حكاية الحبل

  • Uploaded by: Belkasem Taher Magid Elobadi
  • 0
  • 0
  • May 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View حكاية الحبل as PDF for free.

More details

  • Words: 391
  • Pages: 14
‫يـحـكــى ‪،،،‬‬ ‫أن‬ ‫رجـــل مـن‬ ‫هــــواة تسـلـق‬ ‫الجـبــال قـــرر‬ ‫تـحـقـيــق حـلمــه‬ ‫فـي تـسلـق أعـلى‬ ‫جـبــــال العـالــــم‬ ‫وأخـطــرهــا‬

‫وبعـد العــداد‬ ‫والتحـضـير‬ ‫وسعيــا ً للتميّـز‬ ‫والشهـرة‬ ‫قـّرر القيـام بهذه‬ ‫لوحـده‬ ‫الرحـلـة‬

‫وبـدأت الرحـلـة كـمـا خـطــط لـهــا‬ ‫وأراد ‪ ،،‬ومعـه كـل مـا يـلــزمــه‬ ‫لتحـقـيـق حـلمــه‬

‫مضـت السـاعــات سـريعـة عـليـه دون أن‬ ‫يشعــر فـفـاجـــأه الليـــل بظــلمــــه‬ ‫وسكــونــــه‬

‫كـان قـد قـطــع شوطـا ً كـبيرا ً دون توقـف حتى‬ ‫بلــغ نصف الطريـق ممـا يجعـل التراجـع أمــراً‬ ‫مستحيـلً‬

‫ة‬ ‫وُربّمـا يكـون الرجــوع أكـثر صعوبــ ً‬ ‫وخطـورة ً مـن إكـمــال الرحـلــة‬

‫لـم يعـد أمــام‬ ‫الرجــل سـوى‬ ‫مواصلـة طريقــه‬ ‫الذي مـاعـاد يراه‬ ‫وسـط الظـلم‬ ‫الدامـس والبرد‬ ‫القـارس ‪،،‬‬ ‫وأنـه ل يعلـم مـا‬ ‫يخبئـه له هـذا‬ ‫الطريق المـظـلـم‬ ‫مـن مفـاجــآت‬

‫و بعـد سـاعـات بـذل الرجـل فيهـا جـهــدًا وقبـل‬ ‫وصولــه للقمــة إذ بــه يفقد اتزانـه ويسقـط مـن‬ ‫أعـلى قمـة الجبـل بعد أن كـان على بُعد لحظـات مـن‬ ‫تـحـقـيــق حـلمــه أو ربـمــا أقــل مـن لحـظــــات‬

‫وكانت أهـم أحـداث‬ ‫حيـاتــه تـمــر بسرعـة‬ ‫أمـام عـينيـه وهـو يرتطـم‬ ‫بكل صخرة من صخـور‬ ‫الجـبـــــل‬

‫وأثنـاء سقوطـه تمسـك بالحبـل الذي كـان قـد ربطـه فـي‬ ‫وسطـه منذ بدايـة الرحلـة ‪ ،‬ولحسن الحـظ أن كـان‬ ‫خطـاف الحبل معلـق بقـوة من الطرف الخـر بإحدى‬ ‫صخور الجبل فوجد الرجل نفسه يتأرجح في الهواء ل شئ‬ ‫تحت قدميه سوى فضـاء ل حدود لـه ويديـه المملوءة‬

‫وسـط هـذا الليـل وقـسوتـه التقـط الرجـل أنفـاسـه كمـن عـادت‬ ‫لـه الروح وهو يمسك بالحبـل بـاحثــا عن أي أمـل فـي النجـاة‬ ‫فـي حـالـة يغلبهـــا اليـأس الذي ل أمـل فيـه ‪ ,‬صـرخ الرجــــل ‪:‬‬ ‫إلـهـــــي ‪ ,‬إلهـــي ‪ ,‬أعـني‬ ‫فـاخترق هذا الهـدوء صوت يجيبـه ‪ :‬ماذا تـريـدنى أن أفعل ؟‬ ‫وهل تـؤمن حـقــا أني قــــادر عـلى إنقـــاذك ؟؟‬ ‫فـأجـاب الرجـل ‪ :‬بكل تـأكيـد ‪ ,‬أؤمن يـا إلهي ومن غيرك يقدر أن‬ ‫ينقذني !‬

‫فـأجـابــه الصـوت ‪ :‬إذن اقـطــع‬ ‫الحبـل الذي أنت ممسـك بــه‬ ‫وبعد لحظـة تـردّد وشـك تعلّـق‬ ‫الرجـل بحبلـه أكـثر فـأكـثر‬

‫فـي اليـوم التـالـي عـثـر فريـق النقـاذ عـلى جـثــة‬ ‫الرجــل عـلى ارتـفــاع متر واحــد من سطـح الرض‬ ‫ممسكـا بيـده حبـل وقـد جـمّـده الـبرد تمامـًا‬ ‫مـتر واحـــد فـقـــط مـن سـطـــح الرض كـــان فيـــه‬

‫ومــاذا عـنـــك أنــت ‪،،،‬‬ ‫هـل قـطعـت كـل‬ ‫الحبـــال مـن دون الله ‪،‬‬ ‫هــل لزلت تظـن بـأن‬ ‫حبـالك من دون الله‬ ‫ستنقذك أو تزيل همك‬ ‫وتـسعـــدك !!!‬

‫سـك بـحـبــل الله المـتــين‬ ‫تـم ّ‬ ‫الوحيد الذي ينقذك ويسعدك‬ ‫إن أنت أحـسنت التوكّـل عـليـه والثقـة‬ ‫بــه‬

‫دعـواتي لكـم بكـل الخـير ‪،،،،‬‬ ‫ة ويقينـاً‬ ‫زادكـم الله تعـالـى إيمـانـا ً وعـافيـ ً‬ ‫ة ‪ ،‬ياااارب‬ ‫ة وبـركـــ ً‬ ‫ورحـمــ ً‬ ‫بـومـشــــاري‬ ‫‪[email protected]‬‬

More Documents from "Belkasem Taher Magid Elobadi"

150
April 2020 31
April 2020 27
April 2020 24
Human Resources
April 2020 30
April 2020 38
April 2020 16