تفسي
سور الفاتة والخلص والعوذتي
للمام
ممد بن عبد الوهاب رحه ال
1
تفسي سورة الفاتة قال شيخ السلم ممد بن عبد الوهاب رحه ال: اعلم أرشدك ال لطاعته ,وأحاطك بياطته ,وتولك ف الدنيا والخرة ,أن مقصود الصلة وروحها ولبها هو إقبال القلب على ال تعال فيها ,فإذا صليت بل قلب فهي كالسد الذي ل روح فيه ,ويدل على هذا قوله تعال{ :فويل للمصلي* الذين هم عن صلتم ساهون} (سورة الاعون ,)5-4ففسر السهو بالسهو عن وقتها ,أي إضاعته- والسهو عن ما يب فيها ,والسهو عن حضور القلب ,ويدل على ذلك الديث الذي ف صحيح مسلم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال(( :تلك صلة النافق ,تلك صلة النافق ,تلك صلة النافق ,يرقب الشمس حت إذا كانت بي قرن شيطان قام فنقر أربعا ليذكر فيها إل قليلً)) (رواه مسلم) . فوصفه بإضاعة الوقت بقوله(( :يرقب الشمس)) وبإضاعة الركان بذكره النقر , وبإضاعة حضور القلب بقوله(( :ل يذكر ال فيها إل قليل)). إذا فهمت ذلك فافهم نوعا واحدا من الصلة ,وهو قراءة الفاتة لعل ال أن يعل صلتك ف الصلوات القبولة الضاعفة الكفرة للذنوب. ومن أحسن ما يفتح لك الباب ف فهم الفاتة حديث أب هريرة الذي ف صحيح مسلم قال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول(( :يقول ال تعال :قسمت الصلة بين وبي عبدي نصفي ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد (المد ل رب العالي) قال ال: حدن عبدي ,فإذا قال( :مالك يوم الدين) قال ال :مدن عبدي ,فإذا قال( :إياك نعبد وإياك نستعي) قال ال :هذا بين وبي عبدي ولعبدي ما سأل ,فإذا قال( :اهدنا الصراط الستقيم ,صراط الذين انعمت عليهم غي الغضوب عليهم ول الضالي) قال ال :هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)) انتهى الديث( .اخرجه مسلم). فإذا تأمل العبد هذا ,وعلم أنا نصفان :نصف ل وهو أولا إال قوله( :إياك نعبد) ونصف للعبد دعاء يدعو به لنفسه ,وتأمل أن الذي علمه هذا هو ال تعال ,وأمره
2
أن يدعو به ويكرره ف كل ركعة ,وأنه سبحانه من فضله وكرمه ضمن إجابة هذا الدعاء إذا دعاه بإخلص وحضور قلب تبي له ما أضاع أكثر الناس. فأربأ بنفسك أن ترعى مع المل
قد هيئوك لمر لو فطنت له
وها أنا أذكر لك بعض معان هذه السورة العظيمة لعلك تصلي بضور قلب , ويعلم قلبك ما نطق به لسانك ,لن ما نطق به اللسان ول يعقد عليه القلب ليس بعمل صال كما قال تعال( :يقولون بألسنتهم ما ليس ف قلوبم)( .سورة الفتح .)11وأبدأ بعن الستعاذة ,ث البسملة ,على طريق الختصار والياز ,فمعن (أعوذ بال من الشيطان الرجيم) ألوذ بال وأعتصم بال وأستجي بنابه من شر هذا العدو ,أن يضرن ف دين أو دنياي ,أو يصدن عن فعل ما أمرت به ,أو يثن على فعل ما نيت عنه ,لنه أحرص ما يكون على العبد إذا أراد عمل الي من صلة وقراءة أو غي ذلك ,وذلك أنه ل حيلة لك ف دفعه إل بالستعاذة بال لقوله تعال( :إنه يراكم هو وقبيله من حيث ل ترونم)( .سورة العراف , )27فإذا طلبت من ال أن يعيذك منه ,واعتصمت به كان هذا سببا ف حضور القلب فاعرف معن هذه الكلمة ول تقلها باللسان فقط كما عليه أكثر الناس. وأما البسملة فمعناها أدخل ف هذا المر من قراءة أو دعاء أو غي ذلك (بسم ال) ل بول ول بقوت ,بل أفعل هذا المر مستعينا بال ,ومتبكا باسه تبارك وتعال , هذا ف كل أمر تسمى ف أوله من أمر الدين أو أمر الدنيا ,فإذا أحضرت ف نفسك أن دخولك ف القراءة بال مستعينا به ,متبئا من الول والقوة كان هذا أكب السباب ف حضور القلب ,وطرد الوانع من كل خي. (الرحن الرحيم) اسان مشتقان من الرحة أحدها أبلغ من الخر ,مثل العلم والعليم ,قال ابن عباس :ها اسان رقيقان احدها أرق من الخر أي أكثر من الخر رحة. وأما الفاتة فهي سبع آيات :ثلث ونصف ل ,وثلث ونصف للعبد ,فاولا (المد ل رب العالي) فاعلم أن المد هو الثناء باللسان على الميل الختياري , فأخرج بقوله الثناء باللسان الثناء بالفعل الذي يسمى لسان الال فذلك نوع من الشكر.
3
وقوله على الميل الختياري أي الذي يفعله النسان بإرادته ,وأما الميل الذي ل صنع له فيه مثل المال ونوه فالثناء به يسمى مدحا ل حدا. والفرق بي المد والشكر :أن المد يتضمن الدح والثناء على الحمود بذكر ماسنه سواء كان إحسانا إل الامد أو ل يكن ,والشكر ل يكون إل على أحسان الشكور ,فمن هذا الوجه المد أعم من الشكر ,لنه يكون على الحاسن والحسان , فإن ال يمد على ما له من الساء السن ,وما خلقه ف الخرة والول ,ولذا قال: (المد ل الذي ل يتخذ ولدا)( .سورة السراء , )111وقال( :المد ل الذي خلق السموات والرض)( .سورة النعام , )13إل غي ذلك من اليات. وأما الشكر فإنه ل يكون إل على النعام ,فهو أخص من المد من هذا الوجه, لكنه يكون بالقلب واليد واللسان ,ولذا قال تعال( :اعملوا ءال داود شكرا) (سورة النعام ,الية , )1 :والمد يكون بالقلب واللسان ,فمن هذا الوجه الشكر أعم من جهة أنواعه ,والمد أعم من جهة أسبابه. اللف واللم ف قوله( :المد) للستغراق أي جيع أنواع المد ل ل لغيه ,فأما الذي ل صنع للخلق فيه مثل خلق النسان ,وخلق السمع والبصر والسماء والرض والرزاق وغي ذلك فواضح ,وأما ما يمد عليه الخلوق مثل ما يثن به على الصالي والنبياء والرسلي ,وعلى من فعل معروفا خصوصا إن أسداه إليك ,فهذا كله ل أيضا بعن أنه خلق ذلك الفاعل ,وأعطاه ما فعل به ذلك ,وحببه إليه وقواه عليه ,وغي ذلك من أفضال ال الذي لو يتل بعضها ل يمد ذلك الحمود فصار المد ل كله بذا العتبار. وأما قوله( :ل رب العالي) فال علم على ربنا تبارك وتعال ,ومعناه :الله أي العبود لقوله( :وهو ال ف السموت وف الرض) (سورة النعام ,الية ,)3 :أي العبود ف السموات والعبود ف الرض( :إن كل من ف السموت والرض إل ءات الرحن عبدا) (سورة مري ,الية ,)93 :وأما الرب فعناه الالك التصرف ,وأما (العالي) فهو اسم لكل ماسوى ال تبارك وتعال فكل ماسواه من ملك ونب وإنسي وجن وغي ذلك مربوب مقهور يتصرف فيه ,فقي متاج كلهم صامدون إل واحد لشريك له ف الدين ,وهو الغن
4
الصمد ,وذكر بعد ذلك (مالك يوم الدين) وف قراءة أخرى (ملك يوم الدين) فذكر ف أول هذه السورة الت هي أول الصحف اللوهية والربوبية واللك ,كما ذكره ف آخر سورة من الصحف (قل أعوذ برب الناس * ملك الناس) (سورة الناس ,اليات.)3-1 : فهذه ثلثة أوصاف لربنا تبارك وتعال ذكرها مموعة ف موضه واحد ف أول القرآن ,ث ذكرها مموعة ف موضع واحد ف آخر القرآن ما يطرق سعك من القرآن. فينبغي لن نصح نفسه أن يعتن بذا الوضوع ,ويبذل جهده ف البحث عنه ,ويعلم أن العليم البي ل يمع بينهما ف أول القرآن ث ف آخره إل لا يعلم من شدة حاجة العباد إل معرفتها ,ومعرفة الفرق بي هذه الصفات ,فكل صفة لا معن غي معن الخرى ,كما يقال :ممد رسول ال ,وخات النبيي ,وسيد ولد آدم فكل وصف له معن غي ذلك الوصف الخر. إذا عرفت أن معن ال هو الله ,وعرفت أن الله هو العبود ,ث دعوت ال أو ذبت له أو نذرت له فقد عرفت أنه ال ,فإن دعوت ملوقا طيبا أو خبيثا ,أو ذبت له أو نذرت له فقد زعمت أنه هو ال ,فمن عرف أنه قد جعل شسان أو تاجا (شسان وتاج -ومثلهما يوسف -رجال كان الناس ف عصر الشيخ يعتقدون فيهم الولية, ويرفعون لم من العبادة والدعاء ونوها ما ل ينبغي أن يرفع إل ل عز وجل) (راجع رسالة كشف الشبهات للشيخ) برهة من عمره هو ال ,عرف ماعرفت بنو إسرائيل لا عبدوا العجل ,فلما تبي لم ارتاعوا ,وقالوا ماذكر ال عنهم( :ولا سقط ف أيديهم ورأوا أنم قد ضلوا قالوا َلئِنْ ل يرحنا ربنا ريغفر بنا لنوكنن من السرين) (سورة العراف, الية.)149 : وأما الرب فمعناه الالك التصرف ,فال تعال مالك كل شئ وهو التصرف فيه, وهذا حق ,ولكن أقر به عباد الصنام الذين قاتلهم رسول ال صلى ال عليه وسلم ,كما ذكر ال عنهم ف القرآن ف غي موضع كقوله تعال( :قل من يرزقكم من السماء والرض أمن يلك السمع والبصر ومن يرج الي من اليت ويرج اليت من الي ومن يدبر المر فيسقولون ال قل أفل تتقون) (سورة يونس ,الية.)31 :
5
فمن دعا ف تفريج كربته وقضاء حاجته ,ث دعا ملوقا ف ذلك خصوصا إن اقترن بدعائه نسبة نفسه إل عبوديته مثل قوله ف دعائه (فلن عبدك) أو قول (عبد علي) أو (عبد النب أو الزبي) فقد أقر له بالربوبية ,وف دعائه عليا أو الزبي بدعائه ال تبارك وتعال وإقراره له بالعبودية ,ليأت له بي أو ليصرف عنه شرا مع تسمية نفسه عبدا له ,قد أقر له الربوبية ,ول يقر ل رب العالي كلهم بل جحد بعض ربوبيته ,فرحم ال عبدا نصح نفسه ,وتفطن هذه الهمات ,وسأل عن كلم أهل العلم ,وهم أهل الصراط الستقيم ,هل فسروا السورة بذا أم ل؟. وأما اللك فيأت الكلم عليه ,وذلك أن قوله( :مالك يوم الدين) وف القراءة الخرى (ملك يوم الدين) فمعناه عند جيه الفسرين كلهم ما فسره ال به ف قوله( :ومآ أدراك مايوم الدين * ث مآ ما أدراك ما يوم الدين * يوم ل تلك نفس لنفس شيئا والمر يومئٍذ ل) (سورة النفطار ,اليات.)19 - 17 : فمن عرف تفسي هذه الية ,وعرف تصيص اللك بذلك اليوم ,مع أنه سبحانه مالك كل شئ ذلك اليوم وغيه ,عرف أن التخصيص لذه السألة الكبية العظيمة الت بسبب معرفتها دخل النة من دخلها ,وبسبب الهل با دخل النار من دخلها ,فيالا من مسألة لو رحل الرجل فيا أكثر من عشرين سنة ل يوفها حقها ,فأين هذا العن واليان با صرح به القرآن ,مع قوله صلى ال عليه وسلم( :يا فاطمة بنت ممد ل أغن عنك من ال شيئا)( ,أخرجه البخاري ف صحيحه من حديث أب هريرة) ,من قول صاحب البدة: ولن يضيق رسول ال جاهك ب فإن ل ذمـة منه بتسـميتـي إن ل تكـن ف مادي آخذا بيدي
إذا الكريـم تلى باسـم منتقم ممدا وهو أوف اللق بالذمم فضلً وإل فقـل يا زلة القـدم
فليتأمل من نصح نفسه هذه البيات ومعناها ,ومن فت با من العباد ,ومن يدعي انه من العلماء ,واختاروا تلوتا على تلوة القرآن. هل يتمع ف قلب عبد التصديق بذه البيات والتصديق بقوله( :يوم ل تلك نفس لنفس شيئا والمر يومئٍذ ل) وقوله( :يا فاطمة بنت ممد ل أغن عنك من ال شيئا) ل وال ,ل وال ,ل وال إل كما يتمع ف قلبه أن موسى صادق ,وأن فرعون صادق ,وأن
6
ممدا صادق على الق ,وأن أبا جهل صادق على الق .ل وال ما استويا ولن يتلقيل حت تشيب مفارق الغربان. فمن عرف هذه السألة وعرف البدة ,ومن فت با عرف غربة السلم ,وعرف أن العداوة واستحلل دمائنا وأموالنا ونسائنا ,ليس عند التكفي والقتال ,بل هم الذين بدءونا بالتكفي والقتال ,بل عند قوله( :فل تدعوا مع ال أحدا) (سورة الن ,الية)18 : ,وعند قوله( :اولئك الذين يدعون يبتغون إل ربم الوسيلة أيهم أقرب) سورة السراء, الية ,)57 :وقوله( :له دعوة الق والذين يدعون من دونه ل يستجيبون لم بشئ) (سورة الرعد ,الية ,)14 :فهذه بعض العان ف قوله( :مالك يوم الدين) بإجاع الفسرين كلهم ,وقد فسرها ال سبحانه ف سورة ((إذا السماء انفطرت) كما قدمت لك. واعلم أرشدك ال أن الق ل يتبي إل بالباطل كما قيل :وبضدها تتبي الشياء. فتأمل ما ذكرت لك ساعة بعد ساعة ,ويوما بعد يوم وشهرا بعد شهر ,وسنة بعد سنة لعلك أن تعرف ملة أبيك إبرهيم ودين نبيك فتحشر معهما ,ول تصد عن الوض يوم الدين ,كما يصد عنه من صد عن طريقهما ,ولعلك أن تر على الصراط يوم القيامة, ول تزل عنه كما زل عن صراطهما الستقيم ف الدنيا من زل ,فعليك بإدامة دعاء الفاتة مع حضور القلب وخوف وتضرع. وأما قوله( :إياك نعبد وإياك نستعي) فالعبادة كمال الحبة وكمال الضوع, والوف والذل ,وقدم الفعول وهو إياك ,كرر للهتمام والصر أي ل نعبد إل إياك ,ول نتوكل إل عليك ,وهذا هو كمال الطاعة ,والدين كله يرجع إل هذين العنيي ,فالول التبؤ من الشرك ,والثان التبؤ من الول والقوة فقوله( :إياك نعبد) أي إياك نوحد, ومعناه أنك تعاهد ربك أن ل تشرك ف عبادته أحدا ,ل ملكا ول نبيا ول غيها ,كما قال للصحابة( :ول يأمركم أن تتخذوا اللئكة والنبي أربابا أيامركم بالكفر بعذ إذ أنتم مسلمون) (سورة آل عمران ,الية,)80 :فتأمل هذه الية واعرف ما ذكرت لك ف الربوبية ,أنا الت نسبت إل تاج وممد بن شسان ,فإذا كان الصحابة لو يفعلوها مع الرسل كفروا بعد إسلمهم فكيف بن فعلها ف تاج وأمثاله؟
7
وقوله( :وإياك نستعي) هذا فيه أمران أحدها سؤال العانة من ال وهو التوكل والتبئ من الول والقوة .وأيضا طلب العانة من ال كما مر أنا من نصف العبد. وأما قوله( :اهدنا الصراط الستقيم) فهذا هو الدعاء الصريح الذي هو حظ العبد من ال ,وهو التضرع إليه واللاح عليه أن يرزقه هذا الطلب العظيم ,الذي لـم يعط أحد ف الدنيا والخرة أفضل منه ,كما مـن ال على رسوله صلى ال عليه وسلم بعد الفتح بقوله( :ويهديك صراطا مستقيما) (سورة الفتح ,الية ,)2 :والداية هم هنا التوفيق والرشاد ,وليتأمل العبد ضرورته إل هذه السألة ,فإن الداية إل ذلك تتضمن العلم والعمل الصال على وجه الستقامة والكمال والثبات على ذلك إل أن يلقى ال. والصراط :الطريق الواضح والستقيم الذي ل عوج فيه ,والراد بذلك الدين الذي أنزله ال على رسوله صلى ال عليه وسلم وهو (صراط الذين أنعمت عليهم) وهم رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه ,وأنت دائما ف كل ركعة تسأل ال أن يهديك إل طريقهم ,وعليك من الفرائض أن تصدق ال أنه هو الستقيم ,وكلما خالفه من طريق أو علم أو عبادة ,فليس بستقيم ,بل معوج .وهذه أول الواجبات من هذه الية ,وهو اعتقاد ذلك بالقلب ,وليحذر الؤمن من خدع الشيطان ,وهو اعتقاد ذلك مملً وتركه مفصلً ,فإن أكفر الناس من الرتدين يعتقدون أن رسول ال صلى ال عليه وسلم على الق وإن ما خالفه باطل ,فإذا جاء با ل توى أنفسهم فكما قال تعال( :فريقا كذبوا وفريقا يقتلون) (سورة الائدة ,الية.)70 : وأما قوله( :غي الغضوب عليهم ول الضـآلي) فالغضوب عليهم هم العلماء الذين ل يعملوا بعلمهم ,والضالون العاملون بل علم ,فالول صفة اليهود ,والثان صفة النصارى ,وكثي من الناس إذا رأي ف التفسي أن اليهود مغضوب عليهم وأن النصارى ضالون ,ظن الاهل أن ذلك مصوص بم ,وهو يقر أن ربه فارض عليه أن يدعو بذا الدعاء ,ويعوذ من طريق أهل هذه الصفات ,فياسبحان ال كيف يعلمه ال ويتار له, ويفرض عليه أن يدعو به دائما مع ظنه أنه ل حذر علي منه ,ول يتصور أنه يفعله ,هذا من ظن السوء بال ,وال أعلم هذا آخر الفاتة.
8
أما آمي فليست من الفاتة ,ولكنها تأمي على الدعاء ,معناها اللهم استجب, فالواجب تعليم الاهل لئل يظن أنا من كلم ال. مسائل مستنبطة من سورة الفاتة : الول( :إياك نعبد وإياك نستعي) فيها التوحيد. الثانية( :اهدنا الصراط الستقيم) فيها التابعة. الثالثة :أركان الدين الب والرجاء والوف .فالب ف الول والرجاء ف الثانية والوف ف الثالثة. الرابعة :هلك الكثر ف الهل بالية الول أعن استغراق المد واستغراق ربوبية العالي. الامسة :أول النعم عليهم وأول الغضوب عليهم والضالي. السادسة :ظهور الكرم والمد ف ذكر النعم عليهم. السابعة :ظهور القدرة والجد ف ذكر الغضوب عليهم والضالي. الثامنة :دعاء الفاتة مع قوله ل يستجاب الدعاء من قلب غافل. التاسعة :قوله (صراط الذين أنعمت عليهم) فيه حجة الجاع. العاشرة :ماف الملة من هلك النسان إذا وكل إل نفسه. الادية عشر :مافيها من النص على التوكل. الثانية عشر :مافيها من التنبية على بطلن الشرك. الثالثة عشرة :التنبيه على بطلن البدع .الرابعة عشرة :آيات الفاتة كل آية منها لو يعلمها النسان صار فقيها ,وكل آية أفرد معناها بالتصانيف. وال سبحانه وتعال أعلم.
9
تفسي سورة الخلص قال رحه ال تعال ف تفسي سورة الخلص : عن عبد ال بن حبيب قال( :خرجنا ف ليلة مطرة فطلبت النب صلى ال عليه وسلم ليصلي لنا فأدركناه ،فقال :قل ،فلم أقل شيئا ،قال :قلت يا رسول ال ما أقول ؟ قال{ :قل هو ال أحد} و العوذتي حي تسي وحي تصبح ثلث مرات تكفيك كل شيء) قال الترمذي حديث حسن صحيح. والحد الذي ل نظي له ،والصمد الذي تصمد اللئق كلها إليه ف جيع الاجات ،وهو الكامل ف صفات السؤدد. فقوله {أحد} نفي النظي والمثال ،وقوله {الصمد} إثبات صفات الكمال، وقوله {ل يلد ول يولد} نفي للصاحبة والعيال{ ،ول يكن له كفوا أحد} نفي الشركاء لذي اللل.
10
تفسي الفلق قال رحه ال ف تفسي سورة الفلق: بسم ال الرحن الرحيم {قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفثت ف العقد * ومن شر حاسد إذا حسد}. فمعن {أعوذ} :أعتصم والتجي ء وأترز ،وتضمنت هذه الكلمة مستعاذا به ومستعاذا منه ومستعيذا .فأما الستعاذ به :فهو ال وحده رب الفلق الذي ل يستعاذ إل به. وقد أخب ال عمن استعاذ بلقه ،أن استعاذته زادنه رهقا (وهو الطغيان) ،فقال: {وأنه كان رجال من النس يعوذون برجال من الن فزادوهم رهقا} (سورة الن). و {الفلق} :هو بياض الصبح ،إذا انفلق من الليل ،وهو من أعظم آيات ال الدالة على وحدانيته. وأما الستعيذ :فهو رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وكل من اتبعه إل يوم القيامة. وأما الستعاذ منه فهو أربعة أنواع: الول :قوله{ :من شر ما خلق} وهذا يعم شرور الول والخرة ،وشرور الدين والدنيا. الثان :قوله{ :ومن شر غاسق إذا وقب} والغاسق :الليل ،إذا وقب :أي أظلم ودخل ف كل شيء ،وهو مل تسلط الرواح البيثة. الثالث :قوله{ :ومن شر النفثت ف العقد} وهذا من شر السحر ،فإن النفاثات: السواحر الت يعقدن اليوط وينفثن على كل عقدة حت ينعقد ما يردن من السحر، والنفاثات :مؤنث ،أي الرواح والنفس ،لن تأثي السحر إنا هو من جهة النفس البيثة.
11
الرابع :قوله{ :ومن شر حاسد إذا حسد} وهذا يعم إبليس وذريته لنم أعظم الساد لبن آدم أيضا .وقوله{ :إذا حسد} لن الاسد إذا أخفى السد ول يعامل أخاه إل با يبه ال ،ل يضر الحسود.
12
تفسي الناس قال رحه ال ف تفسي سورة الناس: بسم ال الرحن الرحيم {قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الناس * الذي يوسوس ف صدور الناس * من النة والناس}. قوله{ :قل أعوذ برب الناس} فقد تضمنت أيضا ذكر ثلثة: الول :الستعاذة وقد تقدمت. الثان :الستعاذ به. الثالث :الستعاذ منه. فأما الستعاذ به :فهو ال وحده ل شريك له رب الناس الذي رزقهم ودبرهم، وأوصل إليهم مصالهم ومنع عنهم مضارهم. {ملك الناس} أي التصرف فيهم وهم عبيده وما ليكه ،الدبر لم كما يشاء، الذي له القدرة والسلطان عليهم ،فليس لم ملك يهربون إليه إذا دههم أمره ،يفض ويرفع ويصل ويقطع ويعطي وينع. {إله الناس} أي معبودهم الذي ل معبود لم غيه ،فل يدعى ول يرجى ول يلق إل هو ،فخلقهم وصورهم وأنعم عليهم وحاهم ما يضرهم بربوبيته ،وقهرهم وأمرهم وناهم ،وصرفهم كما يشاء بلكه ،واستعبدهم باليبة الامعة لصفات الكمال كلها. وأما الستعاذ منه :فهو الوسواس ،وهو الفي اللقاء ف النفس. وأما الناس :فهو الذي ينس ويتأخر ويتفي ،وأصل النوس :الرجوع إل الوراء ،وهذان وصفان لوصوف مذوف وهو :الشيطان ،وذلك أن العبد إذا غفل جثم على قلبه وبذل فيه الوساوس الت هي أصل الشر ،فإذا ذكر العبد ربه واستعاذ به خنس.
13
قال قتادة( :الناس له خرطوم كخرطوم الكلب ،فإذا ذكر العبد ربه خنس). ويقال رأس كرأس البة يضعه على ثرة القلب وينيه ويدثه ،فإذا ذكر ال خنس ،وجاء بناؤه على الفعال الذي يتكرر منه ،فإنه كلما ذكر ال اننس ،وإذا غفل عاد. وقوله{ :من النة والناس} :يعن أن الوسواس نوعان :إنس وجن ،فإن الوسوسة :اللقاء الفي ،لكن إلقاء النس بواسطة الذن ،والن ل يتاج إليها ،ونظي اشتراكهما ف الوسوسة اشتراكهما ف الوحي الشيطان ف قوله{ :وكذلك جعلنا لكل نب عدوا شياطي النس والن يوحي بعضهم إل بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون} (النعام). وال أعلم . والمد ل أول وآخرا وظاهرا وباطنا ،وصلى ال على ممد وآله وصحبه وسلم.
14