لفضيلة الشيخ
صال بن عبد العزيز آل الشيخ
المد ل والصلة والسلم على رسول ال وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بداه. أمّا بعد: فأسأل ال جلّ وعل أن يعل هذه السنّة لنا سنة خي وعلم وعمل وتقى وصلح وأن يزيدنا فيها من العلم النافع والعمل الصال وأسأله جلّ وعل أن يقوي هتنا ف العلم والعمل وأن يعلي عزمنا ف درس العلم وتصيله والحافظة عليه والثبات على ذلك وكمقدمة لدروسنا ف هذا الفصل إن شاء ال تعال نتحدث كالعادة بديث عام ما يسنح ف الاطر با يكون معه النفع إن شاء ال تعال وحديثنا سيكون عن ((طالب العلم والكتب)).
من العلوم أن العلم يتلقى بأحد طريقي إمّا عن طريق الشافهة والسماع ومالسة أهل العلم وأخذ العلم عنهم ساعًا وإمّا أن يكون عن طريق الكتب بالطالعة والنظر والستفادة والوّل هو طريق الثان والثان صوابه مبن على الوّل كما قال بعض أهل العلم ((كان العلم ف صدور الرجال ث صار ف بطون الكتب وبقيت مفاتيحه بأيدي الرجال)) يعن أنّ طالب العلم الكتب له مهمة ولكن هذه الكتب إنّما ُيحْسٍنُ التعامل معها ويسن فهمها من أسّسّ نفسه عن طريق طلب العلم على أهل العلم وخالطهم وفهم مراد أهل العلم بكلمهم فيما دونوه ف الكتب. التدوين ،تدوين العلم ف الكتب قد ٌي ف الناس فكانت الضارات السالفة
لضارة السلم كانوا يعتنون بالكتابة ،وكانت كتب ال جلّ وعل تكتب كما ب يدرسونَها} وقال جلّ قال جلّ وعل{ :وما آتيناهم من كُت ُ ٍ ب قي ِّمة} وربنا جلّ وعل َخطّ لوسى عليه السلم ف وعل{ :فيها كُت ُ ٌ اللواح وكتب له فيها وبقيت الكتب ف الناس يتداولونا بالكتابة وكان من
المور الهمة أن تفظ من التغيي والتبديل وأن ًيهَْتمّ با الناس وأن يافظوا عليها وهذه السألة عامة ف المم وكتب ال جلّ وعل جعلها ال سبحانه وتعال ابتلءً وامتحانًا للمم هل يافظون عليها أم ل فحصل ف الكُُتبِ قبل القرآن عدم الحافظة حيث دخلها التحريف ف اللفظ ودخلها التحريف ف العن با هو معلوم وخصّ ال جلّ وعل هذا القرآن وعلوم نب السلم ممد عليه الصلة والسّلم خصها بالفظ كما قال جلّ وعل {إنَّا نحن نزلنا الذكر وإنَّا له لحافظون} والذكر هنا هو القرآن ،والسنة البينة له مفوظة أيضًا فال جلّ وعل حفظ القرآن وحفظ السنة ومعن ذلك أن هناك أشياء ما يكتب يطرأ عليه التحريف والتغيي والتبديل فليس كل ما كُتب يع ّد صحيحًا وليس كل ما زُبِ َر ف الورق ُع ّد نافعًا وصوابًا بل ل بدّ أن يكونَ من العلم الحفوظ ويكون حفظه حفظ ألفاظه وحفظ معانيه أيضًا من التغيي والتبديل ف أوائل هذه المة ما كتب من الصحابة السنة إلّ نفرٌ قليل وهكذا فيمن بعدهم كتبوا أشياء من التابعي كما هو معلوم ف صحيفة هام بن مٌنَبّه عن أب هريرة وكغيها كتبوا أشياء من السنة وحفظت أيضًا رسائل للمصطفى صلّى ال عليه وسلّم إل ملوك الطراف وإل عماله والمراء عليه الصلة والسلم وكذلك حفظت رسائل للخلفاء الراشدين وللمراء من بعدهم ومراسلت الصحابة فيما بينهم حتّى جاء وقت تدوين العلم فصنّفت الصنفات ودونت وتوسع الناس ف ذلك حتّى صار التصنيف ف كل أنواع العلوم فصنف أول ما صنف ف الديث والسنة ث صنف ف التفسي ث صنف ف اللغة ومعان القرآن ث توسعت التصانيف والكتب لّا كان المر كذلك العلماء أوصوا الطلب بفظ الكتاب من التغيي والتبديل لن الكتاب يكتب وينسخ والنسخ والكتابة إذا كانت صحيحة فإنّ الكتاب يكون صحيحًا وإذا كانت الكتابة غي دقيقةٍ وكان النسخ غي دقيق دخل من اللل ف العلم من جهة عدم الدقة ف الكتابة وعدم الدقة ف
النسخ ولذا َذكَرَ طائفة من الدباء ومنهم الاحظ ف كتابه ((اليوان)) وذكره غيهُ أيضًا أن من أهل العلم من كان يقتن من الكتاب الواحد ثلث نسخ برواية واحدة وربا إذا تعددت الروايات أيضًا حرصوا أكثر على إقتناء كل الروايات الت رٌوي با الكتاب وهذا لجل الرص على دقة العلم ودقة تلقيه لنّه ربا اختلف لفظ عن لفظ أو سقطت جلة أو ترف ف موضع فبان ف الوضع الخر .أهل العلم أوصوا طلب العلم أن يرصوا جدّا على كتبهم بأن يكون الكتاب مفوظًا من التغيي والتبديل وأن يكون التقييد عليه له آدابه وأن يكون طالب العلم فيما يكتبه على الكتاب بعد نسخه من تعليقات ومن حواشٍ ومن فوائد ومن مطالب وأشباه ذلك أن يكون دقيقًا فيما يكتب حتّى يتسن له أن يستفيد ما كتب وحتّى ل يتغي الكتاب بكتابة ف أثناء السطر وأشباه ذلك لذا جعل أهل العلم ف كتب الرواية وكتب طلب العلم جعلوا آدابًا لطالب العلم ف تعامله مع الكتاب ،فالكتاب لطالب العلم أشبه ما يكون بأحد أعضائه فكُتُب طالب العلم خلياه الت يعيش با وهي سعه وبصره الذي لو فقده لضعف ف العلم شيئًا فشيئًا وترى أن الذي َيضْعُفُ ف الطالعة وَيضْعُفُ ف النظر ف العلم وف القراءة تد أنّه يضعف قليلً قليلً يُنسى العلم شيئًا فشيئًا حتّى يكون أٌمّيًا بعد مرّ سني من الزمان وهذا لن مطالعة العلم ف الكتب من أهم ما يكون وهذا يتطلب أن يكون لطالب العلم صلة عظيمة بالكتاب وهذه الصلة لا آدابا ولا رونقها ولا شروطها الت بينها أهل العلم ف كتبهم ككتاب مثلً (الامع) لبن عبد الب وكتاب ابن جاعة ف أدب الطلب ((تذكرة السامع والتكلم)) وكتب كثية ف هذا ذكروا كيف يتعامل طالب العلم مع الكتب ونذكر من هذا أشياء وقبل أن ندخل ف الداب العامة فإنّا نذكر أ ّن اهتمام طالب العلم بكتبه يدل على اهتمامه بالعلم فمن الداب الت ينبغي لطالب العلم أن يعتن با:
أوّلً :أن يرتب كتبه حتّى يتسن له أن يراجع إذا كانت مسألة يتاج أن يراجع لا بعض الكتب فل بدّ له من أنْ يرتبها وترتيب الكتب بسب حال هذا الطالب فإذا كان يتاج إل أن يرتب كتب التفسي جيعًا وكتب الديث جيعًا ويصنف التفسي إل علومه والديث إل علومه والفقه إل مذاهبه وأشباه ذلك فل بأس وإذا كان يرى ثّةَ ترتيب آخر له يرى أنه أنفع له فل بأس ،القصود أن يكون الكتاب ف مكانه الذي إذا احتاجه طلبه ،والكتب على قسمي :كتب كبية
وكتب رسائل صغية أمّا الكتب الكبية فهذه سياها ف الكتبة لنّها كبية عشر ملدات وخسة عشر ملد وثلثة وأربعة فهذه ظاهرة ولكن الذي يتاج إل العناية به الرسائل الصغية الت هي مهمة وربا يكون فيها من العلم ما ليس ف الكتب الكبار إذا احتاج أن يراجع كتابًا منها أو رسالة فبحث عنه ل يده لِمَ؟ لنه ما وضعه ف مكانه الناسب وهذه الرسائل الصغية ينبغي أن يهتم با ف أن تكون ف مكان مستقل يعن أن ل تكون ضمن البحوث أو ضمن الكتب الكبية فيضع كتابًا كبيًا وبنبه كتاب صغي عبارة عن أوراق وبنبه رسالة أربعي صفحة أو خسي صفحة إل وهذا النوع اعتن به العلماء حيث وضعوا له ما أسوه بالجاميع ترون ف فهارس الخطوطات ما يسمّى مموع ،الجموع عبارة عن ملد أو أكثر فيه عشر رسائل أو فيه اثنا عشرة رسالة أو أكثر من ذلك .فإذا تيأ لطالب العلم أن يمع هذه الرسائل الصغية ف مموع ويمع النظائر ف ملد يعن يعل الرسائل الت ف آداب طلب العلم ف ملد مستقل أو الرسائل الت ف مصطح الديث الصغية ف ملد مستقل أو الرسائل الت ف علوم التفسي أو علوم القرآن يعلها مموعة أو ما أشبه ذلك ،كذلك الكتب والرسائل الفقهية يعلها مستقلة ومن الناسب ف الكتب والرسائل الفقهية أن يبوبا على حسب أبواب الفقه مثلً يعل رسالة ف النايات ف موقعها ف الفقه فيتب الكتب يبتدئ بالرسائل الت ف الطهارة ث الرسائل الت ف الصلة ث الصلة أيضًال
يرتبها ف داخلها شروط الصلة أولً ث يعلها بلحكام الت فيها سجود السهو يعلها ف مكانا الت ف الزكاة أيضًا يعلها بعد الصلة وهكذا ف نظائرها يعن أن يرتب هذه الرسائل الصغية الت قد ل يصل إليها لو احتاج ف خضم كتبه أن يرتبها بسب موضوعات الفقه كذلك غيها من العلوم ف التاريخ أو ف العقيدة أو ما أشبه ذلك يعل العقيدة العامة مستقلة ف الكتب أو الرسائل العامة ف العقيدة أو الت تبحث ف مسألة ف العقيدة يرتبها عن مباحث العقيدة حتّى يتسنّى له مراجعة ذلك إذن أول أدب أن يسن الترتيب والترتيب ترتيب الكتبة هو عنوان طالب العلم ف عنايته بكتبه أمّا إذا أتى وكان الكان متيسرًا ووجدت أن الكتب مبعثرة إل فهذه لا أحدٌ احتمالي إما أن يكون من كثرة بثه وكثرة مطالعته للكتب جعلها تنـتشر وهذا أمر ممود لكن ل بد أن يكون بعدها يرجعها إل ترتيبها وإمّا أن يكون هو أصلً غَي مرتب وقد ذكر الافظ ابن حجر ف كتابه ف قضاة مصر الذي ساه (( َرفْ ٌع الِصْر عن ُقضَاةٍ ِمصْر)) تَرْ َجمَ لحد القضاة قضاة مصر حيث تول القضاء وكان يلس ف مكان فيه كٌتُبُه وكانت كتبه َحسَنَ َة التصفيف ،مصففه بطريقة جلة فدخل عليه أحد الناس من طلب العلم وقال له ما أحسن تصفيف هذه الكتب قال الافظ ابن حجر سنَ تصفيف الكتب يدل على عدم الطالعة فيها وعدم الشتغال يُعَ ّرضُ به أن ح ْ ففهم القاضي هذا وأسرها ف نفسه قال حتّى تولّى هذا الرجل الذي انتقد القاضي بسن تصفيف كتبه قال تول الكتابة للناس ف أنكحتهم يعن عقود سمّى مأذون النكحة ،فَعَثر منه القاضي على غلطة منه ف أحد النكاح وما ُي َ صكوك النكاح قال فَعَ ّزرَهُ تَعْزِيرًا بليغًا حافظ تلك الكلمة القصود أنّه استدل بسن التصفيف على عدم الشتغال وهذا ليس ُبطَرّد بل طالب العلم إذا أراد أن يشتغل بفنٍ أو ببحث فيجلب عددًا من الكتب تكون أمامه ويبحث ف هذا وهذا وإذا إنتهى منها أرجعها ف أماكنها حتّى يتسنّى له أن يطالعها.
الدب الثان :من آداب التعامل مع الكتب أن يهتم طالب العلم بالُنسَخ الصححة ،ف القدي كان الكتاب يشتري من الورّاقي يقال فلن ورّاق يعن عنده مكان ينسخ فيه الكتب ويبيعها أو يبيع لن أراد أن يبيع كتبه يسمّى هؤلء الوراقون الذين يعتنون بنسخ الكتب باليد أو بيع الكتب وهؤلء الوراقون منهم العتن ومنهم غي العتن وأشبه ما يكون ف هذا الزمن بالطابع الطابع الوجودة الن هي ورثت عمل الوراقي فيما مضى من الزمان لذا نقول إن صنعة الورّاقي فيما مضى تناولا أهل العلم بالتحليل وأن طالب العلم يرص على أن يشتري كتابًا مصححًا مدققًا أو أن ينسخ بيده ويقابل ما نسخ بأصله أو أنْ يشتريَ كتابًا ويقابِلَه بنسخة معتمدة مقروءة على أهل العلم وأشباه ذلك يعن أن طالب العلم مع الكتب ل بدّ له من أن يعتن بالنسخ الصحيحة ف النسخ الخطوطة أو ف الطبوعات وف هذا الزمن عناية جلّ طلب العلم بالطبوعات ولذا نقول الطبوعات كثية وقد ابتدأت الطباعة باللغة العربية منذ أكثر من خسة قرون يعن منذ أكثر من خسمائة سنة ابتدأت الطباعة بالعرب يعن من نو سنة ألف وأربعمائة أو ألف وخسمائة باليلد لنا هكذا ُأرّخت يعن من نو خسمائة سنة أو أربعمائة سنة وزيادة وأكثر ما طبع ف اللغة العربية ف البلد العربية والسلمية منذ نو مائتي سنة من الزمان وما قبل ذلك تطبع ف بلد الغرب لهتمامهم بالطباعة القصود من هذا أنّ الكتب طباعتها قدية واليوم الذي يطرح ف السوق أنواع من دور النشر وأنواع من الكتب وأنواع من أساء الحققي أو أساء الصححي إل ولذا حصل مرات أنه تنقل عبارات وجل عن كتب مطبوعة مؤخرًا وتكون طباعتها غي صحيحة وغي دقيقة فيقع اللط كما حصل ل مثلً عدة مرات ف قاعات الامعة من أن أقرر شيئًا مثلً بناء على نسخة من الطبوعات الصحيحة ويأت بعض الطلب متهدًا ويبز الكتاب الذي طبع مؤخرًا فإذا الكلم الذي فيه غَيْرُ صحيح لنّ الطَبَعَات التأخرة ليست كلها معتن
با وهكذا الطبعات التقدمة ،إذن فالطبوعات سواء منها ما طبع قديًا أو ما طبع حديثًا ل بدّ لك من البحث هل هذه الطبعة صحيحة وإذا أردت أن تعتن بشراء كتاب أو أن تعتن بعلم ما فل بد أن تصل الكتب الصحيحة الطبوعة بدقة فيه فتسأل أهل العلم أو الذين يعتنون بذا الانب فتقول مثلً الكتاب الفلن ما سخِهِ .تفسي الطبي ما النسخة العتمدة منه مثلً تقول تفسي القرطب ما أصحّ ُن َ أصح نسخه .صحيح البخاري ما أصح نسخه الت تقتنيها وتكون عندك ف الكتبة ما تتاج معها إل نسخة أخرى اللحظ اليوم مع كثرة الطبوعات تد أن دور النشر تطبع لغرض التجارة بطبعات ل تأمنها فلهذا ينبغي لك أن تسأل عن الطبعة الت تقتنيها أو الطبعة الت تريد شراءها فل تشتري أي كتاب طرح أمامك بل تسأل عنه وتعرف دار النشر الت أصدرته وإذا كان اعتن به أحد الحققي تسأل هل هذا الحقق دقيق أو غي دقيق هل هو تاري أو غي تاري إل يعن أن اهتمام طالب العلم بالنسخة الصحيحة الت يقتنيها لبد منه تشتري مثلً كتاب بعد السؤال عنه تقول مثلً تفسي القرطب النسخة الصحيحة منه ماهي فإذا أجبت على هذا السؤال ذهبت وحرصت أن تقتن هذه النسخة سواء كانت مطبوعة أو مصورة أو مطبوعة طبعًا حديثًا بالكمبيوتر بعن أن ترص على النسخ الصحيحة من الكتب اللحظ أنّ من جهة نظري فيما بأيدي الخوان من الكتب أنّ كثيًا منها يكون نسخًا غي صحيحة تكون نسخة لكن غي دقيقة اعتن با أحد الناس عناية ل تسمّى عناية أو يقال إنّا صححت بعرفة الناشر أو ما أشبه ذلك ويكون فيها من الغلط والسقط وأشباه ذلك ما يعيبها ول يصلح أن تقتن لطالب علم يرجع إليها ويبحث من خللا إذن فالدب الثان أن يرص طالب العلم على اقتناء النسخ الصحيحة سواءً كانت مطبوعة طبعات قدية أو كانت مطبوعة حديثًا الهم أن تكون نسخة صحيحة فيعرف دور النشر العتنية الدقيقة ودور النشر الت ل تعتن حتّى ييز يعرف الحققي الذين يتاجرون
والحققي الذين يعتنون بتحقيقاتم ويعرف أيضًا مزايا الطبعات وتعدد الطبعة للكتاب الواحد وميزة هذه على هذه ،نتفرع من هذا إل أن طالب العلم ال يعتن برؤية التحقيقات وما يعمله التأخرون من حواشي وتعليقات ل بدّ له أن يعرف أيضًا طبعات الكتاب لنّه حصل مثلً أن الحقق يرجع إل جزء وصفحة فهذا يظن أن الكتاب إنّما طبع مر ًة واحدة فيذهب ويرجع إل الزء والصفحة هذه فل يده فيقول إنّ هذا وَ ِهمَ أو َغِلطَ أو نو ذلك وقد يكون الكتاب طبع مائة مرة أو عشرين مرة أو ثلثي مرة أو خس أو أربع إل فإذن معرفة طالب العلم بطباعة الكتب وعدد مرات طباعتها وميزات هذه وهذه هذا أيضًا من مُ َكمّلت العلم ومن مَُلحِة الت هي من الداب العامة الت ينبغي لطالب العلم العناية با. الدب الثالث :مع الكتب الرص على نظافة الكتاب وطريقة حفظه يعن أن يكون الكتاب نظيفًا ليس عليه غبار يعلق به أو يكون متسخًا أو أن يكون عليه كتابات سيئة أو أن يكون يضعه ف موضع غي لئق به يعن أن يضع الكتاب فيما يكون لئقًا به. فمما ل يليق بالكتب خاصة كتب أهل العلم الت فيها بيان معان الكتاب والسنة أن تكون عليها التربة أو أن تكون متسخة ،تنظيف الكتب هذا دليل توقي ما اشتملت عليه وتعظيم شعائر ال وقد قال جلّ وعل {ومن يعظم شعائر الله فإنَّها من تقوى القلوب} فإذا كان الكتاب ف التفسي أو كان ف السنة أو كان ف الفقه اللل والرام أو ف العقيدة فإن النفس تنبعث ف الحافظة عليه وف تنظيفه من إجلل ال جلّ وعل وإجلل العلم الشرعي الذي هو مأخوذ من الكتاب والسنة ،كذلك أن يكون طالب العلم ف تعامله مع الكتاب من جهة صيانته وحفظه بأن ل يتخذه صندوقًا لوراقه ورسائله الاصة أو الفواتي فواتي الكتب ونو ذلك فتأخذ وتنظر كتابًا من
الكتب فتجد أن فيه فاتورة ورسالة ،وفيه قلم ،وفيه داخلة ماية وإل وقد قال بعض العلماء(( :ل تعل كتابك بوقًا ول صندوقًا هذا من الدب الهم مع الكتاب أن ل تعله صندوقًا يعن أن تعل فيه الحلم وتعله مستودعًا للفلوس والريالت يعن تفتح الكتاب تد فيه كل هذا ث تلحظ أن اللدة تغيّرت والكتاب تغي وإل آخره من جراء عدم الصيانة كذلك ل تعله بوقًا يعن ل تلف الكتاب لفًا ل يليق به فمثلً تد أن بعضهم يلف الكتاب ويأخذه ويعله كأنّه بوقًاله هذا ل يليق لنّ الكتاب فيه كلم ال جلّ وعل وكلم رسوله صلّى ال عليه وسلّم فل يليق أن يعل بذه الثابة كذلك ل يليق أن تضع عليه كأس ماء أو شاي أو ما أشبه ذلك كتب أهل العلم الت فيها نصوص الكتاب والسنة تعل أعلى ما تعل أسفل وتعل فوقها دفاتر بيضاء وأشباه ذلك وهذا ما يعل ف القلب تعظيمًا لكلم ال جلّ وعل وكلم رسوله صلّى ال عليه وسلّم وكل ما استفيد من العلوم من هذين الصلي كذلك ما يتعلق بفظ الكتاب أن ينتبه طالب العلم ف طريقة الكتابة عن الكتب أحيانًا نرى بعض الكتب يعلق عليها حواشي بيث أنّه تضيع فائدتا وقد نى العلماء ،فيما سبق عن الط الصغي على الكتب أن تكتب الكتب بط دقيق أو أن يعلق عليها من الفوائد ما يكون بط دقيق بيث إذا أراده طالب العلم ل يتهيأ له أن يستفيد منه وندم فيما يُذكر المام أحد مرة على أنّه كتب أحاديث بط دقيق لا احتاج لا ف كِبَرِهِ ل يسن أن يستخرج تلك الفوائد لنّها كانت بط صغي وتقارب الب مع بعضه حتّى فاتت الفائدة بعض العلماء ل يكون خطه حسنًا أو بعض طلب العلم ل يكون خطه حسنًا هذا ليس بعيب لكن أن يرتب الكتابة بيث تكون بط واضح ولذا كان بعض العلماء من خطه غي جيد هو نفسه ل يسن قراءة خطه مثل شيخ السلم ابن تيمية كان هناك أحد طلبه هو الذي يستخرج كتابه وقد ذُكر هذا ف التراجم ونبّه عليه الافظ ابن كثي ف الزء الرابع عشر من البداية والنهاية ف
سنة وفاة تلميذ شيخ السلم قال(( :وكان هو الذي يسن استخراج الطبة الثانية ابن تيمية وإذا أراد ابن تيمية أن يأخذ موضعًا ل يستخرجه إلّ هو لن شيخ السلم يكتب بسرعة ويشتبه فربا التبس عليه)) لكن هذا من دقته يسن ذلك لكن هذا قد ل يتهيأ دائمًا -لذا طالب العلم يتاج إل معرفة كيف يكتب على الكتب نبه علماء الديث ف آداب الكتابة أن طالب العلم إذا أراد أن يكتب فيبتدئ ف الكتابة من السطر الذي فيه أو عليه التعليق ث يرتفع إل أعلى ول ينل إل أسفل يعن قرأت على شيخ أو تعلق على كتاب فأتيت على موضع فتبدأ بالكتابة من هذا السطر إل أعلى لنه ربا أتى ف السطر الذي بعده فائدة تتاج إل الكتابة عليها فألتبس عليك فكيف تكتب؟ تبدأ تُعَرّج عليه ،وإذا كتبتَ إل أعلى فحبذا أن تكون الكتابة واضحة وفيها نوع ميول متساوي السطر حت أيضًا إذا احتجت إل ضبط يكن إدخاله ف الفراغات فيما بي اليول ،ربا بعضكم رأى بعض الكتب القدية الحشاة فتجد أن الكتابة أتت على شكل مثلثات هذا ليس عبثًا لكن لنه يكتب بذه الطريقة على طريقة القدمي لنّه قد يتاج إل ضبط بعد ذلك فيدخله ف هذا الفراغ أو أن يقابل هذا الكتاب بنسخة أخرى فيقول :ف هذا الفراغ نسخة كذا وكذا وهكذا فإذن تتم بوضوح الط وبأن يكون مرتبًا ف معرفة مكان البداية فإذا أتيت إل ما كتبته أنت وعلقته أعرف أن هذه الملة التعليق عليها سيكون بذا التاه وحبذا لو راجعتم كتب الصطلح فقد بَيّنوا كيف تكتب وتشي على الكتب ف ضوابط لم وتفصيلت سواء كانت ف التضبيب أو بيان الكلمة والتصحيح عليها أو كانت حاشية أو بيان نسخة أو كيف تكتب صحة العبارة أو ما أشبه ذلك فنحيلكم على كتب الصطلح لنم كتبوا ف هذا وأوفوا القام... من آداب الكتب أيضًا الت ينبغي العنايةٌ با أن يكون طالب العلم له فوائد ينتخبها من الكتاب يعن أنّه إذا قرأ كتابًا ل يثق بافظته وذاكرته ولو كان شبابًا
بل فوائد هذا الكتاب ينتخبها ف دفتر خاص عنده أو يشي إليها ف ديباجة الكتاب ف ورقة ف أوله بأن يضع شبيهًا بالفهرس له لنّ هذه الفوائد الت تناسبه قد ل تناسب شخصًا آخر فتحتاج أنت إل أن تراجع ما استفدته من هذا الكتاب ،وقبل ليلتي أخذت كتاب ((الفضل البي ف شرح الربعي)) لمال الدين القاسي ،من مكانه ف الكتبة وقد كنت قرأته منذ نو عشر سنوات ،فلما نظرت ف أوّله فإذا ب قد ذكرت الفوائد الت فيه ،وهي فوائد كثية تسعي ف الائة منها نسبته فبدل أن أقرأ الكتاب مرة أخرى فإذا هذه فائدة وهذه فائدة وهذه فائدة ومن الفوائد الت كانت فيه مثلً الفرق مابي العال والعارف ولِمَ عدل الصوفية عن العال إل العارف؟ لاذا يقولون العارف فلن ما يقولون العال هذه من الفوائذ ومن الفوائد أيضًا نقلٌ كان جيدًا ومتينًا عن ابن حزم ف ((الفِصَل)) ف معن قضى وقدّر وقال ف آخره جال الدين القاسي(( :وهذا ألطف ما قيل ف معن قضى وقدّر)) أو ((القضاء والقدر)) وأحقه بالقبول؛ وهو كما قال وربا نذكره لكم ف مكانه هذه الفوائد الت تكتبها ف صدر الكتاب مهمة إذا راجعت بعد حي تد أنّ الفوائد أمامك يعن أن الكتاب إذا قرأته أو أن الكتب إذا قرأتا فتنتخب منها ما تراه مفيدًا لك وتعله ف صدر الكتاب ف الورقة الول على شكل فهرس فيه عبارة متصرة وهذا ل شك أنّه مهم جدًا لطالب العلم إذا حصل أن تعل له دفترًا خاصًا تنتخب فيه ما تتاجه فهذا مهم وسترجع إليه ول بد بعد زمن يعن ل يناسب أن تقرأ هكذا وتقول هذه القراءة كافية لنّك بعد شهر أو شهرين أو ثلثة أو سنة تنسى لكن لو قيّدت فإنّك قد ترجع إليه بعد سني فتجد أن الفوائد ما ثلة أما مك وكما قيل(( :الفهم عرض يطرأ ويزول ،والكتابة قيد)) تقيد ما فهمته أو تقيد ما استفدته. من الداب أيضًا التعلقة بالكتاب أدب العارة والعارة للكتب منهي عنها إلّ ُلؤْتَمَنٍ عليها لنّ كتابك أنت أول الناس به إلّ إذا وجدت من هو حريص على
الكتب وإذا استفاد منها أرجعها وذُكر ف ترجة الطيب البغدادي رحه ال تعال أنّ رجلً طلب منه أن يعيه كتابًا فقال(( :لك ثلثة أيّام فقال قد ل تكفي قال قد عددتُ أوراقه فإن احتجت إل نسخه فالثلثة كافية وإن احتجت إل قراءته فالثلثة كافية وإن كنت تريد أن تستكثر به فأنا أول بكتاب)) وهذا صحيح فالزء الول من كتاب كبي من ثانية ملدات عندي -ما أريد أن أذكره ربا يسمعه هذا فيظن أنّه تعريض به -استعاره أحد الخوة وإل الن من اثن عشرة سنة ما وصلن وهو يقول ما أدري أين ذهب وأيضًا الزء الثامن من كتاب آخر قد ل آسف عليه كثيًا له أكثر من عشرين سنة إل الن ما رجع ولذلك قال القائل: ل تعينّ كتابًا
من أعارنّ كتابًا
واجعل ال ُعذْر جوابًا فلعمري ما أصابا
وقال آخر(( :آفة الكتب إعارتا)) ،وقيل لرجل ف الند كوّن مكتبة عظيمة: كيف كونت هذه الكتبة؟ قال :من استعارة الكتب قال كيف؟ قال استعي كتابًا فل أرده فتكونت هذه الكتبة ،فقيل له أليس هذا جناية على من استعرت منهم، قال من أعار الكتاب فهو منون ومن ردّ من استعار فهو أكثر جنونًا منه؛ وهذا لنّ الكتاب النفوس متعلقة به وقد ذكر الافظ ابن رجب ف مسألة ف كتاب القواعد ضمن قاعدة أنّ الكُُتبَ ل قطعَ ف سرقتها يعن إذا سَ َرقَ كتابًا فعند بعض العلماء ل يقطع لنّ فيه شبهة أنّ الق ف الكتاب للجميع فلهذا قد يأخذ بعض طلبة العلم مثلً أو بعض الزملء كتابًا ويرى أنّ له حقًا فيه خاصة إذا كان وقفًا أو كان مهدى إليك أو ما أشبه ذلك فيتساهل فيه يتساهل فيه ث تسر أنت الكتاب فإذا ل تعلم أنّ هذا الذي طلب العارة جادٌ وسيستفيد منه ف أيّام
يسية وليالٍ وإلّ فل تعر الكتاب لنّ ف إعارته حرمانك من الستفادة وليس كل مستعي للكتاب مأمونًا على الكتاب فكم استعار أناسٌ وما ردّوا الكتب. أيضًا من الداب التعلقة بالهتمام بالكتاب والديث ذو شجون ويطول أنْ يستعرض طالب العلم كُتُبَهُ بي حي وآخر يعن أن ل يمع الكُتُبَ دون استعراض لا يأت لا أخذ الكتاب ويضعه وأخذ الكتاب ووضعه أخذ الكتاب ووضعه ث إنا يراجع طائفة قليلة منها ل بدّ من استعراضها تأت وتستعرض هذه الكتب حتّى تتذكر الوضوعات لنّ من الناس من اشترى الكتاب مرتي وثلث وأربع لنّه ينسى أن الكتاب عنده لقلة استعراضه لكتبه أمّا لو أنّه كثي التصال بكتبه خاصة ف مثل بلدنا مكتبات بعض طلب العلم كبية إذا ترك الستعراض فربا طلب الكتاب من غيه وهو عنده أو نسي ما ف الكتب أو احتاج إل موضوعه ول يراجع فيه ال من الداب أيضًا التعلقة بالكتب الهتمام بكتب الوقف والكتب الوقوفة يعن الت عليها طبعٌ أنّه وقف أو ختم بأنا موقوفة أو أشباه ذلك هذه الحتفاظ با ف مكتبتك ل بدّ أن يكون على شرط الواقف، والواقف حي وقفها جعل على طلبة العلم وإذا كنت ل تستفيد من الكتاب وغيك باجة إليه فدفعك الكتاب إل من يتاجه أول نعم قد يكون لك حاجة فيه ولو مرة ف السنة تراجع فيه فهذا ل بأس لنّ الكتاب موقوف على طلب العلم لكن إذا كنت ل تراجعه تر عليك سني أربع خس سني وأنت ل تراجعه وتعرف أن نفسك ليست ذات هّة ف مراجعة هذا الكتاب أو الكتب بعامة أو قد ل تتاجه ف الستقبل فإنّ الحتفاظ به مع هذه الال خلف الول وبعض أهل العلم يقول ل يوز الحتفاظ به بل يدفع إل مستحقه يدفع إل من ينتفع به لنّ الواقف وقفه على من ينتفع به وإذا كنت ل تنتفع به فمن ينتفع به أول ومن هنا كان كثيٌ من طلب العلم من يتنّه عن الحتفاظ بالكتب الوقوفة إذا كان عنده فضل مال يكن أن يصّل الكتاب ببذل ماله لنّه ربا يركن الكتاب ول
يستفيد منه فإذا كان موقوفًا ربا لقه إث ببسه عمن ينتفع به وهذا ربا ظهر أكثر ف البلد الت يكون الكتاب فيها شحيحًا. من الداب أيضًا التعلقة بالكتاب أن تتم ف الكتاب بتجليده وبطانته وظهارته حتّى يكون الكتاب بالوضع اللئق به للسراء لن طالب العلم حي يقتن الكتاب ل بد أو نقول الفضل له أن يستحضر نوعي من النية أما الول فأن ينوي النتفاع به ف تليص نفسه من الهل والثان أن ينوي أن يستفيد غيُه من هذا الكتاب إمّا أهله وولده وإمّا من يكون عنده أو أن يوقف الكتب بعده أو أن يبذلا لغيه بإهداء أو أن يبيعها إل وهذا يعن أنّه كلما اعتن بالكتاب من جهة جلده والحافظة عليه ربا يبقى أكثر ف الستقبل كلما كان ذلك أكثر ف الجر والثواب ومن عجائب التفريط ف الكتب ما ذكره القِفْطِي صاحب كتاب ((إنباء ال ّروَاة)) ربا ذكرته لك مرة ف قصته مع كتاب ((النساب)) للسمعان وكان حريصًا على الكتب جدًا فجمع مكتبة من أنفس ما جع قال عُرض عليّ كتاب النساب للسمعان بط مصنفه الجزاء الثان والثالث والرابع ،والول مفقود بط مؤلفه السمعان وبي القفطي والسمعان نو مائتي وخسي عامًا أو قريبًا منها فاشترى هذه الثلثة قال اشتريتها فلما مضى مدّة من الزمن وهو يسأل عن الكتاب عن الزء الول ويسأل فَ َظنّ أنّه فقد وانتهى وبط مصنفه عُ ْرضَةٌ إل أنّه أُعي ففقد أو أنّه ضاع أو ال قال فمرّةً جاءن خادمي بصرة من بُقُول يعن الضروات هذه وقد لفت بورق كتاب قال فأخذت الورقة قبل البقول -لن مالا قيمة عنده بالنسبة لذه الورقة -يقول فلما نظرت إليها فإذا هو خط السمعان الذي أعرف فأتيته بنسخة النساب فإذا هذا الورق من الزء الول الفقود قال فذهبت سريعًا إل الذي يبيع البقول فوجدت عنده بعض أوراق بقيت من هذا فقلت له أين بقية هذه الوراق قال لففنا با البقول فتفرقت ف البيوت فقال :إنّا ل وإنّا إليه راجعون مأساةٌ مصائب قوم عند قوم فوائد هذا
يأسى على فقده وذاك فَرِح لنه وجد هذه الوراق الت ل قيمة لا بط الافظ السمعان يلف با البقول ويعطيها الناس قال فأقمت مناحة أو قيل فأقام مناحة شهرًا من الزمان على العلم وأهله وعلى كتاب ((كتاب النساب)) للسمعان نريد من هذا نقول أن الكتب ل بد من العناية با من جهة تليدها ومن جهة حفظها هذا وجدها مفرقة فسهل أن تتفرق الوارق وأن تضيع لكن لو كانت مفوظة مضموم بعضها إل بعض لكان ذلك أدعا إل إستمرارها ف مكتبتك والسائل التعلقة بذلك كثية لعل فيما ذكرنا تنبيهًا على بعض ما يتاج إليه اسأل ال جلّ وعل ل ولكم التوفيق والسداد والصلح والرشاد وصلى ال وسلّم وبارك على نبينا ممد.