207

  • October 2019
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View 207 as PDF for free.

More details

  • Words: 3,104
  • Pages: 27
‫وصايا السلم للبناء‬ ‫جمع وإعداد‬ ‫جنات عبد العزيز دنيا‬

‫‪1‬‬

‫نصائح القرآن الكريم للبناء‬ ‫قال تعالى فى سورة لقمان ‪:‬‬ ‫{وَلَقَدْ آ َت ْينَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ َأنْ اشْكُرْ لِّ وَ َمنْ يَشْكُرْ فَ ِإنّمَا يَشْكُرُ ِلنَفْسِهِ وَ َمنْ كَفَرَ فَِإنّ‬ ‫الَّ غَ ِنيّ حَمِيدٌ(‪َ  )12‬وإِذْ قَالَ لُقْمَانُ ل ْبنِهِ وَ ُهوَ يَعِظُهُ يَا ُب َنيّ ل تُشْ ِركْ بِالِّ ِإنّ الشّ ْركَ‬ ‫ص ْينَا الِنسَانَ ِبوَالِدَيْهِ حَمَ َلتْهُ أُمّهُ وَ ْهنًا عَلَى وَ ْهنٍ وَ ِفصَالُهُ فِي‬ ‫لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (‪َ )13‬و َو ّ‬ ‫عَا َم ْينِ َأنِ اشْكُرْ لِي وَ ِلوَالِ َد ْيكَ إَِليّ الْمَصِيرُ(‪َ  )14‬وِإنْ جَاهَدَاكَ عَلى َأنْ تُشْ ِركَ بِي مَا‬ ‫سبِيلَ َمنْ َأنَابَ إَِليّ‬ ‫ح ْبهُمَا فِي الدّنْيَا مَعْرُوفًا وَا ّتبِعْ َ‬ ‫َليْسَ َلكَ بِهِ عِلْمٌ فَل تُطِ ْعهُمَا وَصَا ِ‬ ‫حبّةٍ ِمنْ‬ ‫ثُمّ إِ َليّ مَرْجِعُكُمْ فَُأ َن ّبئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(‪ )15‬يَا ُب َنيّ ِإ ّنهَا ِإنْ تَ ُكنْ ِمثْقَالَ َ‬ ‫خَرْ َدلٍ َفتَ ُكنْ فِي صَخْرَةٍ َأوْ فِي السّمَاوَاتِ أوْ فِي الَرْضِ يَأْتِ ِبهَا الُّ ِإنّ الَّ لَطِيفٌ‬ ‫صبِرْ عَلَى مَا‬ ‫عنِ الْمُنكَرِ وَا ْ‬ ‫خبِيرٌ(‪ )16‬يَا ُب َنيّ أَقِمْ الصّلةَ َوأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ َ‬ ‫َ‬ ‫أَصَا َبكَ ِإنّ ذَ ِلكَ ِمنْ عَزْمِ الُمُورِ(‪ )17‬وَل تُصَعّرْ خَ ّدكَ لِلنّاسِ وَل تَمْشِ فِي الَرْضِ‬ ‫ص ْو ِتكَ‬ ‫ش ِيكَ وَاغْضُضْ ِمنْ َ‬ ‫مَرَحًا ِإنّ الَّ ل يُحِبّ ُكلّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ(‪ )18‬وَا ْقصِدْ فِي مَ ْ‬ ‫صوْتُ الْحَمِيرِ(‪ .})19‬صدق ال العظيم ‪.‬‬ ‫صوَاتِ لَ َ‬ ‫ِإنّ أَنكَرَ ا َل ْ‬

‫‪2‬‬

‫تفسير نصيحة لقمان لبنه ‪1 -‬‬ ‫التفسير ‪:‬‬ ‫حكْمَةَ} أي لقد أعطينا لقمان الحكمة وهي الصابة في القول‪،‬‬ ‫{ َولَقَدْ آ َت ْينَا لُقْمَانَ الْ ِ‬ ‫شكُرْ لِّ} أي وقلنا له ‪:‬‬ ‫والسّداد في الرأي‪ ،‬والنطق بما يوافق الحق ‪ { .‬أَنِ ا ْ‬ ‫اشكر ال على إِنعامه وإِفضاله عليك حيث خصّك بالحكمة وجعلها على لسانك ‪،‬‬ ‫قال القرطبي ‪ :‬والصحيح الذي عليه الجمهور أن "لقمان" كان حكيماً ولم يكن‬ ‫نبياً وفي الحديث ( لم يكن لقمان نبيا ‪ ،‬ولكن كان عبداً كثير التفكر‪ ،‬حسن اليقين‬ ‫شكُرُ ِلنَفْسِهِ }‬ ‫‪ ،‬أحبّ ال تعالى فأحبّه ‪ ،‬فمنّ عليه بالحكمة ) ‪ {.‬وَمَنْ يَشْكُرْ فَ ِإنّمَا يَ ْ‬ ‫أي ومن يشكر ربه فثواب شكره راجع لنفسه ‪ ،‬وفائدته إنما تعود عليه ‪ ،‬لن ال‬ ‫تعالى ل ينفعه شكر من شكر ‪ ،‬ول يضره كفر من كفر‪ ،‬ولهذا قال بعده { وَمَنْ‬ ‫غنِيّ حَمِيدٌ } أي ومن جحد نعمة ال فإِنما أساء إلى نفسه ‪ ،‬لن ال‬ ‫كَفَرَ َفإِنّ الَّ َ‬ ‫مستغنٍ عن العباد ‪ ،‬محمودٌ على كل حال ‪ ،‬مستحقٌ للحمد لذاته وصفاته ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫تفسير نصيحة لقمان لبنه ‪2 -‬‬ ‫ثم ذكر تعالى بعض نصائح لقمان لإبنه وبدأ بالتحذير له من الشرك ‪،‬الذي هو‬ ‫نهاية القبح والشناعة فقال { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ ل ْبنِهِ وَ ُهوَ يَعِظُهُ يَا ُبنَيّ ل تُشْرِكْ بِالِّ }‬ ‫أي واذكر لقومك موعظة لقمان الحكيم لولده ‪ ،‬حين قال له واعظاً ناصحاً مرشداً‪ :‬يا‬ ‫بني كن عاقلً ول تشرك بال أحداً‪ ،‬بشراً أو صنماً أو ولداً {إِنّ الشّرْكَ لَظُ ْلمٌ عَظِيمٌ}‬ ‫أي إِن الشرك قبيح ‪ ،‬وظلم صارخ‪ ،‬فمن سوّى بين الخالق والمخلوق‪ ،‬وبين الِله‬ ‫والصنم فهو ‪ -‬بل شك ‪ -‬أحمق الناس ‪ ،‬وأبعدهم عن منطق العقل والحكمة‪ ،‬وحري‬ ‫به أن يوصف بالظلم ويجعل في عداد البهائم ‪.‬‬ ‫{ َو َوصّ ْينَا الِنسَانَ ِبوَالِدَيْهِ } أي أمرناه بالِحسان إِليهما ل سيما الوالدة { حَ َم َلتْهُ‬ ‫علَى وَهْنٍ } أي حملته جنيناً في بطنها وهي تزداد كل يوم ضعفاً على‬ ‫أُمّهُ وَهْنًا َ‬ ‫ضعف ‪ ،‬من حين الحمل ‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫تفسير نصيحة لقمان لبنه ‪3 -‬‬ ‫شكُرْ لِي وَ ِلوَالِدَيْكَ } أي‬ ‫{ وَ ِفصَالُهُ فِي عَا َميْنِ } أي وفطامه في تمام عامين { أَنْ ا ْ‬ ‫وقلنا له ‪ :‬اشكر ربك على نعمة الِيمان والِحسان ‪ ،‬واشكر والديك على نعمة‬ ‫التربية { إِلَيّ الْ َمصِيرُ } أي إِليّ المرجع والمآب فأجازي المحسن على إِحسانه ‪،‬‬ ‫علْمٌ }‬ ‫والمسيء على إِساءته ‪ { .‬وَإِنْ جَا َهدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا َليْسَ لَكَ بِهِ ِ‬ ‫أي وإِن بذل جهدهما ‪ ،‬وأقصى ما في وسعهما ‪ ،‬ليحملك على الكفر والِشراك‬ ‫ط ْعهُمَا و‬ ‫بال فل تطعهما ‪ ،‬إذ ل طاعة لمخلوق في معصية الخالق { فَل تُ ِ‬ ‫َصَاحِ ْبهُمَا فِي ال ّدنْيَا َمعْرُوفًا } أي وصاحبهما في الحياة الدنيا بالمعروف و‬ ‫الِحسان إِليهما ‪ -‬ولو كانا مشركين لن كفرهما بال ل يستدعي ضياع المتاعب‬ ‫التي تحمّلها في تربية الولد ‪ ،‬ول التنكر بالجميل ‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫تفسير نصيحة لقمان لبنه ‪4 -‬‬ ‫سبِيلَ مَنْ َأنَابَ ِإلَيّ } أي واسلك طريق من رجع إلى ال بالتوحيد و‬ ‫{ وَا ّتبِعْ َ‬ ‫ج ُعكُمْ َفُأ َن ّب ُئكُمْ بِمَا كُن ُتمْ تَعْمَلُونَ } أي مرجع‬ ‫الطاعة والعمل الصالح { ُثمّ ِإلَيّ مَرْ ِ‬ ‫الخلق إِلى ال فيجازيهم على أعمالهم ‪.‬‬ ‫والحكمةُ من ذكر الوصية بالوالدين ‪ -‬ضمن وصايا لقمان – تأكيد ما أفادته الآية‬ ‫الولى من تقبيح أمر الشرك { إِنّ الشّرْكَ لَظُ ْلمٌ عَظِيم ٌ} فكأنه تعالى يقول‪ :‬مع‬ ‫أننا‬ ‫وصينا الِنسان بوالديه‪ ،‬وأمرناه بالِحسان إِليهما والعطف عليهما ‪ ،‬وألزمناه‬ ‫طاعتهما بسبب حقهما العظيم عليه ‪ ،‬مع كل هذا فقد نهيناه عن طاعتهما في‬ ‫حالة الشرك والعصيان ‪ ،‬لن الِشراك بال من أعظم الذنوب ‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫تفسير نصيحة لقمان لبنه ‪5 -‬‬ ‫ثم رجع الكلم إِلى وصايا لقمان فقال تعالى { يَا ُبنَيّ إِ ّنهَا إِنْ تَكُنْ ِمثْقَالَ حَبّةٍ مِنْ‬ ‫خَرْ َدلٍ } أي يا ولدي إِن الخطيئة والمعصية مهما كانت صغيرة حتى ولو كانت‬ ‫وزن حبة الخردل في الصغر { فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ َأوْ فِي السّمَاوَاتِ َأوْ فِي الَرْضِ‬ ‫يَأْتِ ِبهَا الُّ } أي فتكن تلك السيئة ‪ -‬مع كونها في أقصى غايات الصغر ‪ -‬في‬ ‫أخفى مكان وأحرزه ‪ ،‬كجوف الصخرة الصماء ‪ ،‬أو في أعلى مكان في السماء أو‬ ‫في الرض يحضرها ال سبحانه ويحاسب عليها ‪ ،‬والغرض التمثيلُ بأن ال ل‬ ‫خبِيرٌ} أي هو سبحانه لطيف‬ ‫تخفى عليه خافية من أعمال العباد { إِنّ الَّ لَطِيفٌ َ‬ ‫بالعباد خبير أي عالم ببواطن المور ‪ { .‬يَا ُبنَيّ أَ ِقمْ الصّلةَ } أي حافظ على‬ ‫الصلة في أوقاتها وبخشوعها وآدابها ‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫تفسير نصيحة لقمان لبنه ‪6 -‬‬ ‫{وَأْمُرْ بِالْ َمعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ} أي وأمر الناس بكل خير وفضيلة ‪ ،‬وانههم‬ ‫علَى مَا َأصَابَكَ } أي اصبر على المحن والبليا ‪،‬‬ ‫صبِرْ َ‬ ‫عن كل شر ورذيلة { وَا ْ‬ ‫لنّ الداعي إِلى الحق معرّض لِيصال الذى إِليه ‪ ،‬فكثيراً ما يُؤذى فاعل ذلك { إِنّ‬ ‫َذلِكَ مِنْ عَزْمِ الُمُورِ } أي إِن ذلك المذكور مما عزمه ال وأمر به ‪ ،‬قال ابن‬ ‫عباس‪ :‬من حقيقة الِيمان الصبر على المكاره ‪.‬‬ ‫صعّرْ خَدّكَ لِلنّاسِ} قال القرطبي ‪ :‬أي ل تمل خدك للناس كبراً عليهم و‬ ‫{وَل ُت َ‬ ‫إِعجاباً ‪ ،‬وتحقيراً لهم ‪ ،‬وهو قول ابن عباس { وَل تَمْشِ فِي الَرْضِ مَرَحًا } أي‬ ‫ختَالٍ فَخُورٍ } تعليلٌ للنهي أي لن‬ ‫ل تمش متبختراً متكبراً ‪{ .‬إِنّ الَّ ل يُحِبّ ُكلّ مُ ْ‬ ‫ال يكره المتكبر الذي يرى العظمة لنفسه ‪ ،‬ويتكبر على عباد ال ‪ ،‬المتبختر في‬ ‫مشيته ‪ ،‬والفخور الذي يفتخر على غيره ‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫تفسير نصيحة لقمان لبنه ‪7 -‬‬ ‫شيِكَ } أي‬ ‫خلُق الكريم فقال { وَاقْصِدْ فِي مَ ْ‬ ‫ثم لما نهاه عن الخُلُق الذميم‪ ،‬أمره بال ُ‬ ‫توسّط في مشيتك واعتدل فيها بين الِسراع والبطء ‪.‬‬ ‫ص ْوتِكَ} أي اخفض من صوتك فل ترفعه عالياً فإِنه قبيح ل يجمل‬ ‫غضُضْ مِنْ َ‬ ‫{ وَا ْ‬ ‫صوْتُ الْحَمِيرِ } أي إِن أوحش الصوات صوتُ‬ ‫صوَاتِ َل َ‬ ‫بالعاقل { إِنّ أَنكَرَ ا َل ْ‬ ‫الحمير فمن رفع صوته كان مماثلً لهم ‪ ،‬وأتى بالمنكر القبيح ‪ ،‬قال الحسن ‪ :‬كان‬ ‫المشركون يتفاخرون برفع الصوات فرد عليهم بأنه لو كان خيراً لفضلتهم به‬ ‫الحمير ‪ ،‬وقال قتادة ‪ :‬أقبح الصوات صوت الحمير ‪ ،‬أوله زفير وآخره شهيق ‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫وصايا أمامة بنت الحارث لإبنتها أم إياس ‪1 -‬‬ ‫لما هُيئت أم أياس بنت عوف إلى زوجها عمرو بن حجرملك كندة‬ ‫قالت لها أمها أمامة ‪ :‬أي بنية ‪ :‬إن الوصية لو تركت لفضل أدب‬ ‫تركت لذلك منك ولأنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل ‪ ،‬ولو أن امرأة‬ ‫استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى‬ ‫الناس عنه ‪ ،‬ولكن النساء للرجال خلقن ولهن خلق الرجال‪.‬‬ ‫أي بنية ‪ :‬إنك فارقت الجو الذي منه خرجت ‪ ،‬وخلفت العش الذي فيه‬ ‫درجت الى رجل لم تعرفيه وقرين لم تألفيه فأصبح بملكه عليك رقيبا‬ ‫ومليكا ‪ ،‬فكوني له أمة يكن لك عبدا وشيكا ‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫وصايا أمامة بنت الحارث لإبنتها أم إياس ‪2 -‬‬ ‫أي بنية ‪ :‬احملي عني عشر خصال تكن لك ذخرا وذكرا ‪:‬‬ ‫‪ -1‬الصحبة بالقناعة ‪.‬‬ ‫‪ -2‬المعاشرة بحسن السمع والطاعة ‪.‬‬ ‫‪ -3‬التعهد لموقع عينيه فل تقع عينه منك على قبيح ‪.‬‬ ‫‪-4‬التفقد لموضع أنفه فل يشم منك إل أطيب ريح والكحل أحسن‬ ‫الحسن والماء اطيب الطيب المفقود ‪.‬‬ ‫‪ -5‬التعهد لوقت طعامه فإن حرارة الجوع ملهبة والهدوء عند منامه‬ ‫فإن تنغيص النوم مغضبة ‪.‬‬ ‫‪ -6‬الحتفاظ ببيته وماله والرعاء على نفسه وحشمه وعياله فإن‬ ‫الحتفاظ بالمال حسن التقدير والرعاء على العيال والحشم جميل‬ ‫حسن التدبير ‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫وصايا أمامة بنت الحارث لإبنتها أم إياس ‪3 -‬‬ ‫‪ ­ 7‬ل تفشي له سرا فإنك إن افشيت سره لم تأمني غدره ‪.‬‬ ‫‪ ­ 8‬ل تعصي له أمرا فإنك إن عصيت أمره أوغرت صدره ‪.‬‬ ‫‪ – 9‬ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مغتما ‪ ،‬والكآبة بين يديه إن كان‬ ‫فرحا فإن الخصله الأولى من التقصير والثانية من التكدير ‪.‬‬ ‫‪ ­ 10‬كوني أشد ما تكونين له مرافقة يكن أطول ما تكونين له موافقة‬ ‫واعلمي أنك ما تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضا ه على رضاك‬ ‫وهواه على هواك فيما أحببت وكرهت وال يخير لك ‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫وصية أم معاصرة لإبنتها قبل زفافها ‪1 -‬‬ ‫يابنيتي ‪ :‬أنت مقبلة على حياة جديدة ‪ ..‬حياة ل مكان فيها لأمك أو أبيك أو‬ ‫لأحد من إخوتك فيها ‪..‬‬ ‫ستصبحين صاحبة لرجل ل يريد أن يشاركه فيك أحد حتى لوكان من لحمك‬ ‫ودمك ‪ ..‬كوني له زوجة يا ابنتي وكوني له أما ‪ ،‬إجعليه يشعر أنك كل شئ في‬ ‫حياته‪ ،‬وكل شئ في دنياه ‪ ..‬‬ ‫اذكري دائما أن الرجل أي رجل ­‪ ‬طفل كبير ­‪ ‬أقل كلمة حلوة تسعده ‪ .‬لتجعليه‬ ‫يشعر أنه بزواجه منك قد حرمك من أهلك وأسرتك إن هذا الشعور قد ينتابه‬ ‫هو ‪ ،‬فهو أيضا قد ترك بيت والديه وترك أسرته من أجلك ولكن الفرق بينك‬ ‫وبينه هو الفرق بين الرجل والمرأة ‪ ..‬‬

‫‪13‬‬

‫وصية أم معاصرة لإبنتها قبل زفافها ‪2 -‬‬ ‫المرأة تحن دائما إلى أسرتها ‪ ،‬إلى بيتها الذي ولدت فيه ونشأت وكبرت‬ ‫وتعلمت ‪ ..‬ولكن لبد لها أن تعوّد نفسها على هذه الحياة الجديدة ‪ ،‬لبد لها أن‬ ‫تكيف حياتها مع الرجل الذي أصبح لها زوجا وراعيا وأبا لأطفالها ‪ ..‬هذه هي‬ ‫دنياك الجديدة ‪ .‬يا ابنتي هذاهو حاضرك ومستقبلك هذه هي أسرتك التى‬ ‫شاركتما ­‪ ‬أنت وزوجك – في صنعها‪ ،‬أما أبواك فهما ماض ‪ ..‬إنني ل أطلب‬ ‫منك أن تنسي أباك وأمك وأخوتك ‪ ،‬لأنهم لن ينسوك أبدا يا حبيبتي وكيف‬ ‫تنسى الأم فلذة كبدها ولكنني أطلب منك أن تحبي زوجك وتعيشي له وتسعدي‬ ‫بحياتك معه ‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫وصايا المسلمين الوائل للبناء‬ ‫ وقال أبو السود لبنته ‪:‬‬‫إياك والغيرة ‪ ،‬فإنها مفتاح الطلق ‪ ،‬وعليك بالزينة ‪ ،‬وأزين‬ ‫الزينة الكحل ‪ ،‬وعليك بالطيب وأطيب الطيب إسباغ الوضوء ‪.‬‬ ‫ شوهد أبو العباس عم الرسول متزين ‪ ،‬يلبس أحسن اللباس‬‫وقادم من الحلق ‪ ،‬سألوه الصحابه ‪ ،‬هل أنت ذاهب لخطبة‬ ‫عروس لك ‪ ،‬قال أتزين لزوجتي ‪ ،‬فأحب أن أراها متزينة لي‬ ‫وأحب أن تراني في أحسن صوره ‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫وصية أبو الدرداء لمرأته‬ ‫قال أبو الدرداء لمرأته ‪:‬‬

‫‪16‬‬

‫خذى العفو منى تستديمى مودتى‬

‫ول تنطقى فى ثورتى حين أغضب‬

‫ول تنقرينى نقرك الدف مرة‬

‫فإنك ل تدرين كيف المغيب‬

‫ولتكثرى الشكوى فتذهب بالقوى‬

‫ويأباك قلبى والقلوب تقلب‬

‫فإنى رأيت الحب فى القلب والذى‬

‫إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب‬

‫من صفات المرأة الصالحة ‪1 -‬‬ ‫قال تعالى فى سورة النساء ‪:‬‬ ‫‪.....‬فَالصّالِحَاتُ قَا ِنتَاتٌ حَافِظَاتٌ ِللْ َغيْبِ بِمَا حَفِظَ الُّ ‪ (.....‬آية ‪) 34‬‬ ‫وقال تعالى فى سورة التحريم ‪:‬‬ ‫سلِمَاتٍ ُمؤْمِنَاتٍ قَا ِنتَاتٍ‬ ‫خيْرًا ِم ْنكُنّ مُ ْ‬ ‫طلّ َقكُنّ أَنْ ُيبْ ِدلَهُ أَ ْزوَاجًا َ‬ ‫عَسَى َربّهُ إِنْ َ‬ ‫تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ َث ّيبَاتٍ وََأ ْبكَارًا * ( آية ‪) 5‬‬ ‫وقال تعالى فى سورة الحزاب ‪:‬‬ ‫سلِمَاتِ وَالْ ُمؤْمِنِينَ وَالْ ُمؤْ ِمنَاتِ وَالْقَا ِنتِينَ وَالْقَانِتَاتِ‬ ‫إِنّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُ ْ‬ ‫شعَاتِ‬ ‫شعِينَ وَالْخَا ِ‬ ‫وَالصّادِقِينَ وَالصّادِقَاتِ وَالصّابِرِينَ وَالصّابِرَاتِ وَالْخَا ِ‬ ‫جهُمْ‬ ‫وَالْ ُمتَصَدّقِينَ وَالْمُ َتصَدّقَاتِ وَالصّائِمِينَ وَالصّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُو َ‬ ‫وَالْحَافِظَاتِ وَالذّاكِرِينَ الَّ َكثِيرًا وَالذّاكِرَاتِ أَعَدّ الُّ َل ُهمْ َمغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا‬ ‫* ( آية ‪) 35‬‬ ‫‪17‬‬

‫من صفات المرأة الصالحة ‪2 -‬‬ ‫قال تعالى فى سورة النور‪:‬‬ ‫عبَا ِدكُمْ وَإِمَا ِئكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْ ِنهِمُ‬ ‫وََأ ْنكِحُوا ا َلْيَامَى ِم ْن ُكمْ وَالصّالِحِينَ مِنْ ِ‬ ‫علِيمٌ *( الآية ‪) 32‬‬ ‫ضلِهِ وَالُّ وَاسِعٌ َ‬ ‫الُّ مِنْ َف ْ‬ ‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬ ‫ ( تنكح المرأة لربع ‪ :‬لمالها ‪ ،‬ولحسبها ‪ ،‬ولجمالها ‪،‬‬‫ولدينها ‪ ،‬فاظفر بذات الدين تربت يداك ) متفق‬ ‫عليه ‪.‬‬ ‫ ( الدنيا كلها متاع ‪ ،‬وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة‬‫) رواه مسلم‬ ‫ ( تزوجوا الودود الولود إني مكاثر بكم النبياء يوم‬‫القيامة ) رواه أحمد و هو صحيح الرواء ‪.‬‬ ‫ "ل تنكح اليم حتى تستأمر‪ ،‬ولتنكح البكر حتى تستأذن ” قالوا‪" :‬يا رسول‬‫ال ‪ ،‬وكيف إذنها ؟ " قال‪" :‬أن تسكت" أخرجه البخاري ‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫من صفات المرأة الصالحة ‪3 -‬‬

‫‪19‬‬

‫وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬ ‫ ( ما استفاد المؤمن بعد تقوى ال ‪ ،‬خيرا له من زوجة صالحة ‪ ،‬إذا نظر إليها‬‫سرته وإن اقسم عليها أبرته ‪ ،‬وإن غاب عنها حفظته فى نفسها وماله )‬ ‫ (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ‪ ،‬إل‬‫تفعلوا تكن فتنة في الرض وفساد عريض )‬ ‫ ( عليكم بالبكار فإنهن أنتق رحما ‪ ،‬وأعذب أفواها ‪،‬‬‫وأرضى باليسير وفي‬ ‫رواية " وأقل خبا " أي ‪ :‬خداعا رواه ابن ماجة السلسلة‬ ‫الصحيحة ‪(623‬‬ ‫ ( ليتخذ أحدكم قلبا شاكرا ‪ ،‬ولسانا ذاكرا ‪ ،‬وزوجة‬‫مؤمنة تعينه على أمر‬ ‫الخرة ‪ ) ...‬رواه أحمد والترمذي وابن ماجة ‪ .‬وفي رواية‬ ‫" وزوجة صالحة تعينك على أمر دنياك ودينك خير ما‬

‫التوصية بالمرأة ‪1 -‬‬ ‫قال تعالى فى سورة النساء ‪:‬‬ ‫حلّ َلكُمْ أَنْ تَ ِرثُوا النّسَاءَ كَرْهًا وَلَ تَعْضُلُوهُنّ ِلتَذْ َهبُوا‬ ‫يَا َأ ّيهَا اّلذِينَ آ َمنُوا لَ يَ ِ‬ ‫ِب َبعْضِ مَا آتَ ْيتُمُوهُنّ إِلّ أَنْ َي ْأتِينَ بِفَاحِشَةٍ ُم َب ّينَةٍ وَعَاشِرُوهُنّ بِالْمَعْرُوفِ َفإِنْ‬ ‫خيْرًا كثيرا ( آية ‪) 19‬‬ ‫ج َعلَ الُّ فِيهِ َ‬ ‫شيْئًا َويَ ْ‬ ‫كَرِ ْهتُمُوهُنّ فَعَسَى أَنْ َتكْرَهُوا َ‬ ‫يقول ابن كثير رحمه ال " وعاشروهن بالمعروف " أي ‪ :‬طيّبوا أقوالَكم‬ ‫لهنّ ‪ ،‬وحسّنوا أفعالَكم وهيئاتكم حسب قدرتكم كما تحبّ ذلك منكم ‪.‬‬ ‫وقال تعالى فى سورة البقرة ‪َ ... :‬و َلهُنّ ِم ْثلُ الّذِي عَلَ ْيهِنّ بِالْمَعْرُوفِ‬ ‫حكِيمٌ ( ‪) 228‬‬ ‫َولِلرّجَالِ عَ َل ْيهِنّ دَرَجَةٌ وَالُّ عَزِيزٌ َ‬ ‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ (:‬استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة‬ ‫خلقت من ضلع أعوج ‪ ،‬وإن أعوج شيء فى الضلع أعله فإن ذهبت تقيمه‬ ‫كسرته ‪ ،‬وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا )‬

‫‪20‬‬

‫التوصية بالمرأة ‪2 -‬‬ ‫عن جابر بن عبدال النصاري ‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم‬ ‫أنه قال ‪:‬‬ ‫ ( مازال جبريل يوصيني بالنساء ‪ ،‬حتى ظننت أنه يحرم طلقهن‬‫‪...‬‬ ‫ويقول الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬ ‫ (إنما النساء شقائق الرجال )‬‫ ( إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله )‬‫ (اتقوا ال فى النساء فإنكم أخذتموهن بأمان ال ‪ ،‬واستحللتم‬‫فروجهن بكلمة ال ) ‪.‬‬ ‫‪ ( -‬رفقا ‪ ...‬رفقا بالقوارير ) ‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫الرسول وبناته ‪1 -‬‬ ‫شاء ال أن يكون النبي محمد ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬أباً لبنات ليكون القدوة‬ ‫للمؤمنين فيما ينبغي للبنت من حقوق ومكانة لئقة أقرها لها الدين السلمي‬ ‫الحنيف‪ .‬فحفظ السلم للبنت حقوقها وأنزلها المنزلة اللئقة بها ووعد من‬ ‫يرعاها ويحسن إليها بالجر الجزيل وجعل حسن تربيتها ورعايتها والنفقة‬ ‫عليها سبب من السباب الموصلة إلى رضوان ال وجنته‪ ،‬جاء في الحديث عن‬ ‫أنس بن مالك قال ‪:‬‬ ‫قال رسول ال – صلى ال عليه وسلم ‪" :-‬من عال جارتين حتى تبلغا جاء يوم‬ ‫القيامة أنا وهو كهاتين وضم أصابعه"أخرجه مسلم ‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫الرسول وبناته ‪2 -‬‬ ‫كان النبي – صلى ال عليه وسلم ‪ -‬يستشير بناته قبل تزويجهن فعندما خطب‬ ‫علي رضي ال عنه ‪ -‬فاطمة – رضي ال عنها – قال لها الرسول – صلى‬ ‫ال عليه وسلم ‪" :‬إن علياً يذكرك" فسكتت فزوجها " أخرجه ابن سعد في‬ ‫الطبقات ‪.‬‬ ‫وهنا يجب على الباء أن يتأكدوا من موافقة البنت قبل إجراء العقد لها‪.‬‬ ‫والصداق في الزواج حق من حقوق الزوجة يدفعه لها الزوج قال ال تعالى‪:‬‬ ‫حلَةً} وسنة النبي – صلى ال عليه وسلم – وهديه‬ ‫{وَآتُوا النّسَاءَ صَدُقَا ِتهِنّ نِ ْ‬ ‫عدم التغالي في الصداق‪ ،‬بل إن خير الصداق أيسره ‪ .‬قال المام ابن القيم –‬ ‫رحمه ال ‪ ” :-‬إن المغالة في المهر مكروهة في النكاح ‪ ،‬وأنها من قلة بركته‬ ‫وعسره ‪.‬‬

‫‪23‬‬

‫الرسول وبناته ‪3 -‬‬ ‫فقد زوّج النبي – صلى ال عليه وسلم ­‪ ‬بناته على اليسير من الصداق فبعد‬ ‫أن تمت الموافقة على زواج علي بن أبي طالب ­‪ ‬رضي ال عنه ­‪ ‬من فاطمة‬ ‫سأله النبي ” ما تصدقها ؟ "‪ ‬فقال علي ‪ ” :‬ما عندي ما أصدقها "‪ ‬فقال‬ ‫الرسول – صلى ال عليه وسلم ­‪" ‬فأين درعك الحطمية التي كنت قد منحتك‬ ‫؟ "‪ ‬قال علي ‪ ” :‬عندي "‪ .‬قال النبي – صلى ال عليه وسلم ­‪ " ‬أصدقها‬ ‫إياها "‪ ‬فأصدقها و تزوجها وكان ثمنها أربعمائة درهماً ‪ ،‬أخرجه ابن سعد‬ ‫في الطبقات ‪.‬‬ ‫هذا هو صداق بنت رسول ال – صلى ال عليه وسلم ­‪ ‬وحبه وأصغر بناته‬ ‫‪.‬سيدة نساء أهل الجنة‬

‫‪24‬‬

‫الرسول وبناته ‪4 -‬‬ ‫وفي زواج بناته رضي ال عنهن كذلك مظهر من مظاهر اليسر في الوليمة ففي‬ ‫ليلة زواج فاطمة رضي ال عنها قال الرسول – صلى ال عليه وسلم ‪ ( :-‬يا‬ ‫علي ل بد للعروس من وليمة ) ‪ .‬فقال سعد بن معاذ ‪ -‬رضي ال عنه ‪" :-‬عندي‬ ‫كبش"‪ .‬وجمع رهط من النصار أصواعاً من ذرة وأولم الرسول – صلى ال‬ ‫عليه وسلم ‪ -‬أخرجه ابن سعد في الطبقات‪.‬‬ ‫كان النبي – صلى ال عليه وسلم ‪ -‬يزور بناته بعد الزواج ويدخل عليهن الفرح‬ ‫والسرور‪ ،‬فقد زار النبي – صلى ال عليه وسلم ‪ -‬فاطمة – رضي ال عنها –‬ ‫بعد زواجها ودعا لها ولزوجها بأن يعيذهما ال وذريتهما من الشيطان الرجيم ‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫الرسول وبناته ‪5 -‬‬ ‫جاء رسول ال صلى ال عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت‬ ‫فقال أين ابن عمك فقالت كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فقال رسول ال‬ ‫صلى ال عليه وسلم لرجل‪ :‬انظر أين هو ‪ .‬فجاء فقال يا رسول ال هو في‬ ‫المسجد راقد ‪.‬فجاءه رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط‬ ‫رداؤه عن شقه فأصابه تراب فجعل رسول ال صلى ال عليه وسلم يمسحه‬ ‫عنه ويقول قم أبا التراب قم أبا التراب ‪ .‬وكان مافعله الرسول عليه‬ ‫الصلة والسلم بإعادة صهره إلى بيته خشية اتساع شقة الخلف بينه وبين‬ ‫زوجته ‪.‬‬ ‫وهو ما تنصح به اليوم بعد مرور أربعة عشر قرنا العالمة الكبيرة إيفلين مايس‬ ‫بالشتراك مع دوفا وغيره فى كتاب ( كيف تبنى حياتك الزوجية ) إذ قالوا ‪:‬‬ ‫( ل تسرعى بمغادرة المنزل والذهاب الى والدتك ) ‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫النهاية‬ [email protected]

27

Related Documents

207
November 2019 52
207
November 2019 47
207
May 2020 38
207
May 2020 25
207
October 2019 41
Jurinikulin-207
November 2019 9