مكتبة نور - رسالة في علم الوضع -.pdf

  • Uploaded by: Syihabudin
  • 0
  • 0
  • May 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View مكتبة نور - رسالة في علم الوضع -.pdf as PDF for free.

More details

  • Words: 8,235
  • Pages: 59
‫رسالة يف علم الوضع‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫‪5‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬ ‫احلمد هلل الذي أنعم عىل اإلنسان بمعرفة أوضاع الكالم‪ ،‬وأنطق لسانه‬

‫بذكره وخصه بعميم اإلكرام‪ ،‬والصالة والسالم عىل مصدر اإلحسان‪ ،‬ومنبع‬

‫العلوم والعرفان‪ ،‬خاتم النبيني وإمام املرسلني‪ ،‬سيدنا حممد رافع شأن العلم‬ ‫وواضع قيمة اجلهل‪ ،‬وعىل آله وصحابته الطيبني الطاهرين‪.‬‬

‫أما بعد‪ ،‬فهذه رسالة يف علم الوضع‪ ،‬تسهل سبيل الوصول إىل معرفة‬

‫قواعده‪ ،‬والوقوف عىل مسائله‪ ،‬مجعتها لطلبة السنة الثالثة من كلية اللغة العربية‪،‬‬ ‫وفق املنهج املقرر عليهم‪ ،‬مشتملة عىل مقدمة وبابني وخامتة‪.‬‬

‫فاملقدمة‪ :‬يف معنى الوضع‪ ،‬وبيان موضوعه‪ ،‬وثمرته‪ ،‬ونسبته‪ ،‬ونشأته‪،‬‬

‫وواضعه‪ ،‬وواضع األلفاظ‪.‬‬

‫والباب األول‪ :‬يف تقسيامت الوضع‪ ،‬ومرجع كل تقسيم‪.‬‬

‫والباب الثاين‪ :‬يف بيان أقسام اللفظ باعتبار مدلوله‪ ،‬وتطبيق أقسام الوضع‬

‫السابقة عىل كل قسم‪.‬‬

‫واخلامتة‪ :‬يف الكالم عىل أسامء العلوم والكتب والرتاجم‪ ،‬وبيان املوضوع له‬

‫يف املعارف والنكرات‪.‬‬

‫واستكامال للفائدة وضعت عقب كل باب أسئلة جتمع مسائله‪ ،‬وتعني‬

‫الطالب عىل استذكار القواعد‪.‬‬

‫وذيلت هذه الرسالة بجدول ألنواع الكالم يبني نوع الوضع هلا‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫أسأل اهلل ج َّلت قدرته أن جيعلها خالصة لوجهه الكريم‪ ،‬وأن ينفع هبا كام‬

‫نفع بأصلها‪ ،‬إنه سميع جميب وباإلجابة جدير‪.‬‬

‫ ‬

‫املؤلف‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫‪7‬‬

‫منهج الدراسة من علم الوضع عىل طالب السنة الثالثة بالكلية‬ ‫مقدمة يف علم الوضع وموضوعه وفائدته‪.‬‬ ‫معنى الوضع‪ ،‬واضع األلفاظ‪.‬‬

‫أقسام الوضع‪ :‬باعتبار اللفظ املوضوع‪ ،‬وباعتبار املعنى املوضوع له أو‬

‫اآللة‪ ،‬وباعتبار داللة املوضوع عىل املعنى املوضوع له‪.‬‬ ‫تقسيم اللفظ باعتبار مدلوله إىل كيل وجزئي‪.‬‬

‫تطبيق أقسام الوضع السابقة عىل أقسام الكيل واجلزئي‪.‬‬

‫املصادر وأسامؤها‪ ،‬أسامء األجناس‪ ،‬املشتقات‪ ،‬األفعال‪ ،‬األعالم الشخصية‪،‬‬

‫الضامئر‪ ،‬أسامء اإلشارة‪ ،‬املوصوالت‪ ،‬احلروف‪ ،‬أسامء العلوم والكتب‪.‬‬

‫وضع املجازات والكنايات‪ ،‬وضع املثنى واملجموع‪ ،‬وضع املصغر‬

‫واملنسوب‪ ،‬وضع املحىل بأل‪ ،‬وضع املركبات اخلربية واإلضافية‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫املقدمة‬ ‫* بيان معنى الوضع‪:‬‬

‫ٍ‬ ‫مكان(((‪ ،‬وعىل احلط من‬ ‫يطلق الوضع يف اللغة حقيقة‪ :‬عىل جعل اليشء يف‬

‫اليد(((‪.‬‬

‫وجمازا‪ :‬عىل اإلسقاط من الدَّ ين(((‪ ،‬وعىل الوالدة(((‪ ،‬وعىل إذالل النفس(((‪،‬‬

‫وعىل اإلرساع يف السري(((‪ ،‬وإذا تعدى بنفسه لواحد فقط فقد يأيت بمعنى‬ ‫الكذب(((‪.‬‬

‫ومعناه اصطالحا‪ :‬تعيني يشء ليشء‪ ،‬متى ُأدرك األول ُفهم الثاين للعامل‬

‫بذلك التعيني‪.‬‬

‫وهو نوعان‪:‬‬

‫(‪ )1‬لفظي‪ ،‬كوضع حممد للذات‪.‬‬

‫((( ومنه‪ :‬املوضع‪ .‬‬ ‫((( يقال‪« :‬وضع اليشء من يده وضعا وموضعا ‪-‬بكرس الضاد وبفتحها‪ -‬وموضوعا»‬ ‫عىل خالف يف الثالث‪ -‬أي‪ :‬حطه من يده‪ .‬‬‫((( يقال‪« :‬وضع عنه الدين»‪ ،‬أي‪ :‬أسقطه‪ .‬‬ ‫((( يقال‪« :‬وض َعت املرأة»‪ ،‬أي‪ :‬ولدت‪ .‬‬ ‫((( ومنه‪ :‬التواضع ضد التكرب‪ .‬‬ ‫((( ومنه قول الشاعر‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ف َيها َو َأ َض ْع ‬ ‫َيا َل ْيتَني ف َيها َج َذ ْع ‬ ‫ ‬ ‫َأ ُخ ُّ‬ ‫((( نحو‪« :‬وضع احلديث وضعا»‪ ،‬أي‪ :‬اختلقه من عند نفسه‪ ،‬ومنه‪ :‬احلديث املوضوع‪،‬‬ ‫وهذا املعنى اصطالحي ال لغوي‪ .‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫‪9‬‬

‫(‪ )2‬وغري لفظي‪ ،‬كـ‪ :‬اإلشارات‪ ،‬واخلطوط‪ ،‬وال ُعقد‪ ،‬والنُّصب‪.‬‬

‫واألول هو املراد هنا‪ ،‬ويعرف بأنه‪ :‬تعيني اللفظ بإزاء املعنى‪ ،‬بحيث يفهم‬

‫منه هذا املعنى عند العلم بذلك التعيني بنفسه(((‪ ،‬أو بواسطة قرينة(((‪ ،‬عىل ما‬ ‫سيأيت تفصيله‪.‬‬

‫* تعريف علم الوضع‪:‬‬

‫هو علم ُيبحث فيه عن أحوال اللفظ العريب‪ ،‬من حيث اخلصوص والعموم‬

‫يف املعنى املوضوع له‪ ،‬ويف آلة استحضاره‪ ،‬ومن حيث الشخصية والنوعية يف‬

‫اللفظ املوضوع‪.‬‬

‫* موضوعه‪:‬‬

‫موضوعه‪ :‬األلفاظ العربية املعينة بإزاء معانيها‪ ،‬من حيث نوعية هذا التعيني‬

‫وشخصيته‪ ،‬وعمومه وخصوصه‪ ،‬سواء كانت مفردات أو مركبات‪.‬‬

‫* فائدته‪:‬‬

‫فائدته‪ :‬معرفة شخصية الوضع ونوعيته وعمومه وخصوصه‪ ،‬وال عالقة له‬

‫ببيان احلقائق واملجازات‪ ،‬وال بمعرفة املعاين التي وضعت هلا األلفاظ(((‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬فائدته هذا البيان وتلك املعرفة‪.‬‬

‫((( وذلك إذا كان الوضع حتقيق ًّيا‪ ،‬كام يف وضع احلقائق‪ ،‬نحو‪« :‬أسد»‪ ،‬للحيوان املفرتس ‪.‬‬ ‫((( وذلك كام يف املجازات نحو‪« :‬أسد» للرجل الشجاع‪ ،‬والكنايات نحو‪« :‬طويل النجاد»‬ ‫لطول القامة‪ .‬‬ ‫((( ألن بيان احلقائق واملجازات تكفل به علم البيان‪ ،‬ومعرفة املعاين التي وضعت هلا‬ ‫األلفاظ تكفل هبا علم متن اللغة‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫والثمرة املرتتبة عىل معرفة األوضاع الشخصية والنوعية وغريمها إدراك‬

‫الفرق بني وضع اللفظ واستعامله(((‪.‬‬

‫وإدراك الفرق بني الوضع واالستعامل يفيد كثريا يف علم أصول األحكام؛‬

‫لتوقف االستدالل بالكتاب والسنة عىل معرفة تلك املوضوعات‪ ،‬وما يتعلق‬

‫هبا(((‪.‬‬

‫* نسبته‪:‬‬

‫هو من العلوم العربية؛ ألنه باحث عن اللفظ العريب‪.‬‬

‫* نشأته وواضعه‪:‬‬

‫الغالب أن مباحث علم الوضع كانت مبعثرة يف علوم أصول الفقه واملنطق‬

‫والبيان وغريها‪ ،‬ثم اعتُني هبا ومجعت وجعلت علام مستقال عىل النحو املألوف‪.‬‬

‫ويكاد العلامء جيمعون عىل أن أول من ألف يف هذا الفن هو العالمة عضد‬

‫الدين عبد الرمحن بن أمحد اإلجيي ‪-‬بكرس اهلمزة وباجليم‪ -‬من علامء القرن الثامن‬

‫اهلجري املتويف سنة (‪756‬هـ)‪ ،‬فقد َد َّون عدة من مسائله يف رسالته املعروفة‬

‫بالعضدية‪.‬‬

‫وال يبعد أنه أطلق علم الوضع عىل ما َد َّونه‪ ،‬واشتهر هذا اإلطالق من بعده‪.‬‬

‫((( فقد يوضع اللفظ عا ًّما ويستعمل كذلك نحو‪« :‬سامء» لكل ما عالك و«صعيد» لكل‬ ‫أرض مستوية‪ ،‬وقد يوضع عا ًّما وخيصه أهل اللغة ببعض أفراده نحو‪« :‬سبت» فإنه‬ ‫خاصا ثم يعم يف االستعامل‬ ‫وضع ملطلق الدهر ثم خص بآخر أيام األسبوع‪ ،‬وقد يوضع ًّ‬ ‫نحو «الورد» ‪-‬بكرس الواو‪ ،‬وسكون الراء‪ -‬فإنه يف األصل إتيان املاء‪ ،‬ثم كثر استعامله‬ ‫يف كل يشء‪ .‬‬ ‫((( األصويل يدرك األحكام من األدلة باجتهاده‪ ،‬فإذا تعارض الدليالن وكان أحدمها داال‬ ‫بالوضع والثاين باملجاز قدم الدال بالوضع عىل غريه‪ .‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫‪11‬‬

‫* واضع األلفاظ‪:‬‬

‫وضع اللفظ ملعناه يتضمن أمورا أربعة‪:‬‬ ‫ُ‬

‫(‪ )1‬الوضع‪.‬‬

‫(‪ )2‬الواضع‪.‬‬

‫(‪ )3‬اللفظ املوضوع‪.‬‬

‫(‪ )4‬املعنى املوضوع له‪.‬‬

‫وقد تقدم الكالم عىل األول‪ ،‬وسيأيت الكالم عىل الثالث والرابع مفصال‪،‬‬

‫والكالم اآلن يف الثاين‪ ،‬وذلك حيتاج إىل تعيني واضع اللغة وإىل كيفية وضعه‬

‫األلفاظ ملعانيها‪ ،‬املعرب عنها يف تاريخ األدب بنشأة اللغة‪.‬‬

‫ال خالف يف األعالم الشخصية كمحمد وبغداد فإهنا من وضع البرش‬

‫اتفاقا‪ ،‬كام أن أسامء اهلل تعاىل ونظم القرآن الكريم من وضع اهلل تعاىل بال خالف‪.‬‬ ‫وإنام اخلالف يف أسامء األجناس كرجل وأسد‪ ،‬فإن فيها مذاهب‪:‬‬

‫األول‪ :‬مذهب إمام أهل السنة أيب احلسن األشعري‪ ،‬ويسمى مذهب‬

‫التوقيف‪ ،‬أي‪ :‬التعليم(((‪ ،‬وهو أن واضعها هو اهلل تعاىل‪ ،‬ويشهد له قوله تعاىل‪:‬‬ ‫ﭽﭰ ﭱ ﭲ ﭳﭼ(((‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬مذهب أيب هاشم اجلُ َّبائي إمام املعتزلة‪ ،‬ويسمى مذهب االصطالح‪،‬‬

‫((( وكيفية الوضع حينئذ هي تعليم اهلل العباد بطريق الوحي إىل نبي أو مجاعة من األنبياء‪ ،‬أو‬ ‫بخلق علم رضوري يف واحد أو مجاعة من الناس‪ ،‬بأن هذا اللفظ موضوع هلذا املعنى‪ ،‬أو‬ ‫بخلق األصوات واحلروف يف مجاد وإسامعه الناس واحدا أو مجاعة‪ .‬‬ ‫((( املراد باألسامء األلفاظ الشاملة لألفعال واحلروف؛ ألن الغرض من األسامء التكلم هبا‪،‬‬ ‫وإفادة املعاين واستفادهتا بواسطتها‪ ،‬وال يتم ذلك غالبا بدوهنا‪ .‬‬

‫‪12‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫وهو أن واضعها البرش(((‪ ،‬واستدل له بقوله تعاىل‪ :‬ﭽﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬

‫ﮛ ﮜﭼ‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬مذهب أيب إسحاق اإلسفراييني‪ ،‬وهو أن واضع القدر الذي وقع‬

‫به التنبيه إىل االصطالح هو اهلل تعاىل‪ ،‬والواضع للباقي حمتمل لألمرين‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬مذهب القايض أيب بكر وهو التوقف‪ ،‬قال العضد‪ :‬هذا هو الصحيح‪.‬‬

‫اخلامس‪ :‬مذهب الصيمري وبعض املعتزلة‪ ،‬وهو أن اللفظ يدل بذاته عىل‬

‫املعنى(((‪.‬‬

‫واألقرب إىل الصواب‪ :‬أن اإلنسان قد ُأهلم يف بدء أمره بعض األسامء لبعض‬

‫األشياء‪ ،‬أو أوحى اهلل هبا حسب رضوراته وحاجاته‪ ،‬ثم أخذ بعد ذلك يضع هلا‬

‫ما خيتاره من األلفاظ مما يناسب لغته وترقيه(((‪.‬‬

‫((( وهم بنو آدم‪ ،‬واحد أو مجاعة‪ ،‬ثم حصل التعريف باإلشارة والتكرار‪ .‬‬ ‫((( وهذا قول باطل؛ ألن اللفظ قد يدل عىل املعنى وضده‪ .‬‬ ‫((( لذلك ال نجد لكثري من األشياء اآلن أسامء عربية ونجد هلا أسامء وضعتها األمم‬ ‫األخرى‪ ،‬واختلفوا يف فائدة هذا‪ :‬فمنهم من نفاها‪ ،‬وقال املازري‪ :‬فائدته تظهر يف‬ ‫جواز قلب اللغة‪ ،‬فإن قلنا اللغات توقيفية امتنع تغيريها‪ ،‬فال يسمى الثوب مثال درمها‪،‬‬ ‫وإن قلنا اصطالحية مل يمتنع‪ ،‬وهذا يف غري ما يتعلق باألحكام الرشعية التي مستندها‬ ‫األلفاظ؛ فإنه ال خالف يف حتريم قلبها‪ .‬اهـ‪ .‬‬

‫‪13‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫الباب األول‪ :‬يف أقسام الوضع‬ ‫ينقسم الوضع إىل أقسام كثرية باعتبارات خمتلفة‪:‬‬

‫(‪ )1‬فينقسم أوال باعتبار الواضع إىل أربعة أقسام‪.‬‬ ‫(‪ )2‬وثانيا باعتبار املوضوع إىل قسمني‪.‬‬

‫(‪ )3‬وثالثا باعتبار املوضوع له إىل قسمني أيضا‪.‬‬

‫(‪ )4‬ورابعا باعتبار املوضوع له وآلة استحضاره إىل ثالثة أقسام‪.‬‬ ‫وهاك بياهنا‪.‬‬

‫* التقسيم األول‪:‬‬

‫ينقسم الوضع باعتبار الواضع إىل أربعة أقسام‪:‬‬

‫األول‪ :‬لغوي‪ ،‬وهو‪ :‬ما كان الواضع فيه من أهل اللغة‪ ،‬كوضع «أسد»‬

‫للحيوان املفرتس‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬عريف عام‪ ،‬وهو‪ :‬الذي مل يتعني ناقله‪ ،‬كوضع «دابة» لذات القوائم‬

‫األربعة مما ُي ْركب‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬اصطالحي أو عريف خاص‪ ،‬وهو‪ :‬ما كان الواضع فيه من أهل فن‬

‫خمصوص‪ ،‬كوضع النحوي «الفاعل» لكل اسم مرفوع تقدم عليه فعله‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬رشعي‪ ،‬وهو‪ :‬ما كان الواضع فيه من أهل الرشع‪ ،‬كوضع «صالة»‬

‫لألقوال واألفعال املخصوصة‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫* التقسيم الثاين‪:‬‬

‫ينقسم الوضع باعتبار اللفظ املوضوع إىل قسمني‪:‬‬

‫األول‪ :‬شخيص‪ ،‬وهو‪ :‬ما كان اللفظ املوضوع ملحوظا فيه بخصوصه‪،‬‬

‫وذلك بأن يعمد الواضع إىل لفظ بعينه فيضعه ملعنى من املعاين‪ ،‬سواء كان ذلك‬ ‫املعنى جزئ ًّيا كمعنى حممد‪ ،‬أو كل ًّيا كمعنى إنسان(((‪ ،‬فشخصية الوضع ترجع إىل‬

‫تعيني اللفظ املوضوع وعدم مالحظته بقانون كيل من غري نظر إىل املعنى‪.‬‬

‫ومن هذا القبيل وضع‪ :‬األعالم‪ ،‬والضامئر‪ ،‬واإلشارات‪ ،‬واملوصوالت‪،‬‬

‫واحلروف‪ ،‬وأسامء الرشط‪ ،‬واالستفهام‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬نوعي‪ ،‬وهو‪ :‬ما كان اللفظ املوضوع ملحوظا فيه بعنوان كيل شامل‬

‫له ولغريه(((‪ ،‬بحيث تكون اجلزئيات الكثرية املندرجة حتته موضوعة كلها بوضع‬ ‫واحد يف وقت بمقتىض ذلك العنوان الكيل‪.‬‬

‫كام يف وضع املشتقات(((‪ ،‬واملجازات(((‪ ،‬والكنايات‪ ،‬واملركبات(((‪.‬‬

‫((( ويعرف بأنه‪ :‬تعيني اللفظ بامدته وجوهره ملعنى كيل أو جزئي وجعله بإزائه‪ .‬‬ ‫((( ويعرف بأنه‪ :‬تعيني هيئة إفرادية أو تركيبية ملعنى كيل أو جزئي‪ .‬‬ ‫((( فإن الواضع فيها مل يضع ضاربا بخصوصه وآكال بخصوصه وهكذا بحيث تكون‬ ‫منه أوضاع كثرية بعدد أسامء الفاعلني‪ ،‬بل وضع تلك اجلزئيات كلها بوضع واحد كام‬ ‫سيأيت‪ .‬‬ ‫((( ال حاجة إىل تعدد الوضع بتعدد جزئيات املجازات‪ ،‬بل يكفي أن يقول الواضع‪:‬‬ ‫وضعت كل لفظ ليدل عىل املعنى الذي يكون بينه وبني معناه األصيل عالقة من‬ ‫العالقات املعتربة‪ ،‬برشط أن تكون هناك قرينة مانعة من إرادة املعنى األصيل‪ ،‬وكذلك‬ ‫يف الكنايات إال أن القرينة فيها غري مانعة‪ ،‬وجيوز أن يتعدد وضعه بتعدد العالقات بأن‬ ‫يقول الواضع‪ :‬وضعت كل سبب ليدل عىل مسببه وكل مسبب ليدل عىل سببه‪ ،‬وهكذا‬ ‫إذا لوحظت العالقة والقرينة‪ .‬‬ ‫((( يكفيه فيها أن يقول‪ :‬وضعت كل مسند ومسند إليه ليدل ذلك املركب عىل انتساب‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫‪15‬‬

‫فنوعية الوضع ترجع إىل عدم تعيني اللفظ املوضوع‪ ،‬وإىل اندراجه حتت‬

‫هيئة إفرادية أو تركيبية هي املوضوع‪.‬‬

‫* التقسيم الثالث‪:‬‬

‫ينقسم الوضع باعتبار داللة اللفظ املوضوع عىل املعنى املوضوع له إىل‬

‫قسمني‪:‬‬

‫األول‪ :‬حتقيقي‪ ،‬وهو‪ :‬ما كانت داللة اللفظ فيه عىل املعنى بنفسه من غري‬

‫احتياج إىل قرينة‪ ،‬كام يف وضع احلقائق‪ ،‬نحو‪« :‬أسد» للحيوان املفرتس(((‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬تأوييل‪ ،‬وهو‪ :‬ما كانت داللة اللفظ فيه عىل املعنى بواسطة قرينة‬

‫مانعة‪ ،‬كام يف املجازات‪ ،‬أو غري مانعة كام يف الكنايات‪ ،‬نحو‪« :‬أسد» للرجل‬

‫الشجاع‪ ،‬و«جبان الكلب» عىل الكرم(((‪.‬‬

‫* التقسيم الرابع‪:‬‬

‫ينقسم الوضع باعتبار املوضوع له وآلة استحضاره إىل ثالثة أقسام‪:‬‬ ‫األول‪ :‬خاص ملوضوع له خاص‪.‬‬

‫املسند للمسند إليه عىل وجه الثبوت له واالنتفاء عنه‪ ،‬وال حاجة إىل وضع كل جزئي‬ ‫من جزئيات املركب؛ ألهنا ال ختتلف يف الداللة‪ ،‬وجيوز أن يتعدد الوضع فيها بأن يقول‪:‬‬ ‫وضعت كل فعل وفاعل ليدل عىل ثبوت الفعل للفاعل أو انتفائه عنه‪ ،‬وكل مبتدأ وخرب‬ ‫ليدل كذلك‪ ،‬وهكذا‪ .‬‬ ‫((( والوضع يف هذا النوع قد يكون شخص ًّيا كام يف أعالم األشخاص‪ ،‬وقد يكون نوع ًّيا كام‬ ‫يف املشتقات ملعانيها احلقيقية واملركبات كذلك‪ .‬‬ ‫((( والوضع يف هذا نوعي ال حمالة؛ ألن اللفظ مل يوضع فيه بخصوصه بل بقانون كيل كام‬ ‫سبق‪ ،‬وباجلملة‪ :‬فاملركبات وضعها نوعي سواء كانت حقائق أو جمازات أو كنايات‪،‬‬ ‫وكذلك املجازات والكنايات‪ ،‬وأما مفرداهتا فقد يكون وضعها شخص ًّيا وقد يكون‬ ‫نوع ًّيا‪ ،‬حتقيق ًّيا أو تأويل ًّيا‪ .‬‬

‫‪16‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫الثاين‪ :‬عام ملوضوع له عام‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬عام ملوضوع له خاص‪.‬‬

‫وأما القسم الرابع ‪-‬وهو اخلاص للعام‪ -‬فال وجود له(((‪.‬‬

‫وهاك الكالم عليها‪.‬‬

‫(‪ )1‬اخلاص للخاص‪:‬‬

‫هو أن يالحظ فيه املعنى املوضوع له من حيث خصوصه‪ ،‬بأن يتخيل‬

‫خاصا كمحمد‪ ،‬ويتصور معنى جزئيا وهو الذات مع املشخصات‪،‬‬ ‫الواضع لفظ ًا ًّ‬

‫ويضع ذلك اللفظ هلذا املعنى‪ ،‬سواء كان ذلك اللفظ اسام أو كنية أو لقبا أو علام‬

‫بالغلبة‪ ،‬وسواء كان هذا املعنى اجلزئي موجودا يف اخلارج أو مقدر الوجود فيه(((‪،‬‬

‫أو كان تعينه ذهنيا كام يف أعالم األجناس(((‪.‬‬

‫ويكفي يف هذا القسم تعقل املوضوع له إمجاال(((‪ ،‬وال يرض فيه تبدل‬

‫املشخصات املوجودة حال التسمية(((‪.‬‬

‫خاصا؛ الستحضار املوضوع له بخصوصه‪ ،‬وخلاص؛‬ ‫وإنام كان الوضع‬ ‫ًّ‬

‫لتعني املوضوع له وتشخصه‪.‬‬

‫والوضع يف هذا القسم شخيص‪ ،‬وجوز املتأخرون أن يكون نوع ًّيا‪.‬‬

‫(( ( ألن اجلزئي ال يكون مرآة‪.‬‬ ‫((( وذلك كالع َلم الذي يضعه األب البنه الذي سيولد له‪ .‬‬ ‫((( وبعضهم يرى أنه من قبيل العام للعام؛ نظرا إىل أن معناه كيل صادق عىل كثريين‪ .‬‬ ‫((( وذلك بأن يتعقل األب ابنه إذا أخرب به قبل رؤيته بأنه ابن كذا من امرأة كذا يف بلد كذا‬ ‫يف يوم كذا فيضع له اسام‪ ،‬فهو وإن تصور بمفهوم كيل إال أنه منحرص فيه يف اخلارج‪،‬‬ ‫والظاهر أن وضع اسم اجلاللة للذات العلية من هذا القبيل‪ .‬‬ ‫جمازا؛ ألن العربة باملشخصات التي ال تتبدل‪ ،‬أو يقال‪ :‬كام‬ ‫((( فال يكون استعامل اللفظ ً‬ ‫يكون الوضع بتعيني اللفظ حال التسمية يكون بتوارث فهم املعنى من اللفظ‪ .‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫‪17‬‬

‫ومثاله‪ :‬وضع أعالم أجناس الصيغ الرصفية لكل جزئي من جزئيات مطلق‬

‫اهليئة عىل التوزيع(((‪.‬‬

‫(‪ )2‬العام للعام‪:‬‬

‫هو أن يالحظ فيه املعنى املوضوع له من حيث عمومه‪ ،‬وذلك بأن يتخيل‬

‫الواضع لفظا ويتعقل مفهوما كل ًّيا قابال للرشكة فيه بأمر كيل‪ ،‬ويضع ذلك اللفظ‬ ‫هلذا املعنى‪.‬‬

‫مثال ذلك‪ :‬وضع لفظ «رجل» ملطلق الذكر البالغ من بني آدم‪.‬‬

‫ويكون الوضع يف هذا القسم شخص ًّيا ونوع ًّيا‪ ،‬فالشخيص كوضع اسم‬

‫اجلنس((( واملصدر وحروف املباين‪ ،‬والنوعي كوضع املشتقات((( واملركبات تامة‬

‫وناقصة عىل ما سيأيت بيانه‬

‫وكان الوضع يف هذا القسم عا ًّما؛ ألن املوضوع له فيه لوحظ باعتبار‬

‫عمومه‪ ،‬ولعام؛ لعموم املوضوع له‪.‬‬ ‫(‪ )3‬العام للخاص‪:‬‬

‫هو أن يكون املوضوع له فيه جزئيات كثرية لوحظت بأمر كيل ووضع اللفظ‬

‫دفعة واحدة لكل واحد منها‪.‬‬

‫((( وذلك بأن يقول الواضع‪ :‬وضعت كل ما تركب من أحرف (ف ع ل) للداللة عىل‬ ‫خصوص الصيغة املاضوية‪ .‬‬ ‫((( فإن الواضع له حينام أراد وضعه الحظ معناه الكيل بواسطة كليته‪ ،‬ثم وضع اللفظ‬ ‫بإزائه‪ ،‬وكذلك يف وضع املصدر وحرف اهلجاء‪ .‬‬ ‫((( بأن يقول الواضع ملوادها‪ :‬وضعت كل مشتق ليدل عىل مدلول مبدأ اشتقاقه‪ ،‬بأن يقول‬ ‫يف وضع هيئاهتا‪ :‬وضعت كل ما كان عىل زنة فاعل ليدل عىل حدث وذات قائم هبا أو‬ ‫صادر عنها‪ ،‬وهكذا يف سائر املشتقات‪ .‬‬

‫‪18‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫وذلك بأن يتخيل الواضع لفظا ويتصور مفهوما كل ًّيا مشرتكا اشرتاكا‬

‫معنويا بني مشخصات ملحوظة إمجاال بذلك الكيل‪ ،‬ثم يضع ذلك اللفظ لكل‬

‫واحد منها بخصوصه دفعة واحدة‪ ،‬فيفهم فرد منها ال ذلك الكيل؛ ألن تصوره‬

‫إنام كان وسيلة لوضع اللفظ لألفراد فقط(((‪.‬‬

‫وذلك كوضع الضمري‪ ،‬واسم اإلشارة‪ ،‬واملوصول‪ ،‬واحلرف(((‪.‬‬

‫وكان الوضع عا ًّما؛ لعموم آلة الوضع‪ ،‬وخلاص؛ ألن املوضوع له جزئي‬

‫خاص‪.‬‬

‫والفرق بني املوضوع له يف هذا القسم والقسم األول تعدده يف هذا دون‬

‫األول‪ ،‬وهذا مذهب املحققني املتأخرين ومنهم السيد والعضد‪.‬‬

‫ومذهب املتقدمني ومعهم السعد أن هذا القسم ال وجود له‪ ،‬وجعلوا ما‬ ‫ذكر فيه من قبيل العام للعام‪ ،‬غاية األمر رشط الواضع فيها َأ َّل تستعمل إِ َّل يف‬ ‫جزئي خاص‪ ،‬فهي عندهم كليات وضعا‪ ،‬جزئيات استعامال‪ ،‬وعند املتأخرين‬ ‫جزئيات وضعا واستعامال‪.‬‬

‫واحلق مع املتأخرين؛ ألنه يلزم عىل مذهب املتقدمني أمور‪:‬‬

‫((( وإنام احتاج إىل قرينة معينة للمراد منه إلهبامه بسبب استواء نسبة وضعه لكل واحد‬ ‫منها‪ .‬‬ ‫((( ففي اسم اإلشارة قال الواضع‪ :‬وضعت لفظ «هذا» مثال لزيد والباب والكتاب ونحو‬ ‫ذلك من جزئيات املشار إليه املحسوس‪ ،‬وقد أمكن الواضع أن يستحرض تلك اجلزئيات‬ ‫الفائتة احلرص بواسطة اندراجها حتت أمر كيل يالحظه الواضع وجيعله آلة للوضع‪ ،‬وهو‬ ‫مطلق مفرد مذكر مشار إليه حمسوس‪ ،‬وكذلك يف الضمري واسم املوصول عىل ما سيأيت‪،‬‬ ‫ويف احلرف قال وضعت لفظ ِ‬ ‫«من» مثال جلزئيات االبتداء‪ ،‬وقد استحرضها بواسطة‬ ‫مطلق ابتداء‪ ،‬فالكيل املذكور عند املحققني آلة الستحضار املوضوع له وهو جزئيات‬ ‫ذلك املطلق‪ .‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫‪19‬‬

‫األول‪ :‬أن الضامئر واإلشارات واملوصوالت واحلروف جمازات ال حقائق‬

‫هلا(((‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬أن احلروف لو كانت معانيها كلية لكانت أسامء؛ ألهنا مستقلة‬

‫باملفهومية‪ ،‬فال وجه جلعلها حروفا‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬أن احلرف ال يصح استعامله يف الكيل‪ ،‬وال معنى لكون اليشء‬

‫موضوعا له مع عدم صحة االستعامل فيه(((‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬يلزم أن تكون الضامئر واإلشارات واملوصوالت نكرات ال معارف؛‬

‫ألن املعترب حالة الوضع‪ ،‬والوضع فيها إنام هو للكيل الذي ال تعني له‪.‬‬

‫والوضع يف هذا القسم نوعان‪ :‬شخيص كام تقدم‪ ،‬ونوعي كوضع هيئات‬

‫األفعال((( بإزاء النسب اجلزئية‪ ،‬ووضع هيئات املركبات التامة والناقصة عىل ما‬

‫سيأيت بيانه‪.‬‬

‫((( ألهنا وضعت للكيل واستعملت يف اجلزئي‪ ،‬وأجيب بأن استعامل الكيل يف اجلزئي من‬ ‫حيث حتققه فيه من باب احلقيقة‪ .‬‬ ‫((( ألن أقل ما يرتتب عىل الوضع صحة االستعامل ولو يف بعض األحوال‪ .‬‬ ‫((( بأن يقال يف وضع هيئة املايض‪ ،‬كل ما كان عىل هيئة «فعل» بالفتح فهو موضوع بإزاء كل‬ ‫واحدة من النسب اجلزئية الدالة عىل نسبة حدث إىل فاعل معني يف الزمن املايض‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫«نجح املجتهد»‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫نتائج ملا تقدم‬ ‫يستنتج مما تقدم أمور‪:‬‬

‫األول‪ :‬الوضع التأوييل ال يكون إال نوع ًّيا(((‪ ،‬والتحقيقي قد يكون نوع ًّيا‬

‫وقد يكون شخص ًّيا(((‪ ،‬والنوعي قد يكون حتقيق ًّيا وقد يكون تأويل ًّيا(((‪.‬‬ ‫الثاين‪ :‬ال عالقة بني شخصية الوضع‪ ،‬وتشخص املوضوع له(((‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬سمي الوضع شخص ًّيا نسبة إىل شخص اللفظ املوضوع وعينه‪،‬‬

‫ونوع ًّيا ألن األلفاظ التي وضعت مل تالحظ بذواهتا‪ ،‬بل لوحظت بنوعها‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬الفرق بني اخلاص للخاص والعام للخاص مع اشرتاكهام يف‬

‫تشخص املوضوع له فيهام أنه يف األول واحد‪ ،‬ويف الثاين متعدد‪.‬‬

‫اخلامس‪ :‬خصوص الوضع بتشخص املوضوع له‪ ،‬وعمومه بأحد أمرين إما‬

‫بكون املوضوع له عا ًّما أخذ بعمومه‪ ،‬وإما بعموم آلة الوضع للجزئيات الكثرية‪.‬‬

‫السادس‪ :‬تشرتك اجلزئيات يف وض َعي العام للعام والعام للخاص يف أن‬

‫اللفظ املوضوع مستعمل يف كل منها‪ ،‬وختتلف يف أن االستعامل يف األول باعتبارها‬

‫ماصدقات للموضوع له‪ ،‬ويف الثاين باعتبار أهنا املوضوع له عىل سبيل البدل‪.‬‬

‫((( ألن التأوييل عبارة عن وضع املجازات والكنايات‪ ،‬والوضع فيهام نوعي ‪.‬‬ ‫((( نوع ًّيا كاملشتقات واملركبات التامة املستعملة يف معانيها احلقيقية‪ ،‬وشخص ًّيا كأسامء‬ ‫األجناس‪ .‬‬ ‫((( حتقيق ًّيا كام سبق يف املشتقات ملعانيها احلقيقية‪ ،‬وتأويل ًّيا إذا استعملت يف معانيها‬ ‫املجازية‪ .‬‬ ‫((( ألن شخصية الوضع مرجعها إىل اللفظ املوضوع‪ ،‬وتشخص املعنى مرجعه إىل املوضوع‬ ‫له‪ .‬‬

‫‪21‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫أسئلة عىل ما تقدم‬ ‫(‪ )1‬عرف الوضع لغة واصطالحا‪ ،‬وبني معنى علم الوضع‪ ،‬وموضوعه‪،‬‬

‫وفائدته‪ ،‬وواضعه‪ ،‬ونسبته‪.‬‬

‫(‪ )2‬اذكر أقسام الوضع باعتبار الواضع‪ ،‬وتكلم عىل واضع األلفاظ مع‬

‫ذكر اخلالف فيه‪ ،‬وهل للخالف فائدة؟‬

‫(‪ )3‬افرق بني الوضع الشخيص والنوعي‪ ،‬وبني التحقيقي والتأوييل‪،‬‬

‫وكذلك بني اخلاص للخاص والعام للعام والعام للخاص‪ ،‬وإىل أي يشء يرجع‬

‫تقسيم الوضع إليها؟‬

‫(‪ )4‬من أي أقسام الوضع السابقة وضع‪ :‬الضامئر‪ ،‬واإلشارات‪،‬‬

‫واملوصوالت‪ ،‬واحلروف‪ ،‬مع بيان مذهب املتقدمني واملتأخرين يف ذلك‪ ،‬وأي‬

‫املذهبني ختتار؟ وملاذا؟‬

‫(‪ )5‬بني النسبة بني ما يأيت‪:‬‬

‫الشخيص وكل من التحقيقي والتأوييل ‪-‬النوعي كذلك‪ -‬الشخيص‬

‫والنوعي‪ -‬التحقيقي والتأوييل‪.‬‬

‫(‪ )6‬علل لتسمية أقسام الوضع السابقة بأسامئها مع التمثيل‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫تطبيق‬ ‫(‪ )1‬بني نوع الوضع فيام يأيت‪:‬‬

‫األعالم‪ -‬أسامء األجناس‪ -‬املشتقات‪ -‬املجازات‪ -‬الكنايات‪ -‬املركبات‪-‬‬

‫أسامء الرشط واالستفهام‪.‬‬

‫وضعه شخيص وما وضعه نوعي فيام يأيت‪:‬‬ ‫(‪ )2‬وضح ما ْ‬

‫حممد‪ -‬جمتهد‪ -‬البحر يف الكلية‪ -‬ﭽﯚ ﯛ ﯜﭼ‪ -‬حممود (علام‬

‫وصفة)‪ -‬التعليم يف الصغر كالنقش يف احلجر‪.‬‬

‫(‪ )3‬مثل لكل من الوضع الشخيص والنوعي والتحقيقي والتأوييل بثالثة‬

‫أمثلة خمتلفة مع التوجيه‪.‬‬

‫(‪ )4‬وضح نوع الوضع يف األلفاظ اآلتية بالنظر ألقسام الوضع السابقة‪:‬‬ ‫إبراهيم‪ -‬كريس‪ -‬أسامة‪ -‬اجتهاد‪ -‬املجتهد ناجح‪ -‬ذلك‪.‬‬

‫(‪ )5‬اذكر أمثلة ملا يأيت‪:‬‬

‫وضع حتقيقي نوعي‪ -‬شخيص حتقيقي‪ -‬نوعي تأوييل‪ -‬شخيص عام لعام‪-‬‬

‫نوعي خاص خلاص‪ -‬شخيص عام خلاص‪ -‬نوعي عام لعام‪ -‬نوعي عام خلاص‪.‬‬

‫‪23‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫الباب الثاين‪ :‬أقسام اللفظ بالنظر ملدلوله‬ ‫ينقسم اللفظ باعتبار مدلوله إىل‪ :‬كيل‪ ،‬وجزئي(((‪.‬‬

‫(‪ )1‬الكيل‪ :‬هو ما ال يمنع نفس تصور مفهومه من وقوع َّ ِ‬ ‫الشكة فيه‪.‬‬ ‫وبعبارة أخرى‪ :‬هو ما أفهم االشرتاك‪ ،‬نحو‪ :‬أسد‪ ،‬ونجاح‪.‬‬

‫(‪ )2‬اجلزئي‪ :‬هو ما يمنع نفس تصور مفهومه من وقوع َّ ِ‬ ‫الشكة فيه‪.‬‬ ‫أو‪ :‬ما ال يفهم االشرتاك‪ ،‬نحو‪ :‬حممد‪ ،‬وأسامة(((‪.‬‬

‫* أقسام اللفظ الدال عىل الكيل‪:‬‬

‫اللفظ الدال عىل املعنى الكيل أربعة أنواع‪:‬‬

‫األول‪ :‬ما مدلوله ذات‪ ،‬وهو اسم اجلنس‪ ،‬كرجل‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬ما مدلوله حدث‪ ،‬وهو املصدر‪ ،‬نحو‪ :‬نجاح‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬ما مدلوله مركب منهام واملعترب َّأوال جانب احلدث‪ ،‬وهو الفعل‪،‬‬

‫نحو‪ :‬ذاكَر‪.‬‬

‫((( ما أفاده اللفظ باعتبار انفهامه من اللفظ يسمى «مفهوما»‪ ،‬ومن حيث داللة اللفظ عليه‬ ‫يسمى «مدلوال»‪ ،‬ومن جهة أنه يعنى ويقصد من اللفظ يسمى «معنى»‪ ،‬ولكون اللفظ‬ ‫وضع له «موضوعا»‪ ،‬فالذات واحدة واالعتبار خمتلف‪ ،‬وقد اختلف فيه‪ :‬فمذهب‬ ‫احلنفية أنه الصور الذهنية‪ ،‬ومذهب الشافعية أنه األمور اخلارجية‪ ،‬وبعض املحققني أنه‬ ‫املعنى من حيث هو يف املفردات واملركبات التقييدية والصور الذهنية يف املركبات التامة‪،‬‬ ‫وابن اهلامم أنه األمور اخلارجية يف األعالم والصور الذهنية يف غريها‪ .‬‬ ‫((( فالكلية واجلزئية وصفان للفظ واملعنى‪ ،‬ولكن وصف املعنى هبام عىل احلقيقة‪ ،‬ووصف‬ ‫اللفظ هبام عىل سبيل املجاز‪ .‬‬

‫‪24‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫الرابع‪ :‬ما مدلوله مركب منهام واملعترب َّأوال جانب الذات‪ ،‬وهو املشتق‪،‬‬

‫نحو‪ :‬جمتهد‪.‬‬

‫فأقسامه أربعة‪:‬‬

‫(‪ )1‬اسم اجلنس‪.‬‬ ‫(‪ )2‬واملصدر‪.‬‬ ‫(‪ )3‬واملشتق‪.‬‬ ‫(‪ )4‬والفعل‪.‬‬

‫* أقسام اللفظ الدال عىل اجلزئي‪:‬‬

‫اللفظ الدال عىل املعنى اجلزئي مخسة أنواع‪:‬‬

‫األول‪ :‬ما مدلوله معنى يف غريه‪ ،‬وال يتعني ذلك املعنى إال بانضامم الغري‬

‫إليه؛ لكونه غري مستقل‪ ،‬وهو احلرف‪ ،‬نحو‪« :‬يف»‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬ما مدلوله معنى يف نفسه غري حمتاج يف حتصيل معناه إىل غريه‪ ،‬ولكنه‬

‫حمتاج إىل قرينة معينة للمراد منه‪ ،‬والقرينة اخلطاب(((‪ ،‬وهو الضمري‪ ،‬نحو‪ :‬أنا‪،‬‬ ‫وأنت‪ ،‬وهو‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬ما مدلوله كالثاين‪ ،‬والقرينة اإلشارة احلسية‪ ،‬وهو اسم اإلشارة‪،‬‬

‫نحو‪ :‬هذا‪ ،‬وهذان‪ ،‬وهؤالء‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬ما مدلوله كالثالث‪ ،‬والقرينة اإلشارة العقلية بمضمون الصلة‪ ،‬وهو‬

‫اسم املوصول‪ ،‬نحو‪ :‬الذي‪ ،‬واللذان‪ ،‬واألىل‪.‬‬ ‫أمحد‪.‬‬

‫اخلامس‪ :‬ما مدلوله مشخص معني غري حمتاج إىل قرينة‪ ،‬وهو العلم‪ ،‬نحو‪:‬‬

‫((( املراد باخلطاب املخاطبة واملكاملة‪ .‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫فأنواعه مخسة‪:‬‬

‫(‪ )1‬العلم‪.‬‬

‫(‪ )2‬الضمري‪.‬‬

‫(‪ )3‬اسم اإلشارة‪.‬‬ ‫(‪ )4‬املوصول‪.‬‬

‫(‪ )5‬احلرف‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫‪26‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫تطبيق أقسام الوضع السابقة عىل أنواع الكيل‬ ‫* الكالم عىل اسم اجلنس‪:‬‬

‫يطلق اسم اجلنس بإطالقات عديدة‪ ،‬فيطلق مقابال للمصدر واملشتق(((‪،‬‬

‫وهو املراد هنا‪ ،‬وحينئذ ال فرق بينه وبني النكرة يف الوضع‪.‬‬

‫ويعرف بأنه‪ :‬ما دل عىل ذات‪ ،‬واملراد هبا ما ليس حدثا وحده وال مركبا‬

‫منهام‪ ،‬نحو‪ :‬رجل‪ ،‬وأسد‪.‬‬

‫نوع وضعه‪ :‬وضعه من قبيل الوضع الشخيص العام ملوضوع له عام‬

‫التحقيقي أو التأوييل‪.‬‬

‫توجيهه‪ :‬أما كونه شخص ًّيا؛ فلتتبع الواضع مواد األلفاظ ووضعها ملدلوالهتا‬

‫مادة مادة‪ ،‬رضورة اختالف املدلوالت وعدم إمكان مجعها يف وضع واحد نوعي؛‬

‫ألن ذلك ال يكون إال عند احتاد املدلوالت‪.‬‬

‫وأما كونه عا ًّما لعام؛ فلكون املوضوع له كل ًّيا مالحظا من جهة عمومه‪.‬‬

‫وأما كونه حتقيق ًّيا إذا استعمل يف معناه احلقيقي؛ فلعدم احتياجه إىل قرينة‪.‬‬

‫وأما كونه تأويل ًّيا إن استعمل يف غريه فالحتياجه إىل قرينة وحينئذ يكون‬

‫نوع ًّيا‪.‬‬

‫تصويره‪ :‬أن يقول الواضع‪ :‬وضعت لفظ «أسد» للمفهوم الكيل الصادق‬

‫((( ويطلق مقابال لعلم اجلنس والنكرة‪ ،‬ويعرف بأنه‪ :‬ما دل عىل املاهية بقطع النظر عن‬ ‫تعينها الذهني‪ ،‬ويطلق مرادفا للنكرة‪ ،‬ويعرف بأنه‪ :‬ما يقبل «أل» أو يقع موقع ما يقبلها‪،‬‬ ‫وعىل كل إطالق ال خيتلف نوع وضعه‪.‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫‪27‬‬

‫عىل كل حيوان مفرتس‪ ،‬وهو مطلق حيوان مفرتس‪.‬‬

‫* الكالم عىل املصدر واسمه‪:‬‬

‫األلفاظ الدلة عىل األحداث هي املصادر وأسامؤها إال أن داللة املصدر عىل‬

‫احلدث بنفسه‪ ،‬وداللة اسمه عليه بواسطة داللته عىل لفظ املصدر(((‪.‬‬

‫فاملصدر نحو‪« :‬قيام‪ ،‬وقعود»‪ ،‬واسم املصدر نحو‪« :‬وضوء‪ ،‬و ُقبلة» بالنظر‬

‫لتوضأ وق َّبل (بالتشديد)‪.‬‬ ‫َّ‬

‫نوع وضعهام‪ :‬وضع النوعني من قبيل الوضع الشخيص العام ملوضوع له‬

‫عام التحقيقي أو النوعي التأوييل‪.‬‬

‫توجيهه‪ :‬أما كونه شخص ًّيا؛ فألن الواضع عمد إىل كل لفظ من ألفاظ‬

‫املصادر بعينه ووضعه حلدثه الذي يدل عليه‪ ،‬وإىل كل لفظ من ألفاظ أسامئها‬

‫ووضعه السم حدثه‪ ،‬فهناك أوضاع بعدد املصادر وأسامئها؛ ألنه ال يمكنه مجعها‬ ‫يف وضع واحد نوعي؛ رضورة اختالف مدلوالهتا‪.‬‬

‫وأما كونه عا ًّما لعام؛ فألن املوضوع له املدلول الكيل املالحظ من حيث‬

‫عمومه‪.‬‬

‫وأما توجيه كونه حتقيق ًّيا أو نوع ًّيا تأويل ًّيا فكام سبق يف اسم اجلنس‪.‬‬

‫له(((‪.‬‬

‫وخالف بعضهم فجعل الوضع فيهام من قبيل العام للخاص(((‪ ،‬وال وجه‬

‫((( فإن كان جاريا عىل فعله فهو املصدر ومدلوله احلدث‪ ،‬وإال فهو اسم املصدر ومدلوله‬ ‫لفظ املصدر من حيث داللته عىل احلدث‪ .‬‬ ‫ِ‬ ‫((( ألنه جعلها موضوعة جلزئيات احلدث الواقع من الفاعلني‪ .‬‬ ‫((( ألن التعني ال يتعلق به غرض‪ ،‬ويلزم عليه جريان هذا يف كل ما هو موضوع كيل‪ ،‬فينسد‬ ‫باب الوضع العام ملوضوع له عام‪ ،‬مع أن املتقدمني ال يعرفون خالفه‪ .‬‬

‫‪28‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫«ضب» ملطلق إيالم‬ ‫تصويره‪ :‬كأن يقول الواضع للمصدر‪ :‬وضعت لفظ َ ْ‬

‫الصادق عىل كل إيالم‪ ،‬من غري نسبته إىل فاعل وال تعلقه بمفعول‪ ،‬والسم‬

‫املصدر‪ :‬وضعت لفظ « ُق ْبلة» للفظ تقبيل‪ ،‬من حيث داللته عىل مطلق معناه‪.‬‬

‫* الكالم عىل املشتق‪:‬‬

‫املشتق ‪-‬ما عدا الفعل‪ -‬يدل باملطابقة عىل حدث وذات ونسبة بينهام يقصد‬

‫هبا ربط احلدث بالذات(((‪.‬‬

‫نوع وضعه‪ :‬كل مشتق له وضعان‪:‬‬

‫األول‪ :‬وضعه باعتبار مادته‪ ،‬واملراد هبا احلروف غري مراعى فيها احلركات‬

‫والسكنات والرتتيب‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬وضعه باعتبار هيئته‪ ،‬واملراد هبا احلركات والسكنات والرتتيب‪.‬‬ ‫(‪ )1‬وضعه باعتبار املادة‪:‬‬

‫وضعه باعتبار مادته الدال بسببها عىل احلدث برشط أن تكون معروضة‬

‫للهيئة((( من قبيل الوضع النوعي العام ملوضوع له عام‪.‬‬

‫توجيهه‪ :‬أما كونه نوع ًّيا؛ فألن الواضع أخذ املوضوع بقانون كيل شامل‬

‫جلميع املشتقات(((‪ ،‬وأما كونه عا ًّما؛ فلعموم املوضوع له وآلة الوضع‪ ،‬ولعام؛‬ ‫فألن مدلول مبدأ االشتقاق هو احلدث الكيل املأخوذ من حيث عمومه‪.‬‬

‫((( املراد بالذات ما ليس بحدث‪ ،‬فيشمل الزمان واملكان ‪.‬‬ ‫((( إنام اشرتط ذلك دف ًعا ملا يقال‪ :‬إن املادة قد توجد وال داللة هلا عىل احلدث‪ ،‬كام إذا قدمت‬ ‫الراء والباء عىل الضاد يف «رضب» مثال‪ .‬‬ ‫((( فقد اندرج مجلة ألفاظ حتت هذه الكلية‪ ،‬وال حاجة ألن يضع كل مادة من مواد املشتقات‬ ‫عىل حدهتا حيث كانت كلها متحدة يف تلك الداللة‪ ،‬وأما اختالف املدلوالت فقد‬ ‫تكفلت به أوضاع املصادر املختلفة‪ .‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫‪29‬‬

‫تصويره‪ :‬كأن يقول الواضع‪ :‬وضعت كل مشتق ليدل عىل مدلول مبدأ‬

‫االشتقاق‪.‬‬

‫(‪ )2‬وضعه باعتبار اهليئة‪:‬‬

‫وضعه باعتبار هيئته العارضة للامدة هو كام تقدم من قبيل الوضع النوعي‬

‫العام للعام‪ ،‬عىل الصحيح‪.‬‬ ‫توجيهه‪ :‬كام تقدم‪.‬‬

‫ويرى بعض املتأخرين أن املوضوع له باعتبار اهليئة خاص‪ ،‬وهو كل‬

‫جزئي من جزئيات مطلق ذات قام هبا احلدث عىل حالة خاصة مثال(((‪ ،‬والراجح‬ ‫األول(((‪.‬‬

‫تصويره‪ :‬كأن يقول الواضع يف اسم الفاعل‪ :‬وضعت كل ما كان عىل زنة‬

‫« َف ِ‬ ‫اعل» للداللة عىل ذات وحدث منتسب إليها قائم هبا أو صادر عنها‪.‬‬

‫ويف اسم املفعول‪ :‬وضعت كل ما كان عىل زنة « َم ْف ُعول» للداللة عىل ذات‬

‫وحدث واقع عليها‪.‬‬

‫ويف اسم التفضيل‪ :‬وضعت كل ما كان عىل زنة « َأ ْف َعل» للداللة عىل حدث‬

‫وذات شاركت غريها فيه وزادت عليه‪.‬‬ ‫وهكذا إىل آخر املشتقات‪.‬‬

‫((( فضارب وشارب وقائم ونحوها هي املوضوع له عىل هذا الرأي‪ ،‬وماصدقات املوضوع‬ ‫له عىل األول‪ .‬‬ ‫((( ألن تعني اجلزئيات يف املشتق مل يتعلق غرض الواضع به؛ ألهنا ستتعني حال‬ ‫االستعامل‪ .‬‬

‫‪30‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫* الكالم عىل الفعل‪:‬‬

‫الفعل يدل عىل احلدث والزمان والنسبة‪ ،‬كام دل املشتق ‪-‬ما عداه‪ -‬عىل‬

‫احلدث والذات والنسبة‪ ،‬فاشرتكا يف الداللة عىل احلدث والنسبة‪ ،‬واختص‬

‫الفعل بالداللة عىل الزمان وضعا واملشتق بالداللة عىل الذات كذلك(((‪ ،‬فصح‬ ‫احلكم عىل املشتق وبه دون الفعل(((‪.‬‬

‫نوع وضعه‪ :‬للفعل كاملشتق وضعان‪ :‬وضع باعتبار مادته‪ ،‬ووضع باعتبار‬

‫هيئته‪.‬‬

‫(‪ )1‬وضعه باعتبار مادته‪:‬‬

‫وضعه باعتبار مادته الدال بواسطتها عىل احلدث من قبيل الوضع النوعي‬

‫العام للعام‪.‬‬

‫تصويره‪ :‬كأن يقول الواضع‪ :‬وضعت كل فعل ليدل بامدته عىل مدلول مبدأ‬

‫اشتقاقه‪ ،‬فيشمل داللة‪« :‬كتب ويكتب واكتب»‪ ،‬عىل الكتابة وهكذا‪.‬‬ ‫وتوجيه الوضع يعلم مما سبق‪.‬‬ ‫(‪ )2‬وضعه باعتبار هيئته‪:‬‬

‫وضعه باعتبار هيئته الدال بسببها عىل الزمان والنسبة كوضعه باعتبار مادته‬

‫عىل التحقيق‪ ،‬وخالف املتأخرون فقالوا‪ :‬إنه من قبيل النوعي العام للخاص‪،‬‬ ‫((( هناك فرق بني النسبتني فيهام‪ ،‬ففي املشتق يقصد هبا ربط احلدث بالذات اللذين مها‬ ‫مدلواله‪ ،‬ويف الفعل قصد هبا ربط حدثه بذات الفاعل املدلولة له بااللتزام ال بالوضع‪،‬‬ ‫ولذلك جعل قسام مستقال‪ ،‬فالواضع الحظ يف املشتق َّأو ًل الذات ونسب إليها احلدث‪،‬‬ ‫ويف الفعل َّأو ًل احلدث ونسبه إىل الفاعل‪ .‬‬ ‫((( فاملشتق صح احلكم عليه نظرا إىل الذات وبه نظرا إىل احلدث‪ ،‬والفعل صح احلكم به‬ ‫نظرا إىل احلدث‪ ،‬ومل يصح احلكم عليه نظرا إىل أن الذات مل يدل عليها بالوضع كاملشتق‪،‬‬ ‫بل بااللتزام‪ .‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫‪31‬‬

‫واملوضوع له اخلاص هو جزئيات احلدث يف زمنه اخلاص ماضيا كان أو حاال أو‬ ‫مستقبال(((‪.‬‬

‫تصويره‪ :‬كأن يقول الواضع عىل األول‪ :‬وضعت كل ما كان عىل وزن‬

‫«فعل» ‪-‬بفتح الفاء‪ ،‬وحتريك العني‪ -‬للداللة عىل مطلق الزمن املايض‪ ،‬ومطلق‬

‫ٍ‬ ‫فاعل ما‪.‬‬ ‫نسبة حدثه إىل‬

‫وكل ما كان عىل وزن يفعل ‪-‬بفتح األول‪ ،‬وسكون الثاين‪ ،‬وحتريك الثالث‪-‬‬

‫للداللة عىل مطلق زمن حايل أو استقبايل‪ ،‬ومطلق نسبة حدثه إىل فاعل ما‪.‬‬

‫وكل ما دل عىل الطلب بصيغته للداللة عىل حدث يف املستقبل‪...‬إلخ‪.‬‬

‫وعىل الثاين يقول‪ :‬وضعت صيغة «فعل» جلزئيات األحداث املعينة يف‬

‫أزماهنا املاضية‪ ،‬ال ملطلق احلدث‪ ،‬وكذلك صيغة املضارع واألمر‪.‬‬ ‫توجيهه‪ :‬كام سبق يف املشتق(((‪.‬‬

‫((( سبق أن الواضع ال يعنيه تعني اجلزئيات حني الوضع؛ لتعينها عند االستعامل ‪.‬‬ ‫((( هذا عىل مذهب املتقدمني‪ ،‬وأما عند املتأخرين فيقال‪ :‬خلاص؛ ألن املوضوع له جزئيات‬ ‫املطلق‪ .‬‬

‫‪32‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫نتائج ملا تقدم‬ ‫علم مما تقدم ما يأيت‪:‬‬

‫أوال‪ :‬ما مدلوله كيل وضعه بالنظر ملعناه من قبيل العام للعام عىل التحقيق‪،‬‬

‫وبالنظر للفظه من قبيل‪:‬‬

‫(‪ )1‬الشخيص‪ ،‬إن كان اسم جنس أو مصدر أو اسم مصدر‪.‬‬ ‫(‪ )2‬والنوعي‪ ،‬إن كان مشتقا أو فعال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ال خالف يف اسم اجلنس واملصدر‪ ،‬وإنام اخلالف يف املشتق والفعل‬

‫بالنظر للموضوع له فقط‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬صح احلكم باملشتق وعليه؛ نظرا ألن احلدث والذات مدلوالن له‬

‫وضعا‪ ،‬ومل يصح احلكم عىل الفعل؛ نظرا ألن الذات مدلولة له التزاما‪ ،‬ال وضعا‪.‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫‪33‬‬

‫تطبيق أنواع الوضع السابقة عىل أقسام اجلزئي‬ ‫* الكالم عىل األعالم‪ ،‬شخصية وجنسية‪:‬‬

‫ال خالف يف أن وضع األعالم الشخصية من قبيل الوضع الشخيص اخلاص‬

‫للخاص‪ ،‬وقد سبق توجيهه وتصويره يف الكالم عىل اخلاص للخاص‪.‬‬

‫وأما األعالم اجلنسية ‪-‬كأسامة للحيوان املفرتس‪ -‬فالصحيح أن وضعها‬

‫لذلك نظر لتعني املاهية ومتيزها عن غريها من املهايا(((‪.‬‬

‫تصوير الوضع فيها‪ :‬كأن يقول الواضع‪ :‬وضعت لفظ «أسامة» ملاهية‬

‫احليوان املفرتس املتعينة يف الذهن بقطع النظر عن أفرادها‪.‬‬

‫خاصا‬ ‫توجيهه‪ :‬أما كونه شخص ًّيا؛ فلتشخص اللفظ املوضوع‪ ،‬وأما كونه ًّ‬

‫خلاص؛ فلتعني املاهية يف ذهن الواضع واستحضارها من حيث خصوصها‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬وضعها من قبيل العام للعام‪ ،‬كاسم اجلنس‪.‬‬

‫* الكالم عىل الضمري‪:‬‬

‫نوع وضعه‪ :‬عىل رأي املتقدمني‪ :‬من قبيل الوضع الشخيص العام للعام‪،‬‬

‫وعىل رأي املتأخرين‪ :‬ملوضوع له خاص‪.‬‬

‫((( وجه صحة هذا‪ ،‬أن هناك فرقا يف االستعامل بني علم اجلنس واسمه بام يأيت‪ -1 :‬االبتداء‬ ‫به بال مسوغ ‪ -2‬جميء احلال منه كذلك ‪ -3‬عدم صحة إضافته وقرنه بأل ‪ -4‬منعه‬ ‫من الرصف لعلة أخرى غري العلمية‪ ،‬وهذا يرشد إىل فرق بينهام يف جهة من اجلهات‪،‬‬ ‫ومعلوم أن معنامها واحد‪ ،‬إذن فالفرق بينهام يف الوضع‪ ،‬وأن اسم اجلنس نظر فيه إىل‬ ‫عموم املاهية وصدقها عىل كثريين‪ ،‬وعلم اجلنس إىل جهة تعينها ووحدهتا يف ذاهتا‪ .‬‬

‫‪34‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫توجيهه‪ :‬أما كونه شخص ًّيا؛ فألن املوضوع لفظ خاص‪ ،‬وأما كونه عا ًّما‬

‫فلعموم املوضوع له‪ ،‬وآلة الوضع عند املتقدمني وعموم آلته فقط عند املتأخرين‪.‬‬ ‫ولعام عند املتقدمني؛ فألن املوضوع له عام‪ ،‬وخلاص عند املتأخرين؛ فألن‬

‫املوضوع له اجلزئيات‪.‬‬

‫تصويره‪ :‬عىل رأي املتقدمني يقول الواضع‪ :‬وضعت لفظ «أنا» ملطلق مفرد‬

‫متكلم‪ ،‬ولفظ «أنت» ملطلق مفرد خماطب‪ ،‬ولفظ «هو» ملطلق مفرد غائب‪ ،‬وهكذا‬

‫بقية الضامئر‪.‬‬

‫وعىل رأي املتأخرين يقول‪ :‬وضعت لفظ «أنا» لكل جزئي من جزئيات‬

‫مطلق مفرد متكلم‪ ،‬وهكذا بقية الضامئر‪.‬‬

‫* الكالم عىل اسم اإلشارة‪:‬‬

‫نوع وضعه‪ :‬كالضمري شخيص عام لعام عند املتقدمني‪ ،‬وخلاص عند‬

‫املتأخرين‪.‬‬

‫توجيهه‪ :‬كام سبق يف الضمري‪.‬‬

‫تصويره‪ :‬عىل رأي املتقدمني يقول الواضع‪ :‬وضعت لفظ «هذا» ملطلق مفرد‬

‫مذكر مشار إليه حمسوس‪ ،‬ولفظ «هذه» ملطلق مفردة مؤنثة مشار إليها حمسوسة‪،‬‬ ‫وهكذا‪.‬‬

‫وعند املتأخرين يقول‪ :‬وضعت لفظ «هذا» لكل جزئي من جزئيات مطلق‬

‫مفرد مذكر مشار إليه حمسوس‪ ،‬وهكذا بقية أسامء اإلشارة‪.‬‬

‫* الكالم عىل اسم املوصول‪:‬‬

‫نوع وضعه وتوجيهه‪ :‬كام سبق يف الضمري‪.‬‬

‫‪35‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫تصويره‪ :‬عىل رأي املتقدمني يقول الواضع‪ :‬وضعت لفظ «الذي» ملطلق‬

‫مفرد مذكر معهود بمضمون الصلة ولفظ «التي» ملطلق مفردة مؤنثة كذلك‪،‬‬

‫وهكذا‪.‬‬

‫وعند املتأخرين يقول‪ :‬وضعت لفظ «الذي» لكل جزئي من جزئيات مطلق‬

‫مفرد مذكر معهود بمضمون الصلة‪ ،‬وهكذا بقية أسامء املوصول‪.‬‬

‫* الكالم عىل احلرف‪:‬‬

‫نوع وضعه وتوجيهه‪ :‬كالضمري‪.‬‬

‫تصويره‪ :‬يقول الواضع‪ :‬وضعت لفظ ِ‬ ‫«م ْن» مثال ملطلق ابتداء عىل رأي‬

‫املتقدمني‪ ،‬ولكل جزئي من جزئيات مطلق ابتداء عىل رأي املتأخرين‪.‬‬

‫وقصارى القول أن املتقدمني جيعلون املطلق يف األنواع األربعة هو املوضوع‬

‫له‪ ،‬وجيعله املتأخرون آلة الوضع‪ ،‬وأما املوضوع له فهو جزئيات ذلك املطلق‪،‬‬

‫وقد سبق الكالم عىل ما ترجح به مذهب املتأخرين‪.‬‬

‫تنبيـه‬

‫الضمري وما معه يشرتك يف أن معانيها جزئية‪ ،‬وختتلف يف أن احلرف معناه‬

‫غري مستقل باملفهومية‪ ،‬وضمري الغيبة موضوع للمحسوس واملعقول ومدلوله‬

‫جزئي‪ ،‬ولو كان مرجعه كل ًّيا نحو‪« :‬اإلنسان له فضل عىل غريه»‪ ،‬بخالف اسم‬

‫اإلشارة فهو موضوع للمحسوس فقط‪ ،‬واستعامله يف املعقول جماز‪.‬‬

‫* الكالم عىل املحىل بـ«أل»‪:‬‬

‫نوع وضعه‪ :‬مدخول «أل» سواء كانت للعهد أو لالستغراق أو للحقيقة‬

‫وضعه معها من قبيل النوعي العام للخاص عىل رأي املتأخرين‪ ،‬والنوعي العام‬

‫للعام عند املتقدمني‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫توجيهه‪ :‬أما كونه نوع ًّيا؛ فألن املوضوع هيئة ال لفظ خمصوص‪ ،‬وهذه اهليئة‬

‫هي قول الواضع‪ :‬وضعت كل مدخول لـ«أل»‪ ،‬وأما كونه عا ًّما؛ فلعموم آلة‬ ‫الوضع‪ ،‬وأما كونه خلاص؛ فألن املوضوع له كل جزئي من جزئيات املطلق اآليت‪.‬‬ ‫تصويره‪ :‬أن يقول الواضع عىل رأي املتأخرين‪ :‬وضعت كل مدخول لـ «أل»‬

‫ليدل عىل كل جزئي من جزئيات مطلق معهود بني املتكلم واملخاطب‪ ،‬وذلك‬ ‫مدخول «أل» التي للعهد‪ ،‬نحو‪ :‬ﭽﯝ ﯞ ﯟﭼ‪ ،‬أو مطلق مستغرق‬

‫جلميع أفراده‪ ،‬وذلك مدخول «أل» التي لالستغراق‪ ،‬نحو ﭽﭓ ﭔ ﭕ‬

‫ﭖﭼ‪ ،‬أو مطلق حقيقة مل يقصد وجودها يف ضمن األفراد‪ ،‬نحو‪« :‬الرجل خري‬ ‫من املرأة»‪.‬‬

‫وأما عند املتقدمني فيقول‪ :‬وضعت كل مدخول لـ«أل» ملطلق معهود أو‬

‫مستغرق أو حقيقة عىل ما سبق‪.‬‬

‫* الكالم عىل املنادى‪:‬‬

‫نوع وضعه‪ :‬كل منادى وضعه من قبيل الوضع النوعي العام للخاص‪.‬‬ ‫توجيهه‪ :‬كام سبق يف املحىل بـ«أل»‪.‬‬

‫تصويره‪ :‬أن يقول الواضع‪ :‬وضعت كل منادى ليدل عىل كل جزئي من‬

‫جزئيات مطلق املطلوب إقباله‪ ،‬نحو‪ :‬ﭽﭧ ﭨﭼ ﭽﭡ ﭢﭼ‪.‬‬

‫* الكالم عىل املثنى‪:‬‬

‫نوع وضعه وتوجيهه‪ :‬كام سبق يف املحىل بأل‪.‬‬

‫تصويره‪ :‬أن يقول الواضع‪ :‬وضعت كل اسم آخره ألف ونون مزيدتان أو‬

‫ياء ونون كذلك ليدل عىل اثنني من جزئيات مدلوله الكيل الذي هو مطلق مثنى‪،‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫‪37‬‬

‫نحو‪« :‬رجالن» يف قوله تعاىل‪ :‬ﭽﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﭼ‪.‬‬

‫* الكالم عىل املجموع‪:‬‬

‫نوع وضعه وتوجيهه‪ :‬كام سبق يف املحىل بأل‪.‬‬

‫تصويره‪ :‬أن يقول الواضع‪ :‬وضعت كل اسم آخره واو ونون أو ياء ونون‬

‫وذلك يف مجع املذكر السامل‪ ،‬نحو‪« :‬كاتبون ومسلمني»‪ ،‬أو آخره ألف وتاء مزيدتان‬ ‫وذلك يف مجع املؤنث السامل‪ ،‬نحو‪« :‬مسلامت»‪ ،‬أو تغري مفرده إىل وزن من أوزان‬

‫مجوع التكسري‪ ،‬نحو‪« :‬علامء» للداللة عىل كل جزئي من جزئيات مفهومه الكيل‪،‬‬ ‫وهو مطلق مجع‪.‬‬

‫* الكالم عىل املصغر‪:‬‬

‫نوع وضعه‪ :‬من قبيل النوعي العام للخاص‪.‬‬

‫وزعم بعضهم أنه من قبيل العام للعام‪ ،‬ويؤيد هذا إحلاقه باملشتق‪ ،‬ولذا‬

‫كانت االستعارة فيه تبعية وصح النعت به‪.‬‬

‫توجيهه‪ :‬كام سبق يف املحىل بـ«أل»عىل املشهور‪ ،‬وكام سبق يف املشتق عىل‬

‫الثاين‪.‬‬

‫كر َج ْيل‪،‬‬ ‫تصويره‪ :‬أن يقول الواضع‪ :‬وضعت كل ما كان عىل وزن‪ُ « :‬ف َع ْيل» ُ‬ ‫أو « ُف َع ْي ِعل» كدُ َر ْيِم‪ ،‬أو « ُف َع ْي ِعيل» كدُ َن ْينِري‪ ،‬للداللة عىل كل جزئي من جزئيات‬ ‫مطلق ا ُملح َّقر‪ ،‬وعىل الثاين‪ :‬للمفهوم الكيل‪ ،‬وهو مطلق حمقر‪.‬‬

‫* الكالم عىل املنسوب‪:‬‬

‫نوع وضعه وتوجيهه‪ :‬كام سبق يف املصغر‬

‫تصويره‪ :‬أن يقول الواضع‪ :‬وضعت كل ما كان آخره ياء مشددة زائدة ليدل‬

‫‪38‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫عىل كل جزئي من جزئيات مطلق املنسوب إىل املجرد منها‪ ،‬نحو‪ :‬مكي وبرصي‪.‬‬

‫* الكالم عىل املركبات اخلربية‪:‬‬

‫نوع وضعها‪ :‬املركبات اخلربية اسمية كانت نحو‪« :‬العلم نافع» أو فعليه‬

‫الفرج» وضعها من قبيل النوعي العام للعام عىل الصحيح‪ ،‬وقيل‬ ‫نحو‪« :‬اقرتب َ‬

‫من النوعي العام للخاص(((‪.‬‬

‫توجيهه‪ :‬أما كونه نوع ًّيا؛ فألن املوضوع هيئة تركيبية يندرج حتتها ألفاظ‬

‫كثرية‪ ،‬وأما كونه عا ًّما؛ فلعموم املوضوع له وآلة الوضع‪ ،‬وأما كونه لعام؛ فلعموم‬ ‫املوضوع له‪ ،‬وأما كونه خلاص عىل الرأي الثاين؛ فألن املوضوع له جزئيات املفهوم‬

‫الكيل‪.‬‬

‫تصويره‪ :‬أن يقول الواضع‪ :‬وضعت كل مسند ومسند إليه ليدل عىل ثبوت‬

‫املسند للمسند إليه أو نفيه عنه‪ ،‬وهذا كاف يف وضع املركبات‪ ،‬وال داعي إىل تعدد‬

‫الوضع فيها باعتبار االسمية والفعلية بأن يقول‪ :‬وضعت كل فعل وفاعل‪ ...‬إلخ‬ ‫وكل مبتدأ وخرب‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫وعىل الرأي املقابل للصحيح يقول الواضع‪ :‬وضعت كل مسند ومسند إليه‬

‫ليدل عىل كل جزئي من جزئيات مطلق الثبوت واالنتفاء‪.‬‬

‫* الكالم عىل املركبات اإلضافية‪:‬‬

‫نوع وضعها‪ :‬من قبيل النوعي العام للعام إن كانت اإلضافة إىل نكرة‪ ،‬نحو‪:‬‬

‫«هدية صديق»‪.‬‬ ‫اهلل»‪.‬‬

‫ومن قبيل النوعي العام للخاص إن كانت اإلضافة إىل معرفة‪ ،‬نحو‪« :‬كتاب‬

‫((( الصحيح األول؛ لعدم تعلق غرض الواضع بتعني جزئيات املركبات‪ .‬‬

‫‪39‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫وقيل‪ :‬هي مطلقا كاملركبات اخلربية من قبيل النوعي العام للعام‪.‬‬ ‫توجيهه‪ :‬يعلم مما سبق يف املركبات اخلربية‪.‬‬

‫تصويره‪ :‬أن يقول الواضع يف املضاف إىل نكرة‪ :‬وضعت كل مضاف‬

‫ومضاف إليه ليدل عىل تقييد األول بالثاين‪ ،‬ويف املضاف إىل معرفة‪ :‬وضعت كل‬

‫مضاف ومضاف إليه ليدل عىل كل جزئي من جزئيات مطلق تقييد األول بالثاين‪.‬‬

‫تنبيه‬

‫ال خيفى عىل من له إملام بالقواعد املتقدمة أن ما سبق هو يف وضع األلفاظ‬

‫بعد الرتكيب‪ ،‬وأما مفردات املركب فال خالف يف وضعها‪ ،‬مثال املركب اإلضايف‬

‫نحو‪« :‬غالم حممد» قبل الرتكيب كلمتان‪ ،‬ومها‪« :‬غالم» و«حممد»‪ ،‬ووضع كل‬ ‫منهام معلوم‪ ،‬وكذلك املنادى واملحىل بأل واملركب اإلسنادي‪ ،‬فتيقظ وال تكن‬

‫من الغافلني‪.‬‬

‫* الكالم عىل املجازات والكنايات‪:‬‬

‫نوع الوضع فيهام‪ :‬من قبيل النوعي العام للعام التأوييل‪.‬‬

‫توجيهه‪ :‬أما كونه نوع ًّيا؛ فألن املوضوع هيئة إفرادية‪ ،‬وليس لفظا خمصوصا‪،‬‬

‫وأما كونه عاما؛ فلعموم آلة الوضع واملوضوع له‪ ،‬ولعام؛ فلعموم املوضوع له‪،‬‬ ‫وأما كونه تأويل ًّيا؛ فلداللته عىل املعنى بواسطة قرينة مانعة يف املجاز وغري مانعة‬

‫يف الكناية‪.‬‬

‫تصويره‪ :‬ال داعي إىل تعدد الوضع بتعدد العالقات يف املجازات‪ ،‬بل يكفي‬

‫وضع واحد بأن يقول الواضع‪ :‬وضعت كل لفظ ليدل عىل املعنى الذي يكون‬ ‫بينه وبني معناه األصيل عالقة وقرينة مانعة‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫وقيل‪ :‬يتعدد بتعدد العالقات بأن يقول الواضع‪ :‬وضعت كل سبب ليدل‬

‫عىل مسببه وكل مسبب ليدل عىل سببه‪ ،‬وكل حمل ليدل عىل ّ‬ ‫احلال فيه‪ ،‬وعكسه‪،‬‬ ‫وكل مشبه أو مشبه به ليدل عىل املشبه به أو املشبه مع العالقة والقرينة‪ ،‬والصحيح‬

‫األول‪.‬‬

‫ويف الكناية يقول‪ :‬وضعت كل لفظ ليدل عىل املعنى الذي يكون بينه وبني‬

‫معناه األصيل عالقة وقرينة غري مانعة‪.‬‬

‫‪41‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫أسئلة عىل ما تقدم‬ ‫(‪ )1‬تكلم عىل وضع األنواع اآلتية مع التعليل والتمثيل‪:‬‬

‫اسم اجلنس‪ -‬املصدر واسمه‪ -‬املشتق‪ -‬الفعل‪.‬‬

‫(‪ )2‬هل املشتقات واملصادر بالنظر للفظ املوضوع متحدة أو خمتلفة؟ وملاذا؟‬ ‫(‪ )3‬مل جعلوا ًّ‬ ‫كل من املشتق والفعل قسام برأسه مع أن الفعل مشتق؟‬ ‫(‪ )4‬ما نوع الوضع فيام يأيت؟ مع التمثيل‪:‬‬

‫األعالم‪ -‬الضامئر‪ -‬احلروف‪ -‬املصغر‪ -‬املحىل بأل‪ -‬املركب اإلضايف‪-‬‬

‫املجاز‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫تطبيق‬ ‫(‪ )1‬من أي نوع من أنواع الوضع السابقة ما حتته خط فيام يأيت‪:‬‬ ‫‪ -‬ﭽﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﭼ‪.‬‬

‫‪« -‬من قبلة الرجل امرأته الوضوء»‪.‬‬

‫ ﭽﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﭼ‪.‬‬‫‪ -‬ﭽﯴ ﯵ ﯶ ﯷﭼ‪.‬‬

‫صور وضع ما يأيت‪:‬‬ ‫(‪ِّ )2‬‬

‫املنادى‪ -‬املوصول‪ -‬املجموع‪ -‬املجاز‪ -‬املركب اإلضايف‪ -‬علم اجلنس‪.‬‬

‫(‪ )3‬م ِّثل ملا يأيت مع التوجيه‪:‬‬

‫وضع عريف عام‪ -‬مشرتك لفظي‪ -‬مشرتك معنوي‪ -‬وضع لغوي‪.‬‬

‫‪43‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫خـاتـمـة‬ ‫* الكالم عىل أسامء العلوم‪:‬‬

‫نوع وضعها‪ :‬وقع خالف يف أسامء العلوم نحو‪« :‬فقه‪ ،‬نحو‪ ،‬بالغة» فقيل‪:‬‬

‫إهنا من قبيل الوضع الشخيص العام للعام؛ ألهنا من قبيل أسامء األجناس‪ ،‬وقيل‪:‬‬

‫من قبيل اخلاص للخاص؛ ألهنا من قبيل أعالم األجناس(((‪.‬‬

‫والصحيح أهنا من قبيل أعالم األشخاص فوضعها شخيص خاص خلاص‪.‬‬ ‫توجيهه‪ :‬كام سبق يف أسامء األجناس وأعالمها وأعالم األشخاص‪ ،‬حسب‬

‫املذاهب فيها‪.‬‬

‫تصويره‪ :‬أن يقول الواضع‪ :‬وضعت لفظ «الفقه» أو «النحو» مثال للمسائل‬

‫املعينة املضبوطة بوحدة موضوعها وتعني غايتها‪.‬‬

‫* الكالم عىل أسامء الكتب‪:‬‬

‫نوع وضعها‪ :‬من قبيل الشخيص اخلاص للخاص؛ ألهنا أعالم أشخاص‬

‫فـ«مجع اجلوامع» و«األم» و«البخاري» مثال مدلوهلا العبارات واأللفاظ‬ ‫((( وذلك لشبه أقواها شبهتان‪« :‬األوىل» أن مسميات العلوم غري موجودة يف اخلارج عند‬ ‫الوضع؛ ألهنا ال تزال تتزايد فكيف تكون أعالما شخصية مع كون مسامها غري موجود‬ ‫وال معلوم للواضع عند الوضع؟!‪ ،‬وجواب هذه أن العلم اإلمجايل كاف كام يف وضع‬ ‫الع َلم ملن سيولد‪ ،‬وهنا تعني املوضوع له عند الواضع؛ لوحدة املوضوع ووحدة الغاية‪،‬‬ ‫«الثانية» أن العلم يكون مدركا ألشخاص كثرية يف وقت واحد‪ ،‬وبالرضورة ما أدركه‬ ‫إبراهيم غري ما أدركه حممد فال بد أن تكون أسامء العلوم من قبيل أسامء األجناس أو‬ ‫أعالم األجناس ال أعالم األشخاص‪ ،‬وجواهبا أيضا‪ :‬أن الواضع مل يلحظ جهة وحدة‬ ‫املوضوع ووحدة الغاية‪ .‬‬

‫‪44‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫املخصوصة املعينة بذواهتا عند واضعها‪.‬‬

‫وقيل‪ :‬من قبيل الشخيص العام للخاص(((‪.‬‬ ‫توجيهه‪ :‬يعلم مما سبق‬

‫تصويره‪ :‬أن يقول الواضع‪ :‬وضعت لفظ «مجع اجلوامع» مثال للعبارات‬

‫واأللفاظ املخصوصة املعينة بذواهتا عند واضعها‪.‬‬

‫وعىل الثاين يقول‪ :‬وضعت «مجع اجلوامع» جلزئيات األلفاظ التي ينطق هبا‬

‫املؤلف وغريه بواسطة استحضارها بقانون كيل‪ ،‬وهو مطلق لفظ منطوق به يف‬

‫مسائل الكتاب‪.‬‬

‫* الكالم عىل أسامء الرتاجم‪:‬‬

‫نوع وضعها‪ :‬أسامء الرتاجم كـ«مسألة‪ ،‬وفائدة‪ ،‬وباب‪ ،‬وفصل» من قبيل‬

‫الشخيص العام للعام؛ ألهنا من قبيل أسامء األجناس‪ ،‬بدليل معاملتها يف اللفظ‬ ‫معاملة النكرات؛ لـ‪:‬‬

‫(‪ )1‬وقوعها موصوفة بنكرة نحو‪ :‬مسألة أخرى‪.‬‬ ‫(‪ )2‬وتعريفها بأل نحو‪ :‬الفصل‪ ،‬والباب‪.‬‬ ‫(‪ )3‬وتضاف لغريها نحو‪ :‬كتاب الصالة‪.‬‬

‫وال يقدح يف ذلك كوهنا أسامء أللفاظ خمصوصة؛ ألن التخصص جاء من‬

‫طريق االستعامل‪ ،‬ال الوضع‪.‬‬

‫توجيهه‪ :‬كام سبق يف أسامء األجناس‬

‫((( الصحيح أهنا من قبيل أعالم األشخاص؛ ألن التعدد باعتبار املتكلم واملحال تدقيق‬ ‫فلسفي ال ينظر إليه أرباب االصطالح‪ .‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫‪45‬‬

‫تصويره‪ :‬أن يقول الواضع‪ :‬وضعت لفظ «باب» ملطلق ألفاظ دالة عىل‬

‫معان‪ ،‬وقد سبق أن التعيني إنام جاء من االستعامل‪.‬‬

‫* املوضوع له يف املعارف والنكرات‪:‬‬

‫املعارف منها ما وضع للخارجي قطعا كعلم الشخص واسم اإلشارة‪،‬‬

‫ومنها ما وضع للذهني قطعا كعلم اجلنس‪ ،‬واملعرف بالم احلقيقة التي يراد‬ ‫بمدخوهلا اجلنس من حيث هو‪.‬‬

‫وأما النكرة التي ال وجود هلا يف اخلارج ‪-‬كعنقاء وغول‪ -‬فهي موضوعة‬

‫للذهني‪.‬‬

‫فإن كانت أفرادها يف اخلارج ففيها خالف‪:‬‬

‫(‪ )1‬فقيل للذهني‪.‬‬

‫(‪ )2‬وقيل للخارجي‪.‬‬ ‫(‪ )3‬وقيل لألعم‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫[جدول أنواع الكالم مع بيان نوع الوضع هلا]‬ ‫وهاك جدوال لألنواع مبينا فيه نوع الوضع هلا‪:‬‬ ‫املوضوع‬ ‫له‬

‫مثاله‬

‫جزئي‬

‫حممد‪ ،‬بغداد‬

‫علم اجلنس‬

‫شخيص خاص خلاص‬ ‫حتقيقي‬

‫جزئي‬

‫أسامة‬

‫علم اجلنس‬

‫شخيص عام لعام حتقيقي‬

‫كيل‬

‫أسامة‬

‫اسم اجلنس‬

‫شخيص عام لعام حتقيقي‬

‫كيل‬

‫أسد‬

‫املصدر‬

‫شخيص عام لعام حتقيقي‬

‫النوع‬ ‫علم‬ ‫الشخص‬

‫النكرة‬

‫نوع وضعه‬ ‫لفظه‪ ،‬معناه‪ ،‬داللته‬

‫شخيص خاص خلاص‬ ‫حتقيقي‬

‫شخيص عام لعام حتقيقي‬

‫اسم املصدر‬

‫شخيص عام لعام حتقيقي‬

‫الفعل‬

‫املشتق‬

‫نظرا للصدق عىل‬ ‫كثريين‬

‫نجاح‬

‫كيل‬

‫نوعي عام لعام حتقيقي‬

‫كيل‬

‫ناجح‬ ‫فاز‬

‫باعتبار مادته وهيئته‬

‫الفعل‬

‫نوعي عام خلاص حتقيقي‬

‫جزئي‬

‫فاز‬

‫الضمري‬

‫شخيص عام خلاص‬ ‫حتقيقي‬

‫باعتبار هيئته وقيل‬ ‫عام لعام‬

‫جزئي‬

‫أنا‪ ،‬أنت‪ ،‬هو‬

‫عىل رأي املتأخرين‬

‫جزئي‬

‫هذا‪ ،‬هؤالء‬

‫عىل رأي املتأخرين‬

‫جزئي‬

‫الذي‪ ،‬األىل‬

‫عىل رأي املتأخرين‬

‫جزئي‬

‫ِمن‪ ،‬عن‬

‫عىل رأي املتأخرين‬

‫اسم‬ ‫االشارة‬ ‫املوصول‬ ‫احلرف‬

‫نوعي عام لعام حتقيقي‬

‫نظرا للوحدة‬ ‫الذهنية‬

‫امرأة‬

‫عطاء‬

‫شخيص عام خلاص‬ ‫حتقيقي‬ ‫شخيص عام خلاص‬ ‫حتقيقي‬

‫شخيص عام خلاص‬ ‫حتقيقي‬

‫كيل‬

‫مالحظات‬

‫باعتبار مادته‬

‫‪47‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫النوع‬

‫نوع وضعه‬ ‫لفظه‪ ،‬معناه‪ ،‬داللته‬

‫املثنى‬

‫نوعي عام خلاص حتقيقي‬

‫املوضوع‬ ‫له‬ ‫جزئي‬

‫مثاله‬ ‫رجالن‬

‫املجموع‬

‫نوعي عام خلاص حتقيقي‬

‫جزئي‬

‫ناجحون‬

‫املنسوب‬

‫نوعي عام خلاص حتقيقي‬

‫جزئي‬

‫مكي‬

‫يا رسول اهلل‬

‫املصغر‬

‫نوعي عام خلاص حتقيقي‬

‫جزئي‬

‫املحىل بأل‬

‫نوعي عام خلاص حتقيقي‬

‫املركب‬ ‫اخلربي‬

‫نوعي عام خلاص حتقيقي‬

‫جزئي‬

‫نوعي عام لعام حتقيقي‬

‫كيل‬

‫ﭽﮣ ﮤ ﮥﭼ‬

‫نوعي عام لعام حتقيقي‬

‫كيل‬

‫هدية صديق‬

‫نوعي عام خلاص حتقيقي‬

‫جزئي‬

‫فضل اهلل‬

‫نوعي عام لعام تأوييل‬

‫كيل‬

‫رعينا الغيث‬

‫املنادى‬

‫املضاف‬ ‫لنكرة‬ ‫املضاف‬ ‫ملعرفة‬ ‫املجاز‬

‫الكناية‬

‫نوعي عام لعام تأوييل‬

‫أسامء‬ ‫الكتب‬

‫شخيص خاص خلاص‬ ‫حتقيقي‬

‫الرتاجم‬

‫شخيص عام لعام‬

‫أسامء‬ ‫العلوم‬

‫شخيص خاص خلاص‬ ‫حتقيقي‬

‫جزئي‬

‫عمري‬

‫الفضل‬

‫كيل‬

‫طويل النجاد‬

‫جزئي‬

‫الكشاف‬

‫جزئي‬

‫فقه‪ ،‬نحو‬

‫كيل‬

‫فصل‪ ،‬باب‬

‫مالحظات‬

‫‪48‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫أسئلة امتحانات‬ ‫ ‬ ‫* الدور األول‬

‫قواعد‬

‫سنة (‪1367‬هـ)‬

‫(‪ )1‬ما الوضع العام ملوضوع له خاص‪ ،‬وما مثاله يف كل من الوضعني‬

‫الشخيص والنوعي مع بيان الفرق بني هذين الوضعني؟ وما الذي دعا املتأخرين‬ ‫إىل القول بوضع العام للخاص‪ ،‬اذكر أهم حججهم وما يرد به عليهم من جانب‬

‫املتقدمني؟‬

‫(‪ )2‬إذا كان املشرتك اللفظي كـ«عني» صاحلا لالستعامل يف جزئيات متعددة‬

‫كالذهب والبارصة واجلاسوس‪ ،‬والعام للخاص كذلك يصلح لالستعامل يف‬ ‫جزئيات كثرية نحو‪ :‬هذا زيد والباب والغالم فأي فارق حينئذ بني الوضعني؟‬

‫(‪ )3‬إذا أرشت إىل ذات معينة بقولك‪« :‬هذا حممد» فالذات املدلول عليها‬

‫باسم اإلشارة وحممد العلم واحدة‪ ،‬فام السبب حينئذ يف اختالف الوضعني العام‬

‫للخاص كاسم اإلشارة‪ ،‬واخلاص للخاص كمحمد؟‬

‫تطبيق‬

‫(‪ )1‬بني نوع الوضع فيام حتته خط مما يأيت‪:‬‬

‫ﭽﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ‪.‬‬

‫يا حممود أنت حممود‪.‬‬

‫إىل اهلل كل األمر يف اخللق كلهم‬

‫وليس إىل املخلوق يشء من األمر‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫(‪ )2‬بني نوع الوضع فيام يأيت مع تصويره يف األول واألخري منها‪:‬‬

‫‪49‬‬

‫املوصوالت‪ -‬النكرات غري املشتقة‪ -‬أسامء الرتاجم‪ -‬املركبات اإلضافية‪.‬‬

‫‪50‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫نموذج لإلجابة‬ ‫* اجلواب عىل السؤال األول‪:‬‬

‫الوضع العام ملوضوع له خاص‪ :‬هو ما كان املوضوع له فيه جزئيات كثرية‬

‫مشخصة لوحظت بآلة كلية‪.‬‬

‫ويكون شخص ًّيا كالضامئر‪ ،‬ونوع ًّيا كوضع هيئة الفعل لكل جزئي من‬

‫جزئيات مطلق الزمن والنسبة إىل آحاد الفاعلني‪.‬‬

‫الوضع الشخيص‪ :‬ما قصد الواضع فيه إىل لفظ معني بشخصه ومادته‬

‫ووضعه ملعنى من املعاين‪ ،‬والنوعي‪ :‬ما لوحظ فيه اللفظ املوضوع بقانون كيل‬ ‫دون النظر إىل مادته‪.‬‬

‫الذي دعا املتأخرين إىل وضع العام للخاص شبه أمهها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أن الضامئر وما معها لو كانت موضوعة للمفهوم الكيل كام يقول به‬

‫املتقدمون لكانت جمازات ال حقيقة هلا؛ ألهنا ال تستعمل إال يف جزئي‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬يكون احلرف اسام؛ الستقالل معناه حينئذ باملفهومية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تكون الضامئر واإلشارات واملوصوالت نكرات ال معارف‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬أقل ما يرتتب عىل الوضع صحة االستعامل‪ ،‬واحلرف ال يصح‬

‫استعامله يف الكيل أبدا‪.‬‬

‫وأجيب عن الشبهة األوىل بأهنا موضوعة للكيل‪ ،‬واستعامهلا يف اجلزئي من‬

‫حيث حتقق الكيل فيه من باب احلقيقة ال املجاز‪.‬‬

‫‪51‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫* اجلواب عن السؤال الثاين‪:‬‬

‫الفرق بني املشرتك اللفظي والعام للخاص هو تعدد الوضع يف املشرتك لكل‬

‫معنى له‪ ،‬بخالف العام للخاص فهو بوضع واحد لكل جزئي يصلح لالستعامل‬

‫فيه‪.‬‬

‫* اجلواب عن السؤال الثالث‪:‬‬

‫السبب يف اختالف الوضعني هو أن املوضوع له واحد يف اخلاص للخاص‪،‬‬

‫ولكنه متعدد يف العام للخاص‪ ،‬بمعنى أنه صالح لالستعامل يف اجلزئيات‪.‬‬

‫* اجلواب عن السؤال الرابع‪:‬‬ ‫الكلمة‬ ‫ما‬

‫نوع وضعه‬ ‫شخىص‬

‫عام خلاص‬

‫رسول‬

‫نوعى‬

‫عام لعام‪ ،‬وجيوز أن يكون شخصيا‬

‫قبله‬

‫نوعي‬

‫حممد‬

‫خلت‬

‫الرسل‬

‫شخيص‬ ‫نوعي‬

‫خاص خلاص‬ ‫عام لعام‬

‫عام خلاص‬

‫نوعي‬

‫عام خلاص‬

‫شخيص‬

‫عام خلاص‬

‫إىل اهلل كل األمر‬

‫نوعي‬

‫عام لعام‬

‫يشء‬

‫شخيص‬

‫يا حممود‬

‫نوعي‬

‫حممود‬

‫نوعي‬

‫أنت‬

‫املخلوق‬ ‫األمر‬

‫نوعي‬

‫نوعي‬

‫عام خلاص‬ ‫عام لعام‬

‫عام خلاص‬ ‫عام لعام‬

‫عام خلاص‬

‫‪52‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫* اجلواب عن السؤال اخلامس‪:‬‬

‫‪ -‬املوصوالت‪ :‬من قبيل الوضع الشخيص العام للخاص عىل مذهب‬

‫املتأخرين‪.‬‬

‫وتصوير الوضع فيها أن يقول الواضع‪ :‬وضعت لفظ الذي مثال لكل‬

‫جزئي من جزئيات مطلق معهود بمضمون الصلة‪.‬‬

‫‪ -‬النكرات غري املشتقة‪ :‬من الوضع الشخيص العام للعام‪.‬‬

‫‪ -‬أسامء الرتاجم‪ :‬من الوضع الشخيص العام للعام‪.‬‬

‫‪ -‬املركبات اإلضافية‪ :‬من الوضع النوعي العام للعام إن كان املضاف‬

‫إليه نكرة‪ ،‬والعام للخاص إن كان معرفة‪.‬‬

‫وتصويره أن يقال‪ :‬وضعت كل مضاف ومضاف إليه ليدل عىل كل‬

‫جزئي من جزئيات مطلق تقييد األول بالثاين يف املضاف ملعرفة‪ ،‬وليدل عىل‬ ‫مطلق تقييد األول بالثاين يف املضاف إىل نكرة‪.‬‬

‫‪53‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫ ‬ ‫الدور الثاين‬

‫القواعد‬

‫سنة ‪1367‬‬

‫(‪ )1‬بني مذهبي املتقدمني واملتأخرين يف وضع الضمري واسم اإلشارة‬

‫واملوصول واحلرف‪ ،‬مع تصوير الوضع يف األول واألخري‪ ،‬وأي املذهبني ختتار؟‬

‫وملاذا؟‬

‫(‪ )2‬أ‪ -‬ما الفرق بني وضعي املعرف بأل العهدية وعلم الشخص؟ مع‬

‫تصوير الوضع يف األول‪ ،‬وتوجيهه يف الثاين‪.‬‬

‫ب‪ -‬هل املصادر واملشتقات بالنظر للفظ املوضوع واملعنى املوضوع له‬

‫متحدة أو خمتلفة؟ وملاذا؟ وإذا وضع األب البنه الذي سيولد علام فإىل أي أنواع‬

‫الوضع يرجع وضعه؟ وما الفرق بينه وبني وضع علم اجلنس؟‬ ‫(‪ )3‬عرف املصطلحات اآلتية مع التمثيل‪.‬‬

‫وضع تأوييل ‪ -‬وضع رشعي ‪ -‬وضع نوعي ‪ -‬وضع شخيص عام خلاص‪.‬‬

‫التطبيق‬

‫(‪ )1‬ما نوع الوضع فيام يأيت مع التوجيه؟‬

‫الكشاف (اسم كتاب)‪ -‬حسني (مصغرا وعلام)‪ -‬فاريس‪ -‬املؤدب حمبوب‪-‬‬

‫لو ذات سوار لطمتني‪.‬‬

‫(‪ )2‬بني نوع الوضع فيام حتته خط مما يأيت(((‪:‬‬

‫أعد نظر ًا يا من كســـــاين ثيابه‬

‫وال تدع األيـــــام هتدمني هدا‬

‫((( مل توضع اخلطوط يف الطبعة املعتمدة يف إخراج الكتاب‪.‬‬

‫‪54‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫وقل لألىل إن أسفروا أسفروا ضحى‬

‫(‪ )3‬صور وضع ما يأيت‪:‬‬

‫وإن طلعوا يف غمة طلعوا ســـــعدا‬

‫املنادى‪ -‬املجموع‪ -‬املركب اإلسنادي‪.‬‬

‫‪55‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫كلية اللغة العربية‬

‫امتحان النقل من السنة الثالثة لسنة (‪)1945 -1364‬‬ ‫الدور الثاين (الوضع) الزمن ساعة ونصف‬

‫(‪ )1‬أجب عام يأيت مع التمثيل‪:‬‬

‫(أ) إىل أي يشء ترجع شخصية الوضع؟ وإىل أي يشء ترجع نوعيته؟ وهل‬

‫هناك ارتباط بني شخصية الوضع وخصوصه؟ وملاذا؟‬

‫(ب) ما الوضع اخلاص للخاص؟ وهل يتحقق يف كل من الشخيص‬

‫والنوعي؟‬

‫(‪ )2‬بني وضع املوصوالت واحلروف عىل مذهب كل من املتقدمني‬

‫واملتأخرين‪ ،‬وملاذا عدل املتأخرون عن رأي املتقدمني؟ وما أثر هذا اخلالف؟‬

‫وأي الرأيني ترجح؟ صور الوضع عىل كال الرأيني يف مثالني‪.‬‬

‫(‪ )3‬بني وضع املصادر وأسامء األفعال واملشتقات مع التوجيه والتمثيل‪.‬‬

‫التطبيق‬

‫(‪ )1‬بني وضع الكلامت اآلتية مع التوجيه ‪:‬‬

‫(مصدرا ومكانًا)‪ -‬عبقري‪ -‬أدب اللغة‪-‬‬ ‫صالح (علام وصفة)‪ -‬نمر‪ -‬جمال‬ ‫ً‬

‫جبيل‪ -‬رسائل‪ -‬مشكور‪.‬‬

‫(‪ )2‬بني نوع الوضع فيام حتته خط قبل الرتكيب وبعده‪.‬‬ ‫ﭽﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭼ‪.‬‬ ‫ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭼ‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫‪57‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫فهرست الكتاب‬ ‫ املوضوع ‬

‫الصفحة‬

‫اخلطبة‪5...........................................................‬‬

‫منهج الدراسة ‪7...................................................‬‬

‫املقدمة ‪8..........................................................‬‬

‫بيان معنى الوضع‪8................................................‬‬

‫تعريف علم الوضع‪9..............................................‬‬

‫موضوعه ‪9........................................................‬‬

‫فائدته ‪9...........................................................‬‬

‫نسبته ‪10...........................................................‬‬ ‫نشأته وواضعه‪10..................................................‬‬

‫واضع األلفاظ‪11..................................................‬‬

‫الباب األول‪ :‬يف أقسام الوضع ‪13..................................‬‬ ‫التقسيم األول‪ :‬باعتبار الواضع ‪13.................................‬‬

‫التقسيم الثاين‪ :‬باعتبار اللفظ املوضوع ‪14...........................‬‬ ‫التقسيم الثالث‪ :‬باعتبار داللة اللفظ املوضوع عىل املعنى املوضوع له ‪15.‬‬

‫التقسيم الرابع‪ :‬باعتبار املوضوع له وآلة استحضاره‪15..............‬‬

‫اخلاص للخاص ‪16................................................‬‬

‫العام للعام‪17......................................................‬‬

‫‪58‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫العام للخاص ‪17..................................................‬‬ ‫نتائج ملا تقدم ‪20...................................................‬‬

‫أسئلة عىل ما تقدم‪21...............................................‬‬ ‫تطبيق ‪22..........................................................‬‬

‫الباب الثاين‪ :‬أقسام اللفظ بالنظر ملدلوله ‪23.........................‬‬

‫أقسام الكيل‪23.....................................................‬‬ ‫أقسام اجلزئي ‪24...................................................‬‬

‫تطبيق أقسام الوضع السابقة عىل أنواع الكيل‪26.....................‬‬

‫الكالم عىل اسم اجلنس ‪26.........................................‬‬ ‫الكالم عىل املصدر واسمه ‪27......................................‬‬

‫الكالم عىل املشتق‪28...............................................‬‬

‫الكالم عىل الفعل ‪30...............................................‬‬

‫نتائج ملا تقدم ‪32...................................................‬‬ ‫تطبيق أنواع الوضع السابقة عىل أقسام اجلزئي ‪33...................‬‬

‫الكالم عىل األعالم ‪33.............................................‬‬ ‫الكالم عىل الضمري ‪33.............................................‬‬

‫الكالم عىل اسم اإلشارة ‪34........................................‬‬

‫الكالم عىل اسم املوصول ‪34.......................................‬‬

‫الكالم عىل احلرف ‪35..............................................‬‬

‫الكالم عىل املحىل بأل ‪35...........................................‬‬

‫الكالم عىل املنادى ‪36..............................................‬‬

‫الكالم عىل املثنى‪36................................................‬‬

‫‪59‬‬

‫رسالة يف علم الوضع‬

‫الكالم عىل املجموع ‪37............................................‬‬

‫الكالم عىل املصغر ‪37..............................................‬‬

‫الكالم عىل املنسوب ‪37............................................‬‬ ‫الكالم عىل املركبات اخلربية‪38.....................................‬‬

‫الكالم عىل املركبات اإلضافية‪38...................................‬‬ ‫الكالم عىل املجازات والكنايات ‪39................................‬‬

‫أسئلة عىل ما تقدم‪41...............................................‬‬

‫تطبيق ‪42..........................................................‬‬

‫خامتة ‪43..........................................................‬‬

‫الكالم عىل أسامء العلوم ‪43........................................‬‬

‫الكالم عىل أسامء الكتب ‪43........................................‬‬

‫الكالم عىل أسامء الرتاجم ‪44.......................................‬‬

‫املوضوع له يف املعارف والنكرات ‪45...............................‬‬

‫جدول أنواع الكالم مع بيان نوع الوضع هلا‪46......................‬‬

‫أسئلة امتحانات ‪48................................................‬‬ ‫كان الفراغ من مجع هذه الرسالة يف شهر ربيع األول سنة (‪1369‬هـ)‬

‫‪  ‬‬

Related Documents

Pdf
June 2020 43
Pdf
July 2020 31
Pdf
July 2020 33
Pdf
May 2020 55
_________.pdf
October 2019 74
Pdf
May 2020 61

More Documents from "Gabriela Coutinho"

May 2020 0
May 2020 0
May 2020 0