حّل الشفرة الجينية للبلهارسيا لنتاج عقاقير جديدة لعلج المرض بقلم )أ.د /عبدالراضى حسن المراغى -قسم علم الحيوان -كلية العلوم – جامعة الزهر – مدينة نصر القاهرة( )(e-mail:
[email protected] نجح علماء أمريكيون فى تفكيك وحل رمييوز الشييفرة الجينييية أو خريطيية الجينييات الوراثييية للديييدان الطفيلييية المفلطحة المسئولة عن داء البلهارسيا )شكل (1الذي يصيب مليين البشر ويفتك باللف عبر العالم كل عام. ومن المعروف أن طفيليات البلهارسيا هييى ثلثيية أنييواع "مانسييوني" وهييى بلهارسيييا المسييتقيم أوالبلهارسيييا المعوية و" هيميياتوبيم" وهييى بلهارسيييا المجييارى البولييية و"جييابونيكوم" الييتى تنتشيير فييى البلييدان السيييوية، والنواع الثلثة تسبب عادة الوهن والضمور لجسد من ُيصاب بها وتؤدي إلى داء البلهارسيا المعروف أيضا بمرض المنشقات .وقد كشف العلماء أيضا في دراسييتهم الجديييدة ،والييتي ُنشييرت نتائجهييا فييي مجليية "نيتشيير" الطبييية ،عيين أهييداف وضييعوها لنتيياج علج جديييد للمييرض الييذي ينجييم عنييه عييادة حمييى وشييعور بالعييياء والرهاق الشديد.
شكل ) (1صورة توضح ذكر وأنثى البلهارسيا فى حالة إحتضان
ويصل عدد حالت الصابة بداء البلهارسيا في العالم سنويا حوالي 200مليييون نسييمة )الكييثير منهييا فييى دول اسلمية( )شكل (2تنشأ لدى حوالي 20مليونا منهم إعاقات حادة بسييبب فقيير الييدم الشييديد والسييهال المزميين والنزيف الداخلي وضرر العضاء التي تسببها الديدان الطفيلية والبويضييات الييتي تنتجهييا ،أو تلييك الييتي تنشييأ عن ردود الفعل التي تثيرها مثل هذه الحالت لدى نظام المناعة عند المريض .ويفتييك مييرض البلهارسيييا كييل عام بحوالي 280ألف شخص في دول جنوب الصحراء الفريقية لوحدها. 1
شكل ) (2خريطة توضح إنتشار مرض البلهارسي فى العديد من الدول السلمية. و تجعل الصابة المزمنة بطفيليات البلهارسيا حياة مليين البشر في الدول الستوائية حوال العالم تعيسة ،وقد تؤدي إلى الموت .و هناك حاجة ماسة لوجود أدوية وعقارات جديدة وأنواع شتى من التدخل من أجييل تقليييص أثر هذا المرض الذي يسبب تدني مسيتوى ونوعيية الحيياة اليتي يحياهيا المرييض وتيؤدي إليى تبياطؤ التنميية القتصادية في المناطق التي ينتشر فيها. وينتقل هذا المرض عن طريق عائلين هما عائل فقارى هو النسان أو الفئران وعائل لفقارى هييو ميين جنييس بيومفلريا بأنواعه المختلفة فى حالة شستوسوما مانسونى ،وقوقع من جنس بولينس بأنواعه المختلفة فى حالة شستوسوما هيماتوبيم ،وقوقع أونكوميلنيا فى حالة شستوسوما جابونيكويم )شكل .(3
شكل ) (3من اليسار قوقع بولينس ،أقصى اليمين قوقع أونكوميلنيا ،أسف الصورة قوقع بيومفلريا. ومنذ ثمانينيات القرن الماضي ،تم توزيع دواء رخيص الثمن على نطاق واسع في المنيياطق الييتي ينتشيير فيهييا المرض في العالم ،واسم الدواء هو "برازيكوانتيل" المضيياد لطفيليييات البلهارسيييا والديييدان الشييريطية .لكيين، 2
وعلى الرغم من أن الدواء فعال ،إل أنه ل يقي الشخص الُمصاب بالمرض من الصابة بييه مييرة ُأخييرى .كمييا أن هناك ثمة خطر بأن تصبح طفيليات البلهارسيا نفسها مقاومة للدواء. من هنا ،فإن وضع أهداف لتطوير عقار جديد لعلج المرض هي من الهمية بمكان. لقد وجد الباحثون العاملون على دراسة وتحليل الخارطة الجينية لبلهارسيا "ماسوني" )شكل ،(4وهو طفيلييي البلهارسيا الوسييع انتشييارا ،أنييه يتكييون ميين 11809جينييات ،أي مييا مقييداره عشييرة أضييعاف عييدد الجينييات )الجينوم( التي يحتويها طفيلي الملريا .وقد قام العلماء على وجه الخصوص بتحدييد عيدد كيبير مين الجينيات التي تنتج النزيمات التي تخرب البروتينات ،وتمنح الطفيليات قدرتها على ثقب واختراق الخليا.
شكل ) (4يوضح الخريطة الوراثية للكروموسومات طفيل بلهارسيا مانسونى الجسدية )من (7-1والجنسية ).(Z &W
كما أظهرت عمليات التحليل التي أجراها الباحثون أن هناك 120إنزيما يمكيين اسييتهدافها بالدوييية والعقيياقير بغية عرقلة وشل عملية الستقلب لدى طفيليات البلهارسيا .وحدد العلماء أيضا 66نوعا من الدوية الموجود حاليا في السواق ،وقد تكون جميعها فعالة في معالجيية ميرض البلهارسييا .وكشييفت الدراسية أيضيا أن المير الذي يفتقر إليييه طفيلييي البلهارسيييا ميين نييوع "ماسييوني" هييو النزيييم الرئيسييي الييذي يحتيياجه لصيينع الييدهون الساسية ،وبالتالي يضطر هذا النوع من الطفيليات للعتماد على الوسط الذي يستضيفه لتزويده بتلك الدهون. وبهذا الكتشاف المثير ،يكون الباحثون قد عثروا على نقطة الضعف الكييبرى الييتي تصيييب بمقتييل ،وهييذا هييو المر الذي يمكن استغلله والبناء عليه لتطوير دواء جديد للمرض. إن من شأن تفكيك هذه السلسلة الجينية )أو الخارطة الوراثية( لهذا النوع من الطفيليات أن يطلق عملية البحث حول داء البلهارسيا إلى فضاء أرحب وينقلها إلى عهد جديد .ويساعد هذا المر أيضا على إرساء أساس مييتين 3
لفهم المظاهر البيولوجية المعقدة للطفيلي المذكور ،بالضافة إلى كونه يشكل رافعة وأداة تساعد علييى التحديييد الفوري لهداف جديدة تقود إلى إنتاج أدوية لعلج المرض. لقييد أعطتنييا السلسيية الجينييية ،وللمييرة الولييى ،صييورة شيياملة للمحركييات الييتي تقييود الطفيليييات وتييدفعها، وللستراتيجيات التي تسمح لها بالبقاء حية ،ناهيك عن فهم جسم البشري الذي يستضيف مثل هييذه الطفيليييات. إنها )أي الخارطة الوراثية أو السلسلة الجينية( دليل )أي كاتالوج( من الفرص. وفي دراسة منفصلة ،اكتشييف العلميياء أيضييا أن طفيليييات البلهارسيييا ميين نييوع "جييابونكيوم" ،والييتي يقتصيير انتشارها إلى حد كبير فييي الغلييب علييى قييارة آسيييا ،تحتييوي هييي الخييرى علييى عييدد أكييبر مين الجينييات أو المورثات.
4