ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الميتا-أخالق
ــــــــــ
1
• موسوعة ستانفورد للفلسفة ترجمة :حسان عبيدات
حول الميتا-أخالق أو ما وراء األخالق ،الوجوب والكينونة وحجة السؤال المفتوح ،وإبستمولجيا األخالق ،وحول الحرية والمسؤولية؛ نص رمتجم للـد .جيف ساير-ماكورد والمنشور عىل (موسوعة ستانفورد للفلسفة) .ننوه بأن ا ر ر والت قد تختلف قليًل عن النسخة الدارجة للمقالة، ه للنسخة المؤرشفة يف الموسوعة عىل هذا الرابط ،ي التجمة ي ً ّ األختة بعض التحديث أو التعديل من فينة ألخرى منذ تتمة هذه رالتجمة. نخص وختاما، حيث أنه قد يطرأ عىل ر بالشكر محرري موسوعة ستانفورد ،وعىل رأسهم د .إدوارد زالتا ،عىل تعاونهم ،واعتمادهم رللتجمة ر والنش عىل مجلة حكمة.
Sayre-McCord, Geoff, "Metaethics", The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Summer 2014 Edition), Edward N. Zalta (ed.), URL = . 1
1
حكمة © Copyright 2018
ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــ
امليتا-أخالق أو "ماوراء األخالق" Metaethicsهي حماولة فهم االفرتاضات املسبقة وااللتزامات امليتافيزيقية واإلبستمولوجية والسيمانطيقية والسيكولوجية اليت حيملها كل من التفكري والكالم واملمارسة األخالقية ،كما تتضمن امليتا-أخالق يف حدودها جمموعة واسعة من األسئلة واإلشكاالت ،مثل السؤال هل األخالق مسألة أذواق أكثر من كوهنا مسألة حقيقة؟ أو هل املعايري األخالقية نسبية حسب الثقافة؟ أو هل هناك حقائق أخالقية أصال؟ وإن كانت هناك حقائق أخالقية ،فما مصدرها؟ و كيف تضع معيارا مناسبا لسلوكنا؟ و كيف ترتبط احلقائق األخالقية ابحلقائق األخرى (كاليت عن السيكولوجيا أو السعادة أو األعراف اإلنسانية مثال)...؟ وإن كانت احلقائق األخالقية موجودة فكيف نعرفها؟ هذه األسئلة تقودان بطبيعة احلال إىل إشكاالت متعلّقة مسوغات التزاماتنا األخالقية .تبحث امليتا- مبعىن ّ االدعاءات األخالقية وأخرى متعلّقة ابحلقيقة األخالقية و ّ ومسوغات الفعل والدافع اإلنساين ،إذ تسأل كيف تعطينا املعايري األخالقية أخالق كذلك يف العالقة بني القيم ّ مسوغات للفعل أو االمتناع حسب ما أتمر أو تنهى ،وتعاجل أيضا كثريا من القضااي املتعلقة بطبيعة احلرية ّ i وأمهيتها (أو عدم أمهيتها) للمسؤولية األخالقية.
.1مالحظات عامة .2معضلة "يوثيفرو" .3الطبيعانيّة ،الالطبيعانيّة ،ومذهب ما فوق الطبيعيّة .4الوجوب والكينونة و ُح َّجة السؤال املفتوح .5إبستمولوجيا األخالق ِّّ واملسوغات .6األخالقيّات والدوافع .7احلريّة واملسؤولية .8املبادئ األخالقية واألحكام َّ احملددة
2
حكمة © Copyright 2018
ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
●
املصادر
●
مصادر أخرى على اإلنرتنت
●
مالحظات متعلّقة ابلرتمجة
●
مالحظات
ــــــــــ
.1مالحظات عامة إن جمموعة القضااي واإلشكاالت واألسئلة اليت تقع ضمن جمال امليتا-أخالق جتريديّة دائما ،فهي تعكس حماولة امليتا-أخالق أخذ خطوة إىل الوراء من النقاشات الواقعية احملددة داخل األخالق لتسأل عن اآلراء واالفرتاضات وااللتزامات اليت يشرتك فيها من يدخلون هذه النقاشات .بشكل عام ،إ ّن القضااي امليتا-أخالقية اليت تظهر معني من القضااي األخالقية احملددة اليت كنتيجة لعملية اخلطو إىل الوراء هذه ميكن معاجلتها دون ّاّتاذ موقف ّ بدأت منها العملية .لقد بدا للكثريين يف احلقيقة أ ّن امليتا-أخالق تق ّدم خلفية حمايدة جيب وضع الرؤى األخالقية املختلفة أمامها إن كانت لتُقيم بشكل صحيح .بعض املشتغلني ابمليتا-أخالق ذهبوا لدرجة القول مؤدايت عملية ،iiوبشأن أي رؤية من الرؤى تتضمن افرتاضات أخالقية حمددة ومل يكن هلا أي ّ إ ّن كتاابهتم مل ّ اليت ما زال يُعرتف هبا كرؤية لوضع األخالق وطبيعتها ،فإ ّن قدرهتا على أن تكون حمايدة عمليًّا هي موضع فإهنا ومؤدايهتا العملية ّ شك .ولكن ال ّ شك أ ّن امليتا-أخالق مهما كانت افرتاضاهتا األخالقية التحديدية ّ تشتمل على النظر يف االفرتاضات املسبقة وااللتزامات اليت عند من يدخل يف التفكري والكالم واملمارسة األخالقية ،فهي جتريديّة بعيدا عن أي أحكام أخالقية حمددة. النظر يف هذه االفرتاضات وااللتزامات يكشف بسرعة إىل أي مدى ميكن جلوانب األخالق املختلفة أن تُعتَب العقلي قد خشي كثريون أنه ال ميكن الدفاع عن االفرتاضات وااللتزامات إشكاليّة عقليًّا وعمليًّا ،فعلى املستوى ّ اليت حتملها األخالق .جيادل البعض أب ّن األخالق خرافة ،وجيادل غريُهم أب ّن املبادئ املختلفة اليت يتم تقدميها اخلاصة كمعايري ذات سلطة شرعيّة للجميع هي يف الواقع جمرد تعبريات عن عواطف ،أو إسقاطات للمواقف ّ 3
حكمة © Copyright 2018
ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــ
مبن يدعون إىل تلك املبادئ ،وجيادل غريهم كذلك أب ّن األخالق ليست ما تزعمه وليس فيها ما يلزمها لتكون هلا شرعيّة .أما على املستوى العملي فقد أشار كثريون إىل أنه من الصعب جعل الناس حيكمون على أنفسهم وعلى غريهم إبنصاف ،و قد خشي غريهم أننا بينما لدينا مصلحة يف إقناع اآلخرين اباللتزام ابألخالق فإننا أن ُف ُسنا اندرا ما يكون لدينا أي سبب لالتزام هبا ،فيما اعتقد آخرون أ ّن اإلنسان ال ميتلك احلرية ابلصورة اليت تفرتضها األخالق. ابلطبع إ ّن هذه التحفُّظات واحلجج جتد دائما ما يقابلها على الطرف اآلخر ،إذ هناك من يرى أ ّن األخالق لنتبىن إن فُهمت بشكل صحيح -ليست خرافة ،و أ ّن مزاعمها ميكن الدفاع عنها ،وأ ّن لدينا سببا كافيا ّونلّب مطالبها ،وأ ّن الناس أو على األقل بعضهم يف ظروف معيّنة ميتلكون احلريّة ابلصورة اليت تتطلّبها األخالق ّ األخالق. أي من الطرفني أن تُدحض بسرعة أو بسهولة ،وكلها تعتمد ّأوال على حتديد ال ميكن ألي من احلجج على ّ االفرتاضات وااللتزامات املخت لف عليها والدفاع عنها ،واثنيا على إثبات إمكانية أو عدم إمكانية الدفاع عنها. لكن هناك الكثري هم من حياة معظم الناس ،و ّ إن األمر الذي على احملك هنا هو -على األقلُ - فهمنا جلزء م ّ كذلك مما سيكون على احملك بقدر ما يتضح وجود شك يف االفرتاضات وااللتزامات اليت أيخذها الناس فهمنا لذلك اجلزء من حياتنا فحسب ،بل ميكن إلحساسنا أبمهيته كمسلّمات ،وعندئذ لن يتعرض للتهديد ُ أن يتالشى كذلك. ابلرغم من طبيعة امليتا-أخالق التجريدية واجلدلية بشكل كبري ،فإ ّن مسائل اهتمامها الرئيسيّة تنشأ بشكل طبيعي -ولرمبا بشكل حمتوم -عند نظر املرء بعني النقد يف قناعاته األخالقية ،فليس من املفاجأة أ ّن ّادعاء تطور بسرعة بوليمارخوس - Polemarchusيف مجهورية أفالطون -عن كون عدالة املرء ُحت ّسن حياته قد ّ إىل نقاش ميتا-أخالقي متاما عن مصدر العدالة وطبيعتها .يدافع تراسيماخوس Trasymachusعن فكرة وإهنا قد صممها األغنياء أ ّن العدالة هي ما يصب يف مصلحة األقوى ،قائال إ ّن األخالق من صنع اإلنسان ّ واألقوايء للتحكم ابلناس واستغالهلم ،فهو جيادل ّأهنا خرافة لضعفاء العقول ُوضعت ملصلحة القلّة ،و ّأهنا تفرض سوغ تركه .يتابع غلوكون Glauconالنقاش يف الكتاب الثاين ببديل أقل عبئا على الناس لدى غالبهم ما ي ّ تشاؤما ،فبينما يرى هو اآلخر أ ّن األخالق صنيعة بشرية ،يرى أهنا حل مفيد للمشاكل اجل ّدية اليت سنواججها بغياب األخالق ،وجيادل أ ّن الناس بطبيعة احلال جيدون أنفسهم غري قادرين على أن يضمنوا نفاذ إرادهتم وهم يتأثّرون إبرادة اآلخرين يف الوقت ذاته ،فهو يرى أ ّن مبادئ العدالة يضعها اجلميع بشكل معقول كطريقة جيّدة 4
حكمة © Copyright 2018
ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــ
لضمان السالم واالستقرار يف اجملتمع .سقراط Socratesيف املقابل يرفض الفكرة القائلة أب ّن العدالة اخرتاع بشري ،وجيادل بدال من ذلك أب ّن العدالة توفّر معايري اثبتة ميكن من خالهلا احلكم على املمارسات واألعراف ّ مؤدايهتا لقيمة العدالة ،ولكن ابإلضافة إىل ذلك ،إ ّن قبول والعادات اإلنسانية .قد يكون هلذه الرؤى املختلفة ّ رؤية معيّنة لطبيعة العدالة سيتوافق مع جمموعة من الرؤى التحديديّة عن جوهر العدالة وعن قيمتها.
.2معضلة "يوثيفرو" أي معيار يضعه ابلنسبة لكثريين يتناسب موقف سقراط مع مزاعم األخالق ،وهو يتناسب كذلك مع فكرة أ ّن ّ اإلنسان فهو خاضع للنقد األخالقي .وابلطبع فإ ّن موقف سقراط يفتح الباب جملموعة من اإلشكاالت املتعلّقة بطبيعة تلك املعايري املتعالية ،فما مصدرها؟ ومن أين تستم ّد شرعيّتها؟ اعتقد كثريون أ ّن اإلجاابت الصحيحة على هذه األسئلة تكمن يف االحتكام إىل اإلله ،فاملبادئ األخالقية لكن هذا ينقل بتصورهم هي تعبري عن إرادة اإلله ،أي هي أوامره لنا ،وهي تستم ّد شرعيتها من مصدرها .و ّ ّ اإلشكاالت خطوة إىل الوراء فقط ،فإ ّن أي مشكلة جيدها املرء يف قبول فكرة املعايري املتعالية سيعود ليجدها يف تقبّل فكرة كائن متعال يصدر أوامر ،وكما أ ّكد أفالطون Platoيف حواره "يوثيفرو" ،Euthyphro فإ ّن املرء سيجد أنّه من الصعب إثبات شرعية أوامر اإلله. يبني إحدى اإلجاابت املعقولة قد تكون أ ّن معرفة اإلله الكاملة ابلصواب واخلطأ أو كماله األخالقي هو نفسه ّ مستقل لكن هذه اإلجابة تفرتض أن معايري األخالق موجودة بشكل ملاذا تكون أوامره شرعيّة كمعايري لنا ،و ّ ّ عن إرادة اإلله (إما كأشياء يعرفها أو كمعايري يُعتَب هو وفقها كامال أخالقيًّا) ،ويف هذه احلالة فإ ّن احلديث يبني مصدر هذه املعايري املستقلة أو طبيعتها. عن األخالق على أهنا أوامر لإلله لن ّ ميكن للمرء بدال من ذلك ان يتجنّب االحتكام إىل معرفة اإلله أو خرييّته ،وي ّدعي أن ليس هناك معيار مستقل لكن ذلك يرتك اجملال إلشكالية متعلقة بشرعيّة املبادئ األخالقية ،فإذا رفضنا الفكرة إلرادة اإلله وطبيعته ،و ّ خري بشكل كامل ،فإنّه القائلة أب ّن أوامر اإلله تعكس معرفته ابلصواب واخلطأ ،ورفضنا كذلك فكرة أ ّن اإلله ّ iii أي شرعية خاصة. يبدو ملن املعقول أن نتسائل ملاذا تكون ألوامره ُّ
5
حكمة © Copyright 2018
ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــ
ميكن هنا اإلشارة إىل قوة اإلله وقدرته على العقاب أو إىل دوره يف اخللق ،ولكن ال يبدو أ ّن ًّأاي من هذين يؤسس ليؤسس شرعيّة صحيحة ،وبشكل ّ للقوة الالزمة لفرض أوامره ال ّ االعتبارين يكفي ّ عام فإ ّن امتالك أحد ّ جمرد خلق شيء ال يثبت لشرعيّة هذه األوامر وال ينتج عنه أ ّن لديه احلق يف معاقبة من خيالفوهنا ،وابملثل فإ ّن ّ خلالقه صالحية التحكم املطلق به .ابلطبع تبقى هناك مساحة للقول إ ّن يف أوامر اإلله شيئا خمتلفا جيعل أوامره تصور يبني هذا الشيء املختلف ،ويف هذا السياق فإنّه جيب أن شرعيّة بشكل فريد ،وهذا القول حيتاج إىل ُّ تصورا يبني كيف تكون ألوامر اإلله شرعيّةٌ خبالف األوامر اليت قد يصدرها غريه .ابإلضافة إىل ذلك، يكون ُّ سيحل اإلشكالية امليتا-أخالقية اليت يطرحها حوار يوثيفرو ،فإ ّن اإلجابة جيب أن إن كان االحتكام إىل اإلله ّ ال تستند هي نفسها إىل املعايري املتعالية أو تفرتضها مسبٌقا.
.3مذاهب الطبيعانية ،الالطبيعانية، ،وما فوق الطبيعيّة تصور غلوكون عن األخالق كعرف فيه مصاحل متبادلة هو أنّه جيعل مصدر األخالق وطبيعتها إن أحد ميزات ُّ عما هو قانوين التصور ال تغدو احلقائق األخالقية أكثر إشكاليّة من احلقائق اليت ّ غري غامضني .حبسب هذا ّ معني ( أي كونُه أخالقيًّا أو قانونيًّا أو مه ّذاب) على توافقه أو مه ّذب ،ففي كلتا احلالتني يعتمد حكم سلوك ّ أو تعارضه مع معايري خمتلفة مت وضعها .يوضح غلوكون كذلك ملاذا ميكن للناس أن يهتموا لشأن مطالب األخالق (وإن كان هناك يف حاالهتم اخلاصة ما يغريهم النتهاكها إذ يرون أهنم حمصنون) ،ففي األعراف األخالقية مصاحل متبادلة. بيد أ ّن الرؤى العرفية conventionalistكرؤية غلوكون تواجه صعوابت حقيقية يف التوافق مع الفكرة الشائعة القائلة إ ّن املبادئ األساسية لألخالق هي مبادئ كونيّة ،فاألعراف يف هناية األمر هي صنائع مشروطة ّتتلف من مكان إىل مكان ،وهي تدخل وّترج من حيّز الوجود ،وكذلك يبدو أ ّن األعراف عرضةٌ لالعتباطبية ًّ مستقال عن مبا ميكن أن يُضعف ّادعاءها للشرعية ما مل يُنظر إليها (ضمنيًّا على االقل) على أهنا حت ّقق معيارا مسوغا لتلبيتها ّإال عندما يكون هذا العرف نفسه عادال أو األعراف .يبدو أ ّن مطالب عُرف ما ال تعطي ّ معقوال أو خريا بشكل ما ،وهذا يشري إىل أ ّن القواعد واملعايري األخالقية احملددة مهما كانت انجتة عن العُرف فإ ّن ّادعاءها للشرعيّة يعتمد على معايري ال تنتج عن العُرف.
6
حكمة © Copyright 2018
ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــ
ابلتأكيد ليست هذه االعتبارات حامسة ،وأولئك الذين يرون األخالق كنوع من العُرف لديهم طرق معقولة ملعاجلة التح ّفظات املذكورة ،وبذلك تبقى لتلك الرؤية جاذبيّتها .مع ذلك إ ّن الكثريين –حىت ممّن يرون االحتكام تصور الصحيح عن األخالق ال ميكن أن يكون مسألة إىل العُرف ضرورًّاي لفهم األخالق -يعنقدون أ ّن ال ُّ iv أمور أعراف ابل ُكلّيّة ،و ّ لكن ذلك ال يعين أهنم يرون أ ّن املعايري اليت ّ تَبر مطالب األعراف أو بعضها هي ُ يَبر مطالبه ،هو مسامهته يف السعادة العامة، مبهمة ،فبعضهم مثال يقول أب ّن ما جيعل عرفا ما ّ خريا ،وبذلك ّ بينما يرى غريهم أ ّن مقياس تقييم األعراف هو يف قدرهتا على تعزيز مصاحل ُك ّل شخص على حدة ،ويرى آخرون أ ّن قيمة األعراف هي يف قدرهتا على ضمان قبول من ينظرون إليها إبنصاف .يف كل هذه التص ُّورات يصور القيمة بشكل تكون القيمة مستقلّة عن العرف ،ولكنّها مع ذلك ليست مبهمة ميتافيزيقيّا ،ف ُكلٌّ منها ّ تصورات سيكون من أساسي كجزء مألوف وطبيعي متاما من العامل .كذلك ابلرغم من أنّه بناء على هذه ال ُّ ّ ّ االدعاءات جدليّة ،فإنّه مع ذلك لن تكون هناك الصعب أتسيس ّادعاءات معيّنة عن القيمة وستكون هذه ّ إشكاليّةٌ يف ما حناول اكتشافه أو يف ما سنعتَبه دليال ذا صلة. أبهنا أجزاء طبيعية وغري إشكالية كل هذه الرؤى، تعرف اخلصائص األخالقية املتع ّددة ّ ريفّ ، ابلعريف منها وغري العُ ّ ّ من العامل ،و نتيجة لذلك تُعتَبُ عادة صورة من صور الطبيعيانيّة أو املذهب الطبيعي ،naturalismوتُعتَبُ نقيضا للرؤى الالطبيعانية non-naturalistاليت ترى أ ّن األخالق تفرتض أو تُلزُم نفسها بوجود خصائص متجاوزة لتلك اليت يعرتف هبا العلم الطبيعي .مييّز الالطبيعانية عبئان عليها مها أ .أن تبني كيف تنسجم اخلصائص األخالقية مع اخلصائص الطبيعية املألوفة ،و ب .أن توضح كيف أننا نستطيع معرفة هذه اخلصائص األخالقيةّ ،أما الطبيعانية يف املقابل فتتجنّب هذين العبئني امليتافيزيقي واإلبستمولوجي. ابلرغم من ميزات الطبيعانية ،فإنّه يصعب عليها متثيل ما يعتَبه الناس طبيعة األخالق احلقيقية ،فعند القول إ ّن شر أو من الفضيلة ،يبدو أننا نقول شيئا أكثر من (أو خمتلفا عن) ما كنا لنقوله إذا أردان شيئا ما هو خريٌ أو ٌّ أي قدر من وصف الشيء من حيث امتالكه خصائص طبيعية معيّنة ،وابالتفاق مع ذلك فإنّه ال يبدو أ ّن ّ أخالقي مسبق. البحث التجريّب ميكنه أن حيسم سؤاال أخالقيًّا وحده دون افرتاض ّ
.4الوجوب والكينونة و ُح َّجة السؤال املفتوح
7
حكمة © Copyright 2018
ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــ
ب" (العبارة املعياريّة) لقد بدا أ ّن هذه النقاط كانت يف ابل ديفد هيوم David Humeحني رأى أ ّن "جي ُ ال ميكن استنتاجها من عبارة "إ ّن" (الكينونة) ،vوهناك اختالف أساسي على ما كان يعنيه هيوم ،وكذلك ألي جمموعة اختالف أساسي ّ عما إذا كان مصيبا ،و ّ لكن جزءا على األقل من حت ّفظ هيوم بدا أنّه ال ميكن ّ (ادعاءات وجوب) ،فكما يبدو قد رأى هيوم (ادعاءات الكينونة) أن تستلزم ّادعاءات قيميّة ّ من حقائق الواقع ّ أنّه ال ميكن للمرء أن يستنتج الثانية من األوىل ّإال إن كان لديه –ابإلضافة إىل املق ّدمات املتعلقة حبقائق الواقع- مقدمة قيمية واحدة على األقل .مثال إن استنتج املرء من أ ّن شيئا سيئا حيدث من حقيقة كون شخص يتأ ّمل، أي ّادعاء متعلّق فهو يفرتض مسبقا على االقل أ ّن االمل سيء ،وهذا االفرتاض املسبق بدوره ليس يلزُم عن ّ قيمي ّإما ّأهنا تتضمن مق ّدمة قيميّة أو حبقائق الواقع .إن كان هيوم حمقًّا ،فكل ُحجة صحيحة الستنتاج ّ تفرتضها مسبقا ،وبذلك فليس لنتيجة قيميّة ُحجةٌ حمايدةٌ قيميًّا. قارب جورج إدوارد مور ( G.E Mooreيف بداايت القرن العشرين) املسائل نفسها من انحية أخرى ،فقال تصور طبيعاينّ عن األخالق أن يُنصف حقيقة ما نف ّكر فيه أو ن ّدعيه عندما نطلق أحكاما ألي ُّ أبنّه ال ميكن ّ vi تصورات لطبيعة األخالق لفتا أخالقيّة .كان يف ابل مور جمموعةٌ من الرؤى الطبيعانية اليت كانت أكثر ال ُّ لالنتباه يف ذلك الوقت ،وبينما اختلفت هذه الرؤى فيما بينها على مكمن اخلري والصواب والفضيلة والعدل، فإهنا مجيعها التزمت برؤية األخالق كظاهرة طبيعية ُكلّيًّا ورأت أ ّن األحكام األخالقية مسألة حتديد صفات ّ طبيعيّة معيّنة ألفعال أو تقاليد أو شخصيات .وفقا هلذه الرؤى ،فإ ّن اخلصائص األخالقية تتح ّدد خبصائص طبيعية (مثل ما فيه ل ّذة ،أو ما يرضي الرغبة ،أو ما يتوافق مع قواعد اجتماعية معمول هبا). تعرف اخلري ّإما ابلل ّذة أو بتحقيق الرغبة ،فإنّه قال إ ّن تلك الرؤى إذ نظر مور بشكل خاص إىل الرؤى اليت ّ اخلرية .وليدعم ّادعاءه فقد طرح مور اختبارا بسيطا، ّتلط بني خاصية اخلري وخاصيّة أخرى قد متتلكها األشياء ّ شخص يفهم املصطلحات ذات يعرف اخلري ابلل ّذة مثال ،وف ّكر ،إن كان هناك أي تص ُّور تريدهُّ ، ٌ خذ ّ تصورا ّ عما إذا كان هذا الشيء خريا؟ الصلة ويعرف أن شيئا معيّنا فيه ل ّذة ،فهل ميكن له بشكل معقول أن يسأل ّ التشوش يف الفهم .على يبدو أنّه يستطيع ذلك ،و يبدو كذلك أنّه بسؤاله هذا ال يُظه ُر ّ أي نوع من النقص أو ّ ح ّد تعبري مور ،السؤال سؤ ٌال مفتوح حبق ،ولكن بذلك فإ ّن علينا التسليم أب ّن اعتبار شيء ما لذيذا ال يطابق وإال فإ ّن التساؤل بشأن شيء لذيذ أهو خريٌ أم ال سيكون تساؤال ال معىن له ،متاما كالتساؤل اعتباره خرياّ ، عما إذا كان لذيذا .ولكن إن كان اعتبار شيء ما خريا خمتلفا عن اعتباره لذيذا ،فإنّه جيب بشأن شيء لذيذ ّ هلذه التوصيفات أن تنسب خصائص خمتلفة عن بعضها.
8
حكمة © Copyright 2018
ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــ
لقد أشار مور بسرعة إىل أ ّن التسليم بكون السؤال مفتوحا ابملعىن الذي تفرتضه ُحجتُه ال يتعارض مع احتمال اكتتشافنا أ ّن كل ما فيه ل ّذةٌ هو يف احلقيقة خريٌ كذلك .لقد كانت نقطة مور أ ّن السؤال ليس حمسوما (ليس جمرد مسألة اعتباره لذيذا) .وأل ّن مغلقا) من حيث املفهوم (بينما سيكون حمسوما لو أ ّن اعتبار شيء خريا كان ّ تظل مفتوحة لكل الطروحات الطبيعانية املمكنة ،فقد جادل مور أبنّه ال ميكن الدفاع بشكل األسئلة املماثلة ّ أي من تلك الطروحات كحقيقة نظريّة ،و ّأهنا كلها فشلت يف التمثيل الدقيق ملا نف ّكر فيه عندما معقول عن ّ نف ّكر يف كون شيء خريا. لقد كان حلُجة مور أثر كبري ،إذ جعلت أغلب الناس يف ذلك الوقت يقطعون هبا ،وكنتيجة لذلك فقد أُعيد تصورات إحياءُ الالطبيعانية بعدد من الذين اشتغلوا يف امليتا-أخالق حماولني صياغة ومنهجة (والدفاع عن) ُّ األخالق اليت قاومت إغراء تعريف اخلصائص األخالقية ابخلصائص الطبيعية .viiجاء كثري من االهتمام ممّن يسمون ابلبدهيّني ،intuitionistsللدفاع عن الفكرة القائلة أب ّن املعرفة األخالقية مع ّأهنا ال ترتكز أصبحوا ّ على احلواس وعلى املعطيات التجريبية اليت جنمعها ،فهي ابلرغم من ذلك تقف راسخة مثل معرفتنا ابلرايضيات مهما يف العلم .كثري من الكتاابت يف امليتا-أخالق تؤدي دورا ًّ أو ابملفاهيم األساسية (كالسببية والضرورة) اليت ّ سلكت طريق إجياد "رفقاء مماثلني يف الذنب" ،فحاولت أن تُظهر أ ّن اعتبار اخلصائص األخالقية الطبيعية أي جمال ّ ومؤدايت ذلك ملا نفرتضه عن طبيعة الدليل األخالقي –إن ُوجد -ال جتعل األخالق أسوأ حاال من ّ معريف آخر. ّ عما نف ّكر فيه إىل طبيعة اخلصائص األخالقية اليت ننسبها إذ بيد أ ّن انتقال مور بتلك البساطة من ّادعاءات ّ االدعاء األخالقي هو تعبري عن اعتقاد عن الواقع نف ّكر يف ذلك ،ق ّدم نقطة مقاومة مهمة ،فكما رأى مور فإ ّن ّ (قد يكون صحيحا أو خاطئا) من نوع فريد ،وهو ابلتحديد تعبري عن االعتقاد أب ّن سلوكا ما أو تقليدا أو مسة شخصيّة حتمل خاصية كوهنا صوااب أو خريا أو فضيلة .يكمن التحدي (كما افرتض مور) يف أن جند ما هي اخلاصية اليت نراها يف شيء عندما نعتَبه صوااب أو خريا أو فضيلة ،ورأى مور أ ّن املكان املناسب للبحث هو يف مضمون اعتقاداتنا. ابلنسبة لكثريين ،بينما يثبت سؤال مور املفتوح open question argumentابلفعل أ ّن التفكري األخالقي فري ٌد وأنّه ال يُفرتض التعامل معه كجزء أو قسم من التفكري يف غري املسائل األخالقية ،فإ ّن مور كان خمطئا يف اعتباره أ ّن الفرق املهم هو يف طبيعة اخلصائص اليت نعتَب األشياء حتملها .ابلنسبة لبعض هؤالء
9
حكمة © Copyright 2018
ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــ
الناقدين ،يكمن خطأ مور يف ظنّه أننا ننسب خصائص أصال عندما نرى شيئا صوااب أو خريا أو فضيال، viii وابلنسبة لغريهم فإ ّن خطأه يكمن يف ظنّه أ ّن كيفية رؤيتنا خلاصية تكشف طبيعتها احلقيقية. حجة السؤال املفتوح ،بفالسفة يقولون إنّنا يف النفكري األخالقي رمبا ظهر أول خط من النقد بُعيد تقدمي مور ّ ix االدعاءات األخالقية تنسب خصائص أقروا أب ّن مور أخطأ يف اعتبار ّ ال ننسب ّ أي خصائص أصال .بينما ّ طبيعية لألشياء ،يقول أتباع املدرسة الالمعرفية non-cognitivismإ ّن خطأ مور كان يف ظنّه أ ّن أي نوع من اخلصائص لألشياء ،وبذلك فقد كان خمطئا أيضا يف اعتقاده أ ّن ّ االدعاءات األخالقية تنسب ّ تعَب عن اعتقادات حقيقية .السؤال املفتوح مفتوح دائما لالدعاءات األخالقية مضموان تقريرًّاي ًّ ّ (خَباي) و ّأهنا ّ على ح ّد قوهلم ،ال ألنّنا ننسب خاصيّة الطبيعية لألشياء عند وضع ّادعاء أخالقي ،بل ألنّنا ال ننسب أي عَب عن اعتقاد ،و إّّنا نقوم بشيء خمتلف أي شيء حيتمل الصواب واخلطأ ،وال ن ّ خاصية أصال ،فنحن ال نقول ّ تعَب األحكام األخالقية التصوراتّ ، متاما؛ إنّنا نتّخذ موقفا ،أو ّ نعَب عن عاطفة ،أو ُّنلي أبمر .حبسب هذه ّ عقلي الذي جيعلها حتتمل الصواب واخلطأ. عن موقف ما غري االعتقاد ،و تفتقد إىل املضمون ال ّ االدعاءات األخالقية و.2 وجه الالمعرفيون أنظارهم منذ البداية إىل .1املواقف غري املعرفية اليت يُعَبُ عنها يف ّ ّ فإهنم يش ّددون على أ ّن العبارات ما يقوم به الناس يف وضعهم ّادعاءات أخالقية .عند الرتكيز على األوىلّ ، األخالقية ال أتخذ معناها من ارتباطها ابعتقادات ملا عليه العامل ،بل من ارتباطها مبواقف غري معرفية ،كردود تصور ل"معىن" العبارات الفعل ممّا عليه العامل أو كرغبات ملا ميكن أن يكون عليه العامل مثال .يف تقدمي ُّ األخالقية ،يكمن اهتمامهم يف االرتباط املتعارف عليه هلذه العبارات مبواقف معيّنة( .ميكن للناس ابلتأكيد أن لكن فهم العبارة هو مسألةُ استصالح للعبارة يستخدموا عبارة أخالقية دون أن يتخذوا املوقف املرتبط هبا ،و ّ لغواي للتعبري عن املوقف)ّ .أما عند الرتكيز على الثانية ،فإ ّن الالمعرفيّني يشددون على دور اللغة ّ أبهنا مناسبة ًّ وينصب اهتمامهم يف كون الناس إذ ي ّدعون أن شيئا ما خطأٌ أخالقيًّا، األخالقية كأداة للتأثري على اآلخرين، ّ يعَبون ابستمرار عن معارضتهم له وحسب ،بل يطلبون من غريهم ّأال يفعلوه كذلك ،أو حياولون إقناعهم ال ّ ابالمتناع عنه ،أو حياولون بطريقة ما توجيه أفعاهلم .تسري الفكراتن بطبيعة احلال جنبا إىل جنب ،فإن كانت األوىل صائبة فإ ّن ذلك سيساعد على تفسري سبب قدرة الناس على استخدام اللغة األخالقية وقيامهم بذلك ابلطريقة اليت تتحدث عنها الفكرة الثانية .ولكن ميكن فصل الفكرتني ،ويرى الكثريون أ ّن الفكرة التعبرييّة (تبعا لب املسألة ،بينما يرون أ ّن الرتكيز على للمذهب التعبريي )expressivismاليت ّ تعززها األوىل هي يف ّ التوجيهي أو اإلمالئي (إمالء األوامر) للّغة األخالقية هو أمر اثنوي يف أحسن األحوال. االستخدام ّ 10
حكمة © Copyright 2018
ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــ
بغض النظر عن التفاصيل ،يتفق الالمعرفيون على الفكرة القائلة أبنّه ميكن للمرء أن يسلّم بل ّذة شيء ما ،أو بكونه موضوع رغبة ،أو أبنّه يتوافق مع قاعدة معمول هبا ،وال يتخذ املرء مع ذلك موقفا جتاهه ،أو ال تكون مفتوح أي اهتمام يف إمالء أمر متعلّق به .برأيهم ،إ ّن السؤال املفتوح ٌ لديه عاطفة معيّنة جتاهه ،أو ال يكون لديه ّ جمرد االعتقاد ابتّصافه خبصائص كم حتديدا أل ّن املواقف اليت ّ يعَب عنها ُح ٌ أخالقي كلها تتضمن شيئا أكثر من ّ ّ الالمعريف مع التسليم مبا ّادعاه هيوم من فجوة بني معيّنة (أكانت طبيعية أم ال) .ويف الوقت ذاته ،يتفق الطرح ّ منطقي يف عدم اّتاذه موقفا ض ٌّ تعار ٌ الكينونة والوجوب ،فمهما كان ما يراه املرء كحقائق كينونة ،ال يوجد ُ متّصال هبا ،أو عدم التعبري عن عاطفة جتاهها ،أو عدم إمالء امر متعلّق هبا ،فليست هناك عالقةُ ضرورة أو تالزم بني اعتقاداتنا واملواقف األخرى اليت قد نش ّكلها. ابلتأكيد إن الالمعرفيني حباجة ألن يبيّنوا مل يبدو من املعقول إىل درجة كبرية أن نرى األحكام األخالقية وهم حباجة كذلك ألن كتعبريات عن االعتقادات وكمسألة نسب خصائص لألفعال والتقاليد والشحصياتُ ، يبيّنوا مل يبدو التفكري األخالقي خاضعا لقواعد املنطق بشكل مناسب ،يف حني أ ّن املواقف املختلفة اليت هلا صورات الالمعرفية تبدو خارج هذا النطاق .يف مواجهة التحدي ،وحتت راية "شبه الواقعية" ئيسي يف الت ُّ دور ر ّ ،quasi-realismجعلت بعض الصور اجلديدة من التعبريية مشروعها الرئيس هو أن يبيّنوا على أُ ُسس المعرفية كيف و مل تبدو على اللغة األخالقية مسات املعرفية والواقعية ) .(cognitivist and realistتبدأ هذه الرؤى بتخيُّل العامل خاليا من اخلصائص األخالقية ومن أانس يعتقدون ابخلصائص األخالقية (ولكن بيعي ومتناسب ممارسةٌ من التفكري والكالم عندهم اعتقادات أخرى) ،مثّ تُب ّ ُ ني كيف ميكن أن تنشأ بشكل ط ّ عن اخلصائص األخالقية واالعتقادات األخالقية واحلقائق األخالقية العقلية والواقعية .الفكرة الرئيسة هي أنّنا ميكن أن نرى تفكريان وكالمنا األخالقيّني يف األساس مسألة تعبري عن مواقفنا والتزاماتنا العاطفية مبا ميكن له أن يُنتج كالما وتفكريا معقولني يف تلك اخلصائص واالعتقادات واحلقائق العقلية والواقعية .هناك خطواتن حتميان هذه الفكرة ،أُوالمها االعتقاد أب ّن الكالم عن اخلصائص واالعتقادات واحلقائق العقلية والواقعية أييت أي التزام إضايف يف قوله "للكذب بسهولة ،فحني يعتقد املرء ّ حبق أ ّن "الكذب خطأ" ،فإنّه لن يكون هناك ّ صحيح أ ّن الكذب خطأ" أو "إ ّن كون الكذب خطأ خاصيّةُ كونه خطأ" أو "أعتقد أ ّن الكذب خطأ" أو " ٌ جمرد طرق خمتلفة لقول الشيء ذاته ،وإن كان قول "الكذب خطأ" مسألة تعبري هو حقيقةٌ" .كل هذه يف الواقع ّ عن موقف أو التزام فكذلك هذه الطرق البديلة لقول الشيء ذاته .أما اخلطوة الثانية اليت حتمي شبه الواقعية تقييمي ميكن احلكم عليه يف ضوء فهي أ ّن السؤال عن معقوليّة اخلطاب املعريف والواقعي هو يف نفسه سؤال ّ
11
حكمة © Copyright 2018
ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــ
مواقف املرء والتزاماته .حبسب هذه الرؤية ،ال يوجد معيار مستقل ل"مطابقة العامل" ميكن اختياره دون ان x يكون املرء ابختياره له يُع َّبُ عن مواقفه والتزاماته. إ ّن الصور العديدة من الالمعرفية ،وابلتحديد صور التعبريية شبه الواقعية تظل من أكثر الطرق جاذبية ملقاومة املؤدايت الالطبيعانية حلُجة مور ّ ،quasi-realist expressivism السؤال املفتوح ،xiولكنّها ليست اخليار الوحيد .جيادل كثريون أب ّن ُحجة مور بينما تثبت أ ّن االعتقاد بكون فإهنا ال تثبت شيء خريا خيتلف عن االعتقاد بكونه لذيذا (أو موضوع رغبة ،أو متوافقا مع مبدأ معمول به)ّ ، أ ّن كون الشيء خريا خيتلف عن كونه لذيذا (أو موضوع رغبة ،أو متوافقا مع مبدأ معمول به) .يشريون إىل أنّه يف هناية األمر خيتلف االعتقاد أب ّن سائال ما هو H2Oعن االعتقاد أبنّه ماء ،وميكن للمرء بشكل معقول لكن ذلك ال يثبت أ ّن كون الشيء ماء خيتلف عن كونه أن يتسائل ع ّما يعتَبه ماء أهو ابلفعل ،H2Oو ّ اختالف يف اخلصائص .إذا مع االعتقادين ال ينتج عنه ،H2Oبل هو بعيد عن أن يثبت ذلك ،فاختالف ٌ ّ صورا طبيعانيًّا لطبيعة األخالق قد يكون صحيحا .ال ميكن ما تثبته ُحجةُ السؤال املفتوح ،فقد يظهر أ ّن ت ّ تصورا خيلط بني تصور الطبيعاين كحقيقة نظرية وحسب ،بل هو كذلك ال ميكن رفضه ابعتباره ُّ الدفاع عن ال ُّ ظن مور .هذه الصورة من املعرفية ال تواجه خاصية معيّنة (اخلاصية الطبيعية) وأخرى (اخلاصية األخالقية) كما ّ تبني مل يبدو من املعقول أن نرى احلكم األخالقي تعبريا عن االعتقاد ونراه مسألة نسب خصائص مشكلة يف أن ّ تعبري لألفعال والتقاليد والشخصيات .حبسب هذه النوع من ال ُّ تصورات فإ ّن األحكام األخالقية هي يف الواقع ٌ تصور يرى أ ّن الطبيعة تتضمن نسب خصائص لألفعال والتقاليد والشخصيات (مع أ ّن هذا ال ُّ عن االعتقاد وهي ّ ني هذه الصورة من املعرفيّة مل يبدو احلقيقية للخاصية اليت نقوم بنسبها قد تكون مفاجئة للبعض) .كذلك تُب ّ ُ التفكري األخالقي خاضعا لقواعد املنطق بشكل مناسب :إنّه يبدو خاضعا لقواعد املنطق ألنّه كذلك ابلفعل (أي ألنّه ابلفعل خاضع هلا) .لكن تظهر بعض املشكالت عندما يتعلّق األمر بتفسري طبيعة التفكري األخالقي يفسر اليت تبدو مميزة ،فإن كان اعتبار شيء خريا أو صوااب مسألة نسب خاصية طبيعية للشيء ،فما الذي ّ الطبيعة اليت تبدو مميزة للتقكري األخالقي؟ ف يواجه املعرفيون والالمعرفيون حت ّداي مشرتكأ ،أأل وهو توصيف طبيعة التفكري والكالم األخالقيّني مبا يُنص ُ طبيعتهما املميزة دون أن ينسى إدراك الصور املهمة التصاهلما مع التفكري والكالم غري األخالقيّني .يسهل األخالقي وبني غري األخالقي ،ولكنها تواجه نسبيًّا على املعرفيّة أن تستوعب االتصالية بني التفكري والكالم ّ خاصة عند اجلمع بينها (املعرفية) وبني حت ّداي حقيقيًّا يف متثيل الطبيعة املميزة للتفكري والكالم األخالقيّنيّ ، 12
حكمة © Copyright 2018
ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــ
الطبيعانيةّ ،أما الالمعرفية فال جتد صعوبة يف استيعاب الطبيعة املميزة للتفكري والكالم األخالقيّني ،ولكنها جتد صعوبة يف استيعاب االتصالية. إ ّن األمر الذي كان دوما جاذاب يف الطبيعانية مور هو قدرهتا على اجلمع بني االتصالية واالفرتاق يف صورة متماسكة منطقيًّا .هناك متّسع على األقل لتبيني اتصالية التفكري األخالقي مع غريه من التفكري من خالل ال كذلك التأكيد على أنّه كله مسألة نسب خصائص لألشياء (وإن كانت خصائص خمتلفة النوع) ،وهناك جم ٌ لتحديد كون الطبيعة املميزة للتفكري األخالقي هي يف الشرعيّة امل ّدعاة للخصائص اليت يتم نسبها .ابلتأكيد إ ّن تصور ،ومور نفسه يف احلقيقة ال يق ّدم الكثري من حيث تبيني تصور ليس هو تقدمي ُّ ترك اجملال الستيعاب ُّ أي حال ،إ ّن األمر الذي كان دوما مشكلة الشرعية املعيارية (كما متكن تسميتها) للخصائص األخالقية .على ّ يف طرح مور هو أ ّن الصورة املتّسقة اليت تنشأ منه تفرتض مسبقأ ( )iوجود خصائص مشكوك فيها ميتافيزيقيًّا أي شيء عنها تقع خارج العالقة السببية ،وبذلك فإنّه ( )iiسيكون من الغامض متاما كيف ميكن أن نعرف ّ اتمة (أي عن هذه اخلصائص إن كانت موجودة) .حياول مور والبدهيّون الذين جاؤوا بعده معاجلة هذه بثقة ّ التح ّفظات بطرق خمتلفةّ ،أما أتباع نظرية الغلط error theoryيف املقابل فريون أ ّن الصورة املتّسقة اليت تصور الصحيح ملا يتضمنّه التفكري والكالم األخالقيّني ،ولكنّهم جيادلون األقل -ال ُّ رمسها مور هي -تقريبا على ّ حبق ،ويقولون أب ّن لدينا أب ّن ّ املؤدايت امليتافيزيقية واإلبستمولوجية اإلشكاليّة لتلك الصورة تُضع ُ ف معقوليّتها ّ xii األخالقي. أسبااب مقنعة لرفض االفرتاضات املسبقة للتفكري ّ ابلتصورات اليت األخالقي هو نظري موقف امللحد فيما يتعلّق إ ّن موقف أتباع نظرية الغلط فيما يتعلّق ابلتفكري ّ ّ تتضمن سوء فهم أو افرتاضا عن إرادة اإلله ُ وحكمه ،فالنقطة يف كلتا احلالتني هي أ ّن األفكار يف املوضوع ّ مسبقا ابطال ،و ّأهنا لذلك ال ميكن أن تكون صائبة .جدير ابلذكر أ ّن موقف من يتبع نظرية الغلط يتطلّب األخالقي فعال االفرتاضات اليت يشري إليها أتباع نظرية إثبات ّادعائني واجها ُمعاكسةّ ،أوهلما أ ّن للتفكري ّ الغلط ،واثنيهما أ ّن هذه االفرتاضات هي كما يقول أتباع نظرية الغلط ،ال ميكن الدفاع عنها عقالنيًّا .ولكن األخالقي فإ ّن عليه البيّنة ليثبت أ ّن افرتاضات أي أحد أيمل أن يدافع عن التفكري يف الوقت ذاته فإن كان ّ ّ ومؤدايته ميكن يف هناية األمر الدفاع عنها. التفكري األخالقي ّ ّ
.5إبستمولوجيا األخالق 13
حكمة © Copyright 2018
ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــ
سوغ جمموعة أحكام أخالقية معيّنة بدل أي شخص يبتغي دفاعا مثل ذلك أن ّ حيتاج ّ يبني كيف ميكن أن ن ّ غريها .فيما يتعلّق ابألخالق ،ما الذي يُعتَبُ أساسا كافيا لألخذ برأي دون اآلخر؟ وما نوع الدليل الذي ميكن أي دليل حيتكم إىل اعتبارات غري قيميّة فقط أن يوجد؟ إن كان هيوم ومور حم ّقني ،فإنّه ال ميكن أن يكفي ُّ ( ّإال إن افرتضنا بشكل مسبق مبدأ استدالل يربط املق ّدمات غري األخالقيّة ابلنتائج األخالقية) .ولكن إن كان علينا أن نستند إىل مق ّدمات أو مبادئ قيميّة للوصول إىل استنتاجات أخالقيّة حم ّددة من مق ّدمات غري أخالقيّة (مثل مق ّدمات غري أخالقيّة حيال أثر فعل على الل ّذة أو على حتقيق املصاحل اإلنسانية) ،فإ ّن السؤال يظهر، نسوغ املق ّدمات واملبادئ االخالقية؟" "كيف ميكن لنا أن ّ اقرتحت إحدى اإلجاابت أنّه على مستوى مناسب من التجريد هناك مق ّدمات ومبادئ يوافق اجلميع عليها لكن ّادعاءات يف الواقع ،رّمبا يكون منها" :القتل ٌ سيءٌ" أو "جيب أن يُعامل اجلميع بتساو" ،و ّ خاطئ" أو "األمل ّ كهذه ابلطبع ال تق ّدم الكثري ،فهناك أسئلةٌ تطرأ مباشرة ،فمىت يكون القتل جرمية؟ وكيف جتب مقارنة اآلالم كادعاءات يتفق عليها االدعاءات األخالقية اليت تُقد ُم ّ املختلفة؟ و ما الذي يُعتَبُ معاملة للناس ابلتساوي؟ إ ّن ّ ألي منها أن يكون حم ّددا مبا يكفي الستقراران على رأي دون اآلخر بكونه اجلميع أو الغالبية العظمى ،ال ميكن ّ مسوغا أكثر. يف ضوء ذلك ميكن للمرء أن يق ّدم مبدأ أكثر حتديدا ،ال كمبدأ يتّفق عليه اجلميع بل كمبدأ يلتزم به اجلميع غين املضمون ليكون يف احلقيقة (وإن كانوا قد ال يدركون ذلك) .تفتح هذه الطريقة إمكانيّة اإلشارة إىل مبدأ ّ مسوغا ابلفعل املسوغ لألحكام األخالقية االخرى ،و ّ لكن ذلك يتطلّب إثبات كون ذلك املبدأ ّ هو األساس ّ االدعاء يَبر ّ لألحكام األخالقية احمل ّددة اليت يُفرت ُ ض ان يدعمها .كذلك جيب على من ينتهج هذا الطريق أن ّ الشك أب ّن ّادعاء وجود مبادئ يلتزم هبا اجلميع القائل أب ّن الناس يف احلقيقة ملتزمون ابملبدأ أصال ،وهذا يثري ّ إّّنا ينقل اإلشكال األصل وال يواجهه فعليًّا. أي حال ،حىت وإن كانت هناك مبادئ حم ّددة إىل درجة مناسبة يلتزم هبا الناس ،وكان ميكن إثبات ذلك، على ّ سوغ أحكاما أخالقيّة أكثر حتديدا ،فإنّه وحىت إن كان ميكن إثبات أ ّن تلك املبادئ (إن كانت صحيحة) ت ّ ميكن للمرء بشكل معقول أن يتساءل عن حالة البناء الناتج؛ مل ال نراها قلعة يف السماء ،بناء بال أساس صحته أو صوابيّته. كاف؟ يف هناية األمر إ ّن كوننا نقبل مببدأ ما أو نلتزم بقبوله يبدو بعيدا عن إثبات ّ
14
حكمة © Copyright 2018
ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــ
يبدو أ ّن أحكامنا االخالقيّة (سواء عن حاالت معيّنة أم عن مبادئ عامة) منفصلةٌ بطريقة ُمشكلة عن مصادران نشم القيمة أو الصواب املعتادة لألدلّة فيما يتعلّق بطبيعة العامل .ال نستطيع أن نرى أو نلمس أو نذوق أو ّ نشم بعض األشياء اليت حتمل قيمة أو هي صائبةُ (األخالقي) أو الفضيلة ،وإن كنّا نرى أو نلمس أو ّ نتذوق أو ّ ّ أو ُجت ّس ُد فضيلة .كيف نعرف إذا عن القيمة والصواب والفضيلة ذواهتم؟ ما هو األساس الذي عليه نعتقد أ ّن أحكامنا األخالقيّة املتع ّددة ترتبط بطريقة مناسبة مع ما حت ُك ُم عليه؟ ابلتأكيد ليست األحكام األخالقيّة األحكام الوحيدة اليت تواجه حت ّداي كهذا ،فكذلك تواجه كثريٌ من األحكام الرايضية والصوريّة والدينيّة حت ّداي مماثال ،فكلّها كما يبدو تتعلّق مبوضوعات غامضة أبشكال ع ّدة ،وغري حمسوسة بشكل مباشر ،وذلك يش ّكل وجود بعض الرفقاء يف الذنب ،ولكنّه كذلك يعطي أمال يف أنّه إن كانت هناك تبني كيف أنّنا ميكن (أو ال ميكن) أن نعرف عن األعداد أو االحتماالت أو الضرورة أو اإلله، ُّ تصور ٌ ات معقولةٌ ّ فإهنا ستفيد يف استبصار األدلّة اليت ميكننا أن نصل إليها (إن ُوجد) فيما يتعلّق ابألخالق. ّ جيدر التأكيد على أ ّن النظرايت الوصفيّة positive theoriesإلبستمولوجيا األخالق مرتبطة ال حمالة التصورات .حسب بعض األخالقي وابالفرتاضات وااللتزامات امليتافيزيقية لتلك بتصورات طبيعة احلكم ُّ ّ ّ الطروحات ،ليس هناك شيءٌ لنعرفه وليست هناك حاجةٌ لنظرية إبستمولوجية أصال ،وحسب أخرى فإن كان فهم لالحكام االخالقية بشكل صحيح ،فإنّه سيظه ُر أ ّن تسويغها هو كمثل تسويغ األحكام األخرى هناك ٌ اليت لدينا (أو أنمل أن تكون لدينا) إبستمولوجيا معقولة هلا ،فتكون إبستمولوجيا األخالق يف اتّصالية مع النظرايت اإلبستمولوجيّة للمجاالت االخرى .وابلنسبة لطروحات أخرى ،تتطلّب األحكام االخالقيّة نظرية التوصل إىل معرفة أخالقية .ومهما يكن ما خنتاره من هذه الطروحات، إبستمولوجيّة فريدة تفهم قدرتنا على ّ مؤداها أن ال يوجد شيءٌ لنعرفه ال ت لُوح الشكوكيّة اإلبستمولوجية كاحتمال حقيقي ،ويف احلالة األوىل اليت ّ ّ يطور نظرية تلوح الشكوكيّة skepticismفحسب ،بل تنتج بشكل حتمي .وحىت إن استطاع املرء أن ّ ّ وصفيّة إلبستمولوجيا األخالق تكون حبسبها املعرفة األخالقية ممكنة ،فإنّه سيبقى صعبا التح ّدي إلثبات أنّه مت التوصل إىل معرفة. يف الوقت ذاته يبدو أ ّن جزءا كبريا من األخالق مسألة معرفة كيفية ،أي كيف نستجيب حلاجة اآلخرين ،أو أساسي مسألة معرفة أ ّن نتصرف قي احلاالت املختلفة ،وليس بشكل كيف نستجيب للتهديدات ،أو كيف ّ ّ شك إ ّن الرتكيز على "معرفة كيف" بدال من "معرفة أ ّن" ال يعاجل الشكوكيّة جتاه شيئا ما هو الواقع .بال ّ لكن االهتمام بسؤال إىل ّ االدعاءات اليت ميكن ان نق ّدمها عن معرفة الكيفيات أيّها يكون ُمعتَبا أخالقيًّا ،و ّ 15
حكمة © Copyright 2018
ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــ
أمر ّ أي درجة يُعتَبُ الناس أخالقيّني (أو الأخالقيّني) حبسب سلوكهم ال حبسب ما ي ّدعون أو يعتقدون هو ٌ أي تص ُّور معقول للمعرفة األخالقيّة. مهم لفهم طبيعة األخالق وما جيب أن يغطّيه ُّ ٌّ
واملسوغات .6األخالقيّات والدوافع ّ
أخالقي يتّفق اجلميع على أ ّن من السمات اليت متيز األخالق صلتها القريبة ابألفعال .مثال عند إطالق حكم ّ للتصرف بطريقة معيّنة أو التّباع حال يبدو أنّنا نق ّدم ّادعاء لو كان صحيحا فإنّه يعطي ألحد ما سببا كافيا ّ فاالدعاء أب ّن شيئا معني ،وهذا يش ّكل فرقا ًّ االدعاءات املتعلّقة ابللون مثالّ ، االدعاءات األخالقية و ّ مهما بني ّ ّ معني ّإال لتصرف بطريقة معيّنة أو اتّباع حال ّ ما أمحر وإن كان صحيحا ال يرتبط إبعطاء أحد سببا يوجب ا ّ يروج له بشكل مشروط ،بينما إن كان شيءٌ ّ ٌ مسوغٌ لكي ّ األقل ّ معني خريا أخالقيًّا فيبدو أ ّن اجلميع لديه على ّ يظل سوغ أو جتاهله ،ول ّكنه ُّ أو يتبعه أو حيميه أو حيرتمه ،إن كان يدرك أنّه خري على األقل (قد ميكن رفض امل ّ مسوغا) .وقد اعتقد كثريون أ ّن ُحكم املرء على شيء أبنّه خري (أكان حمقًّا أم مل يكن) يعين وجود دافع عنده ّ يظل دافعا). للدعوة إليه أو اتّباعه أو محايته او احرتامه (ميكن رفض الدافع كذلك أو جتاهله ولكنّه ّ ومسوغات الفعل ،وكذلك بني األحكام االخالقيّة يبدو إذا أ ّن هناك ترابطات ضروريّة بني اخلصائص االخالقيّة ّ مسوغات الفعل ،حبيث أنّه والدوافع .رأى البعض كذلك أ ّن هناك ارتباطا ضرورًّاي بني األحكام األخالقيّة و ّ يسوغ حني حيكم شخص أب ّن شيئا ما خريٌ أو صو ٌ ٌ اب أخالقيًّا (أكان حمقًّا أم مل يكن) فذلك يش ّكل له سببا ّ تصرفه بطريقة معيّنة أو اتّباعه حاال معيّنا .ورأى آخرون أ ّن هناك ارتباطا ضرورًّاي كذلك بني وجود مسوغ ألحد ّ معني لدى ذلك الشخص أو قابليّته لوجود ذلك ليتصرف بطريقة ما أو يتبع حاال ما وبني وجود دافع ّ ما ّ xiii مسوغٌ يُوجب فعل شيء ّإال ما ميكن أن الدافع .هذا االقرتاح األخري القائل ابنّه ال ميكن أن يكون هناك ّ الضروري لكون مؤدايته كذلك ملا ميكن أن يُعتَب خريا ،إذا كان من دافع لفعله ،هو ٌ قول له ّ يكون لدى املرء ٌ ّ xiv لتصرف بطريقة معيّنة حياله. شيء خريا أن يُوجد ّ مسوغٌ يوجب على املرء ا ّ ُكلٌّ االرتباطات الضروريّة امل ّدعاة جدليّةٌ ،ومع ذلك ُكلها مت اعتبارها يف صلب ما مييز األخالق .يف الوقت األقل يتعارض ذاته ،تتالءم االرتباطات امل ّدعاة بدرجات خمتلفة مع ُّ تصورات خمتلقة عن األخالق ،وبعضها على ّ قي بشكل صريح مع بعض ال ُّ تصورات عن األخالق ،ولذا فإ ّن الصور من الالمعرفيّة اليت ترى احلُكم األخال ّ الداخلي (إن ُوجد) بني إطالق ُحكم تبني االرتباط سهل عليها أن ّ مسألة تعبري عن موقف دافع لدى املرء ي ُ ّ 16
حكمة © Copyright 2018
ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــ
أخالقي بصدق ووجود دافع متناسب معه لدى املرء ،بينما أ ّن بعض الطروحات الطبيعانيّة املعرفيّة ّ علم اتم، تعرف اخلرييّة ابلقدرة على ضمان القبول ممّن لديه ٌ ) ،(naturalist cognitivistكتلك اليت ّ كم بصدق على شيء أبنّه سيضمن القبول دون أن يكون لذلك الشخص يلزم يف ضوءها أنّه ميكن لشخص احلُ ُ xv أي دافع من تلك احلقيقة. ُّ املسوغات والدوافع على تقييد إ ّن حتديد الشكل الذي يؤثّر به ُ وجود فهم صحيح للعالقات بني األخالق و ّ أمر كان ومل يزل مسألة رئيسيّة يف امليتا-أخالق .يف احلقيقة إ ّن طرح غلوكون وإثراء ُّ تصور عن األخالق هو ٌ األصلي بشأن طبيعة األخالق (الذي يعتَب األخالق ًّ حال عُرفيًّا للمشاكل اليت كنّا لنواجهها) قد متّ تقدميه ّ فرتض أن تكون الفضيلة غاية لذاهتا، مسوغا للجميع ،ويُ ّّ إلبداء حتفُّظ عن األخالق؛ فهي تزعم ّأهنا تعطي ّ ويٌطلب من املرء أن يفعل الصواب ألنّه الصواب ال ألنّه ينتظر منه منفعة ،ولكن يف مواجهة ما تطالب به شك .وعلى وجه التحديد ،إن كانت اإلدعاءات عن طبيعتها وقيمتها تبدو موضع ّ األخالق أحياان ،فإ ّن هذه ّ تتكون من جمموعة قواعد عُرفيّة نضعها لنستفيد من ضبط األخرين ،فإنّه األخالق (كما يعتَبها طرح غلوكون) ّ سوغ الوحيد (والدافع الوحيد) لالمتثال إىل القواعد سيكون يف النتائج اليت نرجتيها من هذا االمتثال، يبدو أ ّن امل ّ يتم كش ُفنا مثال) ،لن يكون ويف احلاالت اليت نستطيع فيها نيل املصاحل دون االمتثال (عندما نضمن أنّه لن ّ دافع لعدم خرق القواعد .إذا فإن كان مور مصيبا بشأن طبيعة األخالق ،فإ ّن األخالق (إن لدينا مسوغٌ وال ٌ مسوغا مسوغا لالتباع ّإال للبعض ،وذلك يف ظروف معيّنة ،ولن تعطي ّ فُهمت بشكل صحيح) لن تعطي ّ للجميع التباعها يف كل وقت .كذلك لن تكون الفضيلة غاية لذاهتا ،ولن تكون األخالق يف صورة جتعل من املعقول لشخص أن يفعل الصواب (الذي حت ّدده القواعد املوضوعة) لذاته ،أل ّن القيمة الوحيدة للقواعد هي يف املصاحل من امتثال اآلخرين هلا. يسوغ لقد كان هدف غلوكون تصورا عن األخالق –بعكس ُّ األساسي هو أن أيخذ من سقراط ُّ تصوره هوّ - ّ ف ّادعاء األخالق حل ّقها يف مزاعم األخالق .لقد افرتض أنّه إن مل يكن ُّ تصوٌر كهذا ليظهر فإ ّن ذلك سيُضع ُ إلزامنا حىت إن بقيت لدينا أسبابنا اخلاصة لالستمرار يف اخلرافة وللعمل على امتثال اآلخرين لقواعدها .ذهب تصور لطبيعة األخالق (ابلتحديد طبيعة العدالة)، جزء كبري من كتاب اجلمهورية يف حماولة سقراط ّأوال وضع ُّ أمر ذا قيمة بغض النظر عن النتائج .يف إثبات قيمة كون املرء واثنيا للمجادلة أب ّن كون املرء أخالقيًّا هو ٌ األخالقي ،وكون صاحب الفضيلة يستفيد أخالقيًّا ،كان اهتمام سقراط هو يف إثبات كونه ذا قيمة للشخص ّ من فضيلته وأ ّن الفضيلة ال تقتصر على اآلخرين .إنّه حياول ابلتأكيد أن يثبت أ ّن األخالقيّة ذات قيمة للشخص 17
حكمة © Copyright 2018
ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــ
األخالقي ،وأنّه مهما كانت نتائج الظلم ومهما عظمت املصلحة فيه ،فلن تكون هلا قيمةٌ كافيةٌ لتفوق املخاسر ّ يف البعد عن الفضيلة. تصور سقراط للدعائم امليتافيزيقيّة واإلبستمولوجية لرؤيته (احتكامه إىل املثل األفالطونية الثابتة غري املادية إ ّن ّ تصوره لطبيعة العدالة وإىل إدراكنا لكن ُّ جلي ابلالطبيعانيّة وبشيء كالبدهيّة .و ّ العقلي هلذه املثل) يُلزُمه بشكل ّ ّ ت قيمتها ،-كلّه حيتكم إىل اعتبارات متاحة للطبيعاينّ كما هي متاحةٌ ولسماهتا احمل ّددة -الذي يعتَبُ هو ّأهنا تُثب ُ ّلالطبيعاينّ. ب أي حال ،لقد كان السؤال الذي يتضمنّه حت ُّف ُ علي أن أكون أخالقيًّا؟" دائما يف لُ ّ على ّ ظ غلوكون "مل ّ البعض أب ّن السؤال يف غري حملّه، مسوغٌ لفعله xvi.لقد جادل ُ حماوالت تبيني العالقة بني االخالق وما هناك ّ أخالقي لنكون أخالقيّني ،وقد رأى آخرون أ ّن مسوغ غري األقل إن كان يفرتض أنّه جيب ُ وجود سبب أو ّ على ّ ّ مسوغا يوجب على السؤال ُمتك ُن إجابته على أساس أ ّن كون فعل ما واجبا أخالقيًّا مثال يلزُم منه أ ّن هناك ّ أهم حت ّد على اإلطالق لشرعيّة االخالق ،إذ إ ّن ّادعاء األخالق املرء فعله .ورأى آخرون غريهم أ ّن السؤال يضع ّ صعب جدًّا. لكن إثبات ذلك ٌ مسوغ يوجب علينا االمتثال ملطالبها ،و ّ الستحقاق التزامنا يعتمد على وجود ّ مهما يكن الرأي الذي يتبنّاه املرء بشأن االرتباطات املوجودة (أو غري املوجودة) بني اخلصائص األخالقيّة تصور أن يكون معقوال كدفاع عن ومسوغات الفعل والدوافع املؤثّرة ،فإنّه ال ميكن ل ُّ واألحكام االخالقيّة ّ العملي الذي ينتج عنه قر ٌار أو ب االعتبارات األخالقيّة يف التفكري األخالق إّال إن كان ّ يبني كيف و مل جت ُ ّ عل .إ ّن تبيني هذا بشكل صحيح ال يتعارض -من حيث املبدأ -مع االعتقاد أب ّن األحكام االخالقيّة ال ف ٌ مسوغات للفعل ،وهو كذلك ال يتعارض مع القول أب ّن االحكام األخالقيّة تفشل أحياان يف تش ّكل دائما ّ مسوغٌ ليفعل املرء شيئا ليس إعطاء دافع ،وهي أخريا ال تتعارض مع الفكرة القائلة أبنّه ميكن أن يكون هناك ّ دافع لفعله .ابلتأكيد إ ّن هذه األقوال ُكلها جدليّةٌ إىل ح ّد كبري ،وهي تنطوي على رفض ملا اعتَبه آخرون لديه ٌ حقائق ضروريّة.
.7احلرية واملسؤولية
18
حكمة © Copyright 2018
ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــ
خاصة يف تبيني مىت وأين هتم االعتبارات األخالقيّة يف التفكري العمليُ ،مه ٌّم ّ إ ّن فهم وتبيني أن كيف جت ُ ب أو ّ ّ عما يفعلونه أو ال يفعلونه ،بعض هذا التبيني مسألةٌ متعلّقةٌ ابلنظرية األخالقيّة ،وليس ومل يُعتَبُ الناس مسؤولني ّ يتضمن معرفة ما هي األعذار اجليّدة ،والتَبيرات املعقولة ،واألعباء ذات الصلة. مسألة ميتا-أخالق ،وهو ّ أي نظريّة عن املسؤولية األخالقية ال حمالة إىل نظريّة أخالقيّة حتديديّة. وتستند ّ تصور عن املسؤوليّة األخالقيّة ،وتنشأ اإلشكاالت أبعنف بيد أ ّن هناك إشكاالت ميتا-أخالقية مرتبطةٌ بطرح ُّ حريّة اإلرادة؟ وإن كانت تفرتضها، شكل حني ينظر املرء يف طبيعة املسؤولية وأمهّيّتها ،فهل تفرتض املسؤوليّة ّ حرة؟ ال ميكن أن يكون األمر جمّرد مسألة كون إرادته ليست ُمسب بة .يف هناية االمر، فمىت يُعتَب املرء ذا إرادة ّ حريّة (ابملعىن إ ّن شخصا إرادته عشوائيّةُ متاما ال تعتمد عليه وال على ّ مسوغات قيامه ابألفعال ،لن يكون أكثر ّ شخص آخر بشكل كامل ومباشر كما يتحكم ابلدُّمى ُحمّرُك الذي نتحدث عنه) من شخص يتحكم إبرادته ٌ املسوغات اليت لديه؟ هل الدُّمى .ما الذي يتطلّبه األمر ّ حىت تُعتَب إرادته خاضعة مبا يكفي عليه أو على ّ خضوعها الكايف هذا مسألة كون إرادته ال يتم حتديدها ،أو كون أشياء معيّنة هي ما حي ّددها أو كوهنا يتم أي حال ،إن كان عند املرء اإلرادة احلرة ابلصورة اليت تتطلّبها االخالق (مهما حتديدها بطريقة معينة؟ على ّ املادية كانت) ،فكيف لنا أن نفهم العالقة ما بني اإلرادة وما يؤثّر فيها من جهة ،واملسبّبات السيكولوجيّة و ّ ُ ادي ،من جهة أخرى؟ كيف ميكن وجود فاعلني املختلفة اليت حت ّدد كما يبدو السلوك الذي يُعتَبُ هو الفعل اإلر ّ طبيعي؟ ذوي إرادة ُحرة يف عامل ّ مبا ال مفاجأة فيه ،إ ّن جمموعة اإلجاابت اليت متّ طرحها هلذه األسئلة تغطّي طيفا واسعا جدًّا .يرى البعض أ ّن احلريّة بتلك الصورة ،أو يقولون بدال احلرية بصورة معيّنة وجيادلون أبنّنا نفتقر إىل ّ املسؤولية األخالقيّة تتطلّب ّ من ذلك إنّنا ّنتلكها أحياان على األقل .ويرى آخرون أ ّن احلرية ال عالقة هلا ابملسؤولية ،وأ ّن يكفي العتبار احلرة إبرادة غري حمتمة، يعرفون اإلرادة ّ الناس مسؤولني أخالقيًّا أن تكون إرادهتم غري حمتمة .وهناك آخرون ال ّ بل إبرادة حمتمة حي ّددها العقل ،ويقول أخرون غريهم إ ّن الفهم الصحيح للمسؤولية األخالقية سيُظه ُر أ ّن األسئلة امليتافيزيقيّة بشأن طبيعة اإلرادة ال عالقة هلا ابملسؤولية األخالقية.
.8املبادئ األخالقية واألحكام احمل ّددة
19
حكمة © Copyright 2018
ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــ
يخ من احملاوالت لتعريف وصياغة (والدفاع عن) املبادئ األخالقية العامة اليت إ ّن اتريخ النظرية األخالقية اتر ٌ تبني مىت ومل تُعتَبُ األنواع املختلفة من الفعل والتقاليد والشخصيّات صائبة أو خاطئة (أخالقيًّا) ،أو عادلة أو ّ عاما ومبادئيًّا عن األخالق ليتم تصورا ًّ ظاملة ،أو فضيلة أو رذيلة .لقد كان االفرتاض ابستمرار هو أ ّن هناك ُّ أي جمموعة من املبادئ اليت جنحنا يف صياغتها تقدميه ،وقد بقي هذا الفرتاض ابلرغم من أنّه ال يرى كثريون أ ّن ّ يفسر هذا االفرتاض؟ مل ال نقول –كما يقول االنصرافيّون -particularistsإنّه من مناسبةٌ متاما .ما الذي ّ املمكن ّأال تكون هناك أصال جمموعة مبادئ عامة مناسبة كفاية لتضع متييزات أخالقيّة؟ أو مل ال نعتَب –كما ت أ ّن األخالق عبارةٌ عن "كيمريا"؟ املتكرر يف حتديد مبادئ مناسبة متاما يُثب ُ يعتَب الشكوكيّون -أ ّن فشلنا ّ أسطوري أتيت أجزاؤه من ع ّدة حيواانت). (الكيمريا حيوان ّ إ ّن مواجهة هذه األسئلة يعيد املرء فورا ومباشرة إىل التساؤل عن طبيعة األخالق وعن الدور الذي يُفرتض أن تؤديه يف حياة اإلنسانُّ . عل من املعقول فكرة أ ّن املبادئ العامة أساسيّةُ ّ أي شيء عن طبيعة أو دور األخالق جي ُ لألخالق؟ مل ال نفرتض أنّه ميكن حلالة معيّنة من الوحشيّة أن تكون خاطئة ولغريها أن ال تكون خاطئة ،دون طبيعي جدًّا أن نفرتض أ ّن هناك ليسوغ التعامل معهما على ّأهنما خمتلفتني؟ مل هو أن يكون هناك ٌ أساس ّ ّ ويسوغ ابلتأكيد اختالفا آخر –كاختالف يف نتائجهما أو اختالف يف ما ّأدى إىل فعل الوحشيّة -يدعم ّ االعتقاد أب ّن إحدامها خاطئة دون األخرى؟ مل ال نفرتض أ ّن إحدى احلالتني صدف ّأهنا خاطئةٌ وصدف أ ّن األخرى ليست كذلك؟ أليس من املمكن أنّه يصدف أ ّن اخلصائص األخالقية مصنفة بطريقة عشوائية ،حيث معني له صفة أخالقيّة معيّنة بينما أ ّن فعال آخر ال خيتلف عنه يسوغ كون فعل ّ إنّه يف هناية األمر ليس هناك ما ّ ّإال ابلصفة األخالقية ،له صفة أخالقيّة خمتلفة؟ هذه االحتماالت املقرتحة ليست احتماالت حقيقيّة أبدا كما أساسي ،مبا جيعلها تتعارض مع ّادعاء األخالق أعتقد ،ف ُكلٌّ منها يلزم منه أ ّن مطالب األخالق اعتباطيّةٌ بشكل ّ أظن أن إجابة جيّدة ستُبع ُد عن للشرعيّة .ولكن ما الذي مينع أن تكون األخالق بشكل أساسي اعتباطية؟ ّ مستقل متاما عن خماوفنا وممارساتنا. الفكرة القائلة إ ّن اخلصائص األخالقيّة هي ببساطة موجودةٌ يف العامل ،بشكل ّ مبجرد أن يُق ّدم املرء –إن استطاع -جمموعة متّسقة ومتينة ولكنّنا حنتاج إجابة جيّدة ،وال تُعطى إجابةٌ جيّدةُ ّ من املبادئ جنحت يف منهجة األحكام األخالقيّة احمل ّددة لألفعال والتقاليد والشخصيّات ،فال يكمن التحدي ببساطة يف إثبات وجود ّنوذج تتبعه األحكام األخالقيّة ،وإّّنا يكمن التح ّدي يف إثبات كون هذا النموذج، سوغ أمهّيتها. أي املبادئ اليت تتوافق معها األحكام األخالقيّةّ ، يبني وي ّ
20
حكمة © Copyright 2018
ــــــــــ
ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر •
Ayer, A. J., 1946. “A Critique of Ethics,” in Language, Truth and Logic, London: Gollanz, pp. 102–114.
•
Blackburn, Simon, 1993. Essays in Quasi-Realism, Oxford: Oxford University Press.
•
Boyd, Richard, 1988. “How to Be a Moral Realist,” in Essays on Moral Realism, edited by G. Sayre-McCord, pp. 181–228.
•
Brink, David, 1989. Moral Realism and the Foundations of Ethics, Cambridge: Cambridge University Press.
•
Dancy, Jonathan, 1993. Moral Reasons, Oxford: Blackwell.
•
Falk, W. D., 1947. “‘Ought’ and Motivation,” in Proceedings of the Aristotelian Society, 48: 492–510
•
Firth, R., 1952. “Ethical Absolutism and the Ideal Observer,” Philosophy and Phenomenological Research, 12: 317–345.
•
Foot, Philippa, 1958, “Moral Beliefs,” Proceedings of the Aristotelian Society, 59: 83–104.
•
–––, 1972, “Morality as a System of Hypothetical Imperatives” The Philosophical Review, 81: 305–316.
•
Frankena, William, 1939. “The Naturalistic Fallacy,” Mind, 48: 464–477.
•
Gauthier, David, 1986. Morals by Agreement, Oxford: Clarendon Press.
•
Geach, Peter, 1964. “Assertion” Philosophical Review, 74: 449–465.
•
Gibbard, Allan, 1990. Wise Choices, Apt Feelings, Cambridge: Harvard University Press.
•
–––, 2003. Thinking How to Live, Cambridge: Harvard University Press.
•
Hampton, Jean, 1998. The Authority of Reason, Cambridge: Cambridge University Press.
•
Hare, R. M., 1952. The Language of Morals, Oxford: Oxford University Press. Copyright 2018 © حكمة
21
ــــــــــ
ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
•
–––, 1963. Freedom and Reason, Oxford: Clarendon Press.
•
Harman, Gilbert, 1975. “Moral Relativism Defended,” Philosophical Review, 84: 3– 22.
•
–––, 1977. The Nature of Morality, New York: Oxford University Press.
•
Hobbes, Thomas, 1651. The Leviathan, Oxford: Clarendon. 1909 reprint.
•
Huemer, Michael, 2005. Ethical Intuitionism, New York: Palgrave Macmillan.
•
Hume, David, 1739. The Treatise Concerning Human Nature, Edited by L.A. SelbyBigge. Oxford: Oxford University Press. (Edited by L.A. Selby-Bigge, 1888.)
•
–––, 1751. An Enquiry Concerning the Principles of Morals, Edited by L. A. SelbyBigge. Oxford: Oxford University Press. (Edited by L. A. Selby-Bigge, 1902.)
•
Jackson, Frank, 1998. From Metaphysics to Ethics: A Defence of Conceptual Analysis, Oxford: Clarendon Press.
•
Joyce, Richard, 2001. The Myth of Morality, Cambridge: Cambridge University Press.
•
Kant, Immanuel, 1785. Grounding for the Metaphysics of Morals, Translated by James W. Ellington. Indianapolis: Hackett Publishing Company, 1993.
•
Korsgaard, Christine, 1996. The Sources of Normativity, New York: Cambridge University Press.
•
Mackie, J. L., 1977. Ethics: Inventing Right and Wrong, London: Penguin Books.
•
McDowell, John, 1978. “Are Moral Requirements Hypothetical Imperatives?” Proceedings of the Aristotelian Society, 52: 13–29.
•
–––, 1987. Projection and Truth in Ethics, Kansas: Lindley Lecture.
•
McKeever, Sean, and Michael Ridge, 2006. Principled Ethics, Oxford: Oxford University Press.
•
Mill, John Stuart, 1843. A System of Logic, London: John W. Parker.
•
Moore, G. E., 1903. Principia Ethica, Cambridge: Cambridge University Press.
•
Nagel, Thomas, 1970. The Possibility of Altruism, Oxford: Clarendon Press.
Copyright 2018 © حكمة
22
ــــــــــ
ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
•
Ogden, C. K. and I. A. Richards, 1923. The Meaning of ‘Meaning’, New York, Harcourt, Brace & World, Inc.
•
Perry, R. B., 1926. General Theory of Value, New York: Longmans, Green and Co.
•
Platts, Mark, 1979. “Moral Reality,” in Ways of Meaning, London: Routledge and Kegan Paul.
•
Plato, Republic, Translated by G. M. A. Grube, revised by C. D. C. Reeve. Indianapolis: Hackett, 1992.
•
Prichard, H. A., 1912. “Does Moral Philosophy Rest on a Mistake”, in Mind, 21: 21– 37.
•
Railton, Peter, 1986. “Moral Realism,” Philosophical Review, 95: 163–207.
•
Ross, W. D., 1930. The Right and the Good, Oxford: Oxford University Press.
•
Sayre-McCord, Geoffrey, 1988. Essays on Moral Realism, Ithaca: Cornell University Press.
•
–––, 1988. “Moral Theory and Explanatory Impotence,” Midwest Studies in Philosophy, XII: 433–57.
•
–––, 1991. “Being a Realist About Relativism (in Ethics),” Philosophical Studies, 61: 155–176.
•
Scanlon, Thomas, 1998. What We Owe to Each Other, Cambridge, MA: Harvard University Press.
•
Schroeder, Mark, 2008. Being For: Evaluating the Semantic Program of Expressivism, Oxford: Oxford University Press.
•
Shafer-Landau, Russ, 2003. Moral Realism: A Defense, Oxford: Oxford University Press.
•
Sinnott-Armstrong, Walter and Mark Timmons, 1996, Moral Knowledge?, Oxford: Oxford University Press.
•
–––, 2006. Moral Skepticisms, Oxford: Oxford University Press.
•
Smith, Michael, 1994. The Moral Problem, Oxford: Blackwell.
Copyright 2018 © حكمة
23
ــــــــــ
ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
•
Stevenson, Charles, 1937. “The Emotive Meaning of Ethical Terms,” Mind, 46: 14– 31.
•
–––, 1944. Ethics and Language, New Haven: Yale University Press.
•
–––, 1963. Facts and Values, New Haven: Yale University Press.
•
Sturgeon, Nicholas, 1985. “Moral Explanations,” in Morality, Reason, and Truth, David Copp and David Zimmerman (eds.), Totowa, N.J.: Rowman and Allanheld, pp. 49–78.
•
Wedgwood, Ralph, 2007. The Nature of Normativity, Oxford: Clarendon Press.
•
Williams, Bernard, 1981. Moral Luck, Cambridge: Cambridge University Press.
•
–––, 1985. Ethics and the Limits of Philosophy, London: Fontana.
•
Wong, David, 1984. Moral Relativity, Berkeley: University of California Press.
مصادر أخرى على اإلنترنت •
Bibliography on Moral Relativism (in PDF), by Jörg Schroth (Philosophisches Seminar, Georg-August-Universität Göttingen).
•
Metaethics Bibliography, by James Lenman (Philosophy Department, University of Sheffield).
مالحظات متعلّقة بالترجمة ي" بِكَونِه ما ليس عن ّ .1 ّ وبين "غير األخالق،ي" بِكَونه ما يُخالف الصواب من األخالق ّ فرقت بين "الالأخالق .األخالق من حيث موضوعه أو ليس من ضمنها كموضوع ..وصف للقول ( أو للطرح أو للشخص فاألولى،"فرقت في الترجمة بين ال"الالمعرفي" و "غير المعرفي ّ .2 ٌ وصف لألفكار واألقوال من حيث كونِها والثانية،non-cognitivism ي ٌ ّ إلخ) ِبكَونِه تابعًا للمذهب الالمعرف .ًليست خبريّةً أو تقريريّة .morals وبين ال"األخالقيّات" كترجمة ل،moralityفرقت كذلك بين "األخالق" كترجم ٍة ل ّ .3 صدُ أحدهما أو المبررات س ّ ِوغ" في معناها على ّ َ اشتملت عبارة "ال ُم.4 ِ َ وكان يُق،والموجبات على ح ٍدّ سواء .كالهما حسب السياق
Copyright 2018 © حكمة
24
ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــ
.5في سياق ما ت ّم ذكره في فصل "إبستمولوجيا األخالق"ّ ، إن كَون نظريّ ٍة "وصفيّةً" يعني أنّها نظريّة واصفة، أي بعكس ّكونِها معياريّةً ،ويجب التفريق بين الوصفيّة بهذا المعنى وبين مذهب الوصفيّة descriptivism أن العبارات األخالقيّة تحاول وصف العالّم. الذي يرى ّ
مالحظات iمع أنّه جدير بالذكر ّ أن األسئلة المتعلّقة بالحريّة والمسؤولية عادة ً ما تُعتَبَ ُر موضوعات لسيكولوجيا االخالق أكثر من كونها موضوعات للميتا-أخالقّ ،إال أنّه بقدر ما تلتفت هذه األسئلة إلى ما تفترضه المسؤولية وإلى مدى توافق هذه االفتراضات ( ً فإن المرء يبقى في نطاق الميتا-أخالق بالتأكيد. مثال) مع الحتميّة ّ ،determinism iiانظر ً مثال كتاب آير ،Language, Truth, and Logic ،A.J. Ayerوكتاب ستيفنسون C.L Stevenson The Emotive Meaning of Ethical Terms iiiكذلك هناك ما جادل به ليبنتز " :Leibnizفي القول ّ ي معيار للخير بل ببساطة وفقًا إن األشياء ليست ً خيرا وفقًا أل ّ إلرادة اإلله ،يبدو لي ّ أن المرء يهدم بذلك ك ّل حبّ اإلله وك ّل جالله دون أن يدرك ذلك؛ فلماذا نمجّده لما يفعل إن كان وحكمته إن كان لديه سلطة طاغية فقط ،و كانت اإلرادة يستحق التمجيد بنفس القدر لو فعل العكس؟ أين هي عدالته ِ االعتباطيّة تح ّل مح ّل المعقوليّة ،وكانت العدالة كما يتفق مع تعريف الطواغيت ،تك ُمنُ في ما يرضي األقوى؟ كما أنّه مسو ً غا لتلك اإلرادة ،وبالطبع ّ يبدو ّ المسوغ يجب أن يسبق عمليّة اإلرادة. إن هذا أن ُك َّل عمليّة إرادةٍ تفترض ّ ّ Discourse on Metaphysics II, trans. by George R. Montgomery (Open Court, 1902). تصورا ٍ عرفيّة عن االخالق :هوبز ،Hobbesفي ،The Leviathanو هيوم Humeفي A Treatise ivم ّمن قدّموا ت ُ ُّ ،of Human Natureوكذلك مؤ ّخ ًرا ً David Gauthie مثال ،في .Morals by Agreementوقد قدّم غلوكون Glauconصياغةً مب ّكرة ً في الكتاب الثاني Book IIمن جمهورية أفالطون Republic vانظر كتابه .A Treatise of Human Nature, Book III, Part I, Section I, p. 469 viانظر كتابه .Principa Ethica viiانظر ً - مثال.Ross (1930) and Huemer (2005) - viiiيميّز الخط األول من النقد بمن يدافعون عن صورةٍ ما من الالمعرفية ( non-cognitivismمثل ستفينسون ،Stevensonوآير ،Ayerوهير ،Hareوبالكبيرن ،Blackburnوغيبارد ،)Gibbardبينما يتبنّى الثاني عادةً معرفيّون cognitivistsمائلين ّ لالطبيعانية .naturalism ix Ogden and Richards, The Meaning of )‘Meaning’ (1923 انظر: .C. L. Stevenson )(1937 and Ayer )(1946 وكذلك وقد دافع جون ستيوارت ميل John Stuart Millعن رؤي ٍة مشابه ٍة بشكل الفت في: A System of Logic, Book VI, Chapter XII
xباالستناد إلى فريجه ،Fregeأشار كيج )1964( Geachإلى الفكرة متحدّيًا الالمعرفيّين ليبيّنوا صحة استدالالت من مثل" :إذا كان الكذب على أخي يؤلمه ،فالكذب على أخي خطأ"" ،والكذب على أخي يؤلمه"" ،إذًا فالكذب خطأ". يبدو االستدالل صحي ًحا تما ًما ،ولكنّه ال يكون صحي ًحا ّإال إن كانت عبارة "(هو) خطأ" ،تحمل في المقدّمة األولى نفس
25
حكمة © Copyright 2018
ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــ
التصورات الالمعرفيّة يبدو أنّها ال تحمل نفس المعنى في الحالتين ،إ ّما المعنى الذي تحمله في النتيجة ،ولكن بحسب ُّ أمر) فهو ألنّها في الحالتين ال معنى لها ،أو ألنّها إن كان لها معنى (كطريق ٍة للتعبير عن موقف أو عاطفة أو إمالء ٍ ي موقفٍ محدّد بشأن الكذب يختلف في المقدّمة عنه في النتيجة ،وذلك ألنّني في قبول المقدّمة لست بالضرورة أتّخذ أ ّ على أخي ،بينما ّ أن قبول النتيجة هو بالتحديد اتّخاذٌ لموقفٍ محدّد تجاه الكذب على أخي .إذا كانت المقدّمتين تَلزَ ُم منهما النتيجة كما تشير صحّة الحجّة الظاهرة ،فكيف يمكن هذا إن لم تكن المقدمتين ( كما يقول المعرفيّون) تشتلزمانها بفضل األقوال الالتي تعبّران عنها؟ صاSimon Blackburn (1993) : xiلطروحات مف ّ صلة من التعبيرية ،expressivismانظر خصو ً و ) ،Allan Gibbard (1990) and (2003و ).Mark Schroeder (2008 xiiانظر ،J. L. Mackie (1977) :و ).Richard Joyce (2001 َّ xiii إن االدّعاء بوجود ارتباطا ٍ ت ضروريّ ٍة كهذه يُعتَبَ ُر صورة ً من صور ما أصبح يس ّمى بالداخليّانيّة .internalism من الصعب تحديد سبب كون الناس يصفون االرتباطات الضروريّة ذات الصلة بأنّها "داخليّة" .قد يكون ذلك ّ ألن ضرورة وجود الرابط –كالرابط ً مسو ً َسرها فكرة ُ ّ أن مفهوم كون ض أن تُف ّ غا -يُفت ََر ُ مثال بين كون الشيء ً خيرا وبين كونه ّ غا .أو يمكن ً مسو ً بدال من ذلك أن يكون السبب هو ّ كثيرا أن ً شيءٍ خ ً يرا يشتمل في داخله على لزوم أن يكون هذا الشيء َّ ّ ّ َ ي أو من يضع حك ًما أخالقيًّا ،أو أنها من االرتباطات ال ُمفت ََرضة يُعت َقدُ أنها ارتباطاتُ بين أشياء داخليّ ٍة في الفاعل األخالق ّ خيرا) وأشياءٍ داخليّة فيه (ربّما كحالته من حيث على األق ّل تربط بين أشياء قد تكون خارجةً عن الفاعل (ككون شيءٍ ً ي حالّ ، تختص باألخالق، إن مجموعة االرتباطات ُمفت ََرضة الضروريّة التي قد تم طرحها على أنّها ّ الدافع) .على أ ّ طرح على حدة ً ُ ّ ّ بدال من مناقشة "الداخليّانيّة األخالقيّة" كما ل ك في النظر للمرء األفضل من ه ن أ درجة إلى كثيرا متعدّدة ٌ ً ِ ٍ لو أنّها اس ٌم لرؤي ٍة واحدة. xivانظر ،W. D. Falk (1947) :و ) ،Bernard Williams (1981و ).Michael Smith (1994 التصورات ي والدافعيّة عندما ينتقد xvيعتمد هيوم ) Hume (1739بشك ٍل ُّ ٍ كبير على االرتباط بين الحكم األخالق ّ ي لألخالق ،ولكنّه من المهم العقالنيّة rationalistعن األخالق ،التي ال يمكن لها –حسب قوله -أن تفسّر األثر العمل ّ ذكر كَونِه رأى ّ ليتصرف وفقه. بدافع ق دون أن يشعر ّ أن المرء يمكن له أن يدّعي ُحك ًما أخالقيًّا بصد ٍ ٍ xviانظر كالم هوبز Hobbesعن المغفّل الذي "قال في نفسه ّ أن وضع العهود أو عدم وضعها ،والوفاء بها أو عدم الوفاء بها ،ليس ضد المنطق حين يصبّ في مصلحة المرء .هو ال ينكر بذلك ّ ف بها أحيانًا أن هناك عهودًا ،وأنّها يُخلَ ُ يشك ّ فظها بالعدالة ،ولكنّه ّ أن الظلم –بعيدًا عن خشية ويوفى بها أحيانًا ،وأنّه يمكن وصف نَبذِها بالظلم ويمكن وصف ِح ِ ُ ً صة عندما هللا (فالمغفّل ذاته ال يؤمن باهلل) -قد يوافق ذلك المنطقَ أحيانًا ،المنطق الذي يُملي على كل إنسان بمصلحته ،خا ّ ٍ يصبّ الظلم في مصلحته هذه ،بحيث تضعه في حال ٍة ال تدعو لتجاهل الذ ّم والشتم فحسب ،بل لتجاهل سلطة اآلخرين كذلك". [(1839), Part I, chapter ]XV. ً ً ّ ّ ماكرا عاقال قد يرى في بعض األحيان أن فعال من اإلثم أو الكفر سيزيد في انظر أي ً ضا مالحظة هيوم Humeبأن " ً ً ً ّ . ً ً ّ ي قد تكون قاعدة عا ّمة جيّدة أن الصدق ثروته بشك ٍل كبير دون أن يشكل خرقا ً كبيرا في للوصائل واالتحاد المجتمع ّ عرضةٌ لكثير من االستثناءات ،وقد يُرى ّ أن من يمتثل للقاعدة العا ّمة ويستغ ّل كذلك استثناءاتها فهو أفضل السبل ،ولكنّها ُ الحكمة". من عالي ٍة بدرج ٍة يتصرف ّ ][(1751) Section IX, Part II.
26
حكمة © Copyright 2018