Xs
This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA
Overview
Download & View Xs as PDF for free.
More details
- Words: 3,621
- Pages: 8
1
2
! !!!!!!!!!! !!!!!!! !! ! !!!!! !! ﻋﺒﺪاﻟﻤﻠﻚ اﻟﻘﺎﺳﻢ دار اﻟﻘﺎﺳﻢ اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ،واﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ،وﺑﻌﺪ: ﻓﺈن ﻣﻦ أھﻢ اﻟﻤﮫﻤﺎت وأﻓﻀﻞ اﻟﻘﺮﺑﺎت اﻟﺘﻨﺎﺻﺢ واﻟﺘﻮﺟﯿﻪ إﻟﻰ اﻟﺨﯿﺮ واﻟﺘﻮاﺻﻲ ﺑﺎﻟﺤﻖ واﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﯿﻪ ،واﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺨﺎﻟﻔﻪ وﻳﻐﻀﺐ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ وﻳﺒﺎﻋﺪ ﻣﻦ رﺣﻤﺘﻪ. واﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف واﻟﻨﮫﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ ﻋﻈﯿﻤـﺔ ،وﻗــﺪ ﻋـﺪّه اﻟﻌﻠﻤــﺎء اﻟــﺮﻛﻦ اﻟﺴــﺎدس ﻣــﻦ أرﻛـﺎن اﻹﺳــﻼم، ف َوﺗَ َﻨﮫَﻮنَ ﻋَﻦِ ﻣﺮُونَ ﺑِﺎﻟﻤَﻌﺮُو ِ ﺔ أﺧﺮﺟَﺖ ﻟِﻠﻨﱠﺎسِ ﺗَﺄ ُ وﻗﺪّﻣﻪ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻋﻠﻰ اﻹﻳﻤﺎن ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :ﻛُﻨﺘُﻢ ﺧَﯿﺮ أُﻣ ٍ ﷲ . ن ﺑِﺎ ِ ﻜ ِﺮ َوﺗُﺆﻣِﻨُﻮ َ اﻟﻤُﻨ َ ت وﻗﺪّﻣﻪ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻓﻲ ﺳﻮرة اﻟﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺼــﻼة وإﻳﺘــﺎء اﻟﺰﻛــﺎة ﻓﻘــﺎل ﺗﻌــﺎﻟﻰ :وَاﻟﻤُﺆﻣِﻨَُــﻮنَ وَاﻟﻤُﺆﻣﻨَــﺎ ُ ﻚ ن اﻟﺰﻛــﺎ َة َوﻳُﻄﯿﻌُــﻮنَ اﷲَ َورَﺳُـﻮﻟﻪُ أُوﻟَﺌِـ َ ن اﻟﺼَﻼةَ َوﻳُﺆﺗُﻮ َ ﻜ ِﺮ َوُﻳﻘِﯿﻤُﻮ َ ﻣﺮُونَ ﺑِﺎﻟﻤَﻌﺮُوفِ َوﻳَ َﻨﮫَﻮنَ ﻋَﻦِ اﻟﻤُﻨ َ ﺑَﻌﻀُﮫﻢ أوﻟﯿﺎءُ ﺑَﻌﺾٍ ﻳَﺄ ُ ﻢ . ﻋﺰِﻳﺰُ ﺣَﻜِﯿ ُ ﷲ َ ﮫﻢُ اﷲُ إنﱠ ا َ ﻤُ ﺳَﯿﺮﺣ ُ وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺘﻘﺪﻳﻢ إﻳﻀﺎح ﻟﻌِﻈﻢ ﺷﺄن ھــﺬا اﻟﻮاﺟــﺐ وﺑﯿــﺎن ﻷھﻤﯿﺘــﻪ ﻓــﻲ ﺣﯿــﺎة اﻷﻓــﺮاد واﻟﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت واﻟﺸــﻌﻮب . وﺑﺘﺤﻘﯿﻘﻪ واﻟﻘﯿﺎم ﺑﻪ ﺗﺼﻠﺢ اﻷﻣﺔ وﻳﻜﺜﺮ ﻓﯿﮫﺎ اﻟﺨﯿﺮ وﻳﻀﻤﺤﻞ اﻟﺸــﺮ وﻳﻘــﻞ اﻟﻤﻨﻜــﺮ .وﺑﺈﺿــﺎﻋﺘﻪ ﺗﻜــﻮن اﻟﻌﻮاﻗــﺐ اﻟﻮﺧﯿﻤــﺔ واﻟﻜﻮارث اﻟﻌﻈﯿﻤﺔ واﻟﺸﺮور اﻟﻜﺜﯿﺮة ،وﺗﺘﻔـﺮّق اﻷﻣــﺔ وﺗﻘﺴــﻮ اﻟﻘﻠــﻮب أو ﺗﻤــﻮت ،وﺗﻈﮫــﺮ اﻟﺮذاﺋــﻞ وﺗﻨﺘﺸــﺮ ،وﻳﻈﮫــﺮ ﺻــﻮت اﻟﺒﺎﻃﻞ ،وﻳﻔﺸﻮ اﻟﻤﻨﻜﺮ.
وﻣﻦ ﻓﻀﻞ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮوف واﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﳌﻨﻜﺮ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ: أوﻻً :أﻧﻪ ﻣﻦ ﻣﮫﺎم وأﻋﻤﺎل اﻟﺮﺳﻞ ﻋﻠﯿﮫﻢ اﻟﺴﻼم ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ: ت . وَاﺟﺘَﻨِﺒُﻮا اﻟﱠﻄﺎﻏُﻮ َ
َوَﻟﻘَﺪ ﺑَﻌَﺜﻨَﺎ ﻓﻲِ ُﻛﻞِ أُﻣﺔٍ رَﺳُــﻮﻻً أن اﻋﺒـﺪُوا اﷲَ
ﺟﺪُونَ ن اﻟﺴﱠــﺎ ِ ن اﻟﺤَﺎ ِﻣﺪُونَ اﻟﺴﱠــﺎﺋِﺤُﻮنَ اﻟﺮﱠاﻛِﻌُــﻮ َ ﺛﺎﻧﯿﺎً :أﻧﻪ ﻣﻦ ﺻﻔﺎت اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ :اﻟﺘﱠﺎﺋِﺒُﻮنَ اﻟﻌَﺎِﺑﺪُو َ ﻦ . ﺸ ِﺮ اﻟﻤُﺆﻣِﻨِﯿ َ ﷲ َوﺑَ ِ ﺤﺪُو ِد ا ِ نﻟ ُ ﻜ ِﺮ وَاﻟﺤَﺎﻓِﻈُﻮ َ ﻦ اﻟﻤُﻨ َ ن ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف وَاﻟﻨﱠﺎھُﻮنَ ﻋ ِ ﻣﺮُو َ اﻵ ِ ﻜﺮِ َوﻳَ َﻨﮫَــﻮنَ ﻋَــﻦ ﻣﺮُونَ ﺑِــﺎﻟﻤُﻨ َ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ أھــﻞ اﻟﺸــﺮ واﻟﻔﺴــﺎد اﻟﻤُﻨَــﺎ ِﻓﻘُﻮنَ وَاﻟﻤُﻨﺎﻓِﻘــﺎتُ ﺑَﻌﻀُـﮫُﻢ ﻣِــﻦ ﺑَﻌـﺾٍ ﻳَــﺄ ُ ن . ﺳﻘُﻮ َ ھﻢُ اﻟﻔَﺎ ِ ن اﻟﻤُﻨﺎ ِﻓﻘِﯿﻦَ ُ ﷲ ﻓَ َﻨﺴِﯿﮫُﻢ إ ﱠ ﺪَﻳﮫُﻢ َﻧﺴُﻮا ا َ ف َوﻳَﻘﺒِﻀُﻮنَ أﻳ ِ اﻟﻤَﻌﺮُو ِ ﺛﺎﻟﺜﺎً :إن اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف واﻟﻨﮫﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ﻣﻦ ﺧﺼﺎل اﻟﺼﺎﻟﺤﯿﻦ ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ :ﻟَﯿﺴُﻮا ﺳَﻮاءً ﻣﻦ أھﻞِ اﻟﻜﺘَــﺎبِ ﺠﺪُونَ ) (113ﻳُﺆﻣِﻨُﻮنَ ﺑِﺎﷲِ وَاﻟﯿَﻮم اﻵﺧِـﺮِ َوﻳَــﺄﻣﺮونَ ﺑِــﺎﻟﻤﻌﺮُوفِ َوﻳَﻨﮫــﻮنَ ﻋَــﻦ أُﻣﺔُ ﻗَﺎﺋِﻤﺔُ ﻳَﺘﻠُﻮنَ آﻳﺎتِ اﷲِ آﻧﺎء اﻟﻠﯿﻞِ وَھُﻢ ﻳَﺴ ُ ﻦ . ﻦ اﻟﺼﱠﺎﻟِﺤُﯿ َ ت وَأوﻟﺌِﻚَ ﻣ َ اﻟﻤُﻨﻜَﺮ َوُﻳﺴَﺎ ِرﻋُﻮنَ ﻓﻲ اﻟﺨَﯿﺮا ِ راﺑﻌﺎً :ﻣﻦ ﺧﯿﺮﻳﺔ ھﺬه اﻷﻣﺔ اﻷﻣﺮ ﺑــﺎﻟﻤﻌﺮوف واﻟﻨﮫــﻲ ﻋــﻦ اﻟﻤﻨﻜــﺮ: ن ﺑِﺎﷲ . ﻦ اﻟﻤُﻨﻜ ِﺮ َوﺗُﺆﻣِﻨُﻮ َ ﺑِﺎﻟﻤَﻌﺮُف وﺗَﻨﮫُﻮنَ ﻋ ِ ﺧﺎﻣﺴﺎً :اﻟﺘﻤﻜﯿﻦ ﻓﻲ اﻷرض ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺔ اﻷُﻣﻮ ِر . ف َوَﻧﮫَﻮا ﻋَﻦِ اﻟﻤُﻨﻜَﺮ وَﷲ ﻋَﺎﻗِﺒَ ُ ﺑِﺎﻟﻤﻌُﺮو ِ
ﺧﺮِﺟَــﺖ ﻟﻠِﻨﱠــﺎسِ ﺗَــﺄﻣﺮونَ ﻛُﻨﺘُــﻢ ﺧَــﯿ َﺮ أُﻣ ـﺔٍ أُ َ
ﻦ إن ﻣﱠﻜﱠﻨـﺎھُﻢ ﻓــﻲ اﻷرضِ أﻗَـﺎﻣُﻮا اﻟﺼﱠــﻼةَ وأﺗُــﻮا اﻟﺰﱠﻛــﺎةَ وأﻣـﺮُوا اﻟﱠــﺬﻳِ َ
ﻦ إن ى ﻋَﺰﻳـﺰُ ) (40اﻟﱠــﺬﻳِ َ ﷲ َﻟﻘَــﻮ ﱡ ﺳﺎدﺳﺎً :أﻧﻪ ﻣﻦ أﺳـﺒﺎب اﻟﻨﺼــﺮ ،ﻗــﺎل ﺗﻌــﺎﻟﻰَ :وﻟَﯿَﻨﺼُـﺮَنﱠ اﷲُ ﻣَـﻦِ ﻳِ َﻨﺼُـ ُﺮهُ إنﱠ ا َ ﺔ اﻷﻣُﻮ ِر . ﷲ ﻋَﺎﻗِﺒ ُ ﻜ ِﺮ و ِ ف وَﻧﮫَﻮا ﻋَﻦِ اﻟﻤُﻨ َ ﻣﺮُوا ﺑِﺎﻟﻤﻌﺮُو ِ ض أﻗَﺎﻣُﻮا اﻟّﺼﻼ َة وأﺗُﻮا اﻟﺰﻛﺎ َة وَأ َ ﻣﱠﻜﱠﻨﺎھُﻢ ﻓﻲ اﻷَر ِ ف أو ﺪﻗَﺔٍ أو ﻣَﻌــﺮو ٍ ﻻ ﻣَــﻦ أﻣَـﺮَ ﺑِﺼَـ َ ﺳﺎﺑﻌﺎً :ﻋﻈﻢ ﻓﻀﻞ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ :ﻻّ ﺧَﯿﺮَ ﻓﻲ ﻛَﺜِ ِﯿ ٍﺮ ﻣِﻦّ ﻧﱠﺠﻮَاھُﻢ إ ّ ﻪ أَﺟﺮًا ﻋَﻈِﯿﻤ ًﺎ . ف ﻧُﺆﺗِﯿ ِ ﷲ ﻓَﺴَﻮ َ تا ِ ﻚ اﺑﺘِﻐَﺎ َء ﻣَﺮﺿَﺎ ِ ح ﺑَﯿﻦَ اﻟﻨﱠﺎس َوﻣَﻦ ﻳَﻔﻌَﻞ ذَﻟ َ إﺻﻼ ِ وﻗﻮﻟﻪ
} :ﻣﻦ دﻋﺎ إﻟﻰ ھﺪى ﻛﺎن ﻟﻪ ﻣﺜﻞ أﺟﻮر ﻣﻦ ﺗﺒﻌﻪ ﻻ ﻳﻨﻘﺺ ذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻮرھﻢ ﺷﯿﺌﺎً { ]رواه ﻣﺴﻠﻢ[.
ﺛﺎﻣﻨﺎً :أﻧﻪ ﻣﻦ أﺳﺒﺎب ﺗﻜﻔﯿﺮ اﻟﺬﻧﻮب ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﻋﻠﯿﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴـﻼم } :ﻓﺘﻨــﺔ اﻟﺮﺟــﻞ ﻓــﻲ أھﻠــﻪ وﻣﺎﻟــﻪ وﻧﻔﺴــﻪ ووﻟﺪه وﺟﺎره ،ﻳﻜﻔﺮھﺎ اﻟﺼﯿﺎم واﻟﺼﻼة واﻟﺼﺪﻗﺔ ،واﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف واﻟﻨﮫﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ { ]رواه أﺣﻤﺪ[. ﺗﺎﺳﻌﺎً :ﻓﻲ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف واﻟﻨﮫﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ﺣﻔــﻆ ﻟﻠﻀــﺮورات اﻟﺨﻤـﺲ ﻓــﻲ اﻟــﺪﻳﻦ واﻟﻨﻔــﺲ واﻟﻌﻘــﻞ واﻟﻨﺴﻞ واﻟﻤﺎل .وﻓﻲ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف واﻟﻨﮫﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻏﯿﺮ ﻣﺎ ذﻛﺮﻧﺎ .وإذ ﺗُـﺮِك اﻷﻣــﺮ ﺑــﺎﻟﻤﻌﺮوف واﻟﻨﮫــﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ وﻋُﻄّﻠﺖ راﻳﺘﻪ ؛ ﻇﮫﺮ اﻟﻔﺴﺎد ﻓﻲ اﻟﺒﺮ واﻟﺒﺤﺮ وﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻛﻪ أﻣﻮر ﻋﻈﯿﻤﺔ ﻣﻨﮫﺎ: -1وﻗﻮع اﻟﮫﻼك واﻟﻌﺬاب ،ﻗﺎل اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ:
ﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻇَﻠَﻤُﻮا ﻣِﻨﻜُﻢ ﺧﺎﺻﺔً . ﺔ ﻻ ﺗُﺼِﯿﺒَ َ وَاﱠﺗﻘُﻮا ﻓَﺘﻨَ ً
ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً } :واﻟﺬي ﻧﻔﺴﻲ ﺑﯿﺪه ﻟﺘﺄﻣﺮن ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف وﻟﺘﻨﮫﻮن ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ أو ﻟﯿﻮﺷﻜﻦ اﷲ أن ﻳﺒﻌﺚ وﻋﻦ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﻋﻠﯿﻜﻢ ﻋﻘﺎﺑﺎً ﻣﻨﻪ ﺛﻢ ﺗﺪﻋﻮﻧﻪ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﺠﺎب ﻟﻜﻢ { ]ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﻪ[. وﻟﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ أم اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ زﻳﻨﺐ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫﺎ ) :أﻧﮫﻠﻚ وﻓﯿﻨﺎ اﻟﺼﺎﻟﺤﻮن؟ ( ﻗﺎل ﻟﮫﺎ اﻟﺮﺳﻮل
} :ﻧﻌـﻢ إذا ﻛُﺜـﺮ
اﻟﺨﺒﺚ { ]رواه اﻟﺒﺨﺎري[. -2ﻋــﺪم إﺟﺎﺑــﺔ اﻟــﺪﻋﺎء ،وﻗــﺪ وردت أﺣﺎدﻳــﺚ ﻓــﻲ ذﻟــﻚ ﻣﻨﮫــﺎ ﺣــﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸــﺔ رﺿــﻲ اﷲ ﻋﻨﮫــﺎ ﻣﺮﻓﻮﻋـﺎً } :ﻣــﺮوا ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف ،واﻧﮫﻮا ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ،ﻗﺒﻞ أن ﺗﺪﻋﻮا ﻓﻼ ﻳُﺴﺘﺠﺎب ﻟﻜﻢ { ]رواه أﺣﻤﺪ[. } :واﷲ ﻟﺘــﺄﻣﺮن ﺑــﺎﻟﻤﻌﺮوف وﻟﺘﻨﮫــﻮن ﻋــﻦ اﻟﻤﻨﻜــﺮ وﻟﺘﺄﺧـﺬن ﻋﻠــﻰ ﻳــﺪ اﻟﻈﺎﻟــﻢ -3اﻧﺘﻔﺎء ﺧﯿﺮﻳــﺔ اﻷﻣــﺔ ،ﻗــﺎل وﻟﺘﺄﻃﺮﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻖ أﻃﺮاً وﻟﺘﻘﺼﺮﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻖ ﻗﺼﺮاً ،أو ﻟﯿﻀــﺮﺑﻦ اﷲ ﺑﻘﻠــﻮب ﺑﻌﻀــﻜﻢ ﻋﻠــﻰ ﺑﻌــﺾ ﺛــﻢ ﻟﯿﻠﻌﻨﻜــﻢ ﻛﻤــﺎ ﻟﻌﻨﮫﻢ { ]رواه أﺑﻮ داود[. -4ﺗﺴﻠﻂ اﻟﻔﺴﺎق واﻟﻔﺠﺎر واﻟﻜﻔﺎر ،وﺗﺰﻳﯿﻦ اﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ،وﺷﯿﻮع اﻟﻤﻨﻜﺮ واﺳﺘﻤﺮاؤه. -5ﻇﮫﻮر اﻟﺠﮫﻞ ،واﻧﺪﺛﺎر اﻟﻌﻠﻢ ،وﺗﺨﺒﻂ اﻷﻣﺔ ﻓﻲ ﻇﻠﻢ ﺣﺎﻟﻚ ﻻ ﻓﺠﺮ ﻟﮫﺎ .وﻳﻜﻔﻲ ﻋــﺬاب اﷲ ﻋــﺰ وﺟــﻞ ﻟﻤــﻦ ﺗــﺮك اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف واﻟﻨﮫﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ،وﺗﺴﻠﻂ اﻷﻋﺪاء واﻟﻤﻨﺎﻓﻘﯿﻦ ﻋﻠﯿﻪ ،وﺿﻌﻒ ﺷﻮﻛﺘﻪ وﻗﻠﺔ ھﯿﺒﺘﻪ.
أﺧﻲ اﳌﺴﻠﻢ: ﻗﺎل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺸﯿﺦ ﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺘﯿﻖ رﺣﻤﻪ اﷲ ) :ﻓﻠﻮ ﻗﺪر أن رﺟﻞ ﻳﺼﻮم اﻟﻨﮫﺎر وﻳﻘﻮم ﻓﻲ اﻟﻠﯿﻞ وﻳﺰھﺪ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻛﻠﮫﺎ ،وھﻮ ﻣﻊ ھﺬا ﻻ ﻳﻐﻀﺐ اﷲ ،وﻻ ﻳﺘﻤﻌﱠﺮ وﺟﮫﻪ ،وﻻ ﻳﺤﻤﺮ ،ﻓﻼ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف ،وﻻ ﻳﻨﮫــﻰ ﻋــﻦ اﻟﻤﻨﻜــﺮ ،ﻓﮫــﺬا اﻟﺮﺟــﻞ ﻣﻦ أﺑﻐﺾ اﻟﻨﺎس ﻋﻨﺪ اﷲ ،وأﻗﻠﮫﻢ دﻳﻨﺎً ،وأﺻﺤﺎب اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ أﺣﺴﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ ﻣﻨﻪ (.
ﺧﻄﻮات اﻹﻧﻜﺎر واﻷﻣﺮ: أوﻻً :اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ،ﻓﺈن اﻟﺠﺎھﻞ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻲء ﻻ ﻳﻈﻨﻪ ﻣﻨﻜﺮاً ،ﻓﯿﺠﺐ إﻳﻀــﺎﺣﻪ ﻟــﻪ ،وﻳﺆﻣــﺮ ﺑــﺎﻟﻤﻌﺮوف وﻳﺒﯿــﻦ ﻟــﻪ ﻋﻈﻢ أﺟﺮه وﺟﺰﻳﻞ ﺛﻮاب ﻣﻦ ﻗﺎم ﺑﻪ ،وﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﺑﺤﺴﻦ أدب وﻟﯿﻦ ورﻓﻖ. ﺛﺎﻧﯿﺎً :اﻟﻮﻋﻆ؛ وذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﺨﻮﻳﻒ ﻣﻦ ﻋﺬاب اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ وﻋﻘﺎﺑﻪ وذﻛﺮ آﺛﺎر اﻟﺬﻧﻮب واﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ،وﻳﻜــﻮن ﺑـﺬﻟﻚ ﺷــﻔﻘﺔ ورﺣﻤﺔ ﻟﻪ. ﺛﺎﻟﺜﺎً :اﻟﺮﻓﻊ إﻟﻰ أھﻞ اﻟﺤﺴﺒﺔ إذا ﻇﮫﺮ ﻋﻨﺎده وإﺻﺮاره. راﺑﻌﺎً :اﻟﺘﻜﺮار وﻋــﺪم اﻟﯿــﺄس ﻓــﺈن اﻷﻧﺒﯿــﺎء واﻟﻤﺮﺳـﻠﯿﻦ أﻣــﺮوا ﺑــﺎﻟﻤﻌﺮوف وأﻋﻈﻤـﻪ اﻟﺘﻮﺣﯿـﺪ ،وﺣــﺬروا ﻣــﻦ اﻟﻤﻨﻜــﺮ وأﻋﻈﻤﻪ اﻟﺸﺮك ،ﺳﻨﻮات ﻃﻮﻳﻠﺔ دون ﻛﻠﻞ أو ﻣﻠﻞ. ﺧﺎﻣﺴﺎً :إھﺪاء اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺸﺮﻳﻂ اﻟﻨﺎﻓﻊ. ﺳﺎدﺳﺎً :ﻟﻤﻦ ﻛﺎن ﻟﻪ وﻻﻳﺔ ﻛﺰوﺟﺔ وأﺑﻨﺎء ،ﻓﻠﻪ اﻟﮫﺠﺮ واﻟﺰﺟﺮ واﻟﻀﺮب. ﺳﺎﺑﻌﺎً :اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف واﻟﻨﮫﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺮﻓﻖ واﻟﺤﻠﻢ ،وﺳﻌﺔ اﻟﺼﺪر واﻟﺼﺒﺮ ،وﻋـﺪم اﻻﻧﺘﺼﺎر ﻟﻠﻨﻔﺲ ،ورﺣﻤﺔ اﻟﻨﺎس ،واﻹﺷﻔﺎق ﻋﻠﯿﮫﻢ ،وﻛﻞ ذﻟﻚ ﻣﺪﻋﺎة إﻟﻰ اﻟﺤﺮص وﺑﺬل اﻟﻨﻔﺲ.
أﺧﻲ اﳌﺴﻠﻢ: ﺑﻘﻮﻟــﻪ } :ﻣــﻦ رأى ﻣﻨﻜــﻢ ﻣﻨﻜــﺮاً ﻓﻠﯿﻐــﯿﺮه ﺑﯿــﺪه ،ﻓــﺈن ﻟــﻢ ﻳﺴــﺘﻄﻊ درﺟــﺎت ﺗﻐﯿــﯿﺮ اﻟﻤﻨﻜــﺮ ذﻛﺮھــﺎ اﻟﺮﺳــﻮل ﻓﺒﻠﺴﺎﻧﻪ ،ﻓﺈن ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻓﺒﻘﻠﺒﻪ ،وذﻟﻚ أﺿﻌﻒ اﻹﻳﻤﺎن { ]رواه ﻣﺴﻠﻢ[. ﻗﺎل ﺷﯿﺦ اﻹﺳﻼم اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ ﻗﺪّس اﷲ روﺣﻪ ) :وﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﻐﺾ ﻣﺎ ﻳﺒﻐﻀﻪ اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ اﻟﺬي ﺣﺮّﻣﻪ ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺮ واﻟﻔﺴﻮق واﻟﻌﺼﯿﺎن ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﺒــﻪ اﻹﻳﻤــﺎن اﻟــﺬي أوﺟﺒـﻪ اﷲ ﻋﻠﯿــﻪ ،ﻓــﺈن ﻟــﻢ ﻳﻜــﻦ ﻣﺒﻐﻀـ ًﺎ ﻼ (. ﻟﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺮﻣﺎت أﺻﻼً ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﻪ إﻳﻤﺎن أﺻ ً وﻗﺎل اﻟﺸﯿﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻮھﺎب رﺣﻤﻪ اﷲ ) :ﻓــﺎﷲ اﷲ إﺧﻮاﻧــﻲ ،ﺗﻤﺴــﻜﻮا ﺑﺄﺻــﻞ دﻳﻨﻜــﻢ ،أوﻟــﻪ وآﺧــﺮه أﺳّــﻪ ورأﺳﻪ ،وھﻮ " ﺷﮫﺎدة أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ " واﻋﺮﻓﻮا ﻣﻌﻨﺎھﺎ وأﺣﺒﻮا أھﻠﮫﺎ ،واﺟﻌﻠﻮھﻢ إﺧﻮاﻧﻜﻢ وﻟﻮ ﻛــﺎﻧﻮا ﺑﻌﯿــﺪﻳﻦ ،واﻛﻔــﺮوا ﺑﺎﻟﻄﺎﻏﻮت ،وﻋﺎدوھﻢ وأﺑﻐﻀﻮا ﻣﻦ أﺣﺒﮫﻢ ،أو ﺟﺎدل ﻋﻨﮫﻢ أو ﻟﻢ ﻳﻜﻔﺮھﻢ ،أو ﻗﺎل ﻣﺎ ﻋﻠﻲّ ﻣﻨﮫﻢ ،أو ﻗﺎل :ﻣﺎ ﻛﻠﻔـﻨﻲ اﷲ ﺑﮫﻢ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺬب ھﺬا ﻋﻠﻰ اﷲ واﻓﺘﺮى ،ﺑﻞ ﻛﻠّﻔﻪ اﷲ ﺑﮫﻢ وﻓﺮض ﻋﻠﯿــﻪ اﻟﻜﻔــﺮ ﺑﮫــﻢ واﻟــﺒﺮاءة ﻣﻨﮫــﻢ وﻟــﻮ ﻛــﺎﻧﻮا إﺧﻮاﻧــﻪ أو أوﻻده (.
أﺧﻲ اﳌﺴﻠﻢ: ﺷﺎع ﻓﻲ ﺑﻌﺾ أوﺳﺎط اﻟﻨﺎس اﻟﻐﻔﻠﺔ ﻋﻦ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف واﻟﻨﮫﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ،واﻋﺘﺒﺮوا ذﻟﻚ ﺗــﺪﺧﻼً ﻓــﻲ ﺷـﺌﻮن اﻟﻐﯿﺮ؛ وھﺬا ﻣﻦ ﻗﻠﺔ اﻟﻔﮫﻢ وﻧﻘﺺ اﻹﻳﻤﺎن ،ﻓﻌﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ
ﻗﺎل ) :ﻳﺎ أﻳﮫﺎ اﻟﻨﺎس ! إﻧﻜﻢ ﻟﺘﻘﺮؤون ھﺬه اﻵﻳﺔ:
ﺿﻞّ إذَا اھ َﺘﺪَﻳﺘُﻢ وإﻧـﻲ ﺳــﻤﻌﺖ رﺳــﻮل اﷲ ﻀﺮُﻛُﻢ ﻣﱠﻦ َ ﻦ أﻣﻨُﻮا ﻋَﻠَﯿﻜُﻢ َأﻧَﻔُﺴَﻜُﻢ ﻻَ َﻳ ُ اﱠﻟﺬِﻳ َ رأوا اﻟﻈﺎﻟﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﺄﺧﺬوا ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ أوﺷﻚ أن ﻳﻌﻤﮫﻢ اﷲ ﺑﻌﻘﺎب ﻣﻨﻪ { ( ]رواه أﺑﻮ داود[.
ﻳَﺎ أﻳُﮫﺎ
ﻳﻘــﻮل } :إن اﻟﻨـﺎس إذا
ﺑﻘﻮﻟﻪ } :ﻣﺜﻞ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻓﻲ ﺣــﺪود اﷲ واﻟﻮاﻗــﻊ ﻓﯿﮫــﺎ ﻛﻤﺜــﻞ وﺗﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﺳﻔﯿﻨﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﻤﺎ ﺻﻮرھﺎ اﻟﺮﺳﻮل ﻗﻮم اﺳﺘﮫﻤﻮا ﻋﻠﻰ ﺳﻔﯿﻨﺔ ،ﻓﺼﺎر ﺑﻌﻀﮫﻢ أﻋﻼھﺎ وﺑﻌﻀﮫﻢ أﺳﻔﻠﮫﺎ ،وﻛﺎن اﻟــﺬﻳﻦ ﻓــﻲ أﺳــﻔﻠﮫﺎ إذا اﺳـﺘﻘﻮا ﻣــﻦ اﻟﻤــﺎء ﻣﺮوا ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﮫﻢ ،ﻓﻘﺎﻟﻮا :ﻟﻮ أﻧﺎ ﺧﺮﻗﻨﺎ ﻓﻲ ﻧﺼﯿﺒﻨﺎ ﺧﺮﻗ ًﺎ وﻟﻢ ﻧﺆذ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻨﺎ ،ﻓﺈن ﺗﺮﻛﻮھﻢ وﻣــﺎ أرادوا ھﻠﻜــﻮا ﺟﻤﯿﻌـﺎً، وإن أﺧﺬوا ﻋﻠﻰ أﻳﺪﻳﮫﻢ ﻧﺠﻮا وﻧﺠﻮا ﺟﻤﯿﻌ ًﺎ { ]رواه اﻟﺒﺨﺎري[.
وﻣﻊ اﻷﺳﻒ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻇﮫﺮت ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﻇﺎھﺮة ﺧﻄﯿﺮة وھﻲ اﻻﺳﺘﮫﺰاء ﺑﺎﻵﻣﺮﻳﻦ ﺑــﺎﻟﻤﻌﺮوف واﻟﻨﺎھﯿــﻦ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ،وﻟﻤﺰھﻢ وﻏﻤﺰھﻢ ،واﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻗﺪ ﺗﻮﻋّﺪ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆذون اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ واﻟﻤﺆﻣﻨﺎت ﺑﻌﺬاب أﻟﯿﻢ. وﻧﻨﺒﻪ اﻷﺣﺒﺔ اﻟﻜﺮام إﻟﻰ ﺧﻄﻮرة اﻷﻣــﺮ ،ﻗــﺎل ﻓــﻲ ﺣﺎﺷــﯿﺔ اﺑــﻦ ﻋﺎﺑــﺪﻳﻦ ) :إن ﻣـﻦ ﻗــﺎل " :ﻓﻀــﻮﻟﻲ " ﻟﻤــﻦ ﻳﺄﻣــﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف وﻳﻨﮫﻰ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ﻓﮫﻮ ﻣﺮﺗﺪ (. وﻓﻲ " اﻟﺪر اﻟﻤﺨﺘﺎر " ﻗﺎل ﻓﻲ ﻓﺼﻞ اﻟﻔﻀﻮﻟﻲ ) :ھﻮ ﻣﻦ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﯿﻪ ،ﻓﺎﻟﻘﺎﺋﻞ ﻟﻤﻦ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف :أﻧﺖ ﻓﻀﻮﻟﻲ ،ﻳﺨﺸﻰ ﻋﻠﯿﻪ اﻟﻜﻔﺮ (. اﻟﻠﮫﻢ اﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ اﻵﻣﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف ،اﻟﻨﺎھﯿﻦ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ،اﻟﻤﻘﯿﻤﯿﻦ ﻟﺤﺪودك .رﺑﻨﺎ ﻻ ﺗـﺰغ ﻗﻠﻮﺑﻨـﺎ ﺑﻌــﺪ إذ ھــﺪﻳﺘﻨﺎ، وھﺐ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻟﺪﻧﻚ رﺣﻤﺔ ،إﻧﻚ أﻧﺖ اﻟﻮھﺎب .اﻟﻠﮫﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ وﻟﻮاﻟﺪﻳﻨﺎ وﻟﺠﻤﯿﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ،وﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﯿﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ وﻋﻠﻰ آﻟﻪ وﺻﺤﺒﻪ أﺟﻤﻌﯿﻦ.
ﻣﻮﻗﻊ ﻛﻠﻤﺎت http://www.kalemat.org ﻋﻨﻮان اﻟﻤﻘﺎل http://www.kalemat.org/sections.php?so=va&aid=495
!!!! !! !!!!!!!!!! !!!!!! !!!!! دار اﻟﻮﻃﻦ اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ :ھﻮ إﻓﺮاد اﷲ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎدة وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ،وھﻮ دﻳــﻦ اﻟﺮﺳــﻞ ﻛﻠﮫــﻢ ﻋﻠﯿﮫــﻢ اﻟﺼــﻼة واﻟﺴــﻼم اﻟــﺬي ﻻ ﻳﻘﺒﻞ اﷲ ﻣﻦ أﺣﺪ دﻳﻨﺎً ﺳﻮاه ،وﻻ ﺗﺼﺢ اﻷﻋﻤﺎل إﻻ ﺑﻪ ،إذ ھﻮ أﺻﻠﮫﺎ اﻟﺬي ﺗُﺒﻨﻰ ﻋﻠﯿﻪ ،وﻣﺘﻰ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﻢ ﻳﻨﻔﻊ اﻟﻌﻤــﻞ، ﺑﻞ ھﻮ ﺣﺎﺑﻂ إذ ﻻ ﺗﺼﺢ اﻟﻌﺒﺎدة إﻻ ﺑﻪ.
أﻗﺴﺎم اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ ﻳﻨﻘﺴﻢ اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺴﺎم :ﺗﻮﺣﯿﺪ اﻟﺮﺑﻮﺑﯿﺔ ،وﺗﻮﺣﯿﺪ اﻷﺳﻤﺎء واﻟﺼﻔﺎت ،وﺗﻮﺣﯿﺪ اﻷﻟﻮھﯿﺔ.
- 1ﺗﻮﺣﯿﺪ اﻟﺮﺑﻮﺑﯿﺔ: وھﻮ اﻹﻗﺮار ﺑﺄن ﻻ رب ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﯿﻦ إﻻ اﷲ اﻟﺬي ﺧﻠﻘﮫﻢ ،ورزﻗﮫــﻢ وھــﺬا اﻟﻨــﻮع ﻣــﻦ اﻟﺘﻮﺣﯿـﺪ ﻗــﺪ أﻗـﺮّ ﺑــﻪ اﻟﻤﺸــﺮﻛﻮن اﻷواﺋﻞ ،ﻓﮫﻢ ﻳﺸﮫﺪون أن اﷲ ھﻮ اﻟﺨﺎﻟﻖ واﻟﻤﺎﻟﻚ واﻟﻤﺪﺑﺮ واﻟﻤﺤﯿﻲ واﻟﻤﻤﯿﺖ وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ َ :وﻟَﺌَــﻦ ن ]اﻟﻌﻨﻜﺒﻮت.[61: ﻤ َﺮ ﻟَﯿَﻘُﻮﻟُﻦﱠ اﻟﻠّﻪُ ﻓَﺄﻧﱠﻰ ﻳُﺆﻓَﻜُﻮ َ ﺲ وَاﻟﻘَ َ ﺨﺮَ اﻟﺸﱠﻤ َ ض وَﺳَ َ ت وَاﻷر َ ﺴﻤَﺎوَا ِ ﺳَﺄﻟ َﺘﮫُﻢ ﻣّﻦ ﺧَﻠَﻖَ اﻟ َ وﻟﻜﻦ إﻗﺮارھﻢ ھﺬا وﺷﮫﺎدﺗﮫﻢ ﺗﻠﻚ ﻟﻢ ﺗﺪﺧﻠﮫﻢ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،وﻟﻢ ﺗﻨﺠﮫﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر وﻟﻢ ﺗﻌﺼﻢ دﻣﺎءھﻢ وأﻣﻮاﻟﮫﻢ، ﻷﻧﮫﻢ ﻟﻢ ﻳﺤﻘﻘﻮا ﺗﻮﺣﯿﺪ اﻷﻟﻮھﯿﺔ ،ﺑﻞ أﺷﺮﻛﻮا ﻣﻊ اﷲ ﻓﻲ ﻋﺒﺎدﺗﻪ ﺑﺼﺮﻓﮫﻢ ﺷﯿﺌ ًﺎ ﻣﻨﮫﺎ ﻟﻐﯿﺮه.
- 2ﺗﻮﺣﯿﺪ اﻷﲰﺎء واﻟﺼﻔﺎت: وھﻮ اﻹﻳﻤﺎن ﺑﺄن ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ذاﺗًﺎ ﻻ ﺗﺸﺒﮫﮫﺎ اﻟﺬوات وﺻــﻔﺎت ﻻ ﺗﺸــﺒﮫﮫﺎ اﻟﺼــﻔﺎت وأن أﺳــﻤﺎءه داﻟــﺔ دﻻﻟــﺔ ﻗﻄﻌﯿــﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺻﻔﺎت اﻟﻜﻤــﺎل اﻟﻤﻄﻠـﻖ ﻛﻤــﺎ ﻗــﺎل ﺗﻌــﺎﻟﻰ :ﻟَﯿـﺲَ ﻛَﻤﺜﻠ ـﻪِ ﺷَــﻲء وَھــﻮ اﻟﺴّــﻤﯿﻊُ اﻟﺒَﺼــﯿﺮ ]اﻟﺸﻮرى.[11: إﺛﺒﺎﺗـﺎً ﻳﻠﯿــﻖ ﺑﺠﻼﻟـﻪ ﻣــﻦ ﻏــﯿﺮ ﺗﺸــﺒﯿﻪ ،وﻻ وأﻳﻀﺎً إﺛﺒﺎت ﻣﺎ أﺛﺒﺘﻪ اﷲ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ أو أﺛﺒﺘـﻪ ﻟــﻪ رﺳــﻮﻟﻪ ﺗﻤﺜﯿﻞ وﻻ ﺗﻌﻄﯿﻞ ،وﻻ ﺗﺤﺮﻳﻒ ،وﻻ ﺗﺄوﻳﻞ وﻻ ﺗﻜﯿﯿـﻒ ،وﻻ ﻧﺤــﺎول ﻻ ﺑﻘﻠﻮﺑﻨــﺎ وﺗﺼــﻮراﺗﻨﺎ وﻻ ﺑﺄﻟﺴــﺘﻨﺎ أن ﻧﻜﯿــﻒ ﺷـﯿﺌﺎً ﻣــﻦ ﺻﻔﺎﺗﻪ وﻻ أن ﻧﻤﺜﻠﮫﺎ ﺑﺼﻔﺎت اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﯿﻦ.
- 3ﺗﻮﺣﯿﺪ اﻷﻟﻮﻫﯿﺔ: وھﻮ ﺗﻮﺣﯿﺪ اﻟﻌﺒﺎدة أي إﻓﺮاد اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺠﻤﯿﻊ أﻧــﻮاع اﻟﻌﺒــﺎدة اﻟــﺘﻲ أﻣــﺮ ﺑﮫــﺎ ﻛﺎﻟــﺪﻋﺎء واﻟﺨــﻮف واﻟﺮﺟــﺎء واﻟﺘﻮﻛﻞ واﻟﺮﻏﺒﺔ واﻟﺮھﺒﺔ واﻟﺨﺸﻮع واﻟﺨﺸﯿﺔ ،واﻹﻧﺎﺑﺔ ،واﻹﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ،واﻹﺳﺘﻐﺎﺛﺔ واﻟﺬﺑﺢ واﻟﻨﺬر وﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ﻣـﻦ اﻟﻌﺒــﺎدات ﷲ أَﺣَــﺪاً ]اﻟﺠــﻦ ،[18:ﺑﺤﯿــﺚ ﻻ ﺟﺪَ ﻟﻠّ ـﻪِ ﻓَ ـﻼَ ﺗَــﺪﻋُﻮا ﻣَـﻊَ ا ِ ﻤﺴَـﺎ ِ ن اﻟ َ اﻟﺘﻲ أﻣﺮ اﷲ ﺑﮫﺎ ﻛﻠﮫﺎ ،واﻟﺪﻟﯿﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌـﺎﻟﻰَ :وأَ ﱠ ﻳﺼﺮف اﻹﻧﺴﺎن ﺷﯿﺌﺎً ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻌﺒﺎدات ﻟﻐﯿﺮ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻟﻤﻠﻚ ﻣﻘﺮب ،وﻻ ﻟﻨــﺒﻲ ﻣﺮﺳــﻞ وﻻ ﻟﻮﻟــﻲ ﺻـﺎﻟﺢ، وﻻ ﻷي أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﯿﻦ ،ﻷن اﻟﻌﺒﺎده ﻻ ﺗﺼﺢ إﻻ ﷲ ،ﻓﻤﻦ ﺻﺮف ﺷﯿﺌﺎً ﻣﻨﮫﺎ ﻟﻐﯿﺮ اﷲ ﻓﻘــﺪ أﺷــﺮك ﺑــﺎﷲ ﺷــﺮﻛﺎً أﻛﺒــﺮ وﺣﺒﻂ ﻋﻤﻠﻪ. وﺣﺎﺻﻠﻪ ھﻮ اﻟﺒﺮاءة ﻣﻦ ﻋﺒﺎدة ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﻮى اﷲ ،واﻹﻗﺒـﺎل ﺑﺎﻟﻘﻠــﺐ واﻟﻌﺒـﺎدة ﻋﻠــﻰ اﷲ ،وﻻ ﻳﻜﻔـﻲ ﻓـﻲ اﻟﺘﻮﺣﯿـﺪ دﻋﻮاه واﻟﻨﻄﻖ ﺑﻜﻠﻤﺔ اﻟﺸﮫﺎدة ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﻣﻔﺎرﻗﺔ ﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ وﻣﺎ ھﻢ ﻋﻠﯿﻪ ﻣﻦ دﻋﺎء ﻏﯿﺮ اﷲ ﻣﻦ اﻷﻣﻮات وﻧﺤﻮھــﻢ واﻻﺳﺘﺸﻔﺎع ﺑﮫﻢ إﻟﻰ اﷲ ﻓﻲ ﻛﺸﻒ اﻟﻀﺮ وﺗﺤﻮﻳﻠﻪ وﻃﻠﺐ اﻟﻤﺪد واﻟﻐﻮث ﻣﻨﮫﻢ إﻟﻰ ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ﻣــﻦ اﻷﻋﻤـﺎل اﻟﺸــﺮﻛﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻓﻲ اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ ﺗﻤﺎﻣﺎً. وﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ :ھﻮ ﺑﻤﻌﺮﻓﺘﻪ واﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯿﻘﺘﻪ واﻟﻘﯿﺎم ﺑﮫــﺎ ﻋﻠﻤـﺎً وﻋﻤـﻼً ،وﺣﻘﯿﻘــﺔ ذﻟــﻚ ھــﻮ اﻧﺠــﺬاب اﻟﺮوح أو اﻟﻘﻠﺐ إﻟﻰ اﷲ ﻣﺤﺒﺔ وﺧﻮﻓﺎً ،وإﻧﺎﺑﺔ وﺗﻮﻛﻼً ودﻋﺎءً وإﺧﻼﺻﺎً وإﺟﻼﻻً وھﯿﺒﺔ وﺗﻌﻈﯿﻤﺎً وﻋﺒﺎدة ،وﺑﺎﻟﺠﻤﻠﺔ ﻓﻼ ﻳﻜــﻮن ﻓﻲ ﻗﻠﺐ اﻟﻌﺒﺪ ﺷﻲء ﻟﻐﯿﺮ اﷲ ،وﻻ إرادة ﻟﻤﺎ ﺣﺮم اﷲ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻛﯿﺎت واﻟﺒﺪع واﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻛﺒﯿﺮھــﺎ وﺻــﻐﯿﺮھﺎ ،وﻻ ﻛﺮاھــﺔ ﻟﻤﺎ أﻣﺮ اﷲ ﺑﻪ وذﻟﻚ ھﻮ ﺣﻘﯿﻘﺔ اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ وﺣﻘﯿﻘﺔ ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ.
ﻣﻌﲎ ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ أي ﻻ ﻣﻌﺒﻮد ﺑﺤﻖ ﻓﻲ اﻷرض وﻻ ﻓﻲ اﻟﺴــﻤﺎء إﻻ اﷲ وﺣــﺪه ﻻ ﺷــﺮﻳﻚ ﻟــﻪ ،ﻷن اﻟﻤﻌﺒــﻮدات اﻟﺒﺎﻃﻠـﺔ ﻛﺜــﯿﺮة ﻟﻜــﻦ ﻞ ﻖ َوأَنﱠ ﻣَﺎ ﻳَﺪﻋُﻮنَ ﻣِــﻦ دُوﻧِـﻪِ ھُـﻮَ اﻟﺒَﺎﻃِـ ُ اﻟﻤﻌﺒﻮد اﻟﺤﻖ ھﻮ اﷲ وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰَ :ذﻟِﻚَ ﺑِﺄَنﱠ اﻟﻠّﻪَ ھُﻮَ اﻟﺤَ ﱡ َوأَنﱠ اﻟﻠّﻪَ ھُﻮَ اﻟﻌَ ِﻠﻰﱡ اﻟﻜَﺒِﯿﺮُ ]اﻟﺤﺞ .[62:وﻟﯿﺲ ﻣﻌﻨﺎھﺎ ﻻ ﺧﺎﻟﻖ إﻻ اﷲ ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻈﻨﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﺠﮫﻠــﺔ ،ﻓــﺈن ﻛﻔــﺎر ﻗﺮﻳــﺶ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻘﺮون ﺑﺄن اﻟﺨﺎﻟﻖ اﻟﻤﺪﺑﺮ ھﻮ اﷲ وﺣــﺪه ﻻ ﺷــﺮﻳﻚ ﻟــﻪ ،ﻛﻤــﺎ ﻓــﻲ ﻗﻮﻟــﻪ ﺗﻌﺎﻟــﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﺑُﻌﺚ ﻓﯿﮫﻢ رﺳﻮل اﷲ ھﺬَا َﻟﺸَﻰ ُء ﻋُﺠَﺎبٌ ]ص ،[5:ﻓﻔﮫﻤﻮا ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻜﻠﻤﺔ أﻧﮫﺎ ﺗُﺒﻄﻞ ﻋﺒــﺎدة أي أﺣــﺪ ﻷﻟِﮫﺔَ إِﻟَﮫﺎً واﺣِﺪًا إن َ ﻋﻨﮫﻢ :أَﺟَﻌَﻞَ ا َ ﻣﻦ دون اﷲ وﺗﺤﺼﺮ اﻟﻌﺒﺎدة ﷲ وﺣﺪه وھﻢ ﻻ ﻳﺮﻳﺪون ذﻟﻚ ،ﻓﻠﺬﻟﻚ ﺣﺎرﺑﮫﻢ رﺳﻮل اﷲ اﷲ وﻳﻘﻮﻣﻮا ﺑﺤﻘﮫﺎ وھﻮ إﻓﺮاد اﷲ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎدة وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ.
ﺣﺘﻰ ﻳﺸـﮫﺪوا أن ﻻ إﻟــﻪ إﻻ
وﺑﮫﺬا ﻳﺒﻄﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪه ﻋﺒّﺎد اﻟﻘﺒﻮر اﻟﯿﻮم وأﺷﺒﺎھﮫﻢ ﻣﻦ أن ﻣﻌﻨﻰ ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ھﻮ اﻹﻗﺮار ﺑﺄن اﷲ ﻣﻮﺟــﻮد أو أﻧــﻪ
ھﻮ اﻟﺨﺎﻟﻖ اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺘﺮاع وأﺷﺒﺎه ذﻟﻚ وأن ﻣﻦ اﻋﺘﻘﺪ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺣﻘﻖ اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ اﻟﻤﻄﻠﻖ وﻟﻮ ﻓﻌﻞ ﻣﻦ ﻋﺒﺎدة ﻏﯿﺮ اﷲ ودﻋﺎء اﻷﻣﻮات واﻟﺘﻘﺮب إﻟﯿﮫﻢ ﺑﺎﻟﻨﺬور وﺑﺎﻟﻄﻮاف ﺑﻘﺒﻮرھﻢ واﻟﺘﺒﺮك ﺑﺘﺮﺑﺘﮫﻢ. وﻟﻘﺪ ﻋﺮف ﻛﻔﺎر ﻗﺮﻳﺶ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺗﺮك ﻋﺒﺎدة ﻣﺎ ﺳﻮى اﷲ وإﻓـﺮاد اﷲ ﺑﺎﻟﻌﺒــﺎدة ،وأﻧﮫــﻢ ﻟــﻮ ﻗﺎﻟﻮھﺎ واﺳﺘﻤﺮوا ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎدة اﻷﺻﻨﺎم ﻟﺘﻨﺎﻗﻀﻮا ﻣﻊ أﻧﻔﺴﮫﻢ وھﻢ ﻳﺄﻧﻔﻮن ﻣﻦ اﻟﺘﻨــﺎﻗﺾ ،وﻋﺒّــﺎد اﻟﻘﺒــﻮر اﻟﯿــﻮم ﻻ ﻳــﺄﻧﻔﻮن ﻣﻦ ھﺬا اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ اﻟﺸﻨﯿﻊ ﻓﮫﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ،ﺛﻢ ﻳﻨﻘﻀﻮﻧﮫﺎ ﺑﺪﻋﺎء اﻷﻣﻮات ﻣﻦ اﻷوﻟﯿﺎء واﻟﺼــﺎﻟﺤﯿﻦ واﻟﺘﻘـﺮب إﻟــﻰ أﺿﺮﺣﺘﮫﻢ ﺑﺄﻧﻮاع ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎدات ،ﻓﺘﺒًﺎ ﻟﻤﻦ ﻛﺎن أﺑﻮ ﺟﮫﻞ وأﺑﻮ ﻟﮫﺐ أﻋﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ. وﻟﻘﺪ ﺟﺎءت اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻜﺜﯿﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺒﯿﻦ أن ﻣﻌﻨﻰ ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ھﻮ اﻟﺒﺮاءة ﻣﻦ ﻋﺒﺎدة ﻣﺎ ﺳﻮى اﷲ ﻣـﻦ اﻟﺸــﻔﻌﺎء واﻷﻧﺪاد ،وإﻓﺮاد اﷲ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎدة ،ﻓﮫﺬا ھﻮ اﻟﮫﺪى ودﻳﻦ اﻟﺤﻖ اﻟﺬي أرﺳﻞ اﷲ ﺑﻪ رﺳﻠﻪ وأﻧﺰل ﺑﻪ ﻛﺘﺒﻪ ،أﻣﺎ ﻗﻮل اﻹﻧﺴــﺎن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻟﻤﻌﻨﺎھﺎ وﻻ ﻋﻤﻞ ﺑﻤﻘﺘﻀﺎھﺎ ،أو دﻋﻮاه أﻧﻪ ﻣﻦ أھﻞ اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ وھﻮ ﻻ ﻳﻌــﺮف اﻟﺘﻮﺣﯿـﺪ ﺑــﻞ رﺑﻤــﺎ ﻳﺨﻠﺺ ﻟﻐﯿﺮ اﷲ ﻓﻲ ﻋﺒﺎدﺗﻪ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﺎء واﻟﺨﻮف واﻟﺬﺑﺢ واﻟﻨﺬر واﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ واﻟﺘﻮﻛﻞ وﻏــﯿﺮ ذﻟــﻚ ﻣــﻦ أﻧــﻮاع اﻟﻌﺒــﺎدات ﻓــﺈن ھﺬا ﻣﻨﺎﻗﺾ ﻟﻠﺘﻮﺣﯿﺪ ﺑﻞ ﻳﻜﻮن ﻣﺸﺮﻛ ًﺎ واﻟﺤﺎﻟﺔ ھﺬه ! ! ﻗﺎل اﺑﻦ رﺟﺐ ) :ﻓﺈن ﺗﺤﻘﻖ اﻟﻘﻠﺐ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ وﺻﺪﻗﻪ ﻓﯿﮫﺎ وإﺧﻼﺻﻪ ﻳﻘﺘﻀــﻲ أن ﻳﺮﺳــﺦ ﻓﯿـﻪ ﺗﺄﻟــﻪ اﷲ ﻼ وﻳﻤﺘﻠﻰء ﺑﺬﻟﻚ وﻳﻨﻔﻲ ﻋﻨﻪ ﺗﺄﻟﻪ ﻣــﺎ ﺳـﻮاه ﻣــﻦ اﻟﻤﺨﻠــﻮﻗﯿﻦ، وﺣﺪه إﺟﻼﻻً وھﯿﺒﺔ وﻣﺨﺎﻓﺔ وﻣﺤﺒﺔ ورﺟﺎء وﺗﻌﻈﯿﻤ ًﺎ وﺗﻮﻛ ً وﻣﺘﻰ ﻛﺎن ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﺗﺒﻖ ﻓﯿﻪ ﻣﺤﺒﺔ وﻻ إرادة وﻻ ﻃﻠﺐ ﻟﻐﯿﺮ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ اﷲ وﻳﺤﺒﻪ وﻳﻄﻠﺒﻪ ،وﻳﻨﻔﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻘﻠـﺐ ﺟﻤﯿــﻊ أھﻮاء اﻟﻨﻔﺲ وإرادﺗﮫﺎ ووﺳﻮاس اﻟﺸﯿﻄﺎن (. ﻓﻤﻦ أﺣﺐ ﺷﯿﺌﺎً أو أﻃﺎﻋﻪ وأﺣﺐ ﻋﻠﯿﻪ وأﺑﻐﺾ ﻋﻠﯿﻪ ﻓﮫﻮ إﻟﮫﻪ ﻓﻤﻦ ﻛﺎن ﻻ ﻳﺤــﺐ وﻻ ﻳﺒﻐــﺾ إﻻ اﷲ وﻻ ﻳﻮاﻟــﻲ وﻻ ﻳﻌﺎدي إﻻ ﷲ ﻓﺎﷲ إﻟﮫﻪ ﺣﻘﺎً ،وﻣﻦ أﺣﺐ ﻟﮫﻮاه وأﺑﻐﺾ ﻟﻪ وواﻟﻲ ﻋﻠﯿﻪ وﻋــﺎدى ﻋﻠﯿـﻪ ﻓﺈﻟﮫــﻪ ھــﻮاه ﻛﻤــﺎ ﻗــﺎل ﺗﻌـﺎﻟﻰ : ﺬ ِإَﻟﮫَﻪُ ھَﻮَا ُه ]اﻟﻔﺮﻗﺎن.[43: ﺨَ ﺖ ﻣَﻦِ اﺗﱠ َ َأرَءَﻳ َ
ﻓﻀﺎﺋﻞ ﻛﻠﻤﺔ اﻹﺧﻼص ﻟﻘﺪ اﺟﺘﻤﻊ ﻟﻜﻠﻤﺔ اﻹﺧﻼص ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺟﻤﺔ ،وﺛﻤﺮات ﻋﺪﻳﺪة ،وﻟﻜﻦ ھﺬه اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻻ ﺗﻨﻔﻊ ﻗﺎﺋﻠﮫــﺎ ﺑﻤﺠــﺮد اﻟﻨﻄـﻖ ﺑﮫــﺎ ﻓﻘﻂ ،وﻻ ﺗﺘﺤﻘﻖ إﻻ ﻟﻤﻦ ﻗﺎﻟﮫﺎ ﻣﺆﻣﻨﺎً ﺑﮫﺎ ﻋﺎﻣﻼً ﺑﻤﻘﺘﻀــﺎھﺎ ،وﻣــﻦ أﻋﻈــﻢ ﻓﻀــﺎﺋﻠﮫﺎ أن اﷲ ﺣــﺮم ﻋﻠـﻰ اﻟﻨــﺎر ﻣــﻦ ﻗﺎﻟﮫــﺎ ﻗﺎل } :إن اﷲ ﺣﺮم ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎر ﻣﻦ ﻗﺎل :ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ﻳﺒﺘﻐﻲ ﺑﺬﻟﻚ وﺟﻪ اﷲ .ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺘﺒﺎن أن رﺳﻮل اﷲ ﻳﺒﺘﻐﻲ ﺑﺬﻟﻚ وﺟﻪ اﷲ { ]ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﻪ[ .وﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﯿﻦ أن اﷲ ﺣﺮم ﻋﻠﻰ اﻟﻨــﺎر ﻣــﻦ ﻗــﺎل ﻻ إﻟـﻪ إﻻ اﷲ .ﻟﻜﻦ ھﺬه اﻷﺣﺎدﻳﺚ ﺟﺎءت ﻣﻘﯿﺪة ﺑﺎﻟﻘﯿﻮد اﻟﺜﻘﺎل. وأﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻟﮫﺎ ﻳﺨﺸﻰ ﻋﻠﯿﻪ أن ﻳﻔﺘﻦ ﻋﻨﮫﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﻮت ﻓﯿﺤﺎل ﺑﯿﻨﻪ وﺑﯿﻨﮫــﺎ ﺑﺴــﺒﺐ ذﻧــﻮب أﺻــﺮ ﻋﻠﯿﮫــﺎ وﺗﮫــﺎون ﺑﮫﺎ ،وأﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻟﮫﺎ ﺗﻘﯿﺪاً أو ﻋﺎدة ،وﻟﻢ ﻳﺨﺎﻟﻂ اﻹﻳﻤﺎن ﺑﺸﺎﺷﺔ ﻗﻠﺒﻪ ،وﻏﺎﻟﺐ ﻣﻦ ﻳﻔﺘﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﻮت وﻓﻲ اﻟﻘﺒــﻮر أﻣﺜــﺎل ھﺆﻻء ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ } :ﺳﻤﻌﺖ اﻟﻨﺎس ﻳﻘﻮﻟﻮن ﺷﯿﺌﺎً ﻓﻘﻠﺘﻪ { ]رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود[. وﺣﯿﻨﺌﺬ ﻓﻼ ﻣﻨﺎﻓﺎة ﺑﯿﻦ اﻷﺣﺎدﻳﺚ ﻓﺈﻧﻪ إذا ﻗﺎﻟﮫﺎ ﺑﺈﺧﻼص وﻳﻘﯿﻦ ﺗﺎم ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓــﻲ ھــﺬه اﻟﺤﺎﻟــﺔ ﻣﺼــﺮاً ﻋﻠـﻰ ذﻧــﺐ أﺻﻼً ،ﻓﺈن ﻛﻤﺎل إﺧﻼﺻﻪ وﻳﻘﯿﻨﻪ ﻳﻮﺟﺐ أن ﻳﻜﻮن اﷲ أﺣﺐ إﻟﯿﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻓﻼ ﻳﺒﻘﻰ ﻓــﻲ ﻗﻠﺒــﻪ إرادة ﻟﻤــﺎ ﺣــﺮم اﷲ وﻻ ﻛﺮاھﺔ ﻟﻤﺎ أﻣﺮ اﷲ ﺑﻪ ،وھﺬا ھﻮ اﻟﺬي ﻳﺤﺮم ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎر وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ذﻧﻮب ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن ھﺬا اﻹﻳﻤﺎن وھــﺬه اﻟﺘﻮﺑــﺔ وھﺬا اﻹﺧﻼص ،وھﺬه اﻟﻤﺤﺒﺔ وھﺬا اﻟﯿﻘﯿﻦ ﻻ ﺗﺘﺮك ﻟﻪ ذﻧﺒﺎً إﻻ وﻳﻤﺤﻰ ﻛﻤﺎ ﻳﻤﺤﻮ ﻧﻮر اﻟﺼﺒﺢ ﻇﻼم اﻟﻠﯿﻞ.
أرﻛﺎﺎ ﻟﻠﺸﮫﺎدة رﻛﻨﺎن: 1ـ ﻧﻔﻲ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ) ﻻ إﻟﻪ ( 2ـ إﺛﺒﺎت ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ) إﻻاﷲ ( ) ﻓﻼ إﻟﻪ ( ﻧﻔﺖ اﻷﻟﻮھﯿﺔ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻣﺎ ﺳﻮى اﷲ ) ،وإﻻ اﷲ ( أﺛﺒﺘﺖ اﻷﻟﻮھﯿﺔ ﷲ وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ. ) (2وﻣﻨﮫﺎ :اﻟﻨﻮر اﻟﺬي ﻳﻘﺬﻓﻪ اﷲ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ اﻟﻌﺒﺪ ـ وھﻮ ﻧﻮرُ اﻹﻳﻤﺎن ـ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺸﺮحُ اﻟﺼﺪ َر َوﻳُﻮﺳــﻌﻪ ،وﻳُﻔــﺮحُ اﻟﻘﻠــﺐ . ﻦ وأﺻﻌﺒﻪ. ﻓﺈذا ﻓُﻘﺪَ ھﺬا اﻟﻨﻮرُ ﻣﻦ ﻗﻠﺐِ اﻟﻌﺒﺪ ﺿﺎق وﺣَﺮجَ ،وﺻﺎر ﻓﻲ أﺿﯿﻖ ﺳﺠ ٍ أﻧﻪ ﻗﺎل } :إذا دﺧﻞ اﻟﻨﻮر اﻟﻘﻠﺐ اﻧﻔﺴﺢ واﻧﺸــﺮح { .ﻗــﺎﻟﻮا :وﻣـﺎ وﻗﺪ روى اﻟﺘﺮﻣﺬي ﻓﻲ ] ﺟﺎﻣﻌﻪ[ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻼﻣﺔ ذﻟﻚ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ؟ ﻗﺎل } :اﻹﻧﺎﺑﺔ إﻟﻰ دار اﻟﺨﻠﻮد ،واﻟﺘﺠﺎﻓﻲ ﻋﻦ دار اﻟﻐﺮور ،واﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﻤــﻮت ﻗﺒــﻞ ﻧﺰوﻟــﻪ {، ﻓﯿﺼﯿﺐ اﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ اﻧﺸﺮاح ﺻﺪره ﺑﺤﺴﺐ ﻧﺼﯿﺒﻪ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻨﻮر ،وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻨﻮر اﻟﺤﺴﻲ واﻟﻈﻠﻤـﺔ اﻟﺤﺴــﯿﺔ ،ھـﺬه ﺗﺸـﺮح اﻟﺼﺪر ،وھﺬه ﺗُﻀﯿﻘﻪ. ) (3وﻣﻨﮫﺎ :اﻟﻌﻠﻢُ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺸﺮح اﻟﺼـﺪر وﻳﻮﺳـﻌﻪ ﺣــﺘﻰ ﻳﻜــﻮن أوﺳـﻊ ﻣــﻦ اﻟــﺪﻧﯿﺎ ،واﻟﺠﮫــﻞ ﻳﻮرﺛــﻪ اﻟﻀــﯿﻖ واﻟﺤﺼـﺮ واﻟﺤﺒﺲ ،ﻓﻜﻠﻤﺎ اﺗﺴﻊ ﻋﻠﻢُ اﻟﻌﺒﺪ اﻧﺸﺮح ﺻﺪره واﺗﺴﻊ وﻟﯿﺲ ھﺬا ﻟﻜﻞ ﻋﻠـﻢ ،ﺑــﻞ ﻟﻠﻌﻠــﻢ اﻟﻤــﻮروث ﻋـﻦ اﻟﺮﺳــﻮل وھﻮ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻨﺎﻓﻊ ،ﻓﺄھﻠﻪ أﺷﺮح اﻟﻨﺎس ﺻﺪراً ،وأوﺳﻌﮫﻢ ﻗﻠﻮﺑﺎً ،وأﺣﺴﻨﮫﻢ أﺧﻼﻗﺎً ،وأﻃﯿﺒﮫﻢ ﻋﯿﺸﺎً. ) (4وﻣﻨﮫﺎ :اﻹﻧﺎﺑﺔ إﻟﻰ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ وﻣﺤﺒﺘﻪ ﺑﻜﻞ اﻟﻘﻠــﺐ ،واﻹﻗﺒــﺎل ﻋﻠﯿـﻪ ،واﻟﺘﻨﻌــﻢ ﺑﻌﺒﺎدﺗــﻪ ،ﻓــﻼ ﺷــﻲء ﺔ ﻓــﻲ ﻣﺜـﻞ ھــﺬه اﻟﺤﺎﻟـﺔ ،ﻓــﺈﻧﻲ إذاً ﻓــﻲ ﻋﯿــﺶ أﺷﺮح ﻟﺼﺪر اﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﺣﺘﻰ إﻧﻪ ﻟﯿﻘﻮل أﺣﯿﺎﻧًﺎ إن ﻛﻨﺖُ ﻓﻲ اﻟﺠﻨـ ِ
ﻃﯿﺐ .وﻟﻠﻤﺤﺒﺔ ﺗﺄﺛﯿﺮٌ ﻋﺠﯿﺐ ﻓﻲ إﻧﺸﺮاح اﻟﺼﺪر ،وﻃﯿﺐ اﻟﻨﻔﺲ ،وﻧﻌﯿــﻢ اﻟﻘﻠــﺐ ،ﻻ ﻳﻌﺮﻓــﻪ إﻻ ﻣــﻦ ﻟــﻪ ﺣِــﺲ ﺑــﻪ، وﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺤﺒﺔ أﻗﻮى وأﺷﺪ ،ﻛـﺎن اﻟﺼــﺪر أﻓﺴــﺢ وأﺷــﺮح ،وﻻ ﻳﻀــﯿﻖ إﻷ ﻋﻨـﺪ رؤﻳــﺔ اﻟﺒﻄــﺎﻟﯿﻦ اﻟﻔـﺎرﻏﯿﻦ ﻣـﻦ ھـﺬا اﻟﺸﺄن ،ﻓﺮؤﻳﺘﮫﻢ ﻗَﺬى ﻋﯿﻨﻪ ،وﻣﺨﺎﻟﻄﺘﮫﻢ ﺣُﻤﻰ رﻣﺤﻪ. وﻣﻦ أﻋﻈﻢ أﺳﺒﺎب ﺿﯿﻖ اﻟﺼﺪر اﻹﻋﺮاضُ ﻋﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،وﺗﻌﻠﻖُ اﻟﻘﻠﺐ ﺑﻐﯿﺮه ،واﻟﻐﻔﻠﺔ ﻋﻦ ذﻛﺮه وﻣﺤﺒــﺔ ﺳـﻮاه، ﻋﺬّب ﺑﻪ ،وﺳُﺠﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﻓﻲ ﻣﺤﺒﺔ ذﻟﻚ اﻟﻐـﯿﺮ ،ﻓﻤــﺎ ﻓــﻲ اﻷرض أﺷـﻘﻰ ﻣﻨــﻪ ،وﻻ أﻛﺴـﻒ ﻓﺈن ﻣﻦ أَﺣﺐﱠ ﺷﯿﺌﺎً ﻏﯿﺮ اﷲ ُ ﺑﺎﻻً ،وﻻ أﻧﻜﺪ ﻋﯿﺸﺎً ،وﻻ أﺗﻌﺐ ﻗﻠﺒﺎً .ﻓﮫﻤﺎ ﻣﺤﺒﺘﺎن: ﻣﺤﺒﺔ ھﻲ ﺟﻨﺔ اﻟﺪﻧﯿﺎ ،وﺳﺮور اﻟﻨﻔﺲ ،وﻟﺬة اﻟﻘﻠﺐ ،وﻧﻌﯿﻢ اﻟﺮوح وﻏﺬاؤھﺎ ودواؤھﺎ ،ﺑﻞ ﺣﯿﺎﺗﮫﺎ وﻗﺮة ﻋﯿﻨﮫﺎ ،وھﻲ ﻣﺤﺒﺔ اﷲ وﺣﺪه ﺑﻜﻞ اﻟﻘﻠﺐ ،واﻧﺠﺬاب ﻗﻮى اﻟﻤﯿﻞ واﻹرادة واﻟﻤﺤﺒﺔ ﻛﻠﮫﺎ إﻟﯿﻪ. وﻣﺤﺒﺔ ھﻲ ﻋﺬاب اﻟﺮوح ،وﻏﻢﱡ اﻟﻨﻔﺲ ،وﺳﺠﻦ اﻟﻘﻠﺐ وﺿﯿﻖ اﻟﺼﺪر ،وھﻲ ﺳــﺒﺐ اﻷﻟــﻢ واﻟﻨﻜــﺪ واﻟﻌﻨــﺎء ،وھــﻲ ﻣﺤﺒﺔ ﻣﺎ ﺳﻮاه ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ. ) (5وﻣﻦ أﺳﺒﺎب ﺷﺮح اﻟﺼﺪر :دوام ذﻛﺮه ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎل ،وﻓــﻲ ﻛــﻞ ﻣــﻮﻃﻦ .ﻓﻠﻠــﺬﻛﺮ ﺗــﺄﺛﯿﺮ ﻋﺠﯿــﺐ ﻓــﻲ اﻧﺸــﺮاح اﻟﺼﺪر وﻧﻌﯿﻢ اﻟﻘﻠﺐ ،وﻟﻠﻐﻔﻠﺔ ﺗﺄﺛﯿﺮ ﻋﺠﯿﺐ ﻓﻲ ﺿﯿﻘﻪ وﺣﺒﺴﻪ وﻋﺬاﺑﻪ. ) (6وﻣﻨﮫﺎ :اﻹﺣﺴﺎن إﻟﻰ اﻟﺨﻠﻖ وﻧﻔﻌﮫﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ اﻟﻤـﺎل واﻟﺠــﺎه ،واﻟﻨﻔــﻊ ﺑﺎﻟﺒـﺪن ،وأﻧــﻮاع اﻹﺣﺴــﺎن .ﻓــﺈن اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﻤﺤﺴﻦ أﺷﺮح اﻟﻨﺎس ﺻﺪراً ،وأﻃﯿﺒﮫﻢ ﻧﻔﺴﺎً ،وأﻧﻌﻤﮫﻢ ﻗﻠﺒﺎً ،واﻟﺒﺨﯿﻞ اﻟﺬي ﻟﯿﺲ ﻓﯿـﻪ إﺣﺴــﺎن أﺿــﯿﻖ اﻟﻨــﺎس ﻓﻲ اﻟﺼﺤﯿﺢ ﻣﺜﻼً ﻟﻠﺒﺨﯿﻞ واﻟﻤﺘﺼـﺪق ،ﻛﻤﺜــﻞ ﺻﺪراً ،وأﻧﻜﺪھﻢ ﻋﯿﺸﺎً ،وأﻋﻈﻤﮫﻢ ھﻤًّﺎ وﻏﻤّﺎً ،وﻗﺪ ﺿﺮب رﺳﻮل اﷲ ﺠﺮّ ﺛﯿﺎﺑــﻪ وﻳُﻌﻔــﻰ أﺛــﺮه، ھﻢﱠ اﻟﻤﺘﺼﺪق ﺑﺼﺪﻗﺔ اﺗﺴﻌﺖ ﻋﻠﯿﻪ واﻧﺒﺴﻄﺖ ،ﺣﺘﻰ ﻳَ ُ رﺟﻠﯿﻦ ﻋﻠﯿﮫﻤﺎ ﺟُﻨﺘﺎن ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪ ،ﻛﻠﻤﺎ َ ھﻢّ اﻟﺒﺨﯿﻞ ﺑﺎﻟﺼﺪﻗﺔ ﻟﺰﻣﺖ ﻛﻞ ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻜﺎﻧﮫﺎ ،وﻟـﻢ ﺗﺘﺴـﻊ ﻋﻠﯿــﻪ .ﻓﮫــﺬا ﻣﺜـﻞُ اﻧﺸــﺮاح ﺻــﺪر اﻟﻤـﺆﻣﻦ اﻟﻤﺘﺼــﺪق وﻛﻠﻤﺎ َ واﻧﻔﺴﺎح ﻗﻠﺒﻪ ،وﻣﺜﻞُ ﺿﯿﻖ ﺻﺪر اﻟﺒﺨﯿﻞ واﻧﺤﺼﺎر ﻗﻠﺒﻪ. ) (7وﻣﻨﮫﺎ :اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ،ﻓﺈن اﻟﺸﺠﺎع ﻣﻨﺸﺮح اﻟﺼﺪر ،واﺳﻊ اﻟﺒﻄﺎن ،ﻣﺘﺴﻊ اﻟﻘﻠﺐ. واﻟﺠﺒﺎن :أﺿﯿﻖ اﻟﻨﺎس ﺻﺪرا ،وأﺣﺼــﺮھﻢ ﻗﻠﺒـﺎً ،ﻻ ﻓﺮﺣــﺔ ﻟــﻪ وﻻ ﺳـﺮور ،وﻻ ﻟــﺬة ﻟــﻪ وﻻ ﻧﻌﯿــﻢ إﻻ ﻣـﻦ ﺟﻨــﺲ ﻣــﺎ ﻟﻠﺤﯿﻮان اﻟﺒﮫﯿﻤﻲ ،وأﻣﺎ ﺳﺮور اﻟﺮوح وﻟﺬﺗﮫﺎ وﻧﻌﯿﻤﮫﺎ واﺑﺘﮫﺎﺟﮫﺎ ﻓﻤﺤﺮم ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺟﺒﺎن ،ﻛﻤﺎ ھﻮ ﻣُﺤﺮﱠم ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺑﺨﯿﻞ، وﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻌﺮض ﻋﻦ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ،ﻏﺎﻓﻞ ﻋﻦ ذﻛﺮه ،ﺟﺎھﻞ ﺑﻪ وﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﺻﻔﺎﺗﻪ ودﻳﻨﻪ ،ﻣﺘﻌﻠﻖ اﻟﻘﻠــﺐ ﺑﻐــﯿﺮه وأنّ ھﺬا اﻟﻨﻌﯿﻢ واﻟﺴﺮور ﻳﺼﯿﺮ ﻓﻰ اﻟﻘﺒﺮ رﻳﺎﺿﺎً وﺟَﻨّﺔ وذﻟﻚ اﻟﻀﯿﻖ واﻟﺤﺼﺮ ﻳﻨﻘﻠﺐ ﻓﻰ اﻟﻘﺒﺮ ﻋﺬاﺑﺎً وﺳﺠﻨﺎً ،ﻓﺤﺎل اﻟﻌﺒــﺪ ﻓﻰ اﻟﻘﺒﺮ ﻛﺤﺎل اﻟﻘﻠﺐ ﻓﻰ اﻟﺼﺪر ،ﻧﻌﯿﻤًﺎ وﻋﺬاﺑﺎً ،وﺳﺠﻨ ًﺎ واﻧﻄﻼﻗﺎً ،وﻻ ﻋﺒﺮة ﺑﺎﻧﺸﺮاح ﺻﺪر ھﺬا ﻟﻌﺎرض ،وﻻ ﺑﻀﯿﻖ ﺻــﺪر ھﺬا ﻟﻌﺎرض ،ﻓﺈن اﻟﻌﻮارض ﺗــﺰول ﺑــﺰوال أﺳـﺒﺎﺑﮫﺎ ،وإﻧﻤـﺎ اﻟﻤُﻌـﻮّل ﻋﻠــﻰ اﻟﺼـﻔﻪ اﻟــﺘﻰ ﻗﺎﻣـﺖ ﺑﺎﻟﻘﻠــﺐ ﺗﻮﺟــﺐ اﻧﺸـﺮاﺣﻪ وﺣﺒﺴﻪ ،ﻓﮫﻰ اﻟﻤﯿﺰان .واﷲ اﻟﻤﺴﺘﻌﺎن. ) (8وﻣﻨﮫﺎ ﺑﻞ ﻣﻦ أﻋﻈﻤﮫﺎ :إﺧﺮاج ّدﻏّﻞِ اﻟﻘﻠﺐ وھﻮ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺎت اﻟﻤﺬﻣﻮﻣــﺔ اﻟـﺘﻲ ﺗُﻮﺟــﺐ ﺿـﯿﻔﻪ وﻋﺬاﺑــﻪ ،وﺗﺤــﻮل ﺑﯿﻨﻪ وﺑﯿﻦ ﺣﺼﻮل اﻟﺒُﺰء ،ﻓﺈن اﻹﻧﺴﺎن إذا أﺗﻰ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﺗﺸــﺮح ﺻــﺪره ،وﻟــﻢ ﻳُﺨــﺮج ﺗﻠـﻚ اﻷوﺻــﺎف اﻟﻤﺬﻣﻮﻣــﺔ ﻣـﻦ ﻗﻠﺒﻪ ،ﻟﻢ ﻳﺤﻆ ﻣﻦ اﻧﺸﺮاح ﺻﺪره ﺑﻄﺎﺋﻞ ،وﻏﺎﻳﺘﻪ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻪ ﻣﺎدﺗــﺎن ﺗﻌﺘـﻮران ﻋﻠــﻰ ﻗﻠﺒــﻪ ،وھــﻮ ﻟﻠﻤـﺎدة اﻟﻐﺎﻟﺒـﺔ ﻋﻠﯿــﻪ ﻣﻨﮫﻤﺎ. ) (9وﻣﻨﮫﺎ :ﺗﺮك ﻓﻀﻮل اﻟﻨﻈﺮ ،واﻟﻜﻼم ،واﻻﺳﺘﻤﺎع ،واﻟﻤﺨﺎﻟﻄﺔ ،واﻷﻛﻞ ،واﻟﻨﻮم ،ﻓﺈن ھﺬه اﻟﻔﻀﻮل ﺗﺴﺘﺤﯿﻞ آﻻﻣـﺎً وﻏﻤﻮﻣﺎً ،وھﻤﻮﻣﺎً ﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ ،ﺗﺤﺼﺮه ،وﺗﺤﺒﺴﻪ ،وﺗﻀﯿﻘﻪ ،وﻳﺘﻌﺬب ﺑﮫﺎ ،ﺑﻞ ﻏﺎﻟﺐ ﻋﺬاب اﻟﺪﻧﯿﺎ واﻵﺧﺮة ﻣﻨﮫﺎ ،ﻓﻼ إﻟــﻪ إﻻ اﷲ ،ﻣﺎ أﺿﯿﻖ ﺻﺪر ﻣﻦ ﺿﺮب ﻓﻲ ﻛﻞ آﻓﺔ ﻣﻦ ھﺬه اﻵﻓﺎت ﺑﺴﮫﻢ ،وﻣﺎ أﻧﻜﺪ ﻋﯿﺸﻪ ،وﻣﺎ أﺳﻮأ ﺣﺎﻟــﻪ ،وﻣــﺎ أﺷـﺪ ﺣﺼــﺮ ﻗﻠﺒﻪ! وﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ،ﻣﺎ أﻧﻌﻢ ﻋﯿﺶ ﻣﻦ ﺿﺮب ﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﺼﻠﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺨﺼﺎل اﻟﻤﺤﻤﻮدة ﺑﺴﮫﻢ ،وﻛﺎﻧــﺖ ھﻤﺘــﻪ داﺋــﺮة ﻷﺑّﺮا َر َﻟﻔِﻰ ﻧَﻌِﯿﻢٍ ]اﻻﻧﻔﻄــﺎر ،[13:وﻟــﺬﻟﻚ ﻧﺼــﯿﺐ واﻓــﺮ ﻋﻠﯿﮫﺎ ،ﺣﺎﺋﻤﺔ ﺣﻮﻟﮫﺎ! ﻓﻠﮫﺬا ﻧﺼﯿﺐ واﻓﺮ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :إِنﱠ ا َ ﻢ ]اﻻﻧﻔﻄﺎر ،[14:وﺑﯿﻨﮫﻤﺎ ﻣﺮاﺗﺐ ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ ﻻ ﻳُﺤﺼﯿﮫﺎ إﻻ اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ. ﺟﺤِﯿ ٍ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰَ :وإِنّ اﻟﻔُﺠﱠﺎّر ﻟَﻔﻰِ َ واﻟﻤﻘﺼﻮد :أن رﺳﻮل اﷲ
ﻛﺎن اﻟﺨﻠﻖ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﻔﺔ ﻳﺤﺼﻞ ﺑﮫﺎ اﻧﺸﺮاح اﻟﺼﺪر ،واﺗﺴﺎع اﻟﻘﻠﺐ ،وﻗﺮة اﻟﻌﯿـﻦ،
ﺺَ وﺣﯿﺎة اﻟﺮوح ،ﻓﮫﻮ أﻛﻤﻞ اﻟﺨﻠﻖ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺸﺮح واﻟﺤﯿﺎة ،وﻗﺮة اﻟﻌﯿﻦ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺧُ ّ
ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﺸﺮح اﻟﺤﺴﻲ.
وأﻛﻤﻞ اﻟﺨﻠﻖ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻪ؛ أﻛﻤﻠﮫﻢ اﻧﺸﺮاﺣﺎً وﻟﺬة وﻗﺮة ﻋﯿﻦ ،وﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻪ ﻳﻨﺎل اﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ اﻧﺸﺮاح ﺻــﺪره ﻓﻲ ذروة اﻟﻜﻤﺎل ﻣﻦ ﺷﺮح اﻟﺼﺪر ،ورﻓﻊ اﻟﺬﻛﺮ ،ووﺿﻊ اﻟﻮِِزر ،وﻷﺗﺒﺎﻋﻪ ﻣﻦ ذﻟــﻚ وﻗﺮة ﻋﯿﻨﻪ وﻟﺬة روﺣﻪ ﻣﺎ ﻳﻨﺎل ،ﻓﮫﻮ ﺑﺤﺴﺐ ﻧﺼﯿﺒﮫﻢ ﻣﻦ اﺗﺒﺎﻋﻪ .واﷲ اﻟﻤﺴﺘﻌﺎن. وھﻜﺬا ﻷﺗﺒﺎﻋﻪ ﻧﺼﯿﺐ ﻣﻦ ﺣﻔﻆ اﷲ ﻟﮫﻢ ،وﻋﺼﻤﺘﻪ إﻳﺎھُﻢ ،ودﻓﺎﻋــﻪ ﻋﻨﮫــﻢ ،وإﻋــﺰازه ﻟﮫــﻢ ،وﻧﺼــﺮه ﻟﮫــﻢ ،ﺑﺤﺴــﺐ ﻧﺼﯿﺒﮫﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ،ﻓﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،وﻣﺴﺘﻜﺜﺮ ،ﻓﻤﻦ وﺟﺪ ﺧﯿﺮًا ﻓﻠﯿﺤﻤﺪ اﷲ ،وﻣﻦ وﺟﺪ ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ﻓﻼ ﻳﻠﻮﻣﻦﱠ إﻻ ﻧﻔﺴﻪ. وﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻰ رﺳﻮﻟﻪ ﻣﺤﻤﺪ وﻋﻠﻰ آﻟﻪ وﺻﺤﺒﻪ وﺳﻠﻢ.
ﻣﻮﻗﻊ ﻛﻠﻤﺎت http://www.kalemat.org ﻋﻨﻮان اﻟﻤﻘﺎل http://www.kalemat.org/sections.php?so=va&aid=486
2
! !!!!!!!!!! !!!!!!! !! ! !!!!! !! ﻋﺒﺪاﻟﻤﻠﻚ اﻟﻘﺎﺳﻢ دار اﻟﻘﺎﺳﻢ اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ،واﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ رﺳﻮل اﷲ ،وﺑﻌﺪ: ﻓﺈن ﻣﻦ أھﻢ اﻟﻤﮫﻤﺎت وأﻓﻀﻞ اﻟﻘﺮﺑﺎت اﻟﺘﻨﺎﺻﺢ واﻟﺘﻮﺟﯿﻪ إﻟﻰ اﻟﺨﯿﺮ واﻟﺘﻮاﺻﻲ ﺑﺎﻟﺤﻖ واﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﯿﻪ ،واﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺨﺎﻟﻔﻪ وﻳﻐﻀﺐ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ وﻳﺒﺎﻋﺪ ﻣﻦ رﺣﻤﺘﻪ. واﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف واﻟﻨﮫﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ ﻋﻈﯿﻤـﺔ ،وﻗــﺪ ﻋـﺪّه اﻟﻌﻠﻤــﺎء اﻟــﺮﻛﻦ اﻟﺴــﺎدس ﻣــﻦ أرﻛـﺎن اﻹﺳــﻼم، ف َوﺗَ َﻨﮫَﻮنَ ﻋَﻦِ ﻣﺮُونَ ﺑِﺎﻟﻤَﻌﺮُو ِ ﺔ أﺧﺮﺟَﺖ ﻟِﻠﻨﱠﺎسِ ﺗَﺄ ُ وﻗﺪّﻣﻪ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻋﻠﻰ اﻹﻳﻤﺎن ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :ﻛُﻨﺘُﻢ ﺧَﯿﺮ أُﻣ ٍ ﷲ . ن ﺑِﺎ ِ ﻜ ِﺮ َوﺗُﺆﻣِﻨُﻮ َ اﻟﻤُﻨ َ ت وﻗﺪّﻣﻪ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻓﻲ ﺳﻮرة اﻟﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺼــﻼة وإﻳﺘــﺎء اﻟﺰﻛــﺎة ﻓﻘــﺎل ﺗﻌــﺎﻟﻰ :وَاﻟﻤُﺆﻣِﻨَُــﻮنَ وَاﻟﻤُﺆﻣﻨَــﺎ ُ ﻚ ن اﻟﺰﻛــﺎ َة َوﻳُﻄﯿﻌُــﻮنَ اﷲَ َورَﺳُـﻮﻟﻪُ أُوﻟَﺌِـ َ ن اﻟﺼَﻼةَ َوﻳُﺆﺗُﻮ َ ﻜ ِﺮ َوُﻳﻘِﯿﻤُﻮ َ ﻣﺮُونَ ﺑِﺎﻟﻤَﻌﺮُوفِ َوﻳَ َﻨﮫَﻮنَ ﻋَﻦِ اﻟﻤُﻨ َ ﺑَﻌﻀُﮫﻢ أوﻟﯿﺎءُ ﺑَﻌﺾٍ ﻳَﺄ ُ ﻢ . ﻋﺰِﻳﺰُ ﺣَﻜِﯿ ُ ﷲ َ ﮫﻢُ اﷲُ إنﱠ ا َ ﻤُ ﺳَﯿﺮﺣ ُ وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺘﻘﺪﻳﻢ إﻳﻀﺎح ﻟﻌِﻈﻢ ﺷﺄن ھــﺬا اﻟﻮاﺟــﺐ وﺑﯿــﺎن ﻷھﻤﯿﺘــﻪ ﻓــﻲ ﺣﯿــﺎة اﻷﻓــﺮاد واﻟﻤﺠﺘﻤﻌــﺎت واﻟﺸــﻌﻮب . وﺑﺘﺤﻘﯿﻘﻪ واﻟﻘﯿﺎم ﺑﻪ ﺗﺼﻠﺢ اﻷﻣﺔ وﻳﻜﺜﺮ ﻓﯿﮫﺎ اﻟﺨﯿﺮ وﻳﻀﻤﺤﻞ اﻟﺸــﺮ وﻳﻘــﻞ اﻟﻤﻨﻜــﺮ .وﺑﺈﺿــﺎﻋﺘﻪ ﺗﻜــﻮن اﻟﻌﻮاﻗــﺐ اﻟﻮﺧﯿﻤــﺔ واﻟﻜﻮارث اﻟﻌﻈﯿﻤﺔ واﻟﺸﺮور اﻟﻜﺜﯿﺮة ،وﺗﺘﻔـﺮّق اﻷﻣــﺔ وﺗﻘﺴــﻮ اﻟﻘﻠــﻮب أو ﺗﻤــﻮت ،وﺗﻈﮫــﺮ اﻟﺮذاﺋــﻞ وﺗﻨﺘﺸــﺮ ،وﻳﻈﮫــﺮ ﺻــﻮت اﻟﺒﺎﻃﻞ ،وﻳﻔﺸﻮ اﻟﻤﻨﻜﺮ.
وﻣﻦ ﻓﻀﻞ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮوف واﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﳌﻨﻜﺮ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ: أوﻻً :أﻧﻪ ﻣﻦ ﻣﮫﺎم وأﻋﻤﺎل اﻟﺮﺳﻞ ﻋﻠﯿﮫﻢ اﻟﺴﻼم ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ: ت . وَاﺟﺘَﻨِﺒُﻮا اﻟﱠﻄﺎﻏُﻮ َ
َوَﻟﻘَﺪ ﺑَﻌَﺜﻨَﺎ ﻓﻲِ ُﻛﻞِ أُﻣﺔٍ رَﺳُــﻮﻻً أن اﻋﺒـﺪُوا اﷲَ
ﺟﺪُونَ ن اﻟﺴﱠــﺎ ِ ن اﻟﺤَﺎ ِﻣﺪُونَ اﻟﺴﱠــﺎﺋِﺤُﻮنَ اﻟﺮﱠاﻛِﻌُــﻮ َ ﺛﺎﻧﯿﺎً :أﻧﻪ ﻣﻦ ﺻﻔﺎت اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ :اﻟﺘﱠﺎﺋِﺒُﻮنَ اﻟﻌَﺎِﺑﺪُو َ ﻦ . ﺸ ِﺮ اﻟﻤُﺆﻣِﻨِﯿ َ ﷲ َوﺑَ ِ ﺤﺪُو ِد ا ِ نﻟ ُ ﻜ ِﺮ وَاﻟﺤَﺎﻓِﻈُﻮ َ ﻦ اﻟﻤُﻨ َ ن ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف وَاﻟﻨﱠﺎھُﻮنَ ﻋ ِ ﻣﺮُو َ اﻵ ِ ﻜﺮِ َوﻳَ َﻨﮫَــﻮنَ ﻋَــﻦ ﻣﺮُونَ ﺑِــﺎﻟﻤُﻨ َ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ أھــﻞ اﻟﺸــﺮ واﻟﻔﺴــﺎد اﻟﻤُﻨَــﺎ ِﻓﻘُﻮنَ وَاﻟﻤُﻨﺎﻓِﻘــﺎتُ ﺑَﻌﻀُـﮫُﻢ ﻣِــﻦ ﺑَﻌـﺾٍ ﻳَــﺄ ُ ن . ﺳﻘُﻮ َ ھﻢُ اﻟﻔَﺎ ِ ن اﻟﻤُﻨﺎ ِﻓﻘِﯿﻦَ ُ ﷲ ﻓَ َﻨﺴِﯿﮫُﻢ إ ﱠ ﺪَﻳﮫُﻢ َﻧﺴُﻮا ا َ ف َوﻳَﻘﺒِﻀُﻮنَ أﻳ ِ اﻟﻤَﻌﺮُو ِ ﺛﺎﻟﺜﺎً :إن اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف واﻟﻨﮫﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ﻣﻦ ﺧﺼﺎل اﻟﺼﺎﻟﺤﯿﻦ ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ :ﻟَﯿﺴُﻮا ﺳَﻮاءً ﻣﻦ أھﻞِ اﻟﻜﺘَــﺎبِ ﺠﺪُونَ ) (113ﻳُﺆﻣِﻨُﻮنَ ﺑِﺎﷲِ وَاﻟﯿَﻮم اﻵﺧِـﺮِ َوﻳَــﺄﻣﺮونَ ﺑِــﺎﻟﻤﻌﺮُوفِ َوﻳَﻨﮫــﻮنَ ﻋَــﻦ أُﻣﺔُ ﻗَﺎﺋِﻤﺔُ ﻳَﺘﻠُﻮنَ آﻳﺎتِ اﷲِ آﻧﺎء اﻟﻠﯿﻞِ وَھُﻢ ﻳَﺴ ُ ﻦ . ﻦ اﻟﺼﱠﺎﻟِﺤُﯿ َ ت وَأوﻟﺌِﻚَ ﻣ َ اﻟﻤُﻨﻜَﺮ َوُﻳﺴَﺎ ِرﻋُﻮنَ ﻓﻲ اﻟﺨَﯿﺮا ِ راﺑﻌﺎً :ﻣﻦ ﺧﯿﺮﻳﺔ ھﺬه اﻷﻣﺔ اﻷﻣﺮ ﺑــﺎﻟﻤﻌﺮوف واﻟﻨﮫــﻲ ﻋــﻦ اﻟﻤﻨﻜــﺮ: ن ﺑِﺎﷲ . ﻦ اﻟﻤُﻨﻜ ِﺮ َوﺗُﺆﻣِﻨُﻮ َ ﺑِﺎﻟﻤَﻌﺮُف وﺗَﻨﮫُﻮنَ ﻋ ِ ﺧﺎﻣﺴﺎً :اﻟﺘﻤﻜﯿﻦ ﻓﻲ اﻷرض ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺔ اﻷُﻣﻮ ِر . ف َوَﻧﮫَﻮا ﻋَﻦِ اﻟﻤُﻨﻜَﺮ وَﷲ ﻋَﺎﻗِﺒَ ُ ﺑِﺎﻟﻤﻌُﺮو ِ
ﺧﺮِﺟَــﺖ ﻟﻠِﻨﱠــﺎسِ ﺗَــﺄﻣﺮونَ ﻛُﻨﺘُــﻢ ﺧَــﯿ َﺮ أُﻣ ـﺔٍ أُ َ
ﻦ إن ﻣﱠﻜﱠﻨـﺎھُﻢ ﻓــﻲ اﻷرضِ أﻗَـﺎﻣُﻮا اﻟﺼﱠــﻼةَ وأﺗُــﻮا اﻟﺰﱠﻛــﺎةَ وأﻣـﺮُوا اﻟﱠــﺬﻳِ َ
ﻦ إن ى ﻋَﺰﻳـﺰُ ) (40اﻟﱠــﺬﻳِ َ ﷲ َﻟﻘَــﻮ ﱡ ﺳﺎدﺳﺎً :أﻧﻪ ﻣﻦ أﺳـﺒﺎب اﻟﻨﺼــﺮ ،ﻗــﺎل ﺗﻌــﺎﻟﻰَ :وﻟَﯿَﻨﺼُـﺮَنﱠ اﷲُ ﻣَـﻦِ ﻳِ َﻨﺼُـ ُﺮهُ إنﱠ ا َ ﺔ اﻷﻣُﻮ ِر . ﷲ ﻋَﺎﻗِﺒ ُ ﻜ ِﺮ و ِ ف وَﻧﮫَﻮا ﻋَﻦِ اﻟﻤُﻨ َ ﻣﺮُوا ﺑِﺎﻟﻤﻌﺮُو ِ ض أﻗَﺎﻣُﻮا اﻟّﺼﻼ َة وأﺗُﻮا اﻟﺰﻛﺎ َة وَأ َ ﻣﱠﻜﱠﻨﺎھُﻢ ﻓﻲ اﻷَر ِ ف أو ﺪﻗَﺔٍ أو ﻣَﻌــﺮو ٍ ﻻ ﻣَــﻦ أﻣَـﺮَ ﺑِﺼَـ َ ﺳﺎﺑﻌﺎً :ﻋﻈﻢ ﻓﻀﻞ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ :ﻻّ ﺧَﯿﺮَ ﻓﻲ ﻛَﺜِ ِﯿ ٍﺮ ﻣِﻦّ ﻧﱠﺠﻮَاھُﻢ إ ّ ﻪ أَﺟﺮًا ﻋَﻈِﯿﻤ ًﺎ . ف ﻧُﺆﺗِﯿ ِ ﷲ ﻓَﺴَﻮ َ تا ِ ﻚ اﺑﺘِﻐَﺎ َء ﻣَﺮﺿَﺎ ِ ح ﺑَﯿﻦَ اﻟﻨﱠﺎس َوﻣَﻦ ﻳَﻔﻌَﻞ ذَﻟ َ إﺻﻼ ِ وﻗﻮﻟﻪ
} :ﻣﻦ دﻋﺎ إﻟﻰ ھﺪى ﻛﺎن ﻟﻪ ﻣﺜﻞ أﺟﻮر ﻣﻦ ﺗﺒﻌﻪ ﻻ ﻳﻨﻘﺺ ذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻮرھﻢ ﺷﯿﺌﺎً { ]رواه ﻣﺴﻠﻢ[.
ﺛﺎﻣﻨﺎً :أﻧﻪ ﻣﻦ أﺳﺒﺎب ﺗﻜﻔﯿﺮ اﻟﺬﻧﻮب ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﻋﻠﯿﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴـﻼم } :ﻓﺘﻨــﺔ اﻟﺮﺟــﻞ ﻓــﻲ أھﻠــﻪ وﻣﺎﻟــﻪ وﻧﻔﺴــﻪ ووﻟﺪه وﺟﺎره ،ﻳﻜﻔﺮھﺎ اﻟﺼﯿﺎم واﻟﺼﻼة واﻟﺼﺪﻗﺔ ،واﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف واﻟﻨﮫﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ { ]رواه أﺣﻤﺪ[. ﺗﺎﺳﻌﺎً :ﻓﻲ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف واﻟﻨﮫﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ﺣﻔــﻆ ﻟﻠﻀــﺮورات اﻟﺨﻤـﺲ ﻓــﻲ اﻟــﺪﻳﻦ واﻟﻨﻔــﺲ واﻟﻌﻘــﻞ واﻟﻨﺴﻞ واﻟﻤﺎل .وﻓﻲ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف واﻟﻨﮫﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻏﯿﺮ ﻣﺎ ذﻛﺮﻧﺎ .وإذ ﺗُـﺮِك اﻷﻣــﺮ ﺑــﺎﻟﻤﻌﺮوف واﻟﻨﮫــﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ وﻋُﻄّﻠﺖ راﻳﺘﻪ ؛ ﻇﮫﺮ اﻟﻔﺴﺎد ﻓﻲ اﻟﺒﺮ واﻟﺒﺤﺮ وﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻛﻪ أﻣﻮر ﻋﻈﯿﻤﺔ ﻣﻨﮫﺎ: -1وﻗﻮع اﻟﮫﻼك واﻟﻌﺬاب ،ﻗﺎل اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ:
ﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻇَﻠَﻤُﻮا ﻣِﻨﻜُﻢ ﺧﺎﺻﺔً . ﺔ ﻻ ﺗُﺼِﯿﺒَ َ وَاﱠﺗﻘُﻮا ﻓَﺘﻨَ ً
ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً } :واﻟﺬي ﻧﻔﺴﻲ ﺑﯿﺪه ﻟﺘﺄﻣﺮن ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف وﻟﺘﻨﮫﻮن ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ أو ﻟﯿﻮﺷﻜﻦ اﷲ أن ﻳﺒﻌﺚ وﻋﻦ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﻋﻠﯿﻜﻢ ﻋﻘﺎﺑﺎً ﻣﻨﻪ ﺛﻢ ﺗﺪﻋﻮﻧﻪ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﺠﺎب ﻟﻜﻢ { ]ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﻪ[. وﻟﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ أم اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ زﻳﻨﺐ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫﺎ ) :أﻧﮫﻠﻚ وﻓﯿﻨﺎ اﻟﺼﺎﻟﺤﻮن؟ ( ﻗﺎل ﻟﮫﺎ اﻟﺮﺳﻮل
} :ﻧﻌـﻢ إذا ﻛُﺜـﺮ
اﻟﺨﺒﺚ { ]رواه اﻟﺒﺨﺎري[. -2ﻋــﺪم إﺟﺎﺑــﺔ اﻟــﺪﻋﺎء ،وﻗــﺪ وردت أﺣﺎدﻳــﺚ ﻓــﻲ ذﻟــﻚ ﻣﻨﮫــﺎ ﺣــﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸــﺔ رﺿــﻲ اﷲ ﻋﻨﮫــﺎ ﻣﺮﻓﻮﻋـﺎً } :ﻣــﺮوا ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف ،واﻧﮫﻮا ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ،ﻗﺒﻞ أن ﺗﺪﻋﻮا ﻓﻼ ﻳُﺴﺘﺠﺎب ﻟﻜﻢ { ]رواه أﺣﻤﺪ[. } :واﷲ ﻟﺘــﺄﻣﺮن ﺑــﺎﻟﻤﻌﺮوف وﻟﺘﻨﮫــﻮن ﻋــﻦ اﻟﻤﻨﻜــﺮ وﻟﺘﺄﺧـﺬن ﻋﻠــﻰ ﻳــﺪ اﻟﻈﺎﻟــﻢ -3اﻧﺘﻔﺎء ﺧﯿﺮﻳــﺔ اﻷﻣــﺔ ،ﻗــﺎل وﻟﺘﺄﻃﺮﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻖ أﻃﺮاً وﻟﺘﻘﺼﺮﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻖ ﻗﺼﺮاً ،أو ﻟﯿﻀــﺮﺑﻦ اﷲ ﺑﻘﻠــﻮب ﺑﻌﻀــﻜﻢ ﻋﻠــﻰ ﺑﻌــﺾ ﺛــﻢ ﻟﯿﻠﻌﻨﻜــﻢ ﻛﻤــﺎ ﻟﻌﻨﮫﻢ { ]رواه أﺑﻮ داود[. -4ﺗﺴﻠﻂ اﻟﻔﺴﺎق واﻟﻔﺠﺎر واﻟﻜﻔﺎر ،وﺗﺰﻳﯿﻦ اﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ،وﺷﯿﻮع اﻟﻤﻨﻜﺮ واﺳﺘﻤﺮاؤه. -5ﻇﮫﻮر اﻟﺠﮫﻞ ،واﻧﺪﺛﺎر اﻟﻌﻠﻢ ،وﺗﺨﺒﻂ اﻷﻣﺔ ﻓﻲ ﻇﻠﻢ ﺣﺎﻟﻚ ﻻ ﻓﺠﺮ ﻟﮫﺎ .وﻳﻜﻔﻲ ﻋــﺬاب اﷲ ﻋــﺰ وﺟــﻞ ﻟﻤــﻦ ﺗــﺮك اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف واﻟﻨﮫﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ،وﺗﺴﻠﻂ اﻷﻋﺪاء واﻟﻤﻨﺎﻓﻘﯿﻦ ﻋﻠﯿﻪ ،وﺿﻌﻒ ﺷﻮﻛﺘﻪ وﻗﻠﺔ ھﯿﺒﺘﻪ.
أﺧﻲ اﳌﺴﻠﻢ: ﻗﺎل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺸﯿﺦ ﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺘﯿﻖ رﺣﻤﻪ اﷲ ) :ﻓﻠﻮ ﻗﺪر أن رﺟﻞ ﻳﺼﻮم اﻟﻨﮫﺎر وﻳﻘﻮم ﻓﻲ اﻟﻠﯿﻞ وﻳﺰھﺪ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻛﻠﮫﺎ ،وھﻮ ﻣﻊ ھﺬا ﻻ ﻳﻐﻀﺐ اﷲ ،وﻻ ﻳﺘﻤﻌﱠﺮ وﺟﮫﻪ ،وﻻ ﻳﺤﻤﺮ ،ﻓﻼ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف ،وﻻ ﻳﻨﮫــﻰ ﻋــﻦ اﻟﻤﻨﻜــﺮ ،ﻓﮫــﺬا اﻟﺮﺟــﻞ ﻣﻦ أﺑﻐﺾ اﻟﻨﺎس ﻋﻨﺪ اﷲ ،وأﻗﻠﮫﻢ دﻳﻨﺎً ،وأﺻﺤﺎب اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ أﺣﺴﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ ﻣﻨﻪ (.
ﺧﻄﻮات اﻹﻧﻜﺎر واﻷﻣﺮ: أوﻻً :اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ،ﻓﺈن اﻟﺠﺎھﻞ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻲء ﻻ ﻳﻈﻨﻪ ﻣﻨﻜﺮاً ،ﻓﯿﺠﺐ إﻳﻀــﺎﺣﻪ ﻟــﻪ ،وﻳﺆﻣــﺮ ﺑــﺎﻟﻤﻌﺮوف وﻳﺒﯿــﻦ ﻟــﻪ ﻋﻈﻢ أﺟﺮه وﺟﺰﻳﻞ ﺛﻮاب ﻣﻦ ﻗﺎم ﺑﻪ ،وﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﺑﺤﺴﻦ أدب وﻟﯿﻦ ورﻓﻖ. ﺛﺎﻧﯿﺎً :اﻟﻮﻋﻆ؛ وذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﺨﻮﻳﻒ ﻣﻦ ﻋﺬاب اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ وﻋﻘﺎﺑﻪ وذﻛﺮ آﺛﺎر اﻟﺬﻧﻮب واﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ،وﻳﻜــﻮن ﺑـﺬﻟﻚ ﺷــﻔﻘﺔ ورﺣﻤﺔ ﻟﻪ. ﺛﺎﻟﺜﺎً :اﻟﺮﻓﻊ إﻟﻰ أھﻞ اﻟﺤﺴﺒﺔ إذا ﻇﮫﺮ ﻋﻨﺎده وإﺻﺮاره. راﺑﻌﺎً :اﻟﺘﻜﺮار وﻋــﺪم اﻟﯿــﺄس ﻓــﺈن اﻷﻧﺒﯿــﺎء واﻟﻤﺮﺳـﻠﯿﻦ أﻣــﺮوا ﺑــﺎﻟﻤﻌﺮوف وأﻋﻈﻤـﻪ اﻟﺘﻮﺣﯿـﺪ ،وﺣــﺬروا ﻣــﻦ اﻟﻤﻨﻜــﺮ وأﻋﻈﻤﻪ اﻟﺸﺮك ،ﺳﻨﻮات ﻃﻮﻳﻠﺔ دون ﻛﻠﻞ أو ﻣﻠﻞ. ﺧﺎﻣﺴﺎً :إھﺪاء اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺸﺮﻳﻂ اﻟﻨﺎﻓﻊ. ﺳﺎدﺳﺎً :ﻟﻤﻦ ﻛﺎن ﻟﻪ وﻻﻳﺔ ﻛﺰوﺟﺔ وأﺑﻨﺎء ،ﻓﻠﻪ اﻟﮫﺠﺮ واﻟﺰﺟﺮ واﻟﻀﺮب. ﺳﺎﺑﻌﺎً :اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف واﻟﻨﮫﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺮﻓﻖ واﻟﺤﻠﻢ ،وﺳﻌﺔ اﻟﺼﺪر واﻟﺼﺒﺮ ،وﻋـﺪم اﻻﻧﺘﺼﺎر ﻟﻠﻨﻔﺲ ،ورﺣﻤﺔ اﻟﻨﺎس ،واﻹﺷﻔﺎق ﻋﻠﯿﮫﻢ ،وﻛﻞ ذﻟﻚ ﻣﺪﻋﺎة إﻟﻰ اﻟﺤﺮص وﺑﺬل اﻟﻨﻔﺲ.
أﺧﻲ اﳌﺴﻠﻢ: ﺑﻘﻮﻟــﻪ } :ﻣــﻦ رأى ﻣﻨﻜــﻢ ﻣﻨﻜــﺮاً ﻓﻠﯿﻐــﯿﺮه ﺑﯿــﺪه ،ﻓــﺈن ﻟــﻢ ﻳﺴــﺘﻄﻊ درﺟــﺎت ﺗﻐﯿــﯿﺮ اﻟﻤﻨﻜــﺮ ذﻛﺮھــﺎ اﻟﺮﺳــﻮل ﻓﺒﻠﺴﺎﻧﻪ ،ﻓﺈن ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻓﺒﻘﻠﺒﻪ ،وذﻟﻚ أﺿﻌﻒ اﻹﻳﻤﺎن { ]رواه ﻣﺴﻠﻢ[. ﻗﺎل ﺷﯿﺦ اﻹﺳﻼم اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ ﻗﺪّس اﷲ روﺣﻪ ) :وﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﻐﺾ ﻣﺎ ﻳﺒﻐﻀﻪ اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ اﻟﺬي ﺣﺮّﻣﻪ ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺮ واﻟﻔﺴﻮق واﻟﻌﺼﯿﺎن ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﺒــﻪ اﻹﻳﻤــﺎن اﻟــﺬي أوﺟﺒـﻪ اﷲ ﻋﻠﯿــﻪ ،ﻓــﺈن ﻟــﻢ ﻳﻜــﻦ ﻣﺒﻐﻀـ ًﺎ ﻼ (. ﻟﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺮﻣﺎت أﺻﻼً ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﻪ إﻳﻤﺎن أﺻ ً وﻗﺎل اﻟﺸﯿﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻮھﺎب رﺣﻤﻪ اﷲ ) :ﻓــﺎﷲ اﷲ إﺧﻮاﻧــﻲ ،ﺗﻤﺴــﻜﻮا ﺑﺄﺻــﻞ دﻳﻨﻜــﻢ ،أوﻟــﻪ وآﺧــﺮه أﺳّــﻪ ورأﺳﻪ ،وھﻮ " ﺷﮫﺎدة أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ " واﻋﺮﻓﻮا ﻣﻌﻨﺎھﺎ وأﺣﺒﻮا أھﻠﮫﺎ ،واﺟﻌﻠﻮھﻢ إﺧﻮاﻧﻜﻢ وﻟﻮ ﻛــﺎﻧﻮا ﺑﻌﯿــﺪﻳﻦ ،واﻛﻔــﺮوا ﺑﺎﻟﻄﺎﻏﻮت ،وﻋﺎدوھﻢ وأﺑﻐﻀﻮا ﻣﻦ أﺣﺒﮫﻢ ،أو ﺟﺎدل ﻋﻨﮫﻢ أو ﻟﻢ ﻳﻜﻔﺮھﻢ ،أو ﻗﺎل ﻣﺎ ﻋﻠﻲّ ﻣﻨﮫﻢ ،أو ﻗﺎل :ﻣﺎ ﻛﻠﻔـﻨﻲ اﷲ ﺑﮫﻢ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺬب ھﺬا ﻋﻠﻰ اﷲ واﻓﺘﺮى ،ﺑﻞ ﻛﻠّﻔﻪ اﷲ ﺑﮫﻢ وﻓﺮض ﻋﻠﯿــﻪ اﻟﻜﻔــﺮ ﺑﮫــﻢ واﻟــﺒﺮاءة ﻣﻨﮫــﻢ وﻟــﻮ ﻛــﺎﻧﻮا إﺧﻮاﻧــﻪ أو أوﻻده (.
أﺧﻲ اﳌﺴﻠﻢ: ﺷﺎع ﻓﻲ ﺑﻌﺾ أوﺳﺎط اﻟﻨﺎس اﻟﻐﻔﻠﺔ ﻋﻦ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف واﻟﻨﮫﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ،واﻋﺘﺒﺮوا ذﻟﻚ ﺗــﺪﺧﻼً ﻓــﻲ ﺷـﺌﻮن اﻟﻐﯿﺮ؛ وھﺬا ﻣﻦ ﻗﻠﺔ اﻟﻔﮫﻢ وﻧﻘﺺ اﻹﻳﻤﺎن ،ﻓﻌﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ
ﻗﺎل ) :ﻳﺎ أﻳﮫﺎ اﻟﻨﺎس ! إﻧﻜﻢ ﻟﺘﻘﺮؤون ھﺬه اﻵﻳﺔ:
ﺿﻞّ إذَا اھ َﺘﺪَﻳﺘُﻢ وإﻧـﻲ ﺳــﻤﻌﺖ رﺳــﻮل اﷲ ﻀﺮُﻛُﻢ ﻣﱠﻦ َ ﻦ أﻣﻨُﻮا ﻋَﻠَﯿﻜُﻢ َأﻧَﻔُﺴَﻜُﻢ ﻻَ َﻳ ُ اﱠﻟﺬِﻳ َ رأوا اﻟﻈﺎﻟﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﺄﺧﺬوا ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ أوﺷﻚ أن ﻳﻌﻤﮫﻢ اﷲ ﺑﻌﻘﺎب ﻣﻨﻪ { ( ]رواه أﺑﻮ داود[.
ﻳَﺎ أﻳُﮫﺎ
ﻳﻘــﻮل } :إن اﻟﻨـﺎس إذا
ﺑﻘﻮﻟﻪ } :ﻣﺜﻞ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻓﻲ ﺣــﺪود اﷲ واﻟﻮاﻗــﻊ ﻓﯿﮫــﺎ ﻛﻤﺜــﻞ وﺗﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﺳﻔﯿﻨﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﻤﺎ ﺻﻮرھﺎ اﻟﺮﺳﻮل ﻗﻮم اﺳﺘﮫﻤﻮا ﻋﻠﻰ ﺳﻔﯿﻨﺔ ،ﻓﺼﺎر ﺑﻌﻀﮫﻢ أﻋﻼھﺎ وﺑﻌﻀﮫﻢ أﺳﻔﻠﮫﺎ ،وﻛﺎن اﻟــﺬﻳﻦ ﻓــﻲ أﺳــﻔﻠﮫﺎ إذا اﺳـﺘﻘﻮا ﻣــﻦ اﻟﻤــﺎء ﻣﺮوا ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﮫﻢ ،ﻓﻘﺎﻟﻮا :ﻟﻮ أﻧﺎ ﺧﺮﻗﻨﺎ ﻓﻲ ﻧﺼﯿﺒﻨﺎ ﺧﺮﻗ ًﺎ وﻟﻢ ﻧﺆذ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻨﺎ ،ﻓﺈن ﺗﺮﻛﻮھﻢ وﻣــﺎ أرادوا ھﻠﻜــﻮا ﺟﻤﯿﻌـﺎً، وإن أﺧﺬوا ﻋﻠﻰ أﻳﺪﻳﮫﻢ ﻧﺠﻮا وﻧﺠﻮا ﺟﻤﯿﻌ ًﺎ { ]رواه اﻟﺒﺨﺎري[.
وﻣﻊ اﻷﺳﻒ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻇﮫﺮت ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﻇﺎھﺮة ﺧﻄﯿﺮة وھﻲ اﻻﺳﺘﮫﺰاء ﺑﺎﻵﻣﺮﻳﻦ ﺑــﺎﻟﻤﻌﺮوف واﻟﻨﺎھﯿــﻦ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ،وﻟﻤﺰھﻢ وﻏﻤﺰھﻢ ،واﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻗﺪ ﺗﻮﻋّﺪ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆذون اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ واﻟﻤﺆﻣﻨﺎت ﺑﻌﺬاب أﻟﯿﻢ. وﻧﻨﺒﻪ اﻷﺣﺒﺔ اﻟﻜﺮام إﻟﻰ ﺧﻄﻮرة اﻷﻣــﺮ ،ﻗــﺎل ﻓــﻲ ﺣﺎﺷــﯿﺔ اﺑــﻦ ﻋﺎﺑــﺪﻳﻦ ) :إن ﻣـﻦ ﻗــﺎل " :ﻓﻀــﻮﻟﻲ " ﻟﻤــﻦ ﻳﺄﻣــﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف وﻳﻨﮫﻰ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ﻓﮫﻮ ﻣﺮﺗﺪ (. وﻓﻲ " اﻟﺪر اﻟﻤﺨﺘﺎر " ﻗﺎل ﻓﻲ ﻓﺼﻞ اﻟﻔﻀﻮﻟﻲ ) :ھﻮ ﻣﻦ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﯿﻪ ،ﻓﺎﻟﻘﺎﺋﻞ ﻟﻤﻦ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف :أﻧﺖ ﻓﻀﻮﻟﻲ ،ﻳﺨﺸﻰ ﻋﻠﯿﻪ اﻟﻜﻔﺮ (. اﻟﻠﮫﻢ اﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ اﻵﻣﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف ،اﻟﻨﺎھﯿﻦ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ،اﻟﻤﻘﯿﻤﯿﻦ ﻟﺤﺪودك .رﺑﻨﺎ ﻻ ﺗـﺰغ ﻗﻠﻮﺑﻨـﺎ ﺑﻌــﺪ إذ ھــﺪﻳﺘﻨﺎ، وھﺐ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻟﺪﻧﻚ رﺣﻤﺔ ،إﻧﻚ أﻧﺖ اﻟﻮھﺎب .اﻟﻠﮫﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ وﻟﻮاﻟﺪﻳﻨﺎ وﻟﺠﻤﯿﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ،وﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﯿﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ وﻋﻠﻰ آﻟﻪ وﺻﺤﺒﻪ أﺟﻤﻌﯿﻦ.
ﻣﻮﻗﻊ ﻛﻠﻤﺎت http://www.kalemat.org ﻋﻨﻮان اﻟﻤﻘﺎل http://www.kalemat.org/sections.php?so=va&aid=495
!!!! !! !!!!!!!!!! !!!!!! !!!!! دار اﻟﻮﻃﻦ اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ :ھﻮ إﻓﺮاد اﷲ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎدة وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ،وھﻮ دﻳــﻦ اﻟﺮﺳــﻞ ﻛﻠﮫــﻢ ﻋﻠﯿﮫــﻢ اﻟﺼــﻼة واﻟﺴــﻼم اﻟــﺬي ﻻ ﻳﻘﺒﻞ اﷲ ﻣﻦ أﺣﺪ دﻳﻨﺎً ﺳﻮاه ،وﻻ ﺗﺼﺢ اﻷﻋﻤﺎل إﻻ ﺑﻪ ،إذ ھﻮ أﺻﻠﮫﺎ اﻟﺬي ﺗُﺒﻨﻰ ﻋﻠﯿﻪ ،وﻣﺘﻰ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﻢ ﻳﻨﻔﻊ اﻟﻌﻤــﻞ، ﺑﻞ ھﻮ ﺣﺎﺑﻂ إذ ﻻ ﺗﺼﺢ اﻟﻌﺒﺎدة إﻻ ﺑﻪ.
أﻗﺴﺎم اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ ﻳﻨﻘﺴﻢ اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺴﺎم :ﺗﻮﺣﯿﺪ اﻟﺮﺑﻮﺑﯿﺔ ،وﺗﻮﺣﯿﺪ اﻷﺳﻤﺎء واﻟﺼﻔﺎت ،وﺗﻮﺣﯿﺪ اﻷﻟﻮھﯿﺔ.
- 1ﺗﻮﺣﯿﺪ اﻟﺮﺑﻮﺑﯿﺔ: وھﻮ اﻹﻗﺮار ﺑﺄن ﻻ رب ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﯿﻦ إﻻ اﷲ اﻟﺬي ﺧﻠﻘﮫﻢ ،ورزﻗﮫــﻢ وھــﺬا اﻟﻨــﻮع ﻣــﻦ اﻟﺘﻮﺣﯿـﺪ ﻗــﺪ أﻗـﺮّ ﺑــﻪ اﻟﻤﺸــﺮﻛﻮن اﻷواﺋﻞ ،ﻓﮫﻢ ﻳﺸﮫﺪون أن اﷲ ھﻮ اﻟﺨﺎﻟﻖ واﻟﻤﺎﻟﻚ واﻟﻤﺪﺑﺮ واﻟﻤﺤﯿﻲ واﻟﻤﻤﯿﺖ وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ َ :وﻟَﺌَــﻦ ن ]اﻟﻌﻨﻜﺒﻮت.[61: ﻤ َﺮ ﻟَﯿَﻘُﻮﻟُﻦﱠ اﻟﻠّﻪُ ﻓَﺄﻧﱠﻰ ﻳُﺆﻓَﻜُﻮ َ ﺲ وَاﻟﻘَ َ ﺨﺮَ اﻟﺸﱠﻤ َ ض وَﺳَ َ ت وَاﻷر َ ﺴﻤَﺎوَا ِ ﺳَﺄﻟ َﺘﮫُﻢ ﻣّﻦ ﺧَﻠَﻖَ اﻟ َ وﻟﻜﻦ إﻗﺮارھﻢ ھﺬا وﺷﮫﺎدﺗﮫﻢ ﺗﻠﻚ ﻟﻢ ﺗﺪﺧﻠﮫﻢ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،وﻟﻢ ﺗﻨﺠﮫﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر وﻟﻢ ﺗﻌﺼﻢ دﻣﺎءھﻢ وأﻣﻮاﻟﮫﻢ، ﻷﻧﮫﻢ ﻟﻢ ﻳﺤﻘﻘﻮا ﺗﻮﺣﯿﺪ اﻷﻟﻮھﯿﺔ ،ﺑﻞ أﺷﺮﻛﻮا ﻣﻊ اﷲ ﻓﻲ ﻋﺒﺎدﺗﻪ ﺑﺼﺮﻓﮫﻢ ﺷﯿﺌ ًﺎ ﻣﻨﮫﺎ ﻟﻐﯿﺮه.
- 2ﺗﻮﺣﯿﺪ اﻷﲰﺎء واﻟﺼﻔﺎت: وھﻮ اﻹﻳﻤﺎن ﺑﺄن ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ذاﺗًﺎ ﻻ ﺗﺸﺒﮫﮫﺎ اﻟﺬوات وﺻــﻔﺎت ﻻ ﺗﺸــﺒﮫﮫﺎ اﻟﺼــﻔﺎت وأن أﺳــﻤﺎءه داﻟــﺔ دﻻﻟــﺔ ﻗﻄﻌﯿــﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺻﻔﺎت اﻟﻜﻤــﺎل اﻟﻤﻄﻠـﻖ ﻛﻤــﺎ ﻗــﺎل ﺗﻌــﺎﻟﻰ :ﻟَﯿـﺲَ ﻛَﻤﺜﻠ ـﻪِ ﺷَــﻲء وَھــﻮ اﻟﺴّــﻤﯿﻊُ اﻟﺒَﺼــﯿﺮ ]اﻟﺸﻮرى.[11: إﺛﺒﺎﺗـﺎً ﻳﻠﯿــﻖ ﺑﺠﻼﻟـﻪ ﻣــﻦ ﻏــﯿﺮ ﺗﺸــﺒﯿﻪ ،وﻻ وأﻳﻀﺎً إﺛﺒﺎت ﻣﺎ أﺛﺒﺘﻪ اﷲ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ أو أﺛﺒﺘـﻪ ﻟــﻪ رﺳــﻮﻟﻪ ﺗﻤﺜﯿﻞ وﻻ ﺗﻌﻄﯿﻞ ،وﻻ ﺗﺤﺮﻳﻒ ،وﻻ ﺗﺄوﻳﻞ وﻻ ﺗﻜﯿﯿـﻒ ،وﻻ ﻧﺤــﺎول ﻻ ﺑﻘﻠﻮﺑﻨــﺎ وﺗﺼــﻮراﺗﻨﺎ وﻻ ﺑﺄﻟﺴــﺘﻨﺎ أن ﻧﻜﯿــﻒ ﺷـﯿﺌﺎً ﻣــﻦ ﺻﻔﺎﺗﻪ وﻻ أن ﻧﻤﺜﻠﮫﺎ ﺑﺼﻔﺎت اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﯿﻦ.
- 3ﺗﻮﺣﯿﺪ اﻷﻟﻮﻫﯿﺔ: وھﻮ ﺗﻮﺣﯿﺪ اﻟﻌﺒﺎدة أي إﻓﺮاد اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺠﻤﯿﻊ أﻧــﻮاع اﻟﻌﺒــﺎدة اﻟــﺘﻲ أﻣــﺮ ﺑﮫــﺎ ﻛﺎﻟــﺪﻋﺎء واﻟﺨــﻮف واﻟﺮﺟــﺎء واﻟﺘﻮﻛﻞ واﻟﺮﻏﺒﺔ واﻟﺮھﺒﺔ واﻟﺨﺸﻮع واﻟﺨﺸﯿﺔ ،واﻹﻧﺎﺑﺔ ،واﻹﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ،واﻹﺳﺘﻐﺎﺛﺔ واﻟﺬﺑﺢ واﻟﻨﺬر وﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ﻣـﻦ اﻟﻌﺒــﺎدات ﷲ أَﺣَــﺪاً ]اﻟﺠــﻦ ،[18:ﺑﺤﯿــﺚ ﻻ ﺟﺪَ ﻟﻠّ ـﻪِ ﻓَ ـﻼَ ﺗَــﺪﻋُﻮا ﻣَـﻊَ ا ِ ﻤﺴَـﺎ ِ ن اﻟ َ اﻟﺘﻲ أﻣﺮ اﷲ ﺑﮫﺎ ﻛﻠﮫﺎ ،واﻟﺪﻟﯿﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌـﺎﻟﻰَ :وأَ ﱠ ﻳﺼﺮف اﻹﻧﺴﺎن ﺷﯿﺌﺎً ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻌﺒﺎدات ﻟﻐﯿﺮ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻟﻤﻠﻚ ﻣﻘﺮب ،وﻻ ﻟﻨــﺒﻲ ﻣﺮﺳــﻞ وﻻ ﻟﻮﻟــﻲ ﺻـﺎﻟﺢ، وﻻ ﻷي أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﯿﻦ ،ﻷن اﻟﻌﺒﺎده ﻻ ﺗﺼﺢ إﻻ ﷲ ،ﻓﻤﻦ ﺻﺮف ﺷﯿﺌﺎً ﻣﻨﮫﺎ ﻟﻐﯿﺮ اﷲ ﻓﻘــﺪ أﺷــﺮك ﺑــﺎﷲ ﺷــﺮﻛﺎً أﻛﺒــﺮ وﺣﺒﻂ ﻋﻤﻠﻪ. وﺣﺎﺻﻠﻪ ھﻮ اﻟﺒﺮاءة ﻣﻦ ﻋﺒﺎدة ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﻮى اﷲ ،واﻹﻗﺒـﺎل ﺑﺎﻟﻘﻠــﺐ واﻟﻌﺒـﺎدة ﻋﻠــﻰ اﷲ ،وﻻ ﻳﻜﻔـﻲ ﻓـﻲ اﻟﺘﻮﺣﯿـﺪ دﻋﻮاه واﻟﻨﻄﻖ ﺑﻜﻠﻤﺔ اﻟﺸﮫﺎدة ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﻣﻔﺎرﻗﺔ ﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ وﻣﺎ ھﻢ ﻋﻠﯿﻪ ﻣﻦ دﻋﺎء ﻏﯿﺮ اﷲ ﻣﻦ اﻷﻣﻮات وﻧﺤﻮھــﻢ واﻻﺳﺘﺸﻔﺎع ﺑﮫﻢ إﻟﻰ اﷲ ﻓﻲ ﻛﺸﻒ اﻟﻀﺮ وﺗﺤﻮﻳﻠﻪ وﻃﻠﺐ اﻟﻤﺪد واﻟﻐﻮث ﻣﻨﮫﻢ إﻟﻰ ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ﻣــﻦ اﻷﻋﻤـﺎل اﻟﺸــﺮﻛﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻓﻲ اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ ﺗﻤﺎﻣﺎً. وﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ :ھﻮ ﺑﻤﻌﺮﻓﺘﻪ واﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯿﻘﺘﻪ واﻟﻘﯿﺎم ﺑﮫــﺎ ﻋﻠﻤـﺎً وﻋﻤـﻼً ،وﺣﻘﯿﻘــﺔ ذﻟــﻚ ھــﻮ اﻧﺠــﺬاب اﻟﺮوح أو اﻟﻘﻠﺐ إﻟﻰ اﷲ ﻣﺤﺒﺔ وﺧﻮﻓﺎً ،وإﻧﺎﺑﺔ وﺗﻮﻛﻼً ودﻋﺎءً وإﺧﻼﺻﺎً وإﺟﻼﻻً وھﯿﺒﺔ وﺗﻌﻈﯿﻤﺎً وﻋﺒﺎدة ،وﺑﺎﻟﺠﻤﻠﺔ ﻓﻼ ﻳﻜــﻮن ﻓﻲ ﻗﻠﺐ اﻟﻌﺒﺪ ﺷﻲء ﻟﻐﯿﺮ اﷲ ،وﻻ إرادة ﻟﻤﺎ ﺣﺮم اﷲ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻛﯿﺎت واﻟﺒﺪع واﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻛﺒﯿﺮھــﺎ وﺻــﻐﯿﺮھﺎ ،وﻻ ﻛﺮاھــﺔ ﻟﻤﺎ أﻣﺮ اﷲ ﺑﻪ وذﻟﻚ ھﻮ ﺣﻘﯿﻘﺔ اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ وﺣﻘﯿﻘﺔ ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ.
ﻣﻌﲎ ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ أي ﻻ ﻣﻌﺒﻮد ﺑﺤﻖ ﻓﻲ اﻷرض وﻻ ﻓﻲ اﻟﺴــﻤﺎء إﻻ اﷲ وﺣــﺪه ﻻ ﺷــﺮﻳﻚ ﻟــﻪ ،ﻷن اﻟﻤﻌﺒــﻮدات اﻟﺒﺎﻃﻠـﺔ ﻛﺜــﯿﺮة ﻟﻜــﻦ ﻞ ﻖ َوأَنﱠ ﻣَﺎ ﻳَﺪﻋُﻮنَ ﻣِــﻦ دُوﻧِـﻪِ ھُـﻮَ اﻟﺒَﺎﻃِـ ُ اﻟﻤﻌﺒﻮد اﻟﺤﻖ ھﻮ اﷲ وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰَ :ذﻟِﻚَ ﺑِﺄَنﱠ اﻟﻠّﻪَ ھُﻮَ اﻟﺤَ ﱡ َوأَنﱠ اﻟﻠّﻪَ ھُﻮَ اﻟﻌَ ِﻠﻰﱡ اﻟﻜَﺒِﯿﺮُ ]اﻟﺤﺞ .[62:وﻟﯿﺲ ﻣﻌﻨﺎھﺎ ﻻ ﺧﺎﻟﻖ إﻻ اﷲ ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻈﻨﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﺠﮫﻠــﺔ ،ﻓــﺈن ﻛﻔــﺎر ﻗﺮﻳــﺶ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻘﺮون ﺑﺄن اﻟﺨﺎﻟﻖ اﻟﻤﺪﺑﺮ ھﻮ اﷲ وﺣــﺪه ﻻ ﺷــﺮﻳﻚ ﻟــﻪ ،ﻛﻤــﺎ ﻓــﻲ ﻗﻮﻟــﻪ ﺗﻌﺎﻟــﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﺑُﻌﺚ ﻓﯿﮫﻢ رﺳﻮل اﷲ ھﺬَا َﻟﺸَﻰ ُء ﻋُﺠَﺎبٌ ]ص ،[5:ﻓﻔﮫﻤﻮا ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻜﻠﻤﺔ أﻧﮫﺎ ﺗُﺒﻄﻞ ﻋﺒــﺎدة أي أﺣــﺪ ﻷﻟِﮫﺔَ إِﻟَﮫﺎً واﺣِﺪًا إن َ ﻋﻨﮫﻢ :أَﺟَﻌَﻞَ ا َ ﻣﻦ دون اﷲ وﺗﺤﺼﺮ اﻟﻌﺒﺎدة ﷲ وﺣﺪه وھﻢ ﻻ ﻳﺮﻳﺪون ذﻟﻚ ،ﻓﻠﺬﻟﻚ ﺣﺎرﺑﮫﻢ رﺳﻮل اﷲ اﷲ وﻳﻘﻮﻣﻮا ﺑﺤﻘﮫﺎ وھﻮ إﻓﺮاد اﷲ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎدة وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ.
ﺣﺘﻰ ﻳﺸـﮫﺪوا أن ﻻ إﻟــﻪ إﻻ
وﺑﮫﺬا ﻳﺒﻄﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪه ﻋﺒّﺎد اﻟﻘﺒﻮر اﻟﯿﻮم وأﺷﺒﺎھﮫﻢ ﻣﻦ أن ﻣﻌﻨﻰ ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ھﻮ اﻹﻗﺮار ﺑﺄن اﷲ ﻣﻮﺟــﻮد أو أﻧــﻪ
ھﻮ اﻟﺨﺎﻟﻖ اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺘﺮاع وأﺷﺒﺎه ذﻟﻚ وأن ﻣﻦ اﻋﺘﻘﺪ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺣﻘﻖ اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ اﻟﻤﻄﻠﻖ وﻟﻮ ﻓﻌﻞ ﻣﻦ ﻋﺒﺎدة ﻏﯿﺮ اﷲ ودﻋﺎء اﻷﻣﻮات واﻟﺘﻘﺮب إﻟﯿﮫﻢ ﺑﺎﻟﻨﺬور وﺑﺎﻟﻄﻮاف ﺑﻘﺒﻮرھﻢ واﻟﺘﺒﺮك ﺑﺘﺮﺑﺘﮫﻢ. وﻟﻘﺪ ﻋﺮف ﻛﻔﺎر ﻗﺮﻳﺶ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺗﺮك ﻋﺒﺎدة ﻣﺎ ﺳﻮى اﷲ وإﻓـﺮاد اﷲ ﺑﺎﻟﻌﺒــﺎدة ،وأﻧﮫــﻢ ﻟــﻮ ﻗﺎﻟﻮھﺎ واﺳﺘﻤﺮوا ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎدة اﻷﺻﻨﺎم ﻟﺘﻨﺎﻗﻀﻮا ﻣﻊ أﻧﻔﺴﮫﻢ وھﻢ ﻳﺄﻧﻔﻮن ﻣﻦ اﻟﺘﻨــﺎﻗﺾ ،وﻋﺒّــﺎد اﻟﻘﺒــﻮر اﻟﯿــﻮم ﻻ ﻳــﺄﻧﻔﻮن ﻣﻦ ھﺬا اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ اﻟﺸﻨﯿﻊ ﻓﮫﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ،ﺛﻢ ﻳﻨﻘﻀﻮﻧﮫﺎ ﺑﺪﻋﺎء اﻷﻣﻮات ﻣﻦ اﻷوﻟﯿﺎء واﻟﺼــﺎﻟﺤﯿﻦ واﻟﺘﻘـﺮب إﻟــﻰ أﺿﺮﺣﺘﮫﻢ ﺑﺄﻧﻮاع ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎدات ،ﻓﺘﺒًﺎ ﻟﻤﻦ ﻛﺎن أﺑﻮ ﺟﮫﻞ وأﺑﻮ ﻟﮫﺐ أﻋﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ. وﻟﻘﺪ ﺟﺎءت اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻜﺜﯿﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺒﯿﻦ أن ﻣﻌﻨﻰ ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ھﻮ اﻟﺒﺮاءة ﻣﻦ ﻋﺒﺎدة ﻣﺎ ﺳﻮى اﷲ ﻣـﻦ اﻟﺸــﻔﻌﺎء واﻷﻧﺪاد ،وإﻓﺮاد اﷲ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎدة ،ﻓﮫﺬا ھﻮ اﻟﮫﺪى ودﻳﻦ اﻟﺤﻖ اﻟﺬي أرﺳﻞ اﷲ ﺑﻪ رﺳﻠﻪ وأﻧﺰل ﺑﻪ ﻛﺘﺒﻪ ،أﻣﺎ ﻗﻮل اﻹﻧﺴــﺎن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻟﻤﻌﻨﺎھﺎ وﻻ ﻋﻤﻞ ﺑﻤﻘﺘﻀﺎھﺎ ،أو دﻋﻮاه أﻧﻪ ﻣﻦ أھﻞ اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ وھﻮ ﻻ ﻳﻌــﺮف اﻟﺘﻮﺣﯿـﺪ ﺑــﻞ رﺑﻤــﺎ ﻳﺨﻠﺺ ﻟﻐﯿﺮ اﷲ ﻓﻲ ﻋﺒﺎدﺗﻪ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﺎء واﻟﺨﻮف واﻟﺬﺑﺢ واﻟﻨﺬر واﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ واﻟﺘﻮﻛﻞ وﻏــﯿﺮ ذﻟــﻚ ﻣــﻦ أﻧــﻮاع اﻟﻌﺒــﺎدات ﻓــﺈن ھﺬا ﻣﻨﺎﻗﺾ ﻟﻠﺘﻮﺣﯿﺪ ﺑﻞ ﻳﻜﻮن ﻣﺸﺮﻛ ًﺎ واﻟﺤﺎﻟﺔ ھﺬه ! ! ﻗﺎل اﺑﻦ رﺟﺐ ) :ﻓﺈن ﺗﺤﻘﻖ اﻟﻘﻠﺐ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ وﺻﺪﻗﻪ ﻓﯿﮫﺎ وإﺧﻼﺻﻪ ﻳﻘﺘﻀــﻲ أن ﻳﺮﺳــﺦ ﻓﯿـﻪ ﺗﺄﻟــﻪ اﷲ ﻼ وﻳﻤﺘﻠﻰء ﺑﺬﻟﻚ وﻳﻨﻔﻲ ﻋﻨﻪ ﺗﺄﻟﻪ ﻣــﺎ ﺳـﻮاه ﻣــﻦ اﻟﻤﺨﻠــﻮﻗﯿﻦ، وﺣﺪه إﺟﻼﻻً وھﯿﺒﺔ وﻣﺨﺎﻓﺔ وﻣﺤﺒﺔ ورﺟﺎء وﺗﻌﻈﯿﻤ ًﺎ وﺗﻮﻛ ً وﻣﺘﻰ ﻛﺎن ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﺗﺒﻖ ﻓﯿﻪ ﻣﺤﺒﺔ وﻻ إرادة وﻻ ﻃﻠﺐ ﻟﻐﯿﺮ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ اﷲ وﻳﺤﺒﻪ وﻳﻄﻠﺒﻪ ،وﻳﻨﻔﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻘﻠـﺐ ﺟﻤﯿــﻊ أھﻮاء اﻟﻨﻔﺲ وإرادﺗﮫﺎ ووﺳﻮاس اﻟﺸﯿﻄﺎن (. ﻓﻤﻦ أﺣﺐ ﺷﯿﺌﺎً أو أﻃﺎﻋﻪ وأﺣﺐ ﻋﻠﯿﻪ وأﺑﻐﺾ ﻋﻠﯿﻪ ﻓﮫﻮ إﻟﮫﻪ ﻓﻤﻦ ﻛﺎن ﻻ ﻳﺤــﺐ وﻻ ﻳﺒﻐــﺾ إﻻ اﷲ وﻻ ﻳﻮاﻟــﻲ وﻻ ﻳﻌﺎدي إﻻ ﷲ ﻓﺎﷲ إﻟﮫﻪ ﺣﻘﺎً ،وﻣﻦ أﺣﺐ ﻟﮫﻮاه وأﺑﻐﺾ ﻟﻪ وواﻟﻲ ﻋﻠﯿﻪ وﻋــﺎدى ﻋﻠﯿـﻪ ﻓﺈﻟﮫــﻪ ھــﻮاه ﻛﻤــﺎ ﻗــﺎل ﺗﻌـﺎﻟﻰ : ﺬ ِإَﻟﮫَﻪُ ھَﻮَا ُه ]اﻟﻔﺮﻗﺎن.[43: ﺨَ ﺖ ﻣَﻦِ اﺗﱠ َ َأرَءَﻳ َ
ﻓﻀﺎﺋﻞ ﻛﻠﻤﺔ اﻹﺧﻼص ﻟﻘﺪ اﺟﺘﻤﻊ ﻟﻜﻠﻤﺔ اﻹﺧﻼص ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺟﻤﺔ ،وﺛﻤﺮات ﻋﺪﻳﺪة ،وﻟﻜﻦ ھﺬه اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻻ ﺗﻨﻔﻊ ﻗﺎﺋﻠﮫــﺎ ﺑﻤﺠــﺮد اﻟﻨﻄـﻖ ﺑﮫــﺎ ﻓﻘﻂ ،وﻻ ﺗﺘﺤﻘﻖ إﻻ ﻟﻤﻦ ﻗﺎﻟﮫﺎ ﻣﺆﻣﻨﺎً ﺑﮫﺎ ﻋﺎﻣﻼً ﺑﻤﻘﺘﻀــﺎھﺎ ،وﻣــﻦ أﻋﻈــﻢ ﻓﻀــﺎﺋﻠﮫﺎ أن اﷲ ﺣــﺮم ﻋﻠـﻰ اﻟﻨــﺎر ﻣــﻦ ﻗﺎﻟﮫــﺎ ﻗﺎل } :إن اﷲ ﺣﺮم ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎر ﻣﻦ ﻗﺎل :ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ﻳﺒﺘﻐﻲ ﺑﺬﻟﻚ وﺟﻪ اﷲ .ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺘﺒﺎن أن رﺳﻮل اﷲ ﻳﺒﺘﻐﻲ ﺑﺬﻟﻚ وﺟﻪ اﷲ { ]ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﻪ[ .وﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﯿﻦ أن اﷲ ﺣﺮم ﻋﻠﻰ اﻟﻨــﺎر ﻣــﻦ ﻗــﺎل ﻻ إﻟـﻪ إﻻ اﷲ .ﻟﻜﻦ ھﺬه اﻷﺣﺎدﻳﺚ ﺟﺎءت ﻣﻘﯿﺪة ﺑﺎﻟﻘﯿﻮد اﻟﺜﻘﺎل. وأﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻟﮫﺎ ﻳﺨﺸﻰ ﻋﻠﯿﻪ أن ﻳﻔﺘﻦ ﻋﻨﮫﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﻮت ﻓﯿﺤﺎل ﺑﯿﻨﻪ وﺑﯿﻨﮫــﺎ ﺑﺴــﺒﺐ ذﻧــﻮب أﺻــﺮ ﻋﻠﯿﮫــﺎ وﺗﮫــﺎون ﺑﮫﺎ ،وأﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻟﮫﺎ ﺗﻘﯿﺪاً أو ﻋﺎدة ،وﻟﻢ ﻳﺨﺎﻟﻂ اﻹﻳﻤﺎن ﺑﺸﺎﺷﺔ ﻗﻠﺒﻪ ،وﻏﺎﻟﺐ ﻣﻦ ﻳﻔﺘﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﻮت وﻓﻲ اﻟﻘﺒــﻮر أﻣﺜــﺎل ھﺆﻻء ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ } :ﺳﻤﻌﺖ اﻟﻨﺎس ﻳﻘﻮﻟﻮن ﺷﯿﺌﺎً ﻓﻘﻠﺘﻪ { ]رواه أﺣﻤﺪ وأﺑﻮ داود[. وﺣﯿﻨﺌﺬ ﻓﻼ ﻣﻨﺎﻓﺎة ﺑﯿﻦ اﻷﺣﺎدﻳﺚ ﻓﺈﻧﻪ إذا ﻗﺎﻟﮫﺎ ﺑﺈﺧﻼص وﻳﻘﯿﻦ ﺗﺎم ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓــﻲ ھــﺬه اﻟﺤﺎﻟــﺔ ﻣﺼــﺮاً ﻋﻠـﻰ ذﻧــﺐ أﺻﻼً ،ﻓﺈن ﻛﻤﺎل إﺧﻼﺻﻪ وﻳﻘﯿﻨﻪ ﻳﻮﺟﺐ أن ﻳﻜﻮن اﷲ أﺣﺐ إﻟﯿﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻓﻼ ﻳﺒﻘﻰ ﻓــﻲ ﻗﻠﺒــﻪ إرادة ﻟﻤــﺎ ﺣــﺮم اﷲ وﻻ ﻛﺮاھﺔ ﻟﻤﺎ أﻣﺮ اﷲ ﺑﻪ ،وھﺬا ھﻮ اﻟﺬي ﻳﺤﺮم ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎر وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ذﻧﻮب ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن ھﺬا اﻹﻳﻤﺎن وھــﺬه اﻟﺘﻮﺑــﺔ وھﺬا اﻹﺧﻼص ،وھﺬه اﻟﻤﺤﺒﺔ وھﺬا اﻟﯿﻘﯿﻦ ﻻ ﺗﺘﺮك ﻟﻪ ذﻧﺒﺎً إﻻ وﻳﻤﺤﻰ ﻛﻤﺎ ﻳﻤﺤﻮ ﻧﻮر اﻟﺼﺒﺢ ﻇﻼم اﻟﻠﯿﻞ.
أرﻛﺎﺎ ﻟﻠﺸﮫﺎدة رﻛﻨﺎن: 1ـ ﻧﻔﻲ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ) ﻻ إﻟﻪ ( 2ـ إﺛﺒﺎت ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ) إﻻاﷲ ( ) ﻓﻼ إﻟﻪ ( ﻧﻔﺖ اﻷﻟﻮھﯿﺔ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻣﺎ ﺳﻮى اﷲ ) ،وإﻻ اﷲ ( أﺛﺒﺘﺖ اﻷﻟﻮھﯿﺔ ﷲ وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ. ) (2وﻣﻨﮫﺎ :اﻟﻨﻮر اﻟﺬي ﻳﻘﺬﻓﻪ اﷲ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ اﻟﻌﺒﺪ ـ وھﻮ ﻧﻮرُ اﻹﻳﻤﺎن ـ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺸﺮحُ اﻟﺼﺪ َر َوﻳُﻮﺳــﻌﻪ ،وﻳُﻔــﺮحُ اﻟﻘﻠــﺐ . ﻦ وأﺻﻌﺒﻪ. ﻓﺈذا ﻓُﻘﺪَ ھﺬا اﻟﻨﻮرُ ﻣﻦ ﻗﻠﺐِ اﻟﻌﺒﺪ ﺿﺎق وﺣَﺮجَ ،وﺻﺎر ﻓﻲ أﺿﯿﻖ ﺳﺠ ٍ أﻧﻪ ﻗﺎل } :إذا دﺧﻞ اﻟﻨﻮر اﻟﻘﻠﺐ اﻧﻔﺴﺢ واﻧﺸــﺮح { .ﻗــﺎﻟﻮا :وﻣـﺎ وﻗﺪ روى اﻟﺘﺮﻣﺬي ﻓﻲ ] ﺟﺎﻣﻌﻪ[ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻼﻣﺔ ذﻟﻚ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ؟ ﻗﺎل } :اﻹﻧﺎﺑﺔ إﻟﻰ دار اﻟﺨﻠﻮد ،واﻟﺘﺠﺎﻓﻲ ﻋﻦ دار اﻟﻐﺮور ،واﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﻤــﻮت ﻗﺒــﻞ ﻧﺰوﻟــﻪ {، ﻓﯿﺼﯿﺐ اﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ اﻧﺸﺮاح ﺻﺪره ﺑﺤﺴﺐ ﻧﺼﯿﺒﻪ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻨﻮر ،وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻨﻮر اﻟﺤﺴﻲ واﻟﻈﻠﻤـﺔ اﻟﺤﺴــﯿﺔ ،ھـﺬه ﺗﺸـﺮح اﻟﺼﺪر ،وھﺬه ﺗُﻀﯿﻘﻪ. ) (3وﻣﻨﮫﺎ :اﻟﻌﻠﻢُ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺸﺮح اﻟﺼـﺪر وﻳﻮﺳـﻌﻪ ﺣــﺘﻰ ﻳﻜــﻮن أوﺳـﻊ ﻣــﻦ اﻟــﺪﻧﯿﺎ ،واﻟﺠﮫــﻞ ﻳﻮرﺛــﻪ اﻟﻀــﯿﻖ واﻟﺤﺼـﺮ واﻟﺤﺒﺲ ،ﻓﻜﻠﻤﺎ اﺗﺴﻊ ﻋﻠﻢُ اﻟﻌﺒﺪ اﻧﺸﺮح ﺻﺪره واﺗﺴﻊ وﻟﯿﺲ ھﺬا ﻟﻜﻞ ﻋﻠـﻢ ،ﺑــﻞ ﻟﻠﻌﻠــﻢ اﻟﻤــﻮروث ﻋـﻦ اﻟﺮﺳــﻮل وھﻮ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻨﺎﻓﻊ ،ﻓﺄھﻠﻪ أﺷﺮح اﻟﻨﺎس ﺻﺪراً ،وأوﺳﻌﮫﻢ ﻗﻠﻮﺑﺎً ،وأﺣﺴﻨﮫﻢ أﺧﻼﻗﺎً ،وأﻃﯿﺒﮫﻢ ﻋﯿﺸﺎً. ) (4وﻣﻨﮫﺎ :اﻹﻧﺎﺑﺔ إﻟﻰ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ وﻣﺤﺒﺘﻪ ﺑﻜﻞ اﻟﻘﻠــﺐ ،واﻹﻗﺒــﺎل ﻋﻠﯿـﻪ ،واﻟﺘﻨﻌــﻢ ﺑﻌﺒﺎدﺗــﻪ ،ﻓــﻼ ﺷــﻲء ﺔ ﻓــﻲ ﻣﺜـﻞ ھــﺬه اﻟﺤﺎﻟـﺔ ،ﻓــﺈﻧﻲ إذاً ﻓــﻲ ﻋﯿــﺶ أﺷﺮح ﻟﺼﺪر اﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﺣﺘﻰ إﻧﻪ ﻟﯿﻘﻮل أﺣﯿﺎﻧًﺎ إن ﻛﻨﺖُ ﻓﻲ اﻟﺠﻨـ ِ
ﻃﯿﺐ .وﻟﻠﻤﺤﺒﺔ ﺗﺄﺛﯿﺮٌ ﻋﺠﯿﺐ ﻓﻲ إﻧﺸﺮاح اﻟﺼﺪر ،وﻃﯿﺐ اﻟﻨﻔﺲ ،وﻧﻌﯿــﻢ اﻟﻘﻠــﺐ ،ﻻ ﻳﻌﺮﻓــﻪ إﻻ ﻣــﻦ ﻟــﻪ ﺣِــﺲ ﺑــﻪ، وﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺤﺒﺔ أﻗﻮى وأﺷﺪ ،ﻛـﺎن اﻟﺼــﺪر أﻓﺴــﺢ وأﺷــﺮح ،وﻻ ﻳﻀــﯿﻖ إﻷ ﻋﻨـﺪ رؤﻳــﺔ اﻟﺒﻄــﺎﻟﯿﻦ اﻟﻔـﺎرﻏﯿﻦ ﻣـﻦ ھـﺬا اﻟﺸﺄن ،ﻓﺮؤﻳﺘﮫﻢ ﻗَﺬى ﻋﯿﻨﻪ ،وﻣﺨﺎﻟﻄﺘﮫﻢ ﺣُﻤﻰ رﻣﺤﻪ. وﻣﻦ أﻋﻈﻢ أﺳﺒﺎب ﺿﯿﻖ اﻟﺼﺪر اﻹﻋﺮاضُ ﻋﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،وﺗﻌﻠﻖُ اﻟﻘﻠﺐ ﺑﻐﯿﺮه ،واﻟﻐﻔﻠﺔ ﻋﻦ ذﻛﺮه وﻣﺤﺒــﺔ ﺳـﻮاه، ﻋﺬّب ﺑﻪ ،وﺳُﺠﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﻓﻲ ﻣﺤﺒﺔ ذﻟﻚ اﻟﻐـﯿﺮ ،ﻓﻤــﺎ ﻓــﻲ اﻷرض أﺷـﻘﻰ ﻣﻨــﻪ ،وﻻ أﻛﺴـﻒ ﻓﺈن ﻣﻦ أَﺣﺐﱠ ﺷﯿﺌﺎً ﻏﯿﺮ اﷲ ُ ﺑﺎﻻً ،وﻻ أﻧﻜﺪ ﻋﯿﺸﺎً ،وﻻ أﺗﻌﺐ ﻗﻠﺒﺎً .ﻓﮫﻤﺎ ﻣﺤﺒﺘﺎن: ﻣﺤﺒﺔ ھﻲ ﺟﻨﺔ اﻟﺪﻧﯿﺎ ،وﺳﺮور اﻟﻨﻔﺲ ،وﻟﺬة اﻟﻘﻠﺐ ،وﻧﻌﯿﻢ اﻟﺮوح وﻏﺬاؤھﺎ ودواؤھﺎ ،ﺑﻞ ﺣﯿﺎﺗﮫﺎ وﻗﺮة ﻋﯿﻨﮫﺎ ،وھﻲ ﻣﺤﺒﺔ اﷲ وﺣﺪه ﺑﻜﻞ اﻟﻘﻠﺐ ،واﻧﺠﺬاب ﻗﻮى اﻟﻤﯿﻞ واﻹرادة واﻟﻤﺤﺒﺔ ﻛﻠﮫﺎ إﻟﯿﻪ. وﻣﺤﺒﺔ ھﻲ ﻋﺬاب اﻟﺮوح ،وﻏﻢﱡ اﻟﻨﻔﺲ ،وﺳﺠﻦ اﻟﻘﻠﺐ وﺿﯿﻖ اﻟﺼﺪر ،وھﻲ ﺳــﺒﺐ اﻷﻟــﻢ واﻟﻨﻜــﺪ واﻟﻌﻨــﺎء ،وھــﻲ ﻣﺤﺒﺔ ﻣﺎ ﺳﻮاه ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ. ) (5وﻣﻦ أﺳﺒﺎب ﺷﺮح اﻟﺼﺪر :دوام ذﻛﺮه ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎل ،وﻓــﻲ ﻛــﻞ ﻣــﻮﻃﻦ .ﻓﻠﻠــﺬﻛﺮ ﺗــﺄﺛﯿﺮ ﻋﺠﯿــﺐ ﻓــﻲ اﻧﺸــﺮاح اﻟﺼﺪر وﻧﻌﯿﻢ اﻟﻘﻠﺐ ،وﻟﻠﻐﻔﻠﺔ ﺗﺄﺛﯿﺮ ﻋﺠﯿﺐ ﻓﻲ ﺿﯿﻘﻪ وﺣﺒﺴﻪ وﻋﺬاﺑﻪ. ) (6وﻣﻨﮫﺎ :اﻹﺣﺴﺎن إﻟﻰ اﻟﺨﻠﻖ وﻧﻔﻌﮫﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ اﻟﻤـﺎل واﻟﺠــﺎه ،واﻟﻨﻔــﻊ ﺑﺎﻟﺒـﺪن ،وأﻧــﻮاع اﻹﺣﺴــﺎن .ﻓــﺈن اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﻤﺤﺴﻦ أﺷﺮح اﻟﻨﺎس ﺻﺪراً ،وأﻃﯿﺒﮫﻢ ﻧﻔﺴﺎً ،وأﻧﻌﻤﮫﻢ ﻗﻠﺒﺎً ،واﻟﺒﺨﯿﻞ اﻟﺬي ﻟﯿﺲ ﻓﯿـﻪ إﺣﺴــﺎن أﺿــﯿﻖ اﻟﻨــﺎس ﻓﻲ اﻟﺼﺤﯿﺢ ﻣﺜﻼً ﻟﻠﺒﺨﯿﻞ واﻟﻤﺘﺼـﺪق ،ﻛﻤﺜــﻞ ﺻﺪراً ،وأﻧﻜﺪھﻢ ﻋﯿﺸﺎً ،وأﻋﻈﻤﮫﻢ ھﻤًّﺎ وﻏﻤّﺎً ،وﻗﺪ ﺿﺮب رﺳﻮل اﷲ ﺠﺮّ ﺛﯿﺎﺑــﻪ وﻳُﻌﻔــﻰ أﺛــﺮه، ھﻢﱠ اﻟﻤﺘﺼﺪق ﺑﺼﺪﻗﺔ اﺗﺴﻌﺖ ﻋﻠﯿﻪ واﻧﺒﺴﻄﺖ ،ﺣﺘﻰ ﻳَ ُ رﺟﻠﯿﻦ ﻋﻠﯿﮫﻤﺎ ﺟُﻨﺘﺎن ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪ ،ﻛﻠﻤﺎ َ ھﻢّ اﻟﺒﺨﯿﻞ ﺑﺎﻟﺼﺪﻗﺔ ﻟﺰﻣﺖ ﻛﻞ ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻜﺎﻧﮫﺎ ،وﻟـﻢ ﺗﺘﺴـﻊ ﻋﻠﯿــﻪ .ﻓﮫــﺬا ﻣﺜـﻞُ اﻧﺸــﺮاح ﺻــﺪر اﻟﻤـﺆﻣﻦ اﻟﻤﺘﺼــﺪق وﻛﻠﻤﺎ َ واﻧﻔﺴﺎح ﻗﻠﺒﻪ ،وﻣﺜﻞُ ﺿﯿﻖ ﺻﺪر اﻟﺒﺨﯿﻞ واﻧﺤﺼﺎر ﻗﻠﺒﻪ. ) (7وﻣﻨﮫﺎ :اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ،ﻓﺈن اﻟﺸﺠﺎع ﻣﻨﺸﺮح اﻟﺼﺪر ،واﺳﻊ اﻟﺒﻄﺎن ،ﻣﺘﺴﻊ اﻟﻘﻠﺐ. واﻟﺠﺒﺎن :أﺿﯿﻖ اﻟﻨﺎس ﺻﺪرا ،وأﺣﺼــﺮھﻢ ﻗﻠﺒـﺎً ،ﻻ ﻓﺮﺣــﺔ ﻟــﻪ وﻻ ﺳـﺮور ،وﻻ ﻟــﺬة ﻟــﻪ وﻻ ﻧﻌﯿــﻢ إﻻ ﻣـﻦ ﺟﻨــﺲ ﻣــﺎ ﻟﻠﺤﯿﻮان اﻟﺒﮫﯿﻤﻲ ،وأﻣﺎ ﺳﺮور اﻟﺮوح وﻟﺬﺗﮫﺎ وﻧﻌﯿﻤﮫﺎ واﺑﺘﮫﺎﺟﮫﺎ ﻓﻤﺤﺮم ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺟﺒﺎن ،ﻛﻤﺎ ھﻮ ﻣُﺤﺮﱠم ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺑﺨﯿﻞ، وﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻌﺮض ﻋﻦ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ،ﻏﺎﻓﻞ ﻋﻦ ذﻛﺮه ،ﺟﺎھﻞ ﺑﻪ وﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﺻﻔﺎﺗﻪ ودﻳﻨﻪ ،ﻣﺘﻌﻠﻖ اﻟﻘﻠــﺐ ﺑﻐــﯿﺮه وأنّ ھﺬا اﻟﻨﻌﯿﻢ واﻟﺴﺮور ﻳﺼﯿﺮ ﻓﻰ اﻟﻘﺒﺮ رﻳﺎﺿﺎً وﺟَﻨّﺔ وذﻟﻚ اﻟﻀﯿﻖ واﻟﺤﺼﺮ ﻳﻨﻘﻠﺐ ﻓﻰ اﻟﻘﺒﺮ ﻋﺬاﺑﺎً وﺳﺠﻨﺎً ،ﻓﺤﺎل اﻟﻌﺒــﺪ ﻓﻰ اﻟﻘﺒﺮ ﻛﺤﺎل اﻟﻘﻠﺐ ﻓﻰ اﻟﺼﺪر ،ﻧﻌﯿﻤًﺎ وﻋﺬاﺑﺎً ،وﺳﺠﻨ ًﺎ واﻧﻄﻼﻗﺎً ،وﻻ ﻋﺒﺮة ﺑﺎﻧﺸﺮاح ﺻﺪر ھﺬا ﻟﻌﺎرض ،وﻻ ﺑﻀﯿﻖ ﺻــﺪر ھﺬا ﻟﻌﺎرض ،ﻓﺈن اﻟﻌﻮارض ﺗــﺰول ﺑــﺰوال أﺳـﺒﺎﺑﮫﺎ ،وإﻧﻤـﺎ اﻟﻤُﻌـﻮّل ﻋﻠــﻰ اﻟﺼـﻔﻪ اﻟــﺘﻰ ﻗﺎﻣـﺖ ﺑﺎﻟﻘﻠــﺐ ﺗﻮﺟــﺐ اﻧﺸـﺮاﺣﻪ وﺣﺒﺴﻪ ،ﻓﮫﻰ اﻟﻤﯿﺰان .واﷲ اﻟﻤﺴﺘﻌﺎن. ) (8وﻣﻨﮫﺎ ﺑﻞ ﻣﻦ أﻋﻈﻤﮫﺎ :إﺧﺮاج ّدﻏّﻞِ اﻟﻘﻠﺐ وھﻮ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺎت اﻟﻤﺬﻣﻮﻣــﺔ اﻟـﺘﻲ ﺗُﻮﺟــﺐ ﺿـﯿﻔﻪ وﻋﺬاﺑــﻪ ،وﺗﺤــﻮل ﺑﯿﻨﻪ وﺑﯿﻦ ﺣﺼﻮل اﻟﺒُﺰء ،ﻓﺈن اﻹﻧﺴﺎن إذا أﺗﻰ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﺗﺸــﺮح ﺻــﺪره ،وﻟــﻢ ﻳُﺨــﺮج ﺗﻠـﻚ اﻷوﺻــﺎف اﻟﻤﺬﻣﻮﻣــﺔ ﻣـﻦ ﻗﻠﺒﻪ ،ﻟﻢ ﻳﺤﻆ ﻣﻦ اﻧﺸﺮاح ﺻﺪره ﺑﻄﺎﺋﻞ ،وﻏﺎﻳﺘﻪ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻪ ﻣﺎدﺗــﺎن ﺗﻌﺘـﻮران ﻋﻠــﻰ ﻗﻠﺒــﻪ ،وھــﻮ ﻟﻠﻤـﺎدة اﻟﻐﺎﻟﺒـﺔ ﻋﻠﯿــﻪ ﻣﻨﮫﻤﺎ. ) (9وﻣﻨﮫﺎ :ﺗﺮك ﻓﻀﻮل اﻟﻨﻈﺮ ،واﻟﻜﻼم ،واﻻﺳﺘﻤﺎع ،واﻟﻤﺨﺎﻟﻄﺔ ،واﻷﻛﻞ ،واﻟﻨﻮم ،ﻓﺈن ھﺬه اﻟﻔﻀﻮل ﺗﺴﺘﺤﯿﻞ آﻻﻣـﺎً وﻏﻤﻮﻣﺎً ،وھﻤﻮﻣﺎً ﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ ،ﺗﺤﺼﺮه ،وﺗﺤﺒﺴﻪ ،وﺗﻀﯿﻘﻪ ،وﻳﺘﻌﺬب ﺑﮫﺎ ،ﺑﻞ ﻏﺎﻟﺐ ﻋﺬاب اﻟﺪﻧﯿﺎ واﻵﺧﺮة ﻣﻨﮫﺎ ،ﻓﻼ إﻟــﻪ إﻻ اﷲ ،ﻣﺎ أﺿﯿﻖ ﺻﺪر ﻣﻦ ﺿﺮب ﻓﻲ ﻛﻞ آﻓﺔ ﻣﻦ ھﺬه اﻵﻓﺎت ﺑﺴﮫﻢ ،وﻣﺎ أﻧﻜﺪ ﻋﯿﺸﻪ ،وﻣﺎ أﺳﻮأ ﺣﺎﻟــﻪ ،وﻣــﺎ أﺷـﺪ ﺣﺼــﺮ ﻗﻠﺒﻪ! وﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ،ﻣﺎ أﻧﻌﻢ ﻋﯿﺶ ﻣﻦ ﺿﺮب ﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﺼﻠﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺨﺼﺎل اﻟﻤﺤﻤﻮدة ﺑﺴﮫﻢ ،وﻛﺎﻧــﺖ ھﻤﺘــﻪ داﺋــﺮة ﻷﺑّﺮا َر َﻟﻔِﻰ ﻧَﻌِﯿﻢٍ ]اﻻﻧﻔﻄــﺎر ،[13:وﻟــﺬﻟﻚ ﻧﺼــﯿﺐ واﻓــﺮ ﻋﻠﯿﮫﺎ ،ﺣﺎﺋﻤﺔ ﺣﻮﻟﮫﺎ! ﻓﻠﮫﺬا ﻧﺼﯿﺐ واﻓﺮ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :إِنﱠ ا َ ﻢ ]اﻻﻧﻔﻄﺎر ،[14:وﺑﯿﻨﮫﻤﺎ ﻣﺮاﺗﺐ ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ ﻻ ﻳُﺤﺼﯿﮫﺎ إﻻ اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ. ﺟﺤِﯿ ٍ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰَ :وإِنّ اﻟﻔُﺠﱠﺎّر ﻟَﻔﻰِ َ واﻟﻤﻘﺼﻮد :أن رﺳﻮل اﷲ
ﻛﺎن اﻟﺨﻠﻖ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﻔﺔ ﻳﺤﺼﻞ ﺑﮫﺎ اﻧﺸﺮاح اﻟﺼﺪر ،واﺗﺴﺎع اﻟﻘﻠﺐ ،وﻗﺮة اﻟﻌﯿـﻦ،
ﺺَ وﺣﯿﺎة اﻟﺮوح ،ﻓﮫﻮ أﻛﻤﻞ اﻟﺨﻠﻖ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺸﺮح واﻟﺤﯿﺎة ،وﻗﺮة اﻟﻌﯿﻦ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺧُ ّ
ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﺸﺮح اﻟﺤﺴﻲ.
وأﻛﻤﻞ اﻟﺨﻠﻖ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻪ؛ أﻛﻤﻠﮫﻢ اﻧﺸﺮاﺣﺎً وﻟﺬة وﻗﺮة ﻋﯿﻦ ،وﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻪ ﻳﻨﺎل اﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ اﻧﺸﺮاح ﺻــﺪره ﻓﻲ ذروة اﻟﻜﻤﺎل ﻣﻦ ﺷﺮح اﻟﺼﺪر ،ورﻓﻊ اﻟﺬﻛﺮ ،ووﺿﻊ اﻟﻮِِزر ،وﻷﺗﺒﺎﻋﻪ ﻣﻦ ذﻟــﻚ وﻗﺮة ﻋﯿﻨﻪ وﻟﺬة روﺣﻪ ﻣﺎ ﻳﻨﺎل ،ﻓﮫﻮ ﺑﺤﺴﺐ ﻧﺼﯿﺒﮫﻢ ﻣﻦ اﺗﺒﺎﻋﻪ .واﷲ اﻟﻤﺴﺘﻌﺎن. وھﻜﺬا ﻷﺗﺒﺎﻋﻪ ﻧﺼﯿﺐ ﻣﻦ ﺣﻔﻆ اﷲ ﻟﮫﻢ ،وﻋﺼﻤﺘﻪ إﻳﺎھُﻢ ،ودﻓﺎﻋــﻪ ﻋﻨﮫــﻢ ،وإﻋــﺰازه ﻟﮫــﻢ ،وﻧﺼــﺮه ﻟﮫــﻢ ،ﺑﺤﺴــﺐ ﻧﺼﯿﺒﮫﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ،ﻓﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،وﻣﺴﺘﻜﺜﺮ ،ﻓﻤﻦ وﺟﺪ ﺧﯿﺮًا ﻓﻠﯿﺤﻤﺪ اﷲ ،وﻣﻦ وﺟﺪ ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ﻓﻼ ﻳﻠﻮﻣﻦﱠ إﻻ ﻧﻔﺴﻪ. وﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻰ رﺳﻮﻟﻪ ﻣﺤﻤﺪ وﻋﻠﻰ آﻟﻪ وﺻﺤﺒﻪ وﺳﻠﻢ.
ﻣﻮﻗﻊ ﻛﻠﻤﺎت http://www.kalemat.org ﻋﻨﻮان اﻟﻤﻘﺎل http://www.kalemat.org/sections.php?so=va&aid=486
Related Documents
Xs
April 2020 7
Iqan-xs Uk Instructionbook
October 2019 14
Hiab-xs-477
August 2019 6
Nic Components Nrb-xs
May 2020 6
Tvgo012 Golling Flyer Xs
June 2020 10