٣
ﺭﺴﺎﺌل ﺴﻌﻴﺩ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻭﻫﻑ ﺍﻟﻘﺤﻁﺎﻨﻲ
ﻟﺸﻴﺦ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﺒﻥ ﺘﻴﻤﻴﺔ
ﺘﺄﻟﻴﻑ ﺍﻟﻔﻘﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ
٢
ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ
ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ
٣
ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ إن اﳊﻤﺪ ﷲ ،ﻧﺤﻤﺪه ،وﻧﺴﺘﻌﻴﻨﻪ ،وﻧﺴﺘﻐﻔﺮه ،وﻧﻌﻮذ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ ﴍور
أﻧﻔﺴﻨﺎ ،وﻣﻦ ﺳﻴﺌﺎت أﻋﲈﻟﻨﺎ ،ﻣﻦ ﳞﺪه اﷲ ﻓﻼ ﻣﻀﻞ ﻟﻪ ،وﻣﻦ ُﻳﻀﻠﻞ ﻓﻼ ﻫﺎدي ﻟﻪ ،وأﺷﻬﺪ أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ وﺣﺪه ﻻ ﴍﻳﻚ ﻟﻪ ،وأﺷﻬﺪ أن ﳏﻤﺪاً
ﻋﺒﺪه ورﺳﻮﻟﻪّ ، ﺻﲆ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﻋﲆ آﻟﻪ وأﺻﺤﺎﺑﻪ وﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎن إﱃ ً ً ﺗﺴﻠﻴﲈ ﻳﻮم اﻟﺪﻳﻦ ،وﺳﻠﻢ ﻛﺜﲑا .أﻣﺎ ﺑﻌﺪ: ﻓﺈن اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ ﻟﺸﻴﺦ اﻹﺳﻼم اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ رﲪﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻘﻴﺪة
أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ واﳉﲈﻋﺔ.
وﻣﻦ أﺳﺒﺎب ﻛﺘﺎﺑﺘﻪ ﳍﺎ رﲪﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ وﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ :أن اﻟﻘﺎﴈ
اﻟﻮاﺳﻄﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺪم ﳌﻮﺳﻢ اﳊﺞ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﺗﻪ واﺳﻂ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺷﻴﺦ
اﻹﺳﻼم أن ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻪ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ اﻟﺴﻠﻔﻴﺔ؛ ﻓﻜﺘﺒﻬﺎ رﲪﻪ اﷲ ﰲ ﺟﻠﺴﺔ واﺣﺪة ﺑﻌﺪ ﺻﻼة اﻟﻌﴫ ،وﻫﺬا دﻟﻴﻞ واﺿﺢ ﻋﲆ ﺳﻌﺔ ﻋﻠﻤﻪ رﲪﻪ اﷲ وﻣﺎ أﻋﻄﺎه
اﷲ ﻣﻦ اﻟﻘﺪرة واﳌﻮﻫﺒﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺒﺎﻫﺮة ،وﻻ ﻳﺴﺘﻐﺮب ذﻟﻚ؛ ﻓﺈن ﻓﻀﻞ اﷲ ﻳﺆﺗﻴﻪ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء وﳛﺮﻣﻪ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء ﻓﻨﺴﺄل اﷲ اﻟﻌﲇ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ،
وﻛﺮﻣﻪ.
وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﺎ ﻟﻠﻌﻘﻴﺪة اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ ﻣﻦ اﻷﳘﻴﺔ اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ أﺣﺒﺒﺖ أن ً ﺧﺎﻟﺼﺎ ﻟﻮﺟﻬﻪ أﻗﻮم ﺑﴩح ﳐﺘﴫ ﳍﺬه اﻟﻌﻘﻴﺪة وأﺳﺄل اﷲ أن ﳚﻌﻠﻪ
٤ اﻟﻜﺮﻳﻢ.
ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ
ﻻ ﺷﻚ أن اﻟﻌﻠﲈء ﻗﺪ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﺠﻬﺪ ﻛﺒﲑ ﻧﺤﻮ ﻫﺬه اﻟﻌﻘﻴﺪة ﺑﺎﳊﻔﻆ،
واﻟﺘﺪرﻳﺲ ،واﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ،واﻟﴩح ،وﳑﺎ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﻣﻦ اﻟﴩوح ﳍﺬه اﻟﻌﻘﻴﺪة:
اﻟﺮوﺿﺔ اﻟﻨﺪﻳﺔ ﴍح اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ ﻟﻠﺸﻴﺦ زﻳﺪ ﺑﻦ ﻓﻴﺎض،
واﻟﻜﻮاﺷﻒ اﳉﻠﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﲏ اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ
ﳏﻤﺪ اﻟﺴﻠﲈن ،واﻷﺳﺌﻠﺔ واﻷﺟﻮﺑﺔ اﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ ً أﻳﻀﺎ .وﴍح اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ ﳌﺤﻤﺪ ﺧﻠﻴﻞ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ اﳍﺮاس ،واﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت اﳌﻔﻴﺪة ﻋﲆ اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ
ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﻦ اﻟﴩﻳﻒ .وﻫﺬه اﻟﴩوح ﺟﻴﺪة ﻗﺪ ﺑﺴﻄﺖ ﻣﻌﺎﲏ ﻫﺬه اﻟﻌﻘﻴﺪة ،وﻫﺬا اﻟﴩح اﳌﺨﺘﴫ اﻟﺬي ﻗﻤﺖ ﺑﻪ ﻗﺪ ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻴﻪ ﻛﺎﻵﰐ:
ﺧﺮﺟﺖ اﻷﺣﺎدﻳﺚ وﻋﺰوﲥﺎ إﱃ ﻣﺼﺎدرﻫﺎ اﻷﺻﻠﻴﺔ ،ورﺑﲈ اﻛﺘﻔﻴﺖ ﱠ ﻧﺼﻪ .وﻋﺰوت اﻵﻳﺎت إﱃ ﺳﻮرﻫﺎ ﺑﺎﻹﺷﺎرة إﱃ ﻣﺼﺪر اﳊﺪﻳﺚ ﺑﺪون ﱢ ً ﻋﻨﻮاﻧﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎً ﻋﲆ اﻟﻨﺤﻮ اﻵﰐ :ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻣﺮ ﱠﻗﻤﺔ .ووﺿﻌﺖ ﻟﻜﻞ ﻣﻮﺿﻮع
اﻟﻔﺮﻗﺔ اﻟﻨﺎﺟﻴﺔ ،أرﻛﺎن اﻹﻳﲈن ﻋﻨﺪ اﻟﻔﺮﻗﺔ اﻟﻨﺎﺟﻴﺔ ،ﻣﺬﻫﺐ أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ
واﳉﲈﻋﺔ ﰲ ﺻﻔﺎت اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻃﺮﻳﻘﺔ أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﰲ اﻟﻨﻔﻲ واﻹﺛﺒﺎت، وﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﰲ أﺳﲈء اﷲ وﺻﻔﺎﺗﻪ وآﻳﺎت اﻟﺼﻔﺎت وأﺣﺎدﻳﺜﻬﺎ ،وﺟﻌﻠﺖ ً ً ﻋﻨﻮاﻧﺎ ﻳﻀﻢ ﺻﻔﺎت وﻟﻴﺲ ذﻟﻚ ﻟﻠﺤﴫ ﻋﻨﻮاﻧﺎ ،ورﺑﲈ ﺟﻌﻠﺖ ﻟﻜﻞ ﺻﻔﺔ ﺑﻞ ﻟﺬﻛﺮ اﻟﺼﻔﺎت اﻟﺘﻲ ذﻛﺮﻫﺎ اﳌﺆﻟﻒ رﲪﻪ اﷲ ،وذﻛﺮ اﳌﺆﻟﻒ آﻳﺎت ﻛﺜﲑة
وأﺣﺎدﻳﺚ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺎﻛﺘﻔﻴﺖ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ ﻟﻜﻞ ﺻﻔﺔ ﺑﺂﻳﺔ أو ﺣﺪﻳﺚ وﺣﺬﻓﺖ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻠﺮﻏﺒﺔ ﰲ اﻻﺧﺘﺼﺎر ،ﺛﻢ ذﻛﺮت ﺗﻮﺳﻂ أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﺑﺎب ﺻﻔﺎت
ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ
٥ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﲔ اﻟﻔﺮق اﻷﺧﺮى ،وﺗﻮﺳﻄﻬﻢ ﰲ ﺑﺎب أﻓﻌﺎل اﻟﻌﺒﺎد،
وﺗﻮﺳﻄﻬﻢ ﰲ ﺑﺎب وﻋﻴﺪ اﷲ ،وﺗﻮﺳﻄﻬﻢ ﰲ ﺑﺎب أﺳﲈء اﻹﻳﲈن واﻟﺪﻳﻦ،
وﺗﻮﺳﻄﻬﻢ ﰲ ﺻﺤﺎﺑﺔ رﺳﻮل اﷲ ، rﺛﻢ اﻹﻳﲈن ﺑﺎﻟﻴﻮم اﻵﺧﺮ وﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ
ﺑﻪ ،ﺛﻢ اﻟﻘﺪر وﻣﺮاﺗﺒﻪ اﻷرﺑﻊ ،ﺛﻢ ﻣﺬﻫﺐ أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﰲ اﻹﻳﲈن واﻟﺪﻳﻦ،
وﰲ ﺻﺤﺎﺑﺔ رﺳﻮل اﷲ ، rوﻛﺮاﻣﺎت اﻷوﻟﻴﺎء ،ﺛﻢ آﺧﺮ ذﻟﻚ ﻣﻜﺎرم أﺧﻼق أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ واﳉﲈﻋﺔ.
وأﺳﺄل اﷲ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﳌﺎ ﳛﺒﻪ وﻳﺮﺿﺎه وﺻﲆ اﷲ وﺳﻠﻢ وﺑﺎرك ﻋﲆ ﻋﺒﺪه
ورﺳﻮﻟﻪ ﳏﻤﺪ وﻋﲆ آﻟﻪ وﺻﺤﺒﻪ.
ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ
###
ﺤﺭﺭ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ١٤٠٧ﻫـ
ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻔﺭﻗﺔ ﺍﻟﻨﺎﺠﻴﺔ :ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ
٦ ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻔﺭﻗﺔ ﺍﻟﻨﺎﺠﻴﺔ)) :ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ(( ِ اﻟﻔﺮﻗﺔ ﺑﻜﴪ اﻟﻔﺎء:اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس.ووﺻﻔﺖ ﺑﺄﳖﺎ اﻟﻨﺎﺟﻴﺔ اﳌﻨﺼﻮرة
إﺷﺎرة إﱃ ﻗﻮﻟﻪ :rﻻ ﺗﺰال ﻣﻦ أﻣﺘﻲ أﻣﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺄﻣﺮ اﷲ ﻻ ﻳﴬﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﺬﳍﻢ وﻻ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻴﻬﻢ أﻣﺮ اﷲ وﻫﻢ ﻋﲆ ذﻟﻚ.(١)
وأﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ واﳉﲈﻋﺔ ﺑﺪل ﻣﻦ اﻟﻔﺮﻗﺔ ،واﳌﺮاد ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ :اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن
ﻋﻠﻴﻬﺎ رﺳﻮل اﷲ rوأﺻﺤﺎﺑﻪ ،وﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎن إﱃ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ.
واﳉﲈﻋﺔ :ﰲ اﻷﺻﻞ اﻟﻘﻮم اﳌﺠﺘﻤﻌﻮن ،واﳌﺮاد ﲠﻢ ﰲ ﻫﺬه اﻟﻌﻘﻴﺪة: ً واﺣﺪا ﻗﺪ ﺳﻠﻒ ﻫﺬه اﻷﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ واﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﳍﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎن وإن ﻛﺎن
ﺛﺒﺖ ﻋﲆ اﳊﻖ اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﳉﲈﻋﺔ اﳌﺬﻛﻮرة) .(٢ﻗﺎل ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ
ﻣﺴﻌﻮد )) :tاﳉﲈﻋﺔ ﻣﻦ واﻓﻖ اﳊﻖ وإن ﻛﻨﺖ وﺣﺪك(().(٣ وﻋﻦ ﻋﻮف ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻗﺎل :ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ :rاﻓﱰﻗﺖ اﻟﻴﻬﻮد ﻋﲆ إﺣﺪى وﺳﺒﻌﲔ ﻓﺮﻗﺔ ،ﻓﻮاﺣﺪة ﰲ اﳉﻨﺔ وﺳﺒﻌﻮن ﰲ اﻟﻨﺎر .واﻓﱰﻗﺖ اﻟﻨﺼﺎرى ﻋﲆ ﺛﻨﺘﲔ وﺳﺒﻌﲔ ﻓﺮﻗﺔ .ﻓﺈﺣﺪى وﺳﺒﻌﻮن ﻓﺮﻗﺔ ﰲ اﻟﻨﺎر ﻟﺘﻔﱰﻗﻦ أﻣﺘﻲ ﻋﲆ ﺛﻼث وواﺣﺪة ﰲ اﳉﻨﺔ ،واﻟﺬي ﻧﻔﺲ ﳏﻤﺪ ﺑﻴﺪه ﱠ وﺳﺒﻌﲔ ﻓﺮﻗﺔ واﺣﺪة ﰲ اﳉﻨﺔ ،واﺛﻨﺘﺎن وﺳﺒﻌﻮن ﰲ اﻟﻨﺎر.(٤) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب اﳌﻨﺎﻗﺐ ،ﺑﺎب رﻗﻢ ،٢٨ﺑﺮﻗﻢ ،٣٦٤١وﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻹﻣﺎرة ،ﺑﺎب ﻗﻮﻟﻪ )) :rﻻ ﺗﺰال ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ أﻣﺘﻲ ﻇﺎﻫﺮﻳﻦ ﻋﲆ اﳊﻖ ﻻ ﻳﴬﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻬﻢ(( ،ﺑﺮﻗﻢ ،١٩٢٠ .١٠٣٧ ،١٩٢١ ) (٢اﻧﻈﺮ :اﻟﺮوﺿﺔ اﻟﻨﺪﻳﺔ ﴍح اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ ،ﻟﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻓﻴﺎض ،ص ،١٤وﴍح اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ ﳌﺤﻤﺪ ﺧﻠﻴﻞ اﳍﺮاس ،ص.١٦ ) (٣إﻏﺎﺛﺔ اﻟﻠﻬﻔﺎن ﻣﻦ ﻣﺼﺎﻳﺪ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻻﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ.٧٠/١ ، ) (٤أﺧﺮﺟﻪ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﻔﺘﻦ ،ﺑﺎب اﻓﱰاق اﻷﻣﻢ ،ﺑﺮﻗﻢ ،٣٩٩٢وﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﺷﻮاﻫﺪ أﺧﺮى ﻋﻦ أﰊ ﻫﺮﻳﺮة ،وأﺧﺮﺟﻪ أﺑﻮ داود ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺴﻨﺔ ،ﺑﺎب ﴍح اﻟﺴﻨﺔ ،ﺑﺮﻗﻢ ،٤٥٩٦واﻟﱰﻣﺬي ﰲ ﻛﺘﺎب اﻹﻳﲈن ،ﺑﺎب ﻣﺎ ﺟﺎء ﰲ اﻓﱰاق ﻫﺬه اﻷﻣﺔ ،ﺑﺮﻗﻢ ،٢٦٤٠واﳊﺪﻳﺚ ﺻﺤﺤﻪ اﻷﻟﺒﺎﲏ ﰲ اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ،ﺑﺮﻗﻢ .١٤٩٢ ،٢٠٣
ﺃﺭﻜﺎﻥ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻔﺭﻗﺔ ﺍﻟﻨﺎﺠﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﺭﻜﺎﻥ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻔﺭﻗﺔ ﺍﻟﻨﺎﺠﻴﺔ
٧
ﺃﻭﻻﹰ :ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﺎﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ :وﻫﻮ اﻻﻋﺘﻘﺎد اﳉﺎزم ﺑﺄن اﷲ رب ﻛﻞ ﳾء
وﻣﻠﻴﻜﻪ ،وأﻧﻪ اﳋﺎﻟﻖ ،اﻟﺮازق ،اﳌﺤﻴﻲ ،اﳌﻤﻴﺖ ،وأﻧﻪ اﳌﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﻌﺒﺎدة
دون ﻣﺎ ﺳﻮاه ،وأن ُﻳﻔﺮد ﺑﺎﻟﻌﺒﺎدة واﻟﺬل ،واﳋﻀﻮع وﲨﻴﻊ أﻧﻮاع اﳌﻨﺰه اﻟﻌﺒﺎدات ،وأن اﷲ ﻫﻮ اﳌﺘﺼﻒ ﺑﺼﻔﺎت اﻟﻜﲈل واﻟﻌﻈﻤﺔ ،واﳉﻼل ،ﱠ
ﻋﻦ ﻛﻞ ﻋﻴﺐ وﻧﻘﺺ).(١
ﺜﺎﻨﻴﺎﹰ :ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﺎﻟﻤﻼﺌﻜﺔ:وﻫﻮ اﻻﻋﺘﻘﺎد اﳉﺎزم ﺑﺄن ﷲ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﻣﻮﺟﻮدون
ﳐﻠﻮﻗﻮن ﻣﻦ ﻧﻮر ،وﻫﻢ ﻛﲈ وﺻﻔﻬﻢ اﷲ ﻋﺒﺎد ﻣﻜﺮﻣﻮن ﻻ ﻳﻌﺼﻮن اﷲ
ﻣﺎ أﻣﺮﻫﻢ وﻳﻔﻌﻠﻮن ﻣﺎ ﻳﺆﻣﺮون ،وﻳﺴﺒﺤﻮن اﷲ اﻟﻠﻴﻞ واﻟﻨﻬﺎر ﻻ ﻳﻔﱰون،
وأﳖﻢ ﻗﺎﺋﻤﻮن ﺑﻮﻇﺎﺋﻔﻬﻢ اﻟﺘﻲ أﻣﺮﻫﻢ اﷲ ﲠﺎ ﻛﲈ ﺗﻮاﺗﺮت ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻨﺼﻮص ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ ،ﻓﻜﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﰲ اﻟﺴﻤﻮات واﻷرض ﻓﻬﻲ ﻧﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ اﳌﻼﺋﻜﺔ اﳌﻮﻛﻠﲔ ﺑﺎﻟﺴﻤﻮات واﻷرض اﻣﺘﺜﺎﻻً ﻷﻣﺮ اﷲ .Uﻓﻴﺠﺐ اﻹﻳﲈن ﻳﺴﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻴﺠﺐ اﻹﻳﲈن ﺑﻤﻦ َﺳ ﱠﻤﻰ اﷲ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ،وﻣﻦ ﱂ ﱢ
ﺑﻪ ﻋﲆ وﺟﻪ اﻹﲨﺎل).(٢
ﺜﺎﻟﺜﺎﹰ :ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﺎﻟﻜﺘﺏ :ﻭﻫﻮ اﻟﺘﺼﺪﻳﻖ اﳉﺎزم ﺑﺄن ﷲ ﻛﺘﺒﺎً أﻧﺰﳍﺎ ﻋﲆ
أﻧﺒﻴﺎﺋﻪ ورﺳﻠﻪ ،وﻫﻲ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ،وأﳖﺎ ﻧﻮر وﻫﺪى ،وأن ﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﺘﻪ ﺳﻤﻰ اﷲ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﻖ ،وﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻋﺪدﻫﺎ إﻻ اﷲ ،وﳚﺐ اﻹﻳﲈن ﲠﺎ ﲨﻠﺔ إﻻ ﻣﺎ ﱠ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١اﻟﺮوﺿﺔ اﻟﻨﺪﻳﺔ ﴍح اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ،ص،١٥واﻷﺟﻮﺑﺔ اﻷﺻﻮﻟﻴﺔ،ص،١٦واﻟﻄﺤﺎوﻳﺔ،ص.٣٣٥
واﻹﻳﲈن ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﺸﻤﻞ أرﺑﻌﺔ أﻣﻮر -١ :اﻹﻳﲈن ﺑﻮﺟﻮده ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ -٢ .اﻹﻳﲈن ﺑﺮﺑﻮﺑﻴﺘﻪ-٣ .
اﻹﻳﲈن ﺑﺄﻟﻮﻫﻴﺘﻪ -٤ .اﻹﻳﲈن ﺑﺄﺳﲈﺋﻪ وﺻﻔﺎﺗﻪ.
) (٢اﻟﺮوﺿﺔ اﻟﻨﺪﻳﺔ ،ص ،١٦واﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻄﺤﺎوﻳﺔ ،ص.٣٥٠
ﺃﺭﻜﺎﻥ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻔﺭﻗﺔ ﺍﻟﻨﺎﺠﻴﺔ
٨ ﻓﻴﺠﺐ اﻹﻳﲈن ﺑﻪ ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺘﻔﺼﻴﻞ وﻫﻲ :اﻟﺘﻮراة ،واﻹﻧﺠﻴﻞ ،واﻟﺰﺑﻮر،
واﻟﻘﺮآن ،وﳚﺐ ﻣﻊ اﻹﻳﲈن ﺑﺎﻟﻘﺮآن وأﻧﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ اﻹﻳﲈن ﺑﺄن اﷲ ﺗﻜﻠﻢ اﳌﻨﺰﻟﺔ ،ﻛﲈ ﳚﺐ ﻣﻊ ﻫﺬا ﻛﻠﻪ اﺗﺒﺎع ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ أواﻣﺮ، ﺑﻪ ﻛﲈ ﺗﻜﻠﻢ ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ ﱠ واﺟﺘﻨﺎب ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ زواﺟﺮ ،وأﻧﻪ ُﻣ َﻬ ْﻴ ِﻤﻦ ﻋﲆ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،وأﻧﻪ ﳐﺼﻮص ﻣﻦ اﷲ ﺑﺎﳊﻔﻆ ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺪﻳﻞ واﻟﺘﻐﻴﲑ ،ﻓﻬﻮ ﻛﻼم اﷲ ﻣﻨﺰل ﻏﲑ ﳐﻠﻮق ﻣﻨﻪ ﺑﺪأ وإﻟﻴﻪ ﻳﻌﻮد).(١
ﺭﺍﺒﻌﺎﹰ :ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﺎﻟﺭﺴل :ﻭﻫﻮ اﻟﺘﺼﺪﻳﻖ اﳉﺎزم ﺑﺄن اﷲ أرﺳﻞ رﺳﻼً
ﻹﺧﺮاج اﻟﻨﺎس ﻣﻦ اﻟﻈﻠﲈت إﱃ اﻟﻨﻮر ،واﻗﺘﻀﺖ ﺣﻜﻤﺘﻪ ﺗﻌﺎﱃ أن ً ﲨﻴﻌﺎ ﻋﲆ وﺟﻪ ﻳﺮﺳﻠﻬﻢ إﱃ ﺧﻠﻘﻪ ﻣﺒﴩﻳﻦ وﻣﻨﺬرﻳﻦ ،ﻓﻴﺠﺐ اﻹﻳﲈن ﲠﻢ
ﺳﻤﻰ اﷲ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺘﻔﺼﻴﻞ وﻫﻢ: اﻹﲨﺎل ،وﳚﺐ اﻹﻳﲈن ﺑﻤﻦ ﱠ
ﲬﺴﺔ وﻋﴩون ذﻛﺮﻫﻢ اﷲ ﰲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ،وﳚﺐ اﻹﻳﲈن ﺑﺄن ﷲ رﺳﻼً
ﻏﲑﻫﻢ وأﻧﺒﻴﺎء ﻻ ُﳛﴢ ﻋﺪدﻫﻢ إﻻ اﷲ ،وﻻ ﻳﻌﻠﻢ أﺳﲈءﻫﻢ إﻻ ﻫﻮ ﺟﻞ ً ﳏﻤﺪا rأﻓﻀﻠﻬﻢ وﺧﺎﲤﻬﻢ ،وأن رﺳﺎﻟﺘﻪ ﻋﺎﻣﺔ وﻋﻼ ﻛﲈ ﳚﺐ اﻹﻳﲈن ﺑﺄن ﻟﻠﺜﻘﻠﲔ وﻻ ﻧﺒﻲ ﺑﻌﺪه .(٢)r
ﺨﺎﻤﺴﺎﹰ :ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﺎﻟﺒﻌﺙ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﻭﺕ :وﻫﻮ اﻻﻋﺘﻘﺎد اﳉﺎزم ﺑﺄن ﻫﻨﺎك ً دارا آﺧﺮة ﳚﺎزي اﷲ ﻓﻴﻬﺎ اﳌﺤﺴﻦ ﺑﺈﺣﺴﺎﻧﻪ ،واﳌﴘء ﺑﺈﺳﺎءﺗﻪ ،وﻳﻐﻔﺮ اﷲ ﻣﺎ دون اﻟﴩك ﳌﻦ ﻳﺸﺎء.
ً ﴍﻋﺎ :ﻫﻮ إﻋﺎدة اﻷﺑﺪان وإدﺧﺎل اﻷرواح ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﻴﺨﺮﺟﻮن واﻟﺒﻌﺚ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١اﻷﺟﻮﺑﺔ اﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ،ص ،١٦و.١٧
) (٢اﻧﻈﺮ :اﻟﻜﻮاﺷﻒ اﳉﻠﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﲏ اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ ،ص.٦٦
ﺃﺭﻜﺎﻥ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻔﺭﻗﺔ ﺍﻟﻨﺎﺠﻴﺔ
٩ ﻣﻦ اﻷﺟﺪاث ﻛﺄﳖﻢ ﺟﺮاد ﻣﻨﺘﴩ أﺣﻴﺎء ﻣﻬﻄﻌﲔ إﱃ اﻟﺪاﻋﻲ ،ﻓﻨﺴﺄل اﷲ
اﻟﻌﻔﻮ واﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة).(١
ﺴﺎﺩﺴﺎﹰ :ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﺎﻟﻘﺩﺭ ﺨﻴﺭﻩ ﻭﺸﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ :وﻫﻮ اﻟﺘﺼﺪﻳﻖ
اﳉﺎزم ﺑﺄن ﻛﻞ ﺧﲑ وﴍ ﻫﻮ ﺑﻘﻀﺎء اﷲ وﻗﺪره ،وأن اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻢ ﻣﻘﺎدﻳﺮ اﻷﺷﻴﺎء وأزﻣﺎﳖﺎ أزﻻ ً ﻗﺒﻞ إﳚﺎدﻫﺎ ﺛﻢ أوﺟﺪﻫﺎ ﺑﻘﺪرﺗﻪ ،وﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ﻋﲆ ِو ْﻓِﻖ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﻪ ﻣﻨﻬﺎ ،وأﻧﻪ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﰲ اﻟﻠﻮح اﳌﺤﻔﻮظ ﻗﺒﻞ إﺣﺪاﺛﻬﺎ).(٢
واﻷدﻟﺔ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻷرﻛﺎن اﻟﺴﺘﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ ﻛﺜﲑة ﻣﻨﻬﺎ :ﻗﻮﻟﻪ ِ ﻗﺒﻞ اﻟـْ َ ْ ِ ِ ﻤﴩق َواﻟـْ َ ْ ِ ِ وﺟﻮﻫﻜﻢ ِ َ َ اﻟﱪ َأن ُ َ ﱡ ْ وﻟـﻜﻦ ﻤﻐﺮب َ َ ﱠ ﺗﻌﺎﱃ ] :ﱠ ْ َ ﺗﻮﻟﻮا ُ ُ َ ُ ْ ﻟﻴﺲ ْ ِ ﱠ اﻵﺧﺮ واﻟـْ ِ َ ِ ِ ﻤﻼﺋﻜﺔ َ ْ ِ َ ِ آﻣﻦ ِﺑﺎﷲ َو ْ َ ْ ِ واﻟﻨﺒﻴﲔ [... اﻟﻴﻮم واﻟﻜﺘﺎب َ ﱠ ِ ﱢ َ ﻣﻦ َ َ اﻟﱪ َ ْ ِ َ َ ِْﱠ ﻛﻞ َ ٍ )(٣ ﺧﻠﻘﻨﺎه ِ َ َ ٍ ﺑﻘﺪر [) ،(٤وﻗﻮﻟﻪ rﰲ ﳾء َ َ ْ َ ُ اﻵﻳﺔ ،وﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ِ ] :ﱠإﻧﺎ ُ ﱠ ْ
ﺣﺪﻳﺚ ﺟﱪﻳﻞ ... .أن ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﷲ ،وﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ،وﻛﺘﺒﻪ ،ورﺳﻠﻪ ،واﻟﻴﻮم
اﻵﺧﺮ ،وﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻘﺪر ﺧﲑه وﴍه.(٥)
###
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١اﻧﻈﺮ :اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ.
) (٢ﴍح اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ ﳌﺤﻤﺪ ﺧﻠﻴﻞ اﳍﺮاس ،ص.١٩ ) (٣ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ،اﻵﻳﺔ. ١٧٧ : ) (٤ﺳﻮرة اﻟﻘﻤﺮ ،اﻵﻳﺔ. ٤٩ :
) (٥أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﺑﻠﻔﻆ ﻗﺮﻳﺐ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻹﻳﲈن ،ﺑﺎب ﺳﺆال ﺟﱪﻳﻞ اﻟﻨﺒﻲ rﻋﻦ اﻹﻳﲈن واﻹﺳﻼم واﻹﺣﺴﺎن وﻋﻠﻢ اﻟﺴﺎﻋﺔ ،ﺑﺮﻗﻢ ،٥٠وﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻹﻳﲈن ،ﺑﺎب ﺑﻴﺎن اﻹﻳﲈن واﻹﺳﻼم واﻹﺣﺴﺎن ووﺟﻮب اﻹﻳﲈن ﺑﺈﺛﺒﺎت ﻗﺪر اﷲ ،Iﺑﺮﻗﻢ ،١٠-٨واﻟﻠﻔﻆ ﻟﻪ.
ﻤﺫﻫﺏ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺼﻔﺎﺕ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺇﺠﻤﺎﻻﹰ
١٠ ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻤﺫﻫﺏ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺼﻔﺎﺕ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺇﺠﻤﺎﻻﹰ
أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ واﳉﲈﻋﺔ ﻳﺜﺒﺘﻮن ﺻﻔﺎت اﷲ ﺗﻌﺎﱃ:ﺑﻼ ﺗﻌﻄﻴﻞ،وﻻ ﲤﺜﻴﻞ ،وﻻ
ﺗﻜﻴﻴﻒ،وﻳﻤﺮوﳖﺎ ﻛﲈ ﺟﺎءت ﻣﻊ اﻹﻳﲈن ﺑﻤﻌﺎﻧﻴﻬﺎ وﻣﺎ ﺗﺪل ﻋﻠﻴﻪ. ﲢﺮﻳﻒ،وﻻ ﱡ
ً واﺻﻄﻼﺣﺎ.ﺗﻐﻴﲑ أﻟﻔﺎظ ﺃﻭﻻﹰ :ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﻑ:ﻫﻮ ﻟﻐﺔ اﻟﺘﻐﻴﲑ واﻟﺘﺒﺪﻳﻞ.
اﻷﺳﲈء اﳊﺴﻨﻰ واﻟﺼﻔﺎت اﻟﻌﻼ أو ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ.وﻫﻮ ﻳﻨﻘﺴﻢ إﱃ ﻗﺴﻤﲔ:
ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻷﻭل :ﲢﺮﻳﻒ اﻟﻠﻔﻆ ﺑﺰﻳﺎدة ،أو ﻧﻘﺺ ،أو ﺗﻐﻴﲑ ﺷﻜﻞ وذﻟﻚ
ﻛﻘﻮل اﳉﻬﻤﻴﺔ وﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﰲ اﺳﺘﻮى :اﺳﺘﻮﱃ .ﺑﺰﻳﺎدة اﻟﻼم .وﻛﻘﻮل
اﻟﻴﻬﻮد :ﺣﻨﻄﺔ ﻟـَّﲈ ﻗﻴﻞ ﳍﻢ :ﻗﻮﻟﻮا ﺣﻄﺔ ،وﻛﻘﻮل ﺑﻌﺾ اﳌﺒﺘﺪﻋﺔ ﺑﻨﺼﺐ ِ ﺗﻜﻠﻴﲈ [).(١ وﻛﻠﻢ اﷲ ُ َ ﻟﻔﻆ اﳉﻼﻟﺔ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ َ َ ] :ﱠ َ ﻣﻮﺳﻰ َ ْ ً
ﻭﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﲢﺮﻳﻒ اﳌﻌﻨﻰ وﻫﻮ إﺑﻘﺎء اﻟﻠﻔﻆ ﻋﲆ ﺣﺎﻟﻪ وﺗﻐﻴﲑ ﻣﻌﻨﺎه
وذﻟﻚ ﻛﺘﻔﺴﲑ ﺑﻌﺾ اﳌﺒﺘﺪﻋﺔ :اﻟﻐﻀﺐ ﺑﺈرادة اﻻﻧﺘﻘﺎم ،واﻟﺮﲪﺔ ﺑﺈرادة اﻹﻧﻌﺎم ،واﻟﻴﺪ ﺑﺎﻟﻨﻌﻤﺔ.
ﺜﺎﻨﻴﺎﹰ :ﺍﻟﺘﻌﻁﻴل:ﻫﻮ ﻟﻐﺔ:اﻟﱰك.واﳌﺮاد ﺑﻪ ﻧﻔﻲ اﻟﺼﻔﺎت اﻹﳍﻴﺔ ﻋﻦ اﷲ
ﺗﻌﺎﱃ وإﻧﻜﺎر ﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﺑﺬاﺗﻪ ﺗﻌﺎﱃ أو إﻧﻜﺎر ﺑﻌﻀﻬﺎ.ﻓﻴﻜﻮن اﻟﻔﺮق ﺑﲔ
اﻟﺘﺤﺮﻳﻒ واﻟﺘﻌﻄﻴﻞ ﻫﻮ أن اﻟﺘﻌﻄﻴﻞ ﻧﻔﻲ ﻟﻠﻤﻌﻨﻰ اﳊﻖ اﻟﺬي دل ﻋﻠﻴﻪ
اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ،واﻟﺘﺤﺮﻳﻒ:ﻫﻮ ﺗﻔﺴﲑ اﻟﻨﺼﻮص ﺑﺎﳌﻌﺎﲏ اﻟﺒﺎﻃﻠﺔ. ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺘﻌﻁﻴل
اﻟﺘﻌﻄﻴﻞ أﻧﻮاع:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء ،اﻵﻳﺔ. ١٦٤ :
ﻤﺫﻫﺏ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺼﻔﺎﺕ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺇﺠﻤﺎﻻﹰ
١١ -١ﺘﻌﻁﻴل ﺍﷲ ﻋﻥ ﻜﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ ،وذﻟﻚ ﺑﺘﻌﻄﻴﻞ أﺳﲈﺋﻪ وﺻﻔﺎﺗﻪ أو
ﺗﻌﻄﻴﻞ ﳾء ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻛﲈ ﻓﻌﻠﺖ اﳉﻬﻤﻴﺔ واﳌﻌﺘﺰﻟﺔ.
-٢ﺘﻌﻁﻴل ﺍﷲ ﺒﺘﺭﻙ ﻤﻌﺎﻤﻠﺘﻪ ،وذﻟﻚ ﺑﱰك ﻋﺒﺎدﺗﻪ أو ﺑﻌﻀﻬﺎ ،أو ﻋﺒﺎدة
ﻏﲑه ﻣﻌﻪ.
-٣ﺘﻌﻁﻴل ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻕ ﻋﻥ ﺨﺎﻟﻘﻪ ،وذﻟﻚ ﻣﺜﻞ ﻗﻮل اﻟﻘﺎﺋﻠﲔ :إن اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ
ﻫﻲ اﻟﺘﻲ أوﺟﺪت اﻷﺷﻴﺎء ،وإﳖﺎ ﺗﺘﴫف ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ .وﻛﻞ ﳏﺮف ﻣﻌﻄﻞ، ً ﳏﺮﻓﺎ .ﻓﻤﻦ أﺛﺒﺖ اﳌﻌﻨﻰ اﻟﺒﺎﻃﻞ ،وﻧﻔﻰ اﳌﻌﻨﻰ اﳊﻖ، وﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﻣﻌﻄﻞ ﱢ وﻣﻌﻄﻞ .أﻣﺎ ﻣﻦ ﻧﻔﻰ اﻟﺼﻔﺎت ﻓﻬﻮ ﻣﻌﻄﻞ وﻟﻴﺲ ﺑﻤﺤﺮف. ﳏﺮف ﻓﻬﻮ ﱢ
ﺜﺎﻟﺜﺎﹰ :ﺍﻟﺘﻜﻴﻴﻑ :ﻫﻮ اﻟﺴﺆال ﺑﻜﻴﻒ .واﳌﺮاد ﺑﻪ ﺗﻌﻴﲔ وﲢﺪﻳﺪ ﻛﻨﻪ اﻟﺼﻔﺔ
ﺑﺤﻴﺚ ﳚﻌﻞ ﳍﺎ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ،وﻟﻴﺲ اﳌﺮاد ﺑﻨﻔﻲ اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺗﻔﻮﻳﺾ اﳌﻌﻨﻰ
اﳌﺮاد ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺎت؛ ﺑﻞ اﳌﻌﻨﻰ ﻣﻌﻠﻮم ﻣﻦ ﻟﻐﺔ اﻟﻌﺮب ،وﻫﺬا ﻣﺬﻫﺐ
اﻟﺴﻠﻒ ﻛﲈ ﻗﺎل اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟﻚ رﲪﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺣﻴﻨﲈ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﻻﺳﺘﻮاء ﻓﻘﺎل رﲪﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ :اﻻﺳﺘﻮاء ﻣﻌﻠﻮم ،واﻟﻜﻴﻒ ﳎﻬﻮل ،واﻹﻳﲈن ﺑﻪ
واﺟﺐ ،واﻟﺴﺆال ﻋﻨﻪ ﺑﺪﻋﺔ .(١)ﻓﻜﻞ ﺻﻔﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺎت اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺗﺪل ﻋﲆ
ﻣﻌﻨﻰ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﺛﺎﺑﺖ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﻪ وﻧﺜﺒﺘﻪ ﷲ ،وﻟﻜﻨﻨﺎ ﻻ ﻧﻌﺮف ﻛﻴﻔﻴﺘﻬﺎ ،وﻫﻴﺌﺘﻬﺎ
وﺻﻮرﲥﺎ .ﻓﺎﻟﻮاﺟﺐ إﺛﺒﺎت اﻟﺼﻔﺎت ﺣﻘﻴﻘﺔ وﻣﻌﻨﻰ ،وﺗﻔﻮﻳﺾ اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺑﺨﻼف اﻟﻮاﻗﻔﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻔﻮﺿﻮن ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ.
ﺷﺒﻴﻪ ﰲ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺭﺍﺒﻌﺎﹰ :ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل :ﻫﻮ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﺑﺤﻴﺚ ُﳚﻌﻞ ﷲ ٌ اﻟﺬاﺗﻴﺔ أو اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ،وﻫﻮ ﻗﺴﲈن: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ) (١ﻓﺘﺎوى اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ.١٤٤/٥ ،
ﻤﺫﻫﺏ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺼﻔﺎﺕ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺇﺠﻤﺎﻻﹰ
١٢ أ -ﺗﺸﺒﻴﻪ اﳌﺨﻠﻮق ﺑﺎﳋﺎﻟﻖ ،ﻛﲈ ﺷﺒﻬﺖ اﻟﻨﺼﺎرى اﳌﺴﻴﺢ ﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ ﺑﺎﷲ ً ﻋﺰﻳﺮا ﺑﺎﷲ .ﺗﻌﺎﱃ اﷲ ﻋﻦ ذﻟﻚ ً ً ﻛﺒﲑا. ﻋﻠﻮا ﺗﻌﺎﱃ ،وﻛﲈ ﺷﺒﻬﺖ اﻟﻴﻬﻮد ب -ﺗﺸﺒﻴﻪ اﳋﺎﻟﻖ ﺑﺎﳌﺨﻠﻮق ،ﻛﲈ ﻓﻌﻠﺖ اﳌﺸﺒﻬﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮن :ﻟﻪ
وﺟﻪ ﻛﻮﺟﻪ اﳌﺨﻠﻮق ،وﻳﺪ ﻛﻴﺪ اﳌﺨﻠﻮق ،وﺳﻤﻊ ﻛﺴﻤﻊ اﳌﺨﻠﻮق ،وﻧﺤﻮ ً ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ اﻟﺒﺎﻃﻞ ﺗﻌﺎﱃ اﷲ ﻋﻦ ﻗﻮﳍﻢ ً ﻛﺒﲑا).(٢)(١ ﻋﻠﻮا
###
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١اﻟﻜﻮاﺷﻒ اﳉﻠﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﲏ اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ ،ص.٨٦
) (٢ﻗﺎل اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺑﺎز رﲪﻪ اﷲ)) :وﻫﻨﺎك ﺗﺸﺒﻴﻪ ﺛﺎﻟﺚ وﻫﻮ ﺗﺸﺒﻴﻪ اﳋﺎﻟﻖ ﺑﺎﳌﻌﺪوﻣﺎت، واﳌﺴﺘﺤﻴﻼت ،واﻟﻨﺎﻗﺼﺎت ،أو اﳉﲈدات ،وﻫﺬا اﻟﺬي وﻗﻊ ﻓﻴﻪ اﳉﻬﻤﻴﺔ واﳌﻌﺘﺰﻟﺔ((.
ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ ﻓﻲ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺍﷲ ﻭﺼﻔﺎﺘﻪ
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ ﻓﻲ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺍﷲ ﻭﺼﻔﺎﺘﻪ:
١٣
اﻹﳊﺎد ﰲ أﺳﲈء اﷲ ﺗﻌﺎﱃ:ﻫﻮ اﻟﻌﺪول ﲠﺎ وﺑﺤﻘﺎﺋﻘﻬﺎ ،وﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﻋﻦ اﳊﻖ
اﻟﺜﺎﺑﺖ ﳍﺎ .واﻹﳊﺎد إﻣﺎ أن ﻳﻜﻮن ﺑﺠﺤﺪﻫﺎ أو إﻧﻜﺎرﻫﺎ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ ،وإﻣﺎ ﺑﺠﺤﺪ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ وﺗﻌﻄﻴﻠﻬﺎ،وإﻣﺎ ﺑﺘﺤﺮﻳﻔﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﺼﻮاب وإﺧﺮاﺟﻬﺎ ﻋﻦ اﳊﻖ ﺑﺎﻟﺘﺄوﻳﻞ
اﻟﻔﺎﺳﺪ ،وإﻣﺎ ﺑﺠﻌﻠﻬﺎ أﺳﲈء ﻟﺒﻌﺾ اﳌﺒﺘﺪﻋﺎت ﻛﺈﳊﺎد أﻫﻞ اﻻﲢﺎد،ﻓﻴﺪﺧﻞ ﰲ اﻹﳊﺎد :اﻟﺘﺤﺮﻳﻒ ،واﻟﺘﻌﻄﻴﻞ ،واﻟﺘﻜﻴﻴﻒ ،واﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ،واﻟﺘﺸﺒﻴﻪ).(١ ###
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١اﻧﻈﺮ :اﻷﺟﻮﺑﺔ اﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ،ص ،٣٢وﴍح اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ ﻟﻠﻬﺮاس ،ص.٢٤
١٤
ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻲ ﻭﺍﻹﺜﺒﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ :ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻲ ﻭﺍﻹﺜﺒﺎﺕ
أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ واﳉﲈﻋﺔ ﻳﺜﺒﺘﻮن ﻣﺎ أﺛﺒﺘﻪ اﷲ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻔﺼﻼً ﻋﲆ ﺣﺪ ﻗﻮﻟﻪ ِ ِ اﻟﺒﺼﲑ [ ،ﻓﻜﻞ ﻣﺎ أﺛﺒﺘﻪ اﷲ ﻟﻨﻔﺴﻪ أو أﺛﺒﺘﻪ ﻟﻪ رﺳﻮﻟﻪ وﻫﻮ ﱠ ُ ﺗﻌﺎﱃَ ُ َ ] : اﻟﺴﻤﻴﻊ َ ُ rﻣﻦ ﲨﻴﻊ اﻷﺳﲈء واﻟﺼﻔﺎت أﺛﺒﺘﻮه ﷲ ﻋﲆ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﻼﺋﻖ ﺑﻪ ﺗﻌﺎﱃ.
وأﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ واﳉﲈﻋﺔ ﻳﻨﻔﻮن ﻣﺎ ﻧﻔﺎه اﷲ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ،أو ﻧﻔﺎه ﻋﻨﻪ رﺳﻮﻟﻪ r ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻋﲆ ﺣﺪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃَ ] :ﻟﻴﺲ َ ِ ْ ِ ِ ً ً ً إﲨﺎﻟﻴﺎ ﻧﻔﻴﺎ ﳾء [).(١ ْ َ ﻛﻤﺜﻠﻪ َ ْ ٌ
واﻟﻨﻔﻲ ﻳﻘﺘﴤ إﺛﺒﺎت ﻣﺎ ﻳﻀﺎده ﻣﻦ اﻟﻜﲈل ﻓﻜﻞ ﻣﺎ ﻧﻔﻰ اﷲ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ
ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺎﺋﺺ وﻣﺸﺎرﻛﺔ أﺣﺪ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﰲ ﳾء ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺼﻪ ﻓﺈﳖﺎ ﺗﺪل
ﻋﲆ ﺿﺪﻫﺎ ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﻜﲈل .وﲨﻊ اﷲ اﻟﻨﻔﻲ واﻹﺛﺒﺎت ﰲ آﻳﺔ واﺣﺪة - أﻋﻨﻲ اﻟﻨﻔﻲ اﻹﲨﺎﱄ واﻹﺛﺒﺎت اﳌﻔﺼﻞ -وﻫﻲ ﻗﻮﻟﻪ َ ] :Iﻟﻴﺲ َ ِ ْ ِ ِ ﻛﻤﺜﻠﻪ ْ َ اﻟﺴﻤﻴﻊ ِ ِ اﻟﺒﺼﲑ [ ،ﻓﻬﺬه اﻵﻳﺔ ﺗﻀﻤﻨﺖ ﺗﻨﺰﻳﻪ اﷲ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﲠﺔ َ ُ ﳾء َ ُ َ وﻫﻮ ﱠ ُ َ ْ ﺧﻠﻘﻪ ﻻ ﰲ ذاﺗﻪ ،وﻻ ﰲ ﺻﻔﺎﺗﻪ ،وﻻ ﰲ أﻓﻌﺎﻟﻪ .وﰲ أول ﻫﺬه اﻵﻳﺔ رد ﻋﲆ اﳌﺸﺒﻬﺔ وﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃَ ] :ﻟﻴﺲ َ ِ ْ ِ ِ ﳾء [ ،وﰲ آﺧﺮﻫﺎ رد ﻋﲆ ْ َ ﻛﻤﺜﻠﻪ َ ْ ٌ ِ ِ اﻟﺒﺼﲑ [ ،وﰲ أول ﻫﺬه اﻵﻳﺔ وﻫﻮ ﱠ ُ اﳌﻌﻄﻠﺔ وﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃَ ُ َ ] : اﻟﺴﻤﻴﻊ َ ُ ﻣﻔﺼﻞ ،وﻓﻴﻬﺎ رد ﻋﲆ اﻷﺷﺎﻋﺮة اﻟﺬﻳﻦ ﻧﻔﻲ ﳎﻤﻞ ،وﰲ آﺧﺮﻫﺎ إﺛﺒﺎت ّ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﺑﺒﻌﺾ اﻟﺼﻔﺎت وﻳﻨﻔﻮن اﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ،وﻓﻴﻬﺎ رد ﻋﲆ اﳌﻌﺘﺰﻟﺔ
اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﺳﻤﻴﻊ ﺑﻼ ﺳﻤﻊ ،وﺑﺼﲑ ﺑﻼ ﺑﴫ) .(٢وﻗﺪ ﺳﺎق اﳌﺆﻟﻒ
رﲪﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ) (٣اﻵﻳﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،وﺳﻮرة اﻹﺧﻼص ،وآﻳﺔ اﻟﻜﺮﳼ ﻟﺘﻀﻤﻦ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ) (١ﺳﻮرة اﻟﺸﻮرى ،اﻵﻳﺔ. ١١ :
) (٢اﻷﺟﻮﺑﺔ اﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ ،ص.٢٦
) (٣ﺷﻴﺦ اﻹﺳﻼم اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ.
ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻲ ﻭﺍﻹﺜﺒﺎﺕ
١٥ ﻫﺬه اﻟﺴﻮرة -وﻣﺎ ذﻛﺮ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻦ اﻵﻳﺎت -اﻟﻨﻔﻲ واﻹﺛﺒﺎت) ،(١ﻓﺴﻮرة
اﻹﺧﻼص ﺗﻌﺪل ﺛﻠﺚ اﻟﻘﺮآن ﻛﲈ ﺑﲔ ذﻟﻚ رﺳﻮل اﷲ ،(٢)rوذﻛﺮ اﻟﻌﻠﲈء ﻣﻦ ﺗﻔﺴﲑ ذﻟﻚ أن اﻟﻘﺮآن أﻧﺰل ﻋﲆ ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻮاع :ﺗﻮﺣﻴﺪ ،وﻗﺼﺺ،
وأﺣﻜﺎم .وﻫﺬه اﻟﺴﻮرة ﺗﺪل ﻋﲆ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺑﺄﻧﻮاﻋﻪ اﻟﺜﻼﺛﺔ :ﺗﻮﺣﻴﺪ اﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ،وﺗﻮﺣﻴﺪ اﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ،وﺗﻮﺣﻴﺪ اﻷﺳﲈء واﻟﺼﻔﺎت؛ﻟﺬا ﻗﻴﻞ إﳖﺎ ﺗﻌﺪل ﺛﻠﺚ اﻟﻘﺮآن).(٣
وآﻳﺔ اﻟﻜﺮﳼ آﻳﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ،وﻫﻲ أﻋﻈﻢ آﻳﺔ ﰲ ﻛﺘﺎب اﷲ ﺗﻌﺎﱃ) ،(٤وﻣﺎ
ذﻟﻚ إﻻ ﳌﺎ اﺷﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻷﺳﲈء اﳊﺴﻨﻰ واﻟﺼﻔﺎت اﻟﻌﻼ ،ﻓﻘﺪ
اﺟﺘﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﱂ ﳚﺘﻤﻊ ﰲ ﻏﲑﻫﺎ ،ﻓﺂﻳﺔ اﺣﺘﻮت ﻋﲆ ﻫﺬه اﳌﻌﺎﲏ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﳛﻖ أن ﺗﻜﻮن أﻋﻈﻢ آﻳﺔ ﰲ ﻛﺘﺎب اﷲ ﺗﻌﺎﱃ).(٥ ### ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١اﻟﺮوﺿﺔ اﻟﻨﺪﻳﺔ ،ص ،١٢٠وﴍح اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ ﻟﻠﻬﺮاس ،ص.٣١ ) (٢أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﻘﺮآن ،ﺑﺎب ﻓﻀﻞ ] ُ ْ أﺣﺪ [ ،ﺑﺮﻗﻢ ،٥٠١٥وﻣﺴﻠﻢ ﻫﻮ اﷲ َ َ ٌ ﻗﻞ ُ َ ﰲ ﻛﺘﺎب ﺻﻼة اﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ وﻗﴫﻫﺎ ،ﺑﺎب ﻓﻀﻞ ﻗﺮاءةْ ُ ] : أﺣﺪ [ ،ﺑﺮﻗﻢ .٨١١ ﻫﻮ اﷲ َ َ ٌ ﻗﻞ ُ َ
) (٣ﴍح اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ ﻟﻠﻬﺮاس ،ص.٢١
) (٤أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب ﺻﻼة اﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ وﻗﴫﻫﺎ ،ﺑﺎب ﻓﻀﻞ ﺳﻮرة اﻟﻜﻬﻒ وآﻳﺔ اﻟﻜﺮﳼ ،ﺑﺮﻗﻢ ،٨١٠وأﺑﻮ داود ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﻮﺗﺮ ،ﺑﺎب ﻣﺎ ﺟﺎء ﰲ آﻳﺔ اﻟﻜﺮﳼ ،ﺑﺮﻗﻢ ،١٤٦٠وأﲪﺪ ﰲ اﳌﺴﻨﺪ، .١٤٢/٥
) (٥اﻷﺟﻮﺑﺔ اﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ ،ص.٤٠
ﻤﺫﻫﺏ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺍﷲ ﻭﺼﻔﺎﺘﻪ ﺘﻔﺼﻴﻼﹰ
١٦ ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ :ﻤﺫﻫﺏ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺍﷲ ﻭﺼﻔﺎﺘﻪ ﺘﻔﺼﻴﻼﹰ
أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﻣﺬﻫﺐ ﺳﻠﻒ ﻫﺬه اﻷﻣﺔ رﲪﻬﻢ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،وﻫﻮ
أﳖﻢ ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﻜﻞ ﻣﺎ أﺧﱪ اﷲ ﺑﻪ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ،وﺑﻜﻞ ﻣﺎ أﺧﱪ ﺑﻪ ﻋﻨﻪ ً إﻳﲈﻧﺎ ﺳﺎﳌﺎً ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺮﻳﻒ واﻟﺘﻌﻄﻴﻞ ،وﻣﻦ اﻟﺘﻜﻴﻴﻒ واﻟﺘﻤﺜﻴﻞ، رﺳﻮﻟﻪ r
ً وﳚﻌﻠﻮن اﻟﻜﻼم ﰲ ﺻﻔﺎت اﷲ وذاﺗﻪ ﺑﺎﺑﺎً واﺣﺪا ﻓﺎﻟﻘﻮل ﰲ اﻟﺼﻔﺎت ﻛﺎﻟﻘﻮل ﰲ اﻟﺬات ،ﻓﺈن ﻛﺎن إﺛﺒﺎت اﻟﺬات إﺛﺒﺎت وﺟﻮد ﻻ إﺛﺒﺎت ﺗﻜﻴﻴﻒ،
ﻓﻜﺬﻟﻚ إﺛﺒﺎت اﻟﺼﻔﺎت .ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻨﺪﻫﻢ اﻹﻳﲈن ﺑﺄﺳﲈء اﷲ وﺻﻔﺎﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﲤﺮ ﻛﲈ ﺟﺎءت ﺑﻼ ﺛﺒﺘﺖ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ أو ﺑﺄﺣﺪﳘﺎ وﳚﺐ أن ُ ّ
ﺗﻜﻴﻴﻒ ﻣﻊ اﻹﻳﲈن ﺑﲈ ّ دﻟﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﳌﻌﺎﲏ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ أوﺻﺎف ﷲ
Uﳚﺐ وﺻﻔﻪ ﲠﺎ ﻋﲆ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﻼﺋﻖ ﺑﻪ ﺑﻼ ﲢﺮﻳﻒ ،وﻻ ﺗﻌﻄﻴﻞ ،وﻻ ﺗﻜﻴﻴﻒ ،وﻻ ﲤﺜﻴﻞ).(١
وأﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ واﳉﲈﻋﺔ ﻻ ﻳﻘﻴﺴﻮن اﷲ ﺑﺨﻠﻘﻪ ،ﻓﻼ ﳚﻮز ﻋﻨﺪﻫﻢ اﺳﺘﻌﲈل
اﻷﻗﻴﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺘﴤ اﳌﲈﺛﻠﺔ ،واﳌﺴﺎواة ﺑﲔ اﳌﻘﻴﺲ واﳌﻘﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ
اﻟﺸﺆون اﻹﳍﻴﺔ ،ﻓﻼ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮن ﻗﻴﺎس اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ،وﻻ ﻗﻴﺎس اﻟﺸﻤﻮل ﰲ ﺣﻖ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ .إﻧﲈ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮن ﰲ ﺣﻘﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻗﻴﺎس اﻷَ ْوﱃ .وﻣﻀﻤﻮن ﻫﺬا اﻟﻘﻴﺎس أن ﻛﻞ ﻛﲈل ﺛﺒﺖ ﻟﻠﻤﺨﻠﻮق ﻻ ﻧﻘﺺ ﻓﻴﻪ ﺑﻮﺟﻪ ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻮه
أﺣﻖ ﺑﺎﻟﺘﻨﺰﻳﻪ ﻋﻨﻪ. ﺗﻨﺰه ﻋﻨﻪ اﳌﺨﻠﻮق ﻓﺎﳋﺎﻟﻖ ّ ﻓﺎﳋﺎﻟﻖ ﺑﻪ أوﱃ ،وﻛﻞ ﻧﻘﺺ ّ ###
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رﲪﻪ اﷲ ،ص ، ٧ط ) (١اﻧﻈﺮ اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ وﻣﺎ ﻳﻀﺎدﻫﺎ ،ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ اﺑﻦ ﺑﺎز ُ اﻹﻓﺘﺎء ،وﴍح اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ ﻟﻠﻬﺮاس ،ص..٢٥
ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺃﺤﺎﺩﻴﺜﻬﺎ
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ :ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺃﺤﺎﺩﻴﺜﻬﺎ
١٧
ﺑﻌﺪ أن ذﻛﺮ اﳌﺆﻟﻒ رﲪﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ) (١ﻋﻘﻴﺪة اﻟﻔﺮﻗﺔ اﻟﻨﺎﺟﻴﺔ إﲨﺎﻻً :ﻣﻦ
اﻹﻳﲈن ﺑﺎﷲ ،وﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ،وﻛﺘﺒﻪ ،ورﺳﻠﻪ ،واﻟﻴﻮم اﻵﺧﺮ ،واﻟﻘﺪر ﺧﲑه
وﴍه ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﴍع ﰲ ذﻟﻚ ﻋﲆ وﺟﻪ اﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ،ﻓﺬﻛﺮ رﲪﻪ اﷲ أن
ﻣﻦ اﻹﻳﲈن ﺑﺎﷲ اﻹﻳﲈن ﺑﲈ وﺻﻒ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ ،أو وﺻﻔﻪ ﺑﻪ رﺳﻮﻟﻪ rﻣﻦ
ﻏﲑ ﲢﺮﻳﻒ ،وﻻ ﺗﻌﻄﻴﻞ ،وﻻ ﺗﻜﻴﻴﻒ ،وﻻ ﲤﺜﻴﻞ.
ﺛﻢ ذﻛﺮ رﲪﻪ اﷲ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ اﻵﻳﺎت ،وﲨﻠﺔ ﻣﻦ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ
اﻟﺘﻲ أﺛﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ رﺳﻮل اﷲ rﺻﻔﺎت اﷲ Uﻋﲆ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﻼﺋﻖ ﺑﻪ ﺗﻌﺎﱃ.
وأراد اﳌﺆﻟﻒ ﲠﺬا اﻹﺛﺒﺎت أﻧﻪ ﻻ ﻃﺮﻳﻖ ﳌﻌﺮﻓﺔ اﻹﻧﺴﺎن اﳌﺴﻠﻢ ﺻﻔﺎت رﺑﻪ
اﻟﻌﻼ ،وأﺳﲈﺋﻪ اﳊﺴﻨﻰ إﻻ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻮﺣﻲ .وأﺳﲈء اﷲ وﺻﻔﺎﺗﻪ ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ
ﻓﲈ أﺛﺒﺘﻪ اﷲ ﻟﻨﻔﺴﻪ أو أﺛﺒﺘﻪ رﺳﻮﻟﻪ rأﺛﺒﺘﻨﺎه ،وﻣﺎ ﻧﻔﺎه ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ أو ﻧﻔﺎه ﻋﻨﻪ
رﺳﻮﻟﻪ rﻧﻔﻴﻨﺎه .وﺣﺴﺒﻨﺎ ﻣﺎ ﺟﺎء ﰲ ﻫﺬا اﻟﻘﺮآن وﺻﺤﻴﺢ اﻟﺴﻨﺔ. وﳑﺎ ذﻛﺮ رﲪﻪ اﷲ ﻣﺎ ﻳﲇ:
رﺑﻚ رب ْ ِ ﱠ ِ ﻳﺼﻔﻮن ﻋﲈ َ ِ ُ َ -١ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻌﺯﺓ :ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃَ َ ْ ُ ] : ﺳﺒﺤﺎن َ ﱢ َ َ ﱢ اﻟﻌﺰة َ ﱠ ﺤﻤﺪ ﷲ رب ْ ِ ِ وﺳﻼم َ َ ﻤﲔ [) ، (٢ﻓﺴﺒﺢ اﷲ ﻤﺮﺳﻠﲔ * َواﻟـْ َ ْ ُ اﻟﻌﺎﻟـَ َ ﻋﲆ اﻟـْ ُ ْ َ َ َ ﱢ َ * َ َ ٌ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﲈ وﺻﻔﻪ ﺑﻪ اﳌﺨﺎﻟﻔﻮن ﻟﻠﺮﺳﻞ ،وﺳﻠﻢ ﻋﲆ اﳌﺮﺳﻠﲔ ﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮه ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺺ واﻟﻌﻴﺐ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١ﺷﻴﺦ اﻹﺳﻼم اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ.
) (٢ﺳﻮرة اﻟﺼﺎﻓﺎت ،اﻵﻳﺎت.١٨١-١٨٠ :
١٨
ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺃﺤﺎﺩﻴﺜﻬﺎ
ِ ِ ِ ﻫﻮ َ ﱠ ُ واﻟﺒﺎﻃﻦ واﻟﻈﺎﻫﺮ َ ْ َ ُ اﻷول َ - ٢ﺼﻔﺔ ﺍﻹﺤﺎﻁﺔ :ﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃَ ُ ] : واﻵﺧﺮ َ ﱠ ُ ُ ﺑﻜﻞ َ ٍ ِ ﻋﻠﻴﻢ [) ،(١وﻗﺪ ﻓﴪ ذﻟﻚ رﺳﻮل اﷲ rﺑﻘﻮﻟﻪ :اﻟﻠﻬﻢ َ ُ َ ﳾء َ ٌ وﻫﻮ ِ ُ ﱢ ْ
أﻧﺖ اﻷول ﻓﻠﻴﺲ ﻗﺒﻠﻚ ﳾء وأﻧﺖ اﻵﺧﺮ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﻌﺪك ﳾء وأﻧﺖ
اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻮﻗﻚ ﳾء ،وأﻧﺖ اﻟﺒﺎﻃﻦ ﻓﻠﻴﺲ دوﻧﻚ ﳾء ،(٢)وﻫﺬا ِ ﻫﻮ ْ َ ﱠ ُ واﻵﺧﺮ [ وﻳﺪل ﻋﲆ اﻹﺣﺎﻃﺔ ﻳﺪل ﻋﲆ اﻹﺣﺎﻃﺔ اﻟﺰﻣﺎﻧﻴﺔ ] ُ َ اﻷول َ ْ ُ ِ ِ واﻟﺒﺎﻃﻦ [. واﻟﻈﺎﻫﺮ َ ْ َ ُ اﳌﻜﺎﻧﻴﺔ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ َ ] :ﱠ ُ
-٣ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ -٤ ،ﺼﻔﺔ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ -٥ ،ﺼﻔﺔ ﺍﻟﺨﺒﺭﺓ :ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃ: ِ ِ ِ )(٣ ﺨﺒﲑ [)،(٤ ﺤﻜﻴﻢ [ ،وﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃَ ُ َ ] : ] َ ُ َ وﻫﻮ اﻟـْ َ ُ اﻟﻌﻠﻴﻢ اﻟـْ َ ُ وﻫﻮ ْ َ ُ ﺤﻜﻴﻢ اﻟـْ َ ِ ُ
وﻋﻠﻢ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺎت اﻟﺬاﺗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﻔﻚ ﻋﻦ اﷲ ،ﻓﻬﻮ ﻗﺪ أﺣﺎط ﺑﻜﻞ ﳾء ً ﻋﻠﲈ ﲨﻠﺔ وﺗﻔﺼﻴﻼً .واﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻪ اﳊﻜﻢ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة، وﻫﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ إذا أﺣﻜﻢ ً ﻳﺘﻄﺮق إﻟﻴﻪ اﻟﻔﺴﺎد ﻓﻘﺪ أﺣﻜﻢ ﻫﺬا اﳋﻠﻖ ﺷﻴﺌﺎ ﻻ ّ وأوﺟﺪه وﻫﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ اﳊﻜﻴﻢ اﻟﻌﻠﻴﻢ).(٥
إن اﷲ -٦ﺼﻔﺔ ﺍﻟﺭﺯﻕ -٧ ،ﻭﺍﻟﻘﻭﺓ -٨ ،ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﻨﺔ :ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ِ ] :ﱠ اﻟﺮزاق ُذو ْ ُ ِ ِ ﻫﻮ ﱠ ﱠ ُ ﻤﺘﲔ [) ،(٦واﻟﺮزاق ﻫﻮ ﻛﺜﲑ اﻟﺮزق واﺳﻌﻪ ﻛﲈ ﺗﺪل اﻟﻘﻮة اﻟـْ َ ُ ﱠ ُ َ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١ﺳﻮرة اﳊﺪﻳﺪ ،اﻵﻳﺔ. ٣ :
) (٢أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺬﻛﺮ واﻟﺪﻋﺎء واﻟﺘﻮﺑﺔ واﻻﺳﺘﻐﻔﺎر ،ﺑﺎب ﻣﺎ ﻳﻘﻮل ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻮم وأﺧﺬ اﳌﻀﺠﻊ ،ﺑﺮﻗﻢ ،٢٧١٣واﻧﻈﺮ :ﴍح اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ ﻟﻠﻬﺮاس ،ص.٤٢
) (٣ﺳﻮرة ﻳﻮﺳﻒ ،اﻵﻳﺔ. ١٠٠ : ) (٤ﺳﻮرة اﻷﻧﻌﺎم ،اﻵﻳﺔ. ١٨ :
) (٥اﻧﻈﺮ اﻷﺟﻮﺑﺔ اﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ،ص.٤٢
) (٦ﺳﻮرة اﻟﺬارﻳﺎت ،اﻵﻳﺔ. ٥٨ :
ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺃﺤﺎﺩﻴﺜﻬﺎ
١٩ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻴﻐﺔ اﳌﺒﺎﻟﻐﺔ ،وﻛﻞ ﻣﺎ ﰲ اﻟﻜﻮن ﻣﻦ رزق ﻓﻬﻮ ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ. واﻟﺮزق رزﻗﺎن:
رزق ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻧﻔﻌﻪ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة ،وﻫﻮ رزق اﻟﻘﻠﻮب ،اﻟﺬي ﻫﻮ
اﻟﻌﻠﻢ واﻹﻳﲈن واﻟﺮزق اﳊﻼل.
واﻟﺮزق اﻟﺜﺎﲏ وﻫﻮ اﻟﺮزق اﻟﻌﺎم ﻟﺴﺎﺋﺮ اﳋﻠﻖ ﱠﺑﺮﻫﻢ وﻓﺎﺟﺮﻫﻢ واﻟﺒﻬﺎﺋﻢ وﻏﲑﻫﺎ .واﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻮﺻﻮف ﺑﺎﻟﻘﻮة ،واﻟﻘﻮي ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻘﻮةَ ،ﻓُﻌﻠِ َﻢ أن اﻟﻘﻮي ﻣﻦ أﺳﲈﺋﻪ وﻣﻌﻨﺎه اﳌﻮﺻﻮف ﺑﺎﻟﻘﻮة .واﳌﺘﲔ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﰲ اﻟﻘﻮة
واﻟﻘﺪرة ﳖﺎﻳﺘﻬﲈ).(١
- ٩ﺼﻔﺔ ﺍﻟﺴﻤﻊ -١٠ ،ﺼﻔﺔ ﺍﻟﺒﺼﺭ :ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃَ ] :ﻟﻴﺲ َ ِ ْ ِ ِ ﻛﻤﺜﻠﻪ ْ َ ِ ِ اﻟﺒﺼﲑ [) ،(٢ﻣﻦ ﺻﻔﺎت اﷲ اﻟﺬاﺗﻴﺔ :اﻟﺴﻤﻊ واﻟﺒﴫ. وﻫﻮ ﱠ ُ ﳾء َ ُ َ اﻟﺴﻤﻴﻊ َ ُ َ ْ
ﻓﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﺳﻤﻊ وﺑﴫ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺠﻼﻟﻪ ﻻ ﻛﺴﻤﻊ ﺧﻠﻘﻪ وﻻ ﺑﴫﻫﻢ ،ﺑﻞ ﻗﺪ
أﺣﺎط ﺳﻤﻌﻪ ﺑﺠﻤﻴﻊ اﳌﺴﻤﻮﻋﺎت ،وﻫﻮ ﻳﺸﺎﻫﺪ ،وﻳﺮى ﻛﻞ ﳾء وإن ً ﺧﻔﻲ ﻇﺎﻫﺮاً وﺑﺎﻃﻨﺎ) (٣وﻗﺪ ﻗﺎل اﻟﺸﺎﻋﺮ: ﻴﺎ ﻤﻥ ﻴﺭﻯ ﻤﺩ ﺍﻟﺒﻌﻭﺽ ﺠﻨﺎﺤﻬﺎ
ﻓﻲ ﻅﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻴل ﺍﻟﺒﻬﻴﻡ ﺍﻷﻟﻴلِ
ﻭﻴﺭﻯ ﻤﻨﺎﻁ ﻋﺭﻭﻗﻬﺎ ﻓﻲ ﻨﺤﺭﻫﺎ
ﻭﺍﻟﻤﺦﱠ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻅﺎﻡ ﺍﻟﻨﺤلِ
ﺍﻤﻨﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﺘﻭﺒﺔٍ ﺘﻤﺤﻭ ﺒﻬﺎ
ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﺍﻷﻭلِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١اﻟﺮوﺿﺔ اﻟﻨﺪﻳﺔ ،ص.٧٤
) (٢ﺳﻮرة اﻟﺸﻮرى ،اﻵﻳﺔ. ١١ :
) (٣اﻧﻈﺮ :اﻟﺮوﺿﺔ اﻟﻨﺪﻳﺔ ،ص ، ٧٤وص. ١١٢
ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺃﺤﺎﺩﻴﺜﻬﺎ
٢٠
ﺷﺎء اﷲ َﻣﺎ – ١١ﺼﻔﺔ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ -١٢ ،ﻭﺍﻟﻤﺸﻴﺌﺔ :ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃْ َ َ ] : وﻟﻮ َ َ ِ ِ ِ )(١ وﻟـﻜﻦ اﷲ َ ْ َ ُ ََُْ ْ ﳞﺪﻳﻪ ﻳﻔﻌﻞ َﻣﺎ ُ ِ ُ ﻓﻤﻦ ُ ِﻳﺮد اﷲ َأن َ ْ َ ُ اﻗﺘﺘﻠﻮا َ َ ﱠ ﻳﺮﻳﺪ[ ،وﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃَ َ ]: ِ ﺿﻴﻘﺎ َ َ ً َ ﻳﻀﻠﻪ َ ْ َ ْ ﺻﺪره َ ﱢ ً ﺻﺪره ِ ِ ْ َ ِ ﻛﺄﻧﲈ ﳚﻌﻞ َ ْ َ ُ ﻳﺮد َأن ُ ﱠ ُ وﻣﻦ ُ ِ ْ ﻳﴩح َ ْ َ ُ ََْ ْ ﻟﻺﺳﻼم َ َ ﺣﺮﺟﺎ َ ﱠ َ ِ َ ﱠ ﱠُ ِ اﻟﺴﲈء[)،(٢واﻹرادة ﻧﻮﻋﺎن: ﻳﺼﻌﺪ ﰲ ﱠ َ
-١إرادة ﻛﻮﻧﻴﺔ ﺗﺮادﻓﻬﺎ اﳌﺸﻴﺌﺔ وﳘﺎ ﺗﺘﻌﻠﻘﺎن ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺸﺎء اﷲ ﻓﻌﻠﻪ وإﺣﺪاﺛﻪ ،ﻓﻬﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ إذا أراد ﺷﻴﺌﺎً وﺷﺎءه ﻛﺎن ﻋﻘﺐ إرادﺗﻪ ﻟﻪ ﻛﲈ أن َ ُ َ أﻣﺮه ِ َ ﻓﻴﻜﻮن [) ،(٣ﻓﲈ أراد َ ْ ً ﻛﻦ َ َ ُ ُ ﺷﻴﺌﺎ َ ْ ﻳﻘﻮل َ ُﻟﻪ ُ ْ إذا َ َ َ إﻧﲈ َ ْ ُ ُ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃ ِ ] :ﱠ َ ﺷﺎء اﷲ ﻛﺎن وﻣﺎ ﱂ ﻳﺸﺄ ﱂ ﻳﻜﻦ.
-٢إرادة ﴍﻋﻴﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﲈ أﻣﺮ اﷲ ﺑﻪ ﻋﺒﺎده ﳑﺎ ﳛﺒﻪ وﻳﺮﺿﺎه ،وﻫﻲ ﺑﻜﻢ اﻟﻴﴪ َوﻻَ ُ ِ ُ اﳌﺬﻛﻮرة ﰲ ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃُ ِ ُ ] : ﻳﺮﻳﺪ ِ ُ ُ ﻳﺮﻳﺪ اﷲ ِ ُ ُ ﺑﻜﻢ ْ ُ ْ َ اﻟﻌﴪ [).(٤ َُْْ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﺭﺍﺩﺘﻴﻥ:
اﻹرادة اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ اﻟﻘﺪرﻳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺸﻤﻞ ﲨﻴﻊ اﳊﻮادث وﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﰲ ﻫﺬا
اﻟﻜﻮن ﻣﻦ ﺧﲑ وﴍ ،وﻛﻔﺮ ،وإﻳﲈن ،وﻃﺎﻋﺔ وﻣﻌﺼﻴﺔ .أﻣﺎ اﻹرادة اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ
اﻟﴩﻋﻴﺔ ﻓﺘﺨﺘﺺ ﺑﲈ ﳛﺒﻪ اﷲ وﻳﺮﺿﺎه ﳑﺎ ﺟﺎء ﰲ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ. ﻓﺘﺠﺘﻤﻌﺎن ﰲ ﺣﻖ اﳌﻄﻴﻊ وﺗﻨﻔﺮد اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ اﻟﻘﺪرﻳﺔ ﰲ ﺣﻖ اﻟﻌﺎﴆ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ،اﻵﻳﺔ. ٢٥٣ :
) (٢ﺳﻮرة اﻷﻧﻌﺎم ،اﻵﻳﺔ. ١٢٥ : ) (٣ﺳﻮرة ﻳﺲ ،اﻵﻳﺔ. ٨٢ :
) (٤ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ،اﻵﻳﺔ. ١٨٥ :
ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺃﺤﺎﺩﻴﺜﻬﺎ
٢١ ً ً واﻟﻜﺎﻓﺮ .وﻣﻌﻨﻰ ذﻟﻚ أن ﻃﺎﻋﺔ اﳌﻄﻴﻊ أرادﻫﺎ اﷲ ً وﻛﻮﻧﺎ، وﴍﻋﺎ، دﻳﻨﺎ،
ً وﻗﺪرا ،وﱂ ﻳﺮده ً ً وﻗﺪرا .أﻣﺎ ﻛﻔﺮ اﻟﻜﺎﻓﺮ ﻓﺄراده اﷲ ً ً وﴍﻋﺎ).(١ دﻳﻨﺎ ﻛﻮﻧﺎ -١٣ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ -١٤ ،ﻭﺍﻟﻤﻭﺩﺓ :ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃْ َ ُ ِ ْ َ َ ] : إن اﷲ وأﺣﺴﻨﻮا ِ ﱠ ﳛﺐ اﻟـْ ِ ِ ِ ﻤﺤﺴﻨﲔ [) ،(٢وﳏﺒﺔ اﷲ ﺗﻠﻴﻖ ﺑﺠﻼﻟﻪ ﻛﲈ ﺗﻘﺪم ،وﻫﻲ ﻣﻦ َ ُ ْ ُ ﱡ
اﻟﺼﻔﺎت اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ وﺳﺒﺒﻬﺎ اﻣﺘﺜﺎل ﻣﺎ أﻣﺮ اﷲ ﺑﻪ ﻣﻦ اﻹﺣﺴﺎن ﰲ ﻋﺒﺎدة اﷲ اﻟﻐﻔﻮر واﻹﺣﺴﺎن إﱃ ﻋﺒﺎد اﷲ .وﻛﺬﻟﻚ ﺻﻔﺔ اﳌﻮدة ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃَ ُ َ ] : وﻫﻮ ْ َ ُ ُ
اﻟﻮدود [) ،(٣واﻟﻮد ﺻﻔﺎء اﳌﺤﺒﺔ وﺧﺎﻟﺼﻬﺎ. َْ ُ ُ
وﺳﻌﺖ ُ ﱠ ﻛﻞ رﺑﻨﺎ َ ِ ْ َ - ١٥ﺼﻔﺔ ﺍﻟﺭﺤﻤﺔ -١٦ ،ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﺭﺓ :ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃ َ ] :ﱠ َ ِ َ ٍ )(٤ رﲪﺔ َ ِ ًْ ﳾء ﱠ ْ َ ً اﻟﺮﺣﻴﻢ [) (٥ﰲ اﻵﻳﺔ وﻋﻠﲈ [ ،وﻗﺎل ﺳﺒﺤﺎﻧﻪَ ُ َ ]: اﻟﻐﻔﻮر ﱠ ُ وﻫﻮ ْ َ ُ ُ ْ
اﻷوﱃ أﺛﺒﺖ اﷲ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﺮﲪﺔ،وﰲ اﻵﻳﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ أﺛﺒﺖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺻﻔﺔ اﳌﻐﻔﺮة،وﻧﺤﻦ ﻧﺜﺒﺖ ﻣﺎ أﺛﺒﺖ اﷲ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻋﲆ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﻼﺋﻖ ﺑﻪ .I
- ١٧ﺼﻔﺔ ﺍﻟﺭﻀﻰ -١٨ ،ﻭﺍﻟﻐﻀﺏ -١٩ ،ﻭﺍﻟﺴﺨﻁ -٢٠ ،ﻭﺍﻟﻠﻌﻥ، ِ رﴈ -٢١ﻭﺍﻟﻜﺭﺍﻫﻴﺔ -٢٢ ،ﻭﺍﻷﺴﻑ -٢٣ ،ﻭﺍﻟﻤﻘﺕ :ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃَ َ ] :
)(٦ وﻣﻦ َ ْ ُ ْ ﻋﻨﻬﻢ َ َ ُ ﻣﺘﻌﻤﺪا ﻣﺆﻣﻨﺎ ﱡ َ َ ﱢ ً ﻳﻘﺘﻞ ُ ْ ِ ً ورﺿﻮا َ ْ ُ ﻋﻨﻪ [ ،وﻗﺎل ﺳﺒﺤﺎﻧﻪَ َ ] : اﷲ َ ْ ُ ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻄﺤﺎوﻳﺔ ،ص ،١١٦وﴍح اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ ﻟﻠﻬﺮاس ،ص ،٥٢واﻷﺟﻮﺑﺔ اﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ،ص.٤٨ )(٢ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ،اﻵﻳﺔ. ١٩٥ : )(٣ﺳﻮرة اﻟﱪوج ،اﻵﻳﺔ. ١٤ : )(٤ﺳﻮرة ﻏﺎﻓﺮ ،اﻵﻳﺔ.٧ :
)(٥ﺳﻮرة ﻳﻮﻧﺲ ،اﻵﻳﺔ. ١٠٧ :
)(٦ﺳﻮرة اﻟﺒﻴﻨﺔ ،اﻵﻳﺔ.٨ :
ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺃﺤﺎﺩﻴﺜﻬﺎ
٢٢ وﻏﻀﺐ اﷲ َ ِ ِ ﻬﻨﻢ َ ِ ً ِ وﻟﻌﻨﻪ [)،(١وﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃَ ِ َ ]: ذﻟﻚ ﺧﺎﻟﺪا َ َ َ َ ُُ ﻋﻠﻴﻪ َ َ َ َ ُ ﻓﻴﻬﺎ َ َ َ َ ْ ﻓﺠﺰآؤه َﺟ َ ﱠ ُ )(٢ اﺗﺒﻌﻮا َﻣﺎ َ ْ َ َ ﻓﻠﲈ أﺳﺨﻂ اﷲ َ َ ﺮﻫﻮا ِ ْ َ َ ُ وﻛ ِ ُ ﺑﺄﳖﻢ ﱠ َ ُ َِﱠ ُ ُ رﺿﻮاﻧﻪ [ ،وﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃ َ َ ] :ﱠ آﺳﻔﻮﻧﺎ َ َ َ ِ )(٣ ﻋﻨﺪ اﷲ َأن َ ُ ُ َ ُ َ ﺗﻘﻮﻟﻮا َﻣﺎ ﻘﺘﺎ ِ َ ﻛﱪ َﻣ ْ ً اﻧﺘﻘﻤﻨﺎ ْ ُ ْ ْ ﻣﻨﻬﻢ [ ،وﻗﺎل ﺳﺒﺤﺎﻧﻪَ ُ َ ] : ﺗﻔﻌﻠﻮن [) ، (٤وﻗﺎل ﺳﺒﺤﺎﻧﻪِ َ ] : اﻧﺒﻌﺎﺛﻬﻢ [) ،(٥ﰲ ﻫﺬه ﻻ َْ َُ َ وﻟـﻜﻦ َ ِ َ َ ﻛﺮه اﷲ ِ َ َ ُ ْ اﻵﻳﺎت وﺻﻒ اﷲ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ ،واﻟﺴﺨﻂ ،واﻟﺮﴇ ،واﻟﻠﻌﻦ،
واﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ ،واﻷﺳﻒ ،واﳌﻘﺖ .وﻫﺬه ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﻔﺎت اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺘﻲ
ﻳﻔﻌﻠﻬﺎ ﺟﻞ وﻋﻼ ﻣﺘﻰ ﺷﺎء إذا ﺷﺎء ،ﻓﻜﲈ أﺛﺒﺖ أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺼﻔﺎت اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﷲ ﻛﺬﻟﻚ أﺛﺒﺘﻮا أﻓﻌﺎﻟﻪ اﻻﺧﺘﻴﺎرﻳﺔ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺠﻼﻟﻪ .(٦) I
-٢٤ﻤﺠﻲﺀ ﺍﷲ -٢٥ ،ﻭﺇﺘﻴﺎﻨﻪ :ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃْ َ ] : ﻳﻨﻈﺮون ِإﻻ ﱠ َأن ﻫﻞ َ ُ ُ َ ِ اﻟﻐﲈم واﻟـْ ِ َ ُ ِ ﻳﺄﺗﻴﻬﻢ اﷲ ِﰲ ُ َ ٍ اﻷﻣﺮ [) ،(٧وﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃ: ﻇﻠﻞ ﱢ َ َْ َُ ُ وﻗﴤ َ ْ ُ ﻣﻦ ْ َ َ ِ َ َ ﻤﻶﺋﻜﺔ َ ُ َ إذا ﱠ ِ وﺟﺎء َ ﱡ َ رﺑﻚ َواﻟـْ َ َ ُ دﻛﺖ َ ْ ُ ﻤﻠﻚ َﺻﻔﺎ َﺻﻔﺎ [).(٨ ] َﻛﻼﱠ ِ َ ُ اﻷرض َدﻛﺎ َدﻛﺎ * َ َ َ
ﰲ ﻫﺬه اﻵﻳﺎت اﻟﺘﻲ ذﻛﺮ اﳌﺆﻟﻒ وﰲ ﻏﲑﻫﺎ إﺛﺒﺎت ﺻﻔﺔ اﳌﺠﻲء ،وﺻﻔﺔ
اﻹﺗﻴﺎن ،واﻟﻨﺰول ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ .وﻫﺬه اﻷﻓﻌﺎل اﻻﺧﺘﻴﺎرﻳﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﳌﺸﻴﺌﺔ واﻟﻘﺪرة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )(١ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء ،اﻵﻳﺔ. ٩٣ : )(٢ﺳﻮرة ﳏﻤﺪ ،اﻵﻳﺔ. ٢٨ :
)(٣ﺳﻮرة اﻟﺰﺧﺮف ،اﻵﻳﺔ. ٥٥ : )(٤ﺳﻮرة اﻟﺼﻒ ،اﻵﻳﺔ. ٣ :
)(٥ﺳﻮرة اﻟﺘﻮﺑﺔ ،اﻵﻳﺔ. ٤٦ :
) (٦اﻧﻈﺮ :اﻟﻜﻮاﺷﻒ اﳉﻠﻴﺔ ،ص ،٢١٠واﻟﺮوﺿﺔ اﻟﻨﺪﻳﺔ ،ص.٩٤
) (٧ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ،اﻵﻳﺔ. ٢١٠ :
) (٨ﺳﻮرة اﻟﻔﺠﺮ ،اﻵﻳﺘﺎن. ٢٢-٢١ :
ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺃﺤﺎﺩﻴﺜﻬﺎ
٢٣ - ٢٦ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻭﺠﻪ -٢٧ ،ﻭﺍﻟﻴﺩﻴﻥ -٢٨ ،ﻭﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻥ :ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃ: )(١ رﺑﻚ ُذو اﻟـْ َ ِ ] َََْ وﺟﻪ َ ﱢ َ ﺠﻼل َ ِ ْ َ ِ واﺻﱪ وﻳﺒﻘﻰ َ ْ ُ واﻹﻛﺮام [ ،وﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃْ ِ ْ َ ] : رﺑﻚ َ ِ ﱠ َ ﺤﻜﻢ َ ﱢ َ ﺑﺄﻋﻴﻨﻨﺎ [) ،(٢وﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃَ ] :ﻣﺎ َ َ َ َ ﻟـِ ُ ْ ِ ﺗﺴﺠﺪ َ ِﳌﺎ ﻣﻨﻌﻚ َأن َ ْ ُ َ ﻓﺈﻧﻚ ِ َ ْ ُ ِ َ َ َ ﺑﻴﺪي [) ،(٣ﰲ ﻫﺬه اﻵﻳﺎت إﺛﺒﺎت ﺻﻔﺔ اﻟﻮﺟﻪ ،واﻟﻴﺪﻳﻦ ،واﻟﻌﻴﻨﲔ ﺧﻠ ْ ُ ﻘﺖ ِ َ َ ﱠ
ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻪ .وﻳﺪل ﻋﲆ ﺻﻔﺔ اﻟﻌﻴﻨﲔ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ ﻗﻮﻟﻪ :rإن رﺑﻜﻢ ﻟﻴﺲ ﺑﺄﻋﻮر.(٤)
وﻣﻜﺮ اﷲ َﻣﻜﺮواْ َ َ َ َ - ٢٩ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻤﻜﺭ -٣٠ ،ﻭﺍﻟﻜﻴﺩ :ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ] :و َ َ ُ ِ )(٥ وأﻛﻴﺪ ﻳﻜﻴﺪون َ ْ ً ﻛﻴﺪا * َ َ ِ ُ إﳖﻢ َ ِ ُ َ ﺧﲑ اﻟـْ َ ِ َ ﲈﻛﺮﻳﻦ [ ،وﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃ ِ ] :ﱠ ُ ْ َواﷲ َ ْ ُ )(٦ ﺷﺪﻳﺪ اﻟـْ ِ َ ِ ﻤﺤﺎل [) ،(٧أﺛﺒﺖ اﷲ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻫﺬه وﻫﻮ َ ِ ُ ًَْ ﻛﻴﺪا [ ،وﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃَ ُ َ ] : اﻟﺼﻔﺎت اﳌﺬﻛﻮرة ﰲ اﻵﻳﺎت .وﻫﻲ :اﳌﻜﺮ ،واﻟﻜﻴﺪ ،واﳌﲈﺣﻠﺔ ،وﻫﺬه ﺻﻔﺎت ﻓﻌﻠﻴﺔ ﺗﺜﺒﺖ ﷲ ﻛﲈ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺠﻼﻟﻪ وﻋﻈﻤﺘﻪ ،وﻻ ﳚﻮز أن ﻳﺸﺘﻖ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺼﻔﺎت اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ اﺳﻢ ،ﻓﻼ ُﻳﻘﺎل :ﻣﻦ أﺳﲈﺋﻪ اﳌﺎﻛﺮ ،وﻻ اﻟﻜﺎﺋﺪ؛ ﻷن ذﻟﻚ ﱂ ﻳﺮد ،ﺑﻞ ﻧﻘﻒ ﻋﻨﺪﻣﺎ ورد ﻣﻦ أﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺧﲑ اﳌﺎﻛﺮﻳﻦ ،وأﻧﻪ ﻳﻜﻴﺪ ﻷﻋﺪاﺋﻪ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ .ﻓﻮﺻﻒ اﷲ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﳌﻜﺮ ،واﻟﻜﻴﺪ ﻋﲆ وﺟﻪ اﳉﺰاء ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١ﺳﻮرة اﻟﺮﲪﻦ ،اﻵﻳﺔ. ٢٧ :
) (٢ﺳﻮرة اﻟﻄﻮر ،اﻵﻳﺔ. ٤٨ :
) (٣ﺳﻮرة ص ،اﻵﻳﺔ. ٤٥ :
) (٤أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب اﳉﻬﺎد واﻟﺴﲑ ،ﺑﺎب ﻛﻴﻒ ﻳﻌﺮض اﻹﺳﻼم ﻋﲆ اﻟﺼﺒﻲ ،ﺑﺮﻗﻢ ،٣٠٥٧ وﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻹﻳﲈن ،ﺑﺎب ذﻛﺮ اﳌﺴﻴﺢ اﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ واﳌﺴﻴﺢ اﻟﺪﺟﺎل ،ﺑﺮﻗﻢ .٢٧٤/١٦٩
) (٥ﺳﻮرة آل ﻋﻤﺮان ،اﻵﻳﺔ. ٥٤ : ) (٦ﺳﻮرة اﻟﻄﺎرق ،اﻵﻳﺘﺎن. ١٦-١٥ :
) (٧ﺳﻮرة اﻟﺮﻋﺪ ،اﻵﻳﺔ. ١٣ :
ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺃﺤﺎﺩﻴﺜﻬﺎ
٢٤ وﺟﺰاء َ ٍ ﺳﻴﺌﺔ َ ﱢ َ ٌ ﻣﺜﻠﻬﺎ[) ،(١وﻗﻴﻞ ﻋﲆ ﺑﺎﺑﻪ :وﻫﻮ إﻳﺼﺎل ﺳﻴﺌﺔ ﱢ ْ ُ َ واﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ،ﻧﺤﻮ َ ُ َ َ َ ]:ﱢ رﺑﻚ ِ َ ْ َ ِ ﻛﻴﻒ َ َ َ ﻓﻌﻞ َ ﱡ َ اﳌﻜﺮ واﻟﻜﻴﺪ ﳌﻦ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻟﻪَ َ ] :أﱂ ْ َ َﺗﺮ َ ْ َ ﺑﺄﺻﺤﺎب ِْ ﻛﻴﺪﻫﻢ ِﰲ َ ْ ِ ﺗﻀﻠﻴﻞ[) ، (٢واﷲ ﺗﻌﺎﱃ أﻃﻠﻖ ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻪ أﻓﻌﺎﻻ ً اﻟﻔﻴﻞ* َ َأﱂ ْ َ ْ َ ْ ﳚﻌﻞ َ ْ َ ُ ْ
ﺴﻢ ﺑﺎﳌﺮﻳﺪ، ﱂ ﻳﺘﺴﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺄﺳﲈء اﻟﻔﺎﻋﻞ :ﻛﺄراد ،وﺷﺎء ،وأﺣﺪث ،وﱂ ُﻳ ﱠ ﱠ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﺼﺎﻧﻊ ،واﻟﻔﺎﻋﻞ ،واﳌﺘﻘﻦ ،وﻏﲑ ﺴﻢ َ واﻟﺸﺎﺋﻲ ،واﳌُﺤﺪث ،ﻛﲈ ﱂ ُﻳ ﱢ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﺳﲈء اﻟﺘﻲ أﻃﻠﻖ أﻓﻌﺎﳍﺎ ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻓﺒﺎب اﻷﻓﻌﺎل أوﺳﻊ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻷﺳﲈء .وﻟﻜﻦ ﻣﺎ أﺛﺒﺘﻪ اﷲ ﻟﻨﻔﺴﻪ أﺛﺒﺘﻨﺎه ،ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ َ ] :ﱠ ٌ ﻓﻌﺎل ﻟـﱢ َﲈ ﻛﻞ َ ٍ ِ )(٣ ﳾء [).(٤ ُِ ُ ﺻﻨﻊ اﷲ ﱠاﻟﺬي َ ْ َ َ ﻳﺮﻳﺪ [ ،وﻛﻘﻮﻟﻪَ ْ ُ ] : أﺗﻘﻦ ُ ﱠ ْ
-٣١ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻌﻔﻭ -٣٢ ،ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﺭﺓ -٣٣ ،ﻭﺍﻟﻌﺯﺓ -٣٤ ،ﻭﺍﻟﻘﺩﺭﺓ: ٍ ﲣﻔﻮه َ ْأو َ ْ ُ ْ ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃِ ] :إن ُ ْ ُ ْ ﻛﺎن ﻓﺈن اﷲ َ َ ﺳﻮء َ ِ ﱠ ﺗﻌﻔﻮا َﻋﻦ ُ َ ﺧﲑا َ ْأو ُ ْ ُ ُ ﺗﺒﺪوا َ ْ ً
ِِ ِ ِِ ﻗﺪﻳﺮا [) ،(٥وﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃ ] :وﷲ ْ ِ ﱠ ُ ِ ِ َُ وﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ [)،(٦ وﻟﺮﺳﻮﻟﻪ َ ْ ُ ْ َ َ اﻟﻌﺰة َ َ ُ ﻋﻔﻮا َ ً ِ ِ ﻴﻢ [) ،(٧ﻓﻔﻲ وﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃَ ] :أﻻ ُ ِ ﱡ َ ﻏﻔﻮر ﱠرﺣ ٌ ﻟﻜﻢ َواﷲ َ ُ ٌ ﻳﻐﻔﺮ اﷲ َ ُ ْ ﲢﺒﻮن َأن َ ْ َ ﻫﺬه اﻵﻳﺎت أﺛﺒﺖ اﷲ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﻌﻔﻮ ،وﺻﻔﺔ اﳌﻐﻔﺮة ،وﺻﻔﺔ اﻟﻌﺰة،
وﺻﻔﺔ اﻟﻘﺪرة ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺜﺒﺘﻬﺎ ﷲ ﻋﲆ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﻼﺋﻖ ﺑﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻻ ﻳﺸﺒﻪ ﰲ ذﻟﻚ ً ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ.(٨) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١ﺳﻮرة اﻟﺸﻮرى ،اﻵﻳﺔ. ٤٠ :
) (٢ﺳﻮرة اﻟﻔﻴﻞ ،اﻵﻳﺘﺎن.٢-١ : ) (٣ﺳﻮرة اﻟﱪوج ،اﻵﻳﺔ. ١٦ : ) (٤ﺳﻮرة اﻟﻨﻤﻞ ،اﻵﻳﺔ. ٨٨ :
) (٥ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء ،اﻵﻳﺔ. ١٤٩ :
) (٦ﺳﻮرة اﳌﻨﺎﻓﻘﻮن ،اﻵﻳﺔ. ٨ : ) (٧ﺳﻮرة اﻟﻨﻮر ،اﻵﻳﺔ. ٢٢ :
) (٨اﻟﺮوﺿﺔ اﻟﻨﺪﻳﺔ ،ص ،١١٥واﻟﻜﻮاﺷﻒ اﳉﻠﻴﺔ ،ص ،٢٦٧وﳐﺘﴫ اﻟﺼﻮاﻋﻖ اﳌﺮﺳﻠﺔ ﻋﲆ اﳉﻬﻤﻴﺔ
=
ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺃﺤﺎﺩﻴﺜﻬﺎ
-٣٥ﺼﻔﺔ ﺍﻻﺴﺘﻭﺍﺀ -٣٦ ،ﻭﺍﻟﻌﻠﻭ:
٢٥
ﻋﲆ ْ َ ْ ِ اﻟﺮﲪﻦ َ َ اﺳﺘﻮى [) ،(١ذﻛﺮ اﷲ ذﻟﻚ ﰲ اﻟﻌﺮش ْ َ َ ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ] :ﱠ ْ َ ُ
ﺳﺒﻌﺔ ﻣﻮاﺿﻊ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ ،ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺜﺒﺖ ﻣﺎ أﺛﺒﺘﻪ اﷲ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﻨﻘﻮل :إﻧﻪ اﺳﺘﻮى ٌ ﳎﻬﻮل ،واﻹﻳﲈن ﻣﻌﻠﻮم ،واﻟﻜﻴﻒ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﺳﺘﻮاء ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺠﻼﻟﻪ ،ﻓﺎﻻﺳﺘﻮاء ٌ
ٌ ﺑﺪﻋﺔ ،وﻫﺬا ﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ واﳉﲈﻋﺔ).(٢ واﺟﺐ ،واﻟﺴﺆال ﻋﻨﻪ ﺑﻪ ٌ ِ ِ وﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃِ َ ِ ] : اﻟﻄﻴﺐ َ ْ َ َ ُ ﻳﺮﻓﻌﻪ [)،(٣ إﻟﻴﻪ َ ْ َ ُ اﻟﺼﺎﻟﺢ َ ْ َ ُ ُ واﻟﻌﻤﻞ ﱠ ُ اﻟﻜﻠﻢ ﱠ ﱢ ُ ﻳﺼﻌﺪ ْ َ ُ ْ ِ وﻋﻠﻮ اﻟﻘﺪر، اﻟﺬات ﻋﻠﻮ ذاﰐ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ :ﻓﻠﻪ واﻟﻌﻠﻮ ٌ ﱡ اﻟﻌﻠﻮ اﳌﻄﻠﻖ :ﱡ ﱡ وﺻﻒ ﱞ ﱡ وﻋﻠﻮ اﻟﻘﻬﺮ) ،(٤وﰲ اﳊﺪﻳﺚ :واﻟﻌﺮش ﻓﻮق اﳌﺎء ،واﷲ ﻓﻮق اﻟﻌﺮش، ﱡ وﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ أﻧﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ.(٥)
ِ -٣٧ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻤﻌﻴﺔ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃ ] :ﻫﻮ ﱠ ِ اﻟﺴﻤﻮات اﻟﺬي َ َ َ ﺧﻠﻖ ﱠ َ َ ُ َ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ = واﳌﻌﻄﻠﺔ ،ﻻﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ.٣٥-٣١/٢ ،
) (١ﺳﻮرة ﻃﻪ ،اﻵﻳﺔ. ٥٠ :
) (٢ﻓﺘﺎوى اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ. ١٤٤/٥ ، ) (٣ﺳﻮرة ﻓﺎﻃﺮ ،اﻵﻳﺔ. ١٠ :
) (٤اﻟﺮوﺿﺔ اﻟﻨﺪﻳﺔ ،ص. ١٣١
) (٥أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ،ﻛﺘﺎب ﺑﺪء اﳋﻠﻖ ،ﺑﺎب ﻣﺎ ﺟﺎء ﰲ ﻗﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ] :وﻫﻮ ﱠ ِ اﻟﺬي َ ْ َ ُ ﻳﺒﺪأ َ ُ َ ﺨﻠ َﻖ ُ ِ ﻳﻌﻴﺪه [ ،ﺑﺮﻗﻢ ٣١٩١ﻋﻦ ﻋﻤﺮان ﺑﻦ ﺣﺼﲔ أن رﺳﻮل اﷲ rﻗﺎل)) :ﻛﺎن اﷲ وﱂ ﺛﻢ ُ ُ ُ اﻟـْ َ ْ ﱠ ﻳﻜﻦ ﳾء ﻏﲑه ،وﻛﺎن ﻋﺮﺷﻪ ﻋﲆ اﳌﺎء(( ،وﻋﻨﺪ أﰊ داود)) :إن اﷲ ﻓﻮق ﻋﺮﺷﻪ ،وﻋﺮﺷﻪ ﻓﻮق
ﺳﻤﻮاﺗﻪ(( .أﺧﺮﺟﻪ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺴﻨﺔ ،ﺑﺎب ﰲ اﳉﻬﻤﻴﺔ واﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ،ﺑﺮﻗﻢ ،٤٧٢٦وﻋﻨﺪ اﻟﱰﻣﺬي ﰲ
ﻛﺘﺎب اﻟﺘﻔﺴﲑ ،ﺑﺎب وﻣﻦ ﺳﻮرة ﻫﻮد ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ أﰊ رزﻳﻦ ،ﺑﺮﻗﻢ )) :٣١٠٩ﻛﺎن ﰲ ﻋﲈء ﻣﺎ ﲢﺘﻪ ﻫﻮاء وﻣﺎ ﻓﻮﻗﻪ ﻫﻮاء ،وﺧﻠﻖ ﻋﺮﺷﻪ ﻋﲆ اﳌﺎء(( .وﻗﺎل أﺑﻮ ﻋﻴﺴﻰ)) :ﻫﺬا ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ((.
وﺻﺤﺤﻪ اﻷﻟﺒﺎﲏ ﰲ ﳐﺘﴫ اﻟﻌﻠﻮ ﻟﻠﻌﲇ اﻟﻐﻔﺎر ،ص. ١٠٣
ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺃﺤﺎﺩﻴﺜﻬﺎ
٢٦ ِ واﻷرض ِﰲ ِ ﱠ ِ ﻳﻠﺞ ِﰲ َ ْ ِ ﻋﲆ ْ َ ْ ِ اﺳﺘﻮى َ َ َ َْ َ ﺳﺘﺔ َ ﱠ ٍ وﻣﺎ ﻳﻌﻠﻢ َﻣﺎ َ ُ ﺛﻢ ْ َ َ اﻷرض َ َ اﻟﻌﺮش َ ْ َ ُ أﻳﺎم ُ ﱠ ِ ِ ﻣﻨﻬﺎ وﻣﺎ ِ ُ ِ َْ ِ ﻛﻨﺘﻢ ﻳﻌﺮج َ ﻣﻌﻜﻢ َ ْ َ ﻓﻴﻬﺎ َو ُ َ وﻣﺎ َ ْ ُ ُ ﻳﻨﺰل َ ُ ُ أﻳﻦ َﻣﺎ ُ ُ ْ ﻫﻮ َ َ ُ ْ اﻟﺴﲈء َ َ ﳜﺮج ْ َ َ َ َ ﻣﻦ ﱠ َ اﻟﺬﻳﻦ ﱠ َ ْ ِ ِ واﷲ ِﺑﲈ َ ُ َ ِ واﻟﺬﻳﻦ ﺑﺼﲑ [) ،(١وﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃ ِ ] :ﱠ اﺗﻘﻮا ﱠ ﱠ َ ﻣﻊ ﱠ َ إن اﷲ َ َ َ َ َْ ﺗﻌﻤﻠﻮن َ ٌ ﳏﺴﻨﻮن [) ،(٢ﻧﺠﺪ ﰲ ﻫﺬه اﻵﻳﺎت أن اﷲ ﺗﻌﺎﱃ أﺛﺒﺖ ﻟﻨﻔﺴﻪ ّ ً ﻣﻌﻴﺔ، ُﻫﻢ ﱡ ْ ِ ُ َ ﻣﻌﻴﺘﺎن: اﳌﻌﻴﺔ ّ وﻫﺬه ّ
ﻣﻌﻴﺔ اﷲ ﳉﻤﻴﻊ اﳌﺨﻠﻮﻗﺎت وﻣﻘﺘﻀﺎﻫﺎ اﻟﻌﻠﻢ ،واﻹﺣﺎﻃﺔ، ّ - ١ واﻻﻃﻼع ،ودﻟﻴﻞ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﺟﺎء ﰲ آﻳﺔ ﺳﻮرة اﳊﺪﻳﺪ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ.
ﻣﻌﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻷﻫﻞ اﻹﻳﲈن واﻟﺘﻘﻮى وﻣﻘﺘﻀﺎﻫﺎ اﳊﻔﻆ ،واﻟﻌﻨﺎﻳﺔ، ّ -٢
اﳋﺎﺻﺔ ﻣﻦ واﳌﻌﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺎت اﻟﺬاﺗﻴﺔ، واﳌﻌﻴﺔ واﻟﻨﴫة... ّ ّ ّ ّ إن أﺣﺪﻛﻢ إذا ﻗﺎم ﰲ ﺻﻼﺗﻪ ّ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﺎﺟﻲ رﺑﻪ اﻟﺼﻔﺎت اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ .ﻗﺎل ّ :r ﻳﺒﺰﻗﻦ أﺣﺪﻛﻢ ِ َ َ إن رﺑﻪ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﲔ اﻟﻘﺒﻠﺔ ﻓﻼ ﻗﺒﻞ وﺟﻬﻪ] ،وﻻ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻪ[ أو ّ ّ وﻟﻜﻦ ﻋﻦ ﻳﺴﺎره أو ﲢﺖ ﻗﺪﻣﻪ ]وﰲ رواﻳﺔ[ أو ﲢﺖ ﻗﺪﻣﻪ اﻟﻴﴪى،(٣) وﻗﺎل :rواﻟﺬي ﺗﺪﻋﻮﻧﻪ أﻗﺮب إﱃ أﺣﺪﻛﻢ ﻣﻦ ﻋﻨﻖ راﺣﻠﺔ أﺣﺪﻛﻢ.(٤)
ﻣﻮﺳﻰ وﻛﻠﻢ اﷲ ُ َ - ٣٨ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃ َ َ ] :ﱠ َ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١ﺳﻮرة اﳊﺪﻳﺪ ،اﻵﻳﺔ. ٤ :
) (٢ﺳﻮرة اﻟﻨﺤﻞ ،اﻵﻳﺔ. ١٢٨ :
) (٣أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺼﻼة،ﺑﺎب ﺣﻚ اﻟﺒﺰاق ﺑﺎﻟﻴﺪ ﻣﻦ اﳌﺴﺠﺪ،ﺑﺮﻗﻢ ،٤٠٥وﺑﺎب ﻻ ﻳﺒﺼﻖ
ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻪ ﰲ اﻟﺼﻼة ،ﺑﺮﻗﻢ ،٤١٢وﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﳌﺴﺎﺟﺪ وﻣﻮاﺿﻊ اﻟﺼﻼة،ﺑﺎب اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ
اﻟﺒﺼﺎق ﰲ اﳌﺴﺠﺪ ﰲ اﻟﺼﻼة وﻏﲑﻫﺎ،ﺑﺮﻗﻢ .٥٥١
) (٤أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺬﻛﺮ واﻟﺪﻋﺎء واﻟﺘﻮﺑﺔ واﻻﺳﺘﻐﻔﺎر ،ﺑﺎب اﺳﺘﺤﺒﺎب ﺧﻔﺾ اﻟﺼﻮت ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ،ﺑﺮﻗﻢ .٤٦/٢٧٠٤
ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺃﺤﺎﺩﻴﺜﻬﺎ
٢٧ ِ ﺗﻜﻠﻴﲈ [) ،(١ﻫﺬه اﻵﻳﺔ وﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ اﻵﻳﺎت اﻟﺘﻲ ذﻛﺮﻫﺎ اﳌﺆﻟﻒ ،وﻫﻲ َ ْ ً ّ ً ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺠﻼﻟﻪ ،ﻓﻬﻮ ﺟﺪا ،ﺗﺪل ﻋﲆ أن اﷲ ﻛﺜﲑة ﻳﺘﻜﻠﻢ إذا ﺷﺎء ﺑﲈ ﺷﺎء ﻣﺘﻰ ﺷﺎء ،ﻓﻬﻮ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﺪ ّ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ّ ﺗﻜﻠﻢ ﺑﺎﻟﻘﺮآن،
واﻟﻜﺘﺐ اﳌﻨﺰﻟﺔ ﻋﲆ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ،واﻟﻘﺮآن ﻛﻼﻣﻪ ﺗﻌﺎﱃ
ُﻣﻨَﱠﺰل ﻏﲑ ﳐﻠﻮق ،ﻣﻨﻪ ﺑﺪأ وإﻟﻴﻪ ﻳﻌﻮد ،وإذا ﻗﺮأ اﻟﻨﺎس اﻟﻘﺮآن أو ﻛﺘﺒﻮه ﰲ اﳌﺼﺎﺣﻒ ﱂ ﳜﺮﺟﻪ ذﻟﻚ ﻋﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻛﻼم اﷲ؛ ّ ﻓﺈن اﻟﻜﻼم ّإﻧﲈ ﻳﻀﺎف
ً ً ﻣﺆدﻳﺎ واﷲ ﺗﻜﻠﻢ ﺑﺤﺮوﻓﻪ، ﻣﺒﺘﺪﺋﺎ ﻻ إﱃ ﻣﻦ ّﺑﻠﻐﻪ إﱃ ﻣﻦ ﻗﺎﻟﻪ أوﻻ ً أي وﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﺑﻠﻔﻆ ﻧﻔﺴﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﳾء ﻣﻨﻪ ﻟﻐﲑه ،ﻓﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ّ ٍ ﺑﻜﻼم ﻣﺘﻜﻠﻢ
ّ ﻣﺘﻜﻠًﲈ ﺑﺤﺮف وﺻﻮت ﺑﻜﻼم ﻗﺪﻳﻢ اﻟﻨﻮع ﺣﺎدث اﻵﺣﺎد ،وأﻧﻪ ﱂ ﻳﺰل ُﻳ ْﺴ ِﻤُﻌﻪ ﻣﻦ ﺷﺎء ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ وﻫﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ّ ﻳﻜﻠﻢ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ
ّ وﻳﻜﻠﻤﻮﻧﻪ ،وﻛﻼﻣﻪ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬاﺗﻪ وﻫﻮ ﺻﻔﺔ ذات وﻓﻌﻞ ﻓﻬﻮ ﱂ ﻳﺰل وﻻ ﻳﺰال ً ﻣﺘﻜﻠﲈ إذا ﺷﺎء ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺠﻼﻟﻪ) ،(٢وﻗﺪ ﻗﺎل اﻟﻨﺒﻲ :rﻣﺎ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ أﺣﺪ إﻻ وﺳﻴﻜﻠﻤﻪ رﺑﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻨﻪ ﺗﺮﲨﺎن ،(٣)وﻗﺎل :rﻳﻘﻮل اﷲ :U
واﳋﲑ ﰲ ﻳﺪﻳﻚ،ﻗﺎل :ﻳﻘﻮل :أﺧﺮج ﺑﻌﺚ ﻳﺎ آدم ﻓﻴﻘﻮل :ﻟﺒﻴﻚ وﺳﻌﺪﻳﻚ، ُ اﻟﻨﺎر ،ﻗﺎل :وﻣﺎ ﺑﻌﺚ اﻟﻨﺎر؟ ﻗﺎل :ﻣﻦ ﻛﻞ ٍ ً وﺗﺴﻌﺔ وﺗﺴﻌﲔ. أﻟﻒ ﺗﺴﻌﲈﺋﺔ وﺗﻀﻊ ﻛﻞ ذات ٍ ﲪﻞ ﲪﻠﻬﺎ،وﺗﺮى اﻟﻨﺎس ﻗﺎل :ﻓﺬاك ﺣﲔ ﻳﺸﻴﺐ اﻟﺼﻐﲑ، ُ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء ،اﻵﻳﺔ. ١٦٤ :
) (٢اﻟﺮوﺿﺔ اﻟﻨﺪﻳﺔ ،١٤٦ ،واﻷﺟﻮﺑﺔ اﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ،٩٣ ،وﴍح اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ ﻟﻠﻬﺮاس ،ص. ٩٦
) (٣أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺮﻗﺎق ،ﺑﺎب ﻣﻦ ﻧﻮﻗﺶ اﳊﺴﺎب ﻋﺬب ،ﺑﺮﻗﻢ ،٦٥٣٩وﻣﺴﻠﻢ ﰲ
ﻛﺘﺎب اﻟﺰﻛﺎة ،ﺑﺎب اﳊﺚ ﻋﲆ اﻟﺼﺪﻗﺔ وﻟﻮ ﺑﺸﻖ ﲤﺮة أو ﻛﻠﻤﺔ ﻃﻴﺒﺔ وأﳖﺎ ﺣﺠﺎب ﻣﻦ اﻟﻨﺎر ،ﺑﺮﻗﻢ
.٦٧/١٠١٦
ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺃﺤﺎﺩﻴﺜﻬﺎ
٢٨ ﻜﺎرى وﻟﻜﻦ ﻋﺬاب اﷲ ﺷﺪﻳﺪ (١)...اﳊﺪﻳﺚ. ﺳﻜﺎرى ،وﻣﺎ ﻫﻢ ﺑ ُﺴ َ ُ َ
وﺟﻮه - ٣٩ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻟﺭﺒﻬﻡ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ :ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃٌ ُ ُ ] : ٍِ ﻧﺎﻇﺮة [) ،(٢ذﻛﺮ اﳌﺆﻟﻒ رﲪﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﲢﺖ ﻫﺬا رﲠﺎ َ ِ َ ٌ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﱠ ِ َ ٌ ﻧﺎﴐة * ِ َإﱃ َ ﱢ َ ََْ اﻟﺒﺎب آﻳﺎت ﺗﺪل ﻋﲆ رؤﻳﺔ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻟﺮﲠﻢ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ِﻋ ً ﻴﺎﻧﺎ ﺑﺄﺑﺼﺎرﻫﻢ ﻋﲆ
اﻟﻮﺟﻪ اﻟﻼﺋﻖ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻻ ﻳﺸﺒﻪ ﰲ ذﻟﻚ ﳾء ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ،وﻗﺪ وردت أﻫﻞ ِ ﻀﺎ ﻗﺎل :rإذا دﺧﻞ ُ اﳉﻨﺔ َ اﻟﺴﻨﺔ ﺑﺬﻟﻚ أﻳ ً اﳉﻨﺔ ﻗﺎل ﻳﻘﻮل اﷲ ﺗﺒﺎرك
ﺗﺒﻴﺾ وﺟﻮﻫﻨﺎ ،أﱂ ﺗﺪﺧﻠﻨﺎ وﺗﻌﺎﱃ :ﺗﺮﻳﺪون ﺷﻴﺌﺎً أزﻳﺪﻛﻢ؟ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮن :أﱂ ّ ً أﺣﺐ ﺷﻴﺌﺎ اﳉﻨﺔ وﺗﻨﺠﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر؟ ،ﻗﺎل :ﻓﻴﻜﺸﻒ اﳊﺠﺎب ،ﻓﲈ ُأﻋﻄﻮا ّ ِ أﺣﺴﻨﻮاْ ﻟﻠﺬﻳﻦ َ ْ َ ُ إﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺮ إﱃ رﲠﻢ ،Uﺛﻢ ﺗﻼ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ ] :ﱢ ﱠ َ وزﻳﺎدة [) ،(٤)(٣وﻗﺪ اﺗﻔﻖ ﻋﲆ رؤﻳﺔ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻟﺮﲠﻢ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ: ﺤﺴﻨﻰ َ ِ َ َ ٌ اﻟـْ ُ ْ َ اﻷﻧﺒﻴﺎء ،واﳌﺮﺳﻠﻮن ،وﲨﻴﻊ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ،واﻟﺘﺎﺑﻌﻮن ،وأﺋﻤﺔ اﻹﺳﻼم ﻋﲆ ﺗﺘﺎﺑﻊ اﻟﻘﺮون .واﳌﺨﺎﻟﻔﻮن ﰲ ذﻟﻚ :اﳉﻬﻤﻴﺔ ،واﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ،وﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ،
وﻗﻮﳍﻢ ﺑﺎﻃﻞ ﻣﺮدود ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ) ،(٥وﻗﺎل اﻟﻨﺒﻲ :rإﻧﻜﻢ ﺳﱰون ﺗﻀﺎﻣﻮن ﰲ رؤﻳﺘﻪ،ﻓﺈن اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ أن ﻻ ُﺗ َ ﻐﻠﺒﻮا رﺑﻜﻢ ﻛﲈ ﺗﺮون ﻫﺬا اﻟﻘﻤﺮ ﻻ ّ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب أﺣﺎدﻳﺚ اﻷﻧﺒﻴﺎء ،ﺑﺎب ﻗﺼﺔ ﻳﺄﺟﻮج وﻣﺄﺟﻮج ،ﺑﺮﻗﻢ ،٣٣٤٨وﻣﺴﻠﻢ
ﰲ ﻛﺘﺎب اﻹﻳﲈن ،ﺑﺎب ﻗﻮﻟﻪ :ﻳﻘﻮل اﷲ ﻵدم أﺧﺮج ﺑﻌﺚ اﻟﻨﺎر ﻣﻦ ﻛﻞ أﻟﻒ ﺗﺴﻌﲈﺋﺔ وﺗﺴﻌﺔ وﺗﺴﻌﲔ ،ﺑﺮﻗﻢ .٢٢٢
) (٢ﺳﻮرة اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،اﻵﻳﺘﺎن. ٢٣-٢٢ : ) (٣ﺳﻮرة ﻳﻮﻧﺲ ،اﻵﻳﺔ. ٢٦ :
) (٤أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻹﻳﲈن ،ﺑﺎب إﺛﺒﺎت رؤﻳﺔ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﰲ اﻵﺧﺮة رﲠﻢ ،Iﺑﺮﻗﻢ .١٨١
) (٥اﻟﻜﻮاﺷﻒ اﳉﻠﻴﺔ ،ص. ٤٠١
ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺃﺤﺎﺩﻴﺜﻬﺎ
٢٩ ﻋﲆ ﺻﻼةٍ ﻗﺒﻞ ﻃﻠﻮع اﻟﺸﻤﺲ وﺻﻼةٍ ﻗﺒﻞ ﻏﺮوب اﻟﺸﻤﺲ ﻓﺎﻓﻌﻠﻮا.(١)
- ٤٠ﻨﺯﻭل ﺍﷲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻜل ﻟﻴﻠﺔ :ﻗﺎل اﻟﻨﺒﻲ :rﻳﻨﺰل رﺑﻨﺎ
ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﱃ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ إﱃ اﻟﺴﲈء اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﲔ ﻳﺒﻘﻰ ﺛﻠﺚ اﻟﻠﻴﻞ اﻵﺧﺮ ،ﻳﻘﻮل
ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻮﲏ ﻓﺄﺳﺘﺠﻴﺐ ﻟﻪ ،ﻣﻦ ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ ﻓﺄﻋﻄﻴﻪ ،ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻐﻔﺮﲏ ﻓﺄﻏﻔﺮ ﻟﻪ ،(٢)وﻫﺬا اﳊﺪﻳﺚ اﳌﺘﻔﻖ ﻋﲆ ﺻﺤﺘﻪ دﻟﻴﻞ ﺻﺤﻴﺢ ﴏﻳﺢ ﰲ إﺛﺒﺎت ﻧﺰول اﷲ ﺗﻌﺎﱃ إﱃ اﻟﺴﲈء اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﺣﲔ ﻳﺒﻘﻰ ﺛﻠﺚ اﻟﻠﻴﻞ اﻵﺧﺮ،
وﻧﺰوﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺠﻼﻟﻪ ،وﻋﻈﻤﺘﻪ ،واﻟﻨﺰول ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺎت اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻳﻨﺰل
إذا ﺷﺎء ﻣﺘﻰ ﺷﺎء ﻓﺎﻟﻨﺰول ﻣﻌﻠﻮم ،واﻟﻜﻴﻒ ﳎﻬﻮل ،واﻹﻳﲈن ﺑﻪ واﺟﺐ،
واﻟﺴﺆال ﻋﻨﻪ ﺑﺪﻋﺔ .وﻛﺬﻟﻚ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻛﲈ ﺟﺎء ﺑﻪ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ،
وﻟﻴﺲ ﻧﺰوﻟﻪ ﻛﻨﺰول أﺟﺴﺎم ﺑﻨﻲ آدم ﻣﻦ اﻟﺴﻄﺢ إﱃ اﻷرض ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺒﻘﻰ اﻟﺴﻘﻒ ﻓﻮﻗﻬﻢ ،ﺑﻞ اﷲ ﻣﻨﺰه ﻋﻦ ذﻟﻚ).(٣
- ٤١ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻔﺭﺡ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻗﺎل اﻟﻨﺒﻲ :rاﷲ أﻓﺮح ﺑﺘﻮﺑﺔ ﻋﺒﺪه ﻣﻦ
أﺣﺪﻛﻢ ﺳﻘﻂ ﻋﲆ ﺑﻌﲑه وﻗﺪ أﺿﻠﻪ ﰲ أرض ﻓﻼة ،(٤)وﻫﺬه اﻟﺼﻔﺔ ﻣﻦ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ) (١أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب ﻣﻮاﻗﻴﺖ اﻟﺼﻼة ،ﺑﺎب ﻓﻀﻞ ﺻﻼة اﻟﻌﴫ ،ﺑﺮﻗﻢ ،٥٥٤وﻣﺴﻠﻢ ﰲ اﳌﺴﺎﺟﺪ وﻣﻮاﺿﻊ اﻟﺼﻼة ،ﺑﺎب ﻓﻀﻞ ﺻﻼﰐ اﻟﺼﺒﺢ واﻟﻌﴫ واﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻬﲈ ،ﺑﺮﻗﻢ .٦٣٣
) (٢أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب أﺑﻮاب اﻟﺘﻬﺠﺪ ،ﺑﺎب اﻟﺪﻋﺎء واﻟﺼﻼة ﻣﻦ آﺧﺮ اﻟﻠﻴﻞ ،ﺑﺮﻗﻢ ،١١٤٥ وﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب ﺻﻼة اﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ وﻗﴫﻫﺎ ،ﺑﺎب اﻟﱰﻏﻴﺐ ﰲ اﻟﺪﻋﺎء واﻟﺬﻛﺮ ﰲ آﺧﺮ اﻟﻠﻴﻞ واﻹﺟﺎﺑﺔ ﻓﻴﻪ ،ﺑﺮﻗﻢ .٧٥٨
) (٣ﴍح ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻨـﺰول ﻻﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ص ٣٣واﻟﺮوﺿﺔ اﻟﻨﺪﻳﺔ ص. ١٧٢
) (٤أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺪﻋﻮات ،ﺑﺎب اﻟﺘﻮﺑﺔ )رﻗﻢ ،(٦٣٠٩وﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺘﻮﺑﺔ ،ﺑﺎب ﰲ اﳊﺾ ﻋﲆ اﻟﺘﻮﺑﺔ واﻟﻔﺮح ﲠﺎ ،ﺑﺮﻗﻢ ،٨/٢٧٤٧وﻫﺬا ﻟﻔﻆ اﻟﺒﺨﺎري ﺑﻴﻨﲈ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﻠﻢ)) :إذا اﺳﺘﻴﻘﻆ ﻋﲆ ﺑﻌﲑه(( ،وﻟﻔﻆ اﳊﺪﻳﺚ ﻟﻠﺒﺨﺎري .واﻧﻈﺮ :اﻟﻜﻮاﺷﻒ اﳉﻠﻴﺔ ،ص ،٤٥٧واﻟﺮوﺿﺔ
=
٣٠ اﻟﺼﻔﺎت اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ وﻫﻲ ﺗﻠﻴﻖ ﺑﺎﷲ .U
ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺃﺤﺎﺩﻴﺜﻬﺎ
- ٤٢ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻀﺤﻙ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻗﺎل اﻟﻨﺒﻲ :rﻳﻀﺤﻚ اﷲ إﱃ رﺟﻠﲔ
ﻳﻘﺘﻞ أﺣﺪﳘﺎ اﻵﺧﺮ :ﻛﻼﳘﺎ ﻳﺪﺧﻞ اﳉﻨﺔ ،ﻓﻘﺎﻟﻮا :ﻛﻴﻒ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ؟ ﻗﺎل :ﻳﻘﺎﺗﻞ ﻫﺬا ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ َ Uﻓ ُﻴ ْﺴﺘَْﺸ َﻬﺪ ﺛﻢ ﻳﺘﻮب اﷲ ﻋﲆ اﻟﻘﺎﺗﻞ
ﻓﻴﺴﻠﻢ ﻓﻴﻘﺎﺗﻞ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ Uﻓﻴﺴﺘﺸﻬﺪ ،(١)ﰲ ﻫﺬا اﳊﺪﻳﺚ دﻟﻴﻞ
ﺻﺤﻴﺢ ﴏﻳﺢ ﻋﲆ إﺛﺒﺎت ﺻﻔﺔ اﻟﻀﺤﻚ ﷲ ﻋﲆ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﻼﺋﻖ ً أﺣﺪا ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ،وﻫﺬه اﻟﺼﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺎت اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﺑﺠﻼﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻻ ﻳﺸﺒﻪ
اﻟﺘﻲ ﻳﻔﻌﻠﻬﺎ اﷲ إذا ﺷﺎء ﻣﺘﻰ ﺷﺎء ﻛﻴﻒ ﺷﺎء ﻋﲆ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﻼﺋﻖ ﺑﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ).(٢
- ٤٣ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻌﺠﺏ :ﻗﺎل :rﻟﻘﺪ ﻋﺠﺐ اﷲ Uأو ﺿﺤﻚ ﻣﻦ ﻓﻼن ِ ﺮون َ َ ﲠﻢ وﻟﻮ َ َ وﻳﺆﺛِ ُ َ وﻓﻼﻧﺔ ﻓﺄﻧﺰل اﷲ ْ ُ َ ] :U أﻧﻔﺴﻬﻢ َ َ ْ ﻛﺎن ِ ِ ْ ﻋﲆ َ ُ ِ ْ َ َ َ ٌ ﺧﺼﺎﺻﺔ[ ،(٣)وﰲ ﻫﺬا اﳊﺪﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺢ إﺛﺒﺎت ﺻﻔﺔ اﻟﻌﺠﺐ ،وﻫﻲ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺎت اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ،ﻓﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﻌﺠﺐ ﻣﺘﻰ ﺷﺎء إذا ﺷﺎء ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻖ اﻟﺴﻤﻴﻊ ِ ِ ﺑﺠﻼﻟﻪَ ] :ﻟﻴﺲ َ ِ ْ ِ ِ َ اﻟﺒﺼﲑ [. وﻫﻮ ﳾء ﻛﻤﺜﻠﻪ َ ُ َ ُ َ ْ َ ﱠ ٌ ُ ْ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ = اﻟﻨﺪﻳﺔ ،ص.١٧٥
) (١أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب اﳉﻬﺎد واﻟﺴﲑ ،ﺑﺎب اﻟﻜﺎﻓﺮ ﻳﻘﺘﻞ اﳌﺴﻠﻢ ﺛﻢ ﻳﺴﻠﻢ ﻓﻴﺴﺪد ﺑﻌﺪ وﻳﻘﺘﻞ،
ﺑﺮﻗﻢ ،٢٨٢٦وﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻹﻣﺎرة ،ﺑﺎب ﺑﻴﺎن اﻟﺮﺟﻠﲔ ﻳﻘﺘﻞ أﺣﺪﳘﺎ اﻵﺧﺮ ﻳﺪﺧﻼن اﳉﻨﺔ، ﺑﺮﻗﻢ .١٨٩٠
) (٢اﻧﻈﺮ اﻟﺮوﺿﺔ اﻟﻨﺪﻳﺔ ،ص ،١٧٥واﻟﻜﻮاﺷﻒ اﳉﻠﻴﺔ ،ص. ٤٥٧ ِ وﻳﺆﺛﺮون َ َ أﻧﻔﺴﻬﻢ [ ،ﺑﺮﻗﻢ ،٤٨٨٩واﻟﻠﻔﻆ ﻟﻪ، ) (٣أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺘﻔﺴﲑ ،ﺑﺎب ] َ ُ ْ ِ ُ َ ﻋﲆ َ ُ ِ ْ وﻣﺴﻠﻢ ﺑﻠﻔﻆ ﳐﺘﻠﻒ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻷﴍﺑﺔ ،ﺑﺎب إﻛﺮام اﻟﻀﻴﻒ وﻓﻀﻞ إﻳﺜﺎره ،ﺑﺮﻗﻢ .٢٠٥٤
ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺃﺤﺎﺩﻴﺜﻬﺎ
٣١ - ٤٤ﺼﻔﺔ ﻗﹶﺩﻡ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ :ﻗﺎل اﻟﻨﺒﻲ :rﻻ ﺗﺰال ﺟﻬﻨﻢ ﻳﻠﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ
وﻫﻲ ﺗﻘﻮل ﻫﻞ ﻣﻦ ﻣﺰﻳﺪ ﺣﺘﻰ ﻳﻀﻊ رب اﻟﻌﺰة ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺪﻣﻪ ] -وﰲ رواﻳﺔ[
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺪﻣﻪ -ﻓﻴﻨﺰوي ﺑﻌﻀﻬﺎ إﱃ ﺑﻌﺾ ﻓﺘﻘﻮل ﻗﻂ ﻗﻂ ،(١)وﰲ ﻫﺬا إﺛﺒﺎت ﺻﻔﺔ ﻗﺪم اﻟﺮﲪﻦ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺠﻼﻟﻪ ﻛﲈ ﺗﻘﺪم).(٢ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺘﻨﻘﺴﻡ ﺇﻟﻰ ﻓﻌﻠﻴﺔ ﻭﺫﺍﺘﻴﺔ
اﻟﻘﺴﻢ اﻷول :اﻟﺼﻔﺎت اﻟﺬاﺗﻴﺔ :وﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﻔﻚ ﻋﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻓﻬﻮ ً ﻣﺘﺼﻔﺎ ﲠﺎ :ﻛﺎﻟﻌﻠﻢ ،واﳊﻴﺎة ،واﻟﻘﺪرة ،واﻟﺴﻤﻊ ،واﻟﺒﴫ، ﱂ ﻳﺰل وﻻ ﻳﺰال
واﻟﻮﺟﻪ ،واﻟﻴﺪﻳﻦ ،واﻟﻌﻴﻨﲔ ،واﻟﺮﺟﻞ ،واﳌﻠﻚ ،واﻟﻌﻈﻤﺔ ،واﻟﻜﱪﻳﺎء،
واﻟﻌﺰة ،واﻟﻌﻠﻮ ،واﻹﺻﺒﻊ ،واﻟﻘﺪم ،واﻟﻐﻨﻰ ،واﻟﺮﲪﺔ ،واﻟﻜﻼم.
اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﲏ :اﻟﺼﻔﺎت اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ :وﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳌﺸﻴﺌﺔ واﻟﻘﺪرة:
ﻛﺎﻻﺳﺘﻮاء ،واﻟﻨﺰول ،واﳌﺠﻲء ،واﻟﻀﺤﻚ ،واﻟﺮﴇ ،واﻟﻌﺠﺐ،
واﻟﺴﺨﻂ ،واﻹﺗﻴﺎن ،واﻹﺣﻴﺎء ،واﻹﻣﺎﺗﺔ ،واﻟﻔﺮح ،واﻟﻐﻀﺐ ،واﻟﻜﺮه،
واﳊﺐ ،ﻓﻬﺬه ﺻﻔﺎت ﻳﻘﺎل ﳍﺎ ﻗﺪﻳﻤﺔ اﻟﻨﻮع ﺣﺎدﺛﺔ اﻵﺣﺎد ،وﻫﺬه اﻟﺼﻔﺎت وﻏﲑﻫﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳌﺸﻴﺌﺔ إن ﺷﺎء ﻓﻌﻠﻬﺎ وإن ﱂ ﻳﺸﺄ ﱂ ﻳﻔﻌﻠﻬﺎ).(٣ ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺫﺍﺘﻴﺔ ﻓﻌﻠﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻴﻥ
ً ﻣﺘﻜﻠﲈ، ﻷﻧﻪ ﱂ ﻳﺰل وﻻ ﻳﺰال ﻓﺈﻧﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أﺻﻠﻪ ﺻﻔﺔ ذاﺗﻴﺔ؛ ّ ﻛﺎﻟﻜﻼم ّ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب اﻷﻳﲈن واﻟﻨﺬور ،ﺑﺎب اﳊﻠﻒ ﺑﻌﺰة اﷲ وﺻﻔﺎﺗﻪ وﻛﻼﻣﻪ ،ﺑﺮﻗﻢ ،٦٦٦١ وﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﳉﻨﺔ وﺻﻔﺔ ﻧﻌﻴﻤﻬﺎ وأﻫﻠﻬﺎ ،ﺑﺎب اﻟﻨﺎر ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ اﳉﺒﺎرون واﳉﻨﺔ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ
اﻟﻀﻌﻔﺎء ،ﺑﺮﻗﻢ .٢٨٤٨
) (٢اﻧﻈﺮ ﳐﺘﴫ اﻷﺟﻮﺑﺔ اﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ،ص. ١٠٣
) (٣اﻧﻈﺮ :ﳐﺘﴫ اﻷﺟﻮﺑﺔ اﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ،ص. ٣٠
ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺃﺤﺎﺩﻴﺜﻬﺎ
٣٢ وﺑﺎﻋﺘﺒﺎر آﺣﺎد اﻟﻜﻼم ﺻﻔﺔ ﻓﻌﻠﻴﺔ؛ ّ ﻷن اﻟﻜﻼم ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺸﻴﺌﺘﻪ ﻳﺘﻜﻠﻢ إذا أن َ ُ َ أﻣﺮه ِ َ ﻛﻦ أراد َ ْ ً ﺷﻴﺌﺎ َ ْ ﻳﻘﻮل َﻟ ُﻪ ُ ْ إذا َ َ َ إﻧﲈ َ ْ ُ ُ ﺷﺎء ﺑﲈ ﺷﺎء ،ﻛﲈ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃ ِ ] :ﱠ َ ﻓﺈﳖﺎ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﳊﻜﻤﺘﻪ ،وﻗﺪ ََ ُ ُ ﻓﻴﻜﻮن [ ،وﻛﻞ ﺻﻔﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺸﻴﺌﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ّ ً ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻟﻨﺎ ،وﻗﺪ ﻧﻌﺠﺰ ﻋﻦ إدراﻛﻬﺎ ،ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﻋﻠﻢ اﻟﻴﻘﲔ ﺗﻜﻮن اﳊﻜﻤﺔ
ً ﺷﻴﺌﺎ إﻻ وﻫﻮ ﻣﻮاﻓﻖ ﻟﻠﺤﻜﻤﺔ ،ﻛﲈ ﻳﺸﲑ إﻟﻴﻪ ﻗﻮﻟﻪ أﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻻ ﻳﺸﺎء ِ إن اﷲ َ َ ِ ﺣﻜﻴﲈ [).(٢)(١ ﻳﺸﺎء اﷲ ِ ﱠ وﻣﺎ َ َ ُ َ ﺗﻌﺎﱃَ َ ] : ﺗﺸﺎؤون ِإﻻّ َأن َ َ َ ﻋﻠﻴﲈ َ ً ﻛﺎن َ ً ###
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١ﺳﻮرة اﻟﺪﻫﺮ ،اﻵﻳﺔ. ٣٠ :
) (٢اﻧﻈﺮ :اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﳌﺜﲆ ﰲ ﺻﻔﺎت اﷲ وأﺳﲈﺋﻪ اﳊﺴﻨﻰ ،ص. ٢٤
ﻭﺴﻁﻴﺔ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻤﻥ :ﻭﺴﻁﻴﺔ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ
٣٣
ﺃﻭﻻﹰ :ﺘﻭﺴﻁ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺒﻴﻥ ﻓﺭﻕ ﺍﻟﻀﻼل ﻓﻲ ﺒﺎﺏ ﺼﻔﺎﺕ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ
اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺳﻂ ﺑﲔ اﳌﻠﻞ ،ﻛﲈ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃَ ِ َ َ َ ] : ﺟﻌﻠﻨﺎﻛﻢ وﻛﺬﻟﻚ َ َ ْ َ ُ ْ أﻣﺔ َ َ ً ُﱠ ً وﺳﻄﺎ [) ،(١وأﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ وﺳﻂ ﺑﲔ اﻟﻔﺮق اﳌﻨﺘﺴﺒﺔ ﻟﻺﺳﻼم .ﻓﻬﻢ
وﺳﻂ ﺑﲔ اﳉﻬﻤﻴﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻔﻮن ﺻﻔﺎت اﷲ ﺗﻌﺎﱃ وأﺳﲈﺋﻪ اﳊﺴﻨﻰ، ﱠ ﻓﻌﻄﻠﻮا اﷲ ﻋﻦ ﺻﻔﺎﺗﻪ ،ﻓﺒﺬﻟﻚ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﺳﻢ أﻫﻞ اﻟﺘﻌﻄﻴﻞ ،وﺑﲔ
أﻫﻞ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ وﻫﻢ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻋﺎرﺿﺖ اﳉﻬﻤﻴﺔ ،ﻓﺄﺛﺒﺘﻮا اﻟﺼﻔﺎت ﷲ ﻏﲑ أﳖﻢ
ﺟﻌﻠﻮﻫﺎ ﻛﺼﻔﺎت اﳌﺨﻠﻮﻗﲔ ،ﻓﻘﺎﻟﻮا :ﻳﺪ ﻛﻴﺪ اﳌﺨﻠﻮق ،وﺳﻤﻊ ﻛﺴﻤﻊ اﳌﺨﻠﻮق .ﺗﻌﺎﱃ اﷲ ﻋﲈ ﻳﻘﻮل اﻟﻈﺎﳌﻮن ً ﻋﻠﻮا ﻛﺒﲑاً.
ً إﺛﺒﺎﺗﺎ ﺑﻼ ﲤﺜﻴﻞ ،وﻳﻨﺰﻫﻮن وأﻣﺎ أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ واﳉﲈﻋﺔ ﻓﻴﺜﺒﺘﻮن اﻟﺼﻔﺎت اﷲ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﲠﺔ اﳌﺨﻠﻮﻗﲔ ﺗﻨﺰﳞﺎً ﺑﻼ ﺗﻌﻄﻴﻞ ،ﻓﻬﻢ ﲨﻌﻮا ﺑﲔ اﻟﺘﻨﺰﻳﻪ واﻹﺛﺒﺎت .وﻗﺪ رد اﷲ ﻋﲆ اﻟﻄﺎﺋﻔﺘﲔ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃَ ] :ﻟﻴﺲ َ ِ ْ ِ ِ ﳾء ْ َ ّ ﻛﻤﺜﻠﻪ َ ْ اﻟﺒﺼﲑ [ ،ﻓﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃَ ] :ﻟﻴﺲ َ ِ ْ ِ ِ ِ ِ رد ﻋﲆ ﳾء [ ﱞ ْ َ وﻫﻮ ﱠ ُ َ ُ َ ﻛﻤﺜﻠﻪ َ ْ ٌ اﻟﺴﻤﻴﻊ َ ُ ِ ِ رد ﻋﲆ ﱢ اﳌﻌﻄﻠﺔ).(٢ اﻟﺒﺼﲑ [ ﱞ وﻫﻮ ﱠ ُ اﳌﺸﺒﻬﺔ .وﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃَ ُ َ ] : ﱢ اﻟﺴﻤﻴﻊ َ ُ ﺜﺎﻨﻴﺎﹰ :ﺘﻭﺴﻁ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺒﺎﺏ ﺃﻓﻌﺎل ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﺒﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺩﺭﻴﺔ
وأﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ وﺳﻂ ﰲ ﺑﺎب أﻓﻌﺎل اﻟﻌﺒﺎد ﺑﲔ اﳉﱪﻳﺔ واﻟﻘﺪرﻳﺔ وﻏﲑﻫﻢ.
ﻓﺎﳉﱪﻳﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ اﳉﻬﻤﻴﺔ أﺗﺒﺎع اﳉﻬﻢ ﺑﻦ ﺻﻔﻮان ﻳﻘﻮﻟﻮن :إن اﻟﻌﺒﺪ
ﳎﺒﻮر ﻋﲆ ﻓﻌﻠﻪ وﺣﺮﻛﺎﺗﻪ وأﻓﻌﺎﻟﻪ ﻛﻠﻬﺎ ﻛﺤﺮﻛﺎت اﳌﺮﺗﻌﺶ واﻟﻌﺮوق ٌ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )(١ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ،اﻵﻳﺔ.١٤٣ :
) (٢اﻟﻜﻮاﺷﻒ اﳉﻠﻴﺔ ،ص ،٤٩٤وﴍح اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ ﻟﻠﻬﺮاس ،ص. ١٢٦
ﻭﺴﻁﻴﺔ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ
٣٤ اﻟﻨﺎﺑﻀﺔ ]وﻛﺎﻟﺮﻳﺸﺔ ﰲ ﻣﻬﺐ اﻟﺮﻳﺢ[ واﻟﻜﻞ ﻓﻌﻞ اﷲ.
أﻣﺎ اﻟﻘﺪرﻳﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ اﳌﻌﺘﺰﻟﺔ أﺗﺒﺎع ﻣﻌﺒﺪ اﳉﻬﻨﻲ وﻣﻦ واﻓﻘﻬﻢ ﻓﻘﺎﻟﻮا:
ّ إن اﻟﻌﺒﺪ ﻫﻮ اﳋﺎﻟﻖ ﻷﻓﻌﺎﻟﻪ دون ﻣﺸﻴﺌﺔ اﷲ وﻗﺪرﺗﻪ ،ﻓﺄﻧﻜﺮوا أن ﻳﻜﻮن اﷲ إن اﷲ ﱂ ُﻳ ِﺮ ْدﻫﺎ وﱂ ْ ﻫﻮ اﳋﺎﻟﻖ ﻷﻓﻌﺎل اﻟﻌﺒﺎد ،وﻗﺎﻟﻮاّ : ﻳﺸﺄﻫﺎ .وﻫﺪى اﷲ وﺳﻄﺎ ﺑﲔ ﻫﺎﺗﲔ اﻟﻔﺮﻗﺘﲔ ،ﻓﻘﺎﻟﻮاّ : ً إن اﷲ أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ واﳉﲈﻋﺔ ﻷن ﻳﻜﻮﻧﻮا
ﺗﻌﺎﱃ ﻫﻮ ﺧﺎﻟﻖ اﻟﻌﺒﺎد وأﻓﻌﺎﳍﻢ ،واﻟﻌﺒﺎد ﻓﺎﻋﻠﻮن ﺣﻘﻴﻘﺔ وﳍﻢ ﻗﺪرة ﻋﲆ وﻣﺎ ﺧﻠﻘﻜﻢ َ َ أﻋﲈﳍﻢ ،واﷲ ﺧﺎﻟﻘﻬﻢ وﺧﺎﻟﻖ ﻗﺪراﲥﻢ ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃَ ]:واﷲ َ َ َ ُ ْ
ﺗﻌﻤﻠﻮن [) ، (١وأﺛﺒﺘﻮا ﻟﻠﻌﺒﺪ ﻣﺸﻴﺌﺔ واﺧﺘﻴﺎراً ﺗﺎﺑﻌﲔ ﳌﺸﻴﺌﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻗﺎل ََُْ َ ِ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ] :ﳌَﻦ َ ِ رب وﻣﺎ َ َ ُ َ ﻳﺸﺎء اﷲ َ ﱡ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ * َ َ ﻣﻨﻜﻢ َأن َ ْ َ َ ﺷﺎء ُ ْ َ ﺗﺸﺎؤون ِإﻻّ َأن َ َ َ ْ ِ ﻤﲔ [).(٢ اﻟﻌﺎﻟـَ َ َ ﺜﺎﻟﺜﺎﹰ:ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺴﻁ ﻓﻲ ﺒﺎﺏ ﻭﻋﻴﺩ ﺍﷲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺭﺠﺌﺔ ﻭﺍﻟﻭﻋﻴﺩﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺩﺭﻴﺔ
وﺳ ﱡﻤﻮا ﺑﺬﻟﻚ ﻷﳖﻢ ﱠ أﺧﺮوا اﳌﺮﺟﺌﺔ :ﻧﺴﺒﺔ إﱃ اﻹرﺟﺎء وﻫﻮ اﻟﺘﺄﺧﲑُ ،
اﻷﻋﲈل ﻋﻦ اﻹﻳﲈن ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻟﻮا :ﻻ ﻳﴬ ﻣﻊ اﻹﻳﲈن ذﻧﺐ ﻛﲈ ﻻ ﻳﻨﻔﻊ ﻣﻊ اﻟﻜﻔﺮ ﻃﺎﻋﺔ ،ﻓﻌﻨﺪﻫﻢ أن اﻷﻋﲈل ﻟﻴﺴﺖ داﺧﻠﺔ ﰲ ﻣﺴﻤﻰ اﻹﻳﲈن ،وأن
اﻹﻳﲈن ﻻ ﻳﺰﻳﺪ وﻻ ﻳﻨﻘﺺ ،وأن ﻣﺮﺗﻜﺐ اﻟﻜﺒﲑة ﻛﺎﻣﻞ اﻹﻳﲈن ﻏﲑ ﻌﺮض ﻟﻠﻮﻋﻴﺪ ،وﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﺑﺎﻃﻞ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ. ُﻣ ﱠ
إن اﷲ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻘﻼً أن ُﻳ ﱢ واﻟﻮﻋﻴﺪﻳﺔ ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮاّ : ﻌﺬب اﻟﻌﺎﴆ،
ﻛﲈ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺜﻴﺐ اﻟﻄﺎﺋﻊ ،ﻓﻤﻦ ﻣﺎت ﻋﲆ ﻛﺒﲑة وﱂ ﻳﺘﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻬﻮ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(١ﺳﻮرة اﻟﺼﺎﻓﺎت ،اﻵﻳﺔ. ٩٦ :
)(٢ﺳﻮرة اﻟﺘﻜﻮﻳﺮ ،اﻵﻳﺘﺎن. ٢٩ -٢٨:
ﻭﺴﻁﻴﺔ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ
٣٥ ﺧﺎﻟﺪ ُﳐ ﱠﻠﺪ ﰲ اﻟﻨﺎر ،وﻫﺬا أﺻﻞ ﻣﻦ أﺻﻮل اﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ،وﺑﻪ ﺗﻘﻮل اﳋﻮارج، ﻗﺎﻟﻮا :ﱠ ﻷن اﷲ ﻻ ﳜﻠﻒ اﳌﻴﻌﺎد .وﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﺑﺎﻃﻞ ﳐﺎﻟﻒ ﻟﻠﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ، ِ ِ إن اﷲ ﻻَ َ ْ ِ ُ َ دون َ ِ َ ذﻟﻚ َﳌﻦ وﻳﻐﻔﺮ َﻣﺎ ُ َ ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ِ ] :ﱠ ﻳﴩ َك ِﺑﻪ َ َ ْ ُ ﻳﻐﻔﺮ أن ُ ْ َ ََ ﻳﺸﺎء [).(١
أﻣﺎ أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ واﳉﲈﻋﺔ ﻓﻬﻢ وﺳﻂ ﰲ ﺑﺎب وﻋﻴﺪ اﷲ ﺑﲔ ﻫﺎﺗﲔ اﻟﻄﺎﺋﻔﺘﲔ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻟﻮاّ : إن ﻣﺮﺗﻜﺐ اﻟﻜﺒﲑة ﻣﺆﻣﻦ ﺑﺈﻳﲈﻧﻪ ﻓﺎﺳﻖ ﺑﻜﺒﲑﺗﻪ أو ﻣﺆﻣﻦ ﻧﺎﻗﺺ اﻹﻳﲈن ،وإن ﻣﺎت وﱂ ﻳﺘﺐ ﻓﻬﻮ ﲢﺖ ﻣﺸﻴﺌﺔ اﷲ إن ﺷﺎء ﻋﻔﺎ
ﻋﻨﻪ ﺑﺮﲪﺘﻪ وﻓﻀﻠﻪ وأدﺧﻠﻪ اﳉﻨﺔ ﻣﻦ أول وﻫﻠﺔ ،وإن ﺷﺎء ﻋﺬﺑﻪ ﺑﻌﺪﻟﻪ ﺑﻘﺪر ذﻧﻮﺑﻪ ﰲ اﻟﻨﺎر ،وﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﳜﻠﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻞ ﳜﺮج ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻄﻬﲑ واﻟﺘﻤﺤﻴﺺ ﻣﻦ اﻟﺬﻧﻮب واﳌﻌﺎﴆ ،وﻳﺪﺧﻞ اﳉﻨﺔ ﺑﺸﻔﺎﻋﺔ أو ﺑﻔﻀﻞ اﷲ ورﲪﺘﻪ ،ﱞ وﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ .وﻗﺎل أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ :وإﺧﻼف اﻟﻮﻋﻴﺪ ﻛﺮم ﺑﺨﻼف ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻤﺪح ﺑﺈﺧﻼف اﻟﻮﻋﻴﺪ ﺑﺨﻼف ]إﺧﻼف[ اﻟﻮﻋﺪ. إﺧﻼف اﻟﻮﻋﺪ؛ ّ ﻗﺎل اﻟﺸﺎﻋﺮ:
ﻭﺇﻨﱢﻲ ﻭﺇﻥ ﺃَﻭﻋﺩﺘﹸُﻪ ﺃﻭ ﻭﻋﺩﺘﹸُﻪ
)(٢
ﻟﻤﺨﻠﻑﹸُ ﺇﻴﻌﺎﺩﻱ ﻭﻤﻨﺠﺯ ﻤﻭﻋﺩﻱ
ﺭﺍﺒﻌﺎﹰ :ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﱠﺔ ﻭﺴﻁ ﻓﻲ ﺒﺎﺏ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﺭﻭﺭﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﺯﻟﺔ ،ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺭﺠﺌﺔ ،ﻭﺍﻟﺠﻬﻤﻴﺔ
اﻟﺪﻳﻦ ﻣﺜﻞ :ﻣﺆﻣﻦ ،وﻣﺴﻠﻢ ،وﻛﺎﻓﺮ ،وﻓﺎﺳﻖ. اﳌﺮاد ﺑﺎﻷﺳﲈء ﻫﻨﺎ أﺳﲈء ﱢ
واﳌﺮاد ﺑﺎﻷﺣﻜﺎم :أﺣﻜﺎم أﺻﺤﺎﲠﺎ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )(١ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء ،اﻵﻳﺔ. ٤٨ :
) (٢اﻧﻈﺮ :اﻟﺮوﺿﺔ اﻟﻨﺪﻳﺔ ،ص ،٢٥٢واﻟﻜﻮاﺷﻒ ،ص. ٥٠١
ﻭﺴﻁﻴﺔ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ
٣٦ - ١اﳊﺮورﻳﺔ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ اﳋﻮارج ﻧﺴﺒﻮا إﱃ ﺣﺮوراء ،وﻫﻮ ﻣﻮﺿﻊ
ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ اﻟﻜﻮﻓﺔ اﺟﺘﻤﻌﻮا ﻓﻴﻪ ﺣﲔ ﺧﺮﺟﻮا ﻋﲆ ﻋﲇ tﻓﻌﻨﺪﻫﻢ ﱠأﻧﻪ ﻻ أدى اﻟﻮاﺟﺒﺎت واﺟﺘﻨﺐ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ .وﻳﻘﻮﻟﻮنّ : ً إن ﺴﻤﻰ ﻣﺆﻣﻨﺎ إﻻ ﻣﻦ ﱠ ُﻳ ﱠ
اﻟﺪﻳﻦ واﻹﻳﲈن ﻗﻮل ،وﻋﻤﻞ ،واﻋﺘﻘﺎد .وﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ وﻻ ﻳﻨﻘﺺ ،ﻓﻤﻦ أﺗﻰ ﻛﺒﲑة ﻛﻔﺮ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻫﻮ ﰲ اﻵﺧﺮة ﺧﺎﻟﺪ ﳐﻠﺪ ﰲ اﻟﻨﺎر إن ﱂ ﻳﺘﺐ ﻗﺒﻞ
اﳌﻮت.
- ٢اﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻫﻢ أﺗﺒﺎع واﺻﻞ ﺑﻦ ﻋﻄﺎء وﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ُﺳ ﱡﻤﻮا ﺑﺬﻟﻚ ﳌّﺎ
ﺴﻤﻰ اﻋﺘﺰﻟﻮا ﳎﻠﺲ اﳊﺴﻦ اﻟﺒﴫي ،وﻗﻴﻞ ﻏﲑ ذﻟﻚ .ﻓﻌﻨﺪﻫﻢ أﻧﻪ ﻻ ُﻳ ﱠ ً ﻣﺆﻣﻨﺎ إﻻ ﻣﻦ أدى اﻟﻮاﺟﺒﺎت واﺟﺘﻨﺐ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ،وﻳﻘﻮﻟﻮن :إن اﻟﺪﻳﻦ
واﻹﻳﲈن ﻗﻮل وﻋﻤﻞ واﻋﺘﻘﺎد ،وﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ وﻻ ﻳﻨﻘﺺ ،ﻓﻤﻦ أﺗﻰ ﻛﺒﲑة ﺻﺎر ﰲ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﺑﲔ اﳌﻨﺰﻟﺘﲔ -ﺧﺮج ﻣﻦ اﻹﻳﲈن وﱂ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ اﻟﻜﻔﺮ -ﻫﺬا ﺣﻜﻤﻪ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،،وﺣﻜﻤﻪ ﰲ اﻵﺧﺮة ﺧﺎﻟﺪ ُﳐ َ ﱠﻠ ٌﺪ ﰲ اﻟﻨﺎر .ﻓﻮﻗﻊ
اﳋﻼف ﺑﲔ اﳋﻮارج واﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﰲ ﻣﻮﺿﻌﲔ ووﻗﻊ اﻻﺗﻔﺎق ﺑﻴﻨﻬﻢ ﰲ ﻣﻮﺿﻌﲔ .وﻗﻊ اﻻﺗﻔﺎق ﺑﻴﻨﻬﻢ ﰲ:
أ -ﻧﻔﻲ اﻹﻳﲈن ﻋﻦ ﻣﺮﺗﻜﺐ اﻟﻜﺒﲑة. ب -ﺧﻠﻮده ﰲ اﻟﻨﺎر ﻣﻊ اﻟﻜﻔﺎر.
ووﻗﻊ اﳋﻼف ﺑﻴﻨﻬﻢ ﰲ:
ً ﻛﺎﻓﺮا ،واﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻗﺎﻟﻮا ﰲ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﺑﲔ اﳌﻨﺰﻟﺘﲔ. أ -اﳋﻮارج َﺳ ﱡﻤﻮه ﱡ اﺳﺘﺤﻠﻮا دﻣﻪ وﻣﺎﻟﻪ ،واﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﱂ ﻳﻔﻌﻠﻮا ذﻟﻚ. ب -اﳋﻮارج
- ٣اﳌﺮﺟﺌﺔ ﻗﺎﻟﻮا :ﻻ ﻳﴬ ﻣﻊ اﻹﻳﲈن ذﻧﺐ ﻛﲈ ﻻ ﻳﻨﻔﻊ ﻣﻊ اﻟﻜﻔﺮ
ﻭﺴﻁﻴﺔ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ
٣٧ ﻃﺎﻋﺔ ،ﻓﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮن :إن اﻹﻳﲈن ُﳎ ﱠﺮد اﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ .ﻓﻤﺮﺗﻜﺐ اﻟﻜﺒﲑة
ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻛﺎﻣﻞ اﻹﻳﲈن وﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ دﺧﻮل اﻟﻨﺎر .ﻓﻌﲆ ﻫﺬا ﻳﻜﻮن إﻳﲈن أﻓﺴﻖ اﻟﻨﺎس ﻛﺈﻳﲈن أﻛﻤﻞ اﻟﻨﺎس.
- ٤وﻛﺬا ﻗﺎل اﳉﻬﻤﻴﺔ .ﻓﺎﳉﻬﻢ ﻗﺪ اﺑﺘﺪع اﻟﺘﻌﻄﻴﻞ ،واﳉﱪ ،واﻹرﺟﺎء
ﻛﲈ ﻗﺎل اﻹﻣﺎم اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ رﲪﻪ اﷲ ،ﻓﻤﺮﺗﻜﺐ اﻟﻜﺒﲑة ﻋﻨﺪ ﻫﺆﻻء ﻛﺎﻣﻞ
اﻹﻳﲈن وﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ دﺧﻮل اﻟﻨﺎر.
- ٥أﻣﺎ أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ واﳉﲈﻋﺔ ﻓﻬﺪاﻫﻢ اﷲ ﻟﻠﺤﻖ ،ﻓﻘﺎﻟﻮاّ : إن اﻹﻳﲈن ﻗﻮل ﱢ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎن ،وﻋﻤﻞ ﺑﺎﳉﻮارح ،واﻋﺘﻘﺎد ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ ،ﻳﺰﻳﺪ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ وﻳﻨﻘﺺ
ﺑﺎﳌﻌﺼﻴﺔ .ﻓﻤﺮﺗﻜﺐ اﻟﻜﺒﲑة ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﺆﻣﻦ ﻧﺎﻗﺺ اﻹﻳﲈن ،ﻗﺪ ﻧﻘﺺ ﻣﻦ ً أﺻﻼ ﻛﺎﳋﻮارج إﻳﲈﻧﻪ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ارﺗﻜﺐ ﻣﻦ ﻣﻌﺼﻴﺔ ،ﻓﻼ ﻳﻨﻔﻮن ﻋﻨﻪ اﻹﻳﲈن
ﺣﻜﻤﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎﻣﻞ اﻹﻳﲈن ﻛﺎﳌﺮﺟﺌﺔ واﳉﻬﻤﻴﺔ .أﻣﺎ واﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ،وﻻ ﻳﻘﻮﻟﻮن :ﱠ ُ ﻣﺮة رﲪﺔ ﻣﻨﻪ ﰲ اﻵﺧﺮة ﻓﻬﻮ ﲢﺖ ﻣﺸﻴﺌﺔ اﷲ إن ﺷﺎء أدﺧﻠﻪ اﳉﻨﺔ ﻣﻦ أول ﱠ ً وﻓﻀﻼ ،وإن ﺷﺎء ﻋﺬﺑﻪ ﺑﻘﺪر ﻣﻌﺼﻴﺘﻪ ﻋﺪﻻً ﻣﻨﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺛﻢ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻄﻬﲑ
ﳜﺮﺟﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر وﻳﺪﺧﻠﻪ اﳉﻨﺔ .ﻫﺬا إن ﱂ ﻳﺄت ﺑﻨﺎﻗﺾ ﻣﻦ ﻧﻮاﻗﺾ
اﻹﺳﻼم ،أو ﻳﺴﺘﺤﻞ ﻣﺎ ﺣﺮم اﷲ أو ﳛﺮم ﻣﺎ أﺣﻞ اﷲ.
وﺣﻜﻢ أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻋﲆ ﻋﺪم ﲣﻠﻴﺪ اﳌﺆﻣﻦ ﰲ اﻟﻨﺎر وﺳﻂ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﲔ
اﳋﻮارج واﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻟﻘﻮﳍﻢ ﺑﺨﻠﻮده ﰲ اﻟﻨﺎر ،وﺑﲔ اﳌﺮﺟﺌﺔ واﳉﻬﻤﻴﺔ اﻟﺬﻳﻦ ً ﻋﻘﺎﺑﺎ).(١ ﻗﺎﻟﻮا ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻋﲆ اﳌﻌﺼﻴﺔ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١اﻧﻈﺮ :اﻟﺮوﺿﺔ اﻟﻨﺪﻳﺔ ﴍح اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ ،ص ،٢٥٣واﻟﻜﻮاﺷﻒ اﳉﻠﻴﺔ ،ص ،٥٠٢وﴍح اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ ﻟﻠﻬﺮاس ،ص ،١٣١واﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت اﳌﻔﻴﺪة ﻋﲆ اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ ،ص. ٤٩
ﻭﺴﻁﻴﺔ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ
٣٨
ﺨﺎﻤﺴﺎﹰ:ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺴﻁ ﻓﻲ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ rﺒﻴﻥ ﺍﻟﺭﺍﻓﻀﺔ ﻭﺍﻟﺨﻭﺍﺭﺝ ﻭﺍﻟﻨﻭﺍﺼﺏ
اﻟﺮاﻓﻀﺔ ﻫﻢ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻏﻠﻮا ﰲ ﻋﲇ tوأﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ ،وﻧﺼﺒﻮا وﻛﻔﺮوﻫﻢ ،وﻣﻦ واﻻﻫﻢّ ، اﻟﻌﺪاوة ﳉﻤﻬﻮر اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻛﺎﻟﺜﱠﻼﺛﺔّ ، وﻛﻔﺮوا إن ً ﻣﻦ ﻗﺎﺗﻞ ﻋﻠﻴﺎً وﻗﺎﻟﻮاّ : ﻋﻠﻴﺎ إﻣﺎم ﻣﻌﺼﻮم ،وﺳﺒﺐ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﻢ ﲠﺬا اﻻﺳﻢ ﺗﱪأْ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﺨﲔ :أﰊ أﳖﻢ رﻓﻀﻮا زﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﲇ ﺑﻦ اﳊﺴﲔ ،ﺣﻴﻨﲈ ﻗﺎﻟﻮاّ : ﺑﻜﺮ وﻋﻤﺮ ،ﻓﻘﺎل :ﻣﻌﺎذ اﷲ ،وزﻳﺮا ﺟﺪي ،ﻓﺮﻓﻀﻮه ﻓﺴﻤﻮا راﻓﻀﺔ.
ﺗﱪأ ﻣﻨﻬﲈ ،وﺗﺒﻌﻮا ً وأﻣﺎ اﻟﺰﻳﺪﻳﺔ ﻓﻘﺎﻟﻮا :ﻧﺘﻮﻻﳘﺎ، ﻓﺴّﻤﻮا زﻳﺪا ُ وﻧﺘﱪأ ﳑﻦ ّ ّ
ﺑﺎﻟﺰﻳﺪﻳﺔ.
ً ﻋﻠﻴﺎ ،وﻣﻌﺎوﻳﺔ ،وﻣﻦ ﻣﻌﻬﲈ ﻣﻦ واﳋﻮارج ﻗﺎﺑﻠﻮا ﻫﺆﻻء ﻓﻜﻔﺮوا
اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ،وﻗﺎﺗﻠﻮﻫﻢ ،واﺳﺘﺤﻠﻮا دﻣﺎءﻫﻢ ،وأﻣﻮاﳍﻢ.
واﻟﻨﻮاﺻﺐ :ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺼﺒﻮا اﻟﻌﺪاوة ﻷﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ وﻳﻄﻌﻨﻮن ﻓﻴﻬﻢ.
أﻣﺎ أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ واﳉﲈﻋﺔ ﻓﻬﺪاﻫﻢ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻠﺤﻖ واﻟﺼﻮاب،ﻓﻠﻢ ﻳﻐﻠﻮا ﰲ ﻋﲇ وأﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ،وﱂ ﻳﻨﺼﺒﻮا اﻟﻌﺪاوة ﻟﻠﺼﺤﺎﺑﺔ yوﱂ ّ ﻳﻜﻔﺮوﻫﻢ،وﱂ ﻳﻔﻌﻠﻮا ﻛﲈ ﻓﻌﻞ اﻟﻨﻮاﺻﺐ ﻣﻦ ﻋﺪاوة أﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ.ﺑﻞ ﻳﻌﱰﻓﻮن ﺑﺤﻖ اﳉﻤﻴﻊ
وﻓﻀﻠﻬﻢ،وﻳﻮاﻟﻮﳖﻢ وﻳﺮﺗﺒﻮﳖﻢ ﰲ اﻟﻔﻀﻞ واﻷﻓﻀﻠﻴﱠﺔ:أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ،ﺛﻢ ﻋﻤﺮ،ﺛﻢ
وﻳﱰﲪﻮن ﻋﲆ ﻋﺜﲈن،ﺛﻢ ﻋﲇ ،yوﻳﻜﻔﻮن ﻋﻦ اﳋﻮض ﻓﻴﲈ ﺟﺮى ﺑﻴﻨﻬﻢ، ﱠ ﲨﻴﻊ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ،ﻓﻜﺎﻧﻮا وﺳ ً ﻄﺎ ﺑﲔ ﻏﻠﻮ اﻟﺮاﻓﻀﺔ،وﺟﻔﺎء اﳋﻮارج).(١ ###
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١اﻧﻈﺮ :اﻟﻜﻮاﺷﻒ اﳉﻠﻴﺔ ،ص. ٥٠٥
ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﺎﻟﻴﻭﻡ ﺍﻵﺨﺭ
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ :ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﺎﻟﻴﻭﻡ ﺍﻵﺨﺭ
٣٩
اﻟﺴﺘﺔ ،وﻗﺪ ﺗﻘﺪم ذﻛﺮ اﻹﻳﲈن ﺑﺎﻟﻴﻮم اﻵﺧﺮ ﻫﻮ أﺣﺪ أرﻛﺎن اﻹﻳﲈن ﱢ
اﻹﻳﲈن ﺑﺎﻟﻴﻮم اﻵﺧﺮ إﲨﺎﻻً ،وﻫﺎﻫﻨﺎ أراد ﻣﺆﻟﻒ اﻟﻌﻘﻴﺪة) (١رﲪﻪ اﷲ ذﻛﺮ
ﺑﻌﺾ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم اﻟﻌﻈﻴﻢ .وﺧﻼﺻﺔ ﻣﺬﻫﺐ أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﰲ
اﻹﻳﲈن ﺑﺎﻟﻴﻮم اﻵﺧﺮ ﻋﲆ اﻟﻨﺤﻮ اﻵﰐ: أوﻻً :اﻹﻳﲈن ﺑﻔﺘﻨﺔ اﻟﻘﱪ .ﳚﺐ اﻹﻳﲈن ﱠ ﺑﺄن اﻟﻨﺎس ﻳﻤﺘﺤﻨﻮن ﰲ ﻗﺒﻮرﻫﻢ ﺑﻌﺪ اﳌﻮت ،وﻫﺬا اﻻﻣﺘﺤﺎن أو اﻻﺧﺘﺒﺎر ﻳﻘﺎل ﻟﻪ ﻓﺘﻨﺔ اﻟﻘﱪ ،وﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ
رﺑﻚ؟ وﻣﺎ اﻟﻨﺒﻲ rأن اﻟﻨﺎس ﻳﻤﺘﺤﻨﻮن ﰲ ﻗﺒﻮرﻫﻢ ﻓﻴﻘﺎل ﻟﻺﻧﺴﺎنَ :ﻣﻦ ﱡ
رﰊ اﷲ ودﻳﻨﻲ اﻹﺳﻼم ،وﻧﺒﻴّ َﻲ ﳏﻤﺪ ُ ﻧﺒﻴﻚ؟ .ﻓﺎﳌﺆﻣﻦ ﻳﻘﻮل :ﱢ دﻳﻨﻚ؟ وﻣﻦ ﱡ rواﻟﻔﺎﺟﺮ ﻳﻘﻮل :ﻫﺎه ﻫﺎه ،ﻻ أدري ،ﺳﻤﻌﺖ اﻟﻨﺎس ﻳﻘﻮﻟﻮن ً ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻘﻠﺘﻪ، ٍ ً ﺻﻴﺤﺔ ﺑﻤﻄﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪ ﻓﻴﺼﻴﺢ ﻓﻴﻘﺎل ﻟﻪ :ﻻ درﻳﺖ وﻻ ﺗﻠﻴﺖَ ،ﻓﻴُﴬب ﻳﺴﻤﻌﻬﺎ ﻛﻞ ﳾء إﻻ اﻹﻧﺴﺎن ،وﻟﻮ ﺳﻤﻌﻬﺎ ﻟﺼﻌﻖ .(٢)ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃ: وﰲ ِ ِ اﻟﺜﺎﺑﺖ ِﰲ اﻟـْ ِ ﺑﺎﻟﻘﻮل ﱠ ِ ِ ِ آﻣﻨﻮا ِ ْ َ ْ ِ اﻟﺪﻧﻴﺎ َ ِ اﻵﺧﺮة َ ُ ِ ﱡ اﻟﺬﻳﻦ َ ُ ْ وﻳﻀﻞ ] َُﱢ ُ ﻳﺜﺒﺖ اﷲ ﱠ َ َ ﺤﻴﺎة ﱡ ْ َ ََ ِ اﻟﻈﺎﳌﲔ َ َ ْ َ ُ ﻳﺸﺎء [).(٣ اﷲ ﱠ َ وﻳﻔﻌﻞ اﷲ َﻣﺎ َ َ ُ ً ﺛﺎﻧﻴﺎ:ﻧﻌﻴﻢ اﻟﻘﱪ وﻋﺬاﺑﻪ :ورد ﺑﻪ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ،وأﻧﻪ ﺣﻖ ﳚﺐ اﻹﻳﲈن
ﻓﺈﻧﻪ ﺑﻌﺪ اﻟﻔﺘﻨﺔ ﰲ اﻟﻘﱪ ﻧﻌﻮذ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺔ اﻟﻘﱪ وﻋﺬاﺑﻪ،ﺑﻌﺪ ﻫﺬه اﻟﻔﺘﻨﺔ ﺑﻪّ .
إﻣﺎ ﻋﺬاب،وإﻣﺎ ﻧﻌﻴﻢ،ﻓﻤﻦ أﺟﺎب ﻋﲆ أﺳﺌﻠﺔ اﻻﻣﺘﺤﺎن ﰲ اﻟﻘﱪ ﻧﺠﺎ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١ﺷﻴﺦ اﻹﺳﻼم اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ،واﳌﻘﺼﻮد)) :اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ ((.
) (٢أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب اﳉﻨﺎﺋﺰ ،ﺑﺎب اﳌﻴﺖ ﻳﺴﻤﻊ ﺧﻔﻖ اﻟﻨﻌﺎل ،ﺑﺮﻗﻢ .١٣٣٨ )(٣ﺳﻮرة إﺑﺮاﻫﻴﻢ ،اﻵﻳﺔ. ٢٧ :
ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﺎﻟﻴﻭﻡ ﺍﻵﺨﺭ
٤٠ وﺳﻌﺪ ﰲ ﻗﱪه،وﻳﻮم ﺣﴩه،وﻣﻦ ﱂ ﳚﺐ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻷﺳﺌﻠﺔ ﻓﻘﺪ ﺧﴪ ً ﺧﴪاﻧﺎ ﻣﺒﻴﻨﺎً ﻧﺴﺄل اﷲ اﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة.واﻟﻨﻌﻴﻢ أو اﻟﻌﺬاب ﰲ اﻟﻘﱪ ﳚﺮي ﻋﲆ اﻟﺮوح واﳉﺴﺪ ﺗﺒﻊ ﻟﻪ،وﰲ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﲆ اﻟﺮوح واﻟﺒﺪن ﺣﻖ ﱠ ﲨﻴﻌﺎ،واﳋﻼﺻﺔ ّ ً دل ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺘﺎب اﷲ وﺳﻨﺔ أن ﻋﺬاب اﻟﻘﱪ وﻧﻌﻴﻤﻪ ﱞ
رﺳﻮﻟﻪ rوإﲨﺎع اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ً ﺑﺄﻧﻪ ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء ُﻣ ﱠﺪة اﳊﻴﺎة اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﻘﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺛﺎﻟﺜﺎ:اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ اﻟﻜﱪى:ﳚﺐ اﻹﻳﲈن ّ اﻟﻜﱪى ﺣﲔ ﻳﻨﻔﺦ إﴎاﻓﻴﻞ ﰲ اﻟﺼﻮر اﻟﻨﻔﺨﺔ اﻷوﱃ ،ﺛﻢ ﻳﻨﻔﺦ ﻧﻔﺨﺔ اﻟﺒﻌﺚ واﻟﻨﺸﻮر ﻓﺘﻌﺎد اﻷرواح إﱃ أﺟﺴﺎدﻫﺎ ﻓﻴﻘﻮم اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻗﺒﻮرﻫﻢ ﻟﺮب اﻟﻌﺎﳌﲔ: ِ ﳜﺮﺟﻮن ِﻣﻦ ْ َ َ ِ ِ ) ( ﴎ ً ﺑﻌﺜﺮ َﻣﺎ ﻮم َ ْ ُ ُ َ َ ْ ﻳﻌﻠﻢ ِ َإذا ُ ْ َ اﻋﺎ[ َ ] ، ١أ َﻓﻼ َ ْ َ ُ ﺣﻔﺎة ،ﻋﺮاة ،ﻏﺮﻻً ] َﻳ ْ َ اﻷﺟﺪاث َ وﺣﺼﻞ َﻣﺎ ِﰲ ﱡ ُ ِ اﻟﻘﺒﻮرِ* َ ُ ﱢ َ ﻳﻨﺸﻖ ﻋﻨﻪ اﻟﻘﱪ ﳏﻤﺪ .rوﺗﺪﻧﻮ اﻟﺼﺪور[) ،(٢وأول ﻣﻦ ّ ِﰲ ْ ُ ُ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎد اﻟﺸﻤﺲ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻴﻮم وﻳﻠﺠﻤﻬﻢ اﻟﻌﺮق ﻋﲆ ﺣﺴﺐ أﻋﲈﳍﻢ ،وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻇﻞ إﻻّ ﱡ ﻳﻈﻠﻪ اﷲ ﰲ ﻇﻠﻪ ﻳﻮم ﻻ ﱠ ﻇﻠﻪ.
ً وﺗﻨﺼﺐ اﳌﻮازﻳﻦ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﺘﻮزن ﻓﻴﻬﺎ أﻋﲈل اﻟﻌﺒﺎد راﺑﻌﺎ :اﳌﻴﺰانُ : ﻣﺜﻘﺎل َ ٍ ْ ِ ﻣﺜﻘﺎل َ ٍ ْ ِ ﻳﺮه [)، (٣ ﺧﲑا َ َ ُ ذرة َﴍا َ َ ُ ﻳﻌﻤﻞ ْ َ َ ﱠ ﻓﻤﻦ َ ْ َ ] ََ ﻳﻌﻤﻞ ْ َ َ ﱠ وﻣﻦ َ ْ َ ﻳﺮه * َ َ ذرة َ ْ ً ﻣﻮازﻳﻨﻪ َ ُ ْ َ ِ َ ﻣﻮازﻳﻨﻪ وﻣﻦ َ ﱠ ْ ﻓﻤﻦ َ ُ َ ْ ﻫﻢ اﻟـْ ُ ْ ِ ُ َ ﺧﻔﺖ َ َ ِ ُ ُ ﻤﻔﻠﺤﻮن * َ َ ْ ﺛﻘﻠﺖ َ َ ِ ُ ُ ﻓﺄوﻟﺌﻚ ُ ُ ] ََ ِ َُ َِ َ ِ ﺧﺎﻟﺪون [) ،(٤وﻫﺬا اﳌﻴﺰان ﺟﻬﻨﻢ َ ِ ُ َ ﻓﺄوﻟﺌﻚ ﱠ َ ْ أﻧﻔﺴﻬﻢ ِﰲ َ َ ﱠ َ ﺧﴪوا َ ُ َ ُ ْ اﻟﺬﻳﻦ َ ُ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﻪ ﻟﺴﺎن وﻛﻔﺘﺎن ،وﻳﻮزن اﻟﻌﺎﻣﻞ وﻋﻤﻠﻪ. - ٥اﻟﺪواوﻳﻦ وﺗﻄﺎﻳﺮ اﻟﺼﺤﻒ :وﰲ ﻫﺬا اﻟﻴﻮم ُﺗﻨﴩ اﻟﺪواوﻳﻦ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ) (١ﺳﻮرة اﳌﻌﺎرج ،اﻵﻳﺔ.٤٣ :
) (٢ﺳﻮرة اﻟﻌﺎدﻳﺎت ،اﻵﻳﺘﺎن.١٠-٩ : )(٣ﺳﻮرة اﻟﺰﻟﺰﻟﺔ ،اﻵﻳﺘﺎن. ٨-٧ :
)(٤ﺳﻮرة اﳌﺆﻣﻨﻮن ،اﻵﻳﺘﺎن. ١٠٣-١٠٢ :
ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﺎﻟﻴﻭﻡ ﺍﻵﺨﺭ
٤١ ٌ ﺻﺤﺎﺋﻒ أﻋﲈﻟﻪ ﺑﻴﻤﻴﻨﻪ ،ﻓﻬﺬا ﻟﻪ اﻟﺴﻌﺎدة اﻷﺑﺪﻳﺔ ﻓﺂﺧﺬ ﻛﺘﺎﺑﻪ و وﺗﻔﺘﺢ، َ ﻛﺘﺎﺑﻪ ِ ِ ِ ِ ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ُ ِ ِ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺸﻘﻰ ﺑﻌﺪﻫﺎ ً ﺑﻴﻤﻴﻨﻪ أﺑﺪا ،ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃ َ َ ]:ﱠ َ ْ أوﰐ َ َ ُ َ َ ﻫﺎؤم ْ ُ ِ ﻇﻨﻨﺖ َأﲏ ٍ ِ ﺣﺴﺎﺑﻴﻪ * َﻓﻬﻮ ِﰲ ِ َ ٍ ََُ ُ ﻋﻴﺸﺔ اﻗﺮؤوا َ ِ ْ ﻣﻼق َ ِ ْ ُ َ ﻛﺘﺎﺑﻴﻪ * ِ ﱢإﲏ َ َ ُ ﱢ ُ ﻓﻴﻘﻮل َ ُ ُ َ راﺿﻴﺔ * ِﰲ ﺟﻨﱠ ٍﺔ ِ ٍ ِ ٍ ﻗﻄﻮﻓﻬﺎ َ ِ َ ٌ داﻧﻴﺔ [ ) ،(١ﻧﺴﺄل اﷲ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ ،وأن ﻋﺎﻟﻴﺔ * ُ ُ ُ َ َ َ َ ﱠ َ ﳚﻌﻠﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ .وﻣﻨﻬﻢ ٌ آﺧﺬ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺑﺸﲈﻟﻪ ﻣﻦ وراء ﻇﻬﺮه ،ﻓﻬﺬا ﻟﻪ اﻟﺸﻘﺎوة، وأﻣﺎ ﻣﻦ ُ ِ ِ ﻛﺘﺎﺑﻪ أوﰐ َ َ ُ ﻧﺴﺄل اﷲ اﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃ َ َ ] :ﱠ َ ْ َ ﻟﻴﺘﻨﻲ َﱂ ُ َ ِ ِ ِ ِ ِِ ﻟﻴﺘﻬﺎ َ َ ِ وﱂ َأ ِ ِ ﺑﺸﲈﻟﻪ َ َ ُ ُ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺴﺎﺑﻴﻪ * َﻳﺎ َ ْ َ َ أوت َ ِ ْ در َﻣﺎ َ ِ ْ ﻛﺘﺎﺑﻴﻪ * َ َ ْ ْ َ ﻓﻴﻘﻮل َﻳﺎ َ ْ َ ْ ِ ِ َْ ِ ََ ﻣﺎﻟﻴﻪ * َ َ َ ﺛﻢ أﻏﻨﻰ َ ﱢ اﻟﻘﺎﺿﻴﺔ * َﻣﺎ َ ْ َ ﻫﻠﻚ َ ﱢ ﻋﻨﻲ ُ ْ َ ْ ﻋﻨﻲ َ ْ ﺧﺬوه َ ُ ﱡ ُ ﺳﻠﻄﺎﻧﻴﻪ * ُ ُ ُ ﻓﻐﻠﻮه * ُ ﱠ ِ ﺻﻠﻮه [) (٢اﻵﻳﺎت ،ﻧﻌﻮذ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ ﻏﻀﺒﻪ وﻋﻘﺎﺑﻪ. ﺠﺤﻴﻢ َ ﱡ ُ اﻟـْ َ َ ﺳﺎدﺳﺎ :اﳊﺴﺎب :وﳚﺐ اﻹﻳﲈن ﺑﺬﻟﻚ؛ ﱠ ً ﻷن اﷲ أﺧﱪ ﺑﺬﻟﻚ وأﺧﱪ ﺑﻪ
رﺳﻮﻟﻪ ّ .r ﻓﺈن اﷲ ﻳﻮﻗﻒ ﻋﺒﺎده ﻋﲆ أﻋﲈﳍﻢ ﻗﺒﻞ اﻻﻧﴫاف ﻣﻦ اﳌﺤﴩ، ﲡﺪ ُ ﱡ ﺧﲑا أو ً ً ﻛﻞ ﻓﲑى ﻛﻞ إﻧﺴﺎن ﻋﻤﻠﻪ ﺳﻮاء ﻛﺎن ﻳﻮم َ ِ ُ ﴍا ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃَ ْ َ ] : ﻧﻔﺲ ﻣﺎ ِ َ ْ ِ ٍ ﳏﴬا وﻣﺎ ِ َ ْ ِ ﻣﻦ َ ْ ٍ وﺑﻴﻨﻪ ﻟﻮ َ ﱠ أن َ ْ َ َ ﺧﲑ ﱡ ْ َ ً َ َ َ ﻋﻤﻠﺖ ْ َْ ٍ ﱠ َ ﻋﻤﻠﺖ ﻣﻦ ُ َ ﺑﻴﻨﻬﺎ َ َ ْ َ ُ ﺗﻮد َ ْ ﺳﻮء َ َ ﱡ ﺑﻌﻴﺪا [).(٣ أﻣﺪا َ ِ ً ََ ً
ِ ِ ووﺟﺪوا َﻣﺎ َ ِ ُ ﻳﻈﻠﻢ َ ﱡ َ أﺣﺪا [)،(٤ رﺑﻚ َ َ ً وﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃُ َ َ َ ] : ﺣﺎﴐا َوﻻَ َ ْ ُ ﻋﻤﻠﻮا َ ً
وﻳﺴﺄل اﻹﻧﺴﺎن ﰲ ﻫﺬا اﻟﻴﻮم اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻋﻦ أرﺑﻊ :ﻋﻦ ﻋﻤﺮه ﻓﻴﻢ أﻓﻨﺎه، ُ
وﻋﻦ ﺷﺒﺎﺑﻪ ﻓﻴﻢ أﺑﻼه ،وﻋﻦ ﻣﺎﻟﻪ ﻣﻦ أﻳﻦ اﻛﺘﺴﺒﻪ وﻓﻴﲈ أﻧﻔﻘﻪ ،وﻋﻦ ﻋﻠﻤﻪ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )(١ﺳﻮرة اﳊﺎﻗﺔ ،اﻵﻳﺎت. ٢٣-١٩ :
)(٢ﺳﻮرة اﳊﺎﻗﺔ ،اﻵﻳﺎت. ٣٣-٢٥ :
)(٣ﺳﻮرة آل ﻋﻤﺮان ،اﻵﻳﺔ. ٣٠ :
)(٤ﺳﻮرة اﻟﻜﻬﻒ ،اﻵﻳﺔ. ٤٩ :
ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﺎﻟﻴﻭﻡ ﺍﻵﺨﺭ
٤٢ ﻓﻴﻢ ﻓﻌﻞ ،(١)وﻗﺎل اﻟﻨﺒﻲ :rﻣﺎ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ ٍ أﺣﺪ إﻻ ﺳﻴﻜﻠﻤﻪ اﷲ ﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨﻪ
أﺷﺄم ﻣﻨﻪ ﻓﻼ أﻳﻤﻦ ﻣﻨﻪ ﻓﻼ ﻳﺮى إﻻ ﻣﺎ ﻗﺪم ،وﻳﻨﻈﺮ وﺑﻴﻨﻪ ُﺗﺮﲨﺎن ،ﻓﻴﻨﻈﺮ َ َ ﺗﻠﻘﺎء وﺟﻬﻪ ،ﻓﺎﺗﻘﻮا ﻳﺮى إﻻ ﻣﺎ ﻗﺪم ،وﻳﻨﻈﺮ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﻼ ﻳﺮى إﻻ اﻟﻨﺎر َ ِ اﻟﻨﺎر وﻟﻮ ِ ﺑﺸ ﱢﻖ ﲤﺮة ،(٢)وﻳﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﱃ َ َ َ ]:ﱢ َ أﲨﻌﲔ * ﻟﻨﺴﺄﻟﻨﻬﻢ َ ْ َ ْ َ ﻓﻮرﺑﻚ َ َ ْ َ َ ﱠ ُ ْ ﻋﲈ َ ُ ﻳﻌﻤﻠﻮن [) ،(٣واﻟﻜﻔﺎر ﻻ ﳛﺎﺳﺒﻮن ﺣﺴﺎب ﻣﻦ ﺗﻮزن ﺣﺴﻨﺎﲥﻢ، ﻛﺎﻧﻮا َ ْ َ ُ َ َﱠ
ﻓﺈﳖﻢ ﻻ ﺣﺴﻨﺎت ﳍﻢ .ﻧﺴﺄل اﷲ وﻳﻘﺮون ﲠﺎ؛ ّ وإﻧﲈ ﻳﻮﻗﻔﻮن ﻋﲆ أﻋﲈﳍﻢ ﱡ اﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة .وﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ اﻟﻌﲇ اﻟﻌﻈﻴﻢ.
ﺳﺎﺑﻌﺎ :اﳊﻮض اﳌﻮرود :وﻣﻦ ﻣﺬﻫﺐ أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﺼﺪﻳﻖ اﳉﺎزم ّ ً ﺑﺄن ﺑﻴﺎﺿﺎ ﻣﻦ ﱠ ً اﻟﻠﺒﻦ، أﺷﺪ وأن ﻣﺎءه ﱡ ﺣﻮض اﻟﻨﺒﻲ rﰲ ﻋﺮﺻﺎت اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،ﱠ
وأﺣﲆ ﻣﻦ اﻟﻌﺴﻞ ،وآﻧﻴﺘﻪ ﻋﺪد ﻧﺠﻮم اﻟﺴﲈء ،وﻃﻮﻟﻪ ﺷﻬﺮ وﻋﺮﺿﻪ ﺷﻬﺮ، )(٤ ﴍﺑﺔ ﱂ ﻳﻈﻤﺄ ﺑﻌﺪﻫﺎ ً ً ﺘﺺ ﺑﻤﺤﻤﺪ ﻣﻦ ﴍب ﻣﻨﻪ أﺑﺪا ، وﻫﺬا اﳊﻮض ُﳐ ﱞ .rواﻷﻧﺒﻴﺎء ﻛﻞ ﻟﻪ ﺣﻮض ،وﻟﻜﻦ اﳊﻮض اﻷﻋﻈﻢ ﻫﻮ ﳌﺤﻤﺪ .rوﻫﺬا
اﳊﻮض ﰲ اﻷرض ،وﻳﺼﺐ ﻓﻴﻪ ﻣﻴﺰاﺑﺎن ﻣﻦ اﳉﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﻮﺛﺮ ،وﻣﻨﱪ اﻟﺮﺳﻮل rﻋﲆ ﺣﻮﺿﻪ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١أﺧﺮﺟﻪ اﻟﱰﻣﺬي ﰲ ﻛﺘﺎب ﺻﻔﺔ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،ﺑﺎب ﰲ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،ﺑﺮﻗﻢ ،٢٤١٧وأﺑﻮ ﻳﻌﲆ ﰲ ﻣﺴﻨﺪه، ،٤٢٨/١٣ﺑﺮﻗﻢ ،٧٤٣٤وﻗﺎل أﺑﻮ ﻋﻴﺴﻰ :ﻫﺬا ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ .وﺻﺤﺤﻪ اﻷﻟﺒﺎﲏ ﰲ
ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ،ﺑﺮﻗﻢ ،٩٤٦وﰲ ﺻﺤﻴﺢ اﳉﺎﻣﻊ ،ﺑﺮﻗﻢ .٧٣٠٠
) (٢أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺰﻛﺎة ،ﺑﺎب اﻟﺼﺪﻗﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺮد ،ﺑﺮﻗﻢ ،١٤١٣وﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺰﻛﺎة، ﺑﺎب اﳊﺚ ﻋﲆ اﻟﺼﺪﻗﺔ وﻟﻮ ﺑﺸﻖ ﲤﺮة أو ﻛﻠﻤﺔ ﻃﻴﺒﺔ وأﳖﺎ ﺣﺠﺎب ﻣﻦ اﻟﻨﺎر ،ﺑﺮﻗﻢ .٦٧/١٠١٦
)(٣ﺳﻮرة اﳊﺠﺮ ،اﻵﻳﺘﺎن. ٩٣-٩٢ :
) (٤أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺮﻗﺎق ،ﺑﺎب ﰲ اﳊﻮض ،ﺑﺮﻗﻢ ،٦٥٧٩وﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ، ﺑﺎب إﺛﺒﺎت ﺣﻮض ﻧﺒﻴﻨﺎ rوﺻﻔﺎﺗﻪ ،ﺑﺮﻗﻢ .٢٢٩٢
ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﺎﻟﻴﻭﻡ ﺍﻵﺨﺭ
٤٣ ً اﻟﴫاط وﺑﻌﺪه اﻟﻘﻨﻄﺮة ﺑﲔ اﳉﻨﺔ واﻟﻨﺎر :ﳚﺐ اﻹﻳﲈن ﺑﺬﻟﻚ وأﻧﻪ ﺛﺎﻣﻨﺎ :ﱢ
ﻳﻤﺮ ﻋﻠﻴﻪ ّ ﺣﻖ ،وﻫﻮ اﳉﴪ اﳌﻨﺼﻮب ﻋﲆ ﻣﺘﻦ ﺟﻬﻨﻢ ﺑﲔ اﳉﻨﺔ واﻟﻨﺎرّ ، أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻒ ،ﱡ وأدق ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮة. اﻟﴫاط ﱡ ّ اﻷوﻟﻮن واﻵﺧﺮون ،وﻫﺬا ّ
ﻳﻤﺮون ﻋﻠﻴﻪ ﻋﲆ ﺣﺴﺐ أﻋﲈﳍﻢ .ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﻨﺴﺄل اﷲ اﻟﺜﺒﺎت .واﻟﻨﺎس ﱡ
ﻳﻤﺮ ﻛﺎﻟﺮﻳﺢ، ﻳﻤﺮ ﻛﺎﻟﱪق ،وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﱡ ﻳﺘﺠﺎوزه ﻛﻠﻤﺢ اﻟﺒﴫ ،وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﱡ
ﻳﻤﺮ ﻛﺮﻛﺎب اﻹﺑﻞ،وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻤﺮ ﻛﺎﻟﻔﺮس اﳉﻮاد،وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﱡ وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﱡ ً ً ﻳﻌﺪو َﻋ ْﺪ ً زﺣﻔﺎ،وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺸﻴﺎ،وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺰﺣﻒ وا،وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻤﴚ ت ﺑﺨﻄﻔﻪ، ﻳﺴﻘﻂ ﰲ ﺟﻬﻨﻢ،وﻋﲆ ﺣﺎﻓﺔ اﳉﴪ ﻛﻼﻟﻴﺐ ﲣﻄﻒ ﻣﻦ ُأ ِﻣ َﺮ ْ ﻓﺈذا ﲡﺎوز اﳌﺆﻣﻨﻮن وﻗﻔﻮا ﻋﲆ ﻗﻨﻄﺮة ﺑﲔ اﳉﻨﺔ واﻟﻨﺎر ﻓﻴﻘﺘﺺ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ٍ ﺑﻌﺾ ،ﻓﺈذا ُ ﱡﻧﻘﻮا ُأ ِذن ﳍﻢ ﰲ دﺧﻮل اﳉﻨﺔ).(١ ﻣﻦ ً ﺗﺎﺳﻌﺎ :اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻫﻲ ﺳﺆال اﳋﲑ ﻟﻠﻐﲑ ،وﻗﺪ ذﻛﺮ اﳌﺆﻟﻒ رﲪﻪ اﷲ ﺛﻼﺛﺔ
أﻗﺴﺎم ﻣﻦ اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ :ﺛﻨﺘﺎن ﺧﺎﺻﺘﺎن ﺑﻤﺤﻤﺪ ،rواﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻳﺸﻔﻊ ﻫﻮ وﻏﲑه
ﻣﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ،وﻫﻲ ﻋﲆ اﻟﻨﺤﻮ اﻵﰐ:
-١ﱠ اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ وﻫﻲ ﺷﻔﺎﻋﺘﻪ rﻷﻫﻞ اﳌﻮﻗﻒ ﺣﺘﻰ ُﻳﻘﴣ
ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺣﲔ ﻳﱰاﺟﻊ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم.
- ٢ﺷﻔﺎﻋﺘﻪ rﰲ أﻫﻞ اﳉﻨﺔ أن ﻳﺪﺧﻠﻮﻫﺎ) .(٢وﻫﺎﺗﺎن اﻟﺸﻔﺎﻋﺘﺎن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب اﳌﻈﺎﱂ ،ﺑﺎب ﻗﺼﺎص اﳌﻈﺎﱂ ،ﺑﺮﻗﻢ ،٢٤٤٠وﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻹﻳﲈن، ﺑﺎب أدﻧﻰ أﻫﻞ اﳉﻨﺔ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺑﺮﻗﻢ .١٩٥
) (٢أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻹﻳﲈن ،ﺑﺎب ﰲ ﻗﻮل اﻟﻨﺒﻲ :rأﻧﺎ أول اﻟﻨﺎس ﻳﺸﻔﻊ ﰲ اﳉﻨﺔ وأﻧﺎ أﻛﺜﺮ اﻷﻧﺒﻴﺎء ً ﺗﺒﻌﺎ ،ﺑﺮﻗﻢ .١٩٧ ،١٩٦
٤٤ ﺧﺎﺻﺘﺎن ﺑﻪ .r
ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﺎﻟﻴﻭﻡ ﺍﻵﺨﺭ
ﱡ واﻟﺼﺎﳊﲔ، واﻟﺸﻬﺪاء، واﻟﺼ ﱢﺪﻳﻘﲔ، - ٣ﺷﻔﺎﻋﺘﻪ ،rواﻟﻨﺒﻴﲔ، ﱠ ﱢ
وﻏﲑﻫﻢ ﻓﻴﻤﻦ اﺳﺘﺤﻖ اﻟﻨﺎر ﻣﻦ اﳌﺆﻣﻨﲔ أن ﻻ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ،وﻓﻴﻤﻦ دﺧﻠﻬﺎ أن ً أﻗﻮاﻣﺎ، ﳜﺮج ﻣﻨﻬﺎ .وﳜﺮج اﷲ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر ﺑﻐﲑ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﺑﻞ ﺑﻔﻀﻠﻪ ورﲪﺘﻪ
وﻳﺒﻘﻰ ﰲ اﳉﻨﺔ ﻓﻀﻞ ﻋﻦ ﻣﻦ دﺧﻠﻬﺎ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻴﻨﺸﺊ اﷲ ﳍﺎ أﻗﻮاﻣﺎً ﻓﻴﺪﺧﻠﻬﻢ اﳉﻨﺔ.
وﻗﺪ أوﺻﻠﻬﺎ ﰲ ﴍح اﻟﻄﺤﺎوﻳﺔ إﱃ ﺛﲈﻧﻴﺔ أﻗﺴﺎم ﻫﻲ:
- ١اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻟﻔﺼﻞ اﻟﻘﻀﺎء.
- ٢اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﰲ أﻗﻮام ﻗﺪ ﺗﺴﺎوت ﺣﺴﻨﺎﲥﻢ وﺳﻴﺌﺎﲥﻢ.
- ٣اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﰲ أﻗﻮام أﻣﺮ ﲠﻢ إﱃ اﻟﻨﺎر أن ﻻ ﻳﺪﺧﻠﻮﻫﺎ. - ٤اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﰲ رﻓﻊ درﺟﺎت ﻣﻦ دﺧﻞ اﳉﻨﺔ.
- ٥اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﰲ أﻗﻮام أن ﻳﺪﺧﻠﻮا اﳉﻨﺔ ﺑﻐﲑ ﺣﺴﺎب.
- ٦ﺷﻔﺎﻋﺘﻪ ﰲ ﲣﻔﻴﻒ اﻟﻌﺬاب ﻋﻤﻦ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ ،ﻛﺸﻔﺎﻋﺘﻪ ﰲ ﻋﻤﻪ أﰊ ﻃﺎﻟﺐ أن ﳜﻔﻒ ﻋﻨﻪ ﻋﺬاﺑﻪ.
- ٧ﺷﻔﺎﻋﺘﻪ ﻷن ُﻳﺆذن ﳉﻤﻴﻊ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﺑﺪﺧﻮل اﳉﻨﺔ.وﻫﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ ﻛﲈ ﺗﻘﺪم.
- ٨ﺷﻔﺎﻋﺘﻪ ﰲ أﻫﻞ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻣﻦ أﻣﺘﻪ ﳑﻦ دﺧﻞ اﻟﻨﺎر ﻓﻴﺨﺮﺟﻮن ﻣﻨﻬﺎ وﻫﺬه اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻳﺸﺎرﻛﻪ ﻏﲑه ﻓﻴﻬﺎ .وﻫﻲ ﺗﺘﻜﺮر ﻣﻨﻪ rأرﺑﻊ ﻣﺮات:
أ -ﻳﺸﻔﻊ ﻓﻴﻤﻦ ﻛﺎن ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺜﻘﺎل ﺷﻌﲑة ﻣﻦ إﻳﲈن.
ب -ﺛﻢ ﻓﻴﻤﻦ ﻛﺎن ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺜﻘﺎل ذرة أو ﺧﺮدﻟﺔ ﻣﻦ إﻳﲈن.
ﺟ -ﺛﻢ ﻓﻴﻤﻦ ﻛﺎن ﰲ ﻗﻠﺒﻪ أدﻧﻰ ﺣﺒﺔ ﻣﻦ ﺧﺮدل ﻣﻦ إﻳﲈن.
ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﺎﻟﻴﻭﻡ ﺍﻵﺨﺭ
٤٥ د -ﺛﻢ ﻓﻴﻤﻦ ﻗﺎل ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ) ،(١وﰲ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻗﺎل ﻓﻴﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﱃ:
اﻟﻨﺒﻴﻮن ،وﺷﻔﻊ اﳌﺆﻣﻨﻮن وﱂ ﻳﺒﻖ إﻻ أرﺣﻢ ﺷﻔﻌﺖ اﳌﻼﺋﻜﺔ وﺷﻔﻊ ﱡ ً اﻟﺮاﲪﲔ ﻓﻴﻘﺒﺾ ﻗﺒﻀﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر ﻓﻴﺨﺮج ﻣﻨﻬﺎ ً ﺧﲑا ﻗﻂ،(٢) ﻗﻮﻣﺎ ﱂ ﻳﻌﻤﻠﻮا وﺑﻌﻀﻬﻢ أوﺻﻞ اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ إﱃ ﺳﺘﺔ أﻗﺴﺎم: - ١اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ.
- ٢اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﰲ دﺧﻮل اﳉﻨﺔ.
اﺳﺘﺤﻖ اﻟﻨﺎر أن ﻻ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ. - ٣اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﻴﻤﻦ ﱠ - ٤اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻓﻴﻤﻦ دﺧﻠﻬﺎ أن ﳜﺮج ﻣﻨﻬﺎ.
- ٥اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﰲ رﻓﻊ درﺟﺎت أﻗﻮام ﳑﻦ دﺧﻞ اﳉﻨﺔ.
- ٦اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﰲ ﲣﻔﻴﻒ اﻟﻌﺬاب ﻋﻦ أﰊ ﻃﺎﻟﺐ) .(٣وﻗﺪ ﻗﺎل :r
ﺷﻔﺎﻋﺘﻲ ﻷﻫﻞ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻣﻦ أﻣﺘﻲ (٤)واﻟﺸﻔﺎﻋﺔ اﳌﺜﺒﺘﺔ ﳍﺎ ﴍﻃﺎن: اﻟﴩط اﻷول :إذن اﷲ ﱠ ﻟﻠﺸﺎﻓﻊ.
اﻟﴩط اﻟﺜﺎﲏِ :رﴇ اﷲ ﻋﻦ اﳌﺸﻔﻮع ﻟﻪ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب اﻹﻳﲈن ،ﺑﺎب زﻳﺎدة اﻹﻳﲈن وﻧﻘﺼﺎﻧﻪ ،ﺑﺮﻗﻢ ،٤٤وﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻹﻳﲈن ،ﺑﺎب أدﻧﻰ أﻫﻞ اﳉﻨﺔ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺑﺮﻗﻢ .٣٢٥/١٩٣
) (٢أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻹﻳﲈن ،ﺑﺎب ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺮؤﻳﺔ ،ﺑﺮﻗﻢ .١٨٣
) (٣اﻧﻈﺮ اﻟﺮوﺿﺔ اﻟﻨﺪﻳﺔ ،ص ،٥٣٠وﴍح اﻟﻄﺤﺎوﻳﺔ ،١٩٩ ،ﲢﻘﻴﻖ اﻷرﻧﺆوط .واﻧﻈﺮ :اﻟﻜﻮاﺷﻒ اﳉﻠﻴﺔ ،ص. ٥٨٩
) (٤أﺧﺮﺟﻪ أﺑﻮ داود ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺴﻨﺔ،ﺑﺎب ﰲ اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ،ﺑﺮﻗﻢ ،٤٧٣٩واﻟﱰﻣﺬي ﰲ ﻛﺘﺎب ﺻﻔﺔ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ،
ﺑﺎب رﻗﻢ ،١١ﺑﺮﻗﻢ ،٢٤٣٥وأﲪﺪ ﰲ اﳌﺴﻨﺪ،٢١٣/٣،واﳊﺎﻛﻢ ﰲ اﳌﺴﺘﺪرك ،٣٨٢/٢ ،ﻗﺎل
أﺑﻮ ﻋﻴﺴﻰ)) :ﻫﺬا ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ ﻏﺮﻳﺐ(( ،وﻗﺎل اﳊﺎﻛﻢ)):ﻋﲆ ﴍط اﻟﺸﻴﺨﲔ((.وﻗﺎل
اﻟﺬﻫﺒﻲ)):ﻋﲆ ﴍط ﻣﺴﻠﻢ((.وﺻﺤﺤﻪ اﻷﻟﺒﺎﲏ ﰲ ﺻﺤﻴﺢ اﳉﺎﻣﻊ،ﺑﺮﻗﻢ .٣٧١٤
ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﺎﻟﻴﻭﻡ ﺍﻵﺨﺭ
٤٦ ً ﻋﺎﴍا :اﳉﻨﺔ واﻟﻨﺎر .وﻣﺬﻫﺐ أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﰲ اﳉﻨﺔ واﻟﻨﺎر ﻫﻮ اﻻﻋﺘﻘﺎد
اﳉﺎزم ّ ﺑﺄن اﳉﻨﺔ واﻟﻨﺎر ﳐﻠﻮﻗﺘﺎن ﻻ ﺗﻔﻨﻴﺎن ،ﻓﺎﳉﻨﺔ دار أوﻟﻴﺎﺋﻪ واﻟﻨﺎر دار
أﻋﺪاﺋﻪ ،وأﻫﻞ اﳉﻨﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﳐﻠﺪون ،وأﻫﻞ اﻟﻨﺎر ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺎر ﻓﻴﻬﺎ ﳐﻠﺪون، ﱠ وأن اﻟﻨﺎر واﳉﻨﺔ ﻣﻮﺟﻮدﺗﺎن وﻗﺪ رآﳘﺎ رﺳﻮل اﷲ rﰲ ﺻﻼة اﻟﻜﺴﻮف،
وﻗﺪ ﺟﺎء ﰲ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﱠ أن اﳌﻮت ﳚﺎء ﺑﻪ ﰲ ﺻﻮرة ﻛﺒﺶ أﻣﻠﺢ ﺧﻠﻮد ﻓﻼ ﻣﻮت ،وﻳﺎ وﻳﺬﺑﺢ وﻳﻘﺎل :ﻳﺎ أﻫﻞ اﳉﻨﺔ ٌ ﻓﻴﻮﻗﻒ ﺑﲔ اﳉﻨﺔ واﻟﻨﺎر ُ
ﺧﻠﻮد ﻓﻼ ﻣﻮت).(١ أﻫﻞ اﻟﻨﺎر ٌ
###
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﳉﻨﺔ وﺻﻔﺔ ﻧﻌﻴﻤﻬﺎ وأﻫﻠﻬﺎ ،ﺑﺎب اﻟﻨﺎر ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ اﳉﺒﺎرون واﳉﻨﺔ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ اﻟﻀﻌﻔﺎء ،ﺑﺮﻗﻢ .٢٨٤٩
ﺍﻟﻘﺩﺭ ﻭﻤﺭﺍﺘﺒﻪ
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﺎﺸﺭ :ﺍﻟﻘﺩﺭ ﻭﻤﺭﺍﺘﺒﻪ
٤٧
اﻟﻘﺪر ﻫﻮ أﺣﺪ أرﻛﺎن اﻹﻳﲈن اﻟﺴﺘﺔ ،وﻗﺪ ﺗﻘﺪم ذﻛﺮ اﻹﻳﲈن ﺑﺎﻟﻘﺪر إﲨﺎﻻً ﺛﻢ ذﻛﺮه اﳌﺆﻟﻒ رﲪﻪ اﷲ ﻫﻨﺎ ﺗﻔﺼﻴﻼً .واﻟﻘﺪر ﻫﻮ ﺗﻘﺪﻳﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ
ﻟﻸﺷﻴﺎء ﰲ اﻟﻘﺪم ،وﻋﻠﻤﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﱠأﳖﺎ ﺳﺘﻘﻊ ﰲ أوﻗﺎت ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻋﻨﺪه وﻋﲆ ﺻﻔﺎت ﳐﺼﻮﺻﺔ ،وﻛﺘﺎﺑﺘﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﺬﻟﻚ وﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ﻟﻪ ووﻗﻮﻋﻬﺎ
ﻗﺪرﻫﺎ وﺧﻠﻘﻪ ﳍﺎ) ،(١وﻟﻠﻘﺪر أرﺑﻊ ﻣﺮاﺗﺐ ﳚﺐ اﻹﻳﲈن ﲠﺎ ﻋﲆ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﱠ ﻛﲈ آﻣﻦ ﲠﺎ أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ،ﻋﲆ اﻟﻨﺤﻮ اﻵﰐ.
اﳌﺮﺗﺒﺔ اﻷوﱃ :اﻹﻳﲈن ّ ﺑﺄن اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻢ ﺑﲈ اﳋﻠﻖ ﻋﺎﻣﻠﻮن ﺑﻪ ﺑﻌﻠﻤﻪ
اﻷزﱄ اﻷﺑﺪ ،ﻓﻘﺪ ﻋﻠﻢ ﲨﻴﻊ أﺣﻮاﳍﻢ :ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻋﺎت ،واﻷرزاق،
واﻵﺟﺎل ،ﻓﻬﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻛﺎن ،وﻣﺎ ﻳﻜﻮن ،وﻣﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻛﻴﻒ ﺑﻜﻞ َ ٍ ِ ﻗﺪ َ َ َ ﻋﻠﲈ [) ] ،(٢إِ ﱠن اﷲ ِ ُ ﱢ ﺑﻜﻞ وأن اﷲ َ ْ ﻛﺎن ﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃ َ َ ] :ﱠ ﳾء ْ ً أﺣﺎط ِ ُ ﱢ ْ َ ٍ ِ ﻋﻠﻴﻢ [).(٣ ﳾء َ ٌ ْ
اﳌﺮﺗﺒﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﻛﺘﺎﺑﺔ اﷲ ﳉﻤﻴﻊ اﻷﺷﻴﺎء ﰲ ﱠ اﻟﻠﻮح اﳌﺤﻔﻮظ :اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ واﳉﻠﻴﻠﺔ ،ﻣﺎ ﻛﺎن ،وﻣﺎ ﺳﻴﻜﻮن ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃ ]:ﻣﺎ َأﺻﺎب ِﻣﻦ ِ ٍ ﻣﺼﻴﺒﺔ ِﰲ ﱡ َ َ َ َ ِ أﻧﻔﺴﻜﻢ ِإﻻّ ِﰲ ِ َ ٍ ﻛﺘﺎب ﱢﻣﻦ َ ْ ِ َْ ِ ذﻟﻚ َ َ إن َ ِ َ ﻋﲆ اﷲ ﻧﱪأﻫﺎ ِ ﱠ ﻗﺒﻞ َأن ﱠ ْ َ َ َ اﻷرض َوﻻ ِﰲ َ ُ ُ ْ وﻛﻞ َ ٍ ِ )(٤ إﻣﺎم ُ ِ ٍ أﺣﺼﻴﻨﺎه ِﰲ ِ َ ٍ ﻣﺒﲔ [).(١ ﳾء ْ َ ْ َ ُ ﻳﺴﲑ [ ،وﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃ ُ َ ] :ﱠ ْ َ ٌ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١اﻧﻈﺮ :اﻷﺟﻮﺑﺔ اﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ،ص. ١٢١
)(٢ﺳﻮرة اﻟﻄﻼق ،اﻵﻳﺔ. ١٢ :
)(٣ﺳﻮرة اﻟﻌﻨﻜﺒﻮت ،اﻵﻳﺔ. ٦٢ :
)(٤ﺳﻮرة اﳊﺪﻳﺪ ،اﻵﻳﺔ. ٢٢ :
ﺍﻟﻘﺩﺭ ﻭﻤﺭﺍﺘﺒﻪ
٤٨ اﳌﺮﺗﺒﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :اﳌﺸﻴﺌﺔ اﻟﻨﺎﻓﺬة اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺮدﻫﺎ ﳾء ،واﻟﻘﺪرة اﻟﺘﻲ ﻻ
ﻳﻌﺠﺰﻫﺎ ﳾء ،ﻓﺠﻤﻴﻊ اﳊﻮادث وﻗﻌﺖ ﺑﻤﺸﻴﺌﺔ اﷲ وﻗﺪرﺗﻪ ﻓﲈ ﺷﺎء ﻛﺎن، رب وﻣﺎ َ َ ُ َ ﻳﺸﺎء اﷲ َ ﱡ وﻣﺎ ﱂ ﻳﺸﺄ ﱂ ﻳﻜﻦ ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃَ َ ] : ﺗﺸﺎؤون ِإﻻّ َأن َ َ َ ْ ِ ﻤﲔ [).(٢ اﻟﻌﺎﻟـَ َ َ
اﳌﺮﺗﺒﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ :اﳋﻠﻖ ُﻛ ﱡﻠُﻪ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻓﻬﻮ اﳋﺎﻟﻖ وﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﻮاه ﺧﺎﻟﻖ ُ ﱢ ﻛﻞ ﳐﻠﻮق ﻟﻪ .ﻻ إﻟﻪ ﻏﲑه ،وﻻ رب ﺳﻮاه ،ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ] :اﷲ َ ِ ُ وﻛﻴﻞ [) ،(٤)(٣وﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃِ ْ ] : ﻛﻞ َ ٍ َ ٍ ﻣﻦ َ ِ ٍ ﳾء َ ِ ٌ وﻫﻮ َ َ ﻏﲑ ﻫﻞ ْ َ ﳾء َ ُ َ ﺧﺎﻟﻖ َ ْ ُ ﻋﲆ ُ ﱢ ْ ْ
اﷲ [) ،(٥ﻓﺎﷲ اﳋﺎﻟﻖ ﻟﻜﻞ ﳾء وﻗﻊ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ أﻣﺮ اﻟﻌﺒﺎد ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ وﻃﺎﻋﺔ رﺳﻮﻟﻪ ،rوﳖﺎﻫﻢ ﻋﻦ ﻣﻌﺼﻴﺘﻪ وﻫﻮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﳛﺐ اﳌﺤﺴﻨﲔ،
واﳌﻘﺴﻄﲔ ،وﻳﺮﴇ ﻋﻦ اﻟﺬﻳﻦ آﻣﻨﻮا وﻋﻤﻠﻮا اﻟﺼﺎﳊﺎت ،وﻻ ﳛﺐ
اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ،وﻻ ﻳﺮﴇ ﻋﻦ اﻟﻘﻮم اﻟﻔﺎﺳﻘﲔ ،وﻻ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻔﺤﺸﺎء ،وﻻ
ﻳﺮﴇ ﻟﻌﺒﺎده اﻟﻜﻔﺮ ،وﻻ ﳛﺐ اﻟﻔﺴﺎد ،وﻫﻮ اﳊﻜﻴﻢ اﻟﻌﻠﻴﻢ ،وﻗﺪ ﲨﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﺮاﺗﺐ اﻟﻘﺪر ﰲ ﺑﻴﺖ واﺣﺪ ﻗﺎل ﻓﻴﻪ: ﻋﻠﻡ ﻜﺘﺎﺒﺔ ﻤﻭﻻﻨﺎ ﻤﺸﻴﺌﺘﻪ
ﻭﺨﻠﻘﻪ ﻭﻫﻭ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﻭﺘﻜﻭﻴﻥ
واﻹﻳﲈن ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ اﳌﻘﺎدﻳﺮ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﲬﺴﺔ ﺗﻘﺎدﻳﺮ: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ =
)(١ﺳﻮرة ﻳﺲ ،اﻵﻳﺔ. ٢٢ :
)(٢ﺳﻮرة اﻟﺘﻜﻮﻳﺮ ،اﻵﻳﺔ. ٢٩ :
)(٣ﺳﻮرة اﻟﺰﻣﺮ ،اﻵﻳﺔ. ٦٢ :
) (٤اﻧﻈﺮ :اﻟﻜﻮاﺷﻒ اﳉﻠﻴﺔ ،ص. ٦٢١
)(٥ﺳﻮرة ﻓﺎﻃﺮ ،اﻵﻳﺔ. ٣ :
ﺍﻟﻘﺩﺭ ﻭﻤﺭﺍﺘﺒﻪ
٤٩ اﻟﺸﺎﻣﻞ ﳉﻤﻴﻊ اﳌﺨﻠﻮﻗﺎت ﺑﻤﻌﻨﻰ ﱠ - ١اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﱠ أن اﷲ ﻋﻠﻤﻬﺎ ،وﻛﺘﺒﻬﺎ،
وﺷﺎءﻫﺎ وﺧﻠﻘﻬﺎ ،وﺗﻘﺪم ذﻛﺮ ذﻟﻚ ﺑﺄدﻟﺘﻪ ﰲ اﳌﺮاﺗﺐ اﻷرﺑﻊ.
وإذ َ َ َ - ٢اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﺜﺎﲏ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﳌﻴﺜﺎق ﺣﻴﻨﲈ ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃْ ِ َ ] : أﺧﺬ َ ﱡ َ رﺑﻚ ِ ِ ِ ِ ِ وأﺷﻬﺪﻫﻢ َ َ ﺑﺮﺑﻜﻢ أﻧﻔﺴﻬﻢ َ َ ْ ُ أﻟﺴﺖ ِ َ ﱢ ُ ْ ﻋﲆ َ ُ ِ ْ ذرﻳﺘﻬﻢ َ َ ْ َ َ ُ ْ ﻇﻬﻮرﻫﻢ ُ ﱢ ﱠ َ ُ ْ آدم ﻣﻦ ُ ُ ِ ْ ﻣﻦ َﺑﻨﻲ َ َ ﻛﻨﺎ ﻋﻦ َ ِ ِ ﺗﻘﻮﻟﻮا ﻳﻮم ْ ِ ِ َ ُ ْ ﻗﺎﻟﻮا َ َﺑﲆ َ ِ ْ َ ﻏﺎﻓﻠﲔ [) (١اﻵﻳﺎت. ﻫﺬا َ َ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ِ ﱠإﻧﺎ ُ ﱠ َ ْ َ ﺷﻬﺪﻧﺎ َأن َ ُ ُ ْ َ ْ َ َ َ
اﻟﻌُﻤﺮي :ﺗﻘﺪﻳﺮ رزق اﻟﻌﺒﺪ ،وأﺟﻠﻪ ،وﻋﻤﻠﻪ ،وﺷﻘﻲ ،أو - ٣اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ُ
ﺳﻌﻴﺪ ﰲ ﺑﻄﻦ أﻣﻪ .ودﻟﻴﻠﻪ ﺣﺪﻳﺚ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد .(٢) t ِ ﻛﻞ َ ْ ٍ ﻳﻔﺮق ُ ﱡ ﻓﻴﻬﺎ ُ ْ َ ُ أﻣﺮ َ ِ ٍ ﺣﻜﻴﻢ [)،(٣ﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس :ﻳﻜﺘﺐ اﻟﺴﻨﻮي ] َ - ٤اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﱠ
ﻣﻦ أم اﻟﻜﺘﺎب ﰲ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻘﺪر ﻣﺎ ﻫﻮ ﻛﺎﺋﻦ ﰲ اﻟﺴﻨﺔ ﻣﻦ اﳋﲑ واﻟﴩ ،واﻷرزاق).(٤
ﻫﻮ ِﰲ َ ْ ٍ - ٥اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﻴﻮﻣﻲ ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ُ ] :ﱠ ﻛﻞ َ ْ ٍ ﺷﺄن [) ،(٥ﻓﺎﷲ ﻳﻮم ُ َ ً ذﻧﺒﺎ ،وﻳﻔﺮج ً ﺗﻌﺎﱃ ﻛﻞ ﻳﻮم ﻳﻐﻔﺮ ً ﻗﻮﻣﺎ ،وﻳﻀﻊ آﺧﺮﻳﻦ)،(٦ ﻛﺮﺑﺎ ،وﻳﺮﻓﻊ
وﻫﺬا اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻫﻮ ﺳﻮق اﳌﻘﺎدﻳﺮ إﱃ اﳌﻮاﻗﻴﺖ اﻟﺘﻲ ﻗﺪرت ﳍﺎ ﻓﻴﲈ ﺳﺒﻖ. وﻫﺬا اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﻴﻮﻣﻲ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﳊﻮﱄ ،واﳊﻮﱄ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻣﻦ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١ﺳﻮرة اﻷﻋﺮاف ،اﻵﻳﺔ. ١٧٢ :
) (٢أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﻘﺪر ،ﺑﺎب ﻛﻴﻔﻴﺔ اﳋﻠﻖ اﻵدﻣﻲ ﰲ ﺑﻄﻦ أﻣﻪ وﻛﺘﺎﺑﺔ رزﻗﻪ وأﺟﻠﻪ وﻋﻤﻠﻪ وﺷﻘﺎوﺗﻪ وﺳﻌﺎدﺗﻪ ،ﺑﺮﻗﻢ .٢٦٤٣
) (٣ﺳﻮرة اﻟﺪﺧﺎن ،اﻵﻳﺔ.٤ :
) (٤ذﻛﺮه ﰲ اﻟﺪر اﳌﻨﺜﻮر ٢٥ /٦ ،ﺑﻨﺤﻮه ،وﻋﺰاه إﱃ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﴫ ،واﺑﻦ اﳌﻨﺬر ،واﺑﻦ أﰊ ﺣﺎﺗﻢ.
) (٥ﺳﻮرة اﻟﺮﲪﻦ ،اﻵﻳﺔ.٢٩ :
) (٦اﻧﻈﺮ :ﻣﻌﺎرج اﻟﻘﺒﻮل. ٣٤٥/٢ ،
ﺍﻟﻘﺩﺭ ﻭﻤﺭﺍﺘﺒﻪ
٥٠ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﻌﻤﺮي ﻋﻨﺪ ﻧﻔﺦ اﻟﺮوح ﰲ اﳉﻨﲔ ﰲ ﺑﻄﻦ أﻣﻪ ،واﻟﻌﻤﺮي ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﻌﻤﺮي اﻷول ﻳﻮم اﳌﻴﺜﺎق ،وﻫﻮ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﺬي
ﺧﻄﻪ اﻟﻘﻠﻢ ﰲ اﻹﻣﺎم اﳌﺒﲔ) ،(١وأﻗﻼم اﳌﻘﺎدﻳﺮ اﻟﺘﻲ دﻟﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺴﻨﺔ
أرﺑﻌﺔ أﻗﻼم:
- ١اﻟﻘﻠﻢ اﻷول اﻟﻌﺎم اﻟﺸﺎﻣﻞ ﳉﻤﻴﻊ اﳌﺨﻠﻮﻗﺎت.
ً أﻳﻀﺎ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﺒﻨﻲ آدم. - ٢اﻟﻘﻠﻢ اﻟﺜﺎﲏ ﺣﲔ ﺧﻠﻖ آدم وﻫﻮ ﻗﻠﻢ ﻋﺎم
- ٣اﻟﻘﻠﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺣﲔ ﻳﺮﺳﻞ اﳌﻠﻚ إﱃ اﳉﻨﲔ ﰲ ﺑﻄﻦ أﻣﻪ وﻳﻜﺘﺐ ﺑﻪ
اﻷرﺑﻊ اﻟﻜﻠﲈت.
- ٤اﻟﻘﻠﻢ اﻟﺮاﺑﻊ اﳌﻮﺿﻮع ﻋﲆ اﻟﻌﺒﺪ ﻋﻨﺪ ﺑﻠﻮﻏﻪ اﻟﺬي ﺑﺄﻳﺪي اﻟﻜﺮام
اﻟﻜﺎﺗﺒﲔ ،وﻫﺬا اﻟﻘﻠﻢ ﻳﻜﺘﺒﻮن ﺑﻪ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺑﻨﻮ آدم).(٢
وإذا ﻋﻠﻢ اﻟﻌﺒﺪ أن ﻛﻼً ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ ﻓﺎﻟﻮاﺟﺐ إﻓﺮاده ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎدة
واﻟﺘﻘﻮى) .(٣ﻓﻌﲆ اﻟﻌﺒﺪ أن ﻳﺒﺬل اﻷﺳﺒﺎب ،وﻳﺴﺄل اﷲ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ واﳍﺪاﻳﺔ، ﱠ ﻳﻘﻴﻨﺎ ّ ﻋﻠﲈ ً وﻳﻌﻠﻢ ﱠأﻧﻪ ﻻ ﻳﺼﻴﺒﻪ إﻻ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ اﷲ ﻟﻪ وﻳﻌﻠﻢ ً أن اﷲ ﻻ ﻳﻀﻴﻊ أﺟﺮ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ) (١اﻧﻈﺮ :ﻣﻌﺎرج اﻟﻘﺒﻮل. ٣٤٧/٢ ،
) (٢ﻗﺎل اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ اﺑﻦ ﺑﺎز رﲪﻪ اﷲ)) :اﻷﻗﻼم ﻻ ﳛﺼﻴﻬﺎ إﻻ اﷲ ﺟﻞ وﻋﻼ ﻓﺎﳉﺰم
ﺑﺎﻷرﺑﻌﺔ ﻟﻴﺲ ﺑﺠﻴﺪ ،وﻗﺪ ذﻛﺮ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻛﺘﺒﻪ اﻷﻗﻼم اﻷرﺑﻌﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ اﳌﻌﻨﻰ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻗﻠﻢ آﺧﺮ ،وﻗﺪ ﻗﻴﻞ :إ ّن ﻫﻨﺎك ً ﻗﻠﲈ ﺧﺎﻣﺴﺎً ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻜﺘﺐ ﺑﻪ ﻣﺎ ﳛﺪث ﰲ اﻟﺴﻨﺔ ﰲ ﻟﻴﻠﺔ
ﺑﺄﳖﺎ أرﺑﻌﺔ ﻓﻘﻂ ،ﻓﺎﻷﻗﻼم ﻛﺜﲑة ،واﷲ اﻟﺬي ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ اﻟﻘﺪر ..واﳊﺎﺻﻞ ّ أن اﻷﻗﻼم ﻻ ﳚﻮز اﳉﺰم ﱠ
وﳛﺼﻴﻬﺎ ،وﳍﺬا ﻗﺎل ﰲ ﺣﺪﻳﺚ اﳌﻌﺮاج)) :ﻳﺴﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﴏﻳﻒ اﻷﻗﻼم… (( ،ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮن أرﺑﻌﺔ، وﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﺎﺋﺔ،وﻗﺪ ﺗﻜﻮن أﻟﻔ ًﺎ،وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻟﻜﻞ ﳾء ﻗﻠﻢ ﺧﺎص،ﻓﺮﺑﻨﺎ ﻫﻮ اﻟﻌﺎﱂ ﲠﺎ .(( I
ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻣﻨﻪ أﺛﻨﺎء ﺗﻘﺮﻳﺮه ﻋﲆ ﴍح اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻄﺤﺎوﻳﺔ وﻫﻮ ﻣﺴﺠﻞ ﰲ ٣٢ﴍﻳﻄﺎً.
) (٣ﴍح اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻄﺤﺎوﻳﺔ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ اﻷرﻧﺆوط ،ص. ٢٣٥
ﺍﻟﻘﺩﺭ ﻭﻤﺭﺍﺘﺒﻪ
٥١ ﻣﺜﻘﺎل َ ٍ ْ ِ وﻣﻦ ﺧﲑا َ َ ُ ﻳﻌﻤﻞ ْ َ َ ﱠ ﻓﻤﻦ َ ْ َ اﳌﺤﺴﻨﲔ ،وﻻ ﻳﻈﻠﻢ ﻣﺜﻘﺎل ذرةَ َ ] : ﻳﺮه * َ َ ذرة َ ْ ً ﻣﺜﻘﺎل َ ٍ ْ ِ ﻳﺮه [).(١ ذرة َﴍا َ َ ُ ﻳﻌﻤﻞ ْ َ َ ﱠ ََْ
###
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١ﺳﻮرة اﻟﺰﻟﺰﻟﺔ ،اﻵﻳﺘﺎن. ٨-٧ :
ﻤﺫﻫﺏ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺩﻴﻥ
٥٢ ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺭ :ﻤﺫﻫﺏ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺩﻴﻥ
اﻟﺪﻳﻦ واﻹﻳﲈن ﻋﻨﺪ أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻫﻮ :ﻗﻮل ،وﻋﻤﻞ ،واﻋﺘﻘﺎد .ﻗﻮل ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ واﻟﻠﺴﺎن ،وﻋﻤﻞ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ واﻟﻠﺴﺎن ،واﳉﻮارحّ . وأن اﻹﻳﲈن ﻳﺰﻳﺪ
ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ وﻳﻨﻘﺺ ﺑﺎﳌﻌﺼﻴﺔ .ﻗﻮل اﻟﻘﻠﺐ ﺗﺼﺪﻳﻘﻪ وإﻳﻘﺎﻧﻪ ،وﻗﻮل اﻟﻠﺴﺎن:
اﻟﻨﻄﻖ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎدﺗﲔ واﻹﻗﺮار ﺑﻠﻮازﻣﻬﲈ ،وﻋﻤﻞ اﻟﻘﻠﺐ :اﻟﻨﱢّﻴﺔ ،واﻹﺧﻼص
واﳌﺤﺒﺔ ،واﻻﻧﻘﻴﺎد واﻹﻗﺒﺎل ﻋﲆ اﷲ ،واﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻴﻪ ،وﻟﻮازم ذﻟﻚ وﺗﻮاﺑﻌﻪ ،وﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ أﻋﲈل اﻟﻘﻠﻮب .وﻋﻤﻞ ﱢ ﺆدى اﻟﻠﺴﺎن :ﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ ُﻳ ﱠ إﻻ ﺑﻪ ﻛﺘﻼوة اﻟﻘﺮآن ،وﺳﺎﺋﺮ اﻷذﻛﺎر ﻣﻦ اﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ،واﻟﺘﺤﻤﻴﺪ ،واﻟﺘﻜﺒﲑ،
ﺆدى إﻻ واﻟﺪﻋﺎء ،واﻻﺳﺘﻐﻔﺎر ،وﻏﲑ ذﻟﻚ .وﻋﻤﻞ اﳉﻮارح ﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ ُﻳ ﱠ
ﲠﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﻘﻴﺎم ،واﻟﺮﻛﻮع ،واﻟﺴﺠﻮد ،واﳌﴚ ﰲ ﻣﺮﺿﺎة اﷲ ،واﻷﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮوف ،واﻟﻨﱠﻬﻲ ﻋﻦ اﳌﻨﻜﺮ).(١
وأﻣﺎ زﻳﺎدة اﻹﻳﲈن وﻧﻘﺼﺎﻧﻪ؛ ﻓﻠﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃَ ِ َ ] : آﻳﺎﺗﻪ وإذا ُ ِ َ ْ ﻋﻠﻴﻬﻢ َ ُ ُ ﺗﻠﻴﺖ َ َ ْ ِ ْ زادﲥﻢ ِ َ ً إﻳﲈﻧﺎ [) ،(٢وﻗﻮﻟﻪ :rﳜﺮج ﻣﻦ اﻟﻨﺎر ﻣﻦ ﻗﺎل ﻻ إﻟﻪ إﻻّ اﷲ وﻛﺎن َ َ ُْ ْ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻦ اﳋﲑ ﻣﺎ ﻳﺰن ﺷﻌﲑة.(٣)
ﻗﺴﻢ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺴﺎم، وﻣﻦ اﻷدﻟﺔ ﻟﺰﻳﺎدة اﻹﻳﲈن وﻧﻘﺼﺎﻧﻪ أن اﷲ ّ اﺻﻄﻔﻴﻨﺎ ِﻣﻦ ِ ِ َ ِ ِ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃُ ] :ﺛﻢ َ ْ َ ِ ِ اﻟﺬﻳﻦ ْ َ َ ْ َ ْ َ اﻟﻜﺘﺎب ﱠ َ أورﺛﻨﺎ ْ َ َ ﻋﺒﺎدﻧﺎ َ ْ ُ ْ ﱠ َْ ﻓﻤﻨﻬﻢ َﻇﺎﱂ ٌ ﺳﺎﺑﻖ ِﺑﺎﻟـْ َ ِ وﻣﻨﻬﻢ ْ َ ِ ٌ ِ ِ ِ ِ ﺨﲑات ِ ِ ْ ِ ﻫﻮ ْ َ ْ ُ ﺑﺈذن اﷲ َ ِ َ اﻟﻔﻀﻞ وﻣﻨﻬﻢ َ ِ ٌ ذﻟﻚ ُ َ ﻣﻘﺘﺼﺪ َ ْ ُ ْ ﻟﱢ َ ْﻨﻔﺴﻪ َ ْ ُ ﱡ َْ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١ﻣﻌﺎرج اﻟﻘﺒﻮل. ١٧/٢ ،
) (٢ﺳﻮرة اﻷﻧﻔﺎل ،اﻵﻳﺔ. ٢ :
) (٣أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب اﻹﻳﲈن ،ﺑﺎب زﻳﺎدة اﻹﻳﲈن وﻧﻘﺼﺎﻧﻪ ،ﺑﺮﻗﻢ ،٤٤وﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻹﻳﲈن ،ﺑﺎب أدﻧﻰ أﻫﻞ اﳉﻨﺔ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺑﺮﻗﻢ .٣٢٥/١٩٣
ﻤﺫﻫﺏ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺩﻴﻥ
اﻟﻜﺒﲑ [).(١ ْ َِ ُ
٥٣
ﱠ اﳌﻔﺮط ﻳﻔﻌﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﻮاﺟﺒﺎت وﻳﺮﺗﻜﺐ ﺑﻌﺾ واﻟﻈﺎﱂ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻫﻮ ﱢ اﳌﺤﺮﻣﺎت.
اﳌﺆدي ﻟﻠﻮاﺟﺒﺎت اﻟﺘﺎرك ﻟﻠﻤﺤﺮﻣﺎت .وﻗﺪ ﻳﱰك ﺑﻌﺾ واﳌﻘﺘﺼﺪ ﻫﻮ ﱢ
اﳌﺴﺘﺤﺒﺎت وﻳﻔﻌﻞ ﺑﻌﺾ اﳌﻜﺮوﻫﺎت.
واﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﺎﳋﲑات،وﻫﻮ اﻟﻔﺎﻋﻞ ﻟﻠﻮاﺟﺒﺎت واﳌﺴﺘﺤﺒﺎت ،واﻟﺘﺎرك ﱠ ﻟﻠﻤﺤﺮﻣﺎت واﳌﻜﺮوﻫﺎت).(٢
وأﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ واﳉﲈﻋﺔ ﻻ ﱢ ﻳﻜﻔﺮون أﻫﻞ اﻟﻘﺒﻠﺔ ﺑﻤﻄﻠﻖ اﳌﻌﺎﴆ واﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺴﺘﺤﻞ اﻟﺬﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﻔﺎﻋﻞ ،وﻗﺪ ﻗﺎل :rﻣﻦ ﱠ ﺻﲆ ﺻﻼﺗﻨﺎ،
ﻛﺒﲑة واﺳﺘﻘﺒﻞ ﻗﺒﻠﺘﻨﺎ ،وأﻛﻞ ذﺑﻴﺤﺘﻨﺎ ،ﻓﺬﻟﻚ اﳌﺴﻠﻢ ،(٣)ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ارﺗﻜﺐ ً ً ً وﻓﺎﺳﻘﺎ ،وﻫﻮ ﻛﺴﺎﺋﺮ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻻ ﳜﺮج ﻋﺎﺻﻴﺎ، أﴏ ﻋﲆ ﺻﻐﲑةٍ ﻳﺴﻤﻰ أو ﱠ ﱠ ﻳﺴﺘﺤﻠﻬﺎ .ﻓﻴﻘﺎل :ﻣﺆﻣﻦ ﺑﺈﻳﲈﻧﻪ ،ﻓﺎﺳﻖ ﺑﻜﺒﲑﺗﻪ، ﻣﻦ اﻹﻳﲈن ﺑﻤﻌﺼﻴﺘﻪ ﻣﺎ ﱂ أو ﻣﺆﻣﻦ ﻧﺎﻗﺺ اﻹﻳﲈن .ﻓﻼ ُﻳﻌﻄﻰ اﻻﺳﻢ اﳌﻄﻠﻖ ،وﻻ ﻳﺴﻠﺐ ﻣﻄﻠﻖ
اﻻﺳﻢ .أﻣﺎ ﺣﻜﻤﻪ ﰲ اﻵﺧﺮة ﻓﻬﻮ ﲢﺖ ﻣﺸﻴﺌﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ إذا ﻣﺎت وﱂ ﻳﺘﺐ، ﻓﺈن ﺷﺎء اﷲ ﻋﺬﺑﻪ ﺑﻘﺪر ذﻧﺒﻪ وﻣﺼﲑه إﱃ اﳉﻨﺔ ،وإن ﺷﺎء ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﻣﻦ أول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١ﺳﻮرة ﻓﺎﻃﺮ ،اﻵﻳﺔ. ٣٢ :
) (٢ﳐﺘﴫ اﺑﻦ ﻛﺜﲑ ٥٥٤/٣ ،ﻟﻠﺮﻓﺎﻋﻲ ،واﺑﻦ ﻛﺜﲑ ،٥٥٤/٣ ،وﻗﺎل اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻧﺎﴏ ﻇﺎﱂ ِ َ ْ ِ ِ ِ ِ ﻟﻨﻔﺴﻪ [ اﻵﻳﺔ .وﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺮﻛﻮا ﺑﻌﺾ واﺟﺒﺎت اﻹﻳﲈن اﻟﺴﻌﺪي .ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃْ ُ ْ َ ] : ﻓﻤﻨﻬﻢ َ ٌ وﻓﻌﻠﻮا ﺑﻌﺾ اﳌﺤﺮﻣﺎت اﻧﻈﺮ اﻟﺘﻮﺿﻴﺢ واﻟﺒﻴﺎن ﻟﺸﺠﺮة اﻹﻳﲈن ،ص.١٧
) (٣أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺼﻼة ،ﺑﺎب ﻓﻀﻞ اﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﻘﺒﻠﺔ ،ﺑﺮﻗﻢ ،٣٩١واﻧﻈﺮ :اﻟﺮوﺿﺔ اﻟﻨﺪﻳﺔ ،ص.٣٨٢
ﻤﺫﻫﺏ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺩﻴﻥ
٥٤ وﻫﻠﺔ وأدﺧﻠﻪ اﳉﻨﺔ ﺑﺮﲪﺘﻪ وﻓﻀﻠﻪ .أﻣﺎ ﻣﺮﺗﻜﺐ اﻟﻜﺒﲑة ﻋﻨﺪ اﳋﻮارج واﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻓﻬﻮ ﱠ ﳐﻠﺪ ﰲ اﻟﻨﺎر ﰲ اﻵﺧﺮة ،وﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﺎﻓﺮ ﻋﻨﺪ اﳋﻮارج ﻣﺴﺘﺤ ﱡﻞ اﻟﺪم واﳌﺎل ،أﻣﺎ اﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻓﻔﻲ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﺑﲔ اﳌﻨﺰﻟﺘﲔ :ﺧﺮج ﻣﻦ ُ َ اﻹﻳﲈن وﱂ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ اﻟﻜﻔﺮ .وﻋﻨﺪ اﳉﻬﻤﻴﺔ واﳌﺮﺟﺌﺔ :ﻛﺎﻣﻞ اﻹﻳﲈن وﻻ
ﻳﺴﺘﺤﻖ اﻟﻌﺬاب .وﺳﺒﻖ اﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﰲ ﻫﺬا ﰲ ﺗﻮﺳﻂ أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ. ###
ﻤﺫﻫﺏ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ rﻭﺃﺯﻭﺍﺠﻪ ﻭﺃﻫل ﺒﻴﺘﻪ
٥٥ ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻋﺸﺭ:ﻤﺫﻫﺏ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﱠﺔ ﻓﻲ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ rﻭﺃﺯﻭﺍﺠﻪ ﻭﺃﻫل ﺒﻴﺘﻪ
ﻣﻦ أﺻﻮل أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﺳﻼﻣﺔ ﻗﻠﻮﲠﻢ ﻷﺻﺤﺎب رﺳﻮل اﷲ rﻣﻦ اﳊﻘﺪ واﻟﺒﻐﺾ ،واﻟﻌﺪاوة ،وﺳﻼﻣﺔ أﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﱠ ﺐ .وﻫﻢ واﻟﺴ ﱢ اﻟﻄﻌﻦ ،ﱠ اﻏﻔﺮ َ َﻟﻨﺎ ِ ْ ِ َ ِ ﻳﱰﺿﻮن ﻋﻨﻬﻢ وﻳﺪﻋﻮن ﳍﻢِ َ ] : اﻟﺬﻳﻦ َ َ ُ َ ﺳﺒﻘﻮﻧﺎ وﻹﺧﻮاﻧﻨﺎ ﱠ َ َ َ َﱠ رﺑﻨﺎ ْ ْ ِ ِ ِ ﺑﺎﻹﻳﲈن [) ،(١وﻫﻢ ﻳﻤﺘﺜﻠﻮن أﻣﺮ اﻟﻨﺒﻲ rﰲ ﻗﻮﻟﻪ :ﻻ ﺗﺴﺒﱡﻮا أﺻﺤﺎﰊ، َ ﻣﺪ أﺣﺪﻫﻢ أﺣ ٍﺪ ذﻫﺒﺎً ﻣﺎ ﺑﻠﻎ ُ ﱠ ﻓﻮاﻟﺬي ﻧﻔﴘ ﺑﻴﺪه ﻟﻮ أن أﺣﺪﻛﻢ أﻧﻔﻖ ﻣﺜﻞ ُ ُ
َ ﻧﺼﻴﻔﻪ ،(٢)وﻳﻘﺒﻠﻮن ﻣﺎ ﺟﺎء ﰲ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬﻢ، وﻻ
ﻘﺪﻣﻮن اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻋﲆ وﻳ ﱢ ﱢ وﻳﻔﻀﻠﻮن ﻣﻦ أﻧﻔﻖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻔﺘﺢ وﻗﺎﺗﻞُ ، اﻷﻧﺼﺎر ،وﻛﻞ اﻟﻌﴩة اﳌﺸﻬﻮد ﳍﻢ ﺑﺎﳉﻨﺔ ﻣﻦ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ،وﻳﺆﻣﻨﻮن ﱠ ﺑﺄن ٍ َ اﷲ ﱠ ً رﺟﻼ ﻓﻘﺎل :اﻋﻤﻠﻮا ﻣﺎ ﻋﴩ ﺛﻼﺛﲈﺋﺔ اﻃﻠﻊ ﻋﲆ أﻫﻞ ﺑﺪر وﻫﻢ وﺑﻀﻌﺔ َ أﺣﺪ ﺑﺎﻳﻊ ﲢﺖ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ اﻟﻨﺎر ٌ ﺷﺌﺘﻢ ﻓﻘﺪ ﻏﻔﺮت ﻟﻜﻢ ،(٣)وﻳﺆﻣﻨﻮن ﱠ أﺣﺪ ﺑﺎﻳﻊ ﲢﺖ اﻟﺸﺠﺮة ،(٤)وﻛﺎﻧﻮا اﻟﺸﺠﺮة؛ ﻟﻘﻮﻟﻪ :rﻻ ﻳﺪﺧﻞ اﻟﻨﺎر ٌ
أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أﻟﻒ وأرﺑﻌﲈﺋﺔ ،وﻳﺸﻬﺪون ﺑﺎﳉﻨﺔ ﳌﻦ ﺷﻬﺪ ﻟﻪ رﺳﻮل اﷲ ،r
ﻛﺜﺎﺑﺖ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ﺑﻦ ﺷﲈس ،ﻓﻘﺪ ﺷﻬﺪ ﻟﻪ رﺳﻮل اﷲ ،(٥)rوﻛﺎﻟﻌﴩة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١ﺳﻮرة اﳊﴩ ،اﻵﻳﺔ. ١٠ :
ً ً ﺧﻠﻴﻼ((، ﻣﺘﺨﺬا ) (٢أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ،ﺑﺎب ﻗﻮل اﻟﻨﺒﻲ )) : rﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺑﺮﻗﻢ ،٣٦٧٣وﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ،ﺑﺎب ﲢﺮﻳﻢ ﺳﺐ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ،yﺑﺮﻗﻢ .٢٥٤٠
) (٣أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب اﳉﻬﺎد واﻟﺴﲑ ،ﺑﺎب اﳉﺎﺳﻮس ،ﺑﺮﻗﻢ ،٣٠٠٧وﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ،ﺑﺎب ﻣﻦ ﻓﻀﺎﺋﻞ أﻫﻞ ﺑﺪر yوﻗﺼﺔ ﺣﺎﻃﺐ ﺑﻦ أﰊ ﺑﻠﺘﻌﺔ ،ﺑﺮﻗﻢ .٢٤٩٤
) (٤أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ،ﺑﺎب ﻣﻦ ﻓﻀﺎﺋﻞ أﺻﺤﺎب اﻟﺸﺠﺮة ،أﻫﻞ ﺑﻴﻌﺔ اﻟﺮﺿﻮان ،yﺑﺮﻗﻢ .٢٤٩٦
) (٥أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻹﻳﲈن ،ﺑﺎب ﳐﺎﻓﺔ اﳌﺆﻣﻦ أن ﳛﺒﻂ ﻋﻤﻠﻪ ،ﺑﺮﻗﻢ .١١٩
ﻤﺫﻫﺏ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ rﻭﺃﺯﻭﺍﺠﻪ ﻭﺃﻫل ﺒﻴﺘﻪ
٥٦ اﳌﺸﻬﻮد ﳍﻢ ﺑﺎﳉﻨﺔ .وﻫﻢ :أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ،وﻋﻤﺮ ،وﻋﺜﲈن ،وﻋﲇ ،واﻟﺰﺑﲑ،
وﻃﻠﺤﺔ ،وﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ أﰊ وﻗﺎص ،وﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮف ،وأﺑﻮ )(١ وﻳ ِﻘ ﱢﺮون ﺑﺄن ﺧﲑ ﻫﺬه اﻷﻣﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﺒﻴﺪة ﺑﻦ اﳉﺮاح ،وﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ زﻳﺪ ُ ، ﻧﺒﻴﻬﺎ :rأﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺛﻢ ﻋﻤﺮ ،ﺛﻢ ﻋﺜﲈن ،ﺛﻢ ﻋﲇ ،(٢)yوﻳﺘﱪؤون ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺮواﻓﺾ -وﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺑﻴﺎن ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ -وﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻨﻮاﺻﺐ اﻟﺬﻳﻦ ّ ﻳﻜﻔﺮون آل اﻟﺒﻴﺖ وﻳﻄﻌﻨﻮن ﻓﻴﻬﻢ ،وﻗﺪ ﻧﺼﺒﻮا اﻟﻌﺪاوة ﻷﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ
ﺻﺢ ﻣﻦ أﺧﺒﺎرﻫﻢ ﻓﻬﻢ وﻳﻤﺴﻚ أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻋﲈ ﺷﺠﺮ ﺑﲔ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ،وﻣﺎ ﱠ
وإﻣﺎ ﳎﺘﻬﺪون ﳐﻄﺌﻮن .وأﻫﻞ ﻣﻌﺬورون؛ ﻷﳖﻢ ّإﻣﺎ ﳎﺘﻬﺪون ﻣﺼﻴﺒﻮنّ ،
اﻟﺴﻨﺔ ﻳﻌﺘﻘﺪون أﻧﻪ ﻻ أﺣﺪ ﻣﻌﺼﻮم ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ إﻻ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺼﻼة
واﻟﺴﻼم .واﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﲡﻮز ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺬﻧﻮب ،وﻟﻜﻦ ﳍﻢ ﻣﻦ اﻟﺴﻮاﺑﻖ
واﻟﻔﻀﺎﺋﻞ اﻟﴚء اﻟﻜﺜﲑ ،وﻫﺬا ﻳﻤﺤﻮ اﻟﺴﻴﺌﺔ ،وﻫﻢ ﺧﲑ اﻟﻘﺮون) ،(٣وﻗﺪ
ﻳﻜﻮن أن ﻣﻦ ﺻﺪر ﻣﻨﻪ ذﻧﺐ ﻗﺪ ﺗﺎب ﻣﻨﻪ ،وﻫﻢ أﺳﻌﺪ اﻟﻨﺎس ﺑﺸﻔﺎﻋﺔ
ﳏﻤﺪ .rوأﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﳛﺒﻮن آل ﺑﻴﺖ اﻟﻨﺒﻲ rﻟﻮﺻﻴﺘﻪ ﲠﻢ) ،(٤وﻳﻮاﻟﻮن
ﻋﻨﻬﻦ ،وﻳﺆﻣﻨﻮن ﱠأﳖ ﱠﻦ أزواﺟﻪ ﰲ اﻵﺧﺮة، وﻳﱰﺿﻮن أزواج اﻟﻨﺒﻲ ،r ﱠ ﱠ وأﳖﻦ وأﳖﻦ أﻣﻬﺎت اﳌﺆﻣﻨﲔ ﰲ اﻻﺣﱰام واﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ،وﲢﺮﻳﻢ اﻟﻨﻜﺎح ،ﱠ ﱠ ﱠ ﱠ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١أﺧﺮﺟﻪ أﺑﻮ داود ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺴﻨﺔ ،ﺑﺎب ﰲ اﳋﻠﻔﺎء ،رﻗﻢ ،٤٦٤٩واﻟﱰﻣﺬي ﰲ ﻛﺘﺎب اﳌﻨﺎﻗﺐ ،ﺑﺎب
ﻣﻨﺎﻗﺐ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮف ،tﺑﺮﻗﻢ ،٣٧٤٧واﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰲ اﳌﻘﺪﻣﺔ،ﺑﺎب ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﻌﴩة،y
ﺑﺮﻗﻢ ،١٣٣وأﲪﺪ ﰲ اﳌﺴﻨﺪ ،١٨٧/١ ،وﺻﺤﺤﻪ اﻷﻟﺒﺎﲏ ﰲ ﺻﺤﻴﺢ اﳉﺎﻣﻊ ،ﺑﺮﻗﻢ .٤٠١٠ ،٥٠
) (٢أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ،ﺑﺎب ﻓﻀﻞ أﰊ ﺑﻜﺮ ﺑﻌﺪ اﻟﻨﺒﻲ ،rﺑﺮﻗﻢ .٣٦٥٥
) (٣أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ،ﺑﺎب ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺛﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﻮﳖﻢ ﺛﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﻮﳖﻢ ،ﺑﺮﻗﻢ .٢٥٣٣
) (٤أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ،ﺑﺎب ﻣﻦ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﻋﲇ ﺑﻦ أﰊ ﻃﺎﻟﺐ ،tﺑﺮﻗﻢ .٢٤٠٨
ﻤﺫﻫﺏ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ rﻭﺃﺯﻭﺍﺠﻪ ﻭﺃﻫل ﺒﻴﺘﻪ
٥٧ ﺳﺒﻬﻦ، ﻣﻄﻬﺮات ﻣﱪآت ﻣﻦ ﻛﻞ ﺳﻮء ،وﻳﺘﱪؤون ﳑﻦ آذاﻫﻦ ،أو ﱠ
ﻓﻀﻠﻬﻦ أﺣﺎدﻳﺚ ﻛﺜﲑة وﻗﺬﻓﻬﻦ ،وﻗﺪ ورد ﰲ وﳛﺮﻣﻮن ﻃﻌﻨﻬﻦ ﱠ ّ ﻓﺮﴈ اﷲ ﻋﻨﻬﻦ وﻋﻦ ﲨﻴﻊ أﺻﺤﺎب رﺳﻮل اﷲ .r ﻓﻠﱰاﺟﻊ)،(١ َ ###
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١اﻧﻈﺮ :ﻣﺎ أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ،ﺑﺎب ﻓﻀﻞ ﻋﺎﺋﺸﺔ ، ﺑﺮﻗﻢ
،٣٧٧٥-٣٧٦٨وﰲ ﻛﺘﺎب ﻣﻨﺎﻗﺐ اﻷﻧﺼﺎر ،ﺑﺎب ﺗﺰوﻳﺞ اﻟﻨﺒﻲ rﺧﺪﳚﺔ وﻓﻀﻠﻬﺎ ،
رﻗﻢ .٣٨٢١-٣٨١٥وﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ،ﺑﺎب ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺧﺪﳚﺔ أم اﳌﺆﻣﻨﲔ
،ﺑﺮﻗﻢ ،٢٤٣٧ ،٢٤٣٠وﰲ ﺑﺎب ﻓﻀﺎﺋﻞ ﻋﺎﺋﺸﺔ ،ﺑﺮﻗﻢ .٢٤٤٧-٢٤٣٨
ﻤﺫﻫﺏ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻜﺭﺍﻤﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ
٥٨ ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻋﺸﺭ :ﻤﺫﻫﺏ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻜﺭﺍﻤﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ
وأﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﻜﺮاﻣﺎت اﻷوﻟﻴﺎء .واﻟﻜﺮاﻣﺔ ﻫﻲ ﺧﺎرق ﻟﻠﻌﺎدة
ﻏﲑ ﻣﻘﺮون ﺑﺪﻋﻮى اﻟﻨﺒﻮة ،ﻓﺈذا اﻗﱰن ﺑﺪﻋﻮى اﻟﻨﺒﻮة ﻛﺎن ﻣﻌﺠﺰة ،وﻻ ً وﻣﺼﺤﻮﺑﺎ ﺑﺼﺤﺔ ﻳﻜﻮن اﻷﻣﺮ اﳋﺎرق ﻛﺮاﻣﺔ إﻻ ﻟﻌﺒﺪ ﻇﺎﻫﺮه اﻟﺼﻼح، اﻻﻋﺘﻘﺎد واﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ.
ﻓﺈذا ﻇﻬﺮ اﻷﻣﺮ اﳋﺎرق ﻋﲆ ﻳﺪ اﳌﻨﺤﺮﻓﲔ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ اﻷﺣﻮال اﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻴﺔ، وإذا ﻇﻬﺮ اﻷﻣﺮ اﳋﺎرق ﻋﲆ ﻳﺪ إﻧﺴﺎن ﳎﻬﻮل ﻻ ﻳﻌﺮف ﺣﺎﻟﻪ ﱠ ﻓﺈن ﺣﺎﻟﻪ
ﻳﻌﺮض ﻋﲆ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ ﻛﲈ ُروي ﻋﻦ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ أﻧﻪ ﻗﺎل :إذا رأﻳﺘﻢ اﻟﺮﺟﻞ ﻳﺴﲑ ﻋﲆ اﳌﺎء ،وﻳﻄﲑ ﰲ اﳍﻮاء ،ﻓﻼ ﺗﺼﺪﻗﻮه ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺮﺿﻮا ﺣﺎﻟﻪ
ﻋﲆ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ .أو ﻛﲈ ﻗﺎل رﲪﻪ اﷲ) .(١وأﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻳﺆﻣﻨﻮن ً ً ﺟﺎزﻣﺎ ﺑﻜﺮاﻣﺎت اﻷوﻟﻴﺎء ،وﻣﺎ ﺟﺮى ﻋﲆ أﻳﺪﳞﻢ ﻣﻦ اﻋﺘﻘﺎدا وﻳﻌﺘﻘﺪون اﳋﻮارق ﻟﻠﻌﺎدات ﰲ اﻟﻌﻠﻮم ،واﳌﻜﺎﺷﻔﺎت ،وأﻧﻮاع اﻟﻘﺪرة ،واﻟﺘﺄﺛﲑ،
وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻗﺼﺔ أﺻﺤﺎب اﻟﻜﻬﻒ ،واﻟﻨﻮم اﻟﻄﻮﻳﻞ اﻟﺬي أوﻗﻌﻪ اﷲ ﲠﻢ. وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻣﺎ أﻛﺮم اﷲ ﺑﻪ ﻣﺮﻳﻢ ﺑﻨﺖ ﻋﻤﺮان ﻣﻦ إﻳﺼﺎل اﻟﺮزق إﻟﻴﻬﺎ وﻫﻲ ﰲ اﳌﺤﺮاب.
وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻗﻮل ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﳋﻄﺎب وﻫﻮ ﻋﲆ اﳌﻨﱪ)) :ﻳﺎ ﺳﺎرﻳﺔ اﳉﺒﻞ((،
ورؤﻳﺘﻪ ﳉﻴﺶ ﺳﺎرﻳﺔ وﻫﻮ ﺑﻨﻬﺎوﻧﺪ ،وﺳﻤﻊ ﺳﺎرﻳﺔ ﻣﻊ ُﺑﻌﺪ اﳌﺴﺎﻓﺔ)،(٢ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١أورده اﺑﻦ ﺣﺠﺮ اﳍﻴﺘﻤﻲ ﰲ ﻓﺘﺎوﻳﻪ ،٢٤٠ /٤ ،وﻗﺎل)) :ذﻛﺮه أﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ (( ،وأورده اﻟﺸﻴﺦ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺸﺎﻣﻲ ﰲ ﻛﺘﺎب ﻣﻮاﻋﻆ اﻹﻣﺎم اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ،ص .١٩
) (٢رواه ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق ،١٣٨ /٢ ،ﺑﺮﻗﻢ ،٢٨٠٦واﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﰲ دﻻﺋﻞ اﻟﻨﺒﻮة ،ﺑﺮﻗﻢ ،٢٦٥٥واﺑﻦ
ﻋﺴﺎﻛﺮ ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ دﻣﺸﻖ ،٢٤ /٢٠ ،وﺣﺴﻦ إﺳﻨﺎد اﻟﻘﺼﺔ اﳊﺎﻓﻆ اﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﰲ اﻹﺻﺎﺑﺔ،٣ /٢ ،
=
ﻤﺫﻫﺏ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻜﺭﺍﻤﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ
٥٩ ً ﻛﺜﲑا ﻣﻦ ذﻟﻚ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻹﻣﺎم وﻏﲑ ذﻟﻚ ﻻ ﳛﴡ وﻻ ُﻳ َﻌ ﱡﺪ .وﻗﺪ رأﻳﺖ
اﳌﺴﻤﻰ :اﻟﻔﺮﻗﺎن ﺑﲔ أوﻟﻴﺎء اﻟﺮﲪﻦ وأوﻟﻴﺎء ﺷﻴﺦ اﻹﺳﻼم اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﱠ اﻟﺸﻴﻄﺎن((. ###
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ =
وﻗﺎل ﻋﻨﻬﺎ اﻷﻟﺒﺎﲏ ﰲ اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ)) :١٠١ /٣ ،ﺻﺤﻴﺢ ((.
٦٠
ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻻﺘﺒﺎﻉ
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻋﺸﺭ :ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻻﺘﹼﺒﺎﻉ
أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻳﺘﺒﻌﻮن أﻗﻮال اﻟﻨﺒﻲ ،rوأﻓﻌﺎﻟﻪ ،وﺗﻘﺮﻳﺮاﺗﻪ ،وﻫﺬا ﻫﻮ
اﳊﺴّﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺎﺗﺒﺎع آﺛﺎره ،أﻣﺎ اﺗﺒﺎع آﺛﺎره ﱢ ﺗﺘﺒﻊ ذﻟﻚ؛ ّ ﻷن ذﻟﻚ وﺳﻴﻠﺔ إﱃ ﻛﻤﻮاﺿﻊ ﺑﻮﻟﻪ ،وﻧﻮﻣﻪ ،وﻣﺸﻴﻪ ،ﻓﻼ ﳚﻮز ّ
اﻟﴩك .وﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ّاﺗﺒﺎع أﻗﻮال اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻨﺪ ﺧﻔﺎء ﺳﻨﺔ وﺟﺪ اﻟﻨﺺ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب أو ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﳚﺐ رﺳﻮﻟﻪ ،rأﻣﺎ إذا ُ َ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﻋﲆ رأي ﻛﻞ أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ،ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃِ َ ] : ﺗﻨﺎزﻋﺘﻢ ِﰲ ﻓﺈن َ َ َ ْ ُ ْ َ ٍ ِ واﻟﻴﻮم ِ ِ اﻵﺧﺮ َ ِ َ ﺗﺆﻣﻨﻮن ِﺑﺎﷲ َ ْ َ ْ ِ ﺧﲑ ﻛﻨﺘﻢ ُ ْ ِ ُ َ ﳾء َ ُﻓﺮ ﱡ ُ واﻟﺮﺳﻮل ِإن ُ ُ ْ دوه ِ َإﱃ اﷲ َ ﱠ ُ ذﻟﻚ َ ْ ٌ ْ وأﺣﺴﻦ َ ْ ِ ﺗﺄوﻳﻼً [).(١ ََ ْ َ ُ وأﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻳﺘﺒﻌﻮن وﺻﻴﺔ اﻟﺮﺳﻮل rﺑﺴﻨﺘﻪ وﺳﻨﺔ اﳋﻠﻔﺎء اﻟﺮاﺷﺪﻳﻦ، وﻳﺘﻤﺴﻜﻮن ﲠﺎ اﻣﺘﺜﺎﻻ ً ﻷﻣﺮه ،(٢)rوﻫﻢ وﻳﻌﻀﻮن ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﱠﻮاﺟﺬ ﱡ ﱠ
ﻘﺪﻣﻮن َﻫ ْﺪي رﺳﻮل اﷲ r؛ وﳍﺬا ُﺳ ﱡﻤﻮا ﺑﺄﻫﻞ ﻘﺪﻣﻮن ﻛﻼم اﷲ ﺛﻢ ُﻳ ﱢ ُﻳ ﱢ اﻟﺴﻨﺔ واﳉﲈﻋﺔ. ###
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١ﺳﻮرة اﻟﻨﺴﺎء ،اﻵﻳﺔ. ٥٩ :
) (٢اﻧﻈﺮ :ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻌﺮﺑﺎض ﺑﻦ ﺳﺎرﻳﺔ ﻓﻘﺪ أﺧﺮﺟﻪ أﺑﻮ داود ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺴﻨﺔ ،ﺑﺎب ﰲ ﻟﺰوم اﻟﺴﻨﺔ ،ﺑﺮﻗﻢ
،٤٦٠٧واﻟﱰﻣﺬي ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﻌﻠﻢ ،ﺑﺎب ﻣﺎ ﺟﺎء ﰲ اﻷﺧﺬ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ واﺟﺘﻨﺎب اﻟﺒﺪع،ﺑﺮﻗﻢ ،٢٦٧٦
واﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰲ اﳌﻘﺪﻣﺔ ،ﺑﺎب اﺗﺒﺎع ﺳﻨﺔ اﳋﻠﻔﺎء اﻟﺮاﺷﺪﻳﻦ اﳌﻬﺪﻳﲔ ،ﺑﺮﻗﻢ ،٤٣ ،٤٢وأﲪﺪ ﰲ
اﳌﺴﻨﺪ ،١٢٦/٤ ،واﳊﺎﻛﻢ ﰲ اﳌﺴﺘﺪرك .٩٦/١ ،وﺻﺤﺤﻪ اﻷﻟﺒﺎﲏ ﰲ ﺻﺤﻴﺢ اﳉﺎﻣﻊ ،ﺑﺮﻗﻢ ،٤٣٦٩وﰲ اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ،ﺑﺮﻗﻢ .٩٣٧واﻧﻈﺮ :اﻷﺟﻮﺑﺔ اﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ،ص ،١٤٠وﴍح
اﻟﻄﺤﺎوﻳﺔ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ اﻷرﻧﺆوط ،ص. ٤٩٥
ﺃﺼﻭل ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺯﻨﻭﻥ ﺒﻬﺎ ﺠﻤﻴﻊ ﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ
٦١ ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ :ﺃﺼﻭل ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺯِﻨﹸﻭﻥ ﺒﻬﺎ ﺠﻤﻴﻊ ﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ
أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻳﻌﺘﻤﺪون ﻋﲆ ﺛﻼﺛﺔ أﺻﻮل ﻳﺰﻧﻮن ﲠﺎ ﲨﻴﻊ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ أﻋﲈل ،وأﻓﻌﺎل ﻇﺎﻫﺮة ،أو ﺑﺎﻃﻨﺔ ﳑﺎ ﻟﻪ ﱠ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ،وﻫﺬه
اﻷﺻﻮل ﻫﻲ:
- ١ﻛﺘﺎب اﷲ Uاﻟﺬي ﻫﻮ ﺧﲑ اﻟﻜﻼم ،ﻓﻤﻦ ﻗﺎل ﺑﻪ ﺻﺪق ،وﻣﻦ ٍ ٍ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ،وﻣﻦ ﻋﺪل ﻋﻨﻪ ﴏاط ﺣﻜﻢ ﺑﻪ ﻋﺪل ،وﻣﻦ ﲤﺴﻚ ﺑﻪ ُﻫﺪي إﱃ وﺷﻘﻲ ﰲ دﻧﻴﺎه ُ رﻏﺒﺔ ﻋﻨﻪ ﱠ ﻳﻘﺪﻣﻮن ﻋﲆ ﻛﻼم ﺿﻞ وأﺧﺮاه .وأﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻻ ﱢ َ اﷲ ﻗﻮل ٍ أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس. ﺻﺢ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻼم أﺣﺪ ﻣﻦ - ٢ﺳﻨﺔ اﻟﺮﺳﻮل ،rﻓﻼ ﻳﻘﺪﻣﻮن ﻋﲆ ﻣﺎ ﱠ
ﺧﻠﻖ اﷲ.
- ٣ﻣﺎ وﻗﻊ ﻋﻠﻴﻪ إﲨﺎع اﻟﺼﺪر اﻷول ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷﻣﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻔﺮق
واﻻﻧﺘﺸﺎر وﻇﻬﻮر اﻟﺒﺪع واﳌﻘﺎﻻت ،وﻣﺎ ﺟﺎءﻫﻢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﳌﻘﺎﻻت
ردوه ّأﻳﺎً وزﻧﻮﻫﺎ ﲠﺬه اﻷﺻﻮل اﻟﺜﻼﺛﺔ ،ﻓﺈن واﻓﻘﻬﺎ ﻗﺒﻠﻮه ،وإن ﺧﺎﻟﻔﻬﺎ ّ ﻛﺎن ﻗﺎﺋﻠﻪ وﻫﺬا ﻫﻮ اﳌﻨﻬﺞ اﻟﺴﻠﻴﻢ واﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﻘﻮﻳﻢ. ###
٦٢
ﻤﻥ ﺃﺨﻼﻕ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺭ :ﻤﻥ ﺃﺨﻼﻕ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ
ﺧﺘﻢ اﳌﺆﻟﻒ رﲪﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ) (١ﺑﺒﻌﺾ اﻟﺼﻔﺎت اﳊﻤﻴﺪة اﻟﺘﻲ
ﻳﺘﺼﻒ ﲠﺎ أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ واﳉﲈﻋﺔ ،ﻓﻤﻦ ﳏﺎﺳﻨﻬﻢ ،وﻣﻜﺎرم أﺧﻼﻗﻬﻢ:
اﻷﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮوف واﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﳌﻨﻜﺮ ،واﳌﻌﺮوف ﻣﺎ ﺣﺴﻨﻪ اﻟﴩع وﻟﺘُﻜﻦ واﻟﻌﻘﻞ ،واﳌﻨﻜﺮ ﻫﻮ ﻛﻞ ﻗﺒﻴﺢ ﴍﻋﺎً وﻋﻘﻼً ،ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃَ ْ َ ] : ِ ﻳﺪﻋﻮن ِ َإﱃ اﻟـْ َ ْ ِ ﻋﻦ اﻟـْ ُ َ ِ وﻳﻨﻬﻮن َ ِ ﻣﻨﻜﻢ ُ ﱠ ٌ ﻤﻨﻜﺮ أﻣﺔ َ ْ ُ َ ﻤﻌﺮوف َ َ ْ َ ْ َ ﺨﲑ َ َ ْ ُ ُ َ وﻳﺄﻣﺮون ِﺑﺎﻟـْ َ ْ ُ ﱢ ُ ْ ً َُْ َ ِ َ ﻣﻨﻜﺮا ﻓﻠﻴﻐﲑه ﻤﻔﻠﺤﻮن [)(٢؛ وﻟﻘﻮﻟﻪ :rﻣﻦ رأى ﻣﻨﻜﻢ ﻫﻢ اﻟـْ ُ ْ ِ ُ َ وأوﻟـﺌﻚ ُ ُ ﺑﻴﺪه ،ﻓﺈن ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻓﺒﻠﺴﺎﻧﻪ ،ﻓﺈن ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻓﺒﻘﻠﺒﻪ وذﻟﻚ أﺿﻌﻒ اﻹﻳﲈن.(٣)
وﻫﺬه اﻷﻣﻮر اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻫﻲ ﻣﺮاﺗﺐ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮوف واﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﳌﻨﻜﺮ -
اﻟﻴﺪ ،ﺛﻢ اﻟﻠﺴﺎن ،ﺛﻢ اﻟﻘﻠﺐ . -
وﻣﻦ ﻣﻜﺎرم أﺧﻼق أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ :اﻹداﻧﺔ ﺑﺎﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﷲ ،وﻟﺮﺳﻮﻟﻪ،
وﻷﺋﻤﺔ اﳌﺴﻠﻤﲔ ،وﻋﺎﻣﺘﻬﻢ).(٤ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١ﺷﻴﺦ اﻹﺳﻼم اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ ،ﻛﲈ ﺗﻘﺪم.
) (٢ﺳﻮرة آل ﻋﻤﺮان ،اﻵﻳﺔ. ١٠٤ :
) (٣ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻹﻳﲈن ،ﺑﺎب ﺑﻴﺎن ﻛﻮن اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﳌﻨﻜﺮ ﻣﻦ اﻹﻳﲈن ،...ﺑﺮﻗﻢ . ٤٩
) (٤أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﻣﻌﻠﻘﺎً ﰲ ﻛﺘﺎب اﻹﻳﲈن ،ﺑﺎب ﻗﻮل اﻟﻨﺒﻲ )) :rاﻟﺪﻳﻦ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﷲ وﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ً ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﲤﻴﻢ اﻟﺪاري وﻷﺋﻤﺔ اﳌﺴﻠﻤﲔ وﻋﺎﻣﺘﻬﻢ(( ،ﻗﺒﻞ اﳊﺪﻳﺚ رﻗﻢ ،٥٧وﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻹﻳﲈن ،ﺑﺎب ﺑﻴﺎن أن اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ،ﺑﺮﻗﻢ .٥٥
ﻤﻥ ﺃﺨﻼﻕ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ٦٣ وأن اﳌﺆﻣﻦ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﻛﺎﻟﺒﻨﻴﺎن اﳌﺮﺻﻮص) ،(١وﻳﺮﲪﻮن إﺧﻮاﳖﻢ اﳌﺴﻠﻤﲔ) ،(٢وﳛ ﱡﺜﻮن ﻋﲆ ﻣﻜﺎرم اﻷﺧﻼق وﳏﺎﺳﻦ اﻷﻋﲈل ،وﻳﺄﻣﺮون
ﺑﺎﻟﺼﱪ واﻹﺣﺴﺎن إﱃ ﻋﺒﺎد اﷲ ﻋﲆ ﺣﺴﺐ أﺣﻮاﳍﻢ ،وﻣﺎ ﳚﺐ ﳍﻢ ﻣﻦ
أﻗﺎرب ،وأﻳﺘﺎم ،وﻓﻘﺮاء ،وﻳﻨﻬﻮن ﻋﻦ اﻟﻔﺨﺮ ،واﳋﻴﻼء ،وﻛﻠﲈ ﻳﻔﻌﻠﻮﻧﻪ إﻧﲈ ﻫﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﺘّﺒِﻌﻮن ﻟﻠﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ ﻓﻨﺴﺄل اﷲ أن ﳚﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﱠ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ
ﺗﺰال ﻋﲆ اﳊﻖ ﻣﻨﺼﻮرة ،ﻻ ﻳﴬﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻬﻢ ،وﻻ ﻣﻦ ﺧﺬﳍﻢ ﺣﺘﻰ
ﺗﻘﻮم اﻟﺴﺎﻋﺔ) ،(٣إﻧﻪ وﱄ ذﻟﻚ واﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻴﻪ ،وﺻﲆ اﷲ ﻋﲆ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﳏﻤﺪ
وﻋﲆ آﻟﻪ وأﺻﺤﺎﺑﻪ وﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎن إﱃ ﻳﻮم اﻟﺪﻳﻦ. ###
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (١اﻧﻈﺮ :ﻣﺎ أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺼﻼة ،ﺑﺎب ﺗﺸﺒﻴﻚ اﻷﺻﺎﺑﻊ ﰲ اﳌﺴﺠﺪ وﻏﲑه ،ﺑﺮﻗﻢ ،٤٨١ وﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﱪ واﻟﺼﻠﺔ واﻵداب ،ﺑﺮﻗﻢ .٢٥٨٥
) (٢أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب اﻷدب ،ﺑﺎب رﲪﺔ اﻟﻨﺎس واﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ،ﺑﺮﻗﻢ ،٦٠١١وﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﱪ واﻟﺼﻠﺔ واﻵداب ،ﺑﺎب ﺗﺮاﺣﻢ اﳌﺆﻣﻨﲔ وﺗﻌﺎﻃﻔﻬﻢ وﺗﻌﺎﺿﺪﻫﻢ ،ﺑﺮﻗﻢ .٢٥٨٦
) (٣أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب اﻻﻋﺘﺼﺎم ،ﺑﺎب ﻗﻮل اﻟﻨﺒﻲ )) :rﻻ ﺗﺰال ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ أﻣﺘﻲ ﻇﺎﻫﺮﻳﻦ ﻋﲆ اﳊﻖ(( )رﻗﻢ ،(٧٣١١وﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻹﻣﺎة ،ﺑﺎب ﻗﻮﻟﻪ )) :rﻻ ﺗﺰال ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ أﻣﺘﻲ ﻋﲆ
اﳊﻖ ﻻ ﻳﴬﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻬﻢ(( )رﻗﻢ .(١٩٢١ ،١٩٢٠واﻧﻈﺮ ﴍح اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ ﻟﻠﻬﺮاس ص ١٨١واﻷﺳﺌﻠﺔ واﻷﺟﻮﺑﺔ اﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ص. ١٤٦
-٤ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ
٦٤
ﺍﻟﻔﻬﺎﺭﺱ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
ـﺔ. ـﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴــ ـﺭﺱ ﺍﻵﻴــ -١ﻓﻬــ -٢ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﻭﺍﻵﺜـﺎﺭ. ـﻌﺎﺭ. ـﺭﺱ ﺍﻷﺸـــــ -٣ﻓﻬـــــ -٤ﻓﻬــــﺭﺱ ﺍﻟﻤﻭﻀــــﻭﻋﺎﺕ.
٦٥
٦٦
-١ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ
ﺍﻵﻴﺔ
]ﻭﻜﹶﺫﹶﻟِﻙ ﺠﻌﻠﹾﻨﹶﺎﻜﹸﻡ ﺃُﻤﺔﹰ ﻭﺴﻁﹰﺎ[................................................................. ﻟﱠﻴﺱ ﺍﻟﹾﺒِﺭ ﺃَﻥ ﺘﹸﻭﻟﱡﻭﺍﹾ ﻭﺠﻭﻫﻜﹸﻡ ﻗِﺒلَ ﺍﻟـْﻤﺸﹾﺭِﻕِ ﻭﺍﻟـْﻤﻐﹾﺭِﺏِ[..................... ]ﻴﺭِﻴﺩ ﺍﷲ ﺒِﻜﹸﻡ ﺍﻟﹾﻴﺴﺭ ﻭﻻﹶ ﻴﺭِﻴﺩ ﺒِﻜﹸﻡ ﺍﻟﹾﻌﺴﺭ[ .......................................... ]ﻭﺃَﺤﺴِﻨﹸﻭﺍﹾ ﺇِﻥ ﺍﷲ ﻴﺤِﺏ ﺍﻟـْﻤﺤﺴِﻨِﻴﻥ[................................................... ]ﻫلْ ﻴﻨﻅﹸﺭﻭﻥ ﺇِﻻﱠ ﺃَﻥ ﻴﺄْﺘِﻴﻬﻡ ﺍﷲ ﻓِﻲ ﻅﹸﻠﹶلٍ ﻤﻥ ﺍﻟﹾﻐﹶﻤﺎﻡِ[............................ ]ﻭﻟﹶﻭ ﺸﹶﺎﺀ ﺍﷲ ﻤﺎ ﺍﻗﹾﺘﹶﺘﹶﻠﹸﻭﺍﹾ ﻭﻟﹶـﻜِﻥ ﺍﷲ ﻴﻔﹾﻌلُ ﻤﺎ ﻴﺭِﻴﺩ[.............................
]ﻴﻭﻡ ﺘﹶﺠِ ﺩ ﻜﹸلﱡ ﻨﹶﻔﹾﺱٍ ﻤﺎ ﻋﻤِﻠﹶﺕﹾ ﻤِﻥ ﺨﹶﻴﺭٍ ﻤﺤﻀﺭﺍ ﻭﻤﺎ[........................... ]ﻭَﻤﻜﹶﺭﻭﺍﹾ ﻭﻤﻜﹶﺭ ﺍﷲ ﻭﺍﷲ ﺨﹶﻴﺭ ﺍﻟـْﻤﺎﻜِﺭِﻴﻥ[...................................... ]ﻭﻟﹾﺘﹶﻜﹸﻥ ﻤﻨﻜﹸﻡ ﺃُﻤﺔﹲ ﻴﺩﻋﻭﻥ ﺇِﻟﹶﻰ ﺍﻟـْﺨﹶﻴﺭِ ﻭﻴﺄْﻤﺭﻭﻥ[.................................
]ﻭﻤﻥ ﻴﻘﹾﺘﹸلْ ﻤﺅْﻤِﻨﹰﺎ ﻤﺘﹶﻌﻤﺩﺍ ﻓﹶﺠﺯﺁﺅُﻩ ﺠﻬﻨﱠﻡ ﺨﹶﺎﻟِﺩﺍ ﻓِﻴﻬﺎ[............................ ]ﺇِﻥ ﺍﷲ ﹶﻻ ﻴﻐﹾﻔِﺭ ﺃَﻥ ﻴﺸﹾﺭﻙ ﺒِﻪِ ﻭﻴﻐﹾﻔِﺭ ﻤﺎ ﺩﻭﻥ ﺫﹶﻟِﻙ ﻟﻤﻥ ﻴﺸﺎﺀ[............. ]ﻓﹶﺈِﻥ ﺘﹶﻨﹶﺎﺯﻋﺘﹸﻡ ﻓِﻲ ﺸﹶﻲﺀٍ ﻓﹶﺭﺩﻭﻩ ﺇِﻟﹶﻰ ﺍﷲ ﻭﺍﻟﺭﺴﻭلِ ﺇِﻥ[......................... ]ﺇِﻥ ﺘﹸﺒﺩﻭﺍﹾ ﺨﹶﻴﺭﺍ ﺃَﻭ ﺘﹸﺨﹾﻔﹸﻭﻩ ﺃَﻭ ﺘﹶﻌﻔﹸﻭﺍﹾ ﻋﻥ ﺴﻭﺀٍ ﻓﹶﺈِﻥ ﺍﷲ[....................... ]ﻭﻜﹶﻠﱠﻡ ﺍﷲ ﻤﻭﺴﻰ ﺘﹶﻜﹾﻠِﻴﻤﺎ[......................................................................
ﺭﻗﻤﻬﺎ
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ
١٤٣
٣٣
١٨٥
٢٠
١٧٧ ١٩٥ ٢١٠ ٢٥٣ ٣٠
٥٤
٩
٢١ ٢٢ ٢٠ ٤١ ٢٣
١٠٤
٦٢
٢٣
٢٢
٥٩
٦٠
٤٨ ١٤٩ ١٦٤
،٢٤
٢٧ ،١٠
]ﻭﻫﻭ ﺍﻟـْﺤﻜِﻴﻡ ﺍﻟـْﺨﹶﺒِﻴﺭ[...................................................................... ]ﻓﹶﻤﻥ ﻴﺭِﺩِ ﺍﷲ ﺃَﻥ ﻴﻬﺩِﻴﻪ ﻴﺸﹾﺭﺡ ﺼﺩﺭﻩ ﻟِﻺِﺴﻼﹶﻡِ[..................................
١٢٥
٢٠
]ﻭﺇِﺫﹾ ﺃَﺨﹶ ﹶﺫ ﺭﺒﻙ ﻤِﻥ ﺒﻨِﻲ ﺁﺩﻡ ﻤِﻥ ﻅﹸﻬﻭﺭِﻫِﻡ ﺫﹸﺭﻴﺘﹶﻬﻡ[...............................
١٧٢
٤٩
]ﻭﺇِﺫﹶﺍ ﺘﹸﻠِﻴﺕﹾ ﻋﻠﹶﻴﻬِﻡ ﺁﻴﺎﺘﹸﻪ ﺯﺍﺩﺘﹾﻬﻡ ﺇِﻴﻤﺎﻨﹰﺎ[..................................................
٢
٥٢
١٨
٣٥
١٨
-١ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ
ﺍﻵﻴﺔ
٦٧
ﺭﻗﻤﻬﺎ
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ
]ﻭﻟﹶـﻜِﻥ ﻜﹶﺭِﻩ ﺍﷲ ﺍﻨﺒِﻌﺎﺜﹶﻬﻡ[...................................................................
٤٦
٢٢
٢٦
٢٨
]ﻟﱢﻠﱠﺫِﻴﻥ ﺃَﺤﺴﻨﹸﻭﺍﹾ ﺍﻟـْﺤﺴﻨﹶﻰ ﻭﺯِﻴﺎﺩﺓﹲ[........................................................ ]ﻭﻫﻭ ﺍﻟﹾﻐﹶﻔﹸﻭﺭ ﺍﻟﺭﺤِﻴﻡ[..........................................................................
١٠٧
٢١
]ﻭﻫﻭ ﺍﻟﹾﻌﻠِﻴﻡ ﺍﻟـْﺤﻜِﻴﻡ[...........................................................................
١٠٠
١٨
]ﻭﻫﻭ ﺸﹶﺩِﻴﺩ ﺍﻟـْﻤِﺤﺎلِ[........................................................................
١٣
٢٣
]ﻴﺜﹶﺒﺕﹸ ﺍﷲ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﺁﻤﻨﹸﻭﺍﹾ ﺒِﺎﻟﹾﻘﹶﻭلِ ﺍﻟﺜﱠﺎﺒِﺕِ ﻓِﻲ ﺍﻟـْﺤﻴﺎﺓِ ﺍﻟﺩﻨﹾﻴﺎ[.....................
٢٧
٣٩
]ﻓﹶﻭﺭﺒﻙ ﻟﹶﻨﹶﺴﺄَﻟﹶﻨﱠﻬﻡ ﺃَﺠﻤﻌِﻴﻥ * ﻋﻤﺎ ﻜﹶﺎﻨﹸﻭﺍ ﻴﻌﻤﻠﹸﻭﻥ[.................................
٩٣-٩٢
٤٢
]ﺇِﻥ ﺍﷲ ﻤﻊ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﺍﺘﱠﻘﹶﻭﺍﹾ ﻭﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﻫﻡ ﻤﺤﺴِﻨﹸﻭﻥ[.....................................
١٢٨
٢٦
]ﻭﻭﺠﺩﻭﺍ ﻤﺎ ﻋﻤِﻠﹸﻭﺍ ﺤﺎﻀِﺭﺍ ﻭ ﹶﻻ ﻴﻅﹾﻠِﻡ ﺭﺒﻙ ﺃَﺤﺩﺍ[..................................
٤٩
٤١
]ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻋﻠﹶﻰ ﺍﻟﹾﻌﺭﺵِ ﺍﺴﺘﹶﻭﻯ[..........................................................
٥٠
٢٥
]ﻓﹶﻤﻥ ﺜﹶﻘﹸﻠﹶﺕﹾ ﻤﻭﺍﺯِﻴﻨﹸﻪ ﻓﹶﺄُﻭﻟﹶﺌِﻙ ﻫﻡ ﺍﻟﹾﻤﻔﹾﻠِﺤﻭﻥ * ﻭﻤﻥ ﺨﹶﻔﱠﺕﹾ[....................
١٠٣-١٠٢
٤٠
]ﺃَﻻ ﺘﹸﺤِﺒﻭﻥ ﺃَﻥ ﻴﻐﹾﻔِﺭ ﺍﷲ ﻟﹶﻜﹸﻡ ﻭﺍﷲ ﻏﹶﻔﹸﻭﺭ ﺭﺤِﻴﻡ[...................................
٢٢
٢٤
]ﺼﻨﹾﻊ ﺍﷲ ﺍﻟﱠﺫِﻱ ﺃَﺘﹾﻘﹶﻥ ﻜﹸلﱠ ﺸﹶﻲﺀٍ[.......................................................
٨
٢٤
]ﺇِﻥ ﺍﷲ ﺒِﻜﹸلﱢ ﺸﹶﻲﺀٍ ﻋﻠِﻴﻡ[......................................................................
٦٢
٤٧
٦٨
-١ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ
ﺍﻵﻴﺔ
]ﻫلْ ﻤِﻥ ﺨﹶﺎﻟِﻕٍ ﻏﹶﻴﺭ ﺍﷲ[....................................................................... ]ﺇِﻟﹶﻴﻪِ ﻴﺼﻌﺩ ﺍﻟﹾﻜﹶﻠِﻡ ﺍﻟﻁﱠﻴﺏ ﻭﺍﻟﹾﻌﻤلُ ﺍﻟﺼﺎﻟِﺢ ﻴﺭﻓﹶﻌﻪ[.................................. ]ﺜﹸﻡ ﺃَﻭﺭﺜﹾﻨﹶﺎ ﺍﻟﹾﻜِﺘﹶﺎﺏ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﺍﺼﻁﹶﻔﹶﻴﻨﹶﺎ ﻤِﻥ ﻋِﺒﺎﺩِﻨﹶﺎ ﻓﹶﻤِﻨﹾﻬﻡ ﻅﹶﺎﻟِﻡ[...................
]ﻭﻜﹸلﱠ ﺸﹶﻲﺀٍ ﺃﺤﺼﻴﻨﹶﺎﻩ ﻓِﻲ ﺇِﻤﺎﻡٍ ﻤﺒِﻴﻥٍ[................................................... ]ﺇِﻨﱠﻤﺎ ﺃَﻤﺭﻩ ﺇِﺫﹶﺍ ﺃَﺭﺍﺩ ﺸﹶﻴﺌًﺎ ﺃَﻥ ﻴﻘﹸﻭلَ ﻟﹶ ﻪ ﻜﹸﻥ ﻓﹶﻴﻜﹸﻭﻥ[.................................
ﺭﻗﻤﻬﺎ
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ
٣
٤٨
١٠ ٣٢ ٢٢ ٨٢
٥٣ ٤٧
٣٢ ،٢٠
]ﻭﺍﷲ ﺨﹶﻠﹶﻘﹶﻜﹸﻡ ﻭﻤﺎ ﺘﹶﻌﻤﻠﹸﻭﻥ[.................................................................... ]ﺴﺒﺤﺎﻥ ﺭﺒﻙ ﺭﺏ ﺍﻟﹾﻌِﺯﺓِ ﻋﻤﺎ ﻴﺼِﻔﹸﻭﻥ * ﻭﺴﻼﻡ[.................................
-١٨٠
١٧
]ﻤﺎ ﻤﻨﹶﻌﻙ ﺃَﻥ ﺘﹶﺴﺠﺩ ﻟِﻤﺎ ﺨﹶﻠﹶﻘﹾﺕﹸ ﺒِﻴﺩﻱ[...................................................
٤٥
٢٣
]ﺍﷲ ﺨﹶﺎﻟِﻕﹸ ﻜﹸلﱢ ﺸﹶﻲﺀٍ ﻭﻫﻭ ﻋﻠﹶﻰ ﻜﹸلﱢ ﺸﹶﻲﺀٍ ﻭﻜِﻴلٌ[.................................
٦٢
٤٨
]ﺭﺒﻨﹶﺎ ﻭﺴِﻌﺕﹶ ﻜﹸلﱠ ﺸﹶﻲﺀٍ ﺭﺤﻤﺔﹰ ﻭﻋِﻠﹾﻤﺎ[...............................................
٧
٢١
]ﻟﹶﻴﺱ ﻜﹶﻤِﺜﹾﻠِﻪِ ﺸﹶﻲﺀ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺴﻤِﻴﻊ ﺍﻟﺒﺼِﻴﺭ[.........................................
١١
،٢٤ ،١٩ ،١٤
]ﻭﺠﺯﺍﺀ ﺴﻴﺌَﺔٍ ﺴﻴﺌَﺔﹲ ﻤﺜﹾﻠﹸﻬﺎ[................................................................
٤٠
٢٤
]ﻓﹶﻠﹶﻤﺎ ﺁﺴﻔﹸﻭﻨﹶﺎ ﺍﻨﺘﹶﻘﹶﻤﻨﹶﺎ ﻤِﻨﹾﻬﻡ[...................................................................
٥٥
٢٢
]ﻓِﻴﻬﺎ ﻴﻔﹾﺭﻕﹸ ﻜﹸلﱡ ﺃَﻤﺭٍ ﺤﻜِﻴﻡٍ[...................................................................
٤
٤٩
]ﺫﹶﻟِﻙ ﺒِﺄَﻨﱠﻬﻡ ﺍﺘﱠﺒﻌﻭﺍ ﻤﺎ ﺃَﺴﺨﹶﻁﹶ ﺍﷲ ﻭﻜﹶﺭِﻫﻭﺍ ﺭِﻀﻭﺍﻨﹶﻪ[..............................
٢
٢٢
]ﺇِﻥ ﺍﷲ ﻫﻭ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕﹸ ﺫﹸﻭ ﺍﻟﹾﻘﹸﻭﺓِ ﺍﻟـْﻤﺘِﻴﻥ[................................................
٥٨
١٨
٩٦
٢٥
٣٤
٣٣ ،٣٠
-١ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ
ﺍﻵﻴﺔ
٦٩
ﺭﻗﻤﻬﺎ
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ
]ﻭﺍﺼﺒِﺭ ﻟـِﺤﻜﹾﻡِ ﺭﺒﻙ ﻓﹶﺈِﻨﱠﻙ ﺒِﺄَﻋﻴﻨِﻨﹶﺎ[.......................................................
٤٨
٢٣
]ﻜﹸلﱠ ﻴﻭﻡٍ ﻫﻭ ﻓِﻲ ﺸﹶﺄْﻥٍ[.......................................................................... ]ﻭﻴﺒﻘﹶﻰ ﻭﺠﻪ ﺭﺒﻙ ﺫﹸﻭ ﺍﻟـْﺠﻼلِ ﻭﺍﻹِﻜﹾﺭﺍﻡِ[.............................................
٢٩ ٤٧
٤٩
]ﺇِﻨﱠﺎ ﻜﹸلﱠ ﺸﹶﻲﺀٍ ﺨﹶﻠﹶﻘﹾﻨﹶﺎﻩ ﺒِﻘﹶﺩﺭٍ[...................................................................
٤٩
٩
]ﻫﻭ ﺍﻷَﻭلُ ﻭﺍﻵﺨِﺭ ﻭﺍﻟﻅﱠﺎﻫِﺭ ﻭﺍﻟﹾﺒﺎﻁِﻥ ﻭﻫﻭ ﺒِﻜﹸلﱢ ﺸﹶﻲﺀٍ ﻋﻠِﻴﻡ[............... ]ﻫﻭ ﺍﻟﱠﺫِﻱ ﺨﹶﻠﹶﻕﹶ ﺍﻟﺴﻤﻭﺍﺕِ ﻭﺍﻷَﺭﺽ ﻓِﻲ ﺴِﺘﱠﺔِ ﺃَﻴﺎﻡٍ ﺜﹸﻡ[........................... ]ﻤﺎ ﺃَﺼﺎﺏ ﻤِﻥ ﻤﺼِﻴﺒﺔٍ ﻓِﻲ ﺍﻷَﺭﺽِ ﻭﻻ ﻓِﻲ ﺃَﻨﻔﹸﺴِﻜﹸﻡ ﺇِﻻﹼ[.......................
٣
١٨
٢٢
٤٧
٩
٣٠
٤
٢٣
٢٦
]ﻭﻴﺅْﺜِﺭﻭﻥ ﻋﻠﹶﻰ ﺃَﻨﻔﹸﺴِﻬِﻡ ﻭﻟﹶﻭ ﻜﹶﺎﻥ ﺒِﻬِﻡ ﺨﺼﺎﺼﺔ[................................ ]ﺭﺒﻨﹶﺎ ﺍﻏﹾﻔِﺭ ﻟﹶﻨﹶﺎ ﻭﻹِﺨﹾﻭﺍﻨِﻨﹶﺎ ﺍﻟﱠﺫِﻴﻥ ﺴﺒﻘﹸﻭﻨﹶﺎ ﺒِﺎﻹِﻴﻤﺎﻥِ[.................................
١٠
٥٥
]ﻜﹶﺒﺭ ﻤﻘﹾﺘﹰﺎ ﻋِﻨﺩ ﺍﷲ ﺃَﻥ ﺘﹶﻘﹸﻭﻟﹸﻭﺍ ﻤﺎ ﻻ ﺘﹶﻔﹾﻌﻠﹸﻭﻥ[.........................................
٣
٢٢
]ﻭﷲ ﺍﻟﹾﻌِﺯﺓﹸ ﻭﻟِﺭﺴﻭﻟِﻪِ ﻭﻟِﻠﹾﻤﺅْﻤِﻨِﻴﻥ[........................................................
٨
٢٤
]ﻭﺃَﻥ ﺍﷲ ﻗﹶﺩ ﺃَﺤﺎ ﹶﻁ ﺒِﻜﹸلﱢ ﺸﹶﻲﺀٍ ﻋِﻠﹾﻤﺎ[......................................................
١٢
٤٧
]ﻓﹶﺄَﻤﺎ ﻤﻥ ﺃُﻭﺘِﻲ ﻜِﺘﹶﺎﺒﻪ ﺒِﻴﻤِﻴﻨِﻪِ ﻓﹶﻴﻘﹸﻭلُ ﻫﺎﺅُﻡ ﺍﻗﹾﺭﺅُﻭﺍ ﻜِﺘﹶﺎﺒِﻴﻪ*ﺇِﻨﱢﻲ[............. ﺕ ﻜِﺘﹶﺎﺒِﻴﻪ[...........* ]ﻭﺃَﻤﺎ ﻤﻥ ﺃُﻭﺘِﻲ ﻜِﺘﹶﺎﺒﻪ ﺒِﺸِﻤﺎﻟِﻪِ ﻓﹶﻴﻘﹸﻭلُ ﻴﺎ ﻟﹶﻴﺘﹶﻨِﻲ ﻟﹶﻡ ﺃُﻭ ﹶ
٢٣-١٩ ٣٣-٢٥
٤١
]ﻭﺠﻭﻩ ﻴﻭﻤﺌِﺫٍ ﻨﱠﺎﻀِﺭﺓﹲ * ﺇِﻟﹶﻰ ﺭﺒﻬﺎ ﻨﹶﺎﻅِﺭﺓﹲ[.............................................
٢٣-٢٢
٢٨
]ﻭﻤﺎ ﺘﹶﺸﹶﺎﺅُﻭﻥ ﺇِﻻﹼ ﺃَﻥ ﻴﺸﹶﺎﺀ ﺍﷲ ﺇِﻥ ﺍﷲ ﻜﹶﺎﻥ ﻋﻠِﻴﻤﺎ ﺤﻜِﻴﻤﺎ[...................
٣٠
٣٢
٤١
٧٠
-١ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ
ﺍﻵﻴﺔ
]ﻟﻤﻥ ﺸﹶﺎﺀ ﻤِﻨﻜﹸﻡ ﺃَﻥ ﻴﺴﺘﹶﻘِﻴﻡ*ﻭﻤﺎ ﺘﹶﺸﹶﺎﺅُﻭﻥ ﺇِﻻﹼ ﺃَﻥ[................................ ]ﻭﻤﺎ ﺘﹶﺸﹶﺎﺅُﻭﻥ ﺇِﻻﹼ ﺃَﻥ ﻴﺸﹶﺎﺀ ﺍﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﹾﻌﺎﻟﹶﻤِﻴﻥ[......................................
ﺭﻗﻤﻬﺎ
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ
٢٩-٢٨
٣٤
٢٩
]ﻭﻫﻭ ﺍﻟﹾﻐﹶﻔﹸﻭﺭ ﺍﻟﹾﻭﺩﻭﺩ[............................................................................ ]ﻓﹶﻌﺎلٌ ﻟـﱢﻤﺎ ﻴﺭِﻴﺩ[................................................................................
١٦
٢٤
]ﺇِﻨﱠﻬﻡ ﻴﻜِﻴﺩﻭﻥ ﻜﹶﻴﺩﺍ*ﻭﺃَﻜِﻴﺩ ﻜﻴﺩﺍﹰ[.........................................................
١٦-١٥
٢٣
]ﻜﹶﻼﱠ ﺇِﺫﹶﺍ ﺩﻜﱠﺕِ ﺍﻷَﺭﺽ ﺩﻜﺎ ﺩﻜﺎ*ﻭﺠﺎﺀ ﺭﺒﻙ ﻭﺍﻟـْﻤﻠﹶﻙ ﺼﻔﺎ ﺼﻔﺎ[..........
٢٢-٢١
٢٢
]ﺭﻀِﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﹾﻬﻡ ﻭﺭﻀﻭﺍ ﻋﻨﹾﻪ[...........................................................
٨
٢١
]ﻓﹶﻤﻥ ﻴﻌﻤلْ ﻤِﺜﹾﻘﹶﺎلَ ﺫﹶﺭﺓٍ ﺨﹶﻴﺭﺍ ﻴﺭﻩ*ﻭﻤﻥ ﻴﻌﻤلْ ﻤِﺜﹾﻘﹶﺎلَ ﺫﹶﺭﺓٍ ﺸﹶﺭﺍ ﻴﺭﻩ[......
٨-٧
٥١ ،٤٠
###
١٤
٤٨ ٢١
-٢ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﻭﺍﻵﺜﺎﺭ
ﻡ
ﻁﺭﻑ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ
٧١ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ
٢٨ -١ﺇﺫﺍ ﺩﺨل ﺃﻫلُ ﺍﻟﺠﻨﺔِ ﺍﻟﺠﻨﺔﹶ ﻗﺎل ﻴﻘﻭل ﺍﷲ ﺘﺒﺎﺭﻙ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ :ﺘﺭﻴﺩﻭﻥ ﺸﻴﺌﺎﹰ ﺃﺯﻴﺩﻜﻡ؟ .......................... -٢ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻴﺘﻡ ﺍﻟﺭﺠل ﻴﺴﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ،ﻭﻴﻁﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ،ﻓﻼ ﺘﺼﺩﻗﻭﻩ ] ............ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ[٥٨............... ، ٢٦ -٣ﺇﻥ ﺃﺤﺩﻜﻡ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﻓﻲ ﺼﻼﺘﻪ ﻓﺈﻨﹼﻪ ﻴﻨﺎﺠﻲ ﺭﺒﻪ ﺃﻭ ﺇﻥ ﺭﺒﻪ ﺒﻴﻨﻪ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻓﻼ ﻴﺒﺯﻗﻥ.................. ، .................. ٩ -٤ﺃﻥ ﺘﺅﻤﻥ ﺒﺎﷲ ،ﻭﻤﻼﺌﻜﺘﻪ ،ﻭﻜﺘﺒﻪ ،ﻭﺭﺴﻠﻪ ،ﻭﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻵﺨﺭ ،ﻭﺘﺅﻤﻥ ﺒﺎﻟﻘﺩﺭ ﺨﻴﺭﻩ ﻭﺸﺭﻩ، ٢٣ ................... ................................ -٥ﺇﻥ ﺭﺒﻜﻡ ﻟﻴﺱ ﺒﺄﻋﻭﺭ................................ ، -٦ﺇﻨﻜﻡ ﺴﺘﺭﻭﻥ ﺭﺒﻜﻡ ﻜﻤﺎ ﺘﺭﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻤﺭ ﻻ ﺘﻀﺎﻤﻭﻥ ﻓﻲ ﺭﺅﻴﺘﻪ،ﻓﺈﻥ ﺍﺴﺘﻁﻌﺘﻡ ﺃﻥ ﻻ ﺘﹸﻐﻠﹶﺒﻭﺍ ٢٩............. -٧ﺍﻻﺴﺘﻭﺍﺀ ﻤﻌﻠﻭﻡ ،ﻭﺍﻟﻜﻴﻑ ﻤﺠﻬﻭل ،ﻭﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﻪ ﻭﺍﺠﺏ ،ﻭﺍﻟﺴﺅﺍل ﻋﻨﻪ ﺒﺩﻋﺔ ].............ﻤﺎﻟﻙ[١١......... ، ٥٥......... ................................ -٨ﺍﻋﻤﻠﻭﺍ ﻤﺎ ﺸﺌﺘﻡ ﻓﻘﺩ ﻏﻔﺭﺕ ﻟﻜﻡ................................ ، ........................ ٦ -٩ﺍﻓﺘﺭﻗﺕ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺇﺤﺩﻯ ﻭﺴﺒﻌﻴﻥ ﻓﺭﻗﺔ ،ﻓﻭﺍﺤﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺴﺒﻌﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ٥٥ ................. -١٠ﺜﺎﺒﺕ ﺒﻥ ﻗﻴﺱ ﺒﻥ ﺸﻤﺎﺱ ،ﻓﻘﺩ ﺸﻬﺩ ﻟﻪ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ................................ ، ................................ ٦. -١١ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻤﻥ ﻭﺍﻓﻕ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﺇﻥ ﻜﻨﺕ ﻭﺤﺩﻙ]....................ﺍﺒﻥ ﻤﺴﻌﻭﺩ[، ٣٩................................ ... -١٢ﺴﻤﻌﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ﺸﻴﺌﺎﹰ ﻓﻘﻠﺘﻪ................................ ، ٤٥...... ................................ -١٣ﺸﻔﺎﻋﺘﻲ ﻷﻫل ﺍﻟﻜﺒﺎﺌﺭ ﻤﻥ ﺃﻤﺘﻲ................................ ، ٤٥ -١٤ﺸﻔﻌﺕ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﻭﺸﻔﻊ ﺍﻟﻨﺒﻴﻭﻥ ،ﻭﺸﻔﻊ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻭﻥ ﻭﻟﻡ ﻴﺒﻕ ﺇﻻ ﺃﺭﺤﻡ ﺍﻟﺭﺍﺤﻤﻴﻥ..................... ، -١٥ﻋﻥ ﻋﻤﺭﻩ ﻓﻴﻡ ﺃﻓﻨﺎﻩ ،ﻭﻋﻥ ﺸﺒﺎﺒﻪ ﻓﻴﻡ ﺃﺒﻼﻩ ،ﻭﻋﻥ ﻤﺎﻟﻪ ﻤﻥ ﺃﻴﻥ ﺍﻜﺘﺴﺒﻪ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺃﻨﻔﻘﻪ،ﻭﻋﻥ٤٢........ ، -١٦ﻻ ﺘﺯﺍل ﺠﻬﻨﻡ ﻴﻠﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺘﻘﻭل ﻫل ﻤﻥ ﻤﺯﻴﺩ ﺤﺘﻰ ﻴﻀﻊ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺯﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺩﻤﻪ٣١................ ، .................. ٦ -١٧ﻻ ﺘﺯﺍل ﻁﺎﺌﻔﺔ ﻤﻥ ﺃﻤﺘﻲ ﺃﻤﺔ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺒﺄﻤﺭ ﺍﷲ ﻻ ﻴﻀﺭﻫﻡ ﻤﻥ ﺨﺫﻟﻬﻡ ﻭﻻ ﻤﻥ ﺨﺎﻟﻔﻬﻡ، -١٨ﻻ ﺘﺴﺒﻭﺍ ﺃﺼﺤﺎﺒﻲ ،ﻓﻭﺍﻟﺫﻱ ﻨﻔﺴﻲ ﺒﻴﺩﻩ ﻟﻭ ﺃﻥ ﺃﺤﺩﻜﻡ ﺃﻨﻔﻕ ﻤﺜل ﺃُﺤﺩٍ ﺫﻫﺒﺎﹰ ﻤﺎ ﺒﻠﻎ ﻤﺩ ﺃﺤﺩﻫﻡ٥٥........ ، ................................ ٥٥ -١٩ﻻ ﻴﺩﺨل ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﺤﺩ ﺒﺎﻴﻊ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﺸﺠﺭﺓ................................ ، ٣٠................ -٢٠ﻟﻘﺩ ﻋﺠﺏ ﺍﷲ Uﺃﻭ ﻀﺤﻙ ﻤﻥ ﻓﻼﻥ ﻭﻓﻼﻨﺔ ﻓﺄﻨﺯل................................ ، ٢٩ -٢١ﺍﷲ ﺃﻓﺭﺡ ﺒﺘﻭﺒﺔ ﻋﺒﺩﻩ ﻤﻥ ﺃﺤﺩﻜﻡ ﺴﻘﻁ ﻋﻠﻰ ﺒﻌﻴﺭﻩ ﻭﻗﺩ ﺃﻀﻠﻪ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﻓﻼﺓ....................... ، ١٨ ................................ . -٢٢ﺍﻟﻠﻬﻡ ﺃﻨﺕ ﺍﻷﻭل ﻓﻠﻴﺱ ﻗﺒﻠﻙ ﺸﻲﺀ ﻭﺃﻨﺕ ﺍﻵﺨﺭ ﻓﻠﻴﺱ ﺒﻌﺩﻙ ﺸﻲﺀ، -٢٣ﻤﺎ ﻤﻨﻜﻡ ﻤﻥ ﺃﺤﺩٍ ﺇﻻ ﺴﻴﻜﻠﻤﻪ ﺍﷲ ﻟﻴﺱ ﺒﻴﻨﻪ ﻭﺒﻴﻨﻪ ﺘﹸﺭﺠﻤﺎﻥ ،ﻓﻴﻨﻅﺭ ﺃﻴﻤﻥ ﻤﻨﻪ ﻓﻼ ﻴﺭﻯ ﺇﻻ ﻤﺎ ﻗﺩﻡ٤٢ .. ، ٢٧........ -٢٤ﻤﺎ ﻤﻨﻜﻡ ﻤﻥ ﺃﺤﺩ ﺇﻻ ﻭﺴﻴﻜﻠﻤﻪ ﺭﺒﻪ ﻟﻴﺱ ﺒﻴﻨﻪ ﻭﺒﻴﻨﻪ ﺘﺭﺠﻤﺎﻥ................................ ،
ﻡ
-٤ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ
٧٢
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ
ﻁﺭﻑ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ
٦٢ -٢٥ﻤﻥ ﺭﺃﻯ ﻤﻨﻜﻡ ﻤﻨﻜﺭﺍﹰ ﻓﻠﻴﻐﻴﺭﻩ ﺒﻴﺩﻩ ،ﻓﺈﻥ ﻟﻡ ﻴﺴﺘﻁﻊ ﻓﺒﻠﺴﺎﻨﻪ ،ﻓﺈﻥ ﻟﻡ ﻴﺴﺘﻁﻊ ﻓﺒﻘﻠﺒﻪ................. ، -٢٦ﻤﻥ ﺭﺒﻙ؟ ﻭﻤﺎ ﺩﻴﻨﹸﻙ؟ ﻭﻤﻥ ﻨﺒﻴﻙ؟ .ﻓﺎﻟﻤﺅﻤﻥ ﻴﻘﻭل :ﺭﺒﻲ ﺍﷲ ﻭﺩﻴﻨﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ،ﻭﻨﺒﻴﻲ ﻤﺤﻤﺩ ٣٩..... ،r ٥٣..... -٢٧ﻤﻥ ﺼﻠﱠﻰ ﺼﻼﺘﻨﺎ ،ﻭﺍﺴﺘﻘﺒل ﻗﺒﻠﺘﻨﺎ ،ﻭﺃﻜل ﺫﺒﻴﺤﺘﻨﺎ ،ﻓﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ................................ ، ٤٢ -٢٨ﻭﺃﻥ ﻤﺎﺀﻩ ﺃﺸﺩ ﺒﻴﺎﻀﺎﹰ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﱠﺒﻥ ،ﻭﺃﺤﻠﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺴل ،ﻭﺁﻨﻴﺘﻪ ﻋﺩﺩ ﻨﺠﻭﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ.................... ، ٢٦............. -٢٩ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺘﺩﻋﻭﻨﻪ ﺃﻗﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﺤﺩﻜﻡ ﻤﻥ ﻋﻨﻕ ﺭﺍﺤﻠﺔ ﺃﺤﺩﻜﻡ................................ ، ٢٥................................ ... -٣٠ﻭﺍﻟﻌﺭﺵ ﻓﻭﻕ ﺍﻟﻤﺎﺀ ،ﻭﺍﷲ ﻓﻭﻕ ﺍﻟﻌﺭﺵ ،ﻭﻫﻭ ﻴﻌﻠﻡ ﻤﺎ ﺃﻨﺘﻡ ﻋﻠﻴﻪ، ٢٧ -٣١ﻴﺎ ﺁﺩﻡ ﻓﻴﻘﻭل :ﻟﺒﻴﻙ ﻭﺴﻌﺩﻴﻙ،ﻭﺍﻟﺨﻴﺭ ﻓﻲ ﻴﺩﻴﻙ،ﻗﺎل :ﻴﻘﻭل :ﺃﺨﺭﺝ ﺒﻌﺙ ﺍﻟﻨﺎﺭ........................ ، ٥٨..... ................................ -٣٢ﻴﺎ ﺴﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺒل ]..............ﻋﻤﺭ[................................ ، -٣٣ﻴﺠﺎﺀ ﺒﻪ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﻜﺒﺵ ﺃﻤﻠﺢ ﻓﻴﻭﻗﻑ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻴﺫﺒﺢ ﻭﻴﻘﺎل :ﻴﺎ ﺃﻫل ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺨﻠﻭﺩ٤٦....... ، ٥٢ -٣٤ﻴﺨﺭﺝ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻤﻥ ﻗﺎل ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻﹼ ﺍﷲ ﻭﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻤﺎ ﻴﺯﻥ ﺸﻌﻴﺭﺓ.................... ، ٣٠................................ .... -٣٥ﻴﻀﺤﻙ ﺍﷲ ﺇﻟﻰ ﺭﺠﻠﻴﻥ ﻴﻘﺘل ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﺍﻵﺨﺭ :ﻜﻼﻫﻤﺎ ﻴﺩﺨل ﺍﻟﺠﻨﺔ، -٣٦ﻴﻨﺯل ﺭﺒﻨﺎ ﺘﺒﺎﺭﻙ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ﻜل ﻟﻴﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺤﻴﻥ ﻴﺒﻘﻰ ﺜﻠﺙ ﺍﻟﻠﻴل ﺍﻵﺨﺭ٢٩ ....... ،
###
-٣ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻷﺸﻌﺎﺭ
٧٣
ﻡ
-١
-٢
-٣
ﺍﻟﺒــــــــــﻴﺕ
ﻴﺎ ﻤﻥ ﻴﺭﻯ ﻤﺩ ﺍﻟﺒﻌﻭﺽ ﺠﻨﺎﺤﻬﺎ
ﻓﻲ ﻅﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻴل ﺍﻟﺒﻬﻴﻡ ﺍﻷﻟﻴلِ
ﺍﻤﻨﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﺘﻭﺒﺔٍ ﺘﻤﺤﻭ ﺒﻬﺎ
ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﺍﻷﻭلِ
ﻋﻠﻡ ﻜﺘﺎﺒﺔ ﻤﻭﻻﻨﺎ ﻤﺸﻴﺌﺘﻪ ُ
ﻭﺨﻠﻘﻪ ﻭﻫﻭ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﻭﺘﻜﻭﻴﻥ
ﻭﻴﺭﻯ ﻤﻨﺎﻁ ﻋﺭﻭﻗﻬﺎ ﻓﻲ ﻨﺤﺭﻫﺎ ﻭﺇﻨﱢﻲ ﻭﺇﻥ ﺃَﻭﻋﺩﺘﹸُﻪ ﺃﻭ ﻭﻋﺩﺘﹸُﻪ
ﻭﺍﻟﻤﺦﱠ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻅﺎﻡ ﺍﻟﻨﺤلِ
ﻟﻤﺨﻠﻑﹸُ ﺇﻴﻌﺎﺩﻱ ﻭﻤﻨﺠﺯ ﻤﻭﻋﺩ ﻱ
###
ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺸﺎﻋﺭ
ﺸﺎﻋﺭ
ﺸﺎﻋﺭ
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ١٩
٣٥
٤٨
٧٤
-٤ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ٣ ......................................................................... : ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻔﺭﻗﺔ ﺍﻟﻨﺎﺠﻴﺔ) :ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ( ٦ ...................... ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﺭﻜﺎﻥ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻔﺭﻗﺔ ﺍﻟﻨﺎﺠﻴﺔ ٧ .....................................
ﺃﻭﻻﹰ :ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﺎﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ٧............................................................................. ﺜﺎﻨﻴﺎﹰ :ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﺎﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ٧.............................................................................. ﺜﺎﻟﺜﺎﹰ :ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﺎﻟﻜﺘﺏ ٧................................................................................. ﺭﺍﺒﻌﺎﹰ :ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﺎﻟﺭﺴل ٨............................................................................... ﺨﺎﻤﺴﺎﹰ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﺎﻟﺒﻌﺙ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﻭﺕ ٨.................................................................... ﺴﺎﺩﺴﺎﹰ :ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﺎﻟﻘﺩﺭ ﺨﻴﺭﻩ ﻭﺸﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ٩................................................... ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻤﺫﻫﺏ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺼﻔﺎﺕ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺇﺠﻤﺎﻻﹰ ١٠ ................. ﺃﻭﻻﹰ :ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﻑ ﻭﺃﻗﺴﺎﻤﻪ ١٠ .............................................................. ﺜﺎﻨﻴﺎﹰ :ﺍﻟﺘﻌﻁﻴل ١٠ ....................................... ................................ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺘﻌﻁﻴل ١٠ ....................................... ................................ ﺜﺎﻟﺜﺎﹰ :ﺍﻟﺘﻜﻴﻴﻑ ١١ ....................................... ................................ ﺭﺍﺒﻌﺎﹰ :ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ١١ ....................................... ................................ ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ ﻓﻲ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺍﷲ ﻭﺼﻔﺎﺘﻪ١٣ ..................................... : ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ :ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻲ ﻭﺍﻹﺜﺒﺎﺕ ١٤ ............................. ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ :ﻤﺫﻫﺏ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺍﷲ ﻭﺼﻔﺎﺘﻪ ﺘﻔﺼﻴﻼﹰ ١٦ ...................... ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ :ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺃﺤﺎﺩﻴﺜﻬﺎ ١٧ ............................................. -١ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻌﺯﺓ ١٧ ..................................... ................................ -٢ﺼﻔﺔ ﺍﻹﺤﺎﻁﺔ ١٨ .................................... ................................ -٣ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ -٤ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ -٥ﻭﺍﻟﺨﺒﺭﺓ ١٨ ............................................ -٦ﺼﻔﺔ ﺍﻟﺭﺯﻕ -٧ﻭﺍﻟﻘﻭﺓ -٨ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﻨﺔ ١٨ .............................................. -٩ﺼﻔﺔ ﺍﻟﺴﻤﻊ -١٠ ،ﺼﻔﺔ ﺍﻟﺒﺼﺭ ١٩ ................................................ -١١ﺼﻔﺔ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ -١٢ ،ﻭﺍﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ٢٠ ................................................. ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ٢٠ .................................... ................................ -١ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻜﻭﻨﻴﺔ ٢٠ ................................. ................................ -٢ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺸﺭﻋﻴﺔ ٢٠ ................................ ................................ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﺭﺍﺩﺘﻴﻥ ٢٠ ........................................................... -١٣ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ -١٤ ،ﻭﺍﻟﻤﻭﺩﺓ ٢١ .................................................. -١٥ﺼﻔﺔ ﺍﻟﺭﺤﻤﺔ-١٦ ،ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﺭﺓ ٢١ ................................................... -١٧ﺼﻔﺔ ﺍﻟﺭﻀﻰ -١٨ﻭﺍﻟﻐﻀﺏ -١٩ﻭﺍﻟﺴﺨﻁ -٢٠ﻭﺍﻟﻠﻌﻥ -٢١ﻭﺍﻟﻜﺭﺍﻫﻴﺔ -٢٢ﻭﺍﻷﺴﻑ -٢٣ﻭﺍﻟﻤﻘﺕ ٢١ ........ -٢٤ﺼﻔﺔ ﻤﺠﻲﺀ ﺍﷲ -٢٥ﻭﺇﺘﻴﺎﻨﻪ ٢٢ .................................................
-٤ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ
ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ
٧٥
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ
-٢٦ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻭﺠﻪ -٢٧ ،ﻭﺍﻟﻴﺩﻴﻥ -٢٨ ،ﻭﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻥ ٢٣ ................................... -٢٩ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻤﻜﺭ -٣٠ ،ﻭﺍﻟﻜﻴﺩ ٢٣ ..................................................... -٣١ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻌﻔﻭ -٣٢ ،ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﺭﺓ -٣٣ ،ﻭﺍﻟﻌﺯﺓ -٣٤ ،ﻭﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ٢٤ ..................... -٣٥ﺼﻔﺔ ﺍﻻﺴﺘﻭﺍﺀ -٣٦ﻭﺍﻟﻌﻠﻭ ٢٥ ................................................... -٣٧ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻤﻌﻴﺔ ٢٥ ................................... ................................ ﺍﻟﻤﻌﻴﺔ ﻤﻌﻴﺘﺎﻥ٢٦ ................................. ................................ : -١ﻤﻌﻴﺔ ﺍﷲ ﻋﺎﻤﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻗﺎﺕ ٢٦ ............................................ -٢ﻤﻌﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻷﻫل ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ٢٦ .................................................... -٣٨ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ٢٦ ................................... ................................ -٣٩ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻟﺭﺒﻬﻡ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ ٢٨ ............................................. -٤٠ﻨﺯﻭل ﺍﷲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻜل ﻟﻴﻠﺔ ٢٩ ............................................ -٤١ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻔﺭﺡ ٢٩ ................................... ................................ -٤٢ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻀﺤﻙ٣٠ ................................. ................................ ، -٤٣ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻌﺠﺏ ٣٠ ................................... ................................ -٤٤ﺼﻔﺔ ﻗﺩﻡ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ٣١ ............................................................. ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺘﻨﻘﺴﻡ ﺇﻟﻰ ﻓﻌﻠﻴﺔ ﻭﺫﺍﺘﻴﺔ ٣١ ............................................................ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻷﻭل ٣١ ............................................... ................................ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ٣١ .............................................. ................................ ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺫﺍﺘﻴﺔ ﻓﻌﻠﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻴﻥ ٣١ .................................................... ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻤﻥ :ﻭﺴﻁﻴﺔ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ٣٣ ....................................... ﺃﻭﻻﹰ :ﺘﻭﺴﻁ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺒﻴﻥ ﻓﺭﻕ ﺍﻟﻀﻼل ﻓﻲ ﺒﺎﺏ ﺼﻔﺎﺕ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ٣٣ .......................... ﺜﺎﻨﻴﺎﹰ :ﺘﻭﺴﻁ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺒﺎﺏ ﺃﻓﻌﺎل ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﺒﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺩﺭﻴﺔ ٣٣ .......................... ﺜﺎﻟﺜﺎﹰ:ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺴﻁ ﻓﻲ ﺒﺎﺏ ﻭﻋﻴﺩ ﺍﷲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺭﺠﺌﺔ ﻭﺍﻟﻭﻋﻴﺩﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺩﺭﻴﺔ ٣٤ ........................... ﺭﺍﺒﻌﺎﹰ:ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﱠﺔ ﻭﺴﻁ ﻓﻲ ﺒﺎﺏ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﺭﻭﺭﻴﺔ،ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﺯﻟﺔ،ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺭﺠﺌﺔ،ﻭﺍﻟﺠﻬﻤﻴﺔ ٣٥ .............. - ١ﺍﻟﺤﺭﻭﺭﻴﺔ ] ﺍﻟﺨﻭﺍﺭﺝ [ ٣٦ ......................................................... – ٢ﺍﻟﻤﻌﺘﺯﻟﺔ ٣٦ ....................................... ................................ - ٣ﺍﻟﻤﺭﺠﺌﺔ ٣٦ ....................................... ................................ - ٤ﺍﻟﺠﻬﻤﻴﺔ ٣٧ ...................................... ................................ - ٥ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ٣٧ .......................................................... ﺨﺎﻤﺴﺎﹰ:ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺴﻁ ﻓﻲ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ rﺒﻴﻥ ﺍﻟﺭﺍﻓﻀﺔ ﻭﺍﻟﺨﻭﺍﺭﺝ ﻭﺍﻟﻨﻭﺍﺼﺏ ٣٨ ...................... ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ :ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻵﺨﺭ ٣٩ ........................................................... ﺃﻭﻻﹰ :ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﻘﺒﺭ ٣٩ .................................. ................................ ﺜﺎﻨﻴﺎﹰ :ﻨﻌﻴﻡ ﺍﻟﻘﺒﺭ ﻭﻋﺫﺍﺒﻪ ٣٩ .................................. ................................ ﺜﺎﻟﺜﺎﹰ :ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ٤٠ ..................................... ................................ ﺭﺍﺒﻌﺎﹰ :ﺍﻟﻤﻴﺯﺍﻥ ٤٠ ........................................... ................................
٧٦
ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ
-٤ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ
ﺨﺎﻤﺴﺎﹰ :ﺍﻟﺩﻭﺍﻭﻴﻥ ﻭﺘﻁﺎﻴﺭ ﺍﻟﺼﺤﻑ ٤٠ ........................................................ ﺴﺎﺩﺴﺎﹰ :ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ٤١ ......................................... ................................ ﺴﺎﺒﻌﺎﹰ :ﺍﻟﺤﻭﺽ ﺍﻟﻤﻭﺭﻭﺩ ٤٢ ................................. ................................ ﺜﺎﻤﻨﺎﹰ :ﺍﻟﺼﺭﺍﻁ ﻭﺒﻌﺩﻩ ﺍﻟﻘﻨﻁﺭﺓ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ٤٣ ........................................... ﺘﺎﺴﻌﺎﹰ :ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻭﺃﻗﺴﺎﻤﻬﺎ ٤٣ ................................ ................................ - ١ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﻅﻤﻰ ٤٣ .................................. ................................ – ٢ﺸﻔﺎﻋﺘﻪ rﻓﻲ ﺃﻫل ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺃﻥ ﻴﺩﺨﻠﻭﻫﺎ ٤٣ ............................................... - ٣ﺸﻔﺎﻋﺘﻪ rﻭﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻥ،ﻭﺍﻟﺼﺩﻴﻘﻴﻥ،ﻭﺍﻟﺸﻬﺩﺍﺀ،ﻭﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻥ ﻓﻴﻤﻥ ﺍﺴﺘﺤﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺃﻥ ﻻ ﻴﺩﺨﻠﻬﺎ،ﻭﻓﻴﻤﻥ ﺩﺨﻠﻬﺎ ﺃﻥ ﻴﺨﺭﺝ ﻤﻨﻬﺎ ٤٤ ......... ﺒﻌﺽ ﺃﻫل ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻗﺴﻡ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ ٤٤ ........................................... ﻭﺒﻌﻀﻬﻡ ﺠﻌﻠﻬﺎ ﺴﺘﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ ٤٥ ............................... ................................ ﻋﺎﺸﺭﺍﹰ :ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ٤٦ ..................................... ................................ ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﺎﺸﺭ :ﺍﻟﻘﺩﺭ ﻭﻤﺭﺍﺘﺒﻪ ٤٧ ........................................................ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﻋﻠﻡ ﺍﷲ ﺍﻷﺯﻟﻲ ٤٧ .................................................... ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ٤٧ ............................................................ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﺍﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ﺍﻟﻨﺎﻓﺫﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﺭﺩﻫﺎ ﺸﻲﺀ ٤٨ ................................ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ :ﺍﻟﺨﻠﻕ ﻜﻠﻪ ﷲ ﻓﻬﻭ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﻭﻤﺎ ﺴﻭﺍﻩ ﻤﺨﻠﻭﻕ ٤٨ ...................... ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺩﻴﺭ ﻴﺩﺨل ﻓﻴﻪ ﺨﻤﺴﺔ ﺘﻘﺎﺩﻴﺭ ٤٨ .................................. ﺃﻗﻼﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﺩﻴﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻟﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻨﺔ ٥٠ .............................................. ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺭ :ﻤﺫﻫﺏ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ٥٢ ....................... ﺍﻟﻅﺎﻟﻡ ﻟﻨﻔﺴﻪ ٥٣ ......................................... ................................ ﺍﻟﻤﻘﺘﺼﺩ ٥٣ .............................................. ................................ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺒﺎﻟﺨﻴﺭﺍﺕ ٥٣ ..................................... ................................ ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻋﺸﺭ:ﻤﺫﻫﺏ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﱠﺔ ﻓﻲ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ rﻭﺃﺯﻭﺍﺠﻪ ﻭﺃﻫل ﺒﻴﺘﻪ ٥٥ .................... ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻋﺸﺭ :ﻤﺫﻫﺏ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻜﺭﺍﻤﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ٥٨ ......................... ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻋﺸﺭ :ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻻﺘﹼﺒﺎﻉ ٦٠ ..................................... ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ :ﺃﺼﻭل ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺯِﻨﹸﻭﻥ ﺒﻬﺎ ﺠﻤﻴﻊ ﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ٦١ .................... -١ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ٦١ ..................................... ................................ U -٢ﺴﻨﺔ ﺍﻟﺭﺴﻭل ٦١ ................................. ................................ r -٣ﺇﺠﻤﺎﻉ ﺍﻟﺼﺩﺭ ﺍﻷﻭل ٦١ .............................................................. ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺭ :ﻤﻥ ﺃﺨﻼﻕ ﺃﻫل ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ٦٢ ........................... ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺭ ٦٢ ................................................... ﻤﻥ ﻤﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺨﻼﻕ ٦٢ ..................................... ................................ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﻜﺎﻟﺒﻨﻴﺎﻥ ٦٣ .............................................................. ﺍﻟﻔﻬﺎﺭﺱ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ٦٥ ........................................ ................................ -١ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ٦٥ ............................................................
-٤ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ
٧٧
-٢ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﻭﺍﻵﺜﺎﺭ ٧٠ .................................................. -٣ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻷﺸﻌﺎﺭ ٧٣ ................................... ................................ -٤ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ٧٤ ..............................................................
٧٩
ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ-٤
ﻜﺘﺏ ﻟﻠﻤﺅﻟﻑ
٤٩ ١ ٥٠ ٢ ٥١ ٣ ٥٢ ٤ ٥٣ ٥ ٥٤ ٦ ٥٥ ٧ ٥٦ ٨ ٥٧ ٩ ٥٨ ١٠ ٥٩ ١١ ٦٠ ١٢ ٦١ ١٣ ٦٢ ١٤ ٦٣ ١٥ ٦٤ ١٦ ٦٥ ١٧ ٦٦ ١٨ ٦٧ ١٩ ٦٨ ٢٠ ٦٩ ٢١ ٧٠ ٢٢ ٧١ ٢٣ ٧٢ ٢٤ ٧٣ ٢٥ ٧٤ ٢٦ ٧٥ ٢٧ ٧٦ ٢٨ ٧٧ ٢٩ ٧٨ ٣٠ ٧٩ ٣١ ٨٠ ٣٢ ٨١ ٣٣ ٨٢ ٣٤ ٨٣ ٣٥ وداع اﻟــﺮﺳـــــــﻮل ﺻــــــﻠﻰ اﷲ٨٤ ٣٦ ﻋﻠـــﯿـــــــــــﮫ وﺳـــــــﻠﻢ ﻷﻣــــﺘــــــــ ه r ٨٥ ٣٧ ٨٦ ٣٨ ٨٧ ٣٩ ٨٨ ٤٠ ٨٩ ٤١ ٩٠ ٤٢ ﻣﻮاﻗــــــــــــــــﻒ ﻻ ﺗﻨــــــــــﺴﻰ ﻣــــﻦ ﺳـــﯿﺮة واﻟـﺪﺗﻲ رﺣﻤﮭـــــــﺎ اﻟﻞ ه ٩١ ٤٣ إﺟــﺎﺑـــــﺔ اﻟﻨــــﺪاء ﻓﻲ ﺿـــــــــــــﻮء اﻟﺴﻨـــــــــﺔ اﻟــــﻤﻄﮭــــــــــــــــﺮ ة٩٢ ٤٤ ٩٣ ٤٥ ٩٤ ٤٦ ٩٥ ٤٧ ٩٦ ٤٨
ﻛﺘـــﺐ ) ﻣﱰﲨـــﺔ ( ﻟﻠﻤﺆﻟـــﻒ
ﺔ
ﺔ اﻟﻨﯿﺒﺎﻟﯿ
:ﺔ
ﺔ اﻷوردﯾ
ﺴﻠﻢ ﺑﺎﻟﻠﻐ ﺔ ﻟﻠﻐ
ﺐ ﻣﺘﺮﺟﻤ
ﺼﻦ اﻟﻤ ﻛﺘ:ًﺎ
ﺣ٣١ :ﺔ * ﺛﺎﻧﯿ
ﺎت اﻵﺗﯿ
ﺴﻠﻢ ﺑﺎﻟﻠﻐ
ﺼﻦ اﻟﻤ
ﺣ:ً* أوﻻ
١
٢
٣ ٤ ٥ ٦ ٧ ٨ ٩ ١٠
١١ ١٢ ١٣ ١٤
١٥ ١٦ ١٧ ١٨ ٤٨ ١٩ ٤٩ ٢٠ ٥٠ ٢١ ٥١ ٢٢ ٥٢ ٢٣ ٥٣ ٢٤ – ٥٤ ٢٥ ٢٦ ٢٧ ٢٨ ٢٩ ٣٠