154

  • October 2019
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View 154 as PDF for free.

More details

  • Words: 1,301
  • Pages: 10
‫رَحَ لْتَ يا ر مضان ‪ ،‬و ال رّحي لُ مُرّ عل ى الص الحين ‪،‬‬ ‫ف ابكو ا عل يه بال حزا نِ وودّعُ وه ‪،‬و أج رُو ا لج لِ فرا قِهِ‬ ‫ال دّ موعَ وش يّع وه ‪..‬‬ ‫ر *** و اذكر لمن‬ ‫ع البكاءَ على الطل ِ‬ ‫ل والدَّا ِ‬ ‫د ِ‬ ‫ن من خ ٍّ‬ ‫ر‬ ‫با َ‬ ‫ل و من جا ِ‬ ‫ق‬ ‫ر الدمو َ‬ ‫ك من أس ٍ‬ ‫ع نحيبا ً و اب ِ‬ ‫ف *** على فرا ِ‬ ‫ذ ِ‬ ‫ر‬ ‫ل ذا ِ‬ ‫ليا ٍ‬ ‫ت أنوا ِ‬ ‫جعل َ‬ ‫ص‬ ‫لتمحي‬ ‫إل‬ ‫***‬ ‫ت‬ ‫ر الصوم ِ ما ُ‬ ‫ْ‬ ‫على ليا ٍ‬ ‫ل لشه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫آثام ٍ و أوزا ِ‬ ‫يا لئمي في البُكا زدني به كَلفا ً *** و اسمع‬ ‫ر‬ ‫ب أحادي ٍ‬ ‫غري َ‬ ‫ث و أخبا ِ‬

‫!‬

‫‪..‬‬

‫‪..‬‬

‫الرحيلُ مُرّ على الفائزينَ لنّهم فقدوا أياماً مم ِتعَة ‪ ،‬وليالٍ جميلَة ‪ ..‬نهارُها صدق ٌة‬ ‫ع والبكاء ‪..‬‬ ‫وصيام وليلُها قراءةٌ وقيام ‪ ،‬نسيمُها الذّكر والدّعاء ‪ ،‬وطيبُها الدمو ُ‬ ‫شعروا بمرارةِ الفراقِ فأرسلوا ال َعبَرَاتِ والهَات‪..‬كيفَ ل وهو شهرُ الرّحمَات‬ ‫وتكفيرِ السّيئاتِ وإقالةُ ال َعثَرَات‪ ،‬كيفَ ل والدعاءُ فيه مسموعٌ و الضُرّ مدفوعٌ‬ ‫والخيرُ مجموع ؟!‬ ‫كيف ل نبكي على رحيلِهِ ونحنُ ل نعلمُ أَمِنِ المقبولينَ نحنُ أم مّن المطرودين ؟!‬

‫كيفَ ل نبكي على رحيلِهِ أيّها الحبةُ ونحنُ ل ندري أيعودُ ونحنُ في الوجودِ‬ ‫أم في اللّحود ؟!‬ ‫فيا ليت شعري أيّها الحبةُ بعدَ هذه اليام ‪ ..‬من منّا أشغلَهُ هذا الهاجسُ وقد‬ ‫مضى أسبوعُ على رحيلِ رمضان ؟ مَن منّا أشغله هاجسُ هل ُق ِبلَتْ أعمالُهُ أم‬ ‫ل؟‬ ‫هل نحنُ من الفائزينَ في رمضانَ أم ل ؟ من منّا لسانُهُ يلهجُ بالدّعاء أن يَق َبلَ‬ ‫الُ منه رمضان ؟‬ ‫إنّنا نقرأُ ونسمعُ أنّ سل َفنَا الصالحَ كانوا يدعونَ الَ ستةَ أشهرٍ أن يقبلَ الُ‬ ‫منهُم رمضان ‪ ،‬ونحنُ لم يمضِ على رحيلِهِ سوى أيامٍ فهل دعونا أم ل ؟‬ ‫أم أنّنا نسينَا رمضانَ وغَ َفلْنا عنه و كأنّنا أَزَحْنَا حِمْلً ثقيلً كان جاثماً على‬ ‫صدورِنا !‬

‫سنَا وسلو ِكنَا ‪ ،‬وعلى‬ ‫حلَ رمضان ‪ ..‬لَكَن ماذَا استفَ ْدنَا مِن رمضَان ؟ وأين آثارُهُ على نفو ِ‬ ‫نعم رَ َ‬ ‫أقوالِنا وأفعالِنا ؟ أما المفرّطونَ نعوذُ بال من حالهم ‪ ،‬فهم نوعان ‪:‬‬

‫النوع الول ‪:‬‬ ‫أناس قصّرُوا فلم يعملوا إل القليل ‪ ،‬نعم صلّوا التراويحَ والقيامَ سِرَاعاً ‪ ..‬فهم لم يقوموا إل‬ ‫القليلَ ‪ ،‬ولم يقرأوا من القرآنِ إل القليل ‪ ..‬ولم يقدّموا من الصّلواتِ إل القليل‪..‬‬ ‫الصلواتُ المفروضةُ تشكو من تخريقِها ونقرِها ‪ ،‬والصيامُ ي ِئنّ من تجريحِهِ وتضييعِه ‪ ..‬والقرآنُ‬ ‫يشكو من هجرِهِ ونثرِهِ ‪ ..‬والصدقةُ ربّما يتبعُها منٌ وأَذَى ‪..‬‬ ‫اللسنُ يابسةٌ من ذكرِ ال ‪ ..‬غافلةٌ عن الدّعاءِ والستغفار ‪ ،‬فهم في صراعٍ مَعَ الشّهواتِ حتى‬ ‫في رمضان‪ ،‬لكنّ فطرةَ الخيرِ تجذ ُبهُم ‪ ،‬فتغل ُبهُم تارةً ويغلبونهَا تَارَاتٍ !‬ ‫سهَرِ و التّعَبِ و الرهاقِ ‪.‬‬ ‫هم يقرأونَ القرآنَ في النّهار ‪ ،‬لك ّنهُم يصارعونَ النومَ بعد ليالٍ من ال ّ‬ ‫أما الصلة ‪ ،‬فصلةُ الظّهرِ عليها السّلم ! و ُربّما صلةُ العصر ‪ ،‬بل وربّما الفجر ! كلّ ذلك‬ ‫بسببِ التّعَبِ والرهاقِ كما يقولون ‪ .‬فهؤلء لم ينت ِبهُوا إلّ و الحبيبُ يرحَلُ عنهم ‪ ،‬فتجرّعوا‬ ‫مرارةَ الرّحيلِ ‪ ..‬بكاءٌ ونَدَم ‪..‬‬ ‫حَ ِزنُوا ! ولكن بعدَ ماذا ؟ بعدَ فواتِ الوانِ ‪ ..‬بعد أن انقضت أفضلُ اليّام ‪.‬‬

‫النوع الثاني ‪:‬‬ ‫أما النوعُ الثاني من المفرّطينَ فهُمُ الخاسرونَ ‪،‬نعوذُ بال من الخسران ‪.‬‬ ‫فهناك من لم يَقُم رَمَضَان ‪ ..‬ولم يقرأِ القرآنَ ‪ ..‬و ُربّمَا لم يَصُم في رمضان ‪ ،‬فنهارُهُ ليلٌ وليلُهُ ويل !‬ ‫ل الواخرَ عرفوها ول ليلةَ القَدْر قَدّروها ‪ ..‬فمتى يصلحُ من ل يصلُحُ في رَمَضَان ؟‬ ‫جهَالَةِ والغَفْلَةِ مَرْضَان؟‬ ‫متى يصُحّ من كان من داءِ ال َ‬ ‫مَن فَرّطَ في الزّرع في وقتِ البَذَارِ ‪،‬لم يحصدْ غيرَ النّدَمِ والخَسَار ‪.‬‬ ‫مساكينُ هؤلء ‪ ،‬فاتَهم رمضانُ وخيرُ رمضان ‪ ،‬فأصابَهم الحرمانُ وحَلّتْ عليهِمُ الخيبةُ والخُسران !‬ ‫قلوبٌ خَلَتْ من التّقوى فهي خرابٌ بَلْقَع ‪ ،‬ل صيامٌ ينفع ول قيامٌ يَشْفَع ‪.‬‬ ‫قلوبٌ كالحجارةِ أو أشدّ قَسوة ‪ ،‬حالُها في رمضان كحالِ أهلِ الشّقوة ‪ ،‬ل الشابّ منهم ينتهي عن‬ ‫الصّبوة ‪ ،‬ول الشيخُ يَنـزَجِرُ فيلحقُ بالصّفوة ‪.‬‬ ‫حلَ رمضانُ وهو يشهدُ عليكَ بالخُسران فأصبحَ لكَ خصماً يومَ القيامة ‪.‬‬ ‫أيّها الخاسر ! رَ َ‬ ‫رَحَلَ رمضانُ وهو يشهدُ عليكَ ِبهَجْرِ القُرآن ‪ ،‬فيا وَيلَ من جَ َعلَ خصمَهُ القرآنَ وشهرَ رمَضَان !‬ ‫فيا مَن فرّطَ في عُمُرِهِ وأضَاعَه ‪ ،‬كيف ترجو الشّفاعة ؟ أتعتذِرُ برحمةِ ال ؟ أتقولُ لنا إنّ الَ غفورٌ‬ ‫رحيم ؟‬

‫حلَ رمضانُ و ُربّما خسرتَ خسارةً عظيمة ‪ ،‬ولكن ‪ ،‬الحمدُ ل‬ ‫فيَا أ ّيهَا الخاسرُ ‪ ..‬نعم رَ َ‬ ‫فمَا زالَ البابُ مفتوحاً والخيرُ مفسوحاً ‪ ..‬وقبلَ غرغرةِ الرّوحِ ابكِ على نفسكَ وأكثرِ‬ ‫النّوح ‪ ،‬وقل لها ‪:‬‬

‫خدَمَا‬ ‫حلَ الشّهرُ –وا لهفاهُ – وانصَرَمَا *** واختُصّ بالفوزِ في الجنّاتِ من َ‬ ‫تر ّ‬ ‫وأصبحَ الغَا ِفلُ المسكينُ منكسراً *** مثلي ! فيَا وَيحَهُ يا عُظمَ مَا حُرِمَا !‬ ‫من فاتَهُ الزّرعُ في وقتِ البَذَارِ فَمَا *** تراهُ يحصُدُ إلّ الهمّ وال ّندَمَا‬ ‫طُوبى لِمَن كانتِ التّقوى بضاعتَه *** في شهرِهِ وبحبلِ الِ مُع َتصِمَا‬ ‫بارك ال لي ولكم في القرآن العظيم‪ ،‬ونفعني وإياكم بما فيه من‪.............‬‬

‫عن‬ ‫جيهات ‪َ ،‬‬ ‫أيُّها َ الحبَّة ‪َ ،‬‬ ‫ذ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ه مشاعُر وتَو ِ‬ ‫ضان‬ ‫ت تأخيَر َ‬ ‫م َ‬ ‫م َ‬ ‫ضان ‪ ،‬قصد ُ‬ ‫ها بعدَ َر َ‬ ‫لر َ‬ ‫َرحي ِ‬ ‫عَر بال َ‬ ‫بأيَّام ٍ لِنََرى ون َ ْ‬ ‫حالِنَا في‬ ‫فْر‬ ‫ن َ‬ ‫ش ُ‬ ‫ق بَي َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف يَا‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫ف‬ ‫ها‬ ‫ت‬ ‫ه اليَّام ‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫علَى ِ‬ ‫ضان وحالِنَا َ‬ ‫م َ‬ ‫ذ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫قل ِ َ‬ ‫َر َ‬ ‫رو َ‬ ‫حالِنَا بعدَ َ‬ ‫وأَكثََر ؟!‬ ‫تَُرى ب ِ َ‬ ‫ش َ‬ ‫ن َ‬ ‫شه ٍ‬ ‫هَري ِ‬ ‫رغم أَنَّني أُؤكّد وأ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫س‬ ‫فو‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ط‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ُ َ ِّ ُ‬ ‫أَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ولَكِنَّنا نُطَالِبُها‬ ‫‪،‬‬ ‫ضان‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫في‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ما‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ِ َ‬ ‫بالستِمَرا‬ ‫ت‬ ‫علَى الطّا َ‬ ‫ة َ‬ ‫م ِ‬ ‫عا ِ‬ ‫و َ‬ ‫ر وال ُ‬ ‫مدَا َ‬ ‫ِ‬ ‫والواجبات ‪ ،‬وتذَك ُّ‬ ‫ة به ‪،‬‬ ‫ر الله و َ‬ ‫َ َ‬ ‫صل َ ِ‬ ‫ف الله وال ِّ‬ ‫َ ِ َ ِ‬ ‫خو ِ‬ ‫َِ‬ ‫ة َ‬ ‫ت َ‬ ‫فقلِي ٌ‬ ‫خيٌر‬ ‫م َ‬ ‫ه الطّا َ‬ ‫قليل َ ً‬ ‫ولَو كَانَت َ‬ ‫ذ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫عا ُ‬ ‫ل دَائ ِ ٌ‬ ‫َ‬ ‫من َ‬ ‫ع‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫قطِ ْ‬ ‫ر ُ‬ ‫من كَثي ٍ‬

‫الّل ُهمّ يَا حَيّ يا قَيّومُ إن كَانَ بِسابقِ علمِكَ أنْ تج َم َعنَا في ِم ْثلِ هَذَا الشّه ِر‬ ‫المُبارَكِ فَلتَجْ َم َعنَا فِيهِ يَا حَيّ يَا قَيّوم ‪ ،‬وَإنْ َقضَيتَ بِقَطْعِ آَجَالِنَا وَمَا يَحُولُ‬ ‫بَي َننَا َوبَينَهُ َفأَحْسِنْ الخِلفَةَ على باقِينَا وَأوْسِعِ الرّحمَةَ عَلَى مَاضِينَا ‪.‬‬ ‫الّل ُهمّ تَ َق ّبلْ ِمنّا رَ َمضَانَ‪ ،‬الّل ُهمّ تَ َق ّبلْ مِنّا رَ َمضَانَ‪ ،‬الّلهُمّ تَقَ ّبلْ ِمنّا رَمَضَانَ‪،‬‬ ‫عنّا مَا كَانَ فيهِ مِنَ تَقصِيرٍ وَغَفْلَةٍ‪ .‬الّل ُهمّ اجعلْنَا فِيهِ مِنَ الفَائِزِينَ ‪،‬‬ ‫واعفُ َ‬ ‫عبَا َدتِكَ ‪ ،‬ل‬ ‫شكْرِكَ وحُسْنَ ِ‬ ‫عنّا على ذِكرِكَ و ُ‬ ‫ضعْ َفنَا وتَقْصِيرَنَا وَأَ ِ‬ ‫حمْ َ‬ ‫الّل ُهمّ ار َ‬ ‫سنَا طَرْفَةَ عَينْ ‪.‬‬ ‫ح ْولَ َلنَا وَل قُوةَ َلنَا إلّ بِكَ فَل َتكُلْنَا إِلى أَنفُ ِ‬ ‫َ‬ ‫اللهم أعز السلم والمسلمين وأذل الشرك والمشركين‪....‬‬ ‫اللهم يا كاشفَ كلَ ضرٍ وبلية‪ ،‬ويا عالمَ كلَ سرٍ وخفية‪ ،‬نسألُك فرجا قريبا‬ ‫للمسلمين‪ ،‬وصبرا جميل‬ ‫للمستضعفين‪ ،‬الّل ُهمّ ارحَمِ المُستَضْعَفينَ المُسلِمِينَ في ُكلّ َمكَان ‪ ،‬الّل ُهمّ كُنْ‬ ‫ع ْن ُهمُ‬ ‫خلّى َ‬ ‫ع ْن ُهمُ النّاصِرُ ‪ ،‬وكُنْ ُمعِي َناً َلهُم يَومَ تَ َ‬ ‫خلّى َ‬ ‫نَاصِرَاً َل ُهمْ َيوْمَ تَ َ‬ ‫المُعينُ ‪،‬‬

‫ل تنسونا من صالح دعائكم‬

Related Documents

154
November 2019 25
154
May 2020 8
154
November 2019 20
154
May 2020 5
154
October 2019 14
Jurinikulin-154
November 2019 21