188

  • June 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View 188 as PDF for free.

More details

  • Words: 3,276
  • Pages: 36
‫نهاية العظماء‬

‫النبي عليه أفضل الصلة و‬ ‫أزكى السلم ‪...‬‬ ‫اللحظات الخيرة على فراش موت النبي عليه‬ ‫أفضل الصلة و أزكى السلم ‪...‬‬ ‫في يوم الثنين الثاني عشر من ربيع الول‬ ‫للسنة الحادية عشرة للهجرة‬ ‫كان المرض قد أشتد برسول الله صلى الله‬ ‫عليه و سلم ‪ ،‬و سرت أنباء مرضه بين‬ ‫أصحابه ‪ ،‬و بلغ منهم القلق مبلغه ‪ ،‬و كان‬ ‫رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أوصى‬ ‫أن يكون أبو بكر إماما لهم ‪ ،‬حين أعجزه‬

‫و في فجر ذلك اليوم و أبو بكر يصلي بالمسلمين ‪،‬‬ ‫لم يفاجئهم و هم يصلون إل رسول الله و هو يكشف‬ ‫ستر حجرة عائشة ‪ ،‬و نظر إليهم و هم في صفوف‬ ‫الصلة ‪ ،‬فتبسم مما رآه منهم فظن أبو بكر أن‬ ‫رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد أن يخرج‬ ‫للصلة ‪ ،‬فأراد أن يعود ليصل الصفوف ‪ ،‬و هم‬ ‫المسلمون أن يفتتنوا في صلتهم ‪ ،‬فرحا برسول‬ ‫الله صلى الله عليه و سلم‬ ‫فأشار إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ‪ ،‬و‬ ‫أومأ إلى أبي بكر ليكمل الصلة ‪ ،‬فجلس عن جانبه و‬ ‫صلى عن يساره ‪ .......‬و عاد رسول الله إلى حجرته ‪،‬‬

‫و جاء الضحى ‪ ..‬و عاد الوجع لرسول الله‬ ‫صلى الله عليه و سلم ‪ ،‬فدعا فاطمة ‪ ..‬فقال‬ ‫لها سرا أنه سيقبض في وجعه هذا ‪ ..‬فبكت‬ ‫لذلك ‪ ، ..‬فأخبرها أنها أول من يتبعه من‬ ‫أهله ‪ ،‬فضحكت ‪...‬‬ ‫و إشتد الكرب برسول الله صلى الله عليه و‬ ‫سلم ‪ ..‬و بلغ منه مبلغه ‪ ...‬فقالت فاطمة ‪:‬‬ ‫واكرباه ‪ ...‬فرد عليها رسول الله قائل ‪ :‬ل‬ ‫كرب على أبيك بعد اليوم‬

‫و أوصى رسول الله صلى الله عليه و سلم وصيته‬ ‫للمسلمين و هو على فراش موته ‪ :‬الصلة الصلة ‪..‬‬ ‫و ما ملكت أيمانكم ‪ ......‬الصلة الصلة و ما ملكت‬ ‫أيمانكم ‪ ....‬و كرر ذلك مرارا ‪......‬‬ ‫و دخل عبد الرحمن بن أبي بكر و بيده السواك ‪،‬‬ ‫فنظر إليه رسول الله ‪ ،‬قالت عائشة ‪ :‬آخذه لك ‪ ..‬؟ ‪،‬‬ ‫فأشار برأسه أن نعم ‪ ...‬فإشتد عليه ‪ ...‬فقالت‬ ‫عائشة ‪ :‬ألينه لك ‪ ...‬فأشار برأسه أن نعم ‪ ...‬فلينته‬ ‫له ‪...‬‬

‫و جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يدخل يديه‬ ‫في ركوة فيها ماء ‪ ،‬فيمسح بالماء وجهه و هو‬ ‫يقول ‪ :‬ل إله إل الله ‪ ...‬إن للموت لسكرات ‪...‬‬ ‫و في النهاية ‪ ...‬شخص بصر رسول الله صلى الله‬ ‫عليه و سلم ‪ ...‬و تحركت شفتاه قائل ‪ .... :‬مع الذين‬ ‫أنعمت عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و‬ ‫الصالحين ‪ ،‬اللهم إغفر لي و إرحمني ‪ ...‬و ألحقني‬ ‫بالرفيق العلى اللهم الرفيق العلى‬ ‫اللهم الرفيق العلى‬ ‫اللهم الرفيق العلى‬ ‫و فاضت روح خير خلق الله ‪ ..‬فاضت أطهر روح‬ ‫خلقت إلى ربها ‪ ..‬فاضت روح من أرسله الله رحمة‬

‫ن القول والعمل واجعله خالصا لوجه الله‬

‫أبو بكر الصديق‬ ‫لما احتضر أبو بكر الصديق رضي ال عنه وأرضاه حين وفاته قال ‪ :‬و جاءت سكرة‬ ‫الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ‪.‬‬ ‫و قال لعائشة ‪:‬‬ ‫انظروا ثوبي هذين ‪ ,‬فاغسلوهما و كفنوني فيهما ‪ ,‬فإن الحي أولى بالجديد من الميت ‪.‬‬ ‫و لما حضرته الوفاة أوصى عمر رضي ال عنه قائل ‪:‬‬ ‫إني أوصيك بوصية ‪ ,‬إن أنت قبلت عني ‪ :‬إن ل عز و جل حقا بالليل ل يقبله بالنهار ‪,‬‬ ‫و إن ل حقا بالنهار ل يقبله بالليل ‪ ,‬و إنه ل يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة ‪ ,‬و إنما‬ ‫ثقلت موازين من ثقلت موازينه في الخرة بإتباعهم الحق في الدنيا ‪ ,‬و ثقلت ذلك‬ ‫عليهم ‪ ,‬و حق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيل ‪ ,‬و إنما خفت موازين من خفت‬ ‫موازينه في الخرة باتباعهم الباطل ‪ ,‬و خفته عليهم في الدنيا و حق لميزان أن يوضع‬ ‫فيه الباطل أن يكون خفيفا‪.‬‬

‫عمر بن الخطاب‬ ‫ولما طعن عمر‬ ‫‪ ..‬جاء عبدال بن عباس ‪ ,‬فقال ‪ : ..‬يا أمير المؤمنين ‪ ,‬أسلمت حين كفر الناس ‪ ,‬و جاهدت مع‬ ‫رسول ال صلى ال عليه و سلم حين خذله الناس ‪ ,‬و قتلت شهيدا و لم يختلف عليك اثنان ‪ ,‬و‬ ‫توفي رسول ال صلى ال عليه و سلم و هو عنك راض ‪.‬‬ ‫فقال له ‪ :‬أعد مقالتك فأعاد عليه ‪ ,‬فقال ‪ :‬المغرور من غررتموه ‪ ,‬و ال لو أن لي ما طلعت عليه‬ ‫الشمس أو غربت لفتديت به من هول المطلع ‪.‬‬ ‫و قال عبدال بن عمر ‪ :‬كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه ‪.‬‬ ‫فقال ‪ :‬ضع رأسي على الرض ‪.‬‬ ‫فقلت ‪ :‬ما عليك كان على الرض أو كان على فخذي ؟!‬ ‫فقال ‪ :‬ل أم لك ‪ ,‬ضعه على الرض فقال عبدال ‪ :‬فوضعته على الرض ‪.‬‬ ‫فقال ‪ :‬ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز وجل‬

‫عثمان بن عفان‬ ‫أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي ال عنه و أرضاه‬ ‫قال حين طعنه الغادرون و الدماء تسيل على لحيته ‪:‬‬ ‫ل إله إل أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ‪.‬‬ ‫اللهم إني أستعديك و أستعينك على جميع أموري و أسألك الصبر على بليتي ‪.‬‬ ‫ولما إستشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفل ‪ .‬ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوبا عليها‬ ‫هذه وصية عثمان‬ ‫بسم ال الرحمن الرحيم ‪.‬‬ ‫عثمان بن عفان يشهد أن ل إله إل ال و حده ل شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن الجنة‬ ‫حق ‪ .‬و أن ال يبعث من في القبور ليوم ل ريب فيه إن ال ل يخلف الميعاد ‪ .‬عليها يحيا و عليها‬ ‫يموت و عليها يبعث إن شاء ال ‪.‬‬

‫علي بن أبي طالب‬ ‫أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي ال عنه‬ ‫بعد أن طعن علي رضي ال عنه‬ ‫قال ‪ :‬ما فعل بضاربي ؟‬ ‫قالو ‪ :‬أخذناه‬ ‫قال ‪ :‬أطعموه من طعامي ‪ ,‬و اسقوه من شرابي ‪ ,‬فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي ‪ ,‬و إن أنا مت‬ ‫فاضربوه ضربة واحدة ل تزيدوه عليها ‪.‬‬ ‫ثم أوصى الحسن أن يغسله و قال ‪ :‬ل تغالي في الكفن فإني سمعت رسول ال صلى ال عليه و‬ ‫سلم يقول ‪ :‬لتغالوا في الكفن فإنه يسلب سلبا سريعا‬ ‫و أوصى ‪ :‬إمشوا بي بين المشيتين ل تسرعوا بي ‪ ,‬و ل تبطئوا ‪ ,‬فإن كان خيرا عجلتموني إليه ‪,‬‬ ‫و إن كان شرا ألقيتموني عن أكتافكم‬

‫معاذ بن جبل‬ ‫معاذ بن جبل رضي ال عنه و أرضاه‬ ‫الصحابي الجليل معاذ بن جبل ‪ ..‬حين حضرته الوفاة ‪..‬‬ ‫و جاءت ساعة الحتضار ‪ ..‬نادى ربه ‪ ...‬قائل ‪: ..‬‬ ‫يا رب إنني كنت أخافك ‪ ,‬و أنا اليوم أرجوك ‪ ..‬اللهم إنك تعلم أنني ما كنت أحب الدنيا لجري‬ ‫النهار ‪ ,‬و ل لغرس الشجار ‪ ..‬و إنما لظمأ الهواجر ‪ ,‬و مكابدة الساعات ‪ ,‬و مزاحمة العلماء‬ ‫بالركب عند حلق العلم ‪.‬‬ ‫ثم فاضت روحه بعد أن قال ‪:‬ل إله إل ال ‪...‬‬ ‫روى الترمذي أن رسول ال صلى ال عليه و سلم قال ‪ : ..‬نعم الرجل معاذ بن جبل‬ ‫و روى البخاري أن رسول ال صلى ال عليه و سلم قال ‪ :‬أرحم الناس بأمتي أبوبكر ‪ ....‬إلى أن‬ ‫قال ‪ ...‬و أعلمهم بالحلل و الحرام معاذ‬

‫بلل بن رباح‬

‫بلل بن رباح رضي ال عنه و أرضاه‬ ‫حينما أتى بلل الموت ‪ ..‬قالت زوجته ‪ :‬وا حزناه ‪..‬‬ ‫فكشف الغطاء عن وجهه و هو في سكرات الموت ‪ ..‬و قال ‪ :‬ل‬ ‫تقولي واحزناه ‪ ,‬و قولي وا فرحاه‬ ‫ثم قال ‪ :‬غدا نلقى الحبة ‪..‬محمدا و صحبه ‪.‬‬

‫أبو ذر الغفاري‬ ‫أبو ذر الغفاري رضي ال عنه و أرضاه‬ ‫لما حضرت أبا ذر الوفاة ‪ ..‬بكت زوجته ‪ ..‬فقال ‪ :‬ما يبكيك ؟‬ ‫قالت ‪ :‬و كيف ل أبكي و أنت تموت بأرض فلة و ليس معنا ثوب يسعك كفنا ‪...‬‬ ‫فقال لها ‪ :‬ل تبكي و أبشري فقد سمعت النبي صلى ال عليه و سلم يقول لنفر أنا منهم ‪:‬ليموتن رجل منكم بفلة من الرض‬ ‫يشهده عصابة من المؤمنين‬ ‫و ليس من أولئك النفر أحد إل و مات في قرية و جماعة ‪ ,‬و أنا الذي أموت بفلة ‪ ,‬و ال ما كذبت و ل كذبت فانظري الطريق‬ ‫قالت ‪:‬أنى و قد ذهب الحاج و تقطعت الطريق‬ ‫فقال انظري فإذا أنا برجال فألحت ثوبي فأسرعوا إلي فقالوا ‪ :‬ما لك يا أمة ال ؟‬ ‫قالت ‪ :‬امرؤ من المسلمين تكفونه ‪..‬‬ ‫فقالوا ‪ :‬من هو ؟‬ ‫قالت ‪ :‬أبو ذر‬ ‫قالوا ‪ :‬صاحب رسول ال‬ ‫ففدوه بأبائهم و أمهاتهم و دخلوا عليه فبشرهم و ذكر لهم الحديث‬ ‫و قال ‪ :‬أنشدكم بال ‪ ,‬ل يكفنني أحد كان أمير أو عريفا أو بريدا‬ ‫فكل القوم كانوا نالوا من ذلك شيئا غير فتى من النصار فكفنه في ثوبين لذلك الفتى‬ ‫و صلى عليه عبدال بن مسعود‬ ‫فكان في ذلك القوم‬ ‫رضي ال عنهم أجمعين‪.‬‬

‫أبوالدرداء‬ ‫الصحابي الجليل أبوالدرداء رضي ال عنه و أرضاه‬ ‫لما جاء أبا الدرداء الموت ‪ ...‬قال ‪:‬‬ ‫أل رجل يعمل لمثل مصرعي هذا ؟‬ ‫أل رجل يعمل لمثل يومي هذا ؟‬ ‫أل رجل يعمل لمثل ساعتي هذه ؟‬ ‫ثم قبض رحمه ال‪.‬‬

‫سلمان الفارسي‬ ‫سلمان الفارسي رضي ال عنه و أرضاه‬ ‫بكى سلمان الفارسي عند موته ‪ ,‬فقيل له ‪ :‬ما يبكيك ؟‬ ‫فقال ‪ :‬عهد إلينا رسول ال صلى ال عليه و سلم أن يكون زاد أحدنا كزاد الراكب ‪,‬‬ ‫و حولي هذه الزواد ‪.‬‬ ‫و قيل ‪ :‬إنما كان حوله إجانة و جفنة و مطهرة !‬ ‫الجانة ‪ :‬إناء يجمع فيه الماء‬

‫الجفنة ‪ :‬القصعة يوضع فيها الماء و الطعام‬ ‫المطهرة ‪ :‬إناء يتطهر فيه‬

‫عبدالله بن مسعود‬ ‫الصحابي الجليل عبدال بن مسعود رضي ال عنه‬ ‫لما حضر عبدال بن مسعود الموت دعا إبنه فقال ‪ :‬يا عبدالرحمن بن‬ ‫عبدال بن مسعود ‪ ,‬إني أوصيك بخمس خصال ‪ ,‬فإحفظهن عني ‪:‬‬ ‫أظهر اليأس للناس ‪ ,‬فإن ذلك غنى فاضل ‪.‬‬ ‫و دع مطلب الحاجات إلى الناس ‪ ,‬فإن ذلك فقر حاضر ‪.‬‬ ‫و دع ما تعتذر منه من المور ‪ ,‬و ل تعمل به ‪.‬‬ ‫و إن إستطعت أل يأتي عليك يوم إل و أنت خير منك بالمس ‪ ,‬فافعل ‪.‬‬ ‫و إذا صليت صلة فصل صلة مودع ‪ ,‬كأنك ل تصلي بعدها‬

‫الحسن بن علي‬ ‫الحسن بن علي سبط رسول ال و سيد شباب أهل الجنة رضي‬ ‫ال عنه‬ ‫لما حضر الموت بالحسن بن علي رضي ال عنهما ‪ ,‬قال ‪:‬‬ ‫أخرجوا فراشي إلى صحن الدار ‪ ,‬فأخرج فقال ‪:‬‬ ‫اللهم إني أحتسب نفسي عندك ‪ ,‬فإني لم أصب بمثلها !‬

‫معاوية بن أبي سفيان‬ ‫الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي ال عنه‬ ‫قال معاوية رضي ال عنه عند موته لمن حوله ‪ :‬أجلسوني ‪..‬‬ ‫فأجلسوه ‪ ..‬فجلس يذكر ال ‪ , ..‬ثم بكى ‪ ..‬و قال ‪:‬‬ ‫الن يا معاوية ‪ ..‬جئت تذكر ربك بعد النحطام و النهدام ‪ ,..‬أما كان هذا و غض‬ ‫الشباب نضير ريان ؟!‬ ‫ثم بكى و قال ‪:‬‬ ‫يا رب ‪ ,‬يا رب ‪ ,‬ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي ‪ ..‬اللهم أقل العثرة و اغفر‬ ‫الزلة ‪ ..‬و جد بحلمك على من لم يرج غيرك و ل وثق بأحد سواك ‪...‬‬ ‫ثم فاضت رضي ال عنه‪.‬‬

‫عمرو بن العاص‬ ‫الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي ال عنه‬ ‫حينما حضر عمرو بن العاص الموت ‪ ..‬بكى طويل ‪ ..‬و حول وجهه إلى الجدار ‪ ,‬فقال له إبنه ‪:‬ما يبكيك يا أبتاه ؟ أما بشرك رسول ال ‪....‬‬ ‫فأقبل عمرو رضي ال عنه إليهم بوجهه و قال ‪ :‬إن أفضل ما نعد ‪ ...‬شهادة أن ل إله إل ال ‪ ,‬و أن محمدا رسول ال ‪..‬‬ ‫إني كنت على أطباق ثلث ‪..‬‬ ‫لقد رأيتني و ما أحد أشد بغضا لرسول ال صلى ال عليه و سلم مني ‪ ,‬و ل أحب إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته ‪ ,‬فلو مت على تلك‬ ‫الحال لكنت من أهل النار‪.....‬‬ ‫فلما جعل ال السلم في قلبي ‪ ,‬أتيت النبي صلى ال عليه و سلم فقلت ‪ :‬إبسط يمينك فلبايعنك ‪ ,‬فبسط يمينه ‪ ,‬قال ‪ :‬فقضبت يدي ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬ما لك يا عمرو ؟‬ ‫قلت ‪ :‬أردت أن أشترط‬ ‫فقال ‪ :‬تشترط ماذا ؟‬ ‫قلت ‪ :‬أن يغفر لي ‪.‬‬ ‫فقال ‪ :‬أما علمت أن السلم يهدم ما كان قبله ‪ ,‬و أن الهجرة تهدم ما كان قبلها ‪ ,‬و أن الحج يهدم ما كان قبله ؟‬ ‫و ما كان أحد أحب إلي من رسول ال صلى ال عليه و سلم و ل أحلى في عيني منه ‪ ,‬و ما كنت أطيق أن أمل عيني منه إجلل له ‪ ,‬و لو‬ ‫قيل لي صفه لما إستطعت أن أصفه ‪ ,‬لني لم أكن أمل عيني منه ‪,‬‬ ‫و لو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة ‪,‬‬ ‫ثم ولينا أشياء ‪ ,‬ما أدري ما حالي فيها ؟‬ ‫فإذا أنا مت فل تصحبني نائحة و ل نار ‪ ,‬فإذا دفنتموني فسنوا علي التراب سنا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور و يقسم لحمها ‪,‬‬ ‫حتى أستأنس بكم ‪ ,‬و أنظر ماذا أراجع به رسل ربي ؟‬

‫أبو موسى الشعري‬ ‫الصحابي الجليل أبو موسى الشعري‬ ‫لما حضرت أبا موسى ‪ -‬رضي ال عنه ‪ -‬الوفاة ‪ ,‬دعا فتيانه ‪ ,‬و قال لهم ‪:‬‬ ‫إذهبوا فاحفروا لي و أعمقوا ‪...‬‬ ‫ففعلوا ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬اجلسوا بي ‪ ,‬فو الذي نفسي بيده إنها لحدى المنزلتين ‪ ,‬إما ليوسعن قبري حتى تكون كل زاوية أربعين‬ ‫ذراعا ‪ ,‬و ليفتحن لي باب من أبواب الجنة ‪ ,‬فلنظرن إلى منزلي فيها و إلى أزواجي ‪ ,‬و إلى ما أعد ال عز و جل‬

‫منزلي‬

‫في الجنة مني اليوم إلى أهلي ‪ ,‬و ليصيبني من روحها و ريحانها‬ ‫لي فيها من النعيم ‪ ,‬ثم لنا أهدى إلى‬ ‫حتى أبعث ‪.‬‬ ‫و إن كانت الخرى ليضيقن علي قبري حتى تختلف منه أضلعي ‪ ,‬حتى يكون أضيق من كذا و كذا ‪ ,‬و ليفتحن لي‬ ‫باب من أبواب جهنم ‪ ,‬فلنظرن إلى مقعدي و إلى ما أعد ال عز و جل فيها من السلسل و الغلل و القرناء ‪ ,‬ثم‬ ‫لنا إلى مقعدي من جهنم لهدى مني اليوم إلى منزلي ‪ ,‬ثم ليصيبني من سمومها و حميمها حتى أبعث‬

‫سعد بن الربيع‬ ‫سعد بن الربيع رضي ال عنه‬ ‫لما إنتهت غزوة أحد ‪ ..‬قال رسول ال صلى ال عليه و سلم ‪ :‬من يذهب فينظر ماذا فعل سعد بن‬ ‫الربيع ؟‬ ‫فدار رجل من الصحابة بين القتلى ‪ ..‬فأبصره سعد بن الربيع قبل أن تفيض روحه ‪ ..‬فناداه ‪: ..‬‬ ‫ماذا تفعل ؟‬ ‫فقال ‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه و سلم بعثني لنظر ماذا فعلت ؟‬ ‫فقال سعد ‪:‬‬ ‫إقرأ على رسول ال صلى ال عليه و سلم مني السلم و أخبره أني ميت و أني قد طعنت إثنتي‬ ‫عشرة طعنة و أنفذت في ‪ ,‬فأنا هالك ل محالة ‪ ,‬و إقرأ على قومي من السلم و قل لهم ‪ ..‬يا‬ ‫قوم ‪ ..‬ل عذر لكم إن خلص إلى رسول ال صلى ال عليه و سلم و فيكم عين تطرف ‪...‬‬

‫عبدالله بن عمر‬ ‫عبدال بن عمر رضي ال عنهما‬ ‫قال عبدال بن عمر قبل أن تفيض روحه ‪:‬‬ ‫ما آسى من الدنيا على شيء إل على ثلثة ‪:‬‬ ‫ظمأ ا لهواجر ومكابدةالليل و مراوحة القدام بالقيام ل عز و‬ ‫جل ‪,‬‬ ‫و أني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت‬ ‫و لعله يقصد الحجاج و من معه‪.‬‬

‫عبادة بن الصامت‬

‫عبادة بن الصامت رضي ال عنه و أرضاه‬ ‫لما حضرت عبادة بن الصامت الوفاة ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫أخرجوا فراشي إلى الصحن‬ ‫ثم قال ‪:‬‬ ‫اجمعوا لي موالي و خدمي و جيراني و من كان يدخل علي‬ ‫فجمعوا له ‪ ....‬فقال ‪:‬‬ ‫ن يومي هذا ل أراه إل آخر يوم يأتي علي من الدنيا ‪ ،‬و أول ليلة من الخرة ‪ ،‬و إنه ل أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو‬ ‫بلساني شيء ‪ ،‬و هو والذي نفس عبادة بيده ‪ ،‬القصاص يوم القيامة ‪ ،‬و أحرج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إل‬ ‫اقتص مني قبل أن تخرج نفسي ‪.‬‬ ‫فقالوا ‪ :‬بل كنت والدا و كنت مؤدبا ‪.‬‬ ‫فقال ‪ :‬أغفرتم لي ما كان من ذلك ؟‬ ‫قالوا ‪ :‬نعم ‪.‬‬ ‫فقال ‪ :‬اللهم اشهد ‪ ...‬أما الن فاحفظوا وصيتي ‪...‬‬ ‫حرج على كل إنسان منكم أن يبكي ‪ ،‬فإذا خرجت نفسي فتوضئوا فأحسنوا الوضوء ‪ ،‬ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدا فيصلي‬ ‫ثم يستغفر لعبادة و لنفسه ‪ ،‬فإن ال عز و جل قال ‪ :‬و استعينوا بالصبر و الصلة و إنها لكبيرة إل على الخاشعين ‪ ...‬ثم‬ ‫أسرعوا بي إلى حفرتي ‪ ،‬و ل تتبعوني بنار ‪.‬‬

‫المام الشافعي‬ ‫المام الشافعي رضي ال عنه‬ ‫دخل المزني على المام الشافعي في مرضه الذي توفي فيه‬ ‫فقال له ‪:‬كيف أصبحت يا أبا عبدال ؟!‬ ‫فقال الشافعي ‪:‬‬ ‫أصبحت من الدنيا راحل‪ ,‬و للخوان مفارقا ‪ ,‬و لسوء عملي ملقيا ‪ ,‬و لكأس المنية شاربا ‪ ,‬و‬ ‫على ال واردا ‪ ,‬و ل أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها ‪ ,‬أم إلى النار فأعزيها ‪ ,‬ثم أنشأ‬ ‫يقول ‪:‬‬ ‫و لما قسـا قلبي و ضاقـت مذاهبي‬ ‫جـعـلت رجـائي نحـو عفـوك سلـما‬ ‫تعاظـمــني ذنبــي فلـما قرنتـه‬ ‫بعـفــوك ربـي كـان عفوك أعظـما‬ ‫فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل‬ ‫تجـود و تعـفـو منــة و تكـرمـا‬

‫الحسن البصري‬ ‫الحسن البصري رضي ال عنه و أرضاه‬ ‫حينما حضرت الحسن البصري المنية‬ ‫حرك يديه و قال ‪:‬‬ ‫هذه منزلة صبر و إستسلم‬

‫عبدالله بن المبارك‬ ‫عبدال بن المبارك‬ ‫العالم العابد الزاهد المجاهد عبدال بن المبارك ‪ ,‬حينما جاءته الوفاة‬ ‫إشتدت عليه سكرات الموت‬ ‫ثم أفاق ‪ ..‬و رفع الغطاء عن وجهه و ابتسم قائل ‪:‬‬ ‫لمثل هذا فليعمل العاملون ‪ ....‬ل إله إل ال ‪....‬‬ ‫ثم فاضت روحه‪.‬‬

‫الفضيل بن عياض‬ ‫الفضيل بن عياض‬ ‫العالم العابد الفضيل بن عياض الشهير بعابد الحرمين‬ ‫لما حضرته الوفاة ‪ ,‬غشي عليه ‪ ,‬ثم أفاق و قال ‪:‬‬ ‫وا بعد سفراه ‪...‬‬ ‫وا قلة زاداه ‪!...‬‬

‫محمد بن سيرين‬ ‫المام العالم محمد بن سيرين‬ ‫روي أنه لما حضرت محمد بن سيرين الوفاة ‪ ,‬بكى ‪ ,‬فقيل له ‪:‬‬ ‫ما يبكيك ؟‬ ‫فقال ‪ :‬أبكي لتفريطي في اليام الخالية و قلة عملي للجنة‬ ‫العالية و ما ينجيني من النار الحامية‪.‬‬

‫عمر بن عبدالعزيز‬ ‫الخليفة العادل الزاهد عمر بن عبدالعزيز رضي ال عنه‬ ‫لما حضر الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز الموت قال لبنيه و كان مسلمة بن عبدالملك‬ ‫حاضرا ‪:‬‬ ‫يا بني ‪ ,‬إني قد تركت لكم خيرا كثيرا ل تمرون بأحد من المسلمين و أهل ذمتهم إل رأو لكم حقا‬ ‫‪.‬‬ ‫يا بني ‪ ,‬إني قد خيرت بين أمرين ‪ ,‬إما أن تستغنوا و أدخل النار ‪ ,‬أو تفتقروا و أدخل الجنة ‪,‬‬ ‫فأرى أن تفتقروا إلى ذلك أحب إلي ‪ ,‬قوموا عصمكم ال ‪ ...‬قوموا رزقكم ال ‪...‬‬ ‫قوموا عني ‪ ,‬فإني أرى خلقا ما يزدادون إل كثرة ‪ ,‬ما هم بجن و ل إنس ‪..‬‬ ‫قال مسلمة ‪ :‬فقمنا و تركناه ‪ ,‬و تنحينا عنه ‪ ,‬و سمعنا قائل يقول ‪ :‬تلك الدار الخرة نجعلها‬ ‫للذين ل يريدون علوا في الرض و ل فسادا و العاقبة للمتقين‬ ‫ثم خفت الصوت ‪ ,‬فقمنا فدخلنا ‪ ,‬فإذا هو ميت مغمض مسجى‬

‫الخليفة المأمون‬ ‫الخليفة المأمون أمير المؤمنين رحمه ال‬ ‫حينما حضر المأمون الموت قال ‪:‬‬ ‫أنزلوني من على السرير‪.‬‬ ‫فأنزلوه على الرض ‪...‬‬ ‫فوضع خده على التراب و قال ‪:‬‬ ‫يا من ل يزول ملكه ‪ ...‬إرحم من قد زال ملكه ‪...‬‬

‫عبدالملك من مروان‬ ‫أمير المؤمنين عبدالملك من مروان رحمه ال‬ ‫يروى أن عبدالملك بن مروان لما أحس بالموت قال ‪ :‬ارفعوني على‬ ‫شرف ‪ ,‬ففعل ذلك ‪ ,‬فتنسم الروح ‪ ,‬ثم قال ‪:‬‬ ‫يا دنيا ما أطيبك !‬ ‫إن طويلك لقصير ‪...‬‬ ‫و إن كثيرك لحقير ‪...‬‬ ‫و إن كنا منك لفي غرور ‪! ...‬‬

‫هشام بن عبدالملك‬ ‫هشام بن عبدالملك رحمه ال‬ ‫لما أحتضر هشام بن عبدالملك ‪ ,‬نظر إلى أهله يبكون‬ ‫حوله فقال ‪ :‬جاء هشام إليكم بالدنيا و جئتم له بالبكاء ‪,‬‬ ‫ترك لكم ما جمع و تركتم له ما حمل ‪ ,‬ما أعظم مصيبة‬ ‫هشام إن لم يرحمه ال ‪.‬‬

‫الخليفة المعتصم‬ ‫أمير المؤمنين الخليفة المعتصم رحمه ال‬ ‫قال المعتصم عند موته ‪:‬‬ ‫لو علمت أن عمري قصير هكذا ما فعلت ‪! ...‬‬

‫هارون الرشيد‬ ‫أمير المؤمنين الخليفة الزاهد المجاهد هارون الرشيد رحمه‬ ‫ال‬ ‫لما مرض هارون الرشيد و يئس الطباء من شفائه ‪ ...‬و أحس‬ ‫بدنو أجله ‪ ..‬قال ‪ :‬أحضروا لي أكفانا فأحضروا له ‪..‬فقال ‪:‬‬ ‫احفروا لي قبرا ‪...‬‬ ‫فحفروا له ‪ ...‬فنظر إلى القبر و قال ‪:‬‬ ‫ما أغنى عني مالية ‪ ...‬هلك عني سلطانية ‪...‬‬

‫وجزاكم ال خيرا على التلطف بالقراءة‬ ‫ول تنسوني من دعوة صادقة‬ ‫بظهر الغيب‬ ‫ول تبخلوا على اخوانكم‬ ‫بارسالها اليهم‬ ‫لعلها توقظ نائما وتنبه غافل ً‬

Related Documents

188
June 2020 15
188
June 2020 12
188
November 2019 16
Pagina 188
December 2019 10
21118187-188
May 2020 6
P-188
July 2020 4