتره لنا… كل صاحبات عنهن دش.
بصراحة يا أم نادر … أنا ارغب ف شرائه ولكن أخاف أن يؤثرعليك وعلى الولد وأخاف أن نفقد السيطرة عليه وهناك قنوات فاضحة … وأنت تعرف أن ملك ونادر ف فترة مراهقة وهذا قد يشغلهم ويتسبب ف تردي مستواهم الدراسي. يا أبو نادر ل عليك سوف يكون تت سيطرت فقط ولنأعطي جهاز التحكم لي منهم ولن يتابعوه إل بوجودي. هز أبو نادر رأسه علمة علي قبول الفكرة وقال: دعين أفكر بالوضوع.ول ير أسبوع إل وقد حل الدش ضيفا خفيف الظل على هذه السرة ل بل فردا جديدا من أفرادها. جاء أبو نادر ومعه "الصديق " الذي سوف يتول تركيب الدش وخلل ساعة كانت أصابع أب نادر تلعب بهاز التحكم وتنتقل من قناة إل أخرى ول يفوت الولد تلك الفرصة الفريدة لتابعة عملية التركيب لظة بلحظة حت فهد الصغي كان حاضرا ،وعندما عل الصوت ذهب راكضا إل أمه وملك مبشرا بنجاح العملية قائلً: أماه… دس… دسوعاد مسرعا إل أبيه طالبا إليه أن يبحث له عن برامج الكرتون:
تون … بابا… .تون.فهو حت الن ل يستطيع نطق بعض الروف لصغر سنه .أما ملك وأمها فلم تصدقا مت يغادر "الصديق" حت هرولتا إل الجلس لشاركة بقية الفراد هذا الدث .وبدا الب ينقل من قناة إل أخرى وهو يشرح بفرحة للجميع أساء القنوات. -هذه قناة
CNN
يا أم نادر إذا أردت متابعة الخبار باللغة
النليزية … "اعرف انك من جنبها" ! رقم واحد …خلص … وهذه
قناة MBC
يا أولد وهذه قناة رقم … LBC 3
اقصد "البسي هدومك" يا أم نادر. علت الضحكـة أفواه الميـع .وعندمـا انتهـى مـن الرور على كـل القنوات قال بدية موجها كلمه للولد: سوف يبقى جهاز التحكم معي أو مع أمكم ،منوع أن أجد أحدمنكم جالسا هنا بعد الساعة الادية عشر .مفهوم ؟ هز الميع رؤوسهم دللة على الطاعة.
الـعـدوى
مع هذا الضيف الديد تغي نظام أسرة أب نادر وطالت فترة السهر وسارت الم تد صعوبة ف إيقاظ أبنائها للمدرسة صباحا وأحيانا تتأخر هي نفسها عن الصحو ف الوقت الحدد رغم الرني الزعج لساعة التنبيه الوجودة إل جوار سريرها .زاد الوقت الذي تضيه ف متابعة الدش وحولت إحدى غرف البيت إل ما يشبه صالة العاب القوى من كثرة ما تتويه من أجهزة لتخسيس الوزن والرشاقة. فهي كلما شاهدت إعلنا لحد تلك الجهزة سارعت بالتصال بتلك القناة لشراء ذلك الهاز عن طريق البيد وتقنعها العلنات التلحقة بان الجهزة الوجودة لديها ل تفي بالغرض .وبرغم كل تلك الصروفات والجهزة وفواتي التصالت فإنا ل تنقص من وزنا جرامًا واحدا ل بل زادت وأصبحت مثل الفيل بسبب كسلها وكثرة جلوسها وتركها كثي من مهام البيت للخادمة الت أجبت أبا نادر على استقدامها .أما أبو نادر فاصبح ل يدرك صلة الفجر جاعة وتاون ف متابعة أبنائه وكثيا ما يسهر خارج البيت إل أوقات متأخرة .كما تغيت نظرته إل زوجته حيث صار يقارنا با يراه من عارضات ومقدمات للبامج وكثيا ما يقتها بقولة "ما اشنع السرج على البقرة" عندما يراها تقلدهن.
الثلثي الرح
ف ذات مساء زار نادر صديقه مراد العروف بفلسفته الزائدة لدرجة أن زملئه لقبوه بالفيلسوف .وجلس الثنان ف غرفة الفيلسوف العزولة عن بقية البيت فقال متهكماُ ماطبا نادر: قلت ل أن عندكم دش ! هاه يا أستاذ نادر …سأريك الدش وإلفل… هل رأيت مثل هذه القناة ف دشكم؟ واخذ ينقل من قناة إل أخرى حت وصل إل قناة كلها خلعة .ذهل نادر وفغر فاه واقسم على الفيلسوف: بربك كيف حصلت على هذه القناة؟ علمن طريقة التقاطها …بال عليك.
ف الواقع … ل ل… ما زلت مراهقا يا نادر … هذه خطرعليك. قالا وهو يهز رأسه مصطنعا دور الناصح الواعظ .وضحك مليا بصوت عال وأردف : اسع يا نادر مثلي ف هذا الوجود نادر وسوف أخبك قبل أنتغادر … ما رأيك بذا السجع؟ أرجوك كف عن الذر وادخل ف صلب الوضوع وقل ل كيفاحصل عليها. "إلك ،حقتك " وأشار بيديه مقلدا برنامج مشهور بتلكالكلمات ،واكمل : المر سهل جدا كل ما عليك هو أن تضيف قطعة معينة إلصحن الستقبال وسوف أتدبر هذا المر بنفسي ،ل عليك ودعنا نسهر ونستمتع. واتفق الثنان على ترتيب هذا الوضع ف غياب أب نادر وبعاونة صديقهم الثالث "كشكول" واسه عدنان وهو مغرم بالفك والتركيب ولديه دراية كاملة بالدش وكيفية البحث عن القنوات .وف
ذات يوم جاء الثلثة إل البيت وبدءوا ف إضافة تلك القطعة ،حيث كان أبو نادر قد خرج وبدون دراية الم ،وسارت المور على ما يرام وتت العملية بنجاح وهتف الثلثة "إلك! مع كشكول مابتخسر" .ل يرق المر لنادر لنه وجد تلك القناة متوقفة عن البث. فنظر إليه كشكول بسخرية وقال: يا "بقوش" هذه القناة ل تعرض "الشك بشك "إل بعد منتصفالليل. بقوش هو لقب نادر الذي أطلقه عليه الفيلسوف وكشكول لطيب نيته ولوقوعه التكرر ف مقالبهم تشبيها بياسي بقوش مع غوار واب عنتر .تغي حال نادر واصبح ينام العصر ويستيقظ ليلً بعد أن ينام بقية من ف النل ويبقى لوحده ليتابع تلك القنوات اللعية ، أحيانا يسهر إل قبل طلوع الفجر ث ينام وأحيانا أخرى يذهب إل الدرسة مواصلً السهر احر العيني عدي التركيز ما أدي إل تدن مستواه الدراسي شيئا فشيئا إل أن كانت الطامة حيث انتهى العام الدراسي وإذ به قد رسب ف اكثر من نصف الواد ما يعن انه مب على إعادة السنة كاملة … يا للسف! صعق أبو نادر بذا الب
الوجع ،ولكنه ل يستوعب أن سهر ابنه وإهاله له كان سبب رسوبه بل صار يعلل بان هناك تدن ف مستوى التدريس والتعليم ،فكيف يرسب ابنه الذي كان متفوقا دائما. الفيلسوف رسب ف جيع الواد حت مواد اللغة العربية …ل يتاز أل الرياضة والرسم والتعبي .وكشكول على غي عادته نح … ولكنه كان معيدا لتلك السنة للمرة الثالثة.
الود الفي
اكتشفت ملك تلك القنوات اللعية وأخذت تتحي فرصة انفرادها لتتابعها ،ف ذات ليلة نزلت من غرفتها تشي الوينة على أطراف أصابعها وتتكئ ف مشيتها على دعامة السلم الانبية وكلما خطت بضع خطوات توقفت وأخذت تتأكد أن أحدا ل يلحظها وما أن وصلت إل الدور الرضي بسلم إل وسعت ضجة آتية من صوب غرفة الادمة وإذا ببابا يفتح فتنحت جانبا واختبأت تت السلم وإذا با ترى نادر يرج منها مسرعا مهرولً بفة صاعدا إل غرفته .وبعد قليل خرجت الادمة هي الخرى من غرفتها وذهبت إل الطبخ وهي ترتدي ثياب شفافة ويبدو عليها أنا ل تنم بعد .انتظرت ملك ف
مكانا حت عادت الادمة إل غرفتها ودلفت ملك غرفة اللوس وسهرت تتابع تلك القنوات ،لكن بالا كان قد انشغل با رأت وأخذت تفكر بتحليل منطقي ووصلت إل نتيجة مفادها أن هناك علقة مرمة بي أخيها والادمة .فكرت بتصرف حيال هذا الوضع هل تب أمها ،وان فعلت فسوف تعرض نفسها للمسائلة لاذا نزلت ف ذلك الوقت التأخر ،وأخيا قررت الصمت .ومع بزوغ نور الفجر تسحبت راجعةً إل غرفتها .وف الصباح وعندما جلس الميع إل مائدة الفطار أخذت ملك تنقل نظراتا بي نادر والادمة وها يتظاهران برسية العلقة بينهما وعرفت أن هذا الادي السكي اللقب ببقوش كالبحر متلطم المواج .وبعد تلك الادثة أخذت ملك تتصيده ف روحاته وعدواته للخادمة وتول المر لديها من الدهشة والستغراب إل التسلية والتعة .أما هو فكان ينقل للفيلسوف وكشكول أحداث مغامراته يوماُ بيوم ويلقى لديهما الدعم والتشجيع والغبطة.
خاسي البهجة
سهى عذبة الروح دائمة البتسامة سليطة اللسان صاحبة فكاهة ومزاح وهي القلب النابض لتلك الصحبة يغلب عليها الزل الذي أعطى للمدرسات فكرة بأنا الشاغبة الول وان أي ضجة تدث تكون صاحبة نصيب السد فيها برغم ذلك فهي تعرف حدود الد والزل وما لا وما عليها .لديها عقلنية التفكي ما يعلها الستشار القانون وملجأ الائرات من تلك الجموعة .أما فيوز فهي عاطفية اندفاعية مغرمة بالفلم الندية أفلطونية الفكار .سحر جدية الطباع مثالية التفكي ما يدخلها ف نقاشات عقيمة ،يلقبنها بـ"ابله حكمة" لكثرة ما توبهن على تصرفاتن الرعناء فكلماتا الشهورة " عيب ،حرام ،الويل لكن من ال" .وأخيا شروق تلك الفتاة مغرمة بالدب والقصص والروايات ودائمة الكلم عن اجاثا كريست الروائية العالية العروفة. يبدأ اللقاء قبل طابور الصباح حيث تأتى سهى على عادها باسة الثغر ل يعرف الزن إل مياها طريقا فقلما تأتى بدون فكاهة
جديدة أو تعليقة مضحكة أو قصة مسلية فلديها ملكة اللقاء وأسلوب التشويق .قالت ملك ماطبةً فيوز: هل تابعت البارحة الفلة الاصة باجدة الرومي على الواءمباشرة ؟ اصادقة أنت؟ آه ما اتعس حظي! لقد كنا البارحة ف زيارة لناسليس لديهم دش… مساكي! وتبسمت وهي توجه نظرها صوب سهى الت ردت عليها: قول إنك كنت عندنا… وأنه ليس لدينا دش … ف الواقعالليم يا بنات أب رافض لذه الفكرة جلة وتفصيلً. قالت شروق : هذا يعن أن أباك "راديكال" يا سهى.وما معناها يا فيلسوفة عصرك؟فأجابتها فيوز: أي أن أباك ل يواكب العصر … يعن رجعي …وبي قوسي… ل أتستطيع أن أوضح اكثر. وهنا تدخلت سحر ناصحةً:
عيب عليكن يا بنات .هذه فكرة خاطئة ،هل اصبح الدشمن شروط مواكبة العصر! وال حرام .الدش كله بلء وفت. فردت عليها شروق بتهكم: ما أجلك صامتة يا سحر.وأخيا أدلت ملك بدلوها: بصراحة الدش ضروري لنه يربطنا بالعال ونعرف ماذا يدور ومايدث ،ث إن هناك تسلية وترفيه على قنواته ليست موجودة ل ف القناة الول ول ف الثانية. وأقرتا سهى بذا الرأي: وال معك حق .البارحة كان أخي يتابع مباراة منقولة على القناةالول وبعد قليل من بدايتها حان موعد صلة العشاء فقال الذيع "ننتقل الن إل الرحاب الطاهرة …… نرجو متابعة الباراة على القناة الثانية" وبعد ناية الصلة عادت الباراة على القناة الول إل أن جاء موعد النشرة الخبارية ول يكن قد بقي على نايتها إل دقيقة واحدة وإذ بالذيع يطل من جديد "نرجو متابعة الباراة على القناة الثانية".
فسألت فيوز: وما ذنب الناس الذين ل يصلهم بث القناة الثانية!ردت سهى ضاحكة: ينتقلوا إل الراديو!ضحك الميع وقطع الوار رنات جرس الطابور.
الــــــهاويـــة
اليوم 24/9أكملت ملك ربيعها السادس عشر وهي الن طالبة ف الصف الثان الثانوي ولكنها غي ملك المس ل تعد تلك الطفلة الدللة التمردة على قواني البيت الدائمة الشاكسة مع اخوتا .فهي اليوم فتاة مكتملة النوثة تغيت نظرتا لكل ما حولا وبدأت مشوار البحث عن المال والرقة والعتناء بظهرها ،فقد وهبها ال المال ف الشكل والسم فكل ما لبست يبدو عليها جيلً ،ما يثي الغبطة بل السد أحيانا بي صويباتا. ف هذه الفترة من العمر لحظت ملك الكثي من العيون الت ترمقها بنظرات العجاب أينما حلت وخاصة وقت خروجها من
الدرسة وكلما سعت كلمة مديح أو إطراء أو لحت نظرة إعجاب أبدت عدم اكتراثها ولكنها ف قرارة نفسها تشعر بالزهو والغرور لا يبديه الخرون حيالا .حيث كانت تلم أن تسد ما تراه ف أفلم ومسلسلت القنوات الفضائية من قصص الب والغرام واليام ، وخاصة ما تراه من غرام ف السلسلت الكسيكية. لحظت مرارا ذلك الشاب القابع ف سيارته الذي يرمقها بنظراته وإن كان يتظاهر بأنه منهمك بقراءة الريدة .مرت اليام والال على ما هو عليه ،ما أن ترج من الدرسة لنتظار والدها واقفةً على الرصيف متكئةً بكتفها على سور الدرسة مواجهة لذلك الشاب الواقف ف نفس الكان كأنه ينتظرها وعلى عادته متأنق بندامه حاسر الرأس قد قص شعره على الطريقة الغربية متبعا آخر التقليعات والوضات الوافدة عب سيل القنوات الفضائية .رماها بنظرة وتلقت العيون وبدا عليها الضطراب ،ووصل أبيها لكنه وقف بعيد ما جعلها تر بانب سيارة ذلك الشاب وإذا با تراه ينل زجاج بابه قائلً بكل ثقة: -اثنان وعشرون … ثلث أر بعات!
كعادتا ادعت عدم الكتراث لكن الرقم حفر ف ذاكرتا .وصلت البيت ورمت كتبها على أول طاولة قابلتها وهرولت إل غرفتها وانمكت ف التفكي با حدث لا وإذا أمها تناديها : ملك … ملك… هيا جهزي الغداء لبيك واخوتك فأنن أعانمن صداع رهيب ول أقوى على الشي. ل تصدق ملك خبا ! فسيخلو لا الو بنوم أمها ففزت مسرعةً إل الطبخ وأخذت تعد ما طلبته منها.
السقوط
الوقت بعد الظهية والميع يغطون بسبات عميق إل ملك الت تسللت إل جهاز الاتف الوجود ف الصالة ورفعت السماعة بكل رقة وأخذت تتصل على ذلك الشاب وهي تس أن قلبها يكاد يغادر
صدرها من شدة ضرباته وراحت تضغط الرقام …4 …4…4 … 4…2…2…2وسعت على الطرف الخر رنات الرس الواحدة تلو الخرى وف الرنة الثالثة رفعت السماعة وإذ بذاك الصوت الشن ييب:
نعم … مرحبا.صمتت ملك مليا ول تنبس ببنت شفة وقطعت التصال .وبعد قليل تشجعت وجعت قواها واتصلت عليه مرة أخرى وإذا به يرد من الرنة الول: الو… نعم … مرحبا.الو … قالتها وقد بدا الوف على صوتا.مرحبا …أنا … أنا …أنت عمري … أهل …وبدا الوار بينهما وانطلق الديث كالسيل وتوالت الكالات ودخلت ملك عال اليام والغرام الذي كانت تسمع به وشعرت بتعة وبجة بذه التجربة الديدة .ومر أسبوع وهي كاتة لسرها ،ولكنها تريد من يشاركها بجتها ويكتم ف الوقت نفسه سرها .ول تد اجدر من صديقتها الميمة سهى لتبوح لا بكنون صدرها .وف الفصل حيث سهى كالعادة تلس ف الؤخرة وملك أمامها مباشرة ،خل لما الو قبل ناية الصة الثالثة فالتفتت إليها ملك وقالت لا بصوت خافت: -أريدك لوحدك ف الفسحة هناك سر سوف أخبك إياه.
"لعيونك "ردت سهى بابتسامتها العهودة .وخلل لظات دق جرس بداية الفسحة وذهبت ملك إل حيث تواعدتا وبعد قليل جاءت سهى مستعجلة لعرفة السر بعد أن واعدت بقية الصحبة ف مكان آخر ، وجلست إل جانب ملك وقالت: هاه… ما هو هذا السر الطي؟آه ما أعجلك عندما يكون هناك شي تريدين أن تعرفيه.كما تشائي … إذا ل تكون راغبة ف الديث فسوف أعودللبنات … أو أناديهن إل هنا . تبسمت ملك من مكرها وقالت بتردد: أريدك أن تعاهدين بعدم البوح الي أحد با سأقول لك.أعاهدك … هيا أوجزي قبل أن تنتهي الفسحة .طيب … اسعي … بصراحة …بصراحة أنا على علقة معشاب عن طريق الاتف. ماذا؟ … أنت يا ملك كيف وصلت إل هذا ؟ أنت خطية!منذ مت؟ -منذ أسبوع تقريبا .هاه ما رأيك؟
رأيي! ف ماذا؟يبدو أنه إنسان طيب ول ياف منه.بصراحة أرى انك ماضية ف طريق شائك .ل يغرك طيبته وسلسةكلمه ،كلهم هكذا وسوف يكشر عن أنيابه يوما ما. حرام عليك …إل هو.يبدو أنك مغرمة .اسعي عليك أن تقطعي علقتك به فورا .إنهخطر عليك وعلى سعتك ،فالسمعة يا ملك كالزجاج إذا كسر ل يب. مرد تسلية فقط … وهو ل يعرف رقم هاتفي ول حت اسيالقيقي … لقد قلت له أن اسي سهى. ما هذا الدهاء! … سوف يعرف عاجلً أو آجل عندما يريد ،هذا إن ل يكن قد عرف .ملك عدين أن تقطعي علقتك بذا الشخص … أرجوك عدين .ل أريد أن أخسرك يا ملك. ل ليس إل هذا الد.بل اكثر من ذلك .هي هكذا ،نظرة …فابتسامة …فسلم …فكلم …فلقاء …فبطيخ اصفر على ،رأي الشيخ الطنطاوي.
اسعي إما أن تقطعي علقتك به أو ل علقة بيننا .إن ما يس سعتك يسن أيضا بكم الصداقة الميمة بيننا. ما هذا يا سهى ل تعلين اندم على إخبارك … كنت أريدك أنتشاركينن البهجة ل أن تقلب المر إل حكم ومواعظ وهم وغم. لن اضحك لك وأتبسم ف وجهك وأنا أراك تشي ف طريقاللك … أنت أحوج ما تتاجي النصح الن…أنت عاقلة يا ملك ويب أن تتعظي بقصص غيك .فقد يتحول المر من تسلية إل فضيحة. فضيحة! … فضيحة … معاذ ال! أنت تولي المر هكذا.بدا الغضب على سهى وقالت وقد علت نبة صوتا: كلم واضح ،ما بن على باطل فهو باطل … اقطعي علقتك بهالن قبل فوات الوان. ل عليك … ليكن هذا.دق الرس معلنا ناية الفسحة والطالبات ذاهبات ف كل اتاه ف ساحة الدرسة الشبيهة بلية النحل.
ومرت اليام ول تفاتح ملك سهى بتلك القصة مددا. وأرادت سهى أن تعرف مستجدات تلك العلقة فاتصلت بلك ف إحدى المسيات وبعد السلم والكلم والسؤال عن الدراسة قالت: وما أخبار …؟ هل من جديد.ل أخبار ول جديد ،لقد قطعت علقت به.ف الواقع كذبت ملك على سهى لنا ل تريد أن تفتح معها الوار من جديد فهي ل تكف عن التصال بذلك الشاب ل بل إنا وثقت به لدرجة أنا أخبته باسها القيقي وأعطته رقم الاتف .وشيئا فشيئا تغي نط علقتها به من غزل إل طلبه مقابلها ما جعل الوف يدب ف صدرها وأفاقت من غفوتا تذكرت نصح سهى لا وقررت أن تقطع علقتها به لكن بعد فوات الوان .فكثيا ما يتصل عليها ويؤنبها على عدم اتصالا به وهي تتحجج له بالدراسة والذاكرة .ويتظاهر بتفهمه لا وهي تعرف أنه عال برغبتها ف إناء تلك العلقة .وتشجعت إل أن أصبحت تفصل الط إذا اتصل. وذات مرة كلمها واجبها على ساعه وإذ به يسرد عليها أساء أفراد أسرتا كلهم .فقد كلم يوما أخيها الصغي فهد واخبه بباءة عن كل ما سال عنه .ل بل انه اسعها تسجيلً لبعض مكالاتا السابقة معه وبا
تتويه من ألفاظ ملة بالدب وخارجة عن نطاق الشمة وطلب منها أن تقابله وإل فانه سوف يتصل على أبيها ويسمعه تلك التسجيلت. صعقت وهي تاول أن تستوعب ما حدث وبدا عليها الضطراب ول تعرف باذا تيبه ومرت عليها الساعات عصيبة رهيبة ،وف الساء رن الاتف فأسرعت إليه حت ل يسبقها أحد عليه ورفعت السماعة وكان هو على الطرف الخر وحدد لا مكان وزمان اللقاء فما كان منها إل أن أجابت بالوافقة وأنت الكالة وإذا أمها تنادي من غرفة اللوس: من الذي اتصل يا ملك؟شخص اخطأ ف الرقم واعتذر.طيب تعال لقد بدا للتو "طيبي حلوين بنحبكم"وملك ما زالت واقفة إل جوار الاتف ساهة شاردة الذهن ل تستوعب ما قالت أمها من الم الذي اعتراها … ماذا تفعل بتلك الصيبة الت وقعت عليها ،فهي ف اشد حية واحلك موقف تر به ف حياتا .ماذا تفعل هل تتصل بسهى وتبها وتأخذ رأيها أم أن الوان قد فات … صعدت إل غرفتها وهي ل تلم با حولا وما أن راءت سريرها حت ارتت فوقه باكية وقد غيبت وجهها ف وسادتا الوثية الت تبللت بالدموع كاتة لصوت بكائها وقد انتشر شعرها الناعم
الطويل متدليا على عاتقيها كبساط من حرير .وبعد اخذ ورد قررت أن تقابله وتعلمه بعد رغبتها ف تلك العلقة وأنا ستنهيها وان هذا سيكون اللقاء الول والخي. غافلت ملك الم اللهية والب الغي موجود والولد كل يغن على ليله ،وخرجت والوف بعينيها تشي إل حتفها برجليها ، وكان اللقاء الول والسارة الفادحة ،خرجت بكرا وعادت ثيب. وتولت العلقة من حب وغرام إل سادية وآلم ،يهددها ويأمرها فتطيع وترج .لقاء بعد لقاء ،سيل متواصل من العار والرذيلة واللم والهانة … إل أن كان اللقاء الخي .ف تلك الليلة استيقظت أم نادر على صوت بكاء صغيها فهد ،حاولت أن تغالب النعاس وهي تنظر إل الساعة الوجودة إل جوارها وإذ با تشي إل الثالثة فجرا إل دقائق .التفتت إليه وقد احرت عيناه من البكاء فقالت له بانزعاج: ماذا دهاك هيا ن !عطشان … ماما … عطشان.للمت نفسها ونضت من سريرها وهي تغالب النعاس وذهبت إل الطبخ تتهادى ف مشيتها وفتحت الثلجة وأحضرت الاء واستدارت
لتنادي فهد وإذا به إل جانبها مستعجل للماء .عادت أدراجها إل غرفتها وبدل من أن يعود معها عرج على غرفة ملك وكانت موصدة الباب فتطاول ووقف على أصابع قدميه كي يفتح الباب .تنبهت لتلك الشقاوة فعادت إليه لتأخذه معها خوفا أن يوقظ أخته وما وصلت إليه إل وقد ول الجرة .أمسكت بيده لتخرجه فنظرت إل سرير ملك وإذ به خال ،صعقت وأخذت تبحث عنها ف كل أرجاء البيت وقد اعتراها اللع والفزع وأخذت الفكار تلعب برأسها وبدأت من غرفة اللوس ظنا أنا ربا تكون ساهرة على القنوات الفضائية على عادتا ولكن ل اثر لا .أيقنت أن ملك ليست ف البيت .أين تكون قد ذهبت ،أحست أن الفضيحة والعار قد حلت بذا البيت وراحت تتمتم وتولول بستيية .عزمت على أخبار زوجها ولكنه ليس ف البيت ف هذا الظرف اللل .ركضت مسرعة إل الاتف ورفعت السماعة وأخذت تطلبه عن طريق النداء الل "البيجر" وكانت أصابعها بالكاد تتدي إل الرقام من اثر الرعشة إل اعترتا .ل تكمل التصال إل وصوت الباب الارجي يفتح ،وإذا بأب نادر يدخل .هرولت إليه والتقته ف المر وهي تولول وقالت بصوت اختلط بالبكاء:
يا ويلي … يا ويلي… ملك يا أبا نادر … ملك !هاله منظر زوجته الرعوبة الرتفة وقد تناثر شعرها وجحظت عيناها ودموعها تسيل على خدها وأحس أن أمرا جلل قد حدث ،وتوقع انه ربا وقع مكروه لبنته الوحيدة فقال لزوجته: ماذا بك …كفانا ال الشر… ماذا حدث للك؟ …ماذا با؟هل ماتت؟ ملك … ملك ليست ف البيت.صعق أبو نادر بذا الب الذي هز كيانه وأحس برعشة تعتريه من أخص قدميه حت فرعة رأسه ،وصمت مليا ماولً تميع أفكاره وتركيزه وعاد موجها كلمه إليها : ماذا … ماذا … كيف ليست ف البيت؟ هل جننت ؟قال ما قال وهو يهرول باحثا ف كل الجرات من جديد ووصل إل النتيجة ذاتا .ملك هربت … ملك سقطت ف هاوية الرذيلة .ضاقت به الوسيعة وضاقت عليه الدنيا با رحبت .للم ما تبقى له قوى واسند ظهره إل الائط وقد ترقرقت عيناه بالدمع من هول الفضيحة .كيف سيستر عاره وأين يذهب من هز ولز الناس .وتيل الناس وهم يشيون إليه بالبنان ،هذا أبو الساقطة الزانية .ف هذه الثناء ل تكف
الم عن البكاء والعويل وهو ما زال منهمكا ف تدبي لذه الفضيحة. ماذا يفعل ،هل يذهب إل الشرطة ويفضح نفسه! هل يرج ويبحث عنها … وقطع حبل أفكاره صوت مزلج الباب الارجي يفتح! وملك تدخل منه متسحبة على أطراف أصابعها وإذا با تقابله وجها لوجه .تسمرت ف مكانا وتلقت العيون وشعرت ملك أن تلك اللحظة أطول من دهر وطأطأت رأسها ولسان حالا يقول: ما هذا اليم ف عينيك! … ما تلك النار! ما هذا الدمع الراحل من وجنتيك! … بكل وقار أتبكي يا ابت! … ويلي … يا للعار. هيا اقتلن … خلصن … أنقذن … هيا …هيا ل تتار. فأنا فراشة تائهة… حائرة بي الوهج …وبي النار. وأنا السعد فارقن … والبؤس رافقن … والم فوق صدري يتال. وأنا يائسة من سجن ذات … أتن الوت …أرجوه … أتوسل إلية …أناديه … تعال …تعال. أماه… احتاج إليك …خذين … بي ذراعيك ضمين… احين من هذا العصار.
فأنا… بنيان منهار … كيان منهار. وأنا متعبة …أريد أن أغفو … أريد لقلب التعب أن ينام … أن يتوقف عن عد اليام… والعوام. أريد أن اغرق ذات ف دمع عينيك … أريد أن اسلم روحي بي يديك .مللت النتظار …والرتال والعار! فركض إليها وقد عل صوته: يا فاجرة يا ساقطة لوثت سعت وجعلت رأسي ف التراب.أما هي فلم تد ملذا إل صدر أمها فهرولت إليه .وما وصل إليها إل وقد سبقته الم الت احتضنتها وقد تعال بكائهما ول يرحها ذلك من غضبه عليها فاخذ يكيل لا الضربة تلو الضربة وهي تصرخ وأمها تاول أن تغطيها بسدها وهي تقول له: حرام عليك يكفي هذا… ستقتل البنت هكذا.ل أريدها أنا بريء منها ،موتا اكرم ،أريدها أن توت ويوتعارها معها. واستمر يضربا بكل قواه وبكلت يديه ويركلها برجليه والم تاول جاهدةً اليلولة بينهما ولكنها ل تصمد طويلً فوقعت عند قدميه وأخذت تقبلهما كي يعفو عن ملك .ولح له ف هذه الثناء وجه
ملك الباكية التألة فصفعها بيمينه صفعة دوت من هولا أرجاء الكان وصرخت ملك صرختها الخية وارتطم رأسها الميل بافة الائط ووقعت على الرض مغمى عليها .استعاد الب وعيه بعد أن ذهبت عنه موجة الغضب العارمة وارتت الم على ابنتها تناديها: ملك … ملك …حاولت أن تعيدها إل وعيها ،وضعت يداها على كاهلي ملك وراحت تزها بكل حيلتها .ولكن ل حياة لن تنادي! رفعت رأسها وهي جاثية على ملك وقد احرت عيناها من الدمع ورمقت زوجها بنظرة أحر من اللهيب وقالت: لقد قتلتها … قتلت ابنت… ماتت ملك … منك ل … .منكل! جثا على ركبتيه وأيقن أنه تادى ف ضربا ووضع يديه على وجهه ماسحا دموعه وأخذ يهز جسد ملك النحيل مناديا: ملك … .ملك …بدون جدوى وأخيا وضع رأسه على صدرها باكيا .وإذا به بالكاد يسمع دقات قلبها التأل .وضعها بي ذراعيه ونض با وقال وقد اختلط صوته ضحكا وبكاءً:
أم نادر! ملك ل تت … ل تت … ما زال قلبها ينبض! هياافتحي الباب بسرعة سننقلها للمستشفى. ركضـت حافيـة إل الباب الارجـي وفتحتـه وانطلق مسـرعا بلك ممولة بيـ ذراعيـه وقـد تدل شعرهـا الطويـل كخيوط مطـر هتان وسـاقاها النحيلتان تتأرجحان جيئة وذهابا كأنمـا حبلي أرجوحـة أمـا ميا ها ف قد اكتن فه الل والزن وكأن ا زادت ف تلك اللحظات عمرا كاملً .ل يصـل الب إل الشارع إل وكانـت الم قـد فتحـت باب ال سيارة الل في فو ضع ملك على الرت بة اللف ية وأدار مرك سيارته وإذا الم قد فتحت باب الراكب تريد أن ترافقهما قائلة له: بال عليك خذن معك !من يبقى مع الولد ؟… ث انك خرجت إل الشارع حافية ! لعليك عندما اصل للمستشفى واطمئن عليها سأتصل بك هيا ادخلي الن ول تؤخرين فالوقت حرج جدا بالنسبة للك. دخلت ول تغلق الباب إل بعد أن غاب ضوء سيارة الب عن ناظرها. وصل الب إل قسم الطوارئ ف الستشفى بعد أن قطع الطريق إليه بأقصى سرعة وكاد أن يتسبب ف وقوع عدة حوادث .ركض با
ممولة بي يديه وادخلها إل غرفة العاينة ووضعها على السرير البيض وراح ينادي بصوت قتل صمت وهدوء الفجر: أين الطبيب … أين الطبيب ؟ ابنت ستموت يا ناس !ل يلق ميبا ،وب عد قل يل خرج ال طبيب بثيا به الر ثة من إحدى الغرف الجاورة متثائبا و قد بدا عل يه النزعاج ،وا خذ يتف حص حالة ملك. ومن ث حولا إل غرفة العناية الفائقة لشكه بوجود نزيف داخلي.
النـهايـة
مرت ثلثة أيام و ملك مسجاة على سريرها البيض ف عرفة العناية الفائقة ،ترقد ف غيبوبة حائرة بي الوت والياة تعان من نزيف حاد ف الخ وقد تغطى جسدها النحيل بعدد ل يصى من اللت والسلك الت تربطها بأجهزة النعاش وقد اختفى مياها الزين خلف قناع التنفس الصطناعي وسبح شعرها التناثر فوق السرير كأنه بساط من حرير .وجاء صفي جهاز مراقبة نبضات القلب مرعبا قاتلً للهدوء الذي كان يعم الكان وعلت صيحاته القطعة كأنا تعلن عن غارة جوية من غارات عاصفة الصحراء.كان ذلك دللة على هبوط نبض قلبها التأل … ل بل توقفه حيث تولت
الشارات على شاشة ذلك الهاز من شكلها الوجي العتاد إل نبضات … إل نقاط… إل خط مستقيم مصحوبا بصفي مستمر هُرعت إليها المرضة وأسرعت ف استدعاء الكادر الطب وبدءوا حرب ضروس بي الوت والياة .هرعوا كل يسعى وكل يشارك لتنشيط قلبها بالشحنات الكهربائية ،بدأت العملية وعل صوت الطبيب وهو ياول التنسيق بي فريق العمل واضعا على صدرها جهازين شبيهي بالكواة الكهربائية ويضغط قائلً "وان …تو… ثري…فور" ويرفع ليى مدى استجابة القلب … ل استجابة .ويعيد الكرة مرة تلو الرة وبعد الرة الرابعة عاد النبض إل قلبها وتنفسوا الصعداء .ولكنهم ل يرتاحوا إل وقد توقفت ملك عن التنفس ودخلت ف حشرجة وأخذت تتنق بريقها وبدءوا من جديد ماولة أخرى النقاذ حياتا وفعلوا ما بوسعهم ولكن قدرها كان أقوى وكأنا ترفض أن تستجيب لتلك الحاولت .وقال الطبيب بصوت يائس … ل فائدة… انتهى كل شي … خلص. أسلمت ملك الروح ف تام الساعة التاسعة من صبيحة يوم السبت الوافق للخامس والعشرين من شهر ذي القعدة لعام تسعة عشر أربع مائة وألف وهي ل تكمل بعد ربيعها السابع عشر .رحلت
بصمتها وبجتها ورقتها والها وجراحها ...وعارها … عل ال يغفر لا ما ل يغفره لا الناس.
قبل أن نفترق
تت
ملك عاشت معي وعشت معها ،أبكتن آلمها وقاستها السى. رافقتن ف حلمي ويقضت وملكت عقلي وخيال .أكون بي الناس ولست ،معهم يدثون فل أنصت ،وينادون فل أجيب لن خيال ملوك للك .أحزنتن كلماتا وآلتن بوتا ،أحسست بوجودها اكثر من وجودي ,,,,,,,
صال الدهم