االقتصاد الدولي ..............................................د .خالد المرزوك...............................................سوق الصرف االجنبي
الصرف االجنبي
The Foreign
اوال :سوق الصرف االجنبي The Foreign Exchange Market
إن رقي التجارة وازدهارها يتطلب توظيف جهاز ضخم من الهيئات والمؤسسات وذلك لتوفير أكثر الشروط أهمية إلنتاج سلع وخدمات قابلة للتسويق ,ومن بين الهياكل واألجهزة األكثر أهمية والتي تسعى الدول بواسطتها إلى الحفاظ على استمرار تواصل التبادل التجاري ،هي المؤسسات المصرفية وباألخص البنوك التجارية والتي تعمل على تمويل الصفقات التجارية والتأمين واالستثمارات وكل أنواع عمليات اإلنتاج واالستغالل للموارد الطبيعية ,فالبنوك التجارية في الفترة األخيرة أصبح بمقدورها توفير كل أنواع القروض واالئتمان لعمالئها مهما كانت مدتها أو شكلها أو موضوعها ,ومن هنا تظهر العالقة التي تربط بين التجارة الخارجية وبين البنوك التجارية. يقصد بسوق الصرف األجنبي ،السوق التي يتم فيها بيع وشراء العمالت األجنبية من قبل اإلفراد والمؤسسات والبنوك ،وان سوق الصرف األجنبي ألية عملة -كالدوالر مثال يتكون من جميع المراكز التي يباع فيها الدوالر ويشترى مثل لندن ،باريس ,طوكيو ,هونك كونك ,زيورخ ونيويورك ,وعادة ما تكون جميع هذه المراكز على اتصال مباشر ودائم بعضها مع البعض اآلخر من خالل شبكة االتصاالت والمعلومات الدولية . وظائف سوق الصرف األجنبي :
أن لكل دولة نظامها النقدي الخاص بها وعملتها الخاصة بها أيضا ,وان هذه العملة إنما تؤدي وظائفها بالداخل ولكنها تعجز عن أداء ذلك في الخارج ,وذلك لعدم تمتع العمالت المختلفة بالقبول العام في الخارج ،يأتي هنا دور سوق الصرف األجنبي ليمكن هذه العمالت من أداء وظائفها في الخارج ,إذ إن الوظيفة األساسية لهذه السوق هي تحويل القوة الشرائية من دولة او من عملة ما الى دولة او عملة أخرى أي تمكين العملة المحلية من ان تحظى بقبول أوسع في الخارج من خالل تحويل قوتها الشرائية الى عملة أخرى مقبولة . فعندما يقوم احد السياح العراقيين مثال بزيارة الواليات المتحدة على سبيل المثال فانه سيكون مضطرا لتحويل عملته (الدينار) الى عملة ذلك البلد (الدوالر) ،وعندما يحتاج مشروع مصري ان يستورد سلعا رأسمالية او مواد أولية من ألمانيا ،او عندما يرغب شخص او شركة استثمار أموالهم المحلية في بلد آخر فعليهم جميعا تحويل أموالهم الوطنية (الجنيه المصري) الى عمالت تلك البلدان (المارك األلماني مثال) ،ويحدث العكس بالنسبة لألجانب السياح او أصحاب المشاريع او المستثمرين اذ عليهم ان يحولوا عمالتهم الى عملة البلد المحلية ،وينجم عن هذه العمليات عرضا للعمالت المحلية وطلبا على العمالت األجنبية في الحالة األولى ،او عرضا للعمالت األجنبية وطلبا على العملة المحلية في الحالة الثانية ،وهذه العمليات ال تحدث اليوم بطريقة مباشرة ،أي ال يبحث المستورد العراقي عن المصدر العراقي الذي حصل على الدوالرات األميركية لكي يبادل معه ديناره 61صفحة
جامعة بابل .....................................كلية االدارة واالقتصاد ..................................قسم العلوم المالية والنقدية
االقتصاد الدولي ..............................................د .خالد المرزوك...............................................سوق الصرف االجنبي
العراقي بالدوالر األميركي ،وإنما تجري هذه العمليات بواسطة البنوك التجارية والسماسرة الذين يعملون كوسيط بين العميل والمصرف التجاري ،وتجري العملية في أسواق خاصة يطلق عليها أسواق الصرف األجنبي . مستويات المتعاملين في سوق الصرف االجنبي :
عندما يكون مجموع طلبات السياح والمستثمرين والمستوردين المحليين على العمالت األجنبية اكبر من مجموع ما تمتلكه البنوك التجارية من العمالت األجنبية ،فعند ذلك تضطر الى االقتراض من البنك المركزي للدولة ،الذي سيسحب من احتياطياته من الصرف األجنبي ،اما إذا حصل العكس أي كان عرض الصرف األجنبي لدى البنوك التجارية (إيراداتها منه) اكبر من الطلب عليها فانه ستودعه لدى البنك المركزي للدولة مقابل فائدة معينة وبذلك سترتفع االحتياطيات األجنبية لدى البنك المركزي الذي يعمل دائما بمثابة الملجأ األخير لإلقراض . وبنا ًء على ذلك فنحن بإزاء أربعة مستويات في سوق الصرف األجنبي : -1المستوى األول :يتضمن المستخدمين المباشرين والعارضين المباشرين للعملة األجنبية ،وهم السياح والمستوردون والمصدرون والمستثمرون وغيرهم . -2المستوى الثاني :ويتضمن البنوك والمصارف التجارية التي تعمل وكأنها دور مقاصة بين عارضي الصرف األجنبي وطالبيه . -3المستوى الثالث :ويتضمن ا لسماسرة او الوسطاء الذين من خاللهم وبواسطتهم تستطيع المصارف التجارية إن تحصل على ما تحتاجه من العمالت األجنبية بعضها من بعض . -4المستوى الرابع :وهو أعلى المستويات ويتمثل بالبنك المركزي للدولة والذي يعد الملجأ األخير لإلقراض او لبيع وشراء العمالت األجنبية عندما ال تتطابق اإليرادات الكلية مع النفقات الكلية من الصرف األجنبي ،وهو اما يسحب من احتياطياته من العملة األجنبية او يضيف الها . الوظيفة االئتمانية Credit Appointment :
من الوظائف المهمة لسوق الصرف األجنبي هي الوظيفة االئتمانية ،وتبرز أهمية هذه الوظيفة عندما تجري عمليات التبادل التجا ري بين الدول ،فمن المعلوم ان هنالك فترة زمنية تفصل بين تصدير السلعة من قبل دولة ما وبين استيرادها من قبل دولة أخرى ،ويطلق على هذه الفترة (فترة الترانزيت) ،وهنالك فترة أخرى تحتاج إليها المعامالت التجارية الخارجية ،وهي الفترة التي يحتاج اليها المستورد إلعادة بيع سلعته من اجل ان يتمكن من الدفع ،هاتان الفترتان تحتاجان الى تمويل او ما يطلق عليه بـ (االئتمان
Credit
) ،وعادة ما يعطي المصدرون فترة ثالثة أشهر للمستوردين لدفع
ما يترتب بذمتهم ،او يقوم بعض المصدرين بإعادة خصم تعهدات المستوردين لدى البنوك التجارية وعندها يستلم المصدرون حقوقهم في الحال على ان يبقى البنك التجاري باتصال مع المستوردين 62صفحة
جامعة بابل .....................................كلية االدارة واالقتصاد ..................................قسم العلوم المالية والنقدية
االقتصاد الدولي ..............................................د .خالد المرزوك...............................................سوق الصرف االجنبي
لحين موعد االستحقاق ،ويطلق على هذه الوظيفة التي تقوم بها البنوك التجارية في سوق الصرف األجنبي بالوظيفة االئتمانية . وهنالك وظائف ثانوية أخرى لسوق الصرف األجنبي تتمثل في تسهيل عمليات المراجحة Arbitrageوالتحوط Hedgingوالمضاربة Speculationو سوف نأتي عليها الحقا . ثانيا :سعر الصرف األجنبي Exchange Rate
-1تعريف سعر الصرف :وهو عبارة عن " نسبة مبادلة عملة معينة بالعمالت األخرى " اي هو (عدد وحدات العملة المحلية The Domestic Currencyالمعادلة لوحدة العملة األجنبية The ) Foreign Currencyويمكن النظر اليه بشكل معكوس اي (هو عدد وحدات العملة األجنبية المعادل لوحدة العملة المحلية ) ،وقد يكون هذا العدد ،عددا صحيحا او كسرا ، فنقول في الحالة األولى ان سعر صرف الريال السعودي بالدوالر األميركي هو ( 3لاير سعودي = 1دوالر أميركي) اما في الحالة الثانية فنقول ( 1لاير سعودي = 33 .0دوالر أميركي) . -2تحديد سعر الصرف :يتحدد سعر صرف العمالت حاليا كما يتحدد سعر اية سلعة أخرى وذلك بتقاطع منحنى طلب السوق على عملة معينة مع منحنى عرض السوق لتلك العملة ،وهذا احد أنظمة الصرف وهو المعمول به حاليا ويطلق عليه (سعر الصرف المرن) في اغلب دول العالم مع بعض االستثناءات البسيطة والتي يتخللها نوعا من تدخل الدولة في هذا الشأن .وفي مثالنا السابق فان (1لاير سعودي = 0.33دوالر أميركي) فإذا حصل وان ارتفع طلب السعوديين على الدوالر األميركي ألي سبب كان كالسياحة او االستثمار او االستيرادات فإنهم سوف يعرضون رياالتهم ويطلبون عوضا عنها دوالرات أميركية ، ولكن إذا كان مجموع طلب السعوديين (او حاملي الريال) على الدوالر اكبر من حجم المعروض منه في سوق الصرف األجنبي ،فان سعر الدوالر سوف يرتفع امام الريال (أي إن قيمة الريال سوف تنخفض أمام الدوالر) ليصبح (1لاير = 0.31دوالر) على سبيل المثال .وهذا ناجم عن الزيادة في عرض السعوديين للرياالت ،وان الزيادة في العرض تؤدي الى انخفاض السعر حسب النظرية االقتصادية ،وبالعكس فإذا ارتفع طلب األميركيين (او حاملي الدوالر) الي سبب كان على الريال ،فإنهم سيعرضون المزيد من الدوالرات للحصول على الرياالت مما يؤدي الى انخفاض قيمة الدوالر أمام الريال (او ارتفاع قيمة الريال أمام الدوالر) فيصبح السعر التبادلي بينهما (1لاير = 0.35دوالر) على سبيل المثال . هذا النموذج البسيط يتضمن عملتين فقط ،ولكن الواقع يشير إلى أن هنالك العشرات بل المئات من العمالت التي تتبادل بعضها مع البعض اآلخر وبالعشرات او المئات من أسعار الصرف التقاطعية فلكل عملة من العمالت العالمية هنالك العديد من أسعار الصرف 63صفحة
جامعة بابل .....................................كلية االدارة واالقتصاد ..................................قسم العلوم المالية والنقدية
االقتصاد الدولي ..............................................د .خالد المرزوك...............................................سوق الصرف االجنبي
فللدوالر األميركي مثال هنالك سعر له مقابل الريال وسعر ثان له مقابل الجنيه اإلسترليني وثالث مقابل الين الياباني ورابع مقابل المارك األلماني وخامس مقابل الفرنك الفرنسي وهكذا مقابل كل عملة من العمالت العالمية األخرى ،كذلك فان لكل عملة من العمالت هنالك أسعار متعددة بتعدد العمالت األخرى وفي الحصيلة فان سوق الصرف األجنبي تتحدد فيه عشرات اآلالف من األسعار التقاطعية فيما بين العمالت المختلفة ،وليس األمر يقف عند هذا الحد بل إن هذه األسعار ليست ثابتة وإنما هي في تغير دائم ودائب بتغير ظروف العرض والطلب والتي تخضع إلى العشرات من المؤثرات السياسية واالقتصادية والبيئية واالجتماعية والصحية وغيرها . -3المراجحة :من الخاصية التي ذكرناها آنفا والمتمثلة بتعدد أسعار صرف العمالت وتغريرها المستمر فان المراجحة تعني (االستفادة من اختالف أسعار إحدى العمالت في أسواق
منفصلة عن بعضها وفي وقت معين ،وذلك عن طريق شراء العملة من احد األسواق بسعر معين وبيعها مباشرة في سوق أخرى بسعر أعلى بقصد تحقيق األرباح) .فعلى سبيل المثال لو كان سعر اليورو األوربي يساوي 2دوالر أميركي في سوق لندن وان سعره في سوق نيويورك يساوي 1.98دوالر فان المراجح سوف يشتري اليورو األوربي من سوق نيويورك ويعيد بيعها في سوق لندن وبذلك سوف يحقق ربحا قدره 0.02دوالر لكل يورو . ويحدث ذلك عبر وسائل االتصال الحديثة كاالتصاالت وشبكة النت وكانت في الماضي تتم عن طريق التلفون او الالسلكي . ان عمليات المراجحة سوف تعمل بعد حين من الزمن على تقارب او ربما تساوي أسعار الصرف في كل من سوق لندن وسوق نيويورك (كيف؟) وذلك الن المراجحين سوف يزداد طلبهم على اليورو من سوق نيويورك بقصد بيعه في لندن ،وان زيادة الطلب على اليورو ستعمل على رفع سعره مقابل الدوالر ،كما إن زيادة بيع المراجحين لليورو في سوق لندن سيؤدي الى زيادة عرضه فيها ومن ثم انخفاض سعره أمام الدوالر ،وبتكرار هذه العملية فان سعر اليورو مقابل الدوالر سوف تميل الى التوازن في كال السوقين . -4سعر الصرف العاجل واآلجل : Spot and Forward Exchange Ratesإن أكثر معامالت الصرف األجنبي شيوعا هي تلك التي تتضمن دفع واستالم الصرف األجنبي خالل يوم أو يومين من إبرام العقد وهي مدة كافية للمساهمين في العملية الن يراسلوا البنوك التي يتعاملون معها في الداخل والخارج .وهذا النوع يطلق عليه (المعامالت الفورية او العاجلة) وان س عر الصرف الذي تم بموجبه عقد المعاملة يطلق عليه (سعر الصرف العاجل Spot ، )Rateولكن هنالك معامالت أخرى يطلق عليها (المعامالت اآلجلة) وتتضمن االتفاق على بيع او شراء كمية معينة من العملة األجنبية في تاريخ مستقبل ومحدد وبسعر يتفق عليه كل من البائع والمشتري ،فقد يكون مساو أو أكبر أو أقل من سعر يوم االتفاق و يطلق عليه (سعر الصرف اآلجل ، )Forward Rateومثال ذلك : 64صفحة
جامعة بابل .....................................كلية االدارة واالقتصاد ..................................قسم العلوم المالية والنقدية
االقتصاد الدولي ..............................................د .خالد المرزوك...............................................سوق الصرف االجنبي
اذا كان سعر الدوالر اليوم هو ( 1.240 = 1$الف دينار عراقي) ،ومع ذلك يتفق احد رجال األعمال العراقيين اليوم مع شخص آخر على أن يشتري منه كمية من الدوالرات األميركية بسعر ( 1.260 = 1$ألف دينار عراقي ) على أن يتم االستالم والتسليم بعد ثالثة اشهر من عقد االتفاق .وبموجب هذا االتفاق فان البائع يكون ملزما على بيع الدوالرات في االجل المسمى حتى وان ارتفع سعر الدوالر األميركي عن السعر المحدد باالتفاق ،كما يكون المشتري ملزما بالشراء بالسعر المحدد حتى وان انخفض سعر الدوالر عن السعر المحدد باالتفاق . وقد يكون العقد اآلجل بعد مرور شهر واحد او ثالثة أشهر أو ستة أشهر ،وكلما كانت المدة أطول كلما تضمنت مخاطر أكثر سواء للبائع او للمشتري ،لذلك نجد إن العقود اآلجلة لمدة تزيد عن الستة أشهر غير شائعة بين المتعاملين ،وتحدث هذه العملية من خالل عمليات التحوط Hedgingاو المضاربة . Speculationكما إن السعر العاجل قد يكون في اية لحظة زمنية مساويا او اكبر او اقل من السعر اآلجل ،وهذا عادة ال يؤثر على سريان االتفاق والعقد على البيع والشراء اآلجل ،فإذا كان السعر اآلجل اقل من السعر العاجل يقال ان العملة األجنبية تكون مخصومة آجال مقارنة بالعملة المحلية ،أما إذا كان السعر اآلجل اعلى من السعر العاجل الحالي فان الحالة يقال عنها بان العملة األجنبية تكون مكافَئَةً آجالً . الخصم والمكافئة اآلجلتين :من مثالنا السابق نجد ان رجل اإلعمال العراقي وافق على شراء الدوالر االميركي بعد ثالثة أشهر بسعر يزيد على السعر العاجل بمقدار 20دينارا لكل دوالر وهذا الفرق يمثل % 1.6من السعر وقد ضحى به المشتري ألنه يتوقع بان سعر الدوالر سوف يرتفع امام الدينار العراقي بعد ثالثة أشهر بنسبة تزيد عن %1.6وهذه العملية يطلق عليها (التحوط ، )Hedgingوهذه النسبة تعد بمثابة المكافئة اآلجلة التي يدفعها المشتري الى البائع لقاء تعرضه للخسارة نتيجة بيعه للدوالرات بسعر اقل من السعر السائد .اما من جانب البائع فانه وافق على البيع بهذا السعر النه يتوقع بان سعر الدوالر سوف يرتفع بنسبة تقل عن %1.6بعد ثالثة أشهر مقابل الدينار العراقي وان هذه النسبة التي أضافها البائع بعد ثالثة أشهر بمثابة الخصم اآلجل الذي يحصل عليه مقابل إمكانية تحقيقه لخسارة ما ،وهذه العملية يطلق عليها (المضاربة )Speculationوهي عكس التحوط ، فالمتحوط غالبا يلجأ الى ذلك لدفع المخاطر من ارتفاع قيمة العملة األجنبية وتحقيقه لخسارة اما المضارب فانه يقدم على المخاطرة بإرادته متعمدا بأمل تحقيق بعض اإلرباح أي إن المتحوط يحاول تجنب الخسارة بينما المضارب يحاول تحقيق إرباح ،كما وتختلف المضاربة عن المراجحة في ان االولى تحدث في سوق واحدة وفي أوقات مختلفة ،أما الثانية اي المراجحة فتحدث في وقت واحد وفي اسواق مختلفة . وبنا ًء على ذلك فان الخصم اآلجل والمكافئة اآلجلة عادة ما يعبر عنهما بنسبة مئوية سنويا ويمكن حسابها كما يأتي : 65صفحة
جامعة بابل .....................................كلية االدارة واالقتصاد ..................................قسم العلوم المالية والنقدية
االقتصاد الدولي ..............................................د .خالد المرزوك...............................................سوق الصرف االجنبي
الخصم اآلجل او المكافئة اآلجلة =
السعر اآلجل −السعر العاجل السعر العاجل
* 100 * 4
فاذا كان السعر العاجل للدوالر هو 1.240الف دينار عراقي وان السعر اآلجل بعد ثالثة اشهر هو 1.260الف دينار فان مقدار الخصم يكون كما يأتي : الخصم اآلجل او المكافئة اآلجلة =
1.240 − 1.260 1.240
* % 6.5 = 100 * 4تقريبا خالل السنة
وهنالك نوعين من المضاربة في سوق الصرف االجنبي من حيث اثرهما على االستقرار هما : -1المضاربة التي تؤدي الى االستقرار في سوق الصرف :وهي المضاربة التي تسود في حالة سريان الظروف الطبيعية بحيث ان سعر الصرف الذي يرتفع او ينخفض عن المستوى التوازني ال يفتأ ان يعود إليه ،اذ يتحرك المضاربون لبيع العملة التي يرتفع سعرها عن المستوى التوازني ألي سبب طارئ ،كما يقومون بشراء العملة التي انخفض سعر صرفها عن مستواه التوازني ،وهم بهاتين العمليتين إنما يساهمون في إبعاد آثار الظروف الطارئة وإعادة حالة التوازن واالستقرار الى سوق الصرف األجنبي مثل سوق أية سلعة أخرى .وعادة تكون منحنيات العرض والطلب على العملة األجنبية طبيعية وكما في الشكل اآلتي : S
سعر صرف العملة الوطنية
D الكمية المطلوبة والمعروضة من العملة الوطنية
-2المضاربة التي تؤدي الى عدم االستقرار في سوق الصرف :ويسود هذا النوع من المضاربة عندما تغلب على السوق حالة استثنائية وغير طبيعية او حالة طارئة مثل حالة الحرب او الكوارث الطبيعية او اإلحداث السياسية المفصلية ،فعندما ينخفض سعر العملة الوطنية في سوق الصرف األجنبي ألي سبب من تلك األسباب فان المضاربون سوف يتوقعون المزيد من االنخفاض فتراهم يقدمون على بيع المزيد منها خوفا من انخفاض سعها مجددا مما يؤدي الى االبتعاد كثيرا عن سعر الصرف التوازني ،اما عندما يرتفع سعر الصرف عن السعر التوازني لألسباب اآلنفة فان سوف يقبلون على الشراء بكثرة ألنهم يعتقدون بان ارتفاع السعر سوف يستمر مبتعدا عن حالة التوازن ،وهم بذلك سوف يسهمون بإبعاد السعر عن حالة التوازن واالستقرار ،وتكون منحنيات العرض والطلب على العملة الوطنية بشكل معكوس عن الحالة الطبيعية وكما في الشكل اآلتي : 66صفحة
جامعة بابل .....................................كلية االدارة واالقتصاد ..................................قسم العلوم المالية والنقدية
االقتصاد الدولي ..............................................د .خالد المرزوك...............................................سوق الصرف االجنبي
سعر صرف العملة الوطنية
D
S الكمية المعروضة والمطلوبة من العملة الوطنية
مصادر عرض الصرف االجنبي والطلب عليه :
-1أسباب الطلب على الصرف األجنبي :إن الجزء األساس من الطلب على الصرف األجنبي (والذي يقابله عرض العملة الوطنية) هو لتسوية العمليات المستقلة المدينة في ميزان المدفوعات وهي االستيرادات السلعية والخدمية والتحويالت من جانب واحد الى الخارج والقروض المقدمة للخارج ودفع أقساط الدين الخارجي ....الخ . -2اسباب الطلب على العملة الوطنية :ويقابلها عرض العمالت األجنبية وهي عكس األسباب الواردة قي النقطة السابقة تماما اي لتسوية العمليات المستقلة الدائنة اي الصادرات السلعة والخدمية والقروض المسحوبة من الخارج وتحويالت العاملين في الخارج ....الخ . -3العالقة بين سوق الصرف وبين ميزان المدفوعات :ومن ذلك نالحظ سوق الصرف هو الوجه اآلخر لميزان المدفوعات ،فالطلب على الصرف األجنبي (أي عرض العملة الوطنية) هو طلب مشتق من الطلب الوطني على الصادرات األجنبية من السلع والخدمات ،أما الطلب على العملة الوطنية (عرض الصرف األجنبي) فهو طلب مشتق من األجنبي على الصادرات الوطنية من السلع والخدمات الوطنية ،ويضاف أليهما متطلبات حركة رأس المال طويل األجل من والى الخارج . وعليه فان كل زيادة الصادرات ،على سبيل المثال ،تعني زيادة الطلب على العملة المحلية في سوق الصرف األجنبي وزيادة في عرض الصرف األجنبي ،ومعلوم ان زيادة الطلب على سلعة ما تؤدي الى ارتفاع سعرها ،كما ان زيادة عرض سلعة ما تؤدي الى انخفاض سعرها ، وهذا ينعي أن زيادة صادرات دولة ما تؤدي الى ارتفاع سعر صرف عملتها في سوق الصرف األجنبي ،يقابلها انخفاض سعر صرف العمالت األجنبية ازاءها . ويكو ن العكس من ذلك عند زيادة االستيرادات التي تعني زيادة في عرض العملة الوطنية وزيادة في الطلب على الصرف األجنبي مما يترتب علية انخفاض في سعر صرف العملة الوطنية وارتفاع في سعر صرف الصرف األجنبي أمام العملة الوطنية . 67صفحة
جامعة بابل .....................................كلية االدارة واالقتصاد ..................................قسم العلوم المالية والنقدية
االقتصاد الدولي ..............................................د .خالد المرزوك...............................................سوق الصرف االجنبي
أنواع أنظمة الصرف :هنالك ثالثة أنواع رئيسة ألنظمة الصرف عرفها العالم تبعا للمرحلة التاريخية من التطور االقتصادي والنقدي وهي كما يأتي : -1قاعدة الذهب الدولية :منذ أواسط القرن التاسع عشر ساد العالم نظام نقدي دولي عرف باسم قادة الذهب الدولية والتي مرت بثالث مراحل أوالها (المسكوكات الذهبية) والتي سادت خالل الفترة الممتدة من 1914 - 1880وبموجب هذه القاعدة كانت العمالت العالمية عبارة عن قطعة ذهبية ذات وزن معين من الذهب الخالص وتتحد قيمة هذه العمالت من قيمة المحتوى الذهبي ،وثانيته ا (السبائك الذهبية) وهي عمالت معدنية يدخل الذهب بنسبة معينة من وزن كل قطعة نقدية ،وقد استمر العمل بها حتى عام 1944حيث عقد مؤتمر بريتون وودز الذي اقر فيه وهي المرحلة الثالثة وهي (الصرف بالذهب) حيث التزمت الواليات المتحدة بتحويل الدوالر الى ذهب لمن يشاء ذلك على أساس وزن ثابت لكل عملة من عمالت العالم ،وقد استمر هذا النظام حتى عام 1971عندما انهار نظام بريتون وودز بقرار من الرئيس األميركي آنذلك ريتشارد نيكسون وذلك في 1971-8-15حيث كتبت النهاية الحقيقية لعصر الذهب واألوراق النقدية القابلة للتحويل الى ذهب . -2قاعدة األوراق اإللزامية :تختلف األوراق النقدية اإللزامية عن األوراق النقدية المستندة الى الذهب او القابلة للتحويل الى ذهب في ان الثانية عبارة عن إيصاالت او اعترافات من قبل الدولة بوجود دين بذمتها لحامل هذه األوراق تمكنه من الحصول مقابلها على الذهب متى يشاء ذلك ،اما الثانية فهي عبارة عن أوراق نقدية صادرة بموجب القانون وغير قابلة للتحويل الى ذهب وعلى الجميع قبولها بقوة القانون ،لذلك يطلق عليها (األوراق النقدية القانونية) وهذه عادة تكون قيمتها (او سعر صرفها) خاضعة لقوى العرض والطلب فقد يرتفع او ينخفض سعرها مقابل العمالت األخرى تبعا للحالة االقتصادية للبلد وحالة ميزان مدفوعاته . أنواع أسعار الصرف
-1سعر الصرف الثابت Fixed Exchange Rateوعندها يكون سعر العملة المحلية أمام العمالت األجنبية ثابتا على الدوام ،وقد ساد هذا النوع في فترة سريان قاعدة الذهب الدولية ، اذ بموجب هذه القاعدة فان لكل عملة من عمالت الدول المختلفة محتوى ذهبي ثابت وان سعر صرف كل عملة يعادل سعر كمية الذهب الذي تحتويه هذه العملة ،أما بعد انتهاء العمل بقاعدة الذهب الدولية عام 1971فقد أصبحت العمالت الورقية الغير قابلة للتحويل إلى ذهب خاضعة للتغير في سعر صرفها صعودا ونزوال ولكن بعض الدول القليلة حاولت التدخل المباشر إلبقاء أسعار صرف عملتها تتمتع بنوع من الثبات ولكن في حدود ضيقة وبأشكال محددة . -2سعر الصرف الحر (المعوم او المرن) Floating Exchange Rateوبموجب هذا النوع فان السلطات النقدية تترك الحركة في سعر صرف عملتها مقابل العمالت العالمية األخرى حرة وخاضعة لقوى العرض والطلب على عليها والناجمة عن حركة التجارة الخارجية بينها وبين دول العالم األخرى . 68صفحة
جامعة بابل .....................................كلية االدارة واالقتصاد ..................................قسم العلوم المالية والنقدية
االقتصاد الدولي ..............................................د .خالد المرزوك...............................................سوق الصرف االجنبي
-3سعر الصرف المدار (ال قابل للتعديل) :وهذا النوع هو الشائع في كافة دول العالم تقريبا ،اذ ال نجد اليوم في الواقع اية دولة تتبع النوعين اآلنفي الذكر وذلك لما فيهما من مخاطر يتعرض لها االقتصاد الوطني نتيجة الثبات او الحرية وابعاد السلطات النقدية عن التدخل ،اذ من المعروف ان سعر ا لصرف هو واحد من اهم السياسات النقدية بيد الدولة لتوجيه االقتصاد الوطني ومعالجة الخلل في ميزان مدغوعاتها ،اال ان التدخل او االدارة او التعديل الذي تقوم به الدولة يختلف من مكان الى آخر ومن وقت الى آخر بحسب الحالة التي يعيشها االقتصاد الوطني ودرجة ارتباطه باالقتصاد العالمي ويمكن تأشير عدد من حاالت التدخل كما ياتي : أ -سعر الصرف الثابت مع هامش محدد على جانبي سعر التعادل ب -سعر الصرف الثابت مع هامش واسع على جابي سعر التعادل ت -سعر الصرف الثابت القابل للتعديل ،وبموجبه تعلن الدولة سعرا ثابتا لعملتها اال انها تقوم بتعديل هذا السعر بين الفينة والفينة تبعا لمتطلبات الحالة . نظريات تحديد سعر الصرف
يقصد بنظريات سعر تحديد الصرف ،النظريات التي تفسر العوامل التي تقف وراء تحديد سعر صرف عملة معينة سواء بالذهب أو بالعمالت األخرى عند حد معين ،وهل هي عوامل حقيقية ام نقدية ام غيرها ،وابرز هذه النظريات هي : .1نظرية تعادل القوة الشرائية :في العقد الثاني من القرن العشرين نشر االقتصادي السويدي (كوستاف كاسل) نظريته التي نالت شهرة واسعة حتى يومنا هذا عن حركات وتقلبات أسعار الصرف وما يتمخض عنها من حاالت التضخم واالضطراب االقتصادي ،وتتلخص هذه النظرية بالقول بان هنالك عالقة بين سعر صرف العملة مقابل العمالت األخرى ،وبين القوة الشرائية لكل من هذه العمالت ،فإذا كان الريال السعودي مثالً يستطيع ان يشتري وحدة واحدة من السلعة ، Xبينما يستطيع الدوالر األميركي أن يشتري ثالث وحدات من نفس السلعة وفي نفس السوق ،عندئذ يقال بان سعر صرف الريال السعودي يعادل ثلث سعر الدوالر ،او بالعكس يمكن القول بان الدوالر الواحد يعادل ثالثة رياالت . تقييم النظرية : أ -النظرية عبارة عن تعبير رياضي ألسعار السلعة الواحدة بعمالت مختلفة وهي اقرب للبديهية منها الى النظرية االقتصادية . ب -ركزت على العوامل النقدية في تفسير سعر الصرف ،فيما أغفلت الجوانب الحقيقية والهيكلية مثل حالة الميزان التجاري وحركات رؤوس األموال وما الى ذلك . ت -لم تفسر النظرية العوامل التي حددت سعر صرف العملة أي قوتها الشرائية وإنما ركزت على عالقة هذه العملة بالعمالت األخرى . .2نظرية ميزان المدفوعات :بما إن سعر الصرف هو الوجه اآلخر لميزان المدفوعات ،فان هذه النظرية تشير الى ان سعر صرف عملة أية دولة هو مرتبط بحالة ميزان مدفوعات الدولة تلك ،فاذا كان وضع الميزان في حالة تسير نحو التحسن في الجانب الدائن فان سعر صرف العملة يميل نحو االرتفاع ، وبالعكس من ذلك في حالة العجز . تقييم النظرية :
69صفحة
جامعة بابل .....................................كلية االدارة واالقتصاد ..................................قسم العلوم المالية والنقدية
االقتصاد الدولي ..............................................د .خالد المرزوك...............................................سوق الصرف االجنبي
أ -بالرغم من العالقة األكيدة بين سعر صرف العملة وميزان المدفوعات ،إال إن اتجاه هذه العالقة غير ثابت ،فتارة يكون سعر الصرف هو المتغير المستقل الذي يؤثر على اتجاه الصادرات االستيرادات ومن ثم على الميزان ،ومرة أخرى يكون العكس هو الصحيح . ب -ان اغلب الدول اليوم هي التي تحدد وتتدخل في تحديد سعر الصرف وال تترك الحبل على غارب ميزان المدفوعات .
70صفحة
جامعة بابل .....................................كلية االدارة واالقتصاد ..................................قسم العلوم المالية والنقدية