ح ْمدُ لِ اّلذِي أَنْ َزلَ الْقُرآنَ بِِلسَانٍ عَرَبِيٍ مُبِيٍ ،وَالصّلَةُ وَالسّلَمُ عَلى َمنْ اَلْ َ جمِ مُحمدٌ صلى ال عليه وسلم َ ،وعَلى آلِهِ وَصَحْبِهِ َأ ْجمَعِي ُهوَ أَ ْفصَحُ الْعَ َربِ وَالْعَ َ ح َكمَاءِ ا َلعِزّاءِ العَادِلِيَ ،ضُيُوفُ سةِ ،اَْل ُمكَرّمُ صُفُوفُ الْ ُ اَْلمُخْتَرَمُ َرئِيسُ الْجِ ْل َ ح َمدُ الَ تَعَال ِب ِهدَايَتِهِ َوعِنَايَتِهِ، شكُرُ وَ نَ ْ ح ْمدُلِ نَ ْ صدِيقَاتِي ،اَلْ َ صدِقَائِي وَ َ اْلكِرَامِ ،أَ ْ حتَ اْل َموْضُوعِ " َأ َهمَّيةِ اللُ َغةِ الْعَرَبِّيةِ َأسَْتطِيعُ َأنْ أَقُومَ أَمَامَ ُكمْ لُلْقِيَ مُحَاضَرَتِي تَ ْ صدِيقَاتِي َأّيهَا َ لتِ الّتِي ل سُبْحَانَهُ وَتَعَال َأنْ يَجْعَلَهُ ِمنَ الصّ َ ط شَاءَ ا ُ ِمنَ اْلمَعْلُومِ َأنّ الْلُ َغةَ هِي ِربَا ٌ صلَ بَيَْنهُم فِي مَجَالِ ض ُهمْ إِل بَعْضٍ ،بِاللّ َغةِ َيسَْتطِيعُ الْبَشَرُ َأنْ يَّت ِ شدّ البَشَرُ بَ ْع ُ َت ُ حَيَاِتهِم َيوْمِيّا َسوَاءٌ كَانَ ف التَعَّلمِ وَالِ ْقِتصَادِ وَاْلمُجَْت َمعِ ،لَ نُفَكّرُ كَْيفَ نَعِيشُ َمعَ ا ِلجِْتمَاعِ ِبدُونِ اللّ َغةِ ،وَ اللّ َغةُ الْعَرَبِّيةُ مِن َأ َهمّ اللّغَاتِ فِي حَيَاِتنَا ِ ،لمَاذَا ؟ سَأُفَسّرُ بَ ْعدَ قَلِيل َأوّلً ،تُ َعدّ اللُ َغةُ الْعَرَبِّيةُ َأ َهمّ اللّ َغةِ لَّنهَا لُ َغةُ الْقُرْءَانِ ،لَقَد ِاخْتَارَ الُ تَعَال القُرْءَانَ اللّ َغةَ الْعَرَبِّيةِ لُِيبَّينَ النّاسَ ُدسْتُورَ حَيَاِت ِهمْ ،قال ال تعال ف كتابه العزيز " " أي أن ال تعال أنزل القرءان بلسان نبينا ممد صلى ال عليه وسلم وهي باللغة ح ّمدُ صلى العربيةَ ،وكَذِلكَ ُدسْتُورُنَا الثّانِي هِي الَحَادِيثُ الشّرِي َفةُ ،لَ َقدْ بَّينَ َنبِيّنَا مُ َ ال عليه وسلم شَرِيعََتنَا إِل أَصْحَابِهِ رَضِيَ الُ عَْنهُم بِاللّ َغةِ الْعَرَبِّيةِ َوهِيَ لَ َغِت ِهمْ ،وَ ِمنْ
َثمّ لَ ُبدّ ِل َمنْ يُرِيدُ َأنْ يَ ْف َهمَ الْقُرْءَانَ الْكَ ِريَ وَالَحَادِيثَ الشَرِي َفةَ َأنْ يَتَعَّلمَ اللّ َغةَ لغِّيةِ ،وَذَكَرَالِمَامُ السُيُوطِي فِي كِتَابِهِ "اَلِتْقَان" َأنّ حوِّيةِ وَ الْبَ َ الْعَرَبَِيةَ ِمنْ حَْيثُ النَ ْ سةِ عَشَرَ عِلْماَ ،أوُّلهَا :عِ ْلمُ اللّ َغةِ العَرَبِّيةِ، خمْ َ عَلى اْلمُفَسّرِ َأنْ َيكُونَ عَلى إِْلمَامِ بِ َ حوِ ،وَثَالُِثهَا :عِ ْلمُ الصّ ْرفِ ..إِل آخِ ِرهَا .فَهذِهِ العُلُومُ الثّلََثةُ الّتِي وَثَانِيهَاِ :ع ْلمُ النَ ْ سمّى عَامٍ وَا ِحدٍ ُهوَ عِ ْلمُ اللّ َغةِ الْعَرَبِّيةِ ،وَكَذِلكَ مَا شَرَطَ حتَ مُ َ كُّلهَا تَْن َدرِجُ تَ ْ الُصُوِليُونَ فِي بَابِ ا ِلجِْتهَادِ عِْندَمَا َيذْكُرُونَ َأنّ مِن شُرُوطِ اْلمُجَْت ِهدِ َأنْ يَ ُك ْونَ حوِ .وَقَالَ شَْيخُ ا ِلسْلَمِ اِبنُ تَْيمِّيةِ َ -ر ِحمَهُ الُ تَعَال -فِي كِتَابِهِ "اِقِْتضَاءُ عَاِلمًا بِالنّ ْ الصّرَاطِ اْلمُسْتَقِيمِ" َذكَرَ أَن اللّ َغةَ الْعَرَبِّيةَ ِمنَ الدّينِ ،وََأنّ تَعَّل َمهَا فَرْضٌ؛ َلنّ َف ْهمَ ُنصُوصَ الْ ِكتَابِ وَالسّّنةِ فَرْضٌ ،وَلَ يَِتمّ ِإلّ بِاللّ َغةِ ،وَمَا لَ َيِتمّ اْلوَاجِبُ ِإلّ بِهِ َف ُهوَ وَا ِجبٌ، صدِيقَاتِي، َأّيهَا َ ضتُ ُنصُوصَ وَأَ ْقوَالَ ال ُعَلمَاءِ َح ْولَ َأ َهمَّيةِ اللّ َغةِ الْعَرَبِّيةِ فِي َف ْهمِ شَرِيْعَِتنَا َقدْ تَعَرّ ْ الدّْينِ ا ِلسْلَمِيَ ،هلْ اَللّ َغةُ العَرَبِّيةُ ُم ِه ّمةٌ فِي أُمُورِ الدّْينِي فَقَط لَ غَيْرَه؟ وَا َلنَ ُأرِيدُ َأنْ ُأعَرّضَ لَكُم الَ ِدّلةَ عَلى َأنّ اللّ َغةَ الْعَرَِبّيةَ أَْيضًا ُم ِه ّمةٌ فِي عُلُومٍ غَيِ الدّينِي ،هَل خوَا ِرزْمِي وَ أَبُو َحسَن اْلهَيْثَم ؟ ُهمُ َأنْتُم تَعْرِفُونَ إِب ُن سِينَا ،مُحمد ِبنْ مُوسَى الْ َ اّلذِي كَتَبُوا ُمؤَلّفَاِتهِم بِاللّ َغةِ الْعَرَبِّيةِ .إِب ُن سِينَا مَثَلً عَاِلمٌ فِى ال ّطبّ ،أَّلفَ ِكتَابَ
سةَ عَشَرَ اللُغَاتِ ا َلجْنَِبّيةِ "القَانُونُ فِى ال ّطبّ" بِاللّ َغةِ الْعَرَِبّيةِ ،يُتَرْ ِجمُ إِل أَ ْكثَر مِن َخمْ َ لبِ الْجَامِعَات ُحصُوصًا فِيْ كُلَّيةِ ال ّطبّ. اْلمُخَْتلِ َفةِ وَيَكُونُ كِتَابُهُ مَرْجَعًا ِلطُ َ خوَا ِرزْمِي يُ ْعتَبَرُ مِن َاوَاِئلَ عَُلمَاءِ الرّيَاضِيَاتُِ ،مؤَّلفُ حمّد بن مُوسى الْ َ وَكَذِلكَ مُ َ كِتَابِ "اَلْجِبْر" َأْيضًا مَكْتُوبٌ بِاللّ َغةِ العَرَبِّيةِ وَ أَبُو حَسَن اْلهَيْثَم ُم َؤ ّسسُ عِ ْلمِ الضّوءِ عَلى ِكتَابِهِ "اَْلمَنَاظِر" ،لَ َقدْ كََتبَ ُمؤَلّفَاتِ مُتَ َعدّدَةَ َأكْثَر مِن مِائَتَيْن كُتُب أَْيضًا خدَمُوا اللّ َغةَ صدِيقَاتِيَ ،أ ّن هوُلَءِ العَُلمَاءِ ِاسْتَ ْ َمكُْتوَْبةً بِاللّ َغةِ الْعَرَِبّيةِ .أُْنظُرُوا أَّيهَا َ العَرَبِّيةَ ِهيَ لُ َغةُ ِلنَشْرِ عُلُو ِم ِهمْ فِي مَجَالِ الطّبّية وَاْلهَْن َدسَةِ وَ الرّيَاضِيَاتِ وَ الْ َفلَكِّيةِ َوغَيْرِ مَا إِل ذِلكَ، أيها سادة الكرام وَاللّ َغةُ الْعَرَبِّيةُ هِي شِعَارُ الدّينِ ا ِلسْلَمِي ،مَثَلً فِي الصّلَةِ قَْبلَ َأنْ ُنؤَدّى الصّلَةَ س َمعُ الَذَانَ مِن َجمِيعِ َأنْحَاءِ العَالَ َخ ْمسَ مَرّات أَ ّذنَ ُمؤَ ّذنُ الَذَانَ بِاللّ َغةِ الْعَرَبِّيةِ َ ،ن ْ فِي ُكلّ َيوْمِ بِاللّ َغةِ اْلوَاحِد َوهِيَ اللّ َغةُ الْعَرَبِّيةُ غَيْرُ اللُ َغةِ اْلمَلَُيوِّيةِ َوغَيْرُ اللُ َغةِ ا ِلنْجِلِزِّيةِ َوغَيْرُ اللُ َغةِ الصّيِْنّيةُِ ،ثمّ ُنؤَدّي الصّلَةَ مِن َأ ّولِ َتكْبِ َيةِ الِحْرَامِ إِل السّلَمِ لتَنَا إِلّ بِاللّ َغةِ العَرَِبّيةَ خدِمُ أَْيضًا اَللّ َغةَ اَلْعَرَبِّيةَ لَ َيصِحّ صَ َ َنسْتَ ْ حدّثِيَ فِي العَالَ و اللّ َغةُ الْعَرَِبّيةُ هي اللغة العاليةَ ،أّنهَا فِي تَرْتِيبِ الثَانِي أَ ْكثَرَ اُلمُتَ َ خصًا ،وَيََت َوزّعُ بَعدَ اللّ َغةِ الصّيْنَِيةِ وَالنّاطِقُونَ َهذِهِ اللّ َغةِ َأكْثَر مِن َأرْبَ ُعمِاَئةٍ مِِليُو َن شَ ْ
ح ّدثُوهَا فَي اْلمَْنطِ َقةِ اْلمَعْرُوَفةِ بِا ْسمِ اْلوَ َطنِ الْعَرَبِيّ ،بِالِضَاَفةِ إِلَ الْ َعدِيدِ ِمنَ مُتَ َ اْلمَنَا ِطقِ الُخْرى اْلمُجَا ِورَةِ كَالسِنِغَال وِارِتِيِيَا وَانَْتشَرَ اللُ َغةُ العَرَبِّيةَ اِل َأكْثَر مِن خدَمُوهَا كَاللّ َغةِ ال ّر ْسمِّيةِ وَاعْتُ ِرفَ اللَ َغةُ العَرَبِّيةُ َأْيضًا وَا ِحدَ ة ِمنْ عِشْرِينَ البِلَدِ وَاسْتَ ْ حدَةِ َمعَ اللّ َغةِ الصّيِنَيةِ وَ الِنْجِلِيزِّيةِ وَالرّوسِّيةِ سةِ اللُغَاتِ ال ّر ْسمِّيةِ لِلُ َممِ اْلمُتّ ِ َخمْ َ وَا َلسْبَانِّيةِ. أيها صديقات َقدْ تَعَرّضْتُ أُمُورَ الّتِي تَعَْت ِمدُ َموْضُوعَ مُخَاضَرَتِي الَْيوْمَ هِي َأ َهمَّيةُ اللغة العربيةَ ،أّنهَا لُ َغةُ ُدسْتُورِنَا القُرْءانِ الْكَ ِريِ وَالَحَادِيثِ الشّرِي َفةِ .وَأَّنهَا لُ َغةُ الْ ِع ْلمِ. جبُ عََلنّا َأنْ َنهَْتمّ بِاللّ َغةِ لسْلَمِ وَأَّنهَا لُ َغةُ الْعَاَلمِّيةِِ ،منْ أَ ْجلِ ذِلكَ َي ِ وَأَّنهَا شِعَارٌ لِ ِ جبُ عَلَينَا أَن نَْب ُذلَ ُجهُودَنَا فِي تَعَّلمِ اللُ َغةِ الْعَرَبِّيةِ صدِقَاءِي يَ ِ الْعَرَبِّيةِ ،عَلى ِجمِيعِ أَ ْ حَتّى نَسَْتطِيعَ َأنْ نَ ْف َهمَ وَ َنسْتَْنبِطَ أَ ُم ْورَ دِيِننَا ِمنَ الْقُرْءَانِ وَالَحَادِيثِ سنِ ِاسِْتمَاعِكُم ،وَالسلم عليكم ورحة ال َواَخِيًا شُكْرًا جَزِيلً عَلى ُح ْ وبركتة