44الفصل الثان :النظريات النقدية المبحث الثالث :النظرية النقدية المعاصرة تطرقنا ف البحث الول إل النظرية التقليدية بصيغتها الكلسيكية والنيوكلسيكية ،كل هاتي الصيغتي تؤكد على أن الستوى العام للسعار دالة ف كمية النقود كما بينا أن هذه النظرية عجزت عن معالة أو تقدي تفسي للمتغيات القتصادية خاصة الت حدثت ف أزمة الكساد العظيم . هذه الزمة كانت من أهم ظروف نشأة النظرية النقدية الكينية الت تطرقنا لا ف البحث الثان ، ل مناسبا هذه الخية تكنت من شرح الظواهر والتغيات القتصادية السائدة آنذاك فمنحت تلي ً إل حد ما عن أزمة الكساد انطلقا من الطلب الكلي الفعال ذلك أنه مع أن كين ل يعترض على فكرة التقليديي ف أثر التغي ف كمية النقود على الستوى العام للسعار إل أنه يناقضهم ف اعتبارهم أن الستوى العام للسعار دالة ف كمية النقود وحدها حيث أشار كين إل أن زيادة كمية النقود ل أثر لا أكثر من زيادة الطلب على النقود عندما تسود حالة الكساد ( مصيدة السيولة ) ومن هنا يرى أنه ل جدوى من السياسة النقدية ويركز على أهية النفاق الستقل ويؤكد كين على النفاق الستثماري ومن هنا يرسي كين مبدأ ثبات واستقرار مضاعف الستثمار بدل من ثبات واستقرار الطلب على النقود ولكن تركيز كين على حالة الكساد جعل أفكاره غي قادرة على تفسي ما طرأ من أحداث قبل الرب العالية الثانية والت اتصفت با يسمى بالكساد التضخمي من هنا تعددت الدراسات والحاولت القتصادية لتفسي الزمات الت أصابت النظام الرأسال ،من هنا اتبعت التحليل التقليدي على يد فريق من القتصاديي من جامعة شيكاغو على رأسهم ميلتون فريدمان قدموا إضافات جديدة على نظرية تقليدية ومن هنا برزت النظرية العاصرة لكمية النقود وهذا موضوع هذا البحث . المطلب الول :العوامل القتصادية المؤثرة في النظرية النقدية المعاصرة الفرع الول :ظروف نشأة الدرسة النقدية العاصرة نظرا لحدودية الفكر الكيني وعدم قدرته على تفسي ظاهرة التضخم الت زامنت ظاهرة الركود القتصادي ،ظهر فكر اقتصادي معاصر قائم ف أساسه ومنهجه على أطروحات ونظريات الدرسة التقليدية على الصوص وبدرجة أقل الدرسة الكينية فتعتب مدرسة شيكاغو " نظرية 44
45الفصل الثان :النظريات النقدية فريدمان" امتداد للفكر القتصادي التقليدي ولكن ف ثوب جديد وبأدوات تليلية أكثر ناعة وواقعية زامنت هذه الدرسة ظهور أزمة اقتصادية تعايش خللا التضخم والكساد ف الوليات التحدة المريكية بعد الرب العالية الثانية وحت ناية المسينات . الفرع الثان :الوقائع والحداث القتصادية الت سادت مرحلة الكساد التضخمي يكن التمييز بي مرحلتي واجهت أوضاع النظم الرأسالية ما بعد الرب العالية الثانية ، الرحلة الول امتدت مع بداية الرب العالية الثانية إل 1948؛ أما الرحلة الثانية فهي حقبة السبعينات ،حيث زاد معدل التضخم خاصة ف البلدان الرأسالية التقدمة واستمرت الضغوط التضخمية ف التزايد ف فترة التسعينات . ف تيلنا لسباب ظاهرة تلزم التضخم مع الكساد الت عرفتها الدول الصناعية الكبى منذ الرب العالية الثانية إل وقتنا الاضر ،فإننا نرى أن الفترة الول الت أعقبت الرب وعرفت مثل هذه الظاهرة إنا ترجع كما يرى الكثي من القتصاديي إل طبيعة وظروف الرب وإل اعتماد النموذج الكيني القائم على تفضيل السياسة الالية وما يتبعها من تدخل للدول ف زيادة حجم النفاق العام واعتماد ظاهرة النقود الرخيصة . أما تفسي الظاهرة خلل السبعينات إل التسعينات من القرن العشرين ،فإن الكثي من القتصاديي إنا يرجعون ذلك إل الجراءات والسياسات النقدية والالية الت استخدمتها أمريكا وخاصة أزمة الدولر سنة ، 1971حيث تلت هذه الخية عن تويل الدولر إل ذهب وما نتج عنه من انفاض لقيمته %7.89ف نفس السنة ،لينخفض إل %10سنة . 1973 انعكست سياسة تفيض قيمة الدولر سلبا على مستوى أسعار الكثي من الواد الولية والواد الغذائية والسلع الصنعة الستهلكية والوسيطية والستثمارية . ويكن الوقوف على آثار التضخم العالي وانفاض قيمة العملت الدولية على البلدان النامية ، ومنها حت الدول العربية الصدرة للنفط من خلل الثار الت انعكست على أسعار النفط . إل أن هذه الزيادات ف أسعار النفط الت صاحبت هذه الظروف ف حقيقة المر ل تثل زيادة حقيقية ،بسبب ظاهرة التضخم العالي وما نتج عنه من انفاض لقيمة الدولر الذي يثل العملة الرئيسية لقيمة صادرات الدول النفطية .
45
46الفصل الثان :النظريات النقدية المطلب الثاني :الطلب على النقود عند فريدمان سنرى ف هذا الطلب نظرية الطلب على النقود ودالتها ومعادلة النظرية الكمية العاصرة . الفرع الول :نظرية الطلب على النقود ف عام 1956طور ميلتون فريدمان نظرية الطلب على النقود ف مقالته الشهية بإعادة صياغة نظرية كمية النقود ،فنظرية الكمية العاصرة هي تليل لانب الطلب على النقود بطريقة أكثر اتساعا من التحليل الكلسيكي والتحليل الكيني ،فمن خلل فكر النظرية فإن طبيعة النقود تتلف باختلف استخدامها وسبب حيازتا وشروط التنازل عنها . وف هذا يرى فريدمان أن دوافع الطلب على النقود وتتطلب دراسة وتليل مفهوم الثروة والسعار والعوائد من الشكال الخرى البديلة للحتفاظ بالثروة ف صورة سيولة والذواق أو ما أطلق عليه اصطلح ترتيب الفضليات . وقبل التعرض لفهوم الثروة وعوائدها لبد من الشارة إل فرضيات النظرية التمثلة إساسا فيما يلي: استقلل كمية النقود ( عرض النقود ) عن الطلب على النقود ؛استقرار دالة الطلب على النقود وأهيتها ؛رفض فكرة مصيدة السيولة عند بناء دالة الطلب على النقود ؛يتوقف الطلب على النقود على نفس العتبارات الت تكم ظاهرة الطلب على السلعوالدمات. ومن ث فقد اعتب " فريدمان " الطلب على النقود جزءا من نظرية الثروة أو نظرية رأس الال والت تتم بتكوين اليزانية أو مفظة الصول ،فميز بي حائزي الصول النهائيي الذين تثل النقود بالنسبة لم شكلً من أشكال الثروة يتم حيازتا ،وبي مشروعات رجال العمال الذين تثل النقود بالنسبة لم سلعة رأسالية مثل اللت والخزونات .1 .1الطلب على النقود عند حائزي الثروة النهائيي : يرى فريدمان أن الطلب على النقود بالنسبة لائزي الثروة النهائيي يعتمد على أربعة متغيات نتناولا فيما يلي : 1أحد أبو الفتوح علي الناقة ،مرجع سابق ،ص . 279 46
47الفصل الثان :النظريات النقدية ) الثروة الكلية :هو مقدار معي ثابت ف نقطة زمنية معينة ويعتب فريدمان الثروة الكلية قيد ينظر قيد اليزانية ف نظرية سلوك الستهلك ،فالثروة هي القدار الكلي الذي يقسم بي أشكال متلفة للصول الت يقبل حائزي الثروة على حيازتا وبا أن تقديرات الثروة الكلية نادرا ما تكون متاحة فاستخدم فريدمان مؤشر بديل لا وهو الدخل الدائم وهو دخل متوسط يسب اعتمادا على الدخول الارية الت تغطيها عناصر الثروة الختلفة وهو دخل يتميز بالستقرار وهذا الستقرار هو ما يعله صالا لستخدامه كمؤشر للثروة وعلى هذا فإن طلب حائزي الثروة النهائيي على الرصدة النقدية القيقية يعتمد على مستوى الدخل الدائم الذي يصلون عليه من وراء هذه الثروة. ) تقسيم الثروة بي الثروة البشرية والثروة غي البشرية :إن القدرة الشخصية هي ثروة بشرية ويكن استخدامها لكتساب الدخل كمؤشر للثروة البشرية 1وكلما كانت القدرة الشخصية مرتفعة كلما زاد الطلب على النقود كأصل ضمن عناصر الثروة أو ضمن عناصر مفظة أصول الفرد ،ولذا كانت الثروة البشرية الت يقتنيها حائزي الثروة النهائيي أحد مدددات الطلب على النقود .ويكن تويل الثروة البشرية إل ثروة غي بشرية ولكن ف حدود ضيقة ،كأن يستخدم الفرد مقدرته على الكسب لكتساب الدخل يستخدمه ف شراء ثروة غي بشرية ( أراضي ،ملبس ،السلع العمرة....ال ). كذلك يكن للفرد أن يستخدم الثروة غي البشرية لتمويل اكتساب الهارة والقدرة الشخصية العالية ،ونضرا لنفاض قابلية الثروة البشرية للبيع ف السوق ،فإن ارتفاع نسبة الثروة البشرية إل الثروة غي البشرية ف مفظة أصول الفرد يصاحبه زيادة الطلب على النقود . ) العوائد التوقعة على النقود والصول الخرى :يناظر هذا التغي الطلب على سلعة ما وأسعار السلع البديلة والكملة ف النظرية العادية لسلوك الستهلك ،إن معدل العائد السي ما هو إل مقدار ما يصل عليه الفارد من دخل ( فائدة ) من وراء النقود مقسوما على القيمة السية للصل ،ويكن تقسيم معدل العائد على الصول الخرى على جزئي : الول :أي العائد أو التكلفة الت تدفع حاليا مثل الفائدة على السند أو الربح الوزع على السهم وتكاليف تزين الصول الطبيعية . 1ممود يونس ،مقدمة ف النقود وأعمال البنوك والسواق الالية ،الدار الامعية 2002/2003السكندرية ،ص . 361 47
48الفصل الثان :النظريات النقدية الثان :التغيات ف السعار السية للسلع وهذا الزء له أهية خاصة ف ظل ظروف التضخم . العائد السي على الصل +التغي ف سعره السي لدينا :معدل العائد = ـــــــــــــــــــــ
1
السعر السي للصل وبالنسبة للنقود فإن معدل العائد السي = معدل الفائدة على النقود +معدل التغي ف القوة الشرائية للنقود . فإذا كان القصود بالنقود هي وحدات العملة فإن معدل الفائدة يساوي صفرا كما أن معدل التغي ف القوة الشرائية للنقود يصبح سالبا ف حالة التضخم ويصبح موجبا ف حالة ميل السعار للنفاض ومنه : معدل العائد على وحدات العملة = صفر +مقدار سالب ذ مقدار سالب ( حالة تضخم ). معدل العائد على وحدات العملة = صفر +مقدار موجب = مقدار موجب ( حالة انفاض السعار ) . إن ارتفاع معدل الفائدة على السندات ومعدل الربح الوزع على السهم سيفضي إل انفاض الطلب على النقود ،إل أن فريدمان ل يرغب ف التوصل إل هذه النتيجة لنه كان يريد التوصل إل نفس النتيجة الت انتهى إليها فيشر وهي أن سعر الفائدة ل يؤثر على الطلب على النقود أو بلغة أدق أن الطلب على النقود غي حساس للتغي ف سعر الفائدة ولكي يصل فريدمان إل تلك النتيجة فإنه يضع الفتراض التال « :تعتب النقود بديل قريب للقيمة الالية للثروة البشرية والقيمة الالية لثروة أفراد القطاع النل من السلع الستهلكية العمرة ولكنها ليست بديل قريب للصول الخرى كالسندات » . وبالتال فإن سعر الفائدة على السندات له تأثي ضئيل على الطلب على النقود . وحيث أن سعر الفائدة أو معدل العائد على رأس مال قطاع العمال والصول الالية غي النقدية وهي الصول الت اعتبت أكثر أهية عند كين وهي متغي غي مشاهد ،فإن الدخل الدائم النقدي أو الدخل الدائم القيقي ومستوى السعار ومعدل التغي فيه يعكس العائد على اقتناء السلع الطبيعية الت تغي أسعارها مع التضخم . 1ممود يونس ،مرجع سابق ،ص . 363 48
49الفصل الثان :النظريات النقدية ) متغيات أخرى مددة للمنفعة الرتبطة بالدمات الت تؤديها النقود بالنسبة للمنافع التتؤديها الصول الخرى : هذه التغيات مرتبطة باصية السيولة الت أشار إليها كين ،وهناك متغي آخر وهو درجة الستقرار القتصادي التوقع أن يسود مستقبلً إضافة إل حجم التحولت الرأسالية بالنسبة للدخل أي حجم مبادلت السلع الرأسالية الوجودة ف حوزة حائزي الثروة النهائية ،فكلما ارتفع معدل دوران السلع الرأسالية قصر فترة مبادلتها بالنقود أو السلع الخرى كلما ارتفعت نسبة النقود ف مفظة الصول أي بلغة أدق الطلب على النقود وهذا التغي من التغيات الت أهلت ف نظرية كمية النقود الت تت صياغتها على يد فيشر أو مدرسة كمبيدج . .2الطلب على النقود بواسطة مؤسسات العمال : مؤسسات العمال هي كافة أشكال النشآت الت تقوم بإنتاج سلعة أو تقدي خدمة ،هدفها هو تقيق أقصى ربح مكن ،وعند بث طلب مؤسسات العمال على النقود عند فريدمان ،نلراه يقر أن مؤسسات العمال ل تضع لقيد الثروة الكلية من رأس الال التجسد ف الصول النتاجية، وبا فيها النقود وهي متغيات يكن أن تصل عليها الؤسسة لتعظيم عوائدها طالا أنا يكن أن تصل على رأسال اضاف يطرح أسهم أو اصدار سندات ف سوق رأس الال ،لذلك ل يوجد سبب عند فريدمان لدخال الثروة الكلية أو الدخل الدائم كمقياس أو مؤشر للثروة الكلية وكمتغي ف دالة الطلب على النقود بواسطة مؤسسات العمال ويرى فريدمان أنه قد يكون ل لقيد الثروة الكلية والذي يتم التعبي عنه بالدخل الدائم ف حالة الطلب مرغوبا إدخال متغيا ماث ً على النقود بواسطة مؤسسات العمال وهذا التغي هو حجم الؤسسة والذي يتحدد على أسس متلفة وبالتحديد كمؤشر لقيمة إنتاجية . وحدة النقود عند متلف كميات النقود التاحة للمؤسسة وعلى هذا فإن التغي الناسب ف هذه الالة هو العاملت الكلية ،القيمة الضافة الصافية ،الدخل الصاف ،رأس الال الكلي ف صورة غي نقدية ،أو صاف حقوق اللكية ،وقصور البيانات قد يفسر قلة التقديرات الت أجريت بالنسبة لدالة طلب الؤسسات على النقود ومن ث فإن التقديرات الت تتم تشمل مؤسسات العمال وحائزي الثروة النهائيي ،ولذا فإن هنا عدم وضوح بالنسبة لفضل التغيات الواجب إدخالا ف دالة الطلب على النقود لؤسسات العمال . مثال : 49
50الفصل الثان :النظريات النقدية تعتب معدلت الفائدة على القروض غاية ف الهية بالنسبة لؤسسات العمال لن قروض البنوك تثل أحد الطرق الت تستخدمها مؤسسات العمال ف حيازة رأس الال التجسد ف شكل أرصدة 1 نقدية . الفرع الثان :دالة الطلب على النقود عند فريدمان حيث أن فريدمان حاول الجابة على السؤال التال : لاذا يتار الفراد حيازة النقود ؟ وف إجابته على هذا السؤال ل يلل فريدمان الدوافع الاصة بيازة النقود ولكنه حلل العوامل الحددة للطلب على النقود ف إطار نظرية طلب الصول ،فنظرية طلب الصول تقرر أن الطلب على النقود يب أن يكون دالة الوارد التاحة للفراد أي ثرواتم ومعدلت العائد التوقعة على أصولم مقارنة بالعائد التوقع على النقود ،ومن هذا النطق عب فريدمان عنه صياغة دالة الطلب على الرصدة النقدية القيقية كما يلي : ( Md/p = f ( Yp.rb – rm , re –rm ,Œ – rm +حيث أن : :Ypالدخل الدائم وهو مقياس للثروة عند فريدمان يعرف بأنه القيمة الالية لكل الداخيل التوقعة من وراء الثروة ،ولكنه بلغة أكثر عموما يكن وصف Ypعلى أنه متوسط الدخل التوقع ف الجل الطويل . :Rmالعائد التوقع على النقود ويشمل هذا العائد الدمات الت تقدمها البنوك على الودائع الت يشملها العرض النقدي ومن هذه الدمات تصيل الشيكات والدفع الفوري لليصالت الستحقة وهذه الدمات تزيد مع التطور القتصادي ،كما يشمل العائد التوقع على النقود الفائدة على الرصدة النقدية الودعة ف حسابات الدخار والودائع الخرى الت يشملها العرض النقدي وكلما زادت الفائدة الدفوعة على تلك الودائع فإن العائد التوقع على النقود يزيد .
1ممود يونس ،مرجع سابق ،ص . 366/367 50
51الفصل الثان :النظريات النقدية :rbالعائد التوقع على السندات ويتكون من الفائدة السية الثابتة على السند والكسب الرأسال على السند ( التغي ف السعر السوقي للسند عن السعر السي نتيجة تغي سعر الفائدة السي الثابت على السند ) . :reالعائد التوقع على السهم ،ويتكون من الرباح الوزعة على السهم بالضافة إل الكسب الرأسال على السهم الفرق بي سعر السهم السوقي وسعر إصدار السهم . :Œمعدل التضخم التوقع والذي يستخدم كمؤشر للعائد التوقع من وراء السلع والصول القيقية الت يرتفع سعرها مع التضخم إن الشارة ( ) +تعن وجود علقة طردية بي الطلب على الرصدة النقدية القيقية وكل التغيات ف الطرف الين ،و( ) -تعن وجود علقة عكسية . أ) العلقة بي الطلب على الرصدة النقدية القيقية والدخل الدائم : حيث أن العلقة بي بينهما طردية ،فعند فريدمان يرتبط الطلب على النقود بفهوم الثروة ، وحيث أن النقود أصل ،فإن الطلب النقدي يرتبط طرديا مع فكرة الثروة لفريدمان والدخل الدائم مؤشر لذه الثروة الذي يتميز بصغر التقلبات قصية الجل وعلى هذا يكن صياغة القرض الساسي التال : الطلب على النقود عند فريدمان لن تقلب كثيا مع حركات الدورة التجارية سواء رواج أو كساد إن الطلب على النقود يرتبط بالدخل الدائم الذي يتأثر بدرجة صغية بالدورة التجارية فالدخل الدائم فكرة مستقرة ل يتعرض لتقلبات عنيفة ف مستواه ومن ث يصبح الطلب النقدي مستقرا ، وهذا النوع من التفكي يتناسق مع التفكي الكلسيكي الذي يدور فيه التحليل حول استقرار دالة الطلب على النقود ،بافتراض ثبات سرعة دوران النقود واستبعاد تأثي سعر الفائدة على الطلب على النقود وهي نفس الفكار الت سعر فريدمان إن يكون تليله متناسقا معها كما سنرى من تليل العامل التال الؤثر على الطلب على النقود . ب) العلقة بي الطلب على النقود وعوائد الصول الخرى : فحيث أن الفرد يكن أن يوز ثروته ف أشكال عدة بانب النقود ،فإن فريدمان صنف هذه الشكال ف ثلثة أنواع من الصول وهي : السندات وعائدها ،السهم العادية وعائدها ،والسلع وعائدها وهو معدل التضخم ، Œفحوافز حيازة تلك الصول بدل من حيازة النقود تتمثل ف العائد التوفع على تلك الصول بالقارنة بالعائد التوقع على النقود ،ويكن أن نتوقع زيادة الطلب على تلك الصول إذا ارتفع العائد 51
52الفصل الثان :النظريات النقدية التوقع على تلك الصول مقارنا بالعائد التوقع على النقود ،ومن ث تزيد كمية الصول الخرى ف مفظة أصول الفردوحيث أن مقدار ثروة الفارد ثابت فإن زيادة كمية الصول الخرى ف تلك الثروة يكون على حساب مقدار النقود ف تلك الثروة بعن ان كمية النقود الت يوزها الفرد ستقل ،1 فقد بدأنا بارتفاع معدل العائد التوقع على الصول الخرى بالقارنة بالعائد التوقع على النقود وانتهينا بانفاض الطلب على النقود أي وجود علقة عكسية بي الطلب على النقود ومعدل العائد التوقع على الصول الخرى مع ثبات العوامل الخرى ،ولقد قام فريدمان ف دالته بقارنة معدلت العوائد على الصول الخرى بالعائد على النقود فالدود ( ، ) rb – rm ( ) re – rmتثل العائد التوقع على السندات والسهم بالنسبة للعائد على النقود فإذا ما زادت كل من rb ، reبالنسبة لـ rmظلت ثابتة أو زادت بنسبة أقل ،فإن العائد على النقود ينخفض أما الد ( ) Œ – rmفهو يثل العائد التوقع على السلع والصول العمرة والعائد التوقع من وراء حيازة السلع هو العائد التوقع للمكاسب الرأسالية والت تدث عندما ترتفع السعار ،ولذلك فهذا العائد التوقع للمكاسب الرأسالية يعادل معدل التضخم التوقع Œفلو أن معدل التضخم التوقع = % 10فإننا نتوقع أن ترتفع Œبعدل %10وعندما ترتفع Œبالنسبة لعدل العائد على النقود ( ) rmالت هي ثابتة أو ترتفع بنسبة أقل فالعائد التوقع على السلع بالنسبة للعائد التوقع على النقود يرتفع ومن ث ينخفض الطلب على الرصدة النقدية القيقية ورغم ذلك يعود فريدمان فيقرر أن السندات والسهم ليست بدائل قريبة للنقود وبالتال فإن العائد على السندات والسهم ليس له تأثي كبي بعن لا تأثي صغي على الطلب على النقود ولذا يلص فريدمان إل النتيجة التالية : إن الطلب على النقود غي حساس للتغي ف سعر الفائدة ومن الواضح أن فريدمان أقر هذا الفتراض الذي ترتب عليه تلك النتيجة حت يظل تليله متناسقا مع الطار العام لنظرية كمية 2 النقود الت تنهي إل نفس النتيجة . المطلب الثالث :تقييم النظرية النقدية المعاصرة
1ممود يونس ،مرجع سابق ص . 371 2ممود يونس ،مرجع سابق ،ص . 372/373 52
53الفصل الثان :النظريات النقدية نوجد الفروق بي النظريتي الكينية والنظرية الكمية العاصرة ،ف مال نظريات الطلب على النقود فيما يلي : .1أدخل فريدمان كثيا من الصول ف دالة الطلب على النقود كبدائل للنقود وتتمثل تلك الصول ف السندات والسهم وتلك أصول مالية والسلع القيقية وتتمثل ف الثورة غي البشرية ما يعن تعدد أسعار الفائدة أما كين فقد اقتصر على نوع واحد من 1 أسعار الفائدة يدخل دالة الطلب على النقود وهو سعر الفائدة على السندات . .2ينظر فريدمان إل السلع القيقية ( أصول حقيقية ) كبدائل للنقود ولذا أدخل فريدمان العائد التوقع على السلع مقارن بالعائد على النقود وهذا ترتبت عليه نتيجة اقتصادية هامة تتمثل ف أن الفراد إذا وجدوا أن العائد على النقود أقل بالقارنة بالعائد على السلع القيقية فيقومون بالنفاق النقود ف شراء هذه السلع ،ومنه تكن فريدمان من صياغة الفرض الساسي التال « :إن التغيات ف النفاق الكلي يكن تفسيها مباشرة بالتغيات ف كمية النقود » بينما كين ل يول اهتماما للسلع والصول القيقية عند تليله لحددات الطلب على الرصدة النقدية القيقية . .3ف تليل كين لدالة تفضيل السيولة أخذ العائد على النقود على أنه ثابت ويساوي الصفر بينما فريدمان ،عند مناقشته لدالة الطلب النقدي فقد شدد على قضيتي : القضية الول :ل يأخذ فريدمان العائد التوقع على النقود على أنه ثابت ويشرح فريدمان ذلك ،من خلل أن ارتفاع أسعار الفائدة على السندات والقروض يؤدي إل ارتفاع العائد التوقع على النقود الت يتم حيازتا كودائع مصرفية وذلك نتيجة النافسة ف الصناعة البنكية ما يبقي القدار ( ) rb – rmثابتا نسبيُا وبذا توصل فريدمان إل الفرض الساسي التال :الطلب على النقود غي حساس للتغيات على سعر الفائدة . وهذا الفرض يتناسق مع ما ذهب إليه كل من فيشر وبيجو ومارشال الذين قدموا نظرية كمية النقود ،ولكن فريدمان توصل إل هذا الفرض الساسي استنادا إل افتراضي ها أن السلع القيقية هي بدائل للنقود وأن العائد على النقود متغي . ويرى فريدمان أنه حت ف حالة فرض قيود على الفائدة الت تنحها البنوك على الودائع لديها فإنا ستتنافس مع بعضها ف مال النوعية ،أي أنا ستعمل على تسي نوعية ما تقدمه من خدمات 1بلعزوز بن علي ،مرجع سابق ،ص . 76 53
54الفصل الثان :النظريات النقدية مصرفية ،ونتيجة هذه التحسينات يرتفع العائد النوعي التوقع على حيازة النقود ،وبالتال فإن ارتفاع سعر الفائدة ف سوق الئتمان ( سوق القروض وسوق السندات ) إل أن الرفع ف مستوى الدمات يكن تسميته الفائدة النوعية كعائد على النقود بدرجة تكفي جعل ( )rb -rmثابتا ثباتا نسبيا. وباستبعاد فريدمان للعوائد على الصول الالية أصبح الحدد الساسي لدالة الطلب على النقود هو 1 ( PY ( / ƒ = p/dM الدخل الدائم : فوجهة نظر فريدمان هي أن الطلب على النقود على أنه غي حساس لسعار الفائدة ليس بسبب أنه ينظر إل الطلب على النقود على أنه غي حساس للتغيات ف حوافز حيازة الصول الخرى بالنسبة للنقود ولكن لن التغيات ف أسعار الفائدة سيكون له أثر على حدود الوافز على الطلب على النقود ،وكنتيجة فإن ارتفاع سعر الفائدة على تلك الصول سيتوازن بارتفاع العائد التوقع على النقود . القضية الثانية :يذهب فريدمان إل استقرار دالة الطلب على النقود ،ف حي يرى كين أن هذه الدالة غي مستقرة نظرا لتقلبات سعر الفائدة الذي يصاحبه تغي سرعة دوران النقود ف نفس التاه ففريدمان يقترح أن التقلبات العشوائية ف الطلب على النقود صغية وأن الطلب على النقود يكن التنبؤ به بدقة بواسطة دالة الطلب على النقود وعندما تمع بي هذا القتراح والفتراض الساسي بأن الطلب على النقود غي حساس للتغيات ف سعر الفائدة ،هذا يعن أن سرعة دوران النقود يكن التنبؤ با بدرجة كبية من الدقة حيث أن : (pY(ƒ/ Y= r
2
إن التغي ف Yل يؤدي إل تغي ف Ypبنسبة أقل ارتفاعا أو انفاضا وبالتال تغي دالة الطلب النقدي (، pY(ƒوبالتال فإن التغي ف rيتبع التغي ف البسط ( زيادة أو انفاض ) وبالتال يكنم التنبؤ بسرعة دوران النقود ،وحيث أن الطلب على النقود مستقرة فإنه يكن التنبؤ بدقة بالطلب على النقود ،وبالتال التنبؤ بدقة سرعة دوران النقود ،وهذا الفرض الساسي الذي توصل إليه 1أحد أبو الفتوح علي الناقة ،مرجع سابق ،ص . 295 2أحد أبو الفتوح علي الناقة ،مرجع سابق ،ص . 296 54
55الفصل الثان :النظريات النقدية فريدمان يقول أنه حت رغم أن سرعة دوران النقود ل يفترض ثباتا فإن العرض النقدي استمر ليكون هو الحدد الساسي للدخل النقدي وهو نفس الفارض الساسي لنظرية كمية النقود وهي النتيجة الت ل يقبلها كين ورأى أن التغيات ف الدخل القومي وحجم العمالة يكن تفسيه بالتغيات ف الطلب الكلي . نتيجة عجز التحليل الكيني ف تفسي أسباب الكساد التضخمي الت حدثت للقتصاد الليبال خلل وبعد الرب العالية الثانية ومعالتها ظهرت النظرية العاصرة الت اعتمدت ف تليلها ودراستها على أفكار عامةللنظرية التقليدية ولكن بأسلوب جديد وأدوات بث تمع بي التحليل النقدي التقليدي والتحليل الكيني ،هذه الدرسة بزعامة ميلتون فريدمان سي روادها وأتباعهم بعد أزمة التضخم بالنقديي . ) هناك فروق أساسية بي النظرية النقدية التقليدية والنظرية العاصرة حيث تقوم الول علىأساس مبدأ افتراض وجود حالة التشغيل الكامل ف حي تقوم الثانية على عدم افتراض حالة 1 التشغيل الكامل أي أن حجم النتاج عنصر متغي وليس كمية ثابتة كما يرى التقليديون . ) بينما يرى التقليديون أن الزيادة ف عرض النقود يؤدي إل الزيادة مباشرة ف مستوى السعارنظرا لفتراض التشغيل الكامل ،يرفض فريدمان هذا الفتراض ويرى أن أي زيادة ف كمية النقود يترتب عليه زيادة ف الدخل والتشغيل ويبقى التأثي كذلك حت تقترب من مستوى العمالة الكاملة فترتفع حينها السعار ويرى فريدمان أنه لستقرار الستوى العام للسعار لبد من ضبط التغي ف معدل التغي ف عرض كمية النقود با يتناسب مع معدل التغي ف حجم النتاج وبالتال الهتمام بدور السياسة النقدية ف معالة الزمات القتصادية ولكن استخدامها بذر وحكمة حت ل يدث عنها آثار سلبية لذلك يربط النقديون النمو ف كمية النقود با يعادل النمو ف الناتج الوطن القيقي أما عن دالة الطلب على النقود عند فريدمان فقد اعتب هذا الخي أن التغي الساسي والاسم لذه الدالة هي الثروة ( الدخل القيقي ) بانبها الادي والبشري يضاف إليها السعار والعوائد الخرى الناشئة عن الحتفاظ بالثروة وبدرجة أقل الذواق وترتيب الفضليات ،ف حي أهل التغيات الخرى وخاصة سعر الفائدة فاعتبه عامل ثانوي باعتبار سعر الفائدة ليس له أثر مباشر إل لكونه عائد السندات ث إن صياغة العادلة النهائية لفريدمان تعترضها ف تقديرنا العديد من الصعوبات نوجزها فيما يلي : 1بلعزوز بن علي ،مرجع سابق ،ص . 79 55
56الفصل الثان :النظريات النقدية اعتمادها على العديد من التغيات .يصعب حساب وتقدير هذه التغيات ( كعائد رأس الال البشري ومتغياتالذواق )...ز تعتب هذه العادلة حجة ف البداع والبتكار ،ولكن يصعب تطبيقها ف الجال العلميأي أن هذه العادلة هي مرد نوذج تليلي . هي صورة معدلة وموسعة لعادلة التبادل لفيشر ومارشال .ويكن أن نلخص أهم آراء الذهب النقدي عن نظرية كمية النقود والسياسة النقدية ف النقاط التالية : كمية النقود هو التغي الساسي لدراسة التقلبات القتصادية الكلية .السياسة النقدية تؤثر ف النتاج والسعار بفجوة زمنية طويلة ومتغية ،ومنه فإذاكانت السياسة النقدية غي موجهة بشكل جيد فإنا ستلحق أضرارا بالقتصاد متمثلً ف عدم الستقرار . تعتب ظاهرة التضخم ظاهرة نقدية بتة وذلك بشكل دائم وف أي مكان ومن ثفالنضباط ف إصدار كمية النقود با يتماشى ومعدل النمو ف النتاج . تقوم النظرية النقدية العاصرة ف تليلها وتفسيها للمتغيات القتصادية وفقا للمنهج الستقرائي العتمد على الستنتاجات الرتبطة بالبيانات والعلومات والحصاءات ومن ث فهذه النظرية تقوم على الانب التجريب الحصائي أكثر من الانب النظري وبذلك أمكن وصفها بالنظرية العالة الفسرة للوضاع السائدة بطريقة علمية بتة.
56
57الفصل الثان :النظريات النقدية
خلصة الفصل : تطرقنا ف هذا الفصل إل أهم النظريات النقدية : .1النظرية النقدية التقليدية :ركزت هذه النظرية على العلقة التناسبية بي كمية النقود والستوى العام للسعار ،حيث افترضت التلقائية ف حدوث التوازن القتصادي إذا رفضت تدخل الدولة كما افترضت مستوى التشغيل الكامل وحيادية النقود . .2النظرية الكينية :أثبتت هذه النظرية فشل التلقائية الت يسي وفقا لا نظام السعر وقانون السوق ف الحتفاظ بالطلب الفعلي عند الستوى اللزم لتحقيق التشغيل الكامل فقد ت البحث ف العلقة بي مستوى النفاق الوطن والدخل الوطن كما أعطى كين للنقود أهية ف التبادل القتصادي فإضافة لكونا وسيط للتبادل فهي مزن للقيمة وأثبت قيمة النقود من خلل نظرية تفضيل السيولة وإرجاعها إل دوافع متلفة هي :دافع العاملت ،دافع الضاربة ودافع الحتياط . .3النظرية الكمية العاصرة :قامت على عدم افتراض حالة التشغيل الكامل أي أن حجم النتاج هو عنصر متغي وليس كمية ثابتة كما اعتب أن كمية النقود هو التغي الساسي
57
58الفصل الثان :النظريات النقدية لدراسة التقلبات القتصادية الكلية واعتماده على النهج الستقرائي ،فلقد اهتم بدور السياسة النقدية ف معالة الزمات القتصادية .
58