اﻟﺒﻘﺎء ﺧﺎرﺟ ًﺎ :ﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن اﻟﺘﺪﺧﻞ ﺳﻴﺎﺳﺔ أﻣﻴﺮآﺎ ﺑﻘﻠﻢ اﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﻞ ﺷﺎﻧﺲ ﺳﺎﻟﺘﺰﻣﺎن اﻟﻘﻮات اﻟﺠﻮﻳﺔ اﻷﻣﻴﺮآﻴﺔ هﻴﻤﻨﺖ اﻟﺤﺮوب ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق وأﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻘﺎش اﻷﻣﻨﻲ .ﻓﻤﻊ ﺁﻻف اﻷرواح اﻟﻤﺰهﻘﺔ وإﻧﻔﺎق ﻣﻠﻴﺎرات اﻟﺪوﻻرات ،هﻨﺎك ﻗﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻹﺳﺘﺤﻮاذ ﻋﻠﻰ إهﺘﻤﺎم أآﺒﺮ .ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﻣﺎ هﻮ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻹهﺘﻤﺎم هﻮ اﻟﺘﺬآﺮ ﺑﺄن هﺬﻩ اﻟﺤﺮوب ،آﻜﻞ اﻟﺤﺮوب ،ﺳﻮف ﺗﻨﺘﻬﻲ .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻔﻌﻞ ،ﺳﻴﺠﺪ ﺻﻨﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ أﻧﻔﺴﻬﻢ أﻣﺎم واﻗﻊ ﻗﺎس ،ﻟﻜﻨﻪ ،ﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻣﻨﺴﻲ :إن ﺣﻜﻢ ﺷﻌﻮب ﺑﻌﻴﺪة "ﻟﻴﺲ ﻃﺒﻘﻨﺎ" ،آﻤﺎ ﻋ ّﺒّﺮ ﺟﻮرج آﻴﻨﺎن ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻼﺋﻢ ﺟﺪًا .إذ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻟﺘﺤﺮك اﻟﻮاﺿﺢ ﻟﺠﻬﺔ " ﻗﺒﻮل أي ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻷﺑﻮﻳﺔ ) اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻬﺠﻬﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ( ﻷي آﺎن ،أآﺎن ذﻟﻚ ﺑﺸﻜﻞ إﺣﺘﻼل ﻋﺴﻜﺮي ،إذا آﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺘﻤﻞ أن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﺗﺠﻨﺒﻪ، أو ﻷي ﻓﺘﺮة ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ أﻃﻮل ﻣﻤﻪ هﻮ ﺿﺮوري ﺣﺘﻤًﺎ ".ﻓﺎﻷﻣﺮ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ هﻮ :ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻹﺣﺘﻼل ﻗﺪرﻧﺎ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﺳﻴﺎﺳﺘﻨﺎ. ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر ﻋﻤﻼﻧﻲ ،ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻷﻣﻴﺮآﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺳﺎرة .ﻓﻐﻮاﺗﻴﻤﺎﻻ ،إﻳﺮان ،آﻮﺑﺎ و ﻓﻴﻴﺘﻨﺎم ﺗﺸﻜﻞ آﻠﻬﺎ ﺳﺠﻼت أهﺪاف ﺳﻴﺌﺔ ،وﻗﺪ إﺳﺘﻤﺮت اﻷﺣﺪاث اﻷﺧﻴﺮة ﺑﻬﺬا اﻟﺘﻮﺟﻪ اﻟﺴﻠﺒﻲ .ﻓﻲ آﻞ اﻷﺣﻮال ،إن ﻣﺎ هﻮ إﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻷﻣﻴﺮآﻴﺔ اﻷﺧﻴﺮة ،هﻮ اﻟﺤﺪ اﻟﺠﻴﺪ اﻟﺬي ﺑﻠﻐﺘﻪ ﻓﻲ ﺗﻤﻮﻳﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺟﻮهﺮﻳﺔ ﺣﻮل اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ :إن أﻋﻈﻢ اﻷﺧﻄﺎر ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻧﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ أﻋﻈﻢ اﻟﻘﻮى ،أﻣﺎ اﻷﺧﻄﺎر اﻷﺻﻐﺮ ﺷﺄﻧًﺎ ﻓﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ أﺻﻐﺮ اﻟﺪول .وﻻ ﺗﺨﻄﺊ هﻨﺎ؛ إن ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻟﺘﺨﻠﻴﺺ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ اﻹرهﺎب هﻲ هﺎﺟﺲ ﻗﺼﻴﺮ اﻷﻣﺪ .أﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺪ اﻟﻄﻮﻳﻞ ،ﻓﺈن ﺗﻮازن اﻟﻘﻮى ﺑﻴﻦ اﻟﺪول ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺸﻜﻞ أآﺒﺮاﻟﺘﺤﺪﻳﺎت ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﻣﻦ اﻷﻣﻴﺮآﻲ وﻓﻲ هﺬا اﻟﺨﺼﻮص ،اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻔﺘﻘﺪ ﻟﻠﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ .ﻓﺎﻟﺘﻐﻴﻴﺮات اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة ،ﻣﻊ اﻟﺤﺮوب اﻟﺠﺎرﻳﺔ ،وﺿﻌﺖ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺿﻌﻴﻒ ﻧﺴﺒﻴًﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺨﺼﻮﻣﻬﺎ أآﺜﺮﻣﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺎل ﻗﺒﻞ 8ﺳﻨﻮات .ﻓﻔﻲ اﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،وﺣﺘﻰ ﻟﻮ آﺎﻧﺖ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﺘﺤﻘﻖ أهﺪاف ﺣﺮﺑﻬﺎ ،ﻓﺈن اﻟﻘﻮات اﻷﻣﻴﺮآﻴﺔ هﻲ أﻗﻞ ﻗﺪرة ﻣﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم .2000ﻓﻌﻤﻠﻴﺎت اﻹﻧﺘﺸﺎر اﻟﻤﺴﺘﻤﺮة ،اﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺑﻠﻰ وﺗﻠﻒ اﻟﺘﺠﻬﻴﺰات واﻟﻔﺮق اﻟﻤﺮاﻓﻘﺎن ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺎت ،ﺗﺮك اﻟﺠﻴﺶ اﻷﻣﻴﺮآﻲ ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟﺤﺎﺟﺔ اﻟﻤﻠﺤﺔ ﻟﻠﺘﺰود وﺗﻐﺬﻳﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .وآﻤﺎ أوﺿﺤﺖ اﻹدارة اﻷﻣﻴﺮآﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ،ﻓﺈن ﻣﻮاﺟﻬﺔ هﺬﻩ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ ﺳﻴﻜﻮن أﻣﺮًا ﻣﺘﻄﻠﺒﺎً وﻣﺮهﻘًﺎ .أﻣﺎ اﻷﻣﺮ اﻷﺻﻌﺐ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻓﻼ ﻳﺰال ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ أﺧﺮى ﺗﻀﺎهﻲ أو ﺣﺘﻰ ﺗﻘﺎرب اﻹﻧﺤﺪار اﻟﻨﺴﺒﻲ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ،أي اﻹﻧﺰﻻق اﻟﺴﺮﻳﻊ وهﻮ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو أﻣﺮًا ﻏﻴﺮ ﻋﺎدي.
1
Research Services Group
ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أن اﻹﻧﺤﺪار أﻣﺮ واﻗﻌﻲ ،ﻣﻦ اﻟﻤﻬﻢ اﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺗﻈﻞ أﻗﻮى دوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، واﻟﺨﻴﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻟﻴﻮم ﺳﺘﺆﺛﺮ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .وآﻤﺎ ﻳﻮﺿﺢ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ،ﻓﺈن اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺴﺮﻋﺔ وﺑﺸﻜﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻮﻗﻌﻪ ،ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ .إن اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ اﻟﺪراﻣﺎﺗﻴﻜﻴﺔ ﻟﻠﺤﺮب اﻟﺒﺎردة واﻹﻧﻬﻴﺎر اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻺﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ ﻳﻌﻤﻼن آﻤﺬآﺮان ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﺘﻮﻗﻴﺖ وإﻳﻘﺎع اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺪوﻟﻴﺔ .ﻓﺎﻟﺘﺒﺼﺮ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﻟﻬﺬﻩ اﻷﺣﺪاث ﻳﺠﺐ أﻻ ﻳﻔﻮت ﺻﻨﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ :اﻟﻘﻮى اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺼﻌﺪ ﺑﺒﻂء ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﺴﻘﻂ ﺑﺴﺮﻋﺔ .ﻓﻔﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﺗﻤﻮﺿﻊ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻓﻴﻪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻠﺴﻨﻮات اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ،ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة اﻟﻰ أن هﻨﺎك ﺗﺤﺪﻳﺎت ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ ﺗﻠﻮح ﻓﻲ اﻷﻓﻖ .ﻓﻤﻊ ﺗﻌﺪادهﺎ اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ اﻷآﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ وإﻗﺘﺼﺎدهﺎ اﻟﻮاﻋﺪ ،ﻓﺈن اﻟﺼﻴﻦ هﻲ اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻬﻴﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﺁﺳﻴﺎ .أﻣﺎ ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﻓﺈن إﻟﻤﺎﻧﻴﺎ هﻲ آﺬﻟﻚ .وآﻼهﻤﺎ ﻣﻨﺎﻓﺴﻴﻦ إﻗﻠﻴﻤﻴﻴﻦ ﻗﺰﻣﻴﻦ ﻗﺒﻴﺤﻴﻦ ﻟﺪﻳﻬﻤﺎ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎرﺗﻴﻦ إذا ﻣﺎ ﻗﺮرا ذﻟﻚ ﻓﻲ أي وﻗﺖ ﻣﻦ اﻷوﻗﺎت.أﻣﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺠﻴﺮاﻧﻬﺎ ،ﻓﺈن اﻟﻬﻨﺪ ﻗﻮﻳﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺎو ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أن ﻗﻮة روﺳﻴﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻣﺎ ﻗﻴﺴﺖ ﺑﻤﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺸﺤﻦ اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ اﻟﻀﺨﻢ ﻟﺒﻠﺪ ﻣﺎ ﺑﺎﻹﻃﻨﺎن ،ﻻ ﻳﻀﺎهﻴﻬﺎ إﻻ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة .ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻐﺪ ،ﻗﺪ ﺗﻨﺪم اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﺗﺨﺘﺎر ﻓﻴﻪ أن ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺷﺆون دول أﺧﺮى أآﺜﺮ هﻮاﺟﺴﻬﺎ اﻷﻣﻨﻴﺔ إﻟﺤﺎﺣًﺎ .إن آﻴﻔﻴﺔ رد اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻐﻮط ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺼﻴﺮ اﻷﻣﺔ. ﺳﻴﺴﺘﻤﺮ اﻟﺠﺪل ﺑﺸﺄن اﻟﺘﺪﺧﻞ ﺑﺎﻟﺘﺰود ﺑﺎﻟﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﺄن اﻟﺤﺮﻳﺔ واﻟﺜﺮوة ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﻤﺎ أن ﻳﺸﻔﻴﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻠﻪ وأﻣﺮاﺿﻪ .آﻤﺎ ﺳﺘُﺴﻤﻊ اﻟﻬﻮاﺟﺲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﺒﻨﻮن وﻳﺘﺤﻔﻈﻮن ﻋﻦ إﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻘﻮة إﻻ إذا أﺳﺘﺪﺧﻤﺖ ﻟﺘﺼﺤﻴﺢ اﻟﺨﻄﺄ .ﻣﻦ اﻟﻤﻬﻢ اﻟﺘﺄآﻴﺪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أن اﻟﺤﺮﻳﺔ أﻣﺮ ﻣﺆﺛﺮًا ﻋﻠﻰ آﻞ اﻟﺨﻴﺎرات اﻷﺧﺮى وﺑﺄن اﻟﻔﻘﺮ ﻳﻈﻞ ﺳﻮﻃًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻨﺲ اﻟﺒﺸﺮي ،ﻓﻼ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺤﺮﻳﺔ وﻻ إﻧﻬﺎء اﻟﻔﻘﺮ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﻤﺎ ﺗﺄﻣﻴﻦ اﻟﺴﻼم اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ .ﻓﺎﻟﺤﻘﺎﺋﻖ هﻲ هﺬﻩ :ﺧﺎﺿﺖ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺎت ﺣﺮوﺑًﺎ ﻋﺪة ،واﻟﺪول اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻷﻏﻨﻰ ﺗﻤﻴﻞ ﻟﻠﻘﺘﺎل أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺪول ،ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ أﺧﺮى ﻟﻠﻘﻮل ﺑﺄن ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ هﻮ ،وﺑﺸﻜﻞ رﺋﻴﺲ ،ﺗﺎرﻳﺦ ﻋﺪم ﻣﺴﺎواة .وﻳﺤﺴﻦ ﺑﺼﻨﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ إدراك هﺬﻩ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﺧﺸﻴﺔ أن ﺗﺠﺪ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻟﺘﺼﺤﻴﺢ اﻷﺧﻄﺎء ﻓﻲ أﻣﺎآﻦ ﻣﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰ إﻣﺘﺪاد اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ دون ﻃﺎﺋﻞ.
آﺒﺢ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ إن آﺒﺢ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺘﺨﻞ ﻳﺘﻤﻔﺼﻞ ﺣﻮل ﻋﻮاﻣﻞ ﻋﺪﻳﺪة ،ﻟﻴﺲ أﻗﻠﻬﺎ ﻣﺎهﻴﺔ اﻟﺨﻴﺎرات اﻟﺘﻲ ﻳﺼﻨﻌﻬﺎ رﺟﺎل اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪوﻟﻲ .ﻓﺒﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺗﺮﺳﻴﺦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪوﻟﻲ واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ إﺳﺘﻤﺮارﻳﺘﻪ ،أﻣﺎم اﻟﻘﻮى اﻟﻌﻈﻤﻰ ﺧﻴﺎرﻳﻦ .ﺑﺈﻣﻜﺎن هﺬﻩ اﻟﻘﻮى اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺧﺼﺎم ،أو اﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻌﻬﻢ .ﻓﺈذا ﻣﺎ إﺧﺘﺎرت اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ،ﺑﺠﻌﻞ ﻣﺸﺮوﻃﻬﺎ اﻷﻣﻨﻲ ﻣﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﻌﻬﺎ آﻞ اﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺳﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻟﻌﺒﺔ ﺛﺒﺘﺖ ﺗﺎرﻳﺨﻴًﺎ أﻧﻬﺎ هﺰﻳﻠﺔ ،واﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ أﺛﻤﺎن اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ .أﻣﺎ إذا ﻣﺎ إﺧﺘﺎرت دوﻟﺔ اﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ أﺧﺼﺎﻣﻬﺎ ،ﺑﺠﻌﻞ أﻣﻨﻬﺎ ﻣﺸﺮوﻃﺎً ﺑﻘﺪرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮازن ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻟﻌﺒﺔ ﺛﺒﺖ ﻧﻮﻋًﺎ ﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻟﻌﺒﺔ ﺑﺎﺋﺴﺔ ،واﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻓﻴﻬﺎ أﺛﻤﺎن اﻟﺘﻮازن أﻗﻞ آﻠﻔﺔ .ﻳﻌﻠﻢ رﺟﺎل اﻟﺪوﻟﺔ هﺬا اﻷﻣﺮ ﺳﻠﻔﺎً ،وهﺬا هﻮ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺬي ﻷﺟﻠﻪ ﺗﺴﻌﻰ ﻓﻴﻪ دول ﺷﺪﻳﺪة اﻟﻔﻄﻨﺔ ﻟﻠﺘﻜﻴﻒ.
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪوﻟﻲ واﻟﺪول اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ هﻨﺎك ﺑﻀﻌﺔ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺗﻬﺪد اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪوﻟﻲ أآﺜﺮﻣﻤﺎ ﺗﻔﻌﻞ دول ﻓﺎﺷﻠﺔ .هﺬا هﻮ اﻟﺰﻋﻢ اﻟﻤﺮآﺰي ﻟﻜﺘﺎب ﺗﻮﻣﺎس ﻼ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺟﻌﻞ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺁﻣﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﺎرﻧﻴﺖ" :ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻟﺒﻨﺘﺎﻏﻮن اﻟﺠﺪﻳﺪة" .إذ ﻳﺤﺎﺟﺞ ﺑﺎرﻧﻴﺖ ﻗﺎﺋ ً ﺣﺴﺎب اﻵﺧﺮﻳﻦ .ﻓﻔﻲ هﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﺘﺮاﺑﻂ أآﺜﺮ ﻓﺄآﺜﺮ ﻓﺈن " ﺗﻌﺮﺿﻨﺎ ﻟﻺﺳﺘﻬﺪاف ﻟﻴﺲ ﻣﺤﺪداً ﺑﻌﻤﻖ ﺗﺮاﺑﻄﻨﺎ ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺨﺎرﺟﻲ وإﻧﻤﺎ ﺑﺎﻟﻮﺟﻮد اﻟﻜﻠﻲ ﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻻ ﺗﺰال ﺧﺎرج اﻟﺸﺒﻜﺔ ،ﻳُﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ،وﻏﻴﺮ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﻻ ﻓﺎﺷﻠﺔ .أﻣﺎ ﺟﻮاب ﺑﺎرﻧﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺑﻤﺼﻴﺮﻧﺎ اﻟﻤﺸﺘﺮك" .هﺬﻩ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ هﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻧﺠﺪ ﻓﻴﻬﺎ دو ً 2
Research Services Group
اﻟﺪول اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﻓﻬﻮ ﺟﻮاب ﺟﺮئ و ﻣﺘﻐﻄﺮس :إﻋﻤﻞ آﺤﺎرس ﻟﺒﺎﻗﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ .ﻓﺎﻟﻤﻬﻤﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺣﺮﺑًﺎ أﺑﺪﻳﺔ ،آﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺄﺧﺬهﺎ اﻟﺒﻌﺾ .ﺑﺎﻷﺣﺮى ،إن اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة " ﺗﻌﻤﻞ آﺤﺎرس ﻋﻮﻟﻤﺔ أﻳﻨﻤﺎ وﻣﺘﻰ ﻣﺎ آﺎن هﻨﺎك ﺿﺮورة ﻋﻠﻰ إﻣﺘﺪاد اﻟﺨﺮﻳﻄﺔ ".أﻣﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻔﺪاﺣﺔ اﻟﻤﻬﻤﺔ واﻟﻤﺨﺎﻃﺮ اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻬﺎ إذا ﻣﺎ ﺳﺎءت اﻷﻣﻮر ،ﻓﺈن ﻣﻦ اﻷﻓﻀﻞ ﻟﻠﻤﺮء اﻟﺘﻮﻗﻒ هﻨﻴﻬﺔ واﻟﺘﺴﺎؤل ﻋﻦ ذﻟﻚ. إن اﻟﺪول اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ واﻗﻊ ﻳﺄﺗﻲ آﺸﻴﺊ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﺎﺟﺊ .إذ آﺎن ﻋﺪد اﻟﺪول ﻳﺘﺰاﻳﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻄﺮد ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﻟـ 50 ﻋﺎﻣًﺎ اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ .ﻓﻔﻲ اﻟﻌﺎم ،1958إﻋﺘﺮﻓﺖ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺑـ 81دوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ؛ ﺑﺤﻠﻮل 2008إرﺗﻔﻊ اﻟﻌﺪد اﻟﻰ .192وﻓﻲ اﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،ﻓﺈن ﻋﺪداً أآﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﺮآﺎت ﻳﻌﻨﻲ إﺧﻔﺎﻗﺎت أآﺜﺮ – ﻓﻔﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺗﻨﺎﻓﺴﻲ ،ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮء أﻻ ﻳﺘﻮﻗﻊ أﻗﻞ ﻣﻦ ذﻟﻚ .ﻓﻲ آﻞ اﻷﺣﻮال ،وآﻮن أن اﻟﺪول ﺗﻔﺸﻞ ،ﻓﻠﻴﺴﺖ ﺗﻠﻚ هﻲ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ .أﻣﺎ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻬﻲ أن اﻟﺪول اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺸﻜﻠﺔ وهﻲ ﺗﻨﺎل اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻹهﺘﻤﺎم .إن ﺻﻤﻮد "اﻟﻘﻴﺎدة اﻷﻣﻴﺮآﻴﺔ – اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ،أو ،AFRICOMﻣﺆﺷﺮ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻘﺎدة اﻷﻣﻴﺮآﻴﻴﻦ ﻳﺄﺧﺬون دﻋﻮة ﺑﺎرﻧﻴﺖ ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ ﺑﺠﺪﻳﺔ .ﻓﺄﻓﺮﻳﻜﻮم ،اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ،2008ﻣﺼﻤﻤﺔ آﻲ ﺗﺤﻞ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺼﺒﺢ أآﺜﺮ ﺣﺪة، ﻣﺪرآﺔ ﺑﺄن "اﻟﺴﻼم واﻹﺳﺘﻘﺮار ﻓﻲ اﻟﻘﺎرة ﻻ ﻳﺆﺛﺮان ﻏﻠﻰ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻓﻘﻂ ،وإﻧﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ أﻳﻀًﺎ ".وﺳﺘﻘﻮم ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺑﻨﺎء ﻗﺪرة ﺷﺮاآﺔ واﻟﻌﻤﻞ آﻜﻮآﺎﻟﺔ ﺗﻨﺴﻴﻖ ﻗﻴﺎدﻳﺔ ﻣﻊ إﻧﺨﺮاط ﻣﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮآﻴﺔ ووآﺎﻻت أﺧﺮى ﻣﻬﺘﻤﺔ ﺑﻤﺴﺘﻘﺒﻞ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ .وﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻳﺒﺪو اﻷﻣﺮ ﺳﺎﻣﻴًﺎ وﻧﺒﻴﻼً ،ﻓﺈن أﻓﺮﻳﻜﻮم هﻲ إﻣﺘﺪاد ﻏﻴﺮ ﺿﺮوري ﻟﻘﻮة وﻣﻮارد اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة داﺧﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ هﻲ ،ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر أﻣﻨﻲ ،ﻟﻴﺴﺖ ذات أهﻤﻴﺔ رهﻴﺒﺔ. إن ﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﻊ إﻟﻴﻪ ﺑﺎرﻧﻴﺖ وﻣﺆﺳﺴﻮ أﻓﺮﻳﻜﻮم هﻮ أن ﺑﻌﺾ اﻟﺪول ﺗﺸﻜﻞ هﻮاﺟﺲ أﻣﻨﻴﺔ ﺷﺪﻳﺪة ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أن دو ً ﻻ أﺧﺮى ﻻ ﺗﻔﻌﻞ .إن اﻟﺪول اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﺗﻘﻊ ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة .هﺬﻩ اﻟﺪول ﺗﻤﻴﻞ ﻷن ﺗﻜﻮن ﻓﻘﻴﺮة وذات ﻣﻮارد ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺷﺤﻴﺤﺔ ،وﻗﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﺼﺪﻳﻘﺔ اﻟﻘﻮﻳﺔ ،هﺬا إذا وُﺟﺪت .إن اﻟﺼﻮﻣﺎل ،ﺳﻴﺮاﻟﻴﻮن، واﻟﺴﻮدان أﻣﺜﻠﺔ ﺟﻴﺪة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ .وﺑﻤﺎ أن اﻷﻣﻦ اﻟﺪوﻟﻲ ﻣﺤﺪد ﺑﺎﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻠﻘﺪرات اﻟﻤﺎدﻳﺔ ،ﻣﻌﺒﺮًا ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮة اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻤﺎﺷﻰ ﻣﻊ اﻟﻤﻨﻄﻖ وﺟﻮب أن ﻳﻜﻮن أوﻟﺌﻚ اﻟﻤﻬﺘﻤﻮن ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪوﻟﻲ ﻣﻌﻨﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﻟﺪﻳﻬﺎ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﻘﺪرات اﻟﻤﺎدﻳﺔ .واﻟﺪول اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﻻ ﺣﻆ آﺒﻴﺮ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎم ﺑﺬﻟﻚ .إن " ﻓﻬﺮس اﻟﺪول اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﻟﻠﻌﺎم "2008ﻳﻀﻊ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻤﺘﻪ 20دوﻟﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻘﺮة ﺑﺸﻜﻞ هﺎم. ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺪول هﻨﺎك دوﻟﺘﺎن ﻓﻘﻂ ﺗﺸﻜﻼن هﻮاﺟﺲ أﻣﻨﻴﺔ ﺟﺪﻳﺔ وهﻤﺎ ﺑﺎآﺴﺘﺎن وآﻮرﻳﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ .إن اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ) (GDPﻟﺪوﻟﺔ ﻓﺎﺷﻠﺔ ﻧﻤﻮذﺟﻴﺔ هﻮ 39ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ،ﻣﺎ ﻳﺴﺎوي ﺣﻮاﻟﻲ 1ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ﻹﻟﻤﺎﻧﻴﺎ 10 ،ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻟﻠﻨﺮوﻳﺞ وﺣﻮاﻟﻲ 50ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻟﻤﻴﺎﻧﻤﺎر .ﻓﺈذا آﻨﺎ ﻧﻀﻴﻒ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠـ 20دوﻟﺔ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ،ﺑﺎﻟﻜﺎد ﻳﻜﻮن ﻣﺠﻤﻮﻋﻬﻢ أﻋﻠﻰ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﺬي ﻟﻬﻮﻟﻨﺪا. ﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن اﻟﻔﻜﺮة ﺑﺄن اﻟﺪول اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪاً ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺪوﻟﻲ ﺗﻈﻞ ﻣﺘﻴﻨﺔ .وﻳﻌﻮد ذﻟﻚ ،ﻓﻲ ﺟﺰء آﺒﻴﺮ ﻣﻨﻪ ،اﻟﻰ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻂ اﻟﺪول اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﺑﺎﻹرهﺎب .ﻓﺎﻟﺪول اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ،ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﻤﻀﻲ ﺑﻪ اﻟﻤﻨﻄﻖ، ذات ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻹرهﺎب ﻣﻦ ﺣﻴﺚ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﻤﻞ آﻤﻼذات ﺁﻣﻨﺔ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻹرهﺎﺑﻴﺔ .ﻓﻲ آﻞ اﻷﺣﻮال ،ﻟﻴﺲ هﻨﺎك ﻣﻦ دﻟﻴﻞ آﺒﻴﺮ ﻳﺪﻋﻢ ذﻟﻚ اﻟﻘﻮل .ﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ ،إن اﻟﻈﺮوف اﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺰدهﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻹرهﺎﺑﻴﺔ وﺗﻨﻤﻮ ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺪول ذات اﻟﻘﻤﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻟﺪﻳﻨﻲ اﻟﺸﺪﻳﺪﻳﻦ ،اﻹﻗﺘﺼﺎدات اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ،واﻟﺘﻄﻮر اﻹﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺘﺒﺎﻳﻦ .ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن ﺗﻠﻚ اﻟﺪول ذات اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻤﻨﺤﺪر ) اﻟﻔﻘﻴﺮة واﻟﺘﻲ ﺗﺰداد ﻓﻘﺮًا( هﻲ اﻷﻗﻞ إﻓﻀﺎء ﻣﻦ ﺣﻴﺚ إﻳﻮاء ﻣﻨﻈﻤﺎت إرهﺎﺑﻴﺔ .ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺁﺧﺮ ،ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺟﺢ أن ﺗﺪﻋﻢ اﻟﺪول ذات اﻟﻤﺪاﺧﻴﻞ اﻟﻤﺘﺪﻧﻴﺔ واﻟﻤﺪاﺧﻴﻞ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﻣﻨﻈﻤﺎت إرهﺎﺑﻴﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ 4ﻣﺮات أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ذات اﻹﻗﺘﺼﺎدات اﻟﻤﻨﺤﺪرة .هﺬا ﻳﺤﺪث ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺮاﻓﻖ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﻤﺪﺧﻮل ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘﻜﺎﻓﺊ ﻣﻊ اﻟﻨﻤﻮ .ﻓﺒﻈﻞ ﻇﺮوف آﻬﺬﻩ، 3
Research Services Group
ﻳﺒﺪو اﻟﺘﺄزم ﺣﺎدًا ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻴﺎهﺎ اﻟﻨﺎس وﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﺘﻮﻗﻌﻮﻧﻬﺎ .وﺑﻤﺮور اﻟﻮﻗﺖ ،ﻳﻘﻮد هﺬا اﻟﺤﺮﻣﺎن اﻟﻨﺴﺒﻲ اﻟﻰ زﻳﺎدة ﻓﻲ اﻹﺣﺒﺎط ،ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﻈﺮوف ﻧﺎﺿﺠﺔ ﻟﻺﺳﺘﻐﻼل اﻹرهﺎﺑﻲ .هﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄﺔ ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻟﺘﺸﺪﻳﺪ: إن اﻟﺪول اﻟﻔﻘﻴﺮة ذات اﻟﻤﺪاﺧﻴﻞ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﺗﺤﺘﻤﻞ أن ﺗﻜﻮن ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﻤﺮاﻗﺒﺔ؛ أﻣﺎ ﺗﻠﻚ ذات اﻟﻤﺪاﺧﻴﻞ اﻟﻤﻨﻬﺎرة ﻓﻼ. ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺪول اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻢ إﺳﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻹرهﺎﺑﻴﺔ ،هﻨﺎك ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻈﺮوف اﻟﻤﺨﻔﻔﺔ آﻲ ﺗﺆﺧﺬ ﺑﻌﻴﻦ اﻹﻋﺘﺒﺎر .وﺗﻮﺿﺢ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن هﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻠﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺧﺬ اﻟﻤﺮء ﻓﻲ إﻋﺘﺒﺎرﻩ ﺑﺄن ﺗﺎرﻳﺦ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﻟﻴﺲ ﺑﺘﺎرﻳﺦ ﺑﺎﻟﻲ وﻣﺴﺘﻬﻠﻚ ﻟﺪوﻟﺔ ﻓﺎﺷﻠﺔ إﺧﺘﺎرت إﻳﻮاء إرهﺎﺑﻴﻴﻦ .إﻧﻪ ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﻌﻘﺪ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺗﻴﻦ ﻋﻈﻤﺘﻴﻦ ﺳﺎﻋﺪﺗﺎ ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺪﺧﻞ ،اﻟﺘﺠﺎهﻞ ،أو آﻼهﻤﺎ ،ﻋﻠﻰ ﺧﺮاب ﺑﻠﺪ وﺗﺪﻣﻴﺮ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﻤﺎ ﺑﻪ. وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ،ﺟﺎءت ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻃﺎﻟﺒﺎن اﻟﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ وأﺻﺒﺤﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺣﻤﻴﻤﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺴﻴﺌﻴﻦ ﻻ أﺧﺮى ﻟﻺﻏﺮاء ﻟﺘﻘﻮم ﺑﺎﻟﺸﻴﺊ ﻧﻔﺴﻪ .ﻟﻜﻦ هﻞ ﻷﺳﺒﺎب ﻗﺪ ﻻ ﻳﻔﻬﻤﻬﺎ اﻟﻤﺮء ﻣﻄﻠﻘﺎً .ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﺗﻌﺮﺿﺖ دو ً ﻻ ﻧﺎﺟﺤﺔ ﺗﻤﻴﻞ ﻟﺘﻘﻠﻴﺪ أﺧﺮى ،ﻓﻬﺬا ﻻ ﻳﺒﺪو ﻣﺮﺟﺤًﺎ هﻨﺎ .إن أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن واﺣﺪة ﻣﻦ أﻓﻘﺮ ﺳﺘﻔﻌﻞ؟ إذا آﺎﻧﺖ دو ً اﻟﺪول ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ .ﻓﻤﻊ $ 800هﻮ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﺴﻨﻮي ﻟﻠﻔﺮد ،و 42ﻋﺎﻣًﺎ ﻣﺪة اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻤﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﻪ ،وﻧﺴﺒﺔ اﻟﻮﻓﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ اﻟﻰ 250ﻟﻜﻞ 1000وﻻدة ،ﺗﻌﺘﺒﺮ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ﻋﻼﻣﺔ ﻟﻠﻔﺸﻞ .ﻓﻠﻢ ﺗﺮﻳﺪ أﻳﺔ دوﻟﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪهﺎ؟ ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ،ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ اﻟﺘﺼﻮر آﻴﻒ أن أﻓﺮﻳﻜﻮم أو أﻳﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ دوﻟﻴﺔ أﺧﺮى ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻣﻨﻊ ﻓﺸﻞ ﻣﻦ هﺬا ااﻟﻨﻮع .ﻓﺎﻟﺪول ،آﺎﻟﺸﺮآﺎت ،ﺗﻨﺠﺢ وﺗﻔﺸﻞ؛ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮء أﻻ ﻳﺘﻔﺎﺟﺄ .وهﺬا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻧﻌﺮض اﻟﻰ أن ﺟﻤﻴﻊ اﻹﺧﻔﺎﻗﺎت هﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ .ﻓﻔﻲ ﺣﻴﻦ أن ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻴﺢ اﻟﻘﻮل ﺑﺄﻧﻪ إذا ﻣﺎ أﺧﻔﻘﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﺪول ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﺗﺤﺪﻳﺎت ﺧﻄﻴﺮة ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺪوﻟﻲ ،ﻓﺈن ﻗﻠﺔ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻋﺪا ﻣﺼﺮ ،ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ .ﻓﺮوﺳﻴﺎ اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ،ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺠﻤﻬﺎ وﻣﻮاردهﺎ ،ﻣﺜﺎل ﻳﺘﺬآﺮﻩ اﻟﻤﺮء ﻓﻮرًا .وﺗﺸﻜﻞ ﺑﺎآﺴﺘﺎن وآﻮرﻳﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺗﺤﺪﻳﺎت ﺷﺪﻳﺪة أﻳﻀًﺎ .ﻓﻲ آﻞ اﻷﺣﻮال ،إن ﻣﺎ ﺗﺘﻘﺎﺳﻤﻪ هﺬﻩ اﻟﺪول ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ هﻮ أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ذات ﻣﻴﻮل ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻔﺸﻞ وإﻧﻤﺎ إﻣﺘﻼآﻬﺎ ﻷﺳﻠﺤﺔ ﻧﻮوﻳﺔ ،واﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﻘﺪرات اﻟﻤﺎدﻳﺔ ﻋﻠﻰ إﻣﺘﺪاد اﻟﻌﺎﻟﻢ .ﻓﻲ هﺬﻩ اﻷﻣﺜﻠﺔ ،ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ،ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﻗﺎﺋﺪة إﺋﺘﻼف ،اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﻤﻮاد واﻷﺳﻠﺤﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ إذا ﻣﺎ إﻧﻬﺎرت اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ،واﻟﺘﻲ هﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ أﺧﺮى ﻟﻠﻘﻮل ﺑﺄن ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ أن ﻳﻜﻮن ﺟﺪﻳًﺎ ﻣﻊ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﺪم اﻹﻧﺘﺸﺎر اﻟﻨﻮوي .اﻟﻔﻜﺮة ﺻﻐﻴﺮة ،أﻣﺎ اﻟﺘﻌﻘﻴﺪات ﻓﻬﺎﺋﻠﺔ .ﻓﺒﻌﺾ اﻟﺪول ﺗﺸﻜﻞ ﺗﺤﺪﻳﺎت ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ وﺟﻮهﺮﻳﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺪوﻟﻲ ،ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻟﻴﺲ آﺬﻟﻚ.
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪوﻟﻲ واﻹرهﺎب اﻹرهﺎب هﻮ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳُﻌﺘﻘﺪ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻬﺪد اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪوﻟﻲ .ﻓﺎﻹرهﺎﺑﻴﻮن ﻳﻔﻜﺮون إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎً ،آﻤﺎ ﺗﻮﺿﱠﺢ ذﻟﻚ ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻌﺒﻬﻢ ﻟﻠﻌﺒﺘﻬﻢ اﻟﻤﻤﻴﺘﺔ ﻟﻠﻔﻮز ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪى اﻟﻄﻮﻳﻞ .إﻧﻬﻢ ﻳﻘﺪﻣﻮن وﻣﻀﺔ أﻣﻞ ﻟﻠﺒﺎﺋﺲ واﻟﻤﺤﺮوم ،ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻳﺤﺎوﻟﻮن إﺟﺒﺎر دول ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺘﺠﺎﺑﻪ ﻟﻤﻄﺎﻟﺒﻬﻢ .إﻧﻬﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮن أﻳﻀًﺎ ﺑﺴﺮﻳﺔ ،ﻣﺎ ﻳُﻌﺘﺒﺮ ﺳﺒﺒًﺎ ﺁﺧﺮ ﻟﻜﻮﻧﻬﻢ ﻣﻌﻀﻠﺔ آﺒﻴﺮة ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .ﻻ أﺣﺪ ﻳﻤﻜﻨﻪ اﻟﻮﺛﻮق ﺑﻬﻢ ،ﻟﻴﺲ ﺣﺘﻰ أوﻟﺌﻞ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﻔﻮﻧﻬﻢ وﻳﻮﻓﺮون اﻟﺮاﺣﺔ ﻟﻬﻢ .ﺑﺈﺧﺘﺼﺎر ،ﻳﺸﻜﻞ اﻹرهﺎﺑﻴﻮن ﻣﺸﺎآﻞ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺪول ،ﻟﻜﻦ اﻹرهﺎﺑﻴﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﻘﻮﻣﻮا ﻣﻄﻠﻘﺎً ،ﺑﺸﻜﻞ ﺑﺎرز ،ﺑﻘﻠﺐ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪوﻟﻲ .ﻣﻦ هﺬا اﻟﻤﻨﻈﻮر ،اﻹرهﺎب ﻗﻀﻴﺔ أﻣﻨﻴﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ ،وﻟﻴﺲ ﻗﻀﻴﺔ دوﻟﻴﺔ ،آﻤﺎ ﻳﻌﺮض ﻣﺼﻄﻠﺢ " أﻣﻦ اﻟﻮﻃﻦ". ﻓﻲ آﻞ اﻷﺣﻮال ،وﻋﻨﺪ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﻤﺸﻜﻠﺔ اﻹرهﺎب ،أﺻﺒﺢ أﻣﺮًا ﺷﺎﺋﻌًﺎ اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﺑﺄهﻤﻴﺘﻬﺎ وذﻟﻚ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ أهﻤﻴﺔ ﻣﺎ آﺎن ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺪول ،أي اﻟﺤﺮب ﺗﺤﺪﻳﺪاً .ﻓﺨﻼل اﻟـ 200ﻋﺎﻣًﺎ اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ،ﻗﻀﺖ 4
Research Services Group
اﻟﺤﺮب ﻋﻠﻰ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺎت ،ﺧﺮﱠﺑﺖ وﺣﻄﻤﺖ ﺑﻠﺪاﻧﺎً ،وأزهﻘﺖ ﻣﻼﻳﻴﻦ اﻷرواح ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أن اﻹرهﺎب ،ﻣﻊ وﺿﻊ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ اﻟﻤﺮﻳﻌﺔ ﺟﺎﻧﺒﺎً ،ﺗﺴﺒﺐ ﺑﺈزهﺎق ﻋﺪد أﻗﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷرواح .وﺑﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻣﺎت 625 ﺷﺨﺼًﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻺرهﺎب اﻟﺪوﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم 2003؛ 35ﻣﻨﻬﻢ آﺎﻧﻮا أﻣﻴﺮآﻴﻴﻦ .هﺬﻩ اﻟﺼﻮرة هﻲ أﻗﻞ ﻣﻦ اﻟـ 725ﺷﺨﺼًﺎ آﺎﻧﻮا ﻗﺪ ﻗﺘﻠﻮا ﻓﻲ اﻟﻌﺎم .2002وآﻤﺎ ﺗﻮﺿﺢ هﺬﻩ اﻷرﻗﺎم ،ﻓﺈن اﻹرهﺎب ﺳﻼح اﻟﻀﻌﻴﻒ؛ ﻓﻔﻲ ﺣﻴﻦ أن ﻟﺪى اﻹرهﺎﺑﻴﻴﻦ إرادة ﻣﺪهﺸﺔ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﻘﻮة ﻣﺬهﻠﺔ. هﺬا اﻷﻣﺮ ﻻ ﻳُﻘﺼﺪ ﻣﻨﻪ اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ أهﻤﻴﺔ ردع أﻋﻤﺎل اﻹرهﺎب أو وﻗﻒ اﻹرهﺎﺑﻴﻴﻦ وﻣﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ أﺳﻠﺤﺔ دﻣﺎر ﺷﺎﻣﻞ ) .(WMDﻓﻲ آﻞ اﻷﺣﻮال ،إذا ﻣﺎ ﺟﺎء اﻟﻴﻮم وإﺳﺘﻄﺎع ﻓﻴﻪ اﻹرهﺎﺑﻴﻮن اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮل اﻟﻰ أﺳﻠﺤﺔ دﻣﺎر ﺷﺎﻣﻞ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺳﻴﺤﺼﻠﻮن ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﻲ اﻷﻋﻢ اﻷﻏﻠﺐ ،ﻣﻦ رﺟﺎل وﻧﺴﺎء ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻲ دول .أﻣﺎ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻓﺘﻈﻞ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻟﻔﺎﻋﻞ اﻷهﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺤﺘﻜﺮ أﻋﻈﻢ ﻗﻮة ﺗﺪﻣﻴﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ .أﻣﺎ اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺨﺘﺎر ﺑﻬﺎ رﺟﺎل اﻟﺪوﻟﺔ إﺳﺘﺨﺪام ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻮة ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻹرهﺎب ﻓﻼ ﻳﺰال ذﻟﻚ ﺗﺤﺪﻳًﺎ هﺎﻣًﺎ ﺁﺧﺮﻋﻠﻴﻬﻬﻢ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻪ. ﻟﻘﺪ أﺻﺒﺢ ﺷﺎﺋﻌًﺎ ﻃﺮح ﻓﻜﺮة ﺗﻘﻮل ﺑﺄن اﻹرهﺎب ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ردﻋﻪ ،إﻻ أن هﻨﺎك إﺟﻤﺎﻋًﺎ ﻣﺘﻨﺎﻣﻴﺎً ﻳﺒﺮز اﻵن، ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﺣﻮل ذﻟﻚ اﻟﻤﻔﻬﻮم ﻳﻘﻮل ﺑﺄن ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن ذﻟﻚ .ﻟﻜﻦ ﻣﺎذا ﻋﻦ اﻟﺘﺪﺧﻞ – هﻞ ﻳﻌﺮض اﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﻰ أن ﺑﺈﻣﻜﺎن اﻟﺘﺪﺧﻞ ﺣﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻹرهﺎب؟ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻤﺎ هﻮ ﻣﺘﻮﻓﻊ ،ﻳﺒﺪو ﺑﺄن ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺆآﺪة ﺗﺘﻮاﺟﺪ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻹرهﺎب واﻟﺘﺪﺧﻞ .ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ،آﻠﻤﺎ ﺗﺰاﻳﺪ اﻟﺘﺪﺧﻞ آﺬﻟﻚ ﺗﻔﻌﻞ ﺣﻮادث اﻹرهﺎب .ﻓﺒﺎﻟﻌﻮدة اﻟﻰ اﻟﻰ ﻋﺎم ،1997 أﺷﺎرت هﻴﺌﺔ ﻋﻠﻮم اﻟﺪﻓﺎع ) (Defense Science Boardاﻟﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺒﺒﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ دﻋﺘﻪ " ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺧﺎرﺟﻴﺔ أﻣﻴﺮآﻴﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ" وهﺠﻤﺎت اﻹرهﺎﺑﻴﻴﻦ ﺿﺪ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة .ﺑﻌﺪ 10ﺳﻨﻮات ،أﺻﺒﺢ هﺬا اﻷﻣﺮ أآﺜﺮ ﻇﻬﻮرًا ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي إرﺗﻔﻊ ﻓﻴﻪ اﻹرهﺎب اﻹﻧﺘﺤﺎري ﻓﻲ أﻣﺎآﻦ ﻟﻢ ﺗﺸﻬﺪهﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .ﻓﻘﺒﻞ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻷﻣﻴﺮآﻲ ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ هﻨﺎك ﺗﻘﺎرﻳﺮ ﻋﻦ إرهﺎب إﻧﺘﺤﺎري ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق .إذ آﺎن هﻨﺎك ﻓﻲ اﻟﻌﺎم 2003ﻣﺎ ﻳﻘﺪر ﺑـ 25هﺠﻮﻣﺎً ،وﺑﺤﻠﻮل 2004ﺗﺰاﻳﺪ ذﻟﻚ اﻟﻌﺪد ﻟﻴﺼﻞ اﻟﻰ 140وﻓﻲ اﻟﻌﺎم 2005إﻧﺘﻔﺦ اﻟﻌﺪد ووﺻﻞ اﻟﻰ ﺣﻮاﻟﻲ 478هﺠﻮﻣﺎً ،ﻣﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﺑﺈزهﺎق ﻋﺪد ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮوف ﻣﻦ اﻷرواح .وﻣﻊ ﻧﻬﺎﻳﺔ 2005آﺎن هﻨﺎك ﻣﺎ ﻳﻘﺪر ﺑـ 200هﺠﻮﻣًﺎ وﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺗﺰاﻳﺪ ذﻟﻚ اﻟﻌﺪد ﺣﻮاﻟﻲ 50ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻟﻴﺼﻞ اﻟﻰ 300هﺠﻮﻣًﺎ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً. ذاك اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻳﺜﻤﺮ إرهﺎﺑًﺎ ﻳﺄﺗﻲ آﺎﻟﻤﻔﺎﺟﺄة ،وﻣﻦ اﻟﻤﺒﻜﺮ ﺟﺪًا اﻹﺳﺘﻨﺘﺎج ﺑﺄن هﻨﺎك ﻧﻘﺎش ﻃﺎرئ ﺳﻴﺘﻢ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ .ﻣﻊ ذﻟﻚ ،وﻓﻲ ﺣﻴﻦ أن اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺒﺤﺚ أآﺒﺮ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﺠﺎل أﻣﺮ ﻣﻄﻠﻮب ،ﻓﻘﺪ أﻇﻬﺮ أﺣﺪ اﻟﻤﺤﻠﻠﻴﻦ آﻴﻒ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﺎﻹرهﺎب آﺮد ﻓﻌﻞ ﻋﻠﻰ وﺟﻮد ﻗﻮات اﻹﺣﺘﻼل .وﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص أآﺜﺮ ،ﻟﻘﺪ ﺗﻢ إﺳﺘﺨﺪام اﻹرهﺎب ﺑﻨﺠﺎح ﻹرﻏﺎم اﻟﺪول اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺤﺐ ﻗﻮاﺗﻬﺎ ﻣﻦ اﻷراﺿﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﺰﻋﻢ اﻹرهﺎﺑﻴﻮن ﺑﺄﻧﻬﺎ وﻃﻨﻬﻢ. وﺑﻬﺬا اﻟﺨﺼﻮص ،ﻳﻈﻬﺮ اﻹرهﺎب اﻹﻧﺘﺤﺎري ﻋﻠﻰ أﻧﻪ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻋﻘﺎب ﻓﻌﺎﻟﺔ ،وﺑﺄن اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻳﺨﻠﻖ، ﺑﺠﺰﻣﺎت ﺟﻨﻮدﻩ اﻟﻤﺘﺮاﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض ،أهﺪاﻓًﺎ أآﺜﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻺرهﺎﺑﻴﻴﻦ ،ﻻ ﻏﻴﺮ .ﻣﻊ ذﻟﻚ ،ﻣﻦ اﻟﻤﻬﻢ اﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎﻻت ﺣﻴﺚ آﺎن اﻹرهﺎب ﻓﻌﺎﻻً ،ﻓﺈﻧﻪ ﺑﺪﱠل ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ، وﻟﻴﺲ اﻟﺪوﻟﻴﺔ.
5
Research Services Group
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪوﻟﻲ واﻹﺑﺎدة اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻨﺬ اﻟﻌﺎم 1945واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ ﻣﻠﺘﺰم ﺑﺈﻧﻬﺎء اﻹﺑﺎدة اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ،ﻟﻜﻦ وآﻤﺎ ﺗﺸﻬﺪ ﻋﻞ ذﻟﻚ آﻤﺒﻮدﻳﺎ ،راوﻧﺪا ،ودارﻓﻮر ،ﻓﺈن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ ﺑﻄﻴﺊ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺆﻟﻢ ﻟﺠﻬﺔ اﻟﺘﺼﺮف إزاء اﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﻼ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻹﺑﺎدة .هﺬا اﻷﻣﺮ ﺻﺤﻴﺢ اﻟﻴﻮم آﻤﺎ آﺎن آﺬﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻃﻠﻘﺖ إﻟﻤﺎﻧﻴﺎ -هﺘﻠﺮ هﺠﻮﻣًﺎ ﺷﺎﻣ ً ﻋﻠﻰ ﻳﻬﻮد أوروﺑﺎ .وﺑﻬﺬا اﻟﺨﺼﻮص ،ﺗﻈﻞ اﻟﻬﻮﻟﻮآﺴﺖ إﺧﺘﺒﺎرًا ﺻﻌﺒًﺎ ﻟﻜﻞ اﻟﺠﺪاﻻت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﺑﺎدة، وﺗﺤﺪﻳﺪًا اﻟﻔﻜﺮة اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄن اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻳﻤﻜﻨﻪ إﻳﻘﺎﻓﻬﺎ. وﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ،أدرك راؤول هﻴﻠﺒﺮغ هﺬا اﻷﻣﺮ وآﺘﺐ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ رواﻳﺘﻪ اﻟﻀﺨﻤﺔ ﻋﻦ ﺗﺪﻣﻴﺮ اﻟﻴﻬﻮد اﻷوروﺑﻴﻴﻦ .وﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ أﺷﺎر ،ﻓﺈن " ﻣﻬﻤﺔ ﺗﺪﻣﻴﺮ اﻟﻴﻬﻮد وﺿﻌﺖ اﻟﺒﻴﺮوﻗﺮاﻃﻴﺔ اﻹﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ إﺧﺘﺒﺎر ﻋﻈﻴﻢ"، وﺣﻞ اﻟﺘﻜﻨﻮﻗﺮاﻃﻴﻮن هﺬﻩ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺑﺘﻤﺮﻳﺮ اﻹﻣﺘﺤﺎن .ﺑﺪﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ و ﻓﺨﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﺮض اﻷﻓﻜﺎر ،ﻳﺠﺒﺮ ﺗﻔﺴﻴﺮ هﻴﻠﺒﺮغ اﻟﻘﺮاء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ ﻣﻊ اﻟﻤﺮﺗﻜﺒﻴﻦ وﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﺑﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ .ﻓﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ هﺆﻻء اﻟﻤﺮﺗﻜﺒﻴﻦ ﻣﻘﻠﻘﻴﻦ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻟﻴﺲ أﻣﺮًا ﻣﻮﺟﻮدًا ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﻢ اﻹﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ وإﻧﻤﺎ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﻢ اﻟﻌﺎدﻳﺔ" .ﻧﺤﻦ ﻟﺴﻨﺎ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻼ .ﻓﺎﻟﺘﺮآﻴﺒﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻟﻠﺒﻴﺮوﻗﺮاﻃﻴﻴﻦ " ﻟﻢ ﺗﻜﻦ أﻓﺮاد ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮهﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ "،ﺣﺎﺟﺞ هﻴﻠﺒﺮغ ﻗﺎﺋ ً ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﺗﺮآﻴﺒﺔ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺴﻜﺎن ".ﻓﻜﻴﻒ ﻧﻔﺴﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﻮاﺳﻌﺔ اﻟﺘﻲ أﺟﻬﺰت ﻋﻠﻰ أآﺜﺮ ﻣﻦ 6ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺷﺨﺺ؟ " ﻟﻘﺪ ﺗﺠﺎوز اﻹﻟﻤﺎن ﺣﻮاﺟﺰ اﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ اﻹدارﻳﺔ واﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻗﺘﻞ ".ﻟﻘﺪ آﺎﻧﺖ ﺧﻄﺘﻬﻢ واﻟﺘﺪﺧﻞ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﻘﺎس ﻣﻊ ﺿﺮاوﺗﻬﺎ. ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﻢ آﻞ ذﻟﻚ ،آﺎن اﻹﻟﻤﺎن ﻗﺪ أﻧﺸﺄوا ﺑﻴﺮوﻗﺮاﻃﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ ،اﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻟﻐﺔ آﺎن ﻟﻬﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻋﺒﺮ آﻞ ﻼ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺴﻠﻄﺔ واﻟﺘﻲ ﺟﺮدت اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﻣﻨﻄﻘﺖ اﻟﻘﺘﻞ .أﻣﺎ اﻟﻄﺮح اﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺄن ﺗﺪﺧ ً ﻣﺎ آﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ وﻗﻔﻬﻢ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻓﻴﺒﺪو ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻚ .ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻘﻮة أن ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻟﺘﺪﻣﻴﺮ هﻴﻜﻠﻴﺔ ﺑﻴﺮوﻗﺮاﻃﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﻋﻘﻮل اﻟﻤﺸﺎرآﻴﻦ وإﻧﻤﺎ ﻓﻲ ﻋﻈﺎﻣﻬﻢ أﻳﻀﺎً؟ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ أن ﻳﻘﻮم ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻹﻧﻬﺎء اﻟﻘﺘﻞ .ﻗﺪ ﻳﻮﻗﻒ اﻷﻣﻮر ﻟﻔﺘﺮة وﺟﻴﺰة ﺟﺪا ،إﻻ أﻧﻪ ﺑﺴﺒﺐ وﺟﻮد ﻓﻜﺮة اﻹﺑﺎدة ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻟﻤﺸﺎرآﻴﻦ ،ﻓﻘﺪ إﺳﺘﻠﺰم إﻧﻬﺎءهﺎ ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﺣﺮﺑًﺎ آﺎﻧﺖ ﻣﻦ اﻟﻘﺴﺎوة واﻟﻮﺣﺸﻴﺔ آﺄي ﺷﻴﺊ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻘﺎرﻧﻬﺎ ﺑﻪ. اﻹﻋﺘﺮاف ﺑﺎﻹﺑﺎدة ،إداﻧﺘﻬﺎ ،وﺳﻮق اﻟﻤﺮﺗﻜﺒﻴﻦ وﻣﺤﺎﺳﺒﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﻮة ﻓﺮض اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻲ أﻣﺮ ﺣﻴﻮي ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﺘﺤﻀﺮ ،وﺑﻬﺬا اﻟﺨﺼﻮص ،ﻓﺈن اﻟﻄﺮح اﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺄن اﻟﺘﺪﺧﻞ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ وﻗﻒ اﻹﺑﺎدة ﻳُﺘﻔﱢﻪ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ .إن أﻳﺔ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻹﻧﻬﺎء ﺣﻴﺎة ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺑﺴﺒﺐ إﺧﺘﻼﻓﻬﻢ هﻮ ﺟﺮﻳﻤﺔ وﻳﺠﺐ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ وﻓﻘًﺎ ﻟﺬﻟﻚ. ﻓﺎﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻌﺪوان ،ﻷن ﻓﻲ ﻇﺎهﺮ اﻟﻌﺪوان ﻻ اﻟﺴﻼم وﻻ اﻟﺤﻘﻮق ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﻮاﺟﺪا .إن اﻟﺨﻄﺄ اﻟﺬي ﻳﻘﺘﺮﻓﻪ اﻟﻤﺮﺗﻜﺒﻮن هﻮ إﺟﺒﺎر اﻟﺮﺟﺎل ،اﻟﻨﺴﺎ ،واﻷﻃﻔﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺮب أو اﻟﻘﺘﺎل ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ،ﻣﺎ ﻳﻀﻊ اﻹﺑﺎدة ،ﺑﺸﻜﻞ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ،ﻓﻲ داﺋﺮة ﻧﻄﺎق اﻟﺤﺮب .ﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﻹﺑﺎدة ﺻﺪع اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻘﺎﺗﻞ ﺑﺤﻴﺚ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻘﻠﺐ اﻷﺳﺲ اﻟﻤﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻜﻨﻬﺎ وﺟﻮدهﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ ﻣﺪﻋﺎة ﻟﻠﺴﺨﺮﻳﺔ .إذ ﻳﺤﺴﻦ ﺑﺼﻨﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ أن ﻳﻔﻬﻤﻮا ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺘﺨﻠﻴﺺ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻹﺑﺎدة ،ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن اﻟﺪول ﻣﺴﺘﻌﺪة ﻟﻠﻤﻀﻲ ﻟﻠﺤﺮب؛ ﻓﻼ ﺷﻴﺊ أﻗﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﺮب ﻳﻤﻜﻨﻪ إﻳﻘﺎف اﻹﺑﺎدة ﻣﺎ أن ﺗﺒﺪأ.
ﻋﺎﻟﻢ ﻣﻦ دون ﺗﺪﺧﻞ ﻓﺮﺿﺎً ،ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺜﻮران ﻋﻨﻴﻒ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺘﻐﻴﻴﺮات ﺟﺬرﻳﺔ ،ﺿﺎﻋﺖ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻌﺮﻓﺘﻨﺎ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺑﺸﺄن اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ،أﻧﻘﺬوا ﺟﻤﻠﺔ واﺣﺪة ﻟﺘﻤﺮﻳﺮهﺎ ﻟﻠﺠﻴﻞ اﻟﻤﻘﺒﻞ .ﻣﺎذا ﺗﻘﻮل هﺬﻩ اﻟﺠﻤﻠﺔ؟ ﺳﺘﻘﺮأ آﻤﺎ ﻳﻠﻲ :إن اﻟﺪول،
ﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺗﺮآﻴﺒﺘﻬﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ،أهﺪاﻓﻬﺎ ،أو رﻏﺒﺎﺗﻬﺎ ،ﺗﻮاﺻﻞ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻢ ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻷﻓﻀﻞ ﻟﻬﺎ. 6
Research Services Group
ﻓﻲ ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ،ﻳﻔﻬﻢ رﺟﺎل اﻟﺪوﻟﺔ ﺣﺎدو اﻟﺬآﺎء اﻹﺧﺘﻼﻓﺎت اﻟﻬﺎﻣﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺪوﻟﻴﺔ واﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺘﺮﺳﻴﺦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪوﻟﻲ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ .ﻓﻔﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ،ﺗﺸﻜﻞ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻤﺎدﻳﺔ واﻟﻘﻮى اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ،وﻟﻴﺲ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ،ﺳﻠﻮك اﻟﺪول وﺗﻘﻴﺪهﺎ .هﺬا اﻷﻣﺮ ﻓﺎت اﻟﻤﺘﺪﺧﻠﻮن اﻟﺬﻳﻦ ﺳﻌﻮا ﻹﻋﺎدة ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻟﺪول ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ آﻐﻮاﺗﻴﻤﺎﻻ، إﻳﺮان ،آﻮﺑﺎ ،وﻓﻴﻴﺘﻨﺎم .ﻓﻠﻢ ذﻟﻚ؟ ﻟﻘﺪ أﺧﻔﻖ اﻟﻤﺘﺪﺧﻠﻮن ﺑﺮؤﻳﺔ اﻹﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ،ﺑﺮﻏﻢ ﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ هﻢ ﺗﺮاﺟﻴﺪﻳﺘﻬﺎ ،واﻟﺘﻲ هﻲ ﺣﻴﺎة ﻣﻦ ﻋﺪم اﻟﻤﺴﺎواة ،اﻟﺼﺮاﻋﺎت ،وﻣﻦ وﻗﺖ ﻵﺧﺮ ،اﻟﺤﺮوب .ﺑﺪ ً ﻗﻠﻠﻮا ﻣﻦ ﺷﺄن اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻣﺤﺎوﻟﻴﻦ ﺗﺤﻮﻳﻠﻪ ،أو آﻼهﻤﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺠﺎهﻞ هﺬﻩ اﻟﻬﻮاﺟﺲ اﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ،واﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻣﻊ ذﻟﻚ .ﻓﺎﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ،اﻟﺬي ﻗٌﺪم رﺳﻤﻴًﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺷﻴﺊ ﻟﻦ ﻳﻌﻴﺪ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺳﻴﺎﺳﺎت ذﻟﻚ اﻟﺒﻠﺪ ﻓﺤﺴﺐ وإﻧﻤﺎ ﺳﻴﻌﻴﺪ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ،وﺑﺬﻟﻚ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،هﺬا اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﺸﻞ ﺑﺬﻟﻚ .وﻟﻬﺬﻩ اﻷﺳﺒﺎب ،ﻳﺤﺴﻦ ﺑﺼﻨﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ إﺣﺘﻀﺎن اﻟﻮاﻗﻊ و ﺗﺤﺎﺷﻲ اﻟﺘﺪﺧﻞ .ﻓﻤﺎذا ﻳﻌﻨﻲ هﺬا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ؟ إن اﻹﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺘﺪﺧﻠﻴﺔ ﺳﻴﺘﻴﺢ ﻟﺼﻨﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﺮآﻴﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺠﺎهﻠﻬﺎ ﻟﺴﻨﻮات ﻋﺪﻳﺪة ﻣﻀﺖ .ﻓﺎﻟﺪول اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ،اﻹرهﺎب ،وﻋﻤﻠﻴﺎت اﻹﺑﺎدة ،هﻲ ﻣﺸﺎآﻞ ﺧﻄﻴﺮة ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻹهﺘﻤﺎم ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻘﻢ أﺑﺪًا ﺑﻘﻠﺐ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪوﻟﻲ وﻻ هﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪًا ﺧﻄﻴﺮًا ﻟﻬﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻌﺎﺟﻞ. ﻓﻲ آﻞ اﻷﺣﻮال ،إن اﻷﺳﻠﺤﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺗﺤﺪﻳﺎت ﻣﻦ هﺬا اﻟﻨﻮع ،وإن اﻟﺘﺤﺮك اﻷﺧﻴﺮ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﺠﻬﺔ اﻹﻧﻜﺒﺎب ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺳﺎﻧﺘﻬﺎ ووﺿﻌﻴﺘﻬﺎ اﻟﻨﻮوﻳﺔ ﻳﻌﻜﺲ إﺟﻤﺎﻋًﺎ ﻣﺘﻨﺎﻣﻴًﺎ ﻳﻘﻮل ﺑﺄن هﻨﺎك ﻣﻦ اﻷﻣﻮر ﻳﺠﺪر اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﺎ هﻮ أآﺜﺮ أهﻤﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺪﺧﻞ. وﺑﺸﻜﻞ ﻣﺸﺎﺑﻪ ،ﻳﺤﺴﻦ ﺑﺼﻨﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻹﻟﺘﻔﺎت اﻟﻰ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻤﺘﻐﻴﺮة ﻟﻺﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻴﻘﻴﻤﻮا ﺑﺪﻗﺔ اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻓﻴﻬﺎ اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻷﻣﻴﺮآﻲ ﻣﻊ هﺬا اﻟﺘﻐﻴﺮ وﻳﻈﻬﺮﻩ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺮاﺑﺤﻴﻦ واﻟﺨﺎﺳﺮﻳﻦ اﻟﺠﺪﻳﺪ .إن هﻴﻜﻠﻴﺔ ﻗﻮة ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺤﻤﻞ ﻣﺘﻮازﻧﺔ وﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺮدع وﻓﺮض اﻹرادة ﺗﺜﺒﺖ ﺑﺄﻧﻬﺎ أآﺜﺮ إﻓﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪى اﻟﻄﻮﻳﻞ ﻣﻦ أﺧﺮى أوﻟﻮﻳﺘﻬﺎ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺘﻤﺮد .أﺧﻴﺮاً ،وإدراآًﺎ ﺑﺤﺪود اﻟﺘﺪﺧﻞ ،ﻓﺈن اﻟﺸﻌﻮر اﻟﻤﺘﺠﺪد ﺑﺎﻹذﻻل ﻗﺪ ﻳﺘﻢ إرﺟﺎﻋﻪ ﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺘﻪ ﺿﻤﻦ اﻟﻨﻘﺎش اﻷﻣﻨﻲ .ﻓﺎﻷﻣﻦ اﻟﻤﻤﺘﺎز أﻣﺮ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ أﺑﺪاً ،إﻻ أن ﺑﺈﻣﻜﺎن اﻟﺪول ﺗﺒﺬﻳﺮ ﻗﻮﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻌﻴﻬﺎ ذاك إذا ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺣﻜﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﺎ ﻣﻊ اﻷﻣﻮر .ﻟﺪى " آﻨﺎن" ﻓﻬﻢ ﻋﻤﻴﻖ ﻟﻬﺬا اﻷﻣﺮ :إن ﺣﻜﻢ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﺒﻌﻴﺪة ﻟﻴﺲ " ﻃﺒﻘﻨﺎ " .دﻋﻮﻧﺎ ﻧﺰﻳﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ.
www.ipileb.com General Manager : Hadi Kobaysi Email :
[email protected]
[email protected]
7
Research Services Group