العيب كل العيب أن نحمل أفكار غيرنا من غير فحص لها ،ونتكلم بها متشدقين وننشرها من دون حياء ،وندعي بعد ذلك الثقافة!. هكذا حال مدارسنا ! وهذا نموذج لولئك الذين ينقلون مدنية غيرنا دون تميز بين الغث والسمين ! وكثير هم – إل من رحم ربك- هاهي إحدى التلميذات تحكي بعفوية دون ما تدري إن ما تقوله يمثل صراع الحضارات – إن كان هنا فعل -بل هو لب الصراع بين اليدلوجية الغربية الهدامة والدين السلمي. تقول ببراءة الطفولة :كنا في مقاعد الدراسة والمعلم بين الصفوف يشرح الدرس بكثير من الهتمام ،كان الجو صحوا نعم إنه الخريف وبين نحن – تقول -في ذلك الهدوء فجأة عصفت الريح بقوة خفنا جميعنا فقال المعلم :كأنه أراد تهدئة الجو الذي تعالى فيه التصايح ،قال :انظروا يا أبناي كيف غضبت علينا الطبيعة؟ !!! لم ينتبه أحد لمقولته وساد الهدوء كأنهم يناشدون الطبيعة أن تهدأ. تقول مضيفة :أطرقت هنيهة الطبيعة ؟ !!! ماذا يقصد المعلم بالطبيعة: الشجار ،الحجار ،الجبال ..........أم يقصد من أوجد الطبيعة هذان التساؤلن كادا يخرقا رأسي تقول :لذا حاولت – وأنا في حيرة من أمري – جمع كل قواي حتى ينطق لساني فيفقه قولي. يا سيدي قلت له أل هو الذي قدر هذا أم الطبيعة الخرساء ! فبهت ! المعلم وأسرع إلى مكتبه ،وكأن شيئا قد أصابه فقلت آي اليوم احرم من وجبة الغذاء ،سأعاقب..... وجمعت قويا –تقول – لقدر على رفع عيناي فأنظر له فإذا هو قد عبس ونظر ثم نظر ! واطرق رأسه فزادت ضربات قلبي سرعة وكادت تتوقف من شدة الهلع. أخيرا نهض من مقعده وخجل في محياه يحاول إخفاءه وقال في حسرة ، هكذا بالحرف الواحد تعلمنا !!! ونحن بغباء يا بني ننقلها بأمانة ونحسب أننا نحسن صنعا – من غير انتباه لخباياها ودسائسها .... تقول كأن كلمه أشبه بكلم الدعاة ،لم أسمع له من قبل هذه النبرة
ويسترسل قائل :آه نحن ننقل العلمانية ،نعم العلمانية الهدّامة إلى أكباد المسلمين. وفجأة قطع الكلم ووجه الخطاب لي :بوركت يا بني وتبسم من قولي – السابق -تقول باستغراب أحسست كأني فعلت أو قلت شيئا عظيما. قال المعلم :ال بغضب نعم حقا كما يفرح بتوبة عبده ،يغضب من معاصي عبيده. إنه كلم -يضيف المعلم -يطول يا بني ،أعدكم بإطلع وبحث فيه وأعود – إن شاء ال – بحديث عنه . ومن ذلك الحين – تقول – ومعلمنا يتكلم عن إسلمنا بشيء من الحنان ، فل نرى له تحجرا ،ول نسمع له زفيرا. تقول :وأحببت الدراسة عنده لنه يكلمنا عن ال موجد الكون مرسل النيئ المي محمد صلى ال عليه وسلم بالفرقان ليكون للعالمين نذيرا هكذا تعلم هؤلء وهكذا ينقلون ما تعلموه للنشأ المسلم فسبحان مغير الحوال ،فلنعتبر ليس العيب أن يغير التلميذ من أفكار من يعلمه – إن كانت أفكاره مغلوطة –بل العيب كما أسلفنا الذكر هو نشر أفكار دون حساب لمدى خطورتها ،فلول أن لطف ال هذه التلميذة التي كادت أن تبذر فيها بذور ليست منا في شيء ،ويأبى ال إل أن يتم نوره ولو كره الكافرون. فالحمد ل نور السماوات والرض يهدي لنوره من يشاء.