...باعتبار التديّن� ،أو بالأ حرى الإميان� ،أمراً بني الإن�سان وربّه .الإميان ال يقبل االحتكار ،وهو لي�س � إ�سقاطاً للم�صالح ال�سيا�سية على التف�سريات الدينية .لي�س الإميان � إ�ضفا ًء للطابع الإلهي على �أعمال نقوم بها كما يقوم بها غرينا ،نن�سبها � إىل اهلل وندّعي �أنها �صادرة با�سمه. ب ��د�أتُ �أفه ��م كي ��ف ي� ��ؤدي ه ��ذا اال�ستغ ��راق يف ت�ص� �وّر ما ي ؤ�م ��ن به الغ�ي�ر ويطبّقه ،م ��ن دون اختباره مع ��ه � ،إىل � إيجاد ب ��ذو ٍر للتط ��رف يف املواقف واملعتقدات ،بدل التحلي باالعتدال والتوازن وفهم ظروف الآ خرين. �أح�س�ست ب�أهمية اجلماعة� ،أو املجموعة ،ب�أهمية ال�شعور باالطمئنان يف ظلها ،حتى لو كانت طائفة �أو حزباً ،خ�صو�صاً عندما ال ي�ؤمّ ن االنتماء � إىل الوطن ذلك... لكن فوق ذلك كله� ،أردت �أن �أ�شعر بالأ مان يف وطني .هل تراه يقدّم يل �أكرث مما قدّمه يل احلزب والطائفة؟ � إن هذا التنوع يف لبنان �سوف يرت ّد علينا متزقاً ،والغنى فقراً � ،إذا مل يقم يف لبنان جمتمع مدين حقيقي ،يتخطى �أطر تلك اجلماعات ،ي�ؤمّ ن ح�س االنتماء � إىل هذا املجتمع عل ��ى االنتماء للجماعة� .سوف ي�ساعد هذا يف التخفيف من هاج�س الوقوع امل�س ��اواة ب�ي�ن املواطن�ي�ن ،ويتغلب فيه ّ فري�سة لنظرية امل�ؤامرة و� إفرازاتها ،والتي غذتها اجلماعات يف تعاملها مع بع�ضها. (طريق النحل� ،صفحة )191 ،108 ،105 66
67
المواطن أو ًال
68