قضايا معلوماتية :الوصول احلر للمعلومات
.حمد بن إبراهيم العمران لفت انتباهي قبل عدة أيام إعالن مت نشره على موقع مكتبة الكوجنرس ،يتضمن اإلعالن قيام املكتبة بخطوة جريئة متثلت في عرض ما يقارب خمسة آالف صورة من أشهر الصور التاريخية التي متتلكها املكتبة في موقع ()Flickr ،وذكرت املكتبة في ذلك اإلعالن أنها ترغب في الوصول إلى مجموعات جديدة من املستفيدين ،وطلبت من زوارها إثراء هذا املعرض من خالل إضافة تعليقاتهم والواسمات التي ميكن أن توضع حتتها هذه الصور. ذكرني هذا اإلعالن بقضية طاملا نافح عنها املتخصصون في مجال املعلومات ،وهي الوصول احلر للمعلومات، ويقصد به وصول املستفيدين الدائم واجملاني للمعلومات ،وهي تقوم على ثالثة أركان رئيسية: الوصول :وصول املستفيدين إلى أكبر كمية ممكنة من املعلومات. الدميومة :تدفق املعلومات الدائم للمستفيدين. اجملانية :عدم وجود أي رسوم مادية حتد من الوصول إلى املعلومات.في احلقيقة صدرت نداءات عدة حتث املؤسسات العلمية واملهنية واألفراد على حتقيق الوصول احلر لكل األدبيات العلمية ،وذلك عن طريق رفع كل احلواجز التي تقف عقبة في سبيل تنمية البحث العلمي ومد جسور التواصل بني العلماء ،ومن ذلك نداء الرياض الذي صدر عن املؤمتر اخلليجي املغاربي الثاني ،والذي عقد في الفترة ما بني 25ــ / 26فبراير 2006 /م. وهذا النداء ليس األول في مجاله ،فلقد سبق هذا اإلعالن صيحات ونداءات ومبادرات فردية ،ليتبعها تصريحات صادرة عن مؤسسات ومؤمترات علمية ومهنية مساندة لهذا التوجه ،ومنها نداء بودابيست عام ، 2002وتصريح بوتسدا عام ، 2003وتصريح برلني عام .2003 إال أن هذه املبادرات والنداءات كانت تواجه في كثير من األحيان بزيادة احلواجز املفروضة على الوصول للمعلومات، ففي الواليات املتحدة األمريكية زادت املعلومات السرية بنسبة %81عام 2005مقارنة مبا كان عليه األمر عام 2000 ،وذلك وفقا ً إلحصائيات إحدى الهيئات الرقابية التي تدعو للوصول احلر للمعلومات. أعود مرة أخرى ملكتبة الكوجنرس ،في احلقيقة أنا أرى أن هذه اخلطوة جاءت إميانا ً من املكتبة باالجتاه اجلديد في مجال إتاحة املعلومات ،وهو برمجيات الويب ، 2.0كما أبرزت القيم واملبادئ التي تؤمن بها املكتبة ،واملتمثلة في أن الوصول إلى املعلومات هو حق للمستفيد ،وأن من مهام مؤسسات املعلومات احملاولة بقدر املستطاع -مع مراعاة حقوق امللكية الفكرية -تبسيط وتسهيل إجراءات وصول املستفيدين ملصادر املعلومات ،كما أنه يقدم درسا ً في اإلدارة يتمثل في االستفادة من مشاريع قائمة وناجحة في تقدمي اخلدمات املعلوماتية بدال ً من إنشاء مشاريع جديدة. أعتقد أنه لو أديرت املكتبة بعقول عربية لرفضوا إتاحة هذه املواد بحجة اخلصوصية وامللكية املنفردة ،وفي حال
قرروا عرض بعضها لقاموا بإنشاء برنامج خاص لعرض الصور في موقعهم.