المواطن أو ًال
مختصر مفيد
با�سم املواطن نبد�أ ،لأ نه �أ�سا�س الوطن. نعم ،الوطن مواطن ثم �أر�ض. ا�سمحوا لنا يا دعاة ثورة الأ رز ،ويا دعاة ثورة القد�س واجلهاد. يا دعاة لبنان �أوالً ،ويا دعاة املقاومة �أوالً. نق ��ول لك ��م جميع� � ًا � إن املواط ��ن �أوالً .املواط ��ن �أو ًال و�أخرياً. ا�سمح ��وا لن ��ا ،املواطن أ�ه ��م من �أرز لبن ��ان و�أهم من تراب القد�س واجلنوب وكل الرتاب. وال كرام ��ة للمواطن م ��ن دون �أن يكون كرمي� �اً ،رغيدَ العي�ش ،مكتملَ احلقوق� ،شاعر ًا بالأ مان واالنتماء. كف ��ى �سحق ًا له ��ذا املواطن ،كفى دفع ًا ب ��ه � إىل حماور ال�شرق والغرب. لأ جل ��ه ،لأ جل املواطن قب ��ل �أي اعتب ��ار ،كانت لبنان غداً.
14
ح ��ول املواط ��ن املت�س ��اوي يف حمن ��ه م ��ع �أقران ��ه من املواطن�ي�ن ،مهم ��ا كان ��ت انتماءاتهم ،و�ضع ��تْ حركة لبنان غد ًا ر�ؤيته ��ا العامة و�صاغت خطتها الب�سيطة يف العمل. لبن��ان غ��داً ،ميك ��ن و�صفه ��ا ب�أنه ��ا حرك ��ة ،ث ��ورة، انتفا�ض ��ة ،اكتفت به ��ذه ال�صفحات لتحم ��ل مبادئها و�أهدافها و�آلية عملها لتتوجه بها � إىل النا�س. ولدت حرك ��ة لبنان غ��د ًا لتقول :جمعتن ��ا امل�صيبة، فليجمعنا طريق اخلال�ص. ك ّف ��وا عنا ي ��ا مُثقل ��ي �آذار وربيعه ب�أرقامك ��م ،الثامن والراب ��ع ع�شر ،فمخا�ضك ��م ع�س�ي�ر ،ومولوداكم وُلدا ميتَني. دعون ��ا نخربكم ع ��ن �أي لبنان نريد :نح ��ن مواطنون نريد وطن ًا حقاً.
ولأ ننا نريد �أن نعي�ش ...وبكرامة. ولأ ننا نحب احلياة ...وب�ألوانها. ولأ ننا م�ؤمنون باهلل ...وبكل الطرق التي ت�ؤدي � إليه. لذل ��ك قطفن ��ا م ��ن �آذار باقة ،م ��ن كل �أيام ��ه ولياليه الوطني ��ة ،وت�ساءلن ��ا بح ��زن عن م�صري �شع ��ب لبنان احلائ ��ر الاله ��ث ب�ي�ن �ساح ��ات 8و ،14وحت ��ى ذلك املتفرج يف �ساحات �أخرى. لق ��د تقلد الوطن طوق الطائفي ��ة التي �أ�ضحت كعجوز هزيل ��ة تطلي وجهه ��ا مب�ساحي ��ق تخفي ك�ث�رة الثغور والتجاعي ��د لتظه ��ر اجلمال فيها ،وا ّدع ��ت فكر ًا لب�س ثوب الدين الذي نُ�سج �ضيّق ًا بحجة �أن �أفكارنا حمددة مرة واح ��دة واىل الأ ب ��د مبوجب ن�ص دين ��ي مقد�س، فرتع ��رع الفك ��ر يف كنف دي ��ن ندّعي ��ه ،ومل يكن لهذا الفكر �أن يعاك�سه� .أ�صبحن ��ا كمن كتب عليه �أال يفكر، فيبح ��ث ،فيت ��ورّط يف ر�ؤية أ�م ��ور بعينه ��ا� .أ�صبحنا ال
ن ��رى � إال بعني� ،أو بن�صف عني؛ ال نفكر ،نحب �أو نكره، ندافع �أو نهاجم ،نربر �أو نخرج املثالب ،نر�سم حيطان ًا متداعية وال نبني جديداً. ولأ نن ��ا جميع ًا ن�شعر باالختن ��اق ،جئنا يف لبنان غد ًا لنك�س ��ر ذلك الط ��وق كي نحرث يف حق ��ول مل تحُ رث، �أو نحرث احلقول نف�سها ب�أدوات �أكرث فعالية ،لنخل�ص � إىل نتائ ��ج غ�ي�ر تلك املعتم ��دة واملعلبة ،يقين� � ًا منا �أن مواد احلفظ فيها مل جتعلها �صاحلة � إال � إىل حني. لبن��ان غد ًا حركة ذات طابع وطن ��ي بحت ،ال تنتمي لتالم�س مع عامة النا�س َ � إىل تيار �سيا�سي قائم .ولدت عم ��ق امل�ش ��كالت احلا�صل ��ة ،ولت�صي َغ معه ��م طرحها ال�سيا�سي الذي ينطلق م ��ن معاناتهم ،بدل �أن ي�سقط عليهم جاهز ًا معلباً ،ال ميلكون فيه � إال حقّ الب�صم بغري حربهم .لذلك اخت ��ارت احلركة ،وبعك�س كل الطروح ال�سيا�سي ��ة املوجودة ،الرتكيز عل ��ى النواحي التي تهم
15
املواطنني جميع� �اً ،مهما كان ��ت انتماءاتهم ال�سيا�سية والطائفية� ،أي ما ي�ساهم يف حت�سني م�ستوى معي�شتهم ورف ��ع دخلهم والنهو�ض بحياته ��م الوطنية ،مبا ي ؤ�مّن له ��م الأ مان االجتماعي الذي ين�شده �أي مواطن يف �أي دولة ح�ضارية. بن ��ا ًء عليه ،تتميز حركة لبنان غد ًا عن غريها ب�أنها قررت �صياغ ��ة طرحها ال�سيا�سي ع�ب�ر تبنّيها املنحى االجتماع ��ي للمواطنني ،وهي تعترب �أن منظومة القيم الوطنية التي ت�ؤ�س�س لعالقة �سليمة بني كافة املواطنني ت�أتي يف �أوىل �أولوياتها .فال تزفيت طرقات وال كهرباء وال م ��اء وال معام�ل�ات � إدارية مت ��ر يف �أروقة الأ حزاب �أو أ�م ��راء الطوائف وحتى نواب ال�شعب ،بل هي حقوق �أ�سا�سي ��ة ل ��كل املواطنني ،م ��ن دون منّة م ��ن �أحد ،يف مقابل ت�أديتهم لواجباتهم الوطنية.