Laser

  • May 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Laser as PDF for free.

More details

  • Words: 6,106
  • Pages: 16
‫الليزر‬ ‫الدكتور منصور العبادي \ جامعة العلوم والتكنولوجيا الردنية‬ ‫‪ 9-1‬مقدمة‬ ‫الليزر هو مصدر لتوليد الضوء المرئي وغير المرئي‬ ‫والذي يتميز بمواصفات مميزة ل توجد في الضوء‬ ‫الذي تصدره بقية مصادر الضوء الطبيعية‬ ‫والصناعية‪ .‬وكلمة ليزر (‪ )Laser‬هي اختصار‬

‫للحرف الولى لكلمات الجملة النجليزية‪Light( :‬‬ ‫‪Amplification by Stimulated Emission‬‬ ‫‪ )of Radiation‬والتي تعني (تضخيم الضوء‬

‫بالنبعاث المستحث للشعاع)‪ .‬يقوم الليزر بتوليد نوع‬

‫مميز من الضوء يختلف في خصائصه عن الضوء‬ ‫الطبيعي الصادر عن الشمس والنجوم والضوء الصطناعي الصادر عن مختلف أنواع المصابيح الكهربائية‪.‬‬ ‫ويتميز ضوء الليزر بعدة خصائص أهمها أن كامل الطاقة الضوئية تتركز في شعاع له مقطع عرضي متناهي‬ ‫في الصغر قد ل يتجاوز في بعض أنواعه عدة ميكرومترات مربعة ولهذا فإنه يسير لمسافات طويلة محتفظا‬ ‫بطاقته ضمن هذا الشعاع الدقيق‪ .‬وبما أن جميع الطاقة الضوئية التي يولدها الليزر تتركز ضمن هذا المقطع‬ ‫الصغير للشعاع فإنه بالمكان الحصول على شدة إضاءة قد تزيد بمليين المرات عن شدة الضوء الصادر‬ ‫عن الشمس أو المصابيح الكهربائية‪ .‬أما الخاصية الثانية فهي أن ضوء الليزر يتكون من حزمة ضيقة جدا‬ ‫من الترددات بعكس أنواع الضوء الخرى التي تتكون من طيف واسع من الترددات ولذا فهي تبدو للعين‬ ‫كضوء أبيض يحتوي على جميع ألوان الطيف المرئي بينما يبدو ضوء الليزر للعين بلون واحد عالي النقاء‬ ‫كاللون الحمر والخضر والزرق‪.‬‬ ‫ويعتبر اختراع الليزر من أكثر الختراعات إثارة في هذا العصر حيث لم يكن يخطر على بال أحد أن هذا‬ ‫المصدر الضوئي البسيط سيفتح أبوابا ل حصر لها من التطبيقات ذات الهمية البالغة في حياة البشر‪ .‬فلقد‬ ‫تساءل العلماء فيما بينهم بعد تصنيع أول ليزر في عام ‪1960‬م عن ما ستكون التطبيقات لهذا الجهاز العجيب‬ ‫حيث أن الدافع وراء البحاث المكثفة التي أدت لختراع الليزر كان لشباع فضول العلماء ليس إل وذلك على‬ ‫العكس من كثير من الختراعات والتي كانت الحاجة وراء اختراعها‪ .‬ولكن وبعد مضي سنوات معدودة‬ ‫تلقف العلماء في مختلف التخصصات هذا الختراع العجيب واستخدموه في تطبيقات ل حصر لها وقد أحدث‬ ‫ثورة في حياة البشر ل تقل عن الثورة التي أحدثها الصمام اللكتروني والترانزستور‪ .‬فعلى سبيل المثال فقد‬ ‫أدرك مهندسو التصالت الكهربائية أهمية هذا الختراع العظيم بعد أن تبين لهم أن ضوء الليزر يمكن أن‬ ‫يستخدم بديل عن الموجات الراديوية كحامل للمعلومات وذلك لقدرته على حمل كمية معلومات تفوق بآلف‬ ‫المرات قدرة أعلى الحاملت الراديوية وذلك بسبب ارتفاع ترددات ضوء الليزر‪ .‬وأما مهندسو الميكانيك فقد‬ ‫بدأت الحلم تراودهم بعد أن تبين لهم شدة تركيز ضوء الليزر في استخدامه لقطع وقص اللواح المعدنية‬ ‫وغير المعدنية بدقة متناهية وبالشكل الذي يريدونه لتلبي حاجة مختلف الصناعات وكذلك استخدامه في‬ ‫‪1‬‬

‫عمليات لحام المعادن‪ .‬أما المهندسون المدنيون فقد وجدوا في شعاع الليزر المرئي الذي يسير لمسافات طويلة‬ ‫على شكل خيط دقيق ضالتهم المنشودة في أعمال المساحة والنشاءات بمختلف أنواعها وذلك لضبط استقامتها‬ ‫وقياس البعاد‪ .‬أما الطباء فقد كان لهم نصيب وافر من هذا الختراع فقد استخدموه كمشرط عالي الدقة ل‬ ‫يترك نزفا وراءه وقد يصل لماكن في جسم النسان ل يمكن أن تصل إليه مشارطهم المعدنية إل بعد حدوث‬ ‫ضرر كبير‪ .‬واستخدموه في تصحيح البصر وإزالة الورام وتفتيت الحصى وحفر السنان وإزالة البثور‬ ‫والحبوب والتجاعيد والدمامل وغيرها من أمراض وعيوب الجلد‪.‬‬

‫‪ 9-2‬تاريخ تطور الليزر‬ ‫لقد تمكن الفيزيائي الفذ ألبرت أينشتاين (‪Albert‬‬ ‫‪ )Einstein‬في عام ‪1917‬م من وضع السس‬ ‫النظرية التي يقوم عليها عمل الليزر وذلك في‬ ‫أبحاثه حول الظاهرة الكهروضوئية (‬

‫‪ .)photoelectric‬وفي هذه الظاهرة لحظ العلماء‬ ‫أنه عند تسليط إشعاع كهرومغناطيسي ضوئي على‬ ‫سطح معدني فإن اللكترونات تنبعث من هذا السطح‬ ‫فقط إذا تجاوز تردد الضوء قيمة حدية معينة أما إذا‬ ‫كان تردد الضوء أقل من ذلك فإن اللكترونات ل‬ ‫تنبعث أبدا مهما بلغت شدة الضوء المسلط‪ .‬وبقيت هذه الظاهرة لغزا يحير العلماء إلى أن تمكن أينشتاين في‬ ‫عام ‪1905‬م من حل هذا اللغز بعد أن اثبت أن الضوء ذي طبيعة موجية وجسيمية وذلك على العكس من‬ ‫العتقاد السائد حينئذ وهو أن الضوء ذي طبيعة‬ ‫موجية فقط‪ .‬وقد أثبت أينشتاين أن الضوء وكذلك بقية‬ ‫أنواع الشعاعات الكهرومغناطيسية ليست سيل متصل‬ ‫من الطاقة بل تتكون من وحدات صغيرة يحمل كل‬ ‫منها كمية محددة من الطاقة أطلق عليها اسم الفوتونات‬ ‫(‪ .)photons‬وتتناسب كمية الطاقة التي يحملها‬ ‫الفوتون الواحد من الضوء طرديا مع تردد الضوء أما‬ ‫ثابت التناسب فهو رقم فيزيائي ثابت ل يتغير أبدا على‬ ‫كامل مدى الطيف الكهرومغناطيسي وقد أطلق عليه‬ ‫اسم ثابت بلنك (‪ )Planck's constant‬نسبة إلى‬ ‫الفيزيائي اللماني الشهير ماكس بلنك (‪Max‬‬

‫‪ )Planck‬الذي وضع أسس نظرية الكم (‪ .)quantum theory‬ولقد ساعد هذا الكتشاف إلى جانب تفسيره‬

‫لهذه الظاهرة على وضع نماذج صحيحة لتركيب الذرة وتبين أنها تتكون من إلكترونات تدور في مدارات‬ ‫محددة حول النواة وأن اللكترونات ل تنتقل من مدار منخفض الطاقة إلى آخر بطاقة أعلى إل من خلل‬ ‫تسليط إشعاعات كهرومغناطيسية عليها وبحيث تكون طاقة فوتون الشعاع أعلى من فرق الطاقة بين‬

‫المدارين‪ .‬أما عند هبوط إلكترون من مدار عالي الطاقة إلى مدار منخفض الطاقة فإن فرق الطاقة ينبعث على‬ ‫‪2‬‬

‫شكل إشعاع بحيث تكون طاقة الفوتون مساوية تماما لفرق الطاقة بين المدارين‪ .‬ولقد قام أينشتاين بدراسة‬ ‫التفاعلت بين الشعاعات الكهرومغناطيسية وذرات المادة وتمكن من وضع المعادلت التي تحكم هذه‬ ‫التفاعلت والتي سميت فيما بعد باسمه وقد تنبأ من خلل هذه المعادلت بوجود ما يسمى بظاهرة الشعاع‬ ‫المستحث (‪ )Stimulated Emission‬والتي يقوم عليها عمل الليزر‪ .‬ولقد حاول العلماء جاهدين للحصول‬ ‫على الشعاع المستحث إل أن جهودهم باءت بالفشل ووصل اليأس ببعضهم إلي إنكار وجود مثل هذه الظاهرة‬ ‫الضوئية‪ .‬وفي عام ‪1947‬م تمكن الفيزيائي المريكي وليس لمب (‪ )Willis Lamb‬عمليا من إثبات وجود‬ ‫ظاهرة الشعاع المستحث‪ .‬وفي عام ‪1954‬م تمكن الفيزيائي المريكي تشارلز تاون (‪Charles H.‬‬ ‫‪ )Townes‬من الحصول على إشعاع مستحث في نطاق المواج الدقيقة (‪ ) microwave‬وأطلق اسم الميزر‬ ‫(‪ )Maser‬على هذا الجهاز وهو مختصر للجملة النكليزية (‪Microwave Amplification by‬‬

‫‪ .)Stimulated Emission of Radiation‬وبهذا النجاز تجددت آمال العلماء للحصول على إشعاع‬ ‫مستحث في النطاق الضوئي المرئي أو غير المرئي ومن ثم تصنيع الليزر‪ .‬وفي عام ‪1955‬م اقترح‬ ‫الفيزيائيان الروسيان بروكوروف وباسوف (‪ )Prokhorov and Basov‬استخدام الضخ الضوئي (‬

‫‪ )optical pumping‬للحصول على ما يسمى التوزيع المقلوب لللكترونات وهو أحد شروط عمل الليزر‬ ‫كما سنبين ذلك بعد قليل‪ .‬وفي عام ‪1960‬م تمكن الفيزيائي المريكي ثيودور ميمان (‪Theodore‬‬ ‫‪ )Maiman‬من تصنيع أول ليزر في نطاق الضوء المرئي وهو يتكون من قضيب اسطواني من الياقوت‬ ‫النقي تم صقل جانبيه بدقة متناهية وقد تم لف قضيب الياقوت بمصباح كهربائي مكون من أنبوب زجاجي‬ ‫مملوء بغاز الزنون‪ .‬وعند تشغيل المصباح الكهربائي عمل الضوء الصادر عنه على إثارة ذرات الكروميوم‬ ‫الموجودة في الياقوت فقامت بإشعاع ضوء أحمر صافي خرج على شكل نبضات من أحد جانبي قضيب‬ ‫الياقوت‪ .‬وفي عام ‪1960‬م تمكن الفيزيائي اليراني علي جافان (‪ )Ali Javan‬والمريكي وليم بنت (‬ ‫‪ )William Bennett‬من تصنيع ليزر باستخدام غازي الهيليوم والنيون وكان يعطي إشعاعا مستمرا وليس‬

‫نبضيا كما هو الحال في ليزر الياقوت‪ .‬وفي عام ‪1962‬م تمكن المهندس المريكي روبرت هول (‪Robert‬‬ ‫‪ )Hall‬من تصنيع ليزر أشباه الموصلت (‪ )Semiconductor laser‬الذي يتميز بصغر حجمه‪ .‬وفي عام‬ ‫‪1964‬م تم تصنيع ليزر ثاني أكسيد الكربون والذي يتميز بقدرة إشعاعه العالية‪.‬‬

‫‪ 9-3‬مبدأ عمل الليزر‬ ‫قام أينشتاين في عام ‪1917‬م بدراسة تفاعل المواج الكهرومغناطيسية أو ما يسمى اختصارا بالشعاع (‬ ‫‪ )Radiation‬مع ذرات المادة ووجد أن هناك ثلثة أنواع من التفاعلت وهي أول المتصاص(‬

‫‪ )Absorption‬وفيها تقوم ذرات المادة بامتصاص فوتونات الشعاع المسلط عليها وتعمل طاقة الشعاع‬

‫الممتص على رفع اللكترونات من مدارات منخفضة الطاقة إلى مدارات عالية الطاقة وتصبح الذرات في‬ ‫حالة الثارة (‪ .)excited state‬ول يتم امتصاص الفوتونات من قبل المادة إل إذا كانت طاقتها تزيد عن‬

‫فرق الطاقة بين مدارات اللكترونات لذرات تلك المادة ولذا تكون المواد شفافة لجميع الشعاعات التي تقل‬

‫تردداتها عن قيم محددة تتحدد من التركيب الذري لتلك المواد كما هو الحال مع الزجاج‪ .‬أما التفاعل الثاني‬ ‫فهو النبعاث التلقائي (‪ )Spontaneous Emission‬وفيها تقوم الذرات المثارة بإشعاع موجات‬ ‫كهرومغناطيسية نتيجة نزول اللكترونات من المدارات عالية الطاقة إلى المدارات منخفضة الطاقة‪ .‬إن‬

‫‪3‬‬

‫الشعاع التلقائي الصادر عن المادة المثارة يسمى إشعاعا غير مترابط (‪ )Noncoherent radiation‬وذلك‬

‫لن اللكترونات تنزل من تلقاء نفسها وبطريقة عشوائية بين مدارات الذرة المختلفة ولذلك فإن هذا الشعاع‬ ‫يحتوي على عدد كبير جدا من الترددات وتعتمد مصادر الضوء العادية على ظاهرة النبعاث التلقائي في‬

‫عملها‪ .‬أما التفاعل الثالث فهو النبعاث المستحث (‪ )Stimulated Emission‬وفيها تقوم الذرات المثارة‬ ‫بإشعاع موجات كهرومغناطيسية‬ ‫نتيجة نزول اللكترونات من‬ ‫المدارات عالية الطاقة إلى المدارات‬ ‫منخفضة الطاقة ولكن ليس بطريقة‬ ‫تلقائية وعشوائية كما في النبعاث‬ ‫التلقائي بل نتيجة لحثها بإشعاع له‬ ‫تردد محدد‪ .‬إن الشعاع المستحث‬ ‫الصادر عن المادة المثارة يسمى‬ ‫إشعاع مترابط (‪ )Coherent‬وذلك‬ ‫لن الموجات الكهرومغناطيسية‬ ‫الناتجة عن نزول اللكترونات لها تردد (‪ )Frequency‬وطور (‪ )Phase‬يساويان تماما تردد وطور‬ ‫المواج التي قامت بحث اللكترونات على الشعاع ولذلك فإن هذا الشعاع له تردد واحد من الناحية النظرية‪.‬‬ ‫ويمكن حساب تردد الشعاع المنبعث من المادة من خلل تقسيم فرق الطاقة بين المدارين الذي انتقل بينهما‬ ‫اللكترون بثابت بلنك‪ .‬إن المبدأ الرئيسي الذي يقوم عليه عمل الليزر هو ظاهرة النبعاث المستحث التي‬ ‫شرحناها آنفا وهناك شروط ثلثة تلزم لكي يولد الليزر ضوءا مترابطا من خلل هذه الظاهرة‪ .‬أما الشرط‬ ‫الول فهو توفر ما يسمى بالتوزيع المقلوب (‪ )Population inversion‬لللكترونات في ذرات المادة التي‬

‫ستولد الضوء والذي يعني أن عدد اللكترونات في الحالة المثارة يجب أن يكون أعلى منها في الحالة غير‬ ‫المثارة‪ .‬وهذا الشرط ل يتحقق إل في مواد معينة تسمى‬ ‫الوسط الفعال (‪ )active medium‬التي يكون عدد‬ ‫المدارات في نطاق توصيلها (‪)conduction band‬‬ ‫ثلثة أو أكثر وبحيث يوجد مدار شبه مستقر (‬

‫‪ )metastable‬بين المدار منخفض الطاقة والمدار عالي‬ ‫الطاقة‪ .‬أما الشرط الثاني فهو توفر مصدر يقوم بضخ‬ ‫اللكترونات (‪ )Pumping‬من المدارات منخفضة الطاقة (غير المثارة) إلى المدارات عالية الطاقة (المثارة)‬

‫وذلك للحصول على التوزيع المقلوب لللكترونات‪ .‬أما الشرط الثالث فهو وجود نظام تغذية راجعة موجبة (‬ ‫‪ )Positive feedback‬لكي يعمل الليزر كمذبذب (‪ )Oscillator‬يقوم بتوليد تردد الضوء المطلوب وغالبا‬ ‫ما يتم استخدام المرايا (‪ )Mirrors‬للحصول على هذه التغذية الراجعة‪ .‬وعلى هذا فإن الليزر يعمل من‬ ‫خلل ضخ اللكترونات باستخدام مصدر ضخ خارجي كالضوء أو التيار الكهربائي من المدار الدنى إلى‬ ‫المدار العلى ومن ثم تهبط اللكترونات المثارة من خلل النبعاث التلقائي من المدار العلى إلى المدار شبه‬ ‫المستقر (‪ )metastable state‬والذي يقع بين المدارين الدنى والعلى حيث تبدأ اللكترونات بالتراكم في‬

‫هذا المدار لتنتج التوزيع المقلوب المنشود‪ .‬وإذا ما مر فوتون ضوئي بتردد محدد على المادة وهي في وضع‬ ‫‪4‬‬

‫التوزيع المقلوب فإنه سيحث بعض اللكترونات الموجودة في المدار شبه المستقر للنزول إلى المدار الدنى‬ ‫منتجة عددا من الفوتونات الضوئية لها نفس تردد وطور واتجاه الفوتون الذي قام بحثها أي أن الضوء المتولد‬ ‫سيكون له تردد واحد أي أنه أحادي اللون وذلك من الناحية النظرية‪ .‬وتستخدم المرايا لعكس بعض الفوتونات‬ ‫المتولدة لتمر من خلل ذرات المادة الفعالة لتوليد مزيدا من الفوتونات التي لها نفس الخصائص‪ .‬وعادة ما‬ ‫تكون أحد المرايا ذات معامل انعكاس يقرب من الواحد وذلك لتعكس جميع الضوء الساقط عليها بينما يكون‬ ‫معامل انعكاس المرآة الثانية أقل من واحد وذلك لتسمح لجزء من الضوء المتولد للخروج منها لستخدامه في‬ ‫التطبيقات المختلفة‪ .‬وبما أن الفوتونات المستحثة لها نفس تردد الفوتونات التي قامت بحثها وتسير بنفس اتجاه‬ ‫سيرها فإن ضوء الليزر الناتج سيكون أحادي اللون تقريبا ويسير باتجاه واحد وذلك على العكس من طبيعة‬ ‫ضوء المصادر الخرى‪ .‬ويخرج الضوء المتولد من الليزر في العادة إما على شكل نبضات (‪pulsed‬‬ ‫‪ )laser‬أو على شكل موجة مستمرة (‪ )continuous wave laser‬والذي يتحدد من التركيب الذري للمادة‬ ‫الفعالة ونوع وكمية الضخ المستخدم وكذلك طريقة تركيب الليزر‪.‬‬

‫خصائص ضوء الليزر‬ ‫يتميز ضوء الليزر على بقية أنواع الضوء الصادر‬ ‫عن المصادر الطبيعية كالشمس والمصابيح التقليدية‬ ‫والصناعية كالمصابيح الكهربائية بعدة خصائص‬ ‫مهمة تؤهله لستخدامه في كثير من التطبيقات‪ .‬ومن‬ ‫أهم هذه الخصائص ما يسمى بالتجاهية (‬ ‫‪ )Directionality‬وهي أن شعاع الليزر له زاوية‬ ‫انفراج (‪ )divergence angle‬غاية في الصغر‬ ‫بحيث يمكنه أن يسير لمسافات طويلة دون أن تتشتت‬ ‫طاقته‪ .‬فعلى سبيل المثال فإن زاوية انفراج شعاع ليزر نيون‪-‬هيليوم تبلغ جزئين من عشرة آلف جزء من‬ ‫الدرجة وهذا يعني أنه إذا ما تم إرسال شعاع هذا الليزر من الرض إلى القمر فسيكون قطره على القمر‬ ‫بحدود كيلومتر ونصف علما بأن المسافة بين الرض والقمر تبلغ ‪ 384‬ألف كيلومتر‪ .‬إن قطر شعاع هذا‬ ‫الليزر يبلغ ملليمترين عند خروجه من الليزر بينما سيكون قطره خمسة ملليمترات فقط بعد أن يسير ألف‬ ‫كيلومتر‪ .‬وتتحدد زاوية انفراج شعاع الليزر من عدة عوامل أهمها عرض الشعاع عند خروجه من المصدر‬ ‫وطول موجة الشعاع حيث تتناسب عكسيا مع عرض الشعاع البتدائي وطرديا مع طول الموجة أي أن‬ ‫الزاوية تقل مع زيادة عرض الشعاع ونقصان طول الموجة‪ .‬وتستغل خاصية التجاهية في تطبيقات كثيرة‬ ‫كقياس المسافات البعيدة والقصيرة على السواء والتأشير على الهداف بدقة متناهية كما في أنظمة المساحة‬ ‫ورسم الخطوط المستقيمة في أعمال النشاءات المختلفة‪ .‬أما الخاصية الثانية فهي علو شدة ضوء الليزر (‬ ‫‪ )high intensity light‬وذلك بسبب أن شعاع الليزر له مقطع عرضي صغير جدا قد ل يتجاوز في بعض‬ ‫أنواعه عدة ميكرومترات مربعة وبما أن جميع الطاقة الضوئية الصادرة عن الليزر رغم قلتها تتركز ضمن‬ ‫هذا المقطع الصغير فإنه بالمكان الحصول على شدة إضاءة قد تزيد بمليين المرات عن شدة الضوء الصادر‬ ‫عن الشمس أو المصابيح الكهربائية ولهذا فيمكن لشعاع الليزر أن يسير لمسافات كبيرة جدا دون أن يخبو‬ ‫ضوءه‪ .‬ولتوضيح ذلك فإن ليزر بقدرة واحد واط وبمقطع عرضي مساحته ألف ميكرومتر مربع يعطي ضوء‬

‫‪5‬‬

‫شدته بليون واط لكل متر مربع أي يزيد بمليون مرة عن شدة ضوء الشمس على سطح الرض‪ .‬وتستغل هذه‬ ‫الخاصية للضوء في حفر وقطع ولحام المواد بدقة كبيرة وفي إجراء العمليات الجراحية ومعالجة كثير من‬ ‫أمراض العيون والجلد‪ .‬أما الخاصية الثالثة فهي أحادية اللون (‪ )Monochromaticity‬حيث أن ضوء‬ ‫الليزر يتكون من حزمة ضيقة جدا من الترددات الضوئية بعكس أنواع الضوء الخرى التي تتكون من طيف‬ ‫واسع جدا من الترددات ولذا فإنها تبدو للعين كضوء أبيض يحتوي على جميع ألوان الطيف المرئي بينما يبدو‬ ‫ضوء الليزر بلون واحد فقط عالي النقاء‪ .‬وتستغل هذه الخاصية في استخدام ضوء الليزر كحامل للمعلومات‬ ‫بدل من الحاملت الراديوية خاصة في أنظمة اتصالت اللياف الضوئية التي تتطلب وجود مصادر ضوئية‬ ‫أحادية اللون أي أن عرض نطاق ترددات ضوءها غاية‬ ‫في الصغر‪ .‬أما الخاصية الرابعة فهي الترابط (‬ ‫‪ )Coherence‬وهي أن الترددات التي يتكون منها شعاع‬ ‫الليزر لها نفس الطور (‪ )phase‬وكذلك نفس الستقطاب‬ ‫(‪ )polarization‬وتستغل هذه الخاصية للحصول على‬ ‫أشكال تداخلية (‪ )interference patterns‬ل يمكن‬ ‫الحصول عليها من خلل استخدام أنواع الضوء الخرى‪.‬‬ ‫ويستخدم التداخل الضوئي (‪ )Interferometry‬في‬ ‫أشعة الليزر في تطبيقات ل حصر لها كما في قياس‬ ‫المسافات والسرعات ودراسة تركيب المواد والتصوير‬ ‫ثلثي البعاد‪ .‬أما الخاصية الخامسة فهي أنه يمكن التحكم بجهاز الليزر بحيث يتم إطلق ضوءه على شكل‬ ‫نبضات بمعدلت محددة ويمكن كذلك التحكم بعرض النبضة ليصل في بعض التطبيقات إلى عدة أجزاء من‬ ‫مليون بليون جزء من الثانية‪ .‬ومن خلل تقليل عرض النبضة الضوئية فإنه يمكن الحصول على شدة ضوء‬ ‫غاية في العلو قد تصل إلى آلف الميجاواطات ولكن لفترات زمنية قصيرة جدا وذلك مهما كانت كمية الطاقة‬ ‫التي تحملها النبضة‪ .‬وتستخدم هذه الخاصية في تطبيقات ل حصر لها كإذابة أو تبخير المعادن أو قطع ولحام‬ ‫مختلف أنواع المواد أو إجراء العمليات الجراحية أو تسريع التفاعلت الكيميائية وحتى النووية‪ .‬إن أهم عيوب‬ ‫الليزر هو تدني كفاءة تحويل الطاقة فيه حيث تتراوح بين واحد بالمائة وعشرين بالمائة لمعظم أنواعه وهذا‬ ‫يعني أنه يلزم للحصول على واط واحد من ضوء ليزر كفاءته واحد بالمائة تزويده بمائة واط من الطاقة حيث‬ ‫تضيع التسعة وتسعون واط المتبقية كحرارة في داخل جسم الليزر وهذا يتطلب أنظمة تبريد معقدة خاصة في‬ ‫النواع التي تنتج قدرات عالية قد تصل لعدة كيلواطات كليزر ثاني أكسيد الكربون‪.‬‬

‫‪ 9-4‬أنواع الليزر‬ ‫يتحدد نوع الليزر ومواصفات الضوء الصادر عنه من نوع المادة الفعالة ونوع مصدر الضخ وكذلك طريقة‬ ‫التغذية الخلفية المستخدمة فيه‪ .‬وتنقسم أنواع الليزر من حيث طبيعة المادة الفعالة إلى أنواع كثيرة أهمها‬ ‫ليزارات الحالة الصلبة والليزرات الغازية والليزرات شبه الموصلة وليزرات الصباغ والليزرات الكيميائية‬ ‫وليزرات بخار المعادن‪ .‬أما طريقة الضخ فقد تكون باستخدام الضوء المرئي أو غير المرئي أو المواج‬ ‫الكهرومغناطيسية الراديوية أو بتمرير أو تفريغ التيار الكهربائي أو من خلل التفاعلت الكيميائية‪ .‬أما طريقة‬

‫‪6‬‬

‫التغذية الخلفية فتعتمد على نوع المادة الفعالة فقد تتم من خلل صقل الوجه إذا كانت في الحالة الصلبة أو‬ ‫باستخدام المرايا إذا كانت في الحالة السائلة أو الغازية وتعتمد كذلك على شكل المرايا فيما إذا كانت مسطحة‬ ‫أو مقعرة ودرجة إنعكاسيتها (‪ .)reflectivity‬وفي كل نوع من هذه النواع الرئيسية يوجد أنواع فرعية‬ ‫تتمايز بخصائص مختلفة مثل طول موجة الضوء وشدة الضوء المنبعث ومساحة مقطع الشعاع وزاوية‬ ‫انفراج الشعاع وفيما إذا كان الضوء المنبعث متواصل (‪ )continuous‬أو نبضيا (‪ )pulsed‬وإمكانية التحكم‬

‫بمعدل وعرض النبضات وكذلك حجم ووزن جهاز الليزر و قيمة الجهد والتيار اللزمين لتشغيله وكفاءة‬ ‫التحويل وعمر التشغيل الفتراضي‪ .‬ويتوفر في السواق الن ليزرات بأطوال موجة تبدأ بمائة نانومتر‬

‫وتنتهي عند ألف ميكرومتر أي أنها تغطي كامل طيف الشعة فوق البنفسجية وكامل طيف الضوء المرئي‬ ‫(من ‪ 400‬إلى ‪ 760‬نانومتر) وكامل طيف الشعة تحت الحمراء‪ .‬ولكن معظم أنواع الليزرات تعطي ضوءا‬ ‫في المنطقة المرئية والمنطقة تحت الحمراء القريبة(‪ )near IR‬والمتوسطة(‪ ) medium IR‬وجزء من‬ ‫المنطقة فوق البنفسجية‪ .‬أما كمية الطاقة التي تولدها الليزرات فتتراوح من أجزاء المللي واط وتصل لعدة‬ ‫عشرات كيلواط إذا كان الضوء متصل أما‬ ‫إذا كان على شكل نبضات فقد تصل القدرة‬ ‫القصوى للف بليون واط ولكم لفترات زمنية‬ ‫بالغة القصر تقاس بأقل من البيكوثانية‪.‬‬

‫ليزرات الحالة الصلبة (‪Solid-State‬‬ ‫‪)Lasers‬‬ ‫تتكون ليزرات الحالة الصلبة من جسم زجاجي أو بلوري أو حتى خزفي يتم تطعيمه بذرات مادة فعالة‬ ‫تنطبق عليها شروط النبعاث المستحث‪ .‬وعادة ما يكون الليزر على شكل قضيب أسطواني يتم صقل وجهيه‬ ‫ليعمل كمرايا عاكسة لتحقق شرط التغذية الخلفية‪ .‬أما نظام الضخ فيها فهو في الغالب الضوء الصادر من‬ ‫مصابيح غازية كهربائية يتم ملؤها بغاز مناسب لتعطى تردد ضوء الضخ المطلوب ويتم لف أنبوب المصباح‬ ‫على جسم قضيب الليزر بشكل حلزوني‪ .‬وفي النواع الحديثة بدأ باستخدام ثنائيات الليزر (‪)laser diodes‬‬ ‫في عملية الضخ بدل من المصابيح الغازية وذلك لصغر حجمها وانخفاض أثمانها حيث يتم تسليط ضوء‬ ‫ثنائي الليزر مباشرة على قضيب ليزر الحالة الصلبة‪ .‬لقد كان ليزر الحالة الصلبة أول النواع ظهورا بعد‬ ‫أن تمكن الفيزيائي المريكي ثيودور ميمان (‪ )Theodore Maiman‬في عام ‪1960‬م من تصنيع ليزر‬ ‫الياقوت (‪ )Ruby laser‬والذي يتكون من قضيب اسطواني من الياقوت النقي (‪ )CrAlO3‬الذي يحتوى على‬ ‫ذرات الكروميوم الفعالة بشكل طبيعي وقد تم استخدام مصباح غاز الزنون في عملية الضخ ويولد ضوء‬ ‫بطول موجة ‪ 694‬نانومتر أي ضوء أحمر نقي‪ .‬يوجد الن عشرات النواع من ليزرات الحالة الصلبة‬ ‫ويستخدم في معظم هذه النواع أجسام بلورية اصطناعية كمثل حجر الياق (‪Yttrium Aluminium‬‬ ‫‪ )Garnet)YAG(Y3Al5O12‬وهو حجر كريم اصطناعي يعطي ألوان مختلفة عند تطعيمه بالعناصر‬ ‫المختلفة‪ .‬وعند استخدامه في الليزر يتم تطعيمه بعناصر فعالة تكون في الغالب من العناصر الرضية النادرة‬ ‫(‪ )rare earth elements‬لتعطي طيفا واسعا من الترددات فليزر الياق المطعم بالربيوم (‪Er:YAG‬‬

‫‪ )laser‬يعطي ضوء بطول موجة ‪ 2940‬نانومتر أي المنطقة تحت الحمراء البعيدة وبسبب طول موجته فإنه‬ ‫‪7‬‬

‫يستخدم في التطبيقات الطبية ويتميز‬ ‫بأن عملية الضخ تتم عند نطاق واسع‬ ‫من الترددات تمتد من ‪ 600‬إلى ‪800‬‬ ‫نانومتر‪ .‬أما ليزر الياق المطعم‬ ‫بالنيوديميوم (‪)Nd:YAG laser‬‬

‫فيعطي ضوء بطول موجة ‪ 1064‬نانومتر أي في المنطقة تحت الحمراء القريبة ومن ميزاته أنه يولد قدرات‬

‫عالية قد تصل لعدة كيلواطات مما يناسب الغراض الصناعية‪ .‬ولكن من سيئاته أنه يحتاج لمصدر ضخ‬ ‫بطول موجة محدد وهو ‪ 807‬نانومتر وبعرض نطاق ل يتجاوز واحد نانومتر ولكن عند إضافة الكروم إليه‬ ‫فإن نطاق الضخ يتسع بشكل كبير جدا بحيث يمكن استخدام ضوء الشمس القوي في عملية الضخ‪ .‬أما ليزر‬ ‫الياق المطعم باليتربيوم (‪ )Yb:YAG laser‬فيعطي ضوء بطول موجة ‪ 1030‬نانومتر أي في المنطقة‬ ‫تحت الحمراء القريبة ومن ميزاته أنه يولد قدرات عالية ويضخ بطول موجة ‪ 940‬نانومتر وبعرض نطاق‬ ‫‪ 18‬نانومتر‪.‬‬

‫الليزرات الغازية (‪)Gas Lasers‬‬ ‫يتكون الليزر الغازي من أنبوبة مملوءة بغازات معينة تحت ضغط منخفض توضع بين مرآتين عاكستين وتتم‬ ‫عملية الضخ من خلل التفريغ الكهربائي في الغاز وذلك عند تسليط جهد كهربائي عالي بين أقطاب موجودة‬ ‫عند طرفي النبوبة‪ .‬وتتميز الليزرات الغازية برخص أثمانها وبإمكانية تصنيعها بأحجام كبيرة وقدرات عالية‬ ‫وبطول عمر تشغيلي كبير‪ .‬ومن أشهر أنواع الليزرات الغازية ليزر هيليوم_نيون (‪ )HeNe laser‬الذي‬ ‫يشع ضوءا أحمر بطول موجة ‪ 633‬نانومتر وبقدرة تتراوح بين واحد ومائة ملي واط ويتراوح طوله بين‬ ‫خمسة عشر إلى خمسين سنتيميتر ويحتاج إلى ما يقرب من ألف فولت لتفريغ التيار الكهربائي خلل الغاز‪.‬‬ ‫أما ليزر ثاني أكسيد الكربون (‪ ))CO2 laser‬فإنه من أقوى الليزرات ويشع ضوءا متصل غير مرئي في‬ ‫نطاق الشعة تحت الحمراء البعيدة بطول موجة ‪ 9.4‬ميكرومتر وبقدرات تبدأ من عدة مللي واطات وقد‬ ‫تصل لعدة مئات الكيلواطات وبكفاءة قد تصل إلى عشرين بالمائة ولذا فهو يستخدم في قطع ولحام المعادن‬ ‫بسبب قدرته العالية وكذلك يستخدم بسبب طول موجته الكبيرة في معالجة المراض الجلدية وفي الجراحة‪.‬‬ ‫أما ليزر النيتروجين فإنه يشع ضوءا نبضيا غير مرئي في نطاق الشعة فوق البنفسجية بطول موجة ‪337‬‬ ‫نانومتر وبقدرة عند الذروة قد تصل ألف كيلواط‪ .‬أما ليزر الرغون فإنه يشع ضوءا متصل في نطاق‬ ‫الشعة فوق البنفسجية والمرئية وبقدرات ل تتجاوز الواط الواحد‪ .‬وأما ليزر الكسايمر (‪ )Excimer‬والذي‬

‫تتكون مادته من خليط من غازات فعالة كالفلور والكلور مع غازات خاملة كالرغون والزنون بنسب محددة‬ ‫ويشع ضوءا نبضيا غير مرئي في نطاق الشعة فوق البنفسجية وتتراوح طول موجته بين ‪ 126‬و ‪337‬‬

‫نانومتر وذلك حسب نوع خليط الغازات وبسبب قصر طول موجته فإن له شعاع دقيق جدا قد يصل قطره إلى‬ ‫ربع ميكرومتر ولذا فإنه يستخدم في الجراحة وفي تصحيح البصر وفي رسم الدوائر اللكترونية على رقائق‬ ‫أشباه الموصلت‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫الليزرات شبه الموصلة (‬ ‫‪)Semiconductor Lasers‬‬ ‫يتكون الليزر شبه الموصل من بلورة من‬ ‫مادة شبه موصلة يتم تطعيمها بعناصر مانحة‬ ‫وأخرى مستقبلة لتصبح على شكل وصلة‬ ‫موجب_سالب (‪ )PN junction‬أي ثنائي (‬ ‫‪ )diode‬ولذلك يغلب على اسمه ثنائي الليزر (‬ ‫‪ .)laser diode‬ويتم صقل وجهين متعامدين‬ ‫من أوجه البلورة للحصول على التغذية الخلفية‬ ‫وأما عملية الضخ فتتم من خلل تمرير تيار في‬ ‫هذه الوصلة وإذا ما تجاوزت قيمة التيار قيمة‬ ‫حدية (‪ )threshold‬فإن الثنائي يبدأ بتوليد ضوء الليزر‪ .‬ولكي يعمل الليزر يحتاج أن يكون سمك المادة‬

‫الفعالة ضئيل جدا تقاس بالميكرومترات وذلك للحصول على كثافة تيار عالية جدا قد تصل لعشرات اللف‬

‫أمبير للسنتيمتر المربع‪ .‬إن هذا السمك الضئيل للطبقة الفعالة يعطي عرض شعاع دقيق جدا عند خروجه من‬ ‫الليزر مما يزيد من زاوية انفراج الشعاع كما شرحنا سابقا ولهذا يتطلب استخدام عدسات للحصول على‬ ‫شعاع بزاوية انفراج صغيرة‪ .‬ول تستخدم المواد شبه الموصلة الساسية وهي السيليكون والجرمانيوم في‬ ‫هذه الليزرات لعدم تحقيقها لكامل شروط عمل الليزر بل يتم استخدام مواد شبه موصلة مركبة من عناصر‬ ‫العامود الثالث والخامس في الجدول الدوري ويمكن الحصول على مدى واسع من الترددات من خلل اختيار‬ ‫نوع العناصر ونسب خلطها‪ .‬فعلى سبيل المثال فإن ليزر الجاليوم‪ -‬الزرنيخ (‪ )GaAs‬يولد ضوء بطول‬ ‫موجي من ‪ 800‬إلى ‪ 900‬نانومتر وليزر (‪ )AlGaAs‬يولد ضوء تتراوح أطواله الموجية بين ‪ 630‬و ‪900‬‬ ‫نانومتر بينما يولد ليزر (‪ )InGaAsP‬ترددات تتراوح أطوالها الموجية بين ‪ 1000‬و ‪ 2100‬نانومتر‪.‬‬ ‫وتتميز الليزرات شبه الموصلة بصغر حجمها البالغ والتي قد تصل ما دون حجم حبة العدس بل يمكن تصنيع‬ ‫أعداد كبيرة منها على نفس القاعدة وبسهولة عملية الضخ فيها من خلل استخدام التيار الكهربائي إلى جانب‬ ‫إمكانية إنتاجها بكميات كبيرة جدا‪ .‬وبسبب هذه الميزات انتشر استخدامها في التطبيقات التي تحتاج ليزرات‬ ‫صغيرة الحجم ول تستهلك كمية كبيرة من الطاقة كما في أنظمة التصالت الضوئية وفي القراص الضوئية‬ ‫المدمجة وفي الطابعات وفي أجهزة المساحة وقارئات الباركود وفي خطوط النتاج وغيرها الكثير‪ .‬وقد أنتج‬ ‫من الليزرات شبه الموصلة في عام ‪2004‬م فقط ما يقرب من ‪ 750‬مليون ليزر بينما كان مجموع ما أنتج‬ ‫من بقية أنواع الليزر ‪ 150‬مليون ليزر‪.‬‬

‫ليزرات الصباغ (‪)Dye Lasers‬‬ ‫يستخدم ليزر الصباغ بعض المواد العضوية كمادة فعالة وغالبا ما تكون مذابة في محلول سائل ومن هذه‬ ‫المواد العضوية الروداماين (‪ )Rhodamine‬والفلوروسين (‪ )Fluorescein‬والتتراسين (‪)Tetracene‬‬ ‫وغيرها‪ .‬ويتم وضع المحلول في أنبوبة زجاجية من الكوارتز يتم طلي سطحيها المتقابلين بالفضة للحصول‬

‫‪9‬‬

‫على المرايا العاكسة‪ .‬وغالبا ما تتم عملية الضخ باستخدام ضوء أنواع أخرى من الليزرات وخاصة التي تولد‬ ‫الضوء الخضر‪ .‬وتتميز ليزرات الصباغ بإمكانية توليف (‪ )tuning‬للحصول على أطوال أمواج محددة‬

‫وكذلك بإمكانية الحصول على نبضات ضوئية غاية في القصر والتي تلزم في بعض التطبيقات البحثية فعلى‬ ‫سبيل المثال فإن ليزر الرودامين يمكن توليفه من ‪ 570‬إلى ‪ 640‬نانومتر‪.‬‬

‫الليزرات الكيميائية (‪)Chemical Lasers‬‬ ‫يعتمد هذا النوع من الليزرات في عمله على‬ ‫التفاعلت الكيميائية بين بعض العناصر حيث تثار‬ ‫اللكترونات إلى المدارات العليا أثناء عملية التفاعل‬ ‫مما يؤدي إلى حدوث التوزيع المقلوب لللكترونات‬ ‫ومن ثم النبعاث المستحث‪ .‬وتتميز الليزرات‬ ‫الكيميائية كليزر الهيدروجين والفلور وليزر‬ ‫الوكسجين واليود بقدرتها على توليد نبضات ذات‬ ‫قدرات عالية قد تصل إلى الميجاواط ولذلك فإن أكثر‬ ‫استخداماتها في أسلحة الليزر حيث تستخدم نبضات الليزر عالية الطاقة في تدمير الهداف بدل من القذائف‬ ‫التقليدية‪ .‬ولكن العيب في هذا النوع من الليزرات هو في أنها كبيرة الحجم قد تحتل عدة غرف وتحتاج كذلك‬ ‫إلى إمداد مستمر بالمواد الكيميائية لكي تعمل ولذلك فإنه يصعب نقلها إل من خلل تركيبها في السفن أو في‬ ‫الطائرات الكبيرة‪.‬‬ ‫ويوجد أنواع أخرى من الليزرات كليزرات بخار المعادن (‪ )metal-vapor lasers‬والتي تولد ضوء في‬ ‫النطاق المرئي وفوق البنفسجي منها ليزرات هيليوم‪-‬كادميوم وهيليوم‪-‬زئبق وهيليوم‪-‬فضة وغيرها‪ .‬وكذلك‬ ‫ليزرات اللكترون الحر (‪ )free electron lasers‬والقادرة على توليد ضوء موجات ضمن نطاق يمتد من‬ ‫‪ 100‬نانومتر لعدة ملليمترات وتستخدم في التطبيقات الطبية ودراسة مكونات الجو‪ .‬وكذلك ليزرات الليف‬ ‫الزجاجي (‪ )glass fiber lasers‬حيث يتم تطعيم قلب الليف بمواد فعالية كالربيوم وتتم عملية الضخ‬

‫باستخدام ضوء ليزر آخر ومن أشهر أنواعها مضخم الليف المطعم بالربيوم (‪Erbium Doped Fiber‬‬

‫‪ )Amplifier‬وليزر رامان (‪ )Raman laser‬والتي تولد أطوال أمواج تمتد من ‪ 1000‬إلى ‪ 2000‬نانومتر‬ ‫وعادة ما يتم استخدامها كمضخمات للشارات الضوئية في أنظمة التصالت الضوئية‪.‬‬

‫‪ 9-5‬استخدامات الليزر‬ ‫يستخدم الليزر بسبب خصائص ضوئه المميزة في تطبيقات ل حصر لها بدأت منذ اختراعه في عام ‪1960‬م‪.‬‬ ‫وعادة ما يعتمد التطبيق على خاصية واحدة أو أكثر من خصائص ضوء الليزر التي شرحناها سابقا ولذلك‬ ‫نجد أن لكل تطبيق يوجد أنواع معينة من الليزرات التي تناسبه‪ .‬فبعض التطبيقات تحتاج لطوال موجات‬ ‫محددة حيث ل يمكنها العمل على أطوال الموجات الخرى كما في جراحة العيون وبعضها يحتاج لقدرات‬ ‫ضمن مدى محدد قد تكون منخفضة أو عالية وبعضها يحتاج لعرض شعاع دقيق وأخرى عريض وهكذا لبقية‬ ‫‪10‬‬

‫المواصفات‪ .‬فأنظمة التصالت على سبيل المثال تحتاج لليزرات صغيرة الحجم قليلة القدرة وبعرض نطاق‬ ‫ضيق جدا بينما يحتاج قطع المعادن وتشكيلها ليزرات عالية القدرة قد تصل لعشرات الكيلواطات ول يضير‬ ‫كبر حجمها ول عرض نطاقها وهكذا لبقية التطبيقات‪ .‬ومن الصعب جدا حصر استخدامات الليزر لكثرتها‬ ‫وسنبين فيما يلي بعض التطبيقات الرئيسية لليزرات‪.‬‬

‫التطبيقات الصناعية‬ ‫يقوم الليزر بمهام ل حصر لها في قطاع الصناعة حيث‬ ‫يستخدم شعاع الليزر عالي التركيز في قص وقطع اللواح‬ ‫المعدنية والخشبية والبلستيكية والمطاطية والزجاجية‬ ‫والخزفية وكذلك الورق والقماش بدقة متناهية وبالشكال‬ ‫المطلوبة وذلك تحت سيطرة الحواسيب والمتحكمات الدقيقة‪.‬‬ ‫وعادة ما يستخدم ليزر ثاني أكسيد الكربون وليزر الياق –‬ ‫نيوديميم (‪ )Nd:YAG‬في مثل هذه التطبيقات حيث يمكن‬ ‫للنوع الول توليد قدرات ضوئية قد تصل لعدة كيلواطات‬ ‫ولكن بشعاع قد يصل قطره لعدة سنتيمترات ولذلك يلزم‬ ‫استخدام العدسات لتركيز هذا الشعاع ليكون قطره بعدة ميكرومترات‪ .‬فعلى سبيل المثال يمكن لليزر ثاني‬ ‫أكسيد الكربون بقدرة ألف واط أن يقطع لوح حديد بسمك ‪ 25‬مليمتر بعد تركيز شعاعه باستخدام العدسات‪.‬‬ ‫ويستخدم الليزر في عملية لحام مختلف أنواع المعادن دون أن يترك آثار اللحام التي تتركها معدات اللحام‬ ‫التقليدية‪ .‬ويستخدم كذلك لعمل الثقوب بمختلف المقاسات في مختلف أنواع المعادن مهما بلغت صلبتها وكذلك‬ ‫ثقب الماس الذي ل يمكن لي مثقب معدني أن يثقبه‪ .‬ويمكن عمل ثقوب بالغة الصغر باستخدام ليزر الياق –‬ ‫نيوديميم (‪ )Nd:YAG‬بحيث يصل قطرها إلى عدة ميكرومترات وهذا ما ل يمكن إنجازه بأي أداة غير‬ ‫الليزر‪ .‬ويستخدم الليزر في صهر وتبخير المعادن في مواضع محددة دون التأثير على المناطق المجاورة‬ ‫وكذلك تشكيل وصنفرة القطع المستخدمة في مختلف أنواع اللت والجهزة والمعدات‪ .‬ويستخدم كذلك في‬ ‫الحفر والكتابة على أسطح مختلف أنواع المواد المعدنية والزجاجية والخزفية وبخطوط متناهية في الصغر‪.‬‬ ‫ويستخدم بكثرة في صناعة اللكترونيات حيث يقوم برسم خطوط الدوائر اللكترونية على رقائق الدوائر‬ ‫المتكاملة والتي قد يصل عرضها إلى أجزاء من الميكرومتر وكذلك الرسم على اللواح المطبوعة وفي‬ ‫تشكيل العناصر اللكترونية كالمقاومات والمكثفات والمحاثات‪ .‬ويستخدم كذلك في خطوط النتاج لضبط‬ ‫حركة الجسام على الحزمة المتحركة وفي تصنيف المنتجات وكتابة الشيفرات عليها‪.‬‬

‫التطبيقات الطبية‬ ‫تستخدم أشعة الليزر بمختلف أنواعها في الجراحة‬ ‫وفي مجال طب السنان وطب العيون والمراض‬ ‫الجلدية‪ .‬ففي مجال طب وجراحة العيون يستخدم‬

‫‪11‬‬

‫الليزر في علج العتمات السطحية للقرنية وفي علج العيوب النكسارية للعين كقصر النظر وطول النظر‬ ‫والستجماتيزم وذلك عن طريق العديد من التقنيات أهمها تقنية‬ ‫الليزك (‪ )LASIK‬وتقنية اللزك ((‪ LASEK‬وغالبا ما يستخدم‬

‫ليزر الكسايمر (‪ )Excimer‬في هذا النوع من العلج بسبب قصر‬ ‫طول موجته وصغر قطر شعاعه‪ .‬وتستخدم كذلك في علج المياه‬ ‫البيضاء والزرقاء في العين من خلل إجراء ثقوب صغيرة جدا في‬ ‫قزحية العين يعمل على تصريف هذه المياه والتخفيف من ضغط‬ ‫العين‪ .‬ويستخدم الليزر في علج أمراض الشبكية الناتجة عن مرض‬ ‫السكري أو غيره من المراض كوقف نزيف الشبكية من خلل كي‬ ‫نهايات الوعية الدموية وكذلك وقف انفصال الشبكية عن الملتحمة‬ ‫من خلل كيها باستخدام ليزر الرغون‪ .‬وفي الجراحة يتم استخدام شعاع الليزر كمشرط في العمليات‬ ‫الجراحية حيث يتميز بدقته العالية إلى جانب عدم حدوث أي نزيف في مكان الجرح بسبب قيامه بلحام‬ ‫النهايات الطرفية للشعيرات الدموية ويستخدم كذلك بإزالة الورام بمختلف أنواعها من خلل تبخيرها بدل من‬ ‫استئصالها بالمشرط مما يقلل من الضرر على النسجة السليمة‬ ‫المحيطة بها وخاصة في العضاء الحساسة كالدماغ والكبد‬ ‫والعيون‪ .‬ومن أنواع الليزر المستخدمة في هذا المجال ليزر ثاني‬ ‫أكسيد الكربون والرغون‪ .‬وفي طب السنان يستخدم الليزر‬ ‫لحفر السنان بشكل بالغ الدقة وكذلك لتنظيف أسطحها‪ .‬وفي‬ ‫المراض الجلدية يستخدم الليزر لزالة البثور وحب الشباب‬ ‫والتجاعيد والوحمات والنمش وآثار الحروق والوشم والشعر‬ ‫الزائد وفي معالجة بعض المراض الجلدية كالبهاق والصدفية‪ .‬ويستخدم الليزر في تفتيت حصى الكلى‬ ‫والمرارة وإزالة الورام في داخل أعضاء جسم النسان وذلك من خلل نقل شعاعه بواسطة ألياف زجاجية‬ ‫دقيقة يمكن إدخالها بكل سهولة في التجويفات والمسالك والعروق أو من خلل ثقوب صغيرة يتم فتحها في‬ ‫جلد الجسم‪.‬‬

‫التطبيقات العسكرية‬ ‫يستخدم الليزر في التطبيقات العسكرية لداء مهام مختلفة من أهمها تحديد بعد الهدف بشكل بالغ الدقة ومن ثم‬ ‫تعطى المعلومات لمصادر النيران كالمدافع وقاذفات الصواريخ لطلق قذائفها بشكل دقيق نحو الهدف‪ .‬أما‬ ‫المهمة الثانية فهي في توجيه الصواريخ نحو أهدافها من خلل إضاءة الهدف بضوء ليزر غير مرئي‬ ‫ويستخدم الصاروخ الضوء المنعكس من الهدف في إرشاده نحو الهدف‪ .‬وعادة ما يتم استخدام ليزر نبضي‬ ‫مشفر ويتم تخزين معدل النبضات والشيفرة في الصاروخ الموجه لكي ل يستجيب لضواء الليزرات الخرى‪.‬‬ ‫ويستخدم ضوء الليزر لشل حركة المقاتلين المشاة من خلل تسليط الضوء على أعينهم فيصيبهم بالعمى الدائم‬ ‫أو المؤقت وكذلك الدوخان‪ .‬ويستخدم ضوء الليزر كذلك في التشويش على النظمة اللكترونية وأنظمة‬ ‫‪12‬‬

‫التصالت من خلل تعطيل بعض المعدات المكشوفة والتي يصعب حمايتها كالهوائيات والكاميرات وغيرها‪.‬‬ ‫ويستخدم الليزر كسلح لتدمير الهداف حيث تستخدم نبضات الليزر عالية الطاقة في تدمير الهداف بدل من‬ ‫القذائف التقليدية والتي تتميز بسرعة وصولها إلى الهدف وهي‬ ‫سرعة الضوء وكذلك عدم حيودها عن مسارها أبدا كما هو الحال‬ ‫مع القذائف التقليدية التي تنحرف عن مسارها نتيجة للجاذبية‬ ‫الرضية‪ .‬وتلزم مثل هذه السلحة الليزرية لتدمير الهداف البعيدة‬ ‫وكذلك السريعة كتدمير الصواريخ المختلفة قصيرة وبعيدة المدى‬ ‫والصواريخ العابرة للقارات قبل وصولها لهدافها‪ .‬وتستخدم كذلك‬ ‫لتدمير الدبابات والدروع وحاملت الجند والطائرات‪ .‬ولكن ل‬ ‫زالت طاقة هذه السلحة دون المستوى المطلوب خاصة عند ضرب الهداف البعيدة حيث أن شدة شعاع‬ ‫الليزر تقل مع زيادة المسافة‪ .‬وغالبا ما تستخدم الليزرات الكيميائية في مثل هذه التطبيقات بسبب طاقتها‬ ‫العالية ولكن وبسبب كبر حجمها وحاجتها لكميات كبيرة من المواد الكيمائية فإنه يلزم استخدام طائرات أو‬ ‫سفن كبيرة الحجم لحمل هذه الليزرات مع المواد الكيميائية اللزمة لتشغيلها‬ ‫كما هو واضح من الصورة المرفقة لطائرة كبيرة الحجم تحمل مثل هذه‬ ‫الليزرات ويتم إطلق ضوء الليزر من مقدمتها‪.‬‬

‫الليدار أو رادار الليزر ( ‪)Lidar or Laser Radar‬‬ ‫الليدار هو نظير الرادار حيث يستخدم الموجات الضوئية بدل من موجات‬ ‫الميكروويف في عمله ولذا فقد تم استبدال كلمة الميكروييف بكلمة الضوء في تسميته فأصبحت الجملة على‬ ‫النحو التالي‪:‬‬

‫(‪ )Light Detection and Ranging‬ويطلق عليه في الغالب اسم رادار الليزر (‪laser‬‬

‫‪ )radar‬لعدم شيوع كلمة الليدار‪ .‬وعلى الرغم من أن شعاع الليزر أضيق‬

‫بكثير من شعاع الميكروويف وبإمكانه أن يعطي قياسات بالغة الدقة عن الهدف‬ ‫إذا ما أصابه إل أنه ل يقوم مقام الرادار في كثير من التطبيقات وخاصة في‬ ‫كشف الهداف وذلك لستحالة مسح كامل الفضاء بشعاع الليزر بسبب أن‬ ‫مقطع شعاعه بالغ الصغر‪ .‬هذا إلى جانب إلى أن حساسية المستقبلت الضوئية‬ ‫ليست بكفاءة المستقبلت الراديوية حيث تقل عنها بمئات المرات وكذلك‬ ‫صعوبة استخدام هوائيات كبيرة الحجم لجمع أشعة الضوء المنعكس كما هو‬ ‫الحال مع الرادار مما يمنع من استخدامه في كشف الهداف البعيدة‪ .‬وبسبب‬ ‫هذه المشاكل في رادار الليزر فقد اقتصر استخدامه في قياس بعد الهداف بعد‬ ‫أن يتم اكتشافها بالعين المجردة أو بالرادار العادي‪ .‬يستخدم الليدار في قياس المسافات بدقة متناهية في كثير‬ ‫من التطبيقات كما في أنظمة المساحة وفي كافة أعمال البناء للتأكد من استقامة البناء وتدقيق مد خطوط نقل‬

‫‪13‬‬

‫النفط وبناء الجسور وحفر النفاق وفي تحديد بعد الهداف العسكرية وفي تحديد ارتفاع الطائرات سطح‬ ‫الرض‪ .‬ويستخدم رادار الليزر بقياس سرعة الهداف من خلل معالجة زمن وصول النبضات المرتدة عن‬ ‫الهدف كما في الرادارات الحديثة التي تستخدمها الشرطة لمراقبة سرعة المركبات على الطرق‪ .‬إن أكثر‬ ‫استخدامات رادار الليزر هو في أنظمة الستشعار عن بعد (‪ )remote sensing‬حيث يستخدم في رسم‬ ‫الخرائط الطبوغرافية بسبب تفوق دقته في قياس البعد على الرادار العادي خاصة إذا ما تم استخدام طرق‬ ‫التداخل الضوئي (‪ )optical interferometry‬في عمليات القياس‪.‬‬

‫تطبيقات أنظمة التصالت والمعلومات‬ ‫تستخدم الليزرات شبه الموصلة التي تميز بصغر حجمها‬ ‫وقلة استهلكها بشكل كبير في أجهزة ومعدات أنظمة‬ ‫التصالت والمعلومات وقد يكون هذا القطاع أكبر‬ ‫القطاعات استخداما لليزرات‪ .‬ففي أنظمة اتصالت‬ ‫اللياف الضوئية والتي تعتبر العمود الفقري لشبكات‬ ‫الهواتف والنترنت يستخدم ضوء الليزر كحامل لمختلف‬ ‫أنواع المعلومات بعد تحويلها إلى الشكل الرقمي حيث‬ ‫يمكن للحامل الضوئي الواحد أن يحمل كمية معلومات‬ ‫تفوق بعشرات اللف عن تلك التي يحملها الحامل‬ ‫الراديوي‪ .‬ويعتبر الليزر شبه الموصل من نوع (‬ ‫‪ )InGaAsP‬أكثر الليزرات استخداما كمصدر للضوء في هذه النظمة حيث يمكن من خلل التحكم بنسب‬

‫العناصر المستخدمة فيها الحصول على الطول الموجي المطلوب وذلك ضمن مدى الموجات التي تستخدمها‬ ‫أنظمة اتصالت اللياف الضوئية والتي تقع بين ‪1000‬‬ ‫و ‪ 1700‬نانومتر‪ .‬وتستخدم الليزرات شبه الموصلة في‬ ‫القراص الضوئية المدمجة وأقراص الفيديو من خلل‬ ‫استخدام شعاع الليزر لكتابة المعلومات الرقمية على‬ ‫أسطحها بكثافة عالية جدا ومن ثم قراءتها‪ .‬وتستخدم كذلك‬ ‫في طابعات الليزر لتعطي طباعة عالية الجودة وكذلك في‬ ‫أجهزة المسح الضوئي للمستندات والصور وفي الفارات‬ ‫الضوئية وكذلك في الحواسيب الضوئية التي تستخدم‬ ‫الضوء بدل من الكهرباء لمعالجة وتخزين المعلومات‬ ‫والتي ل زالت قيد التجربة‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫قارئات الشيفرات الخطية (‪)Barcode Readers‬‬ ‫تستخدم أشعة الليزر في أنظمة قارئات الشيفرة الخطية‬ ‫حيث يتم في هذه النظمة تحويل الرقم التعريفي (‬ ‫‪ )identification number‬لمختلف السلع إلى شيفرات‬ ‫يتم رسمها على شكل خطوط متوازية بكثافة متغيرة يتم‬ ‫تثبيتها على السلعة‪ .‬ويتم قراءة هذه الشيفرات باستخدام‬ ‫ضوء الليزر حيث يقوم شعاع الليزر بمسح الشيفرات ومن‬ ‫ثم التقاط الضوء المنعكس بكاشفات ضوئية (‬ ‫‪ )photodetectors‬تقوم بتحويل الشيفرات إلى سلسلة‬ ‫من النبضات الكهربائية التي يتم إرسالها إلى الحاسوب‬ ‫ليتعرف من خلل برامج مخزنة عليه على نوع السلعة وكل ما يتعلق بها من معلومات‪ .‬ولقد تم استخدام هذه‬ ‫النظمة في تطبيقات ل حصر لها سهلت بشكل كبير جدا التعامل مع الكميات الهائلة من السلع التي يتم إنتاجها‬ ‫يوميا في المصانع والمطابع والمزارع‪ .‬ففي المحال التجارية تستخدم هذه النظمة لقراءة الشيفرات المثبتة‬ ‫على السلع لتحديد السعر عند البيع حيث يقوم المحاسب‬ ‫بتمرير الماسح الضوئي على الشيفرة المثبتة على السلعة‬ ‫فيقوم الحاسوب على الفور بتحديد نوع السلعة وثمنها‬ ‫وكتابتها في الفاتورة وعند النتهاء من مسح جميع سلع‬ ‫المشتري يقوم الحاسوب بإعطاء المر للطابعة لطباعة‬ ‫نسخة منها للمشتري‪ .‬ويمكن للمشتري أن يحس بمدى‬ ‫التوفير في الوقت من خلل استخدام هذا النظام عندما‬ ‫يفشل القارئ الضوئي في قراءة الشيفرة فيضطر‬ ‫المحاسب لدخال رقم السلعة بشكل يدوي إلى الحاسوب‪.‬‬ ‫وفي مكاتب البريد يتم استخدام هذا النظام لفرز آلف الرسائل البريدية بشكل سريع ودقيق لتصل إلى عناوينها‬ ‫دون أخطاء تذكر‪ .‬وفي البنوك يستخدم لقراءة أرقام الشيكات والحوالت والمعاملت المالية وإدخالها إلى‬ ‫الحواسيب بشكل دقيق‪ .‬وفي المكتبات العامة يتم استخدامه لتصنيف الكتب وإعارتها بشكل محوسب ل مجال‬ ‫للخطأ فيه‪ .‬وفي المطارات يتم استخدامه للتعرف على حقائب المسافرين وفرزها ونقلها وتوزيعها بين‬ ‫المطارات التي تمر بها بشكل دقيق‪.‬‬

‫التصوير المجسم (‪)Holography‬‬ ‫يستخدم ضوء الليزر في إنتاج ما يسمى بالصور‬ ‫المجسمة أو الصور ثلثية البعاد (‬ ‫‪ )Holograms‬وهي الصور التي تتغير‬ ‫‪15‬‬

‫محتوياتها مع تغير زاوية النظر وذلك على العكس من الصور ثنائية البعاد التي ل تتغير محتويات الصورة‬ ‫بتغير زاوية النظر‪ .‬وتختلف الطريقة التي تبنى من خللها الصور ثلثية البعاد عن تلك في الصور ثنائية‬ ‫البعاد حيث ل تلزم العدسات لبناء الصور المجسمة ولكنها في المقابل تحتاج لضاءة الجسم المراد تصويره‬ ‫بضوء مترابط (‪ )coherent light‬كضوء الذي يولده الليزر بينما يستخدم الضوء العادي في التصوير‬ ‫ثنائي البعاد‪ .‬ويتم إنتاج الصور المجسمة من خلل تقسيم ضوء الليزر إلى حزمتين حزمة مرجعية يتم‬ ‫تسليطها مباشرة على لوح أو فيلم التصوير أما الحزمة الثانية فيتم تسليطها على الجسم من اتجاهات مختلفة‬ ‫وعندما تسقط الشعة المنعكسة عن الجسم على فيلم التصوير مباشرة بدون الحاجة للعدسات فإنها تتداخل مع‬ ‫أشعة الحزمة المرجعية لتشكل أنماط تداخلية (‪ )interference pattern‬تحمل في طياتها معلومات عن‬ ‫صورة الجسم من التجاهات المختلفة‪ .‬ويمكن مشاهدة الصورة المجسمة على الفلم من خلل تسليط ضوء‬ ‫مترابط بنفس طول الموجة للضوء الذي تم به التصوير‪ .‬وتستخدم الصور المجسمة في تطبيقات كثيرة من‬ ‫أهمها تخزين المعلومات بكثافات عالية جدا على القراص المدمجة والتي قد تصل إلى الف جيقابايت أو يزيد‪.‬‬ ‫وتستخدم كذلك في الوراق النقدية والبطاقات الئتمانية لمنع تزويرها حيث أن إنتاج الصور المجسمة التي‬ ‫توضع عليها ل يمكن إنتاجها إل من خلل أجهزة معقدة ومكلفة‪ .‬وتستخدم كذلك في الحواسيب الضوئية‬ ‫ومعالجة الشارات وفي تحديد المسافات وقياس الحجام وفي‬ ‫عروض العلنات والعمال الفنية والمجوهرات‪.‬‬ ‫وإلى جانب هذه الستخدامات الرئيسية يوجد استخدامات أخرى‬ ‫لليزرات ل حصر لها حيث تستخدم أضواء الليزر الملونة في‬ ‫ألعاب وعروض الليزر من خلل رسم مختلف الرسومات‬ ‫والصور في الجو وعلى أسطح البنايات‪ .‬وفي أبحاث الطاقة‬ ‫النووية يستخدم العلماء الليزرات لتوليد درجة الحرارة اللزمة‬ ‫لحداث الندماج النووي المحكوم وذلك من خلل تسليط أشعة عدد كبير من الليزر القوية على وعاء‬ ‫صغير جدا يحوي على كمية من الهيدروجين بحيث تصل درجة حرارته إلى مليين الدرجات مما يؤدي إلى‬ ‫اندماج ذرات الهيدروجين لتنتج ذرات الهيليوم مع تحرير طاقة هائلة‪ .‬وفي الجيولوجيا تستخدم أشعة الليزر‬ ‫لكشف الحركات الرضية البالغة الصغر للتنبؤ بالزلزل‪ .‬ويستخدم ضوء الليزر لقياس مستوى التلوث في‬ ‫الجو وتستخدم الجيروسكوبات الليزرية بدل من التقليدية في تحديد التجاه في السفن والطائرات ‪.‬‬

‫‪16‬‬

Related Documents

Laser
November 2019 41
Laser
November 2019 43
Laser
June 2020 22
Laser
May 2020 31
Laser
June 2020 25
Laser
November 2019 27