Nato Security Ar

  • July 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Nato Security Ar as PDF for free.

More details

  • Words: 7,282
  • Pages: 36
‫معاً من أجل األمن‬ ‫مدخل لفهم منظمة حلف شمالي األطلسي‬

‫معاً من أجل األمن‬

‫مدخل لفهم منظمة حلف شمالي األطلسي‬

‫‪ | P04‬مقدمة‬ ‫‪ | P06‬التعاطي مع عالم متغير‬ ‫‪ | P14‬العب رئيسي في حاالت األزمات‬ ‫‪ | P22‬توسيع نطاق الشراكات‬ ‫‪ | P28‬انتهاج سياسة الباب المفتوح‬ ‫‪ | P30‬قدرات جديدة لمواجهة تهديدات جديدة‬ ‫‪ | P32‬دينامية المنظمة‬ ‫‪ | P35‬نظرة مستقبلية‬

‫معاً من أجل األمن‬

‫مدخل لفهم منظمة حلف شمالي األطلسي‬

‫منظمة حلف شمالي األطلسي‬ ‫خالل أكثر من نصف قرن منذ إنشائه‪ ،‬شهد كل‬ ‫من حلف شمالي األطلسي والعالم بأسره تطورات‬ ‫على نحو لم يكن بوسع مؤسسي الحلف التنبؤ بها‪.‬‬ ‫وباعتبار أن البيئة االستراتيجية تتغير بشكل‬ ‫مستمر‪ ،‬فإن وتيرة تحول حلف الناتو تتصاعد‪،‬‬ ‫حيث إن حلف الناتو يتعاطى اليوم مع رزمة‬ ‫واسعة من التحديات األمنية تفوق بكثير ما عرفه‬ ‫في الماضي‪ ،‬وينبغي له توفير الحماية لمجتمعاته‬ ‫سواء في الداخل أو في الخارج‪ .‬فالتهديدات التي‬ ‫يواجهها العالم‪ ،‬مثل انتشار أسلحة الدمار الشامل‬ ‫واإلرهاب‪ ،‬ال تعرف حدوداً‪ ،‬وهو ما يعني أن‬ ‫الحلف مطالب بأن يكون قادراً على نشر قواته‬ ‫ودعمها عن بعد‪ ،‬كما هو الحال في أفغانستان‪.‬‬ ‫وبالموازاة مع ذلك‪ ،‬ينكب الحلف على تطوير‬ ‫قدراته واألدوات والوسائل الالزمة لتمكينه‬ ‫من االستجابة للمطالب الجديدة مع اإلسهام‬ ‫في الجهود الدولية الرامية إلى التعامل مع هذه‬ ‫التحديات العديدة‪.‬‬ ‫وفي حين أن طبيعة التهديدات التي تواجهها‬ ‫الدول األعضاء بحلف شمالي األطلسي والطرق‬ ‫التي تعتمدها للتعاطي معها تتغير باستمرار‪ ،‬فإن‬ ‫المبادئ األساسية التي يقوم عليها التعاون بين‬ ‫الدول األعضاء تبقى وفية لبنود معاهدة واشنطن‪.‬‬ ‫فمبدأ الدفاع الجماعي يحتل صلب المعاهدة‬ ‫التأسيسية للحلف‪ .‬ويبقى مبدأ الدفاع الجماعي‬ ‫فريداً من نوعه وثابتاً من خالل ربط جميع الدول‬ ‫األعضاء وإلزامها بحماية بعضها البعض‪ .‬كما‬ ‫أن حلف الناتو يوفر اإلطار السياسي والعسكري‬ ‫إلدارة التحديات األمنية التي تربط مصالح‬ ‫أوروبا وأمريكا الشمالية بهدف بناء األمن على‬ ‫أساس التفاهم والتعاون لفائدة األجيال الصاعدة‪.‬‬ ‫‪ | P04‬مقدمة‬

‫إن اإلشارات الواردة في هذا اإلصدار إلى جمهورية‬ ‫مقدونيا اليوغوسالفية السابقة يتم تمييزها بعالمة‬ ‫النجمة (*) في إشارة إلى الحاشية التالية‪“ :‬تعترف‬ ‫تركيا بجمهورية مقدونيا باسمها الدستوري”‪.‬‬ ‫مقدمة | ‪P05‬‬

‫التعاطي مع عالم متغير‬ ‫‪1961‬‬

‫تشييد حائط برلين‬

‫‪1949‬‬

‫توقيع معاهدة واشنطن في ‪ 4‬نيسان‪/‬إبريل‬

‫‪ | P06‬التعاطي مع عالم متغير‬

‫بدايات الحلف‬ ‫في عام ‪ 1949‬حيث كان التصادم األيديولوجي بين المعسكرين‬ ‫الشرقي والغربي يكتسب زخماً متعاظماً‪ ،‬شكلت اثنتا عشرة‬ ‫دولة على ضفتي المحيط األطلسي منظمة حلف شمالي‬ ‫األطلسي‪ .‬وتمثل الهدف الرئيسي وقتها في إقامة ميثاق للتعاون‬ ‫المتبادل من أجل مواجهة الخطر النابع من احتمال سعي‬ ‫االتحاد السوفييتي إلى توسيع نطاق نفوذه في أوروبا الشرقية‬ ‫ليبسط يده على أجزاء أخرى من القارة األوروبية‪.‬‬

‫في تلك الفترة كانت أوروبا ال تزال تتعافى من الدمار الذي سببته الحرب العالمية الثانية‪ .‬لكن في الفترة ما بين عامي‬ ‫‪ 1947‬و‪ ،1952‬أتاحت خطة مارشال التي مولتها الواليات المتحدة الوسائل الكفيلة بتحقيق االستقرار في اقتصادات‬ ‫أوروبا الغربية‪ .‬ومن خالل االلتزام بمبدأ الدفاع الجماعي‪ ،‬أقدمت منظمة حلف شمالي األطلسي على استكمال هذا الدور‬ ‫من خالل المساعدة في الحفاظ على بيئة آمنة لتنمية المسيرة الديمقراطية والنمو االقتصادي‪ .‬وكما عبر عن ذلك الرئيس‬ ‫األمريكي هاري ترومان‪ ،‬فإن خطة مارشال ومنظمة حلف شمالي األطلسي يمثالن “نصفي حبة الجوز”‪.‬‬

‫“ ومن خالل حلف الناتو حققت‬ ‫أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية‬ ‫مستوى غير مسبوق من االستقرار ”‬ ‫وبحلول أوائل عقد الخمسينيات من القرن المنصرم‪ ،‬بدا أن التطورات الدولية التي بلغت ذروتها مع اندالع الحرب‬ ‫الكورية‪ ،‬تؤكد مخاوف الغرب إزاء طموحات االتحاد السوفييتي التوسعية‪ .‬وبناء على ذلك‪َّ ،‬‬ ‫عززت الدول األعضاء في‬ ‫حلف شمالي األطلسي جهودها الرامية إلى تطوير الهياكل المدنية والعسكرية الالزمة لتنفيذ التزامها بمبدأ الدفاع المشترك‪.‬‬ ‫كما أن وجود القوات األمريكية على تراب دول شمالي أوروبا بناء على طلب من الحكومات األوروبية ساعد على ثني‬ ‫االتحاد السوفييتي من شن أي عدوان ضدها‪ .‬ومع مرور الزمن انضمت العديد من الدول إلى الحلف‪.‬‬ ‫ومن خالل حلف الناتو حققت أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية مستوى غير مسبوق من االستقرار‪ ،‬حيث أرست األرضية‬ ‫األساسية لتحقيق التعاون والتكامل االقتصادي األوروبي‪ .‬وفي بداية عقد التسعينيات من القرن الماضي‪ ،‬وبعد نهاية‬ ‫الحرب الباردة‪ ،‬ساهم الحلف بفعالية ونشاط في التغلب على الشرخ األوروبي القديم بين المعسكرين الشرقي والغربي عن‬ ‫طريق التواصل مع األعداء السابقين وتبني مقاربة أمنية مبنية على مبدأ التعاون‪.‬‬

‫التعاطي مع عالم متغير | ‪P07‬‬

‫‪1989‬‬

‫انهيار جدار برلين‬

‫نهاية الحرب الباردة‬ ‫خالل الحرب الباردة‪ ،‬كان دور حلف الناتو وهدف إنشائه‬ ‫محددين بشكل واضح في ظل التهديد الذي كان يشكله االتحاد‬ ‫السوفييتي‪ .‬وبحلول أوائل عقد التسعينيات من القرن الفائت‪،‬‬ ‫تم حل حلف وارسو عقب انهيار االتحاد السوفييتي‪ .‬ومع‬ ‫أفول خصومه التقليديين‪ ،‬اعتقد بعض المحللين السياسيين أن‬ ‫الحاجة إلى منظمة حلف شمالي األطلسي قد تبددت وأن اإلنفاق‬ ‫الدفاعي المستقبلي واالستثمار في القوات المسلحة يمكن‬ ‫تقليصه بدرجة كبيرة‪.‬‬

‫‪ | P08‬التعاطي مع عالم متغير‬

‫بدأت العديد من الدول الحليفة للناتو في خفض إنفاقاتها الدفاعية‪ ،‬حيث قلصت بعض الدول إنفاقها على المنظومة الدفاعية‬ ‫بـنسبة ‪ 25‬في المائة‪ .‬غير أنه سرعان ما بات واضحاً أنه على الرغم من أن نهاية الحرب الباردة أزالت تهديدات الغزو‬ ‫العسكري‪ ،‬فإن عدم االستقرار تفاقم في بعض أجزاء أوروبا‪ .‬كما اندلع عدد من الصراعات اإلقليمية التي غالباً ما تغذيها‬ ‫التوترات العرقية في كل من يوغوسالفيا السابقة وفي أجزاء من االتحاد السوفييتي السابق‪ ،‬مهددة بنشر شرارتها‪.‬‬

‫“ الحفاظ على السالم واالستقرار‬ ‫في أوروبا ومنع تصاعد حدة‬ ‫التوترات اإلقليمية ”‬

‫‪© KU DOM‬‬

‫ً‬ ‫أشكاال جديدة من التعاون السياسي والعسكري باتت ضرورية من أجل الحفاظ على‬ ‫وفي ظل هذا الواقع أصبح جلياً أن‬ ‫السالم واالستقرار في أوروبا ومنع تصاعد حدة التوترات اإلقليمية‪ .‬والواقع أن منظمة حلف شمالي األطلسي انخرطت‬ ‫في إضفاء الطابع المؤسسي على عالقاتها مع خصومها السابقين واهتمت بإنشاء آليات جديدة للتعاون‪ .‬كما خضعت لعملية‬ ‫إصالح داخلي جوهري من أجل تكييف الهياكل وتزويد الدول األعضاء بالقدرات العسكرية الالزمة ألداء مهام جديدة‪،‬‬ ‫مثل إدارة األزمات وحفظ السالم وعمليات دعم السالم‪ ،‬إضافة إلى ضمان استمرار القدرة على أدائها ألدوارها الدفاعية‬ ‫األساسية‪ .‬واستجابة لهذه التحديات األمنية‪ ،‬ظلّت منظمة حلف شمالي األطلسي تمثل ليس فقط تحالفاً شديد الترابط يأخذ‬ ‫على عاتقه مسؤولية الدفاع الجماعي‪ ،‬لكنها أصبحت أيضاً محل التركيز لبناء شراكة بين مجموعة من البلدان المتنوعة‬ ‫ثقافياً والتي تربطها عالقات تعاون وثيق في مجال األمن على نطاق أوسع‪.‬‬

‫‪1995‬‬

‫منظمة حلف شمالي األطلسي تشارك‬ ‫في أول عملية إلدارة األزمات‬

‫التعاطي مع عالم متغير | ‪P09‬‬

‫‪11/9‬‬ ‫‪2001‬‬

‫هجمات إرهابية واسعة النطاق تستهدف‬ ‫نيويورك والعاصمة األمريكية واشنطن‬

‫منظمة حلف شمالي‬ ‫األطلسي تستند إلى‬ ‫المادة ‪ 5‬من معاهدة‬ ‫واشنطن ألول مرة‬ ‫في تاريخها‬

‫‪ 11‬أيلول‪ /‬سبتمبر ‪2001‬‬ ‫اعتبر المفهوم االستراتيجي الذي تم اعتماده في مؤتمر قمة‬ ‫واشنطن في عام ‪ 1999‬التهديدات المستقبلية أنها “متعددة‬ ‫االتجاهات وغالباً ما يصعب التنبؤ بها”‪ ،‬وأولى هذا المفهوم‬ ‫االستراتيجي اهتماماً خاصاً بالخطر الذي يشكله انتشار أسلحة‬ ‫الدمار الشامل والوسائل المستخدمة لتسليمها‪ .‬كما أوضح‬ ‫المفهوم أن المصالح األمنية للتحالف يمكن أن تتأثر بمخاطر‬ ‫أخرى ذات طبيعة أوسع نطاقاً‪ ،‬مثل األعمال اإلرهابية وعمليات‬ ‫ً‬ ‫فضال عن تعطيل عمليات تدفق‬ ‫التخريب والجريمة المنظمة‪،‬‬ ‫الموارد الحيوية‪.‬‬ ‫وعلى صعيد مماثل أكدت التطورات التي تبلورت على الساحة‬ ‫العالمية بسرعة ووضوح أن دول التحالف كانت صائبة في‬ ‫توقعاتها‪ .‬وفي ‪ 11‬أيلول‪ /‬سبتمبر ‪ ،2001‬استخدمت مجموعة‬ ‫من اإلرهابيين طائرات ركاب كأسلحة دمار شامل ضد أهداف‬ ‫أمريكية‪ .‬وأثبتت الوحشية المروعة لتلك الهجمات والوسائل‬ ‫المستخدمة في تنفيذها مدى هشاشة المجتمعات المنفتحة‬ ‫والديمقراطية أمام شكل جديد من الحرب غير المتكافئة‪ .‬وفي‬ ‫اليوم التالي للهجمات‪ ،‬وفي إطار التضامن‪ ،‬استند الحلفاء إلى‬ ‫المادة ‪ 5‬من معاهدة واشنطن باعتبارها البند المتعلق بالدفاع‬ ‫الجماعي لمنظمة حلف شمالي األطلسي‪ ،‬وهو ما أكد أن أي‬ ‫هجوم تتعرض له أي دولة بعينها أو مجموعة من الدول يشكل‬ ‫هجوماً عليها جميعاً‪.‬‬ ‫‪ | P10‬التعاطي مع عالم متغير‬

‫المادة ‪5‬‬ ‫تتفق األطراف على أن أي هجوم مسلح ضد أي دولة‬ ‫بعينها أو أكثر من الدول األعضاء في أوروبا أو أمريكا‬ ‫الشمالية يعتبر هجوماً ضد جميع الدول األعضاء‪،‬‬ ‫وبالتالي فإن هذه الدول متفقة على أنه في حال حدوث‬ ‫أي هجوم مسلح‪ ،‬فإن ً‬ ‫كال منها سوف يساعد في إطار‬ ‫ممارسة حق الدفاع الفردي أو الجماعي عن النفس‬ ‫المعترف به ضمن المادة ‪ 51‬من ميثاق األمم المتحدة ‪،‬‬ ‫وذلك من خالل اتخاذ الخطوات الضرورية بصورة‬ ‫فورية‪ ،‬بشكل فردي وبالتنسيق مع األطراف األخرى‪،‬‬

‫على النحو الذي تراه مناسباً‪ ،‬بما في ذلك استخدام قوة‬ ‫السالح من أجل استعادة أمن منطقة شمالي األطلسي‬ ‫والحفاظ عليه‪.‬‬ ‫وسيتم إبالغ مجلس األمن فوراً بأي هجوم مسلح من هذا‬ ‫القبيل وجميع التدابير المتخذة نتيجة لذلك‪ .‬وسيتم إنهاء‬ ‫مثل هذه التدابير عندما يتخذ مجلس األمن اإلجراءات‬ ‫الالزمة الستعادة وصون السلم واألمن الدوليين‪.‬‬

‫وقد اعتمدت دول التحالف بعد ذلك مجموعة من التدابير لدعم الواليات المتحدة‪ ،‬حيث تحركت بسرعة لنشر سفنها في شرق‬ ‫البحر األبيض المتوسط في أوائل شهر تشرين األول‪ /‬أكتوبر‪ ،‬وذلك بهدف تفتيش السفن والبحث عن المشتبه فيهم بالقيام‬ ‫بأنشطة إرهابية‪ .‬ويستمر نشر القوات إلى يومنا هذا تحت مسمى “عملية المسعى النشط” والتي تغطي في الوقت الراهن كامل‬ ‫منطقة البحر األبيض المتوسط‪ .‬ومن بين التدابير المعتمدة أيضا نشر قوات بعض الدول األعضاء بشكل فردي في أفغانستان‬ ‫لدعم العملية التي تقودها الواليات المتحدة ضد تنظيم القاعدة – وهي المجموعة اإلرهابية المسؤولة عن هجمات الحادي‬ ‫عشر من أيلول‪ /‬سبتمبر ‪ 2001-‬و حركة طالبان – وهو النظام الذي ّ‬ ‫وفر المالذ للقاعدة‪ .‬كما أن التحالف يقود منذ شهر آب‪/‬‬ ‫أغسطس ‪ 2003‬بعثة متابعة حفظ السالم المعروفة باسم القوة الدولية للمساعدة األمنية‪.‬‬ ‫وقد أعقبت هجمات الحادي عشر من أيلول‪ /‬سبتمبر ‪ 2001‬عمليات على تراب بعض الدول األعضاء بالحلف‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫من أن تلك العمليات لم تكن مثيرة بشكل كبير لكنها اتسمت بترويعها المماثل من حيث طبيعتها‪ .‬وقد أكدت هذه الحوادث‬ ‫وغيرها من الحوادث التي شهدتها أماكن أخرى لقادة الناتو أهمية مجموعة من اإلنجازات التي تبلورت منذ فترات طويلة‪.‬‬

‫التعاطي مع عالم متغير | ‪P11‬‬

‫“ يسهم في صياغة حلول سياسية‬ ‫واقتصادية وعسكرية شاملة ”‬ ‫بداية‪ ،‬يُتوقع أن تتسم التهديدات‬ ‫التي تواجه المجتمعات عبر ضفتي‬ ‫األطلسي في القرن الحادي والعشرين‬ ‫بطبيعتها غير المتكافئة ترعاها‬ ‫مجموعات فرعية لكيانات الدول‪ً ،‬‬ ‫بدال‬ ‫من جيوش الدولة‪ /‬الوطن‪ .‬ومن أجل‬ ‫مواجهة هذه التهديدات ينبغي لجيوش‬ ‫الحلفاء أن تكتسب القدرة على سرعة‬ ‫االنتشار والتنقل والفعالية‪.‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬قد تنبع هذه التهديدات الجديدة‬ ‫من خارج المنطقة األورو‪ -‬أطلسية‪.‬‬ ‫ولهذا السبب‪ ،‬يجب أن تشمل منظمة‬ ‫حلف شمالي األطلسي شركاء عالميين‬ ‫يقرون بضرورة مواجهة المخاطر‬ ‫أينما كانت ومن أي طرف نبعت‪.‬‬ ‫وأخيراً‪ ،‬ليس بإمكان منظمة حلف‬ ‫شمالي األطلسي مواجهة هذه المخاطر‬ ‫بمفردها‪ ،‬حيث ينبغي للحلف أن يسهم‬ ‫في صياغة حلول سياسية واقتصادية‬ ‫وعسكرية شاملة من خالل العمل مع‬ ‫المنظمات غير الحكومية والمنظمات‬ ‫الدولية مثل األمم المتحدة واالتحاد‬

‫األوروبي ومنظمة األمن والتعاون في‬ ‫أوروبا‪ ،‬وهو ما يمثل النهج الوحيد‬ ‫القادر على معالجة الجذور االقتصادية‬ ‫والسياسية واأليديولوجية للصراعات‪.‬‬ ‫ومع األخذ بعين االعتبار لهذه العوامل‬ ‫كافة‪ ،‬شرع قادة حلف الناتو في‬ ‫مراجعة أنشطة وإجراءات العمل‬ ‫المعتمدة من قبل الحلف‪ ،‬وهو ما أفرز‬ ‫سلسلة من المبادرات من بينها‪:‬‬

‫إنشاء قوة رد تابعة لحلف شمالي‬ ‫األطلسي – وهي قوة متطورة من الناحية‬ ‫التكنولوجية وتتسم بالمرونة وقابلية‬ ‫االنتشار والتبادلية واالستدامة؛ وتتشكل‬ ‫من عناصر برية وبحرية وجوية‬

‫تعزيز القدرات في المجاالت الرئيسية‬ ‫للعمليات العسكرية الحديثة مثل النقل‬ ‫االستراتيجي وعمليات المراقبة الجو‬ ‫أرضية‬

‫تبسيط الهياكل القيادية العسكرية‬

‫اعتماد سياسية استرشادية شاملة تسعى‬ ‫إلى توفير إطار لألولويات االستراتيجية‬ ‫للحلف خالل فترة تتراوح بين العشر‬ ‫والخمس عشرة سنة المقبلة‬

‫التوسع في العمليات الجارية في أفغانستان‬ ‫ً‬ ‫فضال عن تقديم‬ ‫لتغطية البالد بأكملها‬ ‫الدعم الالزم عن طريق تدريب قوات‬ ‫األمن وتنفيذ أعمال إعادة الهيكلة‬

‫تقديم المساعدة إلى حكومة العراق من‬ ‫خالل تدريب قوات األمن التابعة له‬ ‫باإلضافة إلى تقديم الدعم إلى االتحاد‬ ‫اإلفريقي مع استهالل أنشطة مكافحة‬ ‫القرصنة‬

‫االنخراط في عالقات مؤسسية مع بلدان‬ ‫من منطقة الشرق األوسط من خالل‬ ‫مبادرة إسطنبول للتعاون‬

‫‪ | P12‬التعاطي مع عالم متغير‬

‫وبالموازاة مع ذلك‪ ،‬تسعى منظمة حلف‬ ‫شمالي األطلسي منذ فترة إلى تحقيق االندماج‬ ‫األورو‪-‬أطلسي‪ ،‬وذلك من خالل توجيه دعوات‬ ‫لالنضمام إلى عضوية الحلف والمشاركة في‬ ‫برامج الشراكة بهدف مضاعفة الفوائد األمنية‬ ‫ألكبر عدد من الدول‪.‬‬

‫© ‪Boeing‬‬

‫طائرات األواكس التابعة للحلف‬ ‫األطلسي توفر المراقبة الجوية‬ ‫لألحداث الكبرى واألزمات‬

‫التعاطي مع عالم متغير | ‪P13‬‬

‫© ‪MOD Canada‬‬

‫العب رئيسي في األزمات‬

‫‪2003‬‬

‫الناتو يتولى مسؤولية‬ ‫إيساف في أفغانستان‬

‫‪ | P14‬العب رئيسي في حاالت األزمات‬

‫أفغانستان‬ ‫مباشرة عقب هجمات الحادي عشر من أيلول‪ /‬سبتمبر‬ ‫‪ ،2001‬شنت الواليات المتحدة عملية الحرية الدائمة‪ ،‬وهي‬ ‫عملية معنية بمكافحة اإلرهاب في أفغانستان‪ ،‬حيث أدت إلى‬ ‫اإلطاحة بنظام طالبان القمعي‪ ،‬وذلك في ظل القلق إزاء عدم‬ ‫قدرة قوات األمن األفغانية على تحقيق االستقرار في البالد‬ ‫بمفردها‪ .‬وقد تم عقد مؤتمر بون في شهر كانون األول‪/‬‬ ‫ديسمبر ‪ ،2001‬حيث دعا المؤتمرون األمم المتحدة إلى‬ ‫الموافقة على نشر قوة تساعد في إنشاء وتدريب قوات األمن‬ ‫األفغانية‪ .‬كما نص قرار مجلس األمن رقم ‪ 1386‬المؤرخ‬ ‫‪ 20‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ 2001‬على إنشاء قوات المساعدة‬ ‫الدولية إلرساء األمن في أفغانستان (إيساف) وانتشارها في‬ ‫كابول والمناطق المحيطة بها‪ .‬وأجرت قوات إيساف والسلطة‬ ‫االنتقالية األفغانية – التي تشكلت تمهيداً للحكومة األفغانية‬ ‫الوطنية – مفاوضات حول االتفاق الفني العسكري في كانون‬ ‫الثاني‪ /‬يناير ‪ 2002‬حدد تفاصيل المهام المنوطة بإيساف‪.‬‬

‫في البداية‪ ،‬لم تكن إيساف قوات تابعة ال لحلف الناتو وال لألمم المتحدة‪ ،‬بل كانت تمثل تحالفاً للراغبين تم نشرها تحت‬ ‫راية مجلس األمن الدولي‪ ،‬حيث تولت البلدان المتطوعة مسؤولية قيادة إيساف لمدة ستة أشهر على نحو تناوبي (قد تولت‬ ‫هذه المسؤولية ً‬ ‫بداية المملكة المتحدة‪ ،‬ثم تركيا‪ ،‬ثم ألمانيا‪ ،‬ثم هولندا)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وفي حين أن هذه البعثات أحرزت تقدما ملموسا‪ ،‬إال أن عملها تعثر نتيجة افتقارها لعامل االستمرارية‪ ،‬وذلك إلى حدود‬ ‫شهر آب‪ /‬أغسطس ‪ ،2003‬حيث تولى حلف الناتو القيادة االستراتيجية وعمليات السيطرة والتنسيق‪ ،‬مما سمح بإنشاء مقر‬ ‫دائم إليساف في كابول‪.‬‬

‫“ إن قوات إيساف تعمد إلى التنسيق‬ ‫الوثيق مع الحكومة األفغانية الوطنية ”‬ ‫وفي بداية األمر كانت مهمة قوات‬ ‫إيساف مقتصرة على العاصمة كابول‬ ‫والمناطق المحيطة بها‪ ،‬لكنها توسعت‬ ‫تدريجياً لتشمل مجمل المناطق‬ ‫األفغانية‪ ،‬حيث توسعت إيساف بداية‬ ‫لتضم المناطق الشمالية والغربية‪ ،‬ثم‬ ‫غطت المناطق الجنوبية لتشمل أخيراً‬ ‫المناطق الشرقية من البالد‪ -‬وهي‬ ‫المناطق األكثر خطورة واضطراباً‬ ‫في أفغانستان‪.‬‬ ‫إن الدور المحوري الذي تضطلع به‬ ‫قوات إيساف يتمثل في بسط سلطتها‬ ‫في أنحاء البالد وتهيئة بيئة آمنة‪ .‬ومن‬ ‫أجل تحقيق ذلك الهدف تقدم قوات‬ ‫إيساف المساعدة في مجال إعداد‬ ‫قوات األمن األفغانية من خالل تدريب‬ ‫الجيش والشرطة‪ ،‬بل وتحدد احتياجات‬ ‫التعمير على مستوى المرافق المدنية‪،‬‬ ‫وتدعم الحكومة األفغانية في الجهود‬ ‫الرامية إلى نزع سالح الجماعات‬ ‫المسلحة بشكل غير قانوني‪ ،‬وتنخرط‬ ‫أيضا في الجهود المبذولة لمكافحة‬ ‫المخدرات‪ ،‬وتدعم األنشطة الموجهة‬ ‫للمساعدات اإلنسانية‪.‬‬ ‫وفي السياق نفسه تحاول قوات إيساف‬ ‫رفع مستوى التفاعل بين الكيانات‬ ‫المدنية والعسكرية ووضع نهج منتظم‬ ‫بصورة أكبر للتعاون في الميدان‪.‬‬ ‫ولتأكيد هذا التوجه‪ ،‬تعمل بعض‬ ‫فرق إعادة اإلعمار اإلقليمية – وهي‬

‫مجموعات صغيرة من األفراد‬ ‫المدنيين والعسكريين تنضوي تحت‬ ‫لواء قوات إيساف ‪ -‬في جميع أنحاء‬ ‫البالد إلنجاز المشاريع المدنية‪ ،‬مثل‬ ‫بناء المدارس ودور األيتام وإصالح‬ ‫الطرق وتفكيك األسلحة وإزالة األلغام‪،‬‬ ‫وما شابه ذلك‪.‬‬ ‫إن قوات إيساف تعمد إلى التنسيق‬ ‫الوثيق مع الحكومة األفغانية الوطنية‪.‬‬ ‫فخالل شهري كانون األول‪ /‬ديسمبر‬ ‫‪ 2003‬وكانون الثاني‪ /‬يناير ‪،2004‬‬ ‫ساعدت إيساف‪ ،‬على سبيل المثال‪،‬‬ ‫السلطات األفغانية في توفير األمن‬ ‫لعقد اجتماع للمجلس األعلى المعروف‬ ‫بـ “ اللويا جيرغا” الدستوري‪ ،‬الذي‬ ‫اعتمد الدستور األفغاني‪ .‬وفي أيلول‪/‬‬ ‫سبتمبر ‪ ،2006‬أصدرت منظمة‬ ‫حلف شمالي األطلسي وأفغانستان‬ ‫“إطاراً الستمرار التعاون في مجال‬ ‫الشراكة” يركز على تعزيز عملية‬ ‫إصالح الدفاع وبناء مؤسسات الدفاع‬ ‫والعمليات المشتركة بين الجيش‬ ‫الوطني األفغاني والدول األعضاء‬ ‫بحلف الناتو‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬يقوم‬ ‫ممثل مدني كبير المستوى من حلف‬ ‫الناتو بتحديد األهداف السياسية‬ ‫والعسكرية للحلف‪ ،‬حيث يعمل بشكل‬ ‫مباشر مع الحكومة األفغانية وغيرها‬ ‫من المنظمات الدولية ويتواصل مع‬ ‫البلدان المجاورة‪.‬‬

‫العب رئيسي في حاالت األزمات | ‪P15‬‬

‫منطقة البلقان‬ ‫تفكك يوغوسالفيا السابقة‪ ،‬تدخل حلف الناتو عسكرياً‬ ‫في أعقاب ُّ‬ ‫لوقف أو تفادي الصراع في البوسنة والهرسك في عام ‪ ،1995‬ثم‬ ‫في كوسوفو في عام ‪ ،1999‬وفي جمهورية مقدونيا اليوغوسالفية‬ ‫السابقة (*) في عام ‪.2001‬‬ ‫ففي البوسنة والهرسك‪ ،‬شن حلف الناتو عمليات جوية ضد قوات‬ ‫صرب البوسنة في شهري آب‪ /‬أغسطس وأيلول‪ /‬سبتمبر ‪.1995‬‬ ‫وقد ساهمت هذه العملية في تغيير ميزان القوة بين الطرفين على‬ ‫أرض الواقع وإقناع قيادة صرب البوسنة بقبول التسوية السلمية‬ ‫التي جرى التفاوض حولها في دايتون بوالية أوهايو األمريكية‪.‬‬ ‫وقد وصلت قوات حفظ السالم التابعة لحلف الناتو إلى البوسنة‬ ‫والهرسك في كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ 1995‬في إطار قوات تطبيق‬ ‫معاهدة السالم المعروفة بقوات “إيفور”‪ ،‬وقد خلفتها بعد ذلك قوة‬ ‫تثبيت االستقرار (إسفور)‪ ،‬والتي أنهت مهمتها بنجاح في كانون‬ ‫األول‪ /‬ديسمبر ‪ 2005‬بعد مرور عشر سنوات من نشرها‪ .‬وقد تم‬ ‫بعد ذلك نقل مهمة حفظ السالم إلى االتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫‪ | P16‬العب رئيسي في حاالت األزمات‬

‫© ‪Belgian MOD‬‬

‫الناتو يتولى قيادة‬ ‫عملي ٍة لحفظ‬ ‫السالم لمدة عشر‬ ‫سنوات في البوسنة‬ ‫والهرسك‬

‫“ خلق بيئة مستقرة للتنمية المستقبلية‬ ‫في كوسوفو ”‬

‫تم التدخل العسكري لحلف شمالي‬ ‫األطلسي في كوسوفو بعد مرور أكثر‬ ‫من عام من تصاعد العنف وانتهاكات‬ ‫بلغراد المتكررة لقرارات مجلس‬ ‫األمن الدولي الداعية إلى إنهاء أعمال‬ ‫القمع ضد األلبان من سكان كوسوفو‪.‬‬ ‫وفي شهر آذار‪ /‬مارس ‪ ،1999‬قرر‬ ‫الناتو شن حملة جوية ضد الهياكل‬ ‫العسكرية وشبه العسكرية التابعة‬ ‫للحكومة اليوغوسالفية التي تتحمل‬ ‫مسؤولية عمليات القمع‪ .‬وقد تم‬ ‫التوصل إلى هذا القرار بعد استنفاد‬ ‫جميع الخيارات األخرى وفشل‬ ‫محادثات السالم مجدداً للتغلب على‬ ‫موقف بلغراد المتعنِّت‪.‬‬ ‫وقد استغرقت الحملة الجوية‬ ‫يوماً‪ ،‬حيث أسفرت عن وضع حد‬ ‫لجميع األعمال العسكرية من جانب‬ ‫أطراف النزاع‪ :‬انسحاب الجيش‬ ‫اليوغوسالفي والشرطة والقوات شبه‬ ‫العسكرية الصربية من كوسوفو؛‬ ‫االتفاق على وجود عسكري دولي‬ ‫مرابط في كوسوفو؛ اتفاق حول‬ ‫عودة غير مشروطة وآمنة لالجئين‬ ‫والنازحين؛ والتأكد من استعداد جميع‬ ‫األطراف للعمل من أجل التوصل إلى‬ ‫اتفاق سياسي لمسألة كوسوفو‪.‬‬ ‫‪78‬‬

‫يشار إلى أن مهمة قوات كوسوفو‬ ‫(كيفور) تحت قيادة حلف الناتو تنبع‬ ‫عن اتفاق عسكري فني وقعه الحلف‬ ‫والقيادة اليوغوسالفية وعن القرار‬ ‫رقم ‪ 1244‬الصادر عن مجلس األمن‬ ‫األممي‪ ،‬وتم التوصل لكليهما في شهر‬

‫حزيران‪ /‬يونيه ‪ .1999‬وقد تولت قوة‬ ‫كيفور مسؤولية العمل على الحيلولة‬ ‫دون تجدد األعمال العدائية وإقامة‬ ‫بيئة آمنة ومنزوعة السالح لجيش‬ ‫تحرير كوسوفو‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪،‬‬ ‫تدعم قوة كيفور الجهود اإلنسانية‬ ‫الدولية‪ ،‬وتعمل جنباً إلى جنب مع‬ ‫المؤسسات المدنية الدولية وبعثة األمم‬ ‫المتحدة لإلدارة المؤقتة في كوسوفو‪،‬‬ ‫وذلك بغية خلق بيئة مستقرة للتنمية‬ ‫المستقبلية في كوسوفو‪.‬‬ ‫وبعد إعالن استقالل كوسوفو في‬ ‫‪ 17‬شباط‪ /‬فبراير ‪ ،2008‬أكد حلف‬ ‫الناتو مجدداً نيته لإلبقاء على قوات‬ ‫كيفور مستنداً في ذلك إلى قرار‬ ‫يقرر‬ ‫مجلس األمن رقم ‪ 1244‬ما لم ِّ‬ ‫مجلس األمن ما يخالف ذلك‪ .‬وقد تم‬ ‫تأكيد هذا الموقف من جديد من قبيل‬ ‫قادة الناتو في قمة ستراسبرج‪/‬كيل‬ ‫التي انعقدت في نيسان‪/‬إبريل ‪،2009‬‬ ‫حيث أشاروا إلى أن الحلف ما يزال‬ ‫ملتزمًا تمامًا بدعم تأسيس الهياكل‬ ‫األمنية متعددة العرقيات المتفق عليها‬ ‫في كوسوفو‪ ،‬كما رحبوا بنشر قاعدة‬ ‫االتحاد األوروبي للمهام القانونية‬ ‫ً‬ ‫فضال عن‬ ‫في كوسوفو (‪)EULEX‬‬ ‫الوقوف على التقدم المحرز حتى‬ ‫اآلن في تنفيذ االلتزامات الحالية ً‬ ‫وفقا‬ ‫للمعايير المقررة‪ ،‬مما من شأنه حماية‬ ‫األقليات العرقية والمواقع التاريخية‬ ‫والدينية والمساعدة في مكافحة‬ ‫الجريمة والفساد‪.‬‬

‫العب رئيسي في حاالت األزمات | ‪P17‬‬

‫“ ومن أجل تعزيز االستقرار على‬ ‫المدى الطويل في غرب منطقة البلقان‪،‬‬ ‫يحاول حلف الناتو إدماج بلدان من‬ ‫المنطقة في الهياكل األورو‪-‬أطلسية ”‬ ‫وخالل شهر آب‪ /‬أغسطس ‪ ،2001‬ناشد‬ ‫رئيس جمهورية مقدونيا اليوغوسالفية‬ ‫السابقة (*)‪ ،‬حلف الناتو نزع سالح‬ ‫الجماعات األلبانية العرقية والتي يمكن‬ ‫أن تتسبب في زعزعة استقرار البالد‪.‬‬ ‫ووافق الحلف على ذلك شريطة أن تقر‬ ‫الحكومة ببعض حقوق األقليات‪ .‬كما‬ ‫توصل ممثلو األلبان والحكومة إلى‬ ‫تسوية سياسية بفضل وساطة مبعوثين‬ ‫خاصين من مختلف المنظمات الدولية‪،‬‬ ‫بما في ذلك حلف الناتو والواليات‬ ‫المتحدة‪ .‬وقد ساهم اتفاق التسوية في‬ ‫تمهيد الطريق أمام حلف الناتو لنشر‬ ‫‪ 3500‬من قواته ضمن إطار مهمة‬ ‫تستغرق ‪ 30‬يوماً بهدف نزع سالح‬ ‫السكان ذوي األصل األلباني على‬ ‫أساس طوعي‪.‬‬ ‫طلب من سلطات سكوبجي‪،‬‬ ‫وبنا ًء على ٍ‬ ‫ظلت قوات حلف الناتو في البالد لتوفير‬ ‫الحماية للمراقبين من االتحاد األوروبي‬ ‫ومنظمة األمن والتعاون في أوروبا‬ ‫حتى نهاية شهر آذار‪ /‬مارس ‪،2003‬‬ ‫حيث تسلَّم االتحاد األوروبي مقاليد‬ ‫المهمة‪ .‬ما من شك أن هذه المبادرات‬ ‫ساعدت على قطع دابر الصراعات‬ ‫األهلية وساهمت في تمهيد الطريق‬ ‫للمصالحة وإعادة اإلعمار في البالد‪.‬‬ ‫وتُع ّد قوات كيفور الوحيدة المتبقية من‬ ‫قوات التحالف المنتشرة على نطاق‬ ‫واسع في منطقة البلقان على الرغم‬ ‫من أن حلف الناتو يحتفظ بمقره في‬ ‫سراييفو وسكوبجي بغرض تقديم‬ ‫المساعدة للدول المضيفة في مجال‬ ‫إصالح الدفاع‪.‬‬

‫‪ | P18‬العب رئيسي في حاالت األزمات‬

‫ومن أجل تعزيز االستقرار على المدى‬ ‫الطويل في غرب منطقة البلقان‪ ،‬يحاول‬ ‫حلف الناتو إدماج بلدان من المنطقة‬ ‫في الهياكل األورو‪-‬أطلسية‪ .‬فألبانيا‬ ‫وكرواتيا قد انضمتا لحلف الناتو في ‪1‬‬ ‫إبريل ‪ ،2009‬في حين تقدمت جمهورية‬ ‫مقدونيا اليوغوسالفية السابقة (*)‬ ‫بطلب لعضوية الناتو بينما أصبحت كلّ‬ ‫من البوسنة والهرسك والجبل األسود‬ ‫وصربيا شركاء في حلف شمالي‬ ‫األطلسي في ‪ 14‬كانون األول‪/‬‬ ‫ديسمبر ‪.2006‬‬

‫البحر األبيض المتوسط‬ ‫في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر ‪ ،2001‬انطلقت عملية المسعى النشط‪ ،‬وهي عملية تعنى بالمراقبة البحرية تحت قيادة القوات‬ ‫البحرية التابعة للحلف‪ ،‬وذلك لكشف وردع وتوفير الحماية ضد األنشطة اإلرهابية في البحر األبيض المتوسط‪ .‬وقد انتشرت سفن الناتو‬ ‫في شرقي البحر األبيض المتوسط وشرعت في القيام بدوريات في المنطقة في وقت مبكر منذ ‪ 6‬تشرين األول‪ /‬أكتوبر ‪ .2001‬وفي ظل‬ ‫النجاح الذي أحرزته العملية‪ ،‬تم توسيع دائرتها بعد ذلك لتشمل مضيق جبل طارق في أوائل عام ‪ 2003‬لتغطي في آذار‪ /‬مارس ‪2004‬‬ ‫كامل البحر األبيض المتوسط‪.‬‬ ‫وفي حين أن العملية تقتصر على األنشطة المرتبطة باإلرهاب‪ ،‬إال أن لها آثاراً إيجابية على األمن الشامل لمنطقة البحر األبيض المتوسط‬ ‫في مجالي التجارة والنشاط االقتصادي‪.‬‬

‫خليج عدن‬ ‫تهدد أعمال القرصنة المتزايدة في خليج عدن وبعي ًدا عن القرن اإلفريقي بإحباط الجهود اإلنسانية الدولية في أفريقيا‪ ،‬وبصفة عامة‪ ،‬إيقاع‬ ‫الفوضى في الخطوط البحرية الحيوية لالتصال وتحقيق المصالح االقتصادية في المنطقة‪.‬‬ ‫ومن جانبه‪ ،‬يعمل حلف الناتو جاه ًدا لزيادة العوامل األمنية بتنفيذ عمليات مكافحة القرصنة في المنطقة‪ ،‬مثل‪ :‬مقدم عمليات التحالف‬ ‫(‪ )2008‬وحامي عمليات التحالف (‪ ،)2009‬ويعد ذلك من األدوار طويلة المدى لمكافحة القرصنة‪ ،‬بالتوافق التام مع قرارات مجلس األمن‬ ‫باألمم المتحدة ومع إجراءات مكافحة القرصنة التي تقوم بها األطراف المعنية األخرى‪ ،‬على غرار االتحاد األوروبي‪.‬‬

‫العب رئيسي في حاالت األزمات | ‪P19‬‬

‫تقديم المساعدة للعراق‬ ‫لحلف الناتو مصالح استراتيجية حيوية في استقرار العراق‪ ،‬فقد ق ّدم الحلف الدعم للحكومة العراقية‬ ‫من خالل إرسال بعثة خاصة للتدريب تابعة للحلف في العراق المعروفة بـ “إن‪.‬تي‪ .‬إم‪ ،”1 .‬وذلك‬ ‫منذ عام ‪ .2004‬كما اتفق الحلف والحكومة العراقية على مواصلة التعاون في المدى الطويل من‬ ‫خالل إضفاء طابع رسمي على االتفاق الذي يربطهما من خالل الموافقة على مقترح لوضع وتفعيل‬ ‫َّ‬ ‫المنظم‪.‬‬ ‫إطار للتعاون‬ ‫كما أن حلف الناتو يقدم المساعدة للعراق من أجل إحالل األمن من خالل تدريب عناصر من الجيش‬ ‫العراقي سواء داخل أو خارج العراق‪ .‬ويساهم الحلف أيضاً في دعم عملية تطوير المؤسسات‬ ‫األمنية العراقية وتنسيق عمليات تسليم المعدات التي تبرعت بها الدول األعضاء في حلف الناتو‪.‬‬ ‫وبشكل عام‪ ،‬يساهم الحلف في توفير الدعم لعملية إصالح مؤسسة الدفاع في العراق‪.‬‬ ‫ويتم التعاون مع العراق وفقاً لقرار مجلس األمن رقم ‪ 1546‬الذي طالَب المنظمات الدولية واإلقليمية‬ ‫بتقديم الدعم والمساعدة من أجل تلبية احتياجات الشعب العراقي وإحالل األمن واالستقرار في‬ ‫البالد‪ .‬كما أن دعم حلف الناتو جاء تلبية لطلب الحق من الحكومة العراقية‪.‬‬ ‫‪© EU‬‬

‫الجؤو‬ ‫دارفور‬

‫دعم االتحاد اإلفريقي‬ ‫لعل أولى مهام حلف الناتو في القارة اإلفريقية هي تلك المتمثلة في دعم بعثة االتحاد اإلفريقي في السودان (‪.)AMIS‬‬ ‫لقد وقع سكان إقليم دارفور في السودان ضحايا لحرب أهلية وحشية استمرت منذ عام ‪ .2003‬وتسبب الصراع‬ ‫في إحداث أزمة إنسانية أدت إلى مقتل عشرات اآلالف ونزوح الماليين‪ .‬وبنا ًء على طلب من االتحاد اإلفريقي‪،‬‬ ‫بدأ حلف شمالي األطلسي في تقديم الدعم لبعثة االتحاد اإلفريقي في السودان في الفترة الممتدة من تموز‪ /‬يوليو‬ ‫‪ 2005‬إلى وقت انتهاء مهمتها بتاريخ ‪ 31‬كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪ .2007‬وعندما انتقلت هذه المهمة إلى يد بعثة‬ ‫األمم المتحدة واالتحاد اإلفريقي المختلطة في كانون الثاني‪ /‬يناير ‪ ،2008‬أعرب حلف الناتو عن استعداده للنظر‬ ‫في أي طلبات إضافية للدعم والمساعدة‪.‬‬ ‫وفي شهر يونيو‪ /‬حزيران ‪ 2007‬وافق الحلف على طلب َّ‬ ‫تقدم به االتحاد اإلفريقي لتقديم دعم النقل الجوي‬ ‫االستراتيجي لنشر قواته للقيام بمهمة في الصومال ضمن إطار ما يعرف ببعثة االتحاد اإلفريقي في الصومال‪.‬‬ ‫فالصومال ظل دون حكومة فعالة منذ عام ‪ 1991‬وعانت البالد من سنوات من القتال بين أمراء الحرب‬ ‫ً‬ ‫فضال عن تفشي المجاعة واألمراض‪.‬‬ ‫المتنافسين‬ ‫كما أن حلف الناتو يقدم الدعم إلى االتحاد اإلفريقي في مجال بناء القدرات لحفظ السالم على المدى الطويل‪ ،‬وال‬ ‫سيما القوة االحتياطية اإلفريقية‪ ،‬وذلك بناء على طلب من االتحاد اإلفريقي‪.‬‬ ‫وسعياً منه لضمان أقصى قدر من التعاون والفعالية‪ ،‬يقوم حلف الناتو بتنسيق مساعداته بشكل وثيق مع منظمات‬ ‫دولية أخرى ‪ -‬على رأسها األمم المتحدة واالتحاد األوروبي‪ -‬وكذلك مع عدد من الشركاء ضمن إطار ثنائي‪.‬‬ ‫‪ | P20‬العب رئيسي في حاالت األزمات‬

‫أنشطة حلف الناتو على نطاق أوسع‬ ‫إن التغطية اإلعالمية ألنشطة حلف‬ ‫شمالي األطلسي تركز بطبيعة الحال‬ ‫على الدبلوماسية رفيعة المستوى‬ ‫ومؤتمرات القمة التي يعقدها الحلف‬ ‫والحمالت العسكرية التي يشنها‪ .‬إال‬ ‫أن عمل الحلف يتم بعيداً عن أضواء‬ ‫الدعاية‪ .‬فحلف الناتو يشارك بشكل‬ ‫يومي في مجموعة من المشاريع‬ ‫التي تساعد على تحسين البيئة األمنية‬ ‫في أوروبا‪ .‬وتشمل هذه المساعدات‬ ‫إصالح جيوش دول أوروبا الشرقية‬ ‫وبناء برامج إلعادة تدريب الضباط‬ ‫العسكريين السابقين وإدماجهم في الحياة‬ ‫المدنية وتقديم المساعدة إلزالة األلغام‬ ‫والتخلص من مخزون الذخائر القديمة‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬ينشط الحلف في‬ ‫مجال تنسيق عمليات اإلغاثة اإلنسانية‪.‬‬ ‫ففي عام ‪ ،1999‬افتتح الحلف المركز‬ ‫األورو‪ -‬أطلسي لتنسيق عمليات اإلغاثة‬ ‫في حاالت الكوارث (‪)EADRCC‬‬ ‫والذي يعمل من خالله على تنسيق‬ ‫المساعدات اإلنسانية في حالة الطوارئ‬ ‫التي يقدمها الحلف والبلدان الشريكة‬ ‫في حال وقوع كوارث طبيعية أو‬ ‫كوارث من صنع اإلنسان‪ .‬فعلى سبيل‬

‫المثال‪ ،‬قدم الحلف المساعدة لضحايا‬ ‫الفيضانات التي حدثت في أعقاب‬ ‫إعصار كاترينا الذي ضرب الواليات‬ ‫المتحدة في أيلول‪ /‬سبتمبر ‪.2005‬‬ ‫وبعد تلك الكارثة بشهر واحد‪ ،‬ضرب‬ ‫زلزال مدمر باكستان أدى إلى مقتل‬ ‫حوالي ‪ 73000‬وتشريد أربعة ماليين‪.‬‬ ‫وعلى إثر تلك الكارثة وافق الحلف‬ ‫على تقديم المساعدة من خالل المركز‬ ‫األورو‪ -‬أطلسي لتنسيق عمليات اإلغاثة‬ ‫في حاالت الكوارث‪ .‬وفي مناسبات‬ ‫عديدة أخرى‪ ،‬حشد المركز الموارد‬ ‫الضرورية لتوفير المساعدة لمجموعة‬ ‫من الدول في المنطقة األورو‪ -‬أطلسية‬ ‫التي تعرضت إما للفيضانات أو‬ ‫للزالزل وحرائق الغابات‪.‬‬

‫“ عمل الحلف يتم‬ ‫بعيداً عن أضواء‬ ‫الدعاية ”‬ ‫لالحتياجات المحددة للمشاركين في‬ ‫البرنامج‪ ،‬حيث إن العلماء المنتمون‬ ‫للدول األعضاء بالحلف والدول‬ ‫الشريكة وتلك المنخرطة في الحوار‬ ‫المتوسطي يشاركون في أنشطة‬ ‫البرنامج الذي يسهم بفعالية في األمن‬ ‫الشامل عن طريق تيسير عملية التعاون‬ ‫وإقامة شبكات التواصل وبناء القدرات‪.‬‬

‫كما أن حلف الناتو لديه برنامج‬ ‫للعلوم يقوم برعاية التعاون العملي‬ ‫الخاص بالقضايا المتصلة باألمن‬ ‫في مجاالت الحياة المدنية والعلوم‬ ‫والبيئة والتكنولوجيا‪ .‬ويسعى برنامج‬ ‫الناتو للعلوم من أجل السالم واألمن‬ ‫إلى صياغة وطرح توصيات وحلول‬ ‫ملموسة لرزمة متنوعة من المشاكل‪،‬‬ ‫في حين يهدف إلى االستجابة‬

‫العب رئيسي في حاالت األزمات | ‪P21‬‬

‫توسيع نطاق الشراكات‬

‫شركاء حلف الناتو‬ ‫“ إنشاء مؤسسات للحوار‬ ‫وبناء الثقة والتعاون ”‬ ‫منذ أن وضعت الحرب الباردة أوزارها‪ ،‬اتخذ حلف شمالي‬ ‫األطلسي سلسلة من المبادرات لتعزيز األمن واالستقرار من‬ ‫خالل إنشاء مؤسسات للحوار وبناء الثقة والتعاون‪ .‬فقد أقام‬ ‫ً‬ ‫فضال عن غيرها من الدول‬ ‫الحلف عالقات مع الخصوم السابقين‬ ‫األوروبية والبلدان المجاورة على نطاق أوسع في منطقة البحر‬ ‫األبيض المتوسط وبلدان الشرق األوسط‪.‬‬ ‫ومن بين الخطوات التي اتخذها الحلف في وقت مبكر في هذا‬ ‫االتجاه إنشاء مجلس التعاون لشمالي األطلسي في عام ‪.1991‬‬ ‫ومنذ أن تم تغيير اسم هذا المجلس إلى مجلس الشراكة األورو‪-‬‬ ‫األطلسية‪ ،‬أصبح يمثل منتدى رئيسياً للتشاور والتعاون بين حلف‬ ‫الناتو والبلدان غير األعضاء في المنطقة األورو‪-‬أطلسية‪.‬‬

‫‪ | P22‬توسيع نطاق الشراكات‬

‫وفي عام ‪ ،1994‬عرض الحلف مبادرته المعروفة تحت مسمى‬ ‫الشراكة من أجل السالم‪ ،‬وهي عبارة عن برنامج يهدف إلى‬ ‫مساعدة البلدان المشاركة في إعادة هيكلة قواتها المسلحة لتمكينها‬ ‫للقيام بدورها في مجتمعات ديمقراطية ومشاركتها في عمليات دعم‬ ‫السالم بقيادة منظمة حلف شمالي األطلسي‪ .‬وتتيح المبادرة أيضا‬ ‫فرصة التعاون العملي في كثير من المجاالت‪ ،‬حيث تسمح للبلدان‬ ‫الشريكة بتكييف مشاركتها بحسب احتياجاتها أو مصالحها األمنية‬ ‫المحددة‪ .‬كما أن نطاق األنشطة واسع‪ ،‬إذ يغطي مجاالت مختلفة‪،‬‬ ‫مثل إصالح الدفاع وإدارة األزمات والتخطيط لحاالت الطوارئ‬ ‫المدنية والتعاون في مجال العلوم والتعليم والتدريب واألمن وتدمير‬ ‫الذخائر واألسلحة الصغيرة واألسلحة الخفيفة‪.‬‬

‫العالقات مع روسيا وأوكرانيا‬ ‫“ تعتبر كل من روسيا وأوكرانيا من بين‬ ‫العديد من الدول التي التزمت منذ اليوم‬ ‫المدرجة ضمن إطار‬ ‫األول باألنشطة‬ ‫َ‬ ‫الشراكة مع منظمة حلف شمالي األطلسي ”‬ ‫تعتبر كل من روسيا وأوكرانيا من‬ ‫بين العديد من الدول التي التزمت منذ‬ ‫المدرجة ضمن‬ ‫اليوم األول باألنشطة‬ ‫َ‬ ‫إطار الشراكة مع منظمة حلف شمالي‬ ‫األطلسي‪ .‬ففي عام ‪ ،1997‬تمت إقامة‬ ‫عالقات تعاون على أسس رسمية من‬ ‫خالل التوقيع على اتفاقات ثنائية بين‬ ‫كال البلدين‪ .‬فقد أقيم مجلس مشترك‬ ‫دائم يجمع الناتو وروسيا إلى جانب‬ ‫تشكيل لجنة الناتو وأوكرانيا كوسيلة‬ ‫لتيسير التشاور المنتظم حول القضايا‬ ‫األمنية وتطوير التعاون العملي في‬ ‫مجموعة واسعة من المجاالت‪.‬‬ ‫ومنذ ذلك الحين‪ ،‬وفي أعقاب هجمات‬ ‫الحادي عشر من سبتمبر اإلرهابية‪،‬‬ ‫والتي استدعت ضرورة اتخاذ‬ ‫إجراءات دولية متضافرة لمواجهة‬ ‫التهديدات األمنية الجديدة‪ ،‬أقام الحلفاء‬ ‫وروسيا عالقات أوثق وأعمق‪ .‬ففي‬ ‫عام ‪ ،2002‬تم إنشاء مجلس الناتو‬ ‫وروسيا ويرأسه أمين عام حيث يتم‬ ‫التعامل مع الدول المشاركة على قدم‬ ‫المساواة ويتم اتخاذ القرارات باإلجماع‪،‬‬ ‫علماً أن هذا المجلس حل محل المجلس‬ ‫المشترك الدائم للناتو وروسيا‪ .‬وقد حدد‬ ‫مجلس الناتو وروسيا مجاالت التعاون‬ ‫الرئيسية في مكافحة اإلرهاب‪ ،‬وإدارة‬ ‫األزمات‪ ،‬والحد من انتشار أسلحة‬ ‫الدمار الشامل‪.‬‬

‫وشهدت العالقات بين الناتو وأوكرانيا‬ ‫تطوراً تدريجياً على مر السنين‪ .‬ومن‬ ‫أهم جوانب هذه العالقات الدعم الذي‬ ‫يقدمه الحلف والدول األعضاء الجهود‬ ‫التي تبذلها أوكرانيا حالياً في مجال‬ ‫اإلصالح‪ ،‬وال سيما في قطاع الدفاع‬ ‫واألمن‪ .‬فهذه اإلصالحات تنطوي‬ ‫على أهمية محورية بالنسبة لمسيرة‬ ‫الديمقراطية في أوكرانيا وتحقيق‬ ‫ً‬ ‫تكامال مع الهياكل‬ ‫هدفها لتصبح أكثر‬ ‫األورو‪ -‬أطلسية‪ .‬كما تم إطالق حوار‬ ‫مكثف في عام ‪ 2005‬مع أوكرانيا‬ ‫بخصوص تطلعات كييف لتنضم إلى‬ ‫الحلف واإلصالحات المرتبطة بذلك‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ ،2008‬اتفق أعضاء حلف‬ ‫الناتو على أن أوكرانيا سوف تصبح‬ ‫عضواً في الحلف‪.‬‬

‫توسيع نطاق الشراكات | ‪P23‬‬

‫التعاون مع بلدان‬ ‫البحر األبيض‬ ‫المتوسط المنخرطة‬ ‫في برنامج الحوار‬ ‫خالل إجراء‬ ‫مناورات الناتو‬

‫الحوار المتوسطي‬ ‫“ خلق عالقات جيدة وتحسين التفاهم‬ ‫المتبادل مع بلدان منطقة البحر األبيض‬ ‫المتوسط ”‬ ‫في عام ‪ 1995‬تم استكمال مبادرة الشراكة من أجل‬ ‫السالم بفضل إطالق برنامج الحوار المتوسطي‬ ‫مع ستة دول – وهي مصر‪ ،‬وإسرائيل‪ ،‬واألردن‪،‬‬ ‫وموريتانيا‪ ،‬والمغرب‪ ،‬وتونس‪ -‬في منطقة البحر‬ ‫األبيض المتوسط الموسعة‪ .‬ويهدف برنامج الحوار‬ ‫هذا‪ ،‬والذي انضمت إليه الجزائر في عام ‪،2000‬‬ ‫إلى خلق عالقات جيدة وتحسين التفاهم المتبادل‬ ‫ً‬ ‫فضال‬ ‫مع بلدان منطقة البحر األبيض المتوسط‪،‬‬ ‫عن تعزيز األمن واالستقرار اإلقليميين‪ .‬وفي عام‬ ‫‪ ،2004‬تم رفع مستوى الحوار إلى شراكة حقيقية‬

‫‪ | P24‬توسيع نطاق الشراكات‬

‫من أجل تعزيز المزيد من التعاون العملي من خالل‬ ‫تقديم المساعدة في مجال إصالح الدفاع والتعاون في‬ ‫قطاع أمن الحدود واتخاذ التدابير الضرورية لتحسين‬ ‫العمليات المتبادلة‪ ،‬وما شابه ذلك‪ .‬كما ركزت‬ ‫َّ‬ ‫المعززة على مكافحة اإلرهاب‪.‬‬ ‫الشراكة في صيغتها‬ ‫كما أسهمت بعض البلدان المنخرطة في برنامج‬ ‫الحوار المتوسطي بقوات يقودها حلف الناتو ضمن‬ ‫إطار عمليات دعم السالم في منطقة البلقان وتشارك‬ ‫في دعم عملية المسعى النشط‪.‬‬

‫مبادرة إسطنبول للتعاون‬ ‫“ وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز عملية‬ ‫التعاون الثنائي مع بلدان المنطقة ”‬ ‫إبان إطالق مبادرة إسطنبول للتعاون في عام ‪ 2004‬استعد حلف الناتو للتواصل‬ ‫مع بلدان منطقة الشرق األوسط التي لم تشارك في الحوار المتوسطي‪ .‬وتهدف‬ ‫هذه المبادرة إلى تعزيز عملية التعاون الثنائي مع بلدان المنطقة في مجاالت‬ ‫متعددة‪ ،‬مثل مكافحة اإلرهاب‪ ،‬وإدارة األزمات‪ ،‬والتخطيط لحاالت الطوارئ‬ ‫المدنية ومراقبة الحدود‪ .‬وفي الوقت الراهن‪ ،‬انضمت إلى هذه المبادرة كل من‬ ‫مملكة البحرين‪ ،‬قطر‪ ،‬الكويت ودولة اإلمارات العربية المتحدة‪.‬‬

‫توسيع نطاق الشراكات | ‪P25‬‬

‫عدد مما يسمى‬ ‫ببلدان االتصال‪،‬‬ ‫مثل نيوزيلندا‪،‬‬ ‫تساهم في قوات‬ ‫إيساف‬

‫العمل مع الشركاء العالميين‬ ‫وغيرهم من المنظمات الدولية‬ ‫في ظل واقع أن التهديدات األمنية أصبحت تستعصي على التنبؤ من حيث‬ ‫طبيعتها ونطاقها ومصدرها‪ ،‬أقدم حلف الناتو على توسيع دائرة شراكاته‪ .‬وقد‬ ‫ناشد الحلف شركاءه الدوليين لمساعدته للتصدي للتهديدات العالمية التي برزت‬ ‫منذ مطلع القرن الحالي‪ .‬وتعرف هذه الدول بـ “بلدان االتصال”‪ ،‬وهي ليست‬ ‫أعضاء أو شركاء في الحلف‪ ،‬وتشمل بلداناً مثل اليابان‪ ،‬ونيوزيلندا‪ ،‬وأستراليا‪،‬‬ ‫وكوريا الجنوبية‪.‬‬ ‫كما يرتبط الحلف بعالقات مع منظمات دولية أخرى تضطلع بدور تكميلي‬ ‫في تعزيز السلم واألمن الدوليين‪ .‬وفي سياق عمليات إدارة األزمات‪ ،‬يعمل‬ ‫الحلف مع المنظمات التي تمتلك األدوات الالزمة لضمان السالم المستدام من‬ ‫خالل عملية التنمية السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪ .‬وتشمل هذه المنظمات‬ ‫ً‬ ‫فضال‬ ‫األمم المتحدة واالتحاد األوروبي ومنظمة األمن والتعاون في أوروبا‪،‬‬ ‫عن مؤسسات أخرى مثل المنظمة األوروبية لسالمة المالحة الجوية المعروفة‬ ‫اختصار بـ “يوروكونترول” واللجنة الدولية للصليب األحمر‪.‬‬

‫‪ | P26‬توسيع نطاق الشراكات‬

‫“ بدور تكميلي في تعزيز‬ ‫السلم واألمن الدوليين ”‬ ‫وعالوة على هذه العالقات المؤسسية‪،‬‬ ‫ينبغي اإلشارة إلى أن العالقات‬ ‫عبر األطلسية بين الدول األوروبية‬ ‫األعضاء في حلف الناتو من جهة‬ ‫والواليات المتحدة من جهة أخرى‬ ‫تضفي على عالقات الحلف مع‬ ‫االتحاد األوروبي ميزة خاصة‪.‬‬ ‫ومثلها في ذلك مثل أي عالقة بناءة‪،‬‬ ‫فإن العالقات عبر األطلسية شهدت‬ ‫تطورات تستجيب لتغير الظروف‬ ‫الخارجية‪ .‬ودون الحاجة إلى‬ ‫تعقب أو سرد تاريخ العالقات عبر‬ ‫األطلسية منذ نهاية الحرب العالمية‬ ‫الثانية‪ ،‬من المهم االستذكار هنا أن‬ ‫الدول األوروبية األعضاء في حلف‬ ‫الناتو كانت تعتمد في فترة ما بعد‬ ‫الحرب مباشرة اعتماداً كبيراً على‬ ‫الواليات المتحدة في مجال األمن‬ ‫والنمو االقتصادي على حد سواء‪.‬‬ ‫وخالل السنوات الفاصلة بين تلك‬ ‫الفترة والوقت الراهن‪ ،‬أصبحت‬ ‫أوروبا أكثر قوة وتوحداً‪ ،‬حيث‬ ‫شرع االتحاد األوروبي في وضع‬ ‫سياسة خارجية وأمنية مشتركة في‬ ‫مطلع عقد التسعينيات من القرن‬ ‫العشرين ويعمل بشكل تدريجي على‬

‫تكريس موقع أوروبا كفاعل بارز‬ ‫في الشؤون الدولية‪ .‬وفي كانون‬ ‫األول‪ /‬ديسمبر ‪ ،1999‬قرر االتحاد‬ ‫األوروبي تطوير قدراته على تولي‬ ‫مهام إدارة األزمات‪ ،‬متخذاً خطوات‬ ‫إلقامة الهياكل السياسية والعسكرية‬ ‫الضرورية لتحقيق هذا الهدف‪ ،‬وهو‬ ‫ما مهد الطريق أمام االتحاد األوروبي‬ ‫لتسلُّم‪ ،‬بعد سنوات قليلة‪ ،‬مهمتين تحت‬ ‫قيادة حلف الناتو في منطقة البلقان‪.‬‬ ‫وقد ساهمت ترتيبات “برلين بالس”‬ ‫في تيسير هذه العملية‪ ،‬األمر الذي‬ ‫سمح لالتحاد األوروبي باالستفادة‬ ‫من قدرات ومعدات حلف الناتو‬ ‫في العمليات التي يتوالها االتحاد‬ ‫األوروبي في حال عدم مشاركة‬ ‫حلف الناتو ككل‪ .‬وقد أصبحت‬ ‫هذه الترتيبات األساس الذي يقوم‬ ‫عليه التعاون بين االتحاد األوروبي‬ ‫والحلف‪ ،‬كما أدت إلى تسليم المهمة‬ ‫التي كان يتوالها حلف الناتو إلى‬ ‫جمهورية مقدونيا اليوغوسالفية‬ ‫السابقة (*) في نهاية شهر آذار‪/‬‬ ‫مارس ‪ 2003‬وفي البوسنة والهرسك‬ ‫في شهر كانون األول‪ /‬ديسمبر ‪.2004‬‬

‫توسيع نطاق الشراكات | ‪P27‬‬

‫انتهاج سياسة الباب‬ ‫المفتوح‬

‫عملية مستمرة‬ ‫يذكر أنه في مرحلة مبكرة نسبياً‪ ،‬أقدمت‬ ‫الدول األعضاء المؤسسة لحلف الناتو‬ ‫ بلجيكا‪ ،‬وكندا‪ ،‬والدانمرك‪ ،‬وفرنسا‪،‬‬‫وأيسلندا‪ ،‬وإيطاليا‪ ،‬ولوكسمبورغ‪،‬‬ ‫وهولندا‪ ،‬والنرويج‪ ،‬والبرتغال‪ ،‬والمملكة‬ ‫المتحدة‪ ،‬والواليات المتحدة ‪ -‬عضوية‬ ‫المنظمة لتشمل اليونان وتركيا في عام‬ ‫‪ ،1952‬وألمانيا في عام ‪ .1955‬وبعد‬ ‫مرور عقود من الزمن‪ ،‬التحقت إسبانيا‬ ‫هي األخرى إلى الحلف في عام ‪.1982‬‬ ‫وقد شهد الحلف عملية ثانية من التوسع‬ ‫عقب نهاية الحرب الباردة‪ ،‬عندما قررت‬ ‫عدة بلدان من أوروبا الوسطى أن‬ ‫مصالحها األمنية المستقبلية سوف تتحقق‬ ‫على أفضل وجه من خالل االنضمام‬ ‫إلى الحلف‪ ،‬وأعربت عن عزمها السعي‬ ‫للحصول على العضوية في الناتو‪ .‬وفي‬ ‫هذا السياق أصبحت ثالثة بلدان شريكة‬ ‫سابقاً – وهي الجمهورية التشيكية‬ ‫والمجر وبولندا‪ -‬أعضاء في الحلف‪،‬‬ ‫وذلك في شهر آذار‪ /‬مارس ‪،1999‬‬ ‫ليصل بذلك عدد البلدان األعضاء إلى‬ ‫‪ | P28‬انتهاج سياسة الباب المفتوح‬

‫‪ 19‬دولة‪ .‬وبحلول نهاية شهر آذار‪/‬‬ ‫مارس ‪ 2004‬انضمت سبع دول – وهي‬ ‫بلغاريا‪ ،‬وأستونيا‪ ،‬والتفيا‪ ،‬وليتوانيا‪،‬‬ ‫ورومانيا‪ ،‬وسلوفاكيا‪ ،‬وسلوفينيا – إلى‬ ‫الحلف في إطار أكبر عملية لتوسعة‬ ‫عضوية الحلف‪ .‬وفي اآلونة األخيرة‪،‬‬ ‫وبالتحديد خالل شهر نيسان‪/‬إبريل‬ ‫‪ ،2009‬حصلت ٌ‬ ‫كل من ألبانيا وكرواتيا‬ ‫على عضوية الحلف‪ .‬كما سيتم توجيه‬ ‫الدعوة لجمهورية مقدونيا اليوغوسالفية‬ ‫السابقة (*) لالنضمام إلى الحلف في‬ ‫أقرب وقت بعد أن تتم تسوية مسألة‬ ‫مسمى البلد‪.‬‬ ‫يشار إلى أن باب العضوية للناتو ال‬ ‫ً‬ ‫جار‬ ‫يزال مفتوحا‪ ،‬حيث إن الحوار ٍ‬ ‫على نحو مكثف مع كل من جورجيا‬ ‫وأوكرانيا حول تطلعات البلدين لنيل‬ ‫عضوية الناتو واإلصالحات المرتبطة‬ ‫بذلك الهدف‪ .‬وقد اتفق قادة الحلف‬ ‫في عام ‪ 2008‬على أن البلدين سوف‬ ‫يصبحان عضوين في الحلف‪.‬‬

‫خطة العمل الخاصة بالعضوية‬ ‫استفادت الدول األعضاء السبعة التي‬ ‫انضمت إلى حلف شمالي األطلسي‬ ‫في عام ‪ ،2004‬شأنها في ذلك شأن‬ ‫الدول التي التحقت بها منذ ذلك‬ ‫الحين‪ ،‬من خطة العمل الخاصة‬ ‫بالعضوية التي تمت صياغتها في‬ ‫عام ‪ 1999‬من أجل مساعدة البلدان‬ ‫الشريكة المهتمة باالنضمام إلى‬ ‫الحلف على اإلعداد للحصول على‬ ‫العضوية‪ .‬وتُوفر خطة العمل‪ ،‬للدول‬ ‫المرشحة لالنضمام‪ ،‬المشورة العملية‬ ‫والمساعدة المرتبطة بعملية طلب‬ ‫العضوية‪ .‬وفي مقابل ذلك‪ ،‬يُتوقع‬ ‫من الدول المرشحة أن تلبي بعض‬ ‫الشروط والمطالب الرئيسية‪ ،‬بما في‬ ‫ذلك إقامة نظام سياسي ديمقراطي‬ ‫يقوم على اقتصاد السوق؛ والمعاملة‬ ‫العادلة لألقليات؛ وااللتزام باللجوء‬ ‫إلى الحلول السلمية للنزاعات مع دول‬ ‫الجوار؛ والقدرة واالستعداد للمساهمة‬ ‫عسكرياً في الحلف؛ وااللتزام بانتهاج‬ ‫أساليب التحكم الديمقراطي في القوات‬ ‫المسلحة‪ .‬غير أن المشاركة في هذه‬ ‫الخطة ال تمثل أي ضمان للعضوية‬ ‫في المستقبل‪ ،‬لكنها تساعد البلدان على‬ ‫تكييف قواتها المسلحة والتحضير‬ ‫لاللتزامات والمسؤوليات التي ستتولد‬ ‫عن نيل العضوية في الحلف‪.‬‬

‫إن حلف الناتو ال يسعى إلى جذب‬ ‫أعضاء جدد‪ ،‬لكن الدول األعضاء‬ ‫تلتزم بالنظر في طلبات العضوية التي‬ ‫تتقدم بها البلدان الديمقراطية‪ ،‬والتي‬ ‫تشترك مع الحلفاء في القيم وبمقدورها‬ ‫اإلسهام في تحقيق األهداف األساسية‬ ‫للحلف‪ .‬وقد أوضحت حكومات‬ ‫الدول األعضاء أن توسيع عضوية‬ ‫الحلف ليس هدفاً في حد ذاته‪ ،‬بل‬ ‫يمثل وسيلة لتوسيع نطاق أمن الحلف‬ ‫وجعل أوروبا بأكملها أكثر استقراراً‪.‬‬ ‫كما أن عملية التوسع تساعد على‬ ‫تجنب الصراعات ألن احتمال نيل‬ ‫العضوية في حلف الناتو يمثل حافزاً‬ ‫للدول المرشحة إلى حل نزاعاتها‬ ‫مع جيرانها والمضي ُقدماً في درب‬ ‫اإلصالحات والديمقراطية‪ .‬وعالوة‬ ‫على ذلك‪ ،‬ينبغي للدول األعضاء‬ ‫الجدد ليس فقط التمتع بالمزايا التي‬ ‫تمنحها العضوية‪ ،‬بل ينبغي لها أيضا‬ ‫أن تكون قادرة على اإلسهام في‬ ‫األمن الشامل لجميع البلدان األعضاء‪.‬‬ ‫وبعبارة أخرى‪ ،‬ينبغي لهذه الدول أن‬ ‫توفر خدمات أمنية بقدر ما تستهلك‬ ‫تلك الخدمات‪.‬‬

‫“ ينبغي لهذه‬ ‫الدول أن توفر‬ ‫خدمات أمنية بقدر‬ ‫ما تستهلك تلك‬ ‫الخدمات ”‬

‫انتهاج سياسة الباب المفتوح | ‪P29‬‬

‫قدرات جديدة لمواجهة تهديدات جديدة‬ ‫“ استعرض قادة الناتو إصالحات‬ ‫أساسية من شأنها إعادة بناء الهياكل‬ ‫العسكرية للحلف ”‬ ‫ن التحديات األمنية التي تواجه مجتمعاتنا اليوم تستدعي التوفر على قوات مجهزة‬ ‫تجهيزاً مالئماً ومنظمة حتى يتسنى لها التصدي لتهديدات مثل اإلرهاب وانتشار‬ ‫أسلحة الدمار الشامل وعدم االستقرار الناجم عن فشل أو انهيار كيانات الدول‪.‬‬ ‫وفي أوائل عقد التسعينيات من القرن الماضي‪ ،‬كان حلف الناتو قد بدأ بالفعل في‬ ‫إعادة النظر في قدراته العسكرية‪ ،‬وذلك بهدف النأي عن التشكيالت الجامدة التي‬ ‫اتسمت بها فترة الحرب الباردة والعمل على تشكيل قوات متنقلة وفقاً لمتطلبات‬ ‫عمليات إدارة األزمات‪ .‬وقد ساهمت أحداث الحادي عشر من أيلول‪ /‬سبتمبر‬ ‫‪ 2001‬في تسريع هذه العملية‪ .‬وخالل مؤتمر القمة المنعقد عام ‪ 2002‬في براغ‪،‬‬ ‫استعرض قادة الناتو إصالحات أساسية من شأنها إعادة بناء الهياكل العسكرية‬ ‫للحلف‪ ،‬حيث حددوا مجموعة من المجاالت تتطلب التطوير والتحسين‪ ،‬وأنشؤوا‬ ‫قوة الرد السريع وبسطوا الهياكل القيادية العسكرية‪ ،‬وذلك في محاولة منهم ليكون‬ ‫الحلف أكثر قدرة على االستجابة لمختلف التهديدات األمنية سواء داخل أو خارج‬ ‫نطاق المنطقة األورو‪-‬أطلسية‪.‬‬ ‫‪ | P30‬قدرات جديدة لمواجهة تهديدات جديدة‬

‫تحديث القدرات العسكرية‬ ‫تم خالل مؤتمر القمة في براغ تحديد ثمانية مجاالت باعتبارها تمثل نواقص تحتاج إلى المعالجة على وجه االستعجال‪.‬‬ ‫وتشمل هذه المجاالت النقل االستراتيجي الجوي والبحري؛ والدفاع الكيماوي والبيولوجي واإلشعاعي والنووي؛ والمراقبة‬ ‫الجو‪-‬أرضية‪ .‬وقد أبدى الحلفاء التزامهم باكتساب هذه القدرات التي تُع ّد أساسية لتمكينهم من الرد على التهديدات الجديدة‪ .‬ومنذ‬ ‫مؤتمر قمة براغ‪ ،‬انكب حلف الناتو على استكشاف مجاالت أخرى تحتاج إلى التحديث‪ ،‬ال سيما في مجال الدفاع ضد اإلرهاب‪.‬‬

‫قوة الرد السريع التابعة للناتو‬ ‫يتمثل الهدف من إنشاء قوة الرد السريع التابعة لحلف الناتو المعروفة بـ “ إن‪.‬آر‪.‬إف” في اكتساب القدرة على االستجابة‬ ‫بالسرعة المطلوبة على أنواع مختلفة من حاالت األزمات في جميع أنحاء العالم‪ ،‬بوصفها قوة متقدمة يمكن أن ِّ‬ ‫تعزز قوات‬ ‫إضافية في مرحلة الحقة‪ .‬وتستند قوة الرد السريع إلى قوات أساسية يمكن تعزيزها عند االقتضاء‪ .‬كما أنها قوة متعددة‬ ‫الجنسيات تتألف من وحدات برية وجوية وبحرية وقوات خاصة بمقدورها االنتشار في فترة تقل عن خمسة أيام من تاريخ‬ ‫اإلشعار واالستمرار في تنفيذ العمليات لمدة ‪ 30‬يوما أو لفترة أطول إذا تم إعادة تزويدها بحاجياتها‪.‬‬ ‫وقد تم بالفعل نشر عناصر تابعة لقوة الرد السريع إلى الواليات المتحدة عقب إعصار كاترينا في والية نيو أورليانز األمريكية‬ ‫والمنطقة المحيطة بها‪ ،‬وذلك خالل شهر أيلول‪ /‬سبتمبر ‪ .2005‬كما تم نشر قوة الرد السريع في باكستان بعد الزلزال المدمر‬ ‫الذي وقع في ‪ 8‬تشرين األول‪ /‬أكتوبر ‪.2005‬‬ ‫وباإلضافة إلى سرعة انتشارها واستعدادها القتالي‪ ،‬تعتبر قوة الرد السريع رأس حربة الجهود الذي يبذلها حلف الناتو لتغيير‬ ‫منهجه‪ ،‬حيث يعمل الحلف على تدريب طاقم موظفيه على العمل في بيئة صعبة وعلى استخدام التكنولوجيات الحديثة ضمن‬ ‫سياق تتعدد فيه جنسيات الطواقم العاملة‪ .‬يشار إلى أن نوعية التدريب تعتبر تجربة يكتسبها كل واحد من المشاركين‪ ،‬وهو ما‬ ‫يساهم في تشكيل حافز للتغيير داخل القوات الوطنية وضمن التشكيالت متعددة الجنسيات‪.‬‬

‫ترشيد الهياكل القيادية‬ ‫وضمن إطار عملية التأقلم مع المشهد األمني لمرحلة ما بعد الحرب الباردة‪ ،‬قام حلف الناتو بإعادة النظر في هياكل قيادته‬ ‫العسكرية في سبيل دعم قوات تكون أصغر حجماً وأكثر مرونة وأسرع حركة‪ ،‬حيث أقدم الحلف على تخفيض جذري لعدد‬ ‫مقار القيادات العسكرية‪ ،‬بل األهم من ذلك‪ ،‬أنه أسند دور قيادة الجهود الرامية إلى تغيير أساليب عمل حلف الناتو إلى القيادة‬ ‫ّ‬ ‫االستراتيجية ومقرها في الواليات المتحدة التي تعرف بـ “ قيادة حلف الناتو لشؤون التحول” (سابقاً قيادة الحلف األطلسية)‪ .‬وفي‬ ‫الوقت ذاته تولت القيادة االستراتيجية في أوروبا مسؤولية عمليات الحلف كافة‪ ،‬وباتت اليوم تعرف باسم قيادة عمليات الحلف‪.‬‬ ‫يمثل تبسيط الهياكل القيادية العسكرية عملية مستمرة يهتم حلف الناتو بمراجعتها وإعادة النظر فيها بشكل منتظم‪.‬‬

‫قدرات جديدة لمواجهة تهديدات جديدة | ‪P31‬‬

‫دينامية منظمة حلف‬ ‫شمالي األطلسي‬

‫اتخاذ القرارات باإلجماع‬ ‫ال شك أن أحد العوامل الجوهرية التي تفسر متانة وقوة حلف‬ ‫الناتو يرتبط بعملية صنع القرار على أساس اإلجماع‪ ،‬وهو ما‬ ‫إجماع في الرأي‪.‬‬ ‫يعني أن جميع القرارات ينبغي أن تستند إلى‬ ‫ٍ‬ ‫ونتيجة لذلك‪ ،‬تُجرى مشاورات ومناقشات مطولة في الكثير من‬ ‫األحيان قبل أن يتم اتخاذ القرارات المهمة‪ .‬وعلى الرغم من أن‬ ‫هذا النظام قد يبدو بطيئاً وغير عملي بالنسبة للمراقب من خارج‬ ‫الحلف‪ ،‬إال أنه يتميز بميزتين أساسيتين‪ .‬الميزة األولى تتمثل في‬ ‫احترام سيادة واستقالل كل دولة من الدول األعضاء‪ .‬والميزة‬ ‫الثانية تنبع من واقع أنه كلما تم التوصل إلى أي قرار بعينه‪،‬‬ ‫يحظى القرار بالدعم الكامل من قبل جميع البلدان األعضاء مع‬ ‫التزامهم بتنفيذه‪.‬‬ ‫وقد يحدث في بعض األحيان خالف في الرأي‪ ،‬كما حدث خالل‬ ‫ربيع عام ‪ 2003‬عندما اختلفت الدول بشأن تقديراتها للتهديد‬ ‫الذي يمثله نظام صدام حسين في العراق‪ .‬وفي حين أن اختالف‬ ‫المواقف الوطنية يعني أن الحلفاء لن يتفقوا دائماً على اتخاذ‬ ‫اإلجراءات المطلوب تفعيلها‪ ،‬إال أن هدف حلف شمالي األطلسي‬ ‫هو تسهيل المشاورات والمناقشات بين الدول األعضاء بحيث يتم‬ ‫تحقيق التوافق في الرأي كلما كان ذلك ممكناً‪.‬‬ ‫‪ | P32‬دينامية المنظمة‬

‫الفاعلون الرئيسيون‬ ‫“ إن أهم هيئة سياسية لصنع القرار‬ ‫في منظمة حلف شمالي األطلسي‬ ‫هي مجلس حلف شمالي األطلسي ”‬ ‫إن أبرز وأهم الفاعلين في حلف الناتو هم البلدان‬ ‫األعضاء أنفسها التي تشكل المنظمة‪ .‬وتحظى جميع‬ ‫الدول األعضاء بالتمثيل على مستوى اللجان كافة‪.‬‬ ‫ومن أجل تحقيق هذا الغرض‪ ،‬فإن لكل دولة ممثل دائم‬ ‫بدرجة سفير يعمل بمقر الحلف في بروكسل‪ ،‬ويدعمه‬ ‫وفد من بلده يتألف من موظفين من السلك الدبلوماسي‬ ‫ومستشارين متخصصين في مجال الدفاع‪ ،‬إذ يشارك‬ ‫الممثل الدائم شخصياً في اجتماعات اللجان أو يرشح‬ ‫خبراء من بالده‪.‬‬

‫كما أن لمنظمة حلف شمالي األطلسي أميناً عاماً يتم‬ ‫تعيينه لوالية تستمر قرابة أربع سنوات‪ .‬وعادة ما يكون‬ ‫األمين العام من كبار رجال الدولة من البلدان األعضاء‬ ‫ومعروف دولياً‪ .‬ويرأس األمين العام اجتماعات مجلس‬ ‫حلف شمالي األطلسي ومنظمة حلف شمالي األطلسي‬ ‫وأجهزة الحلف األخرى‪ ،‬ويساعد على بناء توافق في‬ ‫الرأي بين الدول األعضاء‪ .‬وفي إطار إدارة المهام‬ ‫اليومية‪ ،‬يساعد األمين العام طاقم من الخبراء والمسؤولين‬ ‫الدوليين من جميع البلدان األعضاء بالحلف‪.‬‬

‫إن أهم هيئة سياسية لصنع القرار في منظمة حلف شمالي‬ ‫األطلسي هي مجلس حلف شمالي األطلسي الذي يعقد‬ ‫اجتماعاً أسبوعياً على مستوى السفراء‪ .‬كما يعقد المجلس‬ ‫اجتماعات منتظمة على مستوى وزراء الخارجية‬ ‫ووزراء الدفاع‪ ،‬ومن وقت آلخر يعقد اجتماعات‬ ‫لرؤساء الدول والحكومات‪ .‬ويحتل المجلس‪ ،‬وإلى جانبه‬ ‫هيئتين للدفاع‪ ،‬هما لجنة التخطيط الدفاعي ومجموعة‬ ‫التخطيط النووي‪ -‬رأس نظام معقد للجان‪ .‬وضمن هذا‬ ‫النظام‪ ،‬تتولى اللجنة العسكرية مسؤولية تزويد الهيئات‬ ‫الثالثة الرئيسية بالمشورة العسكرية وتقديم اإلرشادات‬ ‫والتوجيهات للقادة االستراتيجيين حول المسائل العسكرية‪.‬‬ ‫وبهذا المعنى‪ ،‬فإن اللجنة العسكرية تتمتع بوضع خاص‬ ‫بوصفها تمثل أعلى سلطة عسكرية في حلف الناتو‪.‬‬

‫من المهم التذكير هنا أن حلف شمالي األطلسي ال يمتلك‬ ‫قوات مسلحة خاصة به‪ ،‬إذ إن معظم القوات تحت إمرة‬ ‫الحلف تعمل تحت القيادات الوطنية للدول األعضاء‬ ‫إلى حين يتم تكليفها بمهام من قبل دولها من قبيل الدفاع‬ ‫الجماعي وحفظ السالم‪ .‬وباختصار‪ ،‬فإن منظمة حلف‬ ‫شمالي األطلسي تُ َع ّد منتدى يجمع البلدان التي تُب ِدي‬ ‫استعداداً لدمج قواتها واالنخراط في أنشطة متعددة‬ ‫الجنسيات خالل فترة معينة‪ .‬وتوفر الهياكل السياسية‬ ‫والعسكرية للحلف التخطيط المسبق الالزم لتمكين القوى‬ ‫ً‬ ‫فضال عن الترتيبات التنظيمية‬ ‫الوطنية من تنفيذ مُهمّاتها‬ ‫الالزمة للقيادة المشتركة والتحكم والتدريب والتمرين‪.‬‬

‫دينامية المنظمة | ‪P33‬‬

‫نظرة مستقبلية‬ ‫نشأ حلف شمالي األطلسي بداية خالل فترة الحرب الباردة‪،‬‬ ‫ثم أخذ على عاتقه بعد ذلك مهمّات أساسية جديدة منذ نهاية‬ ‫تقسيم أوروبا إلى معسكرين‪ .‬وقد فتح الحلف أبوابه أمام دول‬ ‫أوروبا الشرقية من خالل الترحيب بأعضاء جدد وإنشاء‬ ‫شبكة من الشراكات تمتد إلى آسيا الوسطى‪ .‬كما أن الحلف‬ ‫شارك في عمليات إدارة األزمات لوضع ٍّ‬ ‫حد للعنف الناجم‬ ‫عن النزاعات اإلقليمية والعرقية في أوروبا‪ ،‬بل خارج‬ ‫المنطقة األورو‪-‬أطلسية‪ ،‬كما حدث في اآلونة األخيرة‪.‬‬ ‫إن عالم مرحلة ما بعد الحرب الباردة شهد تبلور بيئة أمنية‬ ‫أكثر تعقيداً‪-‬ومن المتوقع أن يستمر هذا المشهد في القرن‬ ‫الحادي والعشرين‪ .‬وقد تنبأ المفهوم االستراتيجي الذي تبنّاه‬ ‫حلف الناتو بعد الموافقة عليه في عام ‪ 1999‬ببروز العديد‬ ‫من التهديدات والتحديات للبيئة األمنية الجديدة‪.‬‬

‫ومنذ الهجمات اإلرهابية في الحادي عشر من أيلول‪ /‬سبتمبر‬ ‫‪ّ ،2001‬‬ ‫انكب حلف الناتو على إعادة تركيز جهوده الرامية‬ ‫إلى التكيف مع واقع وجود تهديدات غير متكافئة‪ ،‬حيث‬ ‫أصبح يستند بشكل أوسع وأكبر إلى نهج أمني طموح من‬ ‫خالل توسيع نطاق شراكاته وتحديث قواته وتقديم المساعدة‬ ‫في المناطق الجديدة بالنسبة له التي تشهد أزمات‪ .‬خالصة‬ ‫القول أن حلف الناتو يعمل على تسريع عملية التحول من‬ ‫أجل صياغة وتفعيل عالقات سياسية جديدة وقدرات عملية‬ ‫أقوى من أجل التعاطي مع عالم تطغى عليه موجة العولمة‬ ‫وتسوده تحديات جديدة‪ ،‬وذلك في سبيل تأمين الدفاع عن‬ ‫الدول األعضاء وسالمها وأمنها‪.‬‬

‫نظرة مستقبلية | ‪P35‬‬

06/2009 - ARA

‫معاً من أجل األمن‬

‫منظمة حلف شمالي األطلسي‬ ‫قسم الدبلوماسية العامة‬ 1110 ‫ بلجيكا‬- ‫بروكسل‬ ِ www.nato.int :‫عنوان الموقع على شبكة اإلنترنت‬ [email protected] :‫البريد اإللكتروني‬

NATO Public Diplomacy Division Brussels - Belgium 1110 Website: www.nato.int Email: [email protected]

Related Documents

Nato Security Ar
July 2020 2
Nato
June 2020 6
Nato
June 2020 15
Nato
May 2020 11
Nato
October 2019 16