Origins Of Quran
This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA
Overview
Download & View Origins Of Quran as PDF for free.
More details
- Words: 94,347
- Pages: 145
ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ
ﻣﻘــﺪﻣــﺔ ه ﺬا اﻟﺒﺤ ﺚ ﻳﺒ ﻴﻦ ﺑﺎﻷﺳ ﻠﻮب اﻟﻌﻠﻤ ﻲ أن اﻟﺪراﺳ ﺔ اﻟﻤﺪﻗﻘ ﺔ ﻟﺸﺨﺼ ﻴﺔ اﻟﺮﺳ ﻮل وﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﻘﺮﺁن ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﺆدي إﻟﻲ اﻹﻳﻤﺎن اﻟﺠﺎزم ﺑﺄن ذﻟﻚ اﻟﻜﺘﺎب ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﻧﺘﺎج ﻋﻘﻞ ﻣﺤﻤﺪ وﻣﺸﺎﻋﺮﻩ أو أي إﻧﺴﺎن ﺁﺧﺮ ،وإﻧﻤﺎ ه ﻮ وﺣ ﻲ إﻟﻬﻲ ﻻ ﻳﺄﺗﻴﻪ اﻟﺒﺎﻃﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ وﻻ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ ،وأن اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﺟﺎء ﺑﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن إﻻ ﻧﺒﻴﺎ رﺳﻮﻻ. وﻗﺪ ﻗﺴﻤﺘﻪ إﻟﻲ ﺑﺎﺑﻴﻦ :اﻟﺒﺎب اﻷول ﻟﺪراﺳﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ،واﻟﺜ ﺎﻧﻲ ﻟﺪراﺳ ﺔ اﻟﻤﺤﺘ ﻮي اﻟﻘﺮﺁﻧ ﻲ وروﺣ ﻪ .وﻗ ﺪ ﻗﺴ ﻤﺖ اﻟﺒ ﺎب اﻷول ﺑ ﺪورﻩ إﻟ ﻲ ﺛﻼﺛ ﺔ ﻓﺼ ﻮل درﺳ ﺖ ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟﺸ ﺒﻬﺎت اﻟﺘ ﻲ ﻳﻔﺴ ﺮ ﺑﻬ ﺎ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن واﻟﻤﺒﺸّﺮون اﻟﻤﺼ ﺪر اﻟ ﺬي ﺟ ﺎء ﻣﻨ ﻪ اﻟﻘ ﺮﺁن .وﻗ ﺪ رﺗﺒ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﺸﺒﻬﺎت ﺗﺮﺗﻴﺒ ﺎ ﻣﻨﻄﻘﻴ ﺎ ﺑﺤﻴ ﺚ إﻧ ﻪ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﻔ ﺮغ اﻟ ﺪارس ﻣ ﻦ ﻣﻨﺎﻗﺸ ﺔ أوﻻه ﺎ وﻳﺘﺒﻴﻦ أﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻲ أﺳﺎس ﺗﺎرﻳﺨﻲ أو ﻋﻠﻤ ﻲ ﻳﺠ ﺪ أﻧﻬ ﺎ ﺗﺴ ﻠﻤﻪ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴ ﺎ إﻟﻲ اﻟﺸ ﺒﻬﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴ ﺔ ...وهﻜ ﺬا .وه ﺬﻩ اﻟﺸ ﺒﻬﺎت ﺗ ﺘﻠﺨﺺ ﻓ ﻲ أن ﻣﺤﻤ ﺪا ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم آﺎن آﺬاﺑﺎ ﻣﺨﺎدﻋﺎ ،أو أﻧﻪ آﺎن واهﻤﺎ ﻣﺨﺪوﻋﺎ ،أو أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻣﺮﻳﻀ ﺎ ﺑﻤ ﺮض ﻋﺼ ﺒﻲ .وﻗ ﺪ درﺳ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﺸ ﺒﻬﺎت واﺣ ﺪة واﺣ ﺪة دراﺳ ﺔ ﻣﺘﺄﻧﻴ ﺔ ﻃﺮﺣﺖ ﻓﻴﻬﺎ آﻞ ﻟﻮن ﻣﻦ أﻟﻮان اﻟﺘﺤﺮج ﺑﻐﻴﺔ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻲ ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ اﻟﺤﻖ اﻟﺬي ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﺮﻳﺢ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻤﺘﻄﻠﻌﺔ إﻟﻴﻪ واﻟﺘﻲ ﻻ ﺗ ﺄﻟﻮ ﻓ ﻲ اﻟﺒﺤ ﺚ ﻋﻨ ﻪ أي ﺟﻬﺪ ،واﻋﺘﻤﺪت ﻓﻲ ذﻟ ﻚ آﻠ ﻪ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺮواﻳ ﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴ ﺔ اﻟﻤﻮﺛﻘ ﺔ ﺑﻌ ﺪ أن أﻣﺮرﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺼﻔﺎة اﻟﻤﻨﻄﻖ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻟﻌﺎم ،وآﺬﻟﻚ ﻋﻠﻲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻨﻔﺴ ﻴﺔ واﻟﻄﺒﻴﺔ ،وﺑﺨﺎﺻﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻜﻨﻮﻧﺎت اﻟﻼوﻋ ﻲ واﻷﻣ ﺮاض اﻟﻨﻔﺴ ﻴﺔ ت إﻟ ﻲ اﻟﺮواﻳ ﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴ ﺔ واﻟﻌﺼ ﺒﻴﺔ .وﻟﺴ ﻮف ﻳ ﺮي اﻟﻘ ﺎرئ آﻴ ﻒ ﻧﻈ ﺮ ُ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻌﺼﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم وﺷﺨﺼ ﻪ وأﺣﺎدﻳﺜ ﻪ ﻣ ﻦ زاوﻳ ﺔ ﺟﺪﻳﺪة ،ﻓﺈذا ﺑﻬ ﺎ ﺗﻔ ﺘﺢ ﻣﻐﺎﻟﻴﻘﻬ ﺎ وﺗﻄﻠﻌﻨ ﻲ ﻋﻠ ﻲ أﺳ ﺮار ﻋﺠﻴﺒ ﺔ ،ﻣ ﻊ أن ه ﺬﻩ اﻟﻨﺼﻮص ﻗﻠﻤﺎ ﻳﺠﻬﻠﻬﺎ دارس ﻟﻠﺴﻴﺮة اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ .أﻣﺎ اﻟﺒ ﺎب اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ،وﻗ ﺪ ﻗﺴ ﻤﺘﻪ ه ﻮ أﻳﻀ ﺎ إﻟ ﻲ ﺛﻼﺛ ﺔ ﻓﺼ ﻮل ،ﻓﻘ ﺪ درﺳ ﺖ ﻓﻴ ﻪ ﺷﺨﺼ ﻴﺔ اﻟﻘ ﺮﺁن وﻣﺤﺘ ﻮاﻩ ، ﺲ ﻣﻦ ﻲ ﻣﻦ أي ﻣﺼﺪر ﺑﺸﺮي أو ا ْﻗ ُﺘ ِﺒ َ ﺳ ُﺘ ِﻘ َ ووﺟﺪت أﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ا ْ أﻳ ﺔ دﻳﺎﻧ ﺔ أﺧ ﺮي ،وذﻟ ﻚ ﺑﻌ ﺪ ﻣﻘﺎرﻧﺘ ﻪ ﺑﻐﻴ ﺮﻩ ﻣ ﻦ أدﻳ ﺎن ﻋﺼ ﺮﻩ اﻟﺘ ﻲ ا ﱡﺗ ِﻬ ﻢ
اﻟﺮﺳﻮل ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ أﺧﺬ ﻋﻨﻬﺎ أﻓﻜﺎرﻩ ﻋﻦ وﻋﻲ أو ﻋﻦ ﻏﻴﺮ وﻋﻲ ،وﺑﻌ ﺪ ﺗﺤﻠﻴ ﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻸﻷ ﻋﻠﻲ وﺟﻬﻪ ﻣﻦ ﻷﻻء اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺸﺎﻣﻞ اﻟﻤﺤﻴﻂ واﻟ ﱠﻨﻔَﺲ اﻹﻟﻬ ﻲ اﻟ ﺬي ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺨﻄﺌﻪ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻤﺤﺒﺔ ﻟﻠﺤﻘﻴـﻘﺔ .وﻟﻌـﻞ اﻟﻘـﺎرئ ﻳﺬآـﺮ أﻧ ﻲ أﻋﻠ ـﻨﺖ ﻓ ﻲ ﻣ ـﻘﺪﻣﺔ آﺘ ـﺎﺑﻲ » اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻮن واﻟﻘ ﺮﺁن « ﻋ ﻦ ﻧﻴﺘ ﻲ ﻓ ﻲ دراﺳ ﺔ ه ﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﺬي ﻳﺪور ﻋﻠﻴ ﻪ آﺘ ﺎﺑﻲ اﻟﺤ ﺎﻟﻲ .وﻓ ﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ﻟ ﻢ أآ ﻦ أﺗﺨﻴ ﻞ أن ذﻟﻚ ﺳﻴﺘﻢ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺴﺮﻋﺔ ،وﻟﻜﻦ اﻷﻟﻄﺎف اﻹﻟﻬﻴﺔ ﺗﻘﺮب آﻞ ﺑﻌﻴﺪ ،وﺗﻴﺴﺮ آﻞ ﺻﻌﺐ ،ﻓﺎﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﺣﻤﺪا آﺜﻴﺮا ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻌﻈﻴﻢ ﻓﻀﻠﻪ وواﺳﻊ رﺣﻤﺘﻪ. وﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ هﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺔ أود أن أﺷﻴﺮ إﻟﻲ أن هﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ هﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﺑﺼﻮت ﻋﺎل ،ﻓﻘﺪ ﻗﻤﺖ ﺑﻬﺎ ﻷُرﺿﻲ ﻋﻘﻠﻲ وروﺣﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎم اﻷول ، وﻟﻌﻠﻬﺎ أن ﺗﺸﻔﻊ ﻟﻲ ﻋﻨﺪ رﺑﻲ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .وهﻮ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ رﺣ ﻴﻢ ﻳُﻘﻴ ﻞ ﻋﺜ ﺮات اﻟﻀﻌﻔﺎء وﻳﺘﺠﺎوز ﻋﻦ زﻻﺗﻬﻢ .
اﻟﺒﺎب اﻷول
اﻟﺮﺳـــــــﻮل
اﻟﺸﺒﻬﺔ اﻷوﻟﻲ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم آﺎن ﻣﺨﺎدﻋﺎ آﺬاﺑﺎ
وُوﺟِﻪ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻣﻦ ِﻗ َﺒ ﻞ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺨﻠ ﻖ ﻣ ﻦ أول ﻳ ﻮم ﺟ ﻪ ،ﺑﺎﻟﺘﻜ ﺬﻳﺐ . دﻋـﺎ ﻓﻴﻪ ﻋﻼﻧﻴﺔ إﻟﻲ اﻹﺳﻼم ،وﻻ ﻳﺰال ﺣﺘﻲ ﻳﻮﻣﻨﺎ هﺬا ُﻳﻮَا َ وﻗ ﺪ ﺳ ﺠﻞ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻓ ﻲ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻣﻮﺿ ﻊ ه ﺬا اﻻﺗﻬ ﺎم اﻟ ﺬي رﻣ ﺎﻩ ﺑ ﻪ ﻣﺸﺮآﻮ ﻗﻮﻣﻪ ورددﻩ اﻟﻨﺼﺎري واﻟﻴﻬﻮد .أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺨﺎرج اﻟﻤﺤﻴﻂ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻴﻘﺮر ﺷﺎرل ﻟﻮدي أن ﺣﻜﻢ اﻟﺮوﻣﺎن ﻋﻠﻴﻪ آﺎن ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻘﺴﻮة ،إذ اﺗﻬﻤﻮﻩ ﺑﺄﻧ ﻪ اﺳﺘﻮﻟﻲ ﻋﻠﻲ أﻣ ﻮال ﺧﺪﻳﺠ ﺔ وﻣﺎﺷ ﻴﺘﻬﺎ ،وﻟﻤ ﺎ اﻓﺘﻀ ﺢ أﻧ ﻪ ﻣﺼ ﺎب ﺑﺎﻟﺼ ﺮع أراد أن ﻳﻮاﺳ ﻴﻬﺎ ،ﻓ ﺰﻋﻢ ﻟﻬ ﺎ أن ﺟﺒﺮﻳ ﻞ ﻳﻨ ﺰل ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑ ﺎﻟﻮﺣﻲ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻤﺎء ).(١ وإذا ﻏﻀﻀﻨﺎ اﻵن اﻟﺒﺼﺮ ﻋﻦ ﺗﻬﻤﺔ اﻟﺼﺮع ) ﻷﻧﻨﺎ ﺳﻨﻌﺎﻟﺠ ـﻬﺎ ﻣ ﻊ ﻏﻴ ـﺮهﺎ ﻣﻦ اﻻﺗﻬـﺎﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻚ ﻓﻲ ﺻﺤﺘﻪ اﻟﺠﺴﺪﻳﺔ أو اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺼ ﻞ ﻻﺣﻖ ( ﺗﺘﺒﻘ ﻲ أﻣﺎﻣﻨ ﺎ ﺗﻬﻤ ﺔ اﻟﻜ ﺬب واﺿ ﺤﺔ ﻻ ﺗﺤﺘﻤ ﻞ ﻟﺒﺴ ﺎ .وﻟ ﻴﺲ اﻟﻜ ًﺘ ﺎب اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﻮن اﻟﻘﺪﻣﺎء هﻢ وﺣﺪهﻢ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﻐﺮﺑﻴﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻣﻮن اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺘﻬﻤﺔ ،ﻓﺈن ﻃﺎﺋﻔﺔ آﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ،ﻧﺼﺎراهﻢ وﻳﻬﻮدهﻢ وﻋﻘﻼﻧﻴﻴﻬﻢ ،ﻳﺪّﻋﻮن أن اﻟﻘﺮﺁن هﻮ اﺧﺘﺮاع ﻣﺤﻤﺪي ﻧﺴﺒﻪ ﻣﺤﻤﺪ إﻟﻲ اﷲ )،(٢ وإن دﻓ ﻊ ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻋ ﻦ رﺳ ﻮﻟﻨﺎ ه ﺬﻩ اﻟﺘﻬﻤ ﺔ ،آﻤ ﺎ ﻓﻌ ﻞ اﻟﻜﺎﺗ ﺐ اﻟﺒﺮﻳﻄ ﺎﻧﻲ )Charles J . Ledit, Mahomet, Israel et le Christ, p. 43. (١ )Maxime Rodinson, Mohammed, p. 218. (٢
ﺗﻮﻣ ﺎس آﺎرﻻﻳ ﻞ ﺣ ﻴﻦ ﺳ ﺎق ﻣ ﺎ زﻋﻤ ﻪ ﺑﺮادﻳ ﻪ ﻣ ﻦ أن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻃﺎﺋﻔ ﺔ ﻣ ﻦ اﻷﺧﺎدﻳﻊ ﻟﻔﻘﻬﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻴﺴ ﱢﻮغ ﻣ ﺎ اﻗﺘﺮﻓ ﻪ ﻟﺒﻠ ﻮغ ﻣﻄﺎﻣﻌ ﻪ). (٣وﻗ ﺪ ﺑﻨ ﻲ آﺎرﻻﻳ ﻞ دﻓﺎﻋﻪ ﻋﻠﻲ أﺳﺎس أن اﻹﺳﻼم ﻟﻮ آﺎن دﻳﻨﺎ آﺎذﺑﺎ ﻟﻤﺎ اﺳ ﺘﻄﺎع أن ﻳﻌ ﻴﺶ ﻃﻴﻠ ﺔ ه ﺬﻩ اﻟﻘ ﺮون ﺗﻌﺘﻨﻘ ﻪ آ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻼﻳ ﻴﻦ) ،(٤وآ ﺬﻟﻚ ﻋﻠ ﻲ أﺳ ﺎس أن ﻣﺤﻤ ﺪا ﻟ ﻢ ﻳﺤﺎول ،وهﻮ ﻓﻲ ﺣﺮارة اﻟﺸﺒﺎب ،أن ﻳﺤﺪث ﺿﺠﺔ ﺟﺮﻳ ﺎ وراء اﻟﺸ ﻬﺮة ﺑ ﻞ ﻋ ﺎش ﻣ ﻊ زوﺟﺘ ﻪ ﻋﻴﺸ ﺔ هﺎدﺋ ﺔ ) ،(٥أﻣ ﺎ أﻟﻔﺮﻳ ﺪ ﺟﻴ ﻮم ﻓﺈﻧ ﻪ ﻳﻨﻔ ﻲ اﻟﻜ ﺬب واﻻدﻋﺎء ﻋﻦ اﻟﺮﺳﻮل ،إذ ﻳﻄﺒّﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻤﻘﻴﺎس اﻟ ﺬي ﻳﻘ ﺎس ﺑ ﻪ ﺻ ﺪق اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻨ ﺪ ﺑﻨ ﻲ إﺳ ﺮاﺋﻴﻞ ،وه ﻮ ﻳ ﺘﻠﺨﺺ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﻮل اﻟﺜ ﺎﺋﺮ اﻟﻤﻠﺘﻬ ﺐ ،واﻟﺸ ﻌﺮ)،(٦ واﻻﻧﺸﻐﺎل اﻟﺘﺎم ﺑﺎﷲ وﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ،واﻟﺸﻌﻮر ﺑﺄن ﺛﻤﺔ ﺿ ﻐﻄﺎ ﻳﺴ ﻮﻗﻪ ﺳ ﻮﻗﺎ ﻹﻋ ﻼن آﻠﻤ ﺔ اﷲ ،ﻓﻴﺠ ﺪ أن ه ﺬﻩ اﻟﻌﻼﻣ ﺎت ﺟﻤﻴﻌﻬ ﺎ ﻇ ﺎهﺮة ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ اﻟﺮﺳﻮل ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم .آﻤﺎ ﻳﺮي ﻓ ﻲ ﺷ ﻜﻮآﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻓ ﻲ ﻣﺼ ﺪر اﻟﻮﺣﻲ ﻓﻲ أول اﻟﺪﻋﻮة وﻣﺤﺎوﻟﺘ ﻪ اﻻﻧﺘﺤ ﺎر دﻟ ﻴﻼ ﻗﻮﻳ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ﺻ ﺪﻗﻪ ،ﻣﻘﺎرﻧ ﺎ إﻳﺎﻩ ﻓﻲ هﺬا ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ أرﻣﻴﺎ) .(٧وﺑﺎﻟﻤﺜﻞ ﻳﺆآﺪ ﺟﺐ أن ﻣﺤﻤ ﺪا آ ﺎن ﻣﻘﺘﻨﻌ ﺎ ﺗﻤﺎﻣ ﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺒﻌﻮث ﻣﻦ ﻟﺪن رب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ).(٨ ق ﺑ ﻴﻦ اﻟ ﺪﻋﻮة ﻓ ﻲ وإﻟﻲ ﺟﺎﻧﺐ هﺬﻳﻦ اﻟ ﺮأﻳﻴﻦ اﻟﻤﺘﻘ ﺎﺑﻠﻴﻦ ﺛﻤ ﺔ رأي ﺛﺎﻟ ﺚ ﻳﻔ ﱢﺮ ُ ﺼ ﺎ ﺻ ﺎدﻗًﺎ : ﻣﻜﺔ واﻟﺪﻋﻮة ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ :ﻓﻔﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻲ آﺎن ﻣﺤﻤ ﺪ ﻣﺨﻠ ً ﻳﺘﻀ ﺢ ﺻ ﺪﻗﻪ وإﺧﻼﺻ ﻪ ﻓ ﻲ ﺗﺤﻤﺴ ﻪ اﻟﺸ ﺪﻳﺪ ،وﺗﺤﻤﻠ ﻪ اﻟﻤﺸ ﺎق ،وإﻗﻨﺎﻋ ﻪ اﻷﻏﻨﻴ ﺎء ﻣ ﻦ أﺗﺒﺎﻋ ﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮاﺿ ﻊ ﻟﻠﻔﻘ ﺮاء واﻟﺠﻠ ﻮس ﻣﻌﻬ ﻢ ...إﻟـــ ـﺦ .أﻣ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻘﺪ أﻋﻤﺎﻩ ﻧﺠﺎﺣﻪ ﻟﺪرﺟ ﺔ أﻧ ﻪ أﺧ ﺬ ﻳﺨﺘ ﺮع اﻟ ﻮﺣﻲ ﺗﻠ ﻮ اﻟ ﻮﺣﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴ ﻖ ) (٣
ﺗﻮﻣﺎس آﺎرﻻﻳﻞ /اﻷﺑﻄﺎل /ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﺒﺎﻋﻲ .٨٦ / ٢ /
) (٤اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٥٨ / ٢ / ) (٥
اﻟﺴﺎﺑﻖ .٧٢ / ٢ /
) (٦
ﻏﻨﻲ ﻋﻦ اﻟﻘﻮل أن اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﺨﻄﺊ هﻨﺎ ،ﻓﺎﻟﻘﺮﺁن ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻌﺮ.
) (٧
Alfred Guillaume, Islam, p. 28 - 30.
)واﻧﻈﺮ أﻳﻀﺎ اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﻦ اﻷول واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻤﻘﻴﺎس ﻋﻨ ﺪ ﻣﺎﻟ ﻚ ﺑ ﻦ ﻧﺒ ﻲ اﻟﻈ ﺎهﺮة اﻟﻘﺮﺁﻧﻴ ﺔ / . ( ٦١ – ٤٤ ) (٨
Gibb, Mohammedanism, p. 25.
ﺷﻬﻮاﺗﻪ وﺗﺴﻮﻳﻎ اﻧﺘﻬﺎزﻳﺘﻪ .وهﺬا هﻮ اﻟﺴﺒﺐ ،ﻓﻲ ﻧﻈﺮ أﺻﺤﺎب هﺬا اﻟﺮأي ، ﻓﻲ أن اﻟﻘﺮﺁن ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺎت واﻟﻤﺰاﻋﻢ اﻟﻜﺎذﺑﺔ ).(٩ واﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﻤﺰاﻋﻢ اﻟﻜﺎذﺑ ﺔ هﻨ ﺎ أن ﻟﻠﺮﺳ ﻮل اﻟﺤ ﻖ ﻓ ﻲ اﻻﺣﺘﻔ ﺎظ ﺑ ﺄآﺜﺮ ﻣ ﻦ أرﺑﻊ زوﺟﺎت ،وأن إﺑﺮاهﻴﻢ هﻮ اﻟﺬي ﺑﻨﻲ اﻟﻜﻌﺒﺔ ...إﻟﺦ .وﻣ ﻦ أﻧﺼ ﺎر ه ﺬا اﻟﺮأي اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ اﻟﺸﻬﻴﺮ واﺷﻨﺠﺘﻦ إرﻓﻨﺞ ،اﻟﺬي ﻳﺮد ﻋﻠﻲ ﻣ ﻦ اﺗﻬﻤ ﻮا اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﺎﻟﺰﻳﻒ ﺑﺄن اﻟﻨﺼﻒ اﻷول ﻣﻦ دﻋﻮﺗﻪ ﻳﻜﺬّب هﺬﻩ اﻟﺘﻬﻤ ﺔ ، إذ ﻣﺎ اﻟﺬي آﺎن ﻳﺒﺘﻐﻴﻪ ؟ أهﻮ اﻟﻤﺎل ؟ ﻟﻘﺪ آﺎن ﻣﺎل ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ،وهﻮ ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺣﺮﻳﺼﺎ ﻋﻠﻲ اﻻﺳﺘﺰادة ﻣﻨﻪ .أهﻮ اﻟﺸﺮف إذن ؟ ﻟﻘﺪ آﺎن ﺷﺮﻳﻔًﺎ ﺤ َﺘﺮَﻣ ﺎ ﻟﺬآﺎﺋ ﻪ وأﻣﺎﻧﺘ ﻪ وﻣﻜﺎﻧ ﺔ أﺳ ﺮﺗﻪ ،اﻟﺘ ﻲ آ ﺎن ﺑﻴ ﺪهﺎ ﻣﻘﺎﻟﻴ ﺪ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ُ ،ﻣ ْ اﻟﻜﻌﺒﺔ ،ﻓِﻠ َﻢ ﻳﻐﺎﻣﺮ ﺑﻔﻘﺪان هﺬا آﻠﻪ ﻓﻲ وﻗﺖ آﺎن ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻪ ﺑﻨﺎء ﺛﺮوﺗﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ،وهﻮ اﻟﺬي ﻓﻘﺪ ﻣﺎﻟﻪ آﻤﺎ ﻓﻘﺪ أﺻﺪﻗﺎؤﻩ ﻣﺎﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺪﻋﻮة ؟ ﺛ ﻢ ﻼ :ﻟﻤ ﺎذا ﻳﺘﺤﻤ ﻞ آ ﻞ أﻟ ﻮان اﻻﺿ ﻄﻬﺎد إذن إذا آ ﺎن ﻧﺒﻴ ﺎ زاﺋ ًﻔ ﺎ ﻳﻤﻀﻲ ﻣﺘﺴﺎﺋ ً ؟) . (١٠أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻘﺪ ﺗﻐ ﱠﻴﺮ ،ﻓﻲ ﻧﻈﺮ اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ،هﺬا آﱡﻠﻪ ،إذ ﺑﻌﺪ أن آﺎن آﻞ هﻤﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم أن ﻳﺠﺪ ﻣﻦ ﻳﺤﻤﻴﻪ إذا ﺑ ﻪ ﻳ ﺮي أﺗﺒﺎﻋ ﻪ ﻳﻘ ﱢﺪﺳ ﻮﻧﻪ وﻳ ﺮي ﺣﻮﻟ ﻪ ﺟﻤﻮﻋ ﺎ ﺑﻬ ﺎ رﻏﺒ ﺔ إﻟ ﻲ اﻟﺤ ﺮب .ﻋﻨﺪﺋ ﺬ ﺛ ﺎر ﻃﻤﻮﺣ ﻪ اﻟ ﺪﻧﻴﻮي وأﺻ ﺒﺢ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻳﺴ ﻮغ ﻟ ﻪ آ ﻞ ﺷ ﻲء ،ووﻗ ﻊ ﻓ ﻲ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀ ﺎت . ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر :زال ﻋﻨﻪ ﺻﺪﻗﻪ وإﺧﻼﺻﻪ).(١١
) (٩
اﻧﻈﺮJoseph Hubby, Christus- Manuel d' Histoire :
des Religions, p. 795 - 797 , 800 . وهــﺬا اﻟـــﺮأي ﻹدﻣــﻮن ﭘــﺎور ) . ( Edmon Power )Washington Irving, Mahomet and His Successors, p. 195 - 196. (١٠ وأﺣﺐ أن أﻧﺒﻪ اﻟﻘﺎرئ أن إرﻓ ﻨﺞ وﻣ ﻦ ﻋﻠ ﻲ ﺷ ﺎآﻠﺘﻪ ﻻ ﻳﺆﻣﻨ ﻮن ﺑﻨﺒ ﻮة ﻣﺤﻤ ﺪ ﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ،ﻓﺒ ﺮﻏﻢ أﻧ ﻪ ﻳﺪاﻓﻊ ،آﻤﺎ هﻮ واﺿﺢ ،ﻋﻦ ﺻﺪق اﻟﺮﺳﻮل ،ﻧﺮاﻩ ﻳﻌﺰو اﻋﺘﻘﺎدﻩ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻓ ﻲ أﻧ ﻪ رﺳ ﻮل ﻣ ﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ إﻟﻲ ﺷﺪة ﺗﺤﻤﺴﻪ ،وإﻟﻲ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺘﻲ آﺎن ﻳﻤﻴﻞ إﻟﻴﻬﺎ ،وآﺬﻟﻚ إﻟﻲ ﻣﺮﺿﻪ اﻟﺠﺴﺪي ورؤاﻩ . ل ﺣﻘﻴﻘ ًﺔ ،وﺑﺨﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ أن ﻋﻀ ﺪﺗﻪ ﻓﻬﺬﻩ اﻷﺷﻴﺎء آﻠﻬﺎ ﻗﺪ ﺟﻌﻠﺘﻪ ،ﻓﻲ رأي إرﻓﻨﺞ ،ﻳﺘﻮهﻢ أﻧﻪ رﺳﻮ ٌ زوﺟﺘﻪ وﺷﺠﻌﻪ ورﻗﺔ ﺑﻦ ﻧﻮﻓﻞ. )(١١ اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ١٩٧/واﻟﻌﺠﻴﺐ أن إرﻓﻨﺞ ﻳﻌﻮد ﺑﻌﺪ ﺻ ﻔﺤﺘﻴﻦ اﺛﻨﺘ ﻴﻦ ﻻ ﻏﻴ ﺮ ﻓﻴﻌﺘ ﺮف ﺑﺄن ﻧﺠﺎﺣﻪ اﻟﺴﺎﺣﻖ واﻧﺘﺼﺎراﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻢ ﺗﺴﺘﺘﺒﻊ ﻏﺮورا أو ﻏﻄﺮﺳﺔ ،ﻷﻧﻬ ﺎ ﻟ ﻢ ﺗﻜ ﻦ ﻟﺼ ﺎﻟﺢ أهﻮاء أو ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺷﺨﺼﻴﺔ ،ﺑﻞ آﺎﻧﺖ ﻟﻨﺸ ﺮ اﻟ ﺪﻳﻦ .ﻓ ﺄي ﺗﻨ ﺎﻗﺾ ه ﺬا ؟ ﺑ ﻞ إﻧ ﻪ ﻓ ﻲ ﻧﻬﺎﻳ ﺔ ﺗﺮﺟﻤﺘ ﻪ ﻟﻠﺮﺳﻮل ﻳﻌﻠﻦ ﺣﻴﺮﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪﻗﻴﻖ ﻋﻠﻲ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم)ﺻـ( ٢٠٠ – ١٩٩
هﺬﻩ هﻲ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻷوﻟﻲ اﻟﺘ ﻲ ﺣ ﺎول وﻣ ﺎزال ﻳﺤ ﺎول ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﺗﻔﺴ ﻴﺮ ﻇﺎهﺮة اﻟﻮﺣﻲ اﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﺑﻬﺎ .وﻟﻘﺪ رد اﻟﻘﺮﺁن هﺬﻩ اﻟﺘﻬﻤ ﺔ ﻋ ﻦ اﻟﺮﺳ ﻮل وﺑ ﻴّﻦ اﻟﺒﺎﻋﺚ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وذﻟﻚ ﻓﻲ اﻵﻳﺔ ٣٣ﻣﻦ ﺳﻮرة» اﻷﻧﻌﺎم «إذ ﻳﻘ ﻮل » :ﻓ ﺈﻧﻬﻢ ﺤ ﺪون « .ﺑﻴ ﺪ أﻧﻨ ﺎ ﻟ ﻦ ﻧﻠﺠ ﺄ هﻨ ﺎ ﺠَ ﻻ ﻳﻜﺬﱢﺑﻮﻧﻚ ،وﻟﻜﻦ اﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ ﺑﺂﻳﺎت اﻟّﻠ ﻪ َﻳ ْ إﻟﻲ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ،وإﻻ آﺎن هﺬا ﻣﺼ ﺎدرة ﻣﻨ ﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤﻄﻠ ﻮب ،ﻓ ﺈن ﻋﻠﻴﻨ ﺎ ﻻ أن ﻧﺘﺄآﺪ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﻘﺎﻃﻊ ﻣﻦ أن اﻟﻘﺮﺁن ﻟﻴﺲ اﺧﺘﺮاﻋﺎ ﻣﺤﻤ ﺪﻳﺎ ،وإﻻ آ ﺎن أو ً ﻣﺤﻤﺪ هﻨﺎ ،وهﻮ اﻟﻤﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﺬب واﻟﺘﻠﻔﻴﻖ ،ﻳﺸﻬﺪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ،وهﻲ ﺷﻬﺎدة ﺑ ﺎﻟﻄﺒﻊ ﻣﺮدودة ،ﺑﻞ ﺳﻮف ﻧﻠﺠﺄ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻨﺎ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ إﻟﻲ ﺳ ﻴﺮة اﻟﺮﺳ ﻮل ﻓ ﻲ ﻻ، ﻣﺼﺎدرهﺎ اﻷوﻟﻲ ،ﻣﺘﺘﺒﻌﻴﻦ ﻣﻼﻣﺢ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻋﻦ َآ َﺜ ﺐ ،ﻏﻴ ﺮ ﻣﻠﻘ ﻴﻦ ﺑ ﺎ ً ﻣ ﻦ أﺧﺒ ﺎر ﺣﻴﺎﺗ ﻪ وأﺧﻼﻗ ـﻪ ،إﻻ ﻟﻤ ﺎ ﻻح ﻋﻠﻴ ﻪ ﻧ ﻮر اﻟﺼ ﺪق ﺑﻤﻨﻄ ﻖ اﻟﻌﻘ ﻞ اﻟﻤﺠﺮد .وﺳﻮف ﻧﺤﺎول أن ﺗﻜﻮن اﻟﺰواﻳـﺎ اﻟﺘ ﻲ ﻧﻨﻈ ـﺮ ﻣﻨﻬ ﺎ إﻟ ـﻲ ﺷﺨﺼ ﻴﺘﻪ واﻟﻤﻮازﻳﻦ اﻟﺘﻲ ﻧﻘﻴﺲ ﺑﻬﺎ أﻋﻤﺎﻟ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم زواﻳ ﺎ وﻣ ﻮازﻳﻦ ﺟﺪﻳ ﺪة ﺑﻘ ﺪر اﻹﻣﻜـﺎن ﺣﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﺤـﻮل ه ﺬﻩ اﻟﺪراﺳ ﺔ إﻟ ﻲ ﻣﺠ ﺮد ﻣﻀ ـﻎ ﻵراء ﻣ ﻦ ﺳ ﺒﻘﻮﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ،وإن ﻟﻢ ﻧﻘﺼﺪ ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال ،ﻓﻲ ذات اﻟﻮﻗﺖ ،أن ﻧﻐﻤﻄﻬﻢ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ،ﻓﻤﻦ اﻟﻤﺆآﺪ أﻧﻨﺎ ﻟﻮﻻهﻢ ﻣﺎ آﻨﺎ ﺑﺒﺎﻟﻐﻲ ﺷﻲء ﻣﻤّﺎ ﺑﻠﻐﻨﺎﻩ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ. ﻟﻘﺪ اﺷﺘﻬﺮ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﻴﻦ ﻗﻮﻣﻪ ﺑﺎﻟﺼﺪق واﻷﻣﺎﻧﺔ ﺣﺘﻲ ﻟﻘﺪ ﻟﻘﺒﻮﻩ ﺑ ﺎﻷﻣﻴﻦ ،وﻟ ﻢ ح ﻓﻲ هﺬا .واﻟﻤﻼﺣﻆ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم أﺟﺪ أﺣﺪا ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﺷﺎ ّ ،ﺣﻴﻦ أﻋﻠﻦ دﻋﻮﺗﻪ ﻟﻌﺸﻴﺮﺗﻪ اﻷﻗ ﺮﺑﻴﻦ أول ﻣ ﺮة ،ﻗ ﺪ اﻋﺘﻤ ﺪ ﻋﻠ ﻲ اﺳﺘﻔﺎﺿ ﺔ هﺬﻩ اﻟﺸﻬﺮة ﻓﻴﻬﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﺸﺄ أن ﻳﻔﺎﺟﺌﻬﻢ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮة إﻟﻲ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠ ﻲ اﻋﺘ ﺮاﻓﻬﻢ اﻟﺼ ﺮﻳﺢ ﺑﺼ ﺪﻗﻪ وأﻣﺎﻧﺘ ﻪ ،إذ ﺳ ﺄﻟﻬﻢ وه ﻮ واﻗ ﻒ ﻓ ﻮق أﺣ ﺪ اﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺎت اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻤﻜﺔ » :أرأﻳﺘﻢ ﻟﻮ أﺧﺒﺮﺗﻜﻢ أن ﺑﺴﻔﺢ هﺬا اﻟﺠﺒﻞ ﺧﻴﻼ ﻲ ؟ « ﻓ ﺮدوا ﺟﻤﻴﻌ ﺎ ﻓ ﻲ ﻧﻔ ﺲ ﺼ ﱢﺪ ِﻗ ﱠ ) ﻳﻘﺼ ﺪ :ﺧ ﻴﻼ ﻣﻐﻴ ﺮة ﻋﻠ ﻴﻬﻢ( أآﻨ ﺘﻢ ُﻣ َ ن ﻋﻠﻲ ﺾ ﺛﻮا ٍ واﺣﺪ » :ﻧﻌﻢ « .ﻋﻨﺪﺋﺬ دﻋﺎهﻢ إﻟﻲ اﻹﺳﻼم .ﻟﻜﻨﻬﻢ ،وﻟﻤـّﺎ َﺗ ْﻨ َﻘ ِ ﺣﻠْﻤﻪ واﻧﻔﻀّﻮا ﻋﻨﻪ) .(١٢وﻗﺪ آﺎن أﺑﻮ إﻗﺮارهﻢ ﺑﺼﺪﻗﻪ وأﻣﺎﻧﺘﻪ ،ﻋﺎدوا ﻓﺴﻔّﻬﻮا ِ ﻞ إﻧﺴ ﺎن ﻓ ﻲ ﻗ ﺮﻳﺶ وأﺳ ﺮﺗﻪ وأﺧﻼﻗ ـﻪ ،ﻓﻠ ـﻮ آ ﺎن ﺴﺎﺑﺔ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎﺿﻲ آ ﱢ ﺑﻜﺮ ﻧ ﱠ
) (١٢اﻧﻈﺮ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﺒﻴﻀﺎوي ﻟﻶﻳﺔ ٢١٤ /ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﺸﻌﺮاء .واﻟﻤﻼﺣﻆ أن ﻋﺒﺪ اﷲ اﺑﻦ ﺳﻼم ، وآﺎن ﺣﺒﺮا ﺟﻠﻴﻼ ﻣﻦ أﺣﺒﺎر اﻟﻴﻬﻮد ،اﻋﺘﻤﺪ ﺧﻄﺔ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺸﺄ أن ﻳﻌﻠﻦ إﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻲ ﻗﻮﻣﻪ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺴﺄﻟﻬﻢ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻋﻦ رأﻳﻬﻢ ﻓﻴﻪ ،ﻓﺄﺛﻨﻮا ﻋﻠﻴﻪ وﻋﻠ ﻲ ﻋﻠﻤ ﻪ وﻣﻨﺰﻟﺘ ﻪ ﺛﻨ ﺎء ﻣﺴ ﺘﻄﺎﺑﺎ ، ﻟﻴﺮﺟﻌﻮا ﻓﻮر ﻧﻄﻘﻪ أﻣﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎدﺗﻴﻦ ﻓﻴﺮﻣﻮﻩ ﺑﻜﻞ ﻣﻨﻘﺼﺔ .اﻧﻈﺮ » ﺳﻴﺮة اﺑﻦ هﺸﺎم١١٨ / ٢/
ﻳﻌﺮف أﻗﻞ ﻣﻐﻤﺰ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺮﺳﻮل ﻣﺎ دﺧﻞ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،ﻓﻀ ﻼ ﻋ ﻦ أن ﻳﺴﺎرع ﻓﻴﻪ ﺑﺪون ذرة ﻣﻦ ﺗﺮدد).(١٣ وﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺛﻘﺘﻬﻢ ﺑ ﻪ أﻧﻬ ﻢ آ ﺎﻧﻮا ﻳﺄﺗﻤﻨﻮﻧ ﻪ ﻋﻠ ﻲ أﻣ ﻮاﻟﻬﻢ ووداﺋﻌﻬ ﻢ ﺣﺘ ﻲ ﺑﻌ ﺪ اﻟﺒﻌﺜﺔ واﺳﺘﺤﻜﺎم ﻋﺪاوﺗﻬﻢ ﻟﻪ .وﻟﻮ آﺎن اﻟﻤﺆ َﺗﻤَﻦ أﺣﺪًا ﺁﺧ ﺮ ﻏﻴ ﺮ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻟﻜ ﺎن ﺧﻠﻴﻘﺎ أن ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻌﻪ هﺬﻩ اﻟﻮداﺋﻊ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻬﺠﺮة ﺑﻌﺪ أن وﺻﻠﺖ هﺬﻩ اﻟﻌﺪاوة ﺣـﺪ اﻟﺘﺂﻣﺮ اﻟﺨﺴﻴﺲ ﻋﻠ ﻲ ﻗﺘﻠ ﻪ .ﻟﻜﻨ ﻪ ،وه ﻮ اﻟﺼ ﺎدق اﻷﻣ ﻴﻦ ﺑﺤ ﻖ ،ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺘﺤﻞ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻨﻬﺎ داﻧﻘﺎ ،ﺑﻞ ﺧﻠّﻒ وراءﻩ اﺑﻦ ﻋﻤﻪ ورﺑﻴ َﺒﻪ ﻋﻠﻴﺎ ،وآﺎن ﻻﻳﺰال ﺻﺒﻴّﺎ ،ﻓﻨﺎم ﻓﻲ ﻓﺮاﺷﻪ ﺗﻀﻠﻴﻼ ﻟﻬﻢ ﺣﺘﻲ أﺻﺒﺢ اﻟﺼﺒﺎح ﻓﻐﺪا ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﺴﻠﻢ ﻟﻜﻞ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﺎ آ ﺎن اﺋ ﺘﻤﻦ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻣﺤﻤ ﺪًا ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم) .(١٤وه ﺬﻩ اﻷﻣﺎﻧ ﺔ وه ﺬا اﻟﺼﺪق ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﻟﻢ ﻳﺰاﻳﻼﻩ ﻟﺤﻈﺔ واﺣﺪة ﻃﻮل ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻻ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ وﻻ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ،ﻋﻠ ﻲ ﻋﻜ ﺲ ﻣ ﺎ ﻳﺰﻋﻤ ﻪ ه ﺆﻻء اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻮن ﻣ ﻦ أن ﺗﻴ ﺎر اﻷﺣﺪاث ﺑﻌﺪ اﻟﻬﺠﺮة ﻗﺪ ﺟﺮﻓﻪ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻤﺎ آﺎن ﻳﺤ ﺮص ﻋﻠ ﻲ اﻻﺳﺘﻤﺴ ﺎك ﺑ ﻪ ﻣ ﻦ ﻣﺜﺎﻟﻴ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣﻄ ﺎﻟﻊ اﻟ ﺪﻋﻮة .وﻟﻨﺘ ﺮك اﺑ ﻦ هﺸ ﺎم ﻳ ﺮو ﻋ ﻦ اﺑ ﻦ إﺳ ﺤﺎق ﺑﺄﺳﻠﻮﺑﻪ اﻟﺒﺴﻴﻂ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ » :ﻗﺎل اﺑﻦ إﺳﺤﺎق :وآﺎن ﻣ ﻦ ﺣ ﺪﻳﺚ ل اﷲ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳ ﻠﻢ وه ﻮ اﻷﺳﻮد اﻟﺮاﻋﻲ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻠﻐﻨﻲ ،أﻧﻪ أﺗﻲ رﺳﻮ َ ﻣﺤﺎﺻ ٌﺮ ﻟﺒﻌﺾ ﺣﺼ ﻮن ﺧﻴﺒ ﺮ ،وﻣﻌ ﻪ ﻏ ﻨﻢ ﻟ ﻪ آ ﺎن ﻓﻴﻬ ﺎ أﺟﻴ ًﺮا ﻟﺮﺟ ﻞ ﻣ ﻦ ﻲ اﻹﺳﻼم ،ﻓﻌﺮﺿﻪ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺄﺳﻠﻢ . ﻳﻬﻮد ،ﻓﻘﺎل :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ،اﻋﺮض ﻋﻠ ّ وآﺎن رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻻ ﻳﺤﻘ ﺮ أﺣ ﺪا أن ﻳ ﺪﻋﻮﻩ إﻟ ﻲ اﻹﺳ ﻼم وﻳﻌﺮﺿﻪ ﻋﻠﻴﻪ .ﻓﻠﻤﺎ أﺳﻠﻢ ﻗﺎل :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ،إﻧﻲ آﻨﺖ أﺟﻴﺮًا ﻟﺼﺎﺣﺐ هﺬﻩ اﻟﻐﻨﻢ ،وهﻲ أﻣﺎﻧﺔ ﻋﻨﺪي ،ﻓﻜﻴﻒ أﺻﻨﻊ ﺑﻬﺎ ؟ ﻗ ﺎل :اﺿ ﺮب ﻓ ﻲ وﺟﻮهﻬ ﺎ ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺳﺘﺮﺟﻊ إﻟﻲ رﺑﻬﺎ ،أو آﻤﺎ ﻗﺎل .ﻓﻘﺎل اﻷﺳﻮد :ﻓﺄﺧ ﺬ ﺣﻔﻨ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺤﺼ ﺎ ﻓﺮﻣﻲ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ وﺟﻮهﻬﺎ وﻗﺎل :ارﺟﻌﻲ إﻟﻲ ﺻﺎﺣﺒﻚ ،ﻓﻮاﷲ ﻻ أﺻﺤﺒﻚ أﺑﺪا . ﻓﺨﺮﺟ ﺖ ﻣﺠﺘﻤﻌ ﺔ آ ﺄن ﺳ ﺎﺋﻘﺎ ﻳﺴ ﻮﻗﻬﺎ ﺣﺘ ﻲ دﺧﻠ ﺖ اﻟﺤﺼ ﻦ ،ﺛ ﻢ ﺗﻘ ﺪم إﻟ ﻲ اﻟﺤﺼﻦ ﻟﻴﻘﺎﺗﻞ ﻣـﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤـﻴﻦ ﻓﺄﺻـﺎﺑﻪ ﺣﺠﺮ ﻓﻘـﺘﻠﻪ ...إﻟﺦ‹‹ ) .(١٥واﻟﺸ ﺎهﺪ ) (١٣ﺳﻴﺮة اﺑﻦ هﺸﺎم ٢٣٢ / ١ ) (١٤اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٩٣ - ٩١ / ٢ /واﻧﻈﺮ آﺬﻟﻚ آﻴﻒ أن أﺑﺎ اﻟﻌ ﺎص ﺑ ﻦ اﻟﺮﺑﻴ ﻊ زوج زﻳﻨ ﺐ ﺑﻨﺖ رﺳﻮل اﷲ ،وآﺎن ﻗﺪ وﻗﻊ أﺳﻴﺮا ﻗﺒﻴﻞ اﻟﻔﺘﺢ ﻓ ﻲ أﻳ ﺪي اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ وﻣﻌ ﻪ ﺗﺠ ﺎرة ﻗ ﺮﻳﺶ وأﻣﻮاﻟﻬ ﺎ ،إذ آ ﺎن ﻣﺆﺗﻤﻨ ﺎ ﻓ ﻴﻬﻢ ،ﻗ ﺪ ﺣ ﺮص ﻋﻠ ﻲ أﻻ ﻳﻌﻠ ﻦ إﺳ ﻼﻣﻪ إﻻ ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺔ .وﺑﻌ ﺪ أن أﻃﻠ ﻖ ﻼ إﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻤﻨﻌ ﻪ ﻣ ﻦ إﻋ ﻼن اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﺳﺮاﺣﻪ ﺑﻤﺎ آﺎن ﻣﻌﻪ ﻣﻦ أﻣﻮال ردهﺎ آﺎﻣﻠﺔ إﻟﻲ أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﻗﺎﺋ ً ﺣﻤِﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم إﻻ ﺗﺨﻮﻓ ﻪ ﻣ ﻦ أن ﻳﻈﻨ ﻮا أﻧ ﻪ أراد أن ﻳﺄآ ﻞ أﻣ ﻮاﻟﻬﻢ) اﺑ ﻦ اﻹﺳﻼم ﻋﻨﺪ َ ﺨ ﺘَﻦ ، هﺸﺎم ، ( ٢١٩ – ٢١٨/ ٢ /وهﻮ ﻣﺎ ﻳ ﺪل ﻋﻠ ﻲ أن اﻟﺸ ﺒﻴﻪ ﻳﻨﺠ ﺬب إﻟ ﻲ ﺷ ﺒﻴﻬﻪ .ﻓﻬ ﺬا ه ﻮ اﻟ َ ﺣﻤُﻮﻩ. وذﻟﻚ َ )(١٥
اﺑﻦ هﺸﺎم . ٢٢٢ / ٣ /
ﻓ ﻲ ه ﺬا أن رﺳ ﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﻟ ﻢ ﻳ ﺮد أن ﻳﻠ ﱢﻮث ﻣﺴ ﻠﻢ ﺟﺪﻳ ﺪ إﺳﻼﻣﻪ ﺑﻤﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ،ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻧ ﻪ ﺑﻌ ﺪ اﻧﺘﺼ ﺎرﻩ ﻋﻠ ﻲ ﻳﻬ ﻮد ﺧﻴﺒ ﺮ ﻗ ﺪ ﺣﺎز ﻣﻦ أﻣﻮاﻟﻬﻢ وأرﺿﻴﻬﻢ وﻣﺎﺷﻴﺘﻬﻢ أﺿﻌﺎف أﺿﻌﺎف هﺬا اﻟﻘﻄﻴﻊ ﻣﻦ اﻟﻐﻨﻢ .وﻟﻜﻦ ﻏﻨﻢ اﻷﻣﻮال ﻓﻲ ﺣ ﺮب ﺷ ﺮﻳﻔﺔ ﺷ ﻲء ،واﺗﺨ ﺎذ اﻟ ﺪﺧﻮل ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ُﺗ َﻜَﺄ ًة ﻟﻤﺜﻞ هﺬا اﻻﺳﺘﻴﻼء اﻟﻐ ﺎدر ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﺷ ﻲء ﺁﺧ ﺮ ﻻ ﺗﻘﺒﻠ ﻪ أﺧ ﻼق اﻟﺼ ﺎدﻗﻴﻦ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﻴﻦ ﻋﻠﻲ اﻷﻣﺎﻧﺔ واﻟﻮﻓﺎء ﺣﺘﻲ ﻣﻊ أﻟ ﱢﺪ اﻷﻋﺪاء. ﻼ ﻣﻦ وﻗﺪ آﺎن ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم ،ﺣ ﻴﻦ ﻧ ﺰل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟ ﻮﺣﻲ أول ﻣ ﺮة ،دﻟ ﻴ ً دﻻﺋﻞ ﺻﺪﻗﻪ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ اﻟﻤﻤﺎراة .ﻟﻘﺪ ﺷﻚ ﻓﻲ ﻣﺼﺪر ه ﺬا اﻟ ﻮﺣﻲ ورﻋ ﺐ ﻣﻨﻪ .وﻗﺼﺘﻪ ﺣﻴﻦ ﻋﺎد ﻣﻦ اﻟﻐﺎر إﻟ ﻲ ﺑﻴﺘ ﻪ ﻟ ﻴﻼ وه ﻮ ﻳﻬﺘ ﻒ » :دﺛ ـﱢﺮوﻧﻲ . دﺛﱢـﺮوﻧﻲ « أﺷﻬﺮ ﻣﻦ أن ﻧﺤﺘﺎج إﻟﻲ ﺳﻮﻗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ) .(١٦ووﺟﻪ اﻟﻌﺒﺮة ﻓﻴﻬ ﺎ ، ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﺑﺼﺪدﻩ ،أﻧﻪ ﻟﻮ آﺎن آﺎذﺑﺎ ﻓﻲ أﻣ ﺮ ﺟﺒﺮﻳ ﻞ واﻟ ﻮﺣﻲ ﻟﻜﺎﻧ ﺖ ﻟ ﻪ ﻓ ﻲ ﻣﻴﺪان اﻟﻜﺬب ﻣﺮاﻏﻢ واﺳﻌﺔ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺼﻮل ﻓﻴﻬﺎ وﻳﺠﻮل آﻴﻔﻤﺎ ﺷ ﺎء .ﻟﻘ ﺪ آﺎن اﻷﺣﺮي ﺑﻪ ،ﻟﻮ آﺎن ﻣﺰﻳﻔﺎ دﺟ ﺎﻻ ،أن ﻳ ﺪﻋﻲ أن ﺟﺒﺮﻳ ﻞ ،ﺑ ﺪﻻ ﻣ ﻦ أن ﻳ ُﻐﻄّﻪ ﻣﺮات ﺛﻼﺛﺎ ﺣﺘﻲ آﺎدت روﺣﻪ أن ﺗﺰهﻖ ،ﻗﺪ أﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩ أﺧﺬا رﻓﻴﻘﺎ ﺣﺎﻧﻴﺎ ،وﺳﻤﺮ ﻣﻌﻪ ﺳﻤﺮ اﻷﺻﺪﻗﺎء اﻟﻤﺘﻔﺎهﻤﻴﻦ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ هﺬا اﻷﻣﺮ اﻟﺨﺎﻃﻒ اﻟﺠﺎزم اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ أن ﻳﻔﻬﻢ ُآ ْﻨﻬَﻪ وﻻ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﻪ: » اﻗﺮأ« .آﺬﻟﻚ آﺎن اﻷﺣﺮي ﺑﻪ ﻋﻨﺪﺋﺬ أن ﻳﻌﻮد إﻟﻲ ﺑﻴﺘ ﻪ ﻣﺒﺘﺴ ﻤﺎ ﻣﻨﺸ ﺮح اﻟﺼﺪر .أﻟﻴﺲ ﻳﺰﻋﻢ أﻧﻪ ﻗﺪ ﻧﺰل ﻋﻠﻴﻪ وﺣﻲ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ؟ إذن ﻓﻘ ﺪ ﻻ ،وإذن ﻓﺎﻟﻨﺘﻴﺠ ﺔ اﻟﻤﻨﻄﻘﻴ ﺔ ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﻜﺬﺑ ﺔ ﻼ ورﺳ ﻮ ً اﺻ ﻄﻔﺎﻩ ه ﺬا اﻟ ﺮب ﺧﻠ ﻴ ً اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ أن ﻳﺸﻔﻌﻬﺎ ﺑﻜﺬﺑﺔ أﺧﺮي ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﺗﺒﻴﻦ آﻴﻒ أن رﺑﻪ ﺗﺠﻠﻲ ﻟ ﻪ ﺷﺨﺼﻴﺎ ،وآﻠﻤﻪ ﻣﺸﺎﻓﻬﺔ ،ورﺑّﺖ ﻋﻠﻲ آﺘﻔ ﻪ ...إﻟ ﻲ ﺁﺧ ﺮ ه ﺬا اﻟﻬ ﺮاء اﻟ ﺬي ه ﻮ ﺑﺎﻟﻜ ﺎذﺑﻴﻦ اﻟ ﺪﺟﺎﻟﻴﻦ أﻗﻤ ﻦ ،وﺑﺼ ﺪورﻩ ﻋ ﻦ ﻋﻘ ﻮﻟﻬﻢ وﻧﻔﻮﺳ ﻬﻢ اﻟﻤﻠﺘﻮﻳ ﺔ أﺷﺒﻪ).(١٧ إﻧﻨﺎ ﺣﻴﻦ ﻧﺴﻮق هﺬا اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻻ ﻧﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻟﻤﺠﺮد أﻧﻨﺎ ﻣﺴﻠﻤﻮن ،ﻓﻘﺪ ﻗﻤ ﺖ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻤﻀﻨﻴﺔ ﻟﺘﺒﺮﺋﺔ ﺿﻤﻴﺮي أﻣ ﺎم ﻧﻔﺴ ﻲ ورﺑ ﻲ أوﻻ وﻗﺒ ﻞ آ ﻞ ﺷ ﻲء ، ﻷﻧﻲ أﺣﺐ أن أﺗﺜﺒﺖ ﻣﻦ آﻞ ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﺣﻖ ﻋﻠﻲ ﻗﺪر ﻣﺎ ﺗﺴﻊ ﻃﺎﻗﺘﻲ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ )(١٦
ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻲ أي ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻟﻶﻳﺎت اﻷوﻟﻲ ﻣﻦ ﺳﻮرة » اﻟﻤﺪﺛﺮ« .
)(١٧ ﻗﺎرﻧﻪ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺑﻤﺴﻴﻠﻤﺔ اﻟﻜﺬاب واﻟﻘﺎدﻳﺎﻧﻲ واﻟﺒ ﺎب وﺑﻬ ﺎء اﷲ ،وﺿ ﻊ ﺧﻮﻓ ﻪ ورﻋﺒ ﻪ ﺟﻨ ﺐ ﺛﻘﺘﻬﻢ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ وادﻋﺎءاﺗﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﺎوز ﺣﺪود اﻟﻌﻘﻞ واﻟﻤﻨﻄﻖ.
ﺺ وﺗﻘﻠﻴﺐ ﻟﻸﻣﺮ ﻋﻠﻲ وﺟﻮه ﻪ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔ ﺔ .ﺛ ﻢ إﻧﻨ ﺎ ﻗ ﺪ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﺤﺚ وﺗﻘ ّ ﺟ ّﻴ ﻮم ،وه ﻮ ﻣﺴﺘﺸ ﺮق ﺑﺮﻳﻄ ﺎﻧﻲ ﻻ ﻳ ﺆﻣﻦ ﺑﻨﺒ ﻮة ﻣﺤﻤ ﺪ ﻋﻠﻴ ﻪ رأﻳﻨ ﺎ أﻟﻔﺮﻳ ﺪ ِ اﻟﺴﻼم ،ﻳﻌﺘﻤﺪ هﺬا اﻟﻤﻘﻴﺎس دﻟﻴﻼ ﻋﻠﻲ ﺻﺪﻗﻪ ورﻏﺒﺘﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺘﺜﺒ ﺖ ﻣ ﻦ أن ﻣ ﺎ ﺗﺠﻠﻲ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻏﺎر ﺣﺮاء إﻧﻤﺎ هﻮ ﺣﻖ ﻻ رﻳﺐ ﻓﻴﻪ .وهﺎ هﻮ ذا واﺷﻨﺠﺘﻦ إرﻧﺞ أﻳﻀﺎ ﻳﺴﺘﺨﺪم هﺬا اﻟﻤﻘﻴﺎس ذاﺗﻪ دﻟﻴﻼ ﻋﻠﻲ ﺻﺪﻗﻪ وأﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺸﺄ أن ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﻣ ﻦ ﻓﻮرﻩ ﻟﻤﺎ آﺎن ﻳﻤﻜﻦ ،ﻣﻦ ﺑﺎب اﻻﺣﺘﻤﺎل اﻟﻌﻘﻠﻲ اﻟﻤﺠﺮد ،أن ﻳﻜﻮن ﺿﺮﺑﺎ ﻣﻦ اﻟﻮهﻢ) .(١٨ﻟﻴﺲ ذﻟﻚ ﻓﺤﺴﺐ ،ﻓﺈن ﻣﻜﺴﻴﻢ رودﻧﺴﻮن ،وهﻮ اﻟﺸ ﻴﻮﻋﻲ اﻟ ﺬي ﻻ ﻳﺆﻣﻦ أﺻﻼ ﺑﻘﻮي روﺣﻴﺔ وﻳﺮﺟﻊ ﺑﻜﻞ ﺷﻲء إﻟﻲ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﻤﺎدﻳ ﺔ أو أﺛﺮه ﺎ ﻓ ﻲ اﻟ ﻨﻔﺲ اﻹﻧﺴ ﺎﻧﻴﺔ ،ﻻ ﻳﻔﻮﺗ ﻪ أن ﻳﺒ ﺮز ه ﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄ ﺔ ،إذ ﻳﻌﺘ ﺮف ﺑ ﺄن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻗﺪ ﺷ ﻚ ﻃ ﻮﻳﻼ ﻗﺒ ﻞ أن ﻳﻄﻤ ﺌﻦ إﻟ ﻲ أن اﻟ ﺬي ﻳﺄﺗﻴ ﻪ ه ﻮ وﺣﻲ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ) .(١٩وهﺬا اﻟﺸﻚ وهﺬﻩ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺜﺒﺖ هﻤ ﺎ ﺑ ﺪورهﻤﺎ دﻟﻴ ﻞ ﻗﻮي ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ردﻩ ﻋﻠﻲ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﺘﻄﻠ ﻊ ﻗﺒ ﻞ اﻟ ﻮﺣﻲ إﻟﻲ أن ﻳﻜﻮن رﺳﻮﻻ ،وذﻟﻚ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻤﺎ ﻳﺪﻋﻴﻪ ﺑﻼ ﺑﺮهﺎن ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ ﻣﻦ أن ﺣﺎدﺛﺔ ﻧﻘﻞ اﻟﺤﺠﺮ اﻷﺳﻮد ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻣﺪﻋ ّﻮ ﻟﺤﻤﻞ رﺳﺎﻟﺔ) ،(٢٠إذ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ أن أﺣﺪا ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻮرد ﻣﻦ ﺣﻴﺎة اﻟﺮﺳﻮل وﻻ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ دﻟﻴﻼ واﺣﺪا وﻟﻮ ﻣﺘﻬﺎﻓﺘﺎ ﻋﻠﻲ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن اﺳ ﺘﻌﺎﻧﺔ ﻗ ﺮﻳﺶ ﺑﻤﺤﻤ ﺪ ،ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ اﻟﻤﺼ ﺎدﻓﺔ اﻟﻤﺤﻀ ﺔ ،ﻓ ﻲ ﻓ ﺾ ﺧﺼ ﻮﻣﺘﻬﻢ ﺣ ﻮل ﻧﻘ ﻞ اﻟﺤﺠ ﺮ اﻷﺳ ﻮد ،ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﺗﺴﺘﺘﺒﻊ ﻣﻨﻄﻘﻴﺎ اﻋﺘﻘﺎدﻩ ﻓﻲ آﻮن ذﻟﻚ ﻧ ﺬﻳﺮا ﺑﺄﻧ ﻪ ﻣ ﺪﻋﻮ ﻟﺤﻤ ﻞ رﺳ ﺎﻟﺔ ﻣ ﺎ .إن
) (١٨إرﻓﻨﺞ . ٣٢ / ﻣ ﺮة أﺧ ﺮي أود أن أﻧﺒ ﻪ اﻟﻘ ﺎرئ إﻟ ﻲ أن ه ﺬا اﻟﻜﺎﺗ ﺐ ﻻ ﻳ ﺆﻣﻦ ﺑﻨﺒ ﻮة ﻣﺤﻤ ﺪ ،وﻟﻜﻨﻨ ﺎ اﻵن ﻧﻨ ﺎﻗﺶ ﻧﻈﺮﻳﺔ » اﻟﻜﺬب واﻟﺘﺪﺟﻴﻞ « ﻟﻴﺲ ﻏﻴﺮ ) (١٩رودﻧﺴﻮن . ٧٣ – ٧١هﺬا ،وﻟﻦ أﻗﻒ ﻋﻨﺪ اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ رﻏﺒﺔ ﺧﺪﻳﺠ ﺔ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺜﺒﺖ ﻣﻦ أن اﻟﺬي ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم إﻧﻤﺎ ه ﻮ ﻣ ﻼك ﻻ ﺷ ﻴﻄﺎن ،ﻷﻧ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ﻻ أﻃﻤﺌﻦ إﻟﻴﻬﺎ آﺜﻴﺮا ،وهﻮ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﻘﻴﻢ ﺟﺴﺮا ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﻴﻦ آﺎﺗﺐ هﺬﻩ اﻟﺴﻄﻮر وﺑﻴﻦ اﻟﻘ ﺎرئ اﻟﺬي ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﻳﺎ آﺎن ﻣﻌﺘﻘﺪﻩ ،إذ إن ﻣﻌﻨ ﻲ ذﻟ ﻚ ،ﻓﻴﻤ ﺎ أﻗ ﺪّر ،ه ﻮ أﻧﻨ ﻲ ﻻ أﺳ ﺎرع إﻟ ﻲ اهﺘﺒﺎل أﻳﺔ ﻓﺮﺻﺔ ﺳﺎﻧﺤﺔ ،ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ اﻟﺒﺮهﺎﻧﻴﺔ ،ﻟﻠﺘﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻲ ﺻﺪق رﺳﺎﻟﺔ اﻹﺳﻼم . أﻣﺎ ﺳﺒﺐ ﻋ ﺪم اﻃﻤﺌﻨ ﺎﻧﻲ ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﺮواﻳ ﺔ ﻓﻬ ﻮ اﺳ ﺘﺒﻌﺎدي أن ﺗﻜ ﻮن ﺧﺪﻳﺠ ﺔ ﻓ ﻲ أول اﻟ ﺪﻋﻮة ،وآﺎﻧ ﺖ ﻗﺮﻳﺒ ﺔ ﻋﻬ ﺪ ﺑﺎﻟﻮﺛﻨﻴ ﺔ ،ﻗ ﺎدرة ﻋﻠ ﻲ اﻟﺘﻮﺻ ﻞ إﻟ ﻲ ه ﺬا اﻟﻤﻘﻴ ﺎس اﻟ ﺬي اﺳ ﺘﻄﺎﻋﺖ ﺑ ﻪ ،ﻋﻠ ﻲ ﺣﺴ ﺐ اﻟﺮواﻳﺔ ،أن ﺗﻤﻴﺰ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻼك واﻟﺸ ﻴﻄﺎن .وه ﻮ ﻳ ﺘﻠﺨﺺ ﻓ ﻲ أﻧ ﻪ إذا ﻇﻬ ﺮ ﻟﻠﺮﺳ ﻮل ﺻ ﺎﺣﺒﻪ وه ﻮ ﺟﺎﻟﺲ ﻋﻠﻲ ﻓﺨﺪهﺎ أو ﻓﻲ ﺣﺠﺮهﺎ ﺑﻴﻨﻤ ﺎ ﻳﺨﺘﻔ ﻲ إذا أﻟﻘ ﺖ ﺧﻤﺎره ﺎ ﻓﻤﻌﻨ ﻲ ذﻟ ﻚ أﻧ ﻪ ﻣ ﻼك .أﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ اﻟﺮﺳﻮل أﺣﺮي أن ﻳﺘﻮﺻﻞ هﻮ إﻟﻲ هﺬا اﻟﻤﻘﻴﺎس ،وهﻮ اﻟﺬي آﺎن ﻳﻘﻀﻲ ﻣﻦ آﻞ ﻋﺎم اﻟﻠﻴ ﺎﻟﻲ ذوات اﻟﻌﺪد ﻓﻲ ﻏﺎر ﺣﺮاء ﻳﺘﺄﻣﻞ اﻟﻜ ﻮن وﻳﺘﻔﻜ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻠﻜ ﻮت ﺑﺎﺣﺜ ﺎ ﻋ ﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ؟ وﻧﻔ ﺲ اﻟﻜ ﻼم ﻳﻨﻄﺒ ﻖ ﻋﻠﻲ اﻟﺮواﻳ ﺔ اﻷﺧ ﺮي اﻟﺘ ﻲ ﺗﻘ ﻮل إﻧﻬ ﺎ أدﺧﻠﺘ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺑﻴﻨﻬ ﺎ وﺑ ﻴﻦ درﻋﻬ ﺎ ،ﻓ ﺬهﺐ ﻋﻨ ﺪ ذﻟ ﻚ ﺟﺒﺮﻳﻞ ،ﻓﻜﺎن ذﻟﻚ دﻟﻴﻼ ﻋﻨﺪهﺎ ﻋﻠﻲ أﻧﻪ ﻣﻠﻚ وﻟﻴﺲ ﺑﺸﻴﻄﺎن) اﺑﻦ هﺸﺎم (٢٢٣ / ١ / )Kellet, a History of Religions, p. 335. (٢٠
ﻋﻘﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﻳﻮم ﻣﻦ اﻷﻳﺎم ﺑﻬﺬا اﻟﺘﻬﺎﻓﺖ وﻻ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻔﺴﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻘﺪﻣﺎت وﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ. وﻳﺘﺼﻞ ﺑﻬﺬا ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻓﺘﻮر اﻟﻮﺣﻲ ﺑﻌﺪ اﻟﺪﻓﻘﺔ اﻷوﻟﻲ إﻟﻲ اﻟﺪرﺟ ﺔ اﻟﺘ ﻲ وﺟ ﺪهﺎ ﻗﻮﻣﻪ ﻓﺮﺻﺔ ﻹﻳﺬاء ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻣﺪّﻋﻴﻦ أن ﺷﻴﻄﺎﻧﻪ ﻗﺪ هﺠﺮﻩ) ،(٢١ﻓﻴﻨﺰل اﻟ ﻮﺣﻲ ﻣﻄﻤﺌﻨﺎ اﻟﺮﺳﻮل إﻟﻲ أن ﺣﺐ رﺑﻪ ﻟﻪ ﺑﺎق ﻟﻢ ﻳﺘﻐﻴﺮ ،ﻣﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ أن أﺛﺮ ه ﺬا اﻻدﻋﺎء ﻗﺪ وﺟﺪ إﻟﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﺳﺒﻴﻼ .ﺗﺮي ﻟ ﻮ آ ﺎن آﺎذﺑ ﺎ دﺟ ﺎﻻ ﻓﻤ ﺎ اﻟ ﺬي ﻳﺠﻌﻠ ﻪ ﻳﺘﻮﻗ ﻒ ﻋ ﻦ ادﻋ ﺎء اﻟ ﻮﺣﻲ وﻟ ﻮ ﺑ ﺎﻟﻠﻐﻮ اﻟﻔ ﺎرغ ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﻮل أو ﺑﺘ ﺪﺑﻴﺞ اﻟﻤ ﺪاﺋﺢ اﻹﻟﻬﻴﺔ اﻟﻤﻠﻔﻘﺔ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻪ ؟ وﻟﻮ اﻓﺘﺮﺿﻨﺎ أﻧﻪ ﻗﺪ ﻓﺎﺗﻪ هﺬا ﻓِﻠ َﻢ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑﻤﺜﻞ ه ﺬا ﻀﺤَﻲ « ﻣﺎ دام ﻳﻌﻠـﻢ ﻣﻦ ﻧﻔﺴ ﻪ أﻧ ﻪ آ ﺎذب اﻻدﻋﺎء آﻤﺎ ﺗﺸﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺳﻮرة » اﻟ ﱡ وأن اﻷﻣﺮ آﻠ ﻪ ﻻ ﻳﻌ ﺪو أن ﻳﻜ ﻮن ﺗﻠﻔﻴﻘ ﺎ ﻓ ﻲ ﺗﻠﻔﻴ ﻖ ؟ إن ﻣ ﺎ داﺧﻠ ﻪ ﻣ ﻦ ﺣ ﺰن ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻘﻮﻻت ﻗﺮﻳﺶ ﻋﻨﻪ إﻧﻤﺎ هﻮ ﺣ ﺰن اﻟﺼ ﺎدﻗﻴﻦ .إن ه ﺬﻩ اﻟﺴ ﻮرة ﻟﻴﺴ ﺖ دﻓﺎﻋًﺎ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ وﻻ ﻣ ﺪﺣﺎ ﻟ ﻪ وﻻ ﺷ ﺘﻤﺎ ﻷﻋﺪاﺋ ﻪ ،وإﻧﻤ ﺎ ه ﻲ ﻃﻤﺄﻧ ﺔ ﻟ ﻪ ﻓ ﻲ ﺟﻤﻠ ﺔ ﻗﺼ ﻴﺮة » :ﻣ ﺎ ودّﻋ ﻚ ر ﱡﺑ ﻚ وﻣ ﺎ َﻗَﻠ ﻲ « )اﻟﻀ ﺤﻲ ، ( ٣ /وﺗ ﺬآﻴﺮ ﺑﻨﻌﻤﺔ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وأﻧﻪ آﺎن ﻳﺘﻴﻤﺎ ﻓﺂواﻩ اﷲ ،ﺿﺎﻻ ﻓﻬﺪاﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ...إﻟﺦ .وآﻴﻔﻤﺎ آ ﺎن ﻣﻌﻨ ﻲ اﻟﻀ ﻼﻟﺔ واﻟﻬﺪاﻳ ﺔ هﻨ ﺎ ﻓ ﺈن ه ﺬا اﻟﻜ ﻼم ه ﻮ ﺁﺧ ﺮ ﺷ ﻲء ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﺼﺪر ﻋﻦ آﺎذب ﻣﺤﺘﺎل ﻓﻲ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ .ﺛﻢ ﺑﻌﺪ اﻟﻄﻤﺄﻧﺔ واﻟﺘﺬآﻴﺮ ﺗﺄﺗﻲ ﺲ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻧﺒ ﺮة ﻋﻠﻮﻳ ﺔ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﺗﻜ ﻮن ﺻ ﺎدرة ﻣﻨ ﻪ اﻷواﻣﺮ اﻹﻟﻬﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺤ ّ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم إﻟﻲ ﻧﻔﺴﻪ. وﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺗﻨﺠﻠ ﻲ ﻣﺮﺣﻠ ﺔ اﻟﻘﻠ ﻖ اﻷوﻟ ﻲ ﺑﺸ ﻜﻮآﻬﺎ وﺗﻮﺗﺮاﺗﻬ ﺎ ﻧﺠ ﺪ ﻣﺤﻤ ﺪا ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻃﻴﻠ ﺔ ﺣﻴﺎﺗ ﻪ ﻗ ﻮي اﻹﻳﻤ ﺎن ﺑﺮﺑ ﻪ وﺑﺮﺳ ﺎﻟﺘﻪ ،ﻋﻤﻴ ﻖ اﻟﻴﻘ ﻴﻦ ﺻ ﺒﱠﺖ ﻋﻠﻴ ﻪ وﻋﻠ ﻲ واﻻﻃﻤﺌﻨﺎن ﻟﺪرﺟﺔ ﻣﺬهﻠﺔ .إﻧﻪ ﺑ ﺮﻏﻢ أﻟ ﻮان اﻷذي اﻟﺘ ﻲ ُ أﺗﺒﺎﻋﻪ ﻋﻠﻲ ﻗﻠﺘﻬﻢ وﻏﺮﺑﺘﻬﻢ ﻓ ﻲ ﺑﻠ ﺪهﻢ ،وﺑ ﺮﻏﻢ ﺻ ﻨﻮف اﻟﻤ ﺆاﻣﺮات وﺗﺘ ﺎﻟﻲ اﻟﺤﺮوب اﻟﺘﻲ ُﻓﺮِض ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻮﺿﻬﺎ ﺿ ﺪ ﺟﻤﻴ ﻊ اﻟﻘ ﻮي ﻓ ﻲ اﻟﺠﺰﻳ ﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ وﺧﺎرﺟﻬ ﺎ ﺑﻌ ﺪ هﺠﺮﺗ ﻪ إﻟ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ،ﻓﺈﻧ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺻ ﻠﻮات اﷲ وﺳ ﻼﻣﻪ ﻟ ﻢ ﻳﺘﺰﺣﺰح ﻗِﻴ َﺪ ﺷﻌﺮة ﻋﻦ ﺷﻲء ﻣﻦ ﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻪ .ﺛﻢ إﻧﻪ ﻟﻮ آﺎن دﺟﺎﻻ ﻣﺨﺎدﻋﺎ ﻓﻤﺎ اﻟﺬي أﺟﺒﺮﻩ أن ﻳﺒﻘﻲ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ وﺣﻴﺪا ﻣﻊ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ وﻋﻠﻲ ﺣﺘﻲ ه ﺎﺟﺮ آ ـﻞ ﻣ ﻦ
)(٢١
اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري.١٩٧ / ١/
ﺞ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻨﺠﻮ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ؟ ﻻ ،و ْﻟ َﻴﻨْـ ُ ﺞ ﺑﺠﻠﺪﻩ أو ً أراد اﻟﻬﺠﺮة ؟ ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﻳَﻨ ْـ ُ
). (٢٢
وإذا آﺎن إرﻧﺞ ﻗﺪ ﺟﻌﻞ أﺣﺪ رآ ﺎﺋﺰ اﻗﺘﻨﺎﻋ ﻪ ﺑ ﺈﺧﻼص اﻟﺮﺳ ﻮل وﺻ ﺪﻗﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠ ﺔ اﻟﻤﻜﻴ ﺔ ﺗﺤ ﱡﻤَﻠ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻷﻟ ﻮان اﻻﺿ ﻄﻬﺎد اﻟﻤﺨﺘﻠﻔ ﺔ) ،( ٢٣ﻓ ﺈن ﻣﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻳﻬﻮّﻧﻮن ﻣﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻻﺿﻄﻬﺎد هﺬﻩ وﻳﻘﻮﻟﻮن إﻧﻬ ﺎ ﻗ ﺪ ﺑﻮﻟ ﻎ ﻓﻴﻬ ﺎ آﺜﻴ ﺮًا .وﻓ ﻲ رأﻳﻬ ﻢ أﻧ ﻪ ﻟ ﻮ آ ﺎن ﺛﻤ ﺔ اﺿ ﻄﻬﺎد ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﺪرﺟ ﺔ ﻻﻧﺘﻘﻤ ﺖ ﻄﻬَﺪﻳﻦ ﻗﺒﺎﺋﻠﻬﻢ ﺟﺮﻳﺎ ﻋﻠﻲ ﻋﺎدة اﻟﻌﺮب ﻓﻲ ﺗﻌﺼ ﺐ آ ﻞ ﻗﺒﻴﻠ ﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻟﻤﻀ َ ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﺎ. وهﺆﻻء اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن ﻳﻨﺴﻮن أن هﺬا اﻟﺘﻌﺼﺐ ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻊ أﺑﺎ ﻟﻬﺐ ﻣﺜﻼ وزوﺟﺘ ﻪ ﻣﻦ إﻳﺬاء اﻟﻨﺒﻲ واﻟﺘﺤـﺮﻳﺾ ﻋﻠﻴـﻪ ،وﻻ ﻋﻤﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﻄ ـﺶ ﺑﺄﺧﺘ ﻪ وزوﺟﻬ ﺎ ، ﻷ ْد َﻧﻴْﻦ ،وأﻳﻦ ؟ ﻓ ﻲ ﺑﻴﺘﻬﻤ ﺎ .آ ﺬﻟﻚ ﻟ ﻢ ﻳﻤﻨ ﻊ اﻟﺬي آﺎن هﻮ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ أﻗﺮﺑﺎﺋﻪ ا َ ﺷ ﻌْﺐ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ـﺐ هﺬا اﻟﺘﻌﺼﺐ ﻗﺮﻳﺸﺎ أن ﺗﻘﺎﻃﻊ ﺑﻨﻲ هﺎﺷﻢ وﺗﺤﺎﺻﺮهﻢ ﻓ ﻲ ِ ﻻ ﺑﺎهﻈ ﺎت .أم ه ﻞ ﻳﻨﺒﻐ ﻲ أن ﻧﻜ ﺬب ه ﺬا آﻠ ﻪ وﻧﻜ ﺬب آ ﺬﻟﻚ أﺷﻬـﺮًا ﻋﺪة ﺛﻘ ﺎ ً اﻟﺤﺠﺎرة اﻟﺘﻲ رﺷﻘﻪ ﺑﻬـﺎ ،وهــﻢ ﻳﻄـﺎردوﻧـﻪ ،ﺻﺒﻴـﺎن اﻟﻄﺎﺋــﻒ وﻋﺒﻴﺪهـﻢ
وﺳﻔﻬﺎؤهﻢ ،وﻻ أﺣﺪ ﻣﻦ ﺳﺎدﺗﻬﻢ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻟﻤﻨﻌﻬﻢ وﻟﻮ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﻤﺠﺎﻣﻠﺔ اﻟﻜﺎذﺑﺔ ؟ ﺛﻢ هﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ أﻳﻀﺎ ﻳ ﺎ ﺗ ﺮي أن ﻧﻨﺒ ﺬ ﻣ ﺎ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻋ ﻦ اﺋﺘﻤ ﺎرهﻢ ﺑ ﻪ ﻟﻴﻘﺘﻠ ﻮﻩ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم؟ )اﻷﻧﻔﺎل . (٣٠/ﻟﻘﺪ ﻧﺴﻲ هﺬا اﻟﻔﺮﻳﻖ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب ) (٢٤أن اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ آﺎﻧﺖ ﺗﺨﻠ ﻊ ﻋﻨﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﻳﺨ ﺮج ﻋﻠ ﻲ ﺗﻘﺎﻟﻴ ﺪهﺎ وأﻋﺮاﻓﻬ ﺎ .وأي ﺧ ﺮوج ﻋﻠ ﻲ ه ﺬﻩ اﻷﻋ ﺮاف ﻦ َﻗ ْﺒﻠِﻬﻢ ،وﻳﺴﺨﺮ ﻣﻦ واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ أﺷﻨ ُﻊ ﻓﻲ ﻧﻈﺮهﻢ ﻣﻦ دﻳﻦ ﻳﺴﻔﻪ أﺣﻼﻣﻬﻢ وأﺣﻼم ﺁﺑﺎﺋﻬﻢ ِﻣ ْ ) (٢٢ﻗﺎرن ذﻟﻚ ﺑﻔﺮار آﻞ ﻣﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺟﻬﻞ ﻳﻮم ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ وﺻﻔﻮان ﺑﻦ أﻣﻴﺔ و َﺗﺮْآﻪ زوﺟﺘﻪ وأوﻻدﻩ ،وهﺮوب ﻋﺪي ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ اﻟﻄ ﺎﺋﻲ إﻟ ﻲ اﻟﺸ ﺎم ،ﻋﻨ ﺪ اﻗﺘ ﺮاب ﺟﻴ ﻮش اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻣ ﻦ ﺑ ﻼدﻩ ، ﻋﻠﻲ إﺑﻞ آﺎن ﻗ ﺪ أﻋ ﺪهﺎ ﻟ ﺬﻟﻚ اﻟﻴ ﻮم و َﺗﺮْآ ﻪ ُﻣﻠْﻜ ﻪ وأﺧﺘ ﻪ ،اﻟﺘ ﻲ ﻣ ّ ﻦ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ اﻟﻨﺒ ﻲ ﺑ ﺈﻃﻼق ﺳ ﺮاﺣﻬﺎ ﻓﺬهﺒﺖ إﻟﻲ أﺧﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺑﻪ وﻻﻣﺘﻪ ﻟﻮﻣﺎ ﺷﺪﻳﺪا ) اﺑﻦ هﺸﺎم . ( ١٦٦ ، ٤٥ / ٤
)( ٢٣
)(٢٤
إرﻓﻨﺞ .١٩٦ ، ٣٥ /
اﻧﻈﺮ ﭼﻮزﻳﻒ هﺒﻲ ، ٧٨٣ /وأﻟﻔﺮﻳﺪ ﺟﻴﻮم ٣٤ /ـ .٣٥
أﺳ ﻠﻮب ﺣﻴ ﺎﺗﻬﻢ وأﺻ ﻨﺎﻣﻬﻢ وﻣﻌﺘﻘ ﺪاﺗﻬﻢ اﻟﺘ ﻲ ﺿ ﺮﺑﺖ ﺑﺠ ﺬورهﺎ اﻟﺤﺪﻳﺪﻳ ﺔ ﻓ ﻲ ﻧﻔﻮﺳ ﻬﻢ ﺟﻴﻼ ﺑﻌﺪ ﺟﻴﻞ ؟ ﻟﻘﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ إﺻﺮار ﻗﺮﻳﺶ ﻋﻠﻲ ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻹﺳ ﻼم وأﺗﺒﺎﻋ ﻪ أن َﺗ َﻌ ﱠﻘ َﺒﺘْﻬ ـﻢ ﺧﺎرج ﺣﺪود اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺣﻴﻦ ﺗﺮآﻮا ﻟﻬﺎ اﻟﺠﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﺣﻤﻞ وﻓﺮوا إﻟﻲ اﻟﺤﺒﺸﺔ ﻧﺠ ﺎة ﺑﺤﺮﻳﺘﻬﻢ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﻘﺎد وﺑﺤﻴﺎﺗﻬﻢ وأوﻻدهﻢ ،ﻓﺄرﺳﻠﺖ إﻟﻲ اﻟﻨﺠﺎﺷﻲ ﺗﺤﺎول ،ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻬﺪاﻳﺎ واﻟﺘﻤﻠﻖ واﻹﻳﻘﺎع ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ هﺆﻻء اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ ،إﻗﻨﺎﻋﻪ ﺑﺈرﺟﺎﻋﻬﻢ ﻼ ﻳﺘ ﻮهﻢ وﻟ ﻮ ﻟﻠﺤﻈ ﺔ أن ﻗﺮﻳﺸ ﺎ آﺎﻧ ﺖ ﺣﺮﻳﺼ ﺔ ﻋﻠ ﻲ إﻟ ﻲ ﺑﻼده ﻢ .وﻻ أﻇ ﻦ ﻋ ﺎﻗ ً اﺳﺘﻌﺎدﺗﻬﻢ ﻟﺘﻔﺮغ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺣﻨﺎﻧﻬﺎ وﺗﺬرف دﻣﻮع اﻟﻨ ﺪم ﻋﻨ ﺪ أﻗ ﺪاﻣﻬﻢ .وﻟ ﻮﻻ أن اﻟﻨﺠﺎﺷ ﻲ آﺎن ﻣﻠﻜﺎ ﻋ ﺎدﻻ وﻣﺘﻌﺎﻃﻔ ﺎ ﻣ ﻊ ه ﺆﻻء اﻟﻤﺴ ﺎآﻴﻦ ﻟﺪرﺟ ﺔ أﻧ ﻪ ﻗ ﺪ دﺧ ﻞ ﻣﻌﻬ ﻢ ﻓ ﻲ دﻳ ﻨﻬﻢ ﻟﻌﺎدوا آﺮة أﺧﺮي إﻟﻲ اﻟﺘﻀﻴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺬﻳﺐ .وﻣﻤﺎ ﻳﻌﻄﻴﻚ ﻓﻜﺮة ﻋﻦ ﻣﺪي ﺧﻮف هﺆﻻء اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ أﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺮﺟﻌﻮا ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ إﻟ ﻲ إﺧ ﻮاﻧﻬﻢ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ إﻻ ﺑﻌ ﺪ أن ه ﺎﺟﺮ هﺆﻻء إﻟﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻴﻦ وأﺻﺒﺤﺖ ﻟﻬﻢ دوﻟﺔ وﺷﻮآﺔ).(٢٥ أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻜﻠﻨﺎ ﻳﻌﺮف أن ﺣﻴﺎة اﻟﺮﺳﻮل واﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ آﺎﻧﺖ آﻠﻬﺎ آﻔﺎﺣﺎ ﻣﺘﺼ ﻼ ﺿ ﺪ ﻗ ﻮي اﻟﻜﻔ ﺮ واﻟﻄﻐﻴ ﺎن واﻟﻨﻔ ﺎق ﺳ ﻮاء أآ ﺎن ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ داﺧ ﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ أم ﺧﺎرﺟﻬ ﺎ ،وﻓ ﻲ ) (٢٥اﻧﻈﺮ ﺗﻔﺴﻴﺮ ذﻟﻚ ﻓﻲ " ﺳﻴﺮة اﺑﻦ هﺸﺎم " ٢٩٣ – ٢٨٩ /و اﻟﺬي ﺣﺪي ﺑﻲ إﻟﻲ ﺗﺼﺪﻳﻖ رواﻳﺔ إﺳﻼم اﻟﻨﺠﺎﺷﻲ ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮد ورودهﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎدر اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺑﻞ اﻟﺘﻔﺼﻴﻼت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ و اﻟﺘﺼ ﻮﻳﺮ اﻟﻮاﻗﻌﻲ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺤﺎﺳﻤﺔ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺤﺒﺸﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﺎزﻋﺎت اﺳ ﺘﻤﺮت زﻣﻨ ﺎ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻨﺠﺎﺷ ﻲ و ﺷﻌﺒﻪ .ﻓﻤﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﺘﻔﺼﻴﻼت و إﻳﺮادهﺎ ﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﻨﺤﻮ اﻟ ﺬي ﻳﻘﺘﻨ ﻊ ﺑ ﻪ ﻣﻨﻄ ﻖ اﻟﻌﻘ ﻞ و اﻟﺘ ﺎرﻳﺦ و اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،و ﺑﺎﻟ ﺬات اﻟﻤﺸ ﻬﺪ اﻟ ﺬي ﺿ ﻢ اﻟﻨﺠﺎﺷ ﻲ و ﺑﻄﺎرﻗﺘ ﻪ و رﺳ ﻮﻟﻲ ﻗ ﺮﻳﺶ )ﻋﻤ ﺮو ﺑ ﻦ اﻟﻌﺎص و ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ أﺑﻲ رﺑﻴﻌﺔ ( و اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ و ﻋﻠ ﻲ رأﺳ ﻬﻢ ﺟﻌﻔ ﺮ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ و دارت ﻓﻴ ﻪ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸ ﺎت ﺣ ﻮل ﻃﺒﻴﻌ ﺔ اﻟﻤﺴ ﻴﺢ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم آﻤ ﺎ ﻳﻌﺘﻘ ﺪ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ،و هﻴ ﺎج اﻟﺒﻄﺎرﻗ ﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻣﱠﻦ اﻟﻨﺠﺎﺷﻲ ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﺗﻼﻩ ﺟﻌﻔﺮ ﻣﻦ ﺳﻮرة "ﻣﺮﻳﻢ " ﻣﺘﻌﻠﻘﺎ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻘﻀ ﻴﺔ ،ﺗﺒ ﺪو ﺟ ﺪ ﻣﻘﻨﻌ ﺔ ، وإﻻ ﻓﻠ ﻮ آ ﺎن اﻟ ﺮواة آ ﺎذﺑﻴﻦ ﻟﺰﻋﻤ ﻮا أﻳﻀ ﺎ أن هﺮﻗ ﻞ ،وآﺎﻧ ﺖ ﻟ ﻪ ﻗﺼ ﺔ ﺗﺤﺘ ﻮي ﻋﻠ ﻲ ﻣﺜ ﻞ ﻣﺸ ﻬﺪ اﻟﻨﺠﺎﺷﻲ ﻣﻊ اﻟﻘﺮﺷﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﺟﻮﻩ ،ﻗﺪ دﺧﻞ اﻹﺳﻼم ،أو أن أﺑ ﺎ ﻃﺎﻟ ﺐ ،وه ﻮ ﻋ ﻢ اﻟﺮﺳ ﻮل و ﺣﺎﻣﻴﻪ ،ﻗﺪ أﺳﻠﻢ وﻟﻮ ﺳﺮا .آﺬﻟﻚ ﻟﻮ أن اﻷﻣﻮر ﻓﻲ اﻟﺤﺒﺸ ﺔ ﻣ ﺮت ﻋﻠ ﻲ ﻏﻴ ﺮ ه ﺬا اﻟﻨﺤ ﻮ ﻟﻮﺻ ﻠﺘﻨﺎ رواﻳﺔ ﻣﻨﺎﻗﻀﺔ ﻋﻠﻲ ﻟﺴﺎن ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص و اﺑﻦ أﺑ ﻲ رﺑﻴﻌ ﺔ ،ﻓ ﺈن اﻟﻜﺘ ﺎب اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻣﺸ ﻬﻮرون ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﺼﺎء إﻟﻲ درﺟﺔ ﻣﺮهﻘﺔ .و اﻧﻈﺮ "Dezobry & Bachelet , Dictionnaire de Biographie , d`histoire , de Geographie,des Antiquités et des institoires " , t. 2 ,p. 1683 ﻣﺎدة )" ("Mahometﺣﻴ ﺚ ﻳﺠ ﺪ اﻟﻘ ﺎرئ أن أﺻ ﻤﺨﺔ ﻧﺠﺎﺷ ﻲ اﻟﺤﺒﺸ ﺔ رﻓ ﺾ أن ﻳﻌﻴ ﺪ اﻟﻤﻬ ﺎﺟﺮﻳﻦ إﻟﻲ ﻣﻜﺔ و اﻋﺘﻨﻖ اﻹﺳﻼم ﺳﺮا .وﻻ ﺑﺄس أن أﺷﻴﺮ هﻨﺎ إﻟﻲ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ إرﻓﻨﺞ ﻣ ﻦ أن اﻟﻨﺠﺎﺷ ﻲ ﻟ ﻢ ﻳﺠ ﺪ ﻓ ﻲ رأي اﻹﺳ ﻼم ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﻴﺢ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ،آﻤ ﺎ ﺷ ﺮﺣﻪ ﺟﻌﻔ ﺮ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ ﻣ ﺎ ﻳﺨ ﺎﻟﻒ ﻣﺬهﺒ ﻪ اﻟﻨﺴ ﻄﻮري )ص ( ١٠١ – ١٠٠و ﻟﻜ ﻦ إذا آ ﺎن ه ﺬا ﺻ ﺤﻴﺤﺎ ﻓﻠ ﻢ ه ﺎج اﻟﻘﺴﺎوﺳ ﺔ ،ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠﻠ ﺲ اﻟﺬي ﻋﻘﺪﻩ اﻟﻨﺠﺎﺷﻲ ﻟﻼﺳﺘﻤﺎع إﻟﻲ ﻋﻘﻴﺪة اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻟﻼﺟﺌﻴﻦ إﻟﻲ ﺑﻼدﻩ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻣﱠﻦ ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﻳﺘﻠﻲ ﻣ ﻦ ﻗ ﺮﺁن ؟ آ ﺬﻟﻚ ﻓ ﺈن اﻟﻨﺴ ﺎﻃﺮة ﻻ ﻳﺆﻣﻨ ﻮن ﻟﻠﻤﺴ ﻴﺢ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘ ﻴﻦ ﻓﻘ ﻂ ﺑ ﻞ ﻳﺆﻣﻨ ﻮن أﻧ ﻪ ﺷﺨﺼ ﺎن أﺣ ﺪهﻤﺎ إﻟﻬﻲ ،و هﻮ اﺑﻦ اﷲ ،و إن آﺎن ﻟﻬﺬﻳﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﻦ ﻣﻈﻬﺮ واﺣﺪ ﻓﻘﻂ .ﻓﺄﻳﻦ هﺬا ﻣﻤﺎ ﺗﻼﻩ ﺟﻌﻔﺮ ﻋﻠﻲ اﻟﻨﺠﺎﺷﻲ ﻣﻦ ﺁﻳﺎت ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻲ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم هﻮ "ﻋﻴﺴﻲ اﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ "و أﻧﻪ "ﻋﺒ ﺪ اﷲ " و أن اﷲ ﻗ ﺪ ﺟﻌﻠﻪ ﻧﺒﻴﺎ ....اﻟﺦ ؟ واﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻘﻴﺪة اﻟﻨﺴﺎﻃﺮة ﻣﺎدة ""Nistorians ﻓﻲ ""Hook`s Church Dictionary
ﻧﻄﺎق اﻟﺠﺰﻳﺮة أم ﻋﻠﻲ ﺗﺨﻮﻣﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴﺔ .إن اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﻳﺘﻬﻤﻮن اﻟﺮﺳﻮل ﺑﺎﻟﻌﺪوان ﻋﻠﻲ اﻵﺧﺮﻳﻦ ،وﻟﻜﻦ وﻗﺎﺋﻊ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺗﻜﺬﱢب ذﻟﻚ ). (٢٦ ﺗ ﺮي ﻟ ﻮ آ ﺎن اﻟﺮﺳ ﻮل آﺎذﺑ ﺎ ﻓﻤ ﺎ اﻟ ﺬي ﻳﻀ ﻄﺮﻩ ﻟﺘﺤﻤ ﻞ آ ﻞ ه ﺬا اﻟﻌﻨ ﺎء واﻻﺿ ﻄﻬﺎد واﻻﺳﺘﻬﺪاف ﻟﻌﺪوان ﻗﻮي اﻟﺸ ﺮ وﺗﺂﻣﺮه ﺎ ﻋﻠﻴ ﻪ ؟ إن ﺁﻳ ﺔ ﺻ ﺪﻗﻪ أﻧ ﻪ ﻇ ﻞ وﻓﻴ ﺎ ﻟﻌﻘﻴﺪﺗ ﻪ رﻏﻢ هﺬﻩ اﻟﻤﺤﻦ اﻟﻤﺘﻼﺣﻘﺔ ،ﺳﻮاء ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ اﻟﻀ ﻌﻒ واﻟﺘﻌ ﺮض ﻟﻺﻳ ﺬاء أو ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻞ ﻋ ﻦ ه ﺬا اﻟﻘﻮة واﻟﻤﻘﺪرة ﻋﻠﻲ رد اﻟﻌﺪوان ،ﻓﻠﻢ ﻳﻬﻦ وﻟﻢ ﻳﺘﺒ ـﺪل .وﻟ ﻮ آ ﺎن آﺎذﺑ ﺎ َﻟ َﻨ َﻜ َ اﻟﻄﺮﻳ ﻖ ﺑﻌ ﺪ ﻗﻠﻴ ﻞ .وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻓ ﺈن اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ َﻳ ْﺄ َﺑﻮْن إﻻ أن ﻳﺘﻬﻤ ﻮﻩ ﻓ ﻲ ﻗ ﻮة إﻳﻤﺎﻧ ﻪ ﺑﺮﺳﺎﻟﺘﻪ وﺑﺎﻟﻮﺣـﺪاﻧﻴﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ اﻟﺘﻲ هﻲ ﻣﺤﻮر ه ﺬﻩ اﻟﺮﺳ ﺎﻟﺔ ،ﻣﺘﺸ ﺒﺜﻴﻦ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ﺗﺸ ﺒﺜﺎ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﺑﺮواﻳﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻻ ﺗﺜﺒﺖ ﻋﻠﻲ ﻣﺤ ﻚ اﻟﻨﻘ ﺪ اﻟﺘ ﺎرﻳﺨﻲ أو اﻟﻤﻨﻄﻘ ﻲ ﺗ ﺰﻋﻢ أﻧ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ أﻓﻀﻞ اﻟﺼﻼة وأزآﻲ اﻟﺴﻼم ﻗﺪ ﻗﺪم ﻟﻘﻮﻣﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻨﺎزﻻت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻌﻘﻴ ﺪة اﻟﻮﺣﺪاﻧﻴ ﺔ ُﺑ ْﻐ َﻴ َﺔ آﺴﺒﻬﻢ إﻟﻲ ﺻﻔﻪ ،وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻣ ﺎ ﻳ ﺌﺲ ﻣ ﻦ أن ﻳﺘﱢﺒﻌ ﻮا دﻳﻨ ﻪ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﺎ ه ﻮ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻣ ﻦ ﻋﺪاء ﻟﻸﺻﻨﺎم واﻟﻮﺛﻨﻴ ﺔ ،ﻓ ﺄورد ﺁﻳﺘ ﻴﻦ ﻳﻤﺠ ﺪ ﻓﻴﻬﻤ ﺎ اﻟ ﻼت واﻟ ُﻌ ﺰﱠي وﻣﻨ ﺎة وﻳﻌﻠ ﻦ أﻧﻬ ﺎ ﻣﻨﺎط اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣ ﺔ .وﻳﺴ ﺘﺒﻌﺪ أﻟﻔﺮﻳ ﺪ ﺟﻴ ﻮم أن ﺗﻜ ﻮن ه ﺬﻩ اﻟﺮواﻳ ﺔ ﻣﺼ ﻨﻮﻋﺔ ، وإﻻ آﺎن ﻣﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أن اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻗﺪ أرادوا اﻹﺳﺎءة إﻟ ﻲ اﻹﺳ ﻼم واﻟﺮﺳ ﻮل ،وه ﻮ ﻣ ﺎ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪ اﻟﻌﻘﻞ ﺻﺪورﻩ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻦ آﻤﺎ ﻳﻘﻮل ) . (٢٧أﻣ ﺎ ﻣﻜﺴ ﻴﻢ رودﻧﺴ ﻮن ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻮرد اﻟﻘﺼﺔ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺮوﻳﺎت اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ ،ﺛ ﻢ ﻳﻌﻘ ﺐ ﺳ ﺮّوا ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﺑﻘﻮﻟ ﻪ إن اﻟﻘﺮﺷ ﻴﻴﻦ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺳ ﻤﻌﻮا ه ﺬﻩ اﻵﻳ ﺔ ) ﻳﻘﺼ ﺪ ه ﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘ ﻴﻦ ( ُ ﺳﺮورا ﻋﻈﻴﻤﺎ وﺳﺠﺪوا ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ وﻣﺸﺮآﻴﻦ ) . (٢٨ )(٢٦اﻧﻈ ـﺮ ﻣ ﺜﻼ : Moulana Cheragh Ali, A Critical Exposition of the Popular Jihad.وه ﻲ دراﺳ ﺔ ﻣﺴﺘﻘﺼ ﻴﺔ ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﻘﻀ ﻴﺔ ،وإن ﺧﺎﻟﻔﻨ ﺎﻩ ﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ ﺁراﺋ ﻪ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘ ﺔ ﺑﺤ ﺮوب اﻟﺨﻠﻔﺎء اﻟﺮاﺷﺪﻳﻦ ﻣﻊ اﻟﻘﻮﺗﻴﻦ اﻟﻌﻈﻤﻴﻴﻦ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ :ﻓﺎرس واﻟﺮوم .واﻧﻈﺮ آﺬﻟﻚ Mirza Abul Fazl , Life of Mohammed . وﻗﺪ أﺷﺮت إﻟﻲ هﺎﺗـﻴﻦ اﻟﺪراﺳ ﺘﻴﻦ ﺑﺎﻟ ﺬات ﻟﺴ ﺒﺒﻴﻦ :أوﻟﻬﻤ ﺎ أﻧﻬﻤ ﺎ ﻣﻜﺘﻮﺑﺘ ﺎن ﺑﻠﻐ ﺔ أوروﺑﻴ ﺔ ،ﺑﺤﻴ ﺚ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻄﺎﻟﻌﺘﻬﻤﺎ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن ﺟﻤﻴﻌﺎ :ﻣﻦ ﻳﻌﺮف اﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ ﻣﻨﻬﻢ وﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺑﻞ ﻳﻌﺘﻤ ـﺪ ﻋﻠ ﻲ آﺘﺎﺑﺎت ﻋﺎرﻓﻴﻬﺎ ،واﻵﺧﺮ أن ﺛﺎﻧـﻲ ه ﺬﻳﻦ اﻟﻜ ﺎﺗﺒﻴﻦ ،ﻋﻠ ـﻲ اﻷﻗ ـﻞ ،ﻳﻨﺘﻤ ﻲ ﻟﻄﺎﺋﻔ ﺔ اﻷﺣﻤﺪﻳ ﺔ ،وه ﻲ ﻣﻮﺿ ﻊ اﺗﻬ ـﺎم ﻣ ـﻦ ﺑﻘﻴ ـﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴ ـﻦ ﻟﻤﻤﺎﻷﺗﻬ ﺎ اﻹﻧﺠﻠﻴ ﺰ ﻓ ﻲ أﻳ ﺎم اﺳ ﺘﻌﻤﺎرهﻢ ﻟﻠﻬﻨ ﺪ واﺳ ﺘﻈﻼﻟﻬﺎ ﺑﺤﻤﺎﻳﺘﻬﻢ وﺗﺮوﻳﺠﻬﺎ ﻟﻔﻜﺮة ﻧﺴﺦ اﻟﺠﻬﺎد .ﻓﻠﻮ أن اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻷواﺋﻞ آﺎﻧﻮا هﻢ اﻟﻤﻌﺘﺪﻳﻦ ﻟﻤﺎ اﻧﺒﺮي ﻣﺜﻞ ه ﺬا اﻟﻜﺎﺗ ﺐ ﻟﻠ ﺪﻓﺎع اﻟﺤ ـﺎر ﻋﻨﻬ ـﻢ واﻟﺒﺮهﻨ ﺔ اﻟﻘﺎﻃﻌ ﺔ ﻋﻠ ﻲ أﻧﻬ ﻢ ه ﻢ اﻟﻤﻈﻠﻮﻣ ﻮن اﻟﻤﻌﺘ ﺪي ﻋﻠ ﻴﻬﻢ . وهﻨ ﺎك ﻣﺴﺘﺸ ﺮق روﻣ ﺎﻧﻲ اﺳ ﻤﻪ Virgil Gheorghieuﻗ ﺪ أﻟ ﻒ ﺳ ﻴﺮة ﻟﻠﻨﺒـ ـﻲ ﻋﻨﻮاﻧﻬ ـﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺘﺮﺟ ـﻤﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴ ـﺔ" ، "La Vie de Mahometوﻓﻴﻬ ﺎ ﻳﻌ ﺮض اﻟﺼ ﺮاع ﺑ ﻴﻦ اﻹﺳ ﻼم وﻗ ﻮي اﻟﻜﻔﺮ ﻣﻦ وﺛﻨﻴﺔ وﻳﻬﻮدﻳﺔ وﻧﺼﺮاﻧﻴﺔ ﻋﺮﺿﺎ ﻣﻌﺘﺪﻻ ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎهﻞ ﻓﻴﻪ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻮﻗ ﺎﺋﻊ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴ ﺔ اﻟﺜﺎﺑﺘ ﺔ أو ﻳﻠﻮ ﻋﻨﻘﻬﺎ آﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ) (٢٧ﺟﻴﻮم ٣٥ / ) (٢٨رودﻧﺴﻮن . ١٠٦ /وﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن اﻟﻜﺎﺗﺒﻴﻦ ﻗﺪ أﺷﺎرا إﻟ ﻲ أن اﻟﺮﺳ ﻮل ﺳ ﺮﻋﺎن ﻣ ﺎ رﺟ ﻊ ﺖ ، ٣٣٧ /وﭼﻮرﻳ ﻒ هﺒ ﻲ ،٢٢٩ ، ٧٨٤ / ﻋﻤ ﺎ ﻗﺎﻟ ﻪ و َﻧ َﺒ َﺬ ه ﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘ ﻴﻦ .اﻧﻈ ﺮ آ ﺬﻟﻚ ِآِﻠ ْ وAllan Menzies , History of Religion,
ﺐ أﻻ ﺗﻔﻮﺗﻨﻲ اﻹﺷﺎرة إﻟﻲ أن ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ،ﻣﺜ ﻞ وﻗﺒﻞ أن ﻧﻨﺎﻗﺶ هﺬﻩ اﻵراء أﺣ ﱡ )(٢٩ آﺎﻳﺘﺎﻧﻲ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮق اﻹﻳﻄ ﺎﻟﻲ ،ﻗ ﺪ رﻓﻀ ﻮا ﻗﺒ ﻮل ه ﺬﻩ اﻟﺮواﻳ ﺔ ،وه ﻮ ﻣ ﺎ ﻳﺄﺧ ﺬ ﺑ ﻪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﺑﻌﺎﻣﺔ ،وﺑﺨﺎﺻ ﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻ ﺮون ﻣ ﻨﻬﻢ :ﺗﻘﻠﻴ ﺪﻳﻮهﻢ وﻋﻘﻼﻧﻴ ﻮهﻢ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺴ ﻮاء ) . (٣٠واﻵن إﻟﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ هﺬﻩ اﻟﺮواﻳﺔ .وأول ﺷﻲء أﻓﻀﻞ أن أﺗﻨﺎوﻟﻪ هﻮ ﻣﺎ ﺳﺎﻗﻪ ﺟﻴﻮم ﻣﻤﺎ ﻇﻨﻪ ﺣﺠ ﺔ ﻗﺎﻃﻌ ﺔ ﻋﻠ ﻲ ﺻ ﺤﺘﻬﺎ ،إذ ﻣ ﺎ أدراﻩ أن اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ اﻟﻤﺨﻠﺼ ﻴﻦ ه ﻢ اﻟ ﺬﻳﻦ وﺿ ﻌﻮا ه ﺬﻩ اﻟﻘﺼ ﺔ ؟ إن اﺑ ﻦ إﺳ ﺤﺎق ﺑ ﻦ ﺧﺰﻳﻤ ﺔ ﻗ ﺪ ﻋﺰاه ﺎ دون ﺗ ﺮدد إﻟ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺰﻧﺎدﻗﺔ) ، (٣١ﻋﻼوة ﻋﻠﻲ أﻧﻬﺎ ﻟ ﻢ ﺗ ﺮد ﻓ ﻲ اﺑ ﻦ هﺸ ﺎم وﻻ ﻓ ﻲ أي ﻣ ﻦ آﺘ ﺐ اﻟﺼ ﺤﺎح ﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﻨﺤﻮ .وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻓ ﺈﻧﻲ ﻟ ﻦ أﻋﺘﻤ ﺪ ﻋﻠ ﻲ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ ه ﺬا ،إﻧﻤ ﺎ ﺳ ﺄﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﻟﻤﻀﻤﻮن اﻟﺮواﻳﺔ ذاﺗﻬﺎ وﻟﻠﻤﻼﺑﺴﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺣﺎﻃﺖ ﺑﺄﺣ ﺪاﺛﻬﺎ ،وهﻮ ﻣﻨﻬﺠﻲ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ ﺑﻞ ﻓﻲ آﻞ ﻣﺎ أآﺘﺒﻪ ﻋﺎدة .إﻧﻨﺎ ﻟﻮ أﻋﺪﻧﺎ ﻗﺮاءة ﻣ ﺎ آﺘﺒﻪ رودﻧﺴﻮن ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﺴﻨﺠﺪ أن اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ واﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ﺟﻤﻴﻌ ﺎ ﻟ ﺪي ﺳ ﻤﺎﻋﻬﻢ هﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘﻴﻦ ﻗﺪ ﺧﺮوا إﻟﻲ اﻷرض ﺳﺠّﺪا ﺑﻬﺠﺔ وﺳﺮورا .وإﻧﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ﻻ أدري آﻴﻒ وﻻ ِﻟ َﻢ ﻳﺴﺠﺪ هﺆﻻء أو أوﻟﺌﻚ ﻋﻨﺪ هﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘ ﻴﻦ :ﻓﺄﻣ ﺎ اﻟﻤﺸ ﺮآﻮن ﻓ ﺈﻧﻲ ﻟ ﻢ أﻗ ﺮأ ﻗﻂ أﻧﻬﻢ آﺎﻧﻮا ﻳﺴﺠﺪون ﻷﺻﻨﺎﻣﻬﻢ .وإﻟﻴﻚ اﻟﻘﺮﺁن ،وإﻟﻴﻚ اﺑﻦ هﺸﺎم ،وﻗﺪ ﺗﻨﺎول ﻋﺒﺎدة ﺺ ه ﺬا اﻷوﺛ ﺎن ﻓ ﻲ ﺟﺰﻳ ﺮة اﻟﻌ ﺮب ﺑﺎﻟﺘﻔﺼ ﻴﻞ ،وإﻟﻴ ﻚ آ ﺬﻟﻚ اﺑ ﻦ اﻟﻜﻠﺒ ﻲ ،اﻟ ﺬي ﺧ ّ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺑﻜﺘﺎب ﻣﺴﺘﻘﻞ هﻮ آﺘﺎب » اﻷﺻﻨﺎم « ،وﻗﻠّﺐ هﺬﻩ اﻟﻤﺼﺎدر آﻠﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﻬﻞ آﻤ ﺎ ﻳﺤﻠ ﻮ ﻟ ﻚ ،ﻓﻠ ﻦ ﺗﺠ ﺪ أن ﻣﺸ ﺮآﺎ ﻗ ﺪ ﺳ ﺠﺪ ﻟﺼ ﻨﻢ .ﻟﻘ ﺪ آ ﺎﻧﻮا ﻳﻄﻮﻓ ﻮن ﺑﺎﻟﺤﺠ ﺎرة واﻷﺻﻨﺎم واﻟﻜﻌﺒﺔ ،وآﺎﻧﻮا ﻳﺒﻨﻮن اﻟﺒﻴﻮت ﻟﻬﺬﻩ اﻷﺻﻨﺎم وﻳﻌﻴﻨﻮن ﻟﻬﺎ اﻟﺴـﺪﻧﺔ ،و ُﻳ ْﻬﺪُون إﻟﻴـﻬﺎ ،وﻳﺘﻘﺮﺑﻮن إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺬﺑﺎﺋﺢ ،و َﻳ ْﻘﺴِﻤﻮن ﻟﻬﺎ ﻣﻦ أﻧﻌﺎﻣﻬﻢ وﺣ ﺮﺛﻬﻢ ،وﻳﺤﺠ ﻮن إﻟﻴﻬ ﺎ ﺣﻤًﻲ ،وﻳﺴﺘﻘﺴ ﻤﻮن وﻳﺤﻠﻘﻮن رؤوﺳﻬﻢ ﻋﻨﺪهﺎ ،وﻳﺘﻤﺴﺤﻮن ﺑﻬﺎ ،وﻳﺠﻌﻠﻮن ﻣﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ ِ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺪاح ،و ُﻳﻘْﺴﻤﻮن ﺑﻬﺎ وﻳﺘﺴﻤﱠﻮن ﺑﻌﺒﺪ اﻟﻼت وﻋﺒﺪ ﻣﻨﺎة ...إﻟﺦ ،وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺮد ﻓﻲ أي ﻣﻨﻬﺎ أﻧﻬﻢ آﺎﻧﻮا ﻳﺴﺠﺪون ﻟﺼﻨﻢ أو وﺛﻦ وﻻ ﺣﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﻌﺒﺔ .ﻓﺈذا آﺎﻧﻮا ﻻ ﻳﺴﺠﺪون ﻋﻨ ﺪهﺎ ﻓﻜﻴ ﻒ ﺳ ﺠﺪوا إذن ﻋﻨ ﺪ ﻣﺠ ﺮد ﺳ ﻤﺎﻋﻬﻢ أﺳ ﻤﺎء اﻟ ﻼت واﻟﻌ ﺰي وﻣﻨ ﺎة ﻓ ﻲ ﺁﻳ ﺔ ، p. 229وﺷﺎرل ﻟﻮدي . ١٠٠ /أﻣﺎ ﺑﻼﺷﻴﺮ ﻓﺈﻧـﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﺼـﻞ اﻟ ﺬي ﻋﻘ ﺪﻩ ﻓ ﻲ اﻟﺠ ﺰء اﻟﺜﺎﻧ ـﻲ ﻣ ﻦ آﺘﺎﺑﻪ " "Histoire de la Litterature Arabeﻳﺸ ﻴﺮ ،ﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﺒ ﺪو ،إﻟ ﻲ ه ﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘ ﻴﻦ ،وﻟﻜ ﻦ ﻋﻠﻲ ﻧﺤﻮ ﺧﺎﻃﻒ واﻣﺾ ) اﻧﻈﺮ آﺘﺎﺑﻲ » اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن واﻟﻘﺮﺁن « ، ٨٢ /وﺗﻌﻘﻴﺒﻲ اﻟﺴﺮﻳﻊ ﻋﻠﻴ ﻪ /ص ٢٣٦هـ ٣ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻜﺘ ﺎب( .واﻟﻤﻼﺣ ﻆ أﻧ ﻪ ﻓ ﻲ ﺗﺮﺟﻤﺘ ﻪ ﻟﻠﻘ ﺮﺁن ﻟ ﻢ ﻳﺸ ﺮ ،ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺑﻠ ﻎ ه ﺬﻩ اﻵﻳﺎت ﻣﻦ ﺳﻮرة » اﻟﻨﺠﻢ « ،إﻟﻲ هﺬﻩ اﻟﺮواﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ أو ﺑﻌﻴ ﺪ ﻋﻠ ﻲ رﻏ ﻢ آﺜ ﺮة اﻟﻬ ﻮاﻣﺶ اﻟﺘ ﻲ أﺿﺎﻓﻬﺎ إﻟﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ )(٢٩
ﭼﻮزﻳﻒ هﺒﻲ .٧٨٥ /
) (٣٠راﺟﻊ ﻣﺜﻼ د .ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻴﻦ هﻴﻜﻞ /ﺣﻴﺎة ﻣﺤﻤﺪ ١٦٠ /ـ . ١٦٧أﻣﺎ اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻮرد ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻣ ﺆداﻩ أن اﻟﻤﺸ ﺮآﻴﻦ ﻋﻨ ﺪ ﻣﺠ ﺮد ﺳ ﻤﺎﻋﻬﻢ ﻟﻘﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ » :أﻓ ﺮأﻳﺘﻢ اﻟ ﻼت واﻟﻌ ﺰي $وﻣﻨ ﺎة اﻟﺜﺎﻟﺜ ﺔ اﻷﺧ ﺮي ؟ « ﺧ ﺮوا ﺳ ﺎﺟﺪﻳﻦ .واﻟﻤﻼﺣ ﻆ أن ه ﺬﻩ اﻟﺮواﻳ ﺔ ﻻ ﻳﻮﺟ ﺪ ﻓﻴﻬ ﺎ أﻳ ﺔ إﺷ ﺎرة إﻟ ﻲ اﻵﻳﺘ ﻴﻦ اﻟﻤﺰﻋ ﻮﻣﺘﻴﻦ » :إﻧﻬ ﻦ اﻟﻐﺮاﻧﻴ ﻖ اﻟ ُﻌَﻠ ﻲ $وإن ﺷ ﻔﺎﻋﺘﻬﻦ ﻟﺘﺮﺗﺠ ﻲ « )اﻧﻈ ﺮ اﻟﺸ ﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠ ﺪ / ٢ ﺟﺰء / ٣ص . (٩٧ )(٣١
د .هﻴﻜﻞ .١٦٢ /
ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ ؟ واﻟﻤﺴﻠﻤﻮن :ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻠﻬ ﻢ ﻳﺴ ﺠﺪون ﻋﻨ ﺪ ذآ ﺮ ه ﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘ ﻴﻦ ؟ إن ه ﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘﻴﻦ ﻟﻴﺴﺘﺎ ﻣﻮﺿﻊ ﺳﺠﺪة ،وﻣﻮاﺿﻊ اﻟﺴﺠﺪة ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن ﻣﻌﺮوﻓﺔ وﻟﻬ ﺎ ﻗﺎﻋ ﺪﺗﻬﺎ اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻲ ه ﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘ ﻴﻦ وﻻ ﻋﻠ ﻲ اﻵﻳ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﻧﺰﻟ ﺖ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ،ﺑﻨ ﺎ ًء ﻋﻠ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺮواﻳ ﺔ ،ﻟﺘﻨﺴ ﺨﻬﺎ .واﻟﻌﺠﻴ ﺐ أن رودﻧﺴ ﻮن ،اﻟ ﺬي ﺗﺤﻤ ﺲ ﺗﺤﻤﺴ ﺎ ﺷ ﺪﻳﺪا ﻟﻨﻘ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺮواﻳﺔ وﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ أن اﻟﻘﺮﺷـﻴﻴﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎ ،ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ وﻣﺸ ﺮآﻴﻦ ،ﻗ ﺪ ﺳ ﺠﺪوا ﻟ ﺪي ﺳﻤﺎﻋﻬﻢ هﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘﻴﻦ ،ﻳﻌﻮد ﺑﻌﺪ أﻗ ﻞ ﻣ ﻦ ﺻ ﻔﺤﺔ ﻓﻴﻌ ﺰو رﺟ ﻮع ﻣﺤﻤ ﺪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻋﻦ هﺬا اﻟﺘﺨﺎذل إﻟﻲ ﺗﻤﺮد اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وﺣﻨﻘﻬﻢ ،وهﻮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث .ﻓﻬﻞ ﺛﻤﺔ اﺿ ﻄﺮاب ﻓ ﻲ اﻟﺮواﻳ ﺔ أﺷ ﻨﻊ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ؟ ) (٣٢ه ﺬا ﻋﻠ ﻲ اﻟﺮواﻳ ﺔ آﻤ ﺎ ﻋﺮﺿ ﻬﺎ رودﻧﺴ ﻮن ،أﻣ ﺎ اﻟ ﺪآﺘﻮر هﻴﻜ ﻞ ﻓﻴﻘ ﻮل إن اﻟﺮﺳ ﻮل ﺑﻌ ﺪ أن ﺗ ﻼ اﻵﻳﺘ ﻴﻦ ﻣﻮﺿ ﻮع ﺑﺤﺜﻨ ﺎ ﻣﻀ ﻲ وﻗ ﺮأ اﻟﺴ ﻮرة آﻠﻬ ﺎ وﺳ ﺠﺪ ﻓ ﻲ ﺁﺧﺮه ﺎ .هﻨﺎﻟ ﻚ ﺳ ﺠﺪ اﻟﻘ ﻮم ﺟﻤﻴﻌ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳﺘﺨﻠ ﻒ ﻣ ﻨﻬﻢ أﺣ ﺪ ، وأﻋﻠﻨﺖ ﻗﺮﻳﺶ رﺿﺎهﺎ ﻋﻤﺎ ﺗﻼ اﻟﻨﺒﻲ وﻗﺎﻟﻮا :ﻗ ﺪ ﻋﺮﻓﻨ ﺎ أن اﷲ ﻳﺤﻴ ﻲ وﻳﻤﻴ ﺖ وﻳﺨﻠ ﻖ وﻳﺮزق ،وﻟﻜﻦ ﺁﻟﻬﺘﻨﺎ هﺬﻩ ﺗﺸﻔﻊ ﻟﻨﺎ ﻋﻨﺪﻩ .أﻣﺎ إذ ﺟﻌﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﻧﺼﻴﺒﺎ ﻓﻨﺤﻦ ﻣﻌﻚ .وﺑﺬﻟﻚ زال وﺟﻪ اﻟﺨﻼف ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻨﻬﻢ) .(٣٣ﻓﺎﻟﺴﺠﻮد إذن ،ﻋﻠ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺮواﻳ ﺔ ،ﻟ ﻢ ﻳﻘ ﻊ إﻻ ﻓ ﻲ ﺳ ﺠُﺪوا ﻟﱠﻠ ﻪ واﻋ ُﺒ ﺪوا « ﻻ ﻋﻨ ﺪ ﺳ ﻤﺎع ﺁﺧ ﺮ اﻟﺴ ﻮرة أي ﻋﻨ ﺪ ﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ » :ﻓﺎ ْ اﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ اﻵﻳﺘﻴﻦ اﻟﻤﺸﺎر إﻟﻴﻬﻤﺎ .وهﻮ ﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﻣﻔﻬﻮم ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ،أﻣﺎ ﻣ ﻦ ﻼ ،إذ إﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﻮدوا اﻟﺴﺠﻮد ﻷﺻﻨﺎﻣﻬﻢ وﻻ ﷲ ،وﻟﻴﺲ ُﻳ ْﻌﻘَﻞ أن ﻳﻨﻘﺒﻠﻮا اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ﻓ َﻜ ّ هﺬا اﻻﻧﻘﻼب اﻟﻔﺠﺎﺋﻲ ﻟﻤﺠ ﺮد أن ﻣﺤﻤ ﺪا ذآ ﺮ ﺑﻌ ﺾ أﺻ ﻨﺎﻣﻬﻢ ﺑﺨﻴ ﺮ .ﻋﻠ ﻲ أن ه ﺬا ، ﺑﺮﻏﻢ آﻞ ﺷﻲء ،ﻻ ﻳﻬﻤﻨﻲ آﺜﻴﺮا ،ﺑﻞ اﻟﻤﻬﻢ هﻮ أن اﻟﺴﻮرة آﻠﻬﺎ ﻣﻦ أول ﺁﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ إﻟ ﻲ اﻵﻳﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﺗﺮﻓﺾ ه ﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘ ﻴﻦ ﺑﻌﻨ ﻒ آﻤ ﺎ ﻳ ﺮﻓﺾ اﻟﺠﺴ ﻢ ﻋﻀ ﻮا ﻏﺮﻳﺒ ﺎ ﻋﻨ ﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻪ .إن اﻟﺪآﺘﻮر هﻴﻜﻞ ﻳﺮد ه ﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘ ﻴﻦ ﻷن اﻵﻳ ـﺎت اﻟ ـﺘﻲ ﺗﺘ ـﻠﻮهﻤﺎ ﺴ َﻤ ٌﺔ ﺿِﻴﺰَي $إن هﻲ إﻻ أﺳﻤﺎ ٌء ﻷ ْﻧﺜَﻲ ؟ $ﺗﻠﻚ إذن ِﻗ ْ ﺗﺠـﺮي هﻜﺬا » :أَﻟ ُﻜ ُﻢ اﻟـ ﱠﺬ َآ ُﺮ وﻟﻪ ا ُ ﻦ وﻣ ﺎ َﺗ ْﻬ ﻮَي ن .إن ﻳﺘﺒﻌ ﻮن إﻻ اﻟﻈ ﱠ ﺳﻤﻴﺘﻤﻮهﺎ أﻧﺘﻢ وﺁﺑﺎؤآﻢ ﻣﺎ أﻧﺰل اﷲ ﺑﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺳ ﻠﻄﺎ ٍ اﻷﻧﻔـُﺲ .وﻟـﻘﺪ ﺟـﺎءهﻢ ﻣﻦ رﺑﱢﻬﻢ اﻟـﻬﺪي « .وهﻲ ،آﻤﺎ ﺗﺮي ،ﺗﻌﻴﺐ ه ﺬﻩ اﻷﺻ ﻨﺎم ، ﺴ َﺘ ْﺒﻌَﺪ أن ﻳ ﺮ ّد ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺘﻌﺎﻗﺐ ﻣ ﺪح وذم ﻋﻠ ﻲ ﻣﺜ ﻞ ه ﺬا اﻟﻨﺤ ﻮ ؟ ) ( ٣٤واﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ أﻧ ﻪ ﻻ ﻳ ُـ ْ ٌﻣﻮ ِر ٌدو هﺬﻩ اﻟﺮواﻳﺔ وﻣﺸﺎﻳﻌﻮهﻢ ﺑﺄن هﺬﻩ اﻵﻳﺎت اﻟﺜﻼث إﻧﻤﺎ ﺟﺎءت ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ اﻵﻳﺘﻴﻦ اﻟﻤﺸﺎر إﻟﻴﻬﻤﺎ ﻓﻨﺴﺨﺘﻬﻤﺎ ،وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮدة ﻣﻨـﺬ اﻟﺒـﺪاﻳﺔ) .(٣٥وﻣﻦ ﺛـﻢ ﻓﺈﻧ ـﻲ ﻻ أﻋ ﻮّل ) (٣٢رودﻧﺴﻮن .١٠٧ / ) (٣٣د .هﻴﻜﻞ ١٦٠ /ـ .١٦١
) ( ٣٤د .هﻴﻜﻞ ص . ١٦٥ / ) ( (٣٥اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ أﻟﻔﺮﻳﺪ ﺟﻴ ﻮم ، ٣٦ /ﺣﻴ ﺚ ﻳﻘ ﻮل » :وﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺣ ﺬف ﻣﺤﻤ ﺪ ه ﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤ ﺎت ) ﻳﻘﺼ ﺪ اﻵﻳﺘﻴﻦ اﻟﻤﺰﻋ ﻮﻣﺘﻴﻦ( وأآ ﺪ أن ه ﺬﻩ اﻵﻟﻬ ﺔ ﻻ ﺣﻘﻴﻘ ﺔ ﻟﻬ ﺎ)ﻳﻘﺼ ﺪ ﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ » :إن ه ﻲ إﻻ أﺳ ﻤﺎء ﺳﻤﻴﺘﻤﻮهﺎ أﻧﺘﻢ وﺁﺑﺎؤآﻢ ﻣﺎ أﻧﺰل اﷲ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎن ...إﻟﺦ«( آﺎن ﻏﻀﺐ أه ﻞ ﻣﻜ ﺔ أﻋﻈ ﻢ ﻣ ﻦ ذي ﻗﺒﻞ .وهﻮ ﻣﺎ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺮي أن اﻵﻳﺘﻴﻦ اﻟﻤﺸﺎر إﻟﻴﻬﻤﺎ ﻗﺪ ﻧﺴﺨﺘﺎ وﺣﻠﺖ ﻣﺤﻠﻬﻤﺎ اﻵﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺐ هﺬﻩ اﻵﻟﻬﺔ اﻟﺰاﺋﻔﺔ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﺟﻴﻮم ﻳ ﺮي أن ﻋ ﺪول اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋ ﻦ ه ﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘ ﻴﻦ وﻋﻮدﺗ ﻪ إﻟ ﻲ
آﺜﻴﺮًا ﻋﻠﻲ اﻟﺘﻨﺎﻗﺺ ﺑﻴﻦ اﻵﻳﺎت اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﻼت واﻟﻌﺰي وﻣﻨ ﺎة ﻣ ﺪﺣﺎ وﻗﺪﺣﺎ ﻗﺪر ﺗﻌﻮﻳﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﻀﻤﻮن اﻟﺴﻮرة آﻠﻬﺎ واﻟﺠﻮ اﻟﻨﻔﺴ ﻲ اﻟ ﺬي ﻳﺨ ﻴﻢ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﻣﻦ ﻣﻔﺘﺘﺤﻬﺎ إﻟﻲ ﻣﺨﺘﺘﻤﻬﺎ ،وهﻮ ﺟﻮ ﻋﺪا ٍء ﻣﺴﺘﺤﻜﻢ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺮﺳ ﻮل وﻗﻮﻣ ﻪ :ﻓﺎﻵﻳ ﺎت)-١ ( ١٨ﺗ ﺮد ﻋﻠ ﻲ ﺗﻜ ﺬﻳﺐ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻟﻠﻨﺒ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ورﻣ ﻴﻬﻢ إﻳ ﺎﻩ ﺑﺎﻟﻀ ﻼﻟﺔ واﻟﻐﻮاﻳﺔ واﺗﺒﺎع اﻟﻬﻮي .وإن اﻟﻘﺎرئ اﻟﻤﺘﺬوق ﻟﻴﻠﻤﺢ ﻋﻨﻒ اﻟﺮد ﻓﻲ ﻗﺴﻤﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺑ ـ » اﻟﻨﺠﻢ إذا هﻮي « ،اﻟﺬي ﻳﺸﻴﺮ ﻓﻲ رأﻳﻲ إﻟﻲ ﺗﻬﺪﻳﺪ اﻟﻘﺮﺁن ﻟﻤﺸﺮآﻲ ﻣﻜﺔ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺳﻴﻼﻗﻮن ﻣﺼﻴﺮ اﻟﻨﺠﻮم ﺣﻴﻦ ﺗﻨﺨﻠﻊ ﻣﻦ ﻣ ﺪاراﺗﻬﺎ اﻟﺘ ﻲ آﺎﻧ ﺖ ﻣﺴ ﺘﻘﺮة ﻓﻴﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﺪي اﻷﺣﻘ ﺎب اﻟﻤﺘﻄﺎوﻟﺔ وﺗﻬﻮي ﻣﺘﺒﺪدة ﻓﻲ اﻟﻔﻀﺎء اﻟﻼﻧﻬﺎﺋﻲ .آﺬﻟﻚ ﻳﺘﺒﺪي ﻋﻨﻒ اﻟ ﺮد ﻓ ﻲ اﻟﺘﻔﺼ ﻴﻞ ﺻﻒ اﻟﺬي ﺗﺤﺪﺛﺖ ﺑﻪ اﻵﻳﺎت ﻋﻦ ﺗﺠﻠﻲ اﻟﻮﺣﻲ ﻟﻠﺮﺳ ﻮل ،وﻓ ﻲ ﺗﻌ ﺪد اﻟﺼ ﻔﺎت اﻟﺘ ﻲ ُو ِ ﺑﻬﺎ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ،وﻓﻲ إﻋﺎدة اﻟﺘﺄآﻴ ﺪ ﻋﻠ ﻲ أن ﻣ ﺎ رﺁﻩ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺣ ﻴﻦ ئ إﺷﺎر ُة اﻵﻳﺎت اﻷﺧﻴﺮة ﻦ اﻟﻘﺎر َ ﻧﺰول اﻟﻮﺣﻲ ﻋﻠﻴﻪ إﻧﻤﺎ هﻮ ﺣﻖ ﻻ ﻣﺮﻳﺔ ﻓﻴﻪ .وﻻ َﻳﻔُﻮ َﺗ ﱠ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ) ( ١٨ – ١٣إﻟﻲ ﺣﺎدﺛﺔ اﻟﻤﻌﺮاج ،وهﻲ اﻟﺤﺎدﺛﺔ اﻟﺘﻲ آﺬّب ﺑﻬﺎ أهﻞ ﻣﻜﺔ ﺗﻜﺬﻳﺒﺎ ﺷﺪﻳﺪا .وإذا ﻗﻔﺰﻧﺎ ﻓﻮق اﻵﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻷﺻﻨﺎم اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺳﻨﺠﺪ أن اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻳﻨﻔﻲ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻤﻠَﻚ ﻣﻦ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ أﻳﺔ ﺷﻔﺎﻋﺔ إﻻ ﺑﻌﺪ إذن اﷲ ورﺿﺎﻩ ، ﺛ ﻢ ﺗﻌ ﻮد اﻵﻳ ﺎت ﻓﺘ ﺘﻬﻜﻢ ﺑﻤ ﻦ ﻳﺆﻧﺜ ﻮن اﻟﻤﻼﺋﻜ ﺔ ﺑ ﻼ ﻋﻠ ﻢ أو ﺗﺜﺒ ﺖ ،وﺗ ﺄﻣﺮ اﻟﺮﺳ ﻮل ﺑ ﺎﻹﻋﺮاض ﻋ ﻨﻬﻢ ﻟﺘ ﻮﻟﻴﻬﻢ ﻋ ﻦ ذآ ﺮ اﷲ وﻟﻬ ﺎﺛﻬﻢ وراء اﻟﺤﻴ ﺎة اﻟ ﺪﻧﻴﺎ ) (٣٦أﻣ ﺎ اﻵﻳ ﺎت ) ( ٥٨ -٣٣ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ أﺣﺪ اﻟﻘﺮﺷﻴﻴﻦ اﻟﻤﻔﺘـﻮﻧﻴﻦ ﺑﺜﺮواﺗﻬﻢ واﻟﺒﺎﺧﻠﻴﻦ ﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﺑﻬﺎ ،وﺗﻘﺮّﻋﻪ ﺗﻘﺮﻳﻌﺎ ﺷﺪﻳﺪا ﻣﺴﻔﻬﺔ اﻋﺘﻘﺎدﻩ اﻟﻤﻨﺤﺮف ﻓﻲ اﻟﺠﺰاء واﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ،وﻣﻬﺪدة إﻳﺎﻩ ﺑﻤﺜ ﻞ ﻣﺼ ﺎﺋﺮ ﻋ ﺎد وﺛﻤ ﻮد وﻗ ﻮم ﻧ ﻮح ،وﻣﻌﻠﻨ ﺔ ﺑﺼ ﻮت ﻣﺠﻠﺠ ﻞ أن ه ﺬا ﻟﻴﺲ إﻻ ﻧﺬﻳﺮا ﻣﻦ اﻟ ﱡﻨﺬُر اﻷوﻟﻲ وأن ﺳﺎﻋﺔ اﻟﻐﻀﺐ اﻹﻟﻬﻲ واﻟﻌﻘﺎب اﻟﻤﺰﻟﺰل ﻗﺪ دﻧﺖ . ﺛﻢ ﺗﻨﺘﻬﻲ اﻟﺴﻮرة ﺑﺎﻟﺘﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺗﻜ ﺬﻳﺐ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻟﻠﺮﺳ ﻮل وﻟﻠﻘ ﺮﺁن وﺗﺼ ﻠﱡﺐ ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ ﺣﺘ ﻲ إﻧﻬﻢ ﻟﻴﻀﺤﻜﻮن وﻻ ﻳﺒﻜﻮن ،وﺗﺄﻣﺮهﻢ أﻣﺮ ﺗﻘﺮﻳﻊ وﺗﻬﺪﻳﺪ ﺑﺄن» اﺳﺠﺪوا ﻟﻠﱠﻪ واﻋﺒ ﺪوا «. أﻳﻤﻜﻦ أن َﻳ ِﺮ َد ﻓﻲ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺴﻴﺎق اﻟﻔﻜﺮي واﻟﻨﻔﺴﻲ ﺁﻳ ﺎت ﺗﻤﺠ ﺪ ﺑﻌ ﺾ ﺁﻟﻬ ﺔ ﻗ ﺮﻳﺶ ؟ إن ذﻟﻚ هﻮ اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﺑﻌﻴﻨ ﻪ .ﺛ ﻢ ﻟ ﻮ ﻗﺒﻠﻨ ﺎ ﺟ ﺪﻻ أن ه ﺬا ﻣﻤﻜ ﻦ ،ﻓﻜﻴ ﻒ ﻓ ﺎت ﻗﺮﻳﺸ ﺎ أن ﺗﺄآﻴ ﺪ ﻣﺒ ﺪإ اﻟﻮﺣﺪاﻧﻴ ﺔ دﻟﻴ ﻞ ﻗ ﻮي ﻋﻠ ﻲ ﺻ ﺪﻗﻪ وإﺧﻼﺻ ﻪ .وﻳ ﺮي ﻧﻔ ﺲ ه ﺬا اﻟ ﺮأي E. R. Appletonﺻﺎﺣﺐ آﺘ ﺎب ") "An Outline of Religion for Childrenص( ٥٢٢ / .واﻟﻜﺘﺎب ،وإن آﺎن ﻣﻜﺘﻮﺑﺎ ﻟﻸﻃﻔﺎل ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻨﺎول ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ أآﺒﺮ ﻣﻦ ﻣ ﺪارآﻬﻢ ،ﺑ ﻞ إن ﻣﺮاﺟﻌ ﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺬي ﺧﺼﺼﻪ ﻟﺪراﺳﺔ اﻹﺳﻼم هﻲ ﻣ ﻦ ﻃ ﺮاز " "Heroes and Hero-worship ﻟﻜﺎرﻻﻳﻞ و " ."A Short History of the Worldوﻟﺬﻟﻚ ﻳﺮاﻧﻲ اﻟﻘﺎرئ ﻗ ﺪ ﺟﻌﻠ ﺖ ه ﺬا اﻟﻜﺘ ﺎب ﻣﻦ ﻣﺮاﺟﻌﻲ.
) (٣٦هﺬا ،وﻟﻦ أﺗﻌﺮض ﻟﻶﻳﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ واﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻷﻧﻬﺎ ،ﻋﻨﺪ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻘﺮﺁن ،ﺁﻳﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ .وهﻲ ﺗﺘﻨ ﺎول ﻧﻘﻄﺔ ﺗﻔﺮﻳﻌﻴﺔ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻵﻳﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،وﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻲ آﻞ ﺣﺎل ﻣﺎ ﻳﺼﺎدم ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ أو ﻣﻦ ﺑﻌﻴ ﺪ أي ﺷﻲء ﻣﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎﻩ أو ﺳﻨﻘﻮﻟﻪ ﻋﻦ ﺗﺮآﻴﺐ هﺬﻩ اﻟﺴﻮرة وﺟﻮهﺎ اﻟﻨﻔﺴﻲ .اﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﺪﻧﻴﺔ ه ﺬﻩ اﻵﻳ ﺔ ﻣ ﺜﻼ »اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻤﺠﻴﺪ « ﻟﻤﺤﻤﻮد اﻟﺸﺮﻗﺎوي ﺻـ. ٥٠
اﻟﺴ ﻮرة ﺟﻤﻌ ﺎء ه ﻲ ﺣﻤﻠ ﺔ ﻋﻨﻴﻔ ﺔ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ وﻋﻠ ﻲ ﻣ ﻮﻗﻔﻬﻢ ﻣ ﻦ اﻟ ﺪﻋﻮة اﻟﺠﺪﻳ ﺪة وﺗﺴ ﻔﻴﻪ ﻲ ﻟﻬ ﻢ واﻧﺨ ﺪﻋﻮا ﺑ ﺒﻌﺾ آﻠﻤ ﺎت ﻣﻌﺴ ﻮﻟﺔ ﻋ ﻦ ﺁﻟﻬ ﺘﻬﻢ وﺳ ﺠﺪوا ﻣ ﻊ ﻟﻌﻘﻮﻟﻬﻢ وﺗﻬﺪﻳﺪ ﺟﻠ ّ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ؟ ﻓﻬﺬﻩ واﺣﺪة .واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ أن اﻵﻳﺘﻴﻦ اﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺘﻴﻦ ﺗﺠﻌﻼن اﻵﻟﻬﺔ اﻟﺜﻼث ﻣﻨﺎﻃﺎ ﻟﻠﺸﻔﺎﻋﺔ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،وهﻮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﻨﺪﻩ اﻟﻘﺮﺁن ﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﻷي آﺎﺋﻦ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ ﻋﻨﺪ اﷲ . ﺼ ﻠﻬﺎ ﻋ ﻦ اﻵﻳﺘ ﻴﻦ وﻟﻤ ﺎذا ﻧ ﺬهﺐ ﺑﻌﻴ ﺪا ،وﺛﻤ ﺔ ﺁﻳ ﺔ ﻓ ﻲ ﺳ ﻮرة » اﻟ ﻨﺠﻢ « ذاﺗﻬ ﺎ ﻻ َﻳ ْﻔ ِ ت ﻚ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻤﻮا ِ اﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺘﻴﻦ إﻻ ﺧﻤﺲ ﺁﻳﺎت ﺟﺪ ﻗﺼﻴﺮة ﻧﺼﻬﺎ آﺎﻵﺗﻲ » :وآﻢ ﻣﻦ َﻣَﻠ ٍ ﷲ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎء و َﻳ ْﺮﺿَﻲ « ؟ ) اﻟﻨﺠﻢ ( ٢٦ / نا ُ ﻻ ُﺗ ْﻐﻨِﻲ ﺷﻔﺎﻋﺘُﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ إﻻ ﻣﻦ َﺑ ْﻌ ِﺪ أن ﻳﺄذ َ .ﻓﻜﻴ ﻒ ﻳﻘ ﺎل ه ﺬا ﻋ ﻦ اﻟﻤﻼﺋﻜ ﺔ ﻓ ﻲ ذات اﻟﻮﻗ ﺖ اﻟ ﺬي ﺗﺆآ ﺪ ﻓﻴ ﻪ إﺣ ﺪي اﻵﻳﺘ ﻴﻦ اﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺘﻴﻦ أن ﺷﻔﺎﻋﺔ اﻷﺻﻨﺎم اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺴﺎﻟﻒ ذآﺮهﺎ ﺟﺪﻳﺮة ﺑﺎﻟﺮﺟﺎء ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﻌﻠﻴ ﻖ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻲ إذن اﷲ ؟ أﻣﺎ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻬﻲ أن اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ أﻓﻀﻞ اﻟﺼ ﻠﻮات واﻟﺘﺴ ﻠﻴﻢ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻣ ﻦ ﺷ ﻴﻤﺘﻪ اﻟﺘﺮدد ﺣﺘﻲ ﻳﻘﺎل إﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﺬﺑﺬﺑﺖ ﻗﺪﻣﺎﻩ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻄﺮﻳﻖ وﺗﺮاﺟﻊ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﺒﺎدﺋﻪ . إن ﺻﻼﺑﺔ اﺳﺘﻤﺴﺎآﻪ ﺑﺪﻳﻨﻪ ﻟﻬﻲ ﻣﻀﺮب اﻟﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺻﻔﺎء اﻟﻴﻘﻴﻦ واﻟﺸﺠﺎﻋﺔ اﻟﻤﺜﻠﻲ .ﺑﻞ إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻨﻪ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺘﺬﺑﺬب وﻻ ﻓﻲ اﻟﺤ ﺮب ﺣﻴ ﺚ ﻳﻌﻴ ﺪ اﻹﻧﺴ ﺎن داﺋﻤ ﺎ ﺣﺴ ﺎﺑﺎﺗﻪ . ﻷﻣَﺘ ﻪ وواﻓ ﻖ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺨ ﺮوج ﻟﻤﻼﻗ ﺎة ﻣﺸ ﺮآﻲ ﻗ ﺮﻳﺶ ﺧ ﺎرج وﻟﻘ ﺪ رأﻳﻨ ﺎﻩ ) وﻗ ﺪ ﻟ ﺒﺲ ْ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺰﻣﻮا ﻋﻠﻲ ﻣﻬﺎﺟﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﺰوة أﺣﺪ ،وآﺎن ﻳﺮي اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻴﻬﺎ واﻟﺘﺤﺼﻦ ﺑﺪاﺧﻠﻬﺎ ( ﻳﺮﻓﺾ اﻟﺮﺟﻮع ﺣ ﻴﻦ أﺑ ﺪي اﻟﻨ ﺪ َم ﻣ ﻦ ﺧ ﺎﻟﻔﻮﻩ ﻓ ﻲ اﻟﺘﺤﺼ ﻦ داﺧ ﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ، )( ٣٧ ﻷﻣَﺘ ﻪ أن ﻳﻀ ﻌﻬﺎ ﺣﺘ ﻲ ﻳﻘﺎﺗ ﻞ ‹‹ ﻗﺎﺋﻼ ﻗﻮﻟﺘﻪ اﻟﺸﻬﻴﺮة » :ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺒ ﻲ إذا ﻟ ﺒﺲ ْ ﺟ ﺎﻩ ﻋﻤ ﻪ أﺑ ﻮ ﻃﺎﻟ ﺐ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻣ ﺮة أن ﻳﺨﻔ ﻒ ﻣ ﻦ ﻞ ﺗﺮ ّ ﻓﻤﺎ ﻋﺪا إذن ﻣﻤﺎ ﺑﺪا ؟ وﻣﻦ َﻗ ْﺒ ُ ﻋ ﱠﺒﺎدهﺎ ﻓﺮﻓﺾ رﻓﻀ ﺎ ﻗﺎﻃﻌ ﺎ وﺻ ﺎح ﻗ ﺎﺋﻼ » :واﷲ ﻟ ﻮ وﺿ ﻌﻮا ﻣﻮﻗﻔﻪ ﺗﺠﺎﻩ اﻷﺻﻨﺎم و ُ اﻟﺸﻤﺲ ﻓ ﻲ ﻳﻤﻴﻨ ﻲ واﻟﻘﻤ ﺮ ﻓ ﻲ ﻳﺴ ﺎري ﻋﻠ ﻲ أن أﺗ ﺮك ه ﺬا اﻷﻣ ﺮ ﺣﺘ ﻲ ﻳﻈﻬ ﺮﻩ اﷲ أو أهﻠﻚ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﺗﺮآﺘﻪ ‹‹) . (٣٨أﻓﺒﻌﺪ أن ﻋﻀّﺪﻩ ﻋ ُﻤﻪ آﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﺪة ،وﺑﻌ ﺪ أن وﻗ ﻒ ﻣﻌ ﻪ ﺑﻨ ﻮ هﺎﺷ ﻢ وﺑﻨ ﻮ اﻟﻤﻄﻠ ﺐ ﻣﺴ ﻠﻤُﻬﻢ وآ ﺎﻓﺮُهﻢ )إﻻ أﺑ ﺎ ﻟﻬ ﺐ( وﺗﺤ ﱡﻤﻠ ﻮا ﻣ ﻦ أﺟﻠ ﻪ ﻗﺴ ﻮة ﺸ ﻌْﺐ ﺷ ﻬﻮرا ﻋ ﺪ ًدا ،ﻳﺘﺮاﺟ ﻊ ه ﻮ ه ﺬا اﻟﺘﺮاﺟ ﻊ اﻟﻤﺸ ﻴﻦ ؟ اﻟﺤﺼ ﺎر واﻟﻤﻘﺎﻃﻌ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟ ﱢ )(٣٩ وﻣﺘﻲ ؟ ﺑﻌﺪ أن ﻋ ﱠﺰ اﻹﺳﻼم ﺑﺪﺧﻮل اﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺻﻨﺎدﻳﺪ ﻣﻜ ﺔ ﻓﻴ ﻪ :ﻋﻤ ﺮ ﺑ ﻦ اﻟﺨﻄ ﺎب ) ( ٣٧اﺑﻦ هﺸﺎم ١٦ / ٣ /ـ .١٧ ) (٣٨اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٢٤٠ /١ / ) (٣٩ﻳﺨﻄﺊ ﺷﺎرل ﻟﻮدي ) ( Ch. Leditهﻨﺎ ﺧﻄﺄ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎ ﻓﺎﺣﺸﺎ ،إذ ﻳﺆﺧﺮ إﺳﻼم ﻋﻤﺮ إﻟﻲ ﻣﺎﺑﻌﺪ ﺣﺎدﺛﺔ اﻟﻐﺮاﻧﻴﻖ اﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺔ ،وﻳﺠﻌﻞ ﻟﺪﺧﻮﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺗﺄﺛﻴﺮا ﺣﺎﺳﻤﺎ ﻋﻠ ﻲ ﺷﺨﺼ ﻴﺔ اﻟﺮﺳ ﻮل ﺖ ﻋﻨﺪﺋﺬ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺑﺎﻷﺻﻨﺎم وأﺻﺒﺤ ـﺖ دﻋﻮﺗ ﻪ ﺧﺎﻟﺼ ﺔ ﻟﻠﻮﺣﺪاﻧﻴ ﺔ ﺣﺴ ﺒﻤﺎ ﻗ ﺎل )ص٩٦ / ،إذ ﺑ ّ – . ( ٩٧ﺑﻞ إﻧﻪ أﻳﻀﺎ ﻳﺠﻌ ﻞ ﺳ ﻮرة » اﻟﻜ ﺎﻓﺮون « ﺗﺼ ﺤﻴﺤﺎ ﻟﻤ ﺎ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ ﺳ ﻮرة » اﻟ ﻨﺠﻢ « ﻗﺒ ﻞ اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ اﻟﻤﺰﻋﻮم اﻟﺬي ﺟﺮي ﻓﻴﻬﺎ .واﻟﺼﻮاب هﻮ أن ﺳﻮرة » اﻟﻜﺎﻓﺮون « ﻗﺪ ﻧﺰﻟﺖ ﻗﺒﻞ ﺳﻮرة » اﻟﻨﺠﻢ« ،ﻟﻢ ﺗﺸﺬ ﻋﻦ ذﻟﻚ رواﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺘ ﻲ وردت ﻓ ﻲ اﻟﻜﺘ ﺎب اﻷول ﻣ ﻦ "ﻣﻘ ﺪﻣﺘﺎن ﻓ ﻲ ﻋﻠﻮم اﻟﻘﺮﺁن" )ﻧﺸﺮ ﺁرﺛﺮ ﭼﻔ ﺮي ( ١١ ، ٨ /ﺧﺎﺻ ًﺔ ﺑﺘﺮﺗﻴ ﺐ ﺳ ﻮر اﻟﻘ ﺮﺁن ﻋﻠ ﻲ ﺣﺴ ﺐ اﻟﻨ ﺰول . ﻓﺘﺄﻣﻞ ! واﻧﻈﺮ آﺬﻟﻚ » اﻹﺗﻘﺎن « ﻟﻠﺴﻴﻮﻃﻲ )( ١٤ ، ١٣/١
وﺣﻤﺰة ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ،وأﺧﺬ ﻳﻔﺸﻮ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ .ﺛﻢ ﻣ ﺎ اﻟ ﺬي دﻓﻌ ﻪ إﻟ ﻲ ه ﺬا اﻟﺘﻨ ﺎزل وﻗﺪ أﺗﺎﻩ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ ﻣﻮﻓﺪا ﻣﻦ زﻋﻤﺎء ﻗﺮﻳﺶ ﻳﻌﺮض ﻋﻠﻴﻪ ،ﻋﻠﻲ ﻃﺒﻖ ﻣﻦ ذهﺐ ، اﻟﻤﺎل واﻟﺮﺋﺎﺳ ﺔ ﻓ ﺮﻓﺾ أن ﻳﺠﻴﺒ ﻪ ،ﻣﻜﺘﻔﻴ ﺎ ﺑﻘ ﺮاءة ﺻ ـﺪر ﺳ ـﻮرة » اﻟﺴ ﺠﺪة « ﺑﺂﻳﺎﺗ ﻪ اﻟﺘﻲ زﻟﺰﻟﺖ ﻗﻠﺐ ﻋﺘﺒﺔ ﺣﺘﻲ ﻟﻘﺪ رﺟﻊ إﻟﻲ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﺑﻮﺟﻪ ﻏﻴﺮ اﻟﺬي اﻧﺼﺮف ﺑ ﻪ ﻋ ﻨﻬﻢ ؟ ) . (٤٠إن اﻟﺮﺳﻮل ﻟﻢ ﻳﺘﺴﺎهﻞ ﻳﻮﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،ﺣﺘﻲ وﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ آﺎﻧﺖ اﻟﻌﺮب ﺗﺘﻬﺎوي أﻣﺎم دﻋﻮة اﻹﺳﻼم ﻗﺒﻴﻠﺔ إﺛﺮ ﻗﺒﻴﻠﺔ ،واﺗﻀﺢ ﺗﻤﺎﻣﺎ أن دﻳﻦ اﷲ ﻏﺎﻟﺐ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻲ ذﻟ ﻚ .ﻟﻘ ﺪ أﻋﻔ ﻲ ﻗﻮﻣ ﺎ ﻣ ﺜﻼ ﻣ ﻦ اﻟﺰآ ﺎة ،وأﻋﻔ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻨ ﺎس ﻣ ﻦ اﻻﻟﺘ ﺰام ﺑﺨﻤ ﺲ ﺻ ﻠﻮات آ ﺎﻣﻼت ،وﻟﻜﻨ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻮاﻓ ﻖ ﺛﻘﻴ ًﻔ ﺎ ﻋﻠ ﻲ أن ﻳُﺒﻘ ﻲ ﻟﻬ ﺎ وﺛﻨﻬ ﺎ وﻟ ﻮ ﺷ ﻬﺮا واﺣ ﺪا ﻋ ﺮِف ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻌﺪﻩ أن ﻳﻔﻌﻞ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﺎء) .(٤١إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺸﺄ اﻟﺘﺪرج ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻣﻊ ﻣﺎ ُ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ أﻧﻪ آﺎن آﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﺄﺧﺬ اﻟﻨﺎس ﺑﻪ .ﻓﺈذا آﺎن ﻟﻢ ﻳﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻲ ﺷﻲء ﻣﻦ ذﻟﻚ ،وهﻮ أﻗ ﻞ أﻟ ﻒ ﻣ ﺮة ﻣ ﻦ ﺗﻤﺠﻴ ﺪﻩ ﺑﻨﻔﺴ ﻪ وﻓ ﻲ ﻗﺮﺁﻧ ﻪ اﻟ ﻼت واﻟﻌ ﺰي وﻣﻨ ﺎة واﻋﺘﺮاﻓ ﻪ ﺑ ﺄن ﺷﻔﺎﻋﺘﻬﻦ ﻣﺮﺗﺠﺎة ،وآﺎن ذﻟﻚ ﻓﻲ أواﺧﺮ ﺣﻴﺎﺗﻪ وﺗﻤ ﱡﻜ ﻦ ﺳ ﻠﻄﺎﻧﻪ واﻃﻤﺌﻨﺎﻧ ﻪ إﻟ ﻲ أﻧ ﻪ ﻻ ردة ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ إﻟ ﻲ اﻟﻮﺛﻨﻴ ﺔ ،ﻓﻜﻴ ﻒ ﻣ ﺎﻷ اﻟﻜﻔ ﺎ َر ﻋﻠ ﻲ وﺛﻨﻴ ﺘﻬﻢ وه ﻮ ﻻ ﻳ ﺰال ﻓ ﻲ أول اﻟﻄﺮﻳﻖ وآﻠﻪ ﺣﻤﺎﺳﺔ وﻧﺎر ﻣﺸﺘﻌﻠﺔ ؟ ﺛ ﻢ أﻳﻜ ﻮن أﺗﺒﺎﻋ ﻪ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻓ ﺮوا ﺑ ﺪﻳﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﺗﻌ ﺬﻳﺐ ﻗﺮﻳﺶ إﻟﻲ اﻟﺤﺒﺸﺔ أﺷﺠﻊ ﻣﻨﻪ وهﻢ اﻟﺬﻳﻦ آ ﺎﻧﻮا ﻳﺴ ﺘﻤﺪون ﻣﻨ ﻪ اﻟﺜﻘ ﺔ واﻹﻳﻤ ﺎن واﻟﺼ ﺒﺮ ﻋﻠ ﻲ اﻟ ﺒﻼء ؟ ﻟﻘ ﺪ ﺻ ﻤﺪوا ﻓ ﻲ وﺟ ﻪ اﻟﻤ ﺆاﻣﺮة اﻟﺘ ﻲ دﺑﺮه ﺎ ﻟﻬ ﻢ رﺳ ﻮﻻ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻋﻨ ﺪ اﻟﻨﺠﺎﺷ ﻲ وﺑﻄﺎرﻗﺘ ﻪ ،إذ ﺟ ﻲء ﺑﻬ ﻢ ﻟﻴﻌﺮﺿ ﻮا ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤ ﻺ ﻓ ﻲ اﻟ ﺒﻼط اﻟﻤﻠﻜ ﻲ دﻳ ﻨﻬﻢ وﻋﻘﻴ ﺪﺗﻬﻢ ﻓ ﻲ ﻋﻴﺴ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻓﻠ ﻢ ﻳﻜﺘﻤ ﻮا ﻣﻨﻬ ﺎ ﺣﺮﻓ ﺎ وه ﻢ اﻷﻏ ﺮاب اﻟﻤﺸ ﱡﺮدون اﻟﻤﺤﺘ ﺎﺟﻮن إﻟ ﻲ ﺗﻤﻠ ﻖ ﻣﺸ ﺎﻋﺮ ﻣﻀ ﻴّﻔﻴﻬﻢ وﻟ ﻮ ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ اﻟﺘﻌﺒﻴ ﺮ اﻟ ﺮوّاغ ﻋ ﻦ رأي اﻹﺳﻼم ﻓﻲ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺻﻠﻮات اﷲ وﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ. ﻟﻘﺪ ذآﺮ اﺑﻦ اﻟﺴﺎﺋﺐ اﻟﻜﻠﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻋﺸﺮة ﻣﻦ آﺘﺎب» اﻷﺻﻨﺎم «أن ﻗﺮﻳﺸﺎ ت واﻟ ُﻌ ﺰّي ،وﻣﻨ ﺎ َة اﻟﺜﺎﻟﺜ ﺔ اﻷﺧ ﺮي ،ﻓ ﺈﻧﻬﻦ آﺎﻧ ﺖ ﺗﻄ ﻮف ﺑﺎﻟﻜﻌﺒ ﺔ وﺗﻘ ﻮل » :واﻟ ﻼ ِ ﻖ اﻟﻌﻠ ﻲ ،وإن ﺷ ﻔﺎﻋﺘَﻬﻦ ﻟ ُﺘ ْﺮﺗَﺠ ﻲ « ،وأﻧﻬ ﺎ آﺎﻧ ﺖ ﺗﻌﺘﻘ ﺪ أﻧﻬ ﻦ ﺑﻨ ﺎت اﷲ)ﻋ ﺰ اﻟﻐﺮاﻧﻴ ُ وﺟﻞ ﻋ ﻦ ذﻟ ﻚ( وأﻧﻬ ﻦ ﻳﺸ ﻔﻌﻦ إﻟﻴ ﻪ ،ﻓﻠﻤ ﺎ ﺑﻌ ﺚ اﷲ رﺳ ﻮﻟﻪ أﻧ ﺰل ﻋﻠﻴ ﻪ » :أﻓ ﺮأﻳﺘُﻢ ت واﻟ ُﻌﺰّي $وﻣﻨﺎة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ اﻷُﺧﺮي ؟ $أﻟﻜﻢ اﻟﺬّ َآ ُﺮ وﻟﻪ اﻷﻧﺜ ﻲ ؟ $ﺗﻠ ﻚ إذن ﻗِﺴ ﻤﺔ اﻟﻼ َ ﻦ ﺳ ﻠﻄﺎن« . ن هﻲ إﻻ أﺳ ﻤﺎ ٌء ﺳ ﻤﻴﺘﻤﻮهﺎ أﻧ ﺘﻢ وﺁﺑ ﺎؤآﻢ ﻣ ﺎ أﻧ ﺰل اﷲ ﺑﻬ ﺎ ِﻣ ْ ﺿﻴﺰَي $إ ْ واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن هﺬا هﻮ اﻷﺷﺒﻪ ﺑﺄن ﻳﻜ ﻮن ه ﻮ اﻟﺼ ﻮاب .وﻳﺒ ﺪو أن أﺣ ﺪ اﻟﺰﻧﺎدﻗ ﺔ ﻗ ﺪ أﺧ ﺬ ه ﺬﻩ اﻟﺮواﻳ ﺔ وﺣﺮﻓﻬ ﺎ ،واﺿ ﻌﺎ آ ﻼم ﻗ ﺮﻳﺶ ﻓ ﻲ أﺻ ﻨﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻟﺴ ﺎن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ ض اﻟﺤ ﺎﺋﻂ ﺑﻜ ﻞ ه ﺬا ﻋ ْﺮ َ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم .وﻟﻨﻔﺘ ﺮض أﻧﻨ ﺎ ﺑﻌ ﺪ ه ﺬا آﻠ ﻪ ﻗ ﺪ ﺿ ﺮﺑﻨﺎ ُ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ واﻟﻨﺼّﻲ ،وﻗﻠﻨﺎ إن هﺬﻩ اﻵﻳﺎت ﻗﺪ ﺟﺮت ﻓﻌـﻼ ﻋﻠﻲ ﻟﺴﺎن اﻟﺮﺳﻮل ، ﻓﻬﻞ ﻳﻌﻨـﻲ ذﻟﻚ ﺗﺬﺑﺬﺑﺎ ﻓـﻲ إﻳﻤـﺎﻧﻪ ؟ أم هﻞ اﻷﺣ ﺮي أن ﻧﻔﺴ ـﺮهﺎ ﺑﺄﻧﻬ ﺎ زﻟ ﺔ ﻟﺴ ـﺎن ﻣﻤ ﺎ ﻧﻘ ﻊ ﻓﻴ ﻪ ﺟﻤﻴﻌ ﺎ آ ﻞ ﻳ ﻮم ،وﻋ ﺬرﻩ أن ه ﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤ ﺎت اﻟﻤﺰﻋﻮﻣ ﺔ ،ﻣ ﻦ آﺜ ﺮة ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻟﻠﺘﺄآﺪ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻐﻠﻄﺔ اﻟﺒﻠﻘﺎء اﻟﻤﺮﻳﺒﺔ ! وأﻳﻀﺎ » اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻤﺠﻴﺪ « ﻟﻤﺤﻤﻮد اﻟﺸﺮﻗﺎوي ) ص ٥٠ / ٥٥ ، ٦٥ ،ﺑﻬﺬا اﻟﺘﺮﺗﻴ ﺐ ( ،وﻟﺴ ﻮف ﺗ ﺮي ﺑﻌ ﺪ ه ﺬا اﻻﺳﺘﻘﺼ ﺎء أن » اﻟ ﻨﺠﻢ « ﻗ ﺪ ﻧﺰﻟ ﺖ ﺑﻌ ﺪ » اﻟﻜﺎﻓﺮون « ﻻ اﻟﻌﻜﺲ. ) (٤٠اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم ٢٦١ / ١ /ـ .٢٦٢ ) (٤١اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ .١٣٧ / ٤ /
اﻟﻘﺮﺷﻴﻮن ﻳﺮددوﻧﻬﺎ أﻣﺎﻣﻪ ،ﻗﺪ ﻋﻠﻘﺖ ﺑﺬهﻨﻪ ﻓﺠﺮي ﺑﻬ ﺎ ﻟﺴ ﺎﻧﻪ ﻓ ﻲ ﻟﺤﻈ ﺔ ﻣ ﻦ ﻟﺤﻈ ﺎت اﻟﺴﻬﻮ وﻟﻜﻨﻪ ﺳﺮﻋـﺎن ﻣﺎ ﺗﻨﺒـﻪ ﻟﻬﺎ ﻓﺘﺮاﺟﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻠﺼﻖ ﺑﺪﻳﻨﻪ ؟ أﻗﻮل هﺬا ﺑ ﺮﻏﻢ ﺗﻔﻨﻴﺪي ﻟﻬـﺎ ،وذﻟﻚ ﻗﻄﻌـﺎ ﻟﻠﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻲ ذوي اﻟﻠﺠﺎﺟﺔ اﻟﻤﻜﺎﺑﺮﻳﻦ .وﻟﻜﻲ أﺧﻔﻒ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻋﻠﻲ ﺿﻤﻴﺮ اﻟﻤﺴﻠـﻢ أذآّﺮﻩ ﺑﺰﻟﺔ اﻟﻠﺴـﺎن اﻟﺘﻲ وﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ أﺣﺪ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ اﻷﺗﻘﻴﺎء ،وآﺎﻧ ﺖ ﻗﺪ ﺿﻠﺖ ﻧﺎﻗﺘﻪ آﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺸﺮﻳﻒ ،ﻓﻠﻤﺎ وﺟﺪهـﺎ اﻧﻄﻠﻖ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻟﻴﺸﻜﺮ رﺑ ﻪ ، اﻟﺬي ردهﺎ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺈذا ﺑـﻪ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﻔﺮﺣﺔ ﻳﻀﻄﺮب ﻗﺎﺋﻼ » :ﺷﻜﺮا ﻳﺎﻋﺒﺪي ! أﻧﺎ رﺑ ﻚ « ،واﻟﻤﻘﺼﻮد اﻟﻌﻜﺲ ﻃﺒﻌﺎ .وهﻲ ،ﻟﻮ ﺣﺎﺳﺒﻨﺎﻩ ﻋﻠﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ،أﻓﺪح ﻣﻦ زﻟﺔ اﻟﻠﺴﺎن اﻟﻤﻔﺘﺮﺿﺔ ﻓﻲ رواﻳﺔ اﻟﻐﺮاﻧﻴﻖ. ﻓﺈذا اﻧﺘﻘﻠﻨﺎ إﻟﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ،وهﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻬﻤ ﻪ ﻣ ﻦ ﻳﺴ ﻠّﻢ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ ﺑﺼ ﺪﻗﻪ وأﻣﺎﻧﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻒ اﻷول ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺪﻋﻮة ﺑﺄﻧﻪ اﻃّﺮح ﻋﻦ ﺿﻤﻴﺮﻩ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺆﻧﺔ اﻟﺼﺪق واﻷﻣﺎﻧﺔ ،وﺟ ﺪﻧﺎ أن أه ﻢ ﻣ ﺎ ا ﱡﺗ ِﻬ ﻢ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﺑ ﻪ ه ﻮ ﻗﺴ ﻮﺗﻪ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻴﻬ ﻮد ، وﻋﺪم اﺣﺘﺮاﻣﻪ ﻟﻠﻤﻌﺎهﺪات اﻟﺘﻲ ﻋﻘﺪهﺎ ﻣﻊ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ،وﺗﺴﺎهﻠﻪ) ﻣﺮة أﺧﺮي ،ﻻﺣﻆ ( ﻓﻲ ﻗﻀ ﻴﺔ اﻟﻮﺣﺪاﻧﻴ ﺔ ،إذ أﺑﻘ ﻲ ﻓ ﻲ ﻓﺮﻳﻀ ﺔ اﻟﺤ ﺞ ﻋﻠ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺸ ﻌﺎﺋﺮ اﻟﻮﺛﻨﻴ ﺔ ،ﺛ ﻢ اﻻﻧﻐﻤﺎس ﻓﻲ ﺷﻬﻮات اﻟﺠﻨﺲ. ﻓﺄﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﻮﻗﻔﻪ ﻣﻦ اﻟﻴﻬﻮد ﻓﻘﺪ أدﺧﻠﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎهﺪة اﻟﺘﻲ ﻋﻘﺪهﺎ ﻣﻊ آﻞ اﻷﻃﺮاف اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺁﻧﺬاك وﺳﻮّي ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺠﻤﻴﻊ ،وأﻟﺰﻣﻬﻢ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻳﺪا ﺸ ّﺮ .وﻟﻢ ﺗﻜﻦ هﺬﻩ اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ،ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻴﻬﻮد ،ﻣﻊ ﻏﻴ ﺮهﻢ ﻣ ﻦ واﺣﺪة ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪهﻢ ِﺑ َ ﺳﻜﺎن اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﻣﺴﺖ أﻳﻀﺎ ﻋﻼﻗﺘﻬﻢ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺒﻌﺾ ،إذ آﺎﻧﻮا ﻓ ﻲ اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ ، ﻗﺒﻞ أن ﻳﻘﺪم ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ،ﻣﺘﻌﺎدﻳﻦ ﻣﻨﻘﺴﻤﻴﻦ ﻳﺮي ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻨﻬﻢ أن ﻟﻪ ﻓﻀﻼ ﻋُﻠﻮا ﻋﻠﻲ إﺧﻮان اﻟﺪﻳﻦ واﻟﻮﻃﻦ ﺣﺘﻲ ﻓﻲ اﻟ ﺪ ﱠﻳﺎت ،ﻓﺄﺑﻄﻠ ﺖ اﻟﻤﻌﺎه ﺪة ه ﺬا آﱠﻠ ﻪ .ﻓ ﺈذا وُ ﻲ أﺿﻔﻨﺎ إﻟﻲ ذﻟﻚ أن اﻟﻨﺒﻲ ﻟﻢ ﻳﺠﺒﺮهﻢ ﻋﻠﻲ اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻨﺎ آﻴﻒ أن ﻣﺎ ا ْﺑُﺘِﻠ َ ﺑﻪ اﻟﺮﺳﻮل واﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻣ ﻦ ِﻗ َﺒ ﻞ ه ﺆﻻء اﻟﻘ ﻮم ﻣ ﻦ ﻏ ﺪ ٍر آ ﺎن ﺳ ﺨ ًﻔﺎ ﺷ ﺪﻳ ًﺪا ﻓ ﻮق آﻮﻧ ﻪ ﺧﻴﺎﻧ ًﺔ ﻻ ﺗﻐﺘﻔ ﺮ .وﻟﻘ ﺪ آ ﺎن اﻟﺮﺳ ﻮل رﺣﻴﻤ ﺎ ﻣ ﻊ ﺑﻨ ﻲ اﻟﻨﱠﻀ ﻴﺮ وﺑﻨ ﻲ َﻗ ْﻴﻨُﻘ ﺎع ﻓ ﺎآﺘﻔﻲ ﻈﺔ ،وآﺎﻧ ﺖ ﺟ ﺮﻳﻤﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ إﻟﻲ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻄﺮد ،إﻟﻲ أن ﺟﺎء دور ﺑﻨﻲ ُﻗ َﺮ َﻳ ْ ﺧﻮّة اﻟ ﻮﻃﻦ هﻲ اﻟﺨﻴﺎﻧﺔ اﻟﻌﻈﻤﻲ ،إذ اﻧﻘﻠﺒﻮا أﺛﻨﺎء ﺣﺮب اﻟﺨﻨﺪق ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺮﻏﻢ ُأ ُ وﺑ ﺮﻏﻢ اﻟﻤﻌﺎه ﺪة اﻟﻮﺛﻴﻘ ﺔ اﻟﺘ ﻲ آﺎﻧ ﺖ ﺗ ﺮﺑﻄﻬﻢ ﺑﻬ ﻢ ،ﻳﺮﻳ ﺪون أن ﻳﺴﺘﺄﺻ ﻠﻮا ﺷ ﺄﻓﺘﻬﻢ وﻳﻤﺤﻘﻮهﻢ ﻣﻊ دﻳﻨﻬﻢ ﻣﺤﻘﺎ ،ﻣﻊ أن هﺬﻩ اﻟﻤﻌﺎهﺪة آﺎﻧ ﺖ ﺗﻮﺟ ﺐ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ أن ﻳﺤ ﺎرﺑﻮا ﻣ ﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ) (٤٢ﻓﻤﺎ اﻟﺬي آﺎن ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻲ اﻟﺮﺳ ﻮل أن ﻳﻔﻌﻠ ﻪ ؟ ه ﻞ آ ﺎن ﻋﻠﻴ ﻪ أن ﻳﺮ ّﺑ ﺖ ﻋﻠﻲ ﻇﻬﻮرهﻢ وﻳﻌﺘ ﺬر ﻟﻬ ﻢ ﻋ ّﻤ ﺎ ارﺗﻜﺒ ﻮﻩ ﻣ ﻦ ﺧﻴﺎﻧ ﺔ ﺑﺸ ﻌﺔ ﻓ ﻲ ﺣﻘ ﻪ وﺣ ﻖ دﻳﻨ ﻪ وﺣ ﻖ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ؟ إن أﺣﺪ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻣﺜﻼ ﻳﺘﻌﺠﺐ آﻴﻒ أن دﻳﻨًﺎ ﻳﺪّﻋﻲ أن إﻟﻬﻪ ه ﻮ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﺒﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ اﻟﺮﺳﻮل) ، (٤٣ﻣﺘﺠﺎهﻼ أﻧﻬﻢ ﻗ ﺪ ﺧ ﺎﻧﻮا اﻟﻌﻬ ﺪ ،وآ ﺎن ﻦ اﻟﺠﺪﻳ ُﺮ إذن ﺑ ﺄن ﺗﺨﻄﻴﻄﻬﻢ أن ﻳﺰﻳﻠﻮا اﻹﺳﻼم واﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻠﻲ وﺟﻪ اﻷرض .ﻓ َﻤ ِ ﻳﺸ ُﻌﺮ ﺗﺠﺎهﻪ هﺬا اﻟﻤﺴﺘﺸﺮق ﺑﺎﻟﺮﺛﺎء ؟ إﻧﻬﻢ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﺑﻜ ﻞ ﺗﺄآﻴ ﺪ ،اﻟ ﺬﻳﻦ ﻟ ﻮ ،ﻻ ﻗ ﺪر ) (٤٢اﻧﻈ ﺮ ﻧ ﺺ اﻟﻤﻌﺎه ﺪة ﻓ ﻲ اﺑ ﻦ هﺸ ﺎم ) ١٠٦ /٢ـ . ( ١٠٨واﻧﻈ ﺮ آ ﺬﻟﻚ Virgil Gheorghiuﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ " ) " La Vie de Mahometص. ( ٢٦٤- ٢٦٣ / ) (٤٣أﻟﻔﺮﻳﺪ ﺟﻴﻮم .٤٨ /
اﷲ ،اﺳﺘﻄﺎع اﻟﻴﻬﻮد ﺗﻨﻔﻴ ﺬ ﺧﻄ ﺘﻬﻢ اﻟﺘ ﻲ اﺷ ﺘﺮآﻮا ﻓﻴﻬ ﺎ ﻣ ﻊ ﻗ ﻮي اﻟﺸ ﺮك واﻟﻮﺛﻨﻴ ﺔ ﻣ ﻦ ﺟﻤﻴﻊ أرﺟﺎء اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻗﻀﻮا ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻣ ﺎ رأﻳﻨ ﺎ ﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﻜﺎﺗ ﺐ دﻣﻌ ﺔ ﻒ واﺑﺘﻬﺎج .إن اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻳﺪّﻋﻮن داﺋﻤﺎ )آ ﺬﺑﺎ( أن اﻟﺘﻮﺣﻴ ﺪ ُﺗ ْﺬرَف ،ﺑﻞ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺗﺸ ﱟ )(٤٤ أﺗﻌ ﺮف ﻣ ﺎذا آ ﺎن اﻟﻴﻬ ﻮد ﻓﺎﻋﻠﻴ ﻪ ﻋﻨ ﺪ اﻟﻴﻬ ﻮد أﻇﻬ ﺮ ﻣﻨ ﻪ ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم وأﺻ ﻔﻲ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺣﻜﻢ اﻟﺘﻮراة) اﻟﺘ ﻲ أوﺣﺎه ﺎ إﻟ ﻲ ﻧﺒ ﻴﻬﻢ إﻟﻬﻬ ﻢ اﻟ ﺬي ﻳﻮﺣّﺪوﻧ ﻪ ﻋﻠ ﻲ ه ﺬا اﻟ ﺰﻋﻢ ﺧﻴ ﺮا ﻣﻤ ﺎ ﻳﻮﺣ ﺪ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن رب اﻟﻌ ﺎﻟﻤﻴﻦ( ﻟ ﻮ أﻧﻬ ﻢ ه ﻢ اﻟ ﺬﻳﻦ اﻧﺘﺼ ﺮوا وﻓﺘﺤ ﻮا ﺑ ﻼد اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ؟ ﺗﻘﻮل اﻟﺘﻮراة » :ﺣﻴﻦ ﺗﻘﺮب ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﺤﺎرﺑﻬﺎ اﺳﺘﺪﻋﻬﺎ إﻟﻲ اﻟﺼﻠﺢ ، ﻓﺈن ...ﻟﻢ ﺗﺴﺎﻟﻤﻚ ﺑﻞ ﻋﻤﻠﺖ ﻣﻌﻚ ﺣﺮﺑﺎ ﻓﺤﺎﺻﺮهﺎ ،وإذا دﻓﻌﻬﺎ اﻟﺮب إﻟﻬﻚ إﻟ ﻲ ﻳ ﺪﻳﻚ ﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻓﺎﺿ ﺮب ﺟﻤﻴ ﻊ ذآﻮره ﺎ ﺑﺤ ّﺪ اﻟﺴ ﻴﻒ .وأﻣ ﺎ اﻟﻨﺴ ﺎء واﻷﻃﻔ ﺎل واﻟﺒﻬ ﺎﺋﻢ وآ ﱡ ﻞ ﻏﻨﻴﻤﺘﻬﺎ ﻓﺘﻐﺘﻨﻤﻬ ـﺎ ﻟﻨﻔﺴ ﻚ وﺗﺄآ ﻞ ﻏﻨﻴﻤ ﺔ أﻋ ﺪاﺋﻚ اﻟﺘ ﻲ أﻋﻄ ﺎك اﻟ ﺮب إﻟﻬ ﻚ. اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ آ ّ وهﻜﺬا ﺗﻔﻌﻞ ﺑﺠﻤﻴ ﻊ اﻟﻤ ﺪن اﻟﺒﻌﻴ ﺪة ﻣﻨ ﻚ ﺟ ﺪا اﻟﺘ ﻲ ﻟﻴﺴ ﺖ ﻣ ﻦ ﻣ ﺪن ه ﺆﻻء اﻷﻣ ﻢ هﻨ ﺎ( . وهﻮ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ،ﻷﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧ ﻮا ﺑﺎﻟﻨﺴ ﺒﺔ ﻟﻠﻴﻬ ﻮد ،اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺠ ﺎوروﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،ﻣﻦ اﻷﻣﻢ اﻟﺒﻌﻴﺪة ،ﺑ ﻞ ﻳﻨﻄﺒ ﻖ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ اﻻﺗ ﻲ ) :وأﻣ ﺎ ه ﻮﻻء اﻟﺸ ﻌﻮب اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻄﻴﻚ اﻟﺮب إﻟﻬﻚ ﻧﺼﻴﺒﺎ ﻓﻼ ﺗﺴﺘﺒﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺴ ﻤﺔ ﻣ ﺎ‹‹ ) .(٤٥أﻓ ﻼ ﻳ ﺮي اﻟﻘ ﺎرئ أن إﻟ ﻪ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ آ ﺎن رﺣﻴﻤ ﺎ ﺑ ﺎﻟﻴﻬﻮد ﺣﺘ ﻲ ﺑﻤﻘﻴﺎﺳ ﻬﻢ ؟ ﻓﻤ ﺎ اﻟ ﺬي أﻧﺴ ﻲ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮق اﻟﺒﺮﻳﻄ ﺎﻧﻲ ه ﺬا وﺟﻌﻠ ﻪ أآﺜ ﺮ َﻣَﻠ ِﻜ ّﻴ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻤِﻠ ﻚ؟ إن واﺣ ﺪا ﻣ ﻦ اﻟﻴﻬ ﻮد ﻋﻠ ﻲ اﻷﻗ ﻞ ه ﻮ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺳﻌﺪي رﻓﺾ أن ﻳﺸ ﺎرآﻬﻢ ﻓ ﻲ ﻏ ﺪرهﻢ اﻟ ﺪﻧﻲء وﻗ ﺎل :ﻻ أﻏ ﺪر ﺑﻤﺤﻤ ﺪ أﺑ ﺪا ) . (٤٦وهﻮ ﻣﻮﻗﻒ رﺟﻮﻟﻲ آﺮﻳﻢ ،إذ إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺸﺄ أن ﻳﻐﺪر ﺑﺎﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ وأﺻﺤﺎﺑﻪ رﺿﻮان اﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ُﺗ ْﺆﺛَﺮ ﻋﻨﻬﻢ ﻏﺪرة وﻟﻮ ﺗﺎﻓﻬﺔ ﻓﻲ ﺣ ﻖ اﻟﻴﻬ ﻮد . ﺠ ّﺪ ،وإن اﻧﺘﻔﺸﻮا اﻧﺘﻔﺎش وﻟﻜﻲ ﻳﺮي اﻟﻘﺎرئ ﻣﺒﻠﻎ دﻧﺎءة اﻟﻘﻮم وﻏﺒﺎﺋﻬﻢ وﺟﺒﻨﻬﻢ ﺳﺎﻋﺔ اﻟ ِ اﻟ ﱢﺪﻳَﻜﺔ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﻮهﻤﻮن أﻧـﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺄﻣﻦ ،أذآﺮ ﻟﻪ أن أﺣﺪهﻢ ،وهﻮ آﻌﺐ ﺑﻦ أﺳ ﺪ ،ﺣ ﻴﻦ ﻓﺮغ ﻟﻬﻢ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﻌـﺪ اﻧﻔﻀـﺎض اﻷﺣﺰاب ﻣﻦ ﺣـﻮل اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ وﺣﺎﺻ ﺮهﻢ ﻻ وﻳﺨﺮﺟ ﻮا ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﺴﻠِﻤـﻮا أو ﻋﻠﻲ اﻷﻗﻞ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا رﺟ ﺎ ً ،ﻋﺮض ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ُﻳ ْ ﻣﺒﺎﻏﺘﺔ ﻣﻦ داﺧـﻞ اﻟﺤﺼﻦ ﻓﻴﺤـﺎرﺑﻮهﻢ ﻣﻮاﺟـﻬﺔ ،ﻟﻜ ﻨﻬﻢ رﻓﻀ ﻮا ذﻟ ﻚ آﻠ ﻪ ،ﻓﻤ ﺎ آ ﺎن ﻣﻨﻪ إﻻ أن ﻗﺎل ﺣﺎﻧﻘﺎ » :ﻣﺎ ﺑﺎت رﺟﻞ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻨﺬ وﻟـﺪﺗﻪ أﻣ ـﻪ ﻟﻴﻠ ًﺔ واﺣ ـﺪة ﻣ ﻦ اﻟـﺪه ـﺮ ﺣﺎز ًﻣ ﺎ‹‹) .(٤٧وهﻨ ـﺎ اﻟﻌﺠ ﺐ آ ﻞ اﻟﻌﺠ ﺐ ،ﺑ ـﻞ هﻨ ﺎ ﻋﺒ ﺮة اﻟﻌﺒ ﺮ ﻳﺴﺘﺨﻠﺼ ﻬﺎ اﻟﺒﺎﺣ ﺚ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ ﻣﻦ اﻟﺼ ﺮاع ﺑ ﻴﻦ اﻹﺳ ﻼم واﻟﻴﻬ ﻮد .ﺗ ﺮي ﻟ ﻮ آ ﺎن اﻟﻴﻬ ﻮد ﻣﺨﻠﺼ ﻴﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺘﻤﺴ ﻚ ﺑ ﺪﻳﻨﻬﻢ واﻟﻜﻔ ﺮ ﺑﻤﺤﻤ ﺪ ﻓِﻠ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﺴ ﺘﻌﻴﻨﻮا ﺑﺮﺑﻬ ـﻢ آﻤ ﺎ آ ﺎن ﻣﺤﻤ ﺪ ﻳﺴ ﺘﻌﻴﻦ ﺑﺮﺑ ﻪ وﻳﻮاﺟﻬﻮا ﻣﺤﻤﺪا ﻣﺮة واﺣﺪة ﻓﻲ ﺣ ﺮب ﺻ ﺮﻳﺤﺔ ﺷ ﺮﻳﻔﺔ ؟ ﻟﻘ ﺪ آ ﺎن ﻣﺸ ﺮآﻮ اﻟﻌ ﺮب ، ﺑﺮﻏﻢ وﺛﻨﻴﺘﻬﻢ ،أﺷﺮف ﻣﻨﻬﻢ وأرﺟﻞ أﻟﻒ ﻣﺮة .أم ﺗﺮي آﺎن اﻟﻴﻬﻮد ﻳﻨﻔﺬون أﻣﺮ رﺑﻬ ﻢ ﺣﻴﻦ وﺿﻌﻮا أﻳﺪﻳﻬﻢ ﻓﻲ أﻳﺪي اﻟﺸﺮك واﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﻟﻴﺤﺎرﺑﻮا ﻣﺤﻤ ﺪا ،اﻟ ﺬي ﺣﺘ ﻲ ﻟ ﻮ ﺳ ﻠﻤﻨﺎ ) (٤٤اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ ﭼﻮزﻳﻒ هﺒﻲ .٧٨٧ / ) (٤٥ﺳﻔﺮ » اﻟﺘﺜﻨﻴﺔ « . ١٦ – ١٠ / ٢٠ ) (٤٦اﺑﻦ هﺸﺎم ١٤٤/٣/ ) (٤٧اﺑﻦ هﺸﺎم ١٤٣ – ١٤٢ / ٣ /
ﺑﺄﻧﻪ رﺳﻮل زاﺋﻒ ﻓﻬﻮ ﻋﻠﻲ آﻞ ﺣ ﺎل ﻳ ﺪﻋﻮ إﻟ ﻲ اﻟﺘﻮﺣﻴ ﺪ وﻳ ﺆﻣﻦ ﺑﻤﻮﺳ ﻲ وﺑﻘﻴ ﺔ أﻧﺒﻴ ﺎء ﺑﻨ ﻲ إﺳ ﺮاﺋﻴﻞ ؟ أﺗ ﺮاهﻢ آ ﺎﻧﻮا ﻣﺼ ﻐﻴﻦ ﻟﻠﺼ ﻮت اﻟﺨ ﺎرج ﻣ ﻦ أﻋﻤ ﺎق ﺿ ﻤﺎﺋﺮهﻢ ﺣ ﻴﻦ أآﺪوا ﻟﻘﺮﻳﺶ أن وﺛﻨﻴﺘﻬﻢ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ دﻳﻦ ﻣﺤﻤﺪ وأﻧﻬﻢ أوﻟ ﻲ ﺑ ﺎﻟﺤﻖ ﻣﻨ ﻪ ؟ ).(٤٨إن إدﻣ ﻮن ﭘﺎور ﻳﺪﻋﻲ ﻋﻠﻲ اﻟﺮﺳﻮل اﻟﻜﺮﻳﻢ أﻧﻪ أآﻞ اﻟﻴﻬﻮد ﻟﻴﻨﻘ َﺬ ﺑﺄﻣﻮاﻟﻬﻢ أﺗﺒﺎﻋﻪ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﺮ ،وﻳﻨﻜ ُﺮ أن ﻳﻜ ﻮن هﻨ ﺎك دﻟﻴ ﻞ ﻋﻠ ﻲ ﺧﻴﺎﻧ ﺔ ﺑﻨ ﻲ ﻗﺮﻳﻈ ﺔ ) .(٤٩وه ﺬا ﻏﻴ ﺮ ﺻ ﺤﻴﺢ ﺑ ﺎﻟﻤﺮة ،وإﻻ ﻻآﺘﻔﻲ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﺈﺟﻼﺋﻬﻢ وﻣﺼﺎدرة أﻣﻮاﻟﻬﻢ أو ﻷﺑﻘﺎهﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﺑﻌ ﺪ أن ﻳﺴﺘﺼ ﻔﻲ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻬﻢ ﻟﺤﺴﺎب أﺗﺒﺎﻋﻪ .أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺨﻴﺎﻧﺔ ﻓﺈﻧﻬﻢ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮوا ﻟﺤﻈﺔ واﺣﺪة ﻓﻲ إﻧﻜﺎرهﺎ .وﻣﻦ اﻟﻤﻀﺤﻚ إذن أن ﻳﺄﺗﻲ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﻤﺴﺘﺸﺮق ﺑﻌﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﻘ ﺮون اﻟﻤﺘﻄﺎوﻟ ﺔ ﻲ أآﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻠﻚ .وأﻣﺎ أﻟﻔﺮﻳﺪ ﺟﻴﻮم ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﺰو ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﻬﻢ وﻳﺘﻈﺎهﺮ ﺑﺄﻧﻪ َﻣﻠَﻜ ّ إﻟﻲ أﻧﻬﻢ رﻓﻀﻮا اﻹﻳﻤﺎن ﺑﻪ وأﺧﺬوا ﻳﺴﺨﺮون ﻣﻨﻪ وﻳﻜﺜﺮون ﻣﻦ ﻣﺠﺎدﻟﺘ ﻪ ،وإﻟ ﻲ أﻧﻬ ﻢ آﺎﻧﻮا ﻣﺘﻔﻮﻗﻴﻦ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ .ﺛﻢ أرﺟﻊ ﻋﺪم إﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺑﻪ إﻟﻲ اﻋﺘﺮاﻓﻪ ﺑﻨﺒﻮة ﻋﻴﺴﻲ .واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن اﻟﺮﺳﻮل ﻟﻢ ﻳﺤﺎول ﻗﻂ أن ﻳﻜ ﺮهﻬﻢ ﻋﻠ ﻲ ﺗ ﺮك دﻳ ﻨﻬﻢ ،آﻤ ﺎ أن ﻧ ﺺ اﻟﻤﻌﺎه ﺪة اﻟﺘ ﻲ ﺳﻠﻔﺖ اﻹﺷﺎرة إﻟﻴﻬﺎ ﻳﺆآﺪ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ) . (٥٠أﻣﺎ اﻟﻴﻬ ﻮد أﻧﻔﺴ ﻬﻢ ﻓ ﺈﻧﻬﻢ آ ﺎﻧﻮا ، ﻗﺒﻞ ﻣﺒﻌ ﺚ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ،ﻳﻬ ﺪدون ﺑ ﻪ اﻷوس واﻟﺨ ﺰرج ،ﻓﻠﻤ ﺎ ﺑﻌﺜ ﻪ اﷲ ﻣ ﻦ اﻟﻌﺮب آﻔﺮوا ﺑﻪ وﺑﺪﻳﻨﻪ وﺗﺮاﺟﻌﻮا ﻋﻤﺎ آﺎﻧﻮا ﻳﻘﻮﻟﻮن .وﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ه ﺬا ﻣﺠ ﺮد ادﻋﺎء ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺴﺠﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﺬي آﺎن ﻳﺘﻠﻲ ﻋﻠﻲ اﻟﻴﻬﻮد وﻟﻢ ﻳﺤﺪث أن اﻋﺘﺮﺿﻮا ﻋﻠﻴﻪ) .(٥١وه ﺬا ﻳﺒ ﻴﻦ ﻟﻨ ﺎ ﺣﻘﻴﻘ ﺔ ﻣ ﻮﻗﻔﻬﻢ ودواﻓﻌﻬ ﻢ ،وﺑﺨﺎﺻ ﺔ إذا ﻋﻠﻤﻨ ﺎ أن ﺑﻌﻀﻬﻢ آﺎن إذا ﻟﻘﻲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ أﻇﻬﺮ اﻹﺳ ﻼم ﻓ ﺈذا ﺧ ﻼ إﻟ ﻲ أﻣﺜﺎﻟ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻴﻬ ﻮد ﻗﺮّﻋ ﻮﻩ وﻃﻠﺒﻮا ﻣﻨﻪ أن ﻳﺨﻔﻲ ﻣﺎ ﻳﻌﻠﻤ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﺤ ﻖ ) ،(٥٢آﻤ ﺎ أن ﺑﻌﻀ ﺎ ﻣ ﻨﻬﻢ آ ﺎن ﻳﻨ ﺘﻬﺞ ﺧﻄ ﺔ ﺟﻬﻨﻤﻴﺔ ﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﺛﻘﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺪﻳﻨﻬﻢ ،إذ آﺎن ﻳﻌﻠﻦ إﺳﻼﻣﻪ أول اﻟﻨﻬﺎر وﻻ ﻳﻜ ﺎد اﻟﻨﻬ ﺎر
) (٤٨اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ١٢٧ / ٣ /وﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﻘﺎرﻧﺔ هﺬا ﺑﻤﻮﻗﻒ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺤ ﺮب ﺑ ﻴﻦ اﻟ ﺮوم و اﻟﻔﺮس ﻓﻲ أواﺋﻞ اﻟﺪﻋﻮة ، ،وآﻴﻒ ﺗﻌﺎﻃﻔﻮا ﻣﻊ اﻟﺮوم ﻷﻧﻬﻢ أهﻞ آﺘﺎب ﻣﺜﻠﻬﻢ ،ﻣﻊ إﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﺣﺮﻓﻮا دﻳﻨﻬﻢ ،وﻣﻊ أن اﻟﺮوم ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﻤﺤﻤﺪ وﻻ آ ﺎن اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻳﻨﺘﻈ ﺮون ﻣ ﻨﻬﻢ ذﻟ ﻚ . ﺻﺤﻴﺢ أن ﻳﻬﻮدا ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ هﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮا هﺬا ﻟﻘﺮﻳﺶ وه ﻢ ﻳﺆﻟﺒﻮﻧﻬ ﺎ وﻏﻴﺮه ﺎ ﻣ ﻦ ﻗﺒﺎﺋ ﻞ اﻟﻌﺮب ﻋﻠﻲ اﻻﺷﺘﺮاك ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺮب ﺗﻘﺼﻢ ﻇﻬﺮ اﻹﺳﻼم وأﺗﺒﺎﻋ ﻪ إﻟ ﻲ اﻷﺑ ﺪ ،إﻻ أن ﻣﻠ ﺔ اﻟﻴﻬ ﻮد آﻠﻬﻢ واﺣﺪة .واﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻲ ذﻟﻚ هﻮ هﺬﻩ اﻟﺨﻴﺎﻧﺔ اﻟﺴﺎﻓﻠﺔ اﻟﺘ ﻲ اﺟﺘﺮﺣﻬ ﺎ ﺑﻨ ﻮ ﻗﺮﻳﻈ ﺔ واﻟﺘ ﻲ ﻟ ﻴﺲ ﻟﻬ ﺎ ﻋﻘﺎب إﻻ اﻹﻋﺪام ،وﺑﺨﺎﺻﺔ أن ﺣﺒﺎل ﺻ ﺒﺮ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠ ﻲ اﻟﻴﻬ ﻮد آﺎﻧ ﺖ ﻗ ﺪ ُﻣ ﱢﺰ َﻗ ﺖ ﺗﻤﺎﻣ ﺎ .وآ ﺎن ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻳﺘﻌﻠﻤﻮا اﻟﺪرس ﻣﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺑﻨﻮ ﻗﻴﻨﻘﺎع وﺑﻨﻮ اﻟﻨﻀﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .ﻟﻜﻨﻬﻢ ،ﺑﻐﺒﺎﺋﻬﻢ وﻗﺼﺮ ﻧﻈ ﺮهﻢ وﺳ ﺨﻒ ﻋﻘ ﻮﻟﻬﻢ وﻗﻠ ﺔ أدﺑﻬ ﻢَ ،وهِﻤ ﻮا أن ﻣﺼ ﻴﺮهﻢ ﻟ ﻦ ﻳﻜ ﻮن أﺳ ﻮأ ﻣ ﻦ ﻣﺼ ﻴﺮ إﺧ ﻮاﻧﻬﻢ اﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ،ﻏﺎﻓﻠﻴﻦ ﻋﻦ أن اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻠﺪغ ﻣﻦ ذات اﻟﺤﺠﺮ ﺛﻼث ﻣﺮات .ورﺑﻤﺎ آﺎن ه ﺬا هﻮ اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ أﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻨﺼﺘﻮا إﻟﻲ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻟﻬﻢ آﻌﺐ ﺑﻦ أﺳﺪ ﻓﻨﺎﻟﻮا ﺟﺰاءهﻢ. ) (٤٩اﻧﻈﺮ ﺟﻮزﻳﻒ هﺒﻲ ٨٠٣ / ) (٥٠اﺑﻦ هﺸﺎم ١٦٦/١/و ١٧٠/٢واﻧﻈﺮ آﺬﻟﻚ آﺘﺎﺑﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم إﻟ ﻲ ﻣﻠ ﻮك ﺣﻤﻴ ﺮ ﺑﻌ ﺪ أن داﻧ ﺖ ﻟﻪ اﻟﺠﺰﻳﺮة آﻠﻬﺎ ،ﻓﻬﻮ ﻳﺆآﺪ ذات اﻟﻤﺒﺪأ )ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺮﺟﻊ . ( ١٧٥/٤/ ) (٥١اﻟﺒﻘﺮة ، ٨٩ /واﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم . ١٤٠ /٢/ ) (٥٢اﻟﺒﻘﺮة ، ٧٦ /واﺑﻦ هﺸﺎم .١٣٣/٢/
ُﻳ َﻮﻟﱢﻲ ﺣﺘﻲ ﻳﻌﻠﻦ آﻔﺮﻩ ) (٥٣أﻓﻬﺬا هﻮ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻨﺤﻬﻢ إﻳﺎهﺎ اﻹﺳﻼم ؟ ﺠ ﺎج ﺤَ أم هﻞ هﺬﻩ ﺗﺼ ﺮﻓﺎت ﻧ ﺎس ﻳﻌﺘﻘ ﺪون ﻓﻌ ﻼ أﻧﻬ ﻢ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺤ ﻖ ؟ ﻟﻘ ﺪ آ ﺎن ﺑــ ـﺎب اﻟ ِ ج اﻟﻌﺎﻗﻞ ﻻ اﻟﺤﺠﺎج اﻟﺴﻔﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ » إن اﷲ ﻓﻘﻴﺮ وﻧﺤﻦ أﻏﻨﻴﺎء ﺤﺠَﺎ ِ أﻣﺎﻣﻬﻢ ﻣﻔﺘﻮﺣًﺎ ،اﻟ ِ « و » ﻳ ﺪ اﷲ ﻣﻐﻠﻮﻟ ﺔ « و » ﻟ ﻦ ﺗﻤﺴ ﻨﺎ اﻟﻨ ﺎر إﻻ أﻳﺎﻣ ﺎ ﻣﻌ ﺪودة « و » ﻧﺤ ﻦ أﺑﻨ ﺎء اﷲ وأﺣﺒﺎؤﻩ « ...إﻟﻲ ﺁﺧﺮ هﺬا اﻟﻬﺮاء اﻟﺬي ﻻ ﻳﺨﻄﺮ إﻻ ﻓﻲ ﻋﻘ ﻮل اﻟﻬ ﺎزﻟﻴﻦ اﻟﻤﺨ ﺮﻓﻴﻦ . ﻟﻜﻦ ﻻ ﻋﺠﺐ ،ﻓﻘﺪ ﻧﺰﻟﻮا ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻋﻠﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻐﺪر واﻟﻨﺬاﻟﺔ اﻟﻤﺘﺄﺻﻠﺔ ﻓﻴﻬﻢ .وﻣﻊ هﺬا ﻓﻘﺪ ﺁﻣﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻹﺳﻼم ﺻﺎدﻗًﺎ ﻃﺎﺋﻔﺔ آﺎن ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ
ﺨ ْﻴﺮِﻳﻖ وﻋ ـﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﺳ ﻼم .أﻣ ﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴ ﺒﺔ إﻟ ﻲ ﺑﻌﺾ أﺣﺒﺎرهﻢ آُﺄ َﺑﻲّ ﺑﻦ آـﻌﺐ ) ( ٥٤وﻣ ُـ َ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺘﻔﻮق اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﺈن أﻣﻮال اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﺘﺘﺮك اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻲ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ أﻳ ﺪي اﻟﻴﻬ ﻮد .وﻣﻌ ﺮوف أن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم آ ﺎن زاه ﺪا ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺎل ، وﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻘﻮل أن ﻳﺨﻄﻂ ﻟﻘﺘﻞ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ ﻟﻴﻮزع ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أﻣﻮاﻟﻬﻢ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ،اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻓﻘﺮاء آﻤﺎ أوﺿﺤﻨﺎ .ﺛﻢ ﻟ ﻮ آﺎﻧ ﺖ اﻟﺮﻏﺒ ﺔ ﻓ ﻲ اﻻﺳ ﺘﻴﻼء ﻋﻠ ﻲ ﻞ ﺑﻨ ﻲ ﻗﻴﻨﻘ ﺎع أو ﺑﻨ ﻲ أﻣﻮال اﻟﻴﻬﻮد هﻲ داﻓﻌﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم إﻟﻲ ﻗﺘﻠﻬﻢ ﻓِﻠ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﻘﺘﻞ ﻣ ﻦ ﻗﺒ ُ اﻟﻨﻀﻴﺮ ؟ وإذا ﻗﻴﻞ إن ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﻐﻴﻆ واﻟﻜﺮاهﻴﺔ ﻋﻨﺪﻩ ﺗﺠﺎﻩ اﻟﻴﻬﻮد آﺎﻧﺖ ﺗﺘﺼﺎﻋﺪ وﺗﺸﺘﺪ ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﺰﻣﻦ ،ﻟﻘﺪ آﺎن اﻷﺣﺮي إذن أن ﻳﻨﻜّﻞ ﺑﻴﻬﻮد ﺧﻴﺒﺮ ،اﻟﺬﻳﻦ ﺣﺎرﺑﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ ،ﺗﻨﻜﻴﻼ ﻻ ﻳﻐﺎدر ﻣﻨﻬﻢ آﺒﻴﺮا وﻻ ﺻﻐﻴﺮا وﻻ رﺟﻼ وﻻ اﻣﺮأة .ﺑﻴ ﺪ أن ﻋﻘﻮﺑﺘ ﻪ ﻟﻬﺆﻻء اﻟﻴﻬﻮد آﺎﻧﺖ أﺧﻒ آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ ﻋﻘﻮﺑﺎت ﻧﻈﺮاﺋﻬﻢ اﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﺑﻞ أﺧﻒ ﻣﻤﺎ ﻃﻠﺒﻮﻩ هﻢ أﻧﻔﺴﻬﻢ ) . (٥٥واﻧﻈﺮ ﻋﺪﻟﻪ واﺣﺘﺮاﻣ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻹرادة اﻟﻴﻬ ﻮدي اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻟ ﻪ دﻳ ﻦ ﻋﻨﺪ ﺟﺎﺑﺮ اﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ورﻓ ﺾ ﺷ ﻔﺎﻋﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻟ ﻪ ﻓﺄﻋﻄ ﺎﻩ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺣﺘ ﻲ أرﺿ ـﺎﻩ ، وآﻴ ﻒ أﻧ ﻪ ﻣ ﺎت ودرﻋ ﻪ ﻣﺮهﻮﻧ ﺔ ﻋﻨ ﺪ ﻳﻬ ﻮدي آ ﺎن ﻗ ﺪ اﺳ ﺘﺪان ﻣﻨ ﻪ ﻃﻌﺎ ًﻣ ﺎ .ﺛ ﻢ إن اﻟﺮﺳﻮل ﻟﻮ آﺎن ﻃﺎﻣﻌًﺎ ﻓﻲ ﺛﺮوات اﻟﻴﻬﻮد ﻟﻤﺎ أﻓﻠﺖ أﻳ ﺔ ﻓﺮﺻ ﺔ ﻳﻤﻜﻨ ﻪ ﻓﻴﻬ ﺎ أن ﻳﺴ ﺘﻮﻟﻲ ﻞ رﻓﻀﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻠﻐﻨﻢ اﻟﺘﻲ آ ﺎن ﻳﺮﻋﺎه ﺎ ﻋﻠﻲ أﻣﻮاﻟﻬﻢ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ رأﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺒ ُ ﺧﺎدم ﻟﻠﻴﻬﻮد وأﺣﻀﺮهﺎ ﻟﻠﺮﺳﻮل ﻋﻨﺪ إﺳﻼﻣﻪ أﺛﻨ ﺎء ﺣﺼ ﺎر ﺧﻴﺒ ﺮ ،ﻓ ﺄﻣﺮﻩ ﺑ ﺄن ﻳﻌﻴ ﺪهﺎ إﻟﻴﻬﻢ .وإﻟﻴﻚ ﻗﺼﺔ أﺧﺮي ﺗﺒ ﻴﻦ إﻧﺼ ﺎﻓﻪ وﺗﺤﺮﱡﺟ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻣ ﻦ أﺧ ﺬ أي ﺷﻲء ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ» :أﺻﻴﺐ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﺨﻴﺒﺮ ،وآﺎن ﺧﺮج إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ أﺻﺤﺎب ﻟﻪ ﻳﻤﺘﺎر ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻤﺮًا ،ﻓ ُﻮﺟِﺪ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﻗﺪ ُآﺴِﺮت ﻋﻨﻘﻪ ﺛﻢ ﻃﺮح ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﺄﺧﺬوﻩ ﻓﻐﻴﺒ ﻮﻩ ﺛ ﻢ ﻗﺪﻣﻮا ﻋﻠﻲ رﺳ ﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﻓ ﺬآﺮوا ﻟ ﻪ ﺷ ﺄﻧﻪ ،ﻓﺘﻘ ﺪم إﻟﻴ ﻪ أﺧ ﻮﻩ ﻋﺒ ﺪ ﺤﻴﱢﺼﺔ اﺑﻨﺎ ﻣﺴﻌﻮد ،وآﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺣ َﻮﻳﱢﺼﺔ و ُﻣ َ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ ،وﻣﻌﻪ اﺑﻨﺎ ﻋﻤﻪ ُ ﻣﻦ أﺣﺪﺛﻬﻢ ﺳﻨﺎ ،وآﺎن ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺪم ،وآﺎن ذا ﻗﺪم ﻓﻲ اﻟﻘﻮم .ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻜﻠﻢ ﻗﺒﻞ اﺑﻨﻲ ﻋﻤﻪ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ :آﺒ ﱢﺮ ،آﺒﱢﺮ ) أي دع ﻣﻦ هﻮ أآﺒﺮ ﻣﻨ ﻚ ﻳ ﺘﻜﻠﻢ ( . ﻓﺘﻜﻠﻢ هﻮ ﺑﻌﺪ ،ﻓﺬآﺮوا ﻟﺮﺳﻮل اﷲ َﻗﺘْﻞ ﺻ ﺎﺣﺒﻬﻢ ﻓﻘ ﺎل رﺳ ﻮل :أﺗﺴ ﻤّﻮن ﻗ ﺎﺗﻠﻜﻢ ) أي ) (٥٣ﺁل ﻋﻤﺮان . ٧٢/ ) ( ٥٤اﻟﺰرآﻠ ﻲ /اﻷﻋ ﻼم /ﻣ ﺎدة » أﺑ ﻲ ﺑ ﻦ آﻌ ﺐ « ،وﻧﻔ ﺲ اﻟﻤ ﺎدة ﻓ ﻲ » اﻟﻘ ﺎﻣﻮس اﻹﺳ ﻼﻣﻲ « ﻷﺣﻤﺪ ﻋﻄﻴﺔ اﷲ .واﻧﻈﺮ ﻗﺼﺔ إﺳﻼﻣﻪ ﻓﻲ اﺑﻦ هﺸﺎم )(١١٨/٢ ) (٥٥اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم . ٣١٨ – ٣١٧/٣/
هﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻮن أن ﺗﺬآﺮوا ﺑﺎﻻﺳﻢ أﺣﺪا ﺗﺘﻬﻤﻮﻧﻪ ( ﺛﻢ ﺗﺤﻠﻔﻮن ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻳﻤﻴﻨﺎ ﻓﻨﺴﻠﻤﻪ إﻟﻴﻜﻢ ؟ ﻗ ﺎﻟﻮا :ﻳﺎرﺳ ﻮل اﷲ ،ﻣ ﺎ آﻨ ـﺎ ﻟﻨﺤﻠ ـﻒ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﺎ ﻻ ﻧﻌﻠ ﻢ .ﻗ ﺎل :أﻓﻴﺤﻠﻔ ﻮن ﺑ ﺎﷲ ﻼ ﺛﻢ ﻳﺒﺮأون ﻣﻦ دﻣ ﻪ ؟ ﻗ ﺎﻟﻮا :ﻳﺎرﺳ ﻮل اﷲ ، ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻳﻤﻴﻨﺎ ﻣﺎ ﻗﺘﻠﻮﻩ وﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮن ﻟﻪ ﻗﺎﺗ ً ﻣﺎآﻨﺎ ﻟﻨﻘﺒﻞ أﻳﻤﺎن ﻳﻬﻮد .ﻣﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺮ أﻋﻈﻢ ﻣﻦ أن ﻳﺤﻠﻔﻮا ﻋـﻠﻲ إﺛـﻢ .ﻓـﻮداﻩ ) أي دﻓ ﻊ دﻳﺘ ﻪ( رﺳ ﻮل اﷲ ﻣ ﻦ ﻋﻨ ﺪﻩ ﻣﺎﺋ ﺔ ﻧﺎﻗ ﺔ) .(٥٦إن رﺳ ﻮﻻ ﻳﺮﺑ ﻲ أﺗﺒﺎﻋ ﻪ ه ﺬﻩ اﻟﺘﺮﺑﻴ ﺔ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ أن ﻳﺤﻠﻔ ﻮا ﻋﻠ ﻲ ﻗﺎﺗ ﻞ ﻟ ﻢ ﻳﺸ ﺎهﺪوﻩ ﺑ ﺄﻋﻴﻨﻬﻢ ،رﻏ ﻢ ﺗﺄآ ﺪهﻢ أن اﻟﻘﺎﺗﻞ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻴﻬﻮد ورﻏﻢ اﻟﻌﺪاوة اﻟﺘﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ واﻧﻌﺪام اﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻴﻬﻮد ودﻳﻨﻬﻢ ﻟ ﺪي اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ،ﻟﻬ ﻮ رﺟ ﻞ ﺟ ﺪﻳﺮ أن ﻳﻌﻠ ﻮ ﻓ ﻮق اﻟﺸ ﻜﻮك واﻻﺗﻬﺎﻣ ﺎت .وﻗ ﺪ آ ﺎن ﺑﻤﺴ ﺘﻄﺎع اﻟﺮﺳ ﻮل ،ﻟ ﻮ أراد ،أن ُﻳ ْﻠ ﺰِم اﻟﻴﻬ ﻮد ﺑ ﺪﻓﻊ اﻟﺪﻳ ﺔ ﺗﺤ ﺖ أﻳ ﺔ ﺣﺠ ﺔ ،وﻟ ﻴﺲ ﺟ َﺪ ﻓﻲ إﺣﺪي ﻋﻴﻮﻧﻬﻢ وأﻧﻪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ أﺣﺪ ﺁﺧﺮ ﻋ ﺪاوة ، ﺑﺄﺿﻌﻔﻬﺎ أن اﻟﻘﺘﻴﻞ ﻗﺪ ُو ِ وإﻻ ﻟﺬآﺮ ذﻟ ﻚ ﻟﻠﺮﺳ ﻮل أوﻟﻴ ﺎ ُء دﻣ ﻪ ،وﻟﻜﻨ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺁﺛ ﺮ أن ﻳ ﺪﻓﻊ اﻟﺪﻳ ﺔ ﻣ ﻦ ﻣﺎﻟ ﻪ ).(٥٧ أﻣﺎ اﻻﺗﻬﺎم اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻬﻮ ﻋﺪم اﺣﺘﺮاﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻤﻌﺎهﺪاﺗﻪ ﻣﻊ ﻣﺸﺮآﻲ ﻣﻜﺔ .واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن ه ﺬا آ ﻼم ﻣ ﻦ ﻻ ﻳﺠ ﺪ ﺷ ﻴﺌﺎ ﻳﻘﻮﻟ ﻪ ،وإﻻ ﻓﺎﻟ ﺪﻧﻴﺎ آﻠﻬ ﺎ ﺗﻌﻠ ﻢ أن اﻟﻤﺸ ﺮآﻴﻦ ه ﻢ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻧﻘﻀ ﻮا ﺻ ﻠﺢ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴ ﺔ ﺑ ﺮﻏﻢ أﻧﻬ ﻢ ه ﻢ اﻟ ﺬﻳﻦ أﻣﻠ ﻮا ﺷ ﺮوﻃﻬﺎ ،وواﻓﻘﻬ ﻢ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ اﻟﻨﺒ ﻲ ﺟﺮّاء هﺬﻩ اﻟﻤﻮاﻓﻘﺔ اﺑﺘﻐﺎء اﻟﺴﱢﻠﻢ وﻟﻴﻜﻮﻧﻮا هﻢ اﻟﺤﻜّﺎم ﻋﻠﻲ أﻧﻔﺴﻬﻢ إذا ﻏﺪروا .وآﺎن ﻣﻦ َ أن اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﺣﺮﻧ ﻮا ﻋﻠﻴ ﻪ ،رﺑﻤ ﺎ ﻷول ﻣ ﺮة ،ﻋﻨ ﺪﻣﺎ أراد أن ﻳﺤﻠ ﻖ رأﺳ ﻪ وﻳﻀ ﺤﱢﻲ ي اﻟﺬي آﺎن أﺣﻀﺮﻩ ﻣﻌﻪ ﻟﻴﺬﺑﺤـﻪ .وﻟﻮﻻ أن أم ﺳﻠﻤـﺔ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ رﺿ ـﻮان اﷲ ﻃﻴﺒ ﺖ اﻟ َﻬ ْﺪ َ ﺧ ﺎﻃﺮﻩ واﻗﺘﺮﺣ ﺖ ﻋﻠﻴ ﻪ أن ﻳﻘ ﻮم ﻓﻴﺤﻠ ﻖ ﺷ ﻌﺮﻩ وﻳﻀ ﺤﻲ هﺪﻳ ﻪ ﺣﺘ ﻲ ﻳ ﺮاﻩ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﺣ ﺮِﻧﻴﻦ ) .(٥٨وﻣﻌ ﺮوف آ ﺬﻟﻚ اﻋﺘ ﺮاض ﻋﻤ ﺮ ﻓﻴﺴﺘﺤﻮا ﻣﻨ ﻪ وﻳﺼ ﻨﻌﻮا ﺻ ﻨﻴﻌﻪ ﻟﻈﻠ ﻮا َ ﻄ ﻲ اﻟ ﱠﺪ ِﻧ ﱠﻴ ﺔ ﻓ ـﻲ دﻳﻨﻨ ﺎ ؟ « .ﻟﻘ ﺪ ﻼ َم ُﻧ ْﻌ َ ﻋ َ ﻋﻠﻲ ﺷ ﺮوط اﻟﺼﻠ ـﺢ وﻗﻮﻟﺘ ﻪ اﻟﻤﺸﻬ ـﻮرة » َ : ﻲ ﻟﻬ ﻢ اﻟﺮﺳ ﻮل أﻋﻈ ﻢ ﺗﻮﻓﻴ ﺔ أﻣﻠﻲ اﻟﻤﺸ ﺮآﻮن ﺷ ﺮوﻃﻬﻢ اﻟﻤﺘﻌﻨﺘ ﺔ أﺷ ـﺪ اﻟﺘﻌﻨ ـﺖ ،ووﻓ ّ ﻦ ﺟ ﺎء ﻣ ﻦ ﻣﻌﺴ ﻜﺮ ت ﻋﻦ إﻧﺴﺎن َ ،ﻓ َﺮ ﱠد ،وﻟﻤﺎ ﺗﻜﻦ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴ ﺔ ﻗ ﺪ ﺟ ﻒ ﺣﺒﺮه ﺎ َ ،ﻣ ْ ُأ ِﺛ َﺮ ْ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﻷن ﺷﺮط ﻣﻮاﻓﻘـﺔ أهﻠﻪ ﻋﻠﻲ هﺬا اﻹﺳﻼم ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺘﻮﻓﺮا .ﺑ ﻞ إﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻘﺒﻞ ،وﻟﻮ ﻓﻲ اﻟﺴﺮ ،أﺣـﺪا ﻣﻤﻦ أﺳﻠـﻢ ﻣﻦ أه ـﻞ ﻣﻜ ﺔ ﺑﻐﻴ ﺮ ﻣﻮاﻓﻘ ﺔ ذوﻳ ﻪ ،ﺣﺘ ﻲ ﺟ ﺎء ﺟﻮْﻧﻪ أن ﻳﻘﺒﻞ آـﻞ ﻣﻦ ﺟ ﺎءﻩ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣﺴﻠﻤ ـﺎ ،إذ ﺷ ﻜّﻞ اﻟﺪاﺧﻠ ـﻮن ﻣ ﻦ اﻟﻘﺮﺷﻴﻮن إﻟﻴﻪ ﻳﺘﺮ ﱠ أهـﻞ ﻣﻜـﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﻋﻠﻲ آﺮﻩ ﻣﻦ أهﻠﻴﻬﻢ ﻋﺼﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺠﺎرة ﻗﺮﻳﺶ ﻓﺴﺒﺒﻮا ﻟﻬﺎ ﻄﺮّ أﺑ ﻮ ﺿ ُ اﻟﻤﺘﺎﻋﺐ .وﻣﻊ ذﻟﻚ آﻠﻪ ﻓﺈن اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ هﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﻘﻀ ﻮا اﻟﺼ ﻠﺢ ﺣﺘ ﻲ ﻟﻘ ﺪ ا ْ ﺳﻔﻴﺎن ،ﺑﺠﻼﻟﺔ ﻗﺪرﻩ ،أن ﻳﻔﺪ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻗﻠﻘﺎ ﻣﺬﻋﻮرا ﻳﺤﺎول أن ﻳﺴﺘﺮﺿﻲ اﻟﺮﺳ ﻮل ،آﺄن اﻷﻣﺮ ﻟﻌﺐ ﻋﻴﺎل ،ﻓﻘﻮﺑﻞ ﻣﻦ اﺑﻨﺘﻪ ﺣﺒﻴﺒﺔ زوﺟﺔ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ت ﺑﻔﺮاش رﺳﻮل اﷲ أن ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻴﻪ أﺑﻮهﺎ اﻟﻜﺎﻓﺮ .وﻋﺒﺜﺎ ﺣﺎول أن ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺟﺎﻓﺔ ،إذ َر َﺑَﺄ ْ ﻳﻀﺤﻚ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ،وآﺎﻧﺖ ﺁﺧﺮ ﻣﺤﺎوﻻﺗﻪ أن رﺟ ﺎ ﻓﺎﻃﻤ َﺔ ﺑﻨ ﺖ رﺳ ﻮل اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ أﻓﻀﻞ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم أن ﺗﺄﻣﺮ اﺑﻨﻬﺎ اﻟﺤﺴﻦ ،وآﺎن ﻃﻔﻼ ﺻﻐﻴﺮًا ﻳﺪب ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻬﺎ ،أن ) (٥٦اﺑﻦ هﺸﺎم . ٢٣٠ - ٢٢٩/٣/ ) (٥٧اﻧﻈﺮ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺎدﺛﺔ أﻳﻀﺎ "اﻟﻤﻮﻃﺄ" . ٧٨ – ٧٧ /٣/ ) (٥٨اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري . ١٢٢/٢/
ُﻳﺠِﻴﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ﻟﻴﻜﻮن ،ﻋﻠﻲ ﺣﺪ ﻗﻮﻟﻪ ،ﺳﻴﺪ اﻟﻌﺮب إﻟﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﺪهﺮ) ، (٥٩ﻇﻨﺎ ﻣﻨﻪ أﻧﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻀﺤﻚ ﻋﻠﻲ ذﻗﻨﻬﺎ ﺑﻤﺜﻞ هﺬا اﻟﻜﻼم ،وهﻮ اﻟﺬي أﺑﻲ ﺣﺘ ﻲ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻠﺤﻈ ﺔ أن ﻳﻌﺘﺮف ﻷﺑﻴﻬﺎ رﺳﻮل اﷲ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎدة ﻋﻠﻲ اﻟﻌﺮب .ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺰﻋﻢ زاﻋﻢ ،وهﺬﻩ هﻲ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺳﺎﻓﺮة ،أن اﻟﺮﺳﻮل ﻗﺪ ﻗﺎم ﺑﻬﺠﻮم ﻏﺎدر ﻋﻠﻲ ﻣﻜﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺤﺎوﻻت ﻓﺎﺷﻠﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ؟) (٦٠إن اﻟﻤﻘﺼﻮد هﻨﺎ هﻮ اﻷﺣﺪاث اﻟﻤﺴﺠﻠﺔ ﻓﻲ أول ﺳ ﻮرة » اﻟﺘﻮﺑ ﺔ « ،ﻣ ﻊ أن اﻵﻳ ﺎت هﻨ ﺎك ﺗﻐﻨﻲ ﻋﻦ آﻞ ﺗﻌﻠﻴﻖ ،إذ اﻟﻘﺮﺁن ﻳﻔﺮق ﺑﻴﻦ ﻣﻦ َوﻓﱠﻲ ﻣﻦ ه ﺆﻻء اﻟﻤﺸ ﺮآﻴﻦ ﺑﻌﻬ ﻮدﻩ ﻣ ﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ،ﻓﻬﺬا ﻳُﺘ ّﻢ إﻟﻴﻪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻋﻬﺪﻩ إﻟ ﻲ ﻣﺪﺗ ﻪ ،وﺑ ﻴﻦ ﻣ ﻦ ﻏ ﺪر وﻓﺠ ﺮ ،ﻓﻬ ﺆﻻء ُﻳ ْﻤﻨَﺤﻮن ﻣﻬﻠﺔ أرﺑﻌﺔ أﺷﻬﺮ ،وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻳﻌﺎﻣَﻠﻮن ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻌ ﺪو اﻟﻤﺤ ﺎرب ،ﻓ ﺄﻳﻦ اﻟﻐ ﺪر ﻈ ﻮا ﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﺑﻔﺘ ﺮة ﺳ ﻤﺎح أرﺑﻌ ﺔ ﺣُ هﻨﺎ ؟ ) . (٦١إن اﻟﻐﺎدرﻳﻦ ه ﻢ اﻟﻤﺸ ﺮآﻮن ،اﻟ ﺬﻳﻦ َ أﺷﻬﺮ آﺎﻣﻠﺔ ﻳﺴﻴﺤﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻷرض ﺑﻤﻞء ﺣﺮﻳﺘﻬﻢ .وﻟﻮ آ ﺎن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻲ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ ،اﻟﺬي ﻧﺎزﻋ ﻪ اﻟﺮﺳ ﺎﻟﺔ واﻟﺴ ﻠﻄﺎن ،وآ ﺎن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻏﺎدرا ﻓِﻠ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﻘﺘﻞ رﺳﻮَﻟ ْ ﻒ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﺑﺮﻏﻢ ﺗﻐﻴﱡﻈﻪ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﻗﺔ ﻓﻲ أوج ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ واﻧﺘﺼﺎراﺗﻪ ؟ ﻟﻜﻨﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻋ ّ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ وﺻﻔﺎﻗﺔ رﺳﻮﻟﻴﻪ وﻓﺪاﺣﺔ اﻷﻣﺮ ،إذ ﻳﺮﻳﺪ هﺬا اﻟﻤﺴﻴﻠﻤﺔ اﻟﺬي آﺎن ﻗﺪ ورد ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻣﻊ ﻣﻦ أﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ أن ﻳﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﻤﻄﺎف ﻓﻴﻬ ﺪم اﻟﺼ ﺮح اﻟﺸ ﺎﻣﺦ اﻟﺬي ﻗﻀﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻤﺮﻩ آﻠﻪ ﻳﻀﺤﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺑﻨﺎﺋﻪ ورﻓﻊ ﺳﻤﻜﻪ ﻋﺎﻟﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء).(٦٢ وﻧﺼﻞ إﻟﻲ اﻟﺘﻬﻤﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،ﺗﻬﻤﺔ اﻟﺘﺴﺎهﻞ ﻓ ﻲ ﻗﻀ ﻴﺔ اﻟﻮﺣﺪاﻧﻴ ﺔ أو ،آﻤ ﺎ ﻳﻘ ﻮل ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ ،اﻟﻤﺼ ﺎﻟﺤﺔ ﻣ ﻊ اﻟﻮﺛﻨﻴ ـﺔ ،إذ ﺗﺤ ﻮل اﻟﺮﺳ ﻮل إﻟ ﻲ اﻟﻜﻌﺒ ﺔ ﺑﻌ ﺪ أن آـﺎن ﻳﺼـﻠﻲ ﻧﺤـﻮ ﺑﻴـﺖ اﻟﻤﻘﺪس ) .(٦٣وﻳﺮﻣﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺁﺧﺮ ﺑﺄﻧﻪ ز ﱠﻳ ﻒ وﺣ ًﻴ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻟﺮﺑﻂ اﻟﻜﻌﺒ ﺔ ﺑ ﺈﺑﺮاهﻴﻢ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ) ، (٦٤ﻋﻠ ﻲ ﺣ ﻴﻦ ﻳﺴ ﺘﻐﺮب ﺑﻌ ﺾ ﺛﺎﻟ ﺚ أﻧ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻗ ﺪ أﺑﻘ ﻲ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺤﺠ ﺮ اﻷﺳ ﻮد ،وه ﻮ ﺷ ﻌﻴﺮة وﺛﻨﻴ ﺔ ) . (٦٥وﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﺎرئ أن ﻳﺮي أن اﻟﻤﺠﺎدﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻮل اﻟﻨﺒ ﻲ ﻣ ﻦ ﺑﻴ ﺖ اﻟﻤﻘ ﺪس إﻟ ﻲ اﻟﻜﻌﺒ ﺔ ﻟﻴﺴ ﺖ إﻻ ﻣﻤﺎﺣﻜﺔ ﻓﺎرﻏﺔ) ، (٦٦إذ ﻣﺎ اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻦ اﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﺴﻠﻢ إﻟﻲ هﺬﻩ اﻟﺠﻬﺔ أو ﺗﻠﻚ ﻣﺎ دام اﻷﻣ ﺮ آﻠﻪ رﻣﺰا ﻋﻠﻲ ﻃﺎﻋﺔ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﻋﻠ ﻲ وﺣ ﺪة اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ؟ ه ﻞ اﺳ ﺘﻘﺒﺎل ﺑﻴ ﺖ اﻟﻤﻘ ﺪس دﻟﻴ ﻞ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺘﻮﺣﻴ ﺪ واﺳ ﺘﻘﺒﺎل اﻟﻜﻌﺒ ﺔ دﻟﻴ ﻞ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻮﺛﻨﻴ ﺔ ؟ وﻟﻜ ﻦ ﻟ ﻢ ؟ إن اﷲ ﻣﻮﺟ ﻮد ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ أﻳﻨﻤﺎ ﺗﻮﻟﻲ اﻟﻤﺆﻣﻦ ،واﻟﻤﻬﻢ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻲ وﺟﻬﺔ ﻣﺎ ،وﻳﺎ ﺣﺒﺬا ﻟﻮ آﺎﻧﺖ ﻣﻬ ﻮي اﻷﻓﺌﺪة اﻟﻤﺆﻣﻨﺔ .وإذا آﺎن اﻟﻨﺒﻲ ﻗﺪ ﺻﻠﻲ ه ﻮ واﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﺑﻌ ﺪ اﻟﻬﺠ ﺮة زﻣﻨ ﺎ إﻟ ﻲ ﺑﻴ ﺖ اﻟﻤﻘﺪس وﻗﻴﻞ إن هﺬا آﺎن ﺗﺄﻟﻔﺎ ﻣﻨﻪ ﻟﻠﻴﻬﻮد آﻲ ﻳﺠﺘﺬﺑﻬﻢ إﻟ ﻲ اﻟ ﺪﻳﻦ اﻟﺠﺪﻳ ﺪ ،ﻓﻤ ﺎ اﻟﻌﻴ ﺐ إذن ﻓﻲ ذﻟﻚ ؟ ﻋﻠﻲ أﻧﻨﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ أﻻ ﻧﻨﺴﻲ أن اﻟﺮﺳﻮل ﻓ ﻲ ﺻ ﻼﺗﻪ ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺔ ﻗﺒ ﻞ اﻟﻬﺠ ﺮة ) (٥٩اﻧﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﺼﻠﺢ و ﻧﻘﻀﻪ اﺑﻦ هﺸﺎم ٢٠٣ /٣/ﻓﻤﺎ ﺑﻌﺪهﺎ ،و ٢٢/٤ﻓﺼﺎﻋﺪا . ﺖ . ٣٤١ / ) (٦٠اﻧﻈﺮ أﻳﻀﺎ ِآِﻠ ْ ) (٦١اﻟﺘﻮﺑﺔ . ١٣ -١/ ) (٦٢اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٤ج / ٨ص . ٢٩ ) (٦٣اﻧﻈﺮ ﺟﻮزﻳﻒ هﺒﻲ . ٧٩٢ – ٧٩١/ ) (٦٤ذاك ﻻﻣﺎﻧﺲ )اﻧﻈﺮ ﺟﻮزﻳ ﻒ هﺒ ﻲ ، ( ٨٠٠ /وﻳﺘﺎﺑﻌ ﻪ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ إدﻣ ﻮن ﺑ ﺎور )ﻧﻔ ﺲ اﻟﻤﺮﺟ ﻊ / . (٨١٢ ) (٦٥ﻣﺮﺟﻠﻴﻮث . ٤٨/ ) (٦٦اﻧﻈﺮ أﻣﺮ ﺗﺤﻮل اﻟﻘﺒﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺨﺎري . ١٦ / ١ /
آﺎن ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺘﻴﻦ ﻣﻌﺎ .ﻳﺘﻀﺢ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻋﺒﺎرة اﺑﻦ هﺸﺎم » :وآﺎن رﺳﻮل اﷲ ﺑﻤﻜﺔ وﻗﺒﻠﺘُﻪ إﻟﻲ اﻟﺸﺎم ،ﻓﻜﺎن إذا ﺻﻠﻲ ﺻﻠﻲ ﺑ ﻴﻦ اﻟ ﺮآﻦ اﻟﻴﻤ ﺎﻧﻲ واﻟﺤﺠ ﺮ اﻷﺳ ﻮد ،وﺟﻌ ﻞ اﻟﻜﻌﺒﺔ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ اﻟﺸﺎم‹‹) .( ٦٧ﻓﻤﺎ ﻣﻌﻨﻲ ذﻟﻚ ؟ أﻟﻴﺲ ﻣﻌﻨﺎﻩ أﻧﻪ آﺎن ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﻮﺟ ﻪ إﻟﻲ اﻟﻜﻌﺒﺔ وﺑﻴـﺖ اﻟﻤﻘﺪس ﻣﻌًﺎ ﻣﻦ َﻗﺒْﻞ اﻟﻬﺠﺮة ؟ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻤﺎ اﻧﺘﻘ ﻞ إﻟ ﻲ ﻳﺜ ﺮب ،اﻟﺘ ﻲ ﺗﻘ ﻊ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﻣﻜﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑﻴﻦ اﻟﺸﺎم ،وآﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ اﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﺒﻠﺘﻴﻦ ،ﻇﻞ ﻳﺼﻠﻲ إﻟﻲ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪس وهﻮ ﻳﺘﻮق إﻟﻲ أن ﻳﺴﺘﺪﻳﺮ إﻟ ﻲ اﻟﺠﻨ ﻮب ،إﻟ ﻲ اﻟﻜﻌﺒ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺑﻨﺎه ﺎ أﺑ ﻮ اﻷﻧﺒﻴ ﺎء إﺑ ﺮاهﻴﻢ واﺑﻨ ﻪ إﺳ ﻤﺎﻋﻴﻞ ﻋﻠﻴﻬﻤ ﺎ اﻟﺴ ﻼم .ﻓﻠ ﻮ آ ﺎن اﻷﻣ ﺮ ﻣﺠ ﺮد ﻋﻮاﻃ ﻒ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺗﺠﺎﻩ اﻟﻴﻬﻮد ،ﻓﻬﻞ آﺎﻧﺖ ﻋﻮاﻃﻒ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻧﺤ ﻮ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﻮﻗ ﺖ ه ﻲ ﺐ واﻟﻮﻟ ﻪ ﺣﺘ ﻲ ﻳﺘﺤ ﻮل ﻋ ﻦ ﻗﺒﻠ ﺔ ﺑﻴ ﺖ اﻟﻤﻘ ﺪس إﻟ ﻲ اﻟﻜﻌﺒ ﺔ ،اﻟﺘ ﻲ آ ﺎﻧﻮا ﻋﻮاﻃ ﻒ اﻟﺤ ّ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﻋﻠﻴﻬﺎ؟ وهﻞ آﺎن ﻣﻮﻗﻒ ﻣﺸﺮآﻲ ﻣﻜﺔ ﻣﻨﻪ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ وﻣ ﻦ أﺗﺒﺎﻋ ﻪ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻤﺒﻜﺮ)ﺑﻌﺪ ٧١ﺷﻬﺮا ﻣﻦ اﻟﻬﺠﺮة( ﻣﻤﺎ ﻳﺒﻌﺚ ﻋﻠﻲ اﻷﻣ ﻞ ﻓ ﻲ إﺳ ﻼﻣﻬﻢ آﻲ ﻳﺘﺒﻊ ﻗﺒﻠﺔ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺤﺮام ،اﻟﺬي ﻣﻘﺎﻟﻴ ﺪﻩ ﻓ ﻲ أﻳ ﺪﻳﻬﻢ ؟ إن اﻟﻌﻼﻗ ﺔ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم واﻟﻴﻬﻮد ﻟﻢ ﺗﻜﻦ َﺑ ْﻌ ُﺪ ﻗﺪ ﺗﻄ ﻮرت إﻟ ﻲ ﻣ ﺎ ﺗﻄ ﻮرت إﻟﻴ ﻪ ﻣ ﻦ ﻋ ﺪاوة ﻣﺴﺘﺤﻜﻤ ـﺔ ، ﺳ ﺎ ﻣ ﻨﻬﻢ .وﻓﻀ ﻼ ﻓﻠﻴﺲ ﺛﻤﺔ وﺟﻪ إذن ﻟﻠﻘﻮل ﺑﺄﻧﻪ ﺗﺤﻮل إﻟﻲ اﻟﻜﻌﺒﺔ ﻣ ﻦ ﺗﻠﻘ ﺎء ﻧﻔﺴ ـﻪ ﻳﺄ ً ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻓﻠﻮ آﺎن اﻟﺮﺳﻮل ﻗﺪ ﻗﺼﺪ ﺣﻘﺎ ﺑﺎﻟﺼﻼة إﻟﻲ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪس ﺗﺄﻟﱡﻒ ﻗﻠﻮب اﻟﻴﻬ ﻮد ، وإن آﻨﺖ ﻻ أري ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﻨﻪ ﻣﻦ أي وﺟﻪ ،ﻓِﻠ َﻢ ﻧﻔﺮ ﻣ ﻦ اﺗﺨ ـﺎذ اﻟﺒ ﻮق أداة ﻟﻨ ﺪاء اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ إﻟﻲ اﻟﺼﻼة ،وﻗﺪ آﺎﻧﺖ اﻟﻴﻬﻮد ﺗﺪﻋﻮ ﺑﻪ ﻟـﺬات اﻟﻐﺮض ؟ وِﻟ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﻌﺪ إﻟﻲ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪس ﻋﻨﺪﻣ ـﺎ ﻋ ﺮض ﻋﻠﻴ ﻪ ذﻟ ﻚ َﻧ َﻔ ٌﺮ ﻣ ﻦ أﺷﺮاﻓﻬ ـﻢ ﻟﻴﺆﻣﻨ ﻮا ﺑ ﻪ ؟) .(٦٨وهﻨ ﺎ ﻳﻨﺒ ﺮي ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ ﻳﺘﻬﻤﻮﻧ ﻪ ﺑﺄﻧ ﻪ اﺧﺘ ﺮع ﻗﺼ ﺔ زﻳ ﺎرة إﺑ ﺮاهﻴﻢ ﻟﻤﻜ ﺔ وﺑﻨﺎﺋ ﻪ اﻟﻜﻌﺒ ﺔ ، ﻧﺎﺳﻴﻦ ﺑﺬﻟﻚ أﻣﻮرا ﺛﻼﺛﺔ هﺎﻣﺔ :اﻷﻣﺮ اﻷول أن اﻟﻌﺮب آﺎﻧﻮا ﻳﺆﻣﻨ ﻮن ﺑﻬ ﺬا أﺟﻴ ﺎﻻ ﺑﻌ ﺪ أﺟﻴﺎل ،أي أن اﻟﻨﺒﻲ ﻟﻢ ﻳﺨﺘﺮع هﺬﻩ اﻟﻘﺼﺔ .وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ دﻳ ﻮدورس اﻟﺼ ﻘﻠﻲ ، اﻟﺬي آﺎن ﻳﻌﻴﺶ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮن اﻷول ﻟﻠﻤ ﻴﻼد ،أن ﻣ ﻦ اﻟﻌ ﺮب ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﻮﻗ ﺖ ﻣ ﻦ آ ﺎﻧﻮا ﻳﻨﺘﺴﺒﻮن إﻟﻲ ﻧﺒﺎت ﺑﻦ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ،وهﻮ ﻣﺎ ﻧﺠﺪﻩ ﻓﻲ ﺷﻌ ٍﺮ ﺟﺎهﻠﻲ ﻟﺠﺪ اﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺣﺴـﺎن ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﻳﻔﺘﺨـﺮ ﻓﻴﻪ ﺑﻮراﺛﺘﻪ ﻣﻔﺎﺧﺮ ﻧﺒﺖ ﺑ ﻦ إﺳ ﻤﺎﻋﻴﻞ) اﻟ ﺬي ُذ ِآ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻌﻬ ﺪ اﻟﻘ ﺪﻳﻢ ( . آﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺘﻮراة اﻟﺴ ﺎﻣﺮﻳﺔ أن َﺑ ّﺮ ّﻳ ﺔ ﻓ ﺎران ) ﻣ ﻮﻃﻦ إﺳ ﻤﺎﻋﻴﻞ آﻤ ﺎ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ اﻟﻌﻬ ﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ أﻳﻀﺎ( ﺗﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﺤﺠﺎز .وﻳﺬآﺮ اﻟﻤﺆرخ ﺳﻮزوﻣﻴﻦ أن اﻟﻴﻬﻮد آﺎﻧﻮا ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻲ اﻟﻌﺮب اﻟﺴﺎآﻨﻴﻦ ﺷﺮق اﻟﺤﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻠﻲ أﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﺴﻞ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ وإﺑﺮاهﻴﻢ وأﻧﻬﻢ ﻣﻦ َﺛ ّﻢ ﻣﻦ ذوي رﺣﻤﻬﻢ .وهﻨﺎك ﻧﺺ ﻟﺘﻴﻮدورﻳﺘﻮ ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻒ اﻷول ﻟﻠﻘﺮن اﻟﺨﺎﻣﺲ اﻟﻤﻴﻼدي ﻳﺼﻒ ﻓﻴﻪ اﻟﻌﺮب ﺑﺎﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ) .(٦٩إذن ﻓﺈﺑﺮاهﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم هﻮ ﺟﺪ اﻟﻌﺮب ، وإﺳﻤﺎﻋﻴﻞ اﺑﻨﻪ آﺎن ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ اﻟﺤﺠﺎز ،وﻣﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أﻧﻪ هﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺪ زار ذﻟﻚ اﻹﻗﻠﻴﻢ . آﺬﻟﻚ آﺎن اﻟﺤﻨﻔﺎء ﻳﻘﻮﻟـﻮن ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ اﻟﺒﻌﺾ » :ﺗﻌﻠﱠﻤﻮا واﷲ ﻣﺎ ﻗﻮﻣﻜﻢ ﻋﻠﻲ ﺷﻲء .ﻟﻘﺪ ﺠ ٌﺮ ﻧﻄﻴ ﻒ ﺑ ﻪ ﻻ ﻳﺴ ﻤﻊ وﻻ ﻳﺒﺼ ﺮ ،وﻻ ﻳﻀ ﺮ وﻻ ﺣَ أﺧﻄـﺄوا دﻳﻦ أﺑ ﻴﻬﻢ إﺑ ﺮاهﻴﻢ .ﻣ ﺎ َ ) ( ٦٧اﺑﻦ هﺸﺎم . ٢٩٧ ، ٢٦٤ /١/ ) (٦٨اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم . ١٤٢ ، ١١١ /٢/ ) (٦٩ﻣ ﻦ اﻟﻔﺼ ﻞ اﻟﺨ ﺎص ﺑ ـ "ﺗﺮﺟﻤ ﺔ اﻟﻨﺼ ﻮص اﻟﻘﺮﺁﻧﻴ ﺔ و اﻟﺘﻌﻠﻴ ﻖ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﻓ ﻲ داﺋ ﺮة اﻟﻤﻌ ﺎرف اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ " ﻣ ﻦ آﺘ ﺎب "داﺋ ﺮة اﻟﻤﻌ ﺎرف اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ اﻹﺳﺘﺸ ﺮاﻗﻴﺔ – أﺿ ﺎﻟﻴﻞ و أﺑﺎﻃﻴ ﻞ "اﻟ ﺬي ﺳﻴﺼﺪر ﻗﺮﻳﺒﺎ ﺑﺈذن اﷲ ﻟﻜﺎﺗﺐ هﺬﻩ اﻟﺴﻄﻮر .
ﻳﻨﻔﻊ ؟ ﻳﺎﻗﻮم ،اﻟﺘﻤﺴﻮا ﻷﻧﻔﺴﻜﻢ ،ﻓﺈﻧﻜﻢ واﷲ ﻣ ﺎ أﻧ ﺘﻢ ﻋﻠ ﻲ ﺷ ﻲء «.وﻳﻌﻘ ﺐ اﺑ ﻦ هﺸ ﺎم ﻗﺎﺋﻼ » :ﻓﺘﻔﺮﻗـﻮا ﻓﻲ اﻟﺒﻠـﺪان ﻳﻠﺘﻤﺴﻮن اﻟﺤﻨﻴﻔﻴﺔ دﻳﻦ إﺑ ﺮاهﻴﻢ ‹‹ ) . (٧٠وآ ﺎن زﻳ ﺪ ﺑ ﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻧﻔﻴﻞ ،وهﻮ أﺣ ﺪ ه ﺆﻻء اﻟﻤﺘﺤﻨﻔ ﻴﻦ ،ﻳﻘ ﻮل » :أﻋﺒ ﺪ رب إﺑ ﺮاهﻴﻢ « ،وﻗ ﺎل ﻳﻮﻣﺎ وﻗﺪ أﺳﻨﺪ ﻇﻬﺮﻩ إﻟﻲ اﻟﻜﻌﺒﺔ » :ﻳﺎﻣﻌﺸـﺮ ﻗﺮﻳـﺶ ،واﻟﺬي ﻧﻔﺲ زﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻴﺪﻩ ،ﻣ ﺎ أﺻﺒ ـﺢ ﻣ ﻨﻜﻢ أﺣ ﺪ ﻋﻠ ﻲ دﻳ ﻦ إﺑ ﺮاهﻴﻢ ﻏﻴ ﺮي ‹‹) .(٧١واﻷﻣ ﺮ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ه ﻮ أن اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ آﺎﻧﻮا ﻗﺪ ﺻﻨﻌﻮا ﻹﺑﺮاهﻴﻢ وإﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ اﻟﺴﻼم ﺻﻮرة ﻓﻲ اﻟﻜﻌﺒﺔ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺻ ﻨﻌﻮا ﻣ ﻦ ﺻ ﻮر ﻟﻠﻤﻼﺋﻜ ﺔ وﻓ ﻲ أﻳ ﺪﻳﻬﻤﺎ اﻷزﻻم ﻳﺴﺘﻘﺴ ﻤﺎن ﺑﻬ ﺎ) .(٧٢وإن دﻻﻟ ﺔ ذﻟ ﻚ واﺿﺤﺔ ﺗﻤﺎم اﻟﻮﺿﻮح ،وهﻲ أن اﻟﺮﺳﻮل ﻟﻢ ﻳﺨﺘﺮع اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻜﻌﺒﺔ وإﺑﺮاهﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ،ﺑﻞ آﺎﻧﺖ اﻟﻌﺮب ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺬﻟﻚ إﻳﻤﺎﻧًﺎ ﺟﺎزﻣًﺎ .وﺛﺎﻟﺜًﺎ :ﻟﻮ آﺎن اﻟﺮﺳﻮل هﻮ اﻟ ﺬي زﻳﻒ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ،أو ﻟﻮ آ ﺎن اﻟﻌ ﺮب واهﻤ ﻴﻦ ﻓﻴﻤ ﺎ آ ﺎﻧﻮا ﻳﻌﺘﻘ ﺪون ﺑﺸ ﺄﻧﻬﺎ ،ﻟﻤ ﺎ ﺳﻜﺖ اﻟﻴﻬﻮد وهﻢ اﻟﺒﺎرﻋﻮن ﻓﻲ إﺛﺎرة اﻟﻔﺘﻦ ،وﻟﻤﻸوا اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺿﺠﻴﺠﺎ وﻋﺠﻴﺠﺎ .وأﺧﻴﺮا ﻻ ﻓﺈذا آﺎن اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻗﺪ اﺧﺘﺮع ﻗﺼﺔ ﺑﻨﺎء إﺑﺮاهﻴﻢ وإﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻟﻠﻜﻌﺒﺔ ﻓﻠﻤﺎذا ،ﺑﺪ ً ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻟﻢ ﻳﻨﺴ ﺐ ﺑﻨﺎءه ﺎ إﻟ ﻲ ه ﻮد ﻣ ﺜﻼ أو ﺻ ﺎﻟﺢ أو أي ﻧﺒ ﻲ ﻋﺮﺑ ﻲ ﺁﺧ ﺮ ،وﺑ ﺬﻟﻚ ﻳﻜ ﻮن اﻟﺒﻴ ﺖ ﻋﺮﺑﻴ ﺎ وﺑﺎﻧﻴ ﻪ ﻋﺮﺑﻴ ﺎ ،ﻣ ﺎدام اﻟﻤﻘﺼ ﻮد ه ﻮ ﺗﻤﻠ ﻖ اﻟﻌﺮوﺑ ﺔ ﻟﻜﺴ ﺐ ﻗﻠ ﻮب ﻣﺸﺮآﻲ ﻣﻜﺔ ؟ وﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻋﻦ اﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﻜﻌﺒﺔ أﺛﻨﺎء اﻟﺼﻼة ﻳﻘﺎل ﻣﺜﻠﻪ ﻋﻦ اﻟﺤﺠﺮ اﻷﺳﻮد ،ﻓﺈن اﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﻻ ﺗﻘﻮم ﻓﻲ اﻷﺷﻴﺎء أو اﻷﻓﻌﺎل ذاﺗﻬﺎ ﺑﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻌﻘ ﻞ واﻟﻀ ﻤﻴﺮ .واﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﺣ ﻴﻦ ﻳﺤﺠ ﻮن إﻟﻲ ﻣﻜﺔ وﻳﺴﺘﻠﻤﻮن اﻟﺤﺠﺮ اﻷﺳﻮد ﻻ ﻳﻔﻌﻠﻮن ذﻟﻚ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻌﺒﺪوﻧ ﻪ آ ـﻲ ﻳﻘﺮﺑﻬ ـﻢ إﻟ ﻲ اﷲ زﻟﻔـﻲ ) ﺑﻞ ﻟﻢ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻦ ﻋﺮب اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ أﻧﻔﺴﻬﻢ أﻧﻬﻢ آﺎﻧﻮا ﻳﻌﺒﺪوﻧ ﻪ آﻤ ﺎ آ ﺎﻧﻮا ﻳﻌﺒ ﺪون اﻷﺻﻨﺎم( .إﻧﻤﺎ هﻮ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺳﻨﻦ اﻟﻄﻮاف ،وآﻞ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ اﻟﺤﺎج ه ﻮ أن ﻳﻠﻤﺴ ﻪ ﺑﻴ ﺪﻩ ، ﻓﺈن ﺗﻌﺬر ذﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺰﺣﺎم اآﺘﻔﻲ ﺑﺎﻹﺷ ﺎرة إﻟﻴ ﻪ ﻣ ﻦ ﺑﻌﻴ ﺪ .وﻗ ﺪ ﻗ ﺎل اﻟﺮﺳ ﻮل ﻟﻌﻤ ﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ » :ﻳ ﺎ أﺑ ﺎ ﺣﻔ ﺺ ،إﻧ ﻚ رﺟ ﻞ ﻗ ـﻮي ،ﻓ ﻼ ﺗ ـﺰاﺣﻢ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺮآ ـﻦ ) أي ﺾ« اﻟﺤﺠﺮ ( ،ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺆذي اﻟﻀﻌﻴﻒ .وﻟﻜﻦ إذا وﺟﺪت ﺧﻠﻮة ﻓﺎﺳﺘﻠﻢ ،وإﻻ ﻓﻜﺒﱢﺮ وا ْﻣ ِ .وﻗﺪ روي اﺑﻦ ﻋﻤﺮ أن رﺳﻮل اﷲ اﺳﺘﻠﻢ اﻟﺤﺠﺮ ﺛﻢ وﺿﻊ ﺷ ﻔﺘﻴﻪ ﻳﺒﻜ ﻲ ﻃ ﻮﻳﻼ ،ﻓ ﺈذا ﺴ ﻜَﺐ اﻟ َﻌ َﺒ ﺮات .وﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺄﺛﻮر أن ﻳﻘ ﻮل ﻋﻤ ﺮ ﻳﺒﻜ ﻲ ﻃ ﻮﻳﻼ ،ﻓﻘ ﺎل :ﻳ ﺎ ﻋﻤ ﺮ ،هﻨ ﺎ ُﺗ ْ اﻟﺤ ﺎج ﻋﻨ ﺪ اﺳ ﺘﻼم اﻟﺤﺠ ﺮ » :اﻟﻠﻬ ﻢ إﻳﻤﺎ ًﻧ ﺎ ﺑ ﻚ ،وﺗﺼ ﺪﻳﻘﺎ ﺑﻜﺘﺎﺑ ﻚ ،ووﻓ ﺎء ﺑﻌﻬ ﺪك ، واﺗﺒﺎﻋﺎ ﻟﺴﻨﺔ ﻧﺒﻴﻚ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ‹‹) .(٧٣وﻳﺮي اﻟﻘﺎرئ آﻴﻒ أن آﻞ آﻠﻤﺔ وآﻞ ﺣﺮآﺔ ﺑ ﻞ آﻞ ﺧﺎﻟﺠ ﺔ إﺣﺴ ﺎس ﺗ ﺪل ﻋﻠ ﻲ اﻹﻳﻤ ﺎن اﻟﻌﻤﻴ ﻖ ﺑ ﺎﷲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌ ﺎﻟﻲ وﺣ ﺪﻩ .ﻓﻬ ﺬا ه ﻮ اﻟﺤﺠﺮ اﻷﺳﻮد اﻟﺬي ﻳﺪﻋﻲ آﺜﻴﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ أﻧ ﻪ ﺑﻘﻴ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻮﺛﻨﻴ ﺔ اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ .ﻟﻘ ﺪ آﺎن اﻟﺮﺳﻮل ﺣﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ ﻳﻨﺒ ﺬ اﻟﻌ ﺎدات اﻟﻮﺛﻨﻴ ـﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ـﺞ .وﻗ ﺪ ﺷ ﻬﺪت اﻟﺴ ﻨﺔ ) (٧٠اﺑﻦ هﺸﺎم . ٢٠٨ ، ٢٠٧ /١/ ) (٧١اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٢٠٨، ٢٠٧ /١/ ) (٧٢اﺑﻦ هﺸﺎم ، ٤١ /٤/واﺑﻦ آﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ "و أن ﺗﺴﺘﻘﺴ ﻤﻮا ﺑ ﺎﻷزﻻم " )اﻟﻤﺎﺋ ﺪة ٣/ (. )(٧٣ اﻧﻈ ﺮ "ﻓﻘ ﻪ اﻟﺴ ﻨﺔ "ﻟﺴ ﻴﺪ ﺳ ﺎﺑﻖ ، ٧٠١ – ٧٠٠/١/و اﻟﻘ ﺎﻣﻮس اﻹﺳ ﻼﻣﻲ ﻷﺣﻤ ﺪ ﻋﻄﻴ ﺔ اﷲ / ﻣﺎدة " اﺳﺘﻼم اﻟﺤﺠﺮ " .
اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﻬﺠ ﺮة اﻟﻘﻀ ﺎء ﻋﻠ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻌ ﺎدات اﻟﺴ ﺨﻴﻔﺔ). (٧٤إن ﺷ ﻌﺎﺋﺮ اﻟﺤ ﺞ آﻠﻬ ﺎ ، َﻣ َﺜﻠُﻬﺎ َآ َﻤﺜَﻞ ﺷﻌﺎﺋﺮ اﻟﺼﻼة واﻟﺼﻮم واﻟﺰآﺎة ،هﻲ ﻋﻨﻮان ﻋﻠ ﻲ ﻃﺎﻋ ﺔ اﷲ واﻟﻤﺴ ﺎرﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺿﺎﺗﻪ .آﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻟﻮﺣ ﺪة ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ،إذ ﻳﺮﺗﺒﻄ ﻮن ﺟﻤ ﻴﻌﻬﻢ ﻋﻠ ﻲ ﺴﺤَﻦ ﺑﻘﺒﻠﺔ واﺣﺪة ﻋﻠﻲ آﻞ ﻣﻨﻬﻢ أن ﻳﺤﺞ إﻟﻴﻬﺎ وﻳﺠﺘﻤﻊ ﺗﻨﺎﺋﻲ اﻟﺒﻼد واﺧﺘﻼف اﻟﻠﻐﺎت واﻟ ّ ﻋﻨﺪهﺎ ﺑﺈﺧﻮاﻧﻪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ آﻞ ﺻﻘﻊ ﻣﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮ .ﺛﻢ أآﺎن اﻟﺤﺠﺮ اﻷﺳﻮد أه ّﻢ ﻣﻦ ُهﺒَﻞ أو ﺑﻘﻴﺔ اﻷﺻﻨﺎم اﻟﺜﻼﺛﻤﺎﺋﺔ واﻟﺴﺘﻴﻦ ،اﻟﺘﻲ أﻃﻴﺢ ﺑﻬﺎ ﺟﻤﻌﺎء ﻏﺪاة اﻟﻔﺘﺢ إﻟﻲ اﻷﺑﺪ ؟ واﻵن ﻧﺼﻞ إﻟﻲ اﻟﺘﻬﻤﺔ اﻷﺧﻴﺮة ،وهﻲ ﺗﻬﻤﺔ اﻻﻧﻐﻤﺎس ﻓﻲ ﺷ ﻬﻮات اﻟﺠ ﻨﺲ واﺧﺘ ﺮاع اﻟﻮﺣﻲ ﺑﻌﺪ اﻟﻮﺣﻲ ﻟﺘﺴ ﻮﻳﻐﻬﺎ .واﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻮن ﺣ ﻴﻦ ﻳﺘﻨ ﺎوﻟﻮن ه ﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄ ﺔ ﻻ ﻳﻠﺘﺰﻣ ﻮن ﺑﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺣﺘﻲ ﻟﻮ آﺎﻧﺖ اﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ﺧﺎﻃﺌ ﺔ ﻣ ﻦ وﺟﻬ ﺔ ﻧﻈﺮﻧ ﺎ ،ﺑ ﻞ إن ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻟﻴﺨﺘﺮع ﻣ ﻦ ﻋﻨ ﺪﻩ أﺷ ﻴﺎء ﻣ ﺎ أﻧ ﺰل اﷲ ﺑﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺳ ﻠﻄﺎن :ﻓ ﺈدﻣﻮن ﭘ ﺎور ﻣ ﺜﻼ ﻳ ﺰﻋﻢ أن اﻟﺮﺳﻮل ﻗﺪ أﻋﻔﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺤﺮﻣ ﺔ زواج اﻟﻤﺤ ﺎرم) ، (٧٥أﻣ ﺎ واﺷ ﻨﺠﺘﻦ إرﻓ ﻨﺞ )(٧٦ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺪﻋﻲ أن ﺁﻳﺔ » اﻟﺰاﻧﻴﺔ واﻟﺰاﻧﻲ ﻓﺎﺟﻠﺪوا آ ﻞ واﺣ ﺪ ﻣﻨﻬﻤ ﺎ ﻣﺎﺋ ﺔ ﺟﻠ ﺪة ...إﻟ ﺦ « ﻗﺪ ﻣﻨﻌﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻣﻦ اﺗﺨﺎذ ﻣﺎرﻳﺔ ﺣﻈﻴّﺔ ﻓﺎﺧﺘﺮع وﺣﻴﺎ ﺧﺎﺻّﺎ ﺑﻪ) ،(٧٧ﻣﻊ أن ﻣﺎرﻳﺔ آﺎﻧﺖ ﻣﻠﻚ ﻳﻤﻴﻦ ،وهﺬا ﺟﺎﺋﺰ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﻷي ﻣﺴﻠﻢ ،وﻻ ﺗﺴ ﺒﺐ ﺣﺎﻟﺘﻬ ﺎ أﻳ ﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻦ أي ﻧﻮع ،ﻓﻀﻼ ﻋ ﻦ أن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻗ ﺪ أﻋﻄ ﻲ ﺣﺴ ﺎن ﺑ ﻦ ﺛﺎﺑ ﺖ ﺣﻴًﺎ ﻟﻪ ؟ أم ﻣ ﺎذا ؟ وﻟﻘ ﺪ أﻓ ﺎض اﻟﻜﺘ ﺎب أﺧﺘﻬﺎ ﺳﻴﺮﻳﻦ ،ﻓﻬﻞ اﺧﺘﺮع ﻟﻪ اﻟﺮﺳﻮل أﻳﻀﺎ و ْ واﻟﻤﻔﻜﺮون اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ اﻟﺮد ﻋﻠﻲ اﺗﻬﺎﻣﺎت اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻟﻠﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺰواﺟﻪ ﻣﻤﺎ ﻻ أﺟﺪ ﻣﻌﻪ ﺿﺮورة ﻟﺘﻨﺎول هﺬﻩ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ ،وإن آﻨ ﺖ أري ﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ أن اﻷﻣ ﺮ ،ﻗﺒ ﻞ ﻧ ﺰول اﻟ ﻮﺣﻲ ﺑﺘﺤﺪﻳ ﺪ اﻟﺰوﺟ ﺎت اﻟﻼﺗ ﻲ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻤﺴﻠﻢ أن ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﻬﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﺑﺄرﺑﻊ ،ﻻ ﻳﺤﺘ ﺎج آ ﻞ ه ﺬا اﻟﻌﻨ ﺎء ،ﻓﻤ ﺎ دام اﻟﺘﺰوج ﺑﺄآﺜﺮ ﻣﻦ أرﺑﻊ آﺎن ﻗﺒ ﻞ ذﻟ ﻚ ﻣﺒﺎﺣ ﺎ ﻓﻤ ﺎ ﻣﻌﻨ ﻲ اﺧﺘﺼ ﺎص أﻋ ﺪاء اﻹﺳ ﻼم ﻟﻠﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﺑﺎﻟﻨﻘﺪ ؟ أﻣﺎ اﺣﺘﻔﺎظ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﻜﻞ زوﺟﺎﺗﻪ ﺑﻌ ﺪ اﻟﺘﺤﺪﻳ ﺪ ، وهﻦ أآﺜﺮ ﻣﻦ أرﺑﻊ ،ﻓﻬﻮ اﻟﺬي ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻲ ﺑﻴﺎن .وإن أهﻢ ﺳﺆال ﻓﻲ ﻧﻈﺮي هﻮ :أآﺎن اﻷﻣﺮ هﻨﺎ أﻣﺮ ﺷﻬﻮة وﺗﻠﻔﻴﻖ وﺣﻲ ﻟﺘﺴﻮﻳﻐﻬﺎ أم أﻣﺮ ﺳﻤﺎح إﻟﻬﻲ ؟) .(٧٨وأﺣﺐ أن أﺑﺎدر ﺣﺒﱢﺐ إﻟﻴﻪ ﻣ ﻦ ﻓﺄﻗﻮل :ﻟﻘﺪ ُأﺛِﺮ ﻋﻦ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻓﻴﻤـﺎ ُأﺛِﺮ ﻋﻨﻪ أن ﻣﻤﺎ ُ
) (٧٤اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم ، ١٨٨ – ١٨٤ /١/و . ١٤١/ ٤ ) (٧٥اﻧﻈﺮ ﺟﻮزﻳﻒ هﺒﻲ . ٨١٥/ ) (٧٦اﻟﻨﻮر . ٢ / ) (٧٧اﻧﻈﺮ إرﻓﻨﺞ . ١٣٣ / ) (٧٨ﻓ ﻲ رﺳ ﺎﻟﺔ اﻟ ﺪآﺘﻮراﻩ اﻟﺘ ﻲ ﺣﺼ ﻞ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺑ ﺎرﻳﺲ (La Condition de la Femme )dans la Tradition et l'islamisme ,P.18 ردد اﻟﺪآﺘﻮر ﻣﻨﺼﻮر ﻓﻬﻤﻲ رأي اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ،وﻟﻜﻨﻪ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻋﺎد ﺑﻌﺪ رﺟﻮﻋﻪ ﻣﻦ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻋﻦ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻵراء ،ﻣﻤ ﺎ ﻳ ﺪل ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﺪي ﻧﻤ ﺎ ﻟﺘ ﺄﺛﻴﺮ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ ﻋﻠ ﻲ أﺑﻨ ﺎء اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﺧﻄﺮ ﺷﺪﻳﺪ .اﻧﻈﺮ "اﻟﻤﻠﻞ و اﻟﻨﺤ ﻞ " ﻟﻠﺸﻬﺮﺳ ﺘﺎﻧﻲ /ﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺳ ﻴﺪ آﻴﻼﻧ ﻲ ٨٢ /٢/ – . ٨٣
دﻧﻴﺎﻧﺎ اﻟﻨﺴﺎء ،وإن آﺎن ﻗﺪ ذآﺮ أﻳﻀًﺎ أن اﻟﺼﻼة هﻲ ُﻗﺮﱠة ﻋﻴﻨﻪ). (٧٩ﻟﻜﻦ ﺣ ﺐ اﻟﺮﺟ ﺎل ﻟﻠﻨﺴﺎء ،واﻟﻌﻜﺲ أﻳﻀﺎ ،ﻟﻴﺲ ﻋﻴﺒ ﺎ .إﻧﻤ ﺎ اﻟﻘﻀ ﻴﺔ ه ﻲ :أآ ﺎن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻣﺘﻬﺎﻟﻜ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻼ ﻋﻨ ـﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳﻌ ﺰف ﻋ ﻦ اﻟﻤ ﺮأة ؟) . (٨٠إن اﻟﻤﻌ ـﺮوف ﻣ ﺜ ً ﻣﺼﺎﻓﺤﺔ اﻟﻨﺴﺎء). (٨١ﺗﺮي ﻟﻮ آﺎن ﺷﻬﻮاﻧﻴﺎ ،آﻤﺎ ﻳﺤﻠﻮ ﻷﻋﺪاﺋﻪ أن ﻳﺘﻘﻮﻟ ﻮا ﻋﻠﻴ ﻪ ،أﻓﻤ ﺎ ﺼﺔ ﺧ َ آ ﺎن اﻷﺣ ﺮي ﺑ ﻪ أن ﻳﺤ ﺮص ﻋﻠ ﻲ ﻣﺼ ﺎﻓﺤﺘﻬﻦ واﻟﺘﻠ ﺬذ ﺑﻠﻤ ﺲ أﻳ ﺪﻳﻬﻦ اﻟ ﱠﺮ ْ ﺷﺮَع اﻻﺣﺘﺸﺎم ﻓﻲ اﻟﻤﻠﺒﺲ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﻈﻬ ﺮ ﻣ ﻦ واﺳﺘﺒﻘﺎﺋﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ أﻃﻮل ﻣﺪة ؟ ﺑﻞ ِﻟ َﻢ َ اﻟﻤ ﺮأة إذا ﺑﻠﻐ ﺖ اﻟﻤﺤ ﻴﺾ إﻻ وﺟﻬﻬ ﺎ وآﻔﺎه ﺎ؟ أﻓﻤ ﺎ آ ﺎن اﻷﺟ ﺪر ﺑﻤﺜ ﻞ ه ﺬا اﻟﺮﺟ ﻞ اﻟﺸﻬﻮاﻧﻲ آﻤﺎ ﺗﺼﻮرﻩ آﺘﺎﺑﺎت هﺆﻻء اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ أﻻ ﻳﻔﻜﺮ ﻣﺠﺮد ﺗﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ وﺿﻊ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﺬي ﺳﻴﻮﻗﻒ ﻋﻴﻨﻴﻪ اﻟﻨﻬﻤﺘﻴﻦ ﻋﻨﺪ ﺣ ﺪهﻤﺎ ؟ إﻧ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻟ ﻢ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻨﻪ ﻃﻴﻠﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،ﻻ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺒﻌﺚ وﻻ ﺑﻌ ﺪﻩ ،ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺔ أو ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ،رﻳﺒ ﺔ ﻗ ﻂ ) (٧٩اﻧﻈ ﺮ ﻣ ﺜﻼ /ﻣﺠﻠ ﺪ / ١ج / ١ص . ١٢٧أﻣ ﺎ ﻣ ﺎ ورد ﻣﻨﺴ ﻮﺑﺎ إﻟ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ﻋ ﻦ ﻗﻮﺗ ﻪ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ و أﻧﻪ آﺎن ﻳﻄﻮف ﻋﻠﻲ ﻧﺴﺎﺋﻪ ﺟﻤﻴﻌﻬﻦ ﻓﻲ اﻟﻠﻴﻠ ﺔ اﻟﻮاﺣ ﺪة ﻓﻬ ﻮ ﺳ ﺨﻒ ﻻ ﻳﺤﺘﻤ ﻞ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸ ﺔ ، ﻓﻤﻦ أﻳﻦ ﻟﻬﻢ أﻧﻪ آﺎن ﻳﻨﺎم ﻣﻊ آﻞ ﻣﻨﻬﻦ ﻓ ﻲ ﻧﻔ ﺲ اﻟﻠﻴﻠ ﺔ ؟ إﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳ ﺆﺛﺮ ﻋ ﻦ اﻟﺮﺳ ﻮل ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳﻠﻢ وﻻ ﻋﻦ واﺣﺪ ﻣﻦ أﻣﻬﺎت اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻠ ﻴﻌﻦ رﺿ ﻮان اﷲ آ ﻼم ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻤﻮﺿ ﻮع ،ﻓﻬ ﻞ آ ﺎن هﻨﺎك إذن ﻣﻦ ﻳﻘﺘﻔﻲ أﺛﺮﻩ و ﻳﺘﺠﺴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﻟﻴ ﺮي ﻣ ﺎذا ﻳﻔﻌ ﻞ إذا دﺧ ﻞ ﻋﻨ ﺪ آ ﻞ زوﺟﺔ ﻣﻦ زوﺟﺎﺗﻪ ؟ ﺛﻢ ﻣﻦ أﻳﻦ ﻟﺮﺟﻞ ،آﺎﺋﻨﺔ ﻣﺎ آﺎﻧﺖ ﻗﻮﺗﻪ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻤﻀﺎﺟﻌﺔ ﺗﺴﻊ ﻧﺴ ﺎء ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ واﺣﺪة ،وﺑﺨﺎﺻﺔ إذا آﺎن آﺎﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻳﻘﻮم اﻟﻠﻴﻞ ﻳﻌﺒﺪ رﺑﻪ ،أﻣﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨ ﺎم ﻓﻜﻠﻤ ﺎ ﺗﻘﻠﺐ ﻓﻲ ﻓﺮاﺷﻪ و ﻇﻦ اﻟﻔﺠﺮ ﻗﺪ ﺣ ﺎن ﻗ ﺎم ﻓﻐﺴ ﻞ أﺳ ﻨﺎﻧﻪ و أﺧ ﺬ ﻳ ﺪﻋﻮ رﺑ ﻪ ﺛ ﻢ ﻳﺨﻠ ﺪ ﺛﺎﻧﻴ ﺔ إﻟ ﻲ اﻟﻨ ﻮم ﺣﺘﻲ ﻳﻄﻠﻊ اﻟﻔﺠﺮ و ﻳﺴﻤﻊ ﺻﻮت ﺑﻼل ؟ )اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ اﻟﺸ ﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠ ﺪ / ٢ج / ٣ص ، ٣٧ﺣﻴ ﺚ ﺗﻘﻮل ﻋﺎﺋﺸﺔ ردا ﻋﻠﻲ ﻣ ﻦ ﺳ ﺄﻟﻬﺎ ﻋ ﻦ وﺗ ﺮ ﺻ ﻼة رﺳ ﻮل اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ":آﻨ ﺎ ﻧﻌ ﺪ ﻟ ﻪ ﺳ ﻮاآﻪ و ﻃﻬ ﻮرﻩ ﻓﻴﺒﻌﺜ ﻪ اﷲ ﻣﺘ ﻲ ﺷ ﺎء أن ﻳﺒﻌﺜ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻠﻴ ﻞ ﻓﻴﺘﺴ ﻮك و ﻳﺘﻮﺿ ﺄ و ﻳﺼ ﻠﻲ ﺗﺴ ﻊ رآﻌ ﺎت.....إﻟ ﺦ " .واﻧﻈ ﺮ آ ﺬﻟﻚ ،ﻓ ﻲ آﻴﻔﻴ ﺔ ﻗﻀ ﺎﺋﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم اﻟﻠﻴ ﻞ اﻟﺒﺨ ﺎر ، ١١٧ ، ٤٦ /١/ ، ١٩٨و ، ١١٦ / ٣و ، ٧٤/٤واﻟﻤﻮﻃﺄ. ( ١٠٣/٣/ﺛﻢ آﻴﻒ أﻣﻜﻦ هﺬا اﻟﺸ ﻬﻮاﻧﻲ اﻟﻌ ﺎرم أن ﻳﻔﻄ ﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ زوﺟﺎﺗﻪ ﺷﻬﺮا آﺎﻣﻼ آﻤﺎ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﺑﻊ ﻗﻠﻴﻞ ؟ و أﻳﻀ ﺎ ﻣ ﺎ اﻟﻘ ﻮل ﻓ ﻲ أن ذﻟ ﻚ ﻳﺨ ﺎﻟﻒ ﻣ ﺎ ه ﻮ ﻣﻌ ﺮوف ﻋﻨ ﻪ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﻣ ﻦ أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳﺨﺼ ﺺ ﻟﻜ ﻞ واﺣ ﺪة ﻣ ﻦ زوﺟﺎﺗ ﻪ ﻟﻴﻠ ﺔ ﻻ ﺗﺸﺎرآﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻏﻴﺮهﺎ ؟ﻟﻜﻞ هﺬا أﺟﺪﻧﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻄﻤﺌﻦ ﻟﻬﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺬي ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘ ﺎرئ أن ﻳﺠ ﺪﻩ ﻓ ﻲ اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ )ﻣﺠﻠﺪ /١ج / ١ص .( ٢٣٠ ) (٨٠ﻓﻠﻢ إذن ﻟﻢ ﻳﺘﺰوج ﻋﻠﻲ ﺧﺪﻳﺠﺔ وﻗﺪ آﺎن ﺷﺎﺑﺎ ﻟﻢ ﺗﺮهﻘﻪ اﻟﺴﻨﻮن وﻻ ﻣﺘﺎﻋﺐ اﻟﺪﻋﻮة واﻟﺤﺮوب ؟ إن اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻳﻨﺒﺮون هﻨﺎ زاﻋﻤ ﻴﻦ أن ﻣﻜﺎﻧ ﺔ ﺧﺪﻳﺠ ﺔ وﻣﺎﻟﻬ ﺎ ﻗ ﺪ أﺧﻀ ﻌﺎﻩ ﻟﻬ ﺎ وﺟﻌ ﻼ ﻟﻬ ﺎ اﻟﻜﻠﻤ ﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ،آﺄن ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ أآﺒﺮ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ،وإﻻ ﻓﻠﻢ اﺧﺘﺎرﺗﻪ هﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ وأرﺳﻠﺖ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﻌﺮض ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺰواج ﺑﻌﺪ أن رﻓﻀﺖ رﺟﺎﻻت ﻗﺮﻳﺶ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻘﺪﻣﻮا ﻟﻬﺎ ؟ ﺛﻢ إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺘﺰوج ﻋﻠﻴﻬ ﺎ أآ ﺎن أﻳﻀ ﺎ ﻻ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺠ ﺪ ﻣﺘﻨﻔﺴ ﺎ ﻟﺸ ﻬﻮاﺗﻪ اﻟﻤﻨﻄﻠﻘ ﺔ ﻣ ﻊ ﻣﻮﻣﺴﺎت ﻣﻜﺔ ﻣﺜﻼ ؟ أﻣﺎ اﻟﻤﺎل ﻓﺈن أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻗﺪ أﻧﻔﻖ ﻣﺎﻟﻪ آﻠﻪ ﻋﻠﻲ اﻟﺪﻋﻮة ،وآﺎن ﺗﻌﻀ ﻴﺪﻩ ﻟﻠﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻬﺎﻣﺔ ﺟﺪا ﻻﻧﺘﺼ ﺎر اﻹﺳ ﻼم ،وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻓﻠ ﻢ ﻳﻤﻨ ﻊ ذﻟ ﻚ آﻠ ﻪ اﻟﺮﺳ ﻮل أن ﻳﺘﺰوج ﻋﻠﻲ ﻋﺎﺋﺸﺔ اﺑﻨﺘﻪ )آﺎﻧﺖ ﺻﻐﻴﺮة ﺑﻜﺮا ﻧﻀﺮة ﻋﻠﻲ ﻋﻜﺲ ﺧﺪﻳﺠﺔ(ﻻ زوﺟﺔ واﺣﺪة وﻻ اﺛﻨﺘﻴﻦ ﺑﻞ ﺛﻤﺎﻧﻲ ؟ وأﺧﻴﺮا آﻴﻒ ﻧﻌﻠ ﻞ إﺧﻼﺻ ﻪ ﻟ ﺬآﺮي ﺧﺪﻳﺠ ﺔ إﻟ ﻲ ﺁﺧ ﺮ ﺣﻴﺎﺗ ﻪ وﺗﻔﻀ ﻴﻠﻪ ﻟﻬ ﺎ ﺣﺘ ﻲ ﻋﻠ ﻲ ﻋﺎﺋﺸﺔ ،اﻟﺘﻲ آﺎن ﻳﻐﻴﻈﻬﺎ ذﻟﻚ ﻣﻨﻪ أﻳﻤﺎ ﻏﻴﻆ ؟ ) (٨١اﻟﻤﻮﻃﺄ . ١٤٧ /٣ /
وﻟﻮآﻠﻤﺔ ﻏﺰل ﻋﺎﺑﺮة أو ﻏﺎﻣﻀﺔ .وﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،واﻟﺤﻤ ﺪ ﷲ ،واﺿ ﺤﺔ وﺿ ﻮح اﻟﺸﻤﺲ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ أﺳﺮار) . (٨٢ﺛﻢ إن ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم آﺎﻧ ﺖ ،ﺑﻮﺟ ﻪ ﻋ ﺎم ، ﺣﻴﺎة ﻣﺘﻘﺸﻔﺔ ،وﻟﻢ ﻳﻌﺮف ﻋﻨﻪ اهﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻐﺬاء ،ﺑﻞ آﺎن ﻳﺄآﻞ ﻣﺎ ﺗﻴﺴﺮ ،وآﺎﻧﺖ اﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﺗﻤﺮ ﻋﻠﻲ ﺑﻴﺘـﻪ ﻻ ﻳﻮﻗَﺪ ﻓﻴﻬـﺎ ﻧﺎر ،وﻻ ﻳﺘﻌﺪي ﻃﻌﺎﻣﻪ أﺛﻨﺎءهﺎ اﻟﺘﻤﺮ واﻟﻤﺎء .وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن آﺎن ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﺷﻲء أﺻ ﻼ .وه ﺬا ﺛﺎﺑ ﺖ ﻣﺴ ﺘﻔﻴﺾ ﻻ أﺣﺘ ﺎج إﻟ ﻲ أن أﺣﻴﻞ اﻟﻘﺎرئ ﻋﻠﻲ ﻣﺼ ﺎدرﻩ .وﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﻘ ﻮل ﻋﺎﻗ ﻞ أﺑ ﺪا إن ه ﺬا ﺳ ﻠﻮك اﻟﻤﺘﻌﺒ ﺪﻳﻦ ﻟﺸﻬﻮاﺗﻬﻢ .آﺬﻟﻚ ﻟﻮ آﺎن اﻟﺮﺳﻮل ﻋﺒﺪًا ﻟﺸﻬﻮة اﻟﺠﻨﺲ أآﺎن ﺑﻤﻘﺪورﻩ أن ﻳﻔﻄﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ ﻦ ﻓﻴ ﻪ ؟ ﻗ ﺪ ﻳﻘ ﺎل إﻧ ﻪ زوﺟﺎﺗﻪ ﺷﻬﺮا ﺣﻴﻦ أﺑﺪﻳﻦ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻠﻊ إﻟﻲ ﻋﻴﺸﺔ أرﻓ ﻪ ﻣﻤ ﺎ ُآ ّ ﻼ ،واﻟﺸﻬﻮاﻧﻲ ﻓ ﻲ ﻣﺜ ﻞ أراد أن ﻳﻌﺎﻗﺒﻬﻦ .ﻟﻜﻦ اﻟﺴﺆال هﻮ :وﻟﻢ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻌﺎﻗﺒﻬﻦ أﺻ ً هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ وﺳﻌﻪ وﻣﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ وﺳﻌﻪ ﻹرﺿﺎء ﻣﻦ ﻳﻬﻮاهﻦ اﻟﻔﺆاد ؟ ﺛﻢ ﻟﻮ ﺳﻠﻤﻨﺎ ﺑﻬﺬا ،وهﻮ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﻪ ،أﻓﻤﺎ آﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻗﺎدرا ﻋﻠ ﻲ أن ﻳﺘ ﺰوج ﻦ َﺗ ُﺒﻞّ رﻳﻘﻪ وﺗﺨﻔﻒ ﻋﻨﻪ اﻟﺤﺮﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻀ ﻠﻮع ﺧﻼل هﺬا اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺠﺎف ﺟﻨﺴﻴﺎ َﻣ ْ ؟ ﺑ ﻞ إن اﻟ ﻮﻻﺋﻢ اﻟﺘ ﻲ آ ﺎن ﻳﺼ ﻨﻌﻬﺎ ﻓ ﻲ أﻋﺮاﺳ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم آﺎﻧ ﺖ ﺗﺘﺴ ﻢ ﺑﺎﻟﺒﺴﺎﻃﺔ اﻟﺸ ﺪﻳﺪة ،ﻣ ﻊ أن أﻣ ﻮال اﻟﺪوﻟ ﺔ آﺎﻧ ﺖ آﻠﻬ ﺎ ﺗﺤ ﺖ ﻳ ﺪﻩ ﻳﻘ ﺪر أن ﻳﻐﺘ ﺮف ﻣﻨﻬ ﺎ ﺑﺎﻟﻜﻔﻴﻦ آﻤﺎ ﻳﺸﺎء ﻟﻴﺮﺿﻲ زوﺟﺎﺗﻪ ،وهﻦ َﺑ ْﻌ ُﺪ ﻧﺴﺎء ﻻ ﻳﻜﺮهﻦ ،ﻋﻠﻲ اﻷﻗﻞ ،أن ﻳﻌﺒﺮ زوﺟﻬﻦ ﻋﻦ رﻏﺒﺘﻪ ﻓﻴﻬﻦ ﺑﺈﻗﺎﻣ ﺔ اﻟ ﻮﻻﺋﻢ اﻟﻔﺨﻤ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺮاق ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟﺨﻤ ﻮر وﻳﻜ ﻮﱠم ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟﻠﺤﻢ ﺗﻜﻮﻳﻤﺎ .ﻻ ،ﻟﻴﺲ هﺬا ﺳﻠﻮك ﺷﻬـﻮاﻧﻲ ﻣﺘﻬﺎﻟﻚ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺮأة .وآﺬﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﺷﻬﻮاﻧﻴﺎ ﻟﺌﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﺗﺴﺘﻌﻴـﺬ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﷲ إﺣﺪي زوﺟﺎﺗﻪ ﺣﻴﻦ أراد اﻟ ﺪﺧﻮل ﺑﻬ ﺎ ،وآﺎﻧ ﺖ ﺣﺪﻳﺜ ﺔ ﻋﻬ ﺪ ﺑﻜﻔﺮ ،ﻓﻼ ﻳﻜﻮن رد ﻓﻌﻠﻪ إﻻ أن ﻳﻘﻮل » :ﻣَﻨﻴ ٌﻊ ﻋﺎﺋﺬ اﷲ « ﺛﻢ ﻳﺴﺮﺣﻬﺎ ﺑﺈﺣﺴﺎن وﻳﺮدهﺎ إﻟﻲ أهﻠﻬﺎ ﻣﻌﺰزة ﻣﻜﺮﻣﺔ دون آﻠﻤﺔ واﺣﺪة ﺗﺴﻲء إﻟﻴﻬﺎ أو ﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺄدﻳﺒﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﺎ ﺑ ﺪر ﻣﻨﻬﺎ) .(٨٣ﻟﻠﺘﻔﻜﻬﺔ أﻟﻔﺖ ﻧﻈﺮ اﻟﻘﺎرئ هﻨﺎ ﻟﻤﺎ زﻋﻤ ﻪ واﺷ ﻨﺠﺘﻦ إرﻓ ﻨﺞ) (٨٤ﻣ ﻦ أﻧ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼم واﻟﺴ ﻼم آ ﺎن إذا رأي اﻣ ﺮأة ﺟﻤﻴﻠ ﺔ ﺳ ﻮي ﺷ ﻌﺮﻩ وﻣﺴ ﺢ ﻋﻠ ﻲ ﺣﻮاﺟﺒ ﻪ .وﻻ أدري ﻣﻦ أﻳﻦ أﺗﻲ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﻄﺒ ﻖ إﻻ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤﺘﻌﻄﻠ ﻴﻦ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﻘﻔ ﻮن ﻋﻠ ﻲ اﻟﻨﻮاﺻ ﻲ ﻳﻌﺎآﺴ ﻮن اﻟﻌ ﺎﺑﺮات وﻳﺤﺘﻜ ﻮن ﺑﻬ ﻦ .واﻟﻐﺮﻳ ﺐ أن إرﻓ ﻨﺞ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻗ ﺪ وﺻ ﻒ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻗﺒ ﻞ ذﻟ ﻚ ﺑﺼ ﻔﺤﺔ ﺑﺄﻧ ﻪ آ ﺎن ﻣﺤﺒ ﺎ ﻟﻠﺼ ﻮم ،ﺑﺴ ﻴﻂ اﻟﻤﻠ ﺒﺲ ،ﻳﻜ ﺮﻩ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘ ﻪ اﻟﻤﻈﺎهﺮ اﻟﻔﺎرﻏﺔ .آﻤﺎ وﺻﻔﻪ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ ﺑﺄن اﻟﺼﻼة آﺎﻧﺖ ﺳﻠﻮي روﺣ ﻪ ). (٨٥ وﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺛﺎﻟﺚ ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﻣﻌﻴﺸﺘﻪ وﺑﻴﺘﻪ آﻤﺎ رﺳﻤﻬﺎ ﻋﺪي ﺑ ﻦ ﺣ ﺎﺗﻢ ﺣ ﻴﻦ وﻓ ﺪ ﻋﻠﻴﻪ ) ، (٨٦وهﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻌ ﺎرض ﺗﻤ ﺎم اﻟﺘﻌ ﺎرض ﻣ ﻊ اﻟﺸ ﻬﻮاﻧﻴﺔ .أﻣ ﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴ ﺒﺔ ﻻﺣﺘﻔﺎﻇ ﻪ ﺑﺰوﺟﺎﺗﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺑﻌﺪ ﻧﺰول اﻟﻘﺮﺁن ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ زوﺟﺎت اﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﺄرﺑﻊ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﻣﻠﻜﺖ ﻳﻤﻴﻨﻪ ، ﻓﺄول ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﺬآﺮﻩ هﻨﺎ هﻮ أن هﺬا اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻟﻢ ﻳ ﺘﻢ إﻻ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻨﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨ ﺔ ﻟﻠﻬﺠ ﺮة ، أي ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺣﻴﺎة اﻟﺮﺳﻮل ،وآﺎن ﻗﺪ ﺟﺎوز اﻟﺴﺘﻴﻦ و َﺑﻨَﻲ ﺑﺰوﺟﺎﺗﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺨﺬ ﺑﻌ ﺪ ) (٨٢ﻗﺎرن اﻟﻤﺒﺎدئ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﺼﺎرﻣﺔ ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ﺑﺎﻟﺘﺤﻠ ﻞ اﻟﺨﻠﻘ ﻲ)آﺈﺳ ﻘﺎط اﻟﺼ ﻼة وإﺑﺎﺣ ﺔ اﻟﺰﻧ ﺎ واﻟﺨﻤﺮ ( ﻓﻲ دﻳﻦ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ ﺣﺴﺒﻤﺎ ﺟﺎء ﻣﺜﻼ ﻋﻨﺪ اﺑﻦ هﺸﺎم ).( ١٦٥/٤ ) (٨٣ﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم . ٢١٧ / ٤ /واﻧﻈﺮ أﻳﻀﺎ اﻟﺒﺨﺎري ، ٦٩ / ٣ /واﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٣ج ٦ /ص .٢٤٣ ) (٨٤ص . ١٩٣/ ) (٨٥ص . ١٩٩ / ) (٨٦ص. ١٣٢ /
ذﻟﻚ زوﺟﺔ أﺧﺮي .وإن اﻟﻤﺮء ﻟﻴﺘﺴﺎءل :ﺗﺮي ﻟﻮ آﺎن اﻟﺮﺳﻮل ﻣﺘﺪﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺐ اﻟﻨﺴﺎء ﻓِﻠ َﻢ ﺣﺪدهﻦ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺑﺄرﺑﻊ إذا آﺎن ﻟﻦ ﻳﻠﺘﺰم ﺑﺬﻟﻚ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ؟ أآﺎﻧﺖ ﻏﺎﻳﺘﻪ أن ﻳﺤ ﺮج ﻧﻔﺴ ﻪ ﺑﺈﺻﺪار ﺗﺸﺮﻳﻊ ﻻ ﻳﻠﺘﺰم هﻮ ﺑﻪ ؟ أم ﻳﺎ ﺗﺮي آﺎن ﺣﺘﻲ ذﻟﻚ اﻟﺤﻴﻦ ،أي ﺑﻌﺪ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺳﻨﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﻬﺎﻟﻚ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻨﺴ ﺎء آﻤ ﺎ ﻳﺼ ﻮرﻩ أﻋ ﺪاء اﻹﺳ ﻼم ،ﻳﺠﻬ ﻞ ه ﺬا اﻟﻀ ﻌﻒ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ وأﺧﻼﻗﻪ ؟ إن اﻟﺮﺳﻮل ﻟﻮ آﺎن هﻮ ﻣﺆﻟﻒ اﻟﻮﺣﻲ ﻟﻤﺎ أﺻﺪر ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ أﺑﺪا ﺣﺘﻲ ﻟﻮ اﻧﻄﺒﻘﺖ اﻟﺴﻤﺎء ﻋﻠﻲ اﻷرض ،أو ﻋﻠﻲ اﻷﻗﻞ آ ﺎن ﻳﻨﺒﻐ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ أن ﻳﻨﺴ ﺨﻪ إذا وﺟ ﺪ أﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻪ آﻤﺎ ﻇﻦ ﻗﺒﻼ .وﻻ ﻳﻘ ﻮﻟﻦ ﻗﺎﺋ ﻞ إن اﻟﻨﺴ ﺦ ﻓ ﻲ اﻟﺸ ﺮﻳﻌﺔ إﻧﻤ ﺎ ﻳﻜﻮن ﺗﺪرﺟﺎ ﻧﺤﻮ اﻷﺻﻌﺐ ،ﻓﺈن اﻟﻘﺮﺁن ﻗﺪ ﺗﻮﻗﻊ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﻌ ﺎرآﻬﻢ ﻣ ﻊ اﻟﻜﻔ ﺎر أن ﻳﻬ ﺰم اﻟﻮاﺣ ﺪ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻋﺸ ﺮة ﻣ ﻦ أﻋ ﺪاﺋﻬﻢ ﺛ ﻢ ﺧﻔ ﻒ ذﻟ ﻚ إﻟ ﻲ اﺛﻨ ﻴﻦ ﻓﻘ ﻂ ). (٨٧ ﺣ ﺪَة آﺬﻟﻚ ﺷﺮع اﻟﻘﺮﺁن ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﻣﻦ اﻟﻔﺘﺮات ﻋﻠﻲ آﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻨﺎﺟ ﺎة اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠ ﻲ ِ أن ﻳﻘﺪم ﺑﻴﻦ ﻳﺪي ﻧﺠﻮاﻩ ﺻﺪﻗﺔ ﺛﻢ ﻧﺴﺦ ذﻟﻚ ) . (٨٨ﻓﺈذا ﻟﻢ ﻳﻜ ﻦ ه ﺬا وﻻ ذاك ﻓﻠ ﻢ أﺻ ﺪر ﻋ ْﺮﻓًﺎ ﻣﺘﺒﻌﺎ ؟ أآﺎن هﻨﺎك ﺣﺰب ﻧﺴﺎﺋﻲ ﺑﻴﻦ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ وﻗﺪ آﺎن اﻟﺘﻌﺪد ﺑﻼ ﺿﺎﺑﻂ ُ أﺗﺒﺎﻋﻪ ﻳﻘﻮم ﺑﺎﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻴﻪ وﻳﻠﻮح ﻟﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻌﻄﻴﻪ أﺻﻮاﺗﻪ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت إﻻ إذا ﺣﺪد ﺐ أرﺑ ﻊ زوﺟﺎﺗ ﻪ إﻟ ﻲ ﻗﻠﺒ ﻪ وﺧﻴّﺮﻧ ﻪ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺘﺤﺪﻳ ﺪ أو ﻋﺪد اﻟﺰوﺟﺎت ؟ أم ﺗﻤﺮد ﻋﻠﻴ ﻪ أﺣ ﱡ ﺗﺮآﻪ واﻟﻠﺤﺎق ﺑﺄهﻠﻬﻦ ؟ وﻟﻜﻦ ﻣﻦ هﻦ ﻳﺎﺗﺮي هﺆﻻء اﻷرﺑﻊ اﻟﻮاﺛﻘﺎت ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻦ آﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺜﻘﺔ ؟ وِﻟ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﺴﺮّح اﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﻦ زوﺟﺎﺗﻪ وﻳﺤﺘﻔـﻆ ﺑﻬﺆﻻء وﺣﺪهﻦ وﻟﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻠﻜـﺖ ﻳﻤﻴﻨﻪ ﻣﻨﺪوﺣ ﺔ ﻋ ﻦ ﻣﺨﺎﻟﻔ ـﺔ اﻟﺘﺤ ـﺪﻳﺪ ؟ ﺑ ﻞ ﻟﻘ ﺪ آ ـﺎن ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ ،ﻣ ﺎدام ﻧ ﻮي أن ﻳﺼ ﺪر ه ﺬا اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ،أن ﻳﻄﺒﻘـﻪ ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻊ إرﺿ ﺎء ﺷ ﻬﻮﺗﻪ اﻟﺠ ـﺴﺪﻳﺔ ﺑ ﺄن ﻳﻄّﻠ ﻖ آ ﻞ زوﺟﺎﺗ ﻪ اﻟﻘﺪﻳﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻣﻦ واﺣﺪة ﻣﻨﻬﻦ وﻟﺪ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺒﻘ ﻲ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﻣ ﻦ أﺟﻠ ﻪ وﻳﺘ ﺰوج ﺑﺪﻻ ﻣﻨﻬﻦ أرﺑﻌﺎ ﻣﻦ أﺟﻤﻞ ﺑﻜﺎري اﻟﻌ ﺮب .إن اﻟﻌﺠﻴ ﺐ أن ﻳﻜ ﻮن ﻣﺤﻤ ﺪ ﺷ ﻬﻮاﻧﻴﺎ إﻟ ﻲ ه ﺬا اﻟﺤ ـﺪ اﻟ ﺬي ﻳﺘﻔ ﻨﻦ ﻓ ﻲ ﺗﺼ ﻮﻳﺮﻩ ه ﺆﻻء اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻮن وﻳﺨﺘ ﺮع ﻣﺜ ﻞ ه ﺬا اﻟ ﻮﺣﻲ ﻲ ،رﺿ ﻮان اﷲ ﺣ َﻴ ّ اﻟﻤﺤﺮج ﻣﻊ أﻧﻪ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﺑﺴ ﻨﺔ واﺣ ﺪة آ ﺎن ﻗ ﺪ ﺗ ﺰوج ﺻ ﻔﻴﺔ ﺑﻨ ﺖ ُ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،اﻟﻴﻬﻮدﻳـﺔ اﻷﺻﻞ ،وآـﺎن ﻳﺴﺘﻄﻴـﻊ أن ُﻳ ْﺒﻘِﻴﻬﺎ َأ َﻣ ًﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﺒﻲ .وﻗﺒﻞ ﺻﻔﻴﺔ ﺑﺴﻨﺔ اﺗﺨﺬ ﺟﻮﻳﺮﻳﺔ ﺑﻨﺖ اﻟﺤﺎرث زوﺟﺔ ،ﻣﻊ أﻧﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻧﺼ ﻴﺐ أﺣ ﺪ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻣ ﻦ ﺳﺒﻲ ﺑﻨﻲ اﻟﻤﺼﻄﻠﻖ ،ﻓﻜﺎن اﻷﺣﺮي أن ﻳﺘﺨﺬهﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم َأ َﻣ ًﺔ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻔﻌ ﻞ ه ﺬا أﻳﻀﺎ .ﻓﻬﻞ آﺎن ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻤﺘﺎﻋ ﺐ ﻳﺨﻠﻘﻬ ﺎ ﻟﻨﻔﺴ ﻪ ﺧﻠﻘ ﺎ ﻟﻴ ﺰداد إﺣﺮاﺟ ﺎ ﻓ ﻮق إﺣ ﺮاج ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ زوﺟﺘﻴﻦ إﻟﻲ زوﺟﺎﺗﻪ اﻟﻼﺋﻲ ﺳﻴﺼﺪر ﺑﻌﺪ ﺷﻬﻮر ﺗﺸﺮﻳﻌﺎ ﻻ ﻳﺴﺮي ﻋﻠﻴﻬﻦ ؟ إن هﺬا إﻧﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ اﻟﺘﺨﺒﻂ ،وهﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺳﻤﺎت اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم .آﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄﺧﺬون ﻋﻠﻴﻪ أﻧﻪ أﻋﻔﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺄرﺑﻊ زوﺟﺎت ﻳﺘﻨﺎﺳﻮن أن اﻟﻘﺮﺁن ﺑﻌﺪ
ذﻟ ﻚ ﺑﻘﻠﻴ ﻞ ﻗ ﺪ ﻧ ﺰل ﻳﺤ ّﺮم ﻋﻠﻴ ﻪ ه ﻮ وﺣ ﺪﻩ ﻣ ﻦ دون اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ أن ﻳﺴ ﺘﺒﺪل ﺑ ﺄي ﻣ ﻦ زوﺟﺎﺗﻪ زوﺟﺔ ﺟﺪﻳﺪة ،ﻣﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ أﻧﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم آ ﺎن ﻟ ﻪ وﺿ ﻊ ﺧ ﺎص ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ ) (٨٧اﻷﻧﻔﺎل . ٦٦ – ٦٥/ ) (٨٨اﻟﻤﺠﺎدﻟﺔ . ١٣ – ١٢ /
اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ،ﻓﺘﺎرة ﻳﻠﺘﺰم اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻠﺘﺰم ﺑﻪ ،وﺗ ﺎرة اﻟﻌﻜ ﺲ .وﻓ ﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳ ﺔ أود أن أﺷﻴﺮ إﻟﻲ أن أﺣﺪا ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ أو ﺣﺘﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺸ ﺮآﻴﻦ ﻟ ﻢ ﻳﻨﻜ ﺮ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳﻠﻢ ذﻟﻚ .وﻟﻮ ﻗﺪ أﺣﺲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن أن ﻓﻲ اﻷﻣﺮ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻲ اﻟﺮﻳﺒﺔ ﻟﻤﺎ ﺳﻜﺘﻮا ،وﻓﻴﻬﻢ ﻋﻤﺮ اﻟﻨﻘﺎدة ،وآﺎن ﺣﻤًﺎ ﻟﻠﺮﺳﻮل وﻳﻬﻤﻪ أﻻ ﻳﻜﻮن ﻟﺒﻨﺘﻪ آﻞ هﺆﻻء اﻟﻀﺮاﺋﺮ ،ﻓﻴﻀﻄﺮ اﻟﺮﺳﻮل إﻟﻲ إﺻﺪار ﺗﺸﺮﻳﻊ ﻳﻌﻔﻴﻬﻢ ﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ اﻻﻗﺘﺼﺎر ﻋﻠﻲ أرﺑﻊ زوﺟﺎت ﻟﻴﺴﻜﺘﻬﻢ ﻓﻼ ﻳﺴﺒﺒﻮا ﻟﻪ اﻟﻤﺸﺎآﻞ .اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﻧﻨﻲ آﻴﻔﻤ ﺎ ﻗﻠّﺒ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ ﻻ أﺟ ﺪ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻣ ﺎ ﻳﺆﺧ ﺬ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺮﺳﻮل ،ﻓﺈن اﻟﺴﻤﺎء هﻲ اﻟﺘﻲ ﺷﺮّﻋﺖ ،أﻣﺎ ه ﻮ ﻓﻠ ﻢ ﻳﺸ ﺮع ﻟﻨﻔﺴ ﻪ وﻻ ﻟﻠﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻣ ﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﺷﻴﺌﺎ .وأﻇﻨﻨﻲ آﻨﺖ ﺻﺮﻳﺤﺎ ﺟﺪا ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻷﻣﺮ آﻠﻪ ﺳﻠﺒﺎ وإﻳﺠﺎﺑﺎ).(٨٩ وﻳﺘﺼ ﻞ ﺑﻬ ﺬا اﻻﺗﻬ ﺎم اﻟﻤﺘﻬﺎﻓ ﺖ ﻣ ﺎ ﺗﻠﻘﻔ ﻪ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻮن ﻣ ﻦ رواﻳ ﺔ ﺿ ﻌﻴﻔﺔ اﺧﺘﺮﻋﻬ ﺎ ورواهﺎ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻳﻨﺘﺴﺒﻮن إﻟﻲ اﻹﺳﻼم وﻻ ﻳﻘﺪرون اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮن وﻳﺘﻨﺎﻗﻠﻮن ،وهﻲ اﻟﺮواﻳ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺘﻌﻠ ﻖ ﺑ ﺰواج اﻟﺮﺳ ﻮل اﻷآ ﺮم ﺑﺎﺑﻨ ﺔ ﻋﻤﺘ ﻪ زﻳﻨ ﺐ ﺑﻨ ﺖ ﺟﺤ ﺶ . وﺗﺘﻠﺨﺺ هﺬﻩ اﻟﺮواﻳﺔ ﻓﻲ أن رﺳﻮل اﷲ ذهﺐ ﻳﻮﻣﺎ إﻟﻲ ﺑﻴ ﺖ زﻳ ﺪ ﻓ ﻲ أﻣ ﺮ ﻓﻠ ﻢ ﻳﺠ ﺪﻩ ، وآﻠﻤﺘﻪ زوﺟﺘﻪ زﻳﻨﺐ ﻣﻦ وراء اﻟﺴﺘﺎر وهﻲ ﺗﻠ ﺒﺲ ﻣﻼﺑﺴ ﻬﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻋﺠ ﻞ ،ﻓ ﺈذا ﺑ ﺎﻟﻬﻮاء ﻳﺮﻓ ﻊ اﻟﺴ ﺘﺎرة ﺑﻐﺘ ﺔ ﻟﻴﺮاه ﺎ اﻟﺮﺳ ﻮل ﺣﺎﺳ ﺮة ،ﻣﻤ ﺎ آ ﺎن ﻟ ﻪ ﺗ ﺄﺛﻴﺮ ﻃ ﺎغ ﻋﻠ ﻲ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻓﺎﻧﺼﺮف وهﻮ ﻳﺮدد » :ﺳﺒﺤﺎن ﻣﻘﻠﺐ اﻟﻘﻠﻮب ! « .وﻟﻤﺎ ﺟﺎء زﻳﺪ وﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﻋِﻠ ﻖ زوﺟﺘ ﻪ ،ﻓ ﺬهﺐ إﻟﻴ ﻪ وﻋ ﺮض ﻋﻠﻴ ﻪ أن زوﺟﺘ ﻪ ﺑﻤ ﺎ ﺣ ﺪث ﻓﻬ ﻢ أن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻗ ﺪ َ ﻳﻄﻠﻘﻬ ﺎ وﻳﺘﺰوﺟﻬ ﺎ ه ﻮ ﻓ ﺄﻣﺮﻩ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم أن ﻳﻤﺴ ﻚ ﻋﻠﻴ ﻪ زوﺟﺘ ﻪ وﻳﺘﻘ ﻲ اﷲ .وﻟﻜ ﻦ اﻟﻮﺣﻲ ﻣﺎ ﻟﺒﺚ أن ﻧ ﺰل ﻋﻠ ﻲ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻳﻜﺸ ﻒ ﻣﺸ ﺎﻋﺮﻩ اﻟﺘ ﻲ ﺣ ﺎول ﻋﺒﺜ ﺎ أن ﻳﺨﻔﻴﻬ ﺎ ، وﻳﺄﻣﺮﻩ ﻓﻲ ﺻﺮاﺣﺔ أن ﻳﺘﺨ ﺬ زﻳﻨ ﺐ زوﺟ ﺔ .ه ﺬا ،وﻗ ﺪ أﺿ ﺎف واﺷ ﻨﺠﺘﻦ إرﻓ ﻨﺞ ﻣ ﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻮاﺑﻞ ،إذ ذآﺮ أن اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ه ﻮ اﻟ ﺬي ﻓﺎﺟ ﺄ زﻳﻨ ﺐ وه ﻲ ﻓ ﻲ
) (٨٩أﺣ ﺐ أن أﺷ ﻴﺮ هﻨ ﺎ إﻟ ﻲ رأي هﺮﺑ ﺮت ﭼ ﻮرچ وﻳﻠ ﺰ)اﻟﻜﺎﺗ ﺐ واﻟﻌ ﺎﻟﻢ واﻟﻤ ﺆرخ اﻹﻧﺠﻠﻴ ﺰي اﻟﻤﺸﻬﻮر( ﻓﻲ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم ،ﻓﻬ ﻮ ،وإن وﺻ ﻒ اﻹﺳ ﻼم اﻟ ﺬي ﺻ ﻨﻌﻪ -ﻋﻠ ﻲ ﺣ ﺪ ﻗﻮﻟ ﻪ - ﻣﺤﻤﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺄﻧﻪ دﻳﻦ ﻋﻈﻴﻢ ،ﻳﺮﻣﻲ رﺳ ﻮﻟﻨﺎ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﺑﺎﻟﺸ ﻬﻮاﻧﻴﺔ ،وﻳﺴ ﺘﻜﺜﺮ ﻋﻠﻴ ﻪ أن ﻳﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﻣﺼﺎف ﻋﻴﺴﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم وﺟﻮﺗﺎﻣﺎ وﻣﺎﻧﻲ )(The Outline of History, p. 234 .إن وﻳﻠﺰ هﺬا اﻟﻤﺘﻘﺰز ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﺘﻌﻠ ﻖ ﺑ ﺎﻟﻤﺮأة ،واﻟﻤﺘﺪﻟ ﻪ ﻓ ﻲ ﻋﻔ ﺔ اﻟﻤﺴ ﻴﺢ ﻋﻠﻴ ﻪ وﻋﻠ ﻲ ﻧﺒﻴﻨ ﺎ أﻓﻀ ﻞ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ،ﻳﺘﻨ ﺎول ﺣﻴﺎﺗ ﻪ ه ﻮ ﻧﻔﺴ ﻪ ﺑﺎﻟﺘﺸ ﺮﻳﺢ ﻓ ﻲ آﺘﺎﺑﻪ " ، "Experiment in Autobiographyآﺎﺷﻔﺎ ﻏﺴﻴﻠﻪ اﻟﻘﺬر ﻓ ﻲ ﺣﺪﻳﺜ ﻪ ﻋ ﻦ اﻟﻤﻮﻣﺴ ﺎت اﻟﻼﺗﻲ آﺎن ﻳﺼﻄﺎدهﻦ ﻣﻦ أزﻗﺔ ﻟﻨﺪن ،وﻋﻦ ﺗﻜﺮار ﺧﻴﺎﻧﺘﻪ ﻟﺰوﺟﺘﻪ ﻓﻲ أول ﻓﺮﺻﺔ ﺗﺴﻨﺢ ﻟﻪ ،دون أن ﻳﺒﺪي أﻳﺔ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻳﺴ ﻮغ ﺑﻬ ﺎ ه ﺬا اﻟﺘﺮﻓ ﻊ اﻟﻜ ﺎذب ،آﻤ ﺎ ﺣ ﺪث ﻣ ﺜﻼ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺧ ﻼ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺒﻴ ﺖ ه ﻮ وﺁﻧﺴﺔ آﺎﻧﺖ ﺗﺴﺎﻋﺪﻩ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻋﻤﺎل ﺣﺴﺒﻤﺎ ﺟﺎء ﻓ ﻲ اﻟﻔﺼ ﻞ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ﻣ ﻦ اﻟﺒ ﺎب اﻟﺴ ﺎﺑﻊ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ اﻟﻜﺘﺎب.
ﻣﺒﺎذل اﻟﺒﻴﺖ ،وذﻟﻚ ﺣﻴﻦ اﻗﺘﺤﻢ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﺧﻠﻮﺗﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﺑﻴﺘﻬ ﺎ ﺑﺼ ﻔﺘﻪ أﺑ ﺎ ﻟﺰوﺟﻬ ﺎ ﺑ ﺎﻟﺘﺒﻨﻲ ، ﻓﺮأي ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻣﻜﺸﻮﻓﺎ أﻣﺎم ﻋﻴﻨﻪ اﻟﻤﺤﻤﻠﻘﺔ).(٩٠ وأول ﺷﻲء أﺣﺐ أن أﺳﺎرع ﻓﺄﻗﻮﻟﻪ هﻮ أﻧﻨ ﺎ ﻟ ﻢ ﻧﺴ ﻤﻊ ﺑﻤﺜ ﻞ ﺣﺎدﺛ ﺔ اﻟﺴ ﺘﺎر ه ﺬﻩ ﻓ ﻲ أﻳ ﺔ رواﻳﺔ أﺧﺮي ﻋﻦ ذﻟﻚ اﻟﻌﻬﺪ ،ﺑﻞ إن اﻟﺴﺘﻮر ﻟﻢ ﺗﺮخ ﻓﻲ ﺑﻴﻮت اﻟﺮﺳﻮل إﻻ ﺑﻌﺪ زواﺟﻪ ﻣﻦ زﻳﻨﺐ). (٩١اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن هﺬﻩ رواﻳﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺮواﻳ ﺎت اﻟﻐﺮاﻣﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ه ﻲ ﺑ ﺎﻣﺮئ اﻟﻘ ﻴﺲ واﺑﻦ أﺑﻲ رﺑﻴﻌﺔ أﻟﻴﻖ .أﻣﺎ ادﻋﺎء إرﻓﻨﺞ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ اﻗﺘﺤﻢ ﻋﻠﻲ زﻳﻨﺐ ﺧﻠﻮﺗﻬﺎ ﻓﻠﻴﻘﻞ ﻟﻨﺎ أوﻻ ﻣﻦ أﻳﻦ ﻟﻪ ﺑﻪ ،ﻓﺈن ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺴﻠﻮك ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ أﻧﻪ ﻳﺠﺎﻓﻲ ﺧﻠﻖ اﻟﺮﺳﻮل واﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ، ﻟﻢ ﻳﺮد وﻻ ﺣﺘﻲ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺘﺎﻓﻬﺔ اﻟﺘﻲ هﻲ ﻣﺤﻞ آﻼﻣﻨﺎ اﻵن. وﺛﻤﺔ ﻧﻘﻄﺔ هﺎﻣﺔ ﺟﺪا ﻓﻲ ﻗﺼﺔ زﻳﻨﺐ هﺬﻩ هﻲ أﻧﻬﺎ وأهﻠﻬﺎ آﺎﻧﻮا ﻗﺪ رﻓﻀﻮا رﻓﻀ ﺎ ﺑﺎﺗ ﺎ أن ﺗﺘﺰوج زﻳﺪًا ،اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻜﻦ إﻻ ﻋﺒﺪًا ﻟﻠﺮﺳﻮل أهﺪﺗﻪ إﻟﻴﻪ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻋﻨﺪ زواﺟﻬﺎ ﻓﺄﻋﺘﻘ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ،ﺑﻴﻨﻤ ﺎ زﻳﻨ ﺐ ه ﻲ اﺑﻨ ﺔ ﻋﻤ ﺔ ﻣﺤﻤ ﺪ زﻋ ﻴﻢ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ وﺣ ﺎآﻤﻬﻢ ورﺳ ﻮل اﻟﺴﻤﺎء ،وأﺳ ﺮﺗﻬﺎ ﻣ ﻦ أرﻓ ﻊ أﺳ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻋ ﺰة وﻣﻜﺎﻧ ﺔ ،وﻟ ﻮﻻ أن وﺣﻴ ﺎ ﻗﺮﺁﻧﻴ ﺎ ﺷ ﺪﻳﺪ اﻟﻠﻬﺠﺔ ﻗﺪ ﻧﺰل ﻓﻲ زﻳﻨﺐ وأهﻠﻬﺎ ﻳﻌﻨﻔﻬﻢ ﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﺮﻓﺾ ﻣﺎ رﺿﻴﺖ وﻻ رﺿﻮا أﺑ ﺪا . واﻟﺸﺎهﺪ هﻨ ﺎ أن ه ﺬﻩ ه ﻲ اﻟﻤ ﺮة اﻟﻮﺣﻴ ﺪة ﺗﻘﺮﻳﺒ ﺎ اﻟﺘ ﻲ أرﻏ ﻢ ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟﺮﺳ ﻮل اﻣ ﺮأة ﻋﻠ ﻲ اﻟﺘﺰوج ﻣﻤﻦ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ) ،(٩٢ﻓﺈن اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺘﺸﺪد ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ ﺣﺘ ﻲ إن ﻓﺘ ﺎة ذهﺒﺖ إﻟﻲ اﻟﺮﺳﻮل ﺗﺸﻜﻮ ﻟﻪ ﻣﻦ أن أﺑﺎهﺎ ﻗﺪ زوﺟﻬﺎ ﻣﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﻬﺎ ﻟﻴﺮﻓﻊ ﺑ ﺬﻟﻚ اﻟ ﺰواج ﻚ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﺑﺴﺒﺐ رﻓﺾ اﻟﻔﺘﺎة ،اﻟﺘﻲ ﻋـﺎدت ﺑﻌ ﺪ ﺧﺴﻴﺴﺘﻪ ،ﻓﻔ ﱠ ﻓﺴـﺦ اﻟﻌﻘـﺪ ﻓﺄﻋﻠﻨﺖ ﻣﻮاﻓﻘﺘﻬـﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ إﻧﻬﺎ إﻧﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ذﻟﻚ ﻟﻴﻌ ﺮف اﻵﺑ ﺎء أن ﻟﺒﻨ ﺎﺗﻬﻢ إرادة ﻣﺴ ﺘﻘﻠﺔ ﻻ ﻳﺠ ﻮز ﻟﻬ ﻢ أن ﻳﺠ ﻮروا ﻋﻠﻴﻬ ﺎ). (٩٣ﺑ ﻞ إن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻧﻔﺴ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻟ ﻢ ﻳﺤﺎول ،وﻟﻮ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ،إرﻏﺎم زوﺟـﺘﻪ اﻟﺘـﻲ اﺳﺘﻌ ـﺎذت ﺑ ﺎﷲ ﻣﻨ ﻪ) وآﺎﻧ ﺖ ﺣﺪﻳﺜ ﺔ ﻋﻬ ﺪ ﺑﻜﻔﺮ( ﻋﻠﻲ اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ ﻋﺼﻤﺘﻪ ،وإﻧﻤﺎ ﺳﺮﺣﻬﺎ ﺗﺴﺮﻳﺤﺎ ﺟﻤﻴﻼ .وﻓﻀـﻼ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻓﻠﺪﻳﻨـﺎ ﻋﺘِﻘ ﺖ ،وﻋﻨﺪﺋ ﺬ أﻋﻠﻨ ﺖ أﻧﻬ ﺎ ﻻ ﺗﺮﻳ ﺪ اﻟﺒﻘ ﺎء ﻣ ﻊ زوﺟﻬ ﺎ ، ﺣﺎﻟﺔ ﺑﺮﻳﺮة ،وآﺎﻧـﺖ َأﻣَﺔ ﻓُﺄ ْ ق اﻟﺬي أﺧﺬ ﻳﺠﻮب ﺷﻮارع اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ وراءهﺎ وهﻮ ﻳﺒﻜﻲ ﻣﻦ ﻓﺮط ﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﻬﺎ ،وﻗﻠﺒﻬﺎ ﻻ ﻳﺮ ّ ) (٩٠إرﭬﻨﺞ . ١١٢ /وﻗﺪ أورد د .ﻣﺤﻤـﺪ ﺣﺴﻴﻦ هﻴﻜﻞ هﺬﻩ اﻟﻘﺼﺔ ﻓﻲ » ﺣﻴﺎة ﻣﺤﻤﺪ « )ص ٣٢٢/ ـ ( ٣٢٣ﻋﻠﻲ ﻧﺤﻮ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ هﺬا .آﻤﺎ روي ﻣﻜﺴﻴﻢ رودﻧﺴ ﻮن ه ﺬﻩ اﻟﻘﺼ ﺔ أﻳﻀ ﺎ) ص ٢٠٥ /ـ ، ( ٢٠٨وإن ﻟﻢ ﻳﺮد ﻓﻴﻬﺎ ذآﺮ ﻟﺴﺘﺎر ﺑﻞ ﻗﺎل إن زﻳﻨﺐ ﻗﺪ ﻗﺎﺑﻠﺘﻪ وهﻲ ﺷﺒﻪ ﻋﺎرﻳﺔ .وﻻ أدري آﻴﻒ واﺗﺖ زﻳﻨﺐ اﻟﺠ ﺮاءة ﻋﻠ ﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠ ﺔ اﻟﺮﺳ ﻮل ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﺑﻬ ﺬا اﻟﺸ ﻜﻞ .إن ه ﺬا َﻟ ِﺒﺴُﻠ ـﻮك ﻣﻤ ﺜﻼت أدوار اﻹﻏ ـﺮاء أﺷ ﺒﻪ .واﻧﻈ ـﺮ إﺷ ـﺎرة ﻟﻬ ـﺬا اﻷﻣـ ـﺮ ﺳﺎﺧـ ـﺮة ﻓـ ـﻲ ص ٢٧٢ /ﻣ ـﻦ آﺘـﺎب" "Comparative Religionﻟﺒﻮآﻴﻪ ) ، (A.C.Bouquetوهﻮ رﺟﻞ دﻳ ﻦ ﻧﺼ ﺮاﻧﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ. ) (٩١اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري . ١٧٧/٣/ ) (٩٢هﻨﺎك ﺣﺎﻟﺔ أﺧﺮي ﻗﺎﺑﻠﺘﻨﻲ ﻓﻲ آﺘﺐ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺘـﻲ رﺟﻌـﺖ إﻟﻴﻬﺎ ﻧﺠﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴﻼم ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻟﺪي اﻟﻌﺮوس ﻟﺘﺮﺿﻲ ﺑﻤﻦ ﺧﻄﺒﻬﺎ ﻟﻪ .واﻟﻄﺮﻳﻒ أن اﻟﺮﺟﻞ اﻟ ﺬي رﺷ ﺤﻪ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺮة هﻮ أﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ زﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎرث ! ) اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٣ج / ٦ص . ( ١٠٨ ) (٩٣اﻧﻈﺮ " ﻓﻘﻪ اﻟﺴ ﻨﺔ " ﻟﺴ ﻴﺪ ﺳ ﺎﺑﻖ . ١٣٠ / ٢ /واﻧﻈ ﺮ آ ﺬﻟﻚ اﻟﺸ ﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠ ﺪ / ٣ج / ٦ص . ١٢٢ - ١٢٠
ﻟﻪ .وﻋﺒﺜﺎ ﺣﺎول اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻟﻪ ،ﻓﻘﺪ أﺻﺮت ﻋﻠﻲ أن ﻳﻨﻔﺼﻼ ،ﻓﻜﺎن ﻟﻬﺎ ﻣﺎ أرادت). (٩٤ﻓﺄﻳﻦ ﺑﺮﻳﺮة ﻣﻦ زﻳﻨﺐ ﺳﻠﻴﻠﺔ اﻟﻌﺰ واﻟﺸﺮف ؟ وﻟﻤﺎذا ﻳﻨﺰل وﺣﻲ ﻓﻴﻬﺎ هﻲ وأهﻠﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻳﺮﻏﻤﻬﻢ ﻋﻠﻲ أن ﻳﺮﺿﻮا ﺑﺎﻟﺰوج اﻟﺬي اﻗﺘﺮﺣﻪ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻬﻢ وهﻮ ﻋﺒﺪ ﻋﺘﻴﻖ ؟ أﻻ إن ﻓﻲ اﻷﻣﺮ ﺳﺮا ﺳﻮف ﻳﻨﺠﻠﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﻨﺰل وﺣ ﻲ ﺁﺧ ﺮ ﻳ ﺮﻏﻢ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﺪورﻩ ﻋﻠﻲ أن ﻳﺘﺰوج زﻳﻨﺐ هﺬﻩ .وﻟﻜﻦ ﻓﻠﻨﻨﺘﻈﺮ ﻗﻠﻴﻼ. ﺛﻢ ﻟﻮ أن اﻟﺮﺳﻮل آﺎن ﻃﺎﻟﺐ ﺷ ﻬﻮة ﻓِﻠ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳ ﺪﺧﻞ اﻟﺒﻴ ﺖ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ رأي زﻳﻨ ﺐ ﻋﻠ ﻲ ﺗﻠ ـﻚ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺔ) ﻓﻬﻮ ﻋﻠﻲ آﻞ ﺣﺎل اﺑ ﻦ ﺧﺎﻟﻬ ﺎ( وﻳﺘ ﻮدﱠد إﻟﻴﻬ ﺎ ﻣﺘﻈ ﺎهﺮا ﺑﺄﻧ ﻪ ﻳﺮﻳ ﺪ أن ﻳﻜﻔﺮ ﻋﻦ إرﻏﺎﻣﻪ إﻳﺎهﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﺰواج ﻣﻦ زﻳﺪ ،وﺑﺨﺎﺻﺔ أن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑﻴﻦ زوﺟﻬ ﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﺎ ﺗ ﺮام ﺑﺴ ﺒﺐ إﺣﺴﺎﺳ ﻬﺎ أﻧﻬ ﺎ ﻣﻐﻤ ـﻮﻃﺔ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟ ﺰواج ،ﺛ ﻢ ﻳﺘﺨﺬه ـﺎ) أﺳﺘﻐﻔﺮ اﷲ( ﻋﺸﻴﻘﺔ ؟ وهﻲ ﺑﻌ ُﺪ ﻟﻴﺴﺖ إﻻ زوﺟﺔ ﻟﻤﻦ آ ﺎن ﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﻣ ﻦ اﻷﻳ ﺎم ﻟ ﻪ ﻋﺒ ﺪا ﻦ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳ ﺔ وﻗﺮﺑ ﻪ ﻣﻨ ﻪ ،أﻣ ﺎ ه ﻮ ﻓ ﺰﻋﻴﻢ اﻷﻣ ﺔ وﺣﺎآﻤﻬ ﺎ اﻟﻤﻄﻠ ﻖ ﻋﻠ ﻲ زﻋ ﻢ ﻓﻤ ﱠ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ،أﻣﺮﻩ ﻣﻄﺎع وﻻ ﻳﺘﻮرع ﻋﻦ ﺗﻠﻔﻴﻖ اﻟﻮﺣﻲ ﻟﺘﺴ ﻮﻳﻎ ﻣ ﺎ ﻳﺮﻳ ﺪ .إن اﻟﻘ ﺎرئ ﺖ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻪ زوﺟﺔ ﺴ َﻨ ْ ﺣُ ﻳﻤﻜﻨﻪ أن ﻳﺘﺼﻮر ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ هﺬا اﻟﺤﻞ إذا وﺿﻊ ﻓﻲ ذهﻨﻪ أن َﻣِﻠﻜًﺎ َ ﻋ ﺮْف آ ﺮﻳﻢ ،ﻓﻤ ﺎذا ﺗ ﺮاﻩ ﺧﺎدﻣﻪ أو ﺳﺎﺋﻘﻪ ﻣﺜﻼ ،وآﺎن هﺬا اﻟﻤﻠ ﻚ ﻻ ﻳﺒ ﺎﻟﻲ ﺑﺨﻠ ﻖ وﻻ ُ ﻼ إﻻ أن ﻳﺄﻣﺮهﺎ ﺑﺄن ﺗﺘﺒﻌﻪ إﻟﻲ ﻓﺮاﺷﻪ ﻓﺘﻔﻌﻞ ؟ وذﻟﻚ ﺑ ﺪﻻ ﻣ ﻦ أن ﻳﺘﺰوﺟﻬ ﺎ وﻳﻨ ﺰل ﻓﺎﻋ ً ﻓﻲ ﻧﻈﺮ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻋﻠﻴﺎﺋﻪ إﻟﻲ اﺗﺨﺎذ اﻣﺮأة ﺧﺎدﻣﻪ زوﺟﺔ ﻟﻪ .ﺛ ﻢ إن هﻨ ﺎك ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﺧﻄﻴﺮا أﺷﺪ اﻟﺨﻄﻮرة ،ﻓﺈن اﻟﻌﺮب ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ُﺗ ِﻘﺮّ ﻗﻂ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺰواج ،ﻷن اﻟﺘﺒﻨﻲ ﻓﻲ ﻧﻈﺮهﻢ آﺎن هﻮ واﻷﺑﻮة اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺷﻴﺌﺎ واﺣﺪا .وهﺬا ه ﻮ ﻟ ﺐ اﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ آﻠﻬ ﺎ ،وﻣ ﻦ ﺛﻤﺔ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﻔﻬﻢ ﺗﺮدد اﻟﺮﺳﻮل وﻋﺪم رﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ إﺗﻤﺎم هﺬا اﻟﺰواج ،آﻤﺎ هﻮ واﺿﺢ ﷲ أﺣ ﱡ س ،وا ُ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ » :وﺗﺨﺸﻲ اﻟﻨﺎ َ ﻖ أن ﺗﺨﺸﺎﻩ‹‹) ، (٩٥اﻟﺬي ﻓﻬﻤﻪ رودﻧﺴﻮن ﻋﻠﻲ أﻧﻪ إﺷﺎرة إﻟﻲ أن ﻣﺤﻤﺪا ﻗﺪ ﺧﺎف أن ﻳﻌﺮف اﻟﻨﺎس ﺗﻌﻠﻖ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺰﻳﻨﺐ ووﻗﻮﻋﻪ ﻓ ﻲ هﻮاهﺎ ﻣﻨﺬ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﻤﺰﻋﻮﻣ ﺔ) ، (٩٦ﻣ ﻊ أن ﻟ ﻪ ﺗﻔﺴ ﻴﺮًا ﺁﺧ ﺮ ﻳﺘﺴ ﻖ ﻣ ﻊ ﺗﺤﻠﻴﻠﻨ ﺎ ه ﺬا اﻟﺬي ﻧﺮاﻩ أﻗﺮب ﺗﻤﺎﻣﺎ إﻟﻲ اﻟﻤﻨﻄﻖ ،وﻻ ﻧﺪري ِﻟ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﺸﺮ إﻟﻴﻪ ﺑﻜﻠﻤﺔ واﺣ ﺪة ،وه ﻮ أن اﻟﺮﺳﻮل ﻟﻢ ﻳﺸﺄ أن ﻳﻮاﺟﻪ اﻟﻨﺎس ﺑﺄن ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺘﺰوج زﻳﻨ ﺐ .ﻟﻜ ﻦ وﺣ ﻲ اﷲ ﻳﻨﺒﻐ ﻲ أن ﻳُﺒﻠﱠﻎ ﻟﻠﻨﺎس ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﻣﺮارﺗ ﻪ ،وﺷ ﺮع اﷲ ﻻ ﺑ ﺪ أن ﻳﻄ ﱠﺒ ﻖ ﻣﻬﻤ ﺎ ﻳﺘﻌ ﺎرض ﻣ ﻊ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴ ﺪ اﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ .وﻟﻴﻜﻦ أول ﻣﻦ ﻳﻄﺒﻖ هﺬا اﻟﺘﺸ ﺮﻳﻊ ه ﻮ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻧﻔﺴ ﻪ ﻋﻠ ﻲ رﻏ ﻢ ﻣ ﺎ ﺳ ﻮف ﻳﺜﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﻟﻐ ﻂ ﻟﻤ ﺎ ﺳﻴﺴ ﺒﺒﻪ ﻟﻠﻨ ﺎس ﻣ ﻦ ﺻ ﺪﻣﺔ ﺷ ﺪﻳﺪة .أﻣ ﺎ اﻻدﻋ ﺎء ﺑ ﺄن ﻧﻈ ﺮة واﺣ ﺪة ﻣﺒﺎﻏﺘﺔ ﻟﺰﻳﻨﺐ ،وﻟﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﻗﺪ اﺳﺘﻜﻤﻠﺖ ارﺗ ﺪاء ﻣﻼﺑﺴ ﻬﺎ ،ﻗ ﺪ زﻟﺰﻟ ﺖ ﻗﻠ ﺐ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻓﻤ ﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺟﺪا ﻗﺒﻮﻟ ﻪ .ﻟﻤ ﺎذا ؟ ﻷن اﻟﺮﺳ ﻮل ه ﻮ اﻟ ﺬي أرﻏﻤﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻟ ﺰواج ﻣ ﻦ زﻳ ﺪ ، وآﺎن ذﻟﻚ ﻣﻨﺬ وﻗﺖ ﻗﺮﻳﺐ .ﻓﻤﺎ اﻟﺬي ﺗﻐﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺪة اﻟﻘﺼﻴﺮة ﺟﺪا ﺣﺘﻲ ﺗ ﺮج آﻴﺎ َﻧ ﻪ ﻧﻈ ﺮ ٌة إﻟﻴﻬ ﺎ ؟ ﻟ ﻮ أﻧ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻟ ﻢ ﻳﺮه ﺎ ﻣﻨ ﺬ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬ ﺎ ﺛ ﻢ ﻓ ﻮﺟﻲء ﺑﻬ ﺎ اﻣ ﺮأة ﺤ ﺪِث ﻣ ﻦ اﻟﺘﻐﻴﻴ ﺮات ﻓ ﻲ ﻧﺎﺿ ﺠﺔ اﻷﻧﻮﺛ ﺔ ﻟﻘﻠﻨ ﺎ :ه ﺬا ﻣﻌﻘ ﻮل ،ﻓ ﺈن ﻓﺘ ﺮة اﻟﻤﺮاهﻘ ﺔ ُﺗ ْ اﻟﻔﺘﻴﺎت اﻷﻋﺎﺟﻴﺐ .أﻣﺎ أن ﺗﺘﻐﻴﺮ اﻣﺮأة ﻧﺎﺿﺠﺔ ﻓﻌﻼ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺰﻣﻦ اﻟ ﻮﺟﻴﺰ ﻓﻬ ﻮ ﻏﻴ ﺮ ) (٩٤اﻧﻈﺮ» رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ« ، ٩٣ – ٩٢/و اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٣ج / ٦ص . ١٥٢ ) (٩٥اﻷﺣﺰاب . ٣٧ / ) (٩٦رودﻧﺴﻮن . ٢٠٧ – ٢٠٦ /
ﻣﻌﻘﻮل ،وﺑﺎﻟﺬات إذا ﻋﺮﻓﻨﺎ أن زﻳﻨﺐ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ راﺿ ﻴﺔ ﻋ ﻦ زوﺟﻬ ﺎ وداﺋﻤ ﺎ ﺗﻌ ّﻴ ﺮﻩ ﺑﺄﻧﻬ ﺎ أﺷ ﺮف ﻣﻨ ﻪ ،ﻷن ﻣﺜ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺰوﺟ ﺔ ﻻ ﺗﺠ ﺪ ﻓ ﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬ ﺎ اﻟﺰوﺟﻴ ﺔ داﻓﻌ ﺎ إﻟ ﻲ اﻻهﺘﻤ ﺎم ﺑﺸﻜﻠﻬﺎ أو ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ أو زﻳﻨﺘﻬﺎ ،وهﻲ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﺗﺠﻌﻠﻬ ﺎ ﺗﺒ ﺪو ﺟﻤﻴﻠ ﺔ إذا ﻟ ﻢ ﺗﻜﻦ آﺬﻟﻚ ،أو ﺗﺰﻳﺪهﺎ ،إن آﺎﻧﺖ ،ﺟﻤﺎﻻ ﻓﻮق ﺟﻤﺎل. إن اﻟﻘﺼﺔ ﺗﻤﻀﻲ ﻓﺘﻘﻮل إن ﻣﺤﻤﺪا ﻋﻠﻴ ﻪ أﻓﻀ ﻞ اﻟﺼ ﻼة وأزآ ﻲ اﻟﺴ ﻼم ،ﻋﻨ ﺪﻣﺎ وﻗ ﻊ ﺑﺼﺮﻩ ﻋﻠﻴﻬﺎ وهﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﺗﻠﻚ ،ﻗﺪ اﻧﺼﺮف ﻣﻦ ﻓﻮرﻩ وهﻮ ﻳﺮدد » :ﺳﺒﺤﺎن ﻣﻘﻠﺐ اﻟﻘﻠﻮب ! « .ﻓﻘﻒ ﻣﻌﻲ هﻨﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﻘﺎرئ وﻗﻞ ﻟﻲ :ﻋ ﻼم ﺗ ﺪل ه ﺬﻩ اﻟﻌﺒ ﺎرة ؟ أﻻ ﺗ ﺪل ، ﺣﺘﻲ ﺑﻔ ﺮض ﺻ ﺤﺔ ه ﺬﻩ اﻟﺮواﻳ ﺔ ،ﻋﻠ ﻲ أن اﻹﻳﻤ ﺎن ﺑ ﺎﷲ آ ﺎن ﻳﻤ ﻸ ﻗﻠ ﺐ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم ،وأﻧﻪ آﺎن ﻳﺮي رﺑﻪ ﻣﻄﻠﻖ اﻟﻤﺸﻴﺌـﺔ ؟ ُﺗﺮَي أهﺬﻩ ﻣﺸﺎﻋﺮ دﺟﺎل ﻳﺰﻋﻢ آ ﺬﺑﺎ أﻧ ﻪ ﻣﺘﺼ ﻞ ﺑ ﺎﷲ ﻳﺄﺗﻴ ﻪ اﻟ ﻮﺣﻲ ﻣ ﻦ ﻟﺪﻧ ﻪ ﺑﻴﻨﻤ ﺎ ه ﻮ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ﻳﻠﻔ ﻖ ه ﺬا اﻟ ﻮﺣﻲ ﻟﻴﺤﻘ ﻖ ﺑ ﻪ ﺷﻬﻮاﺗﻪ ؟ ﻋﻠﻲ أﻳﺔ ﺣﺎل ﻟﻘﺪ رﺟﻊ ﻣﺤﻤﺪ ،ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻲ هﺬﻩ اﻟﺮواﻳﺔ ،وﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮ وﻟﻮ ﻟﺤﻈﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﺧﻮل ﻋﻠﻲ زﻳﻨﺐ ﺑﺮﻏﻢ أن اﻟﺒﻴﺖ آﺎن ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ .إن رد اﻟﻔﻌ ﻞ اﻟﻄﺒﻴﻌ ﻲ هﻨ ﺎ ، ﻣﺎدام ﻣﺤﻤﺪ أﺳﻴﺮًا ﻟﺸ ﻬﻮﺗﻪ آﻤ ﺎ ﺗﺼ ﻮرﻩ آﺘﺎﺑ ﺎت اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ ،ه ﻮ أن ﻳ ﺪﺧﻞ وﻳﻨﻔ ﺮد ﺑﻤﻦ زﻟﺰﻟﺖ آﻴﺎﻧﻪ ،ﺣﺘﻲ ﻟﻮ آﺎن آﻞ ﻣﺎ ﺳﻴﻔﻮز ﻣﻨﻬﺎ ﺣﻴﻨﺬاك هﻮ ﻣﺠﺮد اﻷﻧﺲ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﻬﺎ ﺳﺎﻋﺔ و َﻣﻞْء اﻟﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ إﻟﻲ أن ﻳﻌﻮد اﻟﺰوج اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج. وﻟﻨﻔﺘﺮض أن ﻣﺤﻤﺪا ﻗﺪ أﺧﻄﺄ ﺧﻄﺄ اﻟﻌﻤ ﺮ ﺣ ﻴﻦ ﺗ ﺮك ه ﺬﻩ اﻟﻔﺮﺻ ـﺔ اﻟﻐﺎﻟﻴ ﺔ ﺗﻔﻠ ﺖ ﻣﻨ ﻪ ﻓﺎﻧﺼﺮف ﺑﺪﻻ ﻣﻦ أن ﻳﺪﺧﻞ ،ﻓِﻠ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﻬﺘﺒﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺮﺻ ﺔ اﻷﺧ ﺮي اﻟﺘ ﻲ ﻗ ﺪﻣﻬﺎ إﻟﻴ ﻪ ﻓ ﻲ ج اﻟﺴﺎذج اﻟﺴﺎدر ﻓﻲ ﺣﺐ ﺳﻴﺪﻩ ﻏﻔﻠﺔ ﻣﻨﻪ وﺣﻤﻘ ﺎ ،أﺳﺘﻐﻔ ـﺮ اﷲ، ﻣﻨﺪﻳﻞ ﻣﻦ ﺣﺮﻳ ٍﺮ اﻟﺰو ُ ﺣﻴﻦ أﺗﻲ إﻟﻴﻪ ﺗ ّﻮ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﺎﻟﺤﺎدﺛ ﺔ وﻋ ﺮض ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑ ﺈﺧﻼص اﻟﺴ ﺬّج وﺣ ﺮارة اﻟﺤﻤﻘ ﻲ أن ﻳﺘﻨﺎزل ﻟﻪ ﻋﻦ زوﺟﺘﻪ ،اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﻗﻠﺒـﻪ ﻣﻮﻗﻌﺎ؟ ﻟﻘﺪ آﺎن ﺟﻮاب اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠ ﻲ ه ﺬا ﻖ اﻟﱠﻠ ﻪ « .أﺗ ﺮاﻩ آ ﺎن ﻳﺘ ﺮدد ﺧﻮﻓ ﺎ ﻣ ﻦ آ ﻼم ﻚ وا ﱠﺗ ِ ﺟ َ ﻚ َز ْو َ ﻚ ﻋﻠ ْﻴ َ ﺴ ْ اﻟﻌﺮض هﻮ » َ:أ ْﻣ ِ اﻟﻨﺎس ،ﺣﺘﻲ إذا ﻣﺎ ﺗﻬﻴﺄ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻏﻀﺎﺿ ﺔ ﻓ ﻲ ﻗﺒ ﻮل اﻟﻌ ﺮض ؟ ﻟﻜ ﻦ ﺳﺮﱠا ﺑﻴﻦ أﻃﺮاف هﺬا اﻟﻤﺜﻠ ﺚ ﻓﻠ ﻢ ﻳﺒﻠ ﻎ ﺁذان اﻟ ﺮأي اﻟﻌ ﺎم ،وﻟ ﻢ ﻳﺘﻬﻴ ﺄ هﺬا اﻷﻣﺮ ﻗﺪ ﻇﻞ ِ ﻣﻦ ﺛﻤﺔ هﺬا اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم ﻟﺬﻟﻚ اﻷﻣ ﺮ اﻟﺠﻠ ﻞ .ﺛ ﻢ أﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ أﻓﻀ ﻞ ﻣ ﻦ ه ﺬا آﻠ ﻪ وأﺳ ﺮع وأﺑﻠﻎ ﺑﻤﺤﻤﺪ إﻟﻲ ﻏﺮﺿﻪ وﺷﻬﻮﺗﻪ أن ﻳﺘﻔﺎهﻢ ﻣﻊ زوﺟﺔ ﻋﺒﺪﻩ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠ ﻲ ﺗﺮﺗﻴ ﺐ ﻟﻘ ﺎء ﺳﺮي ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ آﻠﻤﺎ ﺳﻨﺤﺖ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ وﺟﻊ اﻟﺪﻣﺎغ هﺬا واﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺘﺎهﺎت اﻟﻤﻌﻘﺪة واﻟﺘﻌﺮض ﻷﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺎس ؟ أم ﺗﺮاﻩ ﺣﻴﻦ أﺧﻄﺄ وأﻓﻠﺖ ﻓﺮﺻﺔ اﻟﺨﻠﻮة ﺑﻬﺎ ﻗﺪ ﻓﺎﺗ ﻪ أﻳﻀﺎ أن ﻳﻠﺠﺄ إﻟﻲ ﺣﻴﻠﺔ داود ﻋﻠﻲ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﺮوﻳﻪ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس ،اﻟﺬي ﻳ ﺘﻬﻢ ه ﺆﻻء ﺴ ﻬﻢ ﺳ ﻴﺪَﻧﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﺑﺎﻟﺴ ﺮﻗﺔ ﻣﻨ ﻪ ،ﻓﻴﺮﺳ ﻞ زﻳ ﺪًا ﻓ ﻲ ﻏ ﺰوة ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻮن أﻧﻔ ُ اﻟﻐﺰوات اﻟﻤﻬﻠﻜﺔ ﺑﻌﺪ اﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ واﺣﺪ ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻐﺎرون ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻲ أن ﻳﻀﻌﻪ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﺼﻔﻮف ﻋﺮﺿﺔ ﻟﺮﻣﺎح اﻷﻋﺪاء وﺳﻬﺎﻣﻬﻢ وﺳﻴﻮﻓﻬﻢ آ ﻲ ﻳﻤ ﻮت ،ﺑﺎﻟﻀ ﺒﻂ آﻤﺎ ﻓﻌﻞ داود ﻣﻊ أورﻳﺎ ﻗﺎﺋﺪﻩ اﻟﻤﻘﺮب إﻟﻴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ وﻗﻊ ﻟﻪ ﺷ ﻲء ﻣﺸ ﺎﺑﻪ ﻟﻤ ﺎ وﻗ ﻊ ﻟﻤﺤﻤ ﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺴﺐ هﺬﻩ اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﻤﻠﻔﻘﺔ ،ﻋﻠﻲ رﻏﻢ أﻧﻪ ،ﻋﻠﻲ ﻋﻜ ﺲ ﻣﺤﻤ ﺪ ،ﻗ ﺪ أروي ﻏﻠﺘ ﻪ ﻣ ﻦ اﻣ ﺮأة ه ﺬا اﻟﻘﺎﺋ ﺪ ﻗﺒ ﻞ أن ﻳﺮﺳ ﻠﻪ إﻟ ﻲ اﻟﺤ ﺮب ﻟﻴﻤ ﻮت هﻨ ﺎك وﻳﺨﻠ ﻮ ﻟ ﻪ ﺑ ﺬﻟﻚ وﺟ ﻪ اﻟﺰوﺟﺔ ؟ ﻟﻘﺪ ﻓﻌﻞ داود هﺬا ﺑﻘﺎﺋﺪﻩ اﻟﻤﻘﺮب إﻟﻴﻪ ،ﻓﻠﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻊ ﻋﺒ ﺪﻩ اﻟﺴ ﺎﺑﻖ ؟ إن اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺳﺎﺑﻖ ﻷهﻮن أﻟﻒ ﻣﺮة ﻣﻦ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﺪ ﻟﻪ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﻣﺜﻞ أورﻳﺎ). (٩٧أم ﺗ ﺮاﻩ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﺴ ﺮق ﻣ ﻦ اﻟﻴﻬ ﻮد إﻻ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻄﻴﺒﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﻒ ﻋﻦ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺸﺮﻳﺮة ؟ ﻋﻠﻲ أﻧﻨﻲ ﻣﺎزﻟﺖ أري أن ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ أن ﻳﻜﻮن اﻷﻣﺮ ﻗﺪ ﺗﻢ ﻋﻠﻲ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺬي ﺗﺰﻋﻤﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﻤﺘﻬﺎﻓﺘﺔ ،ﻓﻘﺪ آﺎﻧﺖ ﻋﻼﻗ ﺔ اﻟﺤ ﺐ اﻟﻤﺘﺒﺎدﻟ ﺔ ﺑ ﻴﻦ ﻣﺤﻤ ﺪ وزﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺘﺎﻧ ﺔ واﻟﻌﻤﻖ واﻟﺮﺳﻮخ ﺣﺘﻲ إن زﻳﺪا ﻓﻲ ﺻﺒﺎﻩ ﻗﺪ ﻓﻀﻠﻪ ﻋﻠﻲ أﺑﻴﻪ وأﻣﻪ وآﻞ أهﻠﻪ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻟ ﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺪ رﺁهﻢ ﻣﻨﺬ اﺧ ُﺘﻄِﻒ وﺑِﻴ َﻊ َﺑ ْﻴ َﻊ اﻟﻌﺒﻴﺪ وﺗﻘﺎذﻓﺘﻪ اﻟﻤﻘﺎدﻳﺮ ﺣﺘﻲ اﺳﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﻳﺪ ﻣﺤﻤ ﺪ ، ورﻓﺾ أن ﻳﺮﺟﻊ ﻣﻌﻬﻢ ﺣﻴﻦ ﺧﻴﺮﻩ اﻟﻨﺒﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﺒﻘﺎء ﻣﻌﻪ أو اﻟﺬهﺎب ﻣ ﻊ أهﻠ ﻪ ). (٩٨وﻟ ﻢ ﻦ إﻟﻲ أهﻠﻪ ﻣﺮة .ﺗﺮي أﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺒﻠﻎ اﻟﺤﺐ ﻣ ﻦ ﻗﻠﺒ ﻪ ه ﺬا ُﻳ ْﺆﺛَﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻗﻂ أﻧﻪ ﺣ ﱠ اﻟﻤﺒﻠﻎ اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﻟﻮ أﻧﻪ ﺷﺎم ﻣﻦ ﻣﺤﻤﺪ رﻳﺒﺔ ﻋﻠﻲ ﻣﺪي هﺬﻩ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ؟ أم ﺗﺮي آﺎن ﻳﺒﻘﻲ ﺑﻌﺪ هﺬﻩ اﻟﺤﺎدﺛﺔ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻮ أن ﻣﺠﺮد ﺻﺪي هﺎﺟﺲ ﺧﺎﻓﺖ ﻗ ﺪ ﻋﺒ ﺮ ﻗﻠﺒﻪ ؟ أم ﺗﺮي ﻣﺤﻤﺪا ،وهﺬﻩ أﺑﻮّﺗﻪ ﻟﺰﻳﺪ اﻟﺬي رﺑﺎﻩ ﻋﻠﻲ ﻳﺪﻳﻪ وﺳﻘﺎﻩ ﻣﻦ آ ﺆوس ﺣﻨﺎﻧ ﻪ اﻟﺼﺎﻓﻴﺔ ﻣﻨﺬ آﺎن ﺻﺒﻴﺎ ﺣﺘﻲ أﺻﺒﺢ اﻵن رﺟﻼ ﻓﺄرﻏﻢ ﺑﻨﺖ ﻋﻤﺘﻪ ه ﻮ اﻟ ﺰﻋﻴﻢ واﻟﺤ ﺎآﻢ اﻟﻤﻄﻠﻖ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻋﻠﻲ اﻟﺰواج ﻣﻦ هﺬا اﻟﻌﺒﺪ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﻐ ﺮام اﻟﻤﺸﺘﻌﻞ ﻓﺠﺄة ﻣﻊ زوﺟﺔ اﺑﻨﻪ ؟ أم ﺗﺮاﻩ ،ﺑﺎﻓﺘﺮاض ﺻﺤﺔ وﻗﻮﻋﻪ ﻓﻲ هﻮاهﺎ ﻣﻦ ﻣﺠﺮد ﻧﻈﺮة ﻋﺎﺑﺮة ،آﺎن ﻳﺮﺿﻲ أن ﻳﺘﺰوﺟﻬﺎ ﻟﻮﻻ أﻣﺮ اﻟﺴﻤﺎء ﻟﻪ ﺑ ﺄن ﻳﻜ ﻮن أول ﻣ ﻦ ﻳﻄﺒ ﻖ ذﻟﻚ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻴﺤﻄﻢ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻟﺠﺎهﻠﻲ اﻟﺬي آﺎن َﻳ ُﻌﺪّ اﻻﺑﻦ ﺑﺎﻟﺘﺒﻨﻲ ﻣﺜ ﻞ اﻻﺑﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎ ؟ ﻋﻠﻲ أن هﻨ ﺎك ﺷ ﻴﺌﺎ ﻓ ﺎت ه ﺆﻻء اﻟﻤﺴ ﺎرﻋﻴﻦ إﻟ ﻲ ﺗﺼ ﺪﻳﻖ آ ﻞ ﻣ ﺎ ﻣ ﻦ ﺷ ﺄﻧﻪ أن ﻳﻠﻄ ﺦ ﺳﻤﻌﺔ اﻟﺮﺳﻮل اﻷﻋﻈﻢ ﻣﺤﻤ ﺪ ،وه ﻮ أن ﺗﻠ ﻚ اﻟﺮواﻳ ﺔ اﻟﻤﺘﻬﺎﻓﺘ ﺔ ﺗﻘ ﻮل إن زواج ﻣﺤﻤ ﺪ ﻣﻦ زﻳﻨﺐ ﺑﻌﺪ ﻃﻼﻗﻬﺎ ﻣﻦ زﻳﺪ ﻗﺪ أﺛﺎر زوﺑﻌﺔ ﺷ ﺪﻳﺪة ﻷن اﻟﻨ ﺎس ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻌﻮا ﺑﺴ ﻬﻮﻟﺔ أن ﻳﻬﻀﻤﻮا زواج رﺟﻞ ﻣﻦ ﻣﻄﻠﻘﺔ اﺑﻨﻪ ،ﺣﺘ ﻲ ﻟ ﻮ آ ﺎن اﺑﻨ ﺎ ﺳ ﺎﺑﻘﺎ ﺑ ﺎﻟﺘﺒﻨﻲ .أﻓﻠ ﻢ ﻳﻜ ﻦ اﻟﻤﻨﻄﻘﻲ إذن أﻻ ﻳﻔﻜﺮ زﻳﺪ ﻓﻲ ﻋﺮض ﺗﻄﻠﻴﻖ زوﺟﺘﻪ ﻋﻠﻲ أﺑﻴﻪ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻴﺘﺰوﺟﻬﺎ ﻣﺎ دام اﻟﻨ ﺎس آ ﺎﻧﻮا ﻳﺴ ﺘﻨﻜﺮون ﻣﺜ ﻞ ه ﺬا اﻟ ﺰواج إﻟ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺪرﺟ ﺔ اﻟﻌﻨﻴﻔ ﺔ ؟ ﺛ ﻢ أﻟ ﻴﺲ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻨﻄﻘﻲ أن ﻧﻨﻜﺮ ﻧﺤﻦ إﻣﻜﺎن ﺣﺪوث ذﻟﻚ ؟ ﺛﻢ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ! ﻟﻘ ﺪ آﺎﻧ ﺖ زوﺟ ﺔ ﻏﻴ ﻮرًا ،وﻟ ﻮ أﻧﻬ ﺎ أﺣﺴ ﺖ ﺑﺸ ﻲء ﻳﺤ ﺎك ﻓ ﻲ اﻟﺨﻔ ﺎء ﻟﻤ ﺎ ﺳﻜﺘﺖ .وﻟﻘﺪ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻳﻘﻮل ﻋﻦ رﺟﻞ ﺟ ﺎء إﻟ ﻲ ﺑﻴﺘ ﻪ ﻓ ﻲ أﻣ ﺮ ﻣ ﺎ » :ﺑ ﺌﺲ ﺶ ﻟﻪ وأﻻن اﻟﻜﻼم ﻟﻢ ﺗﺴﻜﺖ ﻋﻠﻲ ذﻟﻚ رﻏﻢ ﺗﻔﺎه ﺔ أﺧﻮ اﻟﻌﺸﻴﺮ هﻮ « ! ،ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎﺑﻠﻪ وه ّ اﻷﻣﺮ ورﻏﻢ أن هﺬﻩ هﻲ اﻟﻤﺮة اﻟﻮﺣﻴﺪة ) ﻓﻴﻤﺎ ﻧﻌﺮف( اﻟﺘﻲ وﻗﻊ ذﻟﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم وﺳ ﺄﻟﺘﻪ ﻋ ﻦ ﺳ ﺮ ه ﺬا اﻟﺘﻨ ﺎﻗﺾ اﻟﺘّﺎﻓ ﻪ). (٩٩ﻓ ﺄﺣﺮي ﺑﻬ ﺎ هﻨ ﺎ أﻻ ﺗﺴ ﻜﺖ ﻟ ﻮ ﺷﻌﺮت ﺑﺸ ﻲء ﻣﻤ ﺎ ﻳﺘﻘﻮﻟ ﻪ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻮن .ﻟﻜ ﻦ آ ﺎن ﻟﻌﺎﺋﺸ ﺔ اﻟﺠﺮﻳﺌ ﺔ ذات اﻟ ﺪﻻل ﻋﻠ ﻲ ) (٩٧اﻧﻈﺮ ،ﻓﻲ ﻗﺼﺔ داود وأورﻳﺎ ،اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس /ﺻﻤـﻮﺋﻴﻞ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ٢ / ١ /ـ . ٢٧واﻗ ﺮأ ﻓ ﻲ ﺗﻔﻨﻴﺪي ﻟﻬﺎ آﺘﺎﺑﻲ » اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن واﻟﻘﺮﺁن« . ١٣٠ / ) (٩٨اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم ، ٢٣١ – ٢٣٠/١/و إرﻓﻨﺞ. ٣٤ / ) (٩٩اﻧﻈﺮ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻘﺼﺔ ﻣﺜﻼ "اﻟﻤﻮﻃﺄ" . ٩٦/ ٣١/
رﺳـﻮل اﻟﻠـﻪ رأي ﺁﺧﺮ ،إذ ﻗﺎﻟﺖ :ﻟﻮ آﺎن رﺳ ﻮل اﷲ آﺎﺗﻤ ﺎ ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻟﻜ ﺘﻢ ه ﺬﻩ). (١٠٠ذﻟ ﻚ أﻧﻬﺎ آﺎﻧ ﺖ ﺗ ﺪرك ﺗﻤ ﺎم اﻹدراك ﻓﺪاﺣ ﺔ اﻟﺼ ﺪﻣﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺳ ﻴﺨﻠّﻔﻬﺎ زواج رﺳ ﻮل اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم ﻣﻦ زﻳﻨﺐ آﻤﺎ ﻣﺮ ﺑﻴﺎﻧﻪ. ﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻳﺘﺒ ﻴﻦ ﻟﻨ ﺎ أن اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮق اﻟﺒﺮﻳﻄ ﺎﻧﻲ ﻣ ﻮﻧﺘﺠﻤﺮي وات آ ﺎن ﻋﻠ ﻲ ﺣ ﻖ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ اﺗﻔﻖ رأﻳﻪ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻣﻊ ﺁراء اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻟﻤﻌﺎﺻ ﺮﻳﻦ ،وأﻧ ﻪ ﻻ ﻣﻌﻨ ﻲ ﻻﺳ ﺘﻐﺮاب ﻣﻜﺴﻴﻢ رودﻧﺴﻮن رأي رﺻﻴﻔﻪ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ هﺬا). (١٠١ﺛﻢ ﻓﻠﻨﻔﺘﺮض أن وﻗﺎﺋﻊ اﻟﻘﺼﺔ آﻠﻬﺎ ﺻﺤﻴﺤﺔ ،ﻓﻤﺎ اﻟﺬي ﻳﺆﺧﺬ ﻋﻠﻲ اﻟﺮﺳﻮل ﻓﻴﻬﺎ ؟ أﻳﺆﺧﺬ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻧﻈ ـﺮﻩ وﻗ ﻊ ﻋﻔ ﻮا ﻋﻠ ﻲ زﻳﻨﺐ ﻓﻜﺎن ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺄﺛﻴﺮﻩ ﻋﻠﻲ ﻗﻠﺒﻪ ؟ أم ﻳﺆﺧﺬ ﻋﻠﻴﻪ أﻧﻪ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ أن ﻳﺪﺧﻞ اﻧﺼﺮف وه ﻮ ﻳﺘﻤ ﺘﻢ » :ﺳ ﺒﺤﺎن ﻣﻘﻠ ﺐ اﻟﻘﻠ ﻮب « ؟ أم ﻳﺆﺧ ﺬ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻧﻬﻴ ﻪ زﻳ ﺪًا أن ﻳﻄﻠ ﻖ زوﺟﺘ ﻪ ﻣ ﻦ ﻖ اﻟﱠﻠ ﻪ « ؟ أم ﻳﺆﺧ ﺬ ﻋﻠﻴ ﻪ أﻧ ﻪ ﺗ ﺰوج ﻚ واﺗ ِ ﺟ َ ﻚ َز ْو َ ﻋَﻠ ْﻴ َ ﻚ َ ﺴ ْ أﺟﻠﻪ) ،(١٠٢وﻗﻮﻟﻪ ﻟﻪ» :أ ْﻣ ِ زﻳﻨﺐ زواﺟﺎ ﺷﺮﻋﻴﺎ ﺑﻌﺪ أن ﻃﻠﻘﻬﺎ زوﺟﻬﺎ ﺑﻤﻞء إرادﺗﻪ وﺣﺮﻳﺘﻪ ؟ أﻻ ﻳﺮي اﻟﻘ ﺎرئ أن اﻷﻣﺮ آﻠﻪ ﻋﺮاك ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺘﺮك ،وأن ﻣﺎ ﻳﺘﻘﻮﻟﻪ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن إﻧﻤﺎ هﻮ ﺿﺠﺔ ﻓﺎرﻏ ﺔ ،وأن اﻵﻳﺔ ﻣﺤﻞ اﻟﻨﻘﺎش ﻟﻴﺴﺖ إﻻ وﺣﻴﺎ إﻟﻬﻴﺎ ﻧﺰل ﻳﺄﻣﺮ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﺑﺄن ﻳﻜﻮن أول ﻣﻦ ﻳﻄﺒﻖ ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﺠﺪﻳﺪ؟ وﻣﻦ دﻻﺋﻞ ﺻﺪﻗﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻓﻲ دﻋﻮﺗﻪ أﻧﻪ آﺎن أول اﻟﻨﺎس وأﺷ ﺪهﻢ اﻟﺘﺰاﻣ ﺎ ﺑﻤﺒ ﺎدئ اﻹﺳ ﻼم ﻋﻘﻴ ﺪة وﻋﺒ ﺎدة وﺗﺸ ﺮﻳﻌﺎ .إن إﻳﻤﺎﻧ ﻪ ﺑﺮﺑ ﻪ وﺷ ﻌﻮرﻩ ﺑﻘﺪرﺗ ﻪ وﻋﻈﻤﺘ ﻪ وﻣﺠ ﺪﻩ ورﺣﻤﺘﻪ وﻧﻌﻤﻪ وأﻧﻪ ﻣﺤﺎﺳﺐ ﻋﺒﺎدﻩ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻠﻲ ﻣﺎ اﻗﺘﺮﻓﺖ أﻳﺪﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ أو ﺷﺮ آﺎن ُﻳ ْﻔﻌِﻢ ﻋﻘﻠﻪ وﻗﻠﺒﻪ وﺿﻤﻴﺮﻩ ،وﻳﻨ ﺒﺠﺲ داﺋﻤ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻟﺴ ﺎﻧﻪ ﻓ ﻲ آ ﻞ ﺳ ﺎﻋﺔ .ﻟﻘ ﺪ آ ﺎن ﻳﺪﻋﻮ داﺋﻤﺎ رﺑﻪ ﻓﻲ آﻞ وﻗﺖ وﻓﻲ آﻞ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ :ﻓﻬﻮ إذا اﺳﺘﻴﻘﻆ دﻋ ﺎﻩ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ ﺑﻤ ﺎ ﻳ ﺪل ﻋﻠ ﻲ ﺗﻘ ﺪﻳﺮﻩ ﻧﻌﻤ ﺔ اﻟﺤﻴ ﺎة ﻟﻴ ﻮم ﺟﺪﻳ ﺪ ،وإذا أﺧﻠ ﺪ إﻟ ﻲ ﻓﺮاﺷ ﻪ دﻋ ﺎﻩ ﻋ ﺰ وﺟ ﻞ دﻋ ﻮة اﻟﻤﻄﻤﺌﻦ إﻟﻴ ﻪ اﻟﻤﺴ ﻠﻢ ﻟ ﻪ ﻧﻔﺴ ﻪ وآ ﻞ آﻴﺎﻧ ﻪ .وه ﻮ إذا هﻄ ﻞ اﻟﻤﻄ ﺮ دﻋ ﺎ ،وإذا آﺴ ﻔﺖ اﻟﺸﻤﺲ أو ﺧﺴ ﻒ اﻟﻘﻤ ﺮ ﺻ ﻠﻲ ودﻋ ﺎ ،وإذا أﺟ ﺪﺑﺖ اﻟﺴ ﻤﺎء ﺻ ﻠﻲ ودﻋ ﺎ ،وإذا ﺳ ﺎﻓﺮ ﺞ َﻟﺒﱠﻲ ورددت ﺗﻠﺒﻴ َﺘ ﻪ اﺑﺘﻬﻞ إﻟﻲ رﺑﻪ ،وإذا ﻋﺎد رﻓﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﺑﺎﻟﺤﻤﺪ واﻟﺸﻜﺮان ،وإذا ﺣ ﱠ ل واﻟﻔﺠﺎج واﻟﻮهﺎد .وهﻮ ﻻ ﻳﻨﺴﻲ رﺑﻪ وﻻ ﻳﻜﻒ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻋﻦ اﻟﻠﻬﺞ ﺑﺬآﺮﻩ ﻓﻲ ﺳ ﻠﻢ اﻟﺠﺒﺎ ُ أو ﺣﺮب .وهﻮ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻠﻤﻮﺗﻲ وﻳﺪﻋﻮ ﻟﻸﺣﻴﺎء ﻓﻲ ﺿﻮء اﻟﻨﻬﺎر وﻓﻲ ﺟ ﻮف اﻟﻠﻴ ﻞ .ﻟﻘ ﺪ ﺳﺒْﺤﺎن اﻟﺬي ﺳﺨﺮ ﻟﻨﺎ هﺬا ،وﻣﺎ ُآﻨّﺎ آﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم إذا رآﺐ داﺑﺘﻪ هﺘﻒ » ُ ﻟﻪ ُﻣ ْﻘﺮِﻧﻴﻦ ،وإﻧﺎ إﻟﻲ رﺑﱢﻨﺎ ﻟﻤﻨﻘﻠﺒ ﻮن .اﻟﻠﻬ ﻢ إ ّﻧ ﺎ ﻧﺴ ﺄﻟﻚ ﻓ ﻲ ﺳ ﻔﺮﻧﺎ ه ﺬا اﻟ ِﺒ ﱠﺮ واﻟﺘﻘ ﻮي ، ) (١٠٠اﻟﺒﺨﺎري . ٢٨١ / ٤١/ ) (١٠١اﻧﻈﺮ رودﻧﺴﻮن . ٢٠٧/ ) (١٠٢هﺬا ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻴـﻪ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗـﻮن ،أﻣﺎ اﻟﺮواﻳـﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤ ـﺔ ) آﻤ ﺎ ﻓ ﻲ ﺗﻔﺴﻴ ـﺮ اﻟﻄﺒ ـﺮي واﻟﺰﻣﺨﺸ ﺮي ﻣﺜﻼ ﻟﻬﺬﻩ اﻵﻳﺔ ( ﻓﺘﻘﻮل إن زﻳﺪا ذهـﺐ إﻟﻲ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم وﻋ ﺮض ﻋﻠﻴ ﻪ أن ﻳﻔﺎرﻗﻬ ﺎ ،ﻓﻬﺘ ﻒ ﺑﻪ » :أراﺑﻚ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲء ؟ « ،ﻓﻘﺎل ﻟﻪ» :ﻻ واﷲ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻣ ﺎ راﺑﻨ ﻲ ﻣﻨﻬ ـﺎ ﺷ ـﻲء وﻻ رأﻳ ﺖ إﻻ ﺧﻴ ـﺮا ،وﻟﻜﻨﻬ ـﺎ ﺗﺘﻌﻈ ـﻢ ﻋﻠ ﻲ ﻟﺸ ﺮﻓﻬﺎ وﺗ ﺆذﻳﻨﻲ « ،ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ اﻟﺮﺳ ﻮل » :اﺗ ﻖ اﷲ وأﻣ ـﺴﻚ ﻋﻠﻴ ﻚ زوﺟﻚ « ،ﻓﺄﻣﺴﻜﻬﺎ زﻳﺪ ،وﻟﻜﻦ ﺗﻌﺎﻇﻤﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﺷﺘﺪ ﺣﺘﻲ ﻧﻔﺪ ﺻﺒﺮﻩ ﻓﻄﻠﻘﻬﺎ ...إﻟﺦ .ﻓ ﺎﻧﻈﺮ اﻟ َﻔ ﺮْق واﻓﻬﻢ اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺘﺤﺮﻳﻒ .وأﺻﻞ اﻟﺮواﻳﺔ ،آﻤﺎ ﺗﺮي ،ﻳﺆآﺪ ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎﻩ ﻗﺒﻼ ﻣﻦ أن زﻳﺪا ﻟﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻟﻴﺠﺮؤ ﻋﻠﻲ أن ﻳﻌﺮض ﻋﻠﻲ اﻟﺮﺳﻮل اﻟﺰواج ﻣﻦ زﻳﻨﺐ .
ﻋ ّﻨ ﺎ ُﺑ ْﻌ ﺪﻩ .اﻟﻠﻬ ﻢ أﻧ ﺖ ﻃ ﻮِ َ ﺿ ﻲ .اﻟﻠﻬ ﻢ ه ﻮﱢن ﻋﻠﻴﻨ ﺎ ﺳ ﻔﺮﻧﺎ ه ﺬا وا ْ وﻣ ﻦ اﻟﻌﻤ ﻞ ﻣ ﺎ ﺗَﺮ ْ ﺐ ﻓﻲ اﻟﺴﱠﻔﺮ واﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻓﻲ اﻷهﻞ .اﻟﻠﻬﻢ إﻧﻲ أﻋ ﻮذ ﺑ ﻚ ﻣ ﻦ وﻋﺜ ﺎء اﻟﺴ ﻔﺮ وآﺂﺑ ﺔ اﻟﺼﺎﺣ ُ اﻟﻤﻨﻈ ﺮ وﺳ ﻮء اﻟ ُﻤ ْﻨ َﻘَﻠ ﺐ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺎل واﻷه ﻞ واﻟﻮﻟ ﺪ « .وإذا رﺟ ﻊ ﻗ ﺎﻟﻬﻦ وزاد ﻓ ﻴﻬﻦ : »ﺁﻳﺒﻮن ﺗﺎﺋﺒﻮن ﻋﺎﺑﺪون ﻟﺮﺑﻨﺎ ﺣﺎﻣﺪون‹‹). (١٠٣وآﺎن إذا ﻗﻔﻞ ﻣ ﻦ اﻟﺤ ﺞ أو اﻟﻌﻤ ﺮة آ ﱠﺒ ﺮ ﺛﻼﺛﺎ آﻠﻤـﺎ َأوْﻓﻲ ﻋﻠـﻲ َﺛ ِﻨﻴّﺔ أو َ ْﻓﺪَﻓﺪ ﺛﻢ ﻗﺎل» :ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ وﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ،ﻟﻪ اﻟﻤﻠﻚ وﻟﻪ اﻟﺤﻤﺪ وهﻮ ﻋﻠﻲ آﻞ ﺷﻲء ﻗﺪﻳﺮ .ﺁﻳﺒﻮن ﺗﺎﺋﺒﻮن ﻋﺎﺑﺪون ﺳﺎﺟﺪون ﻟﺮﺑﻨ ﺎ ﺣﺎﻣ ﺪون . ﺻﺪق اﷲ وﻋﺪﻩ ،وﻧﺼﺮ ﻋﺒﺪﻩ ،وهﺰم اﻷﺣ ﺰاب وﺣ ﺪﻩ‹‹). (١٠٤وآ ﺎن إذا ﺧ ﺎف ﻗﻮﻣ ﺎ ﻗﺎل » :اﻟﻠﻬﻢ ﻧﺠﻌﻠﻚ ﻓﻲ ﻧﺤﻮرهﻢ ،وﻧﻌﻮذ ﺑﻚ ﻣ ﻦ ﺷ ﺮورهﻢ‹‹). (١٠٥وﻋﻨ ﺪ ﻟﺒﺴ ﻪ ﺛﻮﺑ ﺎ ﺟﺪﻳﺪا آﺎن ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻳﻘ ﻮل » :اﻟﻠﻬ ﻢ ﻟ ﻚ اﻟﺤﻤ ﺪ ،أﻧ ﺖ آﺴ ﻮﺗﻨﻴﻪ .أﺳ ﺄﻟﻚ ﺧﻴﺮﻩ وﺧﻴﺮ ﻣﺎ ُ ﺻﻨِﻊ ﻟﻪ ،وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮﻩ وﺷﺮ ﻣﺎ ﺻﻨﻊ ﻟ ﻪ‹‹). (١٠٦وإذا أوي إﻟ ﻲ ﺖ أﻣﺮي إﻟﻴﻚ ، ﺖ وﺟﻬﻲ إﻟﻴﻚ ،وﻓﻮﺿ ُ ﺖ ﻧﻔﺴﻲ إﻟﻴﻚ ،ووﺟﻬ ُ اﻟﻨﻮم ﻗﺎل » :اﻟﻠﻬﻢ أﺳﻠﻤ ُ ﺠ ﻲ ﻣﻨ ﻚ إﻻ إﻟﻴ ﻚ .ﺁﻣﻨ ﺖ وأﻟﺠﺄت ﻇﻬﺮي إﻟﻴﻚ ،رﻏﺒﺔ ورهﺒﺔ إﻟﻴ ﻚ ،ﻻ ﻣﻠﺠ ﺄ وﻻ َﻣ ْﻨ َ ﺑﻜﺘﺎﺑ ـﻚ اﻟ ﺬي أﻧﺰﻟ ﺖ ،وﻧﺒﻴ ﻚ اﻟ ﺬي أرﺳ ﻠﺖ‹‹) ، (١٠٧وإذا اﺳ ﺘﻴﻘﻆ ﻗ ﺎل » :اﻟﺤﻤ ﺪ ﷲ اﻟﺬي أﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﻌﺪﻣﺎ أﻣﺎﺗﻨﺎ ،وإﻟﻴﻪ اﻟﻨﺸﻮر‹‹). (١٠٨وﻣﻦ أدﻋﻴﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم » : ت ﻓﻲ اﻟﻠﻬ ﻢ إﻧ ﻲ أﺳ ﺄﻟﻚ ﻓﻌ ﻞ اﻟﺨﻴ ﺮات وﺗ ﺮك اﻟﻤﻨﻜ ﺮات وﺣ ﺐ اﻟﻤﺴ ﺎآﻴﻦ ،وإذا أرد َ ﻞ اﻟﻤﺮﺣ ﺎض أو اﻟﻨﺎس ﻓﺘﻨﺔ ﻓﺎﻗﺒﻀﻨﻲ إﻟﻴﻚ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﺘ ﻮن‹‹). (١٠٩وآ ﺎن ﻳ ﺪﻋﻮ وه ﻮ داﺧ ٌ ﺧﺎرج ﻣﻨﻪ .وﻗﻠﻤﺎ ﻗ ﺎم ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻣ ﻦ ﻣﺠﻠ ﺲ إﻻ ودﻋ ﺎ ﻗ ﺎﺋﻼ » :اﻟﻠﻬ ﻢ اﻗﺴ ﻢ ﻟﻨ ﺎ ﻣ ﻦ ﺧﺸﻴﺘﻚ ﻣﺎ ﻳﺤﻮل ﺑﻴﻨﻨﺎ وﺑﻴﻦ ﻣﻌﺎﺻﻴﻚ ،وﻣﻦ ﻃﺎﻋﺘﻚ ﻣﺎ ﺗُﺒﻠﻐﻨﺎ ﺑﻪ ﺟﻨﺘ ﻚ ،وﻣ ﻦ اﻟﻴﻘ ﻴﻦ ﻣﺎ ﺗﻬﻮن ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﺼﺎﺋﺐ اﻟﺪﻧﻴﺎ .اﻟﻠﻬﻢ ﻣ ﱢﺘﻌْﻨﺎ ﺑﺄﺳﻤﺎﻋﻨﺎ وأﺑﺼﺎرﻧﺎ ﻣﺎ أﺣﻴﻴﺘﻨ ﺎ ،واﺟﻌﻠ ﻪ اﻟﻮارث ﻣﻨﺎ ،واﺟﻌﻞ ﺛﺄرﻧ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﻦ ﻇﻠﻤﻨ ﺎ ،واﻧﺼ ﺮﻧﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﻦ ﻋﺎداﻧ ﺎ ،وﻻ ﺗﺠﻌ ﻞ ﻣﺼﻴﺒﺘﻨﺎ ﻓﻲ دﻳﻨﻨﺎ ،وﻻ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺪﻧﻴﺎ أآﺒﺮ هﻤﻨﺎ وﻻ ﻣﺒﻠﻎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ،وﻻ ﺗﺴﻠﻂ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺮﺣﻤﻨﺎ‹‹). (١١٠ﺗﺮي ﻟﻮ آﺎن ﻣﺤﻤﺪ آﺬاﺑﺎ أآﺎن ﻳﻌﺘﺮف هﻜﺬا أﻧﻪ ،وهﻮ رﺳﻮل اﷲ اﻟﺬي ﻳﺘﻨﺰل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻮﺣﻲ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ،ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻲ ﺑﺬل اﻟﺠﻬﺪ ﻟﻠﻔﻮز ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ،وﻳﻌﻠﻦ ﺧﻮﻓﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﻨﺤﻮ ؟ وهﻞ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻔﻨﻲ اﻟﻜﺎذب اﻟﺪﺟﺎل ﻓﻲ رﺑﻪ ﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﻨﺤﻮ ب اﻟﻨ ﺎس ،أذه ﺐ اﻟﻴ ﺄس واﺷ ﻒ ،أﻧ ﺖ اﻟﻌﺠﻴﺐ ؟ وآﺎن دﻋﺎؤﻩ ﻟﻠﻤﺮﺿ ﻲ » :اﻟﻠﻬ ﻢ ر ﱠ )(١١١ اﻟﺸﺎﻓﻲ ،ﻻ ﺷﻔﺎء إﻻ ﺷﻔﺎؤك ،ﺷﻔﺎء ﻻ ﻳﻐﺎدر ﺳﻘﻤﺎ‹‹ .أﻣﺎ أدﻋﻴﺘ ﻪ وﺻ ﻠﻮاﺗﻪ ﻋﻨ ﺪ ) (١٠٣رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ . ٢٧٦ / ) (١٠٤اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٢٧٧ / ) (١٠٥اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٢٧٨/ ) (١٠٦اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٢٤٢ / ) (١٠٧اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٢٤٣ /وﺗﺄﻣ ﻞ َﻣِﻠ ﻴ ﺎ إﻗ ﺮارﻩ ﻓ ﻲ ﻧﻬﺎﻳ ﺔ اﻟ ﺪﻋﺎء ﺑ ﺎﻟﻮﺣﻲ وﺑﺎﻟﺮﺳ ﻞ ﺟﻤﻴﻌ ﺎ وه ﻮ ﻣ ﻨﻬﻢ ، ﻓﻬﻞ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ آﺎذﺑﺎ ؟ أﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﺬب اﻹﻧﺴﺎن ﺣﺘﻲ ﻋﻠ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻓ ﻲ ﻣﺜ ﻞ ه ﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﻟﻌﻔﻮي ؟ ) (١٠٨اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٢٤٣/واﻧﻈﺮ آﻴﻒ ﻳﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﻮم واﻟﻤﻮت وآﺬﻟﻚ ﺑﻴﻦ اﻻﺳﺘﻴﻘﺎظ واﻟﺒﻌﺚ ،وهﻮ ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ اﻣﺘﻼء ﻋﻘﻠﻪ وﻗﻠﺒﻪ ﺑﺼﺪق ﻋﻘﻴﺪة اﻷﻟﻮهﻴﺔ واﻟﻨﺸﻮر . ﺖ إﻟﻲ ﺧﻮﻓﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻣﻦ رﺑﻪ وﺗﻌﻠﻖ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﻪ وﻓﺰﻋﻪ ﻣﻦ اﻟﻔﺘﻨﺔ . ) (١٠٩اﻟﻤﻮﻃﺄ .٢١٩/١ /واﻟﺘ ِﻔ ْ ) (١١٠رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ .٢٤٦ / ) (١١١اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٢٥٩ /
اﻟﻜﺴﻮف واﻟﺨﺴﻮف واﻻﺳﺘﺴﻘﺎء وﻣﻮت أﺣ ﺪ اﻟﻨ ـﺎس ﻓﻤﻌﺮوﻓ ﺔ ﻓ ﻲ ﺟﻤﻴ ﻊ آﺘ ﺐ اﻟﻔﻘ ﻪ . ﻋﻨّﻲ ﻋﻠﻲ ﻏﻤ ﺮات اﻟﻤ ﻮت وﺳ ﻜﺮات وﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻟﺤﻈﺎت ﺣﻴﺎﺗـﻪ آﺎن دﻋـﺎؤﻩ » :اﻟﻠﻬـﻢ َأ ِ )(١١٢ .ﻓﻬﻞ هﺬا آ ﻼم اﻟﻤﻮت ،اﻟﻠﻬﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ وارﺣﻤﻨـﻲ ،وأﻟﺤﻘﻨـﻲ ﺑﺎﻟﺮﻓﻴﻖ اﻷﻋﻠﻲ‹‹ ﻣﺰﻳ ﻒ ﻣﺤﺘ ﺎل ؟ أم ه ﻞ ُﻳ ْﻘ ِﺒ ﻞ اﻟﻤﺰﻳ ﻒ اﻟﻤﺤﺘ ﺎل ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤ ﻮت ﺑﻤﺜ ﻞ ه ﺬا اﻟﺘﻌﻠ ﻖ ﺑ ﺎﷲ ، اﻟﺬي ﻳﻜﺬب ﻋﻠﻴﻪ وﻳﻀﻊ اﻟﻮﺣﻲ وﻳﻨﺴﺒﻪ إﻟﻴﻪ ؟ آﺬﻟﻚ آﺎن ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺻﺤﺎﺑﺘﻪ أن ﻳﺪﻋﻮا ﻟﻪ ،آﻤﺎ هﻮ اﻟﺤﺎل ﻣﺜﻼ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎل ﻟﻌﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب » :ﻻ ﺗﻨﺴﻨﺎ ﻣﻦ دﻋﺎﺋﻚ ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ‹‹) . (١١٣وﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ﻃﻠﺒ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺆﻣﻨﻴﻦ أن ﻳﺴ ﺄﻟﻮا ﻟ ﻪ اﻟﻮﺳ ﻴﻠﺔ رﺟ ﺎء أن ُﺗ ْﻜ َﺘ ﺐ ﻟﻪ). (١١٤أﻣﺎ اﻟﻘﺮﺁن ﻓﻜ ﺎن رﺑﻴ ﻊ ﻗﻠﺒ ﻪ ،آﻤ ﺎ آ ﺎن ﻳﺒﻜ ﻲ أﺣﻴﺎﻧ ﺎ ﻟ ﺪي ﺳ ﻤﺎﻋﻪ) . (١١٥وه ﻞ رؤي آﺎذب ﻳﺒﻜﻲ ﻟﺴﻤﺎﻋﻪ آﻼﻣﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﻓ ﻲ ﻗ ﺮارة ﻧﻔﺴ ﻪ ﺗﻤ ﺎم اﻟﻌﻠ ﻢ أﻧ ﻪ ه ﻮ اﻟ ﺬي زوّرﻩ ﻋ ﺎ .ﻟﻜ ﻦ ﺗﺤﻠﻴ ﻞ ﻼ ﺑﺎر ً وﻧﺴ ﺒﻪ إﻟ ﻲ اﷲ ؟ اﻟﻠﻬ ﻢ إﻻ إذا ﻗﻴ ﻞ إﻧ ﻪ آ ﺎن ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻣﻤ ﺜ ً ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ واﺳﺘﻘﺼﺎء دﻗﺎﺋﻖ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻳﺒﻌ ﺪان ﻋﻨ ﻪ ﺗﻤﺎﻣ ﺎ ﺷ ﺒﻬﺔ اﻟﺘﻈ ﺎهﺮ ﺑﺎﻟﺒﻜ ﺎء ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ ﺗﺄﺛﺮ ﺣﻘﻴﻘﻲ .ﻟﻴﺲ هﺬا ﻓﻘﻂ ﺑﻞ آﺎن ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم َﻳ ْﺮ ِﻗ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ ﺑ ﺎﻟﻘﺮﺁن ،وﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳ ﺄوي إﻟﻲ ﻓﺮاﺷﻪ آﺎن ﻳﻘﺮأ اﻟﻤﻌﻮذﺗﻴﻦ وﻳﻤﺴﺢ ﺑﻬﻤﺎ ﺟﺴﺪﻩ).(١١٦ أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﺒﺎدﺗﻪ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺪ أﻋﻠﻦ أن اﻟﺼ ﻼة ه ﻲ ﻗ ﺮة ﻋﻴﻨ ﻪ ،ﺑ ﻞ آ ﺎن ﻳﺒﻜﻲ أﺣﻴﺎﻧﺎ وهﻮ ﻳﺼﻠﻲ) . (١١٧وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻳﻜﺘﻔ ﻲ ﺑﺎﻟﻤﻔﺮوﺿ ﺔ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ﺻﻼة اﻟﻔﺠﺮ وﺣ ﺪهﺎ ﻣ ﻦ ﺗ ﺮك اﻟﻔ ﺮاش اﻟ ﺪاﻓﺊ وﺑﺨﺎﺻ ـﺔ ﻓ ﻲ ﻟﻴ ﺎﻟﻲ اﻟﺸ ﺘﺎء واﺳ ﺘﻌﻤﺎل ﺖ إﻟ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄ ﺔ ﻣ ﻦ ﺷﺨﺼ ﻴﺘﻪ ﻓﻴﺸ ﻴﺮ إﻟ ﻲ أﻧ ﻪ اﻟﻤﺎء اﻟﺒﺎرد ﻓﻲ اﻟﻮﺿﻮء .وﻳﺘﻨﺒﻪ ِآِﻠ ْ )(١١٨ .ﺑ ﻞ آﺎﻧ ﺖ ﻟ ﻪ ﻧﻮاﻓ ﻞ ﻋﻨ ﺪ آ ﻞ ﻇﻞ ﻳﺆدي اﻟﺼﻼة ﺣﺘﻲ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗـﻪ ﺻﻼة ،وذﻟﻚ ﻏﻴﺮ ﺻﻼة اﻟﻘﻴﺎم واﻟﻀﺤﻲ .وآﺎن ﻻ ﻳﺪع هﺬﻩ اﻟﻨﻮاﻓﻞ ﺣﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﺮب أو اﻟﻤ ﺮض أو وه ﻮ ﻣﺴ ﺎﻓﺮ راآ ﺐ ﺣﻤ ﺎرﻩ أو ﺑﻌﻴ ﺮﻩ .وﺗﺄﻣ ﻞ آﻴ ﻒ أﻧ ﻪ ،وﻗ ﺪ ﻓﺘﺤ ﺖ ﺟﻴﻮﺷﻪ ﻣﻜﺔ ﻣﻌﻘﻞ اﻟﻮﺛﻨﻴﺔ اﻷﻋﻈﻢ) ﻣﻜ ﺔ اﻟﺘ ﻲ أﺧﺮﺟ ـﺘﻪ ﻣ ﻦ ﺑﻴﺘ ﻪ وﺑﻠ ﺪﻩ وﺗ ﺂﻣﺮت ﻋﻠ ﻲ
) (١١٢اﻟﺴﺎﺑﻖ .١٦٢ /وﻓﻲ ﻣﺮﺿﻪ اﻷﺧﻴﺮ هﺬا ﻧﻬﻲ ﺑﺸﺪة ﻋﻦ اﺗﺨﺎذ ﻗﺒﺮﻩ وﺛﻨ ﺎ )اﻟﻤﻮﻃ ﺄ ٥٨١ / ١ /ـ . (٦٨١ ) (٣١١رﻳ ﺎض اﻟﺼ ﺎﻟﺤﻴﻦ .١٢٧ /واﻧﻈ ﺮ آﻴ ﻒ ،وه ﻮ اﻟﻤﺒﺸ ﺮ اﻟﻨ ﺬﻳﺮ ،ﻳﻌﻠ ﻦ ﻋﻠ ﻲ أﺗﺒﺎﻋ ﻪ أﻧ ﻪ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻲ دﻋﺎﺋﻬﻢ ،ﺑﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓ ﺮق ﺑﻴﻨ ﻪ وﺑ ﻴﻦ أي إﻧﺴ ﺎن ﺁﺧ ﺮ ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﺄﻟﺔ اﻟﺤﺴ ﺎب واﻟﺜﻮاب واﻟﻌﻘﺎب ،واﻟﻄﻤﻊ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ورﺿﺎ اﷲ ،واﻟﺨﻮف ﻣﻦ ﻋﺬاﺑﻪ وﻧﺎرﻩ . ) (١١٣رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ .١٢٧ /واﻧﻈﺮ آﻴﻒ ،وهﻮ اﻟﻤﺒﺸﺮ اﻟﻨﺬﻳﺮ ،ﻳﻌﻠ ﻦ ﻋﻠ ﻲ أﺗﺒﺎﻋ ﻪ أﻧ ﻪ ﺑﺤﺎﺟ ﺔ إﻟﻲ دﻋﺎﺋﻬﻢ ،ﺑﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﺮق ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ أي إﻧﺴﺎن ﺁﺧﺮ ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﺄﻟﺔ اﻟﺤﺴ ﺎب واﻟﺜ ﻮاب واﻟﻌﻘﺎب ،واﻟﻄﻤﻊ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ورﺿﺎ اﷲ ،واﻟﺨﻮف ﻣﻦ ﻋﺬاﺑﻪ وﻧﺎرﻩ . ) (١١٤اﻧﻈﺮ اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ١ج / ٢ص. ٥٥ ) (١١٥رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ . ١٤٩ / ) (١١٦رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ . ٣٧١ / ) (١١٧رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ . ١٥٠ / ﺖ . ٣٤٢ /آﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻔﺘﻪ أن ﻳﺬآﺮ اﺷﺘﻬﺎر اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﻴﻦ ﻗﻮﻣﻪ ﺑﺎﻟﺼﺪق واﻷﻣﺎﻧ ﺔ )ِ (١١٨آِﻠ ْ ) ص .( ٣٣٥ /
ﻗﺘﻠ ﻪ وﻧﺎﺻ ﺒﺘﻪ اﻟﺤ ﺮب اﻟﻀ ﺮوس ﻃﻴﻠ ﺔ ه ـﺬﻩ اﻷﻋ ـﻮام ،ﻣﻜ ﺔ أﺑ ﻲ ﺳ ﻔﻴﺎن وهﻨ ﺪ وأﺿﺮاﺑﻬﻤﺎ( ،ﻻ ﻳﺰدهﻴﻪ هﺬا اﻟﻨﺼ ـﺮ ﻓﻴﻨﺴﻴ ـﻪ رﺑ ﻪ وﻟ ﻮ ﻟﻠﺤﻈ ﺔ ﻣ ﻦ ﻧﻬ ﺎر ،ﺑ ﻞ ﻳﺒ ﺎدر ﻓﻴﺼﻠﻲ اﻟﻀﺤﻲ ﺛﻤﺎﻧﻲ رآﻌﺎت ،ﻣﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ أﻧﻪ آﺎن ﻣﻮﺻﻮل اﻟﻘﻠ ﺐ واﻟﻀ ﻤﻴﺮ ﺑ ﺎﷲ ﺨﺮِج اﻟﺰآـﺎة ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﻣﺸـﺪودا إﻟﻴﻪ ﺑﺄﻣﺮاس ﻣﻦ اﻹﻳﻤﺎن ﻻ ﺗﻨﻘﻄﻊ أﺑﺪًا). (١١٩وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ُﻳ ْ آﺎن ﻳﺨﺮج آﻞ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﻪ ﻣ ﻦ ﻣ ﺎل ﻋﻠ ﻲ آﺜﺮﺗ ﻪ ،آﻤ ﺎ آﺎﻧ ﺖ زوﺟﺎﺗ ﻪ اﻟﻼﺋ ﻲ ا ﱡﺗ ِﻬ ﻢ ﺑﺄﻧ ﻪ ﺗ ﺰوﺟﻬﻦ زواج اﻟﺸ ﻬﻮة اﻟﻤﻐﺘﻠﻤ ﺔ ﻳﺨﺮﺟﻨﻬ ﺎ ﻣﻀ ﺎﻋﻔﺔ ،وذﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻲ ﻋﻜ ﺲ زوﺟ ﺎت اﻟﻜﺬاﺑﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻮﺳﻠﻮن ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ وﺑﺎﻟﺪﻋﻮات اﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ﻻﺣﺘﺒﺎل أﻣﻮال اﻵﺧﺮﻳﻦ واﻟﺘ ﻨﻌﻢ ﺑﻬ ﺎ ﺧﻠﻒ أﺳﻮار ﻗﺼﻮرهﻢ اﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻣ ﻦ ﻋ ﺮق اﻟﻜ ﺎدﺣﻴﻦ اﻟﻤﺨ ﺪوﻋﻴﻦ .وآ ﺎن ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴﻼم ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﻮم وﻳﺘﺼﺎدف أن ﻳﻜﻮن اﻟﺠ ﱡﻮ ﺷ ﺪﻳﺪ اﻟﺤ ﺮارة ﻻ ﻳﺴ ﺘﻨﻜﻒ أن ﻳﺼ ﺐ اﻟﻤ ﺎء ﻋﻠ ﻲ رأﺳ ﻪ ،وﻓ ﻲ ه ﺬا ﻣ ﻦ اﻟﺘﻮاﺿ ﻊ واﻟﺼ ﺪق ﻣ ﺎ ﻓﻴ ﻪ ،وإﻻ ﻟﺘﻈ ﺎهﺮ ﺑﺎﻟﺘﺤﻤ ﻞ ﻟﻴﻜﺒﺮ ﻓﻲ أﻋﻴﻦ أﺗﺒﺎﻋﻪ ،ﺷﺄن اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ،وﻟﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻜﺮﻋ ﻪ ﻣ ﻦ ﻣ ﺎء إذا ﺧ ﻼ ﺳ َﻔﺮًا ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻣﻨﺪوﺣﺔ واﺳﻌﺔ) . (١٢٠وﻟﺴــﺖ ﺑﺤﺎﺟﻪ إﻟﻲ أن أﺷﻴﺮ إﻟﻲ ﺣﺠﻪ وﻣﺎ ﻟﻘﻲ ﻓﻴﻪ َ ﻼ ﻣﻦ ﻣﺘﺎﻋﺐ ﻣﺎ آﺎن أﻏﻨﺎﻩ ﻋﻨﻬﺎ وَأ ْﻗ َﻤﻨَﻪ أن ﻳﺰﻋﻢ أن اﷲ ﻗﺪ أﻋﻔﺎﻩ ﻣﻨﻬﺎ ﻟ ﻮ أﻧ ﻪ آ ﺎن ﺣّ وِ آﺎذﺑﺎ .وآﺎﻧﺖ اﻟﻨﻴﺔ ﻋﻨﺪﻩ هﻲ اﻷﺳﺎس ﻓﻲ هﺬا آﻠﻪ ،ﻣﻤ ﺎ ﻳ ـﺪل أﻗ ﻮي اﻟﺪﻻﻟ ـﺔ ﻋﻠ ـﻲ أن ﻣ ﺪار أﻣ ﺮﻩ آﻠ ﻪ ه ﻮ اﻟﺼ ﺪق واﻹﻳﻤ ﺎن اﻟﺼ ﺤﻴﺢ ﻻ ﻣﺠ ﺮد اﻟﺘﻈﺎه ـﺮ واﻟﺘﻤﺴ ـﻚ ﺑﺎﻟﺸ ﻜﻠﻴﺎت). (١٢١وآﺎﻧ ﺖ زوﺟﺎﺗ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻒ اﻷول ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﻄﻴﻌ ﻴﻦ ﻟﻤ ﺎ ﺟ ﺎء ﺑ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم .واﻧﻈﺮ آﻴﻒ أﻓﻄﺮت ﻋﺎﺋﺸﺔ وﺣﻔﺼﺔ ﻳﻮﻣﺎ ﻓﻲ ﺻﻴﺎم ﻧﻔﻞ ﻟﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﻌ ﺮف ﻋﻨ ﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﺎﻩ ﺗﺴﺘﻔﺘﻴﺎﻧﻪ ،وﻣﺎ آﺎﻧﺘﺎ
ﺑﺤﺎﺟ ﺔ إﻟ ﻲ ذﻟ ﻚ ﻟ ﻮ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ اﻹﻳﻤ ﺎن ﻗ ﺪ ﺧ ﺎﻟﻂ ﻗﻠﺒﻴﻬﻤ ﺎ وﻏﻤﺮهﻤ ﺎ ﺗﻤﺎﻣ ﺎ .وﻟﻜﻨ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم رﻏ ﻢ أﺧ ﺬﻩ داﺋﻤ ﺎ ﺑﻈ ﺎهﺮ اﻷﻋﻤ ﺎل آ ﺎن ﻳﺘﺸ ﺪد ﻣ ﻊ زوﺟﺎﺗ ﻪ .وﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ أﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﺴﺘﺮح ﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻬﻦ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﻜﺎف ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻊ اﻟﺬي ﻋﻠﻤﻦ أﻧﻪ ﺳﻴﻌﻜﻒ ﻓﻴﻪ ،إذ ﺣﺪث أن رأي ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺑﻌﺾ اﻷﺧﺒﻴﺔ ﻓﺴﺄل ﻋﻨﻬﺎ ﻓﺄُﺧﺒِﺮ أﻧﻬﺎ ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ وﺣﻔﺼﺔ وزﻳﻨﺐ ،ﻓﻘﺎل : »ﺁﻟﺒ ﱠﺮ ﺗﻘﻮﻟﻮن ﺑﻬﻦ ؟ « ،ﺛﻢ اﻧﺼﺮف ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺘﻜﻒ ﺣﺘﻲ اﻋﺘﻜﻒ ﻋﺸﺮا ﻣﻦ ﺷﻮال). (١٢٢ وﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺻﺎدﻗﺎ ﻳﺘﻀﻮع اﻟﺼﺪق ﻣﻦ آﻞ آﻴﺎﻧﻪ وﻧﻮاﻳﺎﻩ وأﻓﻌﺎﻟﻪ ﻷﺛﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ل اﻟﻤﺤﺘﺬَي. أﻣﺎم اﻟﻨﺎس ﺧﻴﺮا وزﻋﻢ أﻧﻬﻦ ﻓﻲ آﻞ ﺷﻲء ِﻧ ْﻌ َﻢ اﻟﻤﺜﺎ ُ وﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼـﻼة واﻟﺴﻼم ﻓﻲ هﺬا اﻟﺒﺎب ﻋﺠﺎﺋﺐ ﻻ ﺗﻜﺎد ﺗﺼﺪق :ﻓﻘﺪ ﺳﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺻ ﻼﺗﻪ ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﺮة ،ﻓﻠﻤﺎ ﻧﺒﻬﻮﻩ إﻟﻲ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﺤﱠﻞ وﻟﻢ ﻳﺪﱠع ﻣﺜﻼ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﻬﻮ وأن ﻣ ﺎ ﻇﻨ ﻮﻩ ﺳ ﻬﻮًا إﻧﻤ ﺎ آ ﺎن ﺗﺨﻔﻴﻔ ﺎ ﻣ ﻦ اﷲ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺼ ﻼة ﺑﺎﻟ ﺬات ﻟﺴ ﺒﺐ أو ﻵﺧ ﺮ آ ﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧ ﻪ اﺧﺘﺮاﻋ ﻪ ،ﺑ ﻞ أﻗ ﺮ ﺑﺨﻄﺌ ﻪ وﻋ ﺎد ﻟﻴﻜﻤ ﻞ اﻟﺼ ﻼة ﺑﻬ ﻢ). (١٢٣آﻤ ﺎ ﺳ ﻬﺎ ﻣ ﺮة أﺧ ﺮي ﻓ ﻲ ) (١١٩اﺑﻦ هﺸﺎم . ٤٠/ ٤ / ) (١٢٠اﻧﻈﺮ ﻓﻲ هﺬا » اﻟﻤﻮﻃﺄ « . ٢٧٥ / ١ / ) (١٢١اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ١ﺟـ / ١ص . ١٣١ ) (١٢٢اﻟﻤﻮﻃﺄ . ٢٩٥ / ١ / ) (١٢٣اﻟﻤﻮﻃﺄ . ١١٥ / ١ /
ﺻ ﻼﺗﻪ ،ﻓﺴ ﺠﺪ ﺳ ﺠﺪة اﻟﺴ ﻬﻮ ﻣ ﻦ ﺗﻠﻘﺎﺋ ﻪ ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ أن ﻳﻨﺒﻬﻬ ﻪ أﺣ ﺪ) ،(١٢٤وه ﻮ ﻣ ﺎ ﻳﻌ ﺪ ب ﻻ ﻳﻀ ﻞ وﻻ ﻳﻨﺴ ﻲ ، اﻋﺘﺮاﻓﺎ ﻣﻨﻪ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺠﻮز ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻨﺴﻴﺎن رﻏﻢ أﻧﻪ رﺳ ﻮل ر ٍ ﺑﻞ ﻟﻘﺪ ﻗﺎل ذﻟﻚ ﺻﺮاﺣﺔ ﻓﻲ إﺣﺪي اﻟﻤﺮاتء). (١٢٥آ ﺬﻟﻚ ﻓﻘ ﺪ ﺣ ﺪث أن أﻗﻴﻤ ﺖ اﻟﺼ ﻼة ﻋﺪّﻟﺖ اﻟﺼﻔﻮف ﺛﻢ ﺧﺮج اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ،ﻓﻠﻤﺎ ﻗ ﺎم ﻓ ﻲ ﻣﺼ ﻼﻩ ذات ﻣﺮة و ُ ﺟﻨُﺐ ﻓﻘﺎل ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ» :ﻣﻜ ﺎﻧَﻜﻢ « ،ﺛ ﻢ رﺟ ﻊ ﻓﺎﻏﺘﺴ ﻞ ،وﺧ ﺮج إﻟ ﻴﻬﻢ ورأﺳ ﻪ ذآﺮ أﻧﻪ ُ )(١٢٦ .ﻟﻘﺪ آﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ،ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻧﺒﻴ ﺎ ﻣﺰﻳﻔ ﺎ ، ﻳﻘﻄﺮ ﻣﺎء ﻓﺄﻣّﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﺟ ُﻨﺒًﺎ ،إ ْذ ﻣَﻦ ذا اﻟﺬي آﺎن ﻳﻌﺮف ﻣﻦ اﻟﻤﺼﻠﻴﻦ أﻧﻪ ﺟﻨﺐ ؟ ﻟﻜﻦ ﺣﺮﺻﻪ ﻋﻠﻲ أن ﻳﺼﻠﻲ ُ أن ﻳﺮﺟ ﻊ ﻓﻴﻐﺘﺴ ﻞ أوّﻻ ،ﺑ ﺮﻏﻢ ﺧﺮوﺟ ﻪ ﻟﻠﺼ ﻼة ﺑﺎﻟﻨ ﺎس اﻟ ﺬﻳﻦ آ ﺎﻧﻮا ﻳﻨﺘﻈﺮوﻧ ﻪ وﻗ ﺪ ج ﺿ ﺎﻋﻔﻪ أن ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ﻋﺪﱢﻟﺖ اﻟﺼﻔﻮف ،وﺑﺮﻏﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣ ﻦ إﺣ ﺮا ٍ أﻗﻴﻤﺖ اﻟﺼﻼة و ُ اﻋﺘﺮاﻓﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﺠﻮاز اﻟﻨﺴﻴﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻲ ﻓﻲ ﻣﺴ ﺎﺋﻞ اﻟﻄﻬ ﺎرة واﻻﺳ ﺘﻌﺪاد ﻟﻠﺼ ﻼة ،اﻟﺘ ﻲ هﻲ ﻋﻤﺎد اﻟﺪﻳﻦ ،هﻮ ﻣﻦ اﻟﺪﻻﺋﻞ اﻟﻘﺎﻃﻌﺔ ﻋﻠﻲ ﺻﺪﻗـﻪ .إن ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﺴﺄل اﷲ أن ﻳﺮزﻗﻪ ﻟﺴﺎﻧﺎ ﺻﺎدﻗًﺎ) (١٢٧ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﻜ ﺬاﺑﻴﻦ ،وإﻻ ﻓﻠ ﻴﺲ ﺛﻤ ﺔ إﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ أهﻞ ﻟﻠﺜﻘﺔ إذن).(١٢٨ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻨﺴﻴﺎن هﻮ اﻟﻌﺮض اﻟﺒﺸﺮي اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي اﻋﺘﺮف اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﺑﺠﻮازﻩ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﺪع ﻳﻮﻣًﺎ أﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ اﻟﻐﻴﺐ وﻻ ﺣﺘﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻮاﻗﻴﺖ اﻟﺼﻴﺎم ، ل ﺷﻮال ﻓﻲ إﺣﺪي اﻟﺴﻨﻴﻦ ﻓﺼﺎم اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻏﻢّ هﻼ ُ وهﻮ اﻟﻌﺒﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،إذ ُ وﻣﻌﻬﻢ اﻟﺮﺳﻮل ،ﻟﻴﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﻳﺨﺒﺮهﻢ وهﻢ ﺻﺎﺋﻤﻮن ﺑﺄن اﻟﻬﻼل ﻗﺪ ُر ِﺋ ﻲ اﻟﺒﺎرﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﺁﺧﺮ ﻓﻴﻔﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم وﻳﻔﻄﺮون .وﻗﺪ آﺎن ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ،ﻟﻮ آﺎن آﺬاﺑًﺎ ﻳﺪﻋﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻐﻴﺐ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ،أن ﻳﺸﻜﻚ هﺬا اﻟﻘﺎدم ﻓﻲ رؤﻳﺘﻪ وﻳﺼﺮ ﻋﻠﻲ ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻟﺼﻴﺎم ﺣﺘﻲ ﻻ ﻳﻘﺎل ﻋﻨﻪ إﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮف اﻟﻐﻴﺐ .ذﻟﻚ أن آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﻌﺮب ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ آﺎﻧﻮا ﻳﻈﻨﻮن أن اﻟﻨﺒﻮة ﺗﺴﺘﻠﺰم هﺬا). (١٢٩آﻤﺎ أآﺪ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ أﻧﻪ إذا ﻗﻀﻲ ﺑﻴﻦ اﺛﻨﻴﻦ ﻓﺈن أﺣﺪهﻤﺎ ﻳﻤﻜﻨﻪ ،ﻟﻮ أراد ،أن ﻳﺨﺪﻋﻪ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ إذا آﺎن أﺑﺮع ﻓﻲ اﻟﻘﻮل ﻣﻦ ﺧﺼﻤﻪ). (١٣٠ آﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻳﺪﻋﻲ أﻧﻪ ﻳﻌﺮف ﻣﺼﺎﺋﺮ اﻟﻤﻮﺗﻲ ،ﺑـﻞ آﺎن ﻳﻘﻮل ﻋﻦ ﻧﻔﺴـﻪ : ﺖ »واﷲ ﻣﺎ أدري وأﻧﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻣﺎذا ُﻳ ْﻔﻌَﻞ ﺑﻲ) . (١٣١وﻣﺜﻞ ذﻟﻚ أن ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺣ ﻴﻦ ُر ِﻣ َﻴ ْ ﺖ ﺑ ﻪ ،ﻋﻠﻴﻬ ﺎ رﺿ ﻮان اﷲ ،ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺎرع اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ،وه ﻲ زوﺟﺘ ﻪ ﺑﻤﺎ ُر ِﻣ َﻴ ْ وﻳﻬﻤﻪ أﻻ ﻳﻠﻮك اﻟﻨﺎس ﺳﻴﺮﺗﻬﺎ ،ﺑﺘﺒﺮﺋﺘﻬﺎ ،ﺑﻞ اﻧﺘﻈﺮ ﺣﺘﻲ ﻧﺰل اﻟ ﻮﺣﻲ ﺑﻌ ﺪ وﻗ ﺖ ﻳﻌ ﺪ
) (١٢٤اﻟﺴﺎﺑﻖ . ١١٨ / ١ / ) (١٢٥اﻟﺴﺎﺑﻖ .١٢١ / ١ / ) (١٢٦اﻟﺴﺎﺑﻖ ، ٦٩ / ١ /واﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٢ج / ٣ص . ١٩٠ ) (١٢٧اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ١ج / ٢ص . ٢٩٥ ) (١٢٨وآﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻳﺴﺄل اﷲ أن ﻳﺮزﻗﻪ آﻠﻤﺔ اﻟﺤ ﻖ ﻓ ﻲ آ ﻞ ﺣ ﺎل )اﻟﺸ ﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠ ﺪ / ١ج / ٢ ص . ( ٢٩٦ ) (١٢٩اﻧﻈﺮ اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٢ج / ٣ص . ١٣٠ ) (١٣٠اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري . ٢٠٤ / ٤ / ) (١٣١اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري ، ٢١٥ ، ٢١٢ / ٤ /ﺣﻴﺚ ﺗﻮﺟﺪ رواﻳﺔ ﻋﻦ ﻣﻮت ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﻣﻈﻌﻮن وﺷ ﻬﺎدة إﺣﺪي اﻟﻨﺴﺎء ﻟﻪ ﺑﺄن اﷲ أآﺮﻣﻪ ،ﻣﻤﺎ دﻓﻊ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم إﻟﻲ ﻗﻮل ﻣﺎ ﻗﺎل .
ﻃﻮﻳﻼ ﺟﺪا ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻈﺮوف) . (١٣٢وآﺎن ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ،ﻟﻮ آﺎن آﺎذﺑﺎ ،أن ﻳﺼﻨﻊ وﺣﻴﺎ ﻣﻨﺬ أول ﻟﺤﻈ ﺔ ﻳُﺨ ﺮس ﺑ ﻪ اﻷﻟﺴ ﻨﺔ .وﻳﻀ ﺎف إﻟ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻋﺘﺮاﻓ ﻪ ﺑ ﺄن ﻋﻠﻤ ﻪ ﺑ ﺄﻣﻮر اﻟ ﺪﻧﻴﺎ ﻣﺤﺪود ،ﺑ ﺮﻏﻢ أﻧ ﻪ رﺳ ﻮل اﷲ ﺧ ﺎﻟﻖ اﻟ ﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧ ﺮة .وﺣﺎدﺛ ﺔ ﺗ ﺄﺑﻴﺮ اﻟﻨﺨ ﻞ ﻣﺸ ﻬﻮرة ﻣﺴﺘﻔﻴﻀﺔ .وﻣﺜﻠﻬﺎ أﻧﻪ هﻢ ﺑﺎﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﻟﻐﻴﻠﺔ ﻟﻮﻻ أﻧﻪ ﻧﻈﺮ إﻟ ﻲ اﻟ ﺮوم وﻓ ﺎرس ﻓ ﺈذا ه ﻢ ﻳﻐﻴﻠﻮن ﻓﻼ ﻳﻀﺮ ذﻟﻚ أوﻻدهﻢ ﻓﻲ ﺷﻲء). (١٣٣ﻟﻴﺲ ذﻟﻚ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ آﺎﻧﺖ ﺗﻘﻊ ﻟﻪ أﻣﻮر ﻟﻮ وﻗﻌﺖ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻟﻜﺘﻤﻬﺎ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ أن ﺗﺴﻲء إﻟﻴﻪ ﻓ ﻲ ﻧﻈ ﺮ اﻟﻨ ﺎس ،ﻟﻜﻨ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم آ ﺎن ﻳﺼﺮّح ﺑﻬﺎ رﻏﻢ أﻧﻪ ﻟﻢ ُﻳ ْﺆﻣَﺮ ﺑﺘﺒﻠﻴﻐﻬ ﺎ ﻷﺣ ﺪ .وﻣﻨﻬ ﺎ أﻧ ﻪ زار ذات ﻳ ﻮم ﻗﺒ ﺮ أﻣ ﻪ ﻓﺒﻜ ﻲ وأﺑﻜﻲ ﻣ ﻦ ﺣﻮﻟ ﻪ .إﻟ ﻲ هﻨ ﺎ واﻷﻣ ﺮ ﻣﻔﻬ ﻮم ،ﻟﻜ ﻦ اﻟﻐﺮﻳ ﺐ أن ﻳﺘﻄ ﻮع ﻓﻴ ﺬآﺮ ﻟﻬ ﻢ أﻧ ﻪ اﺳﺘﺄذن رﺑﻪ ﻓﻲ زﻳﺎرة ﻗﺒﺮ أﻣﻪ ﻓﺄذن ﻟ ﻪ ،ﺑﻴﻨﻤ ﺎ ﺣ ﻴﻦ اﺳ ﺘﺄذﻧﻪ أن ﻳﺴ ﺘﻐﻔﺮ ﻟﻬ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳ ﺄذن . أﻓﻬﺬا ِﻓ ْﻌ ُ ﻞ أو آﻼم دﺟﺎل؟).(١٣٤ وﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﺒﻪ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺒﺎب ،ﺑﺎب اﻟﺼﺪق ،أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻟﻢ ﻳﺪﱠع ﻳﻮﻣ ﺎ أﻧ ﻪ ﺤ ﱠﺪوْﻧ ﻪ ﻗﺎدر ﻋﻠﻲ اﻹﺗﻴﺎن ﺑﻤﻌﺠﺰة ،ﻓﻤﺎ هﻮ )آﻤﺎ آﺎن ﻳﻘﻮل داﺋﻤ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟ ﺮد ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﻦ َﻳ َﺘ َ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ أو اﻟﻴﻬﻮد ( إﻻ ﺑﺸﺮ رﺳﻮل .وَﻟ ُﺮبﱠ ﻣﻦ ﻳﻨﺒﺮي ﻗﺎﺋﻼ :وهﻞ آﺎن اﻟﻤ ﺮاد ﺳﺌِﻞ أن ﻳﺼﻨﻊ واﺣ ﺪ ًة ﻋﺠ ﺰ واﻧﻜﺸ ﻒ أن ﻳﺪﻋﻲ ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻲ ﺻﻨﻊ اﻟﻤﻌﺠﺰات ﺣﺘﻲ إذا ُ ﺻ ﻪ ه ﻮ اﻟ ﺬي ﻣﻨﻌ ﻪ ﻣ ﻦ ﻣﺜ ﻞ ه ﺬا اﻻدﻋ ﺎء . آﺬﺑ ﻪ ؟ إن ده ﺎءﻩ إذن ﻻ ﺻ ﺪﻗَﻪ وإﺧﻼ َ وﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺤﺎول أن ﻳﻬﺘﺒﻞ ﻓﺮﺻﺔ آﺴﻮف اﻟﺸﻤﺲ ﻳﻮم ﻣﻮت اﺑﻨﻪ وﻓﻠ ﺬة آﺒﺪﻩ إﺑﺮاهﻴﻢ ﻣﺜﻼ وﻳﺪّﻋﻲ أﻧﻬﺎ ﺁﻳﺔ إﻟﻬﻴﺔ ﻋﻠﻲ ﻣﺸﺎرآﺔ اﻟﻜﻮن ﻟﻪ ﻓ ﻲ أﺣﺰاﻧ ﻪ) ،(١٣٥ﻓﺈﻧ ﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم آﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ أن ﻳﻨﻜ ﺮ وﻗ ﻮع اﻟﻤﻌﺠ ﺰات ﻣﻤ ﻦ ﺗﻘﺪّﻣ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﺮﺳ ﻞ واﻷﻧﺒﻴ ﺎء ﺣﺘ ﻲ ﻳﺴ ﻮي ﺑﻴ ﻨﻬﻢ وﺑﻴﻨ ﻪ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻤﺠ ﺎل ،وﻋﻠ ﻲ ﻣ ﻦ ﻻ ﻳﺼ ﺪﻗﻪ أن ﻳﺜﺒ ﺖ اﻟﻌﻜﺲ ،وهﻮ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻃﺒﻌﺎ ،ﻓﺈن هﺆﻻء اﻷﻧﺒﻴﺎء واﻟﺮﺳﻞ آﺎﻧﻮا ﻗﺪ ﻣﺎﺗﻮا وﺷﺒﻌﻮا ﻣﻮﺗﺎ ﻣﻨﺬ أﺣﻘﺎب ﻣﺘﻄﺎوﻟﺔ .وﻻ أﻋﺘﻘﺪ أن أﺣﺪا ﻳﻤﻜﻨﻪ أن ﻳﻌﺰو ﻋﺪم ﻧﻔﻴ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم وﻗ ﻮع اﻟﻤﻌﺠﺰات ﻣﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء اﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ إﻟﻲ أن ذﻟﻚ آﺎن ﻣﻘﺮرا ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮل واﻟﻨﻔﻮس ،ﻓ ﺈن ﻣ ﺎ آﺎن ﻗﺪ رﺳﺦ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﻨﺼﺎري وﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﻣﻦ اﻹﻳﻤﺎن ﻣ ﺜﻼ ﺑﺄﻟﻮهﻴ ﺔ اﻟﻤﺴ ﻴﺢ أو ﻋﻠ ﻲ اﻷﻗﻞ ﺑﻨﻮﺗﻪ ﷲ وﻣﻮﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻲ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﺗﻜﻔﻴﺮا ﻋﻦ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﺁدم ،وهﻤ ﺎ أﺳ ﺎس ﺤ ِﻤ ﻞ ﻋﻠ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻌﻘﻴ ﺪة اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ وﺑﻬ ﺪﻣﻬﻤﺎ ﺗﻨﻬ ﺪم ﻣ ﻦ ﻗﻮاﻋ ﺪهﺎ ،ﻟ ﻢ ﻳﻤﻨﻌ ﻪ ﻣ ﻦ أن َﻳ ْ ﺻﻨَﻌﻪ ﻣﻊ اﻟﻴﻬ ﻮد وﻳﻨﺴﻔﻬﺎ ﻧﺴﻔﺎ ،ﻣﺴﻔّﻬﺎ ﻟﻬﺎ وﻟﻤﻦ ﻳﺘﻤﺴﻜﻮن ﺑﻬﺎ .و ِﻣﺜْﻞ ذﻟﻚ وأﺷ ّﺪ ﻣﻨﻪ َ وﻣﻊ اﻟﻜﻔﺎر ،ﻓﻠﻤﺎذا ﻟﻢ ﻳﻨﻒ ﻣﻌﺠﺰات اﻟﺮﺳﻞ اﻟﻤﺎﺿﻴﻦ ﻟﻴﻐﻠ ﻖ ﺑ ﺎب اﻟﺘﺤ ﺪي واﻹﺣ ﺮاج اﻟﺬي آﺎن اﻟﻘ ﻮم ﻣﻐ ﺮﻣﻴﻦ ﺑﻔﺘﺤ ﻪ ﻇﻨ ﺎ ﻣ ﻨﻬﻢ أﻧﻬ ﻢ ﻳﻔﺤﻤﻮﻧ ﻪ ؟ ﻟﻘ ﺪ اﻋﺘ ﺮف ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴﻼم ﺑﻤﻌﺠﺰات إﺧﻮاﻧﻪ اﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ،وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ أآ ﺪ أﻧ ﻪ ﻟ ﻴﺲ إﻻ ﺑﺸ ﺮا رﺳ ﻮﻻ وأن اﻟﻤﻌﺠﺰة ﻣﻬﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﻏﺮاﺑﺘﻬﺎ وﺷ ﺪهﻬﺎ ﻟﻠﻌﻘ ﻮل ﻓﺈﻧﻬ ﺎ ﻻ ﺗﻐﻨ ﻲ ﻋ ﻦ اﻟﺘﺄﻣ ﻞ واﻟﻨﻈ ﺮ واﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻘﻞ ﻧﻌﻤﺔ اﷲ اﻟﻜﺒﺮي ﻋﻠﻲ اﻹﻧﺴﺎن .أﻓﻬ ﺬا ﻣﻮﻗ ﻒ ﻣﺰﻳ ﻒ آ ﺬاب ؟ ﺑ ﻞ ﻟﻘ ﺪ ) (١٣٢اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٢٧١ / ٤ / ) (١٣٣اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٣١ج / ٦ص . ١٩٦واﻟﻐﻴﻠﺔ أن ﻳﺠﺎﻣﻊ اﻟﺮﺟ ﻞ اﻣﺮأﺗ ﻪ وه ﻲ ﻣﺮﺿ ﻊ أو أن ُﺗ ْﺮﺿِﻊ اﻟﻤﺮأة وهﻲ ﺣﺎﻣﻞ . ) (١٣٤اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ /ﻣﺠﻠﺪ / ٢ج / ٤ص .١٠٩ ) (١٣٥اﻧﻈﺮ إرﭬﻨﺞ . ١٧٦ /
ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺻﺪﻗﻪ أﻧﻪ آ ﺎن ﻳﻜ ﻮن ﻟ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ اﻟﻤﻌﺮوﺿ ﺔ ﻋﻠﻴ ﻪ رأي ﺛ ﻢ ﻳﻨ ﺰل اﻟ ﻮﺣﻲ ﺑﻐﻴﺮ ذﻟﻚ ﻓﻴﻌﻠﻨﻪ وﻻ ﻳﻜﺘﻤﻪ ،وﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ).(١٣٦ وﻣﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ذآﺮﻩ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺴﻴﺎق أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻟﻢ ُﺗ ْﻤﺴَﻚ ﻋﻠﻴﻪ آﺬﺑﺔ واﺣ ﺪة .آﻴﻒ ﻻ وﻗﺪ ﺟﻌﻞ اﻟﺼﺪق ﻳﻬﺪي إﻟﻲ اﻟﺒﺮ ﻓﺎﻟﺠﻨﺔ ،واﻟﻜﺬب ﻳﺆدي إﻟﻲ اﻟﻔﺠﻮر ﻓﺎﻟﻨﺎر ؟ آﺬﻟﻚ آﺎن ﻳﻮﺟﻪ أﺻﺤﺎﺑﻪ إﻟﻲ ﺗﻮﺧﻲ اﻟﺪﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﻼم واﻟﻮﻋﻮد ﺣﺘﻲ إﻧﻪ ،ﻋﻨﺪ ﻣﺒﺎﻳﻌﺘﻬﻢ ﻟﻪ ﻋﻠﻲ اﻟﺴﻤﻊ واﻟﻄﺎﻋﺔ ،آ ﺎن ﻳﻌﻘ ﺐ ﻋﻠ ﻲ ذﻟ ﻚ ﺑﻘﻮﻟ ﻪ » :ﻓﻴﻤ ﺎ اﺳ ﺘﻄﻌﺘﻢ‹‹). (١٣٧آﻤ ﺎ آﺎن ﻳﺤﺐ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ إذا ﻣﺪح ﺑﻌﻀ ﻬﻢ أﺣ ﺪًا أن ﻳﻘ ﻮل » :أﺣﺴ ﺒﻪ آ ﺬا‹‹) . (١٣٨وﻳﺘﺼ ﻞ ﺑﻬﺬا آﺮاهﻴﺘﻪ ﻟﻠﺘﻜﻠﻒ ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺎدة) . (١٣٩وﻗﺪ ﺑﻠ ﻎ ﺣﺒ ﻪ ﻟﻠﺼ ﺪق أﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﺠ ﻮﱢز اﻟﻜ ﺬب ﻗ ﻂ ﻣﻬﻤﺎ آﺎﻧﺖ اﻟﻈﺮوف إﻻ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻌﺎﻗﻞ ﺻ ﺎدق ﺑﺎﻟﻐ ﺎ ﻣ ﺎ ﺑﻠ ﻎ ﻣ ﻦ ﺗﺤ ﺮﱡج وﺗ ﺄﺛﱡﻢ أن ﻳﺪﱠﻋﻲ أن اﻟﺼﺪق ﻣﻔﻀﻞ ﻓﻴﻪ ،وذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﺮب واﻹﺻﻼح ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس وﺣﺪﻳﺚ اﻟﺮﺟﻞ اﻣﺮأﺗﻪ واﻟﻤﺮأة زوﺟﻬﺎ). (١٤٠وآﺎن ﻋﻠﻴﻪ أﻓﻀﻞ اﻟﺼﻼة وأزآﻲ اﻟﺘﺴﻠﻴﻤﺎت أﺷﺒﻪ اﻟﺨﻠ ﻖ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻇﻬﺮا ﺑﺒﻄﻦ .وﻗﺪ رأﻳﻨﺎ آﻴﻒ أن ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ،ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺮة اﻟﻮﺣﻴ ﺪة اﻟﺘ ﻲ رأﺗ ﻪ ﻳﺒﺘﺴ ﻢ و ُﻳﻠِﻴﻦ اﻟﻘﻮل ﻟﺮﺟﻞ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ رأﻳﻪ ﻓﻴﻪ ﻃﻴﺒﺎ ،ﻟﻢ ﺗﺸﺄ أن ﺗﺪع اﻷﻣﺮ ﻳﻤﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﺳﺘﻐﺮاب واﺳﺘﻔﺴﺎر ،وهﻮ ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻌﻮد ﻣﻨﻪ إﻻ اﻟﻮﺿﻮح اﻟﺘﺎم .وﻣﻦ ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻗﺪ اﺳﺘﻨﻜﻒ أﺷﺪ اﻻﺳﺘﻨﻜﺎف أن ﻳﻐﻤﺰ ﺑﻌﻴﻨ ﻪ ﻷﺣ ﺪ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ﻣ ﻦ ﺣﻮﻟ ﻪ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ ﻟﻴﻘﻮم ﻓﻴﻀﺮب ﻋﻨﻖ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ آﺎﺗ ﺐ اﻟ ﻮﺣﻲ اﻟﺨ ﺎﺋﻦ اﻟﻬ ﺎرب ﺣ ﻴﻦ ﻧﺎﺷﺪﻩ ﻋﺜﻤﺎن اﻟﻌﻔﻮ ﻋﻨﻪ ،واآﺘﻔﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﺎﻟﺼﻤﺖ ﻟﻌﻞ أﺣﺪهﻢ ﻳ ﻨﻬﺾ ﻓﻴﻘﺘﻠ ﻪ ﻣ ﻦ ﺗﻠﻘ ﺎء ﻧﻔﺴ ﻪ ﺟ ﺰاء ﺧﻴﺎﻧﺘ ﻪ وﻧﺬاﻟﺘ ﻪ ،ﻓﻠﻤ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳﻔﻌﻠ ﻮا وهﺒ ﻪ اﻟﻌﻔ ﻮ اﻟﻤﻄﻠ ـﻮب .وﻟﻤ ﺎ ُﻓ ﺘِﺢ اﻟﻤﻮﺿـﻮع ﺑﻌـﺪ ذﻟﻚ وﻋﺮﻓﻮا ﻣﺎذا آﺎن ﻳﺪور ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﺳﺄﻟﻮﻩ ِﻟ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﻐﻤﺰ ﻟﻬﻢ ﺑﻌﻴﻨﻪ ،ﻓﻜﺎن ﺟﻮاﺑﻪ أن ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﻷﻧﺒﻴﺎء).(١٤١ ﻄﺮّ ﺿ ُ وإن ﺗﻔﺎﻧﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﺼﺪق وﻧﻔﻮرﻩ اﻟﻘﺎﻃﻊ ﻣﻦ اﻟﻜﺬب هﻮ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻪ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻲ ﻣ ﺎ ا ْ إﻟﻴ ﻪ أﺑ ﻮ اﻷﻧﺒﻴ ﺎء إﺑ ﺮاهﻴﻢ ،ﻋﻠﻴ ﻪ وﻋﻠ ﻲ ﻧﺒﻴﻨ ﺎ أﻓﻀ ﻞ اﻟﺼ ﻼة واﻟ ـﺴﻼم ،ﻣ ﻦ ﺗﺠ ـﺎهﻞ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘـﺔ ،وإن ﻟﻢ ﻳﺘﺠـﺎوز ذﻟﻚ ﺛﻼث ﻣﺮات).(١٤٢ ن أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻗﺪ ﻗ ﺎل ﻋ ﻦ ﺧﻠﻴ ﻞ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ذﻟ ﻚ َﻟ ْﻤ ﺰًا ﻟ ﻪ ﻣ ﻦ ﻃ ﺮْف ﻦ ﻇﺎ ﱞ وﻻ ﻳﺤﺴﺒ ّ ﺧﻔ ﻲ ،ﻓﻘ ﺪ آ ﺎن ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﻻ ﻳ ﺬآﺮ إﺧﻮاﻧ ﻪ اﻷﻧﺒﻴ ﺎء إﻻ ﺑﺨﻴ ﺮ :وﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ وﺻﻔﻪ ﻓﻲ أﺣﺪ اﺑﺘﻬﺎﻻﺗﻪ ﻟﺮﺑﻪ إﺑﺮاهﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﺄﻧﻪ ﻋﺒﺪ اﷲ وﺧﻠﻴﻠﻪ وﻧﺒﻴﻪ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺼﻒ ﻧﻔﺴﻪ إﻻ ﺑﺎﻟﻌﺒﻮدﻳﺔ واﻟﻨﺒﻮة ﻓﻘﻂ) . (١٤٣آﻤﺎ آﺎن ﻳﻨﻬﻲ أن ﻳﻔﻀﻠﻪ أﺣﺪ ﻋﻠﻲ ﻳ ﻮﻧﺲ ) (١٣٦اﻟﺒﺨﺎري . ١٦٢ / ٣ / ) (١٣٧اﻟﻤﻮﻃﺄ . ١٤٧ / ٢ / ) (١٣٨رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ . ٤٥٢ / ) (١٣٩اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٥٧ / ) (١٤٠اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٤ج / ٧ص . ٢٥٥ ) (١٤١اﺑﻦ هﺸﺎم . ٣٩ / ٤ / ) (١٤٢اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري ،٢٤٠ ،١٥٠ / ٣ /و رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ . ٤٧٣ / ) (١٤٣اﻟﻤﻮﻃﺄ . ٨٣ / ٣ /
ﺖ ﻓﻲ ﺑﻦ ﻣﺘﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم). (١٤٤أﻣ ﺎ ﻋ ﻦ ﻳﻮﺳ ﻒ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻓﻜ ﺎن ﻳﻘ ﻮل » :ﻟ ﻮ ﻟﺒﺜ ُ اﻟﺴﺠﻦ ﻣﺎ ﻟﺒﺚ ﻳﻮﺳﻒ ﺛﻢ أﺗﺎﻧﻲ اﻟﺪاﻋﻲ ﻷﺟﺒﺖ‹‹ )ﻳﺸﻴﺮ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴـﻼم إﻟ ﻲ أن ﻳﻮﺳ ـﻒ رﻓ ﺾ أن ﻳﺨ ﺮج ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﺠﻦ إﻻ ﺑﻌ ﺪ ﻇﻬ ﻮر ﺑﺮاءﺗ ﻪ ﺗﻤﺎﻣ ـﺎ ﺧﺎﻟﻴ ﺔ ﻣ ﻦ أي ي اﻟﻨﺎس أآﺮم؟ « آ ﺎن ﺟﻮاﺑ ﻪ » :ﻳﻮﺳ ﻒ ﻧﺒ ﻲ اﷲ اﺑ ﻦ ﺷﻚ(). (١٤٥آﺬﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﺳُﺌﻞ››:أ ّ ﻧﺒﻲ اﷲ اﺑﻦ ﻧﺒﻲ اﷲ اﺑﻦ ﺧﻠﻴــﻞ اﷲ‹‹). (١٤٦وﻋ ﻦ أﺣ ﺐ ﺻ ﻴﺎم وﺻ ﻼة إﻟ ﻲ اﷲ ﻗ ﺎل إن أﺣﺐ اﻟﺼﻴﺎم إﻟﻲ اﷲ ﺻﻴﺎم داود ،وأﺣ ﺐ اﻟﺼ ﻼة إﻟﻴ ﻪ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ ه ﻲ ﺻ ﻼة داود). (١٤٧ ﺣﺘﻲ ﻣﻮﺳﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻧﺒﻲ اﻟﻴﻬﻮد ،اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻘﻲ ﺳﻴﺪﻧﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻣﻦ ﺧﺒﺜﻬﻢ وﻗﻠﺔ أدﺑﻬﻢ ﺨ ّﻴ ﺮﻩ وﺧﻴﺎﻧﺘﻬﻢ ﻣﺎ ﻟﻘﻲ واﻟﺬﻳﻦ آﺎﻧ ﺖ ﺑﻴﻨ ﻪ وﺑﻴ ﻨﻬﻢ ﺣ ﺮوب وﺛ ﺎرات ذﺣ ﻼء رﻓ ﺾ أن ُﻳ َ أﺻﺤﺎﺑُﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻗ ﺎﺋﻼ » :ﻻ ﺗﺨﻴﱢﺮوﻧ ﻲ ﻋﻠ ﻲ ﻣﻮﺳ ﻲ ،ﻓ ﺈن اﻟﻨ ﺎس ﻳﺼ ﻌﻘﻮن ﻳ ﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣ ﺔ ﻓﺄآﻮن أول ﻣﻦ ﻳﻔﻴﻖ ،ﻓﺈذا ﻣﻮﺳﻲ ﺑﺎﻃﺶ ﺑﺠﺎﻧﺐ اﻟﻌﺮش ،ﻓﻼ أدري أآﺎن ﻓﻴﻤﻦ ﺻﻌﻖ ﻓﺄﻓ ﺎق ﻗﺒﻠ ﻲ أو آ ﺎن ﻣﻤ ﻦ اﺳ ﺘﺜﻨﻲ اﷲ « .وﺣﺘ ﻲ ﻳﻌ ﺮف اﻟﻘ ﺎرئ ﻋﻈﻤ ﺔ ه ﺬﻩ اﻟﺸ ﻬﺎدة ودﻻﻟﺘﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺻﺪﻗﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم أذآﺮ أن ذﻟﻚ اﻟﻘﻮل ﻣﻨﻪ آﺎن ﺗﻌﻘﻴﺒﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﺸﺎدة وﻗﻌﺖ ﺑﻴﻦ ﻣﺴﻠﻢ وﻳﻬﻮدي أﻗﺴﻢ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼ » :واﻟﺬي اﺻﻄﻔﻲ ﻣﺤﻤﺪا ﻋﻠﻲ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ « ، ﻓﻘﺎل اﻟﻴﻬﻮدي ﺑﺪورﻩ » :واﻟﺬي اﺻ ﻄﻔﻲ ﻣﻮﺳ ﻲ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻌ ﺎﻟﻤﻴﻦ « ،ﻓﺮﻓ ﻊ اﻟﻤﺴ ﻠﻢ ﻳ ﺪﻩ ﻋﻨﺪ ذﻟﻚ ﻓﻠﻄﻢ اﻟﻴﻬﻮدي ،ﻓﺬهﺐ هﺬا إﻟﻲ رﺳﻮل اﷲ ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﺑﺎﻷﻣﺮ) . (١٤٨ﻏﻴﺮ أن ذﻟﻚ آﻠﻪ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ آﺎن ﻳﺮي ﻧﻔﺴﻪ ﺿﺌﻴﻼ ﺑﺠﺎﻧﺐ إﺧﻮاﻧﻪ اﻷﻧﺒﻴﺎء .إﻧﻤﺎ هﻲ اﻟﻌﻈﻤﺔ واﻟﺜﻘﺔ واﻟﺘﻮاﺿﻊ ،وإﻻ ﻓﻬﻮ اﻟﻘﺎﺋﻞ إﻧﻪ ﻳﺮﺟﻮ أن ﻳﻜﻮن أآﺜﺮ اﻷﻧﺒﻴﺎء أﺗﺒﺎﻋﺎ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣـﺔ)، (١٤٩ ﺧ َﺮ ْ آﻤﺎ أن اﻟﺸﻔـﺎﻋﺔ اﻟﻌﻈﻤـﻲ ﻗﺪ ا ﱡد ِ ت ﻟﻪ). (١٥٠وﻋﻦ ﻋﻠﻲ ،آﺮم اﷲ وﺟﻬﻪ ،أﻧ ﻪ ﻗ ﺎل : ﺖ ﻋﻄِﻴ ُ ت ﺑﺎﻟﺮﻋ ﺐ ،وُأ ْ ﺼ ْﺮ ُ ﻂ أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ اﻷﻧﺒﻴ ﺎء ُ :ﻧ ِ ﺖ ﻣﺎﻟﻢ ُﻳ ْﻌ َ ﻋﻄِﻴ ُ »ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ُ:أ ْ ﺖ أﻣﺘ ﻲ ﺧﻴ ﺮ ﺟ ِﻌَﻠ ْ ﺟ ِﻌ ﻞ ﻟ ﻲ اﻟﺘ ﺮاب ﻃﻬ ﻮرا ،و ُ ﺖ أﺣ ـﻤﺪ ،و ُ ﺳ ﻤﱢﻴ ُ ﻣﻔ ﺎﺗﻴﺢ اﻷرض ،و ُ اﻷﻣﻢ‹‹) . (١٥١ﻓﻬﻞ رأﻳﺖ دﻗﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﻮﻳﻢ ﻗﺪرﻩ وأﻗﺪار اﻟﻌﻈﻤ ﺎء ﻣ ﻦ إﺧﻮاﻧ ﻪ اﻷﻧﺒﻴ ﺎء أدق ﻣﻦ هﺬﻩ ؟ إﻧﻬﺎ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺑﺪون ﺷﻘﺸﻘﺔ أو ادﻋﺎء. وهﺬﻩ اﻟﻌﻈﻤﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ واﻟﺜﻘـﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﺘﻮاﺿﻊ ﻹﺧﻮاﻧﻪ اﻷﻧﺒﻴﺎء هﻲ هﻲ اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﺮﺳﻞ اﻟﺮﺳﻞ واﻟﻜﺘﺐ إﻟﻲ ﻣﻠﻮك اﻟﻌ ﺎﻟﻢ ﻣ ﻦ ﺣﻮﻟ ﻪ ،ه ﺆﻻء اﻟﻤﻠ ﻮك اﻟ ﺬﻳﻦ ﺗﻌ ﻮد زﻋﻤﺎء اﻟﻌﺮب ﻣﻨﺬ أدهﺎر أن ﻳﻨﺤﻨﻮا ﻟﻬﻢ إذا دﺧﻠﻮا ﻋﻠﻴﻬﻢ) ،(١٥٢وآﺎن أﻗﺼﻲ ﻣ ﺎ ﻳﺘﻄﻠ ﻊ إﻟﻴﻪ أﻧﻈﺎر ه ﺆﻻء اﻟﺰﻋﻤ ﺎء ه ﻮ أن ﻳﻜ ﻮن اﻟﻮاﺣ ﺪ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻋﻠ ﻲ ُد َوﻳْﻠ ﺔ ﺗﺘﺒ ﻊ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳ ﺔ آﺴﺮي ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎل اﻟﺸﺮﻗﻲ أو إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ هﺮﻗﻞ ﻓﻲ اﻟﺸﺎم .أﻣ ﺎ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة ) (١٤٤اﻟﺒﺨﺎري . ١٨٠ ، ١٢٨ / ٣ / ) (١٤٥اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٢١١ / ٤ / ) (١٤٦رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ . ٣٨ / ) (١٤٧اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٢ج / ٣ص .٥٨ ) (١٤٨اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري . ٢٩٢ / ٤ / ) (١٤٩اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٢٥٦ /٤ / ) (١٥٠اﻧﻈﺮ رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ٤٧٢ /ـ . ٤٧٤ ) (١٥١اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ١ج / ١ص . ٢٦٢ ) (١٥٢وﻗﺪ ﻧﻬﻲ اﻟﻨﺒﻲ أﺻﺤﺎﺑﻪ أن ﻳﻌﻈّﻤﻮﻩ آﻤ ﺎ آﺎﻧ ﺖ اﻷﻋﺠ ﺎم ﺗﻌﻈ ﻢ ﻣﻠ ﻮآﻬﻢ ،وآ ﺎن ﻳ ﺬآّﺮهﻢ داﺋﻤ ﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﺒﺪ ﷲ ﻣﺜﻠﻬﻢ .
واﻟﺴﻼم ﻓﻘﺪ ﺣﻄﻢ هﺬا آﻠ ﻪ ﺗﺤﻄﻴﻤ ﺎ ﺣ ﻴﻦ أرﺳ ﻞ آﺘﺒ ﻪ إﻟ ﻲ ه ﺆﻻء اﻟﻤﻠ ﻮك ﻳ ﺪﻋﻮهﻢ ﻓ ﻲ ﻲ إﻟﻴﻪ وﺑﺮﺳﺎﻟﺘﻪ إﻟﻲ اﻟﺪﺧﻮل ﺣَ ﻋﺒﺎرة ﻣﻮﺟﺰة ﺣﺎﺳﻤﺔ آﻠﻬﺎ ﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎء وﺑﺎﻟﺪﻳﻦ اﻟﺬي أُو ِ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،وإﻻ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﺘﺤﻤﻠ ﻮن وزر أﺗﺒ ﺎﻋﻬﻢ اﻟﻤﺴﺘﻀ ﻌﻔﻴﻦ .وﻗ ﺪ أﺧﺮﺟ ﺖ آﺴ ﺮي ﻃﻮْرﻩ هﺬﻩ اﻟﺠﺮأ ُة اﻟﺘﻲ ﺳﻮﻟﺖ ﻟﻤﺤﻤﺪ أن ﻳﻀ ﻊ اﺳ ﻤﻪ ﻗﺒ ﻞ اﺳ ﻤﻪ ه ﻮ اﻹﻣﺒﺮاﻃ ﻮر ﻋﻦ َ )(١٥٣ اﻟﺠﺒﺎر ،ﻓﻤﺰق اﻟﻜﺘﺎب وأرﺳﻞ إﻟﻲ ﻋﺎﻣﻠﻪ ﻋﻠﻲ اﻟﻴﻤﻦ أن ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺑﺮأس ﻣﺤﻤﺪ ،وهﻮ ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ ﺧﻄ ﻮرة اﻟﺨﻄ ﻮة اﻟﺘ ﻲ ﺧﻄﺎه ﺎ اﻟﺮﺳ ﻮل واﻟﺘ ﻲ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ ﺗﻔﺴ ﻴﺮهﺎ إﻻ ﺑﺄﻧ ﻪ رﺳ ﻮل ﻣ ﻮﺣﻲ إﻟﻴ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻤﺎء ،وإﻻ ﻣ ﺎ ﻓﻜ ﺮ ﻣﺠ ﺮد ﺗﻔﻜﻴ ﺮ ﻓ ﻲ إرﺳ ﺎل ﺧﻄ ﺎب إﻟ ﻲ آﺴﺮي أو هﺮﻗﻞ أو ﻣﻘﻮﻗﺲ ﻣﺼﺮ وﻟﻮ ﻟﻌﺮض ﺧﺪﻣﺎﺗﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ).(١٥٤ ﻋﻠﻲ أن ﺛﻤﺔ ﻣﻘﻴﺎﺳﺎ ﻧﻔﺴﻴﺎ ﺁﺧﺮ ﻳﻘﺎس ﺑﻪ ﺻﺪﻗﻪ ﻋﻠﻴﻪ أﻓﻀﻞ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم وأﻣﺎﻧﺘﻪ هﻮ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﻘﻠﺐ ﻗﻂ ﻋﻠﻲ أﺣ ٍﺪ ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ ،وآﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﻘﺾ واﺣﺪ ﻣﻦ أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﻟﻢ ﻳﺘﻨﻜ ﺮ ﻟ ﻪ أو ﻳﻐﻴ ﺮ رأﻳ ﻪ ﻓﻴ ﻪ وﻟ ﻮ ﺑﻌ ﺪ وﻓﺎﺗ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺑﻌﺸ ﺮات اﻟﺴ ﻨﻴﻦ .إن ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ أن ﻳﺤﺘﻔﻆ آﺎذب ﻣﺨ ﺎدع ﺑﻤﺜ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺼ ﺪاﻗﺎت اﻟﻨ ﺎدرة اﻟﻤﺘﻨﻮﻋ ﺔ آ ﺄﺑﻲ ﺑﻜ ﺮ ﻲ وﺧﺎﻟﺪ وﻋﻤﺮو وأﺑ ﻲ ﻣﻮﺳ ﻲ اﻷﺷ ﻌﺮي وأﺑ ﻲ ذر وﻋﻤﺮ وﻋﺜﻤﺎن وﻋﻠﻲ وﻣﻌﺎوﻳﺔ وأﺑ ّ وأﺑﻲ هﺮﻳﺮة وﻣﺌﺎت ﻏﻴﺮهﻢ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﺷﻮا ﻋﻠﻲ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻨﻪ واﺳﺘﺤﻘﻮا أن ﻧﻘﻮل ﻋﻨﻬﻢ إﻧﻬﻢ أﺻﺤـﺎﺑﻪ) أﺻﺤﺎﺑﻪ ﺑﻤﻌﻨﻲ » أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ « ،ﻻ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻲ اﻻﺻﻄﻼﺣﻲ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ،ﻓﻬﺬﻩ ﺗﺸﻤﻞ ﻋﺸﺮات اﻷﻟﻮف( .إﻧﻨﺎ ﻧﺮي اﻟﺤﺎآـﻢ أو اﻟﺰﻋﻴـﻢ ﻣ ﻦ ه ﺆﻻء ﻓ ﻲ اﻟﻤﺎﺿ ﻲ أو ﻓ ﻲ اﻟﺤﺎﺿﺮ ﻻ ﻳﻜﺎد أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﻤﺮ ﻳ ﻮم ﻋﻠﻴ ﻪ ﻣ ﻦ ﻏﻴ ـﺮ أن ﺗﺴ ـﻮء اﻟﻌﻼﻗ ﺔ ﺑﻴﻨ ﻪ وﺑ ﻴﻦ ه ـﺬا أو ذاك ﻣﻤﻦ وﻗﻔﻮا ﻣﻌﻪ وﺁزروﻩ وَأ َﺗﻮْا ﺑﻪ إﻟﻲ اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻴﻨﻘﻠﺐ أﺣﺪهﻤﺎ ﻋﻠﻲ اﻵﺧ ﺮ ،أﻣ ﺎ ﻣ ﻊ ﺼ ﺪِﻳﻖ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﻜ ﻮن ﻣ ﺰورا ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺗﻤﺎم اﻻﺧ ﺘﻼف .وﻣﺜ ﻞ ه ﺬا اﻟ ﱠ آﺬاﺑﺎ).(١٥٥ ﻦ ﻣﻦ وﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻋﻦ أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻳﻘﺎل ﻋﻦ زوﺟﺎﺗﻪ ،ﻓﻘﺪ آﺎن رﻗﻴﻘ ﺎ ﻣﻌﻬ ﻦ ﺟﻤﻌ ﺎوات ،و ُآ ﱠ ﺟﺎﻧﺒﻬﻦ ﻳﺤﺒﺒﻨﻪ ﺣﺒﺎ ﺟ ّﻤ ﺎ و َﻳ َﻐ ﺮْن ﻋﻠﻴ ﻪ ،وﺑﺎﻟ ﺬات ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ،اﻟﺘ ﻲ آﺎﻧ ﺖ أﺻ ﻐﺮهﻦ ﺳ ﻨﺎ واﻟﻌﺬراء اﻟﻮﺣﻴﺪة ﺑﻴﻨﻬﻦ .آﻤﺎ آﻦ ﻣﻦ أﺷﺪ أﺗﺒﺎﻋﻪ ﺗﻤﺴ ﻜﺎ ﺑﺎﻟ ﺪﻳﻦ ﻋﺒ ﺎدة وأﺧﻼﻗ ﺎ وآﺮﻣ ﺎ ورﻓﻘﺎ ﺑﺎﻟﻤﺴ ﺎآﻴﻦ ،ﺳ ﻮاء ﻓ ﻲ ﺣﻴﺎﺗ ﻪ أو ﺑﻌ ﺪ ﻣﻤﺎﺗ ﻪ .أو ﻟ ﻴﺲ ﻋﺠﻴﺒ ﺎ أن ﻳﺤﻈ ﻲ ﺑﺤ ﺒﻬﻦ آﻠﻬﻦ ﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﻨﺤﻮ رﻏﻢ أﻧﻬﻦ آﻦ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﻦ اﻷوﻗﺎت ﺗﺴﻌﺎ ،ورﻏﻢ اﺧﺘﻼﻓﻬﻦ ﺳ ِﻨـﱠﺎ ﻦ أو آ ﺎن ﺑﻌﻀ ﻬﻦ ﻋﻠ ﻲ اﻷﻗ ﻞ وﺑﻴﺌﺔ وﺷﻜﻼ ودﻳﻨﺎ ؟ ﺗﺮي ﻟﻮ آﺎن آﺎذﺑﺎ ﻣﺨ ﺎﺗﻼ أﻓﻤ ﺎ ُآ ﱠ ﺳﻴﻠﺤﻈﻦ ذﻟﻚ ؟ وﻋﻨﺪﺋﺬ َأوَﻣﺎ ُآﻦﱠ ﺳﻴﺘﻤﺮدن ﻋﻠﻴﻪ أو ﺗﺘﻨﺎﺛﺮ ﻣﻦ أﻓ ﻮاهﻦ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻜﻠﻤ ﺎت هﻨﺎ أو هﻬﻨﺎ ﻳﻌﺒّﺮن ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ارﺗﻴﺎﺑﻬﻦ ﻓﻴﻪ وﻟﻮ ﺑﻌﺪ وﻓﺎﺗﻪ ،وﺑﺨﺎﺻ ﺔ أﻧﻬ ﻦ آ ﻦ ﺿ ﺮاﺋﺮ؟ ﻟﻘ ﺪ ﺑﻠ ﻎ ﻣ ﻦ ﺣ ﺒﻬﻦ ﻟ ﻪ أن رﻓﻀ ﻦ ﺟﻤ ﻴﻌﻬﻦ رﻓﻀ ﺎ ﺑﺎﺗ ﺎ أن ﻳﻄﻠﻘﻬ ﻦ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺣ ﻴﻦ ﻋﺮض ﻋﻠﻴﻬﻦ ذﻟﻚ إﺛﺮ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻬﻦ ﻟﻪ ﺑﺄن ﺗﻜﻮن ﺣﻴﺎﺗﻬﻦ ﻣﻌﻪ أرﻓﻪ ﻗﻠ ﻴﻼ .وآﻠﻨ ﺎ ﻳﻌ ﺮف آﻴﻒ آﺎن ﺗﻘﺸﻒ ﺣﻴﺎة اﻟﺮﺳﻮل ! وﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺣﺐ أم ﺣﺒﻴﺒﺔ ﻟﻪ ،ﻋﻠﻴﻬ ﺎ رﺿ ﻮان اﷲ ،أﻧﻬ ﺎ ت ﺑﻔﺮاﺷﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم أن ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻴﻪ أﺑﻮه ﺎ أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ،اﻟ ﺬي ﻟ ﻢ ﺗﻜ ﻦ رأﺗ ﻪ ﻣﻨ ﺬ َر َﺑَﺄ ْ أﻋﻮام ﺑﻌﺪ ﻏﺮﺑﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﻼد اﻟﻨﺠﺎﺷﻲ وﻣﻮت زوﺟﻬ ﺎ اﻷول ﻓ ﻲ اﻟﻤﻬﺠ ﺮ ،ﻓﻄ ﻮت ) (١٥٣اﺑﻦ هﺸﺎم ، ٦٣-٦٢ /١/وإرﻓﻨﺞ . ١٣٢/ ) (١٥٤اﻧﻈـﺮ ﺗﻌﻠﻴـﻖ آﺎرﻻﻳـﻞ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ »اﻷﺑﻄﺎل« ) ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﺒﺎﻋﻲ ( . ٩٢ / ٢ / ) (١٥٥واﻧﻈﺮ إﻟﻲ ﺗﻮﺻﻴﺘﻪ ﺑﺎﻷﻧﺼﺎر ﺧﻴﺮا وهﻮ ﻓﻲ ﻣﺮﺿﻪ اﻷﺧﻴﺮ )اﺑﻦ هﺸﺎم .( ٢١٩ / ٤ /
اﻟﻔﺮاش ﻋﻨﻪ وﺟﺒﻬﺘﻪ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺣ ﻴﻦ ﺣ ﺎول أن ﻳﺨ ﺪع ﻧﻔﺴ ﻪ ﺑﺄﻧﻬ ﺎ إﻧﻤ ﺎ رﺑ ﺄت ﺑ ﻪ ه ﻮ أن ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻴﻪ). (١٥٦وأﻋﺠﺐ ﻣﻦ ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﺷ ﺎﺑﺎ وﻻ آﺎﻧ ﺖ ﺣﻴﺎﺗ ﻪ ﻓ ﻲ ﺑﻴﺘﻪ ،آﻤﺎ ﻗﺪﻣﻨﺎ ،ﻟﻴﻨﺔ ﺑﻠﻪ ﻣﺘﺮﻓﺔ). (١٥٧ﺛﻢ ﺗﺄﺗﻲ ﻋﺠﻴﺒﺔ اﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ! ﻟﻘﺪ ﻧﺰل اﻟﻮﺣﻲ ﻳﺤﺮّم ب ،ﻓﻠ ﻢ ﺗﻨ ﺒﺲ اﻟ ﺰواج ﻋﻠ ﻲ ه ﺆﻻء اﻟﺰوﺟ ﺎت ﺟﻤﻌ ﺎوات إﻟ ﻲ اﻷﺑ ﺪ ،وﻣﻌﻈﻤﻬ ﻦ ﺷ ﻮا ّ واﺣﺪة ﻣﻨﻬﻦ ﺑﺒﻨﺖ ﺷﻔﺔ ﺗﺬﻣﺮا .ﺛﻢ ﻣﺎت اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﺑﻘﻠﻴ ﻞ ﻓﻠﻢ ﺗﻔﻠﺖ ﻣﻦ ﻓﻢ واﺣﺪة ﻣﻨﻬﻦ وﻟﻮ ﻋﻔﻮا آﻠﻤ ٌﺔ ﺗ ﻨﻔّﺲ ﺑﻬ ﺎ ﻋ ﻦ ﺿ ﻴﻘﻬﺎ ﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﺤﺮﻣ ﺎن اﻟﺬي آﺘﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ إﻟﻲ ﺁﺧﺮ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ .ﻟ ﻮ أن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻣ ﺎت وه ﻮ ﺷ ﺎب ﻟﻘﻠﻨ ﺎ :ﻟﻘ ﺪ اﻣﺘ ﺜﻠﻦ ﻏ ُﺘﻀِﺮ ! ﻟﻮ أﻧﻬﻦ ﻋﺸﻦ ﻣﻌﻪ ﻋﻴﺸﺔ ﻣﺘﺮﻓﺔ ﻟﻘﻠﻨ ﺎ :إﻧﻬ ﻦ ﻟﻬﺬا اﻟﺘﺤﺮﻳﻢ وﻓﺎ ًء ﻟﺸﺒﺎﺑﻪ اﻟﺬي ا ْ ﺳﻴﻌﺸﻦ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻟﻬﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﻋﻠﻲ ذآﺮي اﻷﻳﺎم اﻟﻨﺎﻋﻤ ﺔ ! ﻟ ﻮ أﻧﻬ ﻦ أﻧﺠ ﺒﻦ ﻣﻨ ﻪ ﻟﻘﻠﻨ ﺎ : إﻧﻬ ﻦ ﺳﻴﺨﺼﺼ ﻦ ﺣﻴ ﺎﺗﻬﻦ اﻟﺒﺎﻗﻴ ﺔ ﻟﺘﺮﺑﻴ ﺔ اﻷوﻻد ،وﺳ ﻮف ﻳﺠ ﺪن ﻓ ﻲ إﻏ ﺪاق اﻟﺤﻨ ﺎن ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺗﻌﻮﻳﻀًﺎ ﻋﻦ ﻓﻘﺪان اﻟﺰوج ! ﻟﻮ أﻧﻪ ورﺛﻬﻦ ﻣﺎﻻ ﻋﺮﻳﻀﺎ ﻟﻘﻠﻨﺎ :ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻠﻦ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻤﺎل ﺳﻠﻮﺗﻬﻦ ! ﻟﻜ ﻦ ﺷ ﻴﺌﺎ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ .وﻗ ﺪ ﻋﺸ ﻦ ﺟﻤ ﻴﻌﻬﻦ ﺑﻌ ـﺪﻩ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻣﺎﻋﺪا زﻳﻨﺐ أم اﻟﻤﺴﺎآﻴﻦ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﻬ ﺎ ،وﺑﻌﻀ ﻬﻦ اﻣﺘ ﺪت ﺣﻴ ﺎﺗﻬﻦ ﺑﻌ ﺪﻩ ﻋﺸ ﺮات )(١٥٨ اﻟﺴ ﻨﻴﻦ ،ﻣﺜ ﻞ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ،اﻟﺘ ﻲ ﻇﻠ ﺖ ﻋﻠ ﻲ ﻗﻴ ﺪ اﻟﺤﻴ ﺎة ﺑﻌ ﺪﻩ ﺗﺴ ﻌﺔ وأرﺑﻌ ﻴﻦ ﻋ ﺎم )(١٥٩ وﺻ ﻔﻴﺔ ،اﻟﺘ ﻲ ﻣﺎﺗ ﺖ ﻓ ﻲ ﺧﻼﻓ ﺔ ﻣﻌﺎوﻳ ﺔ ﺑﻌ ﺪ أن ﻋﺎﺷ ﺖ ﺑﻌ ﺪﻩ أرﺑﻌ ﻴﻦ ﻋﺎﻣ ﺎ ، ﺴﻤَﻊ ﻋ ﻦ واﺣ ﺪة ﻣ ﻨﻬﻦ وﻟ ﻮ وﻣﻴﻤﻮﻧﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻻﻗﺖ رﺑﻬﺎ ﺳﻨﺔ ٣٦أو ٦٦هـ) ، (١٦٠ﻓﻠﻢ ُﺗ ْ هﻤﺴﺔ رﻳﺒﺔ ،ﻓﻬﻞ ُﻳ ْﻌﻘَﻞ أن ﻳﻠﺘﺰﻣﻦ آﻠﻬﻦ ﺑﻬﺬا اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﻤﻘﺼ ﻮر ﻋﻠ ﻴﻬﻦ وﺣ ﺪهﻦ ﻣ ﻦ ﺑﻴﻦ ﻧﺴﺎء اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺟﻤﻌﺎوات ﻟﻮ أﻧﻬﻦ ارﺗﺒﻦ ﻓﻲ ﻣﺤﻤﺪ ذرة ﻣﻦ ارﺗﻴﺎب ؟ أﻳﺮﺿ ﻴﻦ أن ﻳﺤﺮﻣﻦ أﻧﻔﺴﻬﻦ هﺬا اﻟﺤﺮﻣﺎن اﻟﻘﺎﺳﻲ اﻟﺬي اﻣﺘﺪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪد ﻣﻨﻬﻦ ﻋﺸﺮات اﻟﺴ ﻨﻴﻦ ، ﻦ ،ﻟﻤﺠﺮد ﺗﺸﺮﻳﻊ اﺧﺘﺮﻋ ﻪ زوج آ ﺬاب وﻗﺪ آﺎن ﻣﻌﻈﻤﻬﻦ)آﻤﺎ ﻗﻠﺖ( ﺷﺎﺑﺎت ﺣﻴﻦ ﺗﺄ ﱠﻳ ْﻤ َ ﻓﻼ ﻳﺘﺨﺬن اﻟﻌﺸﺎق) (١٦١أو ﻋﻠﻲ اﻷﻗ ﻞ ﻳﻬ ﺮﺑﻦ إﻟ ﻲ ﺧ ﺎرج اﻟ ﺒﻼد ؟ وﻟﻬ ﻦ ﻓ ﻲ ﺟﺒﻠ ﺔ ﺑ ﻦ اﻷﻳﻬﻢ ﺣﻴﻦ هﺮب ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ إﻟﻲ ﺑﻼد اﻟﺮوم وﺗﻨﺼّﺮ هﻨﺎك أﺳ ﻮة .وﻻ ﺷ ﻚ أن ﻣﻠ ﻮك اﻟﺒﻼد اﻟﺘﻲ ﺣﻮل ﺟﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮب آﺎﻧﻮا ﺳ ﻴﺮﺣﺒﻮن ﺑﻬ ﻦ آ ﻞ اﻟﺘﺮﺣﻴ ﺐ ،إن ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻣ ﻦ ) (١٥٦اﺑﻦ هﺸﺎم .٢٧ / ٤ / ﺣ َﻴﻲّ ،إذ ﻟﻢ ﺗﺄﺳﻒ وﻟﻮ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻋﻠﻲ زوﺟﻬﺎ ،اﻟﺬي أﻣﺮ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﻘﺘﻠ ﻪ ، ) (١٥٧ﻗﺎرن ذﻟﻚ ﺑﺼﻔﻴﺔ ﺑﻨﺖ ُ وآﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﺎ زوﺟ ﺎ ،رﻏ ﻢ أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻣ ﻦ ﺳ ﺎدة ﻗﻮﻣ ﻪ ورﻏ ﻢ ﻏﻨ ﺎﻩ وﺗﺮﻓ ﻪ وﺷ ﺒﺎﺑﻪ ) اﻟﺸ ﻮآﺎﻧﻲ / ﻣﺠﻠ ﺪ / ٤ج / ٨ص .(٥١وﻗ ﺎرن أﻳﻀ ﺎ ﺑﻬﻨ ﺪ زوﺟ ﺔ أﺑ ﻲ ﺳ ﻔﻴﺎن ،ﻓﻘ ﺪ اﺳ ﺘﻘﺒﻠﺘﻪ ﻳ ﻮم اﻟﻔ ﺘﺢ أﺳ ﻮأ اﺳﺘﻘﺒﺎل وأهﺎﻧﺘﻪ ﺑﺎﻟﻜﻼم اﻟﻤﺴﻤﻮم ﺣﻴﻨﻤـﺎ أﻗﺒـﻞ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﺮﺳـﻮل ﻳﻄﻠﺐ ﻣ ﻦ أه ﻞ ﻣﻜ ﺔ ﻋ ﺪم اﻟﺘﺼ ﺪي ﻟﺠ ﻴﺶ ﻣﺤﻤ ﺪ ) اﺑ ﻦ هﺸ ﺎم ، (٣٤ / ٤ /وآ ﺬﻟﻚ زوﺟ ﺔ اﻷﺳ ﻮد اﻟﻌﻨﺴ ﻲ ،اﻟﺘ ﻲ اﻧﻘﻠﺒ ﺖ ﻋﻠﻴ ﻪ ، وﺳﺎﻋﺪت اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ ) إرﭬﻨﺞ .( ١٨٢ / ) (١٥٨اﻧﻈﺮ »ﺗﺄوﻳﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺤﺪﻳﺚ « ﻻﺑﻦ ﻗﺘﻴﺒﺔ . ٣٨ / ) (١٥٩د .هﻴﻜﻞ ، ٣٩٢ /وإرﻓﻨﺞ . ١٣١وﻻﺣﻆ أﻧﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﻳﻬﻮدﻳﺔ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺴﻠﻢ ،آﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﺑﻨﺖ ﺳﻴﺪ ﺣ َﻴﻲّ ﺑﻦ أﺧﻄ ـﺐ ،ﻓﻜﺎﻧ ﺖ ﺟ ﺪﻳﺮة أن ﺗﻜﺸ ﻒ آ ﺬب ﻣﺤﻤ ﺪ ﺑﺴ ﻬﻮﻟﺔ ﻟ ﻮ أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻗﻮﻣﻬﺎ ُ آﺎذﺑ ﺎ ،وﺑﺨﺎﺻ ﺔ أﻧ ﻪ ﺗﺰوﺟﻬ ﺎ ﺑﻌ ﺪ أن أﻣ ﺮ ﺑﻘﺘ ﻞ زوﺟﻬ ﺎ ) اﺑ ﻦ هﺸ ﺎم (٢١٧،٢١٩/٣/وآﺎﻧ ﺖ ﻗ ﺪ وﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﻧﺼﻴﺐ أﺣﺪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺳﺒﻲ ﺧﻴﺒﺮ ،ﻓﺄﻋﺘﻘﻬﺎ رﺳﻮل اﷲ وﺗﺰوﺟﻬﺎ . ) (١٦٠اﺑﻦ هﺸﺎم ٦ / ٤ /ﺑﺎﻟﻬﺎﻣﺶ . ) (١٦١وآ ﺎن ﺑﺎﺳ ﺘﻄﺎﻋﺔ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﺣﻴﻨﺌ ﺬ أن ﺗﺴ ﺘﻐﻞ وﺟ ﻮد أﺑﻴﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻗﻤ ﺔ اﻟﺴ ﻠﻄﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻟﺠﺪﻳ ﺪة ﺑﻮﺻﻔﻪ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻓﺘﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻬﺎ .آﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﺣﻔﺼﺔ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻧﻔ ﺲ اﻟﺸ ﻲء ﻓ ـﻲ ﻋﻬ ﺪ أﺑﻴﻬ ـﺎ ،اﻟ ﺬي ﺗﻮﻟﻲ اﻟﺨﻼﻓﺔ ﺑﻌﺪ وﻓﺎة اﻟﺮﺳﻮل ) زوﺟﻬﺎ ( ﺑﺴﻨﺘﻴﻦ ،وﺑﻘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺸﺮة أﻋﻮام .
أﺟ ﻞ ﺷ ﻲء ﻓﻤ ﻦ أﺟ ﻞ اﺳ ﺘﻐﻼﻟﻬﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺪﻋﺎﻳ ﺔ ﺿ ﺪ اﻟ ﺪﻳﻦ اﻟﺠﺪﻳ ﺪ اﻟ ﺬي اﺑﺘ ﺪأ ﻳﻬ ﺪد ﻋﺮوﺷﻬﻢ).(١٦٢ واﻵن ﺑﻌﺪ أﺛﺒﺘﻨ ﺎ أن ﻣﺤﻤ ﺪا ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أﺑ ﺪًا أن ﻳﻜ ﻮن آﺎذﺑ ﺎ ،وﺑﻌ ﺪ اﻟﺘﺤﻠ ﻴﻼت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴ ﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﻤﻄﻮﻟﺔ واﻟﻤﻔﺼﻠﺔ اﻟﺘﻲ أﺛﺒﺘﻨﺎ ﺑﻬﺎ ذﻟﻚ ﻋﻠﻲ ﻧﺤ ﻮ ﻗ ﺎﻃﻊ ﻻ ﻳﺤﺘﻤ ﻞ ﻟﺠﺎﺟ ﺔ وﻻ ﺗﺮددا ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺳﻮف ﻧﻌ ّﺪ ﻣﺎ ﻣ ّﺮ آﻠﻪ آﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ،وﺳ ﻨﻘﻠﺐ اﻟﻮرﻗ ﺔ ﻋﻠ ﻲ وﺟﻬﻬ ﺎ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ﻟﻨﺮي إن ﺻﺤﺖ اﻟﺘﻬﻤﺔ ،وهﺬا ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ،آﻴ ﻒ أﻟ ﻒ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻗﺮﺁﻧ ﻪ اﻟﻤﺰﻳ ﻒ وﻣ ﻦ أﻳ ﻦ اﺳﺘﻘﺎﻩ ،وﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ أﻋﺎﻧﻮﻩ .أﻟﻢ ُﻳﺘﱠﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻣﻦ أﻋـﺪاﺋﻪ ﻣﻨﺬ أن دﻋﺎ إﻟﻲ دﻳﻦ اﷲ ﺣﺘﻲ اﻵن ﺑﺄﻧﻪ أﺧﺬﻩ ﻋﻦ ﻗﻮم ﺁﺧﺮﻳﻦ ؟ ﻟﻘ ﺪ اﺗﻬﻤ ﻪ آﻔ ﺎر ﻣﻜ ﺔ ﺑﺄﻧ ﻪ إﻧﻤ ﺎ ﻳﻌﻠﻤ ﻪ ﺑﺸ ﺮ ،وأن اﻟ ﻮﺣﻲ ﻣ ﺎ ه ﻮ إﻻ أﺳ ﺎﻃﻴﺮ اﻷوﻟ ﻴﻦ اآﺘﺘﺒﻬ ﺎ). (١٦٣ﻓﺄﻣ ﺎ اﻟﺘﻬﻤ ﺔ اﻷوﻟ ﻲ ﻓ ﺈن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻳﺪﺣﻀ ﻬﺎ ﻋﻠ ﻲ أﺳ ﺎس أن ذﻟ ﻚ اﻟﻤﻌﱢﻠ ﻢ اﻟﻤﺰﻋﻮم آﺎن أﻋﺠﻤ ﻲ اﻟﻠﺴ ﺎن ،إذ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﻣ ﻦ اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ إﻻ ﻣ ﺎ ﻳﻘ ﻮم ﺑﺤﺎﺟﺎﺗ ﻪ اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ،وﻣ ﻦ ﺛ ﻢ ﻓﻤﻈﻨ ﺔ ﻣﻨﺎﻗﺸ ﺘﻪ واﻷﺧ ﺬ واﻟ ﺮد ﻣﻌ ﻪ ﻣ ﻦ ِﻗ َﺒ ﻞ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ) . (١٦٤وﻟﻮ آﺎن رد اﻟﻘﺮﺁن ﻋﻠﻲ هﺬﻩ اﻟﺘﻬﻤﺔ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ﻟﻤﺎ ﺳﻜﺖ اﻟﻜﻔﺎر ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻞ ﻓﻨّﺪوﻩ ،وﻋﻨﺪﺋﺬ آﺎن اﻟﻘﺮﺁن ﺳﻴﺴﺠﻞ اﻟﺘﻔﻨﻴﺪ وﻳﺮد ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺪورﻩ آﻤﺎ هﻲ ﻋ ﺎدة اﻟ ﻮﺣﻲ ل ﺑﻪ إﻻ ﺣﻔﻈﺘﻪ ﺁﻳﺎﺗ ﻪ ،ﻓﻤﺎ ﻣﻦ ﺷﻲء رﻣﻲ اﻟﻜﻔﺎر أو ﻏﻴﺮهﻢ ﻣﻦ أﻋﺪاء اﻹﺳﻼم اﻟﺮﺳﻮ َ ،ﻟﻢ ﻳﺸﺬ أي ﺷﻲء ﻋﻦ هﺬا .آﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻤﻼﺣ ﻆ أن اﻟﻜﻔ ﺎر ﻟ ﻢ ﻳﺤ ﺪدوا ﺷ ﻴﺌﺎ ﺑﻌﻴﻨ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻘﺮﺁن ﻗﺪ ﺗﻌﻠﻤﻪ ﻣﻦ هﺆﻻء ،وإﻧﻤﺎ هﻮ آﻼم ﻋﺎم ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺴﺤﺔ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﻮﻳﺶ ﻋﻠﻲ اﻟﺪﻋﻮة اﻟﺠﺪﻳﺪة ورﺳﻮﻟﻬﺎ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم .وإن اﻟ ﺬي ﻋﻨ ﺪﻩ دﻟﻴ ﻞ ﻻ ﻳﻜﺘﻔ ﻲ أﺑ ﺪا ﺑﻤﺜ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺘﻬﻤ ﺔ ،ﺑ ﻞ ﻳﻘﺼ ﺪ ﻗﺼ ﺪا إﻟ ﻲ اﻟﺘﺤﺪﻳ ﺪ ،وﻳ ﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﺸ ﻬﻮد ،وﻳﻌ ﻴﻦ اﻟﺰﻣ ﺎن واﻟﻤﻜ ﺎن ) (١٦٢اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ آﻴﻒ ﺳﺎرع ﻣﻠﻚ ﻏﺴ ﺎن ﻓﺄرﺳ ﻞ إﻟ ﻲ آﻌ ﺐ ﺑ ﻦ ﻣﺎﻟ ﻚ ،ﺣ ﻴﻦ ﻋﻠ ﻢ ﺑﻐﻀ ﺐ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺘﺨﻠﻔﻪ ﻋﻦ ﻏﺰوة ﺗﺒـﻮك وﻣﻘﺎﻃﻌـﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤـﻴﻦ ﻟﻪ ،آﺘﺎﺑـﺎ ﻓﻲ ﺷﻘﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺤﺮﻳ ﺮ ﻳ ﺪﻋﻮﻩ ﻓﻴ ﻪ إﻟ ﻲ اﻟﻠﺤ ﺎق ﺑ ﻪ ﻟﻴﻜﺮﻣ ﻪ وﻳﻮاﺳ ﻴﻪ ) اﺑ ﻦ هﺸ ﺎم .(١٣٢ /٤ /إن ه ﺬا اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ﻣ ﻦ زوﺟ ﺎت اﻟﺮﺳ ﻮل ﻟ ﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻲ آﺬب ﻣﺎ ﻻآﻪ اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮن وآﺜﻴﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ ﻋ ﻦ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ رﺿ ﻮان اﷲ ،ﻓﻘ ﺪ ﻋﺎﺷ ﺖ ﺗﺴﻌﺔ وأرﺑﻌﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺮﺳﻮل ،وآﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻋﺰ ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ ﺣﻴﻦ وﻓﺎﺗﻪ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺆﺧ ﺬ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ أدﻧ ﻲ ﺷ ﻲء ،وﻟﺪﻟﻴﻞ أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻲ آﺬب ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻋﻦ زﻳﻨﺐ ﺑﻨﺖ ﺟﺤﺶ ﻣ ﻦ أﻧﻬ ﺎ ﻣ ﺎ آ ﺎدت ﺗﺴ ﻤﻊ ﺗﻤﺘﻤ ﺎت اﻟﺮﺳ ﻮل وهﻮ ﻣﻨﺼﺮف ﻋﻨﻬﺎ ﺣﺘﻲ اﻧﻘﻠﺒﺖ ﻋﻠﻲ زوﺟﻬﺎ وﻧﻐﺼﺖ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻋﻴﺸ ﻪ ﻟﺘﺘ ﺰوج ﻣﺤﻤ ﺪا اﻟﻤﻌﺠ ﺐ ﺑﻬ ﺎ ، إذ إن ﻣﻦ ﺗﺘﺼﺮف هﻜﺬا ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﺗﺼ ﺒﺮ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺤﺮﻣ ﺎن ﻣ ﻦ اﻟﺮﺟ ﻞ واﻟﻮﻟ ﺪ ﻣﻌ ﺎ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻌﻤ ﺮ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات ،وهﻲ اﻟﻤﺪة اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ وﻓﺎة اﻟﺮﺳﻮل .وهﺬﻩ ﺷﻬﺎدة اﺛﻨﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺿ ﺮاﺋﺮهﺎ ﻓﻴﻬ ﺎ : ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ » :ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻣ ﺮأة ﺧﻴ ﺮا ﻣﻨﻬ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟ ﺪﻳﻦ ،وأﺗﻘ ﻲ ﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ ،وأﺻ ﺪق ﺣ ﺪﻳﺜﺎ ،وأوﺻ ﻞ ﻟﻠ ﺮﺣﻢ ،وأﻋﻈ ﻢ ﺻ ﺪﻗﺔ « ،وﻗﺎﻟ ﺖ أم ﺳ ﻠﻤﺔ » :آﺎﻧ ﺖ ﺻ ﺎﻟﺤﺔ ،ﺻﻮاﻣ ـﺔ ﻗﻮاﻣ ﺔ ،ﺗﻌﻤ ـﻞ ﺑﻴﺪﻳﻬ ـﺎ وﺗﺘﺼ ﺪق ﺑ ﺬﻟﻚ آﻠ ﻪ ﻋﻠ ـﻲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴ ـﻦ « .اﻧﻈ ـﺮ »اﻟﻘ ﺎﻣﻮس اﻹﺳ ﻼﻣﻲ « ﻷﺣﻤ ﺪ ﻋﻄﻴ ﺔ اﷲ ) ﻣ ﺎدة »زﻳﻨﺐ ﺑﻨﺖ ﺟﺤﺶ«(. ) (١٦٣اﻟﻨﺤﻞ ، ١٠٣ /واﻟﻔﺮﻗﺎن ٤ /ـ . ٥ ) (١٦٤اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﺑ ﻦ آﺜﻴ ﺮ واﻟﺰﻣﺨﺸ ﺮي واﻟﺒﻴﻀ ﺎوي ﻟﻶﻳ ﺔ ١٠٣ /ﻣ ﻦ ﺳ ﻮرة »اﻟﻨﺤ ﻞ«» : ﻲ ﻣُﺒﻴﻦ « .واﻧﻈﺮ آﺬﻟﻚ ﻲ ،وهﺬا ﻟﺴﺎن ﻋﺮﺑ ﱞ وﻗﺎﻟﻮا إﻧﻤﺎ ُﻳ َﻌﻠﱢﻤﻪ َﺑﺸَﺮ .ﻟﺴﺎن اﻟﺬي ُﻳ ْﻠﺤِﺪون إﻟﻴﻪ أﻋﺠﻤ ﱞ ﻚ اﻓﺘ ﺮاﻩ وأﻋﺎﻧ ﻪ ن ه ﺬا إﻻ ِإ ْﻓ ٌ ﺗﻔﺴﻴﺮهﻤﺎ ﻟﻶﻳﺔ ٤ /ﻣﻦ ﺳ ﻮرة »اﻟﻔﺮﻗ ﺎن « »:وﻗ ﺎل اﻟ ﺬﻳﻦ آﻔ ﺮوا ِ :إ ْ ﺞ ﻋﻠﻴﻪ َﻗ ْﻮ ٌم ﺁﺧَﺮون « .وﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن اﻟﻘﺮﺁن ﻟﻢ ﻳﺒﺎل ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳ ﺔ ﺑ ﺎﻟﺮد ﻋﻠ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺘﻬﻤ ﺔ ،ﻓﻠﻤ ﺎ ﻟ ّ اﻟﻜﻔﺎر ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻨﺪهﺎ وﺑﻴﻦ ﻋُﻮارهﺎ ﻓﻲ ﺳﻮرة »اﻟﻨﺤﻞ« ،اﻟﺘﻲ ﻧﺰﻟﺖ ﺑﻌﺪ »اﻟﻔﺮﻗﺎن« .
واﻟﻈﺮوف اﻟﺘﻲ ﻻﺑﺴﺖ اﻟﻮاﻗﻌﺔ .وﻟﻴﺲ ﺷﻲء ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﻲ آﻼم اﻟﻜﻔﺎر .أﻣﺎ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻗﻴ ﻞ إن اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻗﺪ ا ﱡﺗ ِﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻢ ﻋﻠﻲ أﻳﺪﻳﻬﻢ ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﻦ أﺳﻠﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺈن إﺳﻼﻣﻪ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻲ آﺬب هﺬﻩ اﻟﺘﻬﻤﺔ ،إذ ﻻ ﻳﻌﻘﻞ أن ﻳﺘﺎﺑﻊ اﻷﺳ ﺘﺎ ُذ ﺗﻠﻤﻴ ﺬَﻩ ﻓﻴﻤ ﺎ ﻋﻠﻤ ﻪ إﻳ ﺎﻩ وﻳﻜ ﺘﻢ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺑﻼ أي ﺳﺒﺐ ،ﻓﺈن رﺳﻮل اﷲ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﻮﻗ ﺖ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﻤﻠ ﻚ ﻟﻐﻴ ﺮﻩ رﻏﺒ ﺔ وﻻ رهﺒﺔ). (١٦٥أﻣﺎ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﻠﻢ ﻓﻠﻤﺎذا ﺳﻜﺖ ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻀﺢ ﻣﺤﻤﺪا هﺬا اﻟﺬي ﺗﻌﻠ ﻢ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻣ ﺎ ﺗﻌﻠ ﻢ ﺛﻢ اﻧﻘﻠﺐ ﻓﺎدﻋﻲ أﻧﻪ ﻧﺒﻲ وﺧﻄّﺄ دﻳ ﻦ أﺳ ﺘﺎذﻩ ؟ وذﻟ ﻚ آﻠ ﻪ ﻋﻠ ﻲ ﻓ ﺮض أﻧ ﻪ آﺎﻧ ﺖ هﻨ ﺎك وﺳﻴﻠﺔ اﺗﺼﺎل ﻟﻐﻮﻳﺔ آﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﺄدﻳﺔ ﻣﻬﻤﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺔ هﺬﻩ ،وهﻮ اﻓﺘﺮاض ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ آﻤﺎ ﺳﺒﻖ أن ﺑﻴﻨّﺎ. أﻣﺎ اﻻﺗﻬﺎم اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﺈن اﻟﻤﻼﺣﻆ أن اﻟﻘﺮﺁن ﻻ ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﻞ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﻮﺳﻤﻪ ﺑﺎﻟﻈﻠﻢ واﻟﺰور ،ﻣﺆآﺪا أن اﻟﻮﺣﻲ ﻣﻨ ﺰل ﻣ ﻦ ﻋﻨ ﺪ اﷲ). (١٦٦أﻳ ﺎ ﻣ ﺎ آ ﺎن اﻷﻣ ﺮ ﻓﻠ ـﻮ آ ـﺎن ه ﺬا اﻻﺗﻬ ﺎم ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻟﺮددﻩ ﻋﺒﻴﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺟﺤﺶ ) اﻟﺬي ﺗﻨﺼﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﺒﺸﺔ ﺑﻌﺪ إﺳﻼﻣﻪ(ه ﻮ ورﺳ ﻮﻻ ﻗﺮﻳﺶ ﻋﻠﻲ ﻣﺴﺎﻣﻊ اﻟﻨﺠﺎﺷﻲ ﺣﻴﻦ ذهﺐ هﺬان ﻟﺘﺄﻟﻴﺒﻪ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻟﺪﻳ ﻪ ، أو ﻟﺮدﱠدﻩ أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن وﻣﻦ ﻣﻌﻪ أﻣ ﺎم هﺮﻗ ﻞ ﺣ ﻴﻦ ﺳ ﺄﻟﻬﻢ ﻋ ﻦ ﻣﺤﻤ ﺪ وﻋ ﻦ ﺻ ﻔﺎﺗﻪ .وﻗ ﺪ آﺎﻧﺖ هﺎﺗﺎن ﻓﺮﺻﺘﻴﻦ ﺛﻤﻴﻨﺘﻴﻦ ﻟﻠﺪﻋﺎﻳﺔ ﺿﺪ دﻋ ﻮة ﻣﺤﻤ ﺪ .ﺑﻴ ﺪ أن ﻗﺮﻳﺸ ﺎ آﺎﻧ ﺖ ﺗﻌ ﺮف أﻧﻬﺎ ﺗﻜﺬب وﺗﺘﻘﻮل رﻏﺒ ﺔ ﻣﻨﻬ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺘﺸ ﻮﻳﺶ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃ ﻞ ﻋﻠ ﻲ دﻋ ﻮة اﻹﺳ ﻼم ،وإﻻ ﻓ ﺈذا آﺎﻧﻮا ﺻﺎدﻗﻴﻦ ﻓِﻠ َﻢ ﺁﻣﻨ ﻮا ﺑﻤﺤﻤ ﺪ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ وﺣ ﺎرﺑﻮا أﻋ ﺪاء دﻳﻨ ﻪ وﻟ ﻢ ﻧﺴ ﻤﻊ أﺣ ﺪا ﻣ ﻨﻬﻢ ﺑﻌﺪهﺎ ﻗﻂ ﻳﺮدد هﺬﻩ اﻟﺘﻬﻤﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ وﻟﻮ ﻣﻦ ﺑﺎب اﺳﺘﻌﺎدة اﻟﺬآﺮﻳﺎت ؟ وهﻨﺎ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻬﻤﺔ ، ﻓﺈن اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻳﺰﻋﻤﻮن أن اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم آﺎن ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﺮاءة واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ .وهﻢ ﻳﺮﻳﺪون ﻣﻦ وراء ذﻟﻚ أﻧﻪ آﺎن ﻳﻘﺮأ اﻟﻜﺘ ﺐ اﻟﺴ ﻤﺎوﻳﺔ اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺔ وﻣ ﺎ إﻟ ﻲ ذﻟ ﻚ ،وأﻧ ﻪ ﻗ ﺪ ﺗﻌﻠ ﻢ ﻣﻨﻬ ﺎ .وه ﻮ َﻣ ﺰْﻋﻢ ﻣﺘﻬﺎﻓ ﺖ ،ﻓ ﺈن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻗ ـﺪ وﺻﻔ ـﻪ ﻓ ﻲ ﻣﻮﺿ ﻊ ﺑ ـ » اﻟﻨﺒ ﻲ اﻷﻣﻲ‹‹). (١٦٧آﻤﺎ أآﺪ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ أﻧ ﻪ ﻟ ـﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﺘﻠ ﻮ ﻗﺒ ﻞ ﻧ ﺰول اﻟﻘ ﺮﺁن ﻋﻠﻴ ﻪ ﻣ ﻦ آﺘﺎب أو ﻳﺨﻄ ﻪ ﺑﻴﻤﻴﻨ ﻪ). (١٦٨وﻟ ـﻮ آ ﺎن آ ﻼم اﻟﻘ ﺮﺁن ﻏﻴ ﺮ ﺻ ﺤﻴﺢ ﻟﻤ ﺎ ﺳ ﻜﺖ اﻟﻜﻔ ﺎر ، وﻟﺴﺠـﻞ اﻟﻘﺮﺁن ﻧﻔﺴﻪ آﺎﻟﻌﺎدة ردهﻢ ﻋﻠﻴﻪ .إن أﻟﻔﺮﻳﺪ ﺟﻴﻮم ﻣﺜﻼ ﻳﺸ ﻜﻚ ﻓ ﻲ أﻣﻴ ﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ،وﺣﺠﺘﻪ أن ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻌﻘﻮل أﻧﻪ آﺎن ﻳﻄﻤﺌﻦ إﻟﻲ أﺣﺪ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻲ ﻗﺮاءة اﻟﻔﻮاﺗﻴﺮ أﻳﺎم اﺷﺘﻐﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرة ،أو ﻓﻲ ﻗ ﺮاءة ﻣ ﺎ ﻳ ﺮد إﻟﻴ ﻪ ﻣ ﻦ رﺳ ﺎﺋﻞ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺻﺒﺢ ﻧﺒﻴﺎ .آﻤﺎ أن إﺣﺪي اﻟﺮوﻳﺎت اﻟﻤﺒﻜّﺮة ﺗﻌﺰو إﻟﻴﻪ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻳﻮم ﺻﻠﺢ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ .وهﻮ ﻳﻔﺴﺮ ﺁﻳﺔ » وﻣﺎ آﻨﺖ ﺗﺘﻠﻮ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﻣﻦ آﺘﺎب وﻻ ﺗﺨﻄﱡﻪ ﺑﻴﻤﻴﻨﻚ « ﺑﺄن اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑ ﺬﻟﻚ ه ﻮ آﺘ ﺐ اﻟﻴﻬ ﻮد واﻟﻨﺼ ﺎري ،وأن أﻣﻴﺘ ﻪ) إن ﺻ ﺢ ﻣ ﺎ ﺗﻘﻮﻟ ﻪ ه ﺬﻩ اﻵﻳ ﺔ( إﻧﻤ ﺎ ) (١٦٥اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺮاﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ . ) (١٦٦اﻟﻔﺮﻗﺎن . ٤ /واﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑـ »اآﺘﺘﺒﻬﺎ « هﻨﺎ أﻧﻪ »أﻣﺮ ﻣﻦ ﻳﻜﺘﺒﻬﺎ ﻟﻪ « .وﻟﻠﻔﻌ ﻞ ﻣﻌﻨ ﻲ ﺁﺧ ﺮ ، ﻲ .وﻗ ﺪ وهﻮ » آﺘﺒﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ« ،وﻟ ﻴﺲ ه ﻮ اﻟﻤ ﺮاد هﻨ ﺎ ،وإﻻ ﻟﻜ ﺎن رد اﻟﻘ ﺮﺁن أﻧ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم أﻣ ّ اﺳﺘﻌﻤﻞ اﺑﻦ اﺳﺤﺎق هﺬا اﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎﻩ اﻷول ﻋﻨﺪ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻦ وﻓﻮد ﺛﻘﻴﻒ ﻋﻠﻲ رﺳﻮل اﷲ ﺳﻨﺔ ﺗﺴﻊ ،إذ ﻗﺎل » :اآﺘﺘﺒﻮا آﺘ ﺎﺑﻬﻢ « أي آﺘﺒ ﻮا اﺗﻔﺎﻗﻴ ﺔ ﺑﻴ ﻨﻬﻢ وﺑ ﻴﻦ رﺳ ﻮل اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ،ﻷﻧ ﻪ ﻗ ﺪ ﻧ ﺺ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻠﻲ أن اﻟﻜﺎﺗﺐ آﺎن ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ اﻟﻌﺎص ،وهﻮ ﻣﻦ ﺻﺤﺎﺑﺔ اﻟﻨﺒﻲ )اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸ ﺎم ٤ / . ( ١٣٧/ ) (١٦٧اﻷﻋﺮاف . ١٥٧/ ) (١٦٨اﻟﻌﻨﻜﺒﻮت . ٤٨/
اﺳﺘﻤﺮت إﻟﻲ ﺑﺪاﻳﺔ رﺳﺎﻟﺘﻪ ﻓﻘﻂ) . (١٦٩واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن اﻵﻳﺔ اﻟﻤ ﺬآﻮرة ﺗﻨﻔ ﻲ أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳﻘ ﺮأ أي آﺘﺎب ،ﻓﻼ ﻣﻌﻨﻲ إذن ﻟﻘﺼ ﺮ ذﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻲ آﺘ ﺐ اﻟﻴﻬ ﻮد واﻟﻨﺼ ﺎري .أﻣ ﺎ ﻓﻬﻤ ﻪ ﻟﻘﻮﻟ ﻪ ب « ﺑﻤﻌﻨ ﻲ أﻧ ﻚ ،وإن آﻨ ﺖ ﻗﺒ ﻞ ذﻟ ﻚ ﺗﺠﻬ ﻞ ﺗﻌﺎﻟﻲ » :وﻣﺎ آﻨﺖ ﺗﺘﻠﻮ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﻣﻦ آﺘ ﺎ ٍ اﻟﻘﺮاءة واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ،ﻓﺈﻧﻚ اﻵن ﺗﺴ ﺘﻄﻴﻊ ذﻟ ﻚ ﻓﻬ ﻮ ﻓﻬ ﻢ ﻏﺮﻳ ﺐ ،إذ إن ﺣﺠ ﺔ اﻟﻘ ﺮﺁن ﺑ ﺬﻟﻚ ﺗﺘﻬﺎﻓﺖ وﺗﺼﺒﺢ ﻏﻴ ﺮ ذات ﻣﻌﻨ ﻲ ،ﻷن رد اﻟﻜﻔ ﺎر ﺣﻴﻨﺌ ﺬ آ ﺎن ﺳ ﻴﻜﻮن آﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ » :ﻣ ﺎ دﻣﺖ ﺗﻌﺮف اﻵن اﻟﻘﺮاءة واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻬﺬا ﻣﻌﻨﺎﻩ أﻧﻚ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻨﻈـﺮ ﻓﻲ آﺘﺐ اﻟﺴ ﺎﺑﻘﻴﻦ وﺗﻨﻘﻞ ﻣﻨﻬﺎ «.وﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺠ ﺪوا ﺟﻮا ًﺑ ﺎ آ ﺎن ذﻟ ﻚ دﻟ ﻴﻼ ﻋﻠ ـﻲ أن ﻓﻬ ـﻢ ﺟﻴ ـﻮم ﻟﻶﻳ ﺔ ﻏﻴﺮ ﺳﻠﻴﻢ ،وأن اﻟﻤﻘﺼـﻮد ﻣﻨﻬـﺎ هﻮ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم آ ﺎن ﻗﺒ ﻞ ذﻟ ﻚ وﻇ ﻞ ﺑﻌ ﺪﻩ أﻣﻴ ﺎ ، وإﻻ ﻓﺎﻟﻮاﺣﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴـﻊ ،ﻋﻠـﻲ ﻃﺮﻳﻘـﺔ ه ﺬا اﻟﻤﺴﺘﺸ ـﺮق ،أن ﻳﻘ ﻮل إن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻳﻨﻔ ﻲ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺎدرا ﻋﻠﻲ أن ﻳﺨﻂ ﺷﻴﺌًﺎ ﺑﻴﻤﻴﻨﻪ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﻒ ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻲ
ذﻟﻚ ﺑﻴﺪﻩ اﻟﺸﻤﺎل ،ﻓﻤﺤﻤﺪ إذن آﺎن ﻳﻜﺘﺐ وﻟﻜﻦ ﺑﻴﺴﺮاﻩ .وهﻮ آﻤﺎ ﺗ ﺮي ﻓﻬ ﻢ ﻣﻀ ﺤﻚ . ﻋﺮَﺿ ـًﺎ أﺛﻨ ﺎء ﺣﺪﻳﺜ ـﻪ ﻋ ﻦ اﻟﺸ ﻬﻮر إن اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻗ ﺪ ﻓﺴ ﺮ اﻷﻣﻴ ﺔ َ اﻟﻘﻤﺮﻳﺔ ،إذ ﻗﺎل » :إﻧﺎ ُأ ّﻣ ٌﺔ ُأﻣّﻴﺔ ﻻ ﻧﻜﺘﺐ وﻻ ﻧﺤﺴﺐ .اﻟﺸﻬﺮ هﻜﺬا وهﻜﺬا .ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺮة ﺗﺴﻌﺔ وﻋﺸﺮﻳﻦ وﻣﺮة ﺛﻼﺛﻴﻦ‹‹). (١٧٠أﻣﺎ ﻗﻮل ﺟﻴﻮم إن إﺣ ﺪي اﻟﺮواﻳ ﺎت ﻗ ﺪ ذآ ﺮت أن اﻟﺮﺳﻮل آﺘﺐ ﺑﻴﺪﻩ ﻓﻲ ﺻﻠﺢ اﻟﺤﺪﻳﻴﺔ ﻓﺎﻟﺮد ﻋﻠﻴﻪ هﻮ أن اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﻤﺘﻠﻘﺎة ﺑﺎﻟﻘﺒﻮل هﻲ أﻧﻪ أﻣﺮ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﻣﺎ ﻃﻠﺐ اﻟﻤﺸﺮآﻮن ﻣﻦ ﺗﻌ ﺪﻳﻞ ﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ أﻟﻔ ﺎظ اﻟﺼ ﻠﺢ) . (١٧١أﻣ ﺎ اﻟﺮواﻳ ﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻬﻲ إن ﺻﺤﺖ ﻳﻜﻦ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﻣﻨﻬﺎ هﻮ اﻟﻤﻌﻨﻲ اﻟﻤﺠﺎزي آﻤﺎ هﻮ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻨﺎ» :ﺣﺎرب اﻟﺴﺎدات إﺳﺮاﺋﻴﻞ «و » ﺑﻨﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ اﻟﺴﺪ اﻟﻌﺎﻟﻲ « وﻣﺎ إﻟﻴﻪ . وﻣﺜﻠﻪ ﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﺒﺨﺎري )(١٧٢ﻣﻦ أن اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻗﺪ اﺗﺨ ﺬ ﺧﺎﺗﻤ ﺎ ﻣ ﻦ ﻓﻀ ﺔ وﻧﻘﺶ ﻓﻴﻪ» ﻣﺤﻤﺪ رﺳﻮل اﷲ« ،إذ ﻻ ﻳﻌﻘﻞ أن اﻟﺮﺳﻮل هﻮ اﻟﺬي ﻧﻘﺶ ذﻟﻚ ﺑﻨﻔﺴﻪ ،ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻧﻘّﺎش ﺧﻮاﺗﻢ ،ﺑﻞ اﻟﻤﻘﺼﻮد أﻧﻪ أﻣﺮ ﺑﺬﻟﻚ .وإذا آﺎﻧ ﺖ اﻟﺮواﻳ ﺔ اﻟﺘ ﻲ أﺷ ﺎر إﻟﻴﻬ ﺎ ﺟﻴﻮم ﻗﺪ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻲ أن اﻟﺮﺳﻮل آﺘﺐ ﻓﻌﻼ ﺑﻴﺪﻩ اﺳﻤﻪ ﻓﻬﺬا ﻻ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮاءة واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ،ﻓﺮﺑﻤﺎ آﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ آﺘﺎﺑﺔ اﺳﻤﻪ وﻗﺮاءﺗَﻪ ﻓﻘﻂ آﻤﺎ هﻮ اﻟﺤﺎل ﺑ ﻴﻦ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﻴﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﻌﺮﻓﻬﻢ .ﻋﻠﻲ أﻳﺔ ﺣﺎل ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓ ﻲ ﺷ ﻲء أن ﻧﺘﻤﺴ ﻚ ﺑﺮواﻳ ﺔ واﺣ ﺪة ﻏﻴ ﺮ ﻣﺸ ﻬﻮرة وﻟ ﻢ ﺗ ﺮد ﻓ ﻲ اﻟﻤﺼ ﺎدر اﻷﺻ ﻠﻴﺔ ﻟﺴ ﻴﺮة اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم وﻧﺘﺮك آﻞ اﻟﺮواﻳﺎت اﻷﺻﻴﻠﺔ اﻟﻤﺘﻀﺎﻓﺮة ﻋﻠ ﻲ أﻧ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم آ ﺎن أﻣﻴ ﺎ .أﻣ ﺎ اﺳﺘﺒﻌﺎدﻩ أن ﻳﻄﻤﺌﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم إﻟﻲ أﺣﺪ ﻏﻴﺮﻩ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻪ اﻟﻔﻮاﺗﻴﺮ وﻳﻘ ﺮأ ) (١٦٩ﺟﻴﻮم . ٥٧- ٥٦ / ) (١٧٠اﻟﺒﺨﺎري .٣ ٢٧/ ١ ) (١٧١اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم .٢٠٣ / ٣ / ) (١٧٢ج / ٢ص .١٩٥
ﻟﻪ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺮد إﻟﻴﻪ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻪ أﺳﺎس إﻻ ﻣﺠﺮد اﻟﻬﻮي ،وإﻻ ﻓﺈن آﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﺘﺠ ﺎر واﻟﻤﻘﺎوﻟﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻘﺎهﺮة اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ،اﻟﺘﻲ ﻻﺷﻚ أن ﻣﺴﺘﻮاهﺎ اﻟﺤﻀﺎري واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ أرﻗ ﻲ أﻟﻒ ﻣﺮة ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮي ﻣﻜﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﺎن ،ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن اﻟﻘﺮاءة واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ وﻻ ﻳﻤﻨﻌﻬﻢ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ ﺗﺠﺎرﺗﻬﻢ إﻟﻲ درﺟﺔ أن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻊ ﻣﺮ اﻷﻳﺎم ﻣﻠﻴﻮﻧﻴﺮًا). (١٧٣ ﻻ ،ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻘﻮل أن ﻳﻌﻴﺶ اﻟﻨﺒﻲ ﺛﻼﺛﺎ وﺳﺘﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻓ ﻼ ﻧﺴ ﻤﻊ ﺑﻮاﻗﻌ ﺔ ﻣﺤ ﺪدة آﺘ ﺐ ﻓﻴﻬﺎ رﺳﺎﻟﺔ أو ﻗﺮأ ﻓﻴﻬﺎ آﺘﺎﺑﺎ أو ﺣﺘﻲ ورﻗﺔ ﺳﻮي هﺬﻩ اﻹﺷﺎرة اﻟﻤﻘﺘﻀﺒﺔ إﻟ ﻲ أﻧ ﻪ آﺘ ﺐ ض اﻟﻜﺎﺗ ﺐ اﻟﻤﺴ ﻠﻢ أن ﻳﻜﺘﺒﻬ ﺎ ﺑﻨﻔﺴ ﻪ ،ﻓﻨﺴ ﺎرع إﻟ ﻲ ﻓ ﻲ ﺻ ﻠﺢ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴ ﺔ آﻠﻤ ﺔ ﻟ ﻢ َﻳ ْﺮ َ ﺗﺼﺪﻳﻖ هﺬﻩ اﻹﺷﺎرة اﻟﻤﻘﺘﻀﺒﺔ اﻟﻤﻐﻤﻮزة وﻧﻬﻤﻞ آﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﻘﺎﻃﻌﺔ. ﻲ اﻹﺳﻼم ﻋﻠﻴﻪ أﻓﻀﻞ اﻟﺼﻼة وأﻋﻄﺮ اﻟﺴﻼم أﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﻌﻠﻢ وﻣﻤﺎ اﺗﻬﻢ ﺑﻪ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻓﻮن ﻧﺒ ّ أﺷﻴﺎء ﻣﻦ ﺑﺤﻴﺮا ،ﺑﻞ إن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺰﻋﻢ آﺬﺑﺎ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻗﺪ ﺳﻜﻦ ﻣ ﻊ ه ﺬا اﻟﺮاه ﺐ أﺛﻨ ﺎء إﺣ ﺪي رﺣﻼﺗ ﻪ إﻟ ﻲ اﻟﺸ ﺎم) ،(١٧٤وه ﻮ ﻣ ﺎ ﻳ ﺪﻟﻚ ﻋﻠ ﻲ أﺳ ﻠﻮب اﻟﻘ ﻮم ﻓ ﻲ ﻣﺤﺎرﺑ ﺔ اﻹﺳﻼم ،إذ اﻟﺴﻴﺮة واﺿﺤﺔ ﺗﻤﺎم اﻟﻮﺿﻮح هﻨﺎ .وﻗ ﺮﻳﺶ ﻧﻔﺴ ﻬﺎ ،وﻗ ﺪ آ ﺎن ﻣﻨﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺣﻀ ﺮ واﻗﻌ ﺔ اﺟﺘﻤ ﺎع ﺑﺤﻴ ﺮا ﺑﺎﻟﺼ ﺒﻲ ﻣﺤﻤ ﺪ ،إن ﺻ ﺤﺖ اﻟﺮواﻳ ﺔ أﺻ ﻼ ،ﻟ ﻢ ﺗ ﺘﻬﻢ اﻟﺮﺳ ﻮل ﺑ ﺬﻟﻚ ،ﻓﻜﻴ ﻒ ﻳ ﺄﺗﻲ اﻷوروﺑﻴ ﻮن ﺑﻌ ﺪ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ أرﺑﻌ ﺔ ﻋﺸ ﺮ ﻗﺮﻧ ﺎ ﻓﻴﺘﺨﻴﻠ ﻮن وﻳﺰﻋﻤ ﻮن ؟ إن واﺷ ﻨﺠﺘﻦ إرﻓ ﻨﺞ ﻳﻔﺴ ﺮ اهﺘﻤ ﺎم ﺑﺤﻴ ﺮا ﺑﺎﻟﺼ ﺒﻲ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺑﺄﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳﺮﻳ ﺪ ﺗﻨﺼﻴﺮﻩ ﺣﺘﻲ إذا ﻣﺎ رﺟﻊ إﻟﻲ ﻗﻮﻣﻪ ﻗﺎم هﻮ ﺑﺪورﻩ ﺑﺤﻤ ﻞ ﺑ ﺬور اﻟﻨﺼ ﺮاﻧﻴﺔ إﻟ ﻴﻬﻢ). (١٧٥ أﺗﺪري ﻣﺎذا آﺎن ﻋﻤﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺁﻧﺬاك ؟ ﻟﻘﺪ آﺎن ﻋﻤﺮﻩ اﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ ! وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻳ ﺰﻋﻢ إرﻓﻨﺞ هﺬا اﻟﺰﻋﻢ اﻟﺴﺨﻴﻒ ،وآﺄن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻓﻠﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮل اﻟﺮواﻳ ﺔ إﻧﻬ ﺎ ﺣﻄﺖ رﺣﺎﻟﻬ ﺎ ﻗﺮﻳ ًﺒ ﺎ ﻣ ﻦ ﺻ ﻮﻣﻌﺔ ﺑﺤﻴ ﺮا ،رﺟ ﺎل ﻳﻤﻜ ﻦ ه ﺬا اﻟﺮاه ﺐ أن ﻳﺘﻮﺟ ﻪ اﻟ ﻴﻬﻢ ﺑﺪﻋـﻮﺗﻪ .أﻟﻴﺴـﺖ هﺬﻩ ﺑﺎﻟﺬﻣـﺔ » َﻣ ْﻌ َﻴﻠَﺔ « ﻣﻦ ﺑﺤﻴﺮا أو ﻣﻦ إرﻓ ﻨﺞ أو ﻣ ﻦ آﻠﻴﻬﻤ ﺎ ؟ ﻟﻘ ﺪ ﺳﻔّﻪ آﺎرﻻﻳﻞ اﺣﺘﻤﺎل أن ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺻﺒﻲ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺴﻦ ﻣﻦ راهﺐ ﻳﺘﺤﺪث ﻟﻐﺔ أﺟﻨﺒﻴ ﺔ ﺷ ﻴﺌًﺎ ذا ﺑﺎل) . (١٧٦وﻣﻊ ذﻟﻚ آﻠﻪ ﻓﺈن اﻟﺴﻴﺮة ﻟﻢ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ أي ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺑﻴﻦ ﺑﺤﻴﺮا وﻣﺤﻤﺪ .ﺛ ﻢ ﻓﻠﻨﻔﺘ ﺮض أن ﺑﺤﻴ ﺮا ﻗ ﺪ ﻟﻘﻨ ﻪ)ﺑﺄﻳ ﺔ ﻟﻐ ﺔ ؟ ﻻ ﻧ ﺪري( أﺷ ﻴﺎء ﻣ ﻦ اﻟﻨﺼ ﺮاﻧﻴﺔ ،ﻓ ﺄﻳﻦ آ ﺎن ﻄ ﺊ ﻓﻴ ﻪ دﻳ ﻦ ﺑﺤﻴ ﺮا ؟ أو أﻳ ﻦ ﻣ ﻦ ﺷ ﺎهﺪ ﺑﺤﻴﺮا ﻳﻮم ادّﻋﻲ ﻣﺤﻤﺪ أﻧﻪ أﺗﻲ ﺑﺪﻳﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺨ ّ ﺑﺤﻴﺮا أو ﺳﻤﻊ ﻣﻨﻪ أو ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ أن هﺬا اﻟﻨﺒﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪ آﺎن ﺗﻠﻤﻴﺬًا ﻓﻲ ﺻﺒﺎﻩ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﺮاهﺐ ؟ ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ َﻳ ْﻨ َﺒ ِﺮ ﺑﺤﻴ ﺮا أو ﻏﻴ ﺮﻩ ﻟﻴﻜﺸ ﻒ زﻳ ﻒ ه ﺬا اﻟﻨﺒ ﻲ وﻳﺒ ﻴﻦ اﻟﻤﺼ ﺪر اﻟﺤﻘﻴﻘ ﻲ ﻟﻤ ﺎ ﻳﺰﻋﻢ أﻧﻪ وﺣﻲ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء؟ أآﺎﻧﺖ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴﺔ أو اﻟﺪوﻳﻼت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻲ ﺣﺪودهﺎ ﺗﺴﻜﺖ ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﺪ وﻋﻠﻲ ﻣﺰاﻋﻤﻪ ورﺳﺎﺋﻠﻪ اﻟﺘﻲ أرﺳﻠﻬﺎ إﻟ ﻲ هﺮﻗ ﻞ وﻏﻴ ﺮﻩ ﻣ ﻦ ﻣﻠ ﻮك
) (١٧٣ﻋﻠﻲ أﻳﺔ ﺣﺎل ﻓ ﺈن اﻟﺴ ﻴﺮة اﻟﻨﺒﻮﻳ ﺔ ﺗ ﺬآﺮ أن ﻣﻴﺴ ﺮة ﻏ ﻼم ﺧﺪﻳﺠ ﺔ آ ﺎن ﻳﺼ ﺎﺣﺐ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻓ ﻲ رﺣﻼﺗﻪ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ آﺎن ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻓ ﻲ أﻣ ﻮال ﺧﺪﻳﺠ ﺔ ،ﻓﻤ ﻦ اﻟﻤﻤﻜ ﻦ ﺟ ﺪا أن اﻟﺮﺳ ﻮل آﺎن ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرة ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﻮم ﻣﻴﺴﺮة ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ. ) (١٧٤أﭘﻠﺘﻮن .٥١٩ / ) (١٧٥إرﭬﻨﺞ ٢٢ /ـ .٢٥ ) (١٧٦آﺎرﻻﻳﻞ .٦٩ / ٢ /
اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﺤﻴﻄﻴﻦ ﺑﺎﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ ﻳ ﺪﻋﻮهﻢ ﻓﻴﻬ ﺎ إﻟ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ﻓ ﻼ ﺗﺤﺎرﺑ ﻪ أو ﺗﺤ ﺎرب ﺧﻠﻔﺎءﻩ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻮرﻗﺔ؟ إن ذﻟﻚ ﻟﻐﺮﻳﺐ! وﻻ ﻳﻜﺘﻔﻲ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن ﺑﺘﻀﺨﻴﻢ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺮوﻳﻬ ﺎ آﺘ ﺐ اﻟﺴ ﻴﺮة ﺑ ﻴﻦ اﻟﺼ ﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ وﺑﺤﻴﺮا اﻟﺮاه ﺐ واﻟﺘ ﻲ ﻳﺠﻌﻠ ﻮن ﻣ ﻦ ﺣﺒﺘﻬ ﺎ ﻗﺒ ﺔ ﺿ ﺨﻤﺔ ﺗﻨ ﺎﻃﺢ اﻟﺴ ﻤﺎء) (١٧٧ﺑ ﻞ ﻳﺆآﺪون أﻧﻪ ﻻﺑﺪ أن ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﻋﺮف ﻓﻲ رﺣﻼﺗ ﻪ اﻟﺘﺠﺎرﻳ ﺔ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ إﻟ ﻲ اﻟﺸ ﺎم واﻟ ﻴﻤﻦ أﺷ ﻴﺎء آﺜﻴ ﺮة ﻣ ﻦ اﻟﻴﻬﻮدﻳ ﺔ واﻟﻨﺼ ﺮاﻧﻴﺔ .وه ﻢ آﻌ ﺎدﺗﻬﻢ ﻻﻳﺸ ﻴﺮون إﻟ ﻲ ﺷ ﻲء ﻣﺤ ﺪّد ﺟﺎءت ﺑ ﻪ اﻟﺮواﻳ ﺎت اﻟﻤﻮﺛﻘ ﺔ أو ﺣﺘ ﻲ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﻮﺛﻘ ﺔ ،ﺑ ﻞ ﻳﻜﺘﻔ ﻮن ﺑ ﺈﻃﻼق اﻟﻘ ﻮل ﻋﻠ ﻲ ﻋﻮاهﻨﻪ .وﻓﺎﺗﻬﻢ أن ﻣﺤﻤﺪا ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺮﺣﻼت ﻟﻢ ﻳﻜﻦ وﺣﺪﻩ ﺑﻞ آﺎن ﻣﻌﻪ ﻣﻮاﻃﻨﻮن ﻣ ﻦ ﻣﻜﺔ ،ﻓﻠﻤﺎذا ﻟﻢ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮا ﻋﻦ ﺷﻲء ﻣﻦ ذﻟﻚ ؟ ﻟﻘﺪ آﺎن ﻣﺎ وﺟﻬﻮﻩ إﻟﻴﻪ ﻣ ﻦ اﺗﻬ ﺎم ه ﻮ أﻧ ﻪ آﺎن ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺮﻗﻴﻖ اﻷﺟﻨﺒﻲ اﻟﻤﻘﻴﻢ ﺑﻤﻜﺔ واﻟﺬي ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﻔﺎهﻢ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ إﻻ ﻓﻲ أﺿﻴﻖ ﻧﻄﺎق .وأﻳﻦ آﺎن ﻣﻴﺴﺮة ﻣﻦ هﺬا آﻠﻪ ،وهﻮ اﻟﺬي آ ﺎن ﻣﻼزﻣ ﺎ ﻟ ﻪ ؟ ﺛ ﻢ أﻟ ﻢ ﻳﺘ ﺬآﺮ ﻓﻴﻤ ﺎ ﺑﻌ ﺪ أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴ ﺔ أو ﻣ ﻦ اﻟ ﻴﻤﻦ ﻣﻤ ﻦ ﺷ ﺎهﺪوﻩ واﺧﺘﻠﻄ ﻮا ﺑ ﻪ وﺗﻨﺎﻗﺸﻮا ﻣﻌﻪ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺮﺣﻼت أن هﺬا اﻟﻨﺒﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻴﺲ إﻻ ذﻟﻚ اﻟﺘﺎﺟﺮ اﻟﺬي آﺎن َﻳﻔِﺪ إﻟﻲ ﺑﻼدهﻢ ﻓﻴﺸﺘﺮي ﻣﻨﻬﻢ ﻋُﺮوض اﻟﺘﺠﺎرة وﻳﺄﺧﺬ ﻣﻌﻬﺎ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻴﻬﻮدﻳ ﺔ واﻟﻨﺼ ـﺮاﻧﻴﺔ ؟ أم ﺗﺮي ﻗ ﺪ ﻃﻤ ﺲ اﷲ ﻋﻠ ﻲ ذاآ ﺮﺗﻬﻢ ؟ إن اﻟﻼﻓ ﺖ ﻟﻠﻨﻈ ﺮ أن اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ ﻻ َﻳ ْﺜﺒُﺘ ﻮن ﻻ إن اﻹﺳﻼم ﻣﺄﺧﻮذ ﻣﻦ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ وإﻟﻲ ﺣﺪ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﻲ ﺣﻞ واﺣﺪ ،ﻓﻘﺪ آﺎﻧﻮا ﻳﻘﻮﻟﻮن أو ً اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ ،ﺛﻢ ﻋﺎدوا ﻓﻘﺎﻟﻮا إﻧﻪ ﻣﺄﺧﻮذ أﺳﺎﺳًﺎ ﻣﻦ ﻧﺼﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺴﺮﻳﺎن ،وﻟﻜﻨﻬﻢ ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻻ ﻳﻘﺪﻣﻮن أﺑﺪا دﻟﻴﻼ ﻣﻮﺛﻘﺎ ﻋﻠﻲ ه ﺬا اﻷﺧ ﺬ وﻻﻳﺮﺳ ﻤﻮن ﻟﻨ ﺎ اﻟﻄﺮﻳ ﻖ اﻟ ﺬي ﺳ ﻠﻜﺘﻪ ه ﺬﻩ اﻷﻓﻜﺎر ﺣﺘﻲ وﺻﻠﺖ إﻟﻲ ﻣﺤﻤﺪ ،ﺑﻞ هﻲ ﻣﺠﺮد ﺗﺨﻤﻴﻨﺎت) ،(١٧٨ﻣﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠ ﻲ أﻧﻬ ﻢ ﻗ ﺪ ﻋﻘﺪوا اﻟﻌﺰم ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،ﻣﺜﻞ ﻣﺸﺮآﻲ ﻣﻜﺔ وآﻔﺎر اﻟﻌﺮب ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ،ﻋﻠﻲ ﺗﺨﻄﺌﺔ ﻣﺤﻤﺪ واﻟﺴﻼم .ﻟﻘ ﺪ وﻓ ﺪ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻧﺼ ﺎري ﻣ ﻦ ﻧﺠ ﺮان ﻓﻨﺎﻗﺸ ﻬﻢ وأراد أن ﻳﺤﺴ ﻢ اﻷﻣ ﺮ ﻣﻌﻬ ﻢ ﻓ ﺪﻋﺎهﻢ ،ﻟ ﻮ آ ﺎﻧﻮا ﺻ ﺎدﻗﻴﻦ ،إﻟ ﻲ اﻟﻤﺒﺎهﻠ ﺔ ،أي أن ﻳﺒﺘﻬﻠ ﻮا ﺟﻤﻴﻌ ﺎ) ه ﻮ و ُه ْﻢ وﻣﻌﻬﻢ ذووهﻢ ﻧﺴﺎ ًء وأﻃﻔﺎﻻ( وﻳﺠﻌﻠﻮا ﻟﻌﻨﺔ اﷲ ﻋﻠﻲ اﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ ،ﻓﻨﻜﺼﻮا ﻋﻠﻲ أﻋﻘ ﺎﺑﻬﻢ وﻧﺰﻟﻮا ﻋﻠﻲ ﺷﺮوﻃﻪ وﻟﻢ ﻳﺪﺧﻠﻮا ﻣﻌﻪ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺒﺎهﻠﺔ ،وهﻮ ﻣﺎ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺨﺒﻴﺌﺔ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ أﻳﻤﺎ إﻳﺤﺎء .ﺗﺮي ِﻟ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﺤﺮﺟﻪ ﻧﺼﺎري ﻧﺠﺮان ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮا ﻟﻪ إﻧﻬﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮن أﻧ ﻪ هﻮ ذﻟﻚ اﻟﺘﺎﺟﺮ اﻟﺬي آـﺎن ﻳﺘﺮدد ﻋﻠـﻲ ﺑﻼدهﻢ وآﻨﺎﺋﺴﻬﻢ وﻳﺘﻌﻠﻢ ﻋﻠﻲ رهﺒ ﺎﻧﻬﻢ وﻳﻐﻠﻘ ﻮا ﺑﺬﻟﻚ ﺑﺎب اﻟﻤﺒﺎهﻠﺔ ودﻓﻊ اﻟﺠﺰﻳﺔ ﻟﻮ أن ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻗﺪ ﺣﺪث ؟) (١٧٩ﺛﻢ أآﺎن أﺑﻮ ﻋﺎﻣﺮ ) (١٧٧هﻨﺎك ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﺸ ﻚ ﻓ ﻲ ﻗﺼ ﺔ ﺑﺤﻴ ﺮا ،آ ﺈدﻣﻮن ﭘ ﺎور اﻧﻈ ﺮ ) ﭼﻮزﻳ ﻒ هﺒ ﻲ / . (٧٨٠ ) (١٧٨اﻧﻈ ﺮ ﻣ ﺜﻼ ﺟ ﺐ ٣٧ /ـ . ٣٩أﻣ ﺎ ﺗ ﻮر أﻧﺪرﻳ ﻪ ﻓﻘ ﺪ ﻧﻔ ﻲ أن ﻳﻜ ﻮن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻗ ﺪ زار ﺑ ﻼدا ﻧﺼﺮاﻧﻴﺔ .وﺣﺠﺘﻪ ﻓﻲ ذﻟﻚ أن ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ آﺎﻧﺖ ﺳﺎذﺟﺔ)اﻧﻈﺮ ﺷﺎرل ﻟﻮدي . (١٠٧ /وﻗ ﺪ رد ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻮدي ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺎ أآﺜﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ واﻟﻨﺼﺎري اﻟ ﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻓ ﻮن دﻳ ﻨﻬﻢ أو دﻳ ﻦ ﺑﻌﻀ ﻬﻢ اﻟ ﺒﻌﺾ إﻻ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﺎذﺟﺔ ،ﺛﻢ َﺗ َﺘ ﱠﺒ َﻊ) ﺗﺨﻤﻴﻨﺎ ( ﺧﻂ ﺳﻴﺮ اﻟﻘﻮاﻓﻞ اﻟﺘﻲ آﺎن ﻓﻴﻬـﺎ ﻣﺤﻤـﺪ وﻣ ﺎ آﺎﻧ ـﺖ ﺗﻤ ّﺮ ﺑ ﻪ ﻣﻦ ﻧﺼﺎري وآﻨﺎﺋﺲ دون أن ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻲ واﻗﻌﺔ ﻣﺤﺪدة ﺗﻌﻠ ﻢ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻓﻴﻬ ﺎ ﺷ ﻴﺌﺎ ﻣﺤ ﺪدا ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﻣﺤﺪد ،ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻲ رواﻳﺔ ﻣﻮﺛﻘﺔ أو ﺣﺘﻲ ﻏﻴ ﺮ ﻣﻮﺛﻘ ﺔ .ﻻ ﺷ ﻲء ! ﻻ ﺷ ﻲء ﺳ ﻮي ﺗﺤﺒﻴ ﺮ اﻟﺼﻔﺤﺎت! ) (١٧٩اﺑﻦ هﺸﺎم .٢٨ / ٢ /
اﻟﺮاهﺐ ،اﻟﺬي آﺎن ﻳﺤﻘﺪ ﻋﻠﻲ اﻟﺮﺳﻮل أﺷﺪ اﻟﺤﻘﺪ واﻟﺬي آﺎن اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮن ﻳﺠﺘﻤﻌ ـﻮن ﺑ ﻪ ﺳـﺮا ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ وﻧﺰﻟﺖ ﻓﻴﻪ ﺁﻳﺎت ﻣﺴﺠﺪ اﻟﻀﺮار) ،(١٨٠ﻳﺪع ﻓﺮﺻﺔ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ ﺗﻔﻠﺖ ﻣﻦ ﻳﺪﻳﻪ هﻮ اﻟﺬي ذهﺐ إﻟﻲ هﺮﻗﻞ ﻳﺴﺘﻌﻴﻦ ﺑﻪ ﺿﺪ ﻣﺤﻤﺪ ودﻳﻨﻪ ﻟﻮ أﻧﻪ ﻧﻤﺎ إﻟﻲ ﺳﻤﻌﻪ ،وﻟﻮ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃ ﻞ ،أن اﻟﻨﺒ ﻲ ﻗ ﺪ ﺗﻌﻠ ﻢ ﻓ ﻲ أﺛﻨ ﺎء رﺣﻼﺗ ﻪ اﻟﺘﺠﺎرﻳ ﺔ ﻋﻠ ﻲ أﺣ ـﺪ اﻟﻴﻬ ﻮد أو ﺷﻤﱡﻮا ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ أﻧﻪ ﺳ ﺮق ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻣ ﻦ آﺘ ﺒﻬﻢ اﻟﻨﺼﺎري؟) (١٨١واﻟﻴﻬﻮد :أآﺎﻧﻮا ﻳﺘﺮآﻮﻧﻪ ﻟﻮ َ ﺤ ﱠﺪوْﻧ ﻪ ﺑﻬ ﺎ ﻋ ﻦ اﻟ ﺮوح وأه ﻞ ﻋ ﻦ أي ﻃﺮﻳ ﻖ ؟ ﻟﻘ ﺪ آ ﺎﻧﻮا ﻳﻠﻘﻨ ﻮن آﻔ ﺎر ﻣﻜ ﺔ أﺳ ﺌﻠﺔ ﻳ َﺘ َ اﻟﻜﻬﻒ وذي اﻟﻘﺮﻧﻴﻦ) ، (١٨٢وهﻮ دﻟﻴﻞ ﻗﺎﻃﻊ ﻋﻠﻲ أﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺸﻜّﻮا ﻓﻴﻪ ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻨﺎﺣﻴ ﺔ . ذﻟﻚ أن اﻟﻴﻬﻮد آﺎﻧﻮا ﻣﺸﻬﻮرﻳﻦ ﺑ ﺄﻧﻬﻢ ﻳَﻀ ﻨّﻮن ﺑﻤ ﺎ ﻋﻨ ﺪهﻢ ﻣ ﻦ اﻟﻌﻠ ﻢ ،وﻣ ﻦ َﺛ ﱠﻢ ﻧ ﺮاهﻢ ﻳﺤﺘﻜﻤﻮن إﻟ ﻲ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻓ ﻲ زﻧ ﺎ اﺛﻨ ﻴﻦ ﻣ ﻨﻬﻢ ،وآ ﺎﻧﻮا ﻳﺮﻳﺪوﻧ ﻪ أﻻ ﻳﺮﺟﻤﻬﻤ ﺎ .ﻓﻠ ﻮ آ ﺎﻧﻮا ﻳﺸﺘﺒﻬﻮن ﻓﻲ أﻧﻪ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﺘﻮراة ﻟﻤﺎ اﺣﺘﻜﻤﻮا إﻟﻴﻪ ﻣﺨﺎﻓ ﺔ أن ﻳﺤﻜ ﻢ ﺑ ﺎﻟﺮﺟﻢ اﻟﻤﻮﺟ ﻮد ﻓ ﻲ اﻟﺘ ﻮراة .ﺑ ﻞ إﻧ ﻪ ﺣﻴﻨﻤ ﺎ ﺳ ﺄﻟﻬﻢ ﻋﻤ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺘ ﻮراة ﻓ ﺄﻧﻜﺮوﻩ وأﻣ ﺮ ﺑﺈﺣﻀ ﺎرهﺎ وﺿ ﻊ ﻗﺎرﺋﻬﻢ ﻳﺪﻳﻪ ﻋﻠﻲ ﺣﻜ ﻢ اﻟ ﺮﺟﻢ ،ﻇﻨ ﺎ ﻣ ﻦ ﻋﻘﻠ ﻪ اﻟﺴ ﺨﻴﻒ أن ذﻟ ﻚ ﺳ ﻴﻌﻤﻲ ﻣﺤﻤ ﺪا ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم واﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻋﻤﺎ ﺗﺤﺖ هﺬﻩ اﻟﻴﺪ اﻟﻨﺠﺴﺔ) . (١٨٣آﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﺘﻮراة ﺣﺘﻲ ذﻟﻚ اﻟﺤﻴﻦ ﻋﻠﻲ اﻷﻗﻞ ﻗﺪ ﺗﺮﺟﻤﺖ إﻟﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ .وﻓ ﻲ اﻟﺒﺨ ﺎري أن اﻟﻴﻬ ﻮد ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ آﺎﻧﻮا ﻳﻘﺮأون اﻟﺘﻮراة ﺑﺎﻟﻌﺒﺮﻳﺔ وﻳﻔﺴﺮوﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻷهﻞ اﻹﺳﻼم).(١٨٤ واﻵن ﺑﻌﺪ أن ﻃﻮّﻓﻨﺎ ﻣﻊ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﺷﻤﺎل وﺟﻨﻮب اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻓﻲ ﺟﻨﻮب ﺑﻼد اﻟﺮوم ووﺟﺪﻧﺎ أﻧﻪ ﻣﺎ ﻣﻦ دﻟﻴﻞ واﺣﺪ ﻋﻠﻲ أن اﻟﻨﺒﻲ ﻗﺪ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻳﻬﻮدي أو ﻧﺼﺮاﻧﻲ ﺷﻴﺌﺎ اﻧﺘﻔﻊ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺗﺄﻟﻴﻒ دﻳﻨ ﻪ وﺗﻠﻔﻴ ﻖ اﻟ ﻮﺣﻲ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳ ﺰﻋﻢ ،ﺑﻨ ﺎء ﻋﻠ ﻲ اﺗﻬﺎﻣ ﺎت ه ﺆﻻء اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ،أﻧﻪ ﻳﺘﻨﺰل ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﻧﻌﻮد إﻟﻲ ﻣﻜﺔ ﻟﻨﻨﺎﻗﺶ اﺗﻬﺎﻣﻬﻢ ﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ أﻓﻀ ﻞ اﻟﺼﻠﻮات وأﻋﻄﺮ اﻟﺘﺴﻠﻴﻤﺎت ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻦ ورﻗﺔ ﺑﻦ ﻧﻮﻓﻞ) . (١٨٥وﻳﻜﺘﻔﻲ إرﻓ ﻨﺞ هﻨ ﺎ ﺑﺘﺮدﻳﺪ اﻟﻘﻮل ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم أﺧﺬ أﺷﻴﺎء آﺜﻴﺮﻩ ﻣﻤﺎ ﺗﺮﺟﻤﻪ ورﻗ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻌﻬ ـﺪﻳﻦ اﻟﻘ ﺪﻳﻢ ) (١٨٠اﻟﺘﻮﺑﺔ ١٠٧ /ـ .١١٠ ) (١٨١اﻧﻈﺮ ﻗﺼﺘﻪ ﻓﻲ اﺑﻦ هﺸﺎم ١٦٦ / ٢ /ـ ، ١٦٧و . ١٩ / ٣وﻣﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ آﺬﺑﻪ هﻮ ﻻ آﺬب اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم أن اﺑﻨﻪ ﺣﻨﻈﻠﺔ آﺎن ﻣﺴﻠﻤًﺎ ﻗﻮي اﻹﺳﻼم ،وآﺎن أﺣ ﺪ اﻟﻤ ﺪاﻓﻌﻴﻦ ﻋ ﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻳ ﻮم أﺣﺪ ،واﺳﺘُﺸﻬِﺪ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم .ﺗﺮي ﻣﺎ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻪ ﻳﻨﺤﺎز إﻟﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺿﺪ أﺑﻴﻪ ،وﻟﻢ ي ﺁﻧﺬاك ﺑﻌ ُﺪ ﺣﺘﻲ ﻳﻘﺎل إﻧﻪ أﺳﻠﻢ رﻏﺒﺔ أو رهﺒﺔ ؟ اﻧﻈﺮ ﻓﻲ اﺳﺘﺸﻬﺎدﻩ اﺑﻦ هﺸ ﺎم / ﻳﻜﻦ اﻹﺳﻼم ﻗﺪ َﻗ ِﻮ َ .٢٥ / ٣ ) (١٨٢اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ٢٦٥ / ١ /ـ .٢٦٦ ) (١٨٣اﻟﺴﺎﺑﻖ .١٥٤ / ٢ / ) (١٨٤اﻟﺒﺨ ﺎري . ٢٧٠ / ٤ /وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ اﻟﻴﻬ ﻮد ﻳﻔﺴ ﺮون ﺗ ﻮراﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ ﻟﻠﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻟﻴﺜﻘﻔ ﻮهﻢ وﻳﻌﻄﻮهﻢ اﻟﻔﺮﺻﺔ آﻲ ﻳﺴﺮﻗﻮا أﻓﻜﺎرهﻢ وﻳﻨﻘﻠﻮهﺎ ﻟﺮﺳﻮﻟﻬﻢ ﻓﻴﺪﻋﻲ أﻧﻬﺎ وﺣﻲ ﺳﻤﺎوي ،ﺑﻞ ﻟﻴﺸﻮﺷﻮا ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ أﻣﺮ دﻳﻨﻬﻢ آﻤﺎ ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺚ .ﺑﻞ إﻧﻬﻢ آﺎﻧﻮا ﻳﺘﻜﺎﺗﺒﻮن ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، وﻟ ﺬﻟﻚ أﻣ ﺮ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم زﻳ ﺪ ﺑ ﻦ ﺛﺎﺑ ﺖ أن ﻳ ﺘﻌﻠﻢ اﻟﻌﺒﺮﻳ ﺔ ﻟﻴﻜﺘ ﺐ إﻟ ﻴﻬﻢ ﻣ ﺎ ﻳﺮﻳ ﺪ اﻟﺮﺳﻮل وﻳﻘﺮأ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺮد ﻣﻦ رﺳﺎﺋﻠﻬﻢ )اﻟﺒﺨﺎري . (٢٤٤ / ٤ / ) (١٨٥ﺳﻨﺘﺤﺪث ﻋﻦ ورﻗﺔ ﺑﻦ ﻧﻮﻓﻞ ﺛﺎﻧﻴ ﺔ ﻓﻴﻤ ﺎ ﺑﻌ ﺪ ﺑﻮﺻ ﻔﻪ واﺣ ﺪا ﻣ ﻦ اﻟﺤﻨﻔ ﺎء .أﻣ ﺎ هﻨ ﺎ ﻓﻘ ﺪ أﻟﺤﻘﻨ ﺎﻩ ﺑﺄه ﻞ اﻟﻜﺘ ﺎب ،اﻟ ﺬﻳﻦ ا ﱡﺗ ِﻬ ﻢ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺑﺄﻧ ﻪ ﺗﻌﻠ ﻢ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ وأﺧ ﺬ ﻋ ﻨﻬﻢ .ذﻟ ﻚ أن ورﻗ ﺔ آ ﺎن ﻧﺼﺮاﻧﻴﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ.
ﺿ ﱠﻤﻨَﻬﺎ ﻗﺮﺁﻧﻪ .وﻣ ﻊ ﺧﻄ ـﻮرة ه ـﺬا اﻻﺗﻬ ـﺎم واﻟﺠـﺪﻳﺪ وﻣـﻦ ﻣﺮوﻳﺎت اﻟﻤﺸﻨﺎ واﻟﺘﻠﻤﻮد و َ )(١٨٦ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺴـﻮق ﻋﻠﻴﻪ دﻟﻴﻼ واﺣﺪا ،ﺑﻞ آﻞ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ هﻮ أن اﻟﻤﻔﺘﺮض ﺣﺪوث ذﻟﻚ . ﺖ ،اﻟ ﺬي ﻳﻘ ﻮل إن ﻣ ﻦ اﻟﻤﻤﻜ ﻦ أن ﻳﻜ ﻮن ورﻗ ﺔ ﻗ ﺪ ﻗ ﺺ ﻋﻠ ﻲ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺑﻌ ﺾ وﻣﺜﻠﻪ ِآِﻠ ْ )(١٨٧ ،وإن ﻣ ﺎ ورد ﻓ ﻲ إﺣ ﺪي اﻟﺴ ﻮر) ﻳﻘﺼ ﺪ ﺳ ﻮرة ﻣ ﺮﻳﻢ(ﻋ ﻦ اﻟﺮواﻳ ﺎت اﻟﻨﺼ ﺮاﻧﻴﺔ )(١٨٨ اﻟﺴﻨﻮات اﻷوﻟﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺎة اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم رﺑﻤﺎ ُأﺧِﺬ ﻣﻨﻪ .ﻓﻬﺎ أﻧ ﺖ ذا ﺗ ﺮي أن اﻷﻣﺮ ﻻﻳﻌﺪو » ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ « و » رﺑﻤﺎ‹‹).(١٨٩ هﺬا آﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن ﻋﻦ ورﻗﺔ ﺑﻦ ﻧﻮﻓﻞ وﺗﺄﺛﻴﺮﻩ اﻟﻤﺰﻋﻮم ﻓﻲ اﻟﻨﺒﻲ واﻟ ﻮﺣﻲ . واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن ورﻗ ﺔ ﻟ ﻢ ﻳﻈﻬ ﺮ ﻓ ﻲ آﺘ ﺐ اﻟﺴ ﻴﺮة واﻟﺘ ﺎرﻳﺦ إﻻ ﺑﻌ ﺪ أن ﻧ ﺰل اﻟ ﻮﺣﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ،أﻣ ﺎ ﻗﺒ ﻞ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻼ). (١٩٠وﻣ ﻦ اﻟﻤﺴ ﺘﺤﻴﻞ أن ﻳﻜ ﻮن اﻟﻤﺆرﺧ ﻮن واﻟﻤﺤﺪﱢﺛﻮن و ُآﺘّﺎب اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻗﺪ ﺣﺬﻓﻮا ﻣﻦ ﺣﻴﺎة ورﻗﺔ وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺜﻴﺮ اﻟﺸﻚ ﻓﻲ ﻣﺼﺎدر اﻟ ﻨﺺ اﻟﻘﺮﺁﻧ ﻲ ،إذ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ دﻳ ﺪﻧﻬﻢ اﻟﺘﺤ ﺮج ﻣ ﻦ رواﻳ ﺔ أي ﺷﻲء ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺴﻴﺮة اﻟﻤﺼﻄﻔﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻗﻂ .وإﻟﻴﻚ ﺗﻌﻠﻴﻖ ورﻗ ﺔ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ أﺗﺘ ﻪ ﺧﺪﻳﺠ ﺔ س ُﻗ ﺪﱡوس .واﻟ ﺬي ﻟﻴﺒﺪي رأﻳﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺷﺎهﺪﻩ اﻟﻨﺒﻲ وﺳﻤﻌﻪ ﻋﻨﺪ ﻏﺎر ﺣﺮاء .ﻗﺎل » ُ :ﻗﺪﱡو ٌ ﺻ َﺪ ْﻗﺘِﻨﻲ ﻳﺎ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻟﻘﺪ ﺟﺎءﻩ اﻟﻨﺎﻣﻮس اﻷآﺒﺮ اﻟﺬي آ ﺎن ﻳ ﺄﺗﻲ ﺖ َ ﻧﻔﺲ ورﻗﺔ ﺑﻴﺪﻩ ﻟﺌﻦ آﻨ ِ )(١٩١ ﻣﻮﺳﻲ ،وإﻧﻪ ﻟﻨﺒﻲ هﺬﻩ اﻷﻣﺔ َ ،ﻓﻘُﻮﻟﻲ ﻟﻪ :ﻓﻠﻴﺜﺒﺖ ‹‹ ،وهﻮ ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﻠ ﻲ أن ورﻗ ﺔ ) (١٨٦إرﭬﻨﺞ.١٠ / ) (١٨٧آﻠﺖ .٣ ٣٦ / ) (١٨٨اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ .٣٥١ / ) (١٨٩وﻋﻠﻲ ﻋﻜﺲ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺬآﺮ أن اﻟﻘﺮﺁن ﻗﺪ ﺻﺮح ﺑﺄﺧﺬ ﺑﻌﺾ ﻗﺼﺺ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻣﻦ ﺻ ﺤﻒ إﺑﺮاهﻴﻢ وﻣﻮﺳ ﻲ ) ص ٣٥٠ /ـ ، (٣٥١ﻣ ﻊ أن آ ﻞ ﻣ ﺎ ﻗﺎﻟ ﻪ اﻟﻘ ﺮﺁن ه ﻮ أن ﻣ ﺎ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ ﺳ ﻮرة » اﻷﻋﻠﻲ « ﻣﻮﺟﻮد ﻓﻲ ﺻﺤﻒ إﺑﺮاهﻴﻢ وﻣﻮﺳﻲ .وهﺬا ﻃﺒﻌ ﺎ ﺷ ﻲء ،وﺗﺼ ﺮﻳﺢ اﻟﻘ ﺮﺁن ﺑﺎﻷﺧ ﺬ ﻋ ﻦ هﺬﻩ اﻟﺼﺤﻒ ﺷﻲء ﺁﺧﺮ ،وإﻻ ﻓﺄﻳﻦ آﺎﻧﺖ ﺻﺤﻒ إﺑﺮاهﻴﻢ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ؟ ﺑﻞ أﻳﻦ ه ﻲ ﺣﺘ ﻲ اﻵن ؟ ﻋﻼوة ﻋﻠﻲ أن اﻟﻘﺮﺁن هﻨﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻲ اﻟﺠﻨﺔ واﻟﻨﺎر وﻣﺎ ﻳﺆدي إﻟﻴﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ أو ﻋﻤ ﻞ ﺳ ﺊ ،ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ ﻗﺼﺺ وﻻ أﺑﻄﺎل ﻣﻦ اﻟﻌﻬ ﺪ اﻟﻘ ﺪﻳﻢ آﻤ ﺎ ﻳ ﺰﻋﻢ اﻟﻜﺎﺗ ﺐ .أﻣ ﺎ ﺗﻔﺴ ﻴﺮ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻟ ﺬﻟﻚ اﻟﺘﻮاﻓﻖ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻴﻪ وﻣﺎ هﻮ ﻣﻮﺟﻮد ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺴﻤﺎوﻳﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻬﻮ أﻧﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ.
) (١٩٠ﻳﺬآﺮ ﺗﻮﻣﺎس هﻴﻮز ﻓﻲ") "The Dictionary of Islamﻣﺎدة " ("Hanifأن ورﻗ ﺔ ه ﻮ اﺑﻦ ﻋﻢ اﻟﺮﺳﻮل )أو اﺑﻦ ﺧﺎﻟﻪ أو ﻋﻤﺘﻪ أو ﺧﺎﻟﺘﻪ ، (his cousin :وهﺬا ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ،ﻓﻘﺪ آ ﺎن اﺑﻦ ﻋﻢ ﺧﺪﻳﺠﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺘﺼ ﻞ ﺑﻬ ﺎ اﻟﺮﺳ ﻮل إﻻ ﺣﻴﻨﻤ ﺎ آﺒ ﺮ وﻧﻀ ﺞ ﻟﻠ ﺰواج .أﻣ ﺎ ورﻗ ﺔ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻓﻠ ﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺳﻴﺮﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم إﻻ ﺑﻌﺪ ﻧﺰول اﻟﻮﺣﻲ ﻋﻠﻴﻪ آﻤﺎ ﺳﻴﺄﺗﻲ. ) (١٩١اﺑﻦ هﺸﺎم . ٢٢٢ / ١ /وﻓﻲ اﻟﺒﺨ ﺎري ) ( ٢٠٨/ ٤ﻣﺜ ﻞ ه ﺬا ،وﻟﻜ ﻦ ﻳﺰﻳ ﺪ ﻋﻠﻴ ﻪ أن ورﻗ ﺔ ﻗﺎل ﻟﻪ » :ﻳﺎﻟﻴﺘﻨﻲ ﻓﻴﻬ ﺎ ﺟ ﺬﻋﺎ أآ ﻮن ﺣﻴ ﺎ ﺣ ﻴﻦ ﻳﺨﺮﺟ ﻚ ﻗﻮﻣ ﻚ« ،ﻓﻘ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻲ هﻢ ؟ « ،ﻓﻘﺎل ورﻗﺔ » :ﻧﻌﻢ ،ﻟ ﻢ ﻳ ﺄت رﺟ ﻞ ﻗ ّ ﺨﺮِﺟ ّ وﺳﻠﻢ َ » :أ َو ُﻣ ْ ﻋ ﻮدِي ، ﻂ ﺑﻤ ﺎ ﺟﺌ ﺖ ﺑ ﻪ إﻻ ُ وإن ﻳﺪرآﻨﻲ ﻳﻮﻣﻚ أﻧﺼﺮك ﻧﺼﺮا ﻣﺆزرا « .
ﺻﺪﱠق ﺑﻨﺒﻮة ﻣﺤﻤﺪ ودﺧﻞ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم .وﻣﻤﺎ ﻳﺪل أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻲ أن ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺠﺎﻣﻠﺔ ﻗﺪ َ ﻓﺎرﻏ ﺔ أو ﺣﻤﺎﺳ ﺔ ﻃﺎرﺋ ﺔ ﻣﻨ ﻪ ،رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﻪ ،أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳﻤ ﺮ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﺑ ﺒﻼل وه ﻮ ﻼ»: ﺣ ٌﺪ َأﺣَﺪ « ﻓﻴﺆﻣﻦ ﻋﻠﻲ ﺻﻴﺎح ﺑﻼل ﻗﺎﺋ ً ﻳﻘﺎﺳﻲ وﻃﺄة اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ اﻟﻔﺎﺟﺮ وﻳﺼﻴﺢ » َ :أ َ ﺣ ٌﺪ واﷲ ﻳﺎ ﺑﻼل « ! ،ﺛﻢ ﻳﻘﺒﻞ ﻋﻠﻲ أﻣﻴﺔ ﺑﻦ ﺧﻠ ﻒ وﻣ ﻦ ﻳﺼ ﻨﻊ ذﻟ ﻚ ﺑ ﻪ ﻣ ﻦ ﺑﻨ ﻲ ﺣ ٌﺪ َأ َ َأ َ ﻦ ﺟ َﻤ ﺢ ﻓﻴﻘ ﻮل » :أﺣﻠ ﻒ ﺑ ﺎﷲ ﻟ ﺌﻦ ﻗﺘﻠﺘﻤ ﻮﻩ ﻋﻠ ﻲ ه ﺬا ﻷﺗﺨﺬ ّﻧ ﻪ ﺣﻨﺎ ًﻧ ﺎ « أي ﻷﺗﺒ ﺮآ ّ ُ )(١٩٢ ﺑﻘﺒﺮﻩ . أﻣﺎ ﻋﻦ دﻳﻦ ورﻗﺔ وﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ﻓﻴﻘﻮل اﺑﻦ اﺳﺤﺎق » :وآﺎن ورﻗﺔ ﻗﺪ ﺗﻨﺼ ﺮ وﻗ ﺮأ اﻟﻜﺘ ﺐ ، وﺳﻤﻊ ﻣﻦ أهﻞ اﻟﺘﻮراة واﻹﻧﺠﻴﻞ‹‹). (١٩٣ﻟﻜﻦ أﻳﺔ آﺘﺐ هﺬﻩ ؟ وﺑﺄﻳﺔ ﻟﻐﺔ آ ﺎن ﻳﻘﺮؤه ﺎ ؟ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻮﺿﺤﻪ اﺑﻦ إﺳﺤﺎق .أﻣﺎ اﻟﺒﺨﺎري ﻓﺈﻧ ﻪ ﻣ ﺮة ﻳ ﻮرد رواﻳ ﺔ ُﻣﻔَﺎده ﺎ أن ورﻗ ﺔ آﺎن ﻳﻜﺘﺐ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ وآﺎن ﻳﻜﺘﺐ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ اﻹﻧﺠﻴﻞ ﻣﺎ ﺷﺎء اﷲ أن ﻳﻜﺘﺐ)،(١٩٤ وﻣﺮة ﻳﻮرد رواﻳﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺗﻘﻮل إﻧﻪ ﻳﻜﺘﺐ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻴﻜﺘﺐ ﻣﻦ اﻹﻧﺠﻴﻞ ﺑﺎﻟﻌﺒﺮاﻧﻴ ﺔ ﻣﺎ ﺷﺎء اﷲ أن ﻳﻜﺘﺐ). (١٩٥ﻓﺄﻳﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺑﻴﻦ اﻟ ﺮواﻳﺘﻴﻦ ؟ ﻋﻠ ﻢ ذﻟ ﻚ ﻋﻨ ﺪ اﷲ ،وإن آ ﺎن ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻧﺒﻲ ﻳﺮي أﻧﻪ ﻟﻮ آﺎﻧﺖ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ واﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻐﻠﻐﻠﺖ ﺣﻘﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓ ﺔ واﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ ﻓﺈن ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻔﻬ ﻮم أﻻ ﺗﻮﺟ ﺪ ﺗﺮﺟﻤ ﺔ ﻋﺮﺑﻴ ﺔ ﻟﻠﻜﺘ ﺎب اﻟﻤﻘ ﺪس .آﻤ ﺎ ﻳﺆآﺪ أﻧﻪ ﺣﺘﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺮاﺑﻊ اﻟﻬﺠﺮي ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﺪ وﺿﻌﺖ ﻟﻺﻧﺠﻴ ﻞ ﺗﺮﺟﻤ ﺔ ﻋﺮﺑﻴ ﺔ). (١٩٦ أﻳﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻦ اﻷﻣﺮ ﻓﺈن اﻟﺜﺎﺑﺖ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎ هﻮ أن ورﻗﺔ ﻗﺪ ﺻﺪﱠق ﺑﻨﺒﻮة ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ .ﻓﺈذا ﻻﺣﻈﻨﺎ أﻧﻪ آﺎن ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﺷﻴﺨﺎ ﻃﺎﻋﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻦ أدرآﻨﺎ ﻗﻴﻤ ﺔ ﺷ ﻬﺎدﺗﻪ ،إذ آﺎن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﻋﻠﻲ ﺷﻴﺦ ﻣﻜﻲ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺤﻴﻦ أن ﻳﺘﻘﺒ ﻞ ﻓﻜ ﺮة أو ﻋﻘﻴ ﺪة ﺟﺪﻳ ﺪة . آﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ أﻻ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﺑﺎﻟﻨﺎ أن ﻣﺤﻤﺪًا آﺎن أﺻﻐﺮ آﺜﻴﺮا ﻣﻦ ورﻗﺔ وﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ أي ﺳﻠﻄﺎن .وﻣﻌﻨﻲ هﺬا أن إﻳﻤﺎن ورﻗﺔ ﺑﻪ آﺎن إﻳﻤﺎﻧًـﺎ ﺻﺎدﻗﺎ ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﻐﺮض ،وإذن ﻓﻤﻦ اﻟﻤﻀﺤﻚ أن ﻧﻈﻦ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ آﻠﻪ أن ﻣﺤﻤﺪا آ ﺎن ﻳ ﺘﻌﻠﻢ ﻣﻨ ﻪ ،وأﻧ ﻪ ) (١٩٢اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم ٢٧٧ / ١ /ـ . ٢٧٨وﻣﻊ هﺬا آﻠﻪ ﻓﺈن إدﻣﻮن ﭘﺎور )ﭼﻮزﻳﻒ هﺒ ﻲ ( ٧٨٢ / ﻳﺰﻋﻢ أن ورﻗﺔ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﺘﺮك اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ واﻋﺘﻨﺎق اﻹﺳﻼم .وهﻮ ﻳﺴﻮق هﺬا اﻟﺮأي ﺑﺪون أوهﻲ دﻟﻴﻞ. ) (١٩٣اﺑﻦ هﺸﺎم .٢٢٢ / ١ / ) (١٩٤اﻟﺒﺨﺎري . ٢٠٨ / ٤١ /واﻧﻈﺮ أﻳﻀﺎ .٢٤٣ / ٢ / ) (١٩٥اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٧ / ١ /واﻟﻤﻼﺣﻆ أن ﻋﺒﺎرة اﻟﺮواﻳﺘﻴﻦ ﻣﺘﻄﺎﺑﻘ ﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒ ﺎ إﻻ ﻓ ﻲ ﺗﻌﻴ ﻴﻦ اﻟﻠﻐ ﺔ اﻟﺘﻲ آﺎن ﻳﻜﺘﺐ ﺑﻬﺎ. ) (١٩٦ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻧﺒﻲ /اﻟﻈﺎهﺮة اﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ . ٢٥٤ /وأﻧﺎ ،وإن آﻨﺖ ﻻ أﺳ ﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﻄ ﻊ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻷﻣ ﺮ ، ﻓﺈﻧﻲ أﻣﻴﻞ إﻟﻲ أن اﻷﺟﺰاء اﻟﺘﻲ آﺘﺒﻬﺎ ورﻗﺔ ﻣﻦ اﻹﻧﺠﻴﻞ آﺎﻧﺖ ﺑﺎﻟﻌﺒﺮﻳ ﺔ ،وإﻻ ﻟ ﺬاﻋﺖ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺤﻨﻔ ﺎء واﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻣﻤﻦ ﻳﻌﺮﻓﻮن اﻟﻘﺮاءة واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ وﻣﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ .وﻟﻌﻞ هﺬا هﻮ اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ أﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﻌﺮف ﻣﺎذا آ ﺎن ﻣﺼ ﻴﺮهﺎ ﺑﻌ ﺪ ﻣﻮﺗ ﻪ .أﻣ ﺎ اﻟﻌﻬ ﺪ اﻟﻘ ﺪﻳﻢ ﻓﻘ ﺪ رأﻳﻨ ﺎ أن ﻳﻬ ﻮد ﻳﺜ ﺮب آ ﺎﻧﻮا ﻳﻘﺮأوﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺮﻳﺔ ﺑﻌ ﺪ أن ه ﺎﺟﺮ اﻟﺮﺳ ﻮل إﻟ ﻲ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ .آﻤ ﺎ رأﻳﻨ ﺎ أن اﻷﺟﺎﻧ ﺐ اﻟ ﺬﻳﻦ آ ﺎﻧﻮا ﺑﻤﻜﺔ واﺗﻬﻢ اﻟﻘﺮﺷﻴﻮن اﻟﺮﺳﻮل ﺑﺄﻧﻪ ﻳ ﺘﻌﻠﻢ ﻣ ﻨﻬﻢ آ ﺎﻧﻮا ﻻ ﻳﻌﺮﻓ ﻮن ﻣ ﻦ اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ إﻻ أﻟﻔﺎﻇ ﺎ ﻣﺤ ﺪودة . وﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﺑﻦ آﺜﻴﺮ أن اﺛﻨﻴﻦ ﻣﻤﻦ ﻗﻴﻞ إﻧﻬ ﻢ اﺗﻬﻤ ﻮﻩ ﺑ ﺎﻟﺘﻠﻘﻲ ﻋ ﻨﻬﻢ آﺎﻧ ﺎ ﻳﻘ ﺮﺁن آﺘﺎﺑ ﺎ ﻟﻬ ﺎ ﺑﻠﻐﺘﻬﻤ ﺎ ، وذﻟﻚ ﻣﻦ ﻏﻴ ﺮ ﺗﻌﻴ ﻴﻦ ه ﺬا اﻟﻜﺘ ﺎب أو ﺗﺤﺪﻳ ﺪ ه ﺬﻩ اﻟﻠﻐ ﺔ .اﻧﻈ ﺮ ﺗﻔﺴ ﻴﺮ اﺑ ﻦ آﺜﻴ ﺮ ﻟﻶﻳ ﺔ ١٠٣ /ﻣ ﻦ ﺳﻮرة » اﻟﻨﺤﻞ «.
هﻮ ﻗﺪ ﺳﻜﺖ ﻋﻦ هﺬا َ ،ﺑ ْﻠ َﻪ ﻗﺪ ﺁﻣﻦ ﺑﻪ واﺗﺒﻌﻪ ووﻗﻒ ﻣﻦ ﻣﻌﺬﺑﻲ أﺗﺒﺎﻋﻪ ﻣﻮﻗﻒ اﻟ ﺮاﻓﺾ ﻟﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮن. وآﻌﺎدﺗﻨﺎ ﺳﻮف ﻧﻨﺴﻲ ﻣﺎ ﻣﺮ وﻧﺘﺠﺎهﻞ ﺗﻔﺎهﺔ وﺗﻬﺎﻓﺖ هﺬﻩ اﻻﺗﻬﺎﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻓﻨﺪﻧﺎهﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﻨﺎد إﻟﻲ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﻤﻮﺛﻘﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﺮﺿ ﻬﺎ ﻋﻠ ﻲ ﺿ ﻮء اﻟﻤﻨﻄ ﻖ اﻹﻧﺴ ﺎﻧﻲ اﻟﻌﺎم ووﺿﻌﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﻣﺠﻬﺮ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ واﻷﺷ ﺨﺎص واﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻲ وﺟﻪ ﺧﺎص ،ﺳﻮف ﻧﻨﺴﻲ هﺬا آﻠﻪ وﻧﻤﻀ ﻲ ﻣ ﻊ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ إﻟ ﻲ ﻧﻬﺎﻳ ﺔ اﻟﺸ ﻮط ﻟﻨﺮي ﻣﺎ هﻢ ﻗﺎﺋﻠﻮن .إن ﺟﺐ ﻣﺜﻼ ﻳﻌﺪد ﻣﺎ أﺧﺬﻩ اﻟﺮﺳﻮل ﻣ ﻦ اﻟﻴﻬ ﻮد ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ه ﺎﺟﺮ إﻟ ﻲ ﻳﺜ ﺮب ،ﻓﻴ ﺬآﺮ ﺻ ﻴﺎم ﻋﺎﺷ ﻮراء وﺻ ﻼة اﻟﻈﻬ ﺮ واﺳ ﺘﻘﺒﺎل ﺑﻴ ﺖ اﻟﻤﻘ ﺪس). (١٩٧وﻟﻨﺒ ﺪأ ﺑﺂﺧﺮ ﺷﻲء ذآﺮًا ﻓﻨﻘﻮل إﻧﻨﺎ ﻗﺪ ﻧﺎﻗﺸﻨﺎ هﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،وﺧﻼﺻﺔ ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎﻩ هﻨﺎك إﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم آﺎن ﻳﺼﻠﻲ إﻟﻲ هﺬﻩ اﻟﻘﺒﻠﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﻬﺠﺮة وﻟﻜﻨ ﻪ آ ﺎن ﻳﺠﻌ ﻞ اﻟﻜﻌﺒ ﺔ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻨﻬﺎ ،أي أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳﺴ ﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺘ ﻴﻦ .ﻓﻠﻤ ﺎ ه ﺎﺟﺮ إﻟ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ اﺳ ﺘﺤﺎل ﻋﻠﻴ ﻪ أن ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﻞ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪس ﻟﻔﺘﺮة ،ﺛﻢ ﻧﺰل اﻟﻮﺣﻲ اﻹﻟﻬﻲ ﺑﺎﻟﺘﺤﻮل إﻟﻲ اﻟﻜﻌﺒﺔ .وﻗ ﺪ ﻋ ﺮض اﻟﻴﻬ ﻮد ﻋﻠﻴ ﻪ أن ﻳﻌ ﻮد إﻟ ﻲ ﻗﺒﻠ ﺔ ﺑﻴ ﺖ اﻟﻤﻘ ﺪس وﻳﺘﺒﻌ ﻮﻩ ،وه ﻮ ﻣ ﺎ ﻳﺒ ﻴﻦ اﻟﺘﻮاءهﻢ وﺧﺒﺜﻬﻢ ،ﻓﺎﻟﺼﺎدق ﻓﻲ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺪﻳﻨﻪ ﻻ ﻳﻌﺮض ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﻌﺮض .ﻟﻜﻨﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم ﻗﺪ رﻓﺾ ذﻟﻚ .أﻣﺎ اﻟﺰﻋﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﺗﺤﻮل إﻟ ﻲ اﻟﻜﻌﺒ ﺔ ﺑﻌ ﺪ أن ﻳ ﺌﺲ ﻣ ﻦ اﻟﻴﻬ ﻮد ﻓﻬ ﻮ س ﻳﻮﻣﺎ ،ﻓﻀ ﻼ ﻋ ﻦ أن ﻣﻮﻗ ﻒ آﻔ ﺎر زﻋﻢ أﻋﺮج ،إذ إﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻢ ُﻳ ْﻌ َﻬﺪ ﻓﻴﻪ اﻟﻴﺄ ُ ﻣﻜﺔ ﻣﻨﻪ وﻣﻦ دﻳﻨﻪ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺤﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻤ ﺎ ﻳﺒﻌ ﺚ ﻋﻠ ﻲ ﺗﻮﻗ ﻊ إﻳﻤ ﺎﻧﻬﻢ وﺷ ﻴﻜﺎ ﺑﺤﻴ ﺚ ﻳﺼﺢ اﻟﻘﻮل ﺑﺄﻧﻪ آﺎن ﻳﻬﺪف إﻟﻲ إﻗﺎﻣﺔ دﻳﻦ ﻋﺮﺑﻲ ﻗﺒﻠﺘﻪ ﻋﺮﺑﻴﺔ .ﺛﻢ ﻟﻮ ﺻﺢ هﺬا اﻟﺘﻌﻠﻴﻞ أﻓﻼ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ أن اﻟﻨﺒﻲ ،ﺑﺮﻏﻢ آﻞ هﺬا اﻟﻌﻤﺮ اﻟﺬي ﻗﻀﺎﻩ ﻳﺪﻋﻮ ﻗﻮﻣﻪ إﻟ ﻲ دﻳ ﻦ اﷲ ﻓﻠ ﻢ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻪ إﻻ اﻟﻘﻠﻴﻞ ،آﺎن ﻻ ﻳﺰال ﻋﻨﺪﻩ أﻣﻞ آﺒﻴﺮ ﻓﻲ أن ﻳﺘﺒﻌﻮﻩ ﻳﻮﻣﺎ ؟ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻘ ﺎل إذن ﺳ ﺎ ﻣ ﻦ آﻔ ﺎر إﻧﻪ ﻳﺌﺲ ﻣﻦ اﻟﻴﻬﻮد هﻜ ﺬا ﺳ ﺮﻳﻌﺎ ؟) (١٩٨أم ﺗ ﺮاﻩ وﺟ ﺪ أن اﻟﻴﻬ ﻮد أﺷ ﺪ ﻣﺮا ً ﻣﻜﺔ ؟ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ،ﻟﻘﺪ آﺎن اﻟﻴﻬﻮد ﻓﻲ ﻳﺜﺮب ﺣﻴﻨﺬاك أذل وأﺧﻨﻊ ﻣﻦ هﺬا أﻟ ﻒ ﻣ ﺮة ،ﻷن اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ هﻨﺎك آﺎﻧﻮا أﻏﻠﺒﻴﺔ ،وآﺎن اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻓﻲ أﻳﺪﻳﻬﻢ ،وآﺎن ﻟﻬﻢ ﺟﻴﺶ وﻇﻔﺮ وﻧﺎب ،وهﻮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﻢ ﻣﻨﻪ ﺷﻲء ﻓﻲ ﻣﻜ ﺔ .ﺛ ﻢ إن ﻋ ﺪدا آﺒﻴ ﺮا ﻣ ﻨﻬﻢ ﻧﺴ ﺒﻴﺎ ﻗ ﺪ ﺁﻣ ﻦ ﺑ ﻪ ، وﻓﻴﻪ ﺑﻌﺾ أﺣﺒﺎرهﻢ آﻤﺎ ﻣﺮ .ﺛﻢ ﻓﻠﻔﺘﺮض أن اﻟﻴﻬ ﻮد آ ﺎﻧﻮا ﺻ ﺎدﻗﻴﻦ ﻓ ﻲ آﻔ ﺮهﻢ ﺑ ﻪ ، ﻓﻠﻤﺎذا ﺗﺤﺎآﻤﻮا إﻟﻴﻪ ﻓﻲ أﻣﺮ اﻟﺰاﻧﻴﻴﻦ ،وهﻲ ﻋﻘﻮﺑﺔ دﻳﻨﻴﺔ ﻣﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺗ ﻮراﺗﻬﻢ ؟ ) (١٩٩ﺑﻞ ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻌﻴﻨﻮا ﺑﺈﻟﻬﻬﻢ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻬﻢ ﺷﻌﺒﺎ ﻣﺨﺘﺎرا ﻣﻤﻴﱠﺰا ﻋﻠ ﻲ ﺳ ﺎﺋﺮ اﻟﺒﺸ ﺮ ) (١٩٧ﺟﺐ .٤٤ / ﺻ ِﺮﻓَﺖ اﻟﻘﺒﻠﺔ إﻟﻲ اﻟﻜﻌﺒﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺪﻣـﻪ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ إﻟ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﺑﺴ ﻨﺔ وﻧﺼ ـﻒ )اﺑ ﻦ )ُ (١٩٨ هﺸﺎم .(١٨١ / ٢ / ) (١٩٩وﻗﺪ أﺛﺎر اﺳﺘﻐﺮاﺑﻲ ﻓﻲ رواﻳﺔ هﺬﻩ اﻟﺤﺎدﺛﺔ أن اﻟﺮﺳﻮل ﻟﻤﺎ أﻣﺮهﻢ ﺑﺈﺣﻀ ﺎر اﻟﺘ ﻮراة ﻟﻴﻘ ﺮأوا ﻣ ﺎ ورد ﻓﻴﻬﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ اﻟﺰاﻧﻲ وﺿﻊ ﻗﺎرئ اﻟﺘﻮراة ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻲ ﺁﻳﺔ اﻟﺮﺟﻢ ،اﻟﺘﻲ أﻧﻜ ﺮوا أﻧﻬ ﺎ ﻣﻮﺟ ﻮدة ﻓﻴﻬـﺎ .وﻣﺜﺎر اﺳﺘﻐﺮاﺑـﻲ أن ﻳﻠﺠﺄ ذﻟﻚ اﻟﻴﻬـﻮدي إﻟﻲ هﺬا اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺨﺒﻴﺚ اﻟﻤﻔﻀﻮح هﻜﺬا ﻋﻠﻨﺎ ﻋﻠ ﻲ رؤوس اﻷﺷﻬﺎد ،ﺣﺘﻲ ﻗﺮأت ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺔ »أﺧﺒﺎر اﻟﻴـﻮم « اﻟﻘﺎهﺮﻳﺔ ) ﻋ ﺪد اﻟﺴ ﺒﺖ ،١٩٨٥/٩/٢١ ص ،٥ﻋﻤﻮد ( ٥ﻋﻦ ﻣﻨﺎﺣﻢ ﺑﻴﺠﻴﻦ ) ﻓﻲ اﺟﺘﻤﺎﻋﻪ ﺑﺎﻟﺪآﺘﻮر ﻋﺼﻤﺖ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻤﺠﻴ ﺪ ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ أول زﻳﺎرة ﻟﻪ ﻟﻤﺼﺮ ،ردا ﻋﻠ ﻲ زﻳ ﺎرة اﻟ ﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴ ﺎدات ﻟﻠﻘ ﺪس ،اﻟﺘ ﻲ ﺳ ﺘﻌﻮد ﺑﻤﺸ ﻴﺌﺔ اﻟﻮاﺣ ﺪ
وﻳﺤﺎرﺑﻮا ﻣﺤﻤﺪا وﻳﻘﻀﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺮة واﺣﺪة ؟ ﻟﻘﺪ آﺎن ﻣﺤﻤﺪ وأﺗﺒﺎﻋﻪ هﻢ اﻟﺬﻳﻦ اﺳﺘﻌﺎﻧﻮا ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﷲ ﻓﻨﺼﺮهﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ أﻋﻈﻢ اﻧـﺘﺼﺎر .ﻓـﻬﺬا ﻋﻦ اﻟ ِﻘﺒْﻠﺔ ،أﻣﺎ ﺻﻼة اﻟﻈﻬﺮ ﻓﺈﻧﻲ ﻻ ﻦ اﻟﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﻣﻜ ﺔ ﺐ أن اﻟﺼﻠﻮات اﻟﺨﻤﺲ ﻗﺪ ُﻓ ِﺮﺿْﻦ ُآﻠﱡﻬﻦ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬ ّ ﺟ ْ أﻓﻬﻢ آﻴﻒ ﺗﺠﺎهﻞ ِ ﻟﻴﻠﺔ اﻹﺳﺮاء واﻟﻤﻌﺮاج ؟ وﻳﺒﻘﻲ ﺻﻮم ﻋﺎﺷﻮراء .واﻟﻮاﻗﻊ أن اﻟﻮﺣﻲ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻧ ﺰل ﺑﺼﻮم رﻣﻀﺎن ﻓﻨﺴﺦ ﻋﺎﺷﻮراء إﻟﻲ اﻷﺑﺪ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻴﻬﻤﻨﻲ أن أوﺿﺢ أﻣﺮا ﻋﻠﻲ ﻗﺪر آﺒﻴﺮ ﺟﺪا ﻣﻦ اﻷهﻤﻴﺔ ،وهﻮ أن ﺻﻮم ﻳﻮم ﻋﺎﺷﻮراء آﺎن ﻣﻌﺮوﻓًﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ .آ ﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻘ ﻞ أهﻤﻴ ﺔ ﻋ ﻦ ه ﺬا أن اﻟﺮﺳ ﻮل ،ﺣ ﻴﻦ وﻓ ﺪ إﻟ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ورأي اﻟﻴﻬ ﻮد ﻳﺼﻮﻣﻮن هﺬا اﻟﻴﻮم ،أﻣﺮ أﺗﺒﺎﻋﻪ أن ﻳﺼﻮﻣﻮﻩ ﻗﺎﺋﻼ ﻟﻠﻴﻬﻮد » :ﻧﺤﻦ أوﻟﻲ ﺑﻤﻮﺳ ﻲ ﻣ ﻨﻜﻢ ‹‹) ،(٢٠٠وهﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻤﻨﺘﻬﻲ اﻟﻮﺿﻮح أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻠﻘﻬﻢ وﻟ ﻢ ﻳﺘ ﺎﺑﻌﻬﻢ ،ﺑ ﻞ واﺟﻬﻬ ﻢ ﻣﻨ ﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺑﺮأﻳﻪ ﻓﻴﻬﻢ وأﻧﻪ ﻳﻔﺮق ﺑﻴﻨﻬﻢ وﺑـﻴﻦ ﻧﺒﻴﻬﻢ ﻣﻮﺳﻲ ،اﻟﺬي هﻮ ﻣﺜﻠﻪ رﺳﻮل ﻣﻦ ﻋﻨ ﺪ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ .وﻋﻠﻲ أﻳﺔ ﺣﺎل ﻓﺈن ﺻﻴﺎم ﻳﻮم ﻋﺎﺷﻮراء آﺎن ﺗﻄﻮﻋﻴﺎ ،أي أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ أرآﺎن اﻹﺳﻼم ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ أو ﺑﻌﻴﺪ. وﺑﺮﻏﻢ هﺪﻣﻨﺎ ﻟﻤﺰاﻋﻢ ﺟﺐ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻬﺎ ﻧﺤﻦ أوﻻء ﻣﺎﺿﻮن ﻣﻌﻪ إﻟﻲ زﻋ ﻢ ﺟﺪﻳ ﺪ ﻣ ﺆداﻩ أن ﻣﺤﻤﺪا ،ﻋﻨﺪﻣﺎ آﺎن اﻟﻴﻬﻮد ﻳﻨﺘﻘﺪون أﺧﻄ ﺎءﻩ ﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﺮوﻳ ﻪ ﻣ ﻦ ﻗﺼ ﺺ اﻷﻧﺒﻴ ﺎء اﻟﺘ ﻲ ﺗﺨﺘﻠ ﻒ ﻋﻤ ﺎ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ آﺘ ﺒﻬﻢ ،آ ﺎن ﻳ ﺮد ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﺑﻘﻮﻟ ﻪ » :أأﻧ ﺘﻢ أﻋﻠ ﻢ أم اﷲ ؟‹‹). (٢٠١ وﻳﺘﺼﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﻗﻮل ﻣﺮﺟﻠﻴﻮث إن أﺳﻤﺎء ﺑﻌﺾ اﻟﺮﺳﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﻬﺎر إﺳﻼﻣﻴﺔ ( ﻣﺎ ﻳﻠﻲ » :وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺤﺪث ﺑﻴﺠﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺸﺮوﻋﻪ ﻋ ﻦ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟ ﺬاﺗﻲ ﺑ ﺪأ ﻳﺠ ﺮد اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟ ﺬاﺗﻲ ﻣ ﻦ ﺣ ﻖ ﺗﻘﺮﻳ ﺮ اﻟﻤﺼ ﻴﺮ .وآ ﺎن ﻳﺴ ﺘﺨﺪم ﻋﺒ ﺎرة " "Self Ruleﺑ ﺪﻻ ﻣ ﻦ " Self ."Determinationوهﻨﺎ ﺗﺼﺪي ﻟﻪ اﻟﺪآﺘﻮر ﻋﺼﻤﺖ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻤﺠﻴ ﺪ .ﻗ ﺎل ﻟ ﻪ :أﻧ ﺖ أدﻟﻴ ﺖ ﺑﺤ ﺪﻳﺚ ﺳ ِﺌ ْﻠ َ إﻟ ﻲ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳ ﻮن اﻷﻣﺮﻳﻜ ﻲ وﻋﻨ ﺪﻣﺎ ُ ﺖ :ﻣ ﺎذا ﺗﻘﺼ ﺪ ﺑ ـ " " Self Rule؟ ﻗﻠ ﺖ :إﻧﻬ ﺎ ﻣﺸﺎﺑﻬ ـﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻟﻌﺒﺎرة " . "Self Determinationﻗﺎل ﺑﻴﺠﻴﻦ :ﻟﻢ أﻗـﻞ هﺬا . ﻋﺼﻤﺖ :ﻧﺺ اﻟﺤﺪﻳﺚ أﻣﺎﻣﻲ ،وهﺬا ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ أﻧﺖ ﺑﺎﻟﺤﺮف اﻟﻮاﺣﺪ . ﻏﻀﺐ ﺑﻴﺠﻴﻦ :أﻧﺎ أﻋﺮف ﻣﺎذا ﻗﻠﺘﻪ . ﻋﺼﻤﺖ :اﻟﻨﺺ هﻮ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻴﻨﻨﺎ . ﺛﻢ ﺗﺤﺪث ﺑﻴﺠ ﻴﻦ ﻋ ﻦ ﻗ ﺮار ، ٢٤٢وﻻﺣ ﻆ اﻟ ﺪآﺘﻮر ﻋﺼ ﻤﺖ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻤﺠﻴ ﺪ أﻧ ﻪ ﻻ ﻳﺘﻠ ﻮ ﻧ ﺺ اﻟﻘ ﺮار ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ ،وﻟﻔﺖ ﻧﻈﺮ ﺑﻴﺠﻴﻦ إﻟﻲ ذﻟﻚ ،وﻗﺎل :هﺬا هﻮ ﻧﺺ اﻟﻘﺮار .إن ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﻟﻢ ﻳﺮد ﻓﻲ اﻟﻘﺮار . ﺗ ﺄزم ﺑ ﻴﺠﻦ ،وﺗ ﺪﺧﻞ اﻟﻘﺎﺿ ﻲ ﺑ ﺮاك ﻋﻀ ﻮ اﻟﻮﻓ ﺪ اﻹﺳ ﺮاﺋﻴﻠﻲ .ﻗ ﺎل :إن رﺋ ﻴﺲ اﻟ ﻮزراء ﻳﻘﺼ ﺪ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﻟﻘﺮار ٢٤٢ﻻ اﻟﻨﺺ « ،ﻓﻌﻨﺪﺋﺬ زال اﺳ ﺘﻐﺮاﺑﻲ .إن اﻟ ﻨﻔﺲ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﺴ ﺘﻮﻟﻲ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ اﻻﻟﺘ ﻮاء واﻟﺨﺒﺚ ﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﻋﺎﺟﺰة ﻋﻦ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ،وﻳﺼﺒﺢ اﻟﻜﺬب اﻟﻤﻔﻀﻮح هﻮ اﻟﻬﻮاء اﻟﺬي ﺖ ﻣﻨﻪ. ﺣ ِﺮ َﻣ ْ ﺗﺘﻨﻔﺴﻪ وﺗﻤﻮت إذا ُ ) (٢٠٠اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري ، ٣٤١ /٢ /وﺳﻴﺪ ﺳﺎﺑﻖ /ﻓﻘﻪ اﻟﺴﻨﺔ . ٤٥١ / ١ / ) (٢٠١ﺟﺐ . ٤٤ /
اﻟﻘﺪﻳﻢ اﺧﺘﻼﻓﺎ آﺒﻴﺮا) . (٢٠٢واﻟﻮاﻗﻊ أن اﻟﻌﻬ ﺪﻳﻦ اﻟﻘ ﺪﻳﻢ واﻟﺠﺪﻳ ﺪ ﻻ ﻳﺘﻤﺘﻌ ﺎن ،ﺣﺘ ﻲ ﻋﻨ ﺪ آﺜﻴﺮ ﺟﺪا ﻣﻦ اﻟﺪارﺳﻴﻦ اﻟﻐﺮﺑﻴﻴﻦ ،ﺑﻌﺸﺮ ﻣﻌﺸﺎر هﺬﻩ اﻟﺜﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﻬﺎ آ ﻼم ه ﺬﻳﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ). (٢٠٣ﻓﺎﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﻴﻬﻤﺎ إذن ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻋﻠﻲ أﻧﻬﻤﺎ اﻷﺳﺎس اﻟﺬي ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ُﻳﺤَﺎآَﻢ إﻟﻴﻪ اﻟﻘﺮﺁن هﻲ ﻣﻐﺎﻟﻄﺔ ﻓﺎدﺣﺔ .وهﺎ هﻮ ذا ﻣﺮﺟﻠﻴﻮث ﻧﻔﺴﻪ) (٢٠٤ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻳﻌﺘﻨﻘﻬﺎ اﻟﻼهﻮﺗﻴﻮن اﻟﻨﺼﺎري ﻟﻴﺴﻮﻏﻮا ﺑﻬﺎ اﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺞ ﺑﻬ ﺎ آﺘ ﺒﻬﻢ اﻟﻤﻘﺪﺳ ﺔ وﻳﺴ ﻤﻴﻬﺎ " ، "Colouring by the mediumوﻣﻌﻨﺎه ﺎ أن اﻟ ﻮﺣﻲ إﻧﻤ ﺎ ﻳﻨﺰل آﻔﻜﺮة ،ﺛﻢ ﻳﻘﻮم اﻟﻨﺒﻲ اﻟﺬي ﻧﺰل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻮﺣﻲ ﺑﺼﻴﺎﻏﺔ هﺬﻩ اﻟﻔﻜﺮة ﺑﻌﻘﻠﻪ وأﺳﻠﻮﺑﻪ هﻮ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈن اﻷﺧﻄﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﻓ ﻲ اﻟﻜﺘ ﺎب اﻟﻤﻘ ﺪس ﺗﺮﺟ ﻊ إﻟ ﻲ ه ﺬا اﻟﻮﺳ ﻴﻂ ﻻ إﻟﻲ اﻟﺴﻤﺎء ،وهﻮ ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ أﻧﻪ ﺣﺘﻲ ﻻهﻮﺗﻴﻮهﻢ ﻳﺘﻘﻬﻘﺮون ﻣﻦ ﺧﻂ دﻓﺎع إﻟﻲ ﺁﺧﺮ . هﺬا ،وﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﺎرئ أن ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻲ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس وﻳﻘﺮأﻩ ﺑﻌﻴﻦ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ،وﻟﺴﻮف ﻳﺠﺪ ﻣ ﺎ ﻳﺼ ﺪم ﻋﻘﻠ ﻪ ﻓ ﻲ آ ﻞ ﻣﻜ ﺎن ﻣﻨ ﻪ ،ﻓﻤ ﻦ ﺗﺼ ﻮﻳﺮ ﷲ ﺗﺼ ﻮﻳﺮا وﺛﻨﻴ ﺎ آﺄﻧ ﻪ أﺣ ﺪ ﺁﻟﻬ ﺔ اﻹﻏﺮﻳﻖ إﻟﻲ ﺣﻜﺎﻳﺎت ﻋﻦ ﻓﺠﻮر أﻧﺒﻴﺎﺋﻬﻢ ﺗﺸﻴﺐ ﻟﻬﻮﻟﻬﺎ اﻟﻮﻟﺪان إﻟﻲ ﺗﻨﺎﻗﻀ ﺎت ﺗﺎرﻳﺨﻴ ﺔ وداﺧﻠﻴ ﺔ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ اﻟﺘﻮﻓﻴ ﻖ ﺑﻴﻨﻬ ﺎ ﺑﺤ ﺎل). (٢٠٥وﻗﺒ ﻞ أن أﻧﺘﻘ ﻞ إﻟ ﻲ اﻟﻨﻘﻄ ﺔ اﻷﺧﻴ ﺮة ﻓ ﻲ ﻣﻼﺣﻈﺎت اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻘﺮﺁن ﺑﻜﺘﺐ اﻟﻴﻬﻮد واﻟﻨﺼﺎري أﻃﺮح هﺬا اﻟﺴ ﺆال :ﻟﻘﺪ آﺎن ﺑﻴﻦ أﺗﺒﺎع ﻣﺤﻤﺪ أﻋﺪاد آﺒﻴﺮة ﻣﻦ أهﻞ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬﻳﻦ دﺧﻠﻮا اﻹﺳ ﻼم وﻧﺼ ﺮوﻩ وﺁزروﻩ ،وﺣﺎرﺑﻮا أهﻞ أدﻳﺎﻧﻬﻢ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،وآ ﺎﻧﻮا ﻋﻠ ﻲ دراﻳ ﺔ واﺳ ﻌﺔ ﺑﻜﺘ ﺒﻬﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴ ﺔ ، ﻓﻠﻤﺎذا ﻟﻢ ﻳﺤﺎول ﻣﺤﻤﺪ أن ﻳﺴﺘﻄﻠﻊ ﻣﺎ ﻋﻨﺪهﻢ ﻗﺒﻞ اﺧﺘﺮاع أي وﺣ ﻲ ﻳﺘﻌﻠ ﻖ ﺑﺘ ﺎرﻳﺦ ﺑﻨ ﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ واﻟﻨﺼﺎري ﺣﺘﻲ ﻻ ﻳﻨﻜﺸﻒ ﺧﻄﺆﻩ ﻓﻴﺮﻳﺢ ﺑﺬﻟﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﺮ|ﺁن وهﺬﻩ اﻟﻜﺘﺐ ؟ إن اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﺴﺆال هﻲ أﻧﻪ آﺎن ﻳﻌﻠﻢ ﻳﻘﻴﻨ ﺎ أن ﻗﺮﺁﻧ ﻪ ﻣ ﻮﺣﻲ ﺑ ﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ وأن اﻟﺘﻮراة واﻹﻧﺠﻴﻞ ﻗﺪ أﺻﺎﺑﻬﻤﺎ اﻟﺘﺤﺮﻳﻒ. وﺑ ﺬﻟﻚ ﻧﺒﻠ ﻎ اﻟﻨﻘﻄ ﺔ اﻷﺧﻴ ﺮة ،وه ﻲ اﺳ ﺘﻐﺮاب ﺟ ﺐ أﻧ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻮﻗ ﺖ اﻟ ﺬي ﻳ ﺮﻓﺾ ﻓﻴ ﻪ ﺻ ﻠِﺐ إذا ﺑ ﻪ اﻟﻘ ﺮﺁن ﺑﻨ ﻮة ﻋﻴﺴ ﻲ ﷲ رﻓﻀ ﺎ ﺣﺎﺳ ﻤﺎ وﻳﻨﻔ ﻲ ﺑ ﻨﻔﺲ اﻟﻘ ﻮة أن ﻳﻜ ﻮن ﻗ ﺪ ُ ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﻨﺼﺎري أﻧﻔﺴﻬﻢ أآﺜﺮ ﻣ ﻦ ﻣ ﺮة ﺑﻌﺒ ﺎرات ود ّﻳ ﺔ .وه ﻮ ﻳﻌ ﺰو ه ﺬا إﻟ ﻲ أن ) (٢٠٢ﻣﺮﺟﻠﻴﻮث . ٧٣ / ) (٢٠٣اﻧﻈ ﺮ ﻣ ﺜﻼ ﻣﺎﻟ ﻚ ﺑ ﻦ ﻧﺒ ﻲ /اﻟﻈ ﺎهﺮة اﻟﻘﺮﺁﻧﻴ ﺔ . ٦٤ /أﻣ ﺎ ﻣﻮﻧﺘﻴ ﻪ ،اﻟ ﺬي ﻳ ﺬآﺮﻩ اﻟﻤﺆﻟ ﻒ ﻓ ﻲ اﻟﻬﺎﻣﺶ وﻳﺤﻴﻞ ﻋﻠﻲ آﺘﺎﺑﻪ » ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس« ،ﻓﻬﻮ ﻣﺴﺘﺸﺮق ﺳﻮﻳﺴﺮي ﺗ ﺮﺟﻢ اﻟﻘ ﺮﺁن إﻟ ﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ وآﺘﺐ ﻟﻪ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺗﻌﺮض ﻓﻴﻬﺎ ﻟﺘ ﺎرﻳﺦ اﻟﻘ ﺮﺁن وﻣﺼ ﺎدرﻩ آﻤ ﺎ ﻳﺘﺨﻴﻠﻬ ﺎ .وﻗ ﺪ ﻗ ﺎم آﺎﺗ ﺐ ه ﺬﻩ اﻟﺴﻄﻮر ﺑﺪراﺳﺔ هﺬﻩ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ دراﺳﺔ ﻣﻄﻮﻟﺔ ﺑ ﻴﻦ ﻓﻴﻬ ﺎ ﺿ ﻌﻒ ه ﺬا اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮق ﺑ ﻞ ﻋﺠ ﺰﻩ ﻋ ﻦ ﻓﻬ ﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﻘﺮﺁﻧﻲ واﻟﺴﺨﺎﻓﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮرط ﻓﻴﻬ ﺎ ،آﻤ ﺎ ﻗ ﺎم ﺑﺘﺮﺟﻤ ﺔ ﻣﻌﻈ ﻢ اﻟﻤﻘﺪﻣ ﺔ اﻟﻤﺸ ﺎر إﻟﻴﻬ ﺎ وﻋﻘ ﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻌﻘﻴﺒﺎ ﻣﺴﺘﻔﻴﻀﺎ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ »اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن واﻟﻘﺮﺁن « .واﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﻧﻘﺪ اﻟﻜﺘ ﺎب اﻟﻤﻘ ﺪس ﺑﻌﻬﺪﻳ ﻪ اﻟﻘﺪﻳﻢ واﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﺎدة » « Bibleﻓﻲ داﺋﺮة اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ .وﻳﻤﻜ ﻦ اﻻﺳ ﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻜﺘ ﺎب ﻣ ﻮرﻳﺲ ﺑﻮآﺎي» اﻟﻘ ﺮﺁن اﻟﻜ ﺮﻳﻢ واﻟﺘ ﻮراة واﻹﻧﺠﻴ ﻞ واﻟﻌﻠ ﻢ« )اﻟﺒﺎﺑ ﺎن اﻷول واﻟﺜ ﺎﻧﻲ ( ﻟﻤﻌﺮﻓ ﺔ ﻣ ﺪي اﻣ ﺘﻼء اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس ﺑﺎﻷﺧﻄﺎء اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﻔﺎدﺣﺔ ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁن .وهﺬا ﻣ ﺎ دﻋ ﺎ ﻣﺆﻟ ﻒ ذﻟﻚ اﻟﻜﺘﺎب ،وهﻮ ﻃﺒﻴﺐ ﻓﺮﻧﺴﻲ ،إﻟﻲ اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻹﺳﻼم . ) (٢٠٤ص. ٦٣ / ) (٢٠٥ﺧﺼﺺ اﺑﻦ ﺟﺰم ﻋﺪدا آﺒﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻮل ﻣﻦ آﺘﺎﺑﻪ» اﻟ ِﻔﺼَﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻠ ﻞ واﻷه ﻮاء واﻟﻨﺤ ﻞ « ﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس ﺑﻌﻬﺪﻳﻪ دراﺳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻏﺎدرﺗْﻪ آﺎﻟﻤﺼﻔﺎة َآ ْﺜ َﺮ َة ﺛﻘﻮب .
ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﺑﺎﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة) . (٢٠٦وﻋﻠ ﻲ رﻏ ﻢ أن ﺟ ﺐ ﻟ ﻢ ﻳﺤ ﺪد اﻟﻤﻮاﺿ ﻊ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻘ ﻮل إن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻳﺘﺤ ﺪث ﻓﻴﻬ ﺎ ﻋ ﻦ اﻟﻨﺼ ﺎري ﺑﻌﺒﺎرات ودﻳ ﺔ ﻓﺈﻧﻨ ﺎ ﻧﺴ ﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺸ ﻴﺮ إﻟ ﻲ اﻵﻳ ﺔ ٦٩ﻣ ﻦ ﺳ ﻮرة اﻟﻤﺎﺋ ﺪة » إن اﻟ ﺬﻳﻦ ﻋ ِﻤ ﻞ ﺻ ﺎﻟﺤﺎ ﺧ ِﺮ و َ ﺁﻣﻨﻮا واﻟﺬﻳﻦ هﺎدوا واﻟﺼﺎﺑﺌﻮن واﻟﻨﺼﺎري ﻣﻦ ﺁﻣﻦ ﺑﺎﷲ واﻟﻴ ﻮ ِم اﻵ ِ ف ﻋﻠ ﻴﻬﻢ وﻻ ه ﻢ َﻳ ْ ﻓﻼ ﺧﻮ ٌ ﺤﺰَﻧ ﻮن « وﺗﺸ ﺒﻬﻬﺎ إﻟ ﻲ ﺣ ﺪ آﺒﻴ ﺮ اﻵﻳ ﺔ ٦٢ﻣ ﻦ ﺳ ﻮرة ن أﺷ ﱠﺪ اﻟﻨ ﺎس ﺠﺪ ﱠ »اﻟﺒﻘﺮة ) « ،وآﺬﻟﻚ اﻵﻳﺔ ٨٢ﻣ ﻦ ﺳ ﻮرة » اﻟﻤﺎﺋ ﺪة « أﻳﻀ ﺎ » َ :ﻟ َﺘ ِ ن أ ْﻗ َﺮﺑَﻬﻢ ﻣﻮد ًة ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮا ﺠ َﺪ ّ ﺷﺮَآﻮا .وَﻟ َﺘ ِ ﻋﺪاو ًة ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا اﻟﻴﻬﻮ َد واﻟﺬّﻳﻦ أ ْ :إﻧﱠﺎ ﻧﺼﺎري ... «.واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﻧﻪ ﻻ ﺗﻌﺎرض هﻨﺎك إﻃﻼﻗﺎ ،ﻓﺎﻵﻳﺔ اﻷوﻟ ﻲ ﺗﺸ ﺘﺮط ﻓ ﻲ ﻧﺠﺎة اﻟﻨﺼﺎري وﻏﻴﺮهﻢ أن ﻳﺆﻣﻨﻮا ﺑﺎﷲ واﻟﻴﻮم اﻵﺧﺮ وﻳﻌﻤﻠﻮا ﺻﺎﻟﺤﺎ ،وهﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻠﺰم أن ﻳﺆﻣﻨﻮا ﺑﻜﻞ اﻟﺮﺳﻞ ﻣﻦ ﺁدم إﻟ ﻲ ﻣﺤﻤ ﺪ) . (٢٠٧وﺗﻮﺿ ﺢ ذﻟ ﻚ اﻵﻳﺘ ﺎن ١٥١ – ١٥٠ ﺳ ﻠﻪ ،وﻳﺮﻳ ﺪون أن ﻣﻦ ﺳﻮرة » اﻟﻨﺴﺎء « ،إذ ﺗﻘ ﻮﻻن » :إن اّﻟ ﺬﻳﻦ ﻳ ْﻜ ُﻔ ﺮون ﺑ ﺎﷲ و ُر ُ ﻦ ﺑﺒﻌﺾ وﻧ ْﻜﻔُﺮ ﺑﺒﻌﺾ وﻳﺮﻳﺪون أن ﻳﺘﱠﺨﺬوا ﺑﻴﻦ ﺳﻠِﻪ ،وﻳﻘﻮﻟﻮن ُﻧ ْﺆ ِﻣ ُ ﷲ و ُر ُ ﻳُﻔﺮﱢﻗﻮا ﺑﻴﻦ ا ِ ﻋ َﺘﺪْﻧﺎ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻋﺬاﺑﺎ ﻣُﻬﻴﻨﺎ « .وﻣﺜﻠﻬﻤﺎ اﻵﻳﺔ ذﻟﻚ ﺳﺒﻴﻼ $أوﻟﺌﻚ هﻢ اﻟﻜﺎﻓﺮون ﺣﻘﺎ ،وَأ ْ ب أﻧﺰﻟﻨ ﺎﻩ ﻣﺒ ﺎرك ٩٢ﻣﻦ ﺳﻮرة» اﻷﻧﻌﺎم« ،اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻲ اﻟﻘﺮﺁن ﻗﺎﺋﻠﺔ » :وه ﺬا آﺘ ﺎ ٌ ﻦ ﺣﻮﻟﻬ ﺎ .واﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺆﻣﻨ ﻮن ﺑ ﺎﻵﺧﺮة ق اﻟ ﺬي ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ،وِﻟ ُﺘ ْﻨ ِﺬ َر ُأمﱠ اﻟﻘ ﺮي و َﻣ ْ ﻣﺼ ﺪ|ﱢ ُ ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﻪ ،وهﻢ ﻋﻠﻲ ﺻﻼﺗﻬﻢ ﻳُﺤﺎﻓِﻈﻮن « .وﺗﺄﺗﻲ اﻵﻳﺔ 29ﻣﻦ ﺳﻮرة » اﻟﺘﻮﺑ ﺔ « ﻟﺘﻮﺿﺢ اﻷﻣﺮ ﺗﻮﺿﻴﺤﺎ ﺳﺎﻃﻌًﺎ ﻻ ﻟﺒﺲ ﻓﻴﻪ ،إذ ﺗﻘﻮل » :ﻗ ﺎﺗِﻠﻮا اﻟ ﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻨ ﻮن ﺑ ﺎﷲ ﺠ ْﺰ َﻳ َﺔ ﻋﻦ ﻖ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ أوﺗﻮا اﻟﻜﺘﺎب ﺣﺘﻲ ُﻳ ْﻌﻄُﻮا اﻟ ِ ﻦ اﻟﺤ ﱢ ﺧ ِﺮ وﻻ ﻳَﺪﻳﻨﻮن دِﻳ َ وﻻ ﺑﺎﻟﻴﻮم اﻵ ِ َﻳ ٍﺪ َو ُه ْﻢ ﺻ ﺎﻏﺮون « .وﻏﻴ ﺮ ذﻟ ﻚ آﺜﻴ ﺮ ،ﻣﻤ ﺎ ﻳﻘﻄ ﻊ ﺑ ﺄن رأي اﻟﻘ ﺮﺁن آ ﺎن داﺋﻤ ﺎ أن اﻟﻴﻬﻮد واﻟﻨﺼﺎري إذا ﺑﻘُﻮا ﻋﻠﻲ ﻣﺎ هﻢ ﻋﻠﻴ ﻪ رﻏ ﻢ اﺗﻀ ﺎح اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ﻟﻬ ﻢ ﻓﻠ ﻦ ﻳﻤﻜ ﻨﻬﻢ أن ﻳﻔﻮزوا ﺑﺎﻟﻨﺠﺎة ﻳﻮم اﻟﺪﻳﻦ ،وإذن ﻓﻼ ﺑﺪ أن ﻳﺪﺧﻠﻮا ﻓﻲ اﻹﺳ ﻼم وﻳﺆﻣﻨ ﻮا ﺑﻨﺒﻴ ﻪ واﻟﻘ ﺮﺁن اﻟﺬي أﻧﺰل ﻋﻠﻴﻪ .هﺬا ﻋ ﻦ اﻵﻳ ﺔ اﻷوﻟ ﻲ ،أﻣ ﺎ اﻵﻳ ﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ ﻓﺈﻧﻬ ﺎ وﻣ ﺎ ﺑﻌ ﺪهﺎ ﻣ ﻦ ﺁﻳ ﺎت ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻲ واﻗﻌ ﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬ ﺎ ،إذ ورد ﻋﻠ ﻲ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم وه ﻮ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻓﺮﻳ ﻖ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺼ ﺎري وﻓ ﻴﻬﻢ ﻗﺴﺎوﺳ ﺔ ورهﺒ ﺎن ﻣﺨﻠﺼ ﻮن .وآﺎﻧ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻄﺎﺋﻔ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺼﺎري ﺗﺘﺤﻠﻲ ﺑﺮﻗﺔ اﻟﻘﻠﺐ واﻟﺘﻮاﺿﻊ ﻟﻠﺤﻖ ،ﻓﺄﺳﺮﻋﺖ إﻟﻲ إﻋﻼن اﻹﻳﻤﺎن ﺑﺎﻹﺳ ﻼم واﻟﻘﺮﺁن ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗُﻠﻴﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺁﻳﺎﺗﻪ وﻓﺎﺿﺖ أﻋﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ اﻟ ﺪﻣﻊ) . (٢٠٨ه ﺬا ،وﺳ ﻮف ﻧﺒ ﻴﻦ ) (٢٠٦ﺟﺐ ٤٥ /ـ . ٤٦ ي إﻧﺴﺎن ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻳﻀﻤﻦ ﻧﺠﺎﺗﻪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .وهﺬﻩ ﻗﻀﻴﺔ ﺟﺪ هﺎﻣ ﺔ ،ﻷن ﻣﻌﻨ ﻲ ه ﺬا ) (٢٠٧أي أن أ ّ اﻟﻜﻼم أن اﻹﺳﻼم ﻣﻔﺘﻮح ﻟﻜﻞ اﻟﻨ ﺎس واﻷﺟﻨ ﺎس وﺟﻤﻴ ﻊ أﺻ ﺤﺎب اﻟ ﺪﻳﺎﻧﺎت اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺔ ،ﻏﻴ ﺮ ﻣﻘﺼ ﻮر ﻼ ،اﻟﺘ ﻲ ﺗﺤﺼ ﺮ اﻟﺨ ﻼص ﻓ ﻲ ﺑﻨ ﻲ إﺳ ﺮاﺋﻴﻞ ﻋﻠ ﻲ أﺣ ﺪ ﻣ ﻨﻬﻢ دون أﺣ ﺪ ،ﻋﻠ ﻲ ﻋﻜ ﺲ اﻟﻴﻬﻮدﻳ ﺔ ﻣ ﺜ ً وﺣﺪهﻢ .وﻳﺆآﺪ ﺻ ﺤﺔ ه ﺬا اﻟﺘﻔﺴ ﻴﺮ أن ه ﺬﻩ اﻵﻳ ﺔ ) وﻣﺜﻠﻬ ﺎ اﻵﻳ ﺔ ٦٢/ﻣ ﻦ ﺳ ﻮرة» اﻟﺒﻘ ﺮة « ( ﻗ ﺪ وردت ﻓﻲ ﺳﻴﺎق اﻟﻜﻼم ﻋﻦ اﻟﻴﻬﻮد وﻏﺮورهﻢ وﻏﺒﺎﺋﻬﻢ وﺗﺼﻮرهﻢ أﻧﻬـﻢ ﻧﺎﺟـﻮن ﻣﻬﻤـﺎ ﻓﻌﻠ ﻮا ،ﻓﻬ ﻢ أﺑﻨﺎء اﷲ وأﺣﺒﺎؤﻩ ،واﻟﻨﺎر ﻟﻦ ﺗﻤﺴﻬـﻢ ) إذا ﻣﺴﺘﻬﻢ ( أآﺜﺮ ﻣﻦ أﻳﺎم ﻣﻌﺪودات . ) (٢٠٨واﻧﻈﺮ أﻳﻀﺎ ﻣﻨﺰﻳﺲ ) ص ، ( ٢٣٨ /اﻟﺬي ﻳﺪّﻋﻲ هﻮ آﺬﻟﻚ أن ﺛﻤﺔ ﺗﻨﺎﻗﻀ ﺎ ﻓ ﻲ رأي اﻹﺳ ﻼم ﻓﻲ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ واﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ .وﻟﻤﺎ آﺎن ردي ﻋﻠﻲ ﺟﺐ ﻗﺪ ﺷﻤﻞ أهﻞ اﻟﻜﺘﺎب ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻳﻬﻮدا وﻧﺼﺎري ﻟ ﻢ أر داﻋﻴ ﺎ ﻟﻤﻨﺎﻗﺸ ﺔ ﻣﻨ ﺰﻳﺲ .ه ﺬا ،وﻗ ﺪ ﺳ ﺒﻖ أن ﻧﺎﻗﺸ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ ﻓ ﻲ آﺘ ﺎﺑﻲ» اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻮن واﻟﻘﺮﺁن« ) ص ٤٦ /ـ .( ٤٨
ل ﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﻜﺘ ﺎب أن اﻹﺳ ﻼم ﻗ ﺪ ﺟ ﺎء ﻟﺘﺼ ﺤﻴﺢ ﻣ ﺎ أﺻ ﺎب اﻟﻴﻬﻮدﻳ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣﻮﺿ ﻊ ﺗ ﺎ ٍ ﻒ وﺗﺸﻮﻳ ٍﻪ وﻟﺘﺨﻔﻴﻒ اﻟﻘﻴﻮد اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﻬﺎ اﷲ ﻋﻠﻲ ﺑﻨﻲ إﺳﺮاﺋ ـﻴﻞ ، واﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺤﺮﻳ ٍ وأن اﻷﻣﺮ ﻟـﻢ ﻳﻜﻦ أﺧﺬا وﻻ اﻗﺘﺒﺎﺳًﺎ آﻤﺎ ﻳﻜﺬب اﻟﺰاﻋﻤﻮن. وﻣﻤﻦ زﻋﻢ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻗﺪ أﺧﺬ ﻣﻨﻬﻢ :اﻟﺤﻨﻔﺎء .وهﻢ أﻓﺮاد ﻣﻦ اﻟﻌﺮب ﻇﻬﺮوا ﻗﺒﻴﻞ اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻟﻢ ﻳﻘﻨﻌﻬﻢ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ أﻗﻮاﻣﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻋﺒ ﺎدة أﺻ ﻨﺎم وﺗﻈ ﺎﻟﻢ وﻏﻴ ﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﻈﺎهﺮ اﻟﺘﺤﻠﻞ اﻟﺮوﺣﻲ واﻟﻔﺴﺎد اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .وﺑﺪﻻ ﻣﻦ أن ﻳﺮي اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن ﻓﻲ ذﻟ ﻚ دﻟ ﻴﻼ ﻋﻠ ﻲ أن اﻟﺠ ﻮ آ ﺎن ﻳﺴ ﺘﺪﻋﻲ ﻇﻬ ﻮر ﻧﺒ ﻲ ﻳﺼ ﻠﺢ ه ﺬا اﻟﺤ ﺎل اﻟﻤﺎﺋ ﻞ ﻓ ﻲ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮب وﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻌًﺎ ،إذ آﺎﻧ ﺖ اﻷوﺿ ﺎع ﻓ ﻲ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳ ﺎت اﻟﻌﺎﻟﻤﻴ ﺔ ﻓ ﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﺒﻪ اﻟﺠﺰﻳﺮة ﺳﻮءًا ﺑﻞ أﺳ ﻮأ) ، (٢٠٩ﻧ ﺮاهﻢ ،آﻌﻬ ﺪهﻢ ﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﺘﻌﻠ ﻖ ﺑﺎﻹﺳﻼم وﻧﺒﻴﻪ ،ﻳﺘﻬﻤﻮﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﺑﺎﻷﺧﺬ ﻣﻦ هﺆﻻء اﻟﺤﻨﻔﺎء. وﻓﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻨﺎ ﻟﻬﺬا اﻻدﻋﺎء أﺣﺐ أن أﺿﻊ ﺗﺤﺖ ﺑﺼﺮ اﻟﻘﺎرئ هﺬﻩ اﻟﺤﻘ ﺎﺋﻖ اﻟﺘﺎﻟﻴ ﺔ :أن ي ﻣ ﻨﻬﻢ ﻻﻧﺒ ﺮي واﺣ ﺪ ع هﺬا .وﻟﻮ ﺣﺪث أن اﻟﻨﺒﻲ ﻗ ﺪ ﺗﻌﻠ ﻢ ﻣ ﻦ أ ﱟ أﺣﺪا ﻣﻦ اﻟﺤﻨﻔﺎء ﻟﻢ ﻳ ﱠﺪ ِ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻲ اﻷﻗﻞ ) وﻟ ﻴﻜﻦ أﻣﻴ ﺔ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ اﻟﺼ ﻠﺖ ،اﻟ ﺬي ﻟ ﻢ ﻳﺸ ﺄ أن ﻳ ﺆﻣﻦ ﺑ ﺎﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ،ﻷﻧﻪ آﺎن ﻳﻄﻤﻊ أن ﻳﻜﻮن ه ﻮ اﻟﺮﺳ ﻮل اﻟﻤﺨﺘ ﺎر وﻗ ﺎل» :ﻻ ﺗﺼ ﺪﻗﻮا ﻲ آ ﺬاب .ﻟﻘ ﺪ ﺗﻌﻠ ﻢ ﻣﻨ ﺎ ،وأﺧ ﺬ ﻣ ﺎ ﻋﻠّﻤﻨ ﺎﻩ إﻳ ﺎﻩ وﻟﻔ ﻖ ﻣﻨ ﻪ دﻳ ًﻨ ﺎ ( «. ﻣﺤﻤﺪا ،ﻓﺈﻧﻪ دﻋ ّ وﻟﻜﻦ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث ،ﻓﻜﻴ ﻒ ﻳﺤ ﻖ ﻷي ﻣﺴﺘﺸ ﺮق أن ﻳﺘﻘ ﺪم ﺑﻤﺜ ﻞ ه ﺬا اﻻﺗﻬ ﺎم ﺑﻌﺪ أآﺜﺮ ﻣﻦ
أرﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻗﺮﻧﺎ وﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻳﺪﻳﻪ أي دﻟﻴﻞ ؟ أهﺬﻩ هﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺸﺪﻗﻮن داﺋﻤﺎ ﺑﻬﺎ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺮﻣﻮﻧﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻧﺪاﻓﻊ ﻋﻦ دﻳﻨﻨ ﺎ ﺑ ﺎﻟﺤﻖ واﻟﺒﺎﻃ ﻞ ،ﻣ ﻊ أن آﺜﻴ ﺮﻳﻦ ﺻﻤﺎ وُﺑ ْﻜﻤًﺎ ،ﺑﻞ ﻋ ْﻤﻴًﺎ و ُ ﻣﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺘﻨﺎول هﺬﻩ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت ﻟﻢ ﻳﺨﺮوّا ﻋﻠﻲ اﻟﻘﺮﺁن ُ آﺎﻧﺖ ﻟﻬﻢ ﻣﻊ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﺤﺎورات ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻗﻠﺒﻮا ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻔﻜﺮ واﻟﻤﺮاﺟ ﻊ وأﻋ ﺎدوا اﻟﻨﻈ ﺮ ﻓ ﻲ ﻦ آﺎن أوﻟﻲ إذن ﺑﺎدﻋﺎء أﺷﻴﺎء آﺜﻴﺮة ؟ ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﻟﻮ أن ﻣﺤﻤﺪا آﺎن ﻗﺪ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﺤﻨﻔﺎء ،ﻓ َﻤ ْ اﻟﻨﺒ ﻮة ؟ واﺣ ٌﺪ ﻣ ﻦ اﻷﺳ ﺎﺗﺬة اﻷﺻ ﻼء أم ﻣﺤﻤ ﺪ ﺗﻠﻤﻴ ﺬ ه ﺆﻻء اﻷﺳ ﺎﺗﻴﺬ اﻷﺟ ﻼء ؟ وﻻ ﻳﻘﻮﻟﻦ أﺣﺪ إﻧﻬﻢ آﺎﻧﻮا ﻣﺸﻐﻮﻟﻴﻦ ﻓﻘﻂ ﺑﻤﺼﺎﺋﺮهﻢ اﻟﻔﺮدﻳﺔ ،ﻓﻘﺪ آﺎﻧﻮا داﺋﻤﺎ ﻳﻌﻴﺒ ﻮن ﻋﻠ ﻲ أﻗ ﻮاﻣﻬﻢ ﻗ ﺒﺢ ﻣ ﺎ ﻳﻌﺘﻘ ﺪون وﻳﺼ ﻨﻌﻮن ،وآ ﺎن ﻟﺒﻌﻀ ﻬﻢ ﻣ ﻮاﻋﻆ ﻓ ﻲ اﻷﺳ ﻮاق
ﻼ اﻟﻌﻘ ﺎد /ﻣﻄﻠ ﻊ اﻟﻨ ﻮر ) اﻟﻔﺼ ﻼن ٢ /و ، ٣وﻋﻨﻮاﻧﺎهﻤ ﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺘ ﻮاﻟﻲ : ) (٢٠٩اﻧﻈﺮ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ﻣ ﺜ ً »اﻷﺣﻮال اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺪﻋﻮة اﻟﻤﺤﻤﺪﻳﺔ « و »اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﻌﺜ ﺔ اﻟﻤﺤﻤﺪﻳ ﺔ « ( .واﻧﻈ ﺮ آﺬﻟﻚ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﻣﻦ »ﺣﻴﺎة ﻣﺤﻤﺪ « ﻟﻠﺪآﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻴﻦ هﻴﻜ ﻞ ،وﻋﻨﻮاﻧ ﻪ» ﺑ ﻼد اﻟﻌ ﺮب ﻗﺒ ﻞ اﻹﺳﻼم « .
واﻟﻤﺠ ﺎﻣﻊ) ، (٢١٠وﻟﻜ ﻦ أﺣ ﺪا ﻣ ﻨﻬﻢ ﻗ ﻂ ﻟ ﻢ ﻳ ﺪّع اﻟﻨﺒ ﻮة ،ﻓﻤ ـﺎ اﻟﺴ ﺒﺐ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ﻣ ﺎ دام ادﻋﺎؤهﺎ ﺳﻬﻼ إﻟﻲ ﺣﺪ أن ﺗﻠﻤﻴﺬا ﻣﻦ ﺗﻼﻣﻴﺬهﻢ ﻣﺜﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﻗ ﺪ زﻋ ﻢ أﻧ ﻪ ﻧﺒ ﻲ ﻳ ﻮﺣﻲ إﻟﻴ ﻪ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ؟ ﻟﻘﺪ أﺳﻠﻢ ورﻗﺔ ﺑﻌﺪ أن اﺳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ) ، (٢١١آﻤﺎ أﺳﻠﻢ أﻳﻀﺎ ﻋﺒﻴ ﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺟﺤﺶ ﺑﻌﺪ اﻻﻟﺘﺒﺎس اﻟﺬي آﺎن ﻓﻴﻪ ،ﺛﻢ ﻇﻞ ﻣﺴﻠﻤﺎ إﻟﻲ أن ه ﺎﺟﺮ إﻟ ﻲ اﻟﺤﺒﺸ ﺔ ، وهﻨﺎك ﺗﻨﺼﱠﺮ وﻣﺎت ﻋﻠﻲ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ .واﻟﻤﻼﺣﻆ ﻣﻦ ﺳﻴﺮﺗﻪ أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻻ ﻳﺤﺘ ﺮم ﻏﺮﺑ ﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻼد ،إذ آﺎن ﻳﻐ ﻴﻈﻬﻢ ﺑﻘﻮﻟ ﻪَ » :ﻓ ﱠﻘﺤْﻨ ﺎ وﺻﺄﺻ ﺄﺗﻢ«). (٢١٢وواﺿ ﺢ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺼﺒﺮ ﻋﻠﻲ ﺑﻼء اﻻﺧﺘﺒﺎر اﻟﺬي ﻣﺤﺺ اﷲ ﺑﻪ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻨﺼ ﻒ اﻷول ﻣ ﻦ ﻋﻤ ﺮ اﻟ ﺪﻋﻮة ﻓﺎﻧﻘﻠ ﺐ ﻓ ﻲ أول ﻓﺮﺻ ﺔ ودﺧ ﻞ ﻓ ﻲ دﻳ ﻦ اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻟﻤﻀ ﻴّﻔﺔ ،ﻣﻤ ﺜﻼ ﺑ ﺬﻟﻚ ﺊ ﻟﻪ ﺴَ اﻟﺸﺬوذ ﻋﻠﻲ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺜﻠﻬﺎ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎ .وأرﺟﺢ أﻧﻪ ﻟﻮ آﺎن ﻗﺪ ُﻧ ِ ﻓﻲ ﻋﻤﺮﻩ ورﺟﻊ ﻣﻊ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻟﻌﺎد َآﺮّة أﺧﺮي إﻟﻲ اﻹﺳﻼم ،ﻓ ﺈن ﻧﻔﺴ ﻴﺘﻪ ﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﺒﺪو ﻣﻦ أﺧﺒﺎرﻩ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺔ .وﻳﻨﺒﻐﻲ أﻻ ﻳﻔﻮﺗﻨﺎ أﻧﻪ ﻟﻮ آﺎن ﺳﻤﻊ أو ﺷﻬﺪ أن ﻣﺤﻤﺪا ﻗﺪ ﺳﺮق أﻓﻜﺎرﻩ ﻣﻦ أﺣﺪ ﻟﻤﺎ ﺁﻣﻦ ﺑ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺒﺪاﻳ ﺔ أو ﻟﻔﻀ ﺤﻪ ﺑ ﺬﻟﻚ ﻋﻨ ﺪ اﻟﻨﺠﺎﺷ ﻲ وﻣﻄﺎرﻧﺘﻪ ،وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﻴ ﻮم اﻟﻤﺸ ﻬﻮد ،ﻳ ﻮم اﻟﻤﻨ ﺎﻇﺮة اﻟﺘ ﻲ أﻗﻴﻤ ﺖ ﻓ ﻲ ﺑ ﻼط ﻲ ﻗ ﺮﻳﺶ ﺑﺤﻀ ﻮر آﺒ ﺎر اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر اﻟﺤﺒﺸ ﻲ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ اﻟﻤﻬ ﺎﺟﺮﻳﻦ وﺑ ﻴﻦ رﺳ ﻮَﻟ ْ رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ هﻨﺎك .وﻋﻠﻲ أﻳﺔ ﺣﺎل ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻐﻔﻞ أن زوﺟﺘﻪ ،وهﻲ أم ﺣﺒﻴﺒﺔ ﺑﻨﺖ أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن أﺣﺪ زﻋﻤﺎء اﻟﻜﻔﺮ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺤﻴﻦ ،ﻟﻢ ﺗﺘﺎﺑﻌﻪ ﻓﻲ ارﺗﺪادﻩ ،ﺑﻞ ﻇﻠﺖ ﻣﺘﻤﺴﻜﺔ ﺑﺪﻳﻨﻬﺎ .ﻟﻴﺲ هﺬا ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﻋﻘﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺮﺳﻮل وه ﻲ ﻻ ﺗ ﺰال ﻓ ﻲ اﻟﺤﺒﺸ ﺔ وأﻧ ﺎب ﻋﻨ ﻪ اﻟﻨﺠﺎﺷﻲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ،وآﺎن ﻗﺪ أﺳﻠﻢ ،ﻓﻲ ﻋﻘﺪ ﻧﻜﺎﺣﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ وﻓ ﺎة زوﺟﻬ ﺎ). (٢١٣ وأم ﺣﺒﻴﺒﺔ هﺬﻩ هﻲ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻨﻜﻔﺖ أن ﻳﻠﻤﺲ ﺟﺴﺪ أﺑﻴﻬﺎ ﻓﺮاش رﺳﻮل اﷲ ﺣﺘﻲ ﻻ ﻳﻨﺠﱢﺴﻪ ،وﺻﺎرﺣﺘﻪ ﺑﺬﻟﻚ ،وآﺎن أﺑﻮهﺎ ﺣﻴﻨﺬاك ﻗﺪ أﺻﺒﺢ ه ﻮ اﻟ ﺰﻋﻴﻢ اﻷوﺣ ﺪ ﻟﻤﻌﺴ ﻜﺮ اﻟﻜﻔ ﺮ واﻟﻄﻐﻴﺎن .ﻓﻠﻌﻞ هﺬا آﻠﻪ ﻳﻌﻄﻴﻚ ﻓﻜﺮة ﻋ ﻦ ﻗﻴﻤ ﺔ ارﺗ ﺪاد ﻋﺒﻴ ﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﺟﺤ ﺶ ﻓ ﻲ ﺑ ﻼد اﻟﻨﺠﺎﺷ ﻲ ،اﻟ ﺬي ﺻ ﺪﱠق ه ﻮ ﻧﻔﺴ ﻪ ﺑﺎﻟ ﺪﻳﻦ اﻟﺠﺪﻳ ﺪ .وآ ﻲ ﺗ ﺰداد ﺿ ﺂﻟﺔ ﻗﻴﻤ ﺔ ارﺗ ﺪادﻩ وﺿﻮﺣﺎ أﺣﺐ أن أذآﺮ ﻟﻚ أن آﻞ إﺧﻮﺗﻪ ﻗ ﺪ أﺳ ﻠﻤﻮا ،وه ﻢ ﻋﺒ ﺪ اﷲ) وﻗ ﺪ اﺳﺘُﺸ ﻬِﺪ ﻓ ﻲ أﺣﺪ( وﻋﺒ ﺪ) وه ﻮ اﻟ ُﻤ َﻜ ﱠﻨ ﻲ ﺑ ﺄﺑﻲ أﺣﻤ ﺪ( ،وأم ﺣﺒﻴ ﺐ)زوﺟ ﺔ ﻋﺒ ﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ﺑ ﻦ ﻋ ﻮف( وزﻳﻨﺐ) زوﺟﺔ زﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎرﺛﺔ ﺛﻢ اﻟﺮﺳﻮل ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ( .وﻓﻀﻼ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻓﺈن أﺣﺪ هﺆﻻء اﻹﺧ ﻮة وه ﻮ ﻋﺒ ﺪ) أﺑ ﻮ أﺣﻤ ﺪ( آ ﺎن ﺿ ﺮﻳﺮا ،وﻟ ﻢ ﻳﻤﻨﻌ ﻪ ذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ ﻣﻨﺎﺻ ﺮة اﻹﺳ ﻼم واﻟﻬﺠﺮة ﻓﻴﻤﻦ هﺎﺟﺮ إﻟﻲ ﻳﺜﺮب .وﻣﻤﺎ ﻟﻪ دﻻﻟﺔ هﻨﺎ أﻧﻪ آﺎن أﻳﻀﺎ زوج إﺣﺪي ﺑﻨﺎت أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن زﻋﻴﻢ اﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ .ﻓﻠﻮ آﺎن أﺧﻮﻩ ﻗﺪ ﺗﻨﺼﺮ ﻋﻦ ﺑﺼﻴﺮة ﻟﺘﺎﺑﻌﻪ ،ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﺧﺎﻩ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻋﺪﻳﻠﻪ أﻳﻀﺎ ،أو ﻋﻠﻲ اﻷﻗﻞ آﺎن ﻳﻨﺒﻐﻲ ،وهﻮ اﻟﻀﺮﻳﺮ اﻟﻀ ﻌﻴﻒ اﻟﻘ ﺎدر ﺑﻐﻴ ﺮﻩ ،أن ﻳﻨﺤ ﺎز إﻟ ﻲ ﻣﻌﺴ ﻜﺮ اﻷﻗﻮﻳ ﺎء)أي اﻟﻜﻔ ـﺎر( ﺣﺘ ـﻲ ﺗ ـﻘﻮي ﺷ ـﻮآﺔ اﻟﻤﺴﻠـﻤﻴﻦ ﻓﻴـﺪﺧﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ دﻳﻨﻬﻢ ). (٢١٤وﻣﻦ اﻟﺤﻨﻔﺎء أﻳﻀﺎ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ اﻟﺤﻮﻳﺮث ،وﻗﺪ ) (٢١٠أﺑﺪي إدﻣﻮن ﭘﺎور هﺬﻩ اﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋ ﻦ أﻣﻴ ﺔ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ اﻟﺼ ﻠﺖ ﺑﺎﻟ ﺬات ).ﭼﻮزﻳ ﻒ هﺒ ﻲ / ٧٧٧ـ . ( ٧٧٨ ) (٢١١وهﺬﻩ هﻲ ﻋﺒﺎرة اﺑﻦ اﺳﺤﺎق ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة )اﺑﻦ هﺸﺎم . ( ٢٠٥ / ١ / ) (٢١٢واﻟﺼﺄﺻ ﺄة ه ﻲ ﻣﺤﺎوﻟ ﺔ اﻟﻜﻠ ﺐ اﻟﻮﻟﻴ ﺪ ﺗﻔﺘ ﻴﺢ ﻋﻴﻨﻴ ﻪ ﻟﻴﻨﻈ ﺮ .وﻓ ّﻘ ﺢ :ﻓ ﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴ ﻪ .وﻟﻌ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺼﻮرة اﻟﻤﺠﺎزﻳﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﺗﺒﻴّﻦ ﻟﻨﺎ آﻴﻒ آﺎن ﻳﺆذي ﻣﺸﺎﻋﺮ زﻣﻼﺋﻪ ﻓﻲ اﻟﻐﺮﺑﺔ ﺑﺒﺬاءﺗﻪ. ) (٢١٣اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ .٢١٥ / ٤ / ) (٢١٤اﻟﺴﺎﺑـﻖ ، ٢٣٥/ ١ /و ٨٢ / ٢ﻣﺘﻨًﺎ وهﺎﻣﺸـًﺎ ١٠٤ ،ـ ، ١٠٥و .٤٢ / ٣
ﻗﺪم ﻋﻠﻲ ﻗﻴﺼﺮ ﻓﺘﻨﺼﺮ وﺣﺴﻨﺖ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ ﻟﺪﻳﻪ) ﻻﺣﻆ أن ﻣﻦ ﺗﻨﺼﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺪ ﺗﻨﺼ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻐﺮﺑﺔ( .وﻳﺬآﺮون أن ﻗﻴﺼﺮ ﺗﻮﱠﺟ ﻪ ووﻻﻩ أﻣ ﺮ ﻣﻜ ﺔ وﻟﻜ ﻦ أه ﻞ ﻣﻜ ﺔ رﻓﻀ ﻮﻩ .وﻗ ﺪ ﻣﺎت ﺑﺎﻟﺸﺎم ﻣﺴﻤﻮﻣﺎ ﻋﻠﻲ ﻳﺪ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺟﻔﻨﺔ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﻐﺴﺎﻧﻲ) ،(٢١٥وهﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻴﻚ ﻓﻜﺮة ﻋﻦ ﻧﻮاﻳﺎﻩ ودواﻓﻌﻪ .وﻻ ﺑﺄس أن ﻧﻌﺪ أﻣﻴﺔ ﺑﻦ أﺑﻲ اﻟﺼﻠﺖ واﺣﺪا ﻣﻦ ه ﺆﻻء اﻟﺤﻨﻔ ﺎء . وهﻮ ﺷﺎﻋﺮ ﺟ ﺎهﻠﻲ ﺣﻜ ﻴﻢ ﻣ ﻦ أه ﻞ اﻟﻄ ﺎﺋﻒ آ ﺎن ﻣﻄﻠﻌ ﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻜﺘ ﺐ اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ ،وﻟ ﺒﺲ اﻟﻤﺴﻮح واﻣﺘﻨﻊ ﻋﻦ اﻟﺨﻤﺮ واﻷوﺛﺎن .وﻗﺪ رﺣﻞ إﻟﻲ دﻣﺸﻖ ﺛﻢ إﻟﻲ اﻟﺒﺤ ﺮﻳﻦ ﺣﻴ ﺚ ﻇ ﻞ هﻨﺎك ﺣﺘﻲ ﻇﻬﺮت دﻋﻮة اﻹﺳﻼم وﺑﻠﻐﻪ ﺧﺒﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ،ﻓﻘ ﺪم إﻟ ﻲ ﻣﻜﺔ واﺳﺘﻤﻊ ﻣﻨﻪ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻠﻢ إﻟﻲ ﺁﻳﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁن .وﻟﻤﺎ ﺳﺄﻟﻪ أهﻞ ﻣﻜﺔ رأﻳﻪ ﻓﻴﻪ ﻗﺎل » :إﻧﻪ ﻋﻠﻲ ﺣﻖ « ،وﻟﻜﻨﻪ ﻣﻊ ذﻟﻚ أﺟّﻞ اﻟ ﺪﺧﻮل ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ﺣﺘ ﻲ ﻳﻨﻈ ﺮ ،ﻓﻴﻤ ﺎ ﻗﺎل ،ﻓﻲ أﻣﺮﻩ .وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺳﺎﻓﺮ إﻟﻲ اﻟﺸﺎم ﺛﺎﻧﻴﺔ ،وه ﺎﺟﺮ رﺳ ﻮل اﷲ إﻟ ﻲ ﻳﺜ ﺮب .ﺛ ﻢ ﻋﺎد أﻣﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺎم وﻓﻲ ﻧﻴﺘﻪ إﻋﻼن إﺳﻼﻣﻪ ،ﻟﻜﻦ ﻣﻘﺘﻞ اﺑﻨﻲ ﺧﺎل ﻟ ﻪ آ ﺎﻓﺮﻳﻦ ﻓ ﻲ ﺑ ﺪر ﻣﻨﻌﻪ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ .وﻗ ﺪ أﻗ ﺎم أﻣﻴ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻄ ﺎﺋﻒ إﻟ ﻲ أن ﻣ ﺎت) . (٢١٦وﻣ ﻦ اﻟﻮاﺿ ﺢ أن ه ﺬا اﻟﺘ ﺮدد اﻟﻄﻮﻳ ﻞ إﻟ ﻲ أن هﻠ ﻚ ﻳﺆآ ﺪ ﻣ ﺎ ﻗﺎﻟ ﻪ اﻟﻤﺆرﺧ ﻮن اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻋﻨ ﻪ ﻣ ﻦ أن اﻟﺤﺴ ﺪ واﻟﻄﻤﻊ ﻓﻲ اﻟﻨﺒﻮة ﻟﻨﻔﺴﻪ آﺎﻧﺎ هﻤﺎ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ أو ﻋﻠﻲ اﻷﻗﻞ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﺗﻮﻗﻔﻪ ﻋﻦ إﻋﻼن إﻳﻤﺎﻧﻪ ﺑﻨﺒﻮة ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ أﻓﻀﻞ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم). (٢١٧وﻃﺒﻌﺎ ﻟﻮ أن أﻣﻴﺔ ﺑﻠﻐﻪ ﻣﻦ أي ﻃﺮﻳﻖ ﺷﻲء ﻣﺮﻳﺐ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻤﺎ ﺳﻜﺖ ﻟﺴﺎﻧﻪ ،وهﻮ اﻟﺸﺎﻋﺮ .آﺬﻟﻚ ﻟﻮ أﻧﻪ أﺣ ﺲ أن ﻣﺤﻤ ﺪا ﻧﺒ ﻲ ﻣﺰﻳ ﻒ ﻻدﻋ ﻲ ه ﻮ أﻳﻀ ﺎ اﻟﻨﺒ ﻮة ،وﻗ ﺪ آ ﺎن ﻟ ﻪ ﻣﻌ ﻴﻦ ﻓ ﻲ ﺷ ﻬﺮﺗﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒ ﺪ وﻣﻌﺮﻓ ﺔ اﻟﻜﺘ ﺐ اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ .أﻣ ﺎ زﻳ ﺪ ﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮو ﺑ ﻦ ُﻧ َﻔ ْﻴ ﻞ ﻓﻘ ﺪ اﺗﺒ ﻊ دﻳ ﻦ إﺑﺮاهﻴﻢ واﻋﺘﺰل اﻷوﺛﺎن واﻟﻤﻴﺘﺔ واﻟﺪم واﻟﻘﺮاﺑﻴﻦ ،وﻟﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻳﻬﻮدﻳﺔ وﻻﻧﺼﺮاﻧﻴﺔ . وﻟﻜﻦ ﻣﻐﺰي ﻗﺼﺘﻪ ﻻ ﻳﺘﻢ إﻻ إذا ﻋﻠﻤﻨﺎ أن اﺑﻨﻪ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ زﻳﺪ ،واﺑﻦ ﻋﻤﻪ واﺑﻨﺔ ﻋﻤ ﻪ ، وهﻤﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب وأﺧﺘﻪ)اﻟﺘﻲ هﻲ زوﺟﺔ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ زﻳﺪ ﻧﻔﺴ ﻪ( ،ﻗ ﺪ دﺧﻠ ﻮا آﻠﻬ ﻢ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم .وﻧﺤﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻧﻌﺮف اﻹﻳﺬاء اﻟﺬي أوﻗﻌﻪ ﻋﻤﺮ ﺑﺴﻌﻴﺪ هﺬا وزوﺟﺘﻪ واﻟ ﺬي اﻧﺘﻬﻲ ﺧﻴﺮ ﻧﻬﺎﻳﺔ ،إذ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ إﺳﻼﻣﻪ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ .ﻓﻠﻮ أن ﺳﻌﻴﺪا هﺬا أﺣ ﺲ أن ﻣﺤﻤﺪا ﻗﺪ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻦ أﺑﻴﻪ أو ﻟﻮ أن أﺑﺎﻩ ﺻﺎرﺣﻪ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻟﻤﺎ أﺳ ﻠﻢ اﻟﺒﺘ ﺔ ،وﺑﺎﻟ ﺬات ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻤﺒﻜﺮ ﺟﺪا ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺪﻋﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،أو ﻟﻮ أن ﻋﻤﺮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻌﻴﻦ اﻟﻴﻘﻈﺔ واﻟﻌﻘﻞ اﻟﻠﻤﺎح واﻟﻠﺴﺎن اﻟﺠﺮيء ﺣﺎآﺖ ﻓﻲ ﻗﻠﺒ ﻪ أﻳ ﺔ ذرة ﻣ ﻦ رﻳﺒ ﺔ ﺣ ﻮل ﻣﺤﻤ ﺪ وأﺧﺬﻩ اﻟﻤﺰﻋﻮم ﻋﻦ اﻟﺤﻨﻔﺎء أو ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﻪ ﺑﺨﺎﺻﺔ ﻟﻤﺎ دﺧﻞ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم أﺑﺪا ﻟﻴﺘﺤﺪي اﻟﻜﻔﺎر ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺟﻬﺮة وﻟﻴﻜﻮن إﺳﻼﻣﻪ ﻓﺘﺤﺎ) . (٢١٨أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻬ ﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨ ﺎ أن ﻧ ُﻌ ّﺪ أﺑ ﺎ ﻋﺎﻣﺮ اﻟﺮاهﺐ) أو اﻟﻔﺎﺳﻖ آﻤﺎ ﺳﻤﺎﻩ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم( ﻣﻦ ﺑﻴﻦ هﺆﻻء اﻟﺤﻨﻔﺎء ؟ إن ﻗﺼﺘﻪ ﻟﺘﺸﺒﻪ ﻗﺼﺔ اﺑﻦ اﻟﺤﻮﻳﺮث اﻟﻤﻜﻲ ،إذ إﻧﻪ ﻟﻤﺎ هﺎﺟﺮ اﻟﻨﺒﻲ إﻟﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎرﻗﻬﺎ هﻮ ﻼ وﺣﻘﺪا وأﺧﺬ ﻳﺆﻟﺐ اﻟﻜﻔﺎر ﻋﻠﻴﻪ ،ﺛﻢ ذهﺐ إﻟﻲ ﻗﻴﺼﺮ ﻳﺴـﺘﻌﻴﻦ ﺑﻪ .وﻗﺪ اﺷﺘﺮك ﺿﺪ ﻏّ ِ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓ ﻲ ﻏ ﺰوة أﺣ ﺪ ،و|أوﻋ ﺰ إﻟ ﻲ ﻣﻨ ﺎﻓﻘﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ أن ﻳﺒﻨ ﻮا ﻣﺴ ﺠﺪا ﻓ ﻲ ﻣﺤﻠ ﺘﻬﻢ ) (٢١٥اﻟﺴﺎﺑﻖ ) ٢٠٦/ ١ /اﻟﻤﺘﻦ واﻟﻬﺎﻣﺶ( . ) (٢١٦ﻧﻈﺮ » اﻷﻋﻼم « ﻟﻠﺰرآﻠﻲ /ﻣﺎدة » أﻣﻴﺔ ﺑﻦ أﺑﻲ اﻟﺼﻠﺖ « . ) (٢١٧اﻧﻈﺮ د .هﻴﻜﻞ .١٧٥/ ) (٢١٨اﻧﻈ ﺮ اﺑ ﻦ هﺸ ﺎم ٢٠٦ / ١ /ـ ٢٩٤ ، ٢١٥ـ ، ٢٩٩وﺑﺎﻟ ﺬات ص ٢٩٧/ﺣﻴ ﺚ ﻳ ﻮرد اﺑ ﻦ اﺳﺤﺎق رواﻳﺔ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻲ أن اﻹﺳﻼم ﻗﺪ ﻟﻤﺲ ﻗﻠﺒﻪ ﻗﺒﻞ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﻧﻄﻖ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎدﺗﻴﻦ.
ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ ﻋﻴﻮن اﻟﺮﺳﻮل واﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻦ ﻣﻦ أﺗﺒﺎﻋﻪ ﻟﻴﺸﻖ ﺑﻪ وﺣﺪة اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ وﻳﺠﺘﻤ ﻊ ﺑﻬ ﻢ ﻓﻴﻪ .وﻟﻜﻦ آﻞ ذﻟﻚ ﻟﻢ ُﻳ ْﻐﻨِﻪ ﻓﺘﻴﻼ ،وﺣﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻌﻨﺔ ﻧﻔﺴ ﻪ ،إذ ﻗ ﺎل ﻟﺮﺳ ﻮل اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم أول ﻣﻘﺪﻣﻪ إﻟﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ » :اﻟﻜﺎذب أﻣﺎﺗﻪ اﷲ ﻃﺮﻳ ﺪا ﻏﺮﻳﺒ ﺎ وﺣﻴ ﺪا « ،ﻳﻌ ﺮﱢض ﺑﺮﺳ ﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ،ﻓﻤ ﺎت ه ﻮ ﺑﺎﻟﺸ ﺎم ﻏﺮﻳﺒ ﺎ ﻃﺮﻳ ﺪا وﺣﻴ ﺪا ﺑﻌ ﺪ ﻓﺸ ﻠﻪ وإﻃﻼﻗﻪ ﺁﺧﺮ ﺳﻬﻢ ﻓﻲ ﺟﻌﺒﺘﻪ ،إذ ﺧﺮج إﻟﻲ اﻟﻄﺎﺋﻒ ﻳﺤﺮض أهﻠﻬﺎ وﻳﻘﻮي ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﺣﺮب رﺳـﻮل اﷲ ،وﻟﻜﻨﻬﻢ أﺳﻠﻤﻮا ﻓﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﺸﺎم وهﻠﻚ هﻨ ﺎك .واﻟ ﺬي ﻳﻬﻤﻨ ﻲ ﻗﻮﻟ ﻪ هﻨ ﺎ ه ﻮ أن أﺣ ﺪا ﻣ ﻦ أه ﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻟ ﻢ ﻳﺘﺒﻌ ﻪ ،وﺣ ﻴﻦ ﻧ ﺎداهﻢ وه ﻮ ﻳﺤ ﺎرب ﻓ ﻲ ﺻ ﻔﻮف ﻼ » :أﻧ ﺎ أﺑ ﻮ ﻋ ﺎﻣﺮ « ردوا اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ﻳﻮم أﺣﺪ ﻟﻴﻨﺒﻬﻬﻢ إﻟﻲ وﺟﻮدﻩ ﻓﻴﻨﺤﺎزوا ﻣﻌ ﻪ ﻗ ﺎﺋ ً ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑﻘ ﻮﻟﻬﻢ » :ﻓ ﻼ أﻧﻌ ﻢ اﷲ ﺑ ﻚ ﻋﻴﻨ ﺎ ﻳ ﺎ ﻓﺎﺳ ﻖ« .ﺣﺘ ﻲ اﺑﻨ ﻪ آﺬّﺑ ﻪ واﺗﺒ ﻊ ﻣﺤﻤ ﺪا ، ﺸ ﻬِﺪ ﻓﻴﻬ ﺎ .وه ﻮ وﺣﺎرب ﻓ ﻲ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻤﻌﺮآ ﺔ ﻧﻔﺴ ﻬﺎ ﺟﻨ ﺪﻳﺎ ﻓ ﻲ ﺻ ﻔﻮف اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ واﺳ ُﺘ ْ ﺣﻨﻈﻠﺔ اﻟﻤﺴﻤﻲ» ﻏﺴﻴﻞ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ« ،رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ رﺿًﺎ واﺳﻌًﺎ). (٢١٩آﺬﻟﻚ هﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﺤﻨﻔﺎء أﻳﻀﺎ أﺑﺎ ﻗﻴﺲ ﺻﺮﻣﺔ ﺑﻦ أﺑﻲ أﻧﺲ ،اﻟﺬي ﺗﺮهﺐ ﻓﻲ اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ وﻟﺒﺲ اﻟﻤﺴﻮح وﻓﺎرق اﻷوﺛﺎن ،وه ﱠﻢ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ وﻟﻜﻨﻪ أﻣﺴﻚ ﻋﻨﻬﺎ وأﺧﺬ ﻳﻌﺒﺪ اﷲ ﻋﻠ ﻲ دﻳ ﻦ إﺑﺮاهﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺣﺘﻲ هﺎﺟﺮ اﻟﺮﺳﻮل إﻟﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺄﺳﻠﻢ رﻏﻢ أﻧﻪ آﺎن ﺷﻴﺨﺎ آﺒﻴﺮا ، وﻃﻔﻖ ﻳﻨ ﺎﻓﺢ ﻋ ﻦ اﻹﺳ ﻼم ﺑﺄﺷ ﻌﺎرﻩ اﻟﺤﺴ ﺎن) . (٢٢٠ﻓﻤ ﻦ ه ﺬا اﻟﻌ ﺮض ﻧﺨ ﺮج ﺑﺎﻟﻨﺘﻴﺠ ﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴ ﺔ :أن ﺑﻌ ﺾ ه ﺆﻻء اﻟﺤﻨﻔ ﺎء ﻗ ﺪ أﺳ ﻠﻤﻮا ،وﻣ ﻦ ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﻠﻢ ﻣ ﻨﻬﻢ اﻧﺤ ﺎز إﻟ ﻲ أﺣ ﺪ اﻷﺑﺎﻃﺮة ﻟﻤﺼ ﻠﺤﺔ ﻟ ﻪ ،وﻟ ﻢ ﻳﺘﺎﺑﻌ ﻪ ﺣﺘ ﻲ أﻗ ﺮب اﻟﻤﻘ ﺮﺑﻴﻦ إﻟﻴ ﻪ ﺑ ﻞ دﺧﻠ ﻮا ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم واﺗﺒﻌﻮا ﻣﺤﻤﺪا .أﻣﺎ زﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻧﻔﻴﻞ ﻓﻘ ﺪ رأﻳﻨ ﺎ اﺑﻨ ﻪ وأﻗﺮﺑ ﺎءﻩ ﻳﺼ ﺪّﻗﻮن ﺑ ﺎﻟﻨﺒﻲ ودﻋﻮﺗﻪ و ُﻳ َﻔﺪّوﻧﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟ ﱠﻨﻔْﺲ واﻟ ﱠﻨﻔِﻴﺲ .وﻗﺪ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﻣﻦ أﻣﺮ أﻣﻴﺔ ﺑﻦ أﺑﻲ اﻟﺼﻠﺖ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﻨﺎ ،ﻓﻤﺎ دﻻﻟﺔ هﺬا آﻠﻪ ؟ أﺗﺮك ذﻟﻚ ﻟﻠﻘﺎرئ ﻟﻴﺤﻜﻢ ه ﻮ ﺑﻨﻔﺴ ﻪ ﻋﻠ ﻲ ﻣﻔﺘﺮﻳ ﺎت اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ ي واﺣ ﺪ ﻣ ﻦ ﻣﻌﺎﺻ ﺮﻳﻪ ﺑﺎﻟﻐ ًﺔ ﻣ ﺎ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻴﻬﻬ ﺎ إﻟ ﻲ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻣﺠ ﺮ َد ﺗﻔﻜﻴ ﺮ أ ﱡ ﺑﻠﻐﺖ ﻋﺪاوﺗﻪ ﻟﻪ. ﻲ ﺣﻘﻴﻘ ﻲ ﻻدّﻋ ﻲ ﻲ ﻧﺒﻮة ﻻﻧﺒ ﱞ ﻋّ إن أﺣﺪا ﻣﻦ هﺆﻻء اﻟﺤﻨﻔﺎء ﻟﻮ ﺷﻌﺮ أن ﻣﺤﻤﺪا إﻧﻤﺎ هﻮ َد ِ ﻦ أن ﻳﻘ ﻮل ﻗﺎﺋ ﻞ :وﻟﻜ ﻦ ﻟﻘ ﺪ ﻇﻬ ﺮ ﻓﻌ ﻼ ﻣﺘﻨﺒﺌ ﻮن ﻣﺜ ﻞ ﺤّ ﺼ ﱠ ه ﻮ أﻳﻀ ﺎ اﻟﻨﺒ ـﻮة .وﻻ َﻳ ِ ﺳ ﻴَﺮ ه ﺆﻻء ﻞ ه ﺬا ﻷن ِ ﻣﺴ ﻴﻠﻤﺔ وﻃﻠﻴﺤ ﺔ ،أﻓﻠ ﻴﺲ ه ﺬا آﺎﻓﻴ ﺎ ؟ ﻻ ﻳﺼ ﺤﱠﻦ أن ﻳﻘ ﻮل ﻗﺎﺋ ٌ اﻟﻤﺘﻨﺒﺌﻴﻦ آﺎﻓﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﻘﻼء ﻟﺮﻓﻀﻬﻢ ور ّد ادﻋﺎﺋﻬﻢ :ﻓﺎﻷﺳﻮد اﻟﻌﻨﺴﻲ ﻣ ﺜﻼ آ ﺎن ﺑﻄّﺎﺷ ﺎ ﺟﺒﺎرا .وﻗﺪ أﺳﻠﻢ ﻟﻤﺎ أﺳﻠﻤﺖ اﻟ ﻴﻤﻦ ﺛ ﻢ ارﺗ ﺪ أول واﺣ ﺪ ،وﻟﻜﻨ ﻪ ُﻗ ِﺘ ﻞ ﺑﻌ ﺪ ﺗﻨﺒﺌ ﻪ ﺑﺄرﺑﻌ ﺔ أﺷﻬﺮ ﻓﻘﻂ .وﺳﺒﻖ أن ذآﺮﻧﺎ اﻟﺪور اﻟﺬي ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ زوﺟﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻏﺘﻴﺎﻟﻪ .وﻻ أﻇ ﻦ ﻓﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣ ﺎت ﻋ ﻦ ﺷﺨﺼ ﻴﺘﻪ وﺣﻴﺎﺗ ﻪ وﻣﻮﻗ ﻒ زوﺟﺘ ﻪ ﻣﻨ ﻪ ﻣ ﺎ ﻳ ﺪﻋﻮ ﻋ ﺎﻗﻼ إﻟ ﻲ ﺗﺼ ﺪﻳﻘﻪ ،وﺑﺨﺎﺻ ﺔ أﻧ ﻪ أﺳ ﻠﻢ ﺛ ﻢ ارﺗ ﺪ وﺗﻨﺒ ﺄ ،إذ ﻟ ﻴﺲ ه ﺬا ﻓﻌ ﻞ اﻟﺼ ﺎدﻗﻴﻦ َﺑ ْﻠ ﻪ رﺳ ﻞ اﷲ). (٢٢١وأﻣﺎ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ ﻓﻘﺪ أﺳﻠﻢ أﻳﻀﺎ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻤﺎ رﺟﻊ إﻟﻲ اﻟﻴﻤﺎﻣﺔ ارﺗ ﺪ وﺗﻨﺒ ﺄ ﻗ ﺎﺋﻼ » : ﺖ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ ﻣﻌ ﻪ «)أي أﻧ ﻪ ﺷ ﺮﻳﻚ ﻟﻤﺤﻤ ﺪ ﻓ ﻲ اﻟﻨﺒ ﻮة( ،وه ﻲ آﻠﻤ ﺔ ﺗﻤﺤ ﻖ ﺷ ِﺮ ْآ ُ إﻧﻲ ُأ ْ ) (٢١٩اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ١٦٦ / ٢ /ـ ،١٦٧و .٢٨ ، ٢٥ ، ١٩ / ٣ ) (٢٢٠اﻟﺴﺎﺑﻖ ١١٢ / ٢ /ـ .١١٥ ) (٢٢١اﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ » اﻷﻋﻼم « ﻟﻠﺰرآﻠﻲ /ﻣﺎدة » اﻷﺳﻮد اﻟﻌﻨﺴﻲ « ،وآﺬﻟﻚ إرﭬﻨﺞ ١٨١ /ـ .١٨٢
ادﻋﺎءﻩ ﻣﺤﻘ ﺎ ،إذ ه ﻲ اﻋﺘ ﺮاف ﻣﻨ ﻪ ﻟﻤﺤﻤ ﺪ ﺑ ﺎﻟﻨﺒﻮة ،وﻣﺤﻤ ﺪ ﻗ ﺪ آﺬّﺑ ﻪ ﺗﻜ ﺬﻳﺒﺎ ﻗﺎﻃﻌ ﺎ . ﻞ ﻟﻤ ﻦ ﺗ ﺎﺑﻌﻮﻩ اﻟﺨﻤ ﺮ واﻟﺰﻧ ﺎ وﺣ ﻂ ﻋ ﻨﻬﻢ وﺛﻤ ﺔ ﻣ ﺎ ه ﻮ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ،ﻓﻘ ﺪ أﺣ ّ ﻲ) ﻗﺎﺗﻞ ﺣﻤﺰة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺸﱞ ﺣِ اﻟﺼﻼة). (٢٢٢وﻗﺪ هﻠﻚ ﻓﻲ ﺣﺮوب اﻟﺮدة :ﻗﺘﻠﻪ َو ْ ج اﻟﻤﺘﻨﺒﺌ ﺔ ﺳﺠَﺎ َ ُأﺣُﺪ( ،واﺷﺘﺮك ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻗﺘﻠﻪ رﺟﻞ ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر) . (٢٢٣وآﺎن ﻗﺪ ﺗﺰوج َ ،ﻓﺄﻗﺎﻣﺖ ﻣﻌﻪ ﻗﻠﻴﻼ .وآﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻧﺰﻟﺖ اﻟﻴﻤﺎﻣﺔ ﺑﺠﻴﺶ آﺒﻴﺮ ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻤﺎ أدرآﺖ ﺻﻌﻮﺑﺔ اﻹﻗﺪام ﻋﻠﻲ ﻗﺘﺎل اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻧﺼﺮﻓﺖ راﺟﻌﺔ إﻟﻲ اﻟﺠﺰﻳﺮة) ﺑﺎﻟﻌﺮاق( ،ﺛﻢ ﻟﻤﺎ ﺑﻠﻐﻬﺎ ﻗﺘﻞ ﻞ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ أﺳﻠﻤﺖ .وﻋﻨﺪ وﻓﺎﺗﻬﺎ ﺻﻠﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ واﻟﻲ اﻟﺒﺼﺮة ﻣﻦ ِﻗ َﺒ ِ )(٢٢٤ . .وأﻇﻦ أن ﻓ ﻲ ه ﺬا َﻣ ْﻐ ًﻨ ﻲ ﻟﻤ ﻦ ﻳﺮﻳ ﺪ أن ﻳﻌ ﺮف ﺣﻘﻴﻘ ﺔ ﻣﺴ ﻴﻠﻤﺔ وﺣﻘﻴﻘ ﺔ ﺳﺠـ ـﺎح ي ،وﻗ ﺪ أﺳ ﻠﻢ ﻗﺒ ﻞ ﺗﻨﺒﺌ ﻪ آﻤ ﺎ أﺳ ﻠﻢ زﻣ ﻴﻼﻩ ﻓ ﻲ اﻟﺘﻨﺒ ﺆ :ﻣﺴ ﻴﻠﻤﺔ ﺳ ِﺪ ّ ﻷَ ﺤﺔ ا َ ﻃَﻠ ْﻴ َ وﻳﺒﻘ ﻲ ُ واﻷﺳﻮد ،ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻤﺎ رﺟﻊ ﻣﻊ وﻓﻮد ﻗﻮﻣﻪ ﺑﻨﻲ أﺳﺪ إﻟﻲ ﺑﻼدهﻢ ارﺗ ﱠﺪ وادﻋﻲ اﻟﻨﺒﻮة .وﻗ ﺪ هﺰﻣﻪ ﺧﺎﻟﺪ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﻳﻖ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻓﻬﺮب إﻟﻲ اﻟﺸـﺎم ،ﺛﻢ ﻋﺎد إﻟﻲ ﺸ ﻬِﺪ اﻹﺳـﻼم ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻋـﻤـﺮ وأﺑﻠﻲ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﻮح اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻼء ﺣﺴﻨﺎ ﺣﺘﻲ اﺳ ُﺘ ْ ﻓﻲ ﻧﻬﺎوﻧ ْﺪ). (٢٢٥وهﺎ أﻧﺖ ذا ﺗﺮي أن اﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ هﺆﻻء اﻟﻤﺘﻨﺒﺌﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻤﻼ اﻟﻄﺮﻳﻖ وﻋﺎدا إﻟﻲ اﻹﺳﻼم ،أﻣﺎ اﻻﺛﻨﺎن اﻵﺧﺮان اﻟﻠﺬان هﻠﻜﺎ ﻓﻘﺪ أﺳﻠﻤﺎ أوﻻ ﺛﻢ ارﺗﺪّا وﺗﻨﺒﺂ ،وﻟﻴﺲ هﺬا ﺑﻔﻌﻞ اﻷﻧﺒﻴﺎء اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻴﻦ. وهﻨﺎك ﻣﺼﺪر ﺁﺧﺮ ُﻳَﻠﻤّﺢ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ إﻟ ﻲ أن اﻟﺮﺳ ﻮل آ ﺎن ﻳﻤ ﺘﺢ ﻣﻨ ﻪ أﺣﻴﺎﻧ ﺎ ، وهﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب .ﻓﻬﺬا ﻣﻜﺴﻴﻢ رودﻧﺴﻮن ﻳﻘﻮل » :وﻗ ﺪ اﻓﺘﺨ ﺮ ﻋﻤ ﺮ ﻓ ﻲ ﺑ ﺮاءة ﻲ » ﻓﻲ ﺑﺄن ﺛﻼﺛﺎ ﻣﻦ ﻧﺼﺎﺋﺤﻪ ﻗﺪ واﻓﻘﺖ اﻟﻮﺣﻲ ﻋﻠﻲ ﻧﺤﻮ ﻣﻌﺠ ﺰ «) . (٢٢٦وإن ﻋﺒ ﺎر َﺗ ْ ﺑﺮاءة « و» ﻋﻠﻲ ﻧﺤﻮ ﻣﻌﺠﺰ «ﺗﺪﻻﻧﻚ وﺣﺪهﻤﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ هﺬا اﻟﻤﺴﺘﺸﺮق أن ﻳﻘﻮل ، ﺣﺘﻲ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻌﺮف أﻧ ﻪ ﻏﻴ ﺮ ﻣﺴ ﻠﻢ وأﻧ ﻪ ﻳُﺮﺟ ﻊ اﻟ ﻮﺣﻲ إﻟ ـﻲ ﻣﺼ ﺪر ﺑﺸ ﺮي .وإﻧ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻟﺴﺖ أدري ِﻟ َﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪ رودﻧﺴﻮن وأﻣﺜﺎﻟﻪ أن اﻟﻮﺣﻲ ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﺨ ﺎﻟﻒ آ ﻞ ﻓﻜ ﺮة أو اﻗﺘﺮاح ﺑﺸﺮي ؟ إن اﻟﺒﺸﺮ ﻟﻴﺴﻮا ﻋﻠ ﻲ آ ﻞ ﺣ ﺎل ﺷ ﻴﺎﻃﻴﻦ ،ﺑ ﻞ ﻓ ﻴﻬﻢ ﻣ ﻦ روح اﷲ آﻤ ﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﻘﺮﺁن ،ﻓﺈذا ﺗﻮاﻓﻘﺖ أﻓﻜﺎر ﺑﻌﺾ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﻊ اﻟﻮﺣﻲ ﻓﻤﺎ وﺟﻪ اﻟﻐﺮاﺑﺔ ﻓﻲ هﺬا؟ إن رودﻧﺴﻮن ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺪ ﺣﺼﺮ ﻣﻮاﻓﻘﺎت اﻟ ﻮﺣﻲ ﻟﻌﻤ ﺮ ﻓ ﻲ ﺛ ﻼث ،ﻓﻬ ﻞ ه ﺬا آﺜﻴ ﺮ ﻋﻠ ﻲ رﺟﻞ ﻣﺴﻠﻢ اﺷﺘﻬﺮ ﺑﺘﻘﻮي اﷲ وﺻﻔﺎء اﻟﺒﺼﻴﺮة وﻋﻤﻖ اﻟﻔﻬﻢ ﻟﺪﻳﻨ ﻪ وﺟﺮأﺗ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺘﻌﺒﻴ ﺮ ﻋﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ اﻟﺤﻖ ؟ أم آﺎن ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻲ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ أن ﻳﻐﻴﻆ ﻋﻤﺮ ﻓﻲ آﻞ ﻣﺮة ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻤ ﺮات اﻟ ﺜﻼث وﻳﻐﻴ ﺮ وﺣﻴ ﻪ ﺣﺘ ﻲ ﻻ ﻳﺘﻮاﻓ ﻖ ﻣ ﻊ رأي ﻋﻤ ﺮ ؟ أم ﻣ ﺎذا ؟ أﻣ ﺎ ﻏﻤ ﺰ رودﻧﺴﻮن وﻟﻤ ﺰﻩ ﻟﻌﻤ ﺮ ﺣ ﻴﻦ أﺷ ﺎر إﻟ ﻲ » ﺑﺮاءﺗ ﻪ « ﻓﻬ ﻮ دﻟﻴ ﻞ ﻋﻠ ﻲ ﻋﺠ ﺰﻩ ﻋ ﻦ ﻓﻬ ﻢ اﻟﺮﺟﺎل وﺳﺒﺮ أﻏﻮار ﺷﺨﺼﻴﺎﺗﻬﻢ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻤﺮ ذﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺒﺮيء)أي اﻟﺴﺎذج ،آﻤﺎ ﻳﺤﺎول أن ﻳﻮﺣﻲ ﻟﻨﺎ رودﻧﺴﻮن( ﺑﻞ آﺎن ﻧﺎﻓﺬ اﻟﺒﺼﻴﺮة ،ﻧﻘﺎدة ،ﺣﺎد اﻟﻤﻼﺣﻈ ﺔ ،آﺒﻴ ﺮ اﻟﻌﻘ ﻞ .ﻟﻘ ﺪ ﺣﻜ ﻢ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳ ﺔ اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ ﻋﺸ ﺮ ﺳ ﻨﻴﻦ وه ﻲ ﻓ ﻲ أوج ﺻ ﺮاﻋﻬﺎ ﻣ ﻊ ) (٢٢٢اﺑﻦ هﺸﺎم ١٦٤ / ٤ /ـ .١٨٣ ، ١٦٥ ) (٢٢٣اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ .٢٣ / ٣ / ) (٢٢٤اﻧﻈﺮ » اﻷﻋﻼم « ﻟﻠﺰرآﻠﻲ /ﻣﺎدﺗﺎ » ﺳﺠﺎح « و » ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ اﻟﻜﺬب « . ) (٢٢٥اﻧﻈ ﺮ ﻓ ﻲ ﺗﺮﺟﻤﺘ ﻪ » اﻷﻋ ﻼم « ﻟﻠﺰرآﻠ ﻲ /ﻣ ﺎدة » ﻃﻠﻴﺤ ﺔ اﻷﺳ ﺪي « ،و»اﻟﻘ ﺎﻣﻮس اﻹﺳﻼﻣﻲ « ﻟﻌﻄﻴﺔ اﷲ /ﻣﺎدة » ﻃﻠﻴﺤﺔ ﺑﻦ ﺧﻮﻳﻠﺪ « . ) (٢٢٦رودﻧﺴﻮن .٢١٩ /
دهﺎﻗﻨﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ اﻟﻔﺮس واﻟ ﺮوم ﻓﺤﻄﻤﻬ ﻢ ﺗﺤﻄﻴﻤ ﺎ .وأﻇ ﻦ أن ه ﺬا ه ﻮ اﻟﺴ ﺒﺐ اﻟ ﺬي أﻣﻠﻲ ﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ اﻷوروﺑﻲ أن ﻳﻠﻤﺰ أﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻠﻤ ﺰة اﻟﺴ ﻤﺠﺔ .ﻋﻠ ﻲ أﻧﻪ إذا آﺎن اﻟﻮﺣﻲ ﻗﺪ واﻓﻖ ﻋﻤﺮ ﺛﻼث ﻣ ﺮات ،ﻓﻘ ﺪ ﺧ ﺎﻟﻒ اﻟ ﻮﺣﻲ ﻋﻤ ﺮ واﻟ ﺪﻧﻴﺎ آﻠﻬ ﺎ ﺣﻴﻦ آﺎن ﻋﻤﺮ آﺎﻓﺮا ،وآﺎن ﻋﻠﻲ ﻋﻤﺮ أن ﻳﻐﻴ ﺮ ﻋﻘﺎﺋ ﺪﻩ وأﺳ ﻠﻮب ﺣﻴﺎﺗ ﻪ وﻳﺘﻮاﻓ ﻖ ﻣ ﻊ ذﻟﻚ اﻟﻮﺣﻲ .أﻣﺎ ﺑﻌ ﺪ اﻹﺳ ﻼم ﻓﻤ ﺎ أآﺜ ﺮ اﻟﻤ ﺮات اﻟﺘ ﻲ ﺧﺎﻟﻔ ﻪ ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴﻼم :ﻓﻘﺪ آﺎن ﻋﻤﺮ ﻣﺜﻼ ﻳﺤﻠﻒ ﺑﺄﺑﻴﻪ ﻓﻨﻬﺎﻩ اﻟﻨﺒﻲ ﻓﺎﻧﺘﻬﻲ ) (٢٢٧آﻤﺎ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم ي اﻣﺮأ ٍة ﻋﻠﻲ رأ ِ ﻗﺪ ﻧﺼﺮ ﻣﺮة رأ َ ي ﻋﻤﺮ) . (٢٢٨وﺣﺘﻲ ﻓﻲ ﺣﺠﺎب زوﺟﺎﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻓﺈن اﻟﻮﺣﻲ ﻟﻢ ﻳﻮاﻓﻘﻪ ﻋﻠﻲ ﻃﻮل اﻟﺨﻂ .ﻟﻘﺪ ﻧﺰل اﻟﻘﺮﺁن ﺑﺎﻟﺤﺠﺎب ﻋﻠﻲ زوﺟﺎت رﺳﻮل اﷲ ﺻﻴﺎﻧﺔ ﻟﻬﻦ ﻣﻦ ﻧﻈﺮات اﻟﺰاﺋﺮﻳﻦ ﻟﺒﻴﺖ اﻟﻨﺒﻮة وﺗﻄﻠﻌﺎت اﻟﺴﻔﻬﺎء ،وآﺎن ه ﺬا أﻳﻀ ﺎ رأي ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ وأرﺿﺎﻩ .ﻟﻜﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎﺑﻞ ذات ﻟﻴﻠ ﺔ أم اﻟﻤ ﺆﻣﻨﻴﻦ ﺳ ﻮدة ﺑﻨ ﺖ ﻦ ﺨ َﻔ ْﻴ َ زﻣﻌﺔ ،رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﻬ ﺎ ،ﻓﺘﻌ ﺮف ﻋﻠﻴﻬ ﺎ وﻗ ﺎل ﻟﻬ ﺎ » :إﻧ ﻚ واﷲ ﻳ ﺎ ﺳ ﻮدة ﻣ ﺎ َﺗ ْ ﻋﻠﻴﻨﺎ « ،ﻓﺮﺟﻌﺖ إﻟﻲ اﻟﻨﺒﻲ ﻓﺬآﺮت ذﻟﻚ وهﻮ ﻓ ﻲ ﺣﺠ ﺮة ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﻳﺘﻌﺸ ﻲ ،وآ ﺎن ﻓ ﻲ ﻳ ﺪﻩ ﻋ ﺮق ﻓ ُﺄ ْﻧﺰِل ﻋﻠﻴ ﻪ ،ﺛ ﻢ رُﻓ ﻊ ﻋﻨ ﻪ وه ﻮ ﻳﻘ ﻮل » :ﻗ ﺪ أذن اﷲ ﻟﻜ ﻦ أن ﺗﺨ ﺮﺟﻦ ﻟﺤﻮاﺋﺠﻜﻦ«). (٢٢٩آﻤﺎ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﻓﻲ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أن ﻳﻘﺘﻞ هﺬا اﻟﺮﺟ ﻞ أو ذاك ﻷﻧﻪ ،ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻩ ،ﻣﻨﺎﻓﻖ ﻗﺪ ﺧﺎن اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ واﻟﻤ ﺆﻣﻨﻴﻦ ،ﻓﻜ ﺎن ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻳ ﺮﻓﺾ اﻗﺘﺮاﺣﻪ وﻳﺮﺷﺪﻩ إﻟﻲ ﻣﺎ هﻮ أﻗﻮم). (٢٣٠ﺑﻞ ﻟﻘﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ هﻴﺒﺔ ﻋﻤﺮ ﻟﻪ أﻧﻪ ،ﻟﻤﺎ ﻧﺴﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻓﺼﻠﻲ إﺣﺪي اﻟﺼﻠﻮات اﻟﺮﺑﺎﻋﻴﺔ رآﻌﺘﻴﻦ ﻓﻘﻂ ،ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ أن ﻳﻔﺎﺗﺤﻪ ﻓﻲ اﻷﻣ ﺮ ﻻ هﻮ وﻻ أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ). (٢٣١آﻤ ﺎ أﻧ ﻪ وأﺑ ﺎ ﺑﻜ ﺮ ﻗ ﺪ اﺧﺘﻠﻔ ﺎ ﻋﻨ ﺪ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻲ أﻣ ﺮ وارﺗﻔﻌ ﺖ ق أﺻ ﻮاﺗﻬﻤﺎ ،ﻓﻨ ﺰل ﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ » :ﻳ ﺎ أﻳﻬ ﺎ اﻟ ﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨ ﻮا ،ﻻ َﺗ ْﺮﻓَﻌ ﻮا أﺻ ﻮا َﺗﻜُﻢ ﻓ ﻮ َ ﻂ أﻋْﻤﺎﻟُﻜﻢ وأﻧﺘﻢ ﻻ ﺤ َﺒ َ ﺾ أن َﺗ ْ ﺠ ْﻬ ِﺮ ﺑ ْﻌﻀِﻜﻢ ِﻟ َﺒ ْﻌ ٍ لآَ ﺠﻬَﺮوا ﻟﻪ ﺑﺎﻟ َﻘ ْﻮ ِ ت اﻟﻨﺒﻲ ،وﻻ َﺗ ْ ﺻﻮ ِ ﺚ ﺧﻔﺾ ﺻﻮﺗﻪ آﺄﻧﻪ ﻳُﺴ ﺮّ إﻟﻴ ﻪ ﺸﻌُﺮون « ،ﻓﻜﺎن ﻋﻤﺮ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ إذا ﺣﺪّث اﻟﻨﺒﻲ ﺑﺤﺪﻳ ٍ َﺗ ْ )(٢٣٢ غ اﻟﻘ ﻮل ﺗﺼ ﺮﻳﺤﺎ أو ﺗﻠﻤﻴﺤ ﺎ ﺑ ﺄن ﻋﻤ ﺮ آ ﺎن ﻣﺼ ﺪرًا ﻟ ﺒﻌﺾ ﺴﻮ ُ .ﻓﻬ ﻞ َﻳ ُ ﺑﺸ ﻲء اﻟﻮﺣﻲ ؟ ﻋﻤﺮ اﻟﺬي آﺎن ﻳﻘﺒّﻞ اﻟﺤﺠﺮ اﻷﺳﻮد وهﻮ ﻳﻘ ﻮل » :إﻧﻤ ﺎ أﻧ ﺖ ﺣﺠ ـﺮ ،وﻟ ﻮﻻ أﻧﻲ رأﻳﺖ رﺳﻮل اﷲ َﻗﺒّﻠﻚ ﻣﺎ ﻗﺒّﻠﺘﻚ « ) (٢٣٣وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ؟ أآﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻳﺨﺎﻓﻪ ؟ أﺑﺪا ، ﻓﻬ ﻮ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﻬ ﺎب اﻟﻨﺒ ﻲ ،وه ﻮ اﻟ ﺬي ﺗﺎﺑﻌ ﻪ وﺗﺤ ﺪي اﻟ ﺪﻧﻴﺎ ﻣ ﻦ أﺟﻠ ﻪ وأﺟ ﻞ دﻳﻨ ﻪ . أآﺎﻧ ﺖ ﻣﻮاﻓﻘ ﺎت ﻋﻤ ﺮ ﻟﻠ ﻮﺣﻲ ﻓ ﻲ أﻣ ﻮر ﻋﻮﻳﺼ ﺔ ﺣﻴ ﺮت ﺑ ﺎل اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴﻼم وأﺳﻬﺮﺗﻪ اﻟﻠﻴﻞ ﺣﺎﺋﺮا ﻳﺘﻘﻠﺐ ﻋﻠﻲ ﻓﺮاﺷﻪ ؟ وﻻ هﺬﻩ أﻳﻀﺎ ،ﻓﻬﺎ هﻲ ذي اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ اﺗﻔﻖ اﻟﻮﺣﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌﻪ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ » :ﻗﺎل ﻋﻤﺮ :واﻓﻘﺖ اﷲ ﻓﻲ ﺛﻼث ...ﻗﻠﺖ ) (٢٢٧اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ١ج / ١ص ، ٢٩٦واﻟﺒﺨﺎري .٥١ / ٤ / ) (٢٢٨اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري .٥٤ / ٣ / ) (٢٢٩اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ .٢٦٦ / ٣/ ) (٢٣٠اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ١٩٩ ، ٧ / ٤/وﻣﻦ ذﻟﻚ أﻧﻪ آﺎن ﻳﺮﻳ ﺪ أن ﻳﻀ ﺮب ﻋﻨ ﻖ ﺣﺎﻃ ﺐ ﺑ ﻦ أﺑﻲ ﺑﻠﺘﻌﺔ ﻹرﺳﺎﻟﻪ رﺳﺎﻟﺔ إﻟﻲ أهﻞ ﻣﻜﺔ ﻳﺨﺒﺮهﻢ ﺑﺎﺳﺘﻌﺪاد اﻟﺮﺳ ﻮل ﻟﻠﻤﺴ ﻴﺮ إﻟ ﻴﻬﻢ ﻟﻔ ﺘﺢ ﺑﻠ ﺪهﻢ ،ﻓ ﺮد ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﺋ ً ﻼ :أوﻟﻴﺲ ﻣﻦ أهﻞ ﺑﺪر ؟ وﻣﺎ ﻳﺪرﻳﻚ ؟ ﻟﻌﻞ اﷲ اﻃﻠ ﻊ ﻋﻠﻴﻬ ـﻢ ﻓﻘ ـﺎل :اﻋﻤﻠ ﻮا ﻼ :اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ أﻋﻠﻢ. ﻣﺎ ﺷﺌﺘﻢ ،ﻓﻘﺪ أوﺟﺒﺖ ﻟﻜﻢ اﻟﺠﻨﺔ « ،ﻓﺎﻏﺮورﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮع ﻗﺎﺋ ً ) (٢٣١اﻧﻈﺮ اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٢ج / ٣ص .١٠٦ ) (٢٣٢اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري .٢٦١ / ٤ / ) (٢٣٣اﻧﻈﺮ » اﻟﻤﻮﻃﺄ « .٣٣٤ / ١ /
ﺼ ﻠّﻲ .وﻗﻠ ﺖ :ﻳﺎرﺳ ﻮل اﷲ ،ﻳ ﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴ ﻚ :ﻳﺎرﺳﻮل اﷲ ،ﻟﻮ اﺗﺨ ﺬت ﻣﻘ ﺎم إﺑ ﺮاهﻴﻢ ُﻣ َ اﻟ َﺒ ﱡﺮ واﻟﻔ ﺎﺟﺮ ،ﻓﻠ ﻮ أﻣ ﺮت أﻣﻬ ﺎت اﻟﻤ ﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﺤﺠ ﺎب .ﻓ ﺄﻧﺰل اﷲ ﺁﻳ ﺔ اﻟﺤﺠ ﺎب ... ﻦ اﷲ ﻦ أو َﻟ ُﻴ ْﺒ ِﺪَﻟ ّ وﺑﻠﻐﻨ ﻲ ﻣﻌﺎﺗﺒ ﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ ﺑﻌ ﺾ ﻧﺴ ﺎﺋﻪ ﻓ ﺪﺧﻠﺖ ﻋﻠ ﻴﻬﻦ ﻓﻘﻠ ﺖ :إن اﻧﺘﻬﻴ ُﺘ ّ ﺧ ْﻴﺮًا ﻣﻨ ُﻜﻦّ« رﺳﻮﻟﻪ ﺧﻴﺮا ﻣﻨﻜﻦ ...ﻓﺄﻧﺰل اﷲ » ﻋﺴﻲ رﺑﱡ ُﻪ إن ﻃﻠﱠﻘﻜﻦ أن ُﻳ ْﺒ ِﺪَﻟ ُﻪ أزواﺟًﺎ َ ) . (٢٣٤ﻓﺎﻵن ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺪرك أﺳﻠﻮب اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻄﻨﻄﻨﺔ ﻋﻠﻲ ﻻ ﺷﻲء ! وﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ هﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻧﺘﺴﺎءل :هﺐ أن اﻟﺮﺳﻮل ،وذﻟ ﻚ ﻣﺴ ﺘﺤﻴﻞ ﺑﻌ ﺪ آ ﻞ ﻣ ﺎ ﻗﻠﻨ ﺎﻩ ، آﺎن آﺎذﺑًﺎ ،ﻓﻤ ﺎ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﺮﻳ ﺪﻩ ﻣ ﻦ وراء ه ﺬا اﻟﻜ ﺬب ؟ اﻟﻤ ﺎل ؟ اﻟﺸ ﺮف ؟ اﻟﺮﻳﺎﺳ ﺔ واﻟﺴﻠﻄﺎن ؟ إن ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ آﻠﻬﺎ ﺗﻜﺬب ذﻟﻚ أﺷﺪ ﺗﻜ ﺬﻳﺐ .وﻣ ﻊ ه ﺬا ﻓﺴ ﻮف ﻧﺘﻨ ﺎول ه ﺬﻩ اﻟ ﺪواﻓﻊ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻗﺸ ﺔ اﻟﻤﻔﺼ ﻠﺔ اﻟﻤﻮﺛﻘ ﺔ ،آﻌﺎدﺗﻨ ﺎ داﺋﻤ ﺎ ،ﻓ ﻲ اﻟﻔﺼ ﻞ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ،اﻟ ﺬي ﺳﻨﺨﺼﺼﻪ ﻟﻠﺸﺒﻬﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺎول ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻇﺎهﺮة اﻟﻮﺣﻲ ﺑﻬﺎ ،وهﻲ أن ﻣﺤﻤﺪا آﺎن واهﻤﺎ ﻣﺨﺪوﻋﺎ .آﺄﻧﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﺗﻴﻘﻨﻮا ﻓﺸﻞ اﻟﺸﺒﻬﺔ اﻷوﻟﻲ وﻋﺮﻓﻮا أن اﺗﻬﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﻜﺬب واﻟﺨﺪاع هﻮ اﺗﻬﺎم ﻣﺘﻬﺎﻓﺖ ﻋﺎد ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻘﺎل إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺧﺎدﻋًﺎ ﺑﻞ ﻣﺨ ﺪوﻋًﺎ .
اﻟﺸﺒﻬﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم آﺎن واهﻤﺎ ﻣﺨﺪوﻋﺎ وﻧﻨﺘﻘﻞ اﻵن إﻟﻲ اﻟﺸﺒﻬﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،وهﻲ أﻧﻪ آﺎن واهﻤﺎ ﻣﺨﺪوﻋﺎ .وﻟﻌﻞ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ آﺎﻧﻮا ﻳﻘﺼﺪون ذﻟﻚ أو ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻨﻪ ﺣﻴﻨﻤﺎ اﺗﻬﻤ ﻮﻩ ﺑ ﺎﻟﺠﻨﻮن) ، (١وﺣﻴﻨﻤ ﺎ ﻋ ﺮض ﻋﻠﻴ ﻪ ﻋﺘﺒ ﺔ ﺑ ﻦ رﺑﻴﻌﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺮض ،أن ﻳﺄﺗﻮا ﻟﻪ ﺑﻄﺒﻴﺐ ﻳﻌﺎﻟﺠﻪ ﻣﻤﺎ أﺻ ﺎﺑﻪ إن آ ﺎن اﻟ ﺬي ﻳﺄﺗﻴ ﻪ رَﺋ ّﻴ ﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻦ) ، (٢ﻓﻤﺎ آﺎن ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم إﻻ أن ﻗ ﺮأ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻋ ﺪدا ﻣ ﻦ اﻵﻳ ﺎت ﻣ ﻦ ﻣﻔﺘ ﺘﺢ ﺼ ﻠﺖ « ﻓﻴﻬ ﺎ دﻋ ﻮة ﻟﻘ ﺮﻳﺶ إﻟ ﻲ اﻹﻳﻤ ﺎن ،وﺗﺼ ﻮﻳﺮ ﻟﻌﻨ ﺎدهﻢ ،وﺗﻬﺪﻳ ﺪ ﻟﻬ ﻢ ﺳﻮرة» ُﻓ ﱢ ﺑﻤﺜﻞ ﻣﺼﺎﺋﺮ اﻷﻣﻢ اﻟﺨﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ آﺬّﺑﺖ رﺳﻠﻬﺎ .وﻟﻨﻘﻒ هﻨﺎ ﻗﻠﻴﻼ وﻧﺘﺴﺎءل :ﺗﺮي ﻟﻮ أن اﻟﺮﺳ ﻮل آ ﺎن ﻓﻌ ﻼ ﻣﺼ ﺎﺑﺎ ﺑ ﺒﻌﺾ اﻷﻣ ﺮاض اﻟﻨﻔﺴ ﻴﺔ ،اﻟﺘ ﻲ ﻋﺒ ﺮ ﻋﻨ ـﻬﺎ ﻣﻔ ـﺎوﺿﻪ ﻲ اﻟﺠﻦ « ،أآﺎن ﺳﻴﻜﻮن ردﻩ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑﻬ ﺬا اﻟﻬ ﺪوء اﻟﻨﺒﻴ ﻞ وﺑ ﺘﻼوة ه ﺬﻩ اﻟﻘـﺮﺷﻲ ﺑـ » رﺋ ّ اﻵﻳﺎت ﻣﻦ اﻟﺬآﺮ اﻟﺤﻜﻴﻢ ؟ أﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺳﻴﺜﻮر وﻳﺴﻤﻌﻪ ﻗﺎرص اﻟﻘﻮل إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﺘﺎﺋﻢ اﻟﻤﻘﺬﻋﺔ إذ ﺿﻐﻂ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻋﻠﻲ اﻟﺠﺮح اﻟﻨﺎﻏﺮ اﻟﺬي ﻳﺆﻟﻤﻪ ؟ ﺛﻢ إن ﻣﺤﻤﺪا هﺬا هﻮ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺬي آﺎن ﻣﺤﻞ ﺛﻘﺘﻬﻢ وأﻣـﺎﻧﺘﻬﻢ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺒﻌﺚ ،ﻓﻤﺎ ﻋﺪا ﻣﻤﺎ ﺑَﺪا ؟ أﻟﺌﻦ ﺟﺎء ﺑﺪﻋﻮة اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ واﻟﻌﺪل واﻟﻤﺴﺎواة وﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﻔﻜﺮ ﻣﻦ أﻏﻼل اﻟﺨﺮاﻓﺎت واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺴﺨﻴﻔﺔ ) (٢٣٤اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري . ٩٩ / ٣ / ) (١ﺳﺠﻞ اﻟﻘﺮﺁن هﺬا اﻻﺗﻬﺎم ﻓﻲ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻊ » :وﻗﺎﻟﻮا :ﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﺬي ﻧ ﺰل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟ ﺬآﺮ ،إﻧ ﻚ ﻟﻤﺠﻨﻮن « ) اﻟﺤﺠﺮ (٦ /و » وﻳﻘﻮﻟﻮن :أإﻧّﺎ ﻟﺘﺎرآﻮ ﺁﻟﻬﺘﻨﺎ ﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺠﻨﻮن؟ « )اﻟﺼ ﺎﻓﺎت (٣٦/و »ﻳﻘﻮﻟﻮن :إﻧﻪ ﻟﻤﺠﻨﻮن« )اﻟﻘﻠﻢ ... (٥١ /إﻟﺦ. ) (٢اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم ٢٦١ / ١ /ـ .٢٦٢
اﻟﻤﺸﻮهﺔ ُﻳ ﱠﺘﻬَﻢ ﺑﺎﻟﺠﻨﻮن ؟ واﷲ إن آﺎن هﺬا هﻮ اﻟﺠﻨﻮن ،وآﺎﻧﺖ اﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﺑﻜﻞ ﻗﺒﺤﻬﺎ هﻲ اﻟﻌﻘﻞ ،ﻓﻤﺮﺣﺒﺎ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺟﻨﻮن ! أﻣ ﺎ آﻔ ﺎر اﻟﻌﺼ ﺮ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻓ ﺈﻧﻬﻢ ﻳﺘﺤ ﺪﺛﻮن ،ﺑ ﺪﻻ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ،ﻋ ﻦ اﻟﺮﻏﺒ ﺎت اﻟﺪﻓﻴﻨ ﺔ وﻣﻜﻨﻮﻧ ﺎت اﻟﻼوﻋ ﻲ) ( ٣اﻟﺘ ﻲ ﺟ ﺎء اﻟﻘ ﺮﺁن ،ﻋ ﻦ ﻏﻴ ﺮ ﻋﻤ ﺪ أو وﻋ ﻲ ﻣ ﻦ ﻣﺤﻤ ﺪ آﻤ ﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮن ،ﻟﻴﺤﻘّﻘﻬﺎ وﻳﺨﻔﻒ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم أﺛﻘﺎﻟﻬ ﺎ اﻟﺘ ﻲ آﺎﻧ ﺖ ﺗﻌ ﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬ ﺎ ﻧﻔﺴ ﻪ أﻳﻤ ﺎ ﻣﻌﺎﻧﺎة. ﻋﻠﻲ أن أول ﺷﻲء أﺗﻨﺎوﻟﻪ ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﺘﻬﻞ ﻣﻨﺎﻗﺸ ﺘﻲ ﻟﻬ ﺬا اﻻﺗﻬ ﺎم ه ﻮ أن اﻟ ﻮﺣﻲ آﺜﻴ ﺮا ﻣ ﺎ ﻧﺰل ﻳﻌ ﺎرض رﻏﺒ ﺎت اﻟﺮﺳ ﻮل اﻟﻌﻤﻴﻘ ﺔ ﻣﻌﺎرﺿ ﺔ ﺻ ﺮﻳﺤﺔ ﻻ ﻟ ﺒﺲ ﻓﻴﻬ ﺎ وﻻ ﺗﺄوﻳ ﻞ ، وﻗﻮﻳﺔ ﻻ ﺗﻠﻄﻒ ﻓﻴﻬﺎ وﻻ ﺗﺨﻔﻴﻒ .وﻣﻦ ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم آﺎن ﻳﺤﺐ ﻋﻤﻪ أﺑ ﺎ ﻃﺎﻟ ﺐ ،اﻟﺬي رﻋﺎﻩ ﻓﻲ ﻳﺘﻤﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺟﺪﻩ واﻟﺬي ﺣﺎل ﺑﻴﻦ ﻗﺮﻳﺶ وﺑﻴﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ اﻏﺘﻴﺎﻟﻪ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،وآﺎن ﻳﺘﻤﻨﻲ ﺑﻜﻞ آﻴﺎﻧﻪ أن ﻳﺴﻠﻢ هﺬا اﻟﻌﻢ ،ﻓﻠﻤﺎذا ﻟﻢ ﻳﺘﻮهﻢ ﻧ ﺰول وﺣ ﻲ ﻳﺨﺒ ﺮﻩ ﻋﻨﺪ ﻣﻮت ﻋﻤﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﻧﻄﻖ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎدﺗﻴﻦ وهﻮ ﻳﻐﺮﻏﺮ ﻣﺜﻼ ؟ إن ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث ،ﺑﻞ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث ﻣﺎ هﻮ دون هﺬا ﺑﻜﺜﻴﺮ :ﻟﻘﺪ وﻋﺪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻋﻤﱠﻪ ﺑﺄن ﻳﺴ ﺘﻐﻔﺮ ﻟ ﻪ اﷲ ، ﺑﻴﺪ أن اﻟﻮﺣﻲ ﻗﺪ ﺣﺴﻢ اﻷﻣـﺮ ﻟﻠﺘﻮ ﻓﻨـﺰل ﻗـﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ » :ﻣﺎ آﺎن ﻟﻠﻨﺒﻲ واﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا أن ﻳﺴﺘﻐﻔﺮوا ﻟﻠﻤﺸﺮآﻴﻦ وﻟﻮ آﺎﻧﻮا أُوﻟِﻲ ُﻗ ْﺮﺑَﻲ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﺒﻴﱠﻦ ﻟﻬﻢ أﻧﻬﻢ أﺻﺤﺎب اﻟﺠﺤﻴﻢ « )اﻟﺘﻮﺑﺔ ، (١١٣ /وﻟﻢ ﻳﺘﺮآﻪ اﻟﻮﺣﻲ ﺣﺘﻲ ﻳﺴﺘﻐﻔﺮ ﺛﻢ ﻳﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﻋﺪم ﺟﺪوي اﻻﺳﺘﻐﻔﺎر ﺑﻞ ﺑﺎدر اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻬﺪهﺎ). (٤وﻗﺪ أﺳﻠﻔﺖ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ أﻧﻪ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ و ﺳﻠﻢ آﺎن ﻞ ﻟ ﻪ زوﺟ ًﺔ ،ﻓﻨ ﺰل ﻳﺨﺸ ﻲ أﺷ ﺪ اﻟﺨﺸ ﻴﺔ أن ﻳﻮاﺟ ﻪ اﻟﻨ ﺎس ﺑ ﺄن زﻳﻨ ﺐ ﺑﻨ ﺖ ﺟﺤ ﺶ ﺗﺤ ّ ﻖ أن ﺗﺨﺸ ﺎﻩ«) .(٥آﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻌﻨﺎ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﷲ أﺣ ﱡ س ،وا ُ ﻼ » :وﺗﺨﺸ ﻲ اﻟﻨ ﺎ َ اﻟﻘﺮﺁن ﻳﻌﺎﺗﺒﻪ ﻗﺎﺋ ً وهﻲ ﺗﻘﻮل إن اﻟﺮﺳﻮل ﻟﻮ آﺎن آﺎﺗﻤﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ اﻟﻮﺣﻲ ﻟﻜﺘﻢ هﺬا ،ﻟﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻤﻪ ﻣﻦ أن ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺰواج ﺳﻮف ﻳﺼﺪم اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺻﺪﻣﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻟﺘﻌ ﻮّد اﻟﻨ ﺎس ﻋﻠ ﻲ أن َﻳ ُﻌ ﺪّوا اﺑ ﻦ اﻟﺘﺒﻨﻲ آﺎﻻﺑﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎ .وﻗﺪ ﻳﻘﻮل ﻗﺎﺋﻞ :وﻟﻜﻦ اﻟﻮﺣﻲ هﻜﺬا ﻗﺪ ﻧ ﺰل ﻟﻴﺤﻘ ﻖ أﻣﻨﻴ ﺔ اﻟﺮﺳ ﻮل ،إذ آ ﺎن ﻳﻬ ﻮي زﻳﻨ ﺐ .وﻟﻤﺜ ﻞ ه ﺬا اﻟﻘﺎﺋ ﻞ أآ ﺮر ﻣ ﺎ ﻗﻠﺘ ﻪ هﻨ ﺎك ﻣ ﻦ أن ه ﺬﻩ اﻷﻣﻨﻴﺔ آﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺑﺄآﺜﺮ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ،آﺄن ﻳﺘﺨﺬهﺎ اﻟﺮﺳﻮل) أﺳﺘﻐﻔﺮ اﷲ( ﺧﺪﻳﻨﺔ ﻟﻪ ﻣﺜﻼ .إﻻ أن اﻟﻮﺣﻲ أﺻﺮ ﻋﻠﻲ أن ﻳﻌﺎﻟﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻬﺬا اﻟ ﺰواج ،وه ﻮ ﺖ ﺑﺠﺜﺔ ﻋﻤﻪ ﺣﻤﺰة اﻟﺸﻬﻴﺪ ، ﻣﺎ آﺎن اﻟﻨﺒﻲ ﻳﺨﺸﺎﻩ أﺷﺪ اﻟﺨﺸﻴﺔ .آﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﻗﺮﻳﺸﺎ ﻗﺪ ﻣ ﱠﺜَﻠ ْ إذ ﺑﻘ ﺮت هﻨ ﺪ زوﺟ ﺔ أﺑ ﻲ ﺳ ﻔﻴﺎن ﺑﻄﻨ ﻪ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﻪ واﺳ ﺘﺨﺮﺟﺖ آﺒ ﺪﻩ وﻻآﺘﻬ ﺎ ، ﺸﻔِﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﻧﻔﺴ ﻬﺎ اﻟﻤﻐﻠﻮﻟ ﺔ .وﻟ ﻢ ﻳﻜﺘ ﻒ أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن وﺟﺪﻋﺖ أﻧﻔﻪ وأذﻧﻴﻪ وﻟﺒﺴﺘﻬﺎ ﺣﻠﻴّﺎ َﺗ ْ ق ﺑﺬﻟﻚ ،ﺑﻞ أﺧﺬ ﻳﻀﺮب ﺣﻤﺰة ﺑ ُﺰجّ اﻟﺮﻣﺢ ﻓﻲ ﺷﺪﻗﻪ وهﻮ ﺟﺜﺔ هﺎﻣﺪة وﻳﻘﻮل ﻟﻪُ » :ذ ْ ﻋﻘَﻖ! « ،ﻓﺄﻗﺴﻢ اﻟﻨﺒﻲ ،وﻗﺪ ﺑﻠﻎ اﻟﻐﻴﻆ ﻣﻨﻪ واﻟﺤ ﺰن واﻟﺤﺴ ﺮة ﻣﻨﺘﻬﺎه ﺎ ،ﻟ ﺌﻦ أﻇﻬ ﺮﻩ ُ ﻦ ﺑﺜﻼﺛ ﻴﻦ رﺟ ﻼ ﻣ ﻨﻬﻢ ،وأﻗﺴ ﻢ ﻣﻌ ﻪ اﷲ ﻋﻠ ﻲ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻓ ﻲ ﻣ ﻮﻃﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﻮاﻃﻦ َﻟ ُﻴ َﻤ ﱢﺜَﻠ ّ ل ﻳﺒ ﺎرك اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن َﻟ ُﻴ َﻤﺜﱢُﻠﻦّ ﺑﻬﻢ ُﻣ ْﺜَﻠ ًﺔ ﻟﻢ ﻳﻤﺜﻠﻬﺎ أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻌ ﺮب َ ،ﻓ ِﺒ َﻢ ﻧ ﺰل اﻟ ﻮﺣﻲ ؟ َأ َﻧ َﺰ َ ) (٣ﻗ ﺎل ﺑ ﺬﻟﻚ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ رودﻧﺴ ﻮن وﻟ ﻮدي وﻏﻴﺮهﻤ ﺎ ،ﻣﻤ ﻦ ﺳ ﻨﺘﻨﺎول ﺁراءه ﻢ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻴ ﻞ واﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ. ) (٤اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري .١٣٨ / ٢ / ) (٥اﻷﺣﺰاب .٣٧ /
ﻲ ﻧﻔﺴﻴﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ هﺬا اﻟﻘﺴﻢ وﻳﺤﺾ اﻟﺮﺳﻮل واﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ هﺬﻩ اﻷﻣﻨﻴﺔ ﺣﺘﻲ ُﺗﺸْﻔ َ اﻟﺴﻼم ﻣﻦ أﺣﺰاﻧﻬﺎ وﻟﻮﻋﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻋﻤﻪ اﻟﺤﺒﻴﺐ وأﺧﻴ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺮﺿ ﺎع ؟ أﺑ ﺪا ،ﺑ ﻞ ﻧ ﺰل اﻟﻮﺣﻲ ﺑﻬﺬﻩ اﻵﻳﺎت » :وإن ﻋﺎﻗﺒﺘﻢ ﻓﻌ ﺎﻗﺒﻮا ﺑﻤﺜ ﻞ ﻣ ﺎ ﻋ ﻮﻗﺒﺘﻢ ﺑ ﻪ ،وﻟ ﺌﻦ ﺻ ﺒﺮﺗﻢ ﻟﻬ ﻮ ﻖ ﺿ ْﻴ ٍ ﻚ ﻓﻲ َ ن ﻋﻠﻴﻬﻢ ،وﻻ َﺗ ُ ﺤ َﺰ ْ ﻻ ﺑﺎﷲ ،وﻻ ﺗ ْ ﺻ ْﺒﺮُك إ ّ ﺧﻴﺮ ﻟﻠﺼﺎﺑﺮﻳﻦ $واﺻﺒﺮ وﻣﺎ َ )(٧ ﻣﻤﺎ َﻳ ْﻤﻜُﺮون«) ، (٦ﻓﻌﻔﺎ رﺳﻮل اﷲ وﺻﺒﺮ وﻧﻬﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﺜﻠﺔ .ﻟﻴﺲ هﺬا ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑ ﻞ ﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﻌﻠﺔ اﻷﺛﻴﻤﺔ ﻋَﻠ ْ إن اﻟﻨﺒﻲ ﺑﻌﺪ أن دﺧﻞ ﻣﻜﺔ ﻓﺎﺗﺤﺎ وأﻇﻔﺮﻩ اﷲ ﺑﺄﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن وهﻨﺪ ﻓﺎ ِ ،ﻟﻢ ﻧﺴﻤﻊ ﺑﻨﺰول وﺣﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﺘﻠﻬﻤﺎ ،إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ أﺟ ﻞ ﺣﻤ ﺰة ﻓﺠ ﺰاء ﻣ ﺎ أﻟّﺒ ﺎ ﻋﻠﻴ ﻪ هﻮ وﺣﺎرﺑﺎﻩ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻣﻠﻜﺖ أﻳ ﺪﻳﻬﻤﺎ ﺣﺘ ﻲ اﻧﺘﻬ ﻲ أﻣﺮهﻤ ﺎ وأﻣ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺶ آﻠﻬ ﺎ إﻟ ﻲ اﻟﻔﺸ ﻞ ﻲ ﻗﺎﺗﻞ ﻋﻤﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻗﺪ َﻗﺒِﻞ إﺳ ﻼﻣﻪ ﺣ ﻴﻦ أﺗ ﺎﻩ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ اﻟﺬرﻳﻊ .أﻣﺎ وﺣﺸ ﱞ )(٨ أﺧﺮﻳﺎت ﺣﻴﺎﺗﻪ ،وإن ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ أن ﻳﺮﺗﺎح ﻟﻤ ﺮﺁﻩ .وأﺣﻴﻠ ﻚ ﻋﻠ ﻲ اﺑ ﻦ هﺸ ﺎم ﻟﺘﻘ ﺮأ ﻣ ﺎ دار ﺑ ﻴﻦ وﺣﺸ ﻲ وﺑ ﻴﻦ اﻟﻨﺒ ﻲ ﺣ ﻴﻦ ﻗ ﺪم ﻋﻠﻴ ﻪ ،وآﻴ ﻒ ﻗ ﺎل ﻟ ﻪ اﻟﺮﺳ ﻮل ﺣ ﻴﻦ رﺁﻩ » : ﺣﺸِﻲ ؟ « .ﻗﺎل » :ﻧﻌﻢ ﻳﺎرﺳﻮل اﷲ « .ﻗﺎل » :اﻗﻌﺪ ﻓﺤﺪﺛﻨﻲ آﻴﻒ ﻗﺘﻠﺖ ﺣﻤﺰة َأ َو ْ ﺐ ﻋﻨ ﻲ وﺟﻬ ﻚ ﻓ ﻼ َأ َر َﻳ ﱠﻨ ﻚ « ﻓﺤﺪّﺛ ﻪ ،ﻓﻠﻤ ﺎ ﻓ ﺮغ ﻣ ﻦ ﺣﺪﻳﺜ ﻪ ﻗ ﺎل » :وﻳﺤ ﻚ ! ﻏ ﱢﻴ ْ «وﻋﻠﻲ رﻏ ﻢ ﻣ ﺎ ه ﻮ ﻇ ﺎهﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻘﺼ ﺔ ﻣ ﻦ ﺑﻘ ﺎء ذآ ﺮي ﺣﻤ ﺰة وﻣﻘﺘﻠ ﻪ ﺑﻌ ﺪ آ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺴﻨﻮات ﺣﻴﺔ ﻧﺎﺑﻀﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺗﺆﻟﻤﻪ إﻳﻼﻣﺎ ﺷ ﺪﻳﺪًا ،ﻓ ﻼ وﺣ ﻲ ﺑﺎﻧﺘﻘ ﺎم وﻻ ﺧﻼﻓﻪ .ﺳ ﺒﺤﺎن اﷲ !أه ﺬا آ ﻞ ﺗ ﺄﺛﻴﺮ ﻣﻜﺒﻮﺗ ﺎت اﻟﻼوﻋ ﻲ ؟ آ ﺬﻟﻚ أﻳ ﻦ آﺎﻧ ﺖ ﻣﻜﺒﻮﺗ ﺎت اﻟﻼوﻋﻲ هﺬﻩ ﻳﻮم أن ﻣﺮ اﻟﺮﺳﻮل وﻣﻌﻪ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﺑﻘﺒ ﺮ أ ﱢﻣ ﻪ ﻓﻌﻄ ﻒ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻘﺒ ﺮ ووﻗ ﻒ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ ﺛﻢ ﻋﺎد إﻟﻲ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﺑﺎآﻴﺎ ،وﻟﻤﺎ اﺳﺘﻔﺴ ﺮوا ﻣﻨ ﻪ ﻋ ﻦ ﺳ ﺮ ذﻟ ﻚ ﻗ ﺎل ﻟﻬﻢ إن اﷲ ﻗﺪ أذن ﻟﻪ ﺑﺰﻳﺎرة ﻗﺒ ﺮ أﻣ ﻪ وﻟﻜﻨ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳ ﺄذن ﻟ ﻪ أن ﻳﺴ ﺘﻐﻔﺮ ﻟﻬ ﺎ ُ .ﺗ ﺮَي ِﻟ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﺮﺳﻢ اﻟﻮﺣﻲ اﻟﺬي ﻳﺪﻋﻲ ﻣﺴﺘﺸﺮﻗﻮﻧﺎ اﻟﻤﺨﻠﺼ ﻮن أﻧ ﻪ اﻧﻌﻜ ﺎس ﻟﺮﻏﺒ ﺎت ﻣﺤﻤ ﺪ اﻟﺪﻓﻴﻨ ﺔ ﺻﻮرة وردﻳﺔ ﻟﻤﺼﻴﺮ ﺁﻣﻨﺔ ﺑﻨ ﺖ وه ﺐ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻴ ﺎة اﻷﺧ ﺮي ،وه ﻲ أﻣ ﻪ اﻟﺘ ﻲ ﻏﺎدرﺗ ﻪ ﻳﺘﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﻦ ﻏﻀﺔ ﺗﺎرآﺔ ﻟﻪ أﺟﻤﻞ ذآﺮﻳﺎت اﻟﺤﻨﺎن؟) (٩وِﻟ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﻨﺰل وﺣﻲ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣ ﻦ اﻟﺮﺳ ﻮل اﻻﻧﺘﻘ ﺎل ﺑﺤﻜﻮﻣﺘ ﻪ إﻟﻴﻬ ﺎ ،وه ﻲ اﻟﺘ ﻲ آﺎﻧ ﺖ أﺣ ﺐ ﺑ ﻼد اﷲ إﻟ ﻲ اﻟﺮﺳﻮل آﻤﺎ اﻋﺘﺮف هﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﻮم أن ﻏﺎدرهﺎ ﻣﻬﺎﺟﺮا إﻟﻲ ﻳﺜﺮب؟ أو ِﻟ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﻨﺰل ﺧﺮِﺟﻮا ﻣﻦ ﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻮم أن ُأ ْ ﺳِﻠ َﺒ ْ ﻗﺮﺁن ﺑﺎﺳﺘﻴﻼء اﻟﺮﺳﻮل واﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻋﻠﻲ دورهﻢ اﻟﺘﻲ ُ دﻳﺎرهﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ إﻻ أن ﻳﻘﻮﻟﻮا :رﺑﻨﺎ اﷲ؟) (١٠أم ﺗﺮي ِﻟ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﻨﺰل وﺣﻲ ﻳﻌﻜ ﺲ رﻏﺒﺘ ﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻓﻲ أن ﻳﺸﺎرآﻪ اﻟﻜﻮن آﻠ ﻪ أﺣﺰاﻧ ﻪ اﻟﺜﻘﻴﻠ ﺔ ﻳ ﻮم ﻣ ﻮت اﺑﻨ ﻪ إﺑ ﺮاهﻴﻢ ،اﻟ ﺬي ُر ِزﻗَﻪ ﻓﻲ أﺧﺮﻳﺎت ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻤﻸ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺒﻴﺖ ﺣﺒﻮرا وﺳ ﻌﺎدة ؟ ﻟﻘ ﺪ آﺴ ﻔﺖ اﻟﺸ ﻤﺲ ﻳﻮﻣﻬ ﺎ ﻓﻈﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن أﻧﻬﺎ آﺴﻔﺖ ﻟﻤﻮت اﺑﻨﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ،ﻓﻤﺎذا ﺗﻈﻨﻮن آﺎن ﺟﻮاﺑﻪ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ؟ ﻟﻘ ﺪ ﻧ ﺒﻬﻬﻢ ،وه ﻮ ﻓ ﻲ ﻏﻤ ﺮة أﺣﺰاﻧ ﻪ ،إﻟ ﻲ أن اﻟﺸ ﻤﺲ واﻟﻘﻤ ﺮ ﺁﻳﺘ ﺎن ﻣ ﻦ ﺁﻳ ﺎت اﷲ ﻻ ) (٦اﻟﻨﺤﻞ ١٢٦ /ـ .١٢٧ ) (٧اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم ٢١ / ٣ /ـ ٣٦ ، ٢٢ـ .٣٨ ) (٨ج / ٣ص .٢٣ ) (٩اﻧﻈﺮ اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٢ج / ٤ص . ١٠٩وﻗﺪ ﺳﺒﻖ اﻻﺳﺘﺸﻬﺎد ﺑﻬﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﻠﺘﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠ ﻲ ﺗﻮﺧﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻠﺼﺪق ﺣﺘﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻻﺣ ﺮج ﻋﻠﻴ ﻪ ﻗ ﻂ ﻓ ﻲ آﺘﻤﺎﻧ ﻪ ،ﻷﻧ ﻪ ﻣ ﻦ ﺷ ﺆوﻧﻪ ه ﻮ .اﻧﻈ ﺮ إرﭬﻨﺞ .١٥٧ ) (١٠اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم ٨٢ / ٢ /ـ ١٠٤ ، ٨٣ـ ، ١٠٥و .٤٣ / ٣
ﺗﻜﺴﻔﺎن ﻟﻤﻮت أﺣﺪ وﻻ ﻟﻮﻻدﺗﻪ) . (١١ورﺑﻤﺎ ﺟﺎز ﻟﻨﺎ أن ﻧﺸﻴﺮ هﻨ ﺎ إﻟ ﻲ أﻧ ﻪ ﺻ ﻠﻮات اﷲ ﺐ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ آ ﺎن أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻳﺄآﻠﻮﻧ ﻪ أﻣﺎﻣ ﻪ وﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ آﺎن ﻳﺸﻤﺌﺰ ﻣﻦ أآﻞ اﻟﻀ ّ ﺳ ﺎ ﻟﻤﻴﻠ ﻪ إﻟ ﻲ أﺷ ﻴﺎء وﻧﻔ ﻮرﻩ ﻣ ﻦ ﻓﻼ ﻳﻨﻜ ﺮ ذﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ .أﻓﺮأﻳ ﺖ إن آ ﺎن اﻟ ﻮﺣﻲ اﻧﻌﻜﺎ ً )(١٢ ﺐ؟ أﺧﺮي ،أﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻤﺘﻮﻗﻊ إذن أن ﻳﺤﺮﱢم ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻀ ّ ﻟﻴﺲ ذﻟﻚ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ آﺜﻴﺮ هﻮ اﻟﻮﺣﻲ اﻟﺬي ﻧﺰل ﻳﺨﻄّﺊ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ،آﻤ ﺎ ﻓ ﻲ ﻗﺼﺔ اﺑﻦ أم ﻣﻜﺘﻮم) ، (١٣وآﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺎدث اﻟﺼﺤﺎﺑﻲ اﻟﺬي وﺟﺪ زوﺟﺘﻪ ﻣ ﻊ رﺟ ﻞ ﺁﺧ ﺮ ﺣ ﱠﺪ اﻟﻘ ﺬف ،ﻓﻨ ﺰل ﺤ ّﺪ َ ي اﻟﺮﺳ ﻮل أن ﻋﻠﻴ ﻪ إﺣﻀ ﺎر اﻟﺒﻴﻨ ﺔ أو ُﻳ َ ﻓﻲ اﻟﻔ ﺮاش ،ﻓﻜ ﺎن ر ْأ ُ )(١٤ اﻟ ﻮﺣﻲ ﺑﻐﻴ ﺮ ذﻟ ﻚ ،وآﺎﻧ ﺖ ﺁﻳ ﺎت اﻟﻤﻼﻋﻨ ﺔ .وﻣﺜ ﻞ ذﻟ ﻚ رأﻳ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻓ ﻴﻤﻦ ﻲ ذﻟﻚ ﻃﻼﻗﺎ ،ﻓﻨﺰل اﻟﻮﺣﻲ ﺑﻐﻴﺮ ذﻟﻚ).(١٥ ﻋ ّﺪ اﻟﻨﺒ ﱡ ﻇﺎهﺮ ﻣﻦ زوﺟﺘﻪ ،إذ َ وﻳﺠﺮي هﺬا اﻟﻤﺠﺮي أن اﻟﻘﺮﺁن ﻗﺪ ﺧﺎﻃﺐ اﻟﻨﺒﻲ ﻓﻲ ﻣﻮاﺿﻊ ﻋﺪة ﺑﻠﻐﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ ،آﻤﺎ ﻓﻲ ﺼﺪﱠي #وﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ اﻻ َﻳ ﱠﺰ ﱠآ ﻲ #وأﻣ ﺎ ﻣ ﻦ ﺟ ﺎءك ﻗﻮﻟﻪ » :أﻣﱠﺎ ﻣﻦ اﺳ َﺘ ْﻐﻨَﻲ #ﻓﺄﻧﺖ ﻟﻪ َﺗ َ ﺨﺸَﻲ #ﻓﺄﻧﺖ ﻋﻨﻪ َﺗَﻠﻬﱠﻲ #آﻼ ،إﻧﻬﺎ ﺗﺬآﺮة #ﻓﻤﻦ ﺷﺎء ذآﺮﻩ « )ﻋﺒﺲ ﺴﻌَﻲ #وهﻮ َﻳ ْ َﻳ ْ 5ـ ،( ٢١وآﻤﺎ ﻓﻲ ﺁﻳﺎت ﺳ ﻮرة » اﻷﻧﻔ ﺎل « اﻟﺘ ﻲ ﻧﺰﻟ ﺖ ﺗﻌﺎﺗﺒ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻷﺧ ﺬﻩ ب اﻟﻔﺪﻳﺔ ﻣﻦ أﺳﺮي ﺑﺪر ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻗﺘﻠﻬﻢ ،واﻟﺘﻲ اﻧﺘﻬﺖ ﺑﻬﺬﻩ اﻵﻳﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة َ » :ﻟﻮْﻻ آﺘﺎ ٌ ب ﻋﻈ ﻴﻢ « ). (١٦وﻟﻜ ﻲ ﻳ ﺪرك اﻟﻘ ﺎرئ ﻋﻨ ﻒ ه ﺬا ﻋ ﺬَا ٌ ﺴﻜُﻢ ﻓﻴﻤﺎ أﺧ ﺬﺗﻢ َ ﻣﻦ اﷲ ﺳﺒﻖ َﻟ َﻤ ّ اﻟﻌﺘﺎب أرﺟﻮ أن ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ ﻣ ﺎ ﻗﺎﻟ ﻪ اﻟ ﻮﺣﻲ ﻓ ﻲ ﺣ ﻖ أﺻ ﺤﺎب اﻹﻓ ﻚ » :وﻟ ﻮﻻ ب ﻋﻈ ﻴﻢ « ﻋ ﺬَا ٌ ﻀ ُﺘ ْﻢ ﻓﻴ ﻪ َ ﺴ ﻜﻢ ﻓﻴﻤ ﺎ َأ َﻓ ْ ﻞ اﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ورﺣﻤﺘُﻪ ﻓﻲ اﻟ ﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧ ﺮة َﻟ َﻤ ﱠ ﻀُ َﻓ ْ ( ) . ١٧وﻧﻔﺲ هﺬا اﻟﻌﺘﺎب اﻟﻌﻨﻴﻒ ﺗﺠﺪﻩ ﻓ ﻲ ﺁﻳ ﺔ ﺳ ﻮرة » اﻟﺘﻮﺑ ﺔ « ،إذ ﺻ ﻤﻢ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻲ اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻲ اﺑﻦ ُأ َﺑﻲّ رأس اﻟﻨﻔﺎق ﺣﻴﻦ ﻣﺎت ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻋﻤﺮ ﻳﻤﻨﻌﻪ وﻳﺠﺬﺑﻪ ﻣﻦ رداﺋﻪ ، ﺴﺘَﻐ ِﻔ ْﺮ ﻟﻬﻢ .إن ﺗﺴﺘﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻣﺮ ًة ﻓﻠﻦ ﻓﻨﺰل اﻟﻘﺮﺁن ﺻﺎدﻋﺎ » :اﺳﺘَﻐ ِﻔ ْﺮ ﻟﻬﻢ أ ْو ﻻ َﺗ ْ ﻳﻐﻔﺮ اﷲ ﻟﻬﻢ «). (١٨وﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ أن ﻳﺨﺎﻃ ﺐ اﻟ ﻮﺣﻲ اﻟﻨﺒ ﻲ اﻟ ﺬي ﻳﺒّﻠ ﻎ ه ﻮ ﻧﻔﺴ ﻪ ه ﺬا ن أي إﻧﺴ ﺎن ﻼ » :إﻧﻚ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﺴﺘﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ ﻓﻠﻦ ُﻳ ْﻘﺒَﻞ ﻟﻚ اﺳﺘﻐﻔﺎر« .وﻻ ﻳﻌﺘﻘ َﺪ ّ اﻟﻮﺣﻲ ﻗﺎﺋ ً ﻲ ﺗﻤﺜ ﻴﻼ ﻣﻨ ﻪ وﺧ ﺪاﻋﺎ ،إذ أن اﻟﺮﺳ ﻮل إﻧﻤ ﺎ ﺗﻈ ﺎهﺮ ﺑﺄﻧ ﻪ ﻳﺮﻳ ﺪ أن ﻳﺼ ﻠﻲ ﻋﻠ ﻲ اﺑ ﻦ ُأ َﺑ ّ اﻟﺴﺆال هﻮ :وﻋﻠﻲ ﻣﻦ آﺎن ﻳﺮﻳﺪ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ؟ إن اﺑﻦ ه ﺬا اﻟﺮﺟ ﻞ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻗ ﺪ ﻋ ﺮض ﻋﻠ ﻲ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻗﺒ ﻞ ذﻟ ﻚ أن ﻳﻘﺘﻠ ﻪ ﺑﻴ ﺪﻩ ،وﻟﻜ ﻦ رﺳ ﻮل اﷲ رﻓ ﺾ .آﻤ ﺎ أن رأي اﻟﺮﺳ ﻮل ﻓ ﻲ اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﺑﻌﺎﻣﺔ ،وﻓﻲ أﺷﺨﺎص ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺄﻋﻴﺎﻧﻬﻢ ﺑﻮﺟﻪ ﺧ ﺎص ،آ ﺎن واﺿ ﺤﺎ ﻻ ﻣ ﺪاراة ﻓﻴﻪ .وﻟﻜﻨﻲ أﺣﺴﺐ أن اﻟﺮﺳﻮل آﺎن ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻳﻌﻄ ﻒ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻀ ﻌﻒ اﻟﺒﺸ ﺮي ﻋﻨ ﺪ اﺑ ﻦ ) (١١أورد إرﭬ ﻨﺞ ه ﺬﻩ اﻟﻮاﻗﻌ ﺔ )ص ، ( ١٧٦ /وآ ﻞ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻬ ﺎ وﻳﻌﺮﻓ ﻮن آ ﻞ ﻣ ﺎ ذآﺮﺗﻪ هﻨﺎ وﻣﺎ ﻟﻢ أذآﺮﻩ ،ﻓﻠﻤﺎذا ﻳﺘﻨﻜﺒﻮن ﻋﻦ ﺳﻮاء اﻟﺴﺒﻴﻞ ؟ ) (١٢اﻧﻈـﺮ ،ﻓﻲ ﻧﻔـﻮرﻩ ﻣﻦ ﻟﺤـﻢ اﻟﻀﺐ ،اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ ﻣﺜﻼ /ﻣﺠﻠﺪ / ٤ج / ٨ص .١١٨ ﻋﺒَﺲ « وﺳﺒﺐ ﻧﺰوﻟﻬﺎ. ) (١٣اﻧﻈﺮ اﻵﻳﺎت اﻷوﻟﻲ ﻣﻦ ﺳﻮرةَ » : ) (١٤اﻧﻈﺮ اﻵﻳﺎت ٦ /ـ ٩ﻣﻦ ﺳﻮرة » اﻟﻨﻮر « وﺳﺒﺐ ﻧﺰوﻟﻬﺎ. ) (١٥اﻧﻈﺮ اﻵﻳﺎت اﻷوﻟﻲ ﻣﻦ ﺳﻮرة » ﻗﺪ ﺳﻤﻊ « وﺳﺒﺐ ﻧﺰوﻟﻬﺎ. ) (١٦اﻷﻧﻔﺎل .٦٨ / ) (١٧اﻟﻨﻮر .١٤ / ) (١٨اﻟﺘﻮﺑﺔ .٨٠ /
ُأ َﺑﻲّ ،إذ آﺎد هﺬا اﻟﺮﺟﻞ أن ُﻳ َﻨﺼﱠﺐ َﻣﻠِﻜﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﻮﻻ ﻗﺪوم اﻟﺮﺳﻮل ﻣﻬ ﺎﺟﺮا إﻟﻴﻬ ﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ .ﻓﻴﺒﺪو ﻟﻲ أن اﻟﺮﺳﻮل ذا اﻟﻘﻠﺐ اﻟﻜﺒﻴﺮ آﺎن ﻳﻔﻬﻢ دواﻓﻊ اﻟﺴﺨﻂ ﻋﻨﺪ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ وﻳﻐﻔﺮ ﻟﻪ ﻣﺆاﻣﺮاﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ وإﻳﺬاءﻩ ﻟﻪ ) . (١٩وﻣﻤﺎ ﻧﺰل ﻣﻦ وﺣ ﻲ ﻋﻨﻴ ﻒ ﻣﺘﻌﻠ ﻖ ﺾ اﻷﻗﺎوﻳ ﻞ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴـﻼم ﻣﺎ ﺟـﺎء ﻓﻲ ﺳﻮرة » اﻟﺤﺎﻗﺔ« » :وﻟﻮ َﺗ َﻘﻮﱠل ﻋﻠﻴﻨ ﺎ َﺑ ْﻌ َ ﺧﺬْﻧﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﻴﻤﻴﻦ $ﺛـﻢ ﻟ َﻘ َ $ﻷ َ ﻄﻌْﻨﺎ ﻣﻨﻪ اﻟﻮَﺗـِﻴﻦ«) ، (٢٠وهـﻮ ﻣﺎ ﻳـﻘﺎﺑﻞ ﺗﻌﺒﻴﺮﻧﺎ اﻟﻌﺎﻣـﻲ: » أ ْﻗﻄَﻊ ﻟﻪ رﻗﺒﺘﻪ « ،ﻓﻬﻞ هﺬﻩ أﻳﻀﺎ رﻏﺒﺔ ﻣﺪﻓﻮﻧﺔ ﻓﻲ ﻃﻮاﻳﺎ ﻧﻔﺴﻴﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺷﻘﺖ ن َﺛ ّﺒ ْﺘﻨَﺎك ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ إﻟﻲ اﻟﻮﺣﻲ ؟ وﻳﺸﺒﻬﻬﺎ ﺁﻳﺘﺎ ﺳﻮرة» اﻹﺳﺮاء « ) ٧٤ـ » (٧٥وﻟﻮﻻ َأ ْ ﻒ اﻟﻤﻤ ﺎت ﺛ ﻢ ﻻ ﺿ ْﻌ َ ﻒ اﻟﺤﻴ ﺎة و ِ ﺿ ْﻌ َ ﻦ إﻟﻴﻬﻢ ﺷ ﻴﺌﺎ ﻗﻠ ﻴﻼ $إذن ﻷذﻗﻨ ﺎك ِ ت َﺗ ْﺮ َآ ُ ﻟﻘﺪ ِآ ْﺪ َ ﺠ ُﺪ ﻟﻚ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻧﺼﻴﺮًا« . َﺗ ِ إن ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻼوﻋﻲ ﻋﻨﺪ ﻓﺮوﻳﺪ ﺗﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ،آﻤﺎ ﺗﻌﺠﺰ أﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺁﻳﺎت اﻟﻮﺣﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻦ ﺑﺼﺮﻳﺢ اﻟﻌﺒﺎرة ﻋﻠﻢ اﷲ ﺑﺮﻏﺒ ﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻷﻣ ﺮ أو ذاك ، ﺟ ِﻬ ﻚ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻤﺎ ِء َﻓﻠَﻨﻮﻟﻴﻨ ﻚ ﻗﺒﻠ ﺔ ﺐوْ وأﻧ ـﻪ ﻟﺬﻟ ـﻚ ﻗ ﺪ ﺣﻘ ـﻘﻪ ﻟ ﻪ .اﻗ ﺮأ » :ﻗ ﺪ َﻧ ﺮي ﺗﻘﱡﻠ َ ﺠ ِﺪ اﻟ َ ﻄ َﺮ اﻟﻤﺴ ِ ﺷ ْ ﻚ َ ﺟ َﻬ َ ل َو ْ ﺗﺮﺿﺎهﺎ َ ،ﻓ َﻮ ﱢ ﻦ ﺗﺸﺎء ﻣِﻨ ُﻬﻦّ وﺗـﺆوي ﺤﺮَام«)ُ » ، (٢١ﺗ ْﺮﺟِﻲ َﻣ ْ ح ﻋﻠﻴﻚ .ذﻟﻚ أد َﻧ ﻲ أن َﺗ َﻘ ﱠﺮ أﻋﻴ ُﻨ ُﻬﻦﱠ ﺖ ﻓﻼ ﺟُﻨﺎ َ ﻋ َﺰ ْﻟ َ ﺖ ﻣﻤﱠﻦ َ ﻦ ا ْﺑ َﺘ َﻐ ْﻴ َ ﻦ ﺗﺸﺎء ،و َﻣ ِ إﻟﻴﻚ َﻣ ْ )(٢٢ ن ﷲ وﻻ َأ ْ » ،وﻣﺎ آﺎن ﻟﻜ ﻢ أن ﺗ ﺆذُوا رﺳ ﻮل ا ِ ﻦ ﺑﻤﺎ ﺁﺗﻴ َﺘﻬُﻦ« ﺿ ْﻴ َ ن ،و َﻳ ْﺮ َ ﺤ َﺰ ّ وﻻ َﻳ ْ ) (٢ ن ذﻟﻜﻢ آﺎن ِ ﻦ َﺑﻌْﺪﻩ أﺑﺪا .إ ﱠ َﺗﻨْﻜﺤﻮا َأزْواﺟَﻪ ِﻣ ْ ﻋ ْﻨ َﺪ اﻟّﻠ ِﻪ ﻋﻈﻴﻤًﺎ« . ٣إن هﺬا هﻮ اﻟﻮﻋﻲ ) (٢ آ ّ ﻞ اﻟ ﻮﻋﻲ ،ﻓﻜﻴ ﻒ ﻳﻘ ﺎل ﻋﻨ ﻪ إﻧ ﻪ ﻻوﻋ ﻲ؟ ٤واﻣﺘ ﺪادا ﻟﺘﻔﺴ ﻴﺮ اﻟ ﻮﺣﻲ ﺑﻨﻈﺮﻳ ﺔ ﻚ اﻟﺮﺳﻮل ﻓﻲ اﻟﻮﺣﻲ أول ﻧﺰوﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ دﻟﻴﻼ ﻋﻠﻲ أن ﻣﺼﺪر اﻟﻼوﻋﻲ ﻳ ُﻌﺪّ رودﻧﺴﻮن ﺷ ّ اﻟﻮﺣﻲ إﻧﺴﺎﻧﻲ) ، (٢٥ﻣﻊ أن اﻟﻌﻜﺲ هﻮ اﻟﺼﺤﻴﺢ ،إذ إن اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻳﺘﺼ ﺮف ه ﺬا اﻟﺘﺼﺮف أو ذاك ﺑﺪاﻓﻊ ﻣﻦ رﻏﺒﺎﺗﻪ اﻟﻤﺪﻓﻮﻧﺔ ﻓﻲ ﻻوﻋﻴﻪ ﻻ ﻳﺸﺘﺒﻪ أدﻧﻲ اﺷﺘﺒﺎﻩ ﻓ ﻲ ﻣﺜ ﻞ هﺬﻩ اﻟﺪواﻓﻊ اﻟﻤﻜﺒﻮﺗﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻊ ﻣﺮور اﻷﻳﺎم أن ﻳﺪرك اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﺤﻠﻴ ﻞ اﻟﻨﻔﺴ ﻲ اﻟ ﺬي ﻳﺴ ﺎﻋﺪﻩ ﻓﻴ ﻪ اﻟﻄﺒﻴ ﺐ اﻟﻤﻌ ﺎﻟﺞ ﻋﻠ ﻲ اﺳ ﺘﺮﺟﺎع أﺣ ﺪاث ﻣﺎﺿ ﻴﻪ ) (١٩اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم .١٦٦ / ٢ / ) (٢٠اﻵﻳﺎت ٤٤ /ـ .٤٦ ) (٢١اﻟﺒﻘﺮة . ١٤٤ / ) (٢٢اﻷﺣﺰاب .٥١ / ) (٢٣اﻷﺣﺰاب .٥٣ / ) (٢٤اﻧﻈ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻼوﻋ ﻲ أو اﻟﻼﺷ ﻌﻮر » ،داﺋ ﺮة اﻟﻤﻌ ﺎرف اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴ ﺔ« /ﻣ ﻮاد "Freudism " ،School " , "History of Psychology", "psychoanalysisوآ ﺬﻟﻚ » ﻣﻌﺠ ﻢ اﻟﻌﻠ ﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ« )ﺗﺼﺪﻳﺮ وﻣﺮاﺟﻌﺔ د .إﺑﺮاهﻴﻢ ﻣﺪآﻮر( /ﻣﻮاد » اﻟﻼﺷﻌﻮر « و » اﻷﻧ ﺎ « و » اﻷﻧ ﺎ اﻷﻋﻠﻲ « و اﻟـ » آﺒﺖ « و اﻟـ » هﻮ « و» ﺣﻴﻞ اﻟﺪﻓﺎع« .واﻧﻈﺮ ﻓ ﻲ » ﻗ ﺎﻣﻮس ﻋﻠ ﻢ اﻻﺟﺘﻤ ﺎع « ) د .ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺎﻃﻒ ﻏﻴﺚ « /ﻣﺎدة » اﻟﻼﺷﻌﻮر« .واﻧﻈﺮ أﻳﻀﺎ ﻣﺎدة " " Unconsciousﻓـــﻲ " " A Dictionary of Psychologyو "A Critical Dictionary of " ،Psychoanalysisوذﻟ ﻚ آﻠ ﻪ إن ﺳ ﻠﻤﻨﺎ ﺑﺼ ﺤﺔ ﻧﻈﺮﻳ ﺔ ﻓﺮوﻳ ﺪ أﺻ ﻼ ،ﻓ ﺈن هﻨ ﺎك ﻣ ﺪارس أﺧ ﺮي ﻻ ﺗﺘﻔ ﻖ ﻣﻌ ﻪ وﻟﻬ ﺎ ﻧﻈﺮﻳﺎﺗﻬ ﺎ وﻣﻨﺎهﺠﻬ ﺎ اﻟﺨﺎﺻ ﺔ ﺑﻬ ﺎ ،ﻣﺜ ﻞ اﻟﻤﺪرﺳ ﺔ اﻟﺴ ﻠﻮآﻴﺔ واﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﺠﺸﻄﺎﻟﺘﻲ. ) (٢٥رودﻧﺴﻮن .٢١٩ /
اﻟﻤﻄﻤﻮرة ﻓﻲ ﻻوﻋﻴﻪ .وهﺬا ﻃﺒﻌﺎ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴ ﻲ اﻟﻔﺮوﻳ ﺪي ،اﻟﺘ ﻲ ﻗﻠﺖ إﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ هﻲ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ ﻣﻴﺪان ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ. وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻠﻨﺴﺘﻤﺮ ﻣﻊ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ إﻟﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﻤﻄﺎف .إن ﺑﻮآﻴﻪ ﻣ ﺜﻼ ﻳﺆآ ﺪ أن ﻣ ﺎ رﺁﻩ اﻟﻨﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﻐﺎر ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ إﻻ وهﻤ ﺎ .وه ﻮ ﻳﻌ ﺰو ه ﺬا اﻟ ﻮهﻢ إﻟ ﻲ أﺣﺰاﻧ ﻪ اﻟﺸ ﺪﻳﺪة ﺑﺴ ﺒﺐ ﻣﻮت وﻟﺪﻳﻪ) ، (٢٦ﺑﻴﻨﻤﺎ ُﻳﺮْﺟﻊ ﻟﻮدي ذﻟﻚ إﻟﻲ ﻣﻮت اﺑﻨﻪ و ِآﺒَﺮ ﺳﻦ زوﺟﺘﻪ واﻟﻌﺰﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻦ .أي أن ذﻟﻚ هﻮ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ ﻣﺤﻤﺪا ﻳﺘﻮهﻢ رؤﻳﺔ آﺎﻧﺖ ﺗﻠﻔّﻪ ﻓﻮق اﻟﺠﺒﻞ وﺧﻮﻓﻪ ﻣﻦ اﻟﺠ ّ ) (٢ اﻟﻤﻼك وﻳﺤﺲ ﺑﻪ وهﻮ ﻳﻐﻄّﻪ ﺛﻼث ﻣﺮات . ٧وﻳﺴﻮق ﻟﻮدي هﻨﺎ ﻣﻼﺣﻈﺎت ﺑﻼﺷﻴﺮ ﻣﻦ أن اﻟﻮﺣﻲ آﺎن ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟ ﻴﻼ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﺒﻠ ﻎ ﻣﻨ ﻪ اﻹره ﺎق ﻣﺒﻠﻐ ﻪ ) . (٢٨أﻣ ﺎ رودﻧﺴﻮن ﻓﺈﻧﻪ ،ﻣﻊ اﻋﺘﺮاﻓﻪ ﺑﺄن زواج ﻣﺤﻤﺪ وﺧﺪﻳﺠﺔ آﺎن زواﺟ ﺎ ﺳ ﻌﻴﺪا ،ﻳ ﺮي أﻧ ﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻒ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ،ﺑﻞ آﺎن ﻳﺘﻄﻠﻊ إﻟﻲ اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ .وﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎذا ؟ إن اﻟﺴﺮ ﻋﻨﺪ هﺬا اﻟﻤﺴﺘﺸﺮق ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﻳﺘﻤﻪ وﻓﻘﺮﻩ وإﺣﺒﺎﻃﻪ ،ﻓﻘﺪ ﻓﺸﻠﺖ ﺧﺪﻳﺠ ﺔ ﻓ ﻲ أن ﺗﻌﻄﻴﻪ ورﺛ ًﺔ ذآﻮرا ،اﻷﻣﺮ اﻟ ﺬي ﻋﺮّﺿ ﻪ ﻟﺴ ﺨﺮﻳﺔ اﻟﻨ ﺎس ودﻓﻌ ﻪ إﻟ ﻲ اﻟﺒﺤ ﺚ ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻳُﻈﻬِﺮ ﺑﻬﺎ أهﻤﻴﺘﻪ ﻟﻬﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ آﺎﻧﻮا ﻳﺘﻬﻜﻤﻮن ﺑﻪ وﻳﺤﺘﻘﺮوﻧ ﻪ ،ﻓﻀ ﻼ ﻋ ﻦ أﻧ ﻪ آﺎن ﻳﺮﻳﺪ اﻻﻧﺘﻘﺎم ﻣﻦ اﻷﻏﻨﻴﺎء ) . (٢٩وﻟﻌﻞ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ آﺎﻳﺘﺎﻧﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺿ ﻌﻬﺎ هﻨ ﺎ ،إذ ﻣﻦ رأﻳﻪ أن اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻲ أﺳﺮة ﺷ ﺮﻳﻔﺔ ،ﺑ ﺪﻟﻴﻞ ﻣ ﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن ﻋﻦ ﻓﻘﺮﻩ) . (٣٠وﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ هﺬا ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻟﻮدي ﻣﻦ أن ُﻳﺘْﻢ ﻣﺤﻤﺪ واﻟﻘﺴﻮة اﻟﺘﻲ ﻼ ،ﺑﻞ ﻻ ُﺗ ْﻜ ِﺮﻣﻮن اﻟ َﻴﺘِﻴﻢ « ﻋﻮﻣﻞ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﻐﺮﻩ هﻤﺎ اﻟﻠﺬان أوﺣﻴﺎ ﻟﻪ ﺁﻳﺎت ﻣﺜـﻞ » :آ ﱠ )اﻟﻔﺠﺮ (١٧ / واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن هﺬا ﻟﻴﺲ إﻻ ﺧﺒﻂ ﻋﺸﻮاء ،ﻓﻤﻦ ذا اﻟﺬي أﺧﺒﺮ هﺆﻻء اﻟﻤﺤﻠﱢﻠ ﻴﻦ اﻟﻨﻔﺴ ﺎﻧﻴﻴﻦ أن ﻣﺤﻤﺪا آﺎن ﺷﻘﻴﺎ ﺑﺰواﺟﻪ ﻣﻦ ﺧﺪﻳﺠﺔ ؟ إن رودﻧﺴﻮن ،آﻤﺎ رأﻳﻨﺎ ،ﻳﻌﺘﺮف ﺑ ﺄن ذﻟ ﻚ اﻟﺰواج آﺎن زواﺟﺎ ﺳ ﻌﻴﺪا .وﻣﺜﻠ ﻪ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ أﻟﻔﺮﻳ ﺪ ﺟﻴ ﻮم ) (٣١وﻣﺴﺘﺸ ﺮﻗﻮن ﺁﺧ ﺮون . وﻧﺤﻦ ﺣﻴﻦ ﻧﻘﻮل هﺬا ﻻ ﻧﺤ ﺎول أن ﻧﻀ ﺮب ﺁراءه ﻢ ﺑﻌﻀ ﻬﺎ ﺑ ﺒﻌﺾ ،وﻟﻜﻨﻨ ﺎ ﻧﺮﻳ ﺪ أن ﻧﺒﻴﻦ ﻟﻠﻘﺎرئ آﻴﻒ أن ﺑﻌﺾ هﺆﻻء اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻳﺘﺠﺎهﻠﻮن اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﻨﺎﺻ ﻌﺔ ،ﻓﻤﻦ اﻟﺜﺎﺑ ﺖ اﻟ ﺬي ﻻ ﻳﻘﺒ ﻞ ﺷ ﻜﺎ وﻻ ﻣ ﺮا ًء أن ﺧﺪﻳﺠ ﺔ ﻇﻠ ﺖ ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﺐ اﻟﻨﺒ ﻲ إﻟ ﻲ ﺁﺧ ﺮ ﻋﻤﺮﻩ ،وﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻋﺎﺋﺸﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﺑﻨﺖ أﻋ ّﺰ أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ أن ﺗﻨﺴﻴﻪ إﻳﺎهﺎ ﺑﻞ وﻻ أن ﺗﻔﻮز ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺤﺐ اﻟﺬي آﺎن ﻳﻜﻨﻪ ﻟﻬﺎ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻦ اﻻﺛﻨﺘﻴﻦ آﻠﺘﻴﻬﻤ ﺎ .وﺛﻤ ﺔ ﺣ ﺪﻳﺚ ﻀ ﺮّة ﺻ ﻐﻴﺮ ًة ﻣﺸﻬﻮر ﺗﺤﺎول ﻓﻴﻪ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻋﻠ ﻲ ﻋ ﺎدة اﻟﻀ ﺮاﺋﺮ) وﺑﺨﺎﺻ ﺔ إذا آﺎﻧ ﺖ اﻟ َ ﻣﺪﻟﻠﺔ آﻌﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ( أن ﺗﻐﺾ ﻣﻦ ﻗﺪر ﺿﺮﺗﻬﺎ اﻟﻤﺘﻮﻓﺎة وﺗﻨﺎل ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻟﻬ ﺎ ، ﻓﻴُﻘﺴﻢ ﻟﻬﺎ اﻟﺮﺳﻮل ﺣﺎﺳﻤﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻮارب ﺑﺄن اﷲ ﻟﻢ ﻳﺒﺪﻟﻪ ﺧﻴﺮا ﻣﻦ ﺧﺪﻳﺠﺔ ،ﺛﻢ ﻳﺄﺧﺬ ﻓ ﻲ ) (٢٦ﺑﻮآﻴﻪ .٢٦٦ / ) (٢٧ﻟﻮدي .١١٠ / ) (٢٨اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ .٤٧ / ) (٢٩رودﻧﺴﻮن ٥٠ /ـ .٦٧ ، ٥٤ ) (٣٠اﻧﻈﺮ هﺒﻲ .٨٠ / ) (٣١اﻧﻈﺮ ﺟﻴﻮم .٢٧ /
ﺗﻌﺪﻳ ﺪ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬ ـﺎ اﻟﺘ ـﻲ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴ ـﻊ واﺣ ـﺪة ﻣ ﻦ ﺑﻨ ﺎت ﺣ ﻮاء أن ﺗﻨﺎﻓﺴﻬ ـﺎ ﻓﻴﻬ ـﺎ ). (٣٢ ﻚ ﺑﻬﺎ زوﺟَﻬﺎ اﻟﻌ ﺎص ﺑ ﻦ وﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻗﺼﺔ اﻟﻘﻼدة اﻟﺘﻲ أرﺳﻠﺘﻬﺎ زﻳﻨﺐ ﺑﻨﺖ اﻟﺮﺳﻮل ﻟ َﺘ ْﻔ َﺘ ﱠ اﻟﺮﺑﻴﻊ ،اﻟﺬي وﻗﻊ أﺳﻴﺮا ﻓ ﻲ أﻳ ﺪي اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ،وآﺎﻧ ﺖ ﺧﺪﻳﺠ ﺔ ﻗ ﺪ أه ﺪت ﺗﻠ ﻚ اﻟﻘ ﻼدة ﻻﺑﻨﺘﻬﺎ ﻋﻨﺪ زواﺟﻬﺎ .ﻟﻘﺪ ﺧﻔﻖ ﻗﻠﺐ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻘﻮة ﻋﻨﺪﻣﺎ وﻗﻌﺖ ﻋﻴﻨﻪ ﻋﻠﻲ هﺬﻩ اﻟﻘﻼدة ﻟﻤ ﺎ أﺛﺎرﺗﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﻄﺎهﺮة اﻟﻮﻓﻴ ﺔ ﻣ ﻦ ذآﺮﻳ ﺎت اﻟﺤ ﺐ واﻟﺤﻨ ﺎن اﻟﻠ ﺬﻳﻦ أﻏ ﺪﻗﺘﻬﻤﺎ ﺧﺪﻳﺠ ﺔ ﻋﻠﻴﻪ إﻏﺪاﻗﺎ ) . (٣٣إن أﻗﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻮﺻﻒ ﺑﻪ آﻼم ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻋ ﻦ ﻣﺤﻤ ﺪ ن ﻷﻗ ﺪس اﻟﻌﻮاﻃ ﻒ اﻹﻧﺴ ﺎﻧﻴﺔ وأﻃﻬﺮه ﺎ .وﻟ ﻴﺲ ﻣ ﻦ وﺧﺪﻳﺠ ﺔ أﻧ ﻪ ﻗﻠ ﺔ ذوق واﻣﺘﻬ ﺎ ٌ اﻟﻤﻘﺒﻮل أﺑﺪا أن ﻳﺘﺪﻧﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ أﺣﻘﺎدهﻢ ﻋﻠﻲ ﻋﻈﻤﺎء اﻟﺒﺸ ﺮﻳﺔ إﻟ ﻲ ه ﺬا اﻟ ﺪرك ﺐ أن ﻣﺤﻤ ﺪا آ ﺎن ﻲ ﻋﻨﻖ اﻟﺘﺎرﻳﺦ وﺗﺤﺮﻳ ﻒ وﻗﺎﺋﻌ ﻪ ﻋ ﻦ ﻣﻮاﺿ ﻌﻬﺎ َ .و َه ْ اﻷﺳﻔﻞ ﻣﻦ ﻟ ّ ﻳﻨﻔﺮ ﻣﻦ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻓِﻠ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﺘﺰوج ﻋﻠﻴﻬﺎ ؟ َو َه ْﺒ ُﻪ آﺎن ﻳﺨﺸ ﺎهﺎ ﻟﻤﺎﻟﻬ ﺎ وﺷ ﺮﻓﻬﺎ ﻓ ﻲ ﻗﻮﻣﻬ ﺎ ، أﻓﻜ ﺎن ﻋ ﺎﺟﺰا أن ُﻳ ْﺮوِي ﻏﻠ ﺔ ﻇﻤﺌ ﻪ إﻟ ﻲ ﻣﻔ ﺎﺗﻦ اﻟﺠ ﻨﺲ ﻋﻨ ﺪ ﺑﻐﺎﻳ ﺎ ﻣﻜ ﺔ ؟ إﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﺤﻞّ ﻟﻪ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن ﺷﺮﻋﺔ اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ آﺎﻧﺖ ﺗﺒﺎرك اﻟﺒﻐﺎء . ﻲ ُﻳ ِ ﺣٍ ﻟﻴﺤﺘﺎج ﺁﻧﺌﺬ إﻟﻲ اﺧﺘﺮاع َو ْ إن ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻳﺰﻋﻤﻮن أن آﻼﻣﻪ ﻋﻦ اﻟﺤﻮر اﻟﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﻧﺼﻮص اﻟﻮﺣﻲ اﻟﻤﻜﻲ راﺟﻊ إﻟﻲ هﺬا اﻟﺤﺮﻣﺎن ،وأﻧﻪ ﺑﻌﺪ اﻟﻬﺠﺮة وإرواﺋﻪ ﻇﻤﺄﻩ ﺑﺎﻟﺰواج ﺑﺄآﺜﺮ ﻣﻦ واﺣﺪة ﻗ ﺪ ﻒ ﻋﻦ ذآﺮهــﻦ). (٣٤واﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮن هﺬا ﻳﻐﻔﻠﻮن ﻋﻦ أن أوﺻﺎف اﻟﺤ ﻮر اﻟﻌ ﻴﻦ آﻤ ﺎ آ ّ ﺟﺎءت ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن واﻟﺤﺪﻳﺚ ﻻ ﺗﺴﺘﺜﻴﺮ اﻟﺸﻬﻮات ،ﻓﻬﻲ أوﺻﺎف ﻗﻠﻴﻠﺔ وﻋﺎﻣ ﺔ .آﻤ ﺎ أن ﻄﺮْف وأﻧﻬﻦ ﻣﻘﺼﻮرات ﻓﻲ اﻟﺨﻴﺎم) . (٣٥أﻣﺎ ﺗﻔﺴ ﻴﺮ اﻟﻘﺮﺁن ﻳﺼﻔﻬﻦ ﺑﺄﻧﻬﻦ ﻗﺎﺻﺮات اﻟ ﱠ ﻧﺒﻮﺗﻪ ﺑﺄﻧﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﺗﻨﻔﻴﺴﺎ ﻋ ﻦ ﺣﻘ ﺪﻩ ﻋﻠ ﻲ أﻏﻨﻴ ﺎء ﻗﻮﻣ ﻪ ﻓﻬ ﻮ ﻳﺘﻄﻠ ﺐ ﻣﻨ ﺎ أن ﻧﻠ ﻮي ﻋﻨ ﻖ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻣﺮة أﺧﺮي آﻲ ﻧﻨﺴﻲ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻃﺎﻟﺐ ﻣﺎل ﺑﻞ آﺎن ﻓﻴ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﺰاه ﺪﻳﻦ .وﺣﺘ ﻲ ﻟ ﻮ اﻓﺘﺮﺿ ﻨﺎ أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳﺴ ﻌﻲ وراء اﻟﺜ ﺮاء ﻓﻬ ﻞ ﻳﺠ ﺐ ﻋﻠﻴﻨ ﺎ أن ﻧﻔﺘﺮض أﻳﻀًﺎ أن ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻦ أﺛﺮﻳﺎء ﻗﻮﻣﻬ ﺎ وأﻧﻬ ﺎ ﻗ ﺪ وﺿ ﻌﺖ ﺛﺮوﺗﻬ ﺎ وﺣﻴﺎﺗﻬ ﺎ آﻠﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪي زوﺟﻬﺎ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ أﻏﻨﻴﺎء ﻣﻜ ﺔ ؟ إن ﺷ ﻬﺎدة إرﻓ ﻨﺞ هﻨ ﺎ ﺗﻜﻔ ﻲ). (٣٦ أﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﺰﻋﻤﻪ آﺎﻳﺘﺎﻧﻲ ﻣﻦ أن ﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن ﻋﻦ ﻓﻘﺮﻩ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻲ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻲ أﺳﺮة ﺷﺮﻳﻔﺔ ﻓﻬﻮ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻓﺎﺗﻪ ﺣﻘﺎﺋﻖ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ﻳﺠ ﺎﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄ ﻖ وواﻗـﻊ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻨ ﺎ ،إذ ﻣ ﻦ ﻗ ﺎل إن اﻷﺳ ﺮ اﻟﻌﺮﻳﻘ ﺔ ﻻ ﺑ ﺪ أن ﺗﻈ ﻞ ﻃ ﻮل ﻋﻤﺮه ﺎ ﺤ َﺪﺛﻮ ﻧﻌﻤﺔ « .إن ﻏﻨﻴﺔ ﺟﻴﻼ ﺑﻌﺪ ﺟﻴﻞ ؟ ﺛﻢ ﻣﺎ أآﺜﺮ اﻷﺛﺮﻳﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻳ ُﻮﺳَﻤـﻮن ﺑﺄﻧﻬﻢ » ُﻣ ْ ادﻋﺎء رودﻧﺴﻮن ﺑﺄﻧﻪ آﺎن ﻳﺮﻳﺪ اﻻﻧﺘﻘ ﺎم ﻣ ﻦ اﻷﻏﻨﻴ ـﺎء ﻟﻬ ﻮ ادّﻋ ﺎء ﺑﺎﻃ ـﻞ ،ﻓﻬ ـﻮ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم ﺣﻴﻦ داﻧﺖ ﻟﻪ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﺰع ﻣﻦ اﻷﻏﻨﻴﺎء أﻣﻮاﻟﻬﻢ وﻟﻢ ﻳﺤﺎول أن ﻳﺬﻟّﻬﻢ آﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺻﻐﺎر اﻟﻨﻔﻮس اﻷذﻻء اﻟﺬﻳﻦ ا ْﺑ ُﺘﻠُﻮا ﺑ ُﻌﻘَﺪ اﻟﻨﻘﺺ وﻳﺮﻳ ﺪون أن ﻳ ﺪاروهﺎ وراء اﻟ ﺪﻋﻮات اﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ،وﻟﻜﻨﻪ ﺳﺎوي ﻓ ﻲ ﺣﺒ ﻪ وﺻ ﺪاﻗﺘﻪ ودﻋﻮﺗ ﻪ اﻟﺘ ﻲ ﻧﺰﻟ ﺖ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻤﺎء ﺑ ﻴﻦ اﻟﻐﻨﻲ واﻟﻔﻘﻴﺮ ﻣﺎ دام آﻼهﻤﺎ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﻳﺨﺎف رﺑﻪ وﻳﻨﺼﺮ دﻳﻨﻪ وﻳﻀ ﺤﻲ ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﻴﻠﻪ). (٣٧ ) (٣٢اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ ﻣﺴﻠﻢ ٣٦٩ / ٢ /ـ .٢٧١ ) (٣٣اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم ٢١٣ / ٢ /ـ .٢١٥ ) (٣٤اﻧﻈﺮ ﻟﻮدي ١١٧ ، ١١٤ /ـ .١١٨ ) (٣٥اﻟﺮﺣﻤﻦ .٧٤ ، ٥٦ / ) (٣٦إرﭬﻨﺞ .٢٩ / ) (٣٧اﻧﻈﺮ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄﺔ إرﭬﻨﺞ .١٩٣ /
وآﻤ ﺎ ﻟ ﻮ آ ﺎن إرﻓ ﻨﺞ ﻳ ﺮد ﻋﻠ ﻲ ه ﺬا اﻻدﻋ ﺎء ﻧ ﺮاﻩ ﻳﻘ ﻮل ﻋ ﻦ اﻟﺮﺳ ﻮل » :إن زواﺟ ﻪ ﺑﺨﺪﻳﺠﺔ ﻗﺪ ﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﻋﺪاد اﻷﺛﺮﻳﺎء ،آﻤﺎ أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻲ ﻧﺰول اﻟﻮﺣﻲ ﻟﻢ ُﻳ ْﺒ ِﺪ أﻳﺔ رﻏﺒﺔ ﻓﻲ زﻳﺎدة ﺛﺮوﺗﻪ .ﺛﻢ أي ﺷﺮف آﺎن ﻳﺴ ﻌﻲ وراءﻩ ؟ ﻟﻘ ﺪ آ ﺎن ﻣﻘﺎﻣ ﻪ ﺑ ﻴﻦ ﻗﻮﻣﻪ رﻓﻴﻌﺎ ﻟﺮﺟﺎﺣ ﺔ ﻋﻘﻠ ﻪ وﻃﻬ ﺎرة ذﻣﺘ ﻪ .إﻧ ﻪ ﻣ ﻦ ﻗﺒﻴﻠ ﺔ ﻗ ﺮﻳﺶ اﻟﺸ ﻬﻴﺮة ،اﻟﺘ ﻲ آ ﺎن ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻲ أآﺮم ﻓﺮع ﻓﻴﻬ ﺎ ،آﻤ ﺎ أن ﺳ ﺪاﻧﺔ اﻟﻜﻌﺒ ﺔ واﻟﺰﻋﺎﻣ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺔ آﺎﻧﺘ ﺎ ﻓ ﻲ أﻳ ﺪي أﺳﺮﺗﻪ« ) . (٣٨آﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻨﺒﻲ ﻗﺪ زوج ﺑﻨﺎﺗﻪ ﻟﺮﺟﺎل ذوي ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻣﻠﺤﻮﻇﺔ ﻓﻲ ﻗ ﻮﻣﻬﻢ ، ﺐ أﺑ ﻮ اﻟﻌ ﺎص اﺑ ﻦ اﻟﺮﺑﻴ ﻊ ،وآ ﺎن ﺷ ﺎﺑﺎ ﻏﻨﻴ ﺎ ﺷ ﺮﻳﻔﺎ ،وﺗ ﺰوج رﻗﻴ َﺔ وأ ﱠم إذ ﺗﺰوج َز ْﻳ َﻨ َ آﻠﺜﻮم اﺑﻨﺎ ﻋﻤﻪ أﺑﻲ ﻟﻬﺐ ،اﻟﺬي آﺎن ﻣﻦ أﻏﻨﻴ ﺎء ﻗﻮﻣ ﻪ وذوي اﻟﻤﻨﺰﻟ ﺔ ﻓ ﻴﻬﻢ ،وإن آﺎﻧ ﺎ ﻃﻠﻘﺎهﻤﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺒﻌﺜﺔ ﻓﺘﺰوﺟﻬﻤﺎ ﻋﺜﻤ ﺎن اﻟﻐﻨ ﻲ اﻟﻨﺒﻴ ﻞ واﺣ ﺪة ﺑﻌ ﺪ اﻷﺧ ﺮي ،وه ﻮ ﻣﺎﻳ ﺪل ﻋﻠ ﻲ ﺷ ﺮﻓﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ـﻼم وﻋﻠ ـﻮ ﻗ ـﺪرﻩ ﺑ ـﻴﻦ ﻗﻮﻣ ﻪ وأﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﻌ ﺎﻧﻲ ﻣ ﻦ إﺣﺴ ﺎس ﺑﺎﻟﻨﻘﺺ ﺗﺠﺎﻩ اﻷﻏﻨﻴﺎء أو اﻷﻗﻮﻳﺎء) . (٣٩آﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﺬﻳﻦ َﻳ ْﻌﺰُون ﻧﺒﻮﺗﻪ إﻟ ﻲ ﺗ ﺄﺛﻴﺮ ﻣ ﻮت ذرﻳﺘﻪ ﻣﻦ اﻟ ﺬآﻮر) وﻟ ﺪا أو اﺛﻨ ﻴﻦ أو ﺛﻼﺛ ﺔ ﺣﺴ ﺐ اﺧ ﺘﻼف اﻟﺮواﻳ ﺎت( ﻳﺨﻄﺌ ﻮن ﺧﻄ ﺄ ﻓﺎﺣﺸﺎ ،ﻓﺈن رﺳﻮل اﷲ ﻟﻢ ﺗﺒﺪر ﻣﻨﻪ آﻠﻤﺔ واﺣﺪة ﺗﺸﻲ ﺑﻀﻴﻘﻪ ﻣ ﻦ ذرﻳﺘ ﻪ اﻹﻧ ﺎث ،ﺑ ﻞ آﺎن ﻳﺤﺐ ﺑﻨﺎﺗﻪ أﺷﺪ اﻟﺤﺐ ،وﻳﺤﺐ آﺬﻟﻚ أوﻻدهﻦ وﺑﻨﺎﺗﻬﻦ ،ﻻ ﻓﺮق ﺑﻴﻦ وﻟ ٍﺪ آﺎﻟﺤﺴﻦ ﺖ آﺄﻣﺎﻣﺔ ﺑﻨﺖ زﻳﻨﺐ .آﻤﺎ ﺣﻤﻞ اﻟﻮﺣﻲ ﺣﻤﻠﺔ ﺷ ﻌﻮاء ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﻦ ﻳﺌ ﺪون واﻟﺤﺴﻴﻦ ،وﺑﻨ ٍ ﺑﻨﺎﺗﻬﻢ وﺳﻔّﻪ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ وﺗﻮﻋﺪهﻢ ﺑﻌﺬاب ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ أﻟﻴﻢ .وأﺷ ﺪ ﻣ ﻦ ه ﺆﻻء اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ ﻋ ِﻘ ِﺒ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟ ﺬآﻮر ﺳ ﺎﺑﻘﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻟ ﻮﺣﻲ ﺧﻄ ﺄ أوﻟﺌ ﻚ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺠﻌﻠ ﻮن ﺗﻬﻜ ﻢ ﻗ ﺮﻳﺶ ﺑﻤ ﻮت َ وﺳﺒﺒﺎ ﻣﻦ أﺳﺒﺎب ﺗﻮهﻤﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم أﻧ ﻪ رﺳ ﻮل ُﻳ ﻮﺣَﻲ إﻟﻴ ﻪ ،ﻓ ﺈن ﺳ ﻮرة» اﻟﻜ ﻮﺛﺮ « ﻟﻴﺴﺖ أول ﻣﺎ ﻧﺰل ﻣﻦ اﻟﻮﺣﻲ ﺑﻞ ﺳﺒﻘﺘﻬﺎ ﻧﺼﻮص ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ ﻣﺘﻌﺪدة ،وﻣﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أن هﺬا اﻟﺘﻬﻜﻢ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث إﻻ ﺑﻌﺪ اﻟﻨﺒﻮة .وهﺬا ﻣﻨﻄﻘﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻷﻧﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ آ ﺎﻧﻮا ﻳﺤﺘﺮﻣﻮﻧ ﻪ وﻳﻮدﱡوﻧﻪ ،وﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ أﻧﻬﻢ ﺁ َذوْﻩ ﺁﻧﺬاك ﺑﺸﻲء .إﻧﻤﺎ اﺑﺘﺪأ اﻹﻳﺬاء ﺑﻌﺪ ﻣﺠﻴﺌ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺑﺪﻳﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺴﻔّﻪ ﻋﻘﺎﺋﺪهﻢ وﺁﻟﻬﺘﻬﻢ وﻧﻈﺎﻣﻬﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وأﺣ ﻼم أﺳ ﻼﻓﻬﻢ .وآ ﺬﻟﻚ ﻏﻴ ﺮ ﺻﺤﻴﺢ أن اﻟﺮﺳﻮل ﻗﺪ ﻋﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﺴﻮة ﺑﻌﺪ ﻣﻮت أﺑﻮﻳﻪ ،ﻓﻘﺪ آﺎن ﻟﻪ ﻣﻦ ﺣﻨﺎن ﺟﺪﻩ ﺛﻢ ﻋﻤ ﻪ رﻏ ﻢ ﻓﻘ ﺮﻩ ﻣ ﺎ ﻋﻮّﺿ ﻪ ﻋ ﻦ ﺷ ﻲء ﻏﻴ ﺮ ﻗﻠﻴ ﻞ ﻣﻤ ﺎ ﻓﻘ ﺪﻩ ﻣ ﻦ ﻋﻄ ﻒ اﻷب واﻷم . واﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻲ ذﻟﻚ أﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﺴﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ،ﻋﻠ ﻲ رﻏ ـﻢ ﺻ ﺮاﺣﺘﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻋ ﻦ ﻣﺎﺿ ﻴﻪ ورﻋﻴ ﻪ اﻟﻐ ﻨﻢ وﻣ ﺎ إﻟ ﻲ ذﻟ ﻚ ،آﻠﻤ ﺔ واﺣ ﺪة ﻋ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻘﺴ ﻮة اﻟﻤﺪﱠﻋﺎة ،ﺑﻞ ﻟﻢ ﻧﺴﻤﻌـﻪ ﻗﻂ ﻳ ﺬآﺮ ه ﺬا اﻟﻤﺎﺿ ﻲ ﺑﺸ ﻲء ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺮارة .واﻟﻘ ـﺮﺁن ﻧﻔﺴ ـﻪ َﻳ ُﻤﻦّ ﻋﻠﻴـﻪ ﺑﺄن اﻟﻠـﻪ ﻗـﺪ ﺁواﻩ ﻓﻲ ﻳﺘﻤ ﻪ) اﻟﻀ ﺤﻲ . (٦/وﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ ﻟﻤ ﻦ ﻳﻔﻬ ﻢ اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ أن ﻦ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﻗﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻳﺘﻤﻪ آﺜﻴﺮا .وﻳﺒﻘﻲ ﻣﻦ َﻳ ْﻌﺰُو رؤﻳﺘﻪ ﻟﺠﺒﺮﻳﻞ ﻳﻔﺴﺮ هﺬا اﻹﻳﻮاء واﻟﻤ ﱠ ﻓﻲ اﻟﻐﺎر إﻟﻲ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻌﺰﻟﺔ واﻟﺨﻮف ﻣ ﻦ اﻟﻌﻔﺎرﻳ ﺖ .وه ﻮ ﺗﻔﺴ ﻴﺮ ﻣﻀ ﺤﻚ ﻻ رأس ﻟ ﻪ ﺲ ﻟﻬﺎ ﻓ ﻲ ﻗﻠﺒ ﻪ آ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺮهﺒ ﺔ ، وﻻ ذﻳﻞ ،إذ ﻟﻮ آﺎن اﻟﺮﺳﻮل ﻳﺨﺎف ﻣﻦ اﻟﻌﺰﻟﺔ وﻳﺤ ّ ت ﻋﺪ ٍد آﻞ ﻋﺎم ؟ ﺛﻢ ﻟﻮ اﻓﺘـﺮﺿﻨﺎ أﻧﻪ أﺧﻄـﺄ ﻲ ذا َ ﻓﻤﺎ اﻟﺬي آﺎن ﻳﻀﻄﺮﻩ إﻟﻲ َﺗ َﻮﺧّﻴﻬﺎ ﻟﻴﺎﻟ َ ﺣ ﺪَا ﺑ ﻪ إﻟ ﻲ اﻟﺮﺟ ﻮع إﻟﻴ ﻪ ﻓـﻲ اﻟﺒﺪاﻳـﺔ ﺑﺎﻟﻠﺠـﻮء إﻟﻲ اﻟﻐـﺎر واﻻﻋﺘ ﺰال ﻓﻴ ﻪ ،ﻓﻤ ﺎ اﻟ ﺬي َ
) (٣٨اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ .١٩٥ / ) (٣٩اﻧﻈﺮ ﻣﺮﺟﻠﻴﻮث .٤٥ /
ﻣ ـﺮة ﺑﻌ ـﺪ ﻣ ﺮة ﺑﻌ ـﺪ أن وﻗ ﻊ اﻟﻤﺤ ـﺬور وﻇﻬ ـﺮت ﻟ ﻪ اﻟﻌﻔ ـﺎرﻳﺖ؟) (٤٠أم آﻴ ـﻒ ﻧﻔﺴ ﺮ اﺳﺘﻤﺮار ﻇﻬﻮر اﻟﻮﺣﻲ ﻟﻪ ﻋﻠﻲ ﻣﺪي ﺛﻼﺛﺔ وﻋﺸﺮﻳـﻦ ﻋﺎﻣﺎ ،وهـﻮ ﻓﻲ ﻣﻌﻈـﻢ اﻷﺣﻴـﺎن ﺑﻴﻦ أﺗﺒـﺎﻋﻪ وﻓﻲ ﻋﺰ اﻟﻨﻬﺎر ،ﻓﻼ ﻋﺰﻟﺔ وﻻ ﺧـﻮف ﻣ ﻦ ﻋﻔﺎرﻳ ﺖ وﻻ إره ﺎق ﻣ ﻦ ﺳ ﻬﺮ اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ؟ وﺑﺎﻟﻤﺜ ﻞ ﻓ ﺈن ﺗﻔﺴ ﻴﺮ اﻟ ﻮﺣﻲ ﺑﺄﻧ ﻪ ﻋﺒ ﺎرة ﻋ ﻦ ﻃﻔ ﻮ أﻓﻜ ﺎرﻩ اﻟﺘ ﻲ اﺳ ﺘﻘﺎهﺎ ﻣ ﻦ ﻣﺼ ﺎدر ﺧ ُﺘﺰِﻧﺖ ﻓﻲ هﺎﻣﺶ اﻟﺸ ﻌﻮر ) (Subconsciousه ﻮ ﺗﻔﺴ ﻴﺮ ﻏﻴ ﺮ ﻣﻘﺒ ﻮل ، ﺧﺎرﺟﻴﺔ وا ْ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﻮل ﻟﻨﺎ ﻣﺎ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ أﻓﻜﺎر ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ هﺎﻣﺶ اﻟﺸﻌﻮر وﺑ ﻴﻦ ﺗﺨﻴ ﻞ ﺻ ﺎﺣﺐ هﺬﻩ اﻷﻓﻜﺎر أﻧﻪ ﻳﺮي َﻣَﻠﻜًﺎ وﻳﺴﻤﻊ وﺣﻴﺎ .إﻧﻨ ﺎ ﺟﻤﻴﻌ ﺎ ﻧﺨﺘ ﺰن أﻓﻜ ﺎرا ﻻ ﺣﺼ ﺮ ﻟﻬ ﺎ ﻓ ﻲ هﺎﻣﺶ ﺷﻌﻮرﻧﺎ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﺤ ﻮل ﻓ ﻲ أﺑﺼ ﺎرﻧﺎ إﻟ ﻲ ﻣﻼﺋﻜ ﺔ ﺳ ﻤﺎوﻳﺔ وﻻ ﻓ ﻲ ﺁذاﻧﻨﺎ إﻟﻲ أﺻ ﻮات ﻋﻠﻮﻳ ﺔ ،ﻓﻀ ﻼ ﻋ ﻦ اﻷﻋ ﺮاض اﻟﺘ ﻲ ﺗﺼ ﺎﺣﺐ ه ﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴ ﺔ واﻟﺘ ﻲ ﺳﻨﺘﻌﺮض ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﻟﻲ).(٤١ ﺐ أن اﻟﺮﺳﻮل آﺎن ﻓﻌﻼ آﻤﺎ زﻋﻢ هﺆﻻء اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن ،ﻓﻬﻞ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺰم ﻋﻦ و َه ْ ذﻟﻚ هﻲ أن ﻳﺘﻮهﻢ أن اﻟﻮﺣﻲ ﻗﺪ ﻧﺰل ﻋﻠﻴﻪ وأﻧ ﻪ أﺻ ﺒﺢ ﻧﺒﻴ ﺎ ؟ أﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﻮﺟ ﺪ ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺔ وﻓﻲ اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺌﺎت ﻋﻠﻲ اﻷﻗﻞ ﻣﻤﻦ ﻳﺸﺎﺑﻬﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﻳﺘﻤﻪ وﻓﻲ ﻓﻘﺪﻩ أوﻻدﻩ وآﺒ ﺮ ﺳﻦ زوﺟﺘﻪ ...إﻟﺦ؟ ﻓِﻠ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﺘﻮهﻢ هﺆﻻء أن اﻟﻮﺣﻲ ﻳﺘﻨ ﺰل ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ؟ ﻗ ﺪ ﻳﻘ ﺎل » :وﻟﻜ ﻦ ﻋﻮُا اﻟﻨﺒﻮة « .ﻟﻜﻦ ﺑﻐ ﺾ اﻟﻨﻈ ﺮ ﻋ ﻦ ﻃَﻠﻴْﺤﺔ وﺳﺠﺎح واﻷﺳﻮد اﻟﻌﻨﺴﻲ ﻗﺪ ا ّد َ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ و ُ أن ﻇﺮوف آﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﻇﺮوف اﻟﺮﺳﻮل ﻓﺈن اﻟﺮد ﻋﻠﻲ ذﻟﻚ ﺳﻬﻞ ،ﻓﻘ ﺪ ﺛﺒ ﺖ ﻻ ﺛﻢ ادﻋﻮا اﻟﻨﺒﻮة ،وإ ّﻣ ﺎ ﻗ ﺪ رﺟﻌ ﻮا ﻋ ﻦ آﺬب هﺆﻻء ﺟﻤﻴﻌﺎ ،إذ إﻧﻬﻢ إﻣّﺎ ﻗﺪ أﺳﻠﻤﻮا أ ﱠو ً ادﻋﺎﺋﻬﻢ اﻟﻨﺒﻮة ودﺧﻠﻮا ﻓﻲ اﻹﺳ ﻼم ،وإﻣ ﺎ أﺳ ﻠﻤﻮا أوﱠﻻ ﺛ ﻢ ﻋ ﺎدوا إﻟ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ﺑﻌ ﺪ أن ارﺗﺪوا وﺗﻨﺒﺄوا .وﻓﻮق ذﻟﻚ ﻓﺈن أﺧﻼﻗﻬﻢ وﻣﺒﺎدﺋﻬﻢ اﻟﺘﻲ دﻋ ﻮا إﻟﻴﻬ ﺎ ﺗﺸ ﻴﺮ أﺟﻠ ﻲ إﺷ ﺎرة إﻟﻲ أﻧﻬﻢ آﺎﻧﻮا َآ َﺬ َﺑ ًﺔ َأﺷِﺮﻳﻦ .ﻟﻴﺲ هﺬا ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ إﻧﻨﺎ أﻳﻀﺎ ﻧﻔﺘﻘﺪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺘﻬﻢ اﻟﻤﻘﻴﺎس اﻟﺨ ﺎرﺟﻲ اﻟﻤﺘ ﻮﻓﺮ ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم آﻤ ﺎ ﺳ ﻴﺄﺗﻲ ذآ ﺮﻩ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻔﺼﻞ وآﻤﺎ ﺳﻮف ﻧﻨﺎﻗﺸﻪ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﻟﻲ. وإذا آﻨﺎ ﻗﺪ رأﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل وﻗﺎﺋﻊ ﺣﻴ ﺎة اﻟﺮﺳ ﻮل ﻗﺒ ﻞ اﻟﺒﻌﺜ ﺔ وﺳ ﻤﺎت ﺷﺨﺼ ﻴﺘﻪ أن ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴ ﺘﺤﻴﻞ أن ﻳﻜ ﻮن اﻟﺴ ﺒﺐ اﻟﻼﺷ ﻌﻮري ﻟﺘﻮهﻤ ﻪ) ﻋﻠ ﻲ ﺣﺴ ﺐ ادﻋ ﺎء أﻋﺪاﺋ ﻪ( ﻧ ﺰول اﻟﻮﺣﻲ ﻋﻠﻴﻪ وأﻧﻪ أﺻﺒﺢ ﻧﺒﻴﺎ هﻮ رﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ اﺣﺘﻴﺎز اﻟﺜ ﺮوات أو اﻟﺴ ﻌﻲ وراء اﻟﺴ ﻠﻄﺎن ﻟﺘﺄآﻴ ﺪ ذاﺗ ﻪ ﺑ ﻴﻦ ﻗﻮﻣ ﻪ ،اﻟ ﺬﻳﻦ آ ﺎﻧﻮا ﻳﺤﺘﻘﺮوﻧ ﻪ وﻳﺘﻬﻜﻤ ﻮن ﺑ ﻪ ﻋﻠ ﻲ زﻋ ﻢ ﻧﻔ ﺮ ﻣ ﻦ
) (٤٠اﻧﻈ ﺮ اﻟﺒﺨ ﺎري ، ٢٠٨ / ٤ /ﺣﻴ ﺚ ﻳﻘ ﻮل إﻧ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺣ ﻴﻦ ﻓﺘ ﺮ ﻋﻨ ﻪ اﻟ ﻮﺣﻲ آ ﺎن ﻳ ﺄﺗﻲ ﺷﻮاهﻖ اﻟﺠﺒﺎل ﻳﻬ ّﻢ ﺑﺄن ﻳﻠﻘﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻓﻜﺎن ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻳﺘﺮاءي ﻟﻪ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض ﻗﺎﺋﻼ :أﻧﺖ رﺳﻮل اﷲ ،وأﻧﺎ ﺟﺒﺮﻳﻞ. ) (٤١اﻧﻈﺮ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ " Shorter Encyclopaedia of Islam " /ﻣﺎدة " Muhammad ".وإذا آ ﺎن آﺎﺗ ﺐ ه ﺬﻩ اﻟﻤ ﺎدة ﻳﺴ ﺘﺨﺪم ﻣﺼ ﻄﻠﺢ " "Subconsciousهﻨ ﺎ ﺑﻤﻌﻨﻲ اﻟـ" " Unconsciousﻓﻘﺪ ﺳﺒﻖ اﻟﺮد ﻋﻠﻲ ذﻟﻚ ﻣﻔﺼﻼ .
اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ) ، (٤٢ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺤﺐ أن ﻧﻨﻈﺮآﺬﻟﻚ ﻓﻲ وﻗﺎﺋﻊ ﺣﻴﺎﺗﻪ وﺳﻤﺎت ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺑﻌﺪ أن اﻋ ُﺘﺮِف ﺑﻪ ﻧﺒﻴﺎ وأﺻﺒﺢ إﻟﻲ ﺟﺎﻧﺐ ذﻟﻚ زﻋﻴﻤﺎ ﻟﺪوﻟﺔ أﺧﺬ ﻧﻔﻮذهﺎ ﻳﻤﺘﺪ ﺣﺜﻴﺜـﺎ ﺣﺘﻲ ﺷﻤﻞ اﻟﺠﺰﻳ ﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ آﻠﻬ ﺎ ﻋﺸ ﻴﺔ وﻓﺎﺗ ﻪ ﺻ ﻠﻮات اﷲ وﺳ ﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ ،ﻟﻨ ﺮي إﻟ ﻲ أي ﻣ ﺪي ﺗﺼﺪّق هﺬﻩ اﻟﺴﻤﺎت وﺗﻠﻚ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ أو ﺗﻜﺬّب ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻴﻪ هﺆﻻء اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن. وﻟﻨﺒ ﺪأ أوﻻ ﺑﻤﻮﻗﻔ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺎل .وﻣﻌ ﺮوف أن اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم آ ﺎن ﻳﺤﺼ ﻞ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺨﻤﺲ ﻣﻤﺎ ﻳﺤﺮزﻩ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻓﻲ ﻏﺰواﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﻏﻨﺎﺋﻢ .وﺑﺮﻏﻢ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻏﻨﻴﺎ ﻓﻲ ﻳﻮم ﻣﻦ اﻷﻳ ﺎم ،وﺗﻔﺴ ﻴﺮ ذﻟ ﻚ ﻳﺴ ﻴﺮ ﺟ ّﺪ ﻳﺴ ﻴﺮ ،وﻗ ﺪ ﺷ ﺮﺣﻪ ﺻ ﻠﻮات اﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ :إﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣ ﺎل اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ إﻻ اﻟﺨﻤ ﺲ ،واﻟﺨﻤ ﺲ ﻣ ﺮدود ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ): (٤٣ ﻳﻨﻔﻖ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻲ ﺗﺠﻬﻴﺰ اﻟﻐﺰوات وﻋﻠﻲ اﺳﺘﻀﺎﻓﺔ اﻟﻮﻓﻮد ) (٤٤وﻋﻠﻲ اﻟﻤﺤ ـﺘﺎﺟﻴﻦ اﻟ ـﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺠ ـﺪون ﺷﻴﺌ ـﺎ ) (٤٥وﻋﻠ ﻲ إﻋﺘ ﺎق اﻷرﻗ ﺎء)ﺑﺸ ﺮاﺋﻬﻢ واﻓﺘﻜ ﺎك رﻗ ﺎﺑﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻗﻴ ﻮد اﻟﻌﺒﻮدﻳﺔ( ) (٤٦وﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎهﻤﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺤﺞ ﻟﻤﻦ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻩ ﻣ ﺎل ) (٤٧ودﻓ ﻊ اﻟﻜﻔ ﺎرة ﻋﻤﻦ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ) . (٤٨ﻓﺈذا ﺟﺎءﻩ إﻧﺴﺎن ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻴﻪ اﺳﺘﻨﻈﺮﻩ ﺣﺘﻲ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺷﻲء ﻓﻴﻌﻄﻴﻪ ﻣﻨﻪ ) . (٤٩ﻟﻘﺪ آﺎن ﻋﻄﺎؤﻩ آﺜﻴﺮا ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ وﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ اﻹﺳﻼم ) ، (٥٠وﻣ ﻊ ذﻟﻚ آﺎن ﻳﺤﺪث أن ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺿﻴﻒ ﻓﻼ ﻳﺠﺪ ﻣﺎ ﻳﻀﻴﻔﻪ ﺑ ﻪ ) ، (٥١ﺑ ﻞ ﻟﻘ ﺪ آ ﺎن اﻟﺠ ﻮع ﻳﺒﻠ ﻎ ﻣﻨﻪ ﻣﺒﻠﻐًﺎ ﻳﺜﻴﺮ ﺷﻔﻘﺔ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ) . (٥٢وﻋﻠ ﻲ رﻏ ﻢ أﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﺤ ﺮم ﻧﻔﺴ ﻪ ﻣ ﻦ ﻃﻴﺒ ﺎت اﻟﻄﻌﺎم إذا ﺗﺎﺣﺖ ﻟﻪ ،ﻓ ﺈن ﻋﻴﺸ ﺘﻪ ﺑﻮﺟ ﻪ ﻋ ﺎم آﺎﻧ ﺖ ﻋﻴﺸ ﺔ ﻣﺘﻘﺸ ﻔﺔ ،آﻤ ﺎ آ ﺎن ﻓﺮاﺷ ﻪ
) (٤٢ﻟ ﻦ أﺗﺤ ﺪث ﻋ ﻦ اﺗﻬ ﺎم اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ ﻟﻠﺮﺳ ﻮل ﺑ ﺄن اﻟﺸ ﻬﻮة اﻟﺠﻨﺴ ﻴﺔ آﺎﻧ ﺖ أﺣ ﺪ اﻟﻌﻮاﻣ ﻞ وراء ﺗﻮهﻤﻪ اﻟﻨﺒﻮة ،ﻷﻧﻲ ﺳﺒﻖ أن ﻧﺎﻗﺸﺖ اﻟﻤﺰاﻋﻢ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،وإن ﺟﺎءت ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻲ ﻟﻬﺎ هﻨﺎك ﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﺸﺒﻬﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻬﻤﻪ ﺻﻠﻮات اﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻜﺬب اﻟﻌﻤﺪ ﻓ ﻲ ادﻋ ﺎء اﻟﻨﺒ ﻮة .وﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﺎرئ أن ﻳﺠﺮد ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﻦ إﻃﺎرهﺎ وﻳﻨﻘﻠﻬﺎ إﻟﻲ اﻹﻃﺎر اﻟﺬي ﻧﺘﺤ ﺮك ﻓ ﻲ داﺧﻠ ﻪ اﻵن ،وه ﻮ إﻃﺎر اﻟﺸﺒﻬﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﺷﺒﻬﺔ اﻟﺘﻮهﻢ واﻻﻧﺨﺪاع. ) (٤٣اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم ، ١٠١ / ٤ /واﻟﻤﻮﻃﺄ .١٤ / ٢ / ) (٤٤اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ اﺑﻦ هﺸﺎم .١٣٧ / ٤ / ) (٤٥اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٤ج / ٨ص .٧٣ ) (٤٦اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم .٢٠٣ / ١ / ) (٤٧اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٢ج / ٤ص .١٧٠ ﺟﺪ ) (٤٨اﻧﻈﺮ » اﻟﻤﻮﻃﺄ « ، ٢٧٨/ ١/و ، ٧٨ / ٢ﺣﻴﺚ ورد أن اﻟﻨﺒﻲ دﻓﻊ ﻣﺎﺋﺔ ﻧﺎﻗﺔ دﻳ ﺔ ﻣﺴ ﻠﻢ ُو ِ ﻗﺘﻴﻼ ﺑﻴﻦ ﻣﺴﺎآﻦ اﻟﻴﻬﻮد ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أن ﺗﻜﻮن هﻨﺎك ﺑﻴﻨﺔ ﺗﻘﻮد إﻟﻲ اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻓ َﻮدَاﻩ هﻮ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ ،اﻟﺬي هﻮ ﻣﺎل اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ،أو ﻣﺎل» اﻟﺨﺰاﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ «ﺑﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﺼﺮﻧﺎ اﻟﺤﺪﻳﺚ. ) (٤٩رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ .١٧٥ / ) (٥٠اﻧﻈﺮ » رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ « ١٥٣/ـ .١٧٨ ، ١٧٢ ، ١٥٤ ) (٥١اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ .١٨١ / ) (٥٢اﻟﺴﺎﺑﻖ .١٧١ /
ﺧﺸﻨﺎ ) . (٥٣آﺬﻟﻚ آﺎن ﺻﺪاﻗﻪ ﻟﺰوﺟﺎﺗﻪ ﻗﻠﻴﻼ ) ، (٥٤وآﺎن ﻻ ﻳﺘﺤﻠ ﻲ ﺑﺎﻟ ﺬهﺐ أو ﻳﻠ ﺒﺲ اﻟﺤﺮﻳﺮ أو اﻹﺳﺘﺒﺮق ).(٥٥ ﻓﻬﺬا هﻮ ﻣﻮردﻩ ﻣﻦ اﻟﻤﺎل ،وﺗﻠﻚ هﻲ ﺟﻬﺎت إﻧﻔﺎﻗﻪ .أﻣﺎ اﻟﺼﺪﻗــﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻤ ّﺪ ﻳ ﺪﻩ ﻗ ﻂ إﻟﻴﻬﺎ ،وأﻋﻠﻦ ﺑﻌﺒ ﺎرة ﻗﺎﻃﻌ ﺔ أﻧ ﻪ ﻻ ﻳﺤ ﻞ ﻟﺒﻨ ﻲ هﺎﺷ ﻢ ﻣﻨﻬ ﺎ ﺷ ﻲء ) . (٥٦ورأي اﻟﺤﺴ ﻦ ﻣﺮة وهﻮ ﻳﻤﺪ ﻳﺪﻩ ﻳﻠﺘﻘﻂ ﺗﻤﺮة ﻣﻦ ﺗﻤﺮ اﻟﺼ ﺪﻗﺔ ﻓﻨﻬ ﺎﻩ ﻗ ﺎﺋﻼ :آ ﺦ ! آ ﺦ! ) (٥٧ﻟ ﻴﺲ ذﻟ ﻚ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ إﻧﻪ ﺣﺮم ﻋﻠﻲ ﺑﻨﻲ هﺎﺷﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻲ اﻟﺼﺪﻗﺎت) ، (٥٨ﺑﻞ ﺣﺮم ذﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﻮﻻﻩ أﺑ ﻲ راﻓ ﻊ أﻳﻀ ﺎ ،ﻷن ﻣ ﻮﻟﻲ اﻟﻘ ﻮم ،آﻤ ﺎ ﻗ ﺎل ﺻ ﻠﻮات اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ ،واﺣ ﺪ ﻲ ﻗﻠﻴﻞ اﻟﻤ ﺎل ﺣﺘ ﻲ إﻧ ﻪ اﺷ ﺘﻐﻞ ذات ﻣ ﺮة ﺳ ﻘّﺎء ﻋﻨ ﺪ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻨ ﺎس ﻣﻨﻬﻢ) . (٥٩وآﺎن ﻋﻠ ﱞ ﻓ َﻤﺠِﻠ ﺖ ﻳ ﺪُﻩ ﻣ ﻦ ﺷ ّﺪ اﻟﺤﺒ ﻞ واﻟ ﺪﻟﻮ ،وﺑ ﺮﻏﻢ ذﻟ ﻚ ﻟ ﻢ ﻳﺤ ﺎول أن ﻳﺴ ﺘﻔﻴﺪ ﻣ ﻦ إﺻ ﻬﺎرﻩ ﻟﻠﺮﺳ ﻮل وﻻ ﺣ ﺎول اﻟﺮﺳ ﻮل أن ﻳﻌﻄﻴ ﻪ ﺷ ﻴﺌﺎ ﺑﺼ ﻔﺔ اﺳ ﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ). (٦٠وﻣﺸ ﻬﻮر ٌة ﺗﻠ ﻚ اﻟﺮواﻳ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺤﻜ ﻲ ﻟﻨ ﺎ ﻗ ﺪوم ﻓﺎﻃﻤ ﺔ ﻋﻠ ﻲ أﺑﻴﻬ ﺎ ﺣ ﻴﻦ ﻋﻠﻤ ﺖ ﺑﻮﺻ ﻮل ﺳ ﺒﻲ إﺣ ﺪي اﻟﻐﺰوات ﻟﻌﻞ أﺑﺎه ﺎ ﻳﻌﻄﻴﻬ ﺎ ﺧﺎد ًﻣ ﺎ ﻳﻌﻴﻨﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻣﺘﺎﻋ ﺐ أﺷ ﻐﺎل اﻟﻤﻨ ﺰل وآﻴ ﻒ ﻋ ﺎدت ﻦ ﺧ ﺎﻃ َﺮ اﺑﻨﺘ ـﻪ ﺑﺘﻮﺟﻴﻬﻬ ـﺎ إﻟ ﻲ اﻟﺤ ـﺮص ﻋﻠ ﻲ ﺟ َﺒ ﺮ اﻟﻮاﻟ ُﺪ اﻷﻣ ﻴ ُ ﺻ ﻔﺮة اﻟﻴ ﺪﻳﻦ ،وإن َ ﻣﺮﺿﺎة اﷲ وإﻻآﺜﺎر ﻣﻦ ذآ ﺮﻩ ،ﻷن ه ﺬا) آﻤ ﺎ ﺑ ﻴّﻦ ﻟﻬ ﺎ( أﻓﻀ ﻞ ﻣ ﻦ أن ﻳﻜ ﻮن ﻋﻨ ﺪهﺎ ﺧﺎدم) . (٦١وﻣﻌﻨﻲ هﺬا أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﻤﺎل ﻟﻨﻔﺴﻪ وﻻ آﺎن ﻳﺠﻤﻌ ـﻪ ﻷوﻻدﻩ .وﻓ ـﻮق ذﻟﻚ ﻓﻘـﺪ أﻋﻠﻦ أن آﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﺮآﻪ وراءﻩ هﻮ ﺻﺪﻗﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ،وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ اﺳﺘﺨﺮاج ﻧﻔﻘ ﺔ ﻧﺴـﺎﺋﻪ وﻣـﺆﻧﺔ ﻋﺎﻣﻠﻪ ). (٦٢وآﺄﻧﻤﺎ آﺎن اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻳ ﺮد ﺑ ﺬﻟﻚ ﻋﻠ ﻲ ﻣﻦ ﺳﻴﺄﺗﻮن ﺑﻌﺪ ﻗ ﺮون ﻣﺘﻄﺎوﻟ ـﺔ وﻳﺘﻬﻤﻮﻧ ﻪ ﺑﺎﻟﺮﻏﺒ ﺔ ﻓ ﻲ ﺣﻴ ﺎزة اﻟﺜ ﺮوات ﺗﻨﻔﻴﺴ ـﺎ ﻋﻤ ﺎ ﺗﺮآﻪ اﻟﻔﻘـﺮ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺟﺮاح وﻧﺪوب).(٦٣ ) (٥٣اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري ٢٩٠ / ٣ /ـ .٢٩٧ ،٢ ٩٤ ، ٢٩٢ ) (٥٤اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٣ج / ٦ص .١٦٨ ) (٥٥اﻟﻤﻮﻃﺄ ، ١١٨ / ٣ /ورﻳ ﺎض اﻟﺼ ﺎﻟﺤﻴﻦ ، ٢٣٤ /واﻟﺸ ﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠ ﺪ / ١ج / ٢ص، ٨٠ ، ٨١وﻣﺠﻠﺪ / ٢ج / ٣ص .٢٨٣ ) (٥٦اﻟﺸ ﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠ ﺪ / ٢ج / ٤ص ، ١٢٢وﻣﺠﻠ ﺪ / ٣ج / ٦ص ، ٢٠ ، ١٩ورﻳ ﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ .١٨٩ ، ١٨٦ / ) (٥٧رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ .١٠٦ / ) (٥٨اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٢ج / ٤ص .١٦٤ ) (٥٩اﻧﻈﺮ اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٢ج / ١٤ص ، ١٧٤ ، ١٦٤وﻣﺠﻠﺪ / ٤ج / ٨ص .٩٠ ) (٦٠اﻧﻈﺮ اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٣ج / ٥ص ٢٩٢ـ .٢٩٣ ) (٦١اﻟﺒﺨﺎري ، ١٩٠ / ٢ /و ، ٢٨٨ / ٣و .١٠١/ ٤ ) (٦٢اﻟﺒﺨﺎري ، ١٨٨ / ٢ /واﻧﻈﺮ » رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ « ، ٣٥٥/واﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٣ج ٦ /ص .٧٦ ) (٦٣ﻟﺴﺖ ﻣﻦ رأي إﺧﻮاﻧﻨﺎ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻴﺮاث ﻓﺎﻃﻤ ﺔ ﻣﻤ ﺎ ﺗﺮآ ﻪ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻣ ﻦ ﻣ ﺎل ،وإن ﻟ ﻢ ﻳﻜﻦ هﺬا هﻮ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﻤﻼﺋﻢ ﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ هﺬﻩ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻴﻜﻔ ﻲ أن أﺷ ﻴﺮ إﻟ ﻲ أﻧ ﻪ ﻟ ﻮ آ ﺎن ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻳﻮرث آﻐﻴﺮﻩ ﻣ ﻦ اﻟﻨ ﺎس ﻓﻤ ﺎ اﻟ ﺬي ﻣﻨﻌ ﻪ أن ﻳﻮ ّ ﺳ ﻊ ﻋﻠ ﻲ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ وزوﺟﻬ ﺎ وأوﻻده ﺎ ﻲ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺎل اﻟﺬي ﺳﻴﺘﺮآﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻟﻬ ﻢ ؟ آ ﺬﻟﻚ ﻓ ﺈﻧﻲ ﻻ أﺳ ﺘﻄﻴﻊ أن أﺗﺼ ﻮر أن أﺑ ﺎ وهﻮ ﺣ ﱞ ﺑﻜﺮ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻐﻤﻂ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ ﺣ ّﻘ ﺎ ﻟﻬ ﺎ ،وﻟﻜﻨ ﻪ ﺣﺮﺻ ﻪ ﻋﻠ ﻲ ﺗﻨﻔﻴ ﺬ أواﻣ ﺮ اﻟﺸ ﺮﻳﻌﺔ .وﻓ ﻲ اﻷﺣﺎدﻳ ﺚ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺨﻼف ﺑﻴﻦ ﻓﺎﻃﻤﺔ وﺑﻴﻨﻪ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﺣﻮل هﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري .٣٠١ / ٢ /
ﻓﻬﺬا ﻋﻦ اﻟﻤﺎل وﻣﻮﻗﻔﻪ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺪ أن ﺟﺮي اﻟﻤﺎل أﻧﻬﺎرا ﻓﻲ ﻳﺪﻳﻪ ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺗﻪ وﻣﺸﺎﻋﺮﻩ وهﻮ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﺈﻟﻴﻚ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :ﻟﻘ ﺪ اﺷ ﺘﺮك اﻟﺮﺳ ﻮل ﻓ ﻲ ﻣﻌﻈ ﻢ اﻟﻐﺰوات ،وآﺎن ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ،ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺣﺎآﻢ اﻟﺪوﻟﺔ ،أن ﻳﺒﻘﻲ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ داﺋﻤﺎ ﺑﻌﻴﺪا ﻋ ﻦ اﻟﺨﻄ ﺮ ،ﻣﻜﺘﻔﻴ ﺎ ﺑﻤﻤﺎرﺳ ﺔ ﻣﻬﻨ ﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳ ﺔ ،ﺗﺎرآ ﺎ اﻟﻤﻬ ﺎم اﻟﻌﺴ ﻜﺮﻳﺔ ﻟﻠﺠ ﻴﺶ وﻗ ﻮادﻩ . وﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻃﺎﻟﺐ ﺳﻠﻄﺎن ﻳﺴﻌﻲ وراء اﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﺑﺎﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ دﺳﺖ اﻟﺤﻜﻢ أﻃﻮل ﻓﺘﺮة ﻣﻤﻜﻨﺔ ،ﺑﻞ آﺎن ﻳﺒﺬل آﻞ ﺟﻬﺪﻩ ﻟﻠﺘﻤﻜﻴﻦ ﻟﺪﻳﻦ اﷲ وﻧﺸﺮ ﻣﺒﺎدئ اﻟﺤﻖ واﻟﻌﺪل واﻟﻤﺴﺎواة .وﻧﺤﻦ ﻧﻌﺮف ﻣﺜﻼ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻟﻪ ﻓﻲ ﻏﺰوة ُأﺣُﺪ ﺑﻌﺪ أن ﻇﻞ ﻳﺮﻣﻲ ﺑﻘﻮﺳﻪ ﺣﺘﻲ اﻧﻜﺴﺮت ﺳ َﻴﺘُﻬﺎ ،وآﻴﻒ ﺷ ﺎرك ﺑﻨﻔﺴ ﻪ ﻓ ﻲ ﺣﻔ ﺮ اﻟﺨﻨ ﺪق ،ﻣﻤ ﺎ أﺟ ﺞ ﻋ ﺰاﺋﻢ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻓ ﺎﻧﻄﻠﻘﻮا ِ ﺟ ﺰهﻢ ، ن ﺟ ﺎﻋﻠﻴﻦ اﺷ ﺘﺮاك اﻟﺮﺳ ﻮل ﻣﻌﻬ ﻢ ﻣﻮﺿ ﻮع َر َ ﻳﻌﻤﻠ ﻮن ﻓ ﻲ اﻟﺤﻔ ﺮ ﺑﻬﻤ ﺔ و َﺗ َﻔ ﺎ ٍ ﺣ ﺮّا وإرهﺎﻗ ﺎ وآﻴ ﻒ آ ﺎن ﻓ ﻲ ﻣﻘﺪﻣ ﺔ اﻟﺴ ﺎﺋﺮﻳﻦ إﻟ ﻲ ﺗﺒ ﻮك ،وآﺎﻧ ﺖ أﺷ ﺪ اﻟﻐ ﺰوات َ وأﻃﻮﻟﻬﺎ ﻣﺴـﺎﻓﺔ. وﻟﻢ ﻳﺘﻜﺒﺮ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻳﻮﻣﺎ ﻋﻠ ﻲ أﺣ ﺪ ﺑﺎﻟﻐ ﺎ ﻣ ﺎ ﺑﻠﻐ ﺖ ﻣﻨﺰﻟﺘ ﻪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ ﻣ ﻦ ﻋﻠ ﻮ أو اﻧﺤﻄﺎط ،ﻓﻠﻢ ُﻳ ْﺆ َﺛ ْﺮ ﻋﻨﻪ أن أﺳ ﺎء إﻟ ﻲ ﻣﺸ ﺎﻋﺮ أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ .إﻧﻤ ﺎ آ ﺎن ﻟﻬ ﻢ ِﻧ ْﻌ َﻢ ﺐ أﺣ ﺪا خ واﻷب واﻟﺼ ﺪﻳﻖ .واﻟﻤ ﺮة اﻟﻮﺣﻴ ﺪة اﻟﺘ ﻲ ُذ ِآ ﺮ ﻓﻴﻬ ﺎ ،ﻓﻴﻤ ﺎ أﻋﻠ ﻢ ،أﻧ ﻪ ﺳ ّ اﻷ ُ ﺣ ٌﺪ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﺎء ﻣ ﻦ ﻋ ﻴﻦ َﻣ ْﺪﻳَﻦ ،ﻓﺨ ﺎﻟﻒ اﺛﻨ ﺎن ﻣ ﻦ آﺎﻧﺖ ﻳﻮم ﺣﺬّر اﻟﺼﺤﺎﺑ َﺔ أن ﻳﺬوق أ َ اﻟﺠﻨﻮد هﺬا اﻟﺘﺤﺬﻳﺮ). (٦٤ﺑﻞ آﺎن ﻻ ﻳﺴ ﺘﻨﻜﻒ ﻣ ﻦ أن ﻳﻨ ﺰل أﺣﻴﺎﻧ ﺎ إﻟ ﻲ ﻗﺒ ﺮ ﻓﻴﺴ ﻮّﻳﻪ ﺛ ﻢ ﻳﺘﻨﺎول اﻟﻤﻴﺖ وﻳﺪﻓﻨﻪ ﺑﻴﺪﻩ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ) . (٦٥وﻓﻲ ﻣﺮة أﺧﺮي ﻣﺎﺗﺖ ﺧﺎدﻣﺔ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻠﻢ ﻳﺸﺄ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻋﻠﻴـﻪ اﻟﺴـﻼم أن ﻳﺨﺒﺮوﻩ ﻇﻨّﺎ ﻣﻨﻬﻢ أن ﺷﺄن ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﺨﺎدﻣﺔ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ ودﻓﻨﻮهﺎ ﺴ ُﻢ ﺑﻴﺪﻩ اﻟﺸﺮﻳﻔﺔ إﺑ ﻞ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أﻧﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ وذهﺐ ﻓﺼﻠﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ) . (٦٦وآﺎن َﻳ ِ اﻟﺼﱠﺪﻗﺔ) ، (٦٧وآﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﺗﺤﺪث ﻋﻦ رﻋﻴﻪ اﻟﻐﻨﻢ ﻓﻲ ﺻﺒﺎﻩ ﻏﻴﺮ واﺟ ٍﺪ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻋ ﻦ ذﻟ ﻚ أﻳ ﺔ ﻣﻨﻘﺼ ﺔ ،وه ﺬا ﺷ ﺄن اﻟﻨﻔ ﻮس اﻟﻜﺒﻴ ﺮة اﻟﺘ ﻲ ﻃﻬﺮه ﺎ اﷲ ﻣ ﻦ ﻋﻘ ﺪة اﻟ ﻨﻘﺺ واﻟﺪوﻧﻴﺔ .وآﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻳﻨﺼﺖ ﺟﻴﺪا ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﻜﻠﻤﻪ ﻓﻲ أﻣﺮ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﺷﺄﻧﻪ). (٦٨ وﻗﺪ ﺣ ﺪث أن اﺳ ﺘﻮﻗﻔﺘﻪ اﻣ ﺮأة ﺑﻠﻬ ﺎء ،ﻓﻮﻗ ﻒ ﻣﻌﻬ ﺎ ﺣﺘ ﻲ ﻗﺎﻟ ﺖ آ ﻞ ﻣ ﺎ ﻋﻨ ﺪهﺎ دون أن ﻀﺮَب اﻟﻨﺎس ﻟﻴﻮﺳّﻌﻮا ﻟﻪ اﻟﻄﺮﻳ ﻖ آﻤ ﺎ ﻳﺰﻋﺠﻬﺎ أو ﻳﻄﺮدهﺎ ) . (٦٩آﻤﺎ آﺎن ﻳﻜﺮﻩ أن ُﻳ ْ ﻳﻔﻌﻞ اﻟﻌﺴﻜﺮ ﺣﻮل اﻟﻤﻠﻮك ) . (٧٠وﻣﻦ ﺗﻮاﺿﻌﻪ أﻧﻪ ،وهﻮ اﻟﻨﺒﻲ ،ﺻﻠﻲ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة وراء ﺑﻌﺾ أﺻﺤﺎﺑﻪ وﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ أﻳ ﺔ ﻏﻀﺎﺿ ﺔ). (٧١وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻣ ﻦ ﺲ ،رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ،ﺣﺘﻲ ﺑﻌ ﺪ اﻟﺠﺒﺎرﻳﻦ ،ﺑﻞ إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻀﺮب ﻣﺮة ﺧﺎدﻣﺎ .وﻣﺎ زال َأ َﻧ ٌ وﻓﺎﺗﻪ ﺑﺰﻣﺎن ﻃﻮﻳﻞ ﻳﺬآﺮ رﻗﺘﻪ اﻟﻤﺘﻨﺎهﻴﺔ ﻣﻌﻪ ،وآﻴﻒ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻟﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﻟﺸﻲء ﻓﻌﻠﻪ ِﻟ َﻢ ) (٦٤اﻧﻈﺮ » اﻟﻤﻮﻃﺄ « . ١٦٠/ ١/واﻧﻈﺮ ،ﻓﻲ ﺗﻮاﺿﻌﻪ رﻏﻢ ﻣﺎ ﺣﻘﻘﻪ ﻣﻦ اﻧﺘﺼﺎرات وﺑﻠﻐﻪ ﻣ ﻦ ﻧﺠﺎح ﺳﺎﺣﻖ ،إرﭬﻨﺞ .١٩٩ / ) (٦٥اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٢ج / ٤ص .٨٨ ) (٦٦اﻧﻈﺮ اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٢ج / ٤ص .٥١ ) (٦٧اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ /ﻣﺠﻠﺪ / ٢ج / ٤ص .١٥٧ ) (٦٨اﻧﻈﺮ إرﭬﻨﺞ .١٩٣ / ) (٦٩اﻧﻈﺮ أﻣﺜﻠﺔ أﺧﺮي ﻟﺘﻮاﺿﻌﻪ ﻓﻲ » رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ « ٢٩١/ﻓﺼﺎﻋﺪًا. ) (٧٠اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٣١ج / ٥ص .٤٨ ) (٧١اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ اﺑﻦ هﺸﺎم .٢٢٢ / ٤ /
َﻓ َﻌﻠَﻪ ،وﻻ ﻟﺸﻲء ﺗﺮآﻪ ِﻟ َﻢ َﺗ َﺮآَﻪ .وﻗﺪ ﺗﺤﻤﻞ ﺻﻠﻮات اﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺨﺎﻓﺎت ﻋﺒﺪ اﷲ اﺑﻦ أﺑﻲ إﻟﻲ أن ﻣﺎت ذﻟﻚ اﻟﻤﻨﺎﻓﻖ اﻟﺨﺒﻴﺚ ،ﻋﻄﻔﺎ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻲ اﻟﻀﻌﻒ اﻟﺒﺸﺮي ﻓﻴ ﻪ ،إذ ﻋﻠ ﻢ ﻣ ﻦ اﻷﻧﺼﺎر أﻧﻬﻢ آﺎﻧﻮا ﻳﺠﻬّﺰون ﻟﻪ اﻟﺘ ﺎج ﻟ ُﻴ َﻤﻠّﻜ ﻮﻩ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﻟ ﻮﻻ أﻧﻬ ﻢ ﻗ ﺎﺑﻠﻮا اﻟﻨﺒ ﻲ ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺔ واﺗﻔﻘﻮا ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻲ أن ﻳﻨﺘﻘﻞ إﻟﻲ ﺑﻼدهﻢ .ﺑﻞ إﻧﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم آ ﺎن ﻳﺄﺧ ﺬ اﻟﻤﻨ ﺎﻓﻘﻴﻦ ﻋﻠ ﻲ ﻇﺎهﺮهﻢ رﻏ ﻢ ﻣﻌﺮﻓﺘ ﻪ ﺑﻨﻮاﻳ ﺎهﻢ ورﻏ ﻢ ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻳﺒﻠﻐ ﻪ ﻋ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ آ ﻼم ﻓ ﻲ ﺣﻘ ﻪ وﺣ ﻖ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ) . (٧٢وﺿﺎﻳﻘﻪ اﻷﻋﺮاب أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة ﺗﻌﺠﱡﻼ ﻣﻨﻬﻢ أن ﻳﻘﺴّﻢ ﻏﻨﺎﺋﻢ اﻟﺤ ﺮب ﻓﻲ اﻟﺤﺎل ،وﺷ ﺪوﻩ ﻣ ﺮة ﻣ ﻦ رداﺋ ﻪ ﻓﻠ ﻢ ﻳﻌ ﺎﻗﺒﻬﻢ ﺑ ﻞ ﻃﻤ ﺄﻧﻬﻢ ﻋﻠ ﻲ أﻧ ﻪ ﻟ ﻦ ﻳﺤ ﺘﺠﻦ ﻣ ﻦ ﺐ ﻓﻲ ﻒ ﻣﻦ ه ﺬا ار ُﺗ ِﻜ َ ف أﺧ ّ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ) ، (٧٣ﻋﻠﻲ ﺣﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﺸﺄ أن ﻳﻤﺮ ﺗﺼ ّﺮ ٌ ﺣﻖ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻼ ﻋﻘﺎب ).(٧٤ وﻟ ﻮ آ ﺎن ﻣ ﻦ ﻃﺒﻌ ﻪ اﻻﺳ ﺘﺒﺪاد واﻟﻐﻄﺮﺳ ﺔ ﻟﻤ ﺎ ﺷ ﺎور أﺣ ﺪًا ﻣ ﻦ أﺗﺒﺎﻋ ﻪ ﻓ ﻲ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ ﺷ ﺆون اﻟﺴ ﻠﻢ أو اﻟﺤ ﺮب ،وﻟﻤ ﺎ َﻗ ِﺒ ﻞ ﻣ ﻦ أﺣ ﺪ ﻣ ﻨﻬﻢ أن ﻳﺒ ﺪي رأﻳ ﺎ ﻳﺨ ﺎﻟﻒ رأﻳ ﻪ). (٧٥ ﺳ ْﻠﻄَﺔ ﻟﻮرﱠﺛﻬﺎ ﻷﺣﺪ ﻣﻦ أهﻞ ﺑﻴﺘﻪ ) . (٧٦أآﺜﺮ ﻣﻦ هﺬا ﺐ ُ وآﺬﻟﻚ ﻟﻮ آﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻃﺎﻟ َ ﻄﺮِﻳﻪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن آﻤﺎ أﻃﺮت اﻟﻨﺼﺎري ﻋﻴﺴﻲ ﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ ،ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ إﻻ ﻋﺒﺪ أﻧﻪ ﻧﻬﻲ أن ُﻳ ْ ) (٧ اﷲ ورﺳ ﻮﻟﻪ . ٧وﻣ ﻦ ه ﺬا ،وه ﻮ ﻗﻠﻴ ﻞ ﻣ ﻦ آﺜﻴ ﺮ ،ﻳﺜﺒ ﺖ أن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﻊ وراء اﻟﺴﻠﻄﺔ أو اﻟﻤﺎل .ﻻ ،وﻟﻢ ﻳﻐﻴﺮﻩ اﻟﻤﺎل وﻻ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﺷﻲء ﺣﻴﻦ ﺑﻠﻎ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﻨﺘﻬﺎهﻤ ﺎ . ﺴﻔًﺎ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﺬي ﻳﻌﺰو ﻇﺎهﺮة اﻟﻮﺣﻲ اﻟﻤﺤﻤﺪي إﻟﻲ » اﻟﻼوﻋﻲ واﻵن ﺑﻌﺪ أن ﻧﺴﻔﻨﺎ َﻧ ْ « ﻳﺠﺐ أن ﻧﺆآﺪ أن اﻟﺮﻏﺒﺎت اﻟﻤﻜﺒﻮﺗﺔ ﻓﻲ» اﻟﻼوﻋﻲ« ) إن ﺻﺤﺖ ﻧﻈﺮﻳ ﺔ ﻓﺮوﻳ ﺪ( ﻻ ﻳﺘﺮﺗ ﺐ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ أن ﻳ ﺮي اﻹﻧﺴ ﺎن ﻣﻼآ ﺎ ﻳﺤﻤ ﻞ إﻟﻴ ﻪ رﺳ ﺎﻟﺔ ﺳ ﻤﺎوﻳﺔ ،إذ إن اﻟﻄﺮﻳ ﻖ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﺨﺮوج هﺬﻩ اﻟﺮﻏﺒﺎت هﻮ اﻧﺒﺜﺎﻗﻬﺎ ،ﻋﻠﻲ ﻏﻴﺮ إرادة ﻣ ﻦ ﺻ ﺎﺣﺒﻬﺎ وﻋ ﻦ ﻏﻴ ﺮ وﻋﻲ ﻣﻨﻪ ،وﺗﺴﺮﺑﻬﺎ إﻟﻲ أﻓﻜﺎرﻩ وﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ .أﻣﺎ ﺗﻮهﻢ رؤﻳﺔ ﻣﺎ ﻻ وﺟﻮد ﻟﻪ ﻓﻬ ﻮ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻣﺮﺿ ﻴﺔ ﻧﻌﻴ ﺬ ﻣﺤﻤ ﺪا ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻣﻨﻬ ﺎ ،ﻓﻘ ﺪ ﺷ ﻬﺪ ﻟ ﻪ اﻷﻋ ﺪاء ﻗﺒ ﻞ اﻷﺗﺒ ﺎع ﺑﺎﻻﺗﺰان اﻟﻌﻘﻠﻲ واﻟﻨﻔﺴﻲ .ﺑﻞ إن رودﻧﺴﻮن ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻌﺘﺮف ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻬﺪوء واﻻﺗ ﺰان واﻟﺜﻘ ﺔ واﺳ ﺘﺤﻮاذﻩ ﻋﻠ ﻲ إﻋﺠ ﺎب ﻣ ﻦ ﺣﻮﻟ ﻪ ،وﻳ ﺮد ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﻦ ﻳﺘﻬﻤﻮﻧ ﻪ ﺑ ﺎﻷﻣﺮاض اﻟﻨﻔﺴ ﻴﺔ ) (٧٢اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ اﺑﻦ هﺸﺎم ١٨٥ ، ١٨٤ / ٣ /و ، ١٤٤ ، ١٣٠ / ٤واﻟﻤﻮﻃﺄ .١٨٥/ ١ / ) (٧٣اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم . ١٠١/ ٤ /واﻧﻈﺮ ﺣﺎدﺛﺔ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ١ج / ١ص .٢٨٩ ) (٧٤اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٤ج / ٧ص ٢٦٦ـ .٢٦٧ ) (٧٥آﻤﺎ ﺣﺪث ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺬي ﻳﺼﻠﺢ ﻷن ﻳﻌﺴﻜﺮ ﻓﻴﻪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻓﻲ ﻏﺰوة ﺑ ﺪر ﻣ ﺜﻼ )اﺑ ﻦ هﺸﺎم . ( ١٩٢ / ٢ / ) (٧٦أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻓﻲ ﺳ ﺒﺐ ﻧ ﺰول ﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ » :ﻳ ﺎ أﻳﻬ ﺎ اﻟﺮﺳ ﻮل َ ،ﺑﱢﻠ ْﻎ ﻣ ﺎ ُأ ْﻧ ﺰِل إﻟﻴﻚ ﻣﻦ رﺑﻚ) « ...اﻟﻤﺎﺋﺪة ( ٧٦ /ﻓﺈن أﻣﺮا ﺧﻄﻴﺮا آﻬﺬا ﻻ ﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻧﺺ واﺿﺢ ﻗﺎﻃﻊ اﻟﺪﻻﻟﺔ ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ أن ﺗﻮرﻳﺚ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﻌﻠﻲ أو ﻏﻴﺮﻩ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﻣﺒﺪأ اﻟﺸﻮري ،اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﻬﺎ اﻟﻘﺮﺁن ﻣ ﻦ ﺻ ﻔﺎت ل ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﺑﻬﺎ .ﺛﻢ إن ﻋﺼﻤﺔ اﻷﺛﻤ ﺔ ،وه ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻔ ﺎهﻴﻢ اﻟﺸ ﻴﻌﻴﺔ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ واﻟﺘﻲ أﻣﺮ اﻟﺮﺳﻮ َ اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻤﺒﺪإ وراﺛﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ ،أﻣﺮ ﻳﺼﺎدم اﻟﻤﻨﻄﻖ وﺗﺠﺎرب اﻟﺤﻴﺎة وﻃﺎﻗﺎت اﻟﺒﺸﺮ .ﺑﻞ إن اﻷﻧﺒﻴﺎء أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻢ ُﺗ ْﻜﺘَﺐ ﻟﻬﻢ اﻟﻌﺼﻤﺔ إﻻ ﻓﻲ ﻧﻄﺎق ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻟﻮﺣﻲ ﻋﻦ رﺑﻬﻢ ،وإن ﻟﻢ َﻳ ْﻌ ِ ﻦ هﺬا أﻧﻬ ﻢ ﻳﺘﺴ ﺎ َووْن ﻣﻊ ﻏﻴﺮهﻢ ﻓﻲ ﻗﺪراﺗﻬﻢ اﻟﺮوﺣﻴﺔ واﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ،ﻓﻬﻢ ﻗﻤﻢ ﻻ ُﺗﻄَﺎوَل. ) (٧٧اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري .٢٥٦ / ٢ /
واﻟﻌﺼﺒﻴﺔ) . (٧٨وهﺬا ﺻﺤﻴﺢ ،وإﻻ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺎ ﺗﺮي ﻧﺠﺢ هﺬا اﻟﻨﺠﺎح اﻟﺴﺎﺣﻖ ﻓﻲ دﻋﻮﺗﻪ وﺑﻨ ﺎء دوﻟﺘ ﻪ ؟ وآﻴ ﻒ ﺻ ﻨﻊ ﻋﻠ ﻲ ﻋﻴﻨﻴ ﻪ ه ﺆﻻء اﻟﺮﺟ ﺎل اﻷﻓ ﺬاذ اﻟ ﺬﻳﻦ ﺟﻨ ﺪﻟﻮا أﺑﻄ ﺎل ﻓ ﺎرس واﻟ ﺮوم وﻣﺰﻗ ﻮا دوﻟ ﺘﻬﻢ ﺗﻤﺰﻳ ﻖ اﻷﺳ ﻮد اﻟﻀ ﻮاري ﻟﻔﺮاﺋﺴ ﻬﺎ ؟ وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻓ ﺈن رودﻧﺴﻮن هﺬا ﻳﻌﻮد ﻓﻴﻌﻘﺪ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﻇﺎهﺮة اﻟﻮﺣﻲ ﻋﻨﺪ ﻧﺒﻴﻨﺎ اﻟﻜﺮﻳﻢ ،ﻋﻠﻴﻪ وﻋﻠﻲ آﻞ إﺧﻮاﻧﻪ اﻷﻧﺒﻴﺎء أﻓﻀﻞ اﻟﺼﻠﻮات واﻟﺘﺴﻠﻴﻤﺎت ،وﺑﻴﻦ ﺗﺮﻳﺰا داﻓﻴﻼ ،وهﻲ ﻣﻌ ﺪودة ﻋﻨ ﺪ اﻟﻨﺼﺎري اﻷوروﺑﻴﻴﻦ ،واﻷﺳﺒﺎن ﺑﺎﻟﺬات ،ﻗﺪﻳﺴﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺪﻳﺴ ﺎت). (٧٩واﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ أﻧ ﻲ ﻻ أدري آﻴﻒ ﺳﻮغ رودﻧﺴﻮن ﻟﻨﻔﺴﻪ هﺬﻩ اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ اﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ،إذ إن ﺣﻴﺎة هﺬﻩ اﻟﻘﺪﻳﺴﺔ ﺗﺸﻬﺪ ﺑﻤﺎ آ ﺎن ﻳﻀ ﻄﺮم ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻬﺎ ﻣ ﻦ اﺿ ﻄﺮاﺑﺎت وﺗﻘﻠﺒ ﺎت :ﻓﻬ ﻲ ﺗﻨﺤ ﺪر ﻣ ﻦ أﺳ ﺮة ﻧﺒﻴﻠ ﺔ ﺖ ﺗﺮﺑﻴﺔ دﻳﻨﻴﺔ ﺻﺎرﻣﺔ ،وﺑﻠﻎ ﺑﻬﺎ اﻟﺤﺐ اﻹﻟﻬﻲ ﻓﻲ إﺣﺪي ﻓﻮراﺗﻪ أن ﺗﺮآﺖ ﻣﻨﺰل و ُر ﱢﺑ َﻴ ْ أﺑﻮﻳﻬﺎ ﻣﻊ أﺣ ﺪ إﺧﻮﺗﻬ ﺎ ﺳ ﻌﻴﺎ وراء اﻻﺳﺘﺸ ﻬﺎد ﻋﻠ ﻲ أﻳ ﺪي اﻟﻤﻐﺎرﺑ ﺔ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ،إﻻ أن ﻋﻤﻬﻤﺎ) أو ﺧﺎﻟﻬﻤﺎ؟( ﻗﺎﺑﻠﻬﻤﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻄﺮﻳ ﻖ ﻓﺄﻋﺎدهﻤ ﺎ إﻟ ﻲ اﻟﺒﻴ ﺖ .وﻟﻜ ﻦ ﺑﻌ ﺪ ﻣ ﻮت اﻷم اﻧﻐﻤﺴﺖ هﺬﻩ اﻟﺴﺎﻋﻴﺔ إﻟﻲ اﻻﺳﺘﺸﻬﺎد ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺴﻦ اﻟﻐﻀﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻻﺳﺘﻬﺘﺎر َﺗ ُﻌﺐّ ﻣﻦ ﻣﺘﻊ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﺘﻌﻮد ﻓﺘﺤﺲ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮهﺎ اﻟﺪﻳﻨﻴ ﺔ ﺗﺴ ﺘﻴﻘﻆ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ وﺿ ﻌﻬﺎ أﺑﻮه ﺎ ﺗﺤ ﺖ رﻋﺎﻳ ﺔ اﻵﺑﺎء اﻷوﻏﺴﻄﻴﻨﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻋﺸﺮة ﻣﻦ ﻋﻤﺮهﺎ)١٥٣٤م( .وﻣﻊ ذﻟ ﻚ ﻓﻘ ﺪ ﺗﻜ ﺮرت آﺜﻴﺮا ﻋﻮدﺗﻬﺎ إﻟﻲ ﻣﻠﺬات اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺰاﺋﻠﺔ ﺑ ﺮﻏﻢ دﺧﻮﻟﻬ ﺎ إﺣ ﺪي اﻟﻄ ﺮق اﻟﺪﻳﻨﻴ ﺔ ،إﻟ ﻲ أن ﻗﺮأت اﻋﺘﺮاﻓ ﺎت اﻟﻘ ﺪﻳﺲ أوﻏﺴ ﻄﻴﻦ)١٥٥٩م( ،ﻓﺜﺒﺘ ﺖ ﻗ ﺪﻣﻴﻬﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻃﺮﻳ ﻖ اﻟﺮهﺒﻨ ﺔ واﻧﻄﻠﻘﺖ ﺗﺒﻨﻲ أدﻳﺮة ﻟﻠﺮاهﺒﺎت وﺗﻘﻮم ﺑﺈﺻﻼﺣﺎت داﺧﻞ اﻟﻄﺮﻳﻘ ﺔ اﻟﻜﺮﻣﻠﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ آﺎﻧ ﺖ دﺧﻠﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ) . (٨٠ﻓﻬﺎ أﻧﺖ ذا ﺗﺮي اﻧﺪﻓﺎﻋﺎﺗﻬﺎ اﻟﻤﺘﻄﺮﻓﺔ واﻟﻤﺘﻘﻠﺒﺔ ﻧﺤﻮ اﻟﺪﻳﻦ ﻣﺮة ﺛﻢ ﻧﺤﻮ اﻟﻌﺒﺚ واﻻﺳﺘﻬﺘﺎر وﻟﺬاﺋﺬ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺮة ،وهﻜﺬا دواﻟﻴﻚ .آﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﺘﻨﺒﻪ ﻷﺛﺮ اﻟﻜﺒﺖ اﻟﺠﻨﺴﻲ اﻟﺬي ﺧﻀﻌﺖ ﻟﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮهﺒﺖ ،ﻓﺈن اﻟﺠ ﻨﺲ ه ﻮ إﺣ ﺪي اﻟﻐﺮاﺋ ﺰ اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ،وهﺬﻩ اﻟﻐﺮﻳﺰة ﻻ ﺑﺪ ﻟﻬ ﺎ ﻣ ﻦ إﺷ ﺒﺎع :ﻓ ﻲ اﻟﻌﻠ ﻦ أو ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﺮ ،وإﻻ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﺣﻴﺎة اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺴﻮي ﻟﻠﺰواﺑﻊ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻘﻠ ﺐ آﻴﺎﻧ ﻪ رأﺳ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻋﻘﺐ .أﻣﺎ إذا آﺎن اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﺠﻨﺴﻲ ﻓﻲ ﺗﺮآﻴﺐ اﻟﺸﺨﺺ ﺧﺎﻣﺪا ﻓﺈن هﺬا ﻳﺪل ﻋﻠﻲ ﺷﺬوذ ﺗﻜﻮﻳﻨﻪ اﻟﻌﻀﻮي اﻟﺬي ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﻠﻘﻲ ﺑﻈﻠﻪ ﻋﻠﻲ ﺗﺮآﻴﺒﺘﻪ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ .وﻟﻴﺲ ﺑﺨﺎف ﻋﻠﻴﻨﺎ أن آﺜﻴﺮا ﺟﺪا ﺟﺪا ﻣﻦ اﻟﺮهﺒﺎن ﻟﻢ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻌﻮا أن ﻳﺨﻀ ﻌﻮا ﻟﻬ ﺬا اﻟﺤﺮﻣ ﺎن اﻟﻘﺎﺳ ﻲ اﻟ ﺬي ﻟ ﻢ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻪ دﻳ ﻦ ﺳ ﻤﺎوي ﻓﻜﺎﻧ ﺖ ﻟﻬ ﻢ اﻧﺤﺮاﻓ ﺎت ﻣﻨﺘﻨ ﺔ ﺑﻠﻐ ﺖ ﺣ ﱠﺪ اﺗﺨ ﺎذ ﻧﻔ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺒ ﺎﺑﻮات ﻒ ﺻﺤﺔ هﺬﻩ اﻟﻤﺮأة ،وﺣﻴﺎة اﻟﺘﻘﺸﻒ ﺿ ْﻌ ُ أﺧﻮاﺗﻬﻢ ﻋﺸﻴﻘﺎت ﻟﻬﻢ .ﻓﺈذا أﺿﻴﻒ إﻟﻲ ذﻟﻚ َ ) (٧٨رودﻧﺴﻮن ٤٩ /ـ .٥٣ ) (٧٩اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٧٠ /وﻗﺪ ﻋﺎﺷﺖ ﺗﺮﻳﺰا داﭬﻴﻼ هﺬﻩ ﻣﻦ ١٥١٥م إﻟﻲ ١٥٨٢م ﻓﻲ أﺳﺒﺎﻧﻴﺔ. ) (٨٠اﻧﻈﺮ ﻣﺎدة ") "Therêse (Steﻓﻲ " "Dictionnaire de Biographie, d'Histoire ... ،و آﺬﻟﻚ ﻣﺎدة " "St. Teresa of Avilla " " Miniature Lives of the Saints
ﻓﻲ
اﻟﻌﻨﻴﻒ اﻟﺬي آﺎﻧﺖ ﺗﻤﺎرﺳﻪ ،واﻟﻌﺪاوة اﻟﺘﻲ واﺟﻬﺘﻬﺎ ﻣﻦ رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ أﻧﻔﺴﻬﻢ ،وأﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻦ آﺒﺮ اﻟﻌﻘﻞ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺴﺘﻘﻞ ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ أﻣ ﻮر اﻟ ﺪﻳﻦ ،ﺑ ﻞ آﺎﻧ ﺖ ﺗﺨﻀ ﻊ ﻟﻠﻄﺎﻋ ﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻟﻠﻘﺴﺎوﺳﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻠﻘﻮن اﻋﺘﺮاﻓﺎﺗﻬﺎ وﻳﻘﺪﻣﻮن ﻟﻬﺎ اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ) ، (٨١أﻣﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺪرك ﺳﺮ ﺗﻄﺮﻓﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺪﻳﻦ وآﺬﻟﻚ أوهﺎﻣﻬﺎ اﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﻣﺜ ﻞ ﺗﺨﻴﻠﻬ ﺎ أن ﺻ ﻠﻴﺐ ﻣﺴ ﺒﺤﺘﻬﺎ اﻟ ﺬي ﻒ ﻣﻨﻬﺎ ﺛﻢ أُﻋﻴﺪ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﺼﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺠﻮاهﺮ اﻟﺜﻤﻴﻨﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﻄ َ آﺎن ﻗﺪ اﺧ ُﺘ ِ ) (٨ أن ﻳﺮاهﺎ ﻣﻊ ذﻟﻚ أﺣﺪ ﻏﻴﺮهﺎ! ٢إن هﺬﻩ اﻟﻈ ﺮوف اﻟﺘ ﻲ أﺷ ﺮت إﻟﻴﻬ ﺎ ﺁﻧﻔ ﺎ ،واﻋﺘﻴ ﺎد هﺬﻩ اﻟﻤﺮأة ﺿﺮب ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﻮط ،وﻟﺒﺴﻬﺎ رداء ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﻌﺮ ﻳ ﺆﻟﻢ ﺟﻠ ﺪ ﻣ ﻦ ﻳﻠﺒﺴ ﻪ أﺷ ﺪ اﻹﻳﻼم ،وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣ ﻦ اﻷﻣ ﻮر اﻟﺘ ﻲ ﺟﻌﻠ ﺖ أﺣ ﺪ اﻟﻘﺴﺎوﺳ ﺔ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺘﻠﻘ ﻮن اﻋﺘﺮاﻓﺎﺗﻬ ﺎ ﻋﺘَﻨﻲ ﺣﻴﻦ ﻗﻠﺖ ﻟﻲ إﻧﻬﺎ اﻣﺮأة .إﻧﻬ ﺎ رﺟ ﻞ ﻣﻠ ﺘﺢ«) ، (٨٣آ ﻞ ﻳﻘﻮل ﻟﺰﻣﻴﻞ ﻟﻪ » :ﻟﻘﺪ ﺧﺪ ْ ذﻟﻚ ﻳﻔﺴﺮ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻬﺎ وﺷﺨﺼ ﻴﺘﻬﺎ اﻟﻜﺜﻴ ﺮ .وﻣ ﻦ أوهﺎﻣﻬ ﺎ اﻟﻤﻀ ﺤﻜﺔ أﻧﻬ ﺎ آﺎﻧ ﺖ ﺗﻌﺰو اﻷﻟﻢ اﻟﺤﺎد اﻟﺬي آﺎﻧﺖ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻪ أﺣﻴﺎﻧﺎ آﺜﻴﺮة ﻓﻲ ﺟﻨﺒﻬﺎ إﻟﻲ أن َﻣَﻠﻜًﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻼﺋﻜ ﺔ ﺳﻨﱡﻪ ﻣﻦ ﻧﺎر) . (٨٤وهﺬا اﻟﻮهﻢ وﺣﺪﻩ آﻔﻴﻞ ﺑﺘﺪﻣﻴﺮ ﺛﻘﺘﻨ ﺎ ﻗﺪ أﺗﺎهﺎ وﻃﻌﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺑﺮﻣﺢ ِ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻤﺮأة ،ﻓﺈن اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻲ اﻟﻤﻔﻬﻮم اﻟﺪﻳﻨﻲ هﻲ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎت ﺧﻴّﺮة ،ﻓﻜﻴ ﻒ ُﻳ ْﻘ ﺪِم أﺣ ﺪهﺎ ﻋﻠ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻔﻌﻠ ﺔ اﻟﺸ ﻨﻌﺎء ﺑﺈﺣ ﺪي اﻟﻘﺪﻳﺴ ﺎت؟ إن اﻟﻤﻼﺋﻜ ﺔ ﻻ ﺗﻔﻌ ﻞ ذﻟ ﻚ إﻻ ﺑﺎﻷﺷﺮار .هﺬا ﻋﻦ اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت اﻟﻐﻴﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﺘﻮهﻢ أﻧﻬﺎ ﺗﺮاه ﺎ ،أﻣ ﺎ اﻷﺷ ﻴﺎء اﻟﻤﺎدﻳ ﺔ ﻓﻼ ﻳﺤﻖ ﻷﺣﺪ أن ﻳﺪﻋﻲ أﻧﻪ ﻳﺮاهﺎ ﻋﻠﻲ ﻧﺤﻮ ﻏﻴﺮ اﻟﺬي ﻳﺮاهﺎ ﻋﻠﻴﻪ آﻞ اﻟﻨﺎس اﻷﺳﻮﻳﺎء ،وﻣﻦ هﻨﺎ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺮﻓﺾ ﺣﻜﺎﻳﺔ اﻟﺼﻠﻴﺐ اﻟ ﺬي آﺎﻧ ﺖ ﺗﺘ ﻮهﻢ أﻧ ﻪ ﻣﺼ ﻨﻮع ﻣ ﻦ اﻷﺣﺠ ﺎر اﻟﺜﻤﻴﻨﺔ واﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺮاﻩ أﺣﺪ ﻏﻴﺮهﺎ ،اﻟﻠﻬﻢ إﻻ إذا آﺎﻧﺖ ﺗﻜﺬب ،وه ﺬا ﻣﻤﻜ ﻦ ﺟ ﺪا ، ﻓﺈن ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻻ ﺗﺸ ﺠﻊ ﻋﻠ ﻲ اﻻﻃﻤﺌﻨ ﺎن إﻟ ﻲ أﻗﻮاﻟﻬ ﺎ .وﻋﻠ ﻲ ه ﺬا ﻓﺈﻧﻨ ﺎ ﻻ ﻧ ﺮي وﺟﻬﺎ ﻟﻠﻤﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﻧﺒﻴﻨﺎ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻠﻮات اﷲ وﺳﻼﻣﻪ وﺑﻴﻦ ﺳﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﺰا داﻓﻴﻼ ،إذ ف ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﻤﺮ ﺑﻬ ﺎ ﺣﻴ ﺎة وﺷﺨﺼ ﻴﺔ أي إﻧﺴ ﺎن ﻳ ﺪﱠﻋﻲ أﻧ ﻪ ﻳ ﻮﺣﻲ إن هﻨﺎك ﺛﻼث َﻣﺼَﺎ ٍ إﻟﻴﻪ أو ﻳﺮي ﻣﺨﻠﻮﻗﺎت ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻐﻴﺐ :أوﻻه ﺎ اﻟﺘﺤﻘ ﻖ ﻣ ﻦ ﺻ ﺪﻗﻪ ،واﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ اﻟﺘﺤﻘ ـﻖ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺠـﻮز ﻋﻠﻴ ـﻪ اﻟ ﻮهﻢ ،وﺛﺎﻟﺜﻬ ﺎ أن ﺗﻜ ﻮن هﻨ ﺎك أﻋ ﺮاض ﻣﺼ ﺎﺣﺒﺔ ﻟﻠ ﻮﺣﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮهﺎ ﻋﻠﻲ أﺳﺎس أﻧﻬﺎ ﻣﺮض أو ﺗﺼﻨﻊ ،وهﻮ ﻣﺎ ﺳﻮف ﻧﻌﺮض ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ . وﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة هﺬﻩ اﻟﻘﺪﻳﺴﺔ أي ﺿﻤﺎن ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﻟﺜﻼﺛﺔ .وﻣﻦ وﺟﻬﺔ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻟﻌﻘﻠﻲ اﻟﻤﺠﺮد ﻓﺈﻧﻲ أري أن إﻳﻤﺎﻧﻬﺎ ﺑﺄﻟﻮهﻴﺔ اﻟﺴﻴﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﻋﻠﻴ ﻪ وﻋﻠ ﻲ ﻧﺒﻴﻨ ﺎ اﻟﺼ ﻼة ف وﺣﺪﻩ ﻟﺮﻓﺾ آﻞ ادﻋﺎءاﺗﻬﺎ ﺳﻮاء آﺎﻧﺖ ﻓﻌﻼ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﻓﻴﻬﺎ أو ﺗﺘﻘﻮﻟﻬﺎ آﺬﺑﺎ واﻟﺴﻼم ،آﺎ ٍ وﺑﻬﺘﺎﻧﺎ ،إذ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أﺑﺪا أن ﻧﻘﺒﻞ أﻟﻮهﻴﺔ واﺣﺪ ﻣﺜﻠﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ ﻣﻬﻤﺎ آﺎن ﺷ ﺄﻧﻪ .إن اﷲ ﺳﺒﺤـﺎﻧﻪ هﻮ اﻟﻤﻄﻠﻖ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺤﺪّﻩ ﻣﻜﺎن وﻻ زﻣﺎن ،وﻳﻌﻠﻮ ﻓﻮق اﻟﻀﺮورات واﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ ﻞ ﺑﻐﻴﺮ ذﻟ ﻚ ﻻ ُﺗ ْﻘ َﺒ ﻞ ،وﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﺠﺴﺪ أو ﻳﺘّﺤﺪ ﺑﺄي ﺷﻲء أو أي ﺷﺨـﺺ .وﻣﻦ َﻳ ُﻘ ْ ﻋﻨ ﺪﻧﺎ ﻣﺰاﻋﻤ ﻪ ﻋ ﻦ ﺗﻠﻘ ﻲ اﻟ ﻮﺣﻲ أو ﻇﻬ ـﻮر اﻟ ﺮؤي ﻟ ﻪ ،وﺑﺨﺎﺻ ﺔ إذا آﺎﻧ ﺖ ﺣﻴﺎﺗ ﻪ ) (٨١اﻧﻈﺮ ﻣﺎدة" " St.Teresa of Avillaﻓﻲ " ،"Miniature Lives Of the Saintsوآﺬﻟﻚ ﻣﺎدة" "Teresaﻓﻲ "Chamber's Biographical Dictionary ". ) (٨٢اﻧﻈﺮ » داﺋﺮة اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ « /ﻣﺎدة "Teresa St .". ) (٨٣اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ /ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺎدة. ) (٨٤اﻟﺴﺎﺑﻖ /ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺎدة.
وﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺑﻬﺬا اﻟﺘﻘﻠﺐ واﻻﺿﻄـﺮاب ،وآـﺎن ﻋﻘﻠـﻪ ﺑﻬ ﺬا اﻟﻀ ﻌﻒ واﻟﺘﻬﺎﻓ ﺖ ،وآ ﺎن ﺳ ﻠﻮآﻪ ﻣﺘﻄ ـﺮﻓﺎ ﻋﻠ ﻲ ه ﺬا اﻟﻨﺤ ﻮ اﻟﺨﻄ ﺮ .ﻓ ﺈذا وﺟ ﺪﻧﺎ أن آﻼﻣ ـﻪ ﻣﺘﻨﺎﻗ ـﺾ ﻻ ﻳﻤﻜ ـﻦ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻦ ﺑﻌﻀﻪ وﺑﻌﺾ آﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺛﺎﻟﺜـﺔ اﻷﺛﺎﻓﻲ .ﺧﺬ ﻣﺜﻼ ﻗﻮﻟﻬﺎ » :إن اﻟﻨﻔﺲ ﺗﻜﻮن أﺑﻌ ﺪ ﻣ ﺎ ﺗﻜ ـﻮن ﻋ ﻦ ﺗﻮﻗ ﻊ ﻇﻬ ﻮر رؤﻳ ﺎ ،وﻓﺠ ﺄة ﺗﻈﻬ ﺮ ﺻ ﻮرة اﻟ ﺮب ﻓ ﻲ ﺗﻤﺎﻣﻬ ﺎ ، ﻣﺨﻀ ﻌ ًﺔ آ ﻞ اﻟﺤ ﻮاس وﻣﺎﻟﺌ ًﺔ إﻳﺎه ﺎ ﺑ ﺎﻟﺨﻮف واﻟﺘ ﻮﺟﺲ ،اﻟﻠ ﺬﻳﻦ ﺗﺘﺮﺟﻤﻬﻤ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺘ ﻮ واﻟﻠﺤﻈﺔ إﻟﻲ ﺳﻼم ﺑﻬﻴﺞ« ) ، (٨٥وﻗﺎﺑﻠﻪ ﺑﺈﺟﺎﺑﺘﻬ ـﺎ ﻋﻠ ﻲ ﺳ ﺆال ﻣﺘﻠ ﱢﻘ ﻲ اﻋﺘﺮاﻓﺎﺗﻬ ـﺎ ﻟﻬ ﺎ : ﻦ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻌﺮﻓﻴﻦ أﻧ ﻪ اﻟ ﺮب ؟ « ،إذ ﻗﺎﻟ ﺖ إﻧﻬ ﺎ ﻻ ﺗﻌ ﺮف آﻴ ﻒ ، »ﻣﺎدﻣﺖ ﻻ َﺗ َﺮ ْﻳ َ وإﻧﻬﺎ ﻟﻢ َﺗﺮ وﺟﻪ ،وآﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ إﺿﺎﻓﺔ أي ﺷ ﻲء ﺁﺧ ﺮ إﻟ ﻲ ﻣ ﺎ ﻗﺎﻟﺘ ﻪ ﻗ ﺒﻼ ﻣ ﻦ أﻧﻬ ﺎ ﻋﺮﻓﺖ أن رﺑﻨﺎ هﻮ اﻟﺬي ﺗﺤﺪث إﻟﻴﻬﺎ وأن ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ وهﻤﺎ ...أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻜﻠﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺴﻤﻌﻬﺎ ﺣﻴﻦ آﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳ ﺪ ذﻟ ﻚ ،ﺑ ﻞ ﻓ ﻲ اﻷوﻗ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﻟ ﻢ ﺗﻜ ﻦ ﺗﻔﻜ ﺮ ﻓﻴﻬﺎ وﺣﻴﻦ ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﺿﺮورﻳﺎ » .إن اﻹﻧﺴ ﺎن ﻻ ﻳ ﺮي ﺷ ﻴﺌﺎ ﻻ ﻓ ﻲ داﺧ ﻞ ﻧﻔﺴ ﻪ وﻻ ﺧﺎرﺟﻬﺎ ،وﻟﻜﻦ ﺑﺮﻏﻢ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺮي ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺈن اﻟﻨﻔﺲ ﺗﻔﻬ ﻢ ﻣ ﺎ ه ﻮ ذﻟ ﻚ اﻟﺸ ﻲء وأﻳ ﻦ ه ﻮ أوﺿﺢ ﻣﻤﺎ ﻟ ﻮ رﺁﻩ ...إن اﻟ ﻨﻔﺲ ﻻ ﺗﺴ ﻤﻊ أﻳ ﺔ آﻠﻤ ﺔ ﻻ ﻣ ﻦ داﺧﻠﻬ ﺎ وﻻ ﻣ ﻦ ﺧﺎرﺟﻬ ﺎ ، ف ﻣﻦ هﻮ وأﻳ ﻦ ه ﻮ ،وأﺣﻴﺎﻧ ﺎ أﻳﻀ ﺎ ﻣ ﺎذا ﻳﺮﻳ ﺪ أن ﻳﻘ ﻮل .أﻣ ﺎ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻔﻬﻢ ﺑﻮﺿﻮح آﺎ ٍ )(٨٦ آﻴﻒ وﺑﺄﻳﺔ وﺳﻴﻠﺔ ﺗﻔﻬﻢ اﻟﻨﻔﺲ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺮف ،وﻟﻜﻦ هﻜﺬا اﻷﻣﺮ. «... إن اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ واﺿﺢ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻜﻼم اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺮوﻩ ﻋﻨﻬﺎ أﺣﺪ ﻓﻴﻘﺎل إﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ،ﺑ ﻞ ه ﻲ اﻟﺘ ﻲ آﺘﺒﺘ ﻪ ﺑﻴ ﺪهﺎ) . (٨٧إﻧﻬ ﺎ ﺗﻘ ﻮل ﻣ ﺮة إﻧﻬ ﺎ رأت وﺟ ﻪ رﺑﻬ ﺎ) ﺗﻘﺼ ﺪ اﻟﻤﺴ ﻴﺢ . أﺳﺘﻐﻔﺮ اﷲ!( ،وﻣﺮة إﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺮ ﺷﻴﺌﺎ ،وﻣﺮة إﻧﻬﺎ ﺳﻤﻌﺖ آﻼﻣﺎ ،وﻣ ﺮة إﻧﻬ ﺎ ﻟ ﻢ ﺗﺴ ﻤﻊ ﺷﻴﺌًﺎ .ﻟﻬﺬا آﻠﻪ ﻧﺮي أﻻ ﻣﻌﻨﻲ ﻟﻠﻤﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻴﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﺮأة وﺑﻴﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ أﻓﻀﻞ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم. وﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ هﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻧﻠﺨﺺ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻴﻪ ﺣﺘﻲ ﺗﺘﻀﺢ ﻟﻠﻘﺎرئ ﺧﻄﻮﻃﻪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻨﻘﻮل : إن اﻟﻮﺣﻲ اﻟﻤﺤﻤﺪي ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﺗﻌﺒﻴﺮًا ﻋﻦ رﻏﺒﺎت اﻟﻼوﻋﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم ،ﻓﻼ ﻣﺎﺿﻴﻪ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﻌﺜﺔ وﻻ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﻌ ﺪهﺎ ﻳﻨﺴ ﺠﻢ ﻣ ﻊ ه ﺬا اﻻﻓﺘ ﺮاض ،ﺑ ﻞ هﻤ ﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻜﺲ ﻳﺼﺎدﻣﺎﻧﻪ أﻋﻨﻒ اﻟﻤﺼﺎدﻣﺔ .ﻓﺈذا أﺿﻔﻨﺎ أن اﻟﻮﺣﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﺼﺎﺣﺒﻪ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻌ ﻮارض اﻟﺨﺎرﺟﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ آ ﺎن ﻳﺮاه ﺎ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ وﻗ ﺖ ﺣ ﺪوﺛﻬﺎ ﻋﺮﻓﻨ ﺎ أن ﻧﻈﺮﻳ ﺔ » اﻟﻼوﻋﻲ « ﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ هﺬﻩ اﻟﻈﺎهﺮة .وﻟﻬﺬا اﻟﺴ ﺒﺐ ﻧ ﺮي ﻧﻔ ﺮًا ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ ﻳﺠﻬﺪ ﺟﻬﺪﻩ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺴﺮ وراء هﺬﻩ اﻟﻌﻮارض وﻳﺘﻬﻤﻪ ﺑﺄﻧ ﻪ آ ﺎن ﻣﺮﻳﻀ ﺎ ﺑﻤ ﺮض ﻋﺼﺒﻲ آﺎﻟﺼﺮع أو ﻏﻴﺮﻩ .وهﺬا اﻻﺗﻬﺎم هﻮ ﻣﺤﻮر اﻟﺸﺒﻬﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜ ﺔ ،ﻓﺒﻌ ﺪ أن ﺛﺒ ﺖ أﻧ ﻪ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﻜ ﻮن آﺎذﺑ ﺎ ﻣﺨﺎدﻋ ﺎ ،وﺑﻌ ﺪ أن ﺛﺒ ﺖ أﻳﻀ ﺎ أﻧ ﻪ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﻜ ﻮن واهﻤ ﺎ ) (٨٥اﻧﻈﺮ رودﻧﺴﻮن .٧٠ / ) (٨٦اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ .٧٤ / ) (٨٧ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻬﺎ"Castillo Interior" .
ﻣﺨﺪوﻋًﺎ ،ﻧﺠﺪ ﻣﻦ ﻳﺮي أن هﺬا اﻟ ﻮﺣﻲ ﻟ ﻴﺲ إﻻ أﻋ ﺮاض ﻣ ﺮض ﻣ ﻦ ﺗﻠ ﻚ اﻷﻣ ﺮاض اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ آﺎﻟﺼﺮع أو اﻟﻬﻠﻮﺳﺔ ،وهﻮ ﻣﺎ ﺳﻨﺘﻨﺎوﻟﻪ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻘﺎدم.
اﻟﺸﺒﻬﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم آﺎن ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺑﻤﺮض ﻋﺼﺒﻰ
ﺟﻌْﺒﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻻﺗﻬﻢ ﺗﻔﺴﻴﺮ هﺎ ﻧﺤﻦ أوﻻء ﻗﺪ وﺻﻠﻨﺎ إﻟﻲ ﺁﺧﺮ ﺳﻬﻢ ﻓﻲ َ اﻟﻮﺣﻲ ،وهﻮ ادﻋﺎؤهﻢ ﺑﺄﻧﻪ آﺎن ﻣﺼﺎﺑﺎ ﺑﻤﺮض ﻋﺼﺒﻲ .وﻗﺒﻞ ﻋ ﺮض ه ﺬا اﻻدﻋ ﺎء ﻻ أن ﻧﺬآﺮ اﻷﻋﺮاض اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﺼﺎﺣﺐ ﻧﺰول اﻟﻮﺣﻲ ﺑﺘﻔﺼﻴﻼﺗﻪ ﺛﻢ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ أو ً ﻋﻠﻴﻪ واﻟﺘﻲ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻴﻬﺎ ا ﱡﺗﻬِﻢ ﻣﻦ ِﻗﺒَﻞ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺼ ﺎب ﺑﺎﻟﺼ ﺮع أو ﻏﻴ ﺮﻩ ﻣﻦ اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ. وهﺬﻩ اﻷﻋﺮاض اﻟﻤﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻠﻮﺣﻲ اﻟﻤﺤﻤﺪي آﻤﺎ ﺟﺎءت ﻓﻲ آﺘﺐ اﻟﺴﻴﺮة واﻟﺤﺪﻳﺚ هﻲ أﻧﻪ: ﻖ ﺻ ﻮر اﻟ ﻮﺣﻲ .وﻋﻨ ﺪﻣﺎ آ ﺎن ١ـ آﺎن ﻳﺴﻤﻊ ﻣﺜﻞ ﺻﻠﺼ ﻠﺔ اﻟﺠ ﺮس ،وآ ﺎن ذﻟ ﻚ أﺷ ّ ﻲ ﻋﻨﻪ آﺎن ﻳﺘﺬآﺮ آﻞ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﻪ).(١ َﻳ ْﻔﺼِﻢ اﻟﻮﺣ ُ ٢ـ وأﺣﻴﺎﻧﺎ آﺎن اﻟﻤﻼك ﻳﺘﺒﺪي ﻟﻪ ﻓﻲ هﻴﺌﺔ رﺟﻞ ﻓﻴﺘﺤﺪث إﻟﻴﻪ).(٢ ٣ـ وأﺣﻴﺎﻧﺎ أﺧﺮي آﺎن ﻳﺮاﻩ ﻋﻠﻲ هﻴﺌﺔ ﻓﺘﻲ ﻳﺒﻠّﻐﻪ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ أن ﻳﻮﺣﻴﻪ إﻟﻴ ﻪ . ) (١اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري ، ٦ / ١ /وﻣﺴﻠﻢ ، ٣٣٠ / ٢ /واﻟﻤﻮﻃﺄ .٢٠٧ / ١ / ) (٢اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري ، ٦ / ١ /وﻣﺴﻠﻢ ، ٣٣٠ / ٢ /واﻟﻤﻮﻃﺄ .٢٠٧ / ١ / ) (٣اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ اﻟﺒﺨﺎري .٢٨٥ / ٢ /
)(٣
ي اﻟﻨﺤﻞ ﺣﻮل وﺟﻬﻪ).(٤ ﻞ َد ِو ّ ٤ـ وﻣﻦ هﺬﻩ اﻷﻋﺮاض ﺳﻤﺎع ﺻﺤﺎﺑﺘﻪ ِﻣ ْﺜ َ ٥ـ وﻗﺪ ﻳﻌ ﺮق ﺣﺘ ﻲ ﻓ ﻲ اﻷﻳ ﺎم اﻟﺸ ﺪﻳﺪة اﻟﺒ ﺮد وﻳ ﺘﻸﻷ اﻟﻌ ﺮق ﻋﻠ ﻲ ﺟﺒﻴﻨ ﻪ ﻣﺜ ﻞ ﺣﺒ ﺎت ﺠﻤَﺎن ،وﻳﺤﻤ ّﺮ وﺟـﻬﻪ) ، (٥وﻗـﺪ ﻳﺮﺑﺪ)أي ﻳﺘﻐﻴﺮ().(٦ اﻟ ُ ﺳﺒَﺎت).(٨ ﻂ ﻏﻄﻴﻄﺎ ﻋﺎﻟﻴﺎ) ،(٧وﻳﺄﺧﺬﻩ ُ ٦ـ وآﺎن ﻳﻐ ّ ٧ـ وﻓﻲ ﻣﺮة ﺗﺼﺎدف أن آﺎﻧﺖ ﻓﺨﺬ زﻳﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﺗﺤﺖ ﻓﺨﺬﻩ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻧﺰل ﻋﻠﻲ اﻟﺮﺳﻮل ﻲ ﺷﻌﺮ زﻳﺪ ﺑﺜﻘﻞ ﻓﺨﺬ اﻟﺮﺳﻮل ﺣﺘﻲ آﺎدت ﻓﺨﺬﻩ هﻮ ُﺗ َﺮضّ .وﻋﻨﺪﻣﺎ اﻧﻘﺸﻊ اﻟﻮﺣﻲ اﻟﻮﺣ ُ )(٩ ﻃﻠﺐ اﻟﺮﺳﻮل ﻣﻦ زﻳﺪ أن ﻳﻜﺘﺐ ﻣﺎ ﻧﺰل ﻋﻠﻴﻪ . ٨ـ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﺳﻮرة » اﻟﻤﺎﺋﺪة « آﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم راآﺒﺎ ﻧﺎﻗﺘﻪ ،وﻟﻠﺘ ّﻮ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺑﻤﻘﺪور اﻟﻨﺎﻗﺔ أن ﺗﺘﺤﻤﻠﻪ وآﺎد ﻋﻀﺪهﺎ أن ﻳﻨﻜﺴﺮ ،ﻓﻨﺰل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻋﻨﻬﺎ).(١٠ ﻓﻬﺬﻩ هﻲ ﺻﻮر اﻟﻮﺣﻲ وأﻋﺮاﺿﻪ) . (١١وﻗﺒﻞ أن ﻧﻘﺎﺑﻞ ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑﻴﻦ أﻋﺮاض اﻷﻣﺮاض ﺐ أن أﻧﻔ ﻲ إﻣﻜﺎﻧﻴ ﺔ أن ﺗﻜ ﻮن ه ﺬﻩ اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ا ﱡﺗﻬِﻢ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﺄﻧﻪ آﺎن ﻣﺼﺎﺑﺎ ﺑﻬ ﺎ أﺣ ﱡ اﻷﺧﺒﺎر ﻗﺪ ﻟﻔﱠﻘﻬﺎ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ أو أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺘ ﺎﺑﻌﻴﻦ ،إذ إن ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﻌﺐ أن ﻳﻠﻔ ﻖ أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ هﺆﻻء أو أوﻟﺌﻚ أﺧﺒﺎرا ﻣﺜﻞ هﺬﻩ ﻳﻨﺘﻈﻤﻬﺎ ﺳ ﻠﻚ واﺣ ﺪ ،وه ﻮ أن اﻟ ﻮﺣﻲ آ ﺎن ﻳﺼ ﺎﺣﺒﻪ ﺛﻘ ﻞ وأن اﻟﺮﺳ ﻮل آ ﺎن ﻳﻌ ﺎﻧﻲ أﺛﻨ ﺎء ﻧ ﺰول اﻟ ﻮﺣﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ أﻳّﻤ ﺎ ﻣﻌﺎﻧ ﺎة :ﻓﻤ ﻦ ﺻﻠﺼ ﻠﺔ اﻟﺠﺮس اﻟﻤﺠﻠﺠﻠﺔ إﻟﻲ دوي اﻟﻨﺤﻞ ﺣﻮل وﺟﻬﻪ إﻟﻲ ﻏﻄﻴﻄﻪ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ و ﺳﻠﻢ ،إﻟﻲ ﺳ ُﺘ َﺮضّ . ﻇﻬﺮ اﻟﻨﺎﻗﺔ اﻟﺬي آﺎد أن ﻳﻨﺘﻘﺾ ،إﻟﻲ ﻓﺨ ﺬ زﻳ ﺪ ﺑ ﻦ ﺛﺎﺑ ﺖ اﻟﺘ ﻲ ﺷ ﻌﺮ آﺄﻧﻬ ﺎ َ ﻓﻬﺬﻩ اﻷﻋﺮاض ﺗﺸﻴﺮ ﻓﻲ اﺗﺠﺎﻩ واﺣﺪ ه ﻮ أن اﻟ ﻮﺣﻲ آ ﺎن ﺷ ﻴﺌﺎ ﺛﻘ ﻴﻼ ﻻ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺮﺳ ﻮل وﺣﺪﻩ ﺑﻞ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﺗﺴﻮﻗﻪ اﻟﺼ ﺪﻓﺔ إﻟ ﻲ أن ﻳﻜ ﻮن ﺟ ﺰء ﻣ ﻦ ﺟﺴ ﻤﻪ ﺗﺤﺘ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة ) (٤اﻧﻈﺮ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﺑﻦ آﺜﻴﺮ ﻟﻶﻳﺎت اﻷوﻟﻲ ﻣﻦ ﺳﻮرة » اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن« . ) (٥اﻟﺒﺨﺎري ، ١٦٧ / ١ /و ، ١٤٤ / ٢و ، ٤٠ / ٣/واﻟﻤﻮﻃﺄ .٢٠٧ / ١ / ) (٦ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ٣٣٠ ، ٤٨ / ٢ /ﻣﻊ اﻟﻬﺎﻣﺶ. ) (٧اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري .٢٦٧ / ١ / ) (٨اﻧﻈﺮ ﻣﺎدة " "Wahyﻓﻲ "Shorter Encyclopedia Of Islam ". ) (٩اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري ، ٧٧ / ١ /و .١٤٣ / ٢ ) (١٠اﻧﻈﺮ اﺑﻦ آﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻤﻬﻴﺪﻩ ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺳﻮرة » اﻟﻤﺎﺋﺪة« . ) (١١ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻘﺎرئ أن ﻳﺠﺪ هﺬﻩ اﻟﻌﻮارض ﻓﻲ آﻞ ﻣﻦ""Dictionary of Islam ﻟﻬﻴ ﻮز)ﻣ ﺎدة " ("Muhammadو " "Shorter Encyclopaedia of Islam )ﻣﺎدة " . (" Wahyوﻗﺪ اهﺘﻢ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄﺔ آﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺣﻮﻣﻴﻦ اﻟﺪآﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ دراز )اﻟﻨﺒﺄ اﻟﻌﻈﻴﻢ ٦٣ /ـ ( ٦٤واﻟﻤﻔﻜﺮ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻧﺒﻲ )اﻟﻈﺎهﺮة اﻟﻘﺮﺁﻧﻴ ﺔ ١٢٦/ـ ، (١٣١وﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﺳﻌﺎ ﻓﻴﻬﺎ هﺬا اﻟﺘﻮﺳ ﻊ ،إذ ﻟ ﻢ ﻳ ﺰد ﻣ ﺎ آﺘﺒ ﻪ آ ﻞ ﻣﻨﻬﻤ ﺎ ﻋ ﻦ أﺳ ﻄﺮ ﻣﻌ ﺪودات .وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻓﻠﻬﻤ ﺎ ﻓﻀ ﻞ اﻟﺴ ﺒﻖ ،رﺣﻤﻬﻤ ﺎ اﷲ رﺣﻤ ﺔ واﺳ ﻌﺔ وﺟﺰاهﻤﺎ ﺧﻴﺮ اﻟﺠﺰاء.
واﻟﺴﻼم) . (١٢ﻋﻠﻲ أن هﺬا ﻟﻴﺲ هﻮ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ أﺻﺪّق هﺬﻩ اﻟﺮواﻳ ﺎت ،ﺑﻞ هﻨﺎك ﺳﺒﺐ ﺁﺧﺮ ﺟ ّﺪ ﻣﻬﻢ هﻮ أن هﺬﻩ اﻷﻋﺮاض ﺗﺨﻠ ﻮ ﺗﻤﺎﻣ ﺎ ﻣ ﻦ آ ﻞ ﻣ ﺎ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻂ آﻐﻄ ﻴﻂ اﻟﻨ ﺎﺋﻢ أو ﺸ َﺘﻢﱠ ﻣﻨﻪ راﺋﺤ ُﺔ اﻟﻤﺪح واﻟﺘﻤﺠﻴ ﺪ ،وإﻻ ﻓ ﺄي ﻣ ﺪح ﻓ ﻲ أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳﻐ ّ ُﺗ ْ آﻐﻄ ﻴﻂ اﻟﺒﻌﻴ ﺮ ،أو أن وﺟﻬ ﻪ آ ﺎن ﻳﺤ ﺘﻘﻦ ،أو أن ﺟﺴ ﻤﻪ آ ﺎن ﻳﺜﻘ ﻞ ﺛﻘ ﻼ ﺷ ﺪﻳﺪا إﻟ ﻲ درﺟﺔ اﻟﺨﻄﻮرة ﻋﻠﻲ ﻧﺎﻗﺘﻪ وﻋﻠﻲ ﻓﺨﺬ ﺟﻠﻴﺴﻪ ؟ ﻟﻮ أن اﻟﻤ ﺮاد ه ﻮ اﻟﻤ ﺪح ﻟﻘﻴ ﻞ ﻣ ﺜﻼ إن اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ آﺎﻧﻮا ﻳﺮون اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ وهﻲ ﺗﻨﺰل ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺑﻬﺎﺋﻬﺎ اﻟﺴﻤﺎوي ،وإﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳﺘﻠﻘ ﻲ اﻟﻮﺣﻲ ﻓﻲ ﻳﺴﺮ آﻤﺎ ﻟﻮ آﺎن ﻳﺘﻨﻔﺲ ﻣﺜﻼ ،وإن وﺟﻬﻪ آﺎن ﻳﺸ ﺮق ﺣﻴﻨﺌ ﺬ ﺑﻨ ﻮر وه ﺎج . آﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن اﻟﺮﺳﻮل ﻗﺪ اﻓﺘﻌﻞ هﺬﻩ اﻟﻌﻮارض ،إذ آﻴﻒ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ إﻓﺮاز اﻟﻌﺮق اﻟﻐﺰﻳﺮ ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺸﺪﻳﺪ اﻟﺒﺮد ؟ ﺑﻞ آﻴﻒ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻲ ﺟﻌﻞ وﺟﻬﻪ ﻳﺤﺘﻘﻦ ؟ إن ه ﺬا اﻟﻌ ﺎرض اﻷﺧﻴ ﺮ ﻳﺤﺘ ﺎج ﻣﻨ ﻪ أن ﻳﻮﻗ ﻒ ﺗﻨﻔﺴ ﻪ ﺗﻤﺎﻣ ﺎ ،وه ﻮ ﻣ ﺎ ﻳﺘﻌ ﺎرض ﻣ ﻊ ﻏﻄﻴﻄﻪ اﻟﺸ ﺪﻳﺪ ،وﻋﻨﺪﺋ ﺬ ﺳ ﺘﻨﺘﻔﺦ أوداﺟ ﻪ ﻓﻴﻜﺸ ـﻒ أﺻ ﺤﺎﺑ ُﻪ ه ـﺬﻩ اﻟﻠﻌﺒ َﺔ ،إذ إﻧﻬ ﻢ ﻟ ﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﺳﺬّﺟﺎ ﺑﻞ آﺎﻧﻮا آﻔﺎءات ﻋﻘﻠﻴﺔ وﻧﻔﺴﻴﺔ ﺑﺎهـﺮة .ﺛﻢ إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺠﻌﻞ ﻓﺨﺬ زﻳﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑـﺖ ﺗﻜـﺎد أن ُﺗﺮَض ﻣﻦ ﺛﻘ ﻞ ﻓﺨ ﺬﻩ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم إﻻ إذا اﻋﺘﻤ ﺪ ﺑﻴ ﺪﻩ ﻋﻠ ﻲ ﻆ ﻋﻠﻲ اﻟﻔﻮر واﻧﻜﺸﻔﺖ اﻟﺤﻴﻠﺔ ،وﻟﻜﺎن رد ﻓﻌﻞ ﺣَ اﻷرض ﺑﻜﻞ ﻗﻮاﻩ .وهﺬا ﻟﻮ ﺣﺪث َﻟﻠُﻮ ِ زﻳﺪ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ هﻮ دﻓﻊ اﻟﻨﺒﻲ ﺑﻌﻴﺪا وﺗﺨﻠﻴﺺ ﻓﺨﺬﻩ ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻪ .وﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ذﻟ ﻚ ﻳﻘ ﺎل ﻋ ﻦ ﻧﺨﻴﺦ اﻟﻨﺎﻗﺔ ﻣﻦ ﺛﻘﻞ ﺟﺴﺪﻩ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺣﻴﻦ ﻧﺰول اﻟﻮﺣﻲ ﻋﻠﻴﻪ وهﻮ ﻓﻮﻗﻬﺎ .آ ﺬﻟﻚ ﻓ ﺈن ﺴ ﻤَﻊ ﺣ ﻮل وﺟﻬ ﻪ اﻟﻄ ﺎهﺮ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن دوي اﻟﻨﺤﻞ اﻟﺬي آ ﺎن ُﻳ ْ ﺤﺪِﺛﻪ رﺳﻮل اﷲ ﺑﻔﻤﻪ وهﻮ ُﻣ ْﻐِﻠﻘُﻪ وإﻻ ﻟﺘﻨﺒﻪ اﻟﺤﺎﺿﺮون إﻟﻴﻪ ،إذ آﺎﻧﺖ ﻳﻜﻮن ﺷﻴﺌﺎ آﺎن ُﻳ ْ )(١٣ اﻟﻌﺮب ﺗﻌﺮف زﻣﺰﻣﺔ ﻓﺎرس ،وهﻲ ﺷﻲء ﻗﺮﻳﺐ ﻣـﻦ هﺬا .ﺛ ﻢ إن ﺷ ﻬﻴﻘﻪ وزﻓﻴ ﺮﻩ آﺎﻧﺎ ﺳﻴﺘﺴﺒﺒﺎن ﻓﻲ ﺗﻘﻄﻴﻊ هﺬا اﻟﺼﻮت ،وهﻮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث ،إذ ﻟﻢ ﻳُﺸ ﺮ أﺣ ٌﺪ إﻟ ﻲ ذﻟ ﻚ . وﺑﻌﺪ ،ﻓﺈن هﺬا اﻟﺜﻘﻞ وهﺬﻩ اﻷﺻﻮات ﺗﺪل ﻋﻠﻲ أن ﺛﻤﺔ ﺷﻴﺌﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺟﺴ ﺪ اﻟﺮﺳ ﻮل ﺛ ﻢ آ ﺎن ،أي أﻧ ﻪ آ ﺎن هﻨ ﺎك وﺟ ﻮد ﺁﺧ ﺮ ﻏﻴ ﺮ ﻣﺮﺋ ﻲ ﺑﺎﻹﺿ ﺎﻓﺔ إﻟ ﻲ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻧﻔﺴ ﻪ ، ﻓﺎﺣﻔﻆ ذﻟﻚ .وﻓﻀﻼ ﻋﻦ هﺬا ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺘﺴﺎءل :ﻣﺎ ﻏﺮﺿﻪ ﻣ ﻦ اﻓﺘﻌ ﺎل آ ﻞ ذﻟ ﻚ ؟ إن ﺑ ﺎب اﻟﺘﺼﻨﻊ واﻟﺘﻤﺜﻴﻞ واﺳﻊ ،ﻓﻤﺎ اﻟﺬي ﻳﻀﻄﺮﻩ إذن إﻟ ﻲ اﻟ ﺪﺧﻮل ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻀ ﺎﻳﻖ ؟ ﺑ ﻞ آﻴ ﻒ ﻧﻮﻓ ﻖ ﺑ ﻴﻦ اﻓﺘ ﺮاض اﻓﺘﻌﺎﻟ ﻪ ه ﺬﻩ اﻷﻋ ﺮاض وﺑ ﻴﻦ ﺗ ﺄﻟﻴﻒ اﻟ ﻮﺣﻲ اﻟﻔ ﻮري ،أي اﻟﻮﺣﻲ اﻟﺬي آﺎن ﻳﻨﺰل ﻓﻮر ﺗﻮﺟﻴﻪ أﺣﺪ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺳﺆاﻻ ﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ؟ آﻴﻒ ﻳﺎ ﺗﺮي ﻳﻘ ﻮم ﻓ ﻲ ﻧﻔ ﺲ اﻟﻮﻗ ﺖ ﺑﺎﻟﺰﻣﺰﻣ ﺔ ﺑﻔﻤ ﻪ ﻣ ﺜﻼ وﺑ ﺎﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓ ﻲ ﺟ ﻮاب ﻣﺜ ﻞ ه ﺬا اﻟﺴ ﺆال وﺻﻴﺎﻏﺘﻪ هﺬﻩ اﻟﺼﻴﺎﻏﺔ اﻷدﺑﻴﺔ اﻟﺮاﺋﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻘﺮﺁن ؟ إﻧﻨﻲ أﻋ ﺮف أن أﺣ ﺪا ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻟ ﻢ ﻳﺸ ﻚ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺮواﻳ ﺎت) ، (١٤وﻟﻜﻨﻨ ﻲ أردت ﺑﻤ ﺎ ﺳ ﺒﻖ أن أرﺳ ﻲ ) (١٢وﻳﺠﺮي ﻓﻲ هﺬا اﻻﺗﺠﺎﻩ أﻳﻀﺎ ﻗﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻦ ﺻﺤﺎﺑﺘﻪ أﺑﺪي ﻣﻼﺣﻈﺔ ﻋﻠ ﻲ ﺷ ﱠﻴ َﺒﺘْﻨﻲ » هُﻮد « وأﺧﻮاﺗﻬﺎ. آﺜﺮة اﻧﺘﺸﺎر اﻟﺸﻌﺮات اﻟﺒﻴﺾ ﻓﻲ رأﺳﻪ َ : ) (١٣اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٤ج / ٧ص ١٧٦ـ .١٧٧ ) (١٤ﺑﻞ ﺑﺎﻟﻌﻜـﺲ ﻧﺮي آﺎﺗﺐ ﻣـﺎدة " " Muhammadﻓﻲ » داﺋﺮة اﻟﻤﻌﺎرف اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺮة « ﻳﺴ ﺘﺒﻌﺪ ﺗﻤﺎﻣ ﺎ أن ﺗﻜ ﻮن ه ﺬﻩ اﻟﺮواﻳ ﺎت ﻗ ﺪ ﻟﻔﻘﻬ ﺎ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ،وﻳ ﺬآﺮ أن ه ﺬﻩ اﻷﻋ ﺮاض اﻟﻌﺠﻴﺒ ﺔ ﻗ ﺪ آﺎﻧ ﺖ ﻟﻤ ﻦ ﺷ ﺎهﺪهﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ دﻟﻴﻼ ﻗﻮﻳﺎ ﻋﻠﻲ أن اﻟﻮﺣﻲ ﻣﺼﺪرﻩ اﻟﺴﻤﺎء )ص ٢٩٣ /ﻋﻠﻲ اﻟﺸﻤﺎل( .
ﺻ ْﻠ ًﺒﺎ أﻗ ﻴﻢ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻓﻜﺮﺗ ﻲ ﺣﺘ ﻲ ﺗﺠ ﻲء ﻣﺘﻴﻨ ﺔ ﻣﺘﻤﺎﺳ ﻜﺔ ﺗﺜﺒ ﺖ ﻟﻌﻮاﺻ ﻒ اﻟﺘﺸ ﻜﻴﻚ أﺳﺎﺳًﺎ ُ واﻟﻤﻤﺎﺣﻜﺎت اﻟﺠﺪﻟﻴﺔ. وﺑﻬﺬا ﻧﺼﻞ إﻟﻲ ادﻋﺎءات ﻣ ﻦ اﺗﻬﻤ ﻮﻩ ﺑﺄﻧ ﻪ آ ﺎن ﻣﺼ ﺎﺑﺎ ﺑ ﺒﻌﺾ اﻷﻣ ﺮاض اﻟﻌﺼ ﺒﻴﺔ . وﻧﺒﺪأ ﺑﺎﻟﺼﺮع .واﻟﻮاﻗﻊ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻢ ُﻳ ﱠﺘ َﻬ ْﻢ ﻣ ﻦ أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ ﻣﻌﺎﺻ ﺮﻳﻪ اﻟﻌ ﺮب ﺑﻬ ﺬا اﻟﻤﺮض .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن هﺬا اﻻﺗﻬﺎم ﻗﺪﻳﻢ ،وﻣﻦ أواﺋﻞ ﻣﻦ اﺗﻬﻤ ﻪ ﺑ ﻪ اﻟﻜﺎﺗ ﺐ اﻟﺒﻴﺰﻧﻄ ﻲ ﺛﻴﻮﻓﺎﻧﻴﺲ) ،(١٥ﺛﻢ ﺷﺎع هﺬا اﻻدﻋﺎء ﺑﻴﻦ اﻷوروﺑﻴ ﻴﻦ ﺣﺘ ﻲ اﻟﻌﺼ ﺮ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ) . (١٦وﻓ ﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أي إﻧﺴﺎن ﻳﻌﺮف ﺳﻴﺮة اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم وﺷﺨﺼ ﻴﺘﻪ أن ﻳﺠ ﺰم ﺻ ﺎدﻗﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺼﺎﺑًﺎ ﺑﺎﻟﺼﺮع ،إذ ﻟ ﻮ آﺎﻧ ﺖ ﻋ ﻮارض اﻟ ﻮﺣﻲ ه ﻲ أﻋ ﺮاض اﻟﺼ ﺮع ﻟﻜ ﺎن رد اﻟﻔﻌ ﻞ اﻟﺘﻠﻘ ﺎﺋﻲ ﻋﻨ ﺪ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ أن ﻳﺴ ﺎرﻋﻮا ﻓﻴﻨﻘ ﺬوﻩ وﻳﻤﻨﻌ ﻮﻩ ﻣ ﻦ أن ﻳﺆذي ﻧﻔﺴﻪ أﺛﻨﺎء اﻟﻨﻮﺑ ﺔ ،وﻟﻜ ﻦ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﺤ ﺪث ه ﻮ أﻧﻬ ﻢ آ ﺎﻧﻮا َﻳ َﺪﻋُﻮﻧ ﻪ ﻻ ﻳﻘﺮﺑﻮﻧ ﻪ ﺣﺘﻲ ﻳﻨﺠﻠﻲ ﻋﻨﻪ اﻟﻮﺣﻲ ﻓﻴﻔﻴﻖ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ دون أن ﻳﻜ ﻮن هﻨ ﺎك ﻋﻼﻣ ﺔ ﻓ ﺰع ﻋﻠ ﻲ ي ﺷ ﻲء ﻣﻤ ﺎ ﻳﺸ ﺎ َه ُﺪ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤﺼ ﺮوع ﺳ ﺎﻋﺔ وﺟﻬﻪ أو زوﻏ ﺎن ﺑﺼ ﺮ أو ﻣﻌﺎﻧ ﺎة ،أو أ ّ إﻓﺎﻗﺘﻪ ﻣﻦ ﻏﺎﺷﻴﺘﻪ .إن اﻟﻐﺮﻳﺐ ،ﻟﻮ آ ﺎن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻣﺼ ﺎﺑﺎ ﺑﺎﻟﺼ ﺮع ،أن اﻟﻮﺣﻲ آﺎن ﻳﻔﺎﺟﺌﻪ وهﻮ ﻗﺎﺋﻢ أو ﺟﺎﻟﺲ أو ﻣﺘﻮآﺊ ﻋﻠﻲ ﻋﺴﻴﺐ أو راآﺐ ﻋﻠﻲ ﻧﺎﻗﺘﻪ ﻓ ﻼ ﻳﺴﻘﻂ ﻋﻠﻲ اﻷرض ﺷﺄن اﻟﻤﺼﺮوﻋﻴﻦ .ﺛﻢ ﻣﺎ اﻟﺬي آﺎن ﻳﺪﻓﻌﻪ إﻟﻲ اﻟﺼ ﻌﻮد إﻟ ﻲ ﻏ ﺎر ﺣﺮاء وﻗﻀﺎء اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ذوات اﻟﻌﺪد وﺣﺪﻩ هﻨﺎك وهﻮ ﻳﻌﺮف أﻧﻪ ﻣﻌﺮض ﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﺼﺮع ﻓﻲ أي وﻗﺖ وﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺴﻘﻂ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﻖ ﻓ ُﺘ َﺪقّ ﻋﻨﻘﻪ ؟ ﺑﻞ ﻣﺎ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ ﺧﺪﻳﺠﺔ اﻟﺰوﺟ ﺔ اﻟﻤﺤﺒﺔ اﻟﻤﺘﻔﺎﻧﻴﺔ ﺗﺘﺮآﻪ ﻳﺬهﺐ إﻟﻲ هﻨﺎك ﻣﻌﺮﱢﺿﺎ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻟﻬ ﺬا اﻟﺨﻄ ﺮ اﻟﻘﺎﺗ ﻞ ؟ إن أﻟﻔﺮﻳ ﺪ ﺟﻴﻮم ﻳﻨﻔﻲ ﺑﻘﻮة هﺬا اﻻﺗﻬﺎم ﻋﻠﻲ أﺳﺎس ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻳﺘﻤﺘ ﻊ ﺑ ﻪ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻣ ﻦ رﺟﺎﺣ ﺔ اﻟﻌﻘ ﻞ واﻻﺗﺰان اﻟﻌﻘﻠﻲ واﻟﻨﻔﺴﻲ واﺗﺴﺎع أﻓﻘﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﺻﻼﺑﺘﻪ ﻓﻲ دﻋﻮﺗ ﻪ .وﻣ ﻦ اﻟﻄﺮﻳ ﻒ أﻧﻪ ،ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟ ﺬي ﻳﺆآ ﺪ ه ﺬا اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮق ﻓﻴ ﻪ أن دراﺳ ﺔ اﻟﻈ ﻮاهﺮ اﻟﻨﻔﺴ ﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺮﺑ ﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴ ﺔ ﺗﻨﺴ ﻒ ه ﺬا اﻻﺗﻬ ﺎم ﻧﺴ ﻔﺎ) ، (١٧ﻧﺠ ﺪ أن آﺎﺗ ﺐ ﻣ ﺎدة " " Muhammadﻓ ﻲ »داﺋ ﺮة اﻟﻤﻌ ﺎرف اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼ ﺮة « ﻳﺆآ ﺪ أن اﻷﻃﺒ ﺎء اﻟﻨﻔﺴ ﻴﻴﻦ اﻟﻤﺤ ﺪَﺛﻴﻦ ﻳﻌﺘﺮﻓﻮن ﺑﺼﺤﺔ ﺗﺸﺨﻴﺺ اﻷﻋﺮاض اﻟﻤﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻠﻮﺣﻲ ﻋﻠﻲ أﻧﻬﺎ أﻋ ﺮاض اﻟﺼ ﺮع ، وإن ﺳﺎرع إﻟﻲ اﻟﻘ ﻮل ﻋﻘﻴ ﺐ ذﻟ ﻚ ﺑ ـ » أﻧﻨ ﺎ ﻳﺠ ﺐ أن ﻧ ﺪﻋﻬﻢ ﻳﻘ ﺮرون ﺑﺄﻧﻔﺴ ﻬﻢ ﻃﺒﻴﻌ ﺔ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺑﺪﻗﺔ ‹‹) ، (١٨ﻣﺘﻈﺎهﺮًا ﺑﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ وﻋ ﺪم دس أﻧﻔ ﻪ ﻓﻴﻤ ﺎ ﻻ ﻳﺤﺴ ﻨﻪ ،ﻣ ﻊ أﻧﻪ ﻟﻮ آﺎن ﺻﺎدﻗﺎ ﻓﻲ ادﻋﺎء اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻤ ﺎ زﻋ ﻢ أن اﻷﻃﺒ ﺎء اﻟﻨﻔﺴ ﻴﻴﻦ اﻟﻤﺤ ﺪﺛﻴﻦ ﻗ ﺪ أآﺪوا ﺻﺤﺔ اﻟﺘﺸﺨﻴﺺ اﻟﻤﺸ ﺎر إﻟﻴ ﻪ ،أو ﻟ ﺬآﺮ ﻟﻨ ﺎ ﺑﺼ ﺮاﺣﺔ أﺳ ﻤﺎء ه ﺆﻻء اﻷﻃﺒ ﺎء ، ﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ أﻋﺮاض اﻟﻮﺣﻲ ﻋﺮﺿﺎ أﻣﻴﻨﺎ .أﻣﺎ ﺿ ْ ﻋ ِﺮ َ وﻋﻠﻲ أي أﺳﺎس أآﺪوا ذﻟﻚ ،وهﻞ ُ ﻗﻮﻟﻪ إﻧﻨﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﺪع هﺆﻻء اﻷﻃﺒﺎء ﻳﻘﺮرون ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﺪﻗﺔ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻲ ﻋﻨﺪي إﻻ أﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮا ﺷﻴﺌﺎ ،ﻷﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮﻧ ﻮا ﻗ ﺪ ﻗ ﺮروا ) (١٥اﻧﻈ ﺮ ﻣ ﺎدة " " Muhammadﻓ ﻲ » داﺋ ﺮة اﻟﻤﻌ ﺎرف اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼ ﺮة« . واﻧﻈﺮ أﻳﻀﺎ ﺑﻌﺾ إﺷﺎرات إﻟﻲ ذﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺟﻴﻮم) ص . ( ٥٢ / ) (١٦اﻧﻈﺮ ﻣﻨﺰﻳﺲ ، ٢٢٧ /وآﺬﻟﻚ ﺟﺐ ٢٣ /ود .هﻴﻜﻞ .٢٧ / ) (١٧ﺟﻴﻮم .٢٥ / ) (١٨ص ٣٩٣ /ﻋﻠﻲ اﻟﻴﻤﻴﻦ.
ﺻﺤﺔ ذﻟﻚ اﻟﺘﺸﺨﻴﺺ ،ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻪ هﻮ إن ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺪﻋﻬﻢ ﻳﻔﻌﻠﻮن ذﻟﻚ . ﻋﻠﻲ أن اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ اﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺔ ﻓﺈن اﻟﻤﻌﺎﺟﻢ اﻟﻄﺒﻴﺔ ودواﺋﺮ اﻟﻤﻌﺎرف ﻣﺒﺬوﻟﺔ ﻟﻤﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻘﺮأ وﻳﻔﻬﻢ. ﺟﺎء ﻓﻲ» « New Medical Dictionaryﻟﻤﺤﺮ َرﻳْﻪ F. M. Margerisonو A . D . Bankerﻓﻲ ﻣﺎدة" ( Epilepsy ) :اﻟﺼﺮع ﻣﺮض ﻳﺼﻴﺐ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﻌﺼﺒﻲ ،وﻳﻤﻴﺰﻩ ﻓﻘﺪان اﻟﻮﻋﻲ وآﺬﻟﻚ اﻟﺘﻘﻠﺼﺎت ﻓﻲ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن ...وه ﻮ ﻳﺒ ﺪأ ﻋ ﺎدة ﻓ ﻲ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ...واﻟﻤﺼﺎﺑﻮن ﺑﻪ هﻢ أﺷﺨﺎص اﻧﻔﻌ ﺎﻟﻴﻮن ﻏﻴ ﺮ ﻣﺘ ﺰﻧﻴﻦ ،وﻣﻬﻴ ﺄون ﻟﻠﺘﻘﻮﻗ ﻊ ﺑﻌﻴ ﺪا ﻋ ﻦ اﻟ ﺪﻧﻴﺎ واﻟﻌ ﻴﺶ ﻓ ﻲ اﻷوه ﺎم .وﻋ ﺎدة ﻣ ﺎ ﺗﻨﺸ ﺄ ﻧﻮﺑ ﺔ اﻟﺼ ﺮع ﻋ ﻦ اﻟﻀ ﻐﻂ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ أو اﻟﺘﻬﻴﺞ اﻟﻼإرادي. أﻣﺎ ﻋﻦ أﻋﺮاض اﻟﺼﺮع ﻓﻔﻲ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ...ﺗﺤﺪث اﻟﻨﻮﺑﺔ ﻓﺠﺄة وﻳﺴﻘﻂ اﻟﻤﺼﺮوع آﺎﻟﻠﻮح ،وﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺆذي ﻧﻔﺴﻪ أﺛﻨ ﺎء ذﻟ ﻚ إﻳ ﺬا ًء ﺷ ﺪﻳﺪا ،وﺗﻨﺒﺴ ﻂ اﻟﻌﻀ ﻼت وﺗﻨﻘ ﺒﺾ ﺑﺸﺪة .أﻣﺎ اﻟﻮﺟﻪ ﻓﻴﻜﻮن أوﻻ ﺷﺎﺣﺒﺎ ﺛﻢ ﻳﻨﻘﻠﺐ إﻟﻲ اﻻزرﻗﺎق ﻣﻊ اﻧﺴﺪاد ﻣﺠﺮي اﻟﺘﻨﻔﺲ . وﺑﻌ ﺪ ﺑﻀ ﻊ ﺛ ﻮان ﺗﺄﺧ ﺬ اﻟﻌﻀ ﻼت ﻓ ﻲ اﻻرﺗﻌ ﺎش واﻟﺘﺸ ﻨﺞ ،وﺗ ﺪور ﺣ ﺪﻗﺘﺎ اﻟﻌ ﻴﻦ، وﻳﻨﻘﺒﺾ اﻟﻔﻚ وﻳﺮﺗﺨﻲ ،وﻗﺪ ﻳﻌﺾ اﻟﻤﺼﺮوع ﻟﺴﺎﻧﻪ ﺑﻘﻮة .آﺬﻟﻚ رﺑﻤﺎ ﺗﺒﻮل أو ﺗﺒ ﺮّز ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺴﻪ .وﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ ﻳﺮوح اﻟﻤﺮﻳﺾ ﻓﻲ ﻏﻴﺒﻮﺑﺔ ﻓﺘﺮﺗﺨﻲ اﻟﻌﻀﻼت ﺣﻴﻨﺌﺬ وﻳﻨﺎم ﻟﻌﺪة ﺳﺎﻋﺎت ﻗﺒﻞ أن ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﻓ ﻲ ﻧﻬﺎﻳ ﺔ اﻟﻨﻮﺑ ﺔ وﻋﻘﻠ ﻪ ﻳﻌ ﺎﻧﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺘﺸ ﻮﻳﺶ .وﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺤﺎﻻت ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ اﻟﻨﻮﺑﺔ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻊ دﻗﺎﺋﻖ ﺑﻞ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻣﻊ ازدﻳﺎد اﻟﻨ ﺒﺾ وارﺗﻔ ﺎع درﺟ ﺔ اﻟﺤﺮارة ...وﻗﺪ ﻳﺤﺪث أن ﻳﻔﻴﻖ اﻟﻤﺮﻳﺾ ﻇﺎهﺮا ﻓﻴﻤﺎرس أﻣﻮرﻩ دون أن ﻳﻜ ﻮن واﻋﻴ ﺎ ﻼ ﺑﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ .وﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺴﺘﺒﻌﺪ أن ﻳﺮﺗﻜﺐ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺸﺨﺺ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘ ﻞ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ ِﻓ ْﻌ ً اﻟﺤﺎﻟ ﺔ ...أﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ﻧﻮﺑ ﺎت اﻟﺼ ﺮع اﻟﺨﻔﻴﻔ ﺔ ﻓﻘ ﺪ ﻳﻐﻴ ﺐ اﻟ ﻮﻋﻲ ﻟﺒﻀ ﻊ ﺛ ﻮان دون أن ﺗﺼﺎﺣﺒﻪ أﻳﺔ ﺗﻘﻠﺼﺎت .وﻗﺪ ُﻳ ْﻌﺮَف ﻋﻦ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﻤﺮﻳﺾ أﻧﻪ ﻋﺮﺿ ﺔ ﻟﺸ ﺤﻮب اﻟﻮﺟ ﻪ اﻟﻤﻔﺎﺟﺊ وﻓﻘﺪان ﺧﻴﻂ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ .وﻗ ﺪ ﻳﻈﻬ ـﺮ ﻋﻠﻴ ـﻪ أﻧ ﻪ رﺟ ﻊ إﻟ ﻲ ﺣﺎﻟﺘ ﻪ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴ ﺔ ﺑﻌ ﺪ ﺑﻀﻊ ﺛﻮان ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻳﺮﺗﻜﺐ هﺬا اﻟﺸﺨﺺ ﻋﻤﻼ إﺟﺮاﻣﻴﺎ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺜﻮاﻧﻲ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ، وﻟﻜﻨﻪ رﻏﻢ ذﻟﻚ ﻻ ُﻳ َﻌﺪّ ﻣﺴﺆوﻻ ﻋﻨﻪ .وهﻨﺎك اﻟﺼﺮع اﻟﭽﺎآﺴﻮﻧ ـﻲ ...وﻗ ﺪ ﺗ ﺄﺗﻲ ﻧﻮﺑﺘ ﻪ ﻋﻠﻲ هﻴﺌﺔ ﺗﻨﻤﻴﻞ ﻓﻲ أﺻﺎﺑﻊ إﺣﺪي اﻟﻴﺪﻳﻦ أو إﺣﺪي اﻟﻘﺪﻣﻴﻦ ﺛﻢ ﻳﻨﺘﺸﺮ اﻟﺘﻨﻤﻴﻞ ﻓ ﻲ ﺳ ﺎﺋﺮ اﻟﻌﻀﻮ .وﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﻔﻆ اﻟﻤﺼﺎب ﺑﻬﺬا اﻟﺼﺮع ﺑﻮﻋﻴﻪ ﻃﻮال ﻣﺪة اﻟﻨﻮﺑﺔ. وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﻼج ،ﻓﺈن اﻷﻃﻔﺎل اﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ﺑﺎﻟﺼﺮع ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ُﻳ ْﻌﻨَﻲ ﺑﺘﺮﺑﻴﺘﻬﻢ ﻣﻊ أهﻤﻴ ﺔ ﺗﺠﻨﻴﺒﻬﻢ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﻘﻠﻖ واﻟﺨﻮف ﺑﺄﻗﺼﻲ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﺎع ...وﻣﻦ اﻟﻀﺮوري أن ﻳﺒﺘﻌﺪوا ﻋﻦ اﻷﺷﻐﺎل اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﺆدي ﻓﻘﺪان وﻋﻴﻬﻢ أﺛﻨﺎءهﺎ إﻟﻲ أن ﻳﺆذوا أﻧﻔﺴﻬﻢ أو اﻵﺧﺮﻳﻦ .وﻳﺠﺐ ﺨﻠَﻊ اﻷﺳﻨﺎن اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻮم .وأﺛﻨﺎء اﻟﻨﻮﺑﺔ ﻻﺑﺪ أن ُ ْﻳ َﻤﻨﻊ اﻟﻤﺼﺮوع ﻣﻦ إﻳﺬاء أن ُﺗ ْ ) (١ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺄن ُﻳ َﺪسّ ﺷﻲء ﺑﻴﻦ أﺳﻨﺎﻧﻪ ﺣﺘﻲ ﻻ ﻳﻌﺾ ﻟﺴﺎﻧﻪ. ٩ ‹‹....
) (١٩اﻧﻈﺮ أﻳﻀﺎ » داﺋﺮة اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ « /ﻣﺎدﺗﻲ" " Epilepsy " Epi- leptic Fit ".
وﻻ أﻇ ﻦ إﻻ أن اﻟﻘ ﺎرئ ﺳ ﻮف ﻳﻜﺘﺸ ﻒ اﻵن ﺑﻨﻔﺴ ﻪ دون أﻳ ﺔ ﻣﺸ ﻘﺔ زﻳ ﻒ اﻟ ﺮﺑﻂ ﺑ ﻴﻦ ﻋﻮارض اﻟﻮﺣﻲ اﻟﻤﺤﻤﺪي وﺑﻴﻦ أﻋﺮاض اﻟﺼﺮع وﻧﻮﺑﺎﺗﻪ ،ﻓﻼ اﻟﺮﺳﻮل آﺎن ﺷﺨﺼ ﺎ اﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺰن ،وﻻ هﻮ آﺎن ﻳﺘﻘﻮﻗﻊ ﻓﻲ داﺧﻞ أوهﺎﻣﻪ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻟﻨ ﺎس ﻣ ﻦ ﺣﻮﻟ ﻪ ،ﺑ ﻞ آ ﺎن ﻳﺸ ﺎرك ﺑﻜ ﻞ ﻃﺎﻗﺘ ﻪ واﻧﺘﺒﺎه ﻪ واهﺘﻤﺎﻣ ﻪ ﻓ ﻲ ﻧﺸ ﺎﻃﺎت اﻟﺤﻴ ﺎة راﻋﻴ ﺎ ، وﺗﺎﺟﺮا ،وزوﺟﺎ ،وﻣﺤﺎرﺑﺎ ،وداﻋﻴ ﺎ إﻟ ﻲ رﺑ ﻪ ،وﺣﺎآﻤ ﺎ ،وﻗﺎﺋ ﺪا ﻋﺴ ﻜﺮﻳﺎ ...إﻟ ﺦ . آﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ،ﺣﻴﻦ ﻳﻨﺘﺎﺑﻪ اﻟﻮﺣﻲ ،ﻳﺴﻘﻂ آﺎﻟﻠﻮح ،وﻻ ﺣ ﺪث ﻗ ﻂ أن ﺁذي ﻧﻔﺴﻪ أﺛﻨﺎء ذﻟﻚ ،آﺄن ﻳﻌﺾ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻣﺜﻼ .آﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓ ﱡﻜ ﻪ وﻻ ﻋﻀ ﻼﺗﻪ ﺗﻨﻘ ﺒﺾ وﺗﺮﺗﺨﻲ ﻋﻠﻲ ﻧﺤﻮ ﺗﺸﻨﺠﻲ) وﻻ داﻋﻲ ﻃﺒﻌﺎ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺘﺒﻮل واﻟﺘﺒ ﺮز( .ﺛ ﻢ إﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ن ﻗﻂ ﻣﻦ ﺗﺸـﻮش ﻋﻘﻠـﻪ ،وﻟـﻢ ﻳﺮﺗﻜـﺐ ﻣﺮة ﻋﻤ ﻼ ﺧﻄﻴ ﺮا ﻻ أﺛﻨ ﺎء اﻟ ﻮﺣﻲ وﻻ ﺑﻌ ﺪ ﻳُﻌﺎ ِ ﻂ اﻟﺤﺪﻳﺚ وهﻮ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻣ ﻊ أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﺧ ْﻴ َ اﻧﻘﺸﺎﻋﻪ .وأﻳﻀﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث اﻟﺒﺘﺔ أن َﻓ َﻘ َﺪ َ ﻋﻨﺪ ﻧﺰول اﻟﻮﺣﻲ ﻋﻠﻴﻪ ،أو ﺷﻌﺮ ﺑﺘﻨﻤﻴ ﻞ ﻓ ﻲ أﺻ ﺎﺑﻊ ﻳﺪﻳ ﻪ أو ﻗﺪﻣﻴ ﻪ ﻗ ﻂ ،أو ارﺗﻔﻌ ﺖ درﺟﺔ ﺣﺮارﺗﻪ ﺣﻴﻨﺬاك أو ﺗﺴﺎرع ﻧﺒﻀﻪ ،ﺑﻞ ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻜﺲ آﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻳﺤﺲ ﺑﺒﺮد ق ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎﻩ) . (٢٠أﻣﺎ وﺟﻬﻪ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻘﺪ آﺎن ﻳﺤﺘﻘﻦ ﺣﻤﺮة) وﻗﺪ ﻳﺮﺑ ّﺪ( ،وﻟﻜﻨ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳ ﺰر ّ أﺑﺪا ،وﻻ اﻧﺴﺪ ﻣﺠﺮي ﺗﻨﻔﺴﻪ .وﻃﺒﻌﺎ ﻟﻢ ﻳﺤ ﺪث ﻗ ﻂ أن ﺻ ﺮخ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻋﻨﺪ ﻣﺠﻲء اﻟﻮﺣﻲ .وهﺬا ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ،أﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓ ﺈن أﻋ ﺮاض ي اﻟﻨﺤ ﻞ ﺣ ﻮل وﺟﻬ ﻪ اﻟ ﻮﺣﻲ اﻟﺘ ﻲ ﺳ ﺒﻘﺖ اﻹﺷ ﺎرة إﻟﻴﻬ ﺎ ،آﺼﻠﺼ ﻠﺔ اﻟﺠ ﺮس ودو ّ اﻟﺸﺮﻳﻒ وﺛﻘﻞ ﺟﺴﻤـﻪ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻓﺠﺄة ،ﻻ ﺗﺠﺪ ﻓﻲ اﻟﺼ ﺮع وﻧﻮﺑﺎﺗ ﻪ أي ﺗﻔﺴ ﻴﺮ .وإذا آ ﺎن اﻟﺮﺳﻮل ،ﺣﻴﻦ ﻣﺠﻲء اﻟﻮﺣﻲ ،ﻳﺮوح ﻓﻲ ﺳﺒﺎت ﻓﺈن هﺬا ﺷﻲء ،وﻓﻘﺪان اﻟﻮﻋﻲ ﺷﻲء ﺁﺧ ﺮ .ذﻟ ﻚ أﻧﻨ ﺎ ﻻ ﻧﻘ ﻮل ﻋ ﻦ اﻟ ُﻤ ْﻐ ِﻔ ﻲ) (٢١إﻧ ﻪ ﻓ ﻲ ﻏﻴﺒﻮﺑ ﺔ أو ﻓﺎﻗ ٌﺪ وﻋﻴ ﻪ ،ﺑ ﻞ ﻧﻘ ﻮل ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ إﻧﻪ راح ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﺎت ﻣ ﺜﻼ .وﻓﻀ ﻼ ﻋ ﻦ ذﻟ ﻚ آ ﺎن اﻟﺮﺳ ﻮل ،ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﻔﻴ ﻖ ﻣ ﻦ اﻟﻮﺣﻲ ،ﻳﺴﺄل ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺪﻋﺖ ﻧﺰول اﻟ ﻮﺣﻲ وﻳﺠﻴﺒ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺘ ّﻮ ﺑﻤ ﺎ ﻧ ﺰل ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑﻠﻐ ﺔ أدﺑﻴ ﺔ ه ﻲ أرﻗ ﻲ ﻣ ﺎ ﺷ ﻬﺪ اﻷدب اﻟﻌﺮﺑ ﻲ .وﻟ ﻴﺲ ه ﺬا أﺑ ﺪا ﺷ ﺄن اﻟﻤﺼﺮوﻋﻴﻦ .ﺑﻞ إﻧﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺮة اﻟﺘ ﻲ ﻧ ﺰل ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟ ﻮﺣﻲ ﺑﺘﺒﺮﺋ ﺔ أم اﻟﻤ ﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ، رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻧﺠﺪﻩ ﻗﺪ أﻓﺎق وهﻮ ﻳﻀﺤﻚ ﻣﻦ اﻟ ِﺒﺸْﺮ) ، (٢٢وﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜ ﻮن ه ﺬﻩ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻤﻔﻴﻖ ﻣﻦ اﻟﺼﺮع. وﻣﻦ اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ا ﱡﺗﻬِﻢ ﺑﻬﺎ اﻟﺮﺳﻮل ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم اﻟﻬﺴﺘﺮﻳﺎ) اﻟ َﻬﺮَع( ، وهﻮ ﻣﺮض ﻋﻘﻠ ﻲ ﻳﺼ ﻴﺐ اﻟﻤﻌﺘّﻠ ﻲ اﻷﻋﺼ ﺎب واﻟﻤﻀ ﻄﺮﺑﻲ اﻟﺘﻜ ﻮﻳﻦ .وﺳ ﺒﺒﻪ ،آﻤ ﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻮن ،هﻮ آﺒﺖ اﻟﺸﺨﺺ ﻟﺮﻏﺒﺎﺗﻪ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻼﺷﻌﻮر ﺣﻴ ﺚ ﻻ ﺗﻬ ﺪأ هﺬﻩ اﻟﺮﻏﺒﺎت ﺑﻞ ﺗﺘﻤﺮد ﺣﺘﻲ ﺗﺠﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﺘﻨﻔﺴﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺁﺧﺮ .وﻟﻬﺬا اﻟﻤﺮض أﻋﺮاض )» (٢٠اﻹﺗﻘﺎن « ﻟﻠﺴﻴﻮﻃﻲ .٦٠ / ١ / ) (٢١اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ هﻨﺎ آﻠﻤﺘﻲ » ﺳُﺒﺎت « و » إﻏﻔﺎء « ﺗﺒﻌ ﺎ ﻟﻤ ﺎ ﻗ ﺎل ﺑﻌ ﺾ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ﻋ ﻦ هﺬا اﻟﻌﺎرض ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم ،وإن آ ﺎن اﻟﻤﺮﺣ ﻮم د .دراز ﻗ ﺪ ﺑ ﻴﻦ أﻧ ﻪ ﺷ ﻲء ﻣﻐﺎﻳﺮ ﻟﻠﻨﻮم ﺗﻤﺎﻣﺎ ،ﻓﺈﻧﻪ آﺎن ﻳﻌﺘﺮﻳ ﻪ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ واﻗﻔ ـﺎ وﻗﺎﻋ ـﺪا وﺳ ـﺎﺋﺮا ، وآ ـﺎن ﻳﻌ ـﺮوﻩ ﻓﺠ ﺄة ،وﻳ ﺰول ﻋﻨ ﻪ ﻓﺠ ﺄة ،وآﺎﻧ ﺖ ﺗﺼ ﺎﺣﺒﻪ اﻷﺻ ﻮات اﻟﺘ ﻲ ﺳ ﺒﻘﺖ اﻹﺷﺎرة إﻟﻴﻬﺎ .وهﻲ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺳﺪﻳﺪة ﻣﻨﻪ رﺣﻤﻪ اﷲ اﻧﻈﺮ )» اﻟﻨﺒﺄ اﻟﻌﻈﻴﻢ « . (٦٤/ ) (٢٢اﻟﺒﺨﺎري .١ /
ﻋﻀﻮﻳﺔ وأﺧﺮي ﻋﻘﻠﻴﺔ :ﻓﺎﻷوﻟﻲ ﻣﺜ ﻞ ﺗﺸ ﻨﺞ اﻟﻌﻀ ﻼت وﺷ ﻠﻞ اﻷﻃ ﺮاف ،واﻟﻌﻤ ﻲ ، واﻟﺼﻤﻢ ،واﻟﻘﻲء ،واﻟﺮﺟﻔﺔ ،وﺿﻴﺎع اﻟﺼﻮت أو اﻟﻜﻼم ،وﻋﺠﺰ اﻟﻴﺪ ﻋﻦ اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﻼﻣﺴﻬﺎ .أﻣﺎ اﻷﻋﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻓﺘﺘﺒﺪّي ﻓﻲ ﺣﺪوث ﻓﺠﻮات ﻓ ﻲ اﻟ ﺬاآﺮة ، واﻟﻤﺸﻲ أﺛﻨﺎء اﻟﻨﻮم .ورﺑﻤﺎ هﺠﻢ اﻟﻤﺼﺎب أﺛﻨﺎء ﺗﺠﻮاﻟﻪ ﻋﻠﻲ اﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻓ ﺈذا أﻓ ﺎق ﻣ ﻦ اﻟﻨﻮﺑﺔ ﻟ ﻢ ﻳﺘ ﺬآﺮ ﺷ ﻴﺌﺎ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ .وﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻷﻋ ﺮاض أﻳﻀ ﺎ اﻟﻐﻴﺒﻮﺑ ﺔ ،وﺗ ﻮهﻢ رؤﻳ ﺔ أﺷ ﻴﺎء أو ﺳ ﻤﺎع أﺻ ﻮات ﻟ ﻴﺲ ﻟﻬ ﺎ وﺟ ﻮد ،وآ ﺬﻟﻚ ازدواج اﻟﺸﺨﺼ ﻴﺔ .ورﺑﻤ ﺎ أدت اﻟﻬﺴ ﺘﺮﻳﺎ إﻟ ﻲ اﻟﺠﻨ ﻮن إذا آﺎﻧ ﺖ ﺣ ﺎدة .وﻗ ﺪ ﻳﺤ ﺪث ﺧﻠ ﻂ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻬﺴ ﺘﺮﻳﺎ) اﻟ َﻬ ﺮَع( واﻟﺼ ﺮع) . (٢٣وﻟﻌ ﻞ ه ﺬا ه ﻮ اﻟﺴ ﺒﺐ ﻓ ﻲ أن ﻣﻨ ﺰﻳﺲ اﺗﻬ ﻢ اﻟﺮﺳ ﻮل ﺑﺎﻟﻤﺮﺿ ﻴﻦ آﻠﻴﻬﻤﺎ) . (٢٤وﻧﻈﺮة إﻟﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ هﺬا اﻟﻤﺮض وأﻋﺮاﺿﻪ ﺗﻐﻨﻴﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﺮد ﻋﻠﻴﻪ . أﻣ ﺎ ﺑﻮآﻴ ﻪ ،وه ﻮ رﺟ ﻞ دﻳ ﻦ ﺑﺮﻳﻄ ﺎﻧﻲ آﺜﻴ ﺮا ﻣ ﺎ ﻳﺤ ﺮف اﻟﺮواﻳ ﺎت وﻻ ﻳﻌﺰوه ﺎ إﻟ ﻲ ﻣﺼﺎدرهﺎ وﻻ ﺣﺘﻲ إﻟﻲ اﻟﻤﺮاﺟﻊ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻘﻞ ﻋﻨﻬ ﺎ ،ﻓﻬ ﻮ ﻳﻔﺴ ﺮ اﻟ ﻮﺣﻲ ﺑﺄﻧ ﻪ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ) هﻜﺬا ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﺤﺪﻳـﺪ( .وﻗـﺪ ﺑﺤﺜﺖ ﻓﻲ ""New Medical Dictionary ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان " ) " Nervous Disorderاﻻﺿﻄﺮاب اﻟﻌﺼ ﺒﻲ( ،وه ﺎك ﻣ ﺎ ورد ﻓﻴﻪ: »اﻻﺿﻄﺮاب اﻟﻌﺼﺒﻲ ﻣﻌﻨﺎﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺸﻜﻮ ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟﻤ ﺮﻳﺾ ﻣ ﻦ أﻋ ﺮاض ﻻ ﺗﻮﺟ ﺪ أﻋﺮاض ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺗﻔﺴ ﺮهﺎ ،وﻟﻜ ﻦ ﺗﻨﺸ ﺄ ﻣ ﻦ ﺣﺎﻟ ﺔ اﻟﻌﻘ ﻞ اﻟﻤﻀ ﻄﺮﺑﺔ .وﻳﺼ ﺎﺣﺒﻬﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﺿﻌﻒ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ إﻟﻲ اﻟﺤﺪ اﻟﺬي ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻋﻨﻪ أﻟﻢ أو ﺷ ﻠﻞ أو ﻋﺠ ﺰ ﺴ َﺘ ْﻌﻤَﻞ اﻟﻤﺼ ﻄﻠﺤﺎت اﻟﺜﻼﺛ ﺔ ﻳﺴﻌﻲ اﻟﻤﺮﻳﺾ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻲ ﻧﺼﻴﺤﺔ ﻃﺒﻴ ﺔ ﺑﺸ ﺄﻧﻪ .و ُﺗ ْ اﻵﺗﻴﺔ Neurosis" :و Psychoneurosisو "Neurastheniaﺑﻤﻌﻨﻲ واﺣﺪ ﻋﻠﻲ رﻏ ﻢ أن اﻟ ـ ) Neurastheniaاﻹﻧﻬ ﺎك اﻟﻌﺼ ﺒﻲ( ،وﺗﻌﻨ ﻲ ﺿ ﻌﻒ اﻷﻋﺼ ﺎب وإﻧﻬﺎآﻬﺎ ،ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻓﻲ أﻏﻠ ﺐ اﻷﺣﻴ ﺎن ﻋﻠ ﻲ اﻟﺪﻻﻟ ﺔ ﻋﻠ ﻲ اﻹره ﺎق اﻟ ﺬهﻨﻲ واﻟﻌﻀ ﻮي اﻟﺸﺪﻳﺪ اﻟﻘﺴﻮة ،ﻣﻊ اﻻآﺘﺌﺎب واﻟﻼﻣﺒﺎﻻة واﻟﺼﺪاع واﻵﻻم ﻏﻴﺮ اﻟﻮاﺿﺤﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺠ ﻲء ﻓﻲ أﻋﻘﺎب أﻧﻮاع اﻟﻌﺪوي اﻟﺤﺎدة ﻣﺜﻞ اﻷﻧﻔﻠﻮﻧﺰا .وﻳﺸ ﺒﻪ اﻟ ﻮهﻦ اﻟﻌﺼ ﺒﻲ (Nervous ) Debility اﻹﻧﻬﺎك اﻟﻌﺼﺒﻲ ،وإن ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﻘﺴ ﻮة .وﻳﻜ ﻮن اﻟﻤ ﺮﻳﺾ » ﻣﺮهﻘ ﺎ « ﺿ ﻌﻴﻒ اﻟﺼﺤﺔ ﻣ ﻦ ﺳ ﻮء اﻟﻐ ﺬاء ،وﻗ ﺪ ﻳﺼ ﺎﺣﺐ ذﻟ ﻚ ﻗﻠ ﻖ ﻏﺎﻟﺒ ﺎ ،وﺗﻨﺸ ﺄ ﺣﻠﻘ ﺔ ﻣﻔﺮﻏ ﺔ ﻳ ﺆﺛﺮ ﺧﻼﻟﻬ ﺎ اﻟﺠﺴ ﻢ واﻟﻌﻘ ﻞ آﻼهﻤ ﺎ ﻓ ﻲ اﻵﺧ ﺮ .وﺗﻜ ﻮن اﻟﻌﻀ ﻼت ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ ﺳ ﻴﺌﺔ ،وﻻ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ اﻟﺪورة اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ آﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐ ﻲ ﻟﻠﺘﻐﻴ ﺮات اﻟﺘ ﻲ ﺗﻄ ﺮأ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺠﺴ ﻢ أو ﻋﻠ ﻲ درﺟ ﺔ اﻟﺤﺮارة ،آﻤﺎ ﻳﺘﻌﺮض اﻟﺠﻬﺎز اﻟﻬﻀﻤﻲ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻟﻼﺿﻄﺮاب .واﻟ ﺬي ﻳﺤ ﺪث ه ﻮ أن ) (٢٣اﻧﻈﺮ ﻣﺎدة " " Hysteriaﻓﻲ آﻞ ﻣﻦ » داﺋﺮة اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ « و "New Medical Dictionary" . ) (٢٤ﻣﻨﺰﻳﺲ .٢٢٧ /
اﻟﻤﺮﻳﺾ ﻳﺮ ّآ ﺰ ﻋﻠ ﻲ اﻷﻋ ﺮاض اﻟﻌﻀ ﻮﻳﺔ ﻓﻴﺰﻳ ﺪ ﻣ ﻦ ﻗﻠﻘ ﻪ .وآ ﻞ اﻟﻤﻄﻠ ﻮب ﻋ ﺎدة ه ﻮ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﺠ ّﻮ ﻣﻊ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻷدوﻳﺔ اﻟﻤﻘﻮﻳﺔ واﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻟﺠﻴﺪة. وآﺮد ﻓﻌﻞ ﻟﻼﺿﻄﺮاب اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺤﺪث اﻷﻋﺮاض اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ : ﻓﻘﺪ ﻳﺘﻮﻗﻒ اﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﻟﺤﻈﺔ إﻟﻲ أﺧﺮي أو ﺗﺘﺰاﻳﺪ دﻗﺎﺗﻪ ،وﻳﺠﻒ اﻟﺮﻳﻖ ،وﻳﺤﺪث ﺗﺸﻨﺞ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻠ ﻖ وﻋﻀ ﻼت اﻟﻘﻨ ﺎة اﻟﻬﻀ ﻤﻴﺔ ﻟﺪرﺟ ﺔ اﻟﻘ ﻲء ﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻷﺣﻴ ﺎن .وآﺜﻴ ﺮا ﻣ ﺎ ﻳﻜﻮن هﻨﺎك أﻟﻢ ﻓﻲ اﻟﺮأس وﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﺲ وإﺣﺴﺎس ﺑﺎﻻﺧﺘﻨﺎق .وﻗﺪ ﻳﺴﻴﻞ اﻟﻌﺮق وﻳﺤ ﺪث ﺗﻨﻤﻴ ﻞ ورﻋﺸ ﺔ ﻓ ﻲ اﻷﻃ ﺮاف ،وﻳﻌﻘ ﺐ اﻟﺤﺎﻟ ﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴ ﺔ إﺣﺴ ﺎس ﺑﺎﻹره ﺎق واﻻآﺘﺌﺎب. وﻓﻲ هﺬا اﻟﻤ ﺮض ﻳﻌ ﺎﻧﻲ اﻟﻤ ﺮﻳﺾ ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺾ اﻻﻧﻔﻌ ﺎل اﻟ ﺬي ﻻ ﻳﻜ ﻮن واﻋ ًﻴ ﺎ ﺑ ﻪ ﻷﻧ ﻪ ﻣﺪﻓﻮن ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻪ اﻟﺒﺎﻃﻦ ،وآﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺲ ﺑﻪ هﻮ أﻋﺮاﺿﻪ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ .وه ﻮ ﻳﺘﺼ ﻮر أﻧ ﻪ ﻣﺮﻳﺾ ﻟﺪرﺟﺔ ﺧﻄﻴﺮة أو أﻧﻪ ﻋﻠﻲ ﺷﻔﺎ اﻟﺠﻨﻮن ،وﻣﻊ ﺗﺰاﻳﺪ ﻗﻠﻘﻪ هﺬا ﺗﺰداد اﻷﻋﺮاض اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ وﺿﻮﺣًﺎ«. وﻓﻲ ﻣ ﺎدة " "Neurastheniaﻳ ﺬآﺮ ﻧﻔ ﺲ اﻟﻤﻌﺠ ﻢ أن ه ﺬا اﻟﻤ ﺮض ﻳ ﺄﺗﻲ ﻓ ﻲ أﻋﻘ ﺎب اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﻌﻀﻮي اﻟﺸﺪﻳﺪ واﻟﻀ ﻌﻒ اﻟﻨﺎﺷ ﺊ ﻋ ﻦ اﻟﻨﺰﻳ ﻒ اﻟ ﺪﻣﻮي أو ﺗﺴ ﻤﻢ اﻟﻤ ﺦ ﺑﺴ ﺒﺐ ﺤﻤﱠﻲ أو اﻟﺘﺴﻤﻢ اﻟﺒﻄﻲء ﻣﻦ ﺟﺮاء ﺗﻌﻔﻦ اﻟﺪم اﻟﻤﺰﻣﻦ .ووﺟﻬﺔ اﻟﻨﻈﺮ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺳﻤّﻴّﺎت اﻟ ُ ُ هﻲ أن اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﺬهﻨﻲ أﻳﻀﺎ وراء هﺬا اﻟﻤ ﺮض ...إﻟ ﺦ .وﻳ ﺮي اﻟﻘ ﺎرئ آﻴ ﻒ أن ه ﺬﻩ اﻷﺳﺒﺎب ﻻ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم وﻻ ﺳﺒﺐ واﺣﺪ ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻲ أن اﻟﻨﻮراﺳﺘﻨﻴﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻤﺮ ،آﻤﺎ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻜﻼم ،ﺛﻼﺛﺎ وﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ هﻲ ﻣﺪة اﻟﻮﺣﻲ. وﺗﺤﺖ ﻧﻔﺲ اﻟﻌﻨﻮان أﻳﻀﺎ " " Neurastheniaﺗﺬآﺮ » داﺋﺮة اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ « ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ أﻋﺮاض ﻟﻬﺬا اﻟﻤﺮض هﻲ :اﻟﺸﻌﻮر اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻟﺘﻌ ﺐ اﻟ ﺬي ﺗﺼ ﺤﺒﻪ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻣﺨﺘﻠﻄ ﺔ ﻣ ﻦ اﻹﺛ ﺎرة واﻻآﺘﺌ ﺎب واﻟﺼ ﺪاع اﻟ ﺬي ﻗ ﺪ ﻳﺼ ﺎﺣﺒﻪ اﻟ ﺪوﺧﺎن واﻟﺼ ﻤﻢ وﻏﻴ ﺎم اﻟ ﻮﻋﻲ اﻟﻤﺆﻗﺖ ،وآﺬﻟﻚ اﻟﻨﻮم اﻟ َﻘﻠِﻖ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺠﻠﺐ ﻧﺸﺎﻃﺎ ﺑﻞ ﺗﻌﻜﺮﻩ اﻷﺣﻼم ،وأﻳﻀ ﺎ ﺿ ﻌﻒ اﻟ ﺬاآﺮة وﺑﺨﺎﺻ ﺔ ﺗﺠ ﺎﻩ اﻷﺣ ﺪاث اﻟﻘﺮﻳﺒ ﺔ ،وﻏﻴ ﺎم اﻟﺮؤﻳ ﺔ ،وﺻ ﻨﻮف اﻟﻀﻮﺿ ﺎء أو ﻃﻨﻴﻦ اﻷذن ،واﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼ ﻴﺐ اﻹﺣﺴ ﺎس ،ﻣﺜ ﻞ اﻧﻌ ﺪام اﻟﺸ ﻌﻮر ﺑﺎﻷﻟﻢ) وهﺬﻩ اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﻇﻬﺮ اﻟﻴﺪﻳﻦ ﻋﻠﻲ وﺟﻪ ﺧﺎص ،وﻓﻲ اﻟﺼﺪر ﻋﻨ ﺪ اﻟﻨﺴﺎء( ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻲ اﺿﻄﺮاﺑﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺳﻤﺒﺘﺎوﻳﺔ اﻷﺻﻞ ،وﺑﺨﺎﺻ ﺔ اﻟﺒ ﺮودة ﻓ ﻲ ﻣﻮاﺿ ﻊ ﺑﻌﻴﻨﻬ ﺎ وﺑﺎﻟ ﺬات ﻓ ﻲ اﻷﻃ ﺮاف ،واﻻرﺗﻔ ﺎع اﻟﻤﺮﺿ ﻲ ﻓ ﻲ درﺟ ﺔ اﻟﺤ ﺮارة ، وﺗ ﻮرد اﻟﺨ ﺪود ،واﻟﻌ ﺮق ،إﻟ ﻲ ﺟﺎﻧ ﺐ ﻣﻈ ﺎهﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ ﻟﻼآﺘﺌ ﺎب اﻟﻤﺼ ﺤﻮب ﺑﺎﺿﻄﺮاﺑﺎت ﻓﻲ وﻇﺎﺋﻒ اﻷﻋﻀﺎء. وﺗﻨﻘﺴﻢ اﻟﻨﻮراﺳﺘﻨﻴﺎ ،ﺣﺴﺒﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺎدة ،إﻟﻲ أرﺑﻌﺔ أﻧ ﻮاع :اﻟﻤﺨﻴ ﺔ واﻟ َﻤﻌِﺪ ّﻳ ﺔ واﻟﺸ ﻮآﻴﺔ واﻟﺠﻨﺴ ﻴﺔ .وهﻨ ﺎك اﺣﺘﻤ ﺎل ﻗ ﻮي أن ﻳﻨﺸ ﺄ ﻋ ﻦ اﻟﻨ ﻮع اﻷول ﻣﻨﻬ ﺎ ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ اﻟﻤﺨ ﺎوف اﻟﻤﺮﺿ ﻴﺔ) ﻓﻮﺑﻴ ﺎ( ،آﺎﻟﺮﻋ ﺐ ﻣ ﻦ اﻟﺰﺣ ﺎم أو ﻣ ﻦ اﻟﻮﺣ ﺪة أو ﻣ ﻦ اﻷﻣ ﺎآﻦ اﻟﻤﻐﻠﻘ ﺔ أو ﻣ ﻦ اﻻﺧ ﺘﻼط ﺑﺎﻟﻨ ﺎس أو ﻣ ﻦ اﻷﺷ ﻴﺎء اﻟﺘ ﻲ ﺗﺴ ﻘﻂ أو ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻔﺮ ﺑﺎﻟﺴ ﻜﺔ اﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ .آﻤﺎ أن ﺛﻤﺔ اﺣﺘﻤﺎﻻت أن ﻳﻈﻞ اﻟﻤﺮﻳﺾ أﺳﻴﺮ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻤﺘﺮاﺑﻄﺔ
ﻳﺠﺘﺮهﺎ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار وﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺨﻼص ﻣﻨﻬﺎ ،وﺑﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ إذ ﻳﺸﺘﺪ إﻟﺤﺎﺣﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ . وأﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﺎ ﺗﺘﺴﻠﻂ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻌ ﱢﺪ .وﻣﺜﻞ ه ﺆﻻء اﻟﻤﺮﺿ ﻲ ﻳﻌ ﺎﻧﻮن ﻣ ﻦ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴ ﺔ اﻟﻤﺴﺮﻓﺔ واﻟﻤﺴﺎرﻋﺔ إﻟﻲ اﻻﺑﺘﻬﺎج واﻟﺤﺰن اﻟﺸﺪﻳﺪﻳﻦ .وﻗﺪ ﻳﻜﻮﻧﻮن ﺳﺎﺧﺮﻳﻦ ﻣﺘﺸﻜﻜﻴﻦ أو ﻣﺘﺸ ﺎﺋﻤﻴﻦ أو ﻳﻌﻜﻔ ﻮن ﻋﻠ ﻲ اﺳ ﺘﺒﻄﺎن ذاﺗﻬ ﻢ ،وﻳﺘﻤﺮآ ﺰون ﺣ ﻮل ﻧﻔﻮﺳ ﻬﻢ ،وﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن اﻟﻜﻼم إﻻ ﻋﻦ أﻧﻔﺴﻬﻢ أو ﻋﻦ أﻣﻮر ﺗﻬﻤﻬﻢ هﻢ ﻓﻘﻂ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻔﻲ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺤﺎﻻت ﺗﻜﻮن ﻗﺪرﺗﻬﻢ اﻟﺬهﻨﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ،إﻟﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﻏﻴﺎب اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻤﺨﺘّﻠ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻼﺣ ﻆ ﻋﻨﺪ اﻟﺴﻮداوﻳﻴﻦ. وإذا ﻗﺎﺑﻠﻨ ﺎ ﺑ ﻴﻦ ه ﺬا اﻟﻮﺻ ﻒ اﻟﻄﺒ ﻲ وﺑ ﻴﻦ ﻋ ﻮارض اﻟ ﻮﺣﻲ ﻓﺴ ﻨﻼﺣﻆ أن ﺛﻤ ﺔ اﺗﻔﺎﻗ ﺎ ﻋ ﺮَض واﺣ ﺪ ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻷﻋ ﺮاض اﻟﻜﺜﻴ ﺮة ،وه ﻲ اﻟﻌ ﺮق ﻣﺤﺪودا ﻓﻲ ﺑﻌ ﺾ ﻣﻈ ﺎهﺮ َ وﺗﻮرد اﻟﺨﺪ) وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺮواﻳﺎت أن وﺟﻬﻪ آ ﺎن ﻳﺘﺮ ّﺑ ﺪ ( ،واﻹﺣﺴ ﺎس ﺑ ﺎﻟﺒﺮودة ﻓ ﻲ ﺑﻌﺾ أﻋﻀ ﺎء اﻟﺠﺴ ﻢ ،وإن ذآ ﺮت» داﺋ ﺮة اﻟﻤﻌ ﺎرف اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴ ﺔ «أن ذﻟ ﻚ ﻳﻐﻠ ﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻓﻲ اﻷﻃﺮاف ،ﺑﻴﻨﻤﺎ آﺎن اﻟﺮﺳﻮل ﻳﺤﺲ ﺑﺒﺮد ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎﻩ أﺣﻴﺎﻧ ﺎ) . (٢٥وأﻣ ﺎ ﻃﻨ ﻴﻦ اﻷذن ﻓﻬ ﻮ ﻏﻴ ﺮ اﻟﺼﻠﺼ ﻠﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻳﺤ ﺲ ﺑﻬ ﺎ داﺋﻤ ﺎ ﺑ ﻞ ﻓ ﻲ ﻧﻮﺑ ﺎت اﻟﻮﺣﻲ اﻟﺸﺪﻳﺪة اﻟﻮﻃﺄة ﻓﻘﻂ .ﺑﻴﺪ أن ه ﺬا ،آﻤ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ ،ﻻ ﻳﻌ ﺪو أن ﻳﻜ ﻮن اﺗﻔﺎﻗ ﺎ ﻣﺤﺪودا ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﻈﺎهﺮ واﺣ ٍﺪ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻷﻋﺮاض اﻟﻜﺜﻴ ﺮة ،وه ﻮ ﻻ ﻳﻌﻨ ﻲ ﺷ ﻴﺌﺎ ي اﻟﻨﺤ ﻞ واﻟ ﺬي آ ﺎن ﺑﻌ ﺾ ﺑ ﺎﻟﻤﺮة .وﻳﻨﺒﻐ ﻲ أﻻ ﻧﻨﺴ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﺼ ﻮت اﻟ ﺬي ﻳﺸ ﺒﻪ دو ّ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻳﺴﻤﻌﻮﻧﻪ ﺣﻮل وﺟﻬﻪ اﻟﻜﺮﻳﻢ ،ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﺷﻌﻮرًا ذاﺗﻴﺎ ﻳﺘﻮهﻤﻪ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﻞ هﻮ ﺻﻮت ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﺗﺤﺴﻪ ﺁذان اﻵﺧﺮﻳﻦ وﻳﻤﻴﺰوﻧﻪ ﺑﻜﻞ وﺿﻮح .وﻗﺪ ﺗﻘﺪم أن ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺤﺪِث ذﻟﻚ اﻟﺼﻮت .وأزﻳﺪ هﻨﺎ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ هﻨﺎك اﻟﻤﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن اﻟﺮﺳﻮل هﻮ اﻟﺬي آﺎن ُﻳ ْ ﻣﻌﻨﻲ ﻟﻤﺜﻞ هﺬا اﻻﻓﺘﺮاض ،إذ ﻣﺎ اﻟﺬي آﺎن ﻳﻘﺼﺪﻩ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﺬﻟﻚ ؟ ﺛﻢ ﻣﺎ اﻟﻘﻮل ﻓﻲ اﻟﻈﺎهﺮة اﻷﺧﺮي اﻟﺘﻲ أﺣﺴ ﻬﺎ زﻳ ﺪ ﺑ ﻦ ﺛﺎﺑ ﺖ ﺣ ﻴﻦ ﺛﻘﻠ ﺖ ﻓﺨ ﺬ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠ ﻲ ﻓﺨﺬﻩ ﺣﺘ ﻲ ﺷ ﻌﺮ أﻧﻬ ﺎ ﺳﺘﻨﻜﺴ ﺮ واﻟﺘ ﻲ أوﺷ ﻜﺖ اﻟﻨﺎﻗ ﺔ أن ﺗﺒ ﺮك ﺗﺤ ﺖ وﻃﺄﺗﻬ ﺎ ﻟ ﻮﻻ أن ﺳ ﻤﻲّ ﻣ ﺮة ﺗﺮﺟّﻞ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻋﻨﻬ ﺎ ؟ ﺛ ﻢ ذﻟ ﻚ اﻟﻌ ﺎرض اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﻌ ﺮوﻩ) و ُ ﺳ ﻜِﻴﻨﺔ( واﻟ ﺬي آ ﺎن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻳﺸ ﺎهِﺪ ﻓﻴ ﻪ إﻧﺴ ﺎﻧﺎ ﻳﺒﻠّﻐ ﻪ آﻼﻣ ﺎ ﺳﺒَﺎﺗﺎ وﻣﺮة إﻏﻔﺎء وﻣﺮة َ ُ ﺑﻠﻴﻐﺎ ﻳﺘﻀﻤﻦ أﻓﻜﺎرا واﺿﺤﺔ ﻣﺤ ّﺪدة ،ردا ﻋﻠ ﻲ ﺳ ﺆال وﺟ ﻪ إﻟﻴ ﻪ ﻣ ﻦ ﻓ ﻮرﻩ أو ﻣﺸ ﻜﻠﺔ ﻧﺠﻤﺖ ﻓﺎﺳﺘﺪﻋﺖ ﻧﺰول ﻣﺎ ﻧﺴﻤﻴﻪ ﻧﺤﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وﺣﻴﺎ ،هﺬا اﻟﻌﺎرض أﻳﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ هﻨﺎ ؟ إن ﻣ ﻦ اﻟﻤﻤﻜ ﻦ ﻃﺒﻌ ﺎ أن ﻳ ﺪﱠﻋﻲ اﻟﻜ ﺎﻓﺮ ﺑﺮﺳ ﺎﻟﺔ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳﺰوّر اﻟﻮﺣﻲ ﻣﺴﺒﻘﺎ ،ﻓﺈذا ﻓﺎﺟﺄﺗﻪ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ أﺑﺮز ﻣﺎ آﺎن ﻗﺪ أﻋﺪﻩ ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ ﻣ ﻦ آ ﻼم . ﻋ َﻢ هﺬا اﻟﺰﻋﻢ أن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻮﺣﻲ آ ﺎن وﻗﺪ ﻗﻴﻞ هﺬا ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ آﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺑﻴﺎﻧﻪ ،وﻟﻜﻦ ﻓﺎت زا ِ ﻳﻨﺰل ردا ﻋﻠﻲ ﺳﺆال ﻣﺒﺎﻏﺖ أو ﺣﻼ ﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻧﺠﻤﺖ ﻓﺠﺄة ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أن ﻳﻜﻮن ﺛﻤ ﺔ وﻗ ﺖ ﻟﺘﻔﻜﻴﺮ أو ﺗﺠﻬﻴﺰ آﻼم. ﻓﻬﺬا ﻋ ﻦ ﻋ ﻮارض اﻟ ﻮﺣﻲ ،وﻟﻜ ﻦ ﻣ ﺎذا ﻋ ﻦ اﻷﻋ ﺮاض اﻷﺧ ﺮي ﻟﻬ ﺬﻩ اﻻﺿ ﻄﺮﺑﺎت اﻟﻌﺼ ﺒﻴﺔ ؟ ﻣ ﺎذا ﻋ ﻦ اﻻﺿ ﻄﺮاب اﻟﻌﻘﻠ ﻲ ،واﻟﻘﻠ ﻖ ،وﺿ ﻌﻒ اﻟﺼ ﺤﺔ ،وﺳ ﻮء ﺣﺎﻟ ﺔ اﻟﻌﻀ ﻼت ،واﻻﻧﺤ ﺮاف اﻟ ﺬي ﻳﺼ ﻴﺐ اﻟﺠﻬ ﺎز اﻟﻬﻀ ﻤﻲ ،واﻟﺼ ﺪاع ،واﻻآﺘﺌ ﺎب ، ﻲ ﻓ ﻲ درﺟ ﺔ اﻟﺤ ﺮارة ،واﻟ ﺪوﺧﺎن ،واﻟﺼ ﻤﻢ ،واﻟﻨ ﻮم اﻟﻘﻠ ﻖ اﻟ ﺬي واﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻤﺮﺿ ّ ) » (٢٥اﻹﺗﻘﺎن « ﻟﻠﺴﻴﻮﻃﻲ .٦٠ / ١ /
ﺗﻌﻜﺮ ﺻﻔﻮﻩ اﻷﺣﻼم اﻟﻤﻔﺰﻋﺔ ) ، (٣٤٥واﻻﺿﻄﺮاب اﻟﺬي ﻳﺼﻴﺐ وﻇ ﺎﺋﻒ اﻷﻋﻀ ﺎء ، واﻧﻌ ﺪام اﻟﺸ ﻌﻮر ﺑ ﺎﻷﻟﻢ ،وﺗﻌ ﺮض اﻟﻘﻠ ﺐ أﺣﻴﺎﻧ ﺎ ﻟﻠﺘﻮﻗ ﻒ ،واﻹﺣﺴ ﺎس ﺑﺎﻻﺧﺘﻨ ﺎق ، وﺿﻌﻒ اﻟﺬاآﺮة وﺑﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺣﺪاث اﻟﻘﺮﻳﺒ ﺔ ،وﻏﻴ ﺎم اﻟﺮؤﻳ ﺔ ،وﺟﻔ ﺎف اﻟﺮﻳ ﻖ واﻟﺘﻨﻤﻴﻞ ،ورﻋﺸﺔ اﻷﻃﺮاف ؟ إن ﺗﻠﻚ هﻲ أﻋﺮاض اﻻﺿﻄﺮاب ﻓﻲ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﻌﺼﺒﻲ ،وﻣﻨﻪ اﻟﻨﻮراﺳﺘﻨﻴﺎ .وﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أﻧﻪ ﻻ ﺷﻲء ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻨﻄﺒ ﻖ ﻋﻠ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ،ﻓﻘﺪ آ ﺎن ﻣﺘﺰﻧ ﺎ ﺗﻤ ﺎم اﻻﺗ ﺰان ﻣ ﻦ اﻟﻮﺟﻬ ﺔ اﻟﻨﻔﺴ ﻴﺔ ،وآﺎﻧ ﺖ ﺻ ﺤﺘﻪ ﻃﻮال ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺟﻴﺪة ﺗﻤﺎﻣًﺎ .وﻟﻢ أﻗﺮأ ﻓﻴﻤﺎ أذآﺮ أﻧﻪ ﺷﻜﺎ ﻣﺮﺿﺎ ﻗﺒﻞ ﻣﺮﺿﻪ اﻷﺧﻴ ﺮ اﻟ ﺬي ﻲ ﻓﻴﻪ ﻋﻠ ﻲ رﻏ ﻢ ﻣ ﺎ ﺧﺎﺿ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﺤ ﺮوب وﺗﻌ ﺮض ﻟ ﻪ ﻣ ﻦ أﻟ ﻮان اﻹﻳ ﺬاء .آ ﺬﻟﻚ ُﺗ ُﻮﻓﱢ َ آﺎﻧﺖ ذاآﺮﺗﻪ ﻣﻀﺮب اﻟﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﻮة ،وﺑﺼﺮﻩ ﺣﺪﻳﺪا .وآﺎن ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻳﻨ ﺎم ﻋ ﺎدة ﻣﺒﻜ ﺮا ،وﻳﺴ ﺘﻴﻘﻆ ﻓ ﻲ ﺟ ﻮف اﻟﻠﻴ ﻞ ﻳﺼ ﻠﻲ ﻟﺮﺑ ﻪ وﻳﺘﺄﻣ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻠﻜ ﻮت ،وﻳﻐﻤ ﺮﻩ اﻻﻃﻤﺌﻨﺎن اﻟﺮوﺣﻲ ،هﺬا اﻻﻃﻤﺌﻨﺎن اﻟﺬي ﻻزﻣﻪ ﻃﻮل ﺣﻴﺎﺗﻪ وﻧﻀ ﺢ ﻋﻠ ﻲ ﻟﺴ ﺎﻧﻪ ﻋﻨ ﺪ ﺻﻌﻮد روﺣﻪ إﻟﻲ رﺑﻪ ،إذ ﻗﺎل وهﻮ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﻲ ﺛﻘﺔ وﺳﻜﻴﻨﺔ » :ﺑ ﻞ اﻟﺮﻓﻴ ﻖ اﻷﻋﻠ ﻲ! « .آ ﺬﻟﻚ ﻟ ﻢ ﻧﺴ ﻤﻊ أﻧ ﻪ ﻗ ﺎء ﻳﻮﻣ ﺎ .أﻣ ﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴ ﺒﺔ ﻟﻠﻤﺨ ﺎوف اﻟﻤﺮﺿ ﻴﺔ ) (Phobiasﻓﺪوﻧﻚ ﺣﻴﺎة اﻟﺮﺳﻮل ،وهﻲ ﻣﻔﺼﻠﺔ ﺗﻔﺼﻴﻼ ﻟﻢ ُﺗ َﻔﺼﱠﻠﻪ أﻳﺔ ﺣﻴ ﺎة أﺧ ﺮي )إذ ﻗﺪ دﺧﻠﺖ آﺘﺐ اﻟﺴﻴﺮة واﻟﺤﺪﻳﺚ وراءﻩ ﺣﺘﻲ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻨﻮم أﺣﻴﺎﻧﺎ ( ،وأﺗﺤﺪاك أن ﺗﻀﻊ إﺻﺒﻌﻚ ﻋﻠﻲ أﻳﺔ ﻓﻮﺑﻴﺎ ﻓﻲ ﺷﺨﺼ ﻴﺘﻪ ،أو أن ﺗﻌﺜ ﺮ ﻋﻠ ﻲ أﻳ ﺔ ﻓﻜ ﺮة آﺎﻧ ﺖ ﺗﺘﺴ ﻠﻂ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﻠﻲ ﻧﺤﻮ ﻃﺒﻴﻌﻲ أو ﻳﺘﻌﺎﻣ ﻞ ﻣ ﻊ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ﺗﻌﺎﻣﻼ ﺻﺤﻴﺎ ،أو أن ﺗﻠﺤﻆ ﻋﻠﻴﻪ أي ﺧﺮوج ﻋﻦ ﺣﺪ اﻻﻋﺘﺪال ﻓ ﻲ أي ﻣ ﻦ ﻋﻮاﻃﻔ ﻪ أو اﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻪ .ﺛﻢ إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺳﺎﺧﺮا ﻣﺘﺸﻜﻜﺎ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺒﺸ ﺮﻳﺔ وﻻ آ ﺎن ﻣﺘﻤﺮآ ﺰا ﺣ ﻮل ﻧﻔﺴ ﻪ واهﺘﻤﺎﻣﺎﺗ ﻪ اﻟﺸﺨﺼ ﻴﺔ ،ﺑ ﻞ آ ﺎن ﻋﻘﻠ ﻪ وﻧﻔﺴ ﻪ وﻋﻮاﻃﻔ ﻪ رﺣﺒ ﺔ ﻋﻤﻴﻘ ﺔ وﺳ ﻌﺖ اﻟﻜ ﻮن آﻠ ﻪ واﻟﺒﺸ ﺮﻳﺔ آﻠﻬ ﺎ ﻻ أﺗﺒﺎﻋ ﻪ ﻓﻘ ﻂ .وأﺧﻴ ﺮا ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻣﺮﻳﻀ ﺎ ﺑﻬ ﺬا اﻟﻤ ﺮض اﻟﻌﺼ ﺒﻲ أو ذاك ﻟﻜ ﺎن رد ﻓﻌﻠ ﻪ اﻟﻄﺒﻴﻌ ﻲ ه ﻮ اﻟﺒﺤ ﺚ ﻋ ﻦ ﻋ ﻼج ﻋﻨ ﺪ أﺣ ﺪ اﻟﻜﻬ ﺎن أو اﻟﺴﺤﺮة أو اﻟﺤﻜﻤ ﺎء)اﻷﻃﺒ ﺎء( اﻟ ﺬﻳﻦ آﺎﻧ ﺖ ﺗﻌ ﺞ ﺑﻬ ﻢ اﻟﺠﺰﻳ ﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ ،ﺑ ﺪل أن ﻳﻈ ﻞ ﺻ ْﺪﻗِﻪ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺴﺘﺒﻌﺪ ﺗﻤﺎﻣﺎ أﻧﻪ ﻦ َ ﻞ ِﻣ ْ ﻳﻌﺎﻧﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺘﺎﻋﺐ ﻃﻮل ﺣﻴﺎﺗﻪ .وﻟﻘﺪ رأﻳﻨﺎ َﻗ ْﺒ ُ آﺎن ﻳﺪّﻋﻲ رؤﻳﺔ ﺟﺒﺮﻳﻞ آﺬﺑﺎ ،هﺬﻩ اﻟﺮؤﻳ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﻔﺴ ﺮهﺎ ﻟﻨ ﺎ أي ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻷﻋﺮاض .ﻓﻬﺎ أﻧﺖ ذا ﺗﺮي أﻧﻨﺎ ﻻ ﺑﺪ أن ﻧﻨﺒﺬ أﻳﻀﺎ اﺗﻬﺎﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﺄﻧﻪ آﺎن ﻣﻌﺘﻞ اﻷﻋﺼﺎب ،إذ إن اﻋﺘﻼل اﻷﻋﺼﺎب ﻻ ﻳُﻮرِث ﻳﻘﻴﻨﺎ آ ﺎﻟﻴﻘﻴﻦ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻃﻮال ﺛﻼث وﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ هﻲ ﻣﺪة اﻟﻮﺣﻲ واﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻨﻞ ﻣﻨﻪ أي إﻳﺬاء أو ﻣﺆاﻣﺮات أو ﺣﺮوب أو ﻣﺠﺎدﻻت ﻣﻊ أﺻﺤﺎب اﻟﻌﻘﺎﺋ ﺪ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔ ﺔ ،وﻓ ﻴﻬﻢ اﻷﺣﺒ ﺎر واﻟﻘﺴﺎوﺳ ﺔ اﻟ ﺬﻳﻦ ل ﻣﻌ ﻪ ﻣﻘ ﺎم آﺴ ﺮي وهﺮﻗ ﻞ ﺿ ُﺆ َ ﻗﺘﻠﻮا اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﺑﺤﺜﺎ ودرﺳﺎ ،هﺬا اﻟﻴﻘ ﻴﻦ اﻟ ﺬي َ واﻟﻤﻘﻮﻗﺲ واﻟﻨﺠﺎﺷﻲ وزﻋﻤﺎء اﻟﻌﺮب ﻓﻲ اﻟﻴﻤﻦ وﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎل ﻓﺄرﺳﻞ اﻟﻨﺒﻲ اﻟﻜﺘﺐ إﻟﻴﻬﻢ ) (٢٦ﺣﺪث وأﻧ ﺎ أآﺘ ﺐ ه ﺬﻩ اﻟﺴ ﻄﻮر ﻓ ﻲ ﻟﻴﻠ ﺔ اﻟﺮاﺑ ﻊ واﻟﻌﺸ ﺮﻳﻦ ﻣ ﻦ ﺳ ﺒﺘﻤﺒﺮ ١٩٨٥أن ﺳ ﺠَﺎ اﻟﻠﻴ ﻞ « ﺑﺈذاﻋ ﺔ اﺳﺘﻤﻌﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﺬﻳﺎع إﻟﻲ اﻷﺳﺘﺎذ ﻋﻠﻲ ﻋﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠ ﻪ ) » َ اﻟﻘﺎهﺮة( ﻳﺬآﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺬي ﻳﺸﻜﻮ ﻓﻴﻪ ﺧﺎﻟﺪ ﺑ ﻦ اﻟﻮﻟﻴ ﺪ إﻟ ﻲ رﺳ ﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳﻠﻢ ﻣﻦ اﻷرق ،وآﻴﻒ ﻋﻠّﻤﻪ اﻟﺮﺳﻮل دﻋﺎء ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻓﻴﺬهﺐ ﻋﻨ ﻪ أرﻗ ﻪ .واﻟﺸ ﺎهﺪ هﻨ ﺎ أن اﻟﺮﺳﻮل ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ أرق أو اﺿﻄﺮاب ﻓﻲ ﻧﻮﻣﻪ ،ﺑﻞ آﺎن اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻳﻠﺠ ﺄون إﻟﻴﻪ إذا أرﻗﻮا ،ﻓﻴﻨﺼﺤﻬﻢ ﻣﻦ واﻗﻊ ﺣﻴﺎﺗﻪ وﺗﺠﺮﺑﺘﻪ اﻟﻬﺎﻧﺌﺔ ﻣﻊ اﻟﻨﻮم.
ﺖ ﻟ ﻪ رؤوس اﻟﻌ ﺮب ﻣ ﻦ ﻗ ﺎدة ﻋﺴ ﻜﺮﻳﻴﻦ ﻋ َﻨ ْ ﻳﺪﻋﻮهﻢ إﻟﻲ اﻹﺳ ﻼم ،ه ﺬا اﻟﻴﻘ ﻴﻦ اﻟ ﺬي َ آﺨﺎﻟﺪ وﻋﻤﺮو ،وﻣﻦ ﺗﺠﺎر أﺻ ﺤﺎب ﺛ ﺮوات آ ﺄﺑﻲ ﺑﻜ ﺮ وأﺑ ﻲ ﺳ ﻔﻴﺎن ،وﻣ ﻦ رؤﺳ ﺎء ي ﺑ ﻦ ﺣ ﺎﺗﻢ اﻟﻄ ﺎﺋﻲ وﺑ ﺎذان .ﺛ ﻢ ه ﻞ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﻜ ﻮن ﻗﺒﺎﺋﻞ أو ﺣﻜّﺎم ﻋﻠ ﻲ ﺑﻼده ﻢ آ َﻌ ِﺪ ّ ﻞ اﻷﻋﺼﺎب أو ﻣﺼﺎﺑﺎ ﺑﺎﻟﻨﻮراﺳﺘﻨﻴﺎ ﻣﻦ ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺼ ﺪاﻗﺎت اﻟﻨ ﺎدرة ﻓ ﻲ ﺗ ﺎرﻳﺦ ﻣﻌﺘ ّ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ؟ وإذا اﻓﺘﺮﺿﻨﺎ أﻧﻬﻢ آﺎﻧﻮا ﻳﺨﺎﻓﻮﻧﻪ وهﻮ ﻣﻌﻬ ﻢ ،وﻻ أدري ِﻟ َﻢ آ ﺎن ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﺨﺎﻓﻮﻩ وﻗﺪ آﺎن أﻋﺰل وﺣﻴﺪا ﻓﺎﺗﺒﻌﻮﻩ وﺳﺎروا وراءﻩ ﻓﻘﻮي ه ﻮ ﺑﻬ ﻢ ،ﻓﻜﻴ ﻒ ﻲ وأﺑﻮ ﺑﻜﺮ وﻋﻤﺮ وﻋﺜﻤﺎن وﺧﺎﻟﺪ واﺑﻦ َﺑﻘُﻮا ﻃﻮل ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻳﺤﺒﻮﻧﻪ وﻳﻌﻈﻤﻮﻧﻪ ؟ أآﺎن ﻋﻠ ّ ﻋﻮف وﻃﻠﺤﺔ واﻟﺰﺑﻴﺮ واﻟﻌﺒـﺎس وأﺑﻮ هﺮﻳﺮة وأﺑﻮ ذر وُأ َﺑﻲّ وزﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎرﺛﺔ وزﻳﺪ ﺑ ﻦ ﺛﺎﺑﺖ وﻋﺎﺋﺸﺔ وزﻳﻨﺐ وﺻﻔﻴﺔ ورﻳﺤﺎﻧﺔ)اﻟﻴﻬﻮدﻳﺘﺎ اﻷﺻﻞ( وﻣﺎرﻳ ﺔ )اﻟﻘﺒﻄﻴ ﺔ( وﺣﻔﺼ ﺔ وﻋﺸﺮات ﻏﻴﺮهﻢ ﻣﻦ أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ وأﺣﺒﺎﺋﻪ اﻟﻤﻘﺮﺑﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ آﺎﻧﻮا ﻳﺸﺎهﺪوﻧﻪ ﻓﻲ آﻞ ﺣﺎﻻﺗ ﻪ ﻋﻤْﻴﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﺒﻴﻨﻮا أﻧ ﻪ ﻣ ﺮﻳﺾ ؟ وﻻ ﻳﺨﻔﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ أﺳﺮارﻩ ﺧﺎﻓﻴﺔ ،أآﺎن هﺆﻻء ﺟﻤﻴﻌﺎ ُ ﺣ َﻴُﻠ ﻪ وﻣﺰاﻋﻤ ﻪ ،أﺳ ﺘﻐﻔﺮ اﷲ ،وﻓ ﻴﻬﻢ أﺻ ﺤﺎب أآﺎﻧﻮا ﻣﻦ اﻟﻐﻔﻠﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﺟﺎزت ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ِ اﻟﻌﻴﻮن اﻟﺜﺎﻗﺒﺔ واﻷﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺮﻳﺌﺔ واﻟﻌﻘﻮل اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻠﺐ اﻷﻣﺮ ﺗﻘﻠﻴﺒﺎ ﻗﺒ ﻞ أن ﺗﻌﺘﻨﻘ ﻪ وﺗ ﺪاﻓﻊ ﻋﻨﻪ ؟ إن اﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ﺑﺎﻋﺘﻼل اﻷﻋﺼ ﺎب ﻻ ﻳﺘﻨﺒ ﺄون ﻓﺘﺼ ﺪق ﻧﺒ ﻮءاﺗﻬﻢ ،وﻻ ﻳﺘﺼ ﱠﺪوْن ﻟﻠﺨﺮاﻓﺎت ﻳﻬﺪﻣﻮﻧﻬﺎ هﺪﻣﺎ ،وﻻ ﻳﺼﺤﺤﻮن اﻻﻧﺤﺮاﻓﺎت اﻟﺘﻲ وﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ أﺻﺤﺎب اﻷدﻳﺎن اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻴﺮدوﻧﻬﻢ إﻟﻲ ﺟ ﺎدة اﻟﺼ ﻮاب وﻳﻘﻮﻟ ﻮن ﻟﻬ ﻢ إن اﷲ واﺣ ﺪ ﻻ اﺛﻨ ﺎن وﻻ ﺛ ـﻼﺛﺔ ، وإﻧﻪ رب اﻟﻌﺎﻟﻤـﻴﻦ ﻻ رب هﺬﻩ اﻷﻣﺔ أو ﺗﻠﻚ ،وإﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻠﻄﺎن اﻟﻤﻄﻠ ﻖ واﻟﻘ ﺪرة اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻤﺴﻪ ُﻟﻐُﻮب ،وإن اﻟﺒﺸﺮ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺳﻮاﺳﻴﺔ أﻣ ﺎم ﻋﺪﻟ ﻪ اﻟ ﺬي ﻻ ﻳﺤ ﺪﻩ ﺣ ﺪ ،وإن اﻟﺤﻴ ﺎة ﻟﻴﺴ ﺖ ﻋﺒﺜ ﺎ ﻻ ﻃﺎﺋ ﻞ ﺗﺤﺘ ﻪ ﺑ ﻞ ه ﻲ ﻣﻤﺘ ﺪة إﻟ ﻲ ﻣ ﺎ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻤ ﻮت ﺣﻴ ﺚ اﻟﺤﺴ ﺎب اﻟ ﺪﻗﻴﻖ واﻟﺮﺣﻤ ﺔ ﻟﻠﻀ ﻌﻒ اﻟﺒﺸ ﺮي واﻻﻧﺘﻘ ﺎم ﻣ ﻦ اﻟﺠﺒ ﺎرﻳﻦ ﻋﻠ ﻲ أﺳ ﺎس ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻤﻞ ﻧﻴّﺔ اﻟﺸﺨﺺ وﺟﻬﺪﻩ وﻃﺎﻗﺘﻪ .أﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن هﺬا آﻠﻪ ،وﻏﻴﺮﻩ آﺜﻴﺮ ،ﻧﺘﺎج أﻋﺼﺎب ﻣﻌﺘﻠﺔ وﻋﻘﻞ ﻣﻀﻄﺮب وﻧﻔﺲ ﻣﻜﺘﺌﺒﺔ ؟ وﻻ ﺑﻴﻘﻲ اﻵن إﻻ اﺗﻬﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﻬﻠﻮﺳﺔ) . (٣٤٦وﺑﺮﻏﻢ أن آﺎﺗ ﺐ ﻣ ﺎدة "" Hallucination ﻓﻲ » داﺋﺮة اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ « ﻳﺨﺒﺮﻧﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﻬﺎ ﺗﻌﺮﻳﻒ دﻗﻴ ﻖ ﺗﻤﺎﻣ ﺎ ﻓﺈﻧﻨ ﺎ ﺳﻨﺄﺧﺬ ﺑﻤﺎ ورد ﻓﻲ " ، "New Medical Dictionaryاﻟﺬي ﻳﻘ ﻮل إﻧﻬ ﺎ ﺗﻨﺸ ﺄ ﻋ ﻦ اﺿﻄﺮاب ﻋﻘﻠﻲ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﺴ ﺒﺒﻪ اﻟﻤ ﺮﻳﺾ أﻧ ﻪ ﻳ ﺮي أو ﻳﺴ ﻤﻊ أو ﻳ ﺬوق أو ﻳﺸ ﻢ أو ﻳﻠﻤ ﺲ أﺷ ﻴﺎء ﻟ ﻴﺲ ﻟﻬ ﺎ وﺟ ﻮد .وﻟ ﻮ أﺧ ﺬﻧﺎ ﺑﻤ ﺎ ﺗﻘﻮﻟ ﻪ» داﺋ ﺮة اﻟﻤﻌ ﺎرف اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴ ﺔ «ﻣ ﻦ أن اﻷﺳﻮﻳﺎء ﻗ ﺪ ﻳﻜﻮﻧ ﻮن ﻋﺮﺿ ﺔ ﻟﻠﻬﻠﻮﺳ ﺔ ﻓ ﻼ ﺑ ﺪ أن ﻧﻌ ﺮف أن ذﻟ ﻚ ﻣﻘﺘﺼ ﺮ ﻋ ﺎدة ﻋﻠ ﻲ رؤﻳﺔ ﺑﻌﺾ ﻣﻌﺎرﻓﻬﻢ وهﻢ ﻓﻲ آﺮب اﻟﻤﻮت ﻣﺜﻼ رﻏﻢ اﻟﺒﻌﺪ اﻟﻤﻜﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﻳﻔﺼﻞ ﺑﻴﻨﻬﻢ .آﺬﻟﻚ ﺗﺬآﺮ » داﺋﺮة اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ « أن اﻷﺳﻮﻳﺎء ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﺤﻘﻘﻮن ﻓﻲ اﻟﺤ ﺎل أﻧﻬﺎ هﻠﻮﺳﺔ ،ﺑﺨﻼف اﻟﻤﺨﺘﻞ اﻟﻌﻘﻞ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻜﺮر اﻟﻬﻠﻮاس ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﻋﺪم وﺟﻮدﻩ .وﻳﻤﻀ ﻲ آﺎﺗ ﺐ اﻟﻤ ﺎدة ﻓﻴﻘ ﻮل إن اﻟﻬﻠ ﻮاس ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﻜ ﻮن ﻣ ﺜﻼ ﺑﺼ ﺮﻳﺎ وﺳﻤﻌﻴﺎ أو ﺑﺼﺮﻳﺎ وﻟﻤﺴﻴﺎ أو أآﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﻘﺐ ﺑﻘﻮﻟﻪ إن هﺬا ﻧﺎدر إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻮاﻗﻊ ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺘﻨﻮﻳﻢ اﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ ﻣﺜﻼ .وﻣﻤﺎ ورد ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺎدة أﻳﻀﺎ أن ﺑﻌﺾ اﻟﻬﻼوﻳ ﺲ ﻳﻤﻜ ﻦ اﺳ ﺘﺪﻋﺎؤهﺎ ﺑﺎﻟﺘﺤ ﺪﻳﻖ إﻟ ﻲ ﺳ ﻄﺢ ﺻ ﻘﻴﻞ ، ) (٢٧ﻻﺣﻆ أﻧﻪ ﻗﺪ ا ﱡﺗﻬِﻢ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺼﺮع .واﻧﻈﺮ أﻳﻀﺎ إرﭬﻨﺞ ، ٢٠٠ /وﻻﺣ ﻆ ﺗﺨﺒﻄ ﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺮﺳﻮل ﻣﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ ﻋﺪم اﻗﺘﻨﺎﻋﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﻮل.
ﺺ اﻟﺬي ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ أن ﻟﻪ دﺧﻼ ﻓﻴﻪ .آﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﺣﺎﻻت اﻟﻮﺟﺪ اﻟﺼﻮﻓﻲ وإن ﻟﻢ َﻳ ِﻊ اﻟﺸﺨ ُ واﻟﺘﺮآﻴ ﺰ اﻻﻧﻔﻌ ﺎﻟﻲ اﻟﺤ ﺎد ﻋﻠ ﻲ ﻣﻮﺿ ﻮع ﻣﺜ ﺎﻟﻲ ﻗ ﺪ ﺗ ﺆدي ،ﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﺒ ﺪو ،إﻟ ﻲ أن ﻳ ﺮي ﺺ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن هﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﻤﺜﺎﻟﻲ ﺑﻮﺿﻮح).(٣٤٧ اﻟﺸﺨ ُ اﻟﻬﻠﻮﺳﺔ إذن ﻣﺮض ﻋﻘﻠﻲ ،وﻟﺴﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻲ أن ﻧﻌﻴﺪ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن اﻟﺮﺳ ﻮل ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ و ﺳﻠﻢ آﺎن ﻣﺜﺎﻻ ﻟﻼﺗﺰان اﻟﻨﻔﺴﻲ واﻟﻌﻘﻠ ﻲ ،ﻓ ﻼ اﺿ ﻄﺮاﺑﺎت ذهﻨﻴ ﺔ وﻻ ﻣﻮاﺟﻴ ﺪ ﺻﻮﻓﻴﺔ أو ﻣﺎ أﺷﺒﻪ .وﻟﻮ اﻓﺘﺮﺿﻨﺎ أﻧﻪ ،ﺑﺮﻏﻢ ذﻟﻚ ،ﻗﺪ ﺗﻌﺮض ﻣﺮة ﻟﻠﻬﻠﻮﺳﺔ ﻓ ﻼ ﺷ ﻚ أﻧﻪ آﺎن ﺳﻴﺘﻨﺒﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﺎل ﻟﻌﺪم ﺻﺤﺔ ﻣ ﺎ ﻳ ﺮاﻩ أو ﻳﺴ ﻤﻌﻪ .وﻳﺰﻳ ﺪ ه ﺬا ﺗﺄآﻴ ﺪا أﻧ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم أول ﻣﺎ ﻧ ﺰل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟ ﻮﺣﻲ ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺎرع ﺑﺎﻟﺘﺼ ﺪﻳﻖ ﺑ ﻞ ﻇ ﻦ أﻧ ﻪ رﺑﻤ ﺎ آ ﺎن واه ًﻤ ﺎ وﺧﺎف ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﻮﻓﺎ ﺷﺪﻳﺪا ،واﺳﺘﻤﺮ ذﻟﻚ ﻓﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺣﺘﻲ ﺗﻜﺮر ﻇﻬﻮر ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻟﻪ وﻧﺰول اﻟﻮﺣﻲ ﻋﻠﻴﻪ ،وﻋﻨﺪ ذﻟﻚ اﻃﻤﺄن .آﺬﻟﻚ ﻓﻠﻴﺲ ﺛﻤﺔ ﺧﺒﺮ واﺣﺪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻟﺮﺳﻮل ﻳﺸﻴﺮ وﻟﻮ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ إﻟﻲ أﻧﻪ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ و ﺳﻠﻢ آﺎن ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ اﻟ ﻮﺣﻲ اﺳ ﺘﺪﻋﺎء ،ﺑ ﻞ ﺴﺄَل ﻓﻴﻔﺘﻲ ﺑﺎﺟﺘﻬ ﺎدﻩ ، اﻟﻌﻜﺲ هﻮ اﻟﺼﺤﻴﺢ ،ﻓﻘﺪ رأﻳﻨﺎﻩ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻓﻲ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة ُﻳ ْ ﺛﻢ ﻳﻔﺎﺟﺄ َﺑ ْﻌ ُﺪ ﺑﻨﺰول اﻟﻮﺣﻲ ﺑﺨﻼف ﻣﺎ ﻗﺎل .وﻋﻤﻮﻣﺎ ﻓ ﺈن اﻟ ﻮﺣﻲ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﻨ ﺰل إﻻ إذا آﺎن هﻨﺎك ﺳﺒﺐ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﻧﺰوﻟـﻪ ،وهـﻮ ﻣﺎ ﻳﺴــﻤﻲ ﻓﻲ » ﻋﻠـﻮم اﻟﻘـﺮﺁن « ﺑـ » أﺳ ﺒﺎب اﻟﻨﺰول « ،ﻣﻤﺎ ﻳﻘﻄﻊ ﺑﺄن اﻟﺮﺳﻮل ﻟﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﺤ ﺎول اﻟﺘ ﺪﺧﻞ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻌﻠﻤﻴ ﺔ وﻟ ﻮ ﻋﻠ ﻲ ﻏﻴﺮ وﻋﻲ ﻣﻨﻪ .إن هﺬﻩ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ اﻷﺧﻴ ﺮة آﻔﻴﻠ ﺔ ﺑﺎﺳ ﺘﺒﻌﺎد أن ﻳﻜ ﻮن اﻟ ﻮﺣﻲ ﺑﻌ ﺪ ﺑﺪاﻳﺘ ﻪ اﻷوﻟﻲ ،وﺑﺎﻟﺬات ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ،ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﻬﻠﻮﺳﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﻨ ﺰل واﻟﺮﺳ ﻮل ﻣﺮ ﱢآ ٌﺰ اﻧﺘﺒﺎه ﻪ ﺗﺮآﻴ ﺰا اﻧﻔﻌﺎﻟﻴ ﺎ ﺣ ﺎدا ﻋﻠ ﻲ أي ﻣﻮﺿ ﻮع ﻣﺜ ﺎﻟﻲ .آ ﺬﻟﻚ ﻓ ﺈن ت ﻗﺮﺁﻧﻴ ﺔ اﻟﻮﺣﻲ ﻟﻢ ﻳﺘﺨﺬ ﻳﻮﻣﺎ ﺻﻮرة هﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣﺤﻞ اﻟﺘﺮآﻴﺰ ،ﺑﻞ آﺎن َﻳ ْﻨﺰِل ﺁﻳ ﺎ ٍ ﺗﻌﺎﻟﺞ اﻟﻤﺸﺎآﻞ اﻟﻤﺜﺎرة اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﻔﺎﺟﺊ اﻟﺮﺳﻮل ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﺣﻴﺎن ،وﺗﺮ ّد ﻋﻠﻲ ﻄ ﺮَح ﺑﺸ ﺄﻧﻬﺎ ﻣ ﻦ اﺳﺘﻔﺴ ﺎرات ...إﻟ ﺦ .ﺛ ﻢ إن اﻟ ﻮﺣﻲ ﻟ ﻢ ﻳﺘﺨ ﺬ ﺻ ﻮرة واﺣ ﺪة ﺑ ﻞ ﻣﺎ ُﻳ ْ ﺻﻮرا ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ آﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺑﻴﺎﻧﻪ .أﻣﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﻤﻀﻤﻮن ﻓﺈﻧﻪ آﺎن ﻳﻨﺰل آﻞ ﻣﺮة ﺑﺸﻲء ﺟﺪﻳﺪ. وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻲ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن هﺬﻩ اﻟﻬﻠﻮﺳﺔ اﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺔ ﻻ ﺗﻘﺪم ﻟﻨﺎ أي ﺗﻔﺴ ﻴﺮ ﻟﻠﻈ ﺎهﺮة اﻟﺘ ﻲ ﻻﺣﻈﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺼﺎدف أن آ ﺎن ﺟ ﺰء ﻣ ﻦ ﺟﺴ ﺪ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻓﻮﻗ ﻪ ،آﺰﻳ ﺪ ﺑ ﻦ ﺛﺎﺑ ﺖ ،اﻟ ﺬي ﻲ أﺛﻨﺎء وﺟ ﻮد ﻓﺨ ﺬ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻓ ﻮق ﻓﺨ ﺬﻩ ،ﻓﻠﻤ ﺎ ﺣٌ أﺣﺲ ﺑﺄن ﻓﺨﺬﻩ ﺳ ُﺘ َﺮضّ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﺰل َو ْ اﻧﻘﺸﻊ اﻟﻮﺣﻲ زال ﺷﻌﻮرﻩ ﺑﺎﻟﺜﻘﻞ اﻟﺒﺎهﻆ اﻟﺬي آﺎن ﻓﻲ ﻓﺨﺬ اﻟﺮﺳﻮل وزال ﻣﻌﻪ إﺣﺴﺎﺳﻪ ق ﻋﻨﻘﻬ ﺎ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻧ ﺰل اﻟ ﻮﺣﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﺑﺎﻷﻟﻢ اﻟﻌﻨﻴﻒ ،وآﺎﻟﻨﺎﻗﺔ اﻟﺘﻲ آﺎدت أن ُﺗ َﺪ ّ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻟﻮﻻ أن ﺗﺮﺟ ﻞ ﻣ ﻦ ﻓﻮﻗﻬ ﺎ .آ ﺬﻟﻚ ﻓ ﺈن ه ﺬا اﻻدﻋ ﺎء ﻻ ﻳﻔﺴ ﺮ ﻟﻨ ﺎ ﺳ ﺮ ذﻟ ﻚ اﻟﺼﻮت اﻟﺬي ﻳﺸﺒﻪ دوي اﻟﻨﺤﻞ ،واﻟﺬي آﺎن اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻳﺴﻤﻌﻮﻧﻪ ﺑﻮﺿﻮح ﺣﻮل وﺟﻬ ﻪ اﻟﻜﺮﻳﻢ .إن هﺬا اﻟﺼﻮت ﻟﻢ ﻳﻜﻦ إﺣﺴﺎﺳﺎ ﻣﺘﻮهﱠﻤﺎ ،ﺑﻞ آﺎن ﺻﻮﺗﺎ ﻣﻮﺿ ﻮﻋﻴﺎ ﻟ ﻪ وﺟ ﻮد ﺧﺎرج ذات اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ،وﻟﻮﻻ ذﻟﻚ ﻣﺎ اﻟﺘﻘﻄﺘ ﻪ ﺁذان اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ .وﻣ ﻦ ﻧﺎﺣﻴ ﺔ أﺧﺮي ﻓﺈن » داﺋﺮة اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ « ُﺗﺮْﺟﻊ اﻟﻬﻠﻮﺳﺔ إﻟﻲ ذآﺮﻳﺎت ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻣﻨﺴﻴﺔ ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ رؤﻳﺔ اﻟﺮﺳﻮل ﻟﺠﺒﺮﻳﻞ) ﻓﻲ اﻟﻤ ﺮة اﻷوﻟ ﻲ ﻋﻠ ﻲ اﻷﻗ ﻞ( ﻣ ﻊ أن ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ إرﺟﺎع ذﻟﻚ إﻟﻲ ذآﺮي ﻗﺪﻳﻤﺔ ،أو ﺗﻔﺴﻴ ُﺮ اﻟ ﻮﺣﻲ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﻨ ﺰل ردّا ﻋﻠ ﻲ ) (٢٨واﻧﻈﺮ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع أﻳﻀﺎ » اﻟﻤﻮﺟﺰ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ « ﻟﺴ ﺠﻤﻮﻧﺪ ﻓﺮوﻳ ﺪ / ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺳﺎﻣﻲ ﻣﺤﻤﻮد ﻋﻠﻲ وﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﻟﻘﻔﺎش .١١٦ /
ﻣﺸﺎآﻞ ﻧﺸﺄت ﻟﺘﻮهﺎ وﻟﻢ ﻳﺤﺪث أن ُوﺟِﺪت ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ أو اﻟﻤﺤﻴﻂ اﻟﺬي آﺎن ﻳﺘﺤﺮك ﻓﻴﻪ اﻟﺮﺳﻮل ،آﻤﺎ هﻮ اﻟﺤﺎل ﻣﺜﻼ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺨﻠﻔﻮا ﻋﻦ ﻏﺰوة ﺗﺒﻮك ،أو ﻣﺴﺠﺪ اﻟﻀﺮار ،أو ﺻﻼة اﻟﺨﻮف ،وأﺷ ﺒﺎﻩ ذﻟ ﻚ ،وه ﻲ آﺜﻴ ﺮة ﺟ ﺪا ؟ ﺑ ﻞ آﻴﻒ ُﻧ َﻔﺴﱢﺮ اﻟﻨﺒﻮءات اﻟﺘﻲ وردت ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن وﺗﺤﻘﻘﺖ آﻠﻬ ﺎ ،ﻣ ﻦ أول ﺗﻮﻋ ﺪ أﺑ ﻲ ﻟﻬ ﺐ وزوﺟﺘﻪ ﺑﺎﻟﻨﺎر ﻣﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠـﻲ أﻧﻬﻤﺎ ﺳﻴﻤﻮﺗﺎن آﺎﻓﺮﻳـﻦ) وهﻮ ﻣﺎ ﺣﺪث ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ( ،ﻣﺮورا ﺑﻨﺒﻮءة اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺮوم ﻋﻠﻲ اﻟﻔﺮس ﻓ ﻲ ﺑﻀ ﻊ ﺳ ﻨﻴﻦ ﻋﻘ ﺐ ه ﺰﻳﻤﺘﻬﻢ اﻟﺜﻘﻴﻠ ﺔ ﻋﻠ ﻲ أﻳ ﺪي ﺧُﻠﻦﱠ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ اﻟﺤ ﺮام إن ﺷ ﺎء اﷲ ﺁﻣﻨ ﻴﻦ هﺆﻻء اﻷﻋﺪاء ،إﻟﻲ وﻋﺪ اﻟﻘﺮﺁن ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ َﻟ َﻴ ْﺪ ُ ﻦ ﻟﻬ ﻢ دﻳ ﻨﻬﻢ وﻏﻴ ﺮ ذﻟ ﻚ ؟ إن اﻟﻬﻠﻮﺳ ﺔ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﺗﻔﺴ ﺮ ﻟﻨ ﺎ وأن اﷲ ﻣﺴﺘﺨﻠﻔﻬﻢ وﻣﻤ ﱢﻜ ٌ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ هﺬا .آﺬﻟﻚ آﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻔﺴﺮ ﻟﻨﺎ اﻟﻬﻠﻮﺳﺔ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن ﻣﻦ إﺷﺎرات ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺗﻌﻠﻴﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻄﺎق ﻣﻌﺎرف اﻟﺮﺳﻮل وﻋﺼﺮﻩ ﺑﻞ وﻣﺎ ﺑﻌ ﺪ ﻋﺼ ﺮﻩ ﺑﻘ ﺮون) آﻤ ﺎ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﺑﻴﺎن ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﻜﺘ ﺎب( ؟ ﺛ ﻢ إن اﻟﻌﻠﻤ ﺎء اﻟ ﺬﻳﻦ درﺳ ﻮا ه ﺬﻩ اﻟﻈﺎهﺮة ﻳﺨﺘﻠﻔﻮن ﺣﻮل ﺗﻔﺴﻴﺮهﺎ هﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ .ﺗ ﺮي ه ﻞ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﺗﺒﻨﻲ اﻟﻬﻠﻮﺳﺔ دﻳﻨﺎ آﺎﻹﺳﻼم ﻗﻮاﻣﻪ ﺗﻨﺰﻳﻪ اﻟﺨﺎﻟﻖ وﺗﺼﻮﻳﺮﻩ ﺑﻤﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﺟﻼﻟﻪ وﻗﺪﺳﻴﺘﻪ ، وﻧﻔﻲ ﻋﺒﺜﻴﺔ اﻟﺤﻴﺎة وإرﺳﺎء اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻣﻊ أﺧﺬ ﻇﺮوف آﻞ ﺷﺨﺺ وﻧﺼﻴﺒﻪ ﻣﻦ اﻟﻀﻌﻒ اﻟﺒﺸﺮي ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ؟ وﺑﻌﺪ ،ﻓ ﺈن ه ﺬﻩ اﻻدﻋ ﺎءات ﻻ ﺗ ﺆدي إﻟ ﻲ ﻃﺎﺋ ﻞ ،ﻓﻀ ﻼ ﻋ ﻦ ﺳ ﺨﻔﻬﺎ وﻓﺴ ﺎدهﺎ .وإن اﺿﻄﺮاب ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﻤﺤﻤﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻻﺗﻬﺎﻣﺎت إﻟﻲ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻟﻴﻮﺣﻲ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻗﺪ أﺻﻤّﻮا ﺁذاﻧﻬﻢ وﻋﻘﻮﻟﻬﻢ وﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻋﻦ ﺳﻤﺎع اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻓﻬﻢ ُﻳﻘْﺒﻠﻮن ﻋﻠﻲ اﻹﺳﻼم ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻟﻴﻬﺎﺟﻤﻮﻩ وﻳﻔﻨﺪوﻩ .إن أﺻﻮاﺗﻬﻢ ﻟﺘﺬآّﺮﻧﺎ ﺑﺄﺻ ﺪاء ﺧﺎﻓﺘ ﺔ ﻷﺻ ﻮات ﻣﺸ ﺎﺑﻬﺔ آﺎﻧﺖ ﺗﺘﺮدد ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﻋﻠ ﻲ أﻟﺴ ﻨﺔ اﻟﻤﺸ ﺮآﻴﻦ وﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻋﻠ ﻲ أﻟﺴ ﻨﺔ اﻟﻴﻬ ﻮد ،ﻣﺘﻬﻤ ًﺔ ﻣﺤﻤ ﺪا ﻣ ﺮة ﺑﺄﻧ ﻪ ﻣﺴ ﺤﻮر ،وأﺧ ﺮي ﺑﺄﻧ ﻪ ﺳ ﺎﺣﺮ ،وﺛﺎﻟﺜ ﺔ ﺑﺄﻧ ﻪ ﺷ ﺎﻋﺮ ،وراﺑﻌ ﺔ ﺑﺄﻧ ﻪ ﻣﺠﻨﻮن ،وﺧﺎﻣﺴﺔ ﺑﺄﻧﻪ آﺬاب ،ﻏﻴﺮ ﻣﺴ ﺘﻘﺮة ﻋﻠ ﻲ اﺗﻬ ﺎم واﺣ ﺪ وﻻ ﻗ ﺎدرة ﻋﻠ ﻲ إﺛﺒ ﺎت ﺷ ﻲء ﻣﻤ ﺎ ﻳﻘﻮﻟ ﻮن .وﻣ ﻊ ه ﺬا آﻠ ﻪ ﻓﻘ ﺪ اﻧﺘﻬ ﻲ أﻣ ﺮهﻢ ﺑ ﺎﻟﺮﺟﻮع ﻋ ﻦ ه ﺬﻩ اﻻﺗﻬﺎﻣ ﺎت واﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺬي ﺟﺎء ﺑﻪ هﺬا اﻟﺴﺎﺣﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﺠﻨ ﻮن ،ﻣﻜ ﺬﱢﺑﻴﻦ ﺑ ﺬﻟﻚ أﻧﻔﺴ ﻬﻢ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ .وإﻧﻲ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﺳﻮف ﻳﺄﺗﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﻳﺤﺪث ﻓﻴ ﻪ ﻟﻜ ّﻔ ﺎر اﻟﻌﺼ ﺮ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻣ ﺎ ﺣﺪث ﻟﺮﺻﻔﺎﺋﻬﻢ اﻟﻘﺪاﻣﻲ.
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﻘــــــــــﺮﺁن ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﺮﺁن واﻷدﻳﺎن اﻷﺧﺮي اﻟﺬي ﻳﻤﻴﺰ اﻹﺳﻼم ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ اﻷدﻳﺎن هﻮ اﻟﻮﺣﺪاﻧﻴﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘ ﺔ ﺑﻜ ﻞ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬ ﺎ .وهﻨ ﺎك ﺳﻮرة آﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن ،وإن آﺎﻧﺖ ﻗﺼﻴﺮة ،ﻧﺰﻟﺖ ﻟﺘﻘﺮﻳﺮ هﺬا اﻟﻤﻌﻨﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮا ﺣﺎﺳﻤﺎ ﺼﻤَﺪ $ﻟﻢ َﻳِﻠ ْﺪ وﻟﻢ ﷲ اﻟ ﱠ ﺣ ٌﺪ $ا ُ ﺲ ﻓﻴﻪ وﻻ ﺗﺮدد وﻻ ﻣﻮارﺑﺔ ››:ﻗُﻞ :هﻮ اﻟﱠﻠ ُﻪ َأ َ ﺟﺎزﻣﺎ ﻻ َﻟ ْﺒ َ )(١ ﻦ ﻟﻪ ُآ ُﻔ ﻮًا َأ َ ﻳُﻮَﻟ ْﺪ وﻟﻢ ﻳ ُﻜ ْ ﺣ ﺪ ‹‹.وه ﺬﻩ اﻟﻮﺣﺪاﻧﻴ ﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘ ﺔ ﺗﺨ ﺎﻟﻒ اﻟﻌﻘﺎﺋ ﺪ اﻟﺘ ﻲ آﺎﻧ ﺖ ﻣﻮﺟﻮدة أﻳﺎم ﻇﻬﻮر اﻹﺳﻼم ،ﻣﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ أن اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻢ ﻳﻘﺘﺒﺲ أﻓﻜﺎرﻩ ﻋﻦ اﷲ ﻣﻦ أﺣﺪ :ﻓﺎﻟﺠﺎهﻠﻴﻮن آ ﺎﻧﻮا ﻳﺮﻓﻀ ﻮن ﺗﻤﺎﻣ ﺎ ه ﺬﻩ اﻟﻮﺣﺪاﻧﻴ ﺔ وﻳﺴ ﺘﻐﺮﺑﻮن ﺑﺸ ﺪة أن ﺣ ﺪًا ؟ إن ه ﺬا ﻞ اﻵﻟﻬ َﺔ إﻟ ًﻬ ﺎ وا ِ ﺟ َﻌ َ ﻳﺪﻋﻮ ﻣﺤﻤﺪ إﻟﻲ إﻟﻪ واﺣﺪ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺁﻟﻬﺔ ﻣﺘﻌ ﺪدة » َ :أ َ )(٢ ﺠ ﺎب $ ... $ﻣ ﺎ َ ﻋَ ﻲ ٌء ُ ﺸ ْ َﻟ َ ﺳ ِﻤﻌْﻨﺎ ﺑﻬ ﺬا ﻓ ﻲ اﻟﻤﻠ ﺔ اﻵﺧ ـﺮة .إِن ه ﺬا إﻻ اﺧ ﺘِﻼق ‹‹ . وﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ اﻷﺧﻴﺮة أن ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻮﺣﺪاﻧﻴ ﺔ آ ﺎن ﺟﺪﻳ ﺪًا ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ،ﻓﻬ ﺎ ه ﻢ أوﻻء ﻳﺤﺘﺠﻮن ﻟﺘﻌﺪد اﻵﻟﻬﺔ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻌﻮا ﺑﺎﻟﻮﺣﺪاﻧﻴ ﺔ .وﺳ ﻮاء أآ ﺎن اﻟﻤﻘﺼ ﻮد ﺑ ـ » اﻟﻤﻠ ﺔ اﻵﺧﺮة « هﻨﺎ ﻋﻘﻴﺪة اﻟﻨﺼﺎري ﻓﻲ اﻵﻟﻬﺔ أم ﻋﻘﺎﺋﺪ اﻟﺠﺎهﻠﻴﻴﻦ اﻟﻮﺛﻨﻴﻴﻦ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﻣﻦ هﺬا اﻟ ﻨﺺ أن » اﻟﺸ ﺮك ﺑ ﺎﷲ « آ ﺎن ه ﻮ اﻟﻌﻘﻴ ﺪة اﻟﻤﻘ ﺮرة اﻟﺘ ﻲ درﺟ ﻮا ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﻣﻨ ﺬ زﻣ ﻦ ﺟ ﺪْﻧﺎ ﺁﺑﺎءَﻧ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ُأ ﱠﻣ ٍﺔ وإ ّﻧ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ﺁﺛ ﺎرِهﻢ ﻣُﻬ َﺘ ﺪون « ،ﺣﺘ ﻲ إن ﻃﻮﻳ ﻞ ››:ﻗ ﺎﻟﻮا ِ :إ ّﻧ ﺎ و َ اﻟﻮﺣﺪاﻧﻴ ﺔ ،ﻋﻠ ﻲ ﺑﺴ ﺎﻃﺘﻬﺎ وﻣﻨﻄﻘﻴﺘﻬ ﺎ ،ﻗ ﺪ ﺻ ﺪﻣﺘﻬﻢ ﺻ ﺪﻣﺔ ﻋﻨﻴﻔ ﺔ واﺳ ﺘﻔﺰﺗﻬﻢ إﻟ ﻲ ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ودﻋﻮﺗﻪ ﺑﻜﻞ ﻃﺎﻗﺎﺗﻬﻢ ،وﻟﻢ ﻳﻜﻔّﻮا ﻋ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺤﺎرﺑ ﺔ اﻻ ﻲ ﻓﻴﻬﺎ ،وهﻮ ﻣﺎ اﺳﺘﻐﺮق ﻧﺤﻮ ﻋﺸ ﺮﻳﻦ ﺳ ﻨﺔ ﻣﻨ ﺬ ﺑﺪاﻳ ﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺠﺰوا ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻦ اﻟﻤﻀ ّ اﻟﺪﻋﻮة ﺣﺘﻲ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ. وﻗﺪ ﻳﺪﻟّﻚ ﻋﻠﻲ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﻌﻨﺎء اﻟﺮهﻴﺐ اﻟﺬي ﻗﺎﺳﺎﻩ اﻟﺮﺳﻮل ﻓﻲ دﻋﻮة ﻗﻮﻣﻪ إﻟﻲ اﷲ اﻟﻮاﺣ ﺪ ﺸﺮْآﻴﺔ ،ﻓﻔﻲ ﺳﻮرة » اﻟﻨﺠﻢ « ﻣ ﺜﻼ ،وه ﻲ آﺜﺮ ُة اﻵﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻗﺸﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻔﺎهﻴﻤﻬﻢ اﻟ ﱢ ﺴﻮَر اﻟﻤﺒﻜﺮة ،ﻧﺠﺪﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻲ ﻳﻌﻴﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺳﺨﻒ ﻣﻨﻄﻘﻬﻢ اﻟﺬي ﻳﺴﻮل ﻟﻬﻢ ﻣﻦ اﻟ ﱡ أن ﻳﻨﺴﺒﻮا إﻟﻴﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ أﺻﻨﺎﻣﻬﻢ هﻲ اﻟﻼت واﻟﻌﺰي وﻣﻨﺎة ﻋﻠﻲ أﻧﻬﺎ ﺑﻨﺎﺗﻪ .ﻳﻘﻮل ﺟﻞ ت واﻟ ُﻌ ﺰﱠي $وﻣَﻨ ﺎة اﻟﺜﺎﻟﺜ َﺔ اﻷﺧ ﺮي ؟ $أﻟ ُﻜ ُﻢ اﻟ ﺬﱠ َآ ُﺮ وﻟ ﻪ ﺷ ﺄﻧﻪ » :أ َﻓ َﺮَأ ْﻳﺘُﻢ اﻟ ﻼ َ ل ﻲ إﻻ أﺳﻤﺎ ٌء ﺳﻤﻴﺘﻤﻮهﺎ أﻧﺘﻢ وﺁﺑﺎؤآﻢ ﻣ ﺎ أﻧ َﺰ َ نه َ ﺴ َﻤ ٌﺔ ﺿِﻴﺰَي ِ $إ ْ ﻷ ْﻧﺜَﻲ $ﺗﻠﻚ إذن ﻗ ْ اُ ﺲ .وﻟﻘ ﺪ ﺟ ﺎءهﻢ ﻣ ﻦ رﺑﻬ ﻢ ﻦ وﻣ ﺎ ﺗﻬ ﻮَي اﻷﻧﻔ ُ ﻈ ﱠ ن ﻳﺘﱠﺒﻌ ﻮن إﻻ اﻟ َ ﺳ ﻠﻄﺎن .إ ْ ﷲ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ُ ا ُ ﻚ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎوات ﻻ ﻦ ﻣَﻠ ٍ اﻟ ُﻬﺪَي $أم ﻟﻺﻧﺴﺎن ﻣﺎ َﺗ َﻤﻨﱠﻲ ؟ $ﻓﻠﻠﱠﻪ اﻵﺧﺮة واﻷوﻟﻲ $و َآ ْﻢ ِﻣ ْ ) (١ﺳﻮرة اﻹﺧﻼص. ) (٢ص . ٧ - ٥ /
ﷲ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎ ُء و َﻳ ْﺮﺿَﻲ $إن اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻨ ﻮن نا ُ ﻻ ﻣﻦ َﺑﻌْﺪ أن َﻳ ْﺄ َذ َ ﻋﺘُﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ إ ﱠ ُﺗ ْﻐﻨِﻲ ﺷﻔﺎ َ ) ( ﺑﺎﻵﺧﺮة َﻟ ُﻴ َ ﺴﻤﱡﻮن اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺗﺴﻤﻴﺔ اﻷﻧﺜﻲ ‹‹ . ٣ وﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا َﻳ َﺪﻋُﻮن أﻳﺔ ﺷﺒﻬﺔ دون أن ﻳﻌﻀﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻮاﺟﺬ ﻓﻲ ﺟﺪاﻟﻬﻢ اﻟﻌﻘﻴﻢ اﻟﺬي ﻟ ﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻨﻔﻊ ﻣﻌﻪ ﻣﻨﻄﻖ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ .اﻧﻈﺮ إﻟﻴﻬﻢ وﻗﺪ ﺟﺎء ذآﺮ ﻋﻴﺴ ﻲ ﺑ ﻦ ﻣ ﺮﻳﻢ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم أﻣﺎﻣﻬﻢ ﻓﺈذا هﻢ ﻳﺼﻴﺤﻮن ››:أَﺁﻟﻬﺘﻨﺎ ﺧﻴﺮ أم هﻮ؟‹‹ ) . (٤وﻳﺮد اﻟﻘﺮﺁن ﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﻤﻨﻄ ﻖ ﺟ َﺪﻻً ،ﺑ ﻞ ه ﻢ َﻗ ﻮْم ﺿ ﺮَﺑﻮﻩ ﻟ ﻚ إﻻ َ اﻟﺴ ﺨﻴﻒ ﻣﺒﻴ ًﻨ ﺎ ﺑ ﻮاﻋﺜﻬﻢ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﺼ ﻴﺎح ››:ﻣ ﺎ َ ﺧﺼِﻤﻮن‹‹ ) . (٥وﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﻤﻨﻄﻖ اﻟﻤﻠﺘﻮي ﻻ ﺗﻔﻠﺢ ﻣﻌﻪ ﻋ ﺎد ًة أﻳ ﺔ ﺣﺠ ﺔ .وﻋﺒﺜ ﺎ ﻳﺒ ﻴﻦ َ )(٦ ل اﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ‹‹ ،أﻣ ﺎ ن آﺎن ﻟﻠﺮﺣﻤﻦ َوَﻟ ٌﺪ ﻓﺄﻧﺎ أوﱠ ُ ﻟﻬﻢ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻲ أﻣﺮ اﷲ أﻧﻪ » ِإ ْ )(٧ ﻋﻴﺴﻲ ﻓﻤﺎ » هﻮ إﻻ ﻋﺒ ٌﺪ أﻧﻌﻤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ وﺟﻌﻠﻨﺎﻩ َﻣ َﺜ ً ﻼ ﻟﺒﻨﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ‹‹ .وﻟﻜﻦ آﻞ ه ﺬا ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴ ﺒﺔ إﻟ ﻲ ﻋﺎﻣ ﺔ ﺟﻤﻬ ﻮرهﻢ إﻻ ﺻ ﻴﺤﺎت ﻓ ﻲ واد ،ﻓﻬ ﺎ ه ﻮ ذا اﻟﻘ ﺮﺁن ﻓ ﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻮرة ذاﺗﻬ ﺎ ﻳﻌ ﻮد إﻟ ﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸ ﺔ ه ﺬا اﻟﻤﻨﻄ ﻖ اﻟﺘﺎﻓ ﻪ ﻣ ﺮة أﺧ ﺮي » : ﺨ ﺬ ﻣﻤ ﺎ ﻳﺨُﻠ ﻖ ﺑﻨ ﺎت ﺟ ْﺰءًا .إن اﻹﻧﺴ ﺎن َﻟ َﻜ ُﻔ ﻮر ُﻣ ِﺒ ﻴﻦ $أم ا ﱠﺗ َ ﻋ َﺒ ﺎدِﻩ ُ وﺟﻌﻠ ﻮا ﻟ ﻪ ﻣ ﻦ ِ ﺴ َﻮدّا وهﻮ ب ﻟﻠﺮﺣﻤﻦ ﻣﺜﻼ ﻇﻞ وﺟﻬﻪ ُﻣ ْ ﺿ َﺮ َ وأﺻﻔﺎآﻢ ﺑﺎﻟﺒﻨﻴﻦ ؟ $وإذا ُﺑﺸﱢﺮ أَﺣﺪُهﻢ ﺑﻤﺎ َ ﺤ ْﻠﻴَﺔ وهﻮ ﻓﻲ اﻟﺨﺼﺎم ﻏﻴﺮ ﻣُﺒﻴﻦ ؟ $وﺟﻌﻠﻮا اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻦ ُﻳ َﻨﺸﱠﺄ ﻓﻲ اﻟ ِ آﻈﻴﻢ َ $أ َو َﻣ ْ )(٨ ﺐ ﺷ ﻬﺎدﺗُﻬﻢ وﻳُﺴ ﺄﻟﻮن‹‹ .ووﺟ ﻪ ﺧ ْﻠﻘَﻬ ﻢ ؟ ﺳ ﺘُﻜ َﺘ ُ ﺷ ﻬِﺪوا َ ه ﻢ ﻋِﺒ ﺎ ُد اﻟ ﺮﺣﻤﻦ إﻧﺎﺛ ﺎ َ .أ َ اﻟﺘﻔﺎهﺔ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ أﻧﻬﻢ ﻳﺠﻌﻠﻮن ذرﻳﺔ اﷲ إﻧﺎﺛﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻳﻀﻴﻘﻮن هﻢ ﻓﻴﻪ أﺷﺪ ت ﻟﻠﻮاﺣ ﺪ ﻣ ﻨﻬﻢ أﻧﺜ ﻲ .وﻟ ﻮ ﺟ ﺮوا ﻓ ﻲ اﻟﻀ ﻴﻖ وﺗﺴ ﻮ ّد وﺟ ﻮهﻬﻢ ﺧﺰ ًﻳ ﺎ وﻋ ﺎرًا إذا ُوِﻟ َﺪ ْ ﺳﺨﻔﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﻣﻨﻄﻖ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﻟﺮﺣﺒﻮا إذن ﺑﺈﻧﺠﺎب اﻹﻧ ﺎث ﺑ ﻞ ﻻﻓﺘﺨ ﺮوا ﺑﻬ ﻦ واﺳ ﺘﻜﺜﺮوا ﻣﻨﻬﻦ .وﻳﺰداد اﻟﻤﺮء ﻋﺠﺒ ﺎ ﺣ ﻴﻦ ﻳ ﺮي ه ﺆﻻء اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﻜﺮه ﻮن اﻹﻧ ﺎث)وﺑﻌﻀ ﻬﻢ آ ﺎن ﻳﺪﺳّﻬﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاب وهﻦ أﺣﻴﺎء(ﻳﻌﺒ ﺪوﻧﻬﻦ ﻣﻌﺘﻘ ﺪﻳﻦ أﻧﻬ ﻦ ﻳﻘ ﺮﺑﻨﻬﻢ إﻟ ﻲ اﷲ زﻟﻔ ﻲ ››:ﻣ ﺎ َﻧﻌْﺒﺪهﻢ ) أي اﻷﺻﻨﺎم ،اﻟﺘﻲ َﻳ ُﻌﺪّون ﺑﻌﻀﻬﺎ إﻧﺎ ًﺛ ﺎ ( إﻻ ﻟﻴﻘﺮﺑﻮﻧ ﺎ إﻟ ـﻲ اﻟﱠﻠ ِﻪ ُز ْﻟ َﻔ ﻲ‹‹ ). (٩ وﻣﻬﻤ ﺎ ﻳﺸ ﺮح اﻟﻘ ﺮﺁن ﻟﻬ ﻢ أن آ ﻞ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻜ ﻮن ﻣﺨﻠ ﻮق ﷲ وﻋﺒ ﺪ ﻟ ﻪ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌ ﺎﻟﻲ وﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﷲ ﻟﻮ أراد أن ﻳﺼﻄﻔﻲ ﻣﻦ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﺎء ﻓ ﺈﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻘﺘﻨﻌ ﻮن ،ﻓﻘ ﺪ ﺳ ﺪوا ﷲ أن ﻳﺘﺨ ﺬ وﻟ ﺪا ﻻﺻ ﻄﻔﻲ ﻣﻤ ﺎ ﻳﺨﻠ ﻖ ﻣ ﺎ ﻳﺸ ﺎء‹‹ ) . (١٠إﻧﻬ ﻢ ﺁذاﻧﻬﻢ ﺳ ﺪا » :ﻟ ﻮ أراد ا ُ ب ت ﻗﻠ ﻮ ُ ﻳﻜﺮهﻮن اﻟﻮﺣﺪاﻧﻴﺔ وﻳﻨﻔﺮون ﻣﻨﻬﺎ أﺷ ﺪ اﻟﻨﻔ ﻮر » :وإذا ُذ ِآ ﺮ اﷲ وﺣ ﺪﻩ اﺷ ﻤﺄ ﱠز ْ ) (١ ﻦ دوﻧ ﻪ إذا ه ﻢ ﻳﺴﺘﺒﺸ ﺮون‹‹ . ١وﻟ ﻮ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﺎﻵﺧﺮة ،وإذا ُذآِﺮ اﻟﺬﻳﻦ ِﻣ ْ أﻧﻬﻢ آﺎﻧﻮا ﺻﺎدﻗﻴﻦ ﻓﻲ ادﻋﺎﺋﻬﻢ أﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﺒﺪون اﻷﺻﻨﺎم إﻻ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻘﺮﺑﻬﻢ إﻟﻲ اﷲ ُز ْﻟﻔَﻲ ﺠ ُﻪ ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﻲ .ﻣ ﻦ هﻨ ﺎ ﻧﻔﻬ ﻢ ﻟﻤ ﺎذا ﻳﻠ ﺢ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻻﺳﺘﺒﺸﺮوا ﺑﺬآﺮ اﷲ اﻟﺬي هﻮ ُﻣﺘﱠ َ ﻋﻠﻲ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻮﺣﺪاﻧﻴﺔ ،وﻧﺪرك آﺬﻟﻚ ﻣﺪي اﻟﺠﻬﺪ اﻟﻔﺎدح اﻟﺬي آﺎن رﺳﻮﻟﻨﺎ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﻠﻴﻪ ) (٣اﻟﻨﺠﻢ . ٢٧ – ١٩ / ) (٤اﻟﺰﺧﺮف . ٥٨ / ) (٥اﻟﺰﺧﺮف . ٥٨ / ) (٦اﻟﺰﺧﺮف . ٨ ١ / ) (٧اﻟﺰﺧﺮف . ٥٩ / ) (٨اﻟﺰﺧﺮف . ١٩ – ١٥ / ) (٩اﻟﺰﻣﺮ . ٦ / ) (١٠اﻟﺰﻣﺮ . ٤ / ) (١١اﻟﺰﻣﺮ . ٤٥ /
أﻓﻀﻞ اﻟﺼ ﻼة وأزآ ﻲ اﻟﺴ ﻼم ﻳﺒﺬﻟ ﻪ ،ﻓﻬ ﺎ ه ﻮ ذا ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌ ﺎﻟﻲ ﻳﻘ ﻮل ﻓ ﻲ ﺳ ﻮرة » ﻚ ﻓﻲ ﻚ اﻟﺴ ﻤﺎوات واﻷرض ،وﻟ ﻢ ﻳﺘﺨ ْﺬ وﻟ ﺪا ،وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻟ ﻪ ﺷ ﺮﻳ ٌ اﻟﻔﺮﻗ ﺎن ›› :ﻟ ﻪ ُﻣ ْﻠ ُ ) (١ ﻞ ﺷﻲء ﻓﻘﺪﱠرﻩ ﺗﻘﺪﻳﺮا‹‹ ، ٢آﻤﺎ ﻳﻘﻮل ﻓﻲ ﺳﻮرة» اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن « » :ﻣﺎ اﻟ ُﻤ ْﻠﻚِ ،وﺧﻠﻖ آ ﱠ ﻀ ﻬﻢ ﻼ َﺑ ْﻌ ُ ﻖ وﻟَﻌ َ ﺧَﻠ َ ﻞ إﻟ ٍﻪ ﺑﻤ ﺎ َ ﺐآ ﱡ ﻦ إﻟ ٍﻪ ،إذن َﻟ َﺬ َه َ ﻦ َوَﻟ ٍﺪ ،وﻣﺎ آﺎن ﻣﻌﻪ ِﻣ ْ ﺨ َﺬ اﷲ ِﻣ ْ ا ﱠﺗ َ )(١٣ ﺼ ﻔﻮن‹‹ ﺾ .ﺳﺒﺤﺎن اﻟﱠﻠ ِﻪ ﻋﻤﺎ َﻳ ِ ﻋﻠﻲ ﺑَﻌ ٍ .وﻋﻠ ﻲ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺤﺠ ﺔ ﻣ ﻦ ﺑﺴ ﺎﻃﺔ ﻣﺸﺮﻗﺔ ﺗﻘﺘﺤﻢ اﻟﻌﻘﻮل اﻟﺴﻠﻴﻤﺔ اﻗﺘﺤﺎﻣﺎ ﻧﺠﺪهﻢ ﻗﺪ أﻏﻠﻘﻮا ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻇﻠﻤ ﺎت ،ﺣﺘﻲ إن اﻟﻘﺮﺁن ﻟﻴﺒ ﺪئ ﻣ ﻦ ﺟﺪﻳ ﺪ وﻳﻌﻴ ﺪ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻘﻀ ﻴﺔ آﺄﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻘ ﻞ ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ ﺷ ﻴﺌﺎ وآﺄﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻌﻮا وﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮوا ››:ﻟﻮ آﺎن ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺁﻟ َﻬ ٌﺔ إﻻ اﷲ ﻟﻔﺴ ﺪﺗﺎ‹‹ ) ، (١٤وه ﻲ ﻧﻔ ﺲ اﻟﺤﺠﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،وإن ﺻﻴﻐﺖ ﻓﻲ ﻋﺒﺎرة ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ .وهﺎ ه ﻢ أوﻻء أﻳﻀ ﺎ ﻳﻌ ﻮدون ﻦ َوَﻟﺪًا .ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ! ﺑﻞ ﻋِﺒ ﺎ ٌد إﻟﻲ ﺗﺮدﻳﺪ ﻧﻔﺲ ﻣﻔﺎهﻴﻤﻬﻢ اﻟﻤﻬﻠﻬﻠﺔ ››:وﻗﺎﻟﻮا :اﺗﺨﺬ اﻟﺮﺣﻤ ُ ل وهﻢ ﺑﺄﻣﺮﻩ ﻳﻌﻤﻠﻮن $ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ أﻳﺪﻳﻬﻢ وﻣﺎ ﺧﻠﻔﻬﻢ ،وﻻ ﺴﺒِﻘﻮﻧﻪ ﺑﺎﻟ َﻘ ْﻮ ِ ُﻣ ْﻜﺮَﻣﻮن $ﻻ َﻳ ْ ﻳﺸﻔﻌﻮن إﻻ ﻟﻤﻦ ارﺗﻀﻲ .وهﻢ ﻣﻦ ﺧﺸ ﻴﺘﻪ ﻣﺸ ﻔﻘﻮن $وﻣ ﻦ ﻳ ُﻘ ﻞ ﻣ ﻨﻬﻢ :إﻧ ﻲ إﻟ ﻪ ﻣ ﻦ دوﻧ ﻪ ،ﻓ ﺬﻟﻚ ﻧﺠﺰﻳ ﻪ ﺟﻬ ﻨﻢ .آ ﺬﻟﻚ ﻧﺠ ﺰي اﻟﻈ ﺎﻟﻤﻴﻦ‹‹ ) ، (١٥ﻣﻤ ﺎ دﻋ ﺎ اﻟﻘ ﺮﺁن إﻟ ﻲ أن ﻳﻜﺮر إﻧﺬارﻩ ﻟﻬﻢ ﺣﺘﻲ ﻳﻌﻄﻲ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﻌﺬر ﻗﺒﻞ أن ﻳﻌ ﺎﺟﻠﻬﻢ ﺑﻌﻘﻮﺑ ﺔ اﻟ ﺪﻧﻴﺎ أو ﻳ ﺮدﻳﻬﻢ ﷲ وﻟﺪا $ﻣﺎ ﻟﻬﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﻠ ٍﻢ وﻻ ﻵﺑﺎﺋﻬﻢ ﻓﻲ ﻗﺮارة اﻟﺠﺤﻴﻢ » :و ُﻳﻨْﺬ َر اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮا :اﺗﺨﺬ ا ُ )(١٦ ،وإﻟ ﻲ أن ﻳﻌﻴ ﺪ ﺗﺴ ﺎؤﻟﻪ ت آﻠﻤ ًﺔ ﺗﺨﺮج ﻣﻦ أﻓﻮاهﻬﻢ .إن ﻳﻘﻮﻟ ﻮن إﻻ َآ ﺬِﺑﺎ‹‹ َ .آ ُﺒ َﺮ ْ ﻻ اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﻤﻔــﺤِﻢ» :أﻓَﺄﺻْﻔﺎآﻢ رﺑﻜﻢ ﺑﺎﻟﺒﻨﻴﻦ واﺗﺨﺬ ﻣﻦ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ إﻧﺎﺛﺎ ؟ إﻧﻜﻢ ﻟﺘﻘﻮﻟﻮن َﻗ ْﻮ ً ﻋﻈﻴﻤﺎ‹‹ ). (١٧آﻤﺎ ﻳﺄﻣﺮﻩ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم أن ﻳﻘ ﻮل » :اﻟﺤﻤ ُﺪ ﷲ اﻟ ﺬي ﻟ ﻢ ﻳﺘّﺨ ْﺬ َوَﻟ ﺪا وﻟ ﻢ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟ ﱡﺬ ّ ﻚ ﻓﻲ اﻟ ُﻤﻠْﻚ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ َوِﻟ ﱞ ﺷﺮِﻳ ٌ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ َ ل‹‹ ) (١٨وأن ﻳﻜ ّﺒ ﺮﻩ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ ﺗﻜﺒﻴ ﺮا . ﻦ. ﺷ ﺮآﺎ َء اﻟﺠ ﱠ وﻟﻢ ﻳﻜﺘﻒ اﻟﻤﺸﺮآﻮن ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻞ أﺷﺮآﻮا ﺑﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ اﻟﺠﻦ » :وﺟﻌﻠﻮا ﷲ ُ ت ﺑ َﻐ ْﻴ ﺮ ﻋ ْﻠ ﻢ‹‹ ). (١٩وﻳﺤ ﺎول اﻟﻘ ﺮﺁن ﻣ ﺮة أﺧ ﺮي أن ﻦ وﺑﻨ ﺎ ٍ وﺧَﻠﻘﻬ ﻢ وﺧَﺮ ُﻗ ﻮا ﻟ ﻪ ﺑﻨ ﻴ َ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻳﻔﻜﺮون ﻓﻲ ﺗﻬﺎﻓﺖ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻤﺴﻜﻮن ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺑﺎﻃﻠﺔ ﻓﻴﻘﻮل ﻟﻬﻢ إﻧﻪ » ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ ن ﻟﻪ وﻟ ٌﺪ وﻟ ﻢ ﺗﻜ ﻦ ض َ ،أﻧﱠﻲ ﻳﻜﻮ ُ ت واﻷر ِ ﻲ‹‹ ) ، (٢٠وﻳﺴﺄﻟﻬﻢ » :ﺑﺪﻳ ُﻊ اﻟﺴﻤﺎوا ِ هﻮ اﻟﻐَﻨ ّ )(٢١ ﻟﻪ ﺻﺎﺣﺒ ٌﺔ؟‹‹ .آﻤﺎ أن ﻓﻴﻪ ﺁﻳﺔ ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻌﺒﺎدة اﻟﺸﻤﺲ واﻟﻘﻤﺮ ،وهﻲ » :وﻣﻦ ﺁﻳﺎﺗﻪ ﷲ اﻟ ﺬي ﺲ وﻻ ﻟﻠﻘﻤ ﺮ ،واﺳ ﺠﺪو ِ اﻟﻠﻴ ﻞ واﻟﻨﻬ ﺎر واﻟﺸ ﻤﺲ واﻟﻘﻤ ﺮ .ﻻ ﺗﺴ ﺠُﺪوا ﻟﻠﺸ ﻤ ِ ﻦ إن آﻨﺘﻢ إﻳﺎﻩ ﺗﻌﺒﺪون‹‹ ).(٢٢ ﺧﻠَﻘﻬ ﱠ َ
) (١٢اﻟﻔﺮﻗﺎن .٢ / ) (١٣اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن . ٩١/ ) (١٤اﻷﻧﺒﻴﺎء .٢٢ / ) (١٥اﻷﻧﺒﻴﺎء . ٢٩ – ٢٦ / ) (١٦اﻟﻜﻬﻒ . ٥ -٤ / ) (١٧اﻹﺳﺮاء . ٤٠ / ) (١٨اﻹﺳﺮاء . ١١١ / ) (١٩اﻷﻧﻌﺎم . ١٠٠ / )(٢٠ﻳﻮﻧﺲ . ٦٨ / ) (٢١اﻷﻧﻌﺎم . ١٠١ / ﺴﻠَﺖ . ٣٧ / )ُ (٢٢ﻓ ﱢ
ﻓﻬﺬﻩ هﻲ ﻋﻘﻴ ﺪة اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ ﻓ ﻲ اﻷﻟﻮهﻴ ﺔ ،ﻓﻤ ﻦ أﻳ ﻦ اﺳ ﺘﻤﺪ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻣﻔﺎهﻴﻤ ﻪ ﺴ ّﺮ وأﺧﻔ ﻲ ، اﻟﺼ ﺤﻴﺤﺔ ﻋ ﻦ اﷲ رب اﻟﻌ ﺎﻟﻤﻴﻦ ،اﻟﻘ ﺎهﺮ ﻓ ﻮق ﻋﺒ ﺎدﻩ ،اﻟ ﺬي ﻳﻌﻠ ﻢ اﻟ ﱢ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ ،اﻟﺸﺪﻳﺪ اﻟﺒﻄﺶ ،اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺠﺒﺎر ،اﻟﺴ ﺮﻳﻊ اﻟﺤﺴ ﺎب ،اﻟ ﺬي ﻻ ﻳﻜﻠ ﻒ ﻧﻔﺴﺎ إﻻ وﺳﻌﻬﺎ ،ذي اﻟﻌﺮش ؟ إن اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻳﻘﻮﻟ ﻮن إﻧ ﻪ ﻗ ﺪ اﺳ ﺘﻘﺎهﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺤﻨﻔ ﺎء . وﻣﻊ أﻧﻨﺎ ﻗﺪ ﻓﻨﺪﻧﺎ هﺬا اﻟﺰﻋﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻀﻴﻒ هﻨﺎ أن ﻓﻜﺮة اﻟﺤﻨﻔﺎء ﻋ ﻦ اﷲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ إﻻ ﺻﺪًي ﺧﺎﻓﺘﺎ ﻣﻤﺎ أﺑﻘﺎﻩ آ ّﺮ اﻟﻐﺪاة و َﻣ ّﺮ اﻟﻌﺸﻲ ﻋﻠﻲ ﻣﺪي اﻷﺣﻘ ﺎب اﻟﻤﺘﻄﺎوﻟ ﺔ ﻣ ﻦ دﻳﺎﻧ ﺔ إﺑ ﺮاهﻴﻢ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ،ﺻ ﺪي ﻟ ﻴﺲ ﻓﻴ ﻪ ه ﺬا اﻟﺘﻔﺼ ﻴﻞ وﻻ اﻟﻮﺿ ﻮح وﻻ اﻟﺤﻀﻮر ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻞ واﻟﻘﻠﺐ .وﻟﻘﺪ آﺎن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻌﻆ ﻓﻲ اﻷﺳﻮاق ﻓﻠﻢ ُﻳﺠَﺎ َﺑ ْﻪ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺤﺮب اﻟﻀﺮوس اﻟﺘﻲ ُآﺘِﺐ ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم أن ﻳﺨﻮﺿ ﻬﺎ .واﻟﺴ ﺒﺐ ه ﻮ أن ﻣ ﺎ آ ﺎﻧﻮا ﻳﺪﻋﻮن إﻟﻴﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻬﺬا اﻟﺤﺴﻢ واﻟﻮﺿﻮح وﻣﺼﺎدﻣﺔ اﻟﻌﻘﺎﺋ ﺪ اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ ﻣﺜﻠﻤ ﺎ آ ﺎن اﻟ ﺪﻳﻦ اﻟ ﺬي ﻧ ﺰل ﻋﻠﻴ ﻪ .وه ﺬا ﻓ ﻲ اﻷﻟﻮهﻴ ﺔ ﻓﻘ ﻂ ،وﻧﺎهﻴ ﻚ ﻋ ﻦ دﻋ ﻮة اﻟﻌ ﺪل واﻟﻤﺴ ﺎواة ، وﻋﻘﻴﺪة اﻟﺤﻴﺎة اﻷﺧﺮي واﻟﺠﻨ ﺔ واﻟﻨ ﺎر واﻟﺤﺴ ﺎب اﻟ ﺪﻗﻴﻖ ﻟﻜ ﻞ ذرة ﻋﻤﻠﻬ ﺎ اﻹﻧﺴ ﺎن ﻣ ﻦ ﺧﻴ ﺮ أو ﺷ ﺮ ،واﻟﻌﺒ ﺎدات اﻟﻤﺨﺘﻠﻔ ـﺔ ﺑﺴﻤﺎﺗﻬ ـﺎ اﻟﻔﺎرﻗ ﺔ ﻟﻬ ﺎ ﻋﻤ ﺎ ﻓ ﻲ اﻷدﻳ ﺎن اﻷﺧ ﺮي ، واﻟﺤﻼل واﻟﺤﺮام ،واﻟﻘﻴﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ،وﻗﻮاﻋﺪ اﻟ ﺬوق اﻟﻤﻬ ﺬب ﻓ ﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣ ﻞ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻨﺎس ،واﻟﺤﻘﻮق ،واﻟﺤﺪود ...إﻟﺦ. وﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻵﻳﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻌﻘﻴﺪة اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺁﻳﺘﺎن ﺗﻠﻔﺘﺎن اﻟﻨﻈﺮ ﺑﻮﺟﻪ ﺧﺎص هﻤ ﺎ » :وﻗ ﺎل اﷲ :ﻻ ﺗﺘﺨﺬوا إﻟﻬﻴﻦ اﺛﻨﻴﻦ .إﻧﻤﺎ هﻮ إﻟ ٌﻪ واﺣ ٌﺪ ،ﻓﺈﻳﺎي ﻓﺎ ْر َهﺒُﻮن‹‹) ، (٢٣و » اﻟﺤﻤ ُﺪ ﻟﻠﱠﻪ ت واﻟﻨ ﻮ َر ،ﺛ ﻢ اﻟ ﺬﻳﻦ آﻔ ﺮوا ﺑ ﺮﺑﻬﻢ ﻈﻠُﻤ ﺎ ِ ض وﺟﻌ ﻞ اﻟ ﱡ ت واﻷر َ اﻟ ﺬي ﺧﻠ ﻖ اﻟﺴ ﻤﻮا ِ َﻳ ْﻌﺪِﻟﻮن‹‹) . (٢٤وآﻤﺎ هﻮ واﺿﺢ ﻓﻬﺎﺗ ﺎن اﻵﻳﺘ ﺎن ﺗﻬﺎﺟﻤ ﺎن ﻋﻘﻴ ﺪة اﻟﺜﻨﻮﻳ ﺔ) اﻟﺰرادﺷ ﺘﻴﻪ واﻟﻤﺎﻧﻮﻳﺔ( ،وهﻤﺎ ﺗﺪﻻن ﻋﻠﻲ أن اﻟﻘﺮﺁن ،آﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻖ أﻓﻜﺎرﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻴ ﺪة اﻹﻟﻬﻴ ﺔ ﻣ ﻦ ﻣﺼﺪر ﻋﺮﺑﻲ ،ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻘﻬﺎ ﻣﻦ دﻳﺎﻧ ﺔ ﻓ ﺎرس ،اﻟﺘ ﻲ آﺎﻧ ﺖ ﺗﻘ ﻮل ﺑ ﺈﻟﻬﻴﻦ اﺛﻨ ﻴﻦ هﻤ ﺎ اﻟﻨﻮر واﻟﻈﻠﻤﺔ. ﻓﺈذا اﻧﺘﻘﻠﻨﺎ إﻟﻲ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ واﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ ﻓﺴﻮف ﻧﺠﺪ أن اﻟﻘﺮﺁن ﻗﺪ رد ﺗﺤﺮﻳﻔﺎت أهﻞ اﻟﻜﺘﺎب ﻋ َﺰ ْﻳﺮًا اﺑﻦ اﷲ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻘﻮل :ﻓﺄﻣﺎ اﻟﻴﻬﻮد ﻓﺈن اﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻴﺜﺮب آﺎﻧﻮا ﻳﺰﻋﻤﻮن أن ُ اﻟﻨﺼﺎري إن اﻟﻤﺴﻴﺢ هﻮ اﺑﻦ اﷲ .وﻗ ﺪ رد اﻟﻘ ﺮﺁن ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ،وﺑ ﻴّﻦ أن ه ﺬا اﻻﻋﺘﻘ ﺎد ه ﻮ ﻦ ﺢ اﺑ ُ ﷲ ،وﻗﺎﻟﺖ اﻟﻨﺼﺎري :اﻟﻤﺴ ﻴ ُ ﻦا ِ ﻋ َﺰ ْﻳ ٌﺮ اﺑ ُ ﻲ ﻗﺪﻳﻢ » :وﻗﺎﻟﺖ اﻟﻴﻬﻮ ُد ُ : ﺷ ْﺮ ِآ ّ اﻋﺘﻘﺎد ِ ﷲ َأ ﱠﻧ ﻲ ﻞ .ﻗ ﺎ َﺗﻠَﻬﻢ ا ُ ﻀ ﺎهﺌﻮن ﻗ ﻮل اﻟ ﺬﻳﻦ آﻔ ﺮوا ﻣ ﻦ ﻗﺒ ُ ﷲ .ذﻟ ﻚ ﻗ ﻮﻟﻬﻢ ﺑ ﺄﻓﻮاهِﻬ ِﻢ ُ ،ﻳ َ ا ِ ) (٢ ُﻳ ْﺆﻓَﻜﻮن‹‹ . ٧واﻟﻌﺠﻴﺐ أن ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ ﻳﻌ ـﺪون اﺗﻬ ـﺎم اﻟﻘ ﺮﺁن ﻟﻠﻴﻬ ﻮد ﺑ ﺄﻧﻬﻢ ﻞ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻓـﻲ أﺳﻔـﺎر اﻟﻌﻬﺪ ﻋ َﺰ ْﻳ ٌﺮ اﺑﻦ اﷲ « ﺳﺮّا ﻏﺎﻣﻀﺎ ﻳﺘﻌﺼّﻲ ﻋﻠﻲ اﻟﺤ ّ ﻳﻘﻮﻟﻮن » ُ ) (٢ اﻟﻘﺪﻳـﻢ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟ ﻲ ه ﺬا ، ٨ﻏ ﺎﻓﻠﻴﻦ ﺑ ﺬﻟﻚ ﻋ ﻦ ﻧﻘﻄﺘ ﻴﻦ ه ﺎﻣﺘﻴﻦ :اﻷوﻟ ﻲ أن ﻣﺤﻤ ﺪا ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴـﻼم ﻻ ﻳﻜـﺬب أﺑﺪا ،وﻗﺪ ﻓﺮﻏﻨـﺎ ﻣـﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻘﻀ ﻴﺔ .ﺛ ﻢ إﻧ ﻪ ﻻ ﻳﻮﺟ ـﺪ أي داع ﻳﺤﻤﻠﻪ ﻋﻠﻲ اﺗﻬﺎم اﻟﻴﻬﻮد ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺘﻬﻤﺔ ﺑﺎﻃﻼ .واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ أﻧ ﻪ ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻣﺤﻤ ـﺪ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻻ ﻟﺮدوا ﻋﻠﻴـﻪ وﻟﺴﺠـﻞ اﻟﻘﺮﺁن ﺣﻴﻨﺌﺬ ه ﺬا اﻟ ﺮ ﱠد أو ﻷﺗ ﺖ اﻟﺴﻼم ﻗﺪ ﺗﻘﻮّل ﻋﻠﻴﻬﻢ ذﻟﻚ ﺗﻘ ﱡﻮ ً ) (٢٣اﻟﻨﺤﻞ . ٥١ / ) (٢٤اﻷﻧﻌﺎم . ١ / ) (٢٥اﻟﺘﻮﺑﺔ . ٣٠ / ) (٢٦اﻧﻈﺮ ﺟﻴﻮم . ٥٢ /
ﺑﻪ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻤﻄﻬﺮة ،وه ﻮ ﻣ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳﺤﺼ ﻞ ،ﻓ ﺪل ذﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻲ أن ه ﺬا اﻻﺗﻬ ﺎم ﺻ ﺤﻴﺢ). (٢٩ وﻟﻴﺲ هﺬا هﻮ آﻞ ﻣﺎ أراد اﻟﻴﻬﻮد أن ﻳﺸﻮهﻮا ﺑﻪ ﻋﺒﺜ ﺎ ﺟ ﻼل اﻷﻟﻮهﻴ ﺔ ،ﻓ ﺈن ﻓ ﻲ اﻟﻌﻬ ﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻧﺼﻮﺻﺎ أﺷﻨﻊ ﻣﻦ هﺬا ،وﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻣ ﺎ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ اﻷﺻ ﺤﺎح اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺳﻔﺮ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ » : ٣ : ١/ﻓﺄآﻤﻠﺖ اﻟﺴﻤﺎوات واﻷرض وآﻞ ﺟﻨﺪهﺎ .وﻓﺮغ اﷲ ﻓ ﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ اﻟ ﺬي ﻋﻤ ﻞ .ﻓﺎﺳ ﺘﺮاح ﻓ ﻲ اﻟﻴ ﻮم اﻟﺴ ﺎﺑﻊ ﻣ ﻦ ﺟﻤﻴ ﻊ ﻋﻤﻠ ﻪ اﻟ ﺬي ﻋﻤﻞ .وﺑﺎرك اﷲ اﻟﻴﻮم اﻟﺴﺎﺑﻊ وﻗﺪّﺳﻪ .ﻷﻧﻪ ﻓﻴﻪ اﺳﺘﺮاح ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﻋﻤﻠﻪ اﻟﺬي ﻋﻤﻞ اﷲ ﺧﺎﻟﻘًﺎ « .وﻗﺪ ر ّد اﻟﻘﺮﺁن ﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﺘﺨﺮﻳﻒ ﻗﺎﺋﻼ » :وﻟﻘﺪ ﺧﻠﻘﻨﺎ اﻟﺴﻤ ـﺎوات واﻷرض ﻦ ُﻟ ُﻐ ـﻮب‹‹) . (٣٠واﻗ ﺮأ آ ﺬﻟﻚ ه ﺬﻩ اﻵﻳ ﺎت» : ﺴ ﻨﺎ ِﻣ ْ وﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﺘـﺔ أﻳ ﺎم ،وﻣ ﺎ َﻣ ﱠ وﺳﻤﻌﺎ )أي ﺁدم وﺣﻮاء( ﺻﻮت اﻟﺮب اﻹﻟﻪ ﻣﺎﺷﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ﻋﻨ ﺪ هﺒ ﻮب رﻳ ﺢ اﻟﻨﻬ ﺎر . ﻓﺎﺧﺘﺒﺄ ﺁدم واﻣﺮأﺗﻪ ﻣﻦ وﺟﻪ اﻟﺮب اﻹﻟﻪ ﻓ ﻲ وﺳ ﻂ ﺷ ﺠﺮ اﻟﺠﻨ ﺔ ﻓﻨ ﺎدي اﻟ ﺮب اﻹﻟ ﻪ ﺁدم وﻗ ﺎل ﻟ ﻪ :أﻳ ﻦ أﻧ ﺖ ؟ ﻓﻘ ﺎل :ﺳ ﻤﻌﺖ ﺻ ﻮﺗﻚ ﻓ ﻲ اﻟﺠﻨ ﺔ ﻓﺨﺸ ﻴﺖ ﻷﻧ ﻲ ﻋﺮﻳ ﺎن ﻓﺎﺧﺘﺒﺄت‹‹) . (٢٩وهﻲ ،آﻤﺎ ﺗﺮي ،ﺗﺼﻮر اﷲ آﺄﻧﻪ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺸ ﺮ :ﻓﻬ ﻮ ﻳﻤﺸ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺠﻨﺔ ﻧﻬﺎرا ،وﺁدم واﻣﺮأﺗﻪ ﻳﺴﻤﻌﺎن ﺻﻮﺗﻪ) وﻟﻌﻠﻪ آﺎن ﻳﺘﻨﺤﻨﺢ ،أﺳﺘﻐﻔﺮ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ، ﻋﻠ ﻲ ﻋ ﺎدة اﻟﺸ ﻴﻮخ اﻟﻜﺒ ﺎر ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﻤﺸ ﻮن ( ﻓﻴﺨﺘﺒﺌ ﺎن ﻣﻨ ﻪ ،ﻓ ﻼ ﻳﻌ ﺮف اﷲ)ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ ﻄ ّﺮ إﻟ ﻲ ﺳ ﺆاﻟﻬﻤﺎ .ﻓ ﺄﻳﻦ ه ﺬا ﻀ َ وﺗﻌﺎﻟﻲ ﻋﻦ هﺬﻩ اﻟﺴﺨﺎﻓﺎت واﻟﺮذاﻻت ( أﻳ ﻦ هﻤ ﺎ ،ﻓ ُﻴ ْ ن اﻟﻤﻮﻟﻲ ﺟﻞ ﺷﺄﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﻠ ﻢ اﻟﻤﻄﻠ ﻖ ،واﻹﺑﺼ ﺎر واﻟﺴ ﻤﻊ اﻟﻠ ﺬﻳﻦ ﻣﻤﺎ وﺻﻒ ﺑﻪ اﻟﻘﺮﺁ ُ ﻳﺤﻴﻄﺎن ﺣﺘﻲ ﺑﺄﺧﻔﻲ ﺧﻠﺠﺎت اﻟﻀﻤﺎﺋﺮ ؟ وﻓﻲ ﺳ ﻔﺮ اﻟﺘﻜ ﻮﻳﻦ أﻳﻀ ﺎ وﺻ ﻒ ﻟﻤﺼ ﺎرﻋﺔ ﺴ ﺐ إﻟﻴ ﻪ اﻟﻌﻬ ﺪ اﻟﻘ ـﺪﻳﻢ َ ،آ ِﺬﺑًﺎ ،ﻣ ﻦ ﺻ ﻨﻮف ﺗﻤّﺖ ﺑـﻴﻦ ﻳﻌﻘ ﻮب ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم) اﻟ ﺬي َﻳ ْﻨ ُ اﻹﻓﻚ واﻻﺣﺘﻴﺎل واﻟﺨﺪاع اﻟﻜﺜﻴﺮ( وﺑـﻴﻦ اﷲ ﺳﺒﺤ ـﺎﻧﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻘ ﺪر ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟﻘ ﺎهﺮ ﻓ ﻮق ﻋﺒ ﺎدﻩ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪﻩ ﻳﻌﻘﻮب ﻓﺮﺟﺎﻩ أن ﻳﻄﻠﻘﻪ ﺑﻌﺪ أن ﺿﺮﺑﻪ ﻋﻠﻲ ﺣﻖ ﻓﺨ ﺬﻩ ،ﻓﻠ ﻢ ﻳﻄﻠ ـﻘﻪ إﻻ ﺑﻌ ﺪ أن ﺣﺼـﻞ ﻋﻠﻲ ﺑﺮآﺘﻪ ).(٣٠ وﻣﻦ ﺳﻔﺎهﺔ اﻟﻴﻬﻮد ،هﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺰﻋﻢ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن أن ﻣﺤﻤﺪا ﻗﺪ ﺳﺮق ﺟ ﺰءا آﺒﻴ ﺮا ﻣﻦ دﻳﻨﻪ وﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﻣﻨﻬﻢ ،ﻗﻮﻟُﻬﻢ ﻋﻦ رب اﻟﻌﺰة ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻜﺮم واﻟﺠﻮد إن ﻳ ﺪﻩ ﻣﻐﻠﻮﻟ ﺔ : ﻏﻠﱠﺖ أﻳﺪﻳﻬﻢ ،وُﻟﻌِﻨﻮا ﺑﻤﺎ ﻗ ﺎﻟﻮا ! ﺑ ﻞ ﻳ ﺪاﻩ ﻣﺒﺴ ﻮﻃﺘﺎن ﷲ ﻣﻐﻠﻮﻟﺔ ! ُ »وﻗﺎﻟﺖ اﻟﻴﻬﻮ ُد :ﻳ ُﺪ ا ِ
) (٢٧اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﺒﻴﻀﺎوي ﻟﻶﻳﺔ ٣٠ /ﻣﻦ ﺳﻮرة »اﻟﺘﻮﺑﺔ« ) (٢٨ق . ٣٨ /وﻳﻼﺣﻆ أن اﻷﻳﺎم اﻟﺘﻲ ذآﺮت اﻟﺘﻮراة أن اﷲ ﻗﺪ ﺧﻠﻖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺴﻤﺎوات واﻷرض هﻲ أﻳﺎم ﻋﺎدﻳﺔ آﺄﻳﺎﻣﻨﺎ هﺬﻩ .أﻣﺎ اﻟﻘﺮﺁن ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﺻﺮح ﺑﺄن » ﻳﻮﻣ ﺎ ﻋﻨ ﺪ رﺑ ﻚ آ ﺄﻟﻒ ﺳ ﻨﺔ ﻣﻤ ﺎ َﺗ ُﻌ ﺪّون « )اﻟﺤ ﺞ ، (٤٧ /آﻤ ﺎ ﺗﺤ ﺪث ﻋ ﻦ اﻟﻴ ﻮم اﻟ ﺬي َﺗ ْﻌ ﺮُج ﻓﻴ ﻪ اﻟﻤﻼﺋﻜ ﺔ واﻟ ﺮوح إﻟﻴ ﻪ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ ﻗ ﺎﺋﻼ إن ﻣﻘﺪارﻩ ﺧﻤﺴﻮن أﻟﻒ ﺳﻨﺔ )اﻟﻤﻌﺎرج . ( ٤/وه ﺬا ه ﻮ ﻓ ﺮق ﻣ ﺎ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺨﺮاﻓ ﺔ واﻟﻌﻘ ﻞ ،ﻓ ﺈن اﻟﺸ ﻤﺲ ﺧﻠِﻘﺎ ﺣﻴﻦ اﺑﺘﺪأ اﷲ ﺧﻠﻖ اﻟﺴﻤﻮات واﻷرض ،وﻟﻢ ﻳﻜﻦ هﻨﺎك إذن ﻟﻴ ﻞ وﻻ ﻧﻬ ﺎر، واﻟﻘﻤﺮ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﻗﺪ ُ ﺟﺪْﻧﺎ ﺑﻌﺪ ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻜﻮن اﻟﻴﻮم ﺣﻴﻨﺌﺬ آﻴﻮﻣﻨﺎ ؟ ﺛﻢ ﻟﻤﺎذا ﻳﺘﺨﺬ اﷲ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻣﻘﻴﺎﺳًﺎ وﻧﺤﻦ ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻗﺪ ُو ِ واﻷﻳﺎم ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻃﻮﻻ ﺑﺎﺧﺘﻼف اﻟﻜﻮاآﺐ وﻣﺎ ﺗﺪور ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﺷﻤﻮس ؟ ) (٢٩ﺗﻜﻮﻳﻦ . ١٠٨ / ٣ / ) (٣٠اﻧﻈﺮ اﻟﻘﺼﺔ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ» اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ « ، ٣١ – ٢٥ / ٣٢و . ١٠٩ / ٣٥واﻧﻈﺮ آﺬﻟﻚ "A New Commentary on Holy Scripture Including the Apocrypha, edited " by Charles Gore, Henry Leighten Goudge and Alfred Guillaume ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴـﻖ ﻋﻠـﻲ اﻵﻳﺎت ٣٢ – ٢٢ /ﻣﻦ اﻷﺻﺤﺎح ٣٢ /ﻣﻦ ﺳﻔﺮ » اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ « . ٥٩ – ٥٨ /
ن آﺜﻴﺮًا ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺎ ُأﻧْﺰل إﻟﻴﻚ ﻣ ﻦ رﺑ ﻚ ﻃُﻐﻴﺎﻧ ﺎ وآﻔ ﺮا‹‹ )، (٣١ ﻖ آﻴﻒ ﻳﺸﺎء .وﻟَﻴﺰﻳ َﺪ ﱠ ُﻳ ْﻨ ِﻔ ُ ) (٣ وﻗﻮﻟُﻬﻢ ﻋﻨﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ أﻳﻀﺎ » :إن اﷲ ﻓﻘﻴ ٌﺮ وﻧﺤﻦ أﻏﻨﻴ ﺎء‹‹ . ٢ﻓﻬ ﻞ ﻗ ﺎﺋﻠﻮ ﻣﺜ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟ ُﻜﻔْﺮ ّﻳ ﺎت ﻣﻤ ﻦ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ُﻳ ﺘﱠﻬﻢ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺑﺄﻧ ﻪ ﻗ ﺪ ﺳ ـﺮق ﻣ ﻨﻬﻢ أﻓﻜ ﺎرهﻢ ﻓ ﻲ اﻷﻟﻮهﻴﺔ أو ﻏﻴﺮهﺎ ؟ أﻓﻠﻮ آﺎن ذﻟﻚ اﻻﺗﻬﺎم ﺻﺤﻴﺤﺎ أآ ﺎن اﻟﻐ ﻴﻆ ﻳﺄآ ﻞ ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ وﻳ ﺪﻓﻌﻬﻢ إﻟﻲ هﺬا اﻟﺤﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺪﻳﻒ وﻗﻠﺔ اﻷدب ﻣﻊ ﺧﺎﻟﻘﻬﻢ ،أم آﺎن اﻷﺣﺮي أن ﻳﺘﻬﻤﻮﻩ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ،أو ﺣﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﺨﻔﺎء ،ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺴﺮﻗﺔ؟ ﻓِﻠ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﻔﻌﻠﻮا إذن ؟ ﻋﻠﻲ أن هﺬا ﻟﻴﺲ آﻞ ﺷﻲء ،ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﺰﻋﻤﻮن أﻧﻬ ﻢ أﺑﻨ ﺎء اﷲ وأﺣﺒ ﺎؤﻩ » :وﻗﺎﻟ ﺖ اﻟﻴﻬ ﻮد واﻟﻨﺼﺎري :ﻧﺤﻦ أﺑﻨ ﺎء اﷲ وأﺣﺒ ﺎؤﻩ .ﻗ ﻞ َ :ﻓِﻠ َﻢ ﻳﻌ ﺬﺑﻜﻢ ﺑ ﺬﻧﻮﺑﻜﻢ ؟ ﺑ ﻞ أﻧ ﺘﻢ ﺑﺸ ﺮ ﻣﻤ ﻦ ﺧﻠﻖ‹‹ ) ، (٣٣وﻳﺪّﻋﻮن أﻧﻬﻢ إذا دﺧﻠﻮا اﻟﻨﺎر ﻓﻠﻦ ﻳﻤﻜﺜﻮا ﻓﻴﻬﺎ إﻻ أﻳﺎﻣﺎ ﻣﻌﺪودة »:وﻗﺎﻟﻮا ﷲ ﻋﻬ ﺪَﻩ أم ﻒا ُ ﺨِﻠ َ ﻋ ْﻨ ﺪ اﻟّﻠ ِﻪ ﻋﻬ ﺪا ﻓﻠ ﻦ ُﻳ ْ ﺨ ْﺬ ُﺗ ْﻢ ِ :ﻟﻦ َﺗ َﻤﺴﱠﻨﺎ اﻟﻨﺎ ُر إﻻ أﻳﺎﻣﺎ ﻣﻌﺪودة .ﻗ ﻞ أ ﱠﺗ َ ﺗﻘﻮﻟﻮن ﻋﻠﻲ اﷲ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻮن ؟ $ﺑﻠﻲ ،ﻣﻦ آﺴﺐ ﺳﻴﺌ ًﺔ وأﺣﺎﻃﺖ ﺑ ﻪ ﺧﻄﻴﺌ ُﺘ ﻪ ﻓﺄوﻟﺌ ﻚ ﺴ ﻨﺎ اﻟﻨ ﺎ ُر إﻻ أﻳﺎﻣ ﺎ ب اﻟﻨﺎ ِر هﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﺎﻟﺪون‹‹ ) » ، (٣٤ذﻟﻚ ﺑ ﺄﻧﻬﻢ ﻗ ﺎﻟﻮا :ﻟ ﻦ َﺗ َﻤ ﱠ أﺻﺤﺎ ُ ) (٣ ﻣﻌﺪودات ،و َ ﻏﺮﱠهﻢ ﻓﻲ دﻳﻨﻬﻢ ﻣﺎ آﺎﻧﻮا َﻳ ْﻔﺘَﺮون‹‹ ، ٥وهﻮ ﻣﻔﻬﻮم ﺳﻘﻴﻢ ﻋﻦ اﻟﺤﺴﺎب اﻹﻟﻬﻲ ،إذ ﻳﺴﻮي ﺑﻴﻦ اﷲ وﺑﻴﻦ ﻗﻀﺎة اﻟﺒﺸﺮ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠ ﻮز ﻋﻠ ﻴﻬﻢ اﻟﺤﻴ ﻒ وﻣﻤ ﺎﻷة أﺣ ﺪ اﻟﺨﺼﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ﻋﻠ ﻲ اﻵﺧ ﺮ وﻣﺤﺎﺑ ﺎة اﻟﻤﺠ ﺮم .وأﻳ ﻦ ه ﺬا ﻣ ﻦ ﻣﻔﻬ ﻮم اﻹﺳ ﻼم ﻋ ﻦ ل ذر ٍة ﺧﻴﺮًا َﻳﺮَﻩ $وﻣ ﻦ ﻳﻌﻤ ﻞ ﻣﺜﻘ ﺎل ذر ٍة اﻟﻌﺪل اﻹﻟﻬﻲ اﻟﻤﻄﻠـﻖ ؟ » :ﻓﻤﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺜﻘﺎ َ ﺷﺮّا َﻳﺮَﻩ‹‹) . (٣٦ﺻﺤﻴﺢ أن اﻟﻘﺮﺁن ﻳﺘﺤ ﺪث ﻋ ﻦ ﻋﻔ ﻮ اﷲ ورﺣﻤﺘ ﻪ ،وﻟﻜ ﻦ ه ﺬا اﻟﻌﻔ ﻮ وهﺬﻩ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻟﻴﺴﺎ ﻣﻘﺼﻮرﻳﻦ ﻋﻠﻲ أﻗ ﻮام دون ﺁﺧ ﺮﻳﻦ ،ﺑ ﻞ ﺑﺎﺑﻬﻤ ﺎ ﻣﻔﺘ ﻮح ﻟﻜ ﻞ إﻧﺴ ﺎن ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺘﻮب. ﻓﺈذا اﻧﺘﻘﻠﻨﺎ إﻟﻲ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ اﺗﱡﻬﻢ ﺳﻴﺪ اﻟﺒﺸﺮ أﻳﻀﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ اﻗﺘﺒﺲ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﻋﻘﺎﺋﺪ دﻳﻨﻪ ،ﻓﺴﻮف ﻧﺠﺪ أن اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺨ ﺎﻟﻒ ﻋﻘﻴ ﺪة اﻟﻨﺼ ﺎري ﻣ ﻦ أﺳﺎﺳ ﻬﺎ .ﻓﺒﻴﻨﻤ ﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﻨﺼﺎري إن اﷲ ﺛﺎﻟﺚ ﺛﻼﺛﺔ ،وإن ﻋﻴﺴﻲ ه ﻮ اﺑ ﻦ اﷲ ،وإن اﻷﻗﻨ ﻮم اﻟﺜﺎﻟ ﺚ ه ﻮ اﻟﺮوح اﻟ ُﻘﺪُس) وإن آﺎن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻀ ﻊ ﻣ ﺮﻳﻢ ﺑ ﺪل اﻟ ﺮوح اﻟ ُﻘ ﺪُس( ،وإن ﻋﻴﺴ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻗﺪ ﺻﻠﺒﻪ اﻟﻴﻬﻮد ،وإن ﺻ ﻠﺒﻪ آ ﺎن آﻔ ﺎرة ﻟﻠﺨﻄﻴﺌ ﺔ اﻷﺻ ﻠﻴﺔ ،ﺧﻄﻴﺌ ﻪ ﺧﺮِج ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺔ ،ﻧﺮي اﻟﻘﺮﺁن ﻳﻨﻔﻲ ه ﺬا آﻠ ﻪ وﻻ ﻳﻌﺘ ﺮف ﺑ ﻪ ،وﻳ ﺮي ﺁدم اﻟﺘﻲ ُأ ْ ﻓﻲ ﻋﺼﻴﺎن ﺁدم رأﻳﺎ ﺁﺧﺮ ﺗﻤﺎﻣﺎ. ﻓﺎﷲ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم هﻮ واﺣ ٌﺪ َأﺣَﺪ ،وﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺑﻤﻘﺘﻀﻲ آﻮﻧﻪ إﻟﻬﺎ أن ﻳﻜﻮن اﺛﻨ ﻴﻦ أو ﺛﻼﺛ ﺔ أو أآﺜﺮ ،وآﻞ ﻣﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻤﺎوات واﻷرض إﻧﻤ ﺎ ه ﻮ ﻋﺒ ﺪ اﷲ ﺧﻠﻘﺘ ﻪ ﻳ ﺪاﻩ اﻟﻜﺮﻳﻤﺘ ﺎن ، ﺳﻮاء ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻋﻴﺴﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم أو روح اﻟ ُﻘ ﺪُس أو أي ﻣﺨﻠ ﻮق ﺁﺧ ﺮ ﺻ ﻐﺮ ﺷ ﺄﻧﻪ أو ﷲ َأﺣ ٌﺪ $اﷲ اﻟ ﱠ آﺒﺮ » :ﻗﻞ :هﻮ ا ُ ﺼﻤَﺪ $ﻟﻢ َﻳِﻠ ْﺪ وﻟﻢ ﻳُﻮَﻟ ْﺪ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ُآ ُﻔﻮًا َأﺣَﺪ‹‹ )، (٣٧ ) (٣١اﻟﻤﺎﺋﺪة . ٦٤ / ) (٣٢ﺁل ﻋﻤﺮان . ١٨١ / ) (٣٣اﻟﻤﺎﺋﺪة . ١٨ / ) (٣٤اﻟﺒﻘﺮة . ٨٠ / ) (٣٥ﺁل ﻋﻤﺮان . ١٤ / ) (٣٦اﻟﺰﻟﺰﻟﺔ . ٨ -٧ / ﺼﻤَﺪ « ) (٣٧ﺳﻮرة » اﻟ ﱠ
»وﻗﺎل اﷲ :ﻻ َﺗﺘﱠﺨﺬوا إﻟﻬﻴﻦ اﺛﻨ ﻴﻦ .إﻧﻤ ﺎ ه ﻮ إﻟ ٌﻪ واﺣ ﺪ ،ﻓﺈﻳ ﺎي ﻓ ﺎ ْرهَﺒﻮن‹‹ )» ، (٣٨ ﻖ ﻄﺮْن ﻣﻨﻪ ،وﺗﻨﺸ ﱡ ﻦ وﻟﺪًا $ﻟﻘﺪ ﺟﺌﺘﻢ ﺷﻴﺌﺎ ِإدّا $ﺗﻜﺎد اﻟﺴﻤﺎوات ﻳﺘﻔ ﱠ ﺨ َﺬ اﻟﺮﺣﻤ ُ وﻗﺎﻟﻮا :ا ﱠﺗ َ ﻋﻮْا ﻟﻠﺮﱠﺣﻤﻦ َوَﻟ ﺪا $وﻣ ﺎ ﻳﻨﺒﻐ ﻲ ﻟﻠ ﺮﺣﻤﻦ أن ﻳﺘﱠﺨ َﺬ ل هﺪّا $أن َد َ ﺨ ﱡﺮ اﻟﺠﺒﺎ ُ اﻷرض ،وﺗ ِ ) (٣ ﻋ ْﺒ ﺪا‹‹ » ، ٩إن ه ﻮ ) ﻦ َ ﺣ ِﻤ ِ ﻞ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺴ ﻤﺎوات واﻷرض إﻻ ﺁ ِﺗ ﻲ اﻟ ﱠﺮ ْ نآﱡ َوﻟَﺪا $إ ْ ﻋ ْﺒ ٌﺪ أﻧﻌﻤﻨ ﺎ ﻋﻠﻴ ﻪ أي ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻴﺴﻲ ﻋﻠﻴﻪ وﻋﻠﻲ ﻧﺒﻴﻨﺎ أزآﻲ اﻟﺼﻼة وأﻓﻀﻞ اﻟﺴﻼم ( إﻻ َ ﻼ ﻟﺒﻨﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ‹‹ ) . (٤٠وﻣﻦ هﻨﺎ ﻳﻜﻔّﺮ اﻟﻘﺮﺁن ﻣﻦ ﻳﻘﻮل إن اﷲ ﺛﺎﻟﺚ ﺛﻼﺛﺔ . وﺟﻌﻠﻨﺎﻩ َﻣ َﺜ ً وهﻮ ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻓﻲ ﻧﻔﻲ هﺬا اﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ،آﻤﺎ ارﺗﻜﺰ ﻓﻲ ﻧﻔﻲ اﻟﺘﺜﻨﻴ ﺔ ،ﻋﻠ ﻲ ﺑﺪهﻴ ﺔ ﻋﻘﻠﻴ ﺔ ه ﻲ ﺚ ﺛﻼﺛ ٍﺔ .وﻣ ﺎ أن اﷲ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ أن ﻳﻜﻮن إﻻ واﺣﺪا » :ﻟﻘﺪ آﻔﺮ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮا :إن اﻟﱠﻠ َﻪ ﺛﺎﻟ ُ ﻦ ِإَﻟ ٍﻪ إﻻ إﻟ ٌﻪ واﺣﺪ‹‹) ،(٤١وﻳﺪﻋﻮ ﻣﻦ ﻳﻘﻮل ﺑﺎﻟﺘﺜﻠﻴﺚ إﻟـﻲ ﻧﺒﺬ هﺬﻩ اﻟﻌﻘﻴـﺪة اﻟﻮﺛﻨﻴـﺔ» : ِﻣ ْ ..ﻻ ﺗﻘﻮﻟﻮا :ﺛﻼﺛﺔ .ا ْﻧ َﺘﻬُﻮا ﺧﻴﺮا ﻟﻜﻢ .إﻧﻤﺎ اﷲ إﻟﻪ واﺣﺪ .ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻪ وﻟﺪ .ﻟ ﻪ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻤﻮات وﻣ ﺎ ﻓ ﻲ اﻷرض ،وآﻔ ﻲ ﺑ ﺎﷲ وآ ﻴﻼ « ،ﺛ ﻢ ﻳﻤﻀ ﻲ ﻗ ﺎﺋﻼ » :ﻟ ﻦ ﷲ وﻻ اﻟﻤﻼﺋﻜ ُﺔ اﻟﻤﻘ ﱠﺮ ُﺑ ﻮن‹‹) . (٤٢وه ﻮ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻵﻳ ﺔ ن ﻋﺒﺪًا ِ ﺢ أن ﻳﻜﻮ َ ﻒ اﻟﻤﺴﻴ ُ ﻳﺴﺘﻨﻜ َ اﻷﺧﻴﺮة ﻳﺸﻴﺮ إﺷﺎرة ﺳﺮﻳﻌﺔ إﻟﻲ اﻋﺘﻘﺎد اﻟﻨﺼﺎري ﻓﻲ روح اﻟ ُﻘﺪُس ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺛﺎﻟﺚ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻟﺬي ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﺄن إﻟﻬﻬﻢ ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻨﻪ .إن ﻋﻴﺴ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم وآ ﺬﻟﻚ روح ﷲ: اﻟﻘ ﺪس ﻟﻴﺴ ﺎ إﻻ ﻋﺒ ﺪﻳﻦ ﻣ ﻦ ﻋﺒ ﺎد اﷲ ،وﻣﺜﻠﻬﻤ ﺎ ﻣ ﺮﻳﻢ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ اﻟﺴ ﻼم » :وإذ ﻗ ﺎل ا ُ ﻳﺎﻋﻴﺴ ﻲ اﺑ َ ن اﷲ ؟ ﻗ ﺎل : ﻦ دُو ِ ﻲ إﻟ َﻬ ﻴْﻦ ِﻣ ْ ﺨ ﺬوُﻧﻲ وُأ ّﻣ َ ﺖ ﻟﻠﻨ ﺎس :اﺗ ِ ﻦ ﻣ ﺮﻳﻢ ،أأﻧ ﺖ ﻗﻠ َ ﻋﻠِﻤﺘَﻪ .ﺗﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺖ ﻗﻠﺘُﻪ ﻓﻘﺪ َ ﻖ .إن آﻨ ُ ﺤّ ن ﻟﻲ أن أﻗﻮل ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻲ ِﺑ َ ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ! ﻣﺎ ﻳﻜﻮ ُ ﺖ ﻟﻬﻢ إﻻ ﻣﺎ أﻣﺮﺗَﻨﻲ ﺑ ﻪ : ﻋَﻠ ُﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ َﻧ ْﻔﺴِﻚ .إﻧﻚ أﻧﺖ ﻋﻼّ ُم اﻟ ُﻐﻴُﻮب $ﻣﺎ ﻗﻠ ُ ﻧﻔﺴﻲ وﻻ َأ ْ ﺖ ﺖ أﻧ َ ﺖ ﻓﻴﻬﻢ .ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻮﻓﻴﺘَﻨﻲ آﻨ َ ﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺷﻬﻴﺪًا ﻣﺎدﻣ ُ ﻋ ُﺒﺪُوا اﻟﱠﻠ َﻪ رﺑﱢﻲ ورﺑﻜﻢ ،وآﻨ ُ أن ا ْ )(٤٣ اﻟﺮﻗﻴﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ .وأﻧﺖ ﻋﻠﻲ آﻞ ﺷﻲء ﺷﻬﻴﺪ‹‹ . ﺻ ﱢﺪﻳﻘﺔ .وﻣ ﺎ أﺟﻤ ﻞ وأﻋﻤ ﻖ وأوﺟ ﺰ إن ﻋﻴﺴﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻟ ﻴﺲ إﻻ رﺳ ﻮﻻ ،وأﻣ ﻪ ِ ل ﻦ ﻣ ﺮﻳ َﻢ إﻻ رﺳ ﻮ ٌ ﺢﺑ ُ وأوﻋﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ » :ﻣﺎ اﻟﻤﺴ ﻴ ُ ﻦ ﻟﻬ ﻢ ﻞ ،وأﻣ ﻪ ﺻ ﺪﱢﻳﻘﺔ .آﺎﻧ ﺎ ﻳ ﺄآﻼن اﻟﻄﻌ ﺎ َم .اﻧﻈ ﺮ آﻴ ﻒ ﻧُﺒ ﻴّ ُ ﻗﺪ ﺧﻠﺖ ﻣﻦ َﻗ ْﺒِﻠ ِﻪ اﻟﺮﺳ ُ ) (٤ اﻵﻳ ﺎت ،ﺛ ﻢ اﻧﻈ ﺮ َأ ﱠﻧ ﻲ ُﻳ ْﺆ َﻓ ُﻜ ﻮن! ‹‹ ٤واﻟﻤﻌﻨ ﻲ :أﻻ ﺗﻔﻬﻤ ﻮن ؟ ﻟﻘ ﺪ آﺎﻧ ﺎ ﻳ ﺄآﻼن اﻟﻄﻌﺎم) ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرة ﻣﻦ أﺑﻌﺎد( ،أي أﻧﻬﻤﺎ آﺎﻧﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﺎن إﻟﻲ اﻟﻄﻌﺎم وﻳﺤﺘﺎﺟﺎن ﺑﻌﺪ هﻀﻢ هﺬا اﻟﻄﻌﺎم إﻟﻲ ﺗﺼﺮﻳﻔﻪ .وﻓﻲ هﺬا اﻟﻜﻔﺎﻳﺔ. وإذا آﺎن اﻟﻨﺼﺎري ﻳﺴﺘﻨﺪون إﻟﻲ اﻟﻤﻴﻼد اﻹﻋﺠﺎزي ﻟﻌﻴﺴ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم آﺤﺠ ﺔ ﻋﻠ ﻲ أﻧﻪ اﺑﻦ اﷲ ،ﻓﺈن اﻟﻘﺮﺁن ﻳﺮ ّد ﺑﺄن ﻋﻴﺴﻲ إن آﺎن ﻗﺪ ُوﻟِﺪ ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ أب ﻓ ﺈن ﺁدم ﻗ ﺪ ﺧﻠ ﻖ ب ،ﺛﻢ ﻗﺎل ﻟ ﻪ ﻞ ﺁد َم .ﺧﻠﻘﻪ ﻣﻦ ﺗﺮا ٍ ﻞ ﻋﻴﺴﻲ ﻋﻨﺪ اﷲ َآ َﻤ َﺜ ِ ن َﻣ َﺜ َ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أب وﻻ أم » :إ ّ ُ :آ ْ ﻦ ،ﻓﻴﻜﻮن‹‹ ) . (٤٥ﻓﺎﻧﻈﺮ آﻴﻒ ﻳﺰن اﻟﻘﺮﺁن اﻷﻣﻮر ﺑﻤﻴ ﺰان اﻟ ﺬهﺐ .إﻧ ﻪ ﻻ ﻳﻨﻜ ﺮ ) (٣٨اﻟﻨﺤﻞ . ٥١ / ) (٣٩ﻣﺮﻳﻢ . ٩٥ – ٨٨ / ) (٤٠اﻟﺰﺧﺮف . ٥٩ / ) (٤١اﻟﻤﺎﺋﺪة . ٧٣ / ) (٤٢اﻟﻨﺴﺎء . ١٧٢ / ) (٤٣اﻟﻤﺎﺋﺪة . ١١٧ – ١١٦ / ) (٤٤اﻟﻤﺎﺋﺪة . ٧٥ / ) (٤٥ﺁل ﻋﻤﺮان . ٥٩ /
وﻻدة ﻋﻴﺴﻲ اﻟﻤﻌﺠﺰة ،وﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻪ أﻳﺔ أﻟﻮهﻴﺔ أو ﺑﻨﻮة ﷲ ﻷﻧﻪ ﻻ ﺻﻠﺔ ﻗﻂ ﺑﻴﻦ اﻷﻣﺮﻳﻦ .وﻗﺪ آﺎن ﻓﻲ اﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ،ﻟﻮ آﺎن ه ﻮ ﻣﺆﻟ ﻒ اﻟﻘ ﺮﺁن ، أن ﻳﺮﻳﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﺘﺎهﺔ وﻳﻨﻔﻲ ﻣﻊ أﻟﻮهﻴﺔ اﻟﻤﺴﻴﺢ وﻻدﺗﻪ اﻹﻋﺠﺎزﻳﺔ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻔﻌﻞ .ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻒ ﺑﻬﺬا ﺑﻞ ﻧﻔﻲ ﻋﻦ ﻣﺮﻳﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺴﻼم ﻣﺎ اﻓﺘ ﺮاﻩ اﻟﻴﻬ ﻮد ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ،وﻋ ّﺪ ﻋﺮْﺿﻬﺎ اﻟﺸﺮﻳﻒ آﻔﺮا وﺑﻬﺘﺎﻧﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ ،وﺟﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﺑ ﻴﻦ اﻷﺳ ﺒﺎب اﻟﺘ ﻲ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻧﻪ ﻋﻦ ِ ) (٤ اﺳﺘﻮﺟﺒﺖ أن ﻳﺤﺮم اﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ آﺎن أﺣﻞ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻃﻴﺒﺎت . ٦ واﻟﻘﺮﺁن ﻻ ﻳﻌﺘﺮف ﻟﻌﻴﺴﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﻮﻻدﺗﻪ اﻟﻤﻌﺠﺰة ﻓﺤﺴ ﺐ ﺑ ﻞ ﻳﻌﺘ ﺮف ﻟ ﻪ أﻳﻀ ﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻜﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻬﺪ وأﻧﻪ) ﺑﻌﺪ أن أﺻﺒﺢ ﻧﺒﻴﺎ( آﺎن ﻳﺨﻠﻖ اﻟﻄﻴﺮ وﻳﻨﻔﺦ ﻓﻴ ﻪ ﻓﻴﻜ ﻮن ﻃﻴ ﺮًا ﺑﺈذن اﷲ ،وﻳﺒﺮئ اﻷآﻤﺔ واﻷﺑﺮص وﻳﺤﻴﻲ اﻟﻤﻮﺗﻲ ﺑﺈذن اﷲ ،وﻳﻨﺒﺊ ﻗﻮﻣﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺄآـﻠﻮن وﻳﺪﺧﺮون ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ .وﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺮﺗﺐ ﻋﻠﻲ هﺬا أن ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺷ ﻴﺌﺎ ﺁﺧ ﺮ ﻏﻴ ﺮ أﻧﻪ رﺳﻮل ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ،وإﻻ ﻓﻠﻴﺲ ﻋﻴﺴﻲ هﻮ اﻟﺮﺳﻮل اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي أﻳﺪﻩ اﷲ ﺑﺎﻟﻤﻌﺠﺰات .وﻣﻦ أﻋﺠﺐ اﻟﻌﺠﺐ ،ﻟﻮ آﺎن ﻣﻦ ﻳﻜﻔﺮون ﺑﻤﺤﻤﺪ ورﺳ ﺎﻟﺘﻪ ﻳﺘ ﺪﺑﺮون ،أن رﺳﻮﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻢ ﻳﻨﻜﺮ ﻣﺮة وﻗﻮع اﻟﻤﻌﺠﺰات ﻋﻠﻲ أﻳﺪي ﺳﺎﺑﻘﻴﻪ ﻣﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﺑﺮﻏﻢ ﺗﻜﺮار ﺗﺤﺪي اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ واﻟﻴﻬﻮد ﻟﻪ أن ﻳﺄﺗﻴﻬﻢ ﺑﻤﻌﺠﺰة وردﱠﻩ ﻋﻠﻴﻬﻢ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ إﻻ ﻻ .ﻟﻘﺪ آﺎن ﺑﻤﻘﺪورﻩ أن ﻳﻨﻔﻲ وﻗﻮع اﻟﻤﻌﺠﺰات ﻣﻦ أي رﺳﻮل ﻗﺒﻠ ﻪ ،وﻋﻠ ﻲ ﺑﺸﺮا رﺳﻮ ً )(٤٧ ﻣ ﻦ ﻳﺠﺎدﻟ ﻪ أن ﻳﺜﺒ ﺖ اﻟﻌﻜ ﺲ ،وه ﻮ ﻣﺴ ﺘﺤﻴﻞ .وﻟﻜﻨ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻟ ﻢ ﻳﻔﻌ ﻞ ،ﻓﻤ ﺎ دﻻﻟﺔ ذﻟﻚ ؟ وآﻤﺎ ﻧﻔﻲ اﻟﻘﺮﺁن أن ﻳﻜﻮن ﻋﻴﺴﻲ إﻟﻬﺎ أو اﺑﻨًﺎ ﻟﻺﻟﻪ ﻧﻔﻲ أﻳﻀﺎ أن ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻗ ﺪ ﺻ ﻠَﺒﻮﻩ ﺷ ﺒﱢﻪ ﻟﻬ ﻢ » :وﻣ ﺎ ﻗﺘﻠ ﻮﻩ وﻣ ﺎ َ ﺻﻠِﺐ أو ُﻗﺘِﻞ ﺑﺄﻳﺔ ﻃﺮﻳﻘﺔ أﺧ ﺮي ،وأآ ﺪ أﻧ ﻪ ﻗ ﺪ ُ ُ ﻦ. ﺷﺒﱢﻪ ﻟﻬﻢ .وإن اﻟﺬﻳﻦ اﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻴﻪ َﻟﻔِﻲ ﺷﻚ ﻣﻨﻪ .ﻣﺎ ﻟﻬﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ إﻻ اﺗّﺒﺎع اﻟﻈ ّ وﻟﻜﻦ ُ )(٤٨ وﻣﺎ ﻗﺘﻠﻮﻩ ﻳﻘﻴﻨﺎ $ﺑﻞ رﻓﻌﻪ اﷲ إﻟﻴﻪ ،وآﺎن اﷲ ﻋﺰﻳﺰا ﺣﻜﻴﻤﺎ‹‹ . ﺼ ﻠَﺐ ﻓﻠ ﻴﺲ ذﻟ ﻚ ﻷن ﻣﺤﻤ ﺪا ﻋﻠﻴ ﻪ واﻟﻘﺮﺁن ﺣﻴﻦ ﻳﺆآﺪ أﻧﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻟ ﻢ ُﻳ ْﻘ َﺘ ﻞ وﻟ ﻢ ُﻳ ْ اﻟﺴﻼم ،آﻤﺎ زﻋﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ،ﻗﺪ اﺳﺘﺒﺸﻊ ه ﺬﻩ اﻟﻨﻬﺎﻳ ﺔ ورأي أﻧﻬ ﺎ ﻻ ﺗﻠﻴ ﻖ أن ﺗﻘﻊ ﻟﺮﺳﻮل ﻣﻦ رﺳﻞ اﷲ ،ﻓﻘﺪ ﺳﺠﻞ اﻟﻘﺮﺁن ﻋﻠﻲ اﻟﻴﻬﻮد أﻧﻬـﻢ » آﺎﻧـﻮا ﻳﻘﺘﻠﻮن اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻒ وﻗ ﻮع ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ‹‹ ) . (٤٩ﻓﻠﻮ آﺎن ﻣﺎ زﻋﻤﻪ هﺆﻻء اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن ﺻ ﺤﻴﺤﺎ ﻓﻠ َﻢ َﻟ ْﻢ َﻳ ْﻨ ِ ﺼ ﻠَﺐ وﻟ ﻢ َﻳ ْﻔ ِﺪ ﺑﺼ ﻠﺒﻪ اﻟﺒﺸ ﺮ ، ي ﻣﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء ؟ إذن ﻓﺎﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻢ ُﻳ ْﻘﺘَﻞ وﻟﻢ ُﻳ ْ اﻟﻘﺘﻞ ﻋﻠﻲ أ ّ ) (٥ ﻷن اﻟﻘﺮﺁن ﻻ ﻳﻌﺘﺮف أﺻﻼ ﺑﻮراﺛﺔ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ،إذ » ﻟﻴﺲ ﻟﻺﻧﺴﺎن إﻻ ﻣﺎ ﺳﻌﻲ‹‹ . ٠ ) (٤٦اﻧﻈﺮ اﻵﻳﺎت ١٦٠ – ١٥٥ /ﻣﻦ ﺳﻮرة »اﻟﻨﺴﺎء« ) (٤٧اﻧﻈ ﺮ ﻣ ﺜﻼ ﻣ ﺎدة " " Miraclesﻓ ﻲ ﻣﻌﺠ ﻢ اﻟﻔﻴﻠﺴ ﻮف اﻟﻔﺮﻧﺴ ﻲ اﻟﺸ ﻬﻴﺮ ﭬﻮﻟﺘﻴ ـﺮ : " ، "Philosophical Dictionaryوﻧﻔﺲ اﻟﻤﺎدة وآﺬﻟﻚ ﻣﺎدة " "Humeﻓﻲ " Dictionary of "philosophyﻟـَ Speake Jenniferﺗ َﺮ آﻴﻒ أن آﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ واﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ اﻷوروﺑﻴ ﻴﻦ ،رﻏﻢ أﻧﻬـﻢ ﻣﻦ ﺑﻴﺌـﺔ ﻧﺼﺮاﻧﻴـﺔ ﺗﺆﻣ ـﻦ ﺑ ﺎﻟﻤﻌﺠﺰات إﻳﻤﺎ ًﻧ ﺎ ﻣﻄﻠﻘ ﺎ ،ﻻ ﻳﺆﻣﻨ ﻮن ﺑﻮﻗ ﻮع ﺷ ﻲء ﻣﻨﻬ ﺎ . ل ﻓ ﻲ ﺷ ﺮح رأﻳ ﻪ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻘﻀ ﻴﺔ د .زآ ﻲ وﻣﻨﻬﻢ ﭬﻮﻟﺘﻴﺮ وآ ﺬﻟﻚ دﻳﭭﻴ ﺪ هﻴ ﻮم ،اﻟ ـﺬي أﻓ ﺎض اﻟﻘ ﻮ َ ﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻤﻮد ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ ﻋﻨﻪ ،وهﻮ ﻣﺎ ﻳﺒﻴﻦ ﻟﻚ آﻴﻒ أﻧﻪ آﺎن ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ ﻋﻠﻲ ﺳﻴﺪﻧﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ،ﻟ ﻮ آﺎن ﻣﺨﺎدﻋﺎ ،أن ﻳﻨﻔﻲ وﻗﻮع أﻳﺔ ﺧﻮارق ﻋﻠﻲ ﻳﺪ أي إﻧﺴﺎن . ) (٤٨اﻟﻨﺴﺎء . ١٥٨ – ١٥٧ / ) (٤٩اﻧﻈﺮ اﻵﻳﺔ ٦١/ﻣﻦ ﺳﻮرة » اﻟﺒﻘﺮة « ،و اﻵﻳﺔ ١١٢ /ﻣﻦ ﺳﻮرة » ﺁل ﻋﻤﺮان « ) (٥٠اﻟﻨﺠﻢ . ٥٠ /
وﻓﻀﻼ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻘﺮﺁن ﻳﻘﺮر ﻓﻲ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻊ أن اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻲ ﻗ ﺪ ﺗ ﺎب ﻋﻠﻲ ﺁدم ﺑﻌﺪ أن اﺳ ﺘﻐﻔﺮﻩ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم .ﺛ ﻢ إن اﻟﻌﻘﻮﺑ ﺔ ﻗ ﺪ وﻗﻌ ﺖ ﺑﺨﺮوﺟ ﻪ ه ﻮ وأﻣﻨ ﺎ ﺣﻮاء ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺔ » :وﻗﻠﻨﺎ :ﻳﺎ ﺁدم ،اﺳﻜﻦ أﻧﺖ وزوﺟﻚ اﻟﺠﻨﺔ ،وآﻼ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﺷﺌﺘﻤﺎ ،وﻻ َﺗ ْﻘﺮَﺑﺎ هﺬﻩ اﻟﺸﺠﺮة ﻓﺘﻜ ـﻮﻧﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻈ ﺎﻟﻤﻴﻦ $ﻓﺄزﻟﻬﻤ ﺎ اﻟﺸﻴ ـﻄﺎن ﻋﻨﻬ ﺎ ﻓ ـﺄﺧﺮﺟﻬﻤﺎ ﻋ ُﺪوّ ،وﻟﻜﻢ ﻓ ﻲ اﻷرض ﻣﺴ ﺘﻘﺮ وﻣﺘ ﺎع ﻣﻤـﺎ آﺎﻧﺎ ﻓﻴـﻪ .وﻗﻠﻨﺎ :اهﺒﻄﻮا ﺑﻌﻀﻜﻢ ﻟﺒﻌﺾ َ ت ﻓﺘﺎب ﻋﻠﻴﻪ .إﻧﻪ هﻮ اﻟﺘﻮاب اﻟﺮﺣﻴﻢ « ،و » ﻗ ﺎﻻ إﻟﻲ ﺣﻴﻦ $ﻓﺘﻠﻘﱠﻲ ﺁد ُم ﻣﻦ رﺑﻪ آﻠﻤﺎ ٍ ﻇَﻠﻤْﻨ ﺎ أﻧﻔﺴ ﻨﺎ .وإن ﻟ ﻢ ) أي ﺁدم وﺣﻮاء ﺑﻌﺪ أن أآﻼ ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﺠﺮة اﻟﻤﺤﺮﻣ ﺔ( :رﺑﻨ ﺎ َ ، ﻦ ﻣ ﻦ اﻟﺨﺎﺳ ﺮﻳﻦ‹‹) . (٥١ﻓﻤ ﻦ ه ﺬا آﻠ ﻪ ﺗ ﺮي أﻻ ﻣﻌﻨ ﻲ ﻟﻌﻘﻴ ﺪة ﺗﻐﻔ ﺮ ﻟﻨ ﺎ وﺗﺮﺣﻤﻨ ﺎ ﻧ ُﻜ ْ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ وﺗﻜﻔﻴﺮ اﻟﻤﺴﻴﺢ) اﻟﺬي هﻮ اﺑﻦ اﷲ ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﺗﻘﻮل ﺑﻪ ه ﺬﻩ اﻟﻌﻘﻴ ﺪة( ﻋ ﻦ اﻟﺒﺸﺮ ﺧﻄﻴﺌﺘﻬﻢ ﺑﻤﻮﺗﻪ ﻋﻠﻲ اﻟﺼﻠﻴﺐ .واﻟﻄﺮﻳﻒ أﻧﻪ ،ﺑ ﺮﻏﻢ ﻣ ﺎ ﻳﻌﺘﻘ ﺪﻩ اﻟﻨﺼ ﺎري ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴﻴﺢ وأﻧﻪ اﻹﻟﻪ أو اﺑﻦ اﻹﻟﻪ وأﻧﻪ ﺟﺎء ﻟﻴﻔﺪي اﻟﺒﺸﺮ ﻣﻦ ﺧﻄﻴﺌﺔ أﺑﻴﻬﻢ ﺁدم ﺑﺎﻟﻤﻮت ﻋﻠﻲ اﻟﺼ ﻠﻴﺐ ،ﻧ ﺮي اﻹﻧﺠﻴ ﻞ ﻳﻘ ﻮل ﻓ ﻲ ﺻ ﻠﺐ اﻟﻤﺴ ﻴﺢ اﻟﻤﺰﻋ ﻮم ›› :وآ ﺎن اﻟﻤﺠﺘ ﺎزون ﻳﺠﺪّﻓﻮن ﻋﻠﻴﻪ ) أي ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺴﻴﺢ وهﻮ ﻋﻠﻲ اﻟﺼﻠﻴﺐ ( وهﻢ ﻳﻬﺰون رؤوﺳﻬﻢ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ :ﻳﺎ ﺺ ﻧﻔﺴﻚ إن آﻨﺖ اﺑﻦ اﷲ ﻓﺎﻧﺰل ﻋﻦ اﻟﺼ ﻠﻴﺐ ﻧﺎﻗﺾ اﻟﻬﻴﻜﻞ وﺑﺎﻧﻴﻪ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ،ﺧﱢﻠ ْ ﺺ .وآ ﺬﻟﻚ رؤﺳ ﺎء اﻟﻜﻬﻨ ﺔ أﻳﻀ ﺎ وه ﻢ ﻳﺴ ﺘﻬﺰﺋﻮن ﻣ ﻊ اﻟﻜﺘﺒ ﺔ واﻟﺸ ﻴﻮخ ﻗ ﺎﻟﻮا :ﺧﱠﻠ َ ﺁﺧﺮﻳﻦ ،وأﻣﺎ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻤﺎ ﻳﻘﺪر أن ﻳﺨﻠﺼﻬﺎ .إن آﺎن ه ﻮ ﻣﻠ ﻚ إﺳ ﺮاﺋﻴﻞ ﻓﻠﻴﻨ ﺰل اﻵن ﻋ ﻦ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻓﻨﺆﻣﻦ ﺑﻪ .ﻗﺪ اﺗﻜﻞ ﻋﻠﻲ اﻟﻠـﻪ ﻓﻠﻴﻨﻘـﺬﻩ اﻵن إن أرادﻩ .ﻷﻧ ﻪ ﻗ ﺎل :أﻧ ﺎ اﺑ ﻦ اﷲ . ﺻﻠِﺒﺎ ﻣﻌـﻪ ُﻳ َﻌﻴّﺮاﻧﻪ‹‹ ). (٥٢وﻟﻮ آﺎن ﻋﻴﺴﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻗﺪ وﺑﺬﻟﻚ آﺎن اﻟﻠﺼﺎن اﻟﻠـﺬان ُ ﺟﺎء ﻟﻴﻤﻮت ﻋﻠﻲ اﻟﺼ ﻠﻴﺐ وﻳﻔ ﺪي اﻟﺒﺸ ﺮ ﻟﻜ ﺎن ﺟﻮاﺑ ﻪ ﻋﻠ ﻲ ه ﺬا اﻻﺳ ﺘﻬﺰاء أن اﷲ ﻟ ﻦ ﻳﻨﻘﺬﻩ ﻣﻤﺎ هﻮ ﻓﻴﻪ وإﻻ ﻟﻀﺎع ﻣﻌﻨﻲ ﻣﺠﻴﺌﻪ إﻟﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ .أﻣﺎ ردﻩ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻲ ﺣﺴﺐ رواﻳﺔ اﻹﻧﺠﻴﻞ ﻓﻬﻮ ﺁﺧﺮ ﺷﻲء ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺮد ﻋﻠﻲ اﻟﺨﺎﻃﺮ .وﻟﻨﺴ ﺘﻤﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮاءة ›› : وﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ آﺎﻧﺖ ﻇﻠﻤ ﺔ ﻋﻠ ﻲ اﻷرض إﻟ ﻲ اﻟﺴ ﺎﻋﺔ اﻟﺘﺎﺳ ﻌﺔ .وﻧﺤ ﻮ اﻟﺴ ﺎﻋﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﺻﺮخ ﻳﺴﻮع ﺑﺼﻮت ﻋﻈﻴﻢ ﻗﺎﺋﻼ :إﻳﻠﻲ إﻳﻠﻲ ،ﻟﻤﺎ ﺷﺒﻘﺘﻨﻲ ؟ أي إﻟﻬﻲ إﻟﻬ ﻲ ، ﻟﻤﺎذا ﺗﺮآﺘﻨﻲ ؟ ‹‹ ) ، (٥٣وهﻮ ﻣﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﻗﻄﻌﺎ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﻮﻗﻊ أن ﻳﺘﺮآﻪ اﷲ ﻳﻤﻮت هﺬﻩ اﻟﻤﻴﺘﺔ اﻟﺒﺸﻌﺔ .أﻣﺎ إﻧﺠﻴﻼ ﻳﻮﺣﻨﺎ وﻟﻮﻗﺎ ﻓﺈن رواﻳﺘﻴﻬﻤﺎ ﺗﺨﺘﻠﻔﺎن ﻋﻦ ه ﺬﻩ اﻟﺮواﻳ ﺔ ،وه ﻮ ﻣﺎ ﻳﺪﻟﻚ ﻋﻠﻲ ﻋﺪم اﻟﺘﺰام ﺗﻠﻚ اﻟﻜﺘﺐ ﺑﺎﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ .وﻣﻌﺮوف أن هﺬﻩ اﻷﻧﺎﺟﻴﻞ ﻗﺪ ﺨ ﻞ ﻣ ﺎ ورد ﻓﻴﻬ ﺎ آﻤ ﺎ ﺗﻨﺨ ﻞ ﺖ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺑﻌﺸ ﺮات اﻟﺴ ﻨﻴﻦ ،وﻟ ﻢ ﻳُﺘﻨ ﱠ ُآ ِﺘ َﺒ ْ ﺟﺎﻣﻌﻮ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ أﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ،اﻟﺘ ﻲ ه ﻲ ﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻻ ﺗﺒﻠ ﻎ ﻣﺮﺗﺒ ﺔ اﻟﻘﺮﺁن أﺑﺪا ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺪﻗﺔ واﻟﻮﺛﺎﻗﺔ. ﻓﺈذا ﺟﺌﻨﺎ إﻟﻲ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟـﻪ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس ﻋﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء وﺟﺪﻧﺎ ﻋﺠﺒﺎ .اﻧﻈﺮ ﻣ ﺜﻼ ﻣ ﺎ ﻳﻘﻮﻟ ﻪ ﻋﻦ ﻧﻮح ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ›› :واﺑﺘﺪأ ﻧﻮح ﻳﻜﻮن ﻓﻼﺣﺎ ،وﻏﺮس آﺮﻣﺎ وﺷﺮب ﻣ ﻦ اﻟﺨﻤ ﺮ ﻓﺴﻜﺮ وﺗﻌﺮي داﺧﻞ ﺧﺒﺎﺋﻪ .ﻓﺄﺑﺼﺮ ﺣﺎم أﺑﻮ آﻨﻌﺎن ﻋﻮرة أﺑﻴﻪ وأﺧﺒﺮ أﺧﻮﻳ ﻪ ﺧﺎرﺟ ﺎ . ﻓﺄﺧﺬ ﺳ ﺎم وﻳﺎﻓ ﺚ اﻟ ﺮداء ووﺿ ﻌﺎﻩ ﻋﻠ ﻲ أآﺘﺎﻓﻬﻤ ﺎ وﻣﺸ ﻴﺎ إﻟ ﻲ اﻟ ﻮراء ،وﺳ ﺘﺮا ﻋ ﻮرة أﺑﻴﻬﻤﺎ ووﺟﻬﺎهﻤﺎ إﻟﻲ اﻟﻮراء ﻓﻠﻢ ﻳﺒﺼﺮا ﻋﻮرة أﺑﻴﻬﻤﺎ .ﻓﻠﻤﺎ اﺳﺘﻴﻘﻆ ﻧﻮح ﻣﻦ ﺧﻤﺮﻩ ﻋﻠﻢ ) (٥١اﻟﺒﻘﺮة . ٣٧ – ٣٢ / ) (٥٢إﻧﺠﻴﻞ ﻣﺘﻲ . ٤٤ – ٣٩ / ٢٧ / ) (٥٣ﻧﻔﺲ اﻷﺻﺤﺎح ، ٤٦ – ٤٥ /واﻧﻈﺮ آﺬﻟﻚ ﻣﺮﻗﺲ . ٣٧ – ٢٩ / ١٥ /
ﻋ ْﺒ َﺪ اﻟﻌﺒﻴ ﺪ ﻳﻜ ﻮن ﻹﺧﻮﺗ ﻪ .وﻗ ﺎل : ن آﻨﻌ ﺎن َ . ﻣ ﺎ ﻓﻌ ﻞ ﺑ ﻪ اﺑﻨ ﻪ اﻟﺼ ﻐﻴﺮ ﻓﻘ ﺎل :ﻣﻠﻌ ﻮ ٌ ﻋ ْﺒ ﺪًا ﻟﻬ ﻢ .ﻟﻴﻔ ﺘﺢ اﷲ ﻟﻴﺎﻓ ﺚ ﻓﻴﺴ ﻜﻦ ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﺎآﻦ ب إﻟ ُﻪ ﺳﺎم ،وﻟ ﻴﻜﻦ آﻨﻌ ﺎن َ ك اﻟﺮ ﱡ ﻣﺒﺎر ٌ ) (٥ ﺳﺎم ،وﻟﻴﻜﻦ آﻨﻌﺎن ﻋﺒﺪا ﻟﻬ ﻢ‹‹ . ٤إن ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﻌﺐ أن ﻳﻔﻬ ﻢ اﻟﻮاﺣ ﺪ ﻣ ّﻨ ﺎ ﺳ ﺒﺐ ﻟﻌ ﻦ ﻧﻮح ﻻﺑﻨﻪ آﻨﻌﺎن ،اﻟﺬي وﻗﻊ ﻧﻈﺮﻩ ﻋﻠﻴﻪ وهﻮ ﻋﺮﻳﺎن دون ﻗﺼﺪ ،إذ إن ﻧﻮﺣﺎ هﻮ اﻟﺬي ﺳﻜﺮ وﺗﻌﺮي) وهﻮ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺼﺪق اﻟﻌﻘﻞ وﻗﻮﻋﻪ ﻣﻦ ﻧﺒﻲ( ،ﻓﻬﻮ اﻟﻤﺴﺆول إذن ﻋﻦ ذﻟ ﻚ ﻻ آﻨﻌﺎن .واﻧﻈﺮ آﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس ﻋﻦ ﻟﻮط ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم » :وﺻﻌﺪ ﻟ ﻮط ﻣﻦ ﺻﻮﻏﺮ ،وﺳﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﺠﺒﻞ واﺑﻨﺘﺎﻩ ﻣﻌﻪ ،ﻷﻧﻪ ﺧﺎف أن ﻳﺴ ﻜﻦ ﺻ ﻮﻏﺮ ﻓﺴ ﻜﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻐﺎرة هﻮ واﺑﻨﺘﺎﻩ .وﻗﺎﻟﺖ اﻟ ِﺒﻜْﺮ ﻟﻠﺼ ﻐﻴﺮة :أﺑﻮﻧ ﺎ ﻗ ﺪ ﺷ ﺎخ ،وﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻲ اﻷرض رﺟ ﻞ ﻟﻴﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ آﻌﺎدة آﻞ اﻷرض .هﻠ ّﻢ ﻧﺴﻘﻲ أﺑﺎﻧﺎ ﺧﻤﺮا وﻧﻀﻄﺠﻊ ﻣﻌﻪ ﻓﻨﺤﻴﻲ ﻣﻦ أﺑﻴﻨ ﺎ ﻧﺴﻼ .ﻓﺴﻘﺘﺎ أﺑﺎهﻤﺎ ﺧﻤﺮا ﻓﻲ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻠﻴﻠ ﺔ ،ودﺧﻠ ﺖ اﻟ ِﺒ ْﻜ ﺮ واﺿ ﻄﺠﻌﺖ ﻣ ﻊ أﺑﻴﻬ ﺎ ،وﻟ ﻢ ﻳﻌﻠ ﻢ ﺑﺎﺿ ﻄﺠﺎﻋﻬﺎ وﻻ ﺑﻘﻴﺎﻣﻬ ﺎ .وﺣ ﺪث ﻓ ﻲ اﻟﻐ ﺪ أن اﻟ ِﺒ ْﻜ ﺮ ﻗﺎﻟ ﺖ ﻟﻠﺼ ﻐﻴﺮة :إﻧ ﻲ ﻗ ﺪ اﺿﻄﺠﻌﺖ اﻟﺒﺎرﺣﺔ ﻣﻊ أﺑﻲ .ﻧﺴﻘﻴﻪ ﺧﻤﺮًا اﻟﻠﻴﻠﺔ أﻳﻀﺎ ،وﻗﺎﻣﺖ اﻟﺼ ﻐﻴﺮة واﺿ ﻄﺠﻌﺖ ﻣﻌ ﻪ ،وﻟ ﻢ ﻳﻌﻠ ﻢ ﺑﺎﺿ ﻄﺠﺎﻋﻬﺎ وﻻ ﺑﻘﻴﺎﻣﻬ ﺎ .ﻓﺤﺒﻠ ﺖ اﺑﻨﺘ ﺎ ﻟ ﻮط ﻣ ﻦ أﺑﻴﻬﻤ ﺎ‹‹ ). (٥٥إن اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻴﺴﺪ أﻧﻔﻪ وهﻮ ﻳﻘﺮأ هﺬﻩ اﻟﻨﺘﺎﻧ ﺎت .أﻣ ﺎ ﻳﻌﻘ ﻮب ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻓﻴﺼ ﻮرﻩ اﻟﻜﺘ ﺎب ﻲ اﻟﻤﻌ ﺰي ﻟﻴ ﻮهﻢ ﺟ ْﺪ َﻳ ِ اﻟﻤﻘﺪس ﻏﺸﺎﺷﺎ آﺬاﺑﺎ ﻣﺤﺘﺎﻻ ،وﻳﺘﻔﻨﻦ ﻓﻲ وﺻﻔﻪ وﻗﺪ ﻟﺒﺲ ﺟﻠﻮد َ أﺑﺎﻩ اﻟﻀﺮﻳﺮ) ﺳﻴﺪﻧﺎ إﺳﺤﺎق ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم( أﻧ ﻪ ﻋﻴﺴ ﻮ ﻻ ﻳﻌﻘ ﻮب ﻟﻴﺤﺼ ﻞ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺒﺮآ ﺔ اﻟﺘ ﻲ وﻋ ﺪ ﺑﻬ ﺎ أﺑ ﻮﻩ أﺧ ﺎﻩ ﻋﻴﺴ ﻮ .واﻟﻌﺠﻴ ﺐ أن اﻟﺤﻴﻠ ﺔ ﺗ ﻨﺠﺢ وﻳﺤﺼ ﻞ ﻳﻌﻘ ﻮب زورا وﺑﻬﺘﺎﻧﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺒﺮآ ﺔ ،وﻻ ﻳﻨﻔ ﻊ ﻓ ﻲ ه ﺬا اآﺘﺸ ﺎف اﻷب ﻟﻠﺤﻴﻠ ﺔ اﻟﺪﻧﻴﺌ ﺔ ،وآ ﺄن اﻟﺒﺮآ ﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ اﷲ أوآﺄﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮف اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ) . (٥٦أﻣﺎ داود ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻓﻴﻘﻮل ﻋﻨ ﻪ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس إﻧﻪ وﻗﻊ ﻧﻈﺮﻩ ،وهﻮ ﻳﻤﺸﻲ ﻓﻮق ﺳﻄﺢ ﻗﺼﺮﻩ ،ﻋﻠﻲ اﻣﺮأة أﺣﺪ ﻗ ﻮادﻩ وه ﻲ ﺗﺴ ﺘﺤﻢ ﻓ ﻲ ﻓﻨ ﺎء ﺑﻴﺘﻬ ﺎ اﻟﻤﺠ ﺎور ﻟﻠﻘﺼ ﺮ ،وآﺎﻧ ﺖ راﺋﻌ ﺔ اﻟﺠﻤ ﺎل ،ﻓﺄرﺳ ﻞ إﻟﻴﻬ ﺎ »وأﺧﺬهﺎ ﻓﺪﺧﻠﺖ إﻟﻴﻪ ﻓﺎﺿﻄﺠﻊ ﻣﻌﻬﺎ وهﻲ ﻣﻄﻬﺮة ﻣﻦ ﻃﻤﺜﻬﺎ «.وﻟﻢ ﻳﻜﺘﻒ داود ﺑﻬﺬا ﺑ ﻞ دﺑ ﺮ ﻣ ـﺆاﻣﺮة ﺗﺨ ـﻠﺺ ﺑﻬ ﺎ ﻣ ﻦ زوﺟﻬ ﺎ ). (٥٧وﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺷ ﺎخ داود وأراد ﻋﺒﻴ ﺪﻩ أن ﻳﺪﻓﺌﻮﻩ ﻓﻲ ﺷﻴﺨﻮﺧﺘﻪ ،اﻟﺘ ﻲ ﻟ ﻢ ﻳﻨﻔ ﻊ ﻣﻌﻬ ﺎ ﺗ ﺪﺛﻴﺮﻩ ﺑﺎﻟﺜﻴ ﺎب ،ﻗ ﺎﻟﻮا ﻟ ﻪ :ﻟﻴﻔﺘّﺸ ﻮا ﻟﺴ ﻴﺪﻧﺎ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﻠﻲ ﻓﺘﺎة ﻋﺬراء ،ﻓﻠﺘﻘﻒ أﻣﺎم اﻟﻤﻠﻚ وﻟﺘﻜﻦ ﻟﻪ ﺣﺎﺿﻨـﺔ ،وﻟﺘﻀﻄﺠﻊ ﻓﻲ ﺣﻀ ﻨﻚ ﻓﻴﺪﻓﺄ ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﻤﻠﻚ‹‹ ). (٥٨وﻗﺪ ا ﱠﺗﻬَﻢ ﻳﻬﻮ ُد اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺳﻴﺪَﻧﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎن ﺑﺎﻟﺴﺤﺮ ) . (٥٩ﺛ ﻢ هﻨ ﺎك »ﻧﺸﻴﺪ اﻷﻧﺸﺎد « اﻟﻤﻨﺴﻮب ﻟﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺑﻤ ﺎ ﻓﻴ ﻪ ﻣ ﻦ ﻋﻬ ﺮ وﺣﺮﻗ ﺎت ﺟﻨﺴ ﻴﺔ .أﻣ ﺎ اﻟﻘﺮﺁن ﻓﻘﺪ ﻃﻬﺮ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴ ﻼم ﻣ ﻦ آ ﻞ دﻧ ﺲ ورﺟ ﺲ ،وﺻ ﻮﱠرهﻢ آﻤ ﺎ ﺨﻠُﻖ اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﻤﻄﻬ ﺮ .ﻓﻬ ﻞ ﻳﺼ ﺢ أن ﻳﻘ ﺎل ﺑﻌ ﺪ ﻼ ﻋﻠﻴﺎ وﻣﻨﺎرات ﻟﻠ ُ آﺎﻧﻮا ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ُﻣ ُﺜ ً هﺬا آﻠﻪ إن اﻟﻘﺮﺁن ﻗﺪ ُ ﺳﺮِق ﻣﻦ آﺘﺐ اﻟﻴﻬﻮد واﻟﻨﺼﺎري ؟
) (٥٤ﺗﻜﻮﻳﻦ . ٢٧ – ٢٠ /٩ / ) (٥٥ﺗﻜﻮﻳﻦ . ٣٦ – ٣٠ / ١٩ / ) (٥٦اﻧﻈﺮ » ﺗﻜﻮﻳﻦ « ٢٧ /آﻠﻪ . ) (٥٧اﻧﻈﺮ » ﺻﻤﻮﺋﻴﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ « ١١ /آﻠﻪ . ) (٥٨اﻟﻤﻠﻮك اﻷول . ٤ -١ / ١ / ) (٥٩اﻟﺒﻘﺮة . ١٠٣ /
ﻓﻬﺎ ﻧﺤﻦ أوﻻء ﻧﺮي أن اﻟﻘﺮﺁن ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻠﻬﻢ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﻣﻦ ﻋﺮب اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ أو ﻣ ﻦ اﻟﺤﻨﻔ ﺎء أو ﻣﻦ ﺛﻨﻮﻳﺔ ﻓﺎرس أو ﻣﻦ أﻓﻜﺎر اﻟﻴﻬ ﻮد ﻋ ﻦ اﷲ أو ﻣ ﻦ ﺛ ﺎﻟﻮث اﻟﻨﺼ ﺎري ،وإن ﻟ ﻢ ﻳﻤﻨ ﻊ ذﻟﻚ أن ﺗﻜﻮن هﻨﺎك ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻘﺎط اﻟﻤﺘﻔﻘﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻋﻨ ﺪ أه ﻞ اﻟﻜﺘ ﺎب ﻣﻤ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳﺼ ﺒﻪ اﻟﺘﺤﺮﻳﻒ .وﺗﻔﺴﻴﺮ اﻹﺳﻼم ﻟﻬﺬا اﻻﺗﻔﺎق هﻮ أن اﻟﺘ ﻮراة واﻹﻧﺠﻴ ﻞ واﻟﻘ ﺮﺁن ﺟﻤﻴ ًﻌ ﺎ ﻣ ﻦ ﻋﻨ ﺪ اﷲ ،ﻏﻴ ﺮ أن اﻟﻜﺘ ﺎﺑﻴﻦ اﻷوﻟ ﻴﻦ ﻗ ﺪ أﺻ ﺎﺑﺘﻬﻤﺎ ﻳ ﺪ اﻟﺘﺤﺮﻳ ﻒ ﻓﺠ ﺎء اﻟﻘ ﺮﺁن ﻟﻴﺼ ﺤﺢ ﻣﺎدﺧﻠﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺗﺤﺮﻳﻔﺎت ،أﻣﺎ ﻣﺎ ﻇﻞ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﺤﺮﻳﻒ ﻓﺈن اﻹﺳﻼم ﻻ ﻳﺨﺎﻟﻔﻪ ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ . ﻓﻬﺬا ﻋﻦ اﻟﻌﻘﻴﺪة .ﻓﺈذا ﺟﺌﻨﺎ إﻟﻲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ وﺟﺪﻧﺎ أن اﻟﻘﺮﺁن ﻗﺪ أﺑﻘﻲ ﻣﺎ هﻮ ﺧﻴ ﺮ و َﻧ َﺒ ﺬ ﻣ ﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳﺔ ﺑﻌﺪ أن ﺑﻠﻐﺖ اﻟﻄﻮر اﻟﺬي وﺻﻠﺖ إﻟﻴﻪ ﻓﻲ أﻳﺎم اﻹﺳ ﻼم ،أو ﻣ ﺎ اﻧﺘﻬﻲ اﻟﻐﺮض ﻣﻨﻪ ،أو ﻣﺎ اﺳﺘﺘﺒﻌﺘﻪ اﻟﺨﺮاﻓﺎت اﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﺎدات وﺗﻘﺎﻟﻴﺪ. ﻓﺎﻟﻌﺮب ﻓﻲ اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ آﺎﻧﻮا ﻳﻘﺪﻣﻮن اﻟﻘﺮاﺑﻴﻦ إﻟﻲ أوﺛﺎﻧﻬﻢ ،وآﺎﻧﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻘ ﺮاﺑﻴﻦ ﺗﺸ ﻤﻞ أﺑﻨﺎءهﻢ .وﻗ ﺪ ﺣﺮﻣ ﻮا ﺑﻌ ﺾ اﻟﺤﻴﻮاﻧ ﺎت واﻟ ﺰروع إﻻ ﻋﻠ ﻲ ﻧ ﺎس ﻣﺨﺼﻮﺻ ﻴﻦ ،آﻤ ﺎ ﺣﺮﻣﻮا رآﻮب ﺣﻴﻮاﻧﺎت أﺧ ﺮي ،وﻣﻨﻌ ﻮا ذآ ﺮ اﺳ ﻢ اﷲ ﻋﻠ ﻲ ﻧ ﻮع ﺛﺎﻟ ﺚ ﻣﻨﻬ ﺎ ،ﻓﺠ ﺎء ث واﻷﻧﻌﺎ ِم ﻧﺼ ﻴﺒﺎ ،ﻓﻘ ﺎﻟﻮا : ﺤ ْﺮ ِ اﻹﺳﻼم وﻧﺴﻒ آﻞ هﺬا » :وﺟﻌﻠﻮا ِﻟﻠّﻪ ﻣﻤﺎ َذ َرَأ ﻣﻦ اﻟ َ هﺬا ِﻟﻠﱠﻪ ِ ،ﺑ َﺰ ْ ﻞ إﻟ ﻲ اﻟﱠﻠ ﻪ ،وﻣ ﺎ آ ﺎن ﺼُ ﻋ ِﻤﻬِﻢ ،وهﺬا ﻟﺸﺮآﺎﺋﻨﺎ .ﻓﻤﺎ آﺎن ﻟﺸﺮآﺎﺋﻬﻢ ﻓﻼ َﻳ ِ ﺸ ﺮآﻴﻦ ﻞ إﻟﻲ ﺷﺮآﺎﺋﻬﻢ .ﺳﺎء ﻣﺎ ﻳﺤﻜُﻤﻮن ! $وآ ﺬﻟﻚ َز ﱠﻳ ﻦ ﻟﻜﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟ ُﻤ ْ ﺼُ ِﻟﻠﱠﻪ ﻓﻬﻮ َﻳ ِ ﷲ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮﻩ َ ،ﻓ َﺬرْهﻢ ﺷﺮَآﺎؤهﻢ ﻟ ُﻴ ْﺮدُوهﻢ وِﻟ َﻴ ْﻠ ِﺒﺴُﻮا ﻋﻠﻴﻬﻢ دِﻳﻨَﻬﻢ .وﻟﻮ ﺷﺎء ا ُ ﻞ أوﻻدِهﻢ ُ َﻗ ْﺘ َ ﻄ َﻌﻤُﻬ ﺎ إﻻ ﻣ ﻦ ﻧﺸ ﺎء ِ ،ﺑ َﺰﻋْﻤﻬﻢ ، ﺠ ٌﺮ ﻻ ﻳ ْ ﺣْ ث ِ ﺣ ْﺮ ٌ وﻣﺎ َﻳ ْﻔ َﺘﺮُون $وﻗﺎﻟﻮا :هﺬﻩ أﻧﻌﺎ ٌم و َ ﺖ ﻇﻬﻮرُهﺎ ،وأﻧﻌﺎ ٌم ﻻ ﻳﺬآﺮون اﺳﻢ اﻟّﻠ ِﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻓﺘﺮا ًء ﻋﻠﻴﻪ .ﺳ َﻴﺠْﺰﻳﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﺣ ﱢﺮ َﻣ ْ وأﻧﻌﺎ ٌم ُ آ ﺎﻧﻮا َﻳ ْﻔ َﺘ ﺮون $وﻗ ﺎﻟﻮا :ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ﺑﻄ ﻮن ه ﺬﻩ اﻷﻧﻌ ﺎم ﺧﺎﻟﺼ ٌﺔ ِﻟ ﺬآﻮرِﻧﺎ وﻣﺤ ﱠﺮ ٌم ﻋﻠ ﻲ ﺻ ﻔَﻬﻢ ،إﻧ ﻪ ﺣﻜ ﻴﻢ ﻋﻠ ﻴﻢ $ﻗ ﺪ ﻦ َﻣ ْﻴ َﺘ ًﺔ ﻓﻬ ﻢ ﻓﻴ ﻪ ﺷ ﺮآﺎء .ﺳ َﻴﺠْﺰﻳِﻬﻢ َو ْ أزواﺟﻨﺎ ،وإن َﻳ ُﻜ ْ ﷲ اﻓﺘ ﺮا ًء ﻋﻠ ﻲ اﷲ .ﻗ ﺪ ﺣﺮﱠﻣﻮا ﻣﺎ َر َزﻗَﻬ ﻢ ا ُ ﺳ َﻔﻬًﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻠﻢ و َ ﺧﺴِﺮ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮا أوﻻدَهﻢ َ ) (٦ ﷲ ﻣﻦ َﺑﺤِﻴﺮٍة وﻻ ﺳﺎﺋﺒﺔ وﻻ وﺻﻴﻠ ٍﺔ وﻻ ﺿﻠﱡﻮا وﻣﺎ آﺎﻧﻮا ﻣﻬﺘﺪﻳﻦ‹‹ » ، ٠ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ا ُ ) (٦ ﺣﺎ ٍم ،وﻟﻜﻦ اﻟﺬﻳﻦ آﻔﺮوا َﻳ ْﻔ َﺘ ُﺮون ﻋﻠﻲ اﷲ اﻟﻜ ﺬ َ ن ب ،وأآﺜ ﺮهﻢ ﻻ ﻳﻌﻘﻠ ﻮن‹‹ » ، ١إ ْ ن ﺨ َﺬ ﱠ ﷲ ،وﻗ ﺎل :ﻷ ﱠﺗ ِ ﻳ ْﺪﻋُﻮن ﻣﻦ دُوﻧِﻪ إﻻ إﻧﺎﺛﺎ ،وإن ﻳﺪﻋﻮن إﻻ ﺷﻴﻄﺎﻧﺎ ﻣَﺮﻳﺪًا $ﻟﻌﻨ ﻪ ا ُ ﻷ َﻣ ﱢﻨ َﻴ ﻨﱠﻬﻢ وﻵ ُﻣ َﺮﻧﱠﻬﻢ ﻓﻠ ُﻴ َﺒ ﺘﱢ ُﻜﻦّ ﺁذان اﻷﻧﻌ ﺎم ﺿ ﱠﻠ ﱠﻨَﻬﻢ و ُ ﻷ ِ ﻣ ﻦ ﻋﺒ ﺎدِك ﻧﺼ ﻴﺒﺎ ﻣﻔﺮوﺿ ﺎ $و ُ ﺴ ﺮاﻧﺎ ﺧْ ﺴﺮ ُ ﺧِ ن اﷲ ﻓﻘ ﺪ َ ن وﻟﻴّﺎ ﻣ ﻦ دو ِ ﺨ ِﺬ اﻟﺸﻴﻄﺎ َ ﻖ اﷲ .وﻣﻦ ﻳ ّﺘ ِ ﺧ ْﻠ َ ن َ وﻵ ُﻣ َﺮﻧﱠﻬﻢ َﻓﻠَﻴﻐَﻴ ُﺮ ّ ُﻣﺒِﻴﻨﺎ‹‹). (٦٢ وﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻌﺒﺎدة ) وﻟﻨﺤﺼﺮ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﺞ وﺣﺪﻩ آﻤﺜﺎل ﻓﻘﻂ( ﻓﺈن اﻹﺳﻼم ﻗﺪ ﻃ ّﻬ ﺮ اﻟﻜﻌﺒ ﺔ ﻣ ﻦ اﻷوﺛ ﺎن وﻣﺘﻌﻠﻘﺎﺗﻬ ﺎ ،وﺣ ﺮم أن ﻳﻄ ﻮف أي ﻣﺸ ﺮك أو ﻋﺮﻳ ﺎن ﺑﺎﻟﺒﻴ ﺖ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻌﺎم اﻟﺬي ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻴﻪ ﺳﻮرة» ﺑﺮاءة « ،وأوﺟﺐ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ أن ُﻳﻔِﻴﻀ ﻮا ﺟﻤﻴﻌ ﺎ ﻣ ﻦ ﻣﻜﺎن واﺣﺪ ﺣﺘﻲ ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻌﻨﺠﻬﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ آﺎﻧ ﺖ ﺗﺴ ﻮل ﻟ ﺒﻌﺾ اﻟﻘﺒﺎﺋ ﻞ أن ﻳﺘﻔ ﺮدوا ﺲ ﺠ ٌ ﺑﻤﻜـﺎن ﻣﺨﺼﻮص ُﻳﻔِﻴﻀﻮن ﻣﻨﻪ وﺣﺪهﻢ ›› :ﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ،إﻧﻤﺎ اﻟﻤﺸﺮآﻮن َﻧ َ
) (٦٠اﻷﻧﻌﺎم . ١٤٠ – ١٣٦ / ) (٦١اﻟﻤﺎﺋﺪة . ١٠٣ / ) (٦٢اﻟﻨﺴﺎء . ١١٩ – ١١٧ /
،ﻓﻼ َﻳ ْﻘﺮَﺑﻮا اﻟﻤﺴ ﺠﺪ اﻟﺤ ﺮام ﺑﻌ ﺪ ﻋ ﺎﻣﻬﻢ ه ﺬا‹‹ ) » ،(٦٣ﺛ ﻢ أﻓﻴﻀ ﻮا ﻣ ﻦ ﺣﻴ ﺚ أﻓ ﺎض اﻟﻨ ﺎس‹‹) . (٦٤آﻤ ﺎ أﺑﻄ ﻞ اﻟﺘﻘﻠﻴ ﺪ اﻟﺴ ﺨﻴﻒ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﺘﺒﻌ ﻪ ﺑﻌ ﺾ أه ﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻋﻨ ﺪ ﻋﻮدﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺠﻬﻢ ،ﻓﻘﺪ آﺎﻧﻮا ﻻ ﻳﺪﺧﻠﻮن دارا وﻻ ﻓﺴﻄﺎﻃﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﺑ ﻪ ،وﻟﻜ ﻦ ﻣ ﻦ ﻧﻘ ﺐ أو ﻓﺮﺟﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺨﻠ ﻒ ،ﻇ ﺎﻧﻴﻦ أن ه ﺬا ﻣ ﻦ اﻟ ِﺒ ّﺮ ›› :وﻟ ﻴﺲ اﻟ ِﺒ ﱡﺮ ﺑ ﺄن ﺗ ﺄﺗﻮا اﻟﺒﻴ ﻮت ﻣ ﻦ ﻦ أﺑﻮاﺑﻬﺎ‹‹) . (٦٥آﺬﻟﻚ وﺿﻊ اﻹﺳﻼم ت ِﻣ ْ ﻦ اﻟ ِﺒ ﱠﺮ ﻣﻦ اﺗﻘﻲ .وأﺗﻮا اﻟﺒﻴﻮ َ ﻇُﻬﻮرهﺎ ،وﻟﻜ ﱠ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻠ ﱠﻨﺴِﻲء ،اﻟﺬي آﺎن ﻋﺮب اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ ﻳﻠﺠﺄون إﻟﻴﻪ إذا آﺎﻧﻮا ﻓ ﻲ ﺣ ﺮب وأﺗ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﺷﻬﺮ ﻣﻦ اﻷﺷﻬﺮ اﻟﺤﺮم ،إذ آﺎﻧﻮا ﻳﺴﺘﻤﺮون ﻓﻲ اﻟﺤﺮب وﻳﻌﻮﺿﻮن هﺬا اﻟﺸﻬﺮ ﺑﺸ ﻬﺮ ﺁﺧﺮ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻷﺷﻬﺮ اﻟﺤﺮم ،ﻣﻔﺴﺪﻳﻦ ﺑﺬﻟﻚ ﺣﻜﻤﺔ هﺬﻩ اﻷﺷﻬﺮ » :إﻧﻤﺎ اﻟ ﱠﻨﺴِﻲ ُء زﻳﺎدة ﻋﺪﱠة ﻣ ﺎ ﺣ ﺮﱠم ﺤﺮّﻣﻮﻧﻪ ﻋﺎﻣﺎ ﻟﻴُﻮاﻃﺌﻮا ِ ﺤﻠﱡﻮﻧﻪ ﻋﺎﻣﺎ و ُﻳ َ ﻀﻞﱡ ﺑﻪ اﻟﺬﻳﻦ آﻔﺮوا ُ ،ﻳ ِ ﻓﻲ اﻟﻜﻔﺮ ُﻳ َ )(٦٦ ﷲ ﻓ ُﻴ ِ ا ُ ﺤﻠّﻮا ﻣﺎ ﺣﺮّم اﷲ ُ .زﻳﱢﻦ ﻟﻬﻢ ﺳﻮ ُء أﻋﻤﺎﻟِﻬﻢ ،واﷲ ﻻ َﻳﻬْﺪي اﻟﻘﻮ َم اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ‹‹ . ﺤ َﺮﻣْﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻴ ﺮاث ،ﻓﺠ ﺎء اﻹﺳ ﻼم وﺟﻌ ﻞ ﻟﻬ ﻦ ﻓ ﻲ وﻗ ﺪ آ ﺎن اﻟﻨﺴ ﺎء ﻓ ﻲ اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ ُﻳ ْ ﺐ ِﻣ ّﻤ ﺎ ﺗ ﺮك ل ﻧﺼ ﻴ ٌ اﻟﻤﻴ ﺮاث ﻧﺼ ﻴﺒﺎ ﻣﻔﺮوﺿ ﺎ ،ﻣ ﺜﻠﻬﻢ ﻣﺜ ﻞ اﻟﺮﺟ ﺎل ﺳ ﻮاء ››:ﻟِﻠﺮﱢﺟ ﺎ ِ ﻞ ﻣﻨ ﻪ أو ﺐ ﻣ ّﻤ ﺎ ﺗ ﺮك اﻟﻮاﻟ ـﺪان واﻷﻗﺮﺑ ـﻮن ﻣﻤ ﺎ َﻗ ﱠ اﻟﻮاﻟﺪان واﻷﻗﺮﺑﻮن ،وﻟﻠﻨﺴﺎء ﻧﺼﻴ ٌ َآﺜُﺮ ،ﻧﺼﻴﺒﺎ ﻣﻔﺮوﺿًﺎ‹‹) ، (٦٧ووزع اﻟﻤﻴ ﺮاث ﻋﻠ ﻲ ﻧﺤ ﻮ ﻟ ﻢ ﺗﻌﺮﻓ ﻪ اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ ﺑ ﻞ وﻻ اﻷدﻳﺎن اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ .وآﺎن اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ إذا ﻣ ﺎت ﻋ ﻦ اﻣ ﺮأة وﻟ ﻪ ﻋﺼ ﺒﺔ أﻟﻘ ﻲ ه ﺬا ﺛﻮﺑﻪ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺮأة ﻗﺎﺋﻼ ››:أﻧﺎ أﺣﻖ ﺑﻬﺎ « ،ﺛ ﻢ إذا ﺷ ﺎء ﺗﺰوﺟﻬ ﺎ ﺑﺼ ﺪاﻗﻬﺎ اﻷول ،وإن ﺷﺎء زوﺟﻬﺎ ﻏﻴﺮﻩ .آﺬﻟﻚ آﺎن اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺘﺰوج ﺑﺎﻣﺮأة أﺑﻴ ﻪ ،ﻓﺠ ﺎء اﻹﺳ ﻼم وﺣ ﺮم ﺤ ﱡ آﻞ ذﻟ ﻚ ›› :ﻳ ﺎ أﻳﻬ ﺎ اﻟ ﺬﻳﻦ ﺁﻣَﻨ ﻮا ،ﻻ َﻳ ِ ﻞ ﻟﻜ ﻢ أن َﺗ ِﺮ ُﺛ ﻮا اﻟﻨﱢﺴ ﺎء َآ ْﺮ ًه ﺎ‹‹ ) » ،(٦٨وﻻ ﻼ‹‹ ﺳﻠَﻒ .إﻧﻪ آﺎن ﻓﺎﺣﺸ ًﺔ و َﻣ ْﻘ ًﺘ ﺎ وﺳ ﺎء ﺳ ﺒﻴ ً ﺢ ﺁﺑﺎؤآﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء إﻻ ﻣﺎ ﻗﺪ َ َﺗ ْﻨ ْﻜﺤِﻮا ﻣﺎ َﻧ َﻜ َ ﺻ َﻮرًا أﺧﺮي ﻣﻦ اﻟﺰواج ﻏﻴﺮ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻲ اﻟﺘﺮاﺿﻲ ﻣﻦ اﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻣﻤﺎ ). (٦٩آﻤﺎ ﺣﺮم ُ ﻻ ﺗﻘﺒﻠﻪ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺤﺮة اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ،وهﻮ ﻣﺎ ﻓﺼّﻠﺘﻪ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻤﻄﻬﺮة .آﺬﻟﻚ وﺿﻊ اﻹﺳﻼم ﺳ ِﺌﻠَﺖ)أي ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ( : $ ﺸﻨَﻊ ›› :وإذا اﻟﻤﻮؤود ُة ُ ﺣﺪا ﻟﻮأد اﻟﺒﻨﺎت وﺟﻌﻠﻪ ﻣﻦ أﻓﻈﻊ اﻟ ﱡ ﺐ ُﻗﺘِﻠﺖ؟ ‹‹ ). (٧٠ ي ذَﻧ ٍ ﺑﺄ ﱢ وﻗ ﺪ آ ﺎن اﻟﻘﻤ ﺎر واﻟﺨﻤ ﺮ ﻣ ﻦ ﻣﻔ ﺎﺧﺮ اﻟﻌ ﺮب ،وﻣ ﺎ أآﺜ ﺮ اﻟﻘﺼ ﺎﺋﺪ اﻟﺘ ﻲ ﻳﺘﻤ ﺪّح ﻓﻴﻬ ﺎ ﺷﻌﺮاؤهﻢ ﺑﺈراﻗﺔ اﻷﻣﻮال ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﺠﺎء اﻹﺳﻼم ﻓﺤﺮﻣﻬﺎ ﺑﺘﺎﺗ ﺎ ››:إﻧﻤ ﺎ اﻟﺨﻤ ُﺮ واﻟﻤﻴﺴ ُﺮ ﻞ اﻟﺸ ﻴﻄﺎن ،ﻓ ﺎﺟﺘﻨﺒﻮﻩ ﻟﻌﻠﻜ ﻢ ُﺗﻔْﻠﺤ ﻮن‹‹ ). (٧١ ﻋ َﻤ ِ ﺲ ﻣﻦ َ ﺟ ٌ ب واﻷزﻻ ُم ِر ْ واﻷﻧﺼ ﺎ ُ وآﺎﻧﺖ اﻟﺜﺮوة ه ﻲ أﺳ ﺎس اﻟﺘﻔﺎﺿ ﻞ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻨ ﺎس ،آﻤ ﺎ آ ﺎن ﻟﻠﻌﺼ ﺒﻴﺔ اﻟﺠﻨﺴ ﻴﺔ واﻟﻘﺒﻠﻴ ﺔ ﺳﻠﻄﺎن ﻗﺎهﺮ ،ﻓﻘﻀﻲ اﻹﺳﻼم ﻋﻠﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﻔﺎهﻴﻢ اﻟﻤﺘﺪﻧﻴﺔ ››:وﻣﺎ أﻣ ﻮاﻟﻜﻢ وﻻ أوﻻدآ ﻢ ﻀ ﻌْﻒ ﺑﻤ ﺎ ﺑﺎﻟﺘﻲ ُﺗ َﻘﺮﱢﺑﻜﻢ ﻋﻨﺪﻧﺎ ُز ْﻟﻔَﻲ إﻻ ﻣﻦ ﺁﻣﻦ وﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺤﺎ ،ﻓﺄوﻟﺌﻚ ﻟﻬﻢ ﺟ ﺰاء اﻟ ﱢ ) (٦٣اﻟﺘﻮﺑﺔ . ٢٨ / ) (٦٤اﻟﺒﻘﺮة . ١٩٩ / ) (٦٥اﻟﺒﻘﺮة . ١٨٩ / ) (٦٦اﻟﺘﻮﺑﺔ . ٣٧ / ) (٦٧اﻟﻨﺴﺎء . ٧ / ) (٦٨اﻟﻨﺴﺎء . ١٩ / ) (٦٩اﻟﻨﺴﺎء . ٢٢ / ) (٧٠اﻟﺘﻜﻮﻳﺮ . ٩ – ٨ / ) (٧١اﻟﻤﺎﺋﺪة . ٩٠ /
س ،إﻧ ﺎ ﺧﻠﻘﻨ ﺎآﻢ ﻣ ﻦ َذ َآ ٍﺮ ﻋﻤﻠ ﻮا ،وه ﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻐﺮﻓ ﺎت ﺁﻣﻨ ﻮن‹‹ ) » ، (٧٢ﻳ ﺎ أﻳﻬ ﺎ اﻟﻨ ﺎ ُ ﷲ ﻋﻠ ﻴﻢ وأﻧﺜﻲ ،وﺟﻌﻠﻨﺎآﻢ ﺷﻌﻮﺑًﺎ وﻗﺒﺎﺋﻞ ِﻟ َﺘ َﻌ ﺎرَﻓﻮا .إن أ ْآ َﺮﻣَﻜﻢ ﻋﻨ ﺪ اﻟّﻠ ِﻪ أﺗﻘ ﺎآﻢ .إن ا َ ﺧﺒﻴﺮ ‹‹) . (٧٣آﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﻗﺒﻴﻠﺔ اﻟﻘﺎﺗ ﻞ ﺗﺆﺧ ﺬ ﺑﺠﺮﻳﺮﺗ ﻪ ،ﻓﻬ ﺪم اﻟﻘ ﺮﺁن ه ﺬا وأﻗ ﺎم ﻣﻜﺎﻧ ﻪ ﻣﺒﺪأ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ ››:وﻻ َﺗ ِﺰ ُر وازرة ِو ْز َر أﺧﺮي‹‹).(٧٤ ﻓﺈذا اﻧﺘﻘﻠﻨﺎ إﻟﻲ ﻋﺒﺎدات أهﻞ اﻟﻜﺘﺎب ﻓﺴﻨﺮي أن اﻹﺳﻼم ﻗﺪ أﺗﻲ ﺑﻤﺎ ﻳﺨﺎﻟﻔﻬ ﺎ ،ﻓﻬ ﻮ ﻣ ﺜﻼ ﻗ ﺪ أﻟﻐ ﻲ اﻟﻘ ﺮاﺑﻴﻦ اﻟﺘ ﻲ آﺎﻧ ﺖ ُﺗ َﻘ ﺪﱠم ﷲ .آﻤ ﺎ وﺿ ﻊ ﺣ ﺪا ﻟﻮﺳ ﺎﻃﺔ اﻟﻜ ﺎهﻦ أو اﻟﻘﺴ ﻴﺲ وأﺻﺒﺢ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ارﺗﺒﺎﻃ ﺎ ﻣﺒﺎﺷ ﺮا ﺑﺮﺑ ﻪ ،ﺳ ﻮاء ﻓ ﻲ ﻋﺒﺎدﺗ ﻪ أو ﻓ ﻲ اﻟﺘﻜﻔﻴ ﺮ ﻋ ﻦ ﺳﻴﺌﺎﺗﻪ .وﻣﻦ هﻨﺎ ﻓﻠﻴﺲ ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ﺷ ﻲء اﺳ ﻤﻪ ذﺑﻴﺤ ﺔ إﺛ ﻢ ﻣ ﺜﻼ أو ذﺑﻴﺤ ﺔ ﺳ ﻼﻣﺔ أو ذﺑﻴﺤﺔ ﺧﻄﻴّﺔ ) .(٧٥آﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﻨﺠﺎﺳﺎت ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ﻗ ﺪ ﺗﺨﻠﺼ ﺖ ﻣﻤ ﺎ ﻳﺼ ﺎﺣﺒﻬﺎ وﻳﺘﺮﺗ ﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ ﻣﻦ ﻋﺐء ﺑﺎهﻆ ﻳﺨﻨﻖ اﻷﻧﻔﺎس .وﻟﻌﻞ هﺬا اﻟﻤﺜﺎل اﻟﻮاﺣـﺪ ،وهﻮ ﻣﻦ أﺧﻒ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ،ﻳﻌﻄﻴﻚ ﻟﻤﺤﺔ ﻋ ﻦ ﻣ ﺪي اﻟﺘﻀ ﻴﻴﻖ اﻟ ﺬي ﻓﺮﺿ ﺘﻪ ﺻﺮَﻩ ﻋﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ›› :وإذا آﺎﻧﺖ اﻣﺮأة اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ ﻋﻠﻲ أﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ورﻓﻊ اﻹﺳﻼم اﻟﺴﻤﺢ ِإ ْ ﻳﺴﻴﻞ دﻣﻬﺎ أﻳﺎﻣﺎ آﺜﻴﺮة ﻓﻲ ﻏﻴﺮ وﻗﺖ ﻃﻤﺜﻬﺎ أو إذا ﺳﺎل ﺑﻌﺪ ﻃﻤﺜﻬﺎ )وهﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻲ ﻓ ﻲ ﻃﻤْﺜﻬ ﺎ .إﻧﻬ ﺎ اﻹﺳﻼم ﺑـ» اﻻﺳﺘﺤﺎﺿﺔ ‹‹( ﻓﺘﻜﻮن ُآﻞﱠ أﻳﺎم ﺳﻴﻼن ﻧﺠﺎﺳﺘﻬﺎ آﻤﺎ ﻓﻲ أﻳ ﺎم َ ﻃﻤْﺜﻬ ﺎ .وآ ﻞ ﻞ ﻓ ﺮاش ﺗﻀ ﻄﺠﻊ ﻋﻠﻴ ﻪ آ ﻞ أﻳ ﺎم ﺳ ﻴﻠﻬﺎ ﻳﻜ ﻮن ﻟﻬ ﺎ آﻔ ﺮاش َ ﻧﺠﺴ ﺔ .آ ّ ﺴ ﻬﻦ ﻳﻜ ﻮن ﻧﺠﺴ ﺎ اﻷﻣﺘﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻠﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻜﻮن ﻧﺠﺴﺔ آﻨﺠﺎﺳﺔ ﻃﻤﺜﻬ ﺎ .وآ ﻞ ﻣ ﻦ ﻣ ﱠ ﺳ ﻴْﻠﻬﺎ ﺗﺤﺴ ﺐ ت ﻣﻦ َ ﻃ ُﻬ َﺮ ْ ﻓﻴﻐﺴﻞ ﺛﻴﺎﺑﻪ وﻳﺴﺘﺤﻢ ﺑﻤﺎء وﻳﻜﻮن ﻧﺠﺴ ﺎ إﻟ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺎء .وإذا َ ﻲ ﺣﻤ ﺎم ﺧ ْ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﺳﺒﻌﺔ أﻳ ﺎم ﺛ ﻢ ﺗﻄﻬ ﺮ .وﻓ ﻲ اﻟﻴ ﻮم اﻟﺜ ﺎﻣﻦ ﺗﺄﺧ ﺬ ﻟﻨﻔﺴ ﻬﺎ ﻳﻤ ﺎﻣﺘﻴﻦ أو َﻓ ْﺮ َ ﻦ اﻟﻮاﺣ ﺪ ذﺑﻴﺤ ﺔ ﺧﻄ ّﻴ ﺔ وﺗﺄﺗﻲ ﺑﻬﻤﺎ إﻟﻲ اﻟﻜﺎهﻦ إﻟﻲ ﺑﺎب ﺧﻴﻤﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎع ،ﻓﻴﻌﻤﻞ اﻟﻜ ﺎه ُ ﺤﺮَﻗ ﺔ ،وﻳﻜﻔ ﺮ ﻋﻨﻬ ﺎ اﻟﻜ ﺎهﻦ أﻣ ﺎم اﻟ ﺮب ﻣ ﻦ ﺳ ﻴﻞ ﻧﺠﺎﺳ ﺘﻬﺎ .ﻓﺘﻌ ﺰﻻن ﺑﻨ ﻲ واﻷﺧﺮ ُﻣ ْ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﻦ ﻧﺠﺎﺳﺘﻬﻢ ﻟﺌﻼ ﻳﻤﻮﺗﻮا ﻓﻲ ﻧﺠﺎﺳﺘﻬﻢ وﺑﺘﻨﺠﻴﺴﻬﻢ ﻣﺴﻜﻨﻲ اﻟﺬي ﻓ ﻲ وﺳ ﻄﻬﻢ‹‹ ) . (٧٦وﻣ ﻦ ﻳ ﺮد أن ﻳﻘ ﺮأ ﺣﻜ ﻢ اﻟﻨﺠﺎﺳ ﺎت اﻷﺧ ﺮي ﻓﻠﻴﻘ ﺮأ اﻷﺻ ﺤﺎﺣﺎت اﻟﺜﻤﺎﻧﻴ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺤﺎدي ﻋﺸﺮ إﻟﻲ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻔﺮ ذاﺗﻪ .أﻣﺎ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﻓﻠﻴﺲ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺴﺘﺤﺎﺿﺔ إﻻ أن ﺗﺴﺪ ﻧﺰﻳﻒ اﻟﺪم ﺑﻘﻄﻌﺔ ﻗﻄﻦ ﻣﺜﻼ ،وآﻠﻤﺎ ﺣﺎن ﻣﻴﻌﺎد ﺻﻼة ﺗﻮﺿﺄت ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ . )(٧٧ ﻞ ﻟﺰوﺟﻬﺎ أن ﻳﻌﺎﺷﺮهﺎ .ﻓﺄﻳﻦ هﺬﻩ اﻟﺴﻤﺎﺣﺔ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻹﻋﻨﺎت؟ وآﺬﻟﻚ ﻳﺤ ّ وﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮﺁن إﺷ ﺎرة ﺳ ﺮﻳﻌﺔ إﻟ ﻲ ه ﺬا اﻟﻌﻨ ﺖ ﻓ ﻲ دﻋ ﺎء اﻟﻤﺆﻣﻨ ـﻴﻦ رﺑﻬ ﻢ» َ :رﺑﱠﻨ ﺎ ،وﻻ ﺻﺮًا آﻤﺎ َ ﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ إ ْ ﺤ ِﻤ ْ َﺗ ْ ﺣ َﻤ ْﻠﺘَﻪ ﻋﻠﻲ اﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻨﺎ‹‹). (٧٨أﻣﺎ اﻟﺼﻼة واﻟﺼﻴﺎم واﻟﺰآ ﺎة ﻓﺈن ﻃﺮﻳﻘﺔ أداﺋﻬﺎ وأﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ﻋﻨﻬ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻴﻬﻮدﻳ ﺔ .ﺛ ﻢ إﻧ ﻪ ﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻲ ﺞ .وهﺬا آﻠﻪ ﻳﻨﻄﺒﻖ أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ. اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ ﺣ ّ ﻞ ﻟﻐﻴ ﺮ ﺤﺮﱠم ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن إﻻ » اﻟﻤﻴﺘﺔ واﻟﺪم وﻟﺤﻢ اﻟﺨﻨﺰﻳﺮ وﻣﺎ ُأ ِه ﱠ أﻣﺎ اﻷﻃﻌﻤﺔ ﻓﻠﻢ ُﻳ َ اﷲ ﺑﻪ واﻟﻤﻨﺨﻨﻘﺔ واﻟﻤﻮﻗﻮذة واﻟﻤﺘﺮدﻳﺔ واﻟﻨﱠﻄﻴﺤﺔ وﻣﺎ أآﻞ اﻟﺴﱠ ُﺒ ُﻊ إﻻ ﻣﺎ ذآﱠﻴﺘﻢ ،وﻣﺎ ُذﺑِﺢ ) (٧٢ﺳﺒﺄ . ٣٧ / ) (٧٣اﻟﺤﺠﺮات . ١٣ / ) (٧٤اﻹﺳﺮاء . ١٥ /واﻧﻈﺮ »اﻟﻨﺠﻢ « . ٤٠ – ٣٦ / ) (٧٥اﻗﺮأ ﺗﻔﺼﻴﻼت ذﻟﻚ وﻏﻴﺮﻩ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ» اﻟﻼوﻳﻴﻦ« . ١٠ – ١ / ) (٧٦ﻻوﻳﻴﻦ . ٣١ – ٢٥ / ١٥ / ) (٧٧اﻧﻈﺮ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺜﻼ » ﻓﻘﻪ اﻟﺴﻨﺔ « . ٨٩ – ٨٦ / ١ / ) (٧٨اﻟﺒﻘﺮة . ٢٨٦ /
ﻋﻠﻲ اﻟ ﱡﻨﺼُﺐ‹‹) ،(٧٩ﻣﻊ اﻟﺴﻤﺎح ﻟﻠﻤﻀﻄﺮ أن ﻳﺘﻨﺎول ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻋﻠـﻲ ﻗـﺪر اﻟﻀـﺮورة ﻻ ) (٨ ﺼ ٍﺔ ﻏﻴ َﺮ ﻣﺘﺠﺎ ِﻧ ٍ ﺨ َﻤ َ ﻄﺮﱠ ﻓﻲ َﻣ ْ ﻳﻌـﺪوهﺎ » :ﻓﻤﻦ اﺿ ُ ﻒ ﻹﺛـﻢ ﻓﺈن اﻟﻠ ـﻪ ﻋﻔ ﻮر رﺣ ﻴﻢ‹‹ ٠ ﺣ ﱠﺮﻣْﻨ ﺎ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﻇ ُﻔﺮٍ ،وﻣ ﻦ اﻟﺒﻘ ـﺮ واﻟﻐ ﻨﻢ َ ﻞ ذي ُ وﻗﺪ آﺎن ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺣﺮّم ﻋﻠﻲ اﻟﻴﻬﻮد » آ ﱠ ) (٨ ﻈ ٍﻢ‹‹ ، ١وذﻟ ﻚ ﺟ ﺰاء ﺤﻮَاﻳﺎ أو ﻣﺎ اﺧ ﺘﻠﻂ ِﺑ َﻌ ْ ﺷﺤﻮ َﻣﻬُﻤﺎ إﻻ ﻣﺎ ﺣﻤﻠﺖ ﻇﻬﻮرُهﻤﺎ أو اﻟ َ ) (٨ ﺣ ﱠﺮﻣْﻨ ﺎ ﻈ ْﻠ ٍﻢ ﻣ ﻦ اﻟ ﺬﻳﻦ ه ﺎدوا َ ﺑﻐﻴﻬ ـﻢ وﻇﻠﻤ ـﻬﻢ» :ذﻟ ﻚ ﺟﺰﻳﻨ ﺎهﻢ ﺑﺒﻐ ﻴﻬﻢ« َ » ، ٢ﻓ ِﺒ ُ ﺼﺪﱢهﻢ ﻋَﻦ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ آﺜﻴﺮا $وأﺧﺬِهﻢ اﻟﺮﱢﺑﺎ وﻗﺪ ُﻧﻬُﻮا ﻋﻨﻪ ﺖ ﻟﻬﻢ ،و ِﺑ َ ﺣّﻠ ْ ﻋﻠﻴﻬـﻢ ﻃﻴﺒﺎت ُأ ِ ) (٨ س ﺑﺎﻟﺒﺎﻃ ﻞ« ، ٣ﻓ ﺄزال اﻹﺳ ﻼم ه ﺬا آﻠ ﻪ .وه ـﻮ ﻣ ﺎ ﻳﻮﺿﺤ ـﻪ ،وأآﻠﻬﻢ أﻣﻮال اﻟﻨ ﺎ ِ ﻞ ﺷ ﻲء ، ﺳ ﻌَﺖ ُآ ﱠ اﻟﻘﺮﺁن ﺑﻘﻮﻟـﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻣﺨﺎﻃﺒ ـﺎ ﻣﻮﺳ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم » :ورﺣﻤﺘ ﻲ َو ِ ﻓﺴ ﺄآﺘﺒﻬﺎ ﻟﻠ ﺬﻳﻦ َﻳﺘﱠﻘ ﻮن وﻳﺆﺗ ﻮن اﻟﺰآ ﺎة واﻟ ﺬﻳﻦ ه ﻢ ﺑﺂﻳﺎﺗﻨ ﺎ ﻳﺆﻣﻨ ﻮن $اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺘّﺒﻌ ﻮن ﻲ اﻟ ﺬي ﻳﺠﺪوﻧ ﻪ ﻣﻜﺘﻮﺑ ﺎ ﻋﻨ ﺪهﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺘ ﻮراة واﻹﻧﺠﻴ ﻞ ﻳ ﺄﻣﺮهﻢ ﻷ ّﻣ ﱠ ﻲاُ اﻟﺮﺳ ﻮل اﻟﻨﺒ ﱠ ﻀ ُﻊ ﺤ ﺮﱢ ُم ﻋﻠ ﻴﻬﻢ اﻟﺨﺒﺎﺋ ﺚ ،و َﻳ َ ﺤﻞﱡ ﻟﻬﻢ اﻟﻄﻴﺒ ﺎت و ُﻳ َ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف وﻳﻨﻬﺎهﻢ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ،و ُﻳ ِ ) (٨ ﺻﺮَهﻢ واﻷﻏﻼ َ ﻋﻨﻬﻢ ِإ ْ ل اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ« . ٤وﻗ ﺪ اﻋﺘ ﺮض اﻟﻴﻬ ﻮد ﻋﻠ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ﻋ ﻮْا أﻧﻬ ﺎ ﻣﺤﺮﻣ ﺔ ﻓ ﻲ ﺷ ﺮﻳﻌﺔ إﺑ ﺮاهﻴﻢ ،اﻟ ﺬي ﻳﻨﺘﺴ ﺐ إﻟﻴ ﻪ ﻹﺑﺎﺣﺘ ﻪ ه ﺬﻩ اﻷﻃﻌﻤ ﺔ وا ّد َ ﻼ ﻟﺒﻨﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ إﻻ ﻣ ﺎ ﺣّ ﻞ اﻟﻄﻌﺎم آﺎن ِ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن أﻳﻀﺎ ،ﻓﺮد اﻟﻘﺮﺁن ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﺎﺋﻼ » :آ ﱡ ل اﻟﺘﻮار ُة .ﻗﻞ َ :ﻓ ْﺄﺗُﻮا ﺑﺎﻟﺘﻮراة ﻓﺎﺗﻠﻮهﺎ إن آﻨﺘﻢ ﻞ أن ُﺗ َﻨ ﱠﺰ َ ﻞ ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ َﻗ ْﺒ ِ ﺣﺮﱠم إﺳﺮاﺋﻴ ُ ق ﺻ َﺪ َ ب ﻣﻦ َﺑ ْﻌ ِﺪ ذﻟﻚ ﻓﺄوﻟﺌﻚ هﻢ اﻟﻈﺎﻟﻤﻮن $ﻗﻞ َ : ﺻﺎدﻗﻴﻦ $ﻓﻤﻦ اﻓﺘﺮي ﻋﻠﻲ اﷲ اﻟ َﻜ ِﺬ َ ) (٨ اﷲ ،ﻓﺎ ّﺗﺒِﻌﻮا ِﻣّﻠ َﺔ إﺑﺮاهﻴﻢ ﺣﻨﻴﻔﺎ ،وﻣﺎ آﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ« . ٥ ﻞ اﻷﺟ ﻞ وﻟ ﻢ وآ ﺎن اﻟﻌ ﺮب ﻓ ﻲ اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ ﻳﺘﻘﺎرﺿ ﻮن ﺑﺎﻟﺮﺑ ﺎ ،ﺑ ﻞ آ ﺎن اﻟ ﺪاﺋﻦ ،إذا ﺣ ّ ﻳﺴﺘﻄﻊ اﻟﻤﺪﻳﻦ أن ﻳﺴﺪّد دﻳﻨﻪ ِﺑ ِﺮﺑَﺎﻩ ،ﻳﻤ ّﺪ ﻟﻪ ﻓﻲ اﻷﺟﻞ وﻳﺰﻳ ﺪ ﻓ ﻲ اﻟﺮﺑ ﺎ ،ﻓﻨ ﺰل اﻟﻘ ﺮﺁن ﻟﻴﻀﻊ ﺧﺎﺗﻤﺔ ﻟﻬﺬا آﻠﻪ ﻣﻬﺪدا أﺷﺪ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺮﻋﻮي ﻋﻦ ذﻟﻚ » :ﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ن ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻠﻮا َﻓ ْﺄذَﻧﻮا ﺑﺤ ﺮب) أي ﷲ و َذرُوا ﻣﺎ ﺑَﻘﻲ ﻣﻦ اﻟﺮﺑﺎ إن آﻨﺘﻢ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ $ﻓﺈ ْ ،ا ّﺗﻘُﻮا ا َ ﻈﻠِﻤ ﻮن وﻻ اﺳ ﺘﻌﺪوا ﻟﺤ ﺮب( ﻣ ﻦ اﷲ ورﺳ ﻮﻟﻪ .وإن ُﺗ ْﺒ ﺘُﻢ ﻓﻠﻜ ﻢ رؤوس أﻣ ﻮاﻟﻜﻢ ﻻ َﺗ ْ ﺧ ْﻴ ٌﺮ ﻟﻜ ﻢ إن آﻨ ﺘﻢ ﺼ ﺪﱠﻗﻮا َ ن َﺗ َ ﺴ ﺮة ،وَأ ْ ﻈ َﺮ ٌة إﻟ ﻲ َﻣ ْﻴ َ ﺴ َﺮ ٍة َﻓ َﻨ ِ ﻋْ ﻈﻠَﻤ ﻮن $وإن آ ﺎن ذُو ُ ُﺗ ْ ) (٨ ﺗﻌﻠﻤﻮن« . ٦ﻓﺎﻧﻈﺮ آﻴﻒ اﻧﺘﻘ ﻞ اﻹﺳ ﻼم إﻟ ﻲ اﻟﺠﺎﻧ ﺐ اﻟﻤﻘﺎﺑ ﻞ وﺟﻌ ﻞ ﺗ ﺮك اﻟ ﺪﻳﻦ ﻻ اﻟﺮﺑﺎ وﺣ ﺪﻩ ه ﻮ ﺧﻴ ﺮ اﻟﺨﻄﺘ ﻴﻦ .وﻓ ﻲ ﻣﻮﺿ ﻊ ﺁﺧ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻳﻘ ﻮل رب اﻟﻌ ﺰة ﺟ ﻞ ﺷ ﺄﻧﻪ » :ﻳ ﺎ أﻳﻬ ﺎ اﻟ ﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨ ﻮا ،ﻻ ﺗ ﺄآﻠﻮا اﻟﺮﺑ ﺎ أﺿ ﻌﺎﻓًﺎ ﻣﻀ ﺎﻋﻔ ًﺔ ،واﺗﻘ ﻮا اﷲ ﻟﻌﻠﻜ ﻢ ﻋ ﺪﱠت ﻟﻠﻜ ﺎﻓﺮﻳﻦ« ). (٨٧وﻣ ﻦ اﻟﻨﻘ ﺎط اﻟﺘ ﻲ ﻳﺨ ﺎﻟﻒ ﻓﻴﻬ ﺎ ُﺗﻔْﻠﺤ ﻮن $واﺗﻘ ﻮا اﻟﻨ ﺎ َر اﻟﺘ ﻲ ُأ ِ اﻹﺳـﻼم اﻟﻴﻬﻮدﻳـﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺮﺑﺎ .ﺻﺤﻴﺢ أن اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ ﺗﺤﺮم اﻟﺮﺑﺎ هﻲ أﻳﻀﺎ ،ﺑﻴﺪ أن هﺬا اﻟﺘﺤﺮﻳﻢ ﻻ ﻳﻤﺘﺪ ﻟﻴﺸﻤﻞ إﻗﺮاض اﻷﺟﻨﺒﻲ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎ ،ﺑﻞ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠ ﻲ ﺗﻘ ﺎرض اﻟﻴﻬ ﻮد ﻓﻴﻤ ﺎ ) (٧٩اﻟﻤﺎﺋﺪة . ٣ / ) (٨٠اﻟﻤﺎﺋﺪة . ٣ / ) (٨١اﻷﻧﻌﺎم . ١٤٦ / ) (٨٢اﻷﻧﻌﺎم . ١٤٦ / )(٨٣اﻟﻨﺴﺎء . ١٦٠ / ) (٨٤ا ﻷﻋﺮاف . ١٥٧ – ١٥٦ / ) (٨٥ﺁل ﻋﻤﺮان . ٩٥ – ٩٣ / ) (٨٦اﻟﺒﻘﺮة . ٢٨٠ – ٢٧٨ / ) (٨٧ﺁل ﻋﻤﺮان . ١٣١ – ١٣٠ /
ﺑﻴﻨﻬﻢ ،ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻜﺲ ﻧﺰﻋﺔ اﻟﺘﻌﺼﺐ اﻟﺠﻨﺴﻲ اﻟﻤﻘﻴﺖ ﻟﺪﻳﻬﻢ ،هﺬا اﻟﺘﻌﺼﺐ اﻟ ﺬي وﺟ ﺪﻧﺎﻩ ﺴ ﻬﻢ ،ﻣﻬﻤ ﺎ اﺟﺘﺮﺣ ﻮا ﻳﺘﺒﺪي ﻓﻲ اﻋﺘﻘـﺎدهﻢ أﻧﻬﻢ أﺑﻨ ـﺎء اﷲ وأﺣﺒ ـﺎؤﻩ ،وأن اﻟﻨ ﺎر ﻟ ﻦ َﺗ َﻤ ّ ﻣ ﻦ ﺟ ﺮاﺋﻢ)وﺣﻴ ﺎﺗﻬﻢ آﻠﻬ ﺎ ﺟ ﺮاﺋﻢ وﺳ ﻔﺎﻻت( ،إﻻ أﻳﺎ ًﻣ ﺎ ﻣﻌ ﺪودات ،آ ﺄن اﷲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻲ ﻳﻬﻮدي ﻣﺜﻠﻬﻢ ،ﻟﻌﻨﻬﻢ اﷲ أﻧ ﻲ ﻳﺆﻓﻜ ﻮن ! أﻣ ﺎ اﻹﺳ ﻼم ﻓﻨﺰﻋﺘ ﻪ إﻧﺴ ﺎﻧﻴﺔ ،وﻟ ﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﺑﺎب اﻟﺨﻼص ﻓﻴﻪ ،آﻤﺎ ﺳﺒﻖ أن أوﺿﺤﻨﺎ ،ﻣﻔﺘﻮح ﻋﻠﻲ ﻣﺼ ﺮاﻋﻴﻪ ﻟﻜ ﻞ ﻣ ﻦ ﺁﻣ ﻦ ﺑﺎﷲ ورﺳﻠﻪ وآﺘﺒﻪ وﻣﻼﺋﻜﺘﻪ واﻟﻴﻮم اﻵﺧﺮ وﻋﻤﻞ ﺻ ﺎﻟﺤﺎ ،ﺑﻐ ﺾ اﻟﻨﻈ ﺮ ﻋ ﻦ ﺟﻨﺴ ﻴﺘﻪ وﻋﻦ دﻳﻨﻪ اﻟﺴﺎﺑﻖ .وﻣﻦ هﻨﺎ ﻓﻘﺪ ﺣﺮم اﻟﻘﺮﺁن اﻟﺮﺑﺎ ﻣﻄﻠﻘًﺎ ،ﺳﻮاء آﺎن اﻟﻤﻘﺘﺮض ﻣﺴﻠﻤﺎ أو آﺎﻓﺮا .ﻳﻘﻮل اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ » :ﻻ ﺗﻘﺮض أﺧﺎك ﺑﺮﺑﺎ ،رﺑﺎ ﻓﻀﺔ أو رﺑﺎ ﻃﻌﺎم أو رﺑ ﺎ ﺷﻲء ﻣﻤﺎ ﻳﻘﺮض ﺑﺮﺑﺎ .ﻟﻸﺟﻨﺒ ﻲ ﺗﻘ ﺮض ﺑﺮﺑ ﺎ ،ﻟﻜ ﻦ ﻷﺧﻴ ﻚ ﻻ ﺗﻘ ﺮض ﺑﺮﺑ ﺎ« )، (٨٨ ﻲ ﻣﻦ اﻟﺮﱢﺑﺎ إن آﻨﺘﻢ وﻳﻘﻮل اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ » :ﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ،اﺗﻘﻮا اﷲ وذروا ﻣﺎ َﺑ ِﻘ َ ب ﻣﻦ اﻟﱠﻠ ِﻪ ورﺳﻮﻟِﻪ .وإن ُﺗ ْﺒﺘُﻢ ﻓﻠﻜﻢ رؤوس أﻣﻮاﻟﻜﻢ ﺤ ْﺮ ٍ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ $ﻓﺈن ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻠﻮا ﻓ ْﺄذَﻧﻮا ِﺑ َ ﻈﻠَﻤﻮن« ) ، (٨٩هﻜﺬا ﺑﻼ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻣﺴﻠﻢ وﻏﻴﺮﻩ .وﻣﻤﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻬ ﺬﻩ ﻈﻠِﻤﻮن وﻻ ُﺗ ْ .ﻻ َﺗ ْ ن َﺗ ْﺄ َﻣ ْﻨ ُﻪ ب ﻣﻦ إ ْ ﻞ اﻟﻜﺘ ﺎ ِ ﻦ أ ْه ِ اﻟﻨﻘﻄﺔ ﻣﺎ أﺷﺎر إﻟﻴﻪ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻓﻲ اﻵﻳﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ » :و ِﻣ ْ ﺖ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻗﺎﺋﻤ ﺎ . ن َﺗ ْﺄ َﻣ ْﻨ ُﻪ ﺑ ﺪﻳﻨﺎ ٍر ﻻ ُﻳ َﺆدﱢﻩ إﻟﻴ ﻚ إﻻ ﻣ ﺎ ُد ْﻣ َ ﺑﻘﻨﻄﺎ ٍر ُﻳ َﺆدﱢﻩ إﻟﻴﻚ ،وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ِإ ْ ب وهﻢ ﻳﻌﻠﻤﻮن« ﻞ .وﻳﻘﻮﻟﻮن ﻋﻠﻲ اﷲ اﻟ َﻜ ِﺬ َ ﻷﻣﱢﻴّﻴﻦ ﺳﺒﻴ ٌ ذﻟﻚ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮا :ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻲ ا ُ ).(٩٠ هﺬا ،وآﺎن اﻟﻴﻬﻮد ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻳﺰﻋﻤﻮن ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ أن اﻟﺮﺟﻞ إذا ﺟﺎﻣﻊ زوﺟﺘﻪ) اﻟﺠﻤﺎع اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ( ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻒ ﺟﺎء اﻟﻮﻟﺪ أﺣﻮل ،ﻓ ﺬآﺮ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ذﻟ ﻚ ﻟﺴ ﻴﺪﻧﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ أزآﻲ اﻟﺼﻠﻮات وأﻓﻀﻞ اﻟﺘﺴﻠﻴﻤﺎت ،ﻓﻨﺰل ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ ﻳ ﻨﻘﺾ ه ﺬا اﻟﻬ ﺮاء اﻟﻴﻬ ﻮدي : ﺣ ْﺮ َﺛﻜُﻢ أ ﱠﻧ ﻲ ﺷ ﺌﺘﻢ« ) . (٩١أﻣ ﺎ اﻟﻨﺼ ﺎري ﻓﻘ ﺪ اﺑﺘ ﺪﻋﻮا ث ﻟﻜ ﻢ َ ،ﻓ ْﺄﺗُﻮا َ ﺣ ْﺮ ٌ »ﻧِﺴ ﺎؤآﻢ َ اﻟﺮهﺒﻨﺔ ،اﻟﺘﻲ اﺷﺘﻄﻮا ﻓﻴﻬﺎ وهﻢ ﻳﻈﻨﻮن أﻧﻬﻢ ﻳﺒﺘﻐﻮن ﺑﻬ ﺎ رﺿ ﻮان اﷲ ،ﻓﺠ ﺎء اﻟﻘ ـﺮﺁن وﻋﺎب هﺬا ﻋﻠﻴﻬـﻢ » :ورهﺒﺎﻧﻴ ًﺔ اﺑﺘﺪﻋـﻮهﺎ ،ﻣﺎ آﺘﺒﻨﺎهﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،إﻻ اﺑﺘﻐﺎ َء رﺿﻮان اﷲ ﻖ رﻋﺎﻳﺘﻬﺎ« ) ، (٩٢إذ إﻧﻬﺎ ﺗ ﺪاﺑﺮ اﻟﻐﺮاﺋ ﺰ اﻹﻧﺴ ﺎﻧﻴﺔ وﺗﺤ ﺮّم ﺑ ﻼ ﻣﻌﻨ ﻲ ﻋﻮْهﺎ ﺣ ﱠ ،ﻓﻤﺎ َر َ ﻣﻔﻬﻮ ٍم ﻧﻌﻢ اﷲ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﻀﻞ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺎدﻩ. وﻣﻦ هﺬﻩ اﻷﻣﺜﻠ ﺔ اﻟﺘ ﻲ اﻗﺘﺼ ﺮﻧﺎ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻘ ﺮﺁن اﻟﻜ ﺮﻳﻢ وﻟ ﻢ ﻧﺘﻄ ﺮق إﻟ ﻲ اﻷﺣﺎدﻳ ﺚ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ اﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ،وهﻲ ﻣﺠﺮد أﻣﺜﻠﺔ ﻻ ﺗﻐﻄﻲ آ ﻞ أوﺟ ﻪ اﻻﺧ ﺘﻼف ﺑ ﻴﻦ اﻹﺳ ﻼم وﺑ ﻴﻦ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ واﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ ،ﻳﺘﻀ ﺢ ﻟﻜ ﻞ ذي ﺑﺼ ﺮ أن ﻟﻺﺳ ﻼم ﺷﺨﺼ ﻴﺘﻪ اﻟﻤﺴ ﺘﻘﻠﺔ ،وه ﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺳﻮﻳﺔ ﺗﺘﻤﺸﻲ ﻣﻊ اﻟﻌﻘﻞ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻟﻤﺤ ﺮﱠر ﻣ ﻦ أﻏ ﻼل اﻟﻮﺛﻨﻴ ﺎت واﻟﺨﺮاﻓ ﺎت ، وﻣﻊ اﻟﻐﺮاﺋﺰ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﻌﺘﺪﻟﺔ ،أي ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر :ﻣﻊ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻄﻴﺒﺔ اﻟﻤﺸﺮﻗﺔ .وﻣﻦ هﻨﺎ ﺼ ﺪﱢﻗﺎ ﻟﻤ ﺎ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻜﺘ ﺎب ﻧﻔﻬ ﻢ ﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ » :وأﻧﺰﻟﻨ ﺎ إﻟﻴ ﻚ اﻟﻜﺘ ﺎب ﺑ ﺎﻟﺤﻖ ُﻣ َ وﻣﻬﻴﻤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ«) . (٩٣إﻧﻪ ﻳﻮاﻓﻖ اﻟﺘﻮراة واﻹﻧﺠﻴﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻢ َﺗ َﻤﺴّﻪ ﻳﺪ اﻟﺘﺤﺮﻳﻒ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ) (٨٨ﺗﺜﻨﻴﺔ . ٢٠ – ١٩ / ٢٣ / ) (٨٩اﻟﺒﻘﺮة . ٢٧٩ – ٢٧٨ / ) (٩٠ﺁل ﻋﻤﺮان . ٧٥ / ) (٩١اﻟﺒﻘﺮة . ٢٢٣ / ) (٩٢اﻟﺤﺪﻳﺪ . ٢٧ / ) (٩٣اﻟﻤﺎﺋﺪة . ٤٩ /
،وﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﺰال ﻣﻦ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎت ﻟﻠﺒﺸﺮﻳﺔ ﺻﺎﻟﺤﺎ .أﻣﺎ إذا آﺎن ﺛﻤﺔ ﺗﺤﺮﻳ ﻒ أو اﻗﺘﻀ ﺖ ﻇ ﺮوف اﻹﻧﺴ ﺎﻧﻴﺔ ﺗﺒ ﺪﻳﻼ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﺘﺸ ﺮﻳﻊ أو ذاك ﻓ ﺈن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻳﺼ ﺪع ﻋﻨﺪﺋ ﺬ ﺑ ﺎﻟﺤﻖ اﻟﻤﺒﻴﻦ .وﻣﻦ هﻨﺎ آﺬﻟﻚ ﺗﺘﻀﺢ ﺳﺨﺎﻓ ُﺔ ﺑﻞ ﺳﻔﺎهﺔ اﻻﺗﻬﺎم اﻟﺬي ﻳﺤ ﺎول اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻮن أن ﻳﺸ ﻮهﻮا ﺑ ﻪ وﺟ ﻪ اﻟﻘ ﺮﺁن واﻹﺳ ﻼم ،واﻟ ﺬي ﻳﻘ ﻮل إن اﻹﺳ ﻼم ﻣﺴ ﺮوق ﻣ ﻦ اﻟﻴﻬﻮدﻳ ﺔ واﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ وﺗﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ وﻋﺎداﺗﻬﺎ .
اﻟﺜﻘﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ و اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻤﺤﻴﻂ ﻣﻤ ﺎ ﻳﻠﻔ ﺖ اﻟﻨﻈ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮﺁن اﻟﻜ ﺮﻳﻢ ﺗﻠ ﻚ اﻟﺜﻘ ﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﺘﺤ ﺪث ﺑﻬ ﺎ ﻋ ﻦ ﻣﺴ ﺘﻘﺒﻞ ﻋ ﺪدهﻢ و ﻋﺪﻳ ﺪهﻢ و أﻣ ﻮاﻟﻬﻢ اﻹﺳ ﻼم ،وﻣ ﺎ ﻳﻨﺘﻈ ﺮ أﻋ ﺪاءﻩ ﻣ ﻦ ه ﺰاﺋﻢ ﻧﻜ ﺮاء ﺑ ﺮﻏﻢ ُ وﺳ ﺨﺮﻳﺘﻬﻢ و اﺳ ﺘﻬﺰاﺋﻬﻢ .وﻗﻠﻴﻠ ﺔ ه ﻲ اﻟﺴ ﻮر )وﺑﺎﻟ ﺬات اﻟﻤﻜﻴ ﺔ ( اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﺗﺘﻮﻋ ﺪ ﻣ ﻦ ﻳﻜﺬﺑﻮن ﻣﺤﻤﺪا ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة وﻳﺆذوﻧﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮل و اﻟﻔﻌﻞ وﺣﺒﻚ اﻟﻤﺆاﻣﺮات ،وهﺬا اﻟﺘﻮﻋﺪ و ﺗﻠﻚ اﻟﺜﻘﺔ ﻳﺘﺨﺬان ﺻﻮرا ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ :ﻓﻘﺪ ﻳﻘﺺ اﻟﻘﺮﺁن ﻗﺼﺺ اﻷﻣﻢ اﻟﺨﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘ ﻲ وﻗﻔ ﺖ ﻣﻦ رﺳﻠﻬﺎ وأﻧﺒﻴﺎﺋﻬﺎ ﻣﺎ وﻗﻔﻪ أﻋ ﺪاء ﻣﺤﻤ ﺪ ﻣﻨ ﻪ ،و آﻴ ﻒ آﺎﻧ ﺖ ﻧﻬ ﺎﻳﺘﻬﻢ ﺳ ﻮداء ﻣﻨﻜ ﺮة. ﻞ ﺑﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﻋ ﺬاب إﻟﻬ ﻲ ﻣﺮﻳ ﻊ ﺑﻄﻤﺌﻨ ﺔ وﻋ ﺎدة ﻣ ﺎﺗﻨﺘﻬﻲ ﻗﺼ ﺔ آ ﻞ ﻧﺒ ﻲ وأﻣﺘ ﻪ و ﻣ ﺎ ﺣ ﱠ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﺄن ﻋﺬاﺑﺎ ﻣﺜﻞ هﺬا ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻗﻮﻣ ﻪ ،وأﻧ ﻪ ﺁت ﻻ ﻣﺤﺎﻟ ﺔ ﻓ ﻼ داﻋ ﻲ ﻟﻼﺳ ﺘﻌﺠﺎل ، وأﻧﻪ إذا آﺎن اﷲ ﻳﻤﻬﻠﻬﻢ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻗﺪ أهﻤﻠﻬﻢ .وهﺬﻩ اﻟﻘﺼ ﺺ ﻣ ﻦ اﻟﻜﺜ ﺮة ﻓ ﻲ اﻟﻘﺮﺁن ﺑﺤﻴﺚ ﻻ أﺟﺪ أي داع ﻟﻼﺳﺘﺸ ﻬﺎد ﺑ ﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬ ﺎ .وﻗ ﺪ وردت ﺗﻠ ﻚ اﻟﻘﺼ ﺺ ﻓ ﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴ ﺎن ﻣ ﻮﺟﺰة )آﻤ ﺎ ﻓ ﻲ ﺳ ﻮرة"اﻟﺒ ﺮوج" و "ق" و "اﻟﻔﺮﻗ ﺎن" ( ووردت ﻓ ﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن اﻷﺧﺮي ﻣﻔﺼﻠﺔ )ﻣﺜﻠﻤﺎ هﻮ اﻟﺤﺎل ﻓ ﻲ ﺳ ﻮرة "اﻷﻋ ﺮاف " و " ﻳ ﻮﻧﺲ " و "هﻮد"( ﺑﻞ إن ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻮر ﻗﺪ اﻗﺘﺼﺮ ﻋﻠﻲ أﺧﺒﺎر ﺗﻠﻚ اﻷﻣﻢ ﻣﻊ رﺳ ﻠﻬﺎ أو آ ﺎد ، و ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻵﺧ ﺮ ﻗ ﺪ ﺳ ﻤﻲ ﺑﺎﺳ ﻢ ﻧﺒ ﻲ ﻣ ﻦ اﻷﻧﺒﻴ ﺎء ) ﻣﺜ ﻞ ﺳ ﻮرة "ﻳ ﻮﻧﺲ" و "ه ﻮد " و "إﺑﺮاهﻴﻢ"( .آﻤﺎ أن هﻨﺎك ﺳﻮرة ﺳﻤﻴﺖ ﺑﺎﺳﻢ "اﻷﻧﺒﻴﺎء" ،هﻜﺬا ﺑﺈﻃﻼق .و ﺑﻌﺾ هﺬﻩ اﻟﻘﺼﺺ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﻣﻢ ﻟﻢ ﻳﺮﺳﻞ إﻟﻴﻬﺎ رﺳﻮل و ﻟﻜﻨﻬﺎ آﻔﺮت ﺑﺄﻧﻌﻢ اﷲ ﻓﺄذاﻗﻬﺎ اﷲ اﻟﻔﻘﺮ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻏﻨًﻲ ودﻣﺮ ﺣﻀﺎرﺗﻬﺎ ﺗﺪﻣﻴﺮا ،وذﻟﻚ ﻣﺜﻞ اﻵﻳ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗﺘﺤ ﺪث ﻋ ﻦ ﺳ ﺒﺄ و ﺟﻨﺘ ﻴﻬﻢ اﻟﻠﺘﻴﻦ ﺑﺪﻟﺘﺎ ﺟﻨﺘﻴﻦ ذواﺗﻲ أآﻞ ﺧﻤﻂ و أﺛﻞ و ﺷﺊ ﻣﻦ ﺳﺪر ﻗﻠﻴﻞ ،و أﺳﻔﺎرهﻢ اﻟﺘ ﻲ ﺑﺎﻋ ﺪ اﷲ ﺑﻴﻨﻬﺎ و ﺟﻌﻠﻬﻢ أﺣﺎدﻳﺚ و ﻣ ﺰﻗﻬﻢ آ ﻞ ﻣﻤ ﺰق ) (١وآ ﺬﻟﻚ اﻵﻳ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺿ ﺮب اﷲ ﻓﻴﻬ ﺎ "ﻣﺜﻼ ﻗﺮﻳﺔ آﺎﻧﺖ ﺁﻣﻨﺔ ﻣﻄﻤﺌﻨﺔ ﻳﺄﺗﻴﻬﺎ رزﻗﻬﺎ رﻏﺪا ﻣ ﻦ آ ﻞ ﻣﻜ ﺎن ،ﻓﻜﻔ ﺮت ﺑ ﺄﻧﻌﻢ اﷲ ، ﻓﺄذاﻗﻬﺎ اﷲ ﻟﺒﺎس اﻟﺠﻮع و اﻟﺨﻮف ﺑﻤﺎ آ ﺎﻧﻮا ﻳﺼ ﻨﻌﻮن " ) . (٢وﻗ ﺪ ﻳ ﻮرد اﻟﻘ ﺮﺁن ﻗﺼ ﺔ ﻓﺮد ﻧﺎل ﻋﻘﺎﺑﻪ ﺟﺰواء آﻔﺮﻩ وﻃﻐﻴﺎﻧﻪ ،آﻤﺎ ﻓ ﻲ ﻗﺼ ﺔ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟﺠﻨ ﺔ اﻟ ﺬي اﻏﺘ ﺮ ﺑﻤﺎﻟ ﻪ وﺛﻤﺎرﻩ وﻟﻢ ﻳﺆد ﺣﻖ اﻟﺸﻜﺮ ﷲ ﺗﻮاﺿﻌﺎ واﻋﺘﺮاﻓ ﺎ ﺑﺎﻟﻨﻌﻤ ﺔ ﻓﻤﺤ ﻖ اﷲ ﺟﻨﺘ ﻪ ) (٣و آﻘﺼ ﺔ ﻗﺎرون اﻟﺬي ﺧﺴﻒ اﷲ و ﺑﺪارﻩ اﻷرض وﺟﻌﻠﻪ ﻋﺒﺮة ﻟﻤﻦ آﺎﻧﻮا ﻳﺤﺴﺪوﻧﻪ ﻋﻠﻲ ﻣﺎ آ ﺎن
) (١ﺳﺒﺄ . ١٥ / ) (٢اﻟﻨﺤﻞ . ١١٢ / ) (٣اﻟﻜﻬﻒ . ٤٤ – ٣٢ /
ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﻌﻴﻢ ) . (٤إن اﻟﻘﺮﺁن ﻳﺆآﺪ ﻓﻲ ﻣﻮاﺿﻊ ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ أن اﷲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ ﻧﺎﺻ ﺮ رﺳ ﻠﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ و اﻵﺧﺮة " :إﻧﺎ ﻟﻨﻨﺼﺮ رﺳﻠﻨﺎ و اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺪﻧﻴﺎ و ﻳﻮم ﻳﻘﻮم اﻷﺷ ﻬﺎد ") " ،(٥و ﻟﻘﺪ ﺳﺒﻘﺖ آﻠﻤﺘﻨﺎ ﻟﻌﺒﺎدﻧﺎ اﻟﻤﺮﺳ ﻠﻴﻦ*إﻧﻬ ﻢ ﻟﻬ ﻢ اﻟﻤﻨﺼ ﻮرون *و إن ﺟﻨ ﺪﻧﺎ ﻟﻬ ﻢ اﻟﻐﺎﻟﺒﻮن " ) . (٦و هﻮ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ ﻳﺴﻮق ذﻟﻚ اﻟﻤﻌﻨﻲ ذاﺗﻪ و ﻟﻜﻦ ﻋﻠ ﻲ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻨﺤ ﻮ اﻟﻤﺒﺎﺷ ﺮ ،ﻓﻴﻘ ﻮل ﻋ ﺰ ﻣ ﻦ ﻗﺎﺋ ﻞ " :و ﻟﻴﻨﺼ ﺮن اﷲ ﻣ ﻦ ﻳﻨﺼ ﺮﻩ .إن اﷲ ﻟﻘ ﻮي ﻋﺰﻳ ﺰ *اﻟﺬﻳﻦ إن ﻣﻜﻨﺎهﻢ ﻓﻲ اﻷرض أﻗﺎﻣﻮا اﻟﺼﻼة و ﺁﺗﻮا اﻟﺰآﺎة و أﻣﺮوا ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف و ﻧﻬ ﻮا ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ .و ﷲ ﻋﺎﻗﺒﺔ اﻷﻣﻮر " ) . (٧و ﻣﺎ أآﺜﺮ ﻣ ﺎ ﻳﺘﺤ ﺪي اﻟﻘ ﺮﺁن اﻟﻜﻔ ﺎر ﺑﻤﺜ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرة " :ﻗﻞ :ﻳﺎ ﻗﻮم ،اﻋﻤﻠﻮا ﻋﻠﻲ ﻣﻜﺎﻧﺘﻜﻢ ،إﻧ ﻲ ﻋﺎﻣ ﻞ .ﻓﺴ ﻮف ﺗﻌﻠﻤ ﻮن *ﻣ ﻦ ﻳﺄﺗﻴ ﻪ ﻋ ﺬاب ﻳﺨﺰﻳ ﻪ و ﻳﺤ ﻞ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻋ ﺬاب ﻣﻘ ﻴﻢ " ) ، (٨و ه ﻲ ﻧﻔ ﺲ اﻟﻌﺒ ﺎرة اﻟﺘ ﻲ ﺗﺤ ﺪي ﺑﻬ ﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﺮﺳﻞ اﻟﻤﺎﺿﻴﻦ ﻗﻮﻣﻬﻢ :ﻓﺸ ﻌﻴﺐ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻳﻘ ﻮل ﻟﻘﻮﻣ ﻪ ﺑﻌ ﺪ آ ﻞ ﻣ ﺎ ﺑ ﺬل ﻣ ﻦ ﺟﻬﺪ ﻟﻬﺪاﻳﺘﻬﻢ ﻋﺒﺜﺎ " :ﻳﺎ ﻗﻮم اﻋﻤﻠﻮا ﻋﻠﻲ ﻣﻜﺎﻧﺘﻜﻢ إﻧﻲ ﻋﺎﻣ ﻞ .ﺳ ﻮف ﺗﻌﻠﻤ ﻮن ﻣ ﻦ ﻳﺄﺗﻴ ﻪ ﻋﺬاب ﻳﺨﺰﻳﻪ و ﻣﻦ هﻮ آﺎذب " ) . (٩و ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻟﻨﺒﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم : "ﻗﻞ :آﻞ ﻣﺘﺮﺑﺺ ،ﻓﺘﺮﺑﺼﻮا ،ﻓﺴﺘﻌﻠﻤﻮن ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﺼﺮاط اﻟﺴﻮي و ﻣ ﻦ اهﺘ ﺪي " ) . (١٠وﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ " :وﺳ ﻴﻌﻠﻢ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤ ﻮا أي ﻣﻨﻘﻠ ﺐ ﻳﻨﻘﻠﺒ ﻮن " ).(١١ وﻗﺪ ﻳﺠﺊ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ أﺻﺮح ﻣﻦ هﺬا " :إ ﱠ ن ﻣﺎ ﺗﻮﻋﺪون ﻵت ،وﻣﺎ أﻧﺘﻢ ﺑﻤﻌﺠﺰﻳﻦ " ). (١٢و )(١٣ ﻣﺎ أآﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﺆآﺪ اﻟﻘﺮﺁن أن هﺆﻻء اﻟﻤﺴﺘﻬﺰﺋﻴﻦ ﺳﻴﺤﻴﻖ ﺑﻬ ﻢ ﻣ ﺎ آ ﺎﻧﻮا ﺑ ﻪ ﻳﺴ ﺘﻬﺰؤن ،آﻤﺎ ﻳﻠﻔﺖ ﻧﻈﺮ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم إﻟﻲ أن هﺆﻻء اﻟﻜﻔﺎر إن آﺎﻧﻮا اﻵن ﻳﺘﻘﻠﺒﻮن ﻓﻲ اﻟﺜﺮوة و اﻟﻘﻮة واﻟﻨﻌﻴﻢ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ أﻻ ﻳﺒﺎﻟﻲ ﺑﻬﻢ ،إذ ﺳﻮف ﻳﺄﺗﻲ اﻟﻴﻮم اﻟ ﺬي ﻳﻔﻘ ﺪون ﻓﻴ ﻪ آﻞ هﺬا اﻟﺒﺮﻳﻖ و ﺗﺪور ﻋﻠﻴﻬﻢ داﺋﺮة ﺑﻐﻴﻬﻢ وﺳ ﻮﺋﻬﻢ " :ﻓ ﻼ ﻳﻐ ﺮرك ﺗﻘﻠ ﻴﻬﻢ ﻓ ﻲ اﻟ ﺒﻼد " )"،(١٤ﻻ ﻳﻐﺮﻧ ﻚ ﺗﻘﻠ ﺐ اﻟ ﺬﻳﻦ آﻔ ﺮوا ﻓ ﻲ اﻟ ﺒﻼد *ﻣﺘ ﺎع ﻗﻠﻴ ﻞ ﺛ ﻢ ﻣ ﺄواهﻢ ﺟﻬ ﻨﻢ ،و ﺑ ﺌﺲ اﻟﻤﻬﺎد " ). (١٥و آﺎن اﻟﻜﻔﺎر آﻠﻤﺎ اﺳﺘﻌﺠﻠﻮا ﻣﺎ ﻳﺘﻮﻋ ﺪون ﺑ ﻪ ﻣ ﻦ ﻋﻘ ﺎب أآ ﺪ ﻟﻬ ﻢ اﻟﻘ ﺮﺁن أن اﻟﻌﺬاب ﺁت ﻓﻼ ﻳﺴ ﺘﻌﺠﻠﻮن " :أﺗ ﻲ أﻣ ﺮ اﷲ ﻓ ﻼ ﺗﺴ ﺘﻌﺠﻠﻮﻩ " ) ، (١٦و أن اﻷﻣ ﺮ أﻣ ﺮ ﻲ اﻟﻤﺼﻴﺮ إﻣﻬﺎل ﻻ إهﻤﺎل " :و آﺄﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ أﻣﻠﻴﺖ ﻟﻬﺎ و هﻲ ﻇﺎﻟﻤﺔ ،ﺛﻢ أﺧﺬﺗﻬﺎ و إﻟ ﱠ " ) . (١٧و ﻓﻲ ﻣﻮاﺿﻊ أﺧﺮي ﻳﻨﺬرهﻢ ﺑ ﺄن اﻟﻌﻘ ﺎب ﻗ ﺎدم ﻓ ﻲ اﻟﻄﺮﻳ ﻖ " :إﻗﺘ ﺮب ﻟﻠﻨ ﺎس ﺣﺴﺎﺑﻬﻢ وهﻢ ﻓﻲ ﻏﻔﻠ ﺔ ﻣﻌﺮﺿ ﻮن *ﻣ ﺎ ﻳ ﺄﺗﻴﻬﻢ ﻣ ﻦ ذآ ﺮ ﻣ ﻦ رﺑﻬ ﻢ ﻣﺤ ﺪث إﻻ اﺳ ﺘﻤﻌﻮﻩ
) (٤اﻟﻘﺼﺺ . ٥٦ / ) (٥ﻏﺎﻓﺮ . ٥١ / ) (٦اﻟﺼﺎﻓﺎت . ١٧٣ -١٧١ / ) (٧اﻟﺤﺞ . ٤١ – ٤٠ / ) (٨اﻟﺰﻣﺮ . ٤٠ – ٣٩ / ) (٩هﻮد . ٩٣ / ) (١٠ﻃﻪ . ١٢٤ / ) (١١اﻟﺸﻌﺮاء . ٢٢٧ / ) (١٢اﻷﻧﻌﺎم . ١٣٤ / ) (١٣اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ "اﻷﻧﻌﺎم " ، ١٠ /و اﻷﻧﺒﻴﺎء . ٤١ / ) (١٤ﻏﺎﻓﺮ . ٤ / ) (١٥ﺁل ﻋﻤﺮان . ١٩٧ – ١٩٦ / ) (١٦اﻟﻨﺤﻞ . ١ / ) (١٧اﻟﺤﺞ . ٤٨ /
وه ﻢ ﻳﻠﻌﺒ ﻮن *ﻻهﻴ ﺔ ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ " ) ، (١٨وأن اﻟﻨ ﺬر ﺗﺘ ﻮاﻟﻲ ":ه ﺬا ﻧ ﺬﻳﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻨ ﺬر اﻷوﻟ ﻲ *أزﻓﺖ اﻻزﻓﺔ .ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ دون اﷲ آﺎﺷﻔﺔ " ) ، (١٩وأن اﻟﻌﺬاب ﻳﻘﺘﺮب روﻳﺪا روﻳ ﺪا ":وﻻﻳﺰال اﻟﺬﻳﻦ آﻔﺮوا ﺗﺼﻴﺒﻬﻢ ﻗﺎرﻋﺔ أو ﺗﺤﻞ ﱡ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ دارهﻢ ﺣﺘﻲ ﻳﺄﺗﻲ وﻋﺪ اﷲ " ) . (٢٠وﻗﺪ ﻳﺴﻮق هﺬا اﻟﻤﻌﻨﻲ ﻣﻠﻔﻮﻓﺎ ،آﻤﺎ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺴﻮرة ﻟﺘ ﻲ ﻳﻠﻔ ﺖ اﷲ ﻓﻴﻬ ﺎ اﻷﺑﺼ ﺎر إﻟﻲ ﻇﺎهﺮة اﻧﻘﺸﺎع اﻟﻈﻼم ﺷ ﻴﺌﺎ ﺷ ﻴﺌﺎ و ﻓ ﺮارﻩ أﻣ ﺎم ﺿ ﻮء اﻟﺸ ﻤﺲ اﻟﺴ ﺎﻃﻊ ":أﻟ ﻢ ﺗ ﺮ إﻟﻲ رﺑﻚ آﻴﻒ ﻣ ﱠﺪ اﻟﻈ ﻞ ،وﻟ ﻮ ﺷ ﺎء ﻟﺠﻌﻠ ﻪ ﺳ ﺎآﻨﺎ ؟ ﺛ ﻢ ﺟﻌﻠﻨ ﺎ اﻟﺸ ﻤﺲ ﻋﻠﻴ ﻪ دﻟ ﻴﻼ *ﺛ ﻢ ﻗﺒﻀ ﻨﺎﻩ إﻟﻴﻨ ﺎ ﻗﺒﻀ ﺎ ﻳﺴ ﻴﺮا " ) . (٢١و إذا ﺿ ﺎﻗﺖ ﻣ ﻦ اﻟﺮﺳ ﻞ و اﻟﻤ ﺆﻣﻨﻴﻦ اﻟﺼ ﺪور ﻟﺘﺮاﺧﻲ اﻟﺰﻣﻦ ﺑﺎﻟﻜﻔ ﺎر ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ ﻋﻘﻮﺑ ﺔ ﻃﻤﺌ ﻨﻬﻢ ﺑ ﺄن اﻟﻨﺼ ﺮ ﻣﻬﻤ ﺎ ﻳﺒﻄ ﺊ ﻓﻬ ﻮ ﺁت ﺁت ":ﺣﺘﻲ إذا اﺳﺘﻴﺌﺲ اﻟﺮﺳﻞ و ﻇﻨﻮا أﻧﻬﻢ آﺬﺑﻮا ﺟﺎءهﻢ ﻧﺼﺮﻧﺎ ﻓﻨﻨﺠﻲ ﻣﻦ ﻧﺸﺎء .وﻻ ﻳ ﺮد ﺑﺄﺳﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﻘﻮم اﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ " )" ، (٢٢أم ﺣﺴ ﺒﺘﻢ أن ﺗ ﺪﺧﻠﻮا اﻟﺠﻨ ﺔ وﻟﻤ ﺎ ﻳ ﺄﺗﻜﻢ ﻣﺜ ﻞ اﻟ ﺬﻳﻦ ﺧﻠﻮا ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻜﻢ ؟ ﻣﺴﺘﻬﻢ اﻟﺒﺄﺳﺎء و اﻟﻀﺮﱠاء و زﻟﺰﻟﻮا ﺣﺘﻲ ﻳﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل و اﻟ ﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨ ﻮا ﻣﻌ ﻪ :ﻣﺘ ﻲ ﻧﺼ ﺮ اﷲ ؟ أﻻ إن ﻧﺼ ﺮ اﷲ ﻗﺮﻳ ﺐ ").(٢٣و ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻗﺎﻣ ﺖ اﻟﺤ ﺮب ﺑ ﻴﻦ اﻹﺳﻼم وﺟﻴﻮش اﻟﻜﻔﺮ آﺎن اﻟﻘﺮﺁن ﻳﺼﺪع ﺑﻤﺜﻞ هﺬﻩ اﻵﻳﺎت ":إن اﻟﺬﻳﻦ آﻔﺮوا ﻟﻦ ﺗﻐﻨﻲ ﻋﻨﻬﻢ أﻣﻮاﻟﻬﻢ وﻻ أوﻻدهﻢ ﻣﻦ اﷲ ﺷﻴﺌﺎ " )" ، (٢٤ﺳﻨﻠﻘﻲ ﻓﻲ ﻗﻠﻮب اﻟﺬﻳﻦ آﻔﺮوا اﻟﺮﻋ ﺐ " ). (٢٥ﻟﻘﺪ آﺎن اﻟﻜﺎﻓﺮون داﺋﻤﺎ ﻳﻬﺪدون ﻳﻬﺪدون رﺳﻠﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺳﻴﺨﺮﺟﻮﻧﻬﻢ ﻣﻦ أرﺿ ﻬﻢ »،ﻓ ﺄوﺣﻰ إﻟ ﻴﻬﻢ رﺑﻬ ﻢ :ﻟ ﻨﻬﻠﻜﻦ اﻟﻈ ﺎﻟﻤﻴﻦ *وﻟﻨﺴ ﻜﻨﻨﻜﻢ اﻷرض ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺪهﻢ .ذﻟ ﻚ ﻟﻤ ﻦ ﺧﺎف ﻣﻘﺎﻣﻰ و ﺧﺎف وﻋﻴﺪ « ). (٢٦ و هﺬﻩ اﻟﺜﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻀﺢ ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻤﺠﻴﺪ ﻓﻲ آﻞ ﺳﻮرة ﺗﻘﺮﻳﺒ ﺎ ﻟ ﻢ ﺗﻜ ﻦ ﻣﻘﺼ ﻮرة ﻋﻠ ﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻪ ﻣﻊ اﻟﻮﺛﻨﻴﻴﻦ اﻟﻌﺮب ،ﺑﻞ واﺟﻪ ﺑﻬﺎ أﻳﻀﺎ أهﻞ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻦ ﻳﻬﻮد وﻧﺼﺎري . ﻞ ،ﻓﻘ ﺪ ﺗﺤ ﺪي اﻟﻘ ﺮﺁن ﺑﻨ ﻲ و ﻟﺴﺖ أﻧﻮي أن أُﻓﻴﺾ ﻓﻲ هﺬا ﺑﻞ ﻳﻜﻔ ﻲ ﻣﺜ ﺎل واﺣ ﺪ ﻣ ﻊ آ ﱟ إﺳ ﺮاﺋﻴﻞ أﻧﻬ ﻢ إذا آ ﺎﻧﻮا ﻳﻌﺘﻘ ﺪون ﺣﻘ ﺎ و ﺻ ﺪﻗﺎ أن اﻟﺠﻨ ﺔ ﻟﻬ ﻢ ﻣ ﻦ دون اﻟﻨ ﺎس ﻓﻠﻴﺘﻤ ﱠﻨ ﻮا اﻟﻤ ﻮت »ﻗ ﻞ :إن آﺎﻧ ﺖ ﻟﻜ ﻢ اﻟ ﺪا ُر اﻵﺧ ﺮة ُ ﻋﻨ ﺪ اﷲ ﺧﺎﻟﺼ ﺔ ﻣ ﻦ دون اﻟﻨ ﺎس ﻓﺘﻤﻨ ﻮا اﻟﻤﻮت إن آﻨﺘﻢ ﺻﺎدﻗﻴﻦ * وﻟ ﻦ ﻳﺘﻤﻨ ﻮﻩ أﺑ ﺪا ﺑﻤ ﺎ ﻗ ﺪﱠﻣﺖ أﻳ ﺪﻳﻬﻢ .واﷲ ﻋﻠ ﻴﻢ ﺑﺎﻟﻈ ﺎﻟﻤﻴﻦ « ) . (٢٧و ﻳﻘ ﻮل اﻟﺒﻴﻀ ﺎوي ﻓ ﻲ ﺗﻔﺴ ﻴﺮ ه ﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘ ﻴﻦ » :و ﻋ ﻦ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة و اﻟﺴ ﻼم :ﻟ ﻮ ﺗﻤﻨ ﻮا اﻟﻤ ﻮت ﻟﻐ ﺺ آ ﻞ إﻧﺴ ﺎن ﺑﺮﻳﻘ ﻪ ﻓﻤ ﺎت ﻣﻜﺎﻧ ﻪ « .ﻓﺘﺄﻣ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺜﻘ ﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﺗﺠﺪ أﻧﻬﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن إﻻ ﻣ ﻦ ﻟ ﺪن اﻟﻌﺰﻳ ﺰ اﻟﻘ ﺪﻳﺮ .و اﻟﻮاﻗ ﻊ أن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻟ ﻢ ﻳﺘﺤﺪﱠهﻢ ﺑﻬﺬا اﻷﻣﺮ ﻣ ﺮة واﺣ ﺪة ﺑ ﻞ أﻋ ﺎد اﻟﺘﺤ ﺪي آ ﺮة أﺧ ﺮى ﻟﻴﻜﻤ ﺪهﻢ إن آﺎﻧ ﺖ ﻟ ﺪﻳﻬﻢ ذرة ﻣﻦ إﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﻜﺮاﻣﺔ » :ﻗﻞ :ﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﻟ ﺬﻳﻦ ه ﺎدوا ،إن زﻋﻤ ﺘﻢ أﻧﻜ ﻢ أوﻟﻴ ﺎء ﷲ ﻣ ﻦ دون اﻟﻨﺎس ﻓﺘﻤﻨﱠﻮا اﻟﻤﻮت َ إن آﻨﺘﻢ ﺻﺎدﻗﻴﻦ * و ﻻ ﻳﺘﻤﻨﱠﻮﻧَﻪ أﺑﺪًا ﺑﻤﺎ ﻗﺪﱠﻣﺖ أﻳﺪﻳﻬﻢ .واﷲ ) (١٨اﻷﻧﺒﻴﺎء . ٣ -١ / ) (١٩اﻟﻨﺠﻢ . ٥٨ – ٥٦ / ) (٢٠اﻟﺮﻋﺪ . ٣١ / ) (٢١اﻟﻔﺮﻗﺎن . ٤٦ – ٤٥ / ) (٢٢ﻳﻮﺳﻒ . ١١٠ / ) (٢٣اﻟﺒﻘﺮة . ٢١٤ / ) (٢٤ﺁل ﻋﻤﺮان . ١٠ / ) (٢٥ﺁل ﻋﻤﺮان . ١٥١ / ) (٢٦إﺑﺮاهﻴﻢ . ١٤ – ١٣ / ) (٢٧اﻟﺒﻘﺮة . ٩٥ – ٩٤ /
ﻋﻠﻴﻢ ﺑﺎﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ « ) .(٢٨و هﺬﻩ اﻟﺜﻘ ﺔ و ه ﺬا اﻟﺘﺤ ﺪﱢي اﻟ ﺬي أراد اﻟﻘ ﺮﺁن أن ﻳﻀ ﻊ ﺑ ﻪ ﺣ ﺪًا ﻟﺠﺪال أهﻞ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺴﻔﻴﻪ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺆدي إﻟﻲ ﻃﺎﺋﻞ ﺗﺠﺪهﻤﺎ ﻓ ﻲ اﻵﻳ ﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳ ﺪﻋﻮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺮﺳﻮل ﻧﺼﺎري ﻧﺠﺮان إﻟﻲ اﻟﻤﺒﺎهﻠﺔ ،وذﻟﻚ ﺣﻴﻦ ﺟﺎؤوﻩ ﻓﺤﺎﺟﱡﻮﻩ ﻓﻲ ﻋﻴﺴﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم ﻓﺒﻴﻦ ﻟﻬﻢ اﻟﻘﺮﺁن ﺑﻤﻨﻄﻖ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺒﺎﺗﺮ أﻧﻪ ﻟ ﻴﺲ إﻻ ﻋﺒ ﺪا رﺳ ﻮﻻ و أﻧ ﻪ إذا آ ﺎن ﻗ ﺪ ُوﻟِﺪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أب ﻓﻘﺪ ﺧﻠﻖ ﺁدم ﺑﻼ أب و ﻻ أم ،ﻓﻠ ﻢ ﻳﻨﻔ ﻊ ﻣﻌﻬ ﻢ ﻣﻨﻄ ﻖ اﻟﻔﻄ ﺮة اﻟﺴ ﻠﻴﻤﺔ و ﺟ ﻚ ﻓﻴ ﻪ ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺪ ﻣ ﺎ اﻟﻌﻘ ﻞ اﻟﻮاﺿ ﺢ اﻟﻨﺰﻳ ﻪ ﻓﻘ ﺎل اﻟﻘ ﺮﺁن ﻣﺨﺎﻃﺒ ﺎ اﻟﺮﺳ ﻮل » :ﻓﻤ ﻦ ﺣﺎ ﱠ ﺟ ﺎءك ﻣ ﻦ اﻟﻌ ْﻠ ﻢ ﻓﻘ ﻞ َ :ﺗ َﻌ ﺎﻟَﻮا ﻧ ﺪْع أﺑﻨﺎءﻧ ﺎ و أﺑﻨ ﺎءآﻢ وﻧﺴ ﺎءﻧﺎ و ﻧﺴ ﺎءآﻢ و أﻧﻔﺴ ﻨﺎ و ﻖ .وﻣ ﺎ ﻣ ﻦ ﺺ اﻟﺤ ﱡ ﺼ ُ ﻞ ﻓﻨﺠﻌﻞ ْ ﻟﻌﻨﺔ اﷲ ﻋﻠﻲ اﻟﻜﺎذﺑﻴﻦ * إن هﺬا ﻟﻬﻮ اﻟ َﻘ َ أﻧﻔﺴﻜﻢ ﺛﻢ ﻧﺒﺘﻬ ْ )(٢٩ . إﻟﻪ إﻻ اﷲ ،و إن اﷲ َﻟ ُﻬ َﻮ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ اﻟﺤﻜ ﻴﻢ *ﻓ ﺈن ﺗ َﻮﱠﻟ ﻮْا ﻓ ﺈن اﷲ ﻋﻠ ﻴﻢ ﺑﺎﻟﻤﻔﺴ ﺪﻳﻦ « واﻟﺬي ﺣﺪث هﻮ أﻧﻬﻢ ﻟﻤﺎ ُدﻋُﻮا إﻟﻲ اﻟﻤﺒﺎهﻠﺔ ﻗ ﺎﻟﻮا َ :دﻋْﻨ ﺎ ﺣﺘ ﻲ ﻧﻨﻈ ﺮ .ﻓﻠﻤ ﺎ ﺗﺨ ﺎﻟﻮا )أي ﺧﻼ ﺑﻌﻀﻬﻢ إﻟﻲ ﺑﻌﺾ( ﻗﺎﻟﻮا ﻟﻠﻌﺎﻗ ﺐ )وآ ﺎن ذا رأﻳﻬ ﻢ ( :ﻣ ﺎ ﺗ ﺮي ؟ ﻓﻘ ﺎل :واﷲ ،ﻟﻘ ﺪ ﻞ ﻗ ﻮ ٌم ﻧﺒﻴ ﺎ إﻻ هﻠﻜ ﻮا ﻋﺮﻓﺘﻢ ﻧﺒﻮﺗﻪ ،وﻟﻘﺪ ﺟﺎءآﻢ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ أﻣﺮ ﺻ ﺎﺣﺒﻜﻢ .واﷲ ﻣ ﺎ ﺑَﺎ َه َ ﻒ دﻳ ﻨﻜﻢ ﻓﻮادﻋ ﻮا اﻟﺮﺟ ﻞ )أي ﺳ ﺎﻟﻤﻮﻩ(واﻧﺼ ﺮﻓﻮا .ﻓ ﺄﺗﻮا رﺳ ﻮل اﷲ .ﻓ ﺈن أﺑﻴ ﺘﻢ إﻻ إﻟ َ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ و ﻗ ﺪ ﻏ ﺪا ﻣﺤﺘﻀ ﻨﺎ اﻟﺤﺴ ﻴﻦ و ﺁﺧ ﺬا ﺑﻴ ﺪ اﻟﺤﺴ ﻦ ،وﻓﺎﻃﻤ ﺔ ﺗﻤﺸ ﻲ ﺧﻠﻔﻪ ،و ﻋﻠﻲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﺧﻠﻔﻬﺎ ،وهﻮ ﻳﻘﻮل :إذا أﻧﺎ دﻋﻮت ﻓﺄﻣﻨﻮا ،ﻓﻘﺎل أﺳ ﻘﻔﻬﻢ :ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸﺮ اﻟﻨﺼﺎري إﻧﻲ ﻷري وﺟﻮهﺎ ﻟﻮ ﺳﺄﻟﻮا اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻲ أن ﻳﺰﻳﻞ ﺟﺒﻼ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧ ﻪ ﻷزاﻟ ﻪ ،ﻓﻼ ﺗﺒﺎهﻠﻮا ﻓﺘﻬﻠﻜﻮا .ﻓﺄذﻋﻨﻮا ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ وﺑ ﺬﻟﻮا ﻟ ﻪ اﻟﺠﺰﻳ ﺔ :أﻟﻔ ﻲ ﺣﻠﺔ ﺣﻤﺮاء و ﺛﻼﺛﻴﻦ درﻋﺎ ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺮ .ﻓﻘﺎل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم :واﻟ ﺬي ﻧﻔﺴ ﻲ ﺑﻴ ﺪﻩ ،ﻟﻮ ﺗﺒﺎهﻠﻮا ﻟﻤﺴﺨﻮا ِﻗ َﺮدَة و ﺧﻨﺎزﻳﺮ ،وﻻﺿﻄﺮم ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟ ﻮادي ﻧ ﺎ ًرا ،وﻻﺳﺘﺄﺻ ﻞ اﷲ ﻧَﺠﺮان و أهﻠﻪ ﺣﺘﻲ اﻟﻄﻴﺮ ﻋﻠﻲ اﻟﺸﺠﺮ ) . (٣٠ﻓﺘﺄﻣﻞ هﺬﻩ اﻟﺜﻘ َﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧ ﺐ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻦ و اﻟﻬﻠﻊ اﻟﺬي ﻳﺪل ﻋﻠﻲ آﺬب إﻳﻤﺎن اﻟﻨﺼﺎري و ﺁل ﺑﻴﺘﻪ ﺣﺘﻲ اﻷﻃﻔﺎل ﻣﻨﻬﻢ ،وهﺬ اﻟﺠﺒ َ و ﻓﺴﺎد ﻋﻘﻴﺪﺗﻬﻢ وأﻧﻬﻢ إﻧﻤﺎ ﻳﺘﻤﺴ ﻜﻮن ﺑﻬ ﺎ ﺗﻘﻠﻴ ﺪا ﻟﻶﺑ ﺎء ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ ﻓﻬ ﻢ و ﻻ إﻗﺘﻨ ﺎع ﺧﻮﻓ ﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤﺼ ﺎﻟﺢ و اﻟﺮﺋﺎﺳ ﺎت واﻟﺴ ﻤﻌﺔ اﻟﺸﺨﺼ ﻴﺔ .ﻓﻬ ﻞ ﻳﺤ ﻖ ﺑﻌ ﺪ ه ﺬا آﻠ ﻪ أن ﻳﻘ ﺎل إن ﻣﺤﻤﺪا ﺳﺮق أو ﺣﺘﻲ ﺗﺸﺒﱠﻊ ،ﻣﻨﻐﻴﺮ أن ﻳﺤﺲ ،أﻓﻜﺎر أه ﻞ اﻟﻜﺘ ﺎب و ﻋﻘﺎﺋ ﺪهﻢ ؟وﻳﺘﺼ ﻞ ﺑﻬﺬا اﻟﺜﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﺰﻋﺰع وﻻ ﺗﺘﻠﺠﻠﺞ ﺗﺤﺪي اﻟﻘ ﺮﺁن ﻟﻠﻜﻔ ﺎر اﻟ ﺬﻳﻦ ادﻋ ﻮا أن ﻣﺤﻤ ﺪا ﻗ ﺪ ﺚ ﻣﺜِﻠ ﻪ إن آ ﺎﻧﻮا ﺻ ﺎدﻗﻴﻦ " ) ، (٣١ﺛ ﻢ ﺧﻔ ﻒ ﻋ ﻨﻬﻢ اﻓﺘﺮاﻩ أن ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻤﺜﻠﻪ ":ﻓﻠﻴ ﺄﺗﻮا ﺑﺤ ﺪﻳ ٍ ﻓﻄﺎﻟﺒﻬﻢ أن ﻳﺄﺗﻮا ﺑﻌﺶ ﺳ ﻮر ﻣﺜﻠ ﻪ ﻣﻔﺘﺮﻳ ﺎت ،وﻟﻴﺴ ﺘﻌﻴﻨﻮا وﻟﻴﺴ ﺘﻌﻴﻨﻮا ﺑﻜ ﻞ ﻣ ﻦ ﻳﻌﺮﻓ ﻮن ﺳ َﻮ ٍر ﻣﺜِﻠ ﻪ ﺸ ِﺮ ِ ،وﻟ ﻦ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻌﻮا أﺑ ﺪا ذﻟ ﻚ " :أم ﻳﻘﻮﻟ ﻮن :اﻓﺘ ﺮاﻩ ؟ ﻗ ﻞ َ :ﻓ ﺄْﺗﻮا ﺑ َﻌ ْ ن اﷲ إن آﻨ ﺘﻢ ﺻ ﺎدﻗﻴﻦ* ﻓ ﺈن ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺘﺠﻴﺒﻮا ﻟﻜ ﻢ ﻣﻔﺘﺮﻳ ﺎتٍ،وا ْدﻋُﻮا ﻣ ﻦ اﺳ ﺘﻄﻌْﺘﻢ ﻣ ﻦ دو ِ )(٣٢ ﻒ ﻋ ﻨﻬﻢ .ﺛ ﻢ ﺧ ﱠﻔ َ ﷲ و أﻻ إﻟﻪ إﻻ هﻮ ﻓﻬﻞ أﻧﺘﻢ ﻣﺴ ﻠﻤﻮن ؟ " ل ﺑﻌﻠ ِﻢ ا ِ ﻓﺎﻋﻠﻤﻮا أﻧﻤﺎ أُﻧ ِﺰ َ ﻣﺮة أﺧﺮي ﻓﺘﺤﺪاهﻢ أن ﻳﺄﺗﻮا وﻟﻮ ﺑﺴﻮرة ﻣﺜﻠﻪ " :أم ﻳﻘﻮﻟﻮن :اﻓﺘﺮاﻩ ؟ ﻗ ﻞ ﻓ ﺄﺗﻮا ﺑﺴ ﻮرة ﻣﻦ ﻣﺜﻠﻪ ،وادﻋﻮا ﻣﻦ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﻣ ﻦ دون اﷲ إن آﻨ ﺘﻢ ﺻ ﺎدﻗﻴﻦ " ) ، (٣٣وأﻋ ﺎد اﻟﺘﺤ ﺪي ) (٢٨اﻟﺠﻤﻌﺔ . ٧ – ٦ / ) (٢٩ﺁل ﻋﻤﺮان . ٦٣ – ٦١ / ) (٣٠اﻟﺒﻴﻀﺎوي ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻵﻳﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ . ) (٣١اﻟﻄﻮر . ٣٣ / ) (٣٢هﻮد . ١٤ – ١٣ / ) (٣٣ﻳﻮﻧﺲ . ٣٨ /
ﻣﺮة راﺑﻌﺔ ﻗﺎﻃﻌﺔ ":وإن آﻨﺘﻢ ﻓﻲ رﻳﺐ ﻣﻤﺎ أﻧﺰﻟﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﻋﺒ ﺪﻧﺎ ﻓ ﺄﺗﻮا ﺑﺴ ﻮرة ﻣ ﻦ ﻣﺜﻠ ﻪ و ادﻋﻮا ﻣﻦ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﻣﻦ دون اﷲ إن آﻨﺘﻢ ﺻﺎدﻗﻴﻦ *ﻓ ﺈن ﻟ ﻢ ﺗﻔﻌﻠ ﻮا ،وﻟ ﻦ ﺗﻔﻌﻠ ﻮا ،ﻓ ﺎﺗﻘﻮا س واﻟﺤﺠ ﺎرة أﻋ ﺪت ﻟﻠﻜ ﺎﻓﺮﻳﻦ " ) . (٣٤وه ﻮ ﻳﻔﺘ ﺘﺢ آﺜﻴ ﺮا ﻣ ﻦ اﻟﻨ ﺎر اﻟﺘ ﻲ وﻗﻮده ﺎ اﻟﻨ ﺎ ُ ﺳﻮرﻩ ﺑﺤﺮف أو ﺣﺮﻓﻴﻦ أو أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺣﺮوف اﻟﻬﺠﺎء ،ﺛﻢ ﻳﻌﻘﱢﺐ ﺑﺄن ﺁﻳﺎﺗﻪ ﻗﺪ ُر ﱢآﺒَﺖ ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﺤ ﺮوف اﻟﺘ ﻲ ه ﻲ ﻣﻠ ﻚ أﻳ ﺪﻳﻬﻢ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻌﻮن أن ﻳﺘﺼ ﺮﻓﻮا ﻓﻴﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻨﺤ ﻮ اﻟ ﺬي ﻳﺤﺒﱡﻮن ،وهﻮ ﺗﺤ ﱟﺪ ﻣﻠﻔﻮف ﺑ ﺄﻧﻬﻢ ﺳ ﻴﻌﺠﺰون ﻋ ﻦ اﻹﺗﻴ ﺎن ﺑﻤﺜﻠ ﻪ ،ﻓﻤ ﻦ أﻳ ﻦ ﻟﻤﺤﻤ ﺪ ه ﺬﻩ اﻟﺜﻘﺔ اﻟﺮاﺳﺨﺔ اﻟﺼﻠﺒﺔ إﻻ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺼﺪرهﺎ هﻮ اﷲ ،اﻟﺬي ﺑﻴﺪﻩ ﻣﻠﻜﻮت آ ﻞ ﺷ ﺊ وه ﻮ اﻟﻘﺎهﺮ ﻓﻮق ﻋﺒﺎدﻩ ؟ وﻟﺴﺖ أرﻳﺪ أن أﺧﻮض أآﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع ،ﺑﻞ آﻞ ﻣﺎ أﺣﺐ أن أﻗﻮﻟﻪ هﻮ أن اﻟﻜﻔﺎر ،ﺑﻌﺪ آﻞ هﺬﻩ اﻟﺘﻘﺮﻳﻌ ﺎت اﻟﻤﻮﺟﻌ ﺔ ،ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻌﻮا أن ﻳ ﺄﺗﻮا وﻟ ﻮ ﺑﺂﻳ ﺔ واﺣ ﺪة ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﺁﻳﺎت اﻟﻘﺮﺁن .وهﺬﻩ ﺣﻘﻴﻘ ﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴ ﺔ ﻻ ُﺗ َﻤ ﺎرَي .زآﻴﻔﻤ ﺎ ﻧﻈ ﺮ اﻟﺒﺎﺣ ﺚ إﻟ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ ﻓﻬ ﻮ ﻣﻨ َﺘ ٍﻪ إﻟ ﻲ أن ه ﺬا اﻟﺘﺤ ﺪي ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﺼ ﺪر ﻋ ﻦ ﺑﺸ ﺮ ﻣﻬﻤ ﺎ ﺗﻜ ﻦ ﺛﻘﺘ ﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ :ﻓﻤﻦ ﺟﻬﺔ ﺗﺠ ﺪ أن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻗ ﺪ أآ ﺪ ﻣ ﺮارا أﻧﻬ ﻢ ﻟ ﻦ ﻳﻘ ﺪروا ﻋﻠ ﻲ اﻹﺗﻴ ﺎن ﺑﻤﺜﻠ ﻪ ، وهﻮ ﻣﺎ ﺣﺪث .ﻓﻬﺬﻩ ﺛﻘﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﺒﺆ اﻟﻘ ﺎﻃﻊ ﺑﺎﻟﻐﻴ ﺐ .وﻣ ﻦ ﺟﻬ ﺔ أﺧ ﺮي ﻓ ﺈن ﻋﺠ ﺰ اﻟﻜﻔﺎر ﻓﻲ ﺣ ﺪ ذاﺗ ﻪ ه ﻮ دﻟﻴ ﻞ ﻋﻠ ﻲ أن ه ﺬا اﻟﻘ ﺮﺁن ،ﻣ ﻦ ﺣﻴ ﺚ اﻟﻤﺒ ﺪأ ،ﺗﻨﻘﻄ ﻊ ﻣ ﻦ دوﻧ ﻪ اﻟﺮﻗﺎب و اﻷﻧﻔﺎس وﻻ ﻳﺒﻠﻎ ﻗﻤﺘﻪ اﻟﺸ ﻤﱠﺎء ﺑﺸ ﺮ .ﻓﺎﻟﻤﺤﺼ ﻠﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴ ﺔ إذن أن ه ﺬا اﻟﺘﺤ ﺪي ﻟﻢ ﻳ ُﻘ ْﻢ ﻟﻪ أﺣﺪ ،وأن اﻟﺜﻘﺔ اﻟﺘﻲ وراء هﺬا اﻟﺘﺤﺪي ﻟﻴﺴﺖ ﺛﻘﺔ ادﱠﻋﺎه ﺎ اﻟﻐﻀ ﺐ اﻷه ﻮج أو اﻓﺘﻌﻠﻬﺎ اﻟﺘﻬﻮﻳﺶ اﻟﻜﺎذب ،ﺑﻞ هﻲ ﺛﻘﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﺪِﻩ اﻷﻣ ﺮ و اﻟﻨﻬ ﻲ وﻣ ﻦ ﻳﻘ ﻮل ﻟﻠﺸ ﺊ "آ ﻦ" ﻓﻴﻜﻮن . وﺗﺄﺧﺬﻧﺎ اﻹﺷﺎرة إﻟ ﻲ اﻟﺘﻨﺒ ﺆ ﺑﺎﻟﻐﻴ ﺐ ﻓ ﻲ اﻟﻔﻘ ﺮة اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺔ إﻟ ﻲ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻋ ﻦ اﻟﻨﺒ ﺆات اﻟﺘ ﻲ وردت ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮﺁن و ﺻ ﺎﺣﺒﺖ ﻧ ﺰول اﻟ ﻮﺣﻲ ﻣ ﻦ ﺑﺪاﻳﺘ ﻪ إﻟ ﻲ ﻧﻬﺎﻳﺘ ﻪ ﺗﻘﺮﻳﺒ ﺎ .ﻓﻔ ﻲ أول اﻟﺪﻋﻮة ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺷﺘﺪ أذي أﺑﻲ ﻟﻬﺐ ﻋ ﻢ ﱢ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻟ ﻪ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﻧﺰﻟ ﺖ ﺳ ﻮرة "اﻟﻤﺴﺪ " اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮﻋﺪ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻲ ﻓﻴﻬﺎ هﺬا اﻟﻌﻢ ﺑﺄﻧﻪ "ﺳﻴﺼﻠﻲ ﻧ ﺎرا ذات ﻟﻬ ﺐ " ) . (٣٥وﻣﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أن ﻣﺼﻴﺮﻩ ﺳﻴﻜﻮن إﻟﻲ اﻟﺠﺤﻴﻢ ،وﻩ ﻣﺎ ﻟ ﻦ ﻳﺤ ﺪث إﻻ إذا ﺑﻘ ﻲ ﻋﻠ ﻲ آﻔﺮﻩ ﺣﺘﻲ ﻣﻤﺎﺗﻪ ،وﻗﺪ آﺎن . و ﻓ ﻲ ﺳ ﻮرة "اﻟﻘﻤ ﺮ" و ه ﻲ ﻣ ﻦ ﺳ ﻮر اﻟﻌﻬ ﺪ اﻟﻤﻜ ﻲ اﻟﻤﺒﻜ ﺮة ،ﻧﻘ ﺮأ ﻗ ﻮل اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ "ﺳﻴﻬﺰم اﻟﺠﻤﻊ وﻳﻮﻟﻮن اﻟﺪﺑﺮ " ). (٣٦و ﻓ ﻲ رواﻳ ﺔ ﻋ ﻦ ﻋﻤ ﺮ أﻧ ﻪ ﻟﻤ ﺎ ﻧﺰﻟ ﺖ ه ﺬﻩ اﻵﻳ ﺔ ﻋﻤﱠﻲ ﻣﻌﻨﺎهﺎ ﻋﻠﻴ ﻪ إﻟ ﻲ أن ﺳ ﻤﻊ رﺳ ﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﻳﺮدده ﺎ ﻓﺎﻧﻜﺸ ﻒ ﻟ ﻪ ُ ﻣﻌﻨﺎهﺎ .و هﺬا ه ﻮ ﻧ ﺺ آ ﻼم اﻟﺒﻴﻀ ﺎوي ﻋﻨ ﺪ ﺗﻔﺴ ﻴﺮ ه ﺬﻩ اﻵﻳ ﺔ " :وﻗ ﺪ وﻗ ﻊ )أي ه ﺬا اﻷﻣﺮ ( ﻳﻮم ﺑﺪر ،وهﻮ ﻣﻦ دﻻﺋﻞ اﻟﻨﺒﻮة .وﻋﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ أﻧﻪ ﻟﻤ ﺎ ﻧﺰﻟ ﺖ ﻗ ﺎل :ﻟﻢ أﻋﻠﻢ ﻣﺎ هﻮ .ﻓﻠﻤﺎ آﺎن ﻳﻮم ﺑ ﺪر رأﻳ ﺖ اﻟﺮﺳ ﻮل ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﻳﻠ ﺒﺲ اﻟ ﺪﱢرع وﻳﻘﻮل " :ﺳ ُﻴ ْﻬ َﺰ ُم اﻟﺠﻤ ُﻊ "ﻓﻌﻠﻤﺘﻪ ". ك وﻓ ﻲ ﻣﻮﺿ ﻊ ﺁﺧ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻧﺠ ﺪ ه ﺬﻩ اﻵﻳ ﺔ اﻟﻤ ﻮﺟﺰة اﻟﺤﺎﺳ ﻤﺔ " :إ ﱠﻧ ﺎ َآ َﻔ ْﻴ َﻨ ﺎ َ ﺴ َﺘ ْﻬﺰِﺋﻴﻦ " )، (٣٧اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮل اﻟﺒﻴﻀﺎوي ﻓﻲ ﺳ ﺒﺐ ﻧﺰوﻟﻬ ﺎ " :ﻗﻴ ﻞ :آ ﺎﻧﻮا ﺧﻤﺴ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟ ُﻤ ْ ) (٣٤اﻟﺒﻘﺮة . ٢٤ – ٢٣ / ) (٣٥اﻟﻤﺴﺪ . ٣ / ) (٣٦اﻟﻘﻤﺮ . ٤٥ / ) (٣٧اﻟﺤﺠﺮ . ٩٥ /
أﺷﺮاف ﻗﺮﻳﺶ :اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﻐﻴﺮة ،و اﻟﻌﺎص ﺑﻦ واﺋﻞ و ﻋ ﺪي ﺑ ﻦ ﻗ ﻴﺲ و اﻷﺳ ﻮد ﺑ ﻦ ﻋﺒﺪ ﻳﻐﻮث و اﻷﺳﻮد ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ﻳﺒﺎﻟﻐﻮن ﻓ ﻲ إﻳ ﺬاء اﻟﻨﺒ ﻲ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ و اﻻﺳﺘﻬﺰاء ﺑﻪ ،ﻓﻘﺎل ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ":أﻣ ﺮت أن أُآ ِﻔ َﻴ َﻜﻬُﻢ " .ﻓﺄوﻣ ﺄ إﻟ ﻲ ﺳ ﺎق اﻟﻮﻟﻴ ﺪ ﻓﻤ ﺮ ﺑﻨَﺒ ﺎل ﻓﺘﻌﻠ ﻖ ﺑﺜﻮﺑ ﻪ ﺳ ﻬﻢ ،ﻓﻠ ﻢ ﻳﻨﻌﻄ ﻒ ﺗﻌﻈﱡﻤ ﺎ ﻷﺧﺬﻩ ،ﻓﺄﺻﺎب ﻋﺮﻗﺎ ﻓﻲ ﻋﻘﺒﻪ ﻓﻘﻄﻌﺖ ﻓﻤﺎت .وأوﻣﺄ إﻟﻲ أﺧﻤﺺ اﻟﻌﺎص ﻓ ﺪﺧﻠﺖ ﻓﻴ ﻪ ﺷﻮآﺔ ﻓﺎﻧﺘﻔﺨﺖ رﺟﻠﻪ ﺣﺘﻲ ﺻﺎرت آ ﺎﻟﺮﺣﻲ وﻣ ﺎت .وأﺷ ﺎر إﻟ ﻲ أﻧ ﻒ ﻋ ﺪي ﺑ ﻦ ﻗ ﻴﺲ ﻓﺎﻣﺘﺨﻂ ﻗﻴﺤﺎ ﻓﻤﺎت ،وإﻟﻲ اﻷﺳ ﻮد ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ ﻳﻐ ﻮث وه ﻮ ﻗﺎﻋ ﺪ ﻓ ﻲ أﺻ ﻞ ﺷ ﺠﺮة ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﻨﻄﺢ ﺑﺮأﺳﻪ اﻟﺸﺠﺮة وﻳﻀﺮب وﺟﻬﻪ ﺑﺎﻟﺸﻮك ﺣﺘﻲ ﻣﺎت ،وإﻟﻲ ﻋﻴﻨ ﻲ اﻷﺳ ﻮد ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ﻓﻌﻤﻲ .وﺳﻮاء ﺻﺤﺖ اﻟﺮواﻳﺔ أو ﻟﻢ ﺗﺼﺢ ﻓﻼ ﻧﺰاع ﻓﻲ أن هﺆﻻء اﻟﻤﺴ ﺘﻬﺰﺋﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮا أﻧﻴﻨﺎﻟﻮا ﻣﻦ ﺣﻴﺎة رﺳﻮل اﷲ وﻻ دﻋﻮﺗﻪ ﻣﻨ ﺎﻻ ،أي أن وﻋ ﺪ اﷲ ﻟﺮﺳ ﻮﻟﻪ ﻗ ﺪ ﺗﺤﻘﻖ . وﻓﻲ ﺳﺒﺐ ﻧﺰول اﻵﻳﺎت اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ »:أﻟﻢ* ﻏﻠﺒﺖ اﻟ ﺮوم* ﻓ ﻲ أدﻧ ﻲ اﻷرض ،وه ﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻏﻠﺒﻬﻢ ﺳﻴﻐﻠﺒﻮن *ﻓﻲ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﻴﻦ .ﷲ اﻷﻣ ﺮ ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ و ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺪ .وﻳﻮﻣﺌ ﺬ ﻳﻔ ﺮح اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن* ﺑﻨﺼﺮ اﷲ.ﻳﻨﺼﺮ ﻣﻦ ﻳﺸ ﺎء ،وه ﻮ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ اﻟ ﺮﺣﻴﻢ *وﻋ ﺪ اﷲ ،ﻻ ﻳﺨﻠ ﻒ اﷲ ﻏ ﺰَوا وﻋﺪﻩ ،وﻟﻜﻦ أآﺜﺮ اﻟﻨ ﺎس ﻻ ﻳﻌﻠﻤ ﻮن « ) (٣٨ﻳﻘ ﻮل اﻟﺒﻴﻀ ﺎوي » رُوي أن ﻓ ﺎرس َ اﻟ ﺮوم ﻓﻮاﻓ ﻮهﻢ ﺑﺄذرﻋ ﺎت وﺑﺼ ﺮى ،وﻗﻴ ﻞ :ﺑ ﺎﻟﺠﺰﻳﺮة ،وه ﻲ أدﻧ ﻲ أرض اﻟ ﺮوم ﻣ ﻦ اﻟﻔﺮس ،ﻓﻐﻠﺒﻮا ﻋﻠﻴﻬﻢ .وﺑﻠ ﻎ اﻟﺨﺒ ﺮ ﻣﻜ ﺔ ﻓﻔ ﺮح اﻟﻤﺸ ﺮآﻮن و ﺷ ﻤﺘﻮا ﺑﺎﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ و ﻗ ﺎﻟﻮا :أﻧ ﺘﻢ واﻟﻨﺼ ﺎري أه ﻞ آﺘ ﺎب وﻧﺤ ﻦ وﻓ ﺎرس ُأﻣﱢﻴّ ﻮن .وﻗ ﺪ ﻇﻬ ﺮ إﺧﻮاﻧﻨ ﺎ ﻋﻠ ﻲ إﺧ ﻮاﻧﻜﻢ ﻈ َﻬ َﺮ ﱠ ،وﻟ َﻨ ْ ن اﻟﺮوم ن اﷲ أﻋﻴﻨﻜﻢ،ﻓﻮاﷲ ﻟﺘﻈﻬﺮ ﱠ ن ﻋﻠﻴﻜﻢ ،ﻓﻨﺰﻟﺖ .ﻓﻘﺎل ﻟﻬﻢ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ :ﻻ ﻳُﻘ ﱠﺮ ﱠ ﻚ ﺣ ُﺒ َ ﺖ! اﺟﻌﻞ ﺑﻴﻨﻨﺎ وﺑﻴﻨﻚ أﺟﻼ أُﻧﺎ ِ ﻲ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ :آﺬَﺑ ّ ﻋﻠﻲ ﻓﺎرس ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﻴﻦ .ﻓﻘﺎل أﺑ ﱡ )أراهﻨﻚ( ﻋﻠﻴﻪ.ﻓﻨﺎﺣﺒﻪ ﻋﻠﻲ ﻋﺸ ﺮ ﻗﻼﺋ ﺺ ﻣ ﻦ آ ﻞ واﺣ ﺪ ﻣﻨﻬﻤ ﺎ ،وﺟﻌ ﻼ اﻷﺟ ﻞ ﺛ ﻼث ﺳﻨﻴﻦ .ﻓﺄﺧﺒﺮ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ،رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ،رﺳﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﻓﻘ ﺎل:اﻟﺒﻀ ﻊ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺜﻼث إﻟﻲ اﻟﺘﺴﻊ ،ﻓﺰاﻳﺪﻩ ﻓ ﻲ اﻟﺨﻄ ﺮ )اﻟﺮه ﺎن(وﻣ ﺎدﱢﻩ ﻓ ﻲ اﻷﺟ ﻞ .ﻓﺠﻌ ﻼﻩ ﻣﺎﺋ ﺔ ﻲ ﻣﻦ ﺟﺮح رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻗﻔﻮﻟ ﻪ َﻗﻠُﻮص إﻟﻲ ﺗﺴﻊ ﺳﻨﻴﻦ .وﻣﺎت أُﺑ ﱡ ﻲ ﻣﻦ أﺣﺪ ،وﻇﻬﺮت اﻟﺮوم ﻋﻠﻲ ﻓﺎرس ﻳﻮم اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ،ﻓﺄﺧﺬ أﺑﻮﺑﻜﺮ اﻟﺨﻄﺮ ﻣﻦ ورﺛ ﺔ أﺑ ّ وﺟﺎء ﺑ ﻪ إﻟ ﻲ رﺳ ﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﻓﻘ ﺎل :ﺗﺼ ﺪﱠق ﺑ ﻪ « و اﻵﻳ ﺔ ﻣ ﻦ دﻻﺋ ﻞ اﻟﻨﺒﻮة ﻷﻧﻬﺎ إﺧﺒﺎر ﺑﺎﻟﻐﻴﺐ .و اﻟﻌﺠﻴﺐ أن ﻳﺄﺗﻲ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮق ﺳﺎﻓﺎري ﻓﻴﻌﻠ ﻖ ،ﻓ ﻲ ﺗﺮﺟﻤﺘ ﻪ ﻟﻠﻘﺮﺁن ،ﻋﻠﻲ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ »:إن اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺤﻘﻘﺖ هﺬﻩ اﻟﻨﺒ ﺆة اﺗﺨ ﺬوهﺎ ﺣﺠ ﺔ ﻗﺎﻃﻌﺔ ﻋﻠﻲ ﻧﺒﻮة ﻣﺤﻤﺪ .وﻟﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺴ ﻬﻞ إدراك ﺗﻬﺎﻓ ﺖ ﻣﺜ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺤﺠ ﺞ اﻟﻘﺎﺋﻤ ﺔ ﻋﻠ ﻲ ﻧﺒ ﺆة ﻏﺎﻣﻀ ﺔ آﻬ ﺬﻩ ﺑﻤﻘ ﺪور أي إﻧﺴ ﺎن ﻳﻌ ﺮف ﺣﺎﻟ ﺔ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳ ﺔ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴ ﺔ و إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻟﻔﺮس أن ﻳﺘﻨﺒﺄ ﺑﻬﺎ ﺑﺪﻗﺔ « ) . (٣٩واﻟﺤﻖ أن اﻷﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺴﻬﻮﻟﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﺰﻋﻤﻬﺎ هﺬا اﻟﻤﻜ ﺎﺑﺮ ،وإﻻ ﻓﻬ ﻞ آ ﺎن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻳﻌ ﺮف ﻣ ﻦ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻲ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ وأﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن و ﻏﻴﺮهﻤﺎ ﻣﻦ ده ﺎة ﻗ ﺮﻳﺶ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺘﻴﻦ أآﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﺮف أﺑ ﱡ اﻟﻤﻀﺮﱠﺳ ﻴﻦ اﻟ ﺬﻳﻦ آ ﺎﻧﻮا ﻳﺠﻮﺑ ﻮن اﻟﺸ ﺎم واﻟﻌ ﺮاق و اﻟ ﻴﻤﻦ ﺑﺘﺠ ﺎرﺗﻬﻢ ،وآ ﺎن ﺑﻌﻀ ﻬﻢ
) (٣٨اﻟﺮوم . ٦-١ / )Savari ,le Coran ,p.365,n.2. (٣٩
ﻳﻘﺎﺑﻞ اﻟﺤﻜﺎم و اﻟﻮﻻة هﻨﺎك آﻤﺎ رأﻳﻨﺎ ﻓﻲ ﺣ ﻮار أﺑ ﻲ ﺳ ﻔﻴﺎن و هﺮﻗ ﻞ ﻓ ﻲ ﺑ ﻼط اﻟﻌﺎه ﻞ اﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻲ ؟ ﻓﻠﻤﺎذا إذن ﻋﺮف اﻟﺮﺳﻮل ذﻟﻚ وﻟﻢ ﻳﻌﺮف ﻗﻮﻣﻪ ،اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺤﺪﱠوا أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻋﻠ ﻲ ﻣﺎﺋﺔ ﻗﻠﻮص ﺗﻜﺬﻳﺒﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻨﺒﺆة اﻟﻘﺮﺁن ﺑﺎﻧﺘﺼﺎر اﻟﺮوم ﻋﻠﻲ اﻟﻔﺲ ﻓﻲ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﻴﻦ ﻓﻜﺴﺒﻬﺎ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻣﻨﻬﻢ ؟ إن ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻬﻞ ﻣ ﺜﻼ أن ﻳﺤ ﺲ اﻹﻧﺴ ﺎن اﻟﻤﺠ ﺮب إﺣﺴﺎﺳ ﺎ ﻋﺎﻣ ﺎ أن ﺛﻤ ﺔ ﺣﺮﺑ ﺎ ﻗﺎدﻣ ﺔ ﺑ ﻴﻦ دوﻟﺘ ﻴﻦ ﻣﺘﻌ ﺎدﻳﺘﻴﻦ ،أﻣ ﺎ أن ﻳﺘﻨﺒ ﺄ ﺑﻮﻗﻮﻋﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﻣ ﺪي ﻻ ﻳﺘﺠ ﺎوز ﺗﺴ ﻊ ﺳﻨﻮات ،وﻳﺘﻨﺒﺄ آﺬﻟﻚ ﺑﺎﻧﺘﺼﺎر اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺬي اﻧﻬﺰم ﻣﻦ ﻓﻮرﻩ ،وﺗﻘﻊ اﻷﻣﻮر ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ آﻤﺎ ﻗﺎل ﻓﻴﻜﺴﺐ اﻟﺮهﺎن ﻣﻤﻦ ﺗﺤ َﺪوْﻩ ،ﻓﻬ ﺬا أﻣ ﺮ ﺧ ﺎرق ،وﺑﺨﺎﺻ ﺔ إذا ﻋﻠﻤﻨ ﺎ أن ه ﺬﻩ اﻟﻨﺒ ﺆة ﻟ ﻮ ﻟ ﻢ ﺗﺘﺤﻘ ﻖ ﻟﻜ ﺎن ﻟﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻣﺴ ﺘﻘﺒﻞ اﻹﺳ ﻼم أوﺧ ﻢ اﻟﻌﻮاﻗ ﺐ .إن أﺟﻬ ﺰة اﻟﻤﺨ ﺎﺑﺮات اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺑﻌﻘﻮﻟﻬﺎ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ و ﻋﻘﻮﻟﻬﺎ اﻷﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ اﻟﻤﻌﻘﺪة ﺗﺨﻄﺊ آﺜﻴ ﺮا ﻓ ﻲ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻷﻣﻮر .وﻟﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓ ﻲ ﺣ ﺮب رﻣﻀ ﺎن اﻟﻤﺠﻴ ﺪة و ﺗﻮﻗﻴﺘﻬ ﺎ و ﻧﺘﺎﺋﺠﻬ ﺎ ﻋﺒ ﺮة ،إذ ﻓﺸ ﻠﺖ اﻟﻤﺨ ﺎﺑﺮات اﻹﺳ ﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ اﻟﻤﺴ ﻨﻮدة ﻣ ﻦ ﻣﺨ ﺎﺑﺮات اﻟﻐ ﺮب آﻠ ﻪ أن ﻳﺘﻨﺒ ﺄ ﺑﻮﻗﻮع اﻟﻤﻌﺮآﺔ و ﻧﺘﻴﺠﺘﻬﺎ ) (٤٠ﻋﻠﻲ أن هﻨﺎك ﻗﺮاءة أﺧﺮي )ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺻﺤﺘﻬﺎ( ﻟﻠﻔﻌﻠﻴﻦ » ﻏﻠﺒﺖ« و» ﺳﻴﻐﻠﺒﻮن« ﻓﻲ اﻵﻳﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ورواﻳﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﺳ ﺒﺐ ﻧﺰوﻟﻬ ﺎ ﺖ اﻟﺮوم ُ ﻓﻲ أدﻧﻲ اﻷرض و ه ﻢ ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺪ ﻏَﻠ َﺒ ْ ،إذ ﺗﻘﺮأ هﺬﻩ اﻵﻳﺎت ﻋﻠﻲ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ َ »: ﻏﻠ ﺒﻬﻢ ﺳ ُﻴ ْﻐَﻠﺒُﻮن « و ﻣﻌﻨﺎه ﺎ »أن اﻟ ﺮوم ﻏﻠﺒ ﻮا ﻋﻠ ﻲ رﻳ ﻒ اﻟﺸ ﺎم ،واﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﺳ ﻴﻐﻠﺒﻮﻧﻬﻢ ،وﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻨﺔ اﻟﺘﺎﺳ ﻌﺔ ﻣ ﻦ ﻧﺰوﻟ ﻪ )أي ﻧ ﺰول اﻟ ﻮﺣﻲ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻵﻳ ﺎت (ﻏ ﺰاهﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن وﻓﺘﺤﻮا ﺑﻌﺾ ﺑﻼدهﻢ .وﻋﻠﻲ هﺬا ﺗﻜﻮن إﺿﺎﻓﺔ »اﻟﻐﻠ ﺐ« )أي اﻟﻬﺰﻳﻤ ﺔ( إﻟ ﻲ ﻓﺎﻋﻠﻪ « ).(٤١ ﻓﻬﺬﻩ أﻣﺜﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﺆات اﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻤﻜﻲ .أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻘﺪ رأﻳﻨﺎ اﻟﻘﺮﺁن ﻳﻄﻤﺌﻦ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﺑﻌﺒ ﺎرة ﻣ ﻮﺟﺰة ﺣﺎﺳ ﻤﺔ آ ﺎﻟﺘﻲ ﻃﻤﺌﻨ ﻪ ﺑﻬ ﺎ أﻧ ﻪ ﻳﺴ ﻜﻔﻴﻪ اﻟﻤﺴﺘﻬﺰﺋﻴﻦ ،ﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮ هﺬﻩ اﻟﻤﺮة آﺎن ﻣﺘﻌﻠﻘﺎ ﺑﺎﻟﻴﻬﻮد واﻟﻨﺼ ﺎري »:ﻓﺴ ﻴﻜﻔﻴﻜﻬﻢ اﷲ « ) (٤٢وﻗﺪ آﺎن . ﻚ ﻣ ﻦ اﻟﻨ ﺎس« وﻋ ﻦ أﻧ ﺲ ﺼ ُﻤ َ و هﻨ ﺎك ﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ ﻣﺨﺎﻃﺒ ﺎ رﺳ ﻮﻟﻪ اﻟﻜ ﺮﻳﻢ » واﷲ ﻳ ْﻌ ِ س ،ﺣﺘ ﻲ ﻧﺰﻟ ﺖ ﻓ ﺄﺧﺮج رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﻪ :آ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﻳُﺤ َﺮ ُ رﺳﻮل اﷲ رأﺳﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﺔ َأدَم ﻓﻘﺎل :اﻧﺼﺮﻓﻮا أﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎس ،ﻓﻘﺪ ﻋﺼﻤﻨﻲ اﷲ ﻣ ﻦ اﻟﻨ ﺎس « ﻒ أﻋﺪاؤﻩ أﺛﻨﺎءه ﺎ ﻋ ﻦ ﻣﺤﺎرﺑﺘ ﻪ واﻟﺘ ﺂﻣﺮ ﻋﻠﻴ ﻪ ) (٤٣و ﻋﺎش اﻟﻨﺒﻲ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أﻋﻮاﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜ ﱠ ﺑﻜﻞ اﻟﺴﺒﻞ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻨﺎﻟﻮا ﻣﻨﻪ ﻣﻨﺎﻻ .ﺑ ﻞ إن ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ه ﱠﻢ ﺑﺎﻟﻔﻌ ﻞ ﺑﻘﺘﻠ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ أﺣ ﺪ ﻳﺤﺮﺳ ﻪ ،وآ ﺎن ﻓ ﻲ ﻋ ﺪوﻩ اﻟﺴ ﻴﻒ ﺑﻴﻨﻤ ﺎ ه ﻮ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم أﻋ ﺰﻻ .وﻟ ﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ اﻟﺮﺟﻞ أن ﻳﻘﺘﻠﻪ ﺑﻞ اﻧﺘﻬﻲ اﻷﻣﺮ ﻓﻲ دﻗﺎﺋﻖ ﺑﺈﺳﻼﻣﻪ .وﻣﺜ ﺎل ذﻟ ﻚ ﻗﺼ ﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳ ﺔ اﻟﺘ ﻲ وﺿ ﻌﺖ اﻟﺴ ﻢ ﱠ ﻓ ﻲ ﻟﺤ ﻢ ﺷ ﺎة ﻗﺪﻣﺘ ﻪ إﻟﻴ ﻪ ه ﻮ وأﺻ ﺤﺎﺑﻪ ،ﻓﻘﺘ ﻞ اﻟﺴ ﱡﻢ واﺣ ﺪا ﻣ ﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ،وﻧﺠﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم . و ﻓﻲ ﺳﻮرة »اﻟﻔﺘﺢ« إﺷﺎرة إﻟﻲ رؤﻳﺎ رﺁهﺎ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻋﺸ ﻴﺔ ﻏ ﺰوة اﻟﺤﺪﻳﺒﻴ ﺔ ، وﻓﻴﻬ ﺎ ﻳ ﺪﺧﻞ ه ﻮ وأﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻣﻜ ﺔ وﻗ ﺪ ﺣﻠﻘﺒﻌﻀ ﻬﻢ رأﺳ ﻪ وﻗﺼ ﺮ ﺑﻌ ﺾ ﺁﺧ ﺮ ﺷ ﻌﺮﻩ ،ﻓﻘﺼﻬﺎ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻲ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻔﺮﺣﻮا .ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﺗﻢ ﺻﻠﺢ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ،اﻟﺬي ﻋﺎدوا ﺑﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ) (٤٠اﻧﻈﺮ آﺘﺎﺑﻨﺎ »اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن واﻟﻘﺮﺁن « اﻟﺬي ﻧﻘﻠﻨﺎ ﻣﻨﻪ هﺬا اﻟﺮد ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺼﺮف واﻹﺿﺎﻓﺔ . ٣١ – ٣٠ / ) (٤١اﻧﻈﺮ اﻟﺒﻴﻀﺎوي ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ هﺬﻩ اﻵﻳﺎت . ) (٤٢اﻟﺒﻘﺮة . ١٣٧ / ) (٤٣اﻧﻈﺮ اﻟﺒﻴﻀﺎوي ﻓﻲ ﺳﺒﺐ ﻧﺰول هﺬﻩ اﻵﻳﺔ .
أدراﺟﻬﻢ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺪﺧﻠﻮا ﻣﻜﺔ ﻋﻠﻲ أن ﻳﺪﺧﻠﻮهﺎ ﻋ ﺎﻣﻬﻢ اﻟﻤﻘﺒ ﻞ ﺣﺰﻧ ﻮا وﻗ ﺎل ﺑﻌﻀ ﻬﻢ :واﷲ ﻣﺎ ﺣﻠﻘﻨﺎ وﻻ ﻗﺼﺮﻧﺎ وﻻ رأﻳﻨﺎ اﻟﺒﻴﺖ .ﻓﻨﺰﻟﺖ اﻵﻳﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ »:ﻟﻘﺪ ﺻﺪق اﷲ رﺳﻮﻟﻪ اﻟﺮؤﻳﺎ ﺼ ﺮﻳﻦ ﻻ ﺧُﻠﻦﱠ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ َ اﻟﺤ ﺮام َ إن ﺷ ﺎء اﷲ ﺁﻣﻨ ﻴﻦ ،ﻣﺤﻠﻘ ﻴﻦ رؤوﺳ ﻜﻢ وﻣ َﻘ ﱢ ﺑ ﺎﻟﺤﻖ ﻟﺘ ﺪ ُ )(٤٤ . ﺗﺨﺎﻓﻮن ،ﻓﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﻠﻤ ﻮا ﻓﺠﻌ ﻞ ﻣ ﻦ دون ذﻟ ﻚ ﻓﺘﺤ ﺎ ﻗﺮﻳﺒ ﺎ )وه ﻮ ﻓ ﺘﺢ ﺧﻴﺒ ﺮ(« وﻟﻤﺎ ﺳﺄﻟﻮا اﻟﻨﺒﻲ ﺑﻌﺪ ﻗﺪوﻣﻪ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ »:أﻟﻢ ﺗﻘﻞ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ إﻧﻚ ﺗﺪﺧﻞ ﻣﻜﺔ ﺁﻣﻨﺎ ؟« آﺎن ﺟﻮاﺑ ﻪ »ﺑﻠ ﻲ .أﻗﻠ ﺖ ﻟﻜ ﻢ »ﻣ ﻦ ﻋ ﺎﻣﻲ ه ﺬا ؟« .ﻗ ﺎﻟﻮا »:ﻻ« .ﻗ ﺎل » :ﻓﻬ ﻮ آﻤ ﺎ ﻗ ﺎل ﻟ ﻲ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم « ) . (٤٥آﺎن ذﻟﻚ ﻓﻲ ذي اﻟﻘﻌﺪة ﺳﻨﺔ ﺳﺖ ﻣﻦ اﻟﻬﺠ ﺮة ،وﻓ ﻲ ﻧﻔ ﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻴﻬﺎ دﺧﻞ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ،آﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﺼﺎدق اﻷﻣ ﻴﻦ ﺑﻨ ﺎءا ﻋﻠ ﻲ رؤﻳ ﺎﻩ ،ﻣﻜ ﺔ ﻣﺤﻠﻘ ﻴﻦ رؤوﺳ ﻬﻢ وﻣﻘﺼ ﺮﻳﻦ ﻻ ﻳﺨ ﺎﻓﻮن ،وذﻟ ﻚ ﺑﻤﻘﺘﻀ ﻲ ﺻ ﻠﺢ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴ ﺔ ﻧﻔﺴ ﻪ ). (٤٦ آ ﺬﻟﻚ وردت ﻓ ﻲ ﺳ ﻮرة »اﻟﻤﻤﺘﺤﻨ ﺔ « ﻧﺒ ﺆة ﺑ ﺄن اﷲ ﺳ ﻴﺠﻌﻞ ﻣ ﻮدة ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﺠ ﺖ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻔ ﺮﻳﻘﻴﻦ اﻟﻌ ﺪاوة واﻟﺒﻐﻀ ﺎء وﺗﻘﻄﻌ ﺖ اﻷواﺻ ﺮ واﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ،وذﻟ ﻚ ﺑﻌ ﺪ أن ﻟ ﱠ ﻋ ُﺪوﱠآﻢ أوﻟﻴ ﺎء ﺗﻠﻘ ﻮن إﻟ ﻴﻬﻢ ﻋ ُﺪوﱢي و َ ﺗﻤﺎﻣﺎ،وﺑﺨﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﻧﺰول ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ» :ﻻ ﺗﺘﺨﺬوا َ ﺑ ﺎﻟﻤﻮدة « ) . (٤٧وﻧ ﺺ اﻟﻨﺒ ﻮءة ه ﻮ »:ﻋﺴ ﻲ اﷲ أن ﻳﺠﻌ ﻞ ﺑﻴ ﻨﻜﻢ وﺑ ﻴﻦ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻋ ﺎدﻳﺘُﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻮدة .واﷲ ﻗﺪﻳﺮ ،واﷲ ﻏﻔﻮر رﺣﻴﻢ « ) . (٤٨وﻗﺪ أﻧﺠﺰ ﻋﺰ ﺷﺄﻧﻪ ﻣﺎ وﻋﺪ ىﻓ ُﻔ ِﺘﺤَﺖ ﻣﻜﺔ و دﺧﻞ اﻟﻤﺸﺮآﻮن اﻹﺳﻼم أﻓﻮاﺟﺎ ،وﺣﻠﺖ اﻟﻤﻮدات ﻣﺤﻞ اﻟﻌﺪاوات ). (٤٩آﻤ ﺎ ﺗﻨ ﱠﺒ ﺄ اﻟﻘ ﺮﺁن اﻟﻜ ﺮﻳﻢ ﻟﻠﻤ ﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﺄﻧ ﻪ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ ﻣﺴ ﺘﺨﻠﻔﻬﻢ ،أي ﻧﺎﺻ ﺮهﻢ و ُﻣ َﺒ ﻮﱢﺋﻬﻢ ﻣﻜﺎﻧ ﺎ ﻗﻴﺎدﻳ ﺎ ﻋﻠﻲ ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺮوﺣﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ووﻋﺪهﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻧﺎﺻ ﺮ دﻳ ﻨﻬﻢ ﻋﻠ ﻲ اﻷدﻳ ﺎن آﻠﱢﻬ ﺎ ،وهﻮ ﻣﺎ ﺗﺤﻘﻖ ﺑﺤﺬاﻓﻴﺮﻩ ﻓﻠﻢ ﺗ ُﻤﺮﱠ إﻻ ﺳﻨﻮن ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻋﻠ ﻲ وﻓ ﺎة ﺳ ﻴﺪﻧﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﺣﺘﻲ آﺎﻧﺖ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ ذات اﻟﻤﺠﺪ اﻟﺘﻠﻴﺪ و اﻟﺘ ﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺮﻳ ﻖ ﻓ ﻲ ﺨ ﺖ اﻟﺸ ﺎم وﻣﺼ ﺮ درﱠﺗ ﺎ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳ ﺔ اﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴ ﺔ ﻣ ﻦ أﻳ ﺪي ﺧﺒ ﺮ آ ﺎن ،وﺣﺘ ﻲ اﻣ ُﺘِﻠ َ اﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴﻴﻦ إﻟﻲ اﻷﺑﺪ ﺑﻤﺸﻴﺌﺔ اﷲ .ﺛﻢ ﻟﻢ ﺗﻤﺮ ﺑﻀﻊ ﻋﺸﺮات أﺧﺮي ﻣﻦ اﻟﺴﻨﻴﻦ ﺣﺘ ﻲ ﺑﻠ ﻎ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن اﻟﺼﻴﻦ ﺷﺮﻗﺎ ،وﺗﻮﻏﻠﻮا ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ اﻟﺠﻨﻮب اﻟﻐﺮﺑﻲ إﻟ ﻲ أن وﺻ ﻠﻮا ﺟﻨ ﻮب ﻓﺮﻧﺴ ﺎ و ﺷ ﻜﻠﻮا رﻋﺒ ﺎ ﻗ ﺎﺗﻼ ﻟﻸوروﺑﻴ ﻴﻦ ﻣﺌ ﺎت ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻨﻴﻦ .وﺑ ﺬﻟﻚ ﺻ ﺪق اﷲ ﺨِﻠ َﻔ ﱠﻨﻬُﻢ ﻓ ﻲ اﻷرض آﻤ ﺎ اﺳ ﺘﺨﻠﻒ ﺴ َﺘ ْ وﻋﺪﻩ »:وﻋﺪ اﷲ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا وﻋﻤﻠﻮا اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت َﻟ َﻴ ْ اﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ،وﻟﻴﻤﻜﻨﻦ ﻟﻬﻢ دﻳﻨﻬﻢ اﻟﺬي ارﺗﻀﻲ ﻟﻬﻢ ،وﻟﻴﺒ ﺪﻟﻨﱠﻬﻢ ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺪ ﺧ ﻮﻓﻬﻢ أﻣﻨ ﺎ ﻖ ﻦ اﻟﺤ ﱢ :ﻳﻌﺒﺪوﻧﻨﻲ ﻻ ﻳﺸﺮآﻮن ﺑﻲ ﺷﻴﺌﺎ « )»، (٥٠هﻮ اﻟ ﺬي أرﺳ ﻞ رﺳ ﻮﻟَﻪ ﺑﺎﻟ ُﻬ ﺪَي ودﻳ ِ ﻈ ِﻬ َﺮ ُﻩ ﻋﻠﻲ اﻟﺪﻳﻦ آﻠﱢﻪ وﻟﻮ آﺮِﻩ اﻟﻤﺸﺮآﻮن « )» ، (٥١هﻮ اﻟﺬي أرﺳ ﻞ رﺳ ﻮﻟﻪ ﺑﺎﻟﻬ ﺪي ﻟ ُﻴ ْ )(٥٢ و دﻳﻦ اﻟﺤﻖ ﻟﻴﻈﻬﺮﻩ ﻋﻠﻲ اﻟﺪﻳﻦ آﻠ ﻪ ،وآﻔ ﻲ ﺑ ﺎﷲ ﺷ ﻬﻴﺪا « .وﻗﺮﻳ ﺐ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺒ ﻮءات اﻟﻤﻨﺘﺸﺮة ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن و اﻟﺘﻲ ﻟﻢ أذآﺮ هﻨﺎ ﺳﻮي ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﺎ ورد ﻓﻴﻪ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺁﻳﺎت ﺗﺘﻌﻠﻖ ) (٤٤اﻟﻔﺘﺢ . ٢٧ / ) (٤٥اﻧﻈﺮ اﻟﺒﻴﻀﺎوي ﻣﺜﻼ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻵﻳﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،واﺑﻦ هﺸﺎم . ٢١٠/٣٠/ ) (٤٦اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم . ٣ / ٤ / ) (٤٧اﻟﻤﻤﺘﺤﻨﺔ . ١ / ) (٤٨اﻟﻤﻤﺘﺤﻨﺔ . ٧ / ) (٤٩اﻧﻈﺮ ،ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ هﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘﻴﻦ ،اﻟﺒﻴﻀﺎوي ﻣﺜﻼ . ) (٥٠اﻟﻨﻮر . ٥٥ / ) (٥١اﻟﺘﻮﺑﺔ . ٣٣ / ) (٥٢اﻟﻔﺘﺢ . ٢٨ /
ﺑﻤﻌﺎرف ﻋﻠﻤﻴﺔ :ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ وﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ وأﺣﻴﺎﺋﻴﺔ )ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ( وﻃﺒﻴ ﺔ وﺗﺸ ﺮﻳﺤﻴﺔ وآﻴﻤﻴﺎﺋﻴ ﺔ وﻃﺒﻴﻌﻴﺔ )ﻓﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ(وﻓﻠﻜﻴﺔ آﺎن ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﺪ ،ﻟﻮ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ رﺳ ﻮل ﻣﺆﻳ ﺪا ﺑ ﺎﻟﻮﺣﻲ اﻹﻟﻬﻲ ،وﻣﺴﺘﺤﻴﻼ آﺬﻟﻚ ﻋﻠﻲ أي إﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻩ ﻓﻲ ﺷﺮق اﻟﻌﺎﻟﻢ و ﻏﺮﺑﻪ و ﺷ ﻤﺎﻟﻪ وﺟﻨﻮﺑﻪ ﺑﻞ و ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﺼﺮﻩ ﺑﻘﺮون ﻃﻮال ،أن ﻳﺤﻠﻢ ﺑﻠ ﻪ أن ﻳﻜ ﻮن ﻋﻠ ﻢ ﺑﻬ ﺎ .وأﻗ ﻞ ﻣ ﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻘﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ه ﻮ ﻣ ﺎ ﺧ ﺮج ﺑ ﻪ اﻟ ﺪآﺘﻮر ﻣ ﻮرﻳﺲ ﺑﻮآ ﺎي اﻟﻄﺒﻴ ﺐ اﻟﻔﺮﻧﺴ ﻲ اﻟﻤﺸ ﻬﻮر ﻣ ﻦ دراﺳ ﺔ اﻟﻜﺘ ﺐ اﻟﺪﻳﻨﻴ ﺔ اﻟﺜﻼﺛ ﺔ :اﻟﺘ ﻮراة وﻹﻧﺠﻴ ﻞ واﻟﻘ ﺮﺁن و اﻟﻤﻘﺎﺑﻠ ﺔ ﺑﻴﻨﻬ ﺎ و ﺑ ﻴﻦ ﺣﻘ ﺎﺋﻖ اﻟﻌﻠ ﻢ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ،إذ ﻗ ﺎل ) :ﻟﻘ ﺪ ﻗﻤ ﺖ أوﻻ ﺑﺪراﺳ ﺔ اﻟﻘ ﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ ،و ذﻟﻚ دون أي ﻓﻜ ﺮ ﻣﺴ ﺒﻖ ﺑﻤﻮﺿ ﻮﻋﻴﺔ ﺗﺎﻣ ﺔ ،ﺑﺎﺣﺜ ﺎ ﻋ ﻦ درﺟ ﺔ اﺗﻔ ﺎق ﻧ ﺺ اﻟﻘ ﺮﺁن وﻣﻌﻄﻴ ﺎت اﻟﻌﻠ ﻢ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ .وآﻨ ﺖ أﻋ ﺮف ﻗﺒ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺪراﺳ ﺔ ،وﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ اﻟﺘﺮﺟﻤ ﺎت أن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻳ ﺬآﺮ أﻧﻮاﻋ ﺎ آﺜﻴ ﺮة ﻣ ﻦ اﻟﻈ ﺎهﺮات اﻟﻄﺒﻴﻌﻴ ﺔ ،وﻟﻜ ﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘ ﻲ آﺎﻧ ﺖ وﺟﻴ ﺰة .وﺑﻔﻀ ﻞ اﻟﺪراﺳ ﺔ اﻟﻮاﻋﻴ ﺔ ﻟﻠ ﻨﺺ اﻟﻌﺮﺑ ﻲ اﺳ ﺘﻄﻌﺖ أن أﺣﻘ ﻖ ﻗﺎﺋﻤ ﺔ أدرآﺖ ﺑﻌ ﺪ اﻻﻧﺘﻬ ﺎء ﻣﻨﻬ ﺎ أن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻻ ﻳﺤﺘ ﻮي ﻋﻠ ﻲ أي ﻣﻘﻮﻟ ﺔ ﻗﺎﺑﻠ ﺔ ﻟﻠﻨﻘ ﺪ ﻣ ﻦ وﺟﻬ ﺔ ﻧﻈ ﺮ اﻟﻌﻠ ﻢ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ( ). (٥٣ﻟ ﻴﺲ ه ﺬا ﻓﺤﺴ ﺐ ،ﺑ ﻞ ﻳﻤﻀ ﻲ اﻟﻄﺒﻴ ﺐ اﻟﻔﺮﻧﺴ ﻲ ﻗ ﺎﺋﻼ ): وﺑ ﻨﻔﺲ اﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﻴﺔ ﻗﻤ ﺖ ﺑ ﻨﻔﺲ اﻟﻔﺤ ﺺ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻌﻬ ﺪ اﻟﻘ ﺪﻳﻢ و اﻷﻧﺎﺟﻴ ﻞ .أﻣ ﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴ ﺒﺔ ﻟﻠﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ هﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻲ أﺑﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻷول ،أي ﺳ ﻔﺮ »اﻟﺘﻜ ﻮﻳﻦ« ،ﻓﻘ ﺪ وﺟﺪت ﻣﻘﻮﻻت ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑ ﻴﻦ أآﺜ ﺮ ﻣﻌﻄﻴ ﺎت اﻋﻠ ﻢ رﺳ ﻮﺧﺎ ﻓ ﻲ ﻋﺼ ﺮﻧﺎ .وأﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﻧﺎﺟﻴﻞ ﻓﻤﺎ ﻧﻜﺎد ﻧﻔﺘﺢ اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻷوﻟﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺘﻲ ﻧﺠﺪ أﻧﻔﺴﻨﺎ دﻓﻌﺔ واﺣ ﺪة ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺧﻄﻴ ﺮة ،وﻧﻌﻨ ﻲ ﺑﻬ ﺎ ﺷ ﺠﺮة أﻧﺴ ﺎب اﻟﻤﺴ ﻴﺢ .وذﻟ ﻚ أن ﻧ ﺺ إﻧﺠﻴ ﻞ ﻣﺘﻲ ﻳﻨﺎﻗﺾ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻠﻲ إﻧﺠﻴﻞ ﻟﻮﻗ ﺎ ،وأن ه ﺬا اﻷﺧﻴ ﺮ ﻳﻘ ﺪم ﻟﻨ ﺎ ﺻ ﺮاﺣﺔ أﻣ ﺮا ﻻ ﻳﺘﻔ ﻖ ﻣ ﻊ اﻟﻤﻌ ﺎرف اﻟﺤﺪﻳﺜ ﺔ اﻟﺨﺎﺻ ﺔ ﺑﻘ ﺪم اﻹﻧﺴ ﺎن ﻋﻠ ﻲ اﻷرض ( ) . (٥٤أﻣ ﺎ اﻟﻨﺘﻴﺠ ﺔ اﻟﺘ ﻲ وﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺪآﺘﻮر ﺑﻮآﺎي ﻓﻬﻲ هﻲ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺬي أﺻ ﺪرﻩ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻋﻠ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻜﺘ ﺐ ﻣﻨ ﺬ أرﺑﻌ ﺔ ﻋﺸ ﺮ ﻗﺮﻧ ﺎ ،وذﻟ ﻚ دون ﻣﺤﻤ ﺪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻻ اﻟﻮﻗ ﺖ وﻻ ﻧﺼ ﻮص اﻟﻜﺘﺎﺑﻴﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ وﻻ اﻟﻤﻘﺪرة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜﻨﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻘﻴ ﺎم ﺑﻤ ﺎ ﻗ ﺎم ﺑ ﻪ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ اﻟﻔﺮﻧﺴ ﻲ ﻣﻦ دراﺳﺔ .اﺳﺘﻤﻊ إﻟ ﻲ ﻣ ﺎ ﻳﻘﻮﻟ ﻪ اﻟ ﺪآﺘﻮر ﺑﻮآ ﺎي ) :إن وﺟ ﻮد ه ﺬﻩ اﻷﻣ ﻮر اﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀ ﺔ وﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺤﺘﻤﻠﻬﺎ اﻟﺘﺼﺪﻳﻖ و ﺗﻠﻚ اﻷﺧﺮي اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﺗﺘﻔ ﻖ واﻟﻌﻠ ﻢ ﻻ ﻳﺒ ﺪو ﻟ ﻲ أﻧﻬ ﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻀﻌﻒ اﻹﻳﻤﺎن ﺑ ﺎﷲ وﻻ ﺗﻘ ﻊ اﻟﻤﺴ ﺌﻮﻟﻴﺔ ﻓﻴﻬ ﺎ إﻻ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺒﺸ ﺮ .وﻻ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ أﺣﺪ أن ﻳﻘﻮل آﻴ ﻒ آﺎﻧ ﺖ اﻟﻨﺼ ﻮص اﻷﺻ ﻠﻴﺔ وﻣ ﺎ ﻧﺼ ﻴﺐ اﻟﺨﻴ ﺎل واﻟﻬ ﻮي ﻓ ﻲ ﻋﻤﻠﻴ ﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮهﺎ ،أو ﻣﺎ ﻧﺼﻴﺐ اﻟﺘﺤﺮﻳﻒ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﻣﻦ ﻗﺒﻞ آﺘﺒﺔ هﺬﻩ اﻟﻨﺼﻮص ،أو ﻣﺎ ﻧﺼﻴﺐ اﻟﺘﻌﺪﻳﻼ ﻏﻴﺮ اﻟﻮاﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ أدﺧﻠﺖ ﻋﻠﻲ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ( ). (٥٥ﺛﻢ ﻳﻌ ﻮد اﻟ ﺪآﺘﻮر ﺑﻮآ ﺎي إﻟ ﻲ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻋ ﻦ دراﺳ ﺘﻪ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴ ﺔ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻘ ﺮﺁن اﻟﻜ ﺮﻳﻢ ﻓﻴﻘ ﻮل ) :أﻣ ﺎ اﻟﺠ ﺰء اﻟﺜﺎﻟ ﺚ )ﻳﻘﺼﺪ:ﻣﻦ آﺘﺎﺑﻪ( ﻓﺴﻴﺠﺪ ﻓﻴ ﻪ اﻟﻘ ﺎرئ أﻣﺜﻠ ﺔ ﺗﻮﺿ ﻴﺤﻴﺔ ﻟﺘﻄﺒﻴ ﻖ اﻟﻌﻠ ﻢ ﻋﻠ ﻲ دراﺳ ﺔ أﺣ ﺪ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻤﻘﺪﺳﺔ و هﻮ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﺘﻮﻗﻊ اﻹﻧﺴﺎن .آﻤﺎ ﺳﻴﺠﺪ اﻟﻘﺎرئ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺑﻴﺎﻧﺎ ﻟﻤﺎ ﻗﺪ ﺟﺎء ﺑ ﻪ اﻟﻌﻠ ﻢ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ،اﻟ ﺬي ه ﻮ ﻓ ﻲ ﻣﺘﻨ ﺎول آ ﻞ ﻳ ﺪ ،ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ ﻓﻬ ﻢ أآﻤ ﻞ ﻟ ﺒﻌﺾ اﻵﻳﺎت اﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﺣﺘﻲ اﻵن ﻣﺴﺘﻐﻠﻘﺔ أو ﻏﻴ ﺮ ﻣﻔﻬﻮﻣ ﺔ .وﻻ ﻋﺠ ﺐ ﻓ ﻲ ه ﺬا إذا )(٥٣ )(٥٤ )(٥٥
ﻋﺮﻓﻨﺎ أن اﻹﺳﻼم ﻗﺪ اﻋﺘﺒ ﺮ داﺋﻤ ﺎ أن اﻟ ﺪﻳﻦ واﻟﻌﻠ ﻢ ﺗﻮأﻣ ﺎن ﻣﺘﻼزﻣ ﺎن ( ). (٥٦و أﻧ ﺎ ،إذ أﺳﺘﺸﻬﺪ ﺑﺎﻟﺪآﺘﻮر ﺑﻮآﺎي ،ﻻ أﻋﻨﻲ أن أﺣﺪا ﻟﻢ ﻳﺴ ﺒﻘﻪ إﻟ ﻲ ﻣﺜ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺪراﺳ ﺔ ،ﻓﺎﻟﻌﻠﻤ ﺎء اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻳﻔﻌﻠﻮن ذﻟﻚ ﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮات اﻟﺴﻨﻴﻦ وﻟﻜﻨﻲ ﻗﺼﺪت أن أﻗﻮل إن اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴ ﺔ ﻟﻠﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ ،وه ﻲ ﺟﺎﻧ ﺐ واﺣ ﺪ ﻓﻘ ﻂ ﻣ ﻦ اﻟﺠﻮاﻧ ﺐ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳ ﺪرس ﻣﻨﻬ ﺎ ه ﺬا اﻟﻜﺘ ﺎب اﻹﻟﻬ ﻲ ،ﻗ ﺪ أدت ﺑﻬ ﺬا اﻟﻌ ﺎﻟﻢ )وﻏﻴ ﺮﻩ آﻤ ﺎ ذآ ﺮت ﻓ ﻲ اﻟﻬ ﺎﻣﺶ اﻟﺴ ﺎﺑﻖ (إﻟ ﻲ اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ دﻳﻦ اﻹﺳﻼم .ه ﺬا ،وﻟﺴ ﺖ أﻧ ﻮي أن أﻧ ﺎﻗﺶ آ ﻞ اﻵﻳ ﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘ ﺔ ﺑ ﺎﻟﻌﻠﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻤﺠﻴﺪ ،ﻓﻤﺎ أآﺜﺮ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣ ﺖ ،آﻤ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ﺁﻧﻔ ﺎ ،ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﻤﻬﻤ ﺔ ،و إن ﻏ ﺎﻟﻲ ﺑﻌﻀ ﻬﺎ ﻓ ﻲ اﻟ ﺮﺑﻂ ﺑ ﻴﻦ ﺣﻘ ﺎﺋﻖ اﻟﻌﻠ ﻢ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ و ﻧﻈﺮﻳﺎﺗ ﻪ وﺑ ﻴﻦ ﺑﻌ ﺾ اﻵﻳ ﺎت ،اﻟﺘ ﻲ ﻳﺼ ﻌﺐ ﻋﻠ ﻲ اﻟ ﺪارس اﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﻲ أن ﻳ ﺮي ﻓﻴﻬ ﺎ ﺷ ﻴﺌﺎ ﻗﺎﻃﻌ ﺎ أو ﻋﻠ ﻲ اﻷﻗ ﻞ واﺿ ﺤﺎ ن ﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻵﻳ ﺎت أﺷ ﻴﺎءا ﻻ وﺟ ﻮد ﻳﺮﺑﻄﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ و َدﻋْﻚ ﻣﻤﻦ ﻳ َﺮ ْو َ ﻟﻬ ﺎ وه ﻢ ﻳﺤﺴ ﺒﻮن أﻧﻬ ﻢ ﻳﺤﺴ ﻨﻮن ﺻ ﻨﻌﺎ ،وإﻧﻤ ﺎ ﺳ ﺄآﺘﻔﻲ ﺑﻤﺠ ﺮد ذآ ﺮ ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ اﻵﻳ ﺎت اﻟﻜﺮﻳﻤ ﺔ ،وراﺟ ﻊ ﺑﻨﻔﺴ ﻚ ﺗﻔﺴ ﻴﺮهﺎ ﻓ ﻲ ﺿ ﻮء ﺣﻘ ﺎﺋﻖ اﻟﻌﻠ ﻢ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ » :وﻳﺴ ﺄﻟﻮﻧﻚ ﻋ ﻦ اﻟﻤﺤﻴﺾ .ﻗﻞ :هﻮ أذي ،ﻓﺎﻋﺘﺰﻟﻮا اﻟﻨﺴﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﺤ ﻴﺾ ،وﻻ ﺗﻘﺮﺑ ﻮهﻦ ﺣﺘ ﻲ ﻳﻄﻬ ﺮن « )» ، (٥٧اﻟﺬي ﻳﺮﺳﻞ اﻟﺮﻳﺎح ﺑﺸﺮا ﺑﻴﻦ ﻳﺪي رﺣﻤﺘﻪ ،ﺣﺘﻲ إذا أﻗﻠﺖ ﺳﺤﺎﺑﺎ ﺛﻘﺎﻻ ﺳﻘﻨﺎﻩ ﻟﺒﻠﺪ ﻣﻴﺖ ﻓﺄﻧﺰﻟﻨﺎ ﺑﻪ اﻟﻤ ﺎء ﻓﺄﺧﺮﺟﻨ ﺎ ﺑ ﻪ ﻣ ﻦ آ ﻞ اﻟﺜﻤ ﺮات « ) »، (٥٨وﻳﻨ ﺰل ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻤﺎء ﻣ ﻦ ﺟﺒﺎل ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﺮد « )» ، (٥٩وإن ﻟﻜﻢ ﻓﻲ اﻷﻧﻌﺎم ﻟﻌﺒﺮة ﻧﺴﻘﻴﻜﻢ ﻣﻤﺎ ﻓﻲ ﺑﻄﻮﻧ ﻪ ﻣ ﻦ ﺑ ﻴﻦ ﻓﺮث ودم ﻟﺒﻨﺎ ﺧﺎﻟﺼﺎ ﺳﺎﺋﻐﺎ ﻟﻠﺸﺎرﺑﻴﻦ «)»، (٦٠وﻟﻘﺪ ﺧﻠﻘﻨﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﻣ ﻦ ﺳ ﻼﻟﺔ ﻣ ﻦ ﻃ ﻴﻦ *ﺛﻢ ﺟﻌﻠﻨﺎﻩ ﻧﻄﻔﺔ ﻓﻲ ﻗﺮار ﻣﻜﻴﻦ *ﺛﻢ ﺧﻠﻘﻨﺎ اﻟﻨﻄﻔﺔ ﻋﻠﻘ ﺔ .ﻓﺨﻠﻘﻨ ﺎ اﻟﻌﻠﻘ ﺔ ﻣﻀ ﻐﺔ .ﻓﺨﻠﻘﻨ ﺎ اﻟﻤﻀﻐﺔ ﻋﻈﺎﻣﺎ ،ﻓﻜﺴﻮﻧﺎ اﻟﻌﻈﺎم ﻟﺤﻤﺎ ،ﺛﻢ أﻧﺸﺄﻧﺎﻩ ﺧﻠﻘﺎ ﺁﺧﺮ ﻓﺘﺒ ﺎرك اﷲ أﺣﺴ ﻦ اﻟﺨ ﺎﻟﻘﻴﻦ « )»، (٦١وﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺎء آﻞ ﺷﺊ ﺣﻲ « )» ، (٦٢وﻳﺨﻠﻘﻜﻢ ﻓﻲ ﺑﻄﻮن أﻣﻬﺎﺗﻜﻢ ﺧﻠﻘﺎ ﻣﻦ ) (٥٦اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ١٤ /وﻗﺪ آﺎﻧﺖ هﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ إﺳﻼم اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ،آﻤﺎ آﺎﻧﺖ دراﺳﺔ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻟﻬﺎ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ إﻋﻼن ﻋﺎﻟﻤﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺷﻬﻴﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ وآﻨﺪا إﺳﻼﻣﻬﻤﺎ أﺛﻨﺎء اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ اﻷول ﻟﻺﻋﺠﺎز اﻟﻄﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن ﻣﻨﺬ أﻳﺎم )ﺷﻬﺮ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ، (١٩٨٥هﺬا اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ اﻟﺬي هﺎﺟﻤﻪ ﺑﻌﺾ اﻷﺳﺎﺗﺬة اﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ اﻟﺬي ﻳﻔﺨﺮون ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺗﺎﺑﻌﻮن ﻣﺨﻠﺼﻮن ﻟﻠﻔﻜﺮ اﻟﻐﺮﺑﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ .وﺑﻬﺬﻩ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ أذآﺮ أﻧﻲ آﻨﺖ أﺗﻨﺎﻗﺶ ﻣﻨﺬ ﻧﺤﻮ ﺳﻨﺔ ﻣﻊ زﻣﻴﻞ ﻟﻪ ﻧﻔﺲ إﺗﺠﺎﻩ هﺆﻻء اﻟﻤﻬﺎﺟﻤﻴﻦ ،وذآﺮت ﻓﻴﻤﺎ ذآﺮت إﺳﻼم اﻷﺳﺘﺎذ رﺟﺎء ﺟﺎرودي ،ﻓﻤﺎ آﺎن ﻣﻨﻪ إﻻ أن ﻋﺰا دﺧﻮﻟﻪ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم إﻟﻲ أﻧﻪ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ دور ﻳﺆدﻳﻪ أو ﻋﻦ ﺷﺊ ﻳﻠﻔﺖ إﻟﻴﻪ اﻷﻧﻈﺎر )ﻻ أدري ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻋﺒﺎراﺗﻪ ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺪور ﺣﻮل هﺬا اﻟﻤﻌﻨﻲ ( ،وآﺄن ﺟﺎرودي ،اﻟﺬي ﻣﻦ اﻟﻤﺆآﺪ أن هﺬا اﻷﺳﺘﺎذ آﺎن ﻳﻔﺨﺮ ﺑﺘﺮدﻳﺪ ﺁراءﻩ و أﻓﻜﺎرﻩ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻌﻠﻦ إﺳﻼﻣﻪ ،آﺎﻧﺖ ﺗﻨﻘﺼﻪ اﻟﺸﻬﺮة وهﻮ اﻟﺬي آﺎن ﻣﻞء اﻟﺴﻤﻊ و اﻟﺒﺼﺮ ،ﻻ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ وﻃﻨﻪ وﺣﺪهﺎ ،ﺑﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ .إﻧﻲ ﻣﺎزﻟﺖ أﺗﺬآﺮ دﻋﻮة »اﻷهﺮام« ﻟﻸﺳﺘﺎذ ﺟﺎرودي ﻓﻲ أﻋﻘﺎب اﻟﻬﺰﻳﻤﺔ اﻟﻨﺎﺻﺮﻳﺔ ﻓﻲ ١٩٦٧م ،و اﻟﻀﺠﺔ اﻟﺘﻲ أﺣﺪﺛﻬﺎ اﻟﻤﺜﻘﻔﻮن ذوو اﻟﻤﻴﻮل اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ أﻣﺜﺎل ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﺣﻮل اﻟﺰاﺋﺮ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ،ودﻋﻮة أﺣﺪهﻢ أﺛﻨﺎء إﺣﺪي ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻷﺳﺘﺎذ ﺟﺎرودي إﻟﻲ ﻋﻘﺪ )زواج ﺳﻌﻴﺪ( ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺎرآﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ آﺎن هﺬا اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ أﺣﺪ آﻬﻨﺘﻬﺎ اﻟﻜﺒﺎر ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ،وﺑﻴﻦ اﻹﺳﻼم .إن هﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﺬي اﺗﺨﺬﻩ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﻣﻦ اﻷﺳﺘﺎذ ﺟﺎرودي ﺑﻌﺪ إﻋﻼﻧﻪ إﺳﻼﻣﻪ ﻟﻴﺬآﺮﻧﻲ ﺑﻤﻮﻗﻒ ﻳﻬﻮد اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺳﻼم ،وآﺎن أﺣﺪ أﺣﺒﺎرهﻢ اﻟﻜﺒﺎر اﻟﻤﺤﺘﺮﻣﻴﻦ ،ﻓﻘﺪ أﺛﻨﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻴﺮ اﻟﺜﻨﺎء ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻟﻬﻢ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﺈﻳﻌﺎز ﻣﻨﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻇﻬﺮ ﻟﻬﻢ اﺑﻦ ﺳﻼم ،وآﺎن ﻣﺨﺘﻔﻴﺎ ﻓﻲ اﺛﻨﺎء ذﻟﻚ ،وﻧﻄﻖ أﻣﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎدﺗﻴﻦ اﻧﻘﻠﺒﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺴﺒﻮﻧﻪ ﺳﺒﺎ ﻣﻮﺟﻌﺎ .وﻏﻨﻲ ﻋﻦ اﻟﻘﻮل أﻧﻲ ﻻ أزآﻲ ﻋﻠﻲ اﷲ أﺣﺪا ،وﻟﻜﻨﻲ ﻓﻘﻂ أردت اﺳﺘﺨﻼص اﻟﻌﺒﺮة . ) (٥٧اﻟﺒﻘﺮة . ٢٢٢ / ) (٥٨اﻷﻋﺮاف . ٥٧ / ) (٥٩اﻟﻨﻮر . ٤٤ / ) (٦٠اﻟﻨﺤﻞ . ٦٦ / ) (٦١اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن . ١٤ – ١٣ / ) (٦٢اﻷﻧﺒﻴﺎء . ٣٠ /
ﺑﻌﺪ ﺧﻠﻖ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺎت ﺛﻼث «)» ، (٦٣واﻟﺸ ﻤﺲ ﺗﺠ ﺮي ﻟﻤﺴ ﺘﻘﺮ ﻟﻬ ﺎ .ذﻟ ﻚ ﺗﻘ ﺪﻳﺮ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ اﻟﻌﻠ ﻴﻢ *واﻟﻘﻤ ﺮ ﻗ ﺪرﻧﺎﻩ ﻣﻨ ﺎزل ﺣﺘ ﻲ ﻋ ﺎد آ ﺎﻟﻌﺮﺟﻮن اﻟﻘ ﺪﻳﻢ *ﻻ اﻟﺸ ﻤﺲ ﻳﻨﺒﻐ ﻲ ﻟﻬ ﺎ أن ﺗﺪرك اﻟﻘﻤﺮ وﻻ اﻟﻠﻴﻞ ﺳ ﺎﺑﻖ اﻟﻨﻬ ﺎر .وآ ﻞ ﻓ ﻲ ﻓﻠ ﻚ ﻳﺴ ﺒﺤﻮن « ) » (٦٤ﻓﻠﻴﻨﻈ ﺮ اﻹﻧﺴ ﺎن ﻣﻤﺎ ﺧﻠﻖ * ﺧﻠﻖ ﻣﻦ ﻣﺎء داﻓﻖ *ﻳﺨﺮج ﻣ ﻦ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺼ ﻠﺐ واﻟﺘﺮاﺋ ﺐ « ). (٦٥وﻟﻨﻌ ﺪ ﻣ ﺮة ﺛﺎﻧﻴﺔ إﻟﻲ اﻟﺪآﺘﻮر ﺑﻮآ ﺎي ،اﻟ ﺬي ﻳﻘ ﻮل»:وﻣ ﻦ اﻟﺜﺎﺑ ﺖ ﻓﻌ ﻼ أﻧ ﻪ ﻓ ﻲ ﻓﺘ ﺮة ﺗﻨﺰﻳ ﻞ اﻟﻘ ﺮﺁن ...آﺎﻧﺖ اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ رآﻮد ﻣﻨ ﺬ ﻋ ﺪة ﻗ ﺮون ،آﻤ ﺎ أن ﻋﺼ ﺮ اﻟﺤﻀ ﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻨﺸﻂ ﻣﻊ اﻻزدهﺎر اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﺬي واآﺒﻬﺎ آﺎن ﻻﺣﻘﺎ ﻟﻨﻬﺎﻳ ﺔ ﺗﻨﺰﻳ ﻞ اﻟﻘ ﺮﺁن .إن اﻟﺠﻬﻞ وﺣﺪﻩ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻤﻌﻄﻴﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ هﻮ اﻟﺬي ﻳﺴ ﻤﺢ ﺑﺘﻘ ﺪﻳﻢ اﻻﻗﺘ ﺮاح اﻟﻐﺮﻳ ﺐ اﻟﺬي ﺳﻤﻌﺖ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺼﻮﻏﻮﻧﻪ أﺣﻴﺎﻧﺎ واﻟﺬي ﻳﻘﻮل إﻧﻪ إذا آﺎن اﻟﻘﺮﺁن ﻓﻴﻪ دﻋﺎوي ذات ﺻﻔﺔ ﻋﻠﻤﻴ ﺔ ﻣﺜﻴ ﺮة ﻟﻠﺪهﺸ ﺔ ﻓﺴ ﺒﺐ ذﻟ ﻚ ه ﻮ ﺗﻘ ﺪم اﻟﻌﻠﻤ ﺎء اﻟﻌ ﺮب ﻋﻠ ﻲ ﻋﺼ ﺮهﻢ ،وإن ﻣﺤﻤﺪا ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﻗ ﺪ اﺳ ﺘﻠﻬﻢ دراﺳ ﺎﺗﻬﻢ .إن ﻣ ﻦ ﻳﻌ ﺮف ،وﻟ ﻮ ﻳﺴ ﻴﺮا ،ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﺳﻼم ﻳﻌﺮف أﻳﻀﺎ أن ﻋﺼ ﺮ اﻻزده ﺎر اﻟﺜﻘ ﺎﻓﻲ و اﻟﻌﻠﻤ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑ ﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺮون اﻟﻮﺳﻄﻲ ﻻﺣﻘﺎ ﻟﻤﺤﻤﺪ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ وﻟ ﻦ ﻳﺴ ﻤﺢ ﻟﻨﻔﺴ ﻪ ﺑﺈﻗﺎﻣ ﺔ ﻣﺜ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟ ﺪﻋﺎوي اﻟﻮهﻤﻴ ﺔ .ﻓ ﻼ ﻣﺤ ﻞ ﻷﻓﻜ ﺎر ﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﻨ ﻮع ،وﺧﺎﺻ ﺔ أن ﻣﻌﻈ ﻢ اﻷﻣ ﻮر اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﻤ ﻮﺣﻲ ﺑﻬ ﺎ أو اﻟﻤﺼ ﻮﻏﺔ ﺑﺸ ﻜﻞ ﺑ ﻴﻦ ﺗﻤﺎﻣ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻟ ﻢ ﺗﺘﻠ ﻖ اﻟﺘﺄﻳﻴ ﺪ إﻻ ﻓ ﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ .ﻣﻦ هﻨﺎ ﻧﺪرك آﻴ ﻒ أن ﻣﻔﺴ ﺮي اﻟﻘ ﺮﺁن )ﺑﻤ ﺎ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ﻣﻔﺴ ﺮو ﻋﺼ ﺮ اﻟﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻌﻈﻴﻢ (ﻗ ﺪ أﺧﻄ ﺄوا ﺣﺘﻤ ﺎ وﻃﻴﻠ ﺔ ﻗ ﺮون ﻓ ﻲ ﺗﻔﺴ ﻴﺮ ﺑﻌ ﺾ اﻵﻳ ﺎت اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﻢ أن ﻳﻔﻄﻨﻮا إﻟﻲ ﻣﻌﻨﺎه ﺎ اﻟ ﺪﻗﻴﻖ ( ). (٦٦وهﻨ ﺎ ﻧﺼ ﻞ إﻟ ﻲ اﻻﻳ ﺎت اﻟﺘﻲ ذآﺮت ﺁﻧﻔﺎ أﻧﻨﻲ أﺣﺐ أن أﺳﺘﺄﻧﻲ ﻋﻨ ﺪهﺎ ﻗﻠ ﻴﻼ ،ﻓﻘ ﺪ وﺟ ﺪت ﻓ ﻲ اﻟﺘﻔﺎﺳ ﻴﺮ اﻟﻘ ﺪﻳﻢ ﻣ ﺎ ﻳﺆآﺪ هﺬا اﻟﺬي ﻳﻘﻮل اﻟﺪآﺘﻮر ﺑﻮآﺎي :ﻓﻔﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ »:وأوﺣﻲ رﺑﻚ إﻟﻲ اﻟﻨﺤﻞ أن اﺗﺨ ﺬي ﻣ ﻦ اﻟﺠﺒ ﺎل ﺑﻴﻮﺗ ﺎ وﻣ ﻦ اﻟﺸ ﺠﺮ وﻣﻤ ﺎ ﻳﻌﺮﺷ ﻮن *ﺛ ﻢ آﻠ ﻲ ﻣ ﻦ آ ﻞ اﻟﺜﻤ ﺮات ﻓﺎﺳﻠﻜﻲ ﺳﺒﻞ رﺑﻚ ذﻟﻼ ﻳﺨ ﺮج ﻣ ﻦ ﺑﻄﻮﻧﻬ ﺎ ﺷ ﺮاب ﻣﺨﺘﻠ ﻒ أﻟﻮاﻧ ﻪ ،ﻓﻴ ﻪ ﺷ ﻔﺎء ﻟﻠﻨ ﺎس « ) (٦٧ﻳﻘ ﻮل اﻟﺸ ﺮﻳﻒ اﻟﺮﺿ ﻲ »:واﻟﻌﺴ ﻞ ﻋﻨ ﺪ اﻟﻤﺤﻘﻘ ﻴﻦ ﻏﻴ ﺮ ﺧ ﺎرج ﻣ ﻦ ﺑﻄ ﻮن اﻟﻨﺤ ﻞ ،وإﻧﻤﺎ ﺗﻨﻘﻠﻪ ﺑﺄﻓﻮاهﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻗﻄﻪ وﻣﻮاﻗﻌﻪ ﻣﻦ أوراق اﻷﺷﺠﺎر وأﺿﻐﺎث اﻟﻨﺒ ﺎت ،ﻷﻧ ﻪ ﻳﺴﻘﻂ آﺴﻘﻮط اﻟﻨﺪي ﻓﻲ أﻣﺎآﻦ ﻣﺨﺼﻮﺻﺔ و ﻋﻠﻲ أوﺻﺎف ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ .واﻟﻨﺤ ﻞ ﺗﺘﺒ ﻊ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻤﺴﺎﻗﻂ وﺗﻌﺎهﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻮاﻗﻊ ﻓﺘﻨﻘﻞ اﻟﻌﺴﻞ ﺑﺄﻓﻮاهﻬﺎ إﻟ ﻲ آﻮراﺗﻬ ﺎ واﻟﻤﻮاﺿ ﻊ اﻟﻤﻌ ﺪة ﻟ ﻪ ،ﻓﻘﺎل ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ »:ﻳﺨ ﺮج ﻣ ﻦ ﺑﻄﻮﻧﻬ ﺎ «.واﻟﻤ ﺮاد »ﻣ ﻦ ﺟﻬ ﺔ ﺑﻄﻮﻧﻬ ﺎ «،وﺟﻬ ﺔ ﺑﻄﻮﻧﻬ ﺎ أﻓﻮاهﻬ ﺎ .وه ﺬا ﻣ ﻦ ﻏﻤ ﻮض ه ﺬا اﻟﺒﻴ ﺎن وﺷ ﺮاﺋﻒ ه ﺬا اﻟﻜ ﻼم « ). (٦٨ﻓ ﺎﻧﻈﺮ آﻴ ﻒ أن اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻤﺤﻘﻘﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ اﻟﺸﺮﻳﻒ اﻟﺮﺿﻲ )اﻟﻘ ﺮن اﻟﺨ ﺎﻣﺲ اﻟﻬﺠ ﺮي( ﻳﻘ ﺮرون أن اﻟﻌﺴﻞ ﻻ ﻳﺨﺮج ﻣﻦ ﺑﻄﻮن اﻟﻨﺤﻞ وﻣﻦ ﺛ ّﻢ ﻋ ﱠﺪ ه ﻮ ﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ » :ﻳﺨ ﺮج ﻣ ﻦ ﺑﻄﻮﻧﻬ ﺎ ﺷ ﺮاب «.....ﻣﺠ ﺎزا ﻣ ﻦ ﻣﺠ ﺎزات اﻟﻘ ﺮﺁن ،اﻟﺘ ﻲ أدار ﻋﻠﻴﻬ ﺎ آﺘﺎﺑ ﻪ اﻟ ﺬي اﻗﺘﺒﺴ ﻨﺎ ﻣﻨ ﻪ
) (٦٣اﻟﺰﻣﺮ . ٦ / ) (٦٤ﻳﺲ . ٤٠ – ٣٨ / ) (٦٥اﻟﻄﺎرق . ٧ – ٥ / ) (٦٦ﻣﻮرﻳﺲ ﺑﻮآﺎي . ١٤٦ – ١٤٥ / ) (٦٧اﻟﻨﺤﻞ . ٦٩ – ٦٨ / ) (٦٨ﺗﻠﺨﻴﺺ اﻟﺒﻴﺎن ﻓﻲ ﻣﺠﺎزات اﻟﻘﺮﺁن . ١٩٣ /
اﻟ ﻨﺺ اﻟﺴ ﺎﺑﻖ .واﻟﺼ ﻮاب ه ﻮ ﻣ ﺎ ﻗﺎﻟ ﻪ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻣ ﻦ أن اﻟﻌﺴ ﻞ ﻳﺨ ﺮج ﻓﻌ ﻼ ﻣ ﻦ ﺑﻄ ﻮن اﻟﻨﺤﻞ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤﻊ اﻟﺮﺣﻴﻖ و ﻳﺘﺤﻮل ﻓﻲ ﻣﻌﺪﺗﻬﺎ إﻟﻲ ﻋﺴﻞ ﺗﻘﻮم ﺑﺈﻓﺮازﻩ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ). (٦٩ وﻓ ﻲ ﺧﻄ ﺄ ﻣﺸ ﺎﺑﻪ ﻳﻘ ﻊ اﻹﻣ ﺎم اﻟﺒ ﺎﻗﻼﻧﻲ ،إذ ﻳﻌ ﱡﺪ ﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ »:واﷲ ﺧﻠ ﻖ آ ﻞ داﺑ ﺔ ﻣ ﻦ ﻣﺎء« ) (٧٠ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ،ﻓﻘﺪ ﻇﻦ أن اﻟﻘ ﺮﺁن ﺣﻴﻨﻤ ﺎ ﻗ ﺎل إن آ ﻞ اﻟ ﺪواب ﻣﺨﻠﻮﻗﺔ ﻣﻦ ﻣﺎء ﻟﻢ ﻳﻘﺼﺪ أﻧﻬﺎ آﻠﻬﺎ آﺬﻟﻚ ﺑﻞ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻘﻂ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻋﻤﻢ اﻟﻘﻮل .ﻓﻤﺎذا ﻳﻘﻮل ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ ،اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮا هﺬﻩ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺑﺤﺜﺎ ؟ ﻳﻘﻮﻟﻮن إن )اﻟﺜﺎﺑﺖ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳ ﺪ أن أﺻﻞ اﻟﺤﻴﺎة ﻣ ﺎﺋﻲ ،و أن اﻟﻤ ﺎء ه ﻮ اﻟﻌﻨﺼ ﺮ اﻷول اﻟﻤﻜ ﻮن ﻟﻜ ﻞ ﺧﻠﻴ ﺔ ﺣﻴ ﺔ ،ﻓ ﻼ ﺣﻴ ﺎة ﻣﻤﻜﻨﺔ ﺑﻼ ﻣﺎء .وإذا ﻣﺎ ﻧﻮﻗﺸﺖ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺤﻴﺎة ﻋﻠﻲ آﻮآﺐ ﻣﺎ ﻓﺈن أول ﺳﺆال ﻳﻄﺮح هﻮ :أﻳﺤﺘ ﻮي ه ﺬا اﻟﻜﻮآ ﺐ ﻋﻠ ﻲ آﻤﻴ ﺔ آﺎﻓﻴ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺎء ﻟﻠﺤﻴ ﺎة ﻋﻠﻴ ﻪ ؟( ). (٧١واﻟﻄﺮﻳ ﻒ أن اﻟﺒﺎﻗﻼﻧﻲ ﻗﺪ ﻗﺎل ذﻟﻚ دﻓﺎﻋﺎ ﻋﻤﺎ ﻇﻨﻪ اﻟﻤﻠﺤﺪون ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻩ ﻣﻄﻌﻨ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮﺁن اﻟﻜ ﺮﻳﻢ ، ﻞ دا ﱠﺑ ﺔ ﻣ ﻦ ﻣ ﺎء « .ﻗ ﺎل اﻟﻤﻠﺤ ﺪون وهﺬا ﻧﺺ آﻼﻣ ﻪ »:ﻗﻮﻟ ﻪ ﻋ ﺰ وﺟ ﻞ »:واﷲ ﺧﻠ ﻖ آ ﱠ :وﻓﻲ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ إﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ وﺟﻮﻩ :أﺣﺪهﺎ أﻧﻪ ﺧﻠﻖ آﻞ داﺑﺔ ﻣ ﻦ ﻣ ﺎء ،وﻟ ﻴﺲ اﻷﻣ ﺮ آ ﺬﻟﻚ ﻞ« ﻻ ﻳﻘﺘﻀ ﻲ ﺨﻠَﻖ ﻣﻦ ﺑﻴﺾ وﺗﺮاب و ﻧﻄﻔ ﺔ ...واﻟﺠ ﻮاب أن ﻗﻮﻟ ﻪ »:آ ّ ،ﻷن ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ُﻳ ْ اﺳ ﺘﻐﺮاق اﻟﺠ ﻨﺲ ﺑ ﻞ ه ﻮ ﺻ ﺎﻟﺢ ﻟﻠﺘﻌﻤ ﻴﻢ و اﻟﺘﺨﺼ ﻴﺺ .وﻟ ﻮ ﺛﺒ ﺖ اﻟﻌﻤ ﻮم ﻟﺠ ﺎز ﺗﺨﺼﻴﺼﻪ،إذ ﻋﻠﻤﻨﺎ أن ﻣﻦ اﻟﺪواب ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺨﻠﻖ ﻣ ﻦ ﻣ ﺎء .ﻋﻠ ﻲ أن ﻣ ﻦ اﻟﻨ ﺎس ﻣ ﻦ ﻳﻘ ﻮل :أﺻﻞ اﻷﺷﻴﺎء آﻠﻬﺎ أرﺑﻌﺔ :اﻟﻤﺎء واﻟﻬﻮاء واﻟﻨﺎر و اﻷرض ،وآﻞ داﺑﺔ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺑﻠﱠﺔ و رﻃﻮﺑ ﺔ« ) . (٧٢و اﻵﻳﺘ ﺎن اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺘﺎن وﺗﻌﻠﻴ ﻖ اﻟﺸ ﺮﻳﻒ اﻟﺮﺿ ﻲ و اﻹﻣ ﺎم اﻟﺒ ﺎﻗﻼﻧﻲ ن ه ﺬﻳﻦ اﻟﻌ ﺎﻟﻤﻴﻦ ﻗ ﺪ أﺗﻴ ﺎ ﺑﻌ ﺪ ﺳ ﻴﺪﻧﺎ ﻋﻠﻴﻬﻤ ﺎ ﻻ ﺗﺤﺘ ﺎج إﻟ ﻲ ﺗﻌﻘﻴ ﺐ ،اﻟﻠﻬ ﻢ إﻻ اﻟﻘ ﻮل ﺑ ﺄ ّ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة و اﻟﺴ ﻼم ﺑﻌ ﺪة ﻗ ﺮون أﺣ ﺮز اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن أﺛﻨﺎءه ﺎ ﺗﻘ ﺪﻣﺎ ه ﺎﺋﻼ ﺟ ﺪا ﺑﺎﻟﻘﻴﺎس إﻟﻲ ﻣﻌﺎرف اﻟﻌﺮب واﻟﻌﺎﻟﻢ آﻠ ﻪ ﻓ ﻲ ﻋﺼ ﺮ اﻟﺮﺳ ﻮل ،وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻓ ﺎﻟﻘﺮﺁن ﻋﻠ ﻲ ﺻﻮاب و هﺬان اﻟﻌﺎﻟﻤﺎن اﻟﺬان ﻳﻌﻜﺴﺎن ﻣﻌﺎرف ﻋﺼﺮﻳﻬﻤﺎ هﻤ ﺎ اﻟﻤﺨﻄﺌ ﺎن .وﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻧﻠﺤﻖ ﺑﻬﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘﻴﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ »:ﻓﻤﻦ ﻳﺮد اﷲ أن ﻳﻬﺪﻳﻪ ﻳﺸﺮح ﺻﺪرﻩ ﻟﻺﺳﻼم ،وﻣ ﻦ ﺼ ﻌﺪ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻤﺎء « )، (٧٣ﻓﻘ ﺪ ﻓﺴ ﺮ ﻳ ﺮد أن ﻳﻀ ﻠﻪ ﻳﺠﻌ ﻞ ﺻ ﺪرﻩ ﺿ ﻴﻘﺎ ﺣﺮﺟ ﺎ آﺄﻧﻤ ﺎ ﻳ ّ اﻟﺒﻴﻀ ﺎوي ،وه ﻮ ﻣﻔﺴ ﺮ ﻣﺘ ﺄﺧﺮ ﻧﺴ ﺒﻴﺎ )إذ ﻋ ﺎش ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮن اﻟﺜ ﺎﻣﻦ اﻟﻬﺠ ﺮي( ،ﻋﺒ ﺎرة ﺼﻌَﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء« ﻋﻠﻲ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ »:ﺷﺒﻬﻪ )أي ﺷ ﺒﻪ اﷲ ﻣ ﻦ ﻳﺮﻳ ﺪ أن ﻳﻀ ﻠﻪ »آﺄﻧﻤﺎ ﻳ ﱠ ( ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺿﻴﻖ ﺻﺪرﻩ ﺑﻤﻦ ﻳﺰاول ﻣ ﺎ ﻻ ﻳﻘ ﺪر ﻋﻠﻴ ﻪ ،ﻓ ﺈن ﺻ ﻌﻮد اﻟﺴ ﻤﺎء ﻣﺜ ﻞ ﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﺒﻌﺪ ﻋ ﻦ اﻻﺳ ﺘﻄﺎﻋﺔ .وﻧﺒ ﻪ ﺑ ﻪ ﻋﻠ ﻲ أن اﻹﻳﻤ ﺎن ﻳﻤﺘﻨ ﻊ ﻣﻨ ﻪ آﻤ ﺎ ﻳﻤﺘﻨ ﻊ اﻟﺼ ﻌﻮد .وﻗﻴ ﻞ ﻣﻌﻨﺎﻩ آﺄﻧﻤﺎ ﻳﺘﺼﺎﻋﺪ إﻟﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻧﺒﻮّا ﻋﻦ اﻟﺤﻖ و ﺗﺒﺎﻋﺪا ﻓﻲ اﻟﻬ ﺮب ﻣﻨ ﻪ « .أﻣ ﺎ ﺗﻔﺴ ﻴﺮ اﻵﻳﺔ ﻓﻲ ﺿ ﻮء ﻣﻜﺘﺸ ﻔﺎت اﻟﻌﻠ ﻢ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒ ﻲ ﻓﻬ ﻮ أن اﻟ ﺬي ﻳﻀ ﻠﻪ اﷲ ﻳﺸ ﻌﺮ ﺑ ﻨﻔﺲ ﺿ ﻴﻖ اﻟﺼ ﺪر اﻟ ﺬي ﻳﺤﺴ ﻪ اﻟﺼ ﺎﻋﺪ ﻓ ﻲ ﻃﺒﻘ ﺎت اﻟﺠ ﻮ اﻟﻌﻠﻴ ﺎ ﺣﻴ ﺚ اﻟﻬ ﻮاء ﻣﺨﻠﺨ ﻞ ﻓ ﻼ ﺗﺠ ﺪ اﻟﺮﺋﺘﺎن آﻔﺎﻳﺘﻬﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻬﻮاء واﻷوآﺴﻮﺟﻴﻦ ) . (٧٤وأﻧ ﺎ ،وإن ﻟ ﻢ أآ ﻦ ﻣﺘﺨﺼﺼ ﺎ ﻓ ﻲ أي ) (٦٩اﻧﻈﺮ ﻣﺎدة »ﻋﺴﻞ اﻟﻨﺤﻞ « ﻓﻲ »اﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ « .أﻣﺎ اﻟﺒﻴﻀﺎوي ،وهﻮ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻋﻦ اﻟﺸﺮﻳﻒ اﻟﺮﺿﻲ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﻗﺮون ،ﻓﻬﻮ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﺎﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻠﻌﺒﺎرة ،ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺬآﺮ أﻳﻀﺎ اﻟﺮأي اﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﻌﻘﻴﺐ . ) (٧٠اﻟﻨﻮر . ٤٥ / ) (٧١ﻣﻮرﻳﺲ ﺑﻮآﺎي . ٢١٢ /واﻧﻈﺮ آﺬﻟﻚ ﺗﻔﺴﻴﺮ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻓﻲ »اﻟﻤﻨﺘﺨﺐ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ« واﻟﺘﻌﻠﻴﻖ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ أﺳﻔﻞ اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ هﺬا اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ . )» (٧٢ﻧﻜﺖ اﻻﻧﺘﺼﺎر ﻟﻨﻘﻞ اﻟﻘﺮﺁن« ﻟﻠﺒﺎﻗﻼﻧﻲ . ٢٠٢ / ) (٧٣اﻷﻧﻌﺎم . ١٢٥ / ) (٧٤اﻧﻈﺮ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻧﺒﻲ . ٢٨٧/
ﻓﺮع ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻲ ّ أن أواﻓﻖ اﻟﺪآﺘﻮر ﻣﻮرﻳﺲ ﺑﻮآﺎي اﻟ ﺬي ﻳﺆآ ﺪ أن هﺬﻩ اﻵﻳ ﺔ ﺗﻌﺒ ﺮ ﻋ ﻦ ﻓﻜ ﺮة ﻋﺎدﻳ ﺔ ﺗﻤﺎﻣ ﺎ واﻟ ﺬي ﻳﺨ ﺎﻟﻒ ﻣ ﻦ ﻳﻘﻮﻟ ﻮن أن ﻓﻜ ﺮة ﺿ ﻴﻖ اﻟﺘ ﻨﻔﺲ آﺎﻧ ﺖ ﻣﻮﺟ ﻮدة ﻋﻨ ﺪ اﻟﻌ ﺮب ﻓ ﻲ ﻋﺼ ﺮ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ،ﻷن وﺟ ﻮد ﻣﺮﺗﻔﻌﺎت ﻋﺎﻟﻴ ﺔ ﺗﺮﺑ ﻮ ﻋﻠ ﻲ ٣٥٠٠ﻣﺘ ﺮ ﻓ ﻲ ﺷﻀ ﺒﻪ اﻟﺠﺰﻳ ﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ ﻳﺠﻌ ﻞ ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ،ﻓﻲ رأﻳﻪ ،اﻟﻘﻮل ﺑﺠﻬﻞ ﺻﻌﻮﺑﺔ اﻟﺘﻨﻔﺲ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋ ﻦ اﻻرﺗﻔ ﺎع ) . (٧٥وﺗ ﻨﻬﺾ ﻣﺨ ﺎﻟﻔﺘﻲ ﻟﻠ ﺪآﺘﻮر ﺑﻮآ ﺎي ﻋﻠ ﻲ أﺳ ﺎس أن اﻵﻳ ﺔ ﺗﺘﺤ ﺪث ﻋ ﻦ »اﻟﺘﺼ ﻌﺪ« ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻤﺎء ، وهﻮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺘ ﺎح ﻷي إﻧﺴ ﺎن ﻓ ﻲ ﻋﺼ ﺮ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم )ﺑﻐ ﺾ اﻟﻨﻈ ﺮ ﻋ ﻦ ﺣﺎدث اﻟﻤﻌﺮاج (وﻻ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪﻩ ﺑﺒﻀﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻗﺮﻧﺎ ،ﻻ »اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ ﻓ ﻲ اﻟﺠﺒ ﺎل« آﻤ ﺎ ﻳﻔﻴ ﺪ آﻼﻣﻪ .آﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم آﻤﺎ ﻧﻌﺮف ﻣﻦ ﺳﻴﺮﺗﻪ اﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ،ﻟﻢ ﻳﺼ ﻌﺪ ﻏﻴ ﺮ ﺟﺒﻠﻲ ﺣﺮاء وﺛﻮر :أوﻟﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة اﻟﺘﺤﻨﺚ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻲ اﻟﺒﻌﺜﺔ ،و اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ هﻮ و أﺑﻲ ﺑﻜﺮ إﻟﻲ ﻳﺜﺮب .وﻟﻢ ﺗﺮد ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة أﻳﺔ إﺷ ﺎرة ،وﻟ ﻮ ﻣ ﻦ ﺑﻌﻴ ﺪ ،إﻟ ﻲ أي أﺛ ﺮ ﻟﻬ ﺬا اﻟﺼﻌﻮد ﻋﻠﻲ ﺟﻬﺎزﻩ اﻟﺘﻨﻔﺴﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم .وﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ أن اﻟﺮﺳﻮل ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﻗﺪ زار ﺻﻨﻌﺎء ،اﻟﺘﻲ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺪآﺘﻮر ﺑﻮآ ﺎي ). (٧٦ﺑ ﻞ إﻧ ﻲ أﺳ ﺘﺒﻌﺪ أن ﻳﻜ ﻮن ﺳ ﻜﺎن ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﺪن اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻌﺼﺮ ،ﺣﺘﻲ ﻟﻮ آﺎﻧﻮا أﺣﺴﻮا ﺑﺸﺊ ﻣﻦ هﺬا ،ﻗ ﺪ ﺗﻨﺒﻬ ﻮا إﻟﻲ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﺬﻟﻚ .وأﺣﺐ أن أآﺮر اﻟﻘﻮل آ ﻲ ﻻ ﻧﻨﺴ ﻲ إن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻳﺘﺤ ﺪث ﻋ ﻦ »اﻟﺘﺼﻌﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء« ﻻ »اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ ﻓﻲ اﻟﺠﺒﺎل« .ﺛ ﻢ ه ﺎهﻲ ذي آﺘ ﺐ اﻟﺘﻔﺴ ﻴﺮ اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ ﺗﻘﻮل إن اﻟﻤﻘﺼﻮد أن اﻟﻜﺎﻓﺮ اﻟﺬي أﻏﻠ ﻖ ﻗﺒ ﻪ ﻳﺴ ﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻹﻳﻤ ﺎن آﻤ ﺎ ﻳﺴ ﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠ ﻲ أي ﺑﺸﺮ أن ﻳﺼﻌﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ،وهﻮ ﻣﺎ ﻳ ﺪل دﻻﻟ ﺔ ﻗﺎﻃﻌ ﺔ ﻋﻠ ﻲ أن ﻓﻜ ﺮة ﺿ ﻴﻖ اﻟﺘ ﻨﻔﺲ اﻟﻤﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ ﻟﺪي هﺆﻻء اﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ آﺎﻧﻮا ﺑﻼ ﺷﻚ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓ ﻲ ﻇ ﻞ ﺣﻀ ﺎرة ﻣﺘﻘﺪﻣ ﺔ أﻋﻈ ﻢ اﻟﺘﻘ ﺪم ﺑﺎﻟﻘﻴ ﺎس إﻟ ﻲ اﻟﺤﻴ ﺎة اﻟﺒﺪاﺋﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ آ ﺎن ﻳﺤﻴﺎه ﺎ ﻋ ﺮب اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ و ﻋﺼﺮ اﻟﻤﺒﻌﺚ . وﺛﻤﺔ ﺁﻳﺔ أﺧﺮي أراﻧﻲ ،رﻏﻢ ﻋﺪم ﺗﺨﺼﺼ ﻲ آﻤ ﺎ ﺳ ﻠﻒ ﻓ ﻲ أي ﻣ ﻦ اﻟﻌﻠ ﻮم اﻟﻄﺒﻴﻌﻴ ﺔ ، ﻣﻀ ﻄﺮا إﻟ ﻲ أن أﺧ ﺎﻟﻒ ﻓ ﻲ ﺗﻔﺴ ﻴﺮهﺎ اﻟ ﺪآﺘﻮر ﺑﻮآ ﺎي ،اﻟ ﺬي ﻳﻜ ﺮر آ ﻼم اﻟﻤﻔﺴ ﺮﻳﻦ اﻟﻘ ﺪاﻣﻲ ﺑﺸ ﺄﻧﻬﺎ ،و ه ﻲ ﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ »:وه ﻮ اﻟ ﺬي ﻣ ﺮج اﻟﺒﺤ ﺮﻳﻦ :ه ﺬا ﻋ ﺬب ﻓ ﺮت ، وهﺬا ﻣﻠﺢ أﺟﺎج ،وﺟﻌﻞ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺑﺮزﺧﺎ وﺣﺠﺮا ﻣﺤﺠ ﻮرا « ) . (٧٧وه ﺬا ﻧ ﺺ آﻼﻣ ﻪ »: ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻈ ﺎهﺮة اﻟﺘ ﻲ آﺜﻴ ﺮا ﻣ ﺎ ﺗﺸ ﺎهﺪ ﻋﻨ ﺪ ﻋ ﺪم اﻻﺧ ﺘﻼط اﻟﻔ ﻮري ﻟﻤﻴ ﺎﻩ اﻟﺒﺤ ﺮ اﻟﻤﺎﻟﺤ ﺔ ﺑﺎﻟﻤﻴ ﺎﻩ اﻟﻌﺬﺑ ﺔ ﻟﻸﻧﻬ ﺮ اﻟﻜﺒﻴ ﺮة .وﻳ ﺮي اﻟ ﺒﻌﺾ أن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻳﺸ ﻴﺮ إﻟﻴﻬ ﺎ ﻟﻌﻼﻗﺘﻬ ﺎ ﺑﻤﺼﺒﻲ ﻧﻬﺮ دﺟﻠ ﺔ و اﻟﻔ ﺮات ،اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺸ ﻜﻼن ﺑﺎﻟﺘﻘﺎﺋﻬﻤ ﺎ ﺑﺤ ﺮا ،إذا ﺟ ﺎز اﻟﻘ ﻮل ،ﻃﻮﻟ ﻪ أآﺜﺮ ﻣﻦ ١٥٠آﻢ ،هﻮ ﺷﻂ اﻟﻌﺮب .وﻓﻲ اﻟﺨﻠﻴﺞ ﻳﻨ ﺘﺞ ﺗ ﺄﺛﺮ اﻟﻤ ﺪ ﻇ ﺎهﺮة ﻃﺒﻴﻌﻴ ﺔ ه ﻲ اﻧﺤﺴﺎر اﻟﻤﺎء اﻟﻌﺬب إﻟﻲ داﺧ ﻞ اﻷراﺿ ﻲ ،وذﻟ ﻚ ﻳﻀ ﻤﻦ ر َﻳ ﺎ ﻃﻴﺒ ﺎ « ) . (٧٨و اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ﻲ أن أواﻓ ﻖ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ اﻟﻔﺮﻧﺴ ﻲ أن هﺬا اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﻨﻊ :ﻓﻤﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠ ﱠ و ﻣﻔﺴﺮﻳﻨﺎ اﻟﻘﺪاﻣﻲ ﻋﻠﻲ أن أداة اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻓ ﻲ »اﻟﺒﺤ ﺮﻳﻦ « هﻨ ﺎ ﻟﻠﻌﻬ ﺪ ،اﻟ ﺬي ﻗﻴ ﻞ ﻋﻠ ﻲ أﺳﺎﺳﻪ إن »اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ « اﻟﻤﺬآﻮرﻳﻦ هﻤﺎ دﺟﻠﺔ واﻟﻔﺮات .ذﻟﻚ أن اﻵﻳ ﺎت اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺔ ﺗﺘﺤ ﺪث ﻋﻦ اﻟﻈﻞ )اﻟﻈﻼم( واﻟﺮﻳﺎح واﻟﻤﺎء و اﻷﻧﻌ ﺎم و اﻷﻧﺎﺳ ﻲ ،وه ﻲ ﻣﻔ ﺎهﻴﻢ ﻋﺎﻣ ﺔ ﻻ ﺗﺸ ﻴﺮ ) (٧٥اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ /ﻧﻔﺲ اﻟﺼﻔﺤﺔ )ﺑﺎﻟﻬﺎﻣﺶ(. ) (٧٦اﻟﻔﺮﻗﺎن . ٥٣ / ) (٧٧اﻟﻔﺮﻗﺎن . ٥٣ / ) (٧٨ﺑﻮآﺎي . ٢٠٥ /واﻧﻈﺮ ،ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ،اﻟﺒﻴﻀﺎوي واﻟﺰﻣﺨﺸﺮي واﻟﻨﺴﻔﻲ واﻟﺠﻼﻟﻴﻦ ﻣﺜﻼ .
ﻲ ﻣﺨﺼﻮﺻﺔ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻘ ﺎل ﺳّ إﻟﻲ ﻇﻼم ﺑﻌﻴﻨﻪ وﻻ رﻳﺎح ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ وﻻ ﻣﺎء ﻣﻌﻴﻦ وﻻ أﻧﻌﺎم وأﻧَﺎ ِ إذن إن »اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ « هﻨﺎ هﻤﺎ ﺑﺤﺮان ﻣﻌﻴﻨﺎن )دﺟﻠﺔ واﻟﻔﺮات (؟ إن اﻟﺴﻴﺎق اﻟﺬي وردت ﻓﻴﻪ هﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺔ هﻮ ﺳﻴﺎق ﻋﺎم ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈن ﺑﻼﻏﺔ اﻟﻜﻼم ﺗﻘﺘﻀ ﻲ ان ﻳﻜ ﻮن »اﻟﺒﺤ ﺮان« أﻳﻀﺎ هﻤﺎ »اﻟﻨﻬ ﺮ واﻟﺒﺤ ﺮ« ﺑ ﺈﻃﻼق ،أي أن )ال(ﻓﻴﻬﻤ ﺎ ه ﻲ )ال( اﻟﺠ ﻨﺲ ﻻ اﻟﻌﻬ ﺪ .و ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﻣﺎء اﻟﻨﻬﺮ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻮﻏﻞ ﺑﻘﻮة اﻧﺪﻓﺎﻋﻪ إﻟﻲ ﻣﺪي ﺑﻌﻴﺪ ﻓ ﻲ داﺧ ﻞ اﻟﺒﺤ ﺮ أو اﻟﻤﺤﻴﻂ ،ﻳﺨﺘﻠﻂ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺑﻤﺎﺋﻬﻤﺎ ،وﻣﻦ ﻓﻈﺎهﺮ اﻷﻣ ﺮ أن اﻟﻨﻬ ﺮ ﻳﺒﻐ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺒﺪاﻳ ﺔ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺒﺤ ﺮ )ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﺸ ﻖ ﻣ ﺎءﻩ اﻟﻤﻠ ﺢ وﻳﺰﻳﺤ ﻪ ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳﻘ ﻪ ( ﻟﻴﻌ ﻮد اﻟﺒﺤ ﺮ ﻓﻴﺒﻐ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻋﻠﻴﻪ )ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺨﺘﻠﻂ ﻣ ﺎؤﻩ اﻟﻌ ﺬب ﺑﻤ ﺎء اﻟﺒﺤ ﺮ اﻟﻤﻠ ﺢ اﻟ ﺬي ﻳﻔﻘ ﺪﻩ ﺧﺎﺻ ﺔ اﻟﻌﺬوﺑ ﺔ وﻳﻌﻄﻴﻪ ﺑﺪﻻ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻠﻮﺣﺘﻪ ( ،ﻓﺄﻳﻦ اﻟﺒﺮزخ إذن واﻟﺤﺠ ﺮ اﻟﻤﺤﺠ ﻮر ؟ أﻣ ﺎ »اﻟﻤﻨﺨ ﺐ ﻓ ﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ « ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﻮل ي هﺎﻣﺶ ﺧﺼﺼﻪ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻲ هﺬﻩ اﻵﻳ ﺔ إﻧﻬ ﺎ رﺑﻤ ﺎ »ﺗﺸﻴﺮ إﻟ ﻲ ﻧﻌﻤ ﺔ اﷲ ﻋﻠ ﻲ ﻋﺒ ﺎدﻩ ﺑﻌ ﺪم اﺧ ﺘﻼط اﻟﻤ ﺎء اﻟﻤﻠ ﺢ اﻟﻤﺘﺴ ﺮب ﻣ ﻦ اﻟﺒﺤ ﺎر ﻓ ﻲ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺎﻃﺊ ﺑﺎﻟﻤﺎء اﻟﻌﺬب اﻟﻤﺘﺴﺮب إﻟﻴﻬﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺒ ﺮ اﺧﺘﻼﻃ ﺎ ﺗﺎﻣ ﺎ ،ﺑ ﻞ إﻧﻬﻤﺎ ﻳﻠﺘﻘﺎﻳﻦ ﻣﺠﺮد ﺗﻼق :ﻳﻄﻔﻮا اﻟﻌﺬب ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻓﻮق اﻟﻤﻠﺢ آﺄن ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺑﺮزﺧﺎ ﻳﻤﻨ ﻊ َﺑ ْﻐ ﻲ ﻦ ﺛﻤ ﺔ ﺠ ﺮا ﻣﺤﺠ ﻮرا ،أي ﺣ ﺎﺟﺰا ﺧﻔﻴ ﺎ ﻣﺴ ﺘﻮرا ﻻ ﻧ ﺮاﻩ « .ﻟﻜ ّ ﺣْ أﺣﺪهﻤﺎ ﻋﻠﻲ اﻵﺧﺮ و ِ ﻲ هﺬا اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ،ﻋﻠﻲ رﻏﻢ ﺟﺪﺗﻪ وﻃﺮاﻓﺘﻪ ) ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﻋﻠ ﻲ ﻧﻘﻄﺔ هﺎﻣﺔ ﻳﺒﺪو ﻟﻲ أن آﺎ ِﺗ َﺒ ْ اﻷﻗﻞ (،ﻗﺪ أﻏﻔﻼهﺎ ،إذ إن اﻟﻤﺎء اﻟﻌﺬب و اﻟﻤﺎء اﻟﻤﺎﻟﺢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﺘﻘﻴﺎن ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﺨﻮر ﻋﻠ ﻲ هﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﻤﺎ ﺑﺤﺮﻳﻦ .ﺛﻢ إذا آﺎن اﻟﻤﺎءان ﻓﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺼ ﺨﻮر ﻻ ﻳﻠﺘﻘﻴ ﺎن ، ﻋ ﺮْض اﻟﺒﺤ ﺮ و اﻟﻤﺤ ﻴﻂ ﻳﻠﺘﻘﻴ ﺎن و ﻳﺘﻤﺎزﺟ ﺎن وﻳﺼ ﺒﺤﺎن ﻓ ﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳ ﺔ ﻣ ﺎ ًء ﻓﺈﻧﻬﻤ ﺎ ﻓ ﻲ ُ واﺣﺪا ،آﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .ﻳﺒ ﺪو ﻟ ﻲ ،واﷲ أﻋﻠ ﻢ ،أن اﻟﺒ ﺮزخ اﻟﻤﻮﺟ ﻮد ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻻﻳ ﺔ ه ﻮ ﻲ آ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺎء اﻟﻌ ﺬب واﻟﻤ ﺎء اﻟﻤ ْﻠ ﺢ آ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟ ﺪهﻮر اﻟﻘ ﻮاﻧﻴﻦ اﻟﺘ ﻲ ﺑﻤﻘﺘﻀ ﺎهﺎ َﺑ ِﻘ َ اﻟﻤﺘﻄﺎوﻟﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﻳﻌﻠ ﻢ ﻣ ﺪاهﺎ إﻻ اﷲ ،وﺳ ﻴﺒﻘﻴﺎن إﻟ ﻲ أن ﻳ ﺮث اﷲ اﻷرض واﻟﺴ ﻤﺎوات ،آﻤﺎ هﻮ ﻻ ﻳﺘﻐﻴﺮ .ﻓﺎﻷﻧﻬﺎر ﺗﺼ ﺐ ﻓ ﻲ اﻟﺒﺤ ﺎر و اﻟﻤﺤﻴﻄ ﺎت ،وآ ﺎن اﻟﻤﻔ ﺮوض ،ﻟ ﻮ أن اﻷﻣﺮ اﻧﺘﻬﻲ ﻋﻨﺪ هﺬا اﻟﺤﺪ ،أن ﻳﺨﺘﻠﻂ اﻟﻤﺎءان اﺧﺘﻼﻃﺎ داﺋﻤﺎ ﻓ ﻼ ﻳﻨﻔﺼ ﻼ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ أﺑ ﺪا وﻳﺼﺒﺢ اﻟﻤﺎء اﻟﻤﻮﺟﻮد ﻋﻠﻲ ﺳﻄﺢ اﻷرض ﻣﻦ ﺛﻢ ﻣﺎ ًء ﻣﻠﺤ ﺎ .ﺑﻴ ﺪ أن اﻟﺘﻘ ﺪﻳﺮ اﻹﻟﻬ ﻲ ﻗ ﺪ ﺨ ُﺮ ﺑﺤﻤ ﻞ اﻟﻤ ﺎء ﻣ ﻦ اﻟﺒﺤ ﺎر و اﻟﻤﺤﻴﻄ ﺎت ﻓﺘﺴ ﻮﻗﻪ اﻟﺮﻳ ﺎح ﻟﻴﺴ ﻘﻂ ﻋﻠ ﻲ ﺷﺎء أن ﻳﻘﻮم اﻟﺒ ْ اﻟﺠﺒﺎل وﻳﻨﺤﺪر إﻟﻲ اﻷﻧﻬﺎر ﻣﺎ ًء ﻋﺬﺑﺎ آﻤﺎ آﺎن ،وهﻜﺬا دواﻟﻴﻚ .وهﻜﺬا أﻳﻀﺎ ﻳﺒﻘ ﻲ اﻟﻤ ﺎء اﻟﻌ ﺬب واﻟﻤ ﺎء اﻟﻤﻠ ﺢ آﻤ ﺎ هﻤ ﺎ ،وﻳﺘﻌ ﺎﻳﺶ اﻟﺒﺤ ﺮان دون أن ﻳﺒﻐ ﻲ أﺣ ﺪهﻤﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻵﺧ ﺮ ﺠ ﻮر ﻓﻴﻤ ﺎ أﻓﻬ ﻢ ،واﷲ أﻋﻠ ﻢ .آﻤ ﺎ ﺤُ وﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻴﻪ .ﻓﻬﺬا هﻮ اﻟﺒﺮزخ وهﺬا ه ﻮ اﻟﺤﺠ ﺮ اﻟﻤ ْ ﻳﺒ ﺪو ﻟ ﻲ أﻳﻀ ﺎ أن ه ﺬﻩ اﻵﻳ ﺔ ،إﻟ ﻲ ﺟﺎﻧ ﺐ اﻣﺘﻨﺎﻧﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻌﺒ ﺎد ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﻨﻌﻤ ﺔ اﻹﻟﻬﻴ ﺔ ،ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣﻌﻨﻲ ﻣﺠﺎزﻳﺎ ،ﻓﺈﻧﻲ أﻇﻦ أن اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﻤﺎء اﻟﻌﺬب هﻨﺎ»اﻟﻤﺆﻣﻨ ﻮن« وﺑﺎﻟﻤ ﺎء اﻟﻤﻠﺢ »اﻟﻜﺎﻓﺮون« .واﻟﻤﻌﻨ ﻲ أن اﻹﻳﻤ ﺎن واﻟﻜﻔ ﺮ ﺳ ﻴﺒﻘﻴﺎن إﻟ ﻲ ﺁﺧ ﺮ اﻟ ﺪهﺮ ﻻ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ أﺣﺪهﻤﺎ أن ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻲ اﻵﺧﺮ ﺗﻤﺎﻣﺎ .واﻟﺬي دﻋﺎﻧﻲ إﻟﻲ ه ﺬا اﻟﺘﻔﺴ ﻴﺮ ه ﻮ ﻣ ﺎ ﻓﻬﻤﺘ ﻪ ﻣ ﻦ أوﻟﻲ اﻵﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﻈﻮاهﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎق اﻟ ﺬي وردت ﻓﻴ ﻪ ﺁﻳﺘﻨ ﺎ ه ﺬﻩ ،وهﻲ » :أﻟﻢ َﺗ َﺮ إﻟ ﻲ رﺑ ﻚ آﻴ ﻒ ﻣ ﱠﺪ اﻟﻈ ﱠ ﻞ ،وﻟ ﻮ ﺷ ﺎء ﻟﺠﻌﻠ ﻪ ﺳ ﺎآﻨﺎ ؟ﺛ ﻢ ﺟﻌﻠﻨ ﺎ اﻟﺸ ﻤﺲ )(٧٩ ﻋﻠﻴ ﻪ دﻟ ﻴﻼ * ﺛ ﻢ ﻗﺒﻀ ﻨﺎﻩ إﻟﻴﻨ ﺎ َﻗ ْﺒ ً ﻀ ﺎ ﻳﺴ ﻴﺮا« .أﻣ ﺎ اﻟﻤﻌﻨ ﻲ اﻟﻤﺠ ﺎزي اﻟ ﺬي ﻟﻤﺤ ُﺘ ﻪ ﻓﻴﻬﺎ،ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻣﻌﻨﺎهﺎ اﻟﻈﺎهﺮي،ﻓﻬﻮ أن اﷲ ﻳﻄﻤ ﺌﻦ رﺳ ﻮﻟﻪ إﻟ ﻲ أن آﻔ ﺮ ﻗﻮﻣ ﻪ )اﻟﻤﺮﻣ ﻮز )(٧٩
اﻟﻔﺮﻗﺎن . ٤٦ – ٤٥ /
إﻟﻴ ﻪ ﺑﺎﻟﻈ ﻞ،أي اﻟﻈ ﻼم (إن آ ﺎن اﻵن ﻣﻤ ﺪودًا ﻓ ﺈن اﷲ ﻗﺎﺑﻀ ﻪ روﻳ ﺪا روﻳ ﺪا ،و ُﻣ ْﺒ ﺰِغ ﻲ ﺑﻬ ﺬا اﻟﻤﻌﻨ ﻲ ه ﻮ اﻟﺴ ﻴﺎق اﻟ ﺬي وردت ﻓﻴ ﻪ ﺷﻤﺲ اﻹﻳﻤ ﺎن ﻋﻤ ﺎ ﻗﻠﻴ ﻞ.واﻟ ﺬي أوﺣ ﻲ إﻟ ﱠ اﻵﻳﺔ هﻲ وﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ » :وهﻮ اﻟﺬي ﻣﺮج اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ «..ﻓﻘ ﺪ آ ﺎن اﻟﻤ ﻮﻟﻲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳ ﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ اﻷﻣﻢ اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺔ اﻟﺘ ﻲ آ ﺬﺑﺖ ﺑﺮﺳ ﻠﻬﺎ ﻋﻨ ﺎدا وﻃﻐﻴﺎﻧ ﺎ ﻓﺄهﻠﻜﻬ ﺎ اﷲ رﻏ ﻢ ﻋﻨﻔ ﻮان ﻗﻮﺗﻬ ﺎ واﻧﺘﺸ ﺎر ﺳ ﻠﻄﺎﻧﻬﺎ ،ﻓﺒ ﺪت ﻟ ﻲ اﻟﻨﻘﻠ ﺔ إﻟ ﻲ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻋ ﻦ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻈ ﻮاهﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴ ﺔ ﻏﻴ ﺮ ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ إﻻ ﻓﻲ ﺿﻮء هﺬا اﻟﻤﻌﻨﻲ اﻟﻤﺠﺎزي. وﻧﺄﺗﻲ اﻵن إﻟﻲ ﺁﺧ ﺮ ىﻳ ﺔ أﺣ ﺐ أن أﺗﺮﻳ ﺚ ﻋﻨ ﺪهﺎ ﻗﻠ ﻴﻼ ،وه ﻲ ﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ ﻓ ﻲ ﺳ ﻮرة ﺢ أﺟ ﺎج. »ﻓﺎﻃﺮ« » :وﻣﺎ ﻳﺴ ﺘﻮي اﻟﺒﺤ ﺮان ه ﺬا ﻋ ﺬب ﻓ ﺮات ﺳ ﺎﺋﻎ ﺷ ﺮاﺑﻪ ،و ه ﺬا ِﻣ ْﻠ ٌ وﻣﻦ آﻞ ﺗﺄآﻠﻮن ﻟﺤﻤﺎ ﻃﺮﻳﺎ ،وﺗﺘﺴﺨﺮﺟﻮن ِ ﺣﻠْﻴ ًﺔ ﺗﻠﺒﺴﻮﻧﻬﺎ « ). (٨٠ﻟﻘﺪ ﻗﺮأت هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﺤِﻠﻲّ ﺗﺴﺘﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﻨﻬﺮ واﻟﺒﺤﺮ ﻣﺮات ﻻ ﺗﺤﺼﻲ وﻟﻜﻦ ﻟﻢ أﻟﺘﻔﺖ إﻟﻲ ﻣﺎ ﺗﺆآﺪﻩ ﻣﻦ أن اﻟ ُ آﻠﻴﻬﻤﺎ ،إذ أن اﻟﺬي آﻨﺖ أﻋﺮﻓﻪ ﺣﺘﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ هﻮ أن اﻟﻠﺆﻟﺆ واﻟﻤﺮﺟﺎن )اﻟﻤ ﺬآﻮرﻳﻦ ﻓﻲ ﺁﻳﺔ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻓ ﻲ ﺳ ﻮرة »اﻟ ﺮﺣﻤﻦ« ( ﻻ ﻳﻮﺟ ﺪان إﻻ ﻓ ﻲ اﻟﺒﺤ ﺎر .وﻗﻔ ﺰ اﻟﺴ ﺆال إﻟ ﻲ ﻋﻘﻠ ﻲ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻔ ﻮر ﻣﻔﺰﻋ ﺎ » :أﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﻜ ﻮن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻗ ﺪ أﺧﻄ ﺄ ؟« .إن ﺁﻳ ﺔ ﺳ ﻮرة »اﻟﺮﺣﻤﻦ« ﻳﻤﻜﻦ أﻻ ﺗﺜﻴﺮ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻨﺼﻬﺎ هﻮ » :ﻣ ﺮج اﻟﺒﺤ ﺮﻳﻦ ﻳﻠﺘﻘﻴ ﺎن *ﺑﻴﻨﻬﻤ ﺎ ﺑ ﺮزخ ﻻ ﻳﺒﻐﻴ ﺎن*ﻓﺒ ﺄي ﺁﻻء رﺑﻜﻤ ﺎ ﺗﻜ ﺬﺑﺎن * ﻳﺨ ﺮج ﻣﻨﻬﻤ ﺎ اﻟﻠﺆﻟ ﺆ واﻟﻤﺮﺟ ﺎن « )، (٨١وﻣ ﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن ﻣﻌﻨﺎهﺎ هﻮ أن اﻟﻠﺆﻟﺆ واﻟﻤﺮﺟﺎن ﻳﺨﺮﺟﺎن ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮع اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻻ ﻣﻦ ي ه ﺎﺗﻴﻦ ﻣﺎﺋ ﺔ ﺟﻨﻴ ﻪ « ،وﻳﻜ ﻮن اﻟﻤﺒﻠ ﻎ آﻠ ﻪ ﻓ ﻲ ن ﻓﻲ ﻳ ﺪ ّ ﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ،آﻤﺎ ﺗﻘﻮل ﻣﺜﻼ » :إ ﱠ آﱟ ﻋﺪَوت اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .أﻣ ﺎ ﺁﻳ ﺔ اﻟﻴﺪ اﻷوﻟﻲ ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻷﺧﺮي ﺧﻠﻮ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﻦ أي ﻧﻘﻮد ،وﻻ ﺗﻜﻮن ﻗﺪ َ ﺣ ْﻠ َﻴ ًﺔ ﺗَﻠﺒَﺴﻮﻧﻬﺎ «. ﻞ...ﺗﺴﺘﺨﺮﺟﻮن ِ ﺳﻮرة »ﻓﺎﻃﺮ«ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻘﻮل ﺑﺼﺮﻳﺢ اﻟﻌﺒﺎرة » :وﻣﻦ آ ﱟ وﻟﻢ ﻳﺴﻌﻔﻨﻲ ﻣﺎ ﻋﻨﺪي ﻣﻦ ﺗﻔﺎﺳﻴﺮ ﻗﺪﻳﻤﺔ ،ﻓﺄﺧ ﺬت أﻗﻠ ﺐ ﻧﻈ ﺮي ﻓ ﻲ أرﻓ ﻒ ﻣﻜﺘﺒﺘ ﻲ وأﻧ ﺎ ﺣﺎﺋﺮ ﺿﺎﺋﻖ ،وإذ ﺑﻲ أﻟﻤﺢ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻲ ﻟﻠﻘﺮﺁن ﻓﺄﻓﺘﺤﻬﺎ ﻓﺄﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻔﺎء ﻧﻔﺴﻲ ،إذ ﻳﺬآﺮ اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ رﺣﻤﻪ اﷲ )ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻴﻘﻪ ﻋﻠﻲ هﺬﻩ اﻵﻳ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻬ ﺎﻣﺶ( ﻣ ﻦ اﻟﺤﻠ ﻲ اﻟﺒﺤﺮي اﻟﻠﺆﻟﺆ واﻟﻤﺮﺟﺎن وﻣﻦ اﻟﺤﻠﻲ اﻟﻨﻬﺮي اﻟﻌﻘﻴﻖ وﺑﺎدة اﻟﺬهﺐ وﻏﻴﺮهﻤﺎ.ﺛﻢ رﺟﻌﺖ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ إﻟ ﻲ داﺋ ﺮة اﻟﻤﻌ ﺎرف اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴ ﺔ )ﻣ ﺎدة »» ( «Pearlواﻟﻤﻨﺘﺨ ﺐ ﻓ ﻲ ﺗﻔﺴ ﻴﺮ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ« ﻓﻮﺟﺪت ﻓ ﻲ اﻷوﻟ ﻲ أن اﻟﻠﺆﻟ ﺆ ﻳﻮﺟ ﺪ أﻳﻀ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻴ ﺎﻩ اﻟﻌﺬﺑ ﺔ )، (٨٢أﻣ ﺎ اﻟﻜﺘﺎب اﻷﺧﻴﺮ ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻳﺮد ﻋﻠﻲ ﺣﻴﺮﺗ ﻲ إذ ﻳﻘ ﻮل » :وﻗ ﺪ ﻳﺴ ﺘﺒﻌﺪ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻨ ﺎس أن ﺗﻜ ﻮن ﺤِﻠﻲّ ،وﻟﻜ ﻦ اﻟﻌﻠ ﻢ واﻟﻮاﻗ ﻊ أﺛﺒﺘ ﺎ ﻏﻴ ﺮ ذﻟ ﻚ .أﻣ ﺎ اﻟﻠﺆﻟ ﺆ ﻓﺈﻧ ﻪ،آﻤﺎ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﻌﺬﺑﺔ ﻣﺼﺪرا ﻟﻠ ُ ﻳﺴﺘﺨﺮج ﻣﻦ أﻧﻮاع ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺮ،ﻳﺴﺘﺨﺮج اﻳﻀﺎ ﻣﻦ أﻧﻮاع ﻣﻌﻴﻨﺔ أﺧﺮي ﻣﻦ اﻷﻧﻬﺎر ،وﺗﻮﺟ ﺪ اﻟﻶﻟ ﺊ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻴ ﺎﻩ اﻟﻌﺬﺑ ﺔ ﻓ ﻲ إﻧﺠﻠﺘ ﺮا واﺳ ﻜﺘﻠﻨﺪا ووﻳﻠ ﺰ و ﺗﺸﻴﻜﻮﺳ ﻠﻮﻓﺎآﻴﺎ و اﻟﻴﺎﺑﺎن...اﻟﺦ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻲ ﻣﺼﺎﻳﺪ اﻟﻠﺆﻟﺆ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ اﻟﻤﺸﻬﻮرة .وﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻠ ﻪ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﻌﺬﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎدن اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺼﻼدة آﺎﻟﻤﺎس ،اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺨﺮج ﻣﻦ رواﺳ ﺐ اﻷﻧﻬ ﺎر اﻟﺠﺎﻓ ﺔ اﻟﻤﻌﺮوﻓ ﺔ ﺑﺎﻟﻴﺮﻗ ﺔ.وﻳﺠ ﺪ اﻟﻴ ﺎﻗﻮت آ ﺬﻟﻚ ﻓ ﻲ اﻟﺮواﺳ ﺐ اﻟﻨﻬﺮﻳ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣﻮﺟ ﻮك ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﺑﺎﻧﺪاﻻس ﻓﻲ ﺑﻮرﻣﺎ اﻟﻌﻠﻴﺎ .أﻣﺎ ﻓ ﻲ ﺳ ﻴﺎم وﻓ ﻲ ﺳ ﻴﻼن ﻓﻴﻮﺟ ﺪ اﻟﻴ ﺎﻗﻮت ﻏﺎﻟﺒ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺮواﺳ ﺐ اﻟﻨﻬﺮﻳ ﺔ و ﻣ ﻦ اﻷﺣﺠ ﺎر ﺷ ﺒﻪ اﻟﻜﺮﻳﻤ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺴ ﺘﻌﻤﻞ ﻓ ﻲ اﻟﺰﻳﻨ ﺔ ﺣﺠ ﺮ ) (٨٠ﻓﺎﻃﺮ . ١٢ / ) (٨١اﻟﺮﺣﻤﻦ . ٢٢ – ١٩ / ) (٨٢ﻻﺣﻆ أن اﻟﻤﺮﺟﺎن هﻮ اﻟﻠﺆﻟﺆ اﻟﻜﺒﻴﺮ آﻤﺎ ﻳﻘﻮل آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ،أو اﻟﻠﺆﻟﺆ اﻟﺼﻐﻴﺮ آﻤﺎ ﻳﻘﻮل ﺑﻌﻀﻬﻢ .
اﻟﺘﻮﺑﺎز ،وﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﺮواﺳﺐ اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻊ آﺜﻴﺮة وﻣﻨﺘﺸﺮة ﻓﻲ اﻟﺒﺮازﻳ ﻞ وروﺳ ﻴﺎ )اﻷورال وﺳ ﻴﺒﻴﺮﻳﺎ ،وه ﻮ ﻓﻠﻮرﺳ ﻴﻠﻴﻜﺎت اﻷﻟﻮﻣﻨﻴﻮم،وﻳﻐﻠ ﺐ أن ﻳﻜ ﻮن أﺻ ﻔﺮا أو ﺑﻨﻴ ﺎ .واﻟﺰﻳﺮآ ﻮن ( Circonﺣﺠ ﺮ آ ﺮﻳﻢ ﺟ ﺬاب ﺗﺘﻘ ﺎرب ﺧﻮاﺻ ﻪ ﻣ ﻦ ﺧ ﻮاص اﻟﻤ ﺎس ، وﻣﻌﻈﻢ أﻧﻮاﻋﻪ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺗﺴﺘﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﺮواﺳﺐ اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ « ). (٨٣وﺣﺘﻲ ﻳﻘﺪّر اﻟﻘ ﺎرئ رد ﻓﻌﻠﻲ اﻷول ﺣ ﻖ ﻗ ﺪرﻩ أذآ ﺮ ﻟ ﻪ أن ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺘ ﺮﺟﻤﻴﻦ اﻷوروﺑﻴ ﻴﻦ أﻧﻔﺴ ﻬﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻌﺼ ﺮ ﻲ .وﻗ ﺪ ﺗﺠ ﻞ ه ﺬا ﻓ ﻲ اﻟﺤﺪﻳﺜﻘ ﺪ اﺳ ﺘﺒﻌﺪوا أن ﺗﻜ ﻮن اﻷﻧﻬ ﺎر ﻣﺼ ﺪرا ﻣ ﻦ ﻣﺼ ﺎدر اﻟﺤﻠ ّ ﺗﺮﺟﻤﺘﻬﻢ ﻟﻬﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻓﻤﺜﻼ ﻧﺮي رودوﻳﻞ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي ﻳﺘﺮﺟﻢ اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎص ﺑ ﺎﻟﺤﻠﻲ ﻣﻨﻬ ﺎ هﻜﺬا: "yet from both ye eat fresh fish ,and take forth for you " ornaments to wear ،ﻓﻌﺒﺎرة from bothﺗﺼﻠﺢ ﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﺁﻳﺔ ﺳﻮرة »اﻟﺮﺣﻤﻦ«ﻻ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ.آﺬﻟﻚ ﻳﻨﻘﻞ رودي ﭘﺎرﻳﺖ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ إﻟﻲ اﻷﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻲ اﻟﻨﺤﻮ اﻵﺗﻲ: "Aus beiden eBt ihr frisches Fleisch". ﻞ ﺗ ﺄآﻠﻮن إﻟﻲ هﻨﺎ واﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ ،ﻓﻬﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرة ﺗﻘﺎﺑﻞ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ »وﻣﻦ آ ﱟ ﻟﺤﻤ ﺎ ﻃﺮﻳ ﺎ « و إن اﺳ ﺘﺨﺪم ﻓ ﻲ ﻣﻘﺎﺑ ﻞ »ﻃﺮﻳ ﺎ« آﻠﻤ ﺔ ، frischesوﻣﻌﻨﺎه ﺎ اﻟ ﺪﻗﻴﻖ »ﻃﺎزج« .ﻟﻜﻦ ﺗﻨﺒﻪ ﻟﺘﺮﺟﻤﺘﻪ ﻟﻠﺠﺰء اﻵﺗﻲ اﻟﺬي ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻪ : "und (aus dem Salzmeer) gewinnt ihr Shmuck...um ihn euch "anzulegen ،واﻟﺬي ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ » :وﻟﺘﺴﺘﺨﺮﺟﻮن )ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺮ اﻟﻤﻠﺢ(ﺣﻠﻴﺔ ﺗﻠﺒﺴﻮﻧﻬﺎ « .وﻳ ﺮي اﻟﻘ ﺎرئ ﺑﻮﺿﻮح آﻴﻒ أن اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ ﻗﺪ أﺿﺎف ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﻴﻦ ﻗﻮﺳﻴﻦ ﻋﺒﺎرة »ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺮ اﻟﻤﻠﺢ : .« aus dem Salzmeerوهﻮ ﻣﺎ ﻳ ﻮﺣﻲ ﺑﺎﺳ ﺘﺒﻌﺎدﻩ أن ﺗﻜ ﻮن اﻷﻧﻬ ﺎر ﻣﺼ ﺪرا ﻣ ﻦ ﻣﺼﺎدر اﻟﻠﺆﻟﺆ و اﻟﻌﻘﻴﻖ وﻏﻴﺮهﻤﺎ ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﺤﻠﻴّﻌﻠﻲ ﻣﺎ ﺗﻘﻮل اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ . أﻣ ﺎ ﺗﺮﺟﻤﺘ ﺎ ﺳ ﻴﻞ و ﺑ ﺎﻟﻤﺮ )اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺘ ﺎن(وﺗﺮﺟﻤﺘ ﺎ آﺎزﻳﻤﺮﺳ ﻜﻲ و ﻣﺎﺳ ﻮن )اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺘﺎن(وآﺬﻟﻚ ﺗﺮﺟﻤﺘﺎ ﻣﺎآﺲ هﻨﻨﺞ وﻣﻮﻻﻧ ﺎ ﺻ ﺪراﻟﺪﻳﻦ )اﻷﻟﻤﺎﻧﻴﺘ ﺎن( ﻋﻠ ﻲ ﺳ ﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻓﻘﺪ ﺗﺮﺟﻤﺖ آﻠﻬﺎ اﻟﻨﺺ اﻟﻘﺮﺁﻧﻲ آﻤﺎ هﻮ ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﺰﻣﺖ اﻟﺼﻤﺖ ﻓﻠﻢ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﺸﺊ . وﻳﺮي اﻟﻘﺎرئ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ آﻴﻒ أن اﻟﻘﺮﺁن ﻗﺒﻞ أرﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻗﺮﻧ ﺎ ﻗ ﺪ أﺷ ﺎر إﻟ ﻲ ﺣﻘﻴﻘ ﺔ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪهﺎ واﺣﺪ ﻣﺜﻠﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸ ﺮﻳﻦ و ﺁﺧ ﺮون ﻣﺜ ﻞ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮق اﻹﻧﺠﻠﻴ ﺰي رودوﻳﻞ وﻧﻈﻴﺮﻩ اﻷﻟﻤﺎﻧﻲ رودي ﺑﺎرﻳﺖ ،ﻓﻜﻴﻒ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﻣﺤﻤﺪ إذن وأداهﺎ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻟﻮ آﺎن هﻮ ﻣﺆﻟﻒ اﻟﻘﺮﺁن .وﺑﺨﺎﺻﺔ أن اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺘﻲ ذُآﺮ أن اﻟﻠﺆﻟﺆ وﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ اﻷﺣﺠﺎر ج ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺑﻼد ﺳﺤﻴﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺑ ﻞ ﺨ َﺮ ُ ﺴ َﺘ ْ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ وﺷﺒﻪ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ُﺗ ْ ﻒ إﻻ ﻓ ﻲ اﻟﻌﺼ ﻮر اﻟﺤﺪﻳﺜ ﺔ ؟أﺧﺸ ﻲ ﻣ ﺎ أﺧﺸ ﺎﻩ ،إذا ﺸ ْ إن ﺑﻌﻀﻬﺎ آﺎﻟﺒﺮازﻳﻞ ﻣﺜﻼ ﻟﻢ ﻳُﻜ َﺘ َ ﺗﻨﺒﻪ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن ﻷهﻤﻴﺔ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ،أن ﻳﺰﻋﻤ ﻮا أن ﺳ ﻴﺪﻧﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﻗ ﺪ ﻗ ﺎم ﺑ ﺮﺣﻼت إﻟﻲ هﺬﻩ اﻟﺒﻼد ﺧﻔﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮات اﻟﺘﻲ آﺎن ﻳﺪّﻋﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﺨﺪﻳﺠﺔ أﻧﻪ ذاهﺐ إﻟﻲ ﻏﺎر ﺣﺮاء ﻟﻠﺘﺤﻨﺚ .أﻣﺎ آﻴﻒ آﺎن ذﻟﻚ ﻓﻠﻴﺴﺖ هﺬﻩ ﻣﺸﻜﻠﺘﻬﻢ .
)» (٨٣اﻟﻤﻨﺘﺨﺐ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ « ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻲ اﻵﻳﺔ ١٢ /ﻣﻦ ﺳﻮرة »ﻓﺎﻃﺮ« .
اﻟﺮوح اﻹﻟﻬﻲ هﻨﺎك أﻣﺮ ﻳﺼﻌﺐ ﺟ ﺪا ﺑ ﻞ ﻳﺴ ﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﻦ ﻳﺘﻬﻤ ﻮن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺑﺄﻧ ﻪ ه ﻮ ﻣﺆﻟﻒ اﻟﻘﺮﺁن أن ﻳﻌﻠﻠﻮﻩ ﺗﻌﻠ ﻴﻼ ﻳﺮﺿ ﻲ ﻋﻘ ﻞ اﻟﻤﺘﺠ ﺮد اﻟﺒﺎﺣ ﺚ ﻋ ﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ،أﻻ وه ﻮ اﻟﺮوح اﻹﻟﻬﻲ اﻟﺬي ﻳﺴﻮد اﻟﻘﺮﺁن ﻣﻦ ﻣﺒﺘﺪﺋﻪ إﻟﻲ ﻣﻨﺘﻬﺎﻩ .اﻓﺘﺢ اﻟﻘﺮﺁن ﻋﻠﻲ أﻳﺔ ﺻﻔ ـﺤﺔ واﻗﺮأ ،واﺳﺄل ﻧﻔﺴ ﻚ » :أه ﺬا آ ﻼم ﺑﺸ ﺮ ؟ « .إن ﻣ ﺎ ﻳﻜﺘﺒ ﻪ اﻟﺒﺸ ﺮ ﻳﺨ ﺮج ﻣ ﻦ ﺗﺤ ﺖ أﻳﺪﻳﻬﻢ ﺣﺎﻣﻼ اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﺒﺸﺮي :ﻓﺘﺠﺪ ﻓﻴﻪ أﻓﺮاح اﻟﺒﺸﺮ وأﺣﺰاﻧﻬﻢ ،وﻣﺴﺮاﺗﻬﻢ وﺁﻻﻣﻬﻢ ، ورﺿﺎهﻢ وﺿﻴﻘﻬﻢ ،وﻧﺸﺎﻃﻬﻢ وﻣﻠﻠﻬﻢ ،وﻣﺒﺎﻟﻐﺎﺗﻬﻢ وادﻋﺎءاﺗﻬﻢ وأﺧﻄﺎءهﻢ ،ﻓﻬﻞ ﺗﺮي ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ؟) (١ﻟﻘﺪ ُوِﻟ ﺪ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻳﺘ ﻴﻢ اﻷب ،ﺛ ﻢ ﻟﺤﻘ ﺖ أﻣ ﻪ ﻦ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑﺄﺑﻴ ﻪ وه ﻮ ﻓ ﻲ ﻋﻤ ﺮ اﻟﺰه ﺮة اﻟﻐﻀ ﺔ ،وآﻠﻨ ﺎ ﻧﻌ ﺮف أﺣ ﺰان اﻟﻴﺘ ﻴﻢ ﻣﻬﻤ ﺎ ﻳﺤ ّ اﻵﺧﺮون وﻳﺤﺎوﻟﻮا أن ﻳﻌﻮﺿ ﻮﻩ ﻋ ﻦ ﻓﻘ ﺪ اﻷب واﻷم .وه ﺎآﻢ اﻟﻘ ﺮﺁن ،وﻗ ﺪ اﺳ ﺘﻐﺮق ﺗﻨﺰﻳﻠﻪ ﺛﻼﺛًﺎ وﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ،ﻓﻬﻞ ﻓﻴﻪ وﻟﻮ َﻧ ْﺒﺴَﺔ واﺣﺪة ﻋﻦ ﻳﺘﻢ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺮﺳ ﺎﻟﺔ اﻟﻤ ﱠﺘﻬَﻢ ﻣﻦ ِﻗﺒَﻞ أﻋﺪاﺋﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ هﺬا اﻟﻘﺮﺁن أو ﻋﻦ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺘﺒﻌﻬﺎ اﻟﻴﺘﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس ﻣﻦ ا ْﺑ ُﺘﻠُﻮا ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﻐﺎر ؟ وزﻳﺎدة ﻋﻠﻲ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻣﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ آﻴﻒ أن اﻟﺮﺳﻮل ﻗﺪ اﺳﺘﺄذن رﺑﻪ ﻓﻲ زﻳﺎرة ﻗﺒﺮ أﻣﻪ ﻓﺄذن ﻟ ﻪ ،ﺛ ﻢ ﺳ ﺄﻟﻪ ﺛﺎﻧﻴ ﺔ أن ﻳﺴ ﺘﻐﻔﺮ ﻟﻬ ﺎ ﻓ ﺄﺑﻲ ،وﻋ ﺎد اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻗﺒﺮ أﻣﻪ ﺑﺎآﻴﺎ .وﺑﻌﺾ اﻟﺮواﻳﺎت ﺗﺮﺟ ﻊ ﺳ ﺒﺐ اﻟﻨ ﺰول ﻓ ﻲ ﻗﻮﻟ ﻪ ﻦ ﺗﻌﺎﻟﻲ » :ﻣﺎ آﺎن ﻟﻠﻨﺒﻲ واﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا أن ﻳﺴﺘﻐﻔﺮوا ﻟﻠﻤﺸﺮآﻴﻦ وﻟﻮ آﺎﻧﻮا أُوﻟِﻲ ُﻗ ْﺮﺑَﻲ َﻣ ْ ب اﻟﺠﺤﻴﻢ«) (٢إﻟﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎدﺛﺔ ،وﻣﻊ ه ﺬا ﻓﻠ ﻴﺲ ﻓ ﻲ اﻵﻳ ﺔ َﺑ ْﻌ ِﺪ ﻣﺎ َﺗ َﺒﻴﱠﻦ ﻟﻬﻢ أﻧﻬﻢ أﺻﺤﺎ ُ أي ﺷﻲء ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﺮﺳﻮل ﺁﻧﺬاك. وهﻨﺎك رواﻳﺔ أﺧﺮي ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻧﺰول هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ،وهﻲ وﻋﺪ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻌﻤﻪ وهﻮ ﻓﻲ ﻏﻤﺮات اﻟﻤﻮت أن ﻳﺴﺘﻐﻔﺮ ﻟﻪ ﻓﻠﻌﻞ اﷲ أن ﻳﺴﺎﻣﺤﻪ ﻓﻲ ﻋﺪم ﻧﻄﻘ ﻪ ﺑﺎﻟﺸ ﻬﺎدﺗﻴﻦ ﻟﺨﻮﻓﻪ ﻣﻦ أن ﺗﻠﺤﻘﻪ ﻣﻌﺮّة ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ إذا أﻋﻠﻦ إﺳﻼﻣﻪ .وﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ اﻷﻣﺮ ﻓﺈن اﻟﺸﺎهﺪ هﻨﺎ هﻮ اﻟﺸﺎهﺪ هﻨﺎك :ﻓﻬﺬا ﻋﻤﻪ اﻟﺤﺒﻴﺐ) وآﺎن ﻟﻪ ﻧﻌﻢ اﻟﻈﱠﻬﺮ اﻟﺬي ﻃﺎﻟﻤ ﺎ رآ ﻦ إﻟﻴ ﻪ ﻓﻠﻘ ﻲ ﺴ ﻠِﻤﻪ ﻗ ﻂ ﻷﻋﺪاﺋ ﻪ( ﻳﻤ ﻮت ،واﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم آﻠ ﻪ ﻋﻨﺪﻩ اﻟﺤﻤﺎﻳﺔ واﻟﺮﻋﺎﻳﺔ وﻟ ﻢ ُﻳ ْ اﻷﻣ ﻞ ﻓ ﻲ ﻋﻔ ﻮ اﷲ ﻋﻨ ﻪ ،ﻓﻬ ﻮ اﻟ ﺬي رﺑ ﺎﻩ وآﻔﻠ ﻪ واﺻ ﻄﺤﺒﻪ ﻓ ﻲ رﺣﻼﺗ ﻪ اﻟﺘﺠﺎرﻳ ﺔ ، وآﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻣﻌﻪ وﻣﻊ أوﻻدﻩ ذآﺮﻳﺎت ﺟﻤﻴﻠﺔ .ﻓﻤ ﺎذا ﻧﺠ ﺪ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮﺁن ؟ ﻻ ﺷ ﻲء إﻻ ﻧﻬ ﻲ اﻟﺮﺳﻮل ﻧﻬﻴﺎ ﺑﺎﺗﺎ ﻋﻦ أن ﻳﺴﺘﻐﻔﺮ ﻷي ﻗﺮﻳﺐ ﻟﻪ ﻣﺸﺮك ،وﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل أﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ .ﺗﺮي ﻟﻮ أن اﻟﺮﺳﻮل هﻮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻘﺮﺁن ﻓﻤﺎ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﺳﻴﻀ ﻴﺮﻩ ﻟ ﻮ أﻋﻠ ﻦ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤ ﻺ أﺟﻤﻌ ﻴﻦ ﻗﺮﺁﻧ ﺎ ﻳ ﺬآﺮ دﺧ ﻮل أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ اﻟﺠﻨ ﺔ ﺑﻐﻴ ﺮ ﺣﺴ ﺎب ؟ ﻟﻘ ﺪ آﺎﻧ ﺖ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺗﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ،ﻋﻠﻲ اﻷﻗﻞ ﺗﺸﺠﻴﻌﺎ ﻵﺧﺮﻳﻦ ﻗ ﺪ ﻳ ﻮدون أن ﻳﻘﻮﻣ ﻮا ﻣﻨﻪ ﻣﻘﺎم أﺑﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ دون أن ﻳﺆﻣﻨ ﻮا .وﻟﻜ ﻦ ﻋﻮاﻃ ﻒ اﻟﺮﺳ ﻮل ﺷ ﻲء ،واﻟﻘ ﺮﺁن ﺷ ﻲء ﺁﺧﺮ. ) (١اﻧﻈﺮ آﺘﺎﺑﻨﺎ »اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن واﻟﻘﺮﺁن« . ٢٥٤/ ) (٢اﻟﺘﻮﺑﺔ . ١١٣ /
وإذا اﻓﺘﺮﺿﻨﺎ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻢ ﻳ ﺮ ،ﻟﺴ ﺒﺐ ﻏﺮﻳ ﺐ ﻻ ﻧﻔﻬﻤ ﻪ ،أن ﻳﺘﺤ ﺪث ﻓ ﻲ ﻗﺮﺁﻧ ﻪ ﻋﻦ أﻣﻪ وﻋﻤﻪ وﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻟﻔﻘﺪهﻤﺎ وهﻮ ﻓﻲ أﺷﺪ ﻣﺎ ﻳﻜ ﻮن ﺣﺎﺟ ﺔ إﻟ ﻲ ﺣﻨ ﺎن اﻷوﻟ ﻲ ﻋ ﻮا ﻓﻴ ﻪ إﻻ وﻻ ذﻣ ﺔ وإﻟﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺑﻄ ﺶ اﻷﻋ ﺪاء اﻟ ﺬﻳﻦ ﻟ ﻢ ﻳﻜﻮﻧ ﻮا ﻟ ﻮﻻﻩ ِﻟ َﻴ ْﺮ َ واﻟﺬﻳﻦ رأﻳﻨﺎهﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﻮت هﺬا اﻟﻌﻢ ﻳﺄﺗﻤﺮون ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻟﻴﻘﺘﻠ ﻮﻩ ،ﻓﻤ ﺎ اﻟﺴ ﺮ ﻓ ﻲ أن اﻟﻘﺮﺁن ﻻ ﻳﺼﻮر ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻤﺎ اﻧﺘﺎب اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻣﻦ أﺣﺰان ﺛﻘﻴﻠ ﺔ ﻟﻮﻓ ﺎة ﺷﺮﻳﻜﺔ ﻋﻤﺮﻩ وﺣﺒﻴﺒﺘﻪ اﻟﺘﻲ آﺎﻧ ﺖ أول ﻣ ﻦ ﺁﻣ ﻦ ﺑ ﻪ إذ آﻔ ﺮ اﻟﻨ ﺎس ،وواﺳ ﺘﻪ ﺑﻤﺎﻟﻬ ﺎ إذ ﻲ اﻟﻌ ﺎم اﻟ ﺬي اﻧﺘﻘﻠ ﺖ ﻓﻴ ﻪ ﺧﺪﻳﺠ ﺔ وأﺑ ﻮ ﺳ ﱢﻤ َ ﺣﺮﻣﻪ اﻟﻨﺎس ،ورزﻗﻪ اﷲ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺬرﻳﺔ؟ ﻟﻘﺪ ُ ﻃﺎﻟﺐ إﻟﻲ رﺑﻬﻤﺎ » ﻋﺎم اﻟﺤﺰن « ،ﻓﺪوﻧﻚ اﻟﻘﺮﺁن وﻗﻠّﺒﻪ ﺗﻘﻠﻴﺒﺎ ﻓﻠﻦ ﺗﺠﺪ إﺷﺎرة ،ﻣﺠ ﺮد إﺷﺎرة ،ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ أو ﻣﻦ ﺑﻌﻴ ﺪ ،إﻟ ﻲ » ﻋ ﺎم اﻟﺤ ﺰن « ه ﺬا ،وآ ﺄن ﺧﺪﻳﺠ ﺔ ﻟ ﻢ َﺗ ُﻤ ﺖْ، وآﺄن ﻣﻮﺗﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ رآﻨﺎ اﻧﻬﺪم ﻓﻲ ﺟﺪار ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻜﻔﺮ واﻟﻄﻐﻴﺎن .ﻟﻘﺪ ﻇ ﻞ رﺳ ﻮل اﷲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻳﺬآﺮ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻬ ﺎ ﺣﺘ ﻲ ﻟﻘ ﺪ آﺎﻧ ﺖ ﻋﺎﺋﺸ ُﺔ اﻟﺼ ﻐﻴﺮة اﻟﺠﻤﻴﻠ ﺔ ﺖ ﺻﺪﻳﻘﻪ اﻟﻤﻘﺮﱠب ﺗﻐﺎر ﻣﻦ ذآﺮاهﺎ أﺷﺪ اﻟﻐﻴﺮة ،ﻓﺄﻳﻦ اﻧﻌﻜﺎس هﺬا اﻟﺤﺐ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن ﺑﻨ ُ ،اﻟﺬي ا ُﺗﻬِﻢ ﺑﺄﻧ ﻪ ه ﻮ ﻣﺆﻟﻔ ﻪ ؟ ﻟﻘ ﺪ ُذ ِآ ﺮَت ﻣ ﺮﻳﻢ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ اﻟﺴ ﻼم ﻓ ﻲ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻣﻮﺿ ﻊ ، و ُذ ِآﺮَت اﻣﺮأة ﻓﺮﻋﻮن ،ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﺣﺪ ﻣﻦ ﻗﻮﻣ ﻪ ﻳﻌ ﺮف ﻋﻨﻬ ﺎ ﺷ ﻴﺌﺎ ،ﻓِﻠ َﻢ أّﻟ ﻒ ﻗﺮﺁﻧﺎ ﻓﻴﻪ ذآﺮ هﺎﺗﻴﻦ اﻟﺴﻴﺪﺗﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺆﻟﻒ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻟﻮ آﺎن هﻮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻘﺮﺁن ؟ ﺑﻞ ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﻳﺆﻟﻒ ﻗﺮﺁﻧﺎ ﻓ ﻲ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ أو ﺻ ﻔﻴﺔ أو زﻳﻨ ﺐ أو ﺣﻔﺼ ﺔ ، ﻏﺜّﺎ ﻣﺜﻠﻪ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻲ هﺬﻩ اﻷﻳﺎم اﻟﻜﺬاب ﻓﻲ ﻧﺠﻮاﻧﺎ وﺣﻴًﺎ ﺑﺎردًا َ آﻤﺎ أﻟﻒ ﻧﺒ ّ ﻧﻈ ﺮ اﻟﻨﻘ ﺪ اﻷدﺑ ﻲ واﻟ ﺬوق اﻟﻔﻨ ﻲ اﻟﺴ ﻠﻴﻢ ،ﻗﺒ ﻞ وﺟﻬ ﺔ ﻧﻈ ﺮ اﻟ ﺪﻳﻦ واﻟﺼ ﺪق واﻟﺨﻠ ﻖ ﺼﻔَﻊ ﻋﻠ ﻲ وﺟﻬ ﻪ وﻗﻔ ﺎﻩ ؟ أﻟ ﻢ ُﻳ ﱠﺘﻬَﻢ ﻧﺒﻴﻨ ﺎ ﺑﺄﻧ ﻪ آ ﺎن ﻋﺒ ﺪا ﻟﻠﺠ ﻨﺲ وﻧﺪاﺋ ﻪ ؟ اﻟﻜﺮﻳﻢ ،أن ُﻳ ْ ﻦ ﻋﻠ ﻲ ﺣﻮاﺳ ﻪ وﻗﻠﺒ ﻪ أﻟ ﻴﺲ ه ﺆﻻء اﻟﻨﺴ ﺎء ،ﻓ ﻲ ﻧﻈ ﺮ أﻋﺪاﺋ ﻪ ،ه ﻦ اﻟﻼﺗ ﻲ ﻗ ﺪ اﺳ ﺘﻮَﻟ ْﻴ َ وﻋﻮاﻃﻔﻪ ؟ ﺗﺮي ِﻟ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﺤﺎول أن ﻳﻐﺎزﻟﻬﻦ أو ﻳﺴﺘﺮﺿﻴﻬﻦ ﺑﻘﺮﺁن ﻳﺪﻏﺪغ ﻏﺮورهﻦ ﻟ ﻮ آﺎن ﻣﺜﻞ ﻋﺎﺷﻖ » ﻧﺠﻮاﻧﺎ « ﻧﺒﻴﺎ ﻣﺰﻳﻔﺎ آﺬاﺑﺎ ؟ وﻟﻢ ﺗﻜﻦ أﻣﻪ وﻋﻤ ﻪ أﺑ ﻮ ﻃﺎﻟ ﺐ وزوﺟﺘ ﻪ اﻟﺤﺒﻴﺒ ﺔ ﺧﺪﻳﺠ ﺔ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﻬ ﺎ ه ﻢ آ ﻞ ﻣ ﻦ ﻣﺎﺗﻮا ﻣﻤﻦ آﺎن ﻳﺤﺒﻬﻢ أﺷﺪ اﻟﺤﺐ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﻣﻮﺗﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن ،اﻟﺬي زﻋﻢ اﻟﺰاﻋﻤ ﻮن أﻧﻪ أﺗﻲ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ وﻧﺴﺒﻪ إﻟﻲ اﻟﺴﻤﺎء ،ﻓﻘﺪ ﻣﺎت ﻋﻤﻪ وأﺧﻮﻩ ﻓﻲ اﻟﺮﺿﺎع ﺣﻤﺰة أﺳ ﺪ اﷲ وأﺳﺪ رﺳﻮﻟﻪ :ﻣﺎت ﻣﻴﺘﺔ ﻣﺄﺳﺎوﻳﺔ ﻇﻠﺖ ذآﺮاهﺎ ﺣﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﻜﺮ اﻟﺮﺳﻮل وﻗﻠﺒﻪ ﺗﻠﺬﻋ ﻪ ﻲ اﻟﺤﺒﺸ ﻲ ،وﺟ ﺎءت ﺸ ﱟ ﺣِ ،آﻤﺎ ﻣ ّﺮ ﺑﻨﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ إﺳﻼم ﻗﺎﺗﻞ هﺬا اﻟﻌ ﻢ واﻷخ اﻟﺤﺒﻴ ﺐ َو ْ ﺣ ﺪ اﻟﻘﺎﺳ ﻴﺔ ،اﻟﺘ ﻲ زاده ﺎ ﻗﺴ ﺎو ًة أن اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻗ ﺪ ﻣﻴﺘﺘ ﻪ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﻪ ﻣ ﻊ هﺰﻳﻤ ﺔ ُأ ُ ﺴ ﻢ ﻟﺼ ﺎﻟﺤﻬﻢ ﻟ ﻮﻻ ﻋﺼ ﻴﺎن اﻟﺮﻣ ﺎة ﺤَ اﻧﺘﺼ ﺮوا ﻓ ﻲ ﺑ ﺪاﻳﺘﻬﺎ ﻧﺼ ﺮا ﻣ ﺆزرا وآﺎﻧ ﺖ ﺳ ُﺘ ْ ﻷواﻣﺮ اﻟﺮﺳﻮل .وﺑﺮﻏﻢ ذﻟﻚ آﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﺬرف اﻟﻘﺮﺁن وﻻ دﻣﻌ ًﺔ واﺣ ﺪة ﻋﻠ ﻲ ه ﺬا اﻟﺒﻄ ﻞ اﻟﻤﻐـﻮار ،ﺑﻞ آـﻞ ﻣﺎ ﺟ ﺎء ﻋﻨ ـﻪ ه ـﻮ ﺗﻠ ﻚ اﻵﻳ ـﺎت ﻓ ـﻲ ﺁﺧ ﺮ ﺳ ـﻮرة » اﻟﻨﺤ ﻞ « ﺗ ﺄﻣﺮ اﻟﻨﺒﻲ ﺑﺄﻧﻪ إذا ﻋﺎﻗﺐ ﻓﻠْﻴﻌﺎﻗﺐ ﺑﻤﺜﻞ ﻣﺎ ﻋﻮﻗﺐ ﺑ ﻪ ،وإن آ ﺎن اﻟﺼ ﺒﺮ ﺧﻴ ﺮًا ﻟﻠﺼ ﺎﺑﺮﻳﻦ . ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ،ﺣﻴﻦ ﻣﺜﻠﺖ هﻨﺪ وﻣﻌﻬﺎ ﻧﺴﺎء ﻗﺮﻳﺶ ﺑﺠﺜﺔ اﻟﺸﻬﻴﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﻘْﺪا و ُﻗﺮْﻃ ﺎ وﺷﻘﺖ ﺑﻄﻨﻪ وأﺧﺮﺟﺖ آﺒﺪﻩ وﻣﻀﻐﺘﻬﺎ وﺟﺪﻋﺖ أﻧﻔﻪ وأذﻧﻴﻪ وﺟﻌﻠﺖ ﻣﻨﻬﺎ ِ ،وﺟﺎء أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ﻓﺄﺧﺬ ﻳﻀﺮﺑﻪ ﻓﻲ أﺳﻨﺎﻧﻪ)آﺮم اﷲ ﻣﺜﻮاﻩ ﻓﻲ دار اﻟﺨﻠﺪ( وهﻮ ﻳﻘﻮل ﻟﻪ ﻋﻘَﻖ « ،أﻗﺴﻢ ﺻ ﻠﻮات اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻓ ﻲ ﻏﻤ ﺮة أﺣﺰاﻧ ﻪ اﻟﻤﻔﺮﻃ ﺔ أن ق ُ ﻣﺘﺸﻔﻴﺎ ﺷﺎﻣﺘﺎُ » :ذ ْ ﻳﻤﺜﱢﻞ ﺑﺜﻼﺛﻴﻦ) وﻓﻲ رواﻳﺔ »:ﺑﺴ ﺒﻌﻴﻦ«( واﺣ ﺪًا ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣﺜﻠﻤ ﺎ ﻣﺜﻠ ﻮا ﺑﺠﺜ ﺔ ﻋﻤ ﻪ ،ﻓﻨﺰﻟ ﺖ
ﻦ ﺻ ﺒﺮﺗﻢ َﻟ ُﻬ ﻮ ﺧَﻴ ٌﺮ ﻋ ﻮ ِﻗ ْﺒﺘُﻢ ﺑ ﻪ ،وَﻟ ِﺌ ْ اﻵﻳ ﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴ ﺔ » :وإن ﻋ ﺎ َﻗ ْﺒﺘُﻢ ﻓﻌ ﺎ ِﻗﺒُﻮا ﺑﻤﺜ ﻞ ﻣ ﺎ ُ ﻖ ﻣﻤ ﺎ ﺿ ْﻴ ٍ ﻚ ﻓﻲ َ ك إﻻ ﺑﺎﻟﻠﱠﻪ ،وﻻ ﺗﺤﺰن ﻋﻠﻴﻬﻢ وﻻ َﺗ ُ ﺻ ْﺒ ُﺮ َ ﺻﺒِﺮ ،وﻣﺎ َ ﻟﻠﺼّﺎﺑﺮﻳﻦ $وا ْ )(٣ ﺤﺴِﻨﻮن« .آﻼ ،ﻟﻴﺲ هﺬا آﻼم اﻟﺒﺸ ﺮ َﻳ ْﻤﻜُﺮون $إن اﷲ ﻣﻊ اﻟﺬﻳﻦ ا ّﺗ َﻘﻮْا واﻟﺬﻳﻦ هﻢ ُﻣ ْ وﻻ هﺬﻩ ﻋﻮاﻃﻒ اﻟﺒﺸﺮ ،ﺑﻞ ه ﺬا ﺻ ﻮت اﻹﻟ ﻪ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳ ﺮد رﺳ ﻮﻟﻪ إﻟ ﻲ ﺧﻄ ﺔ اﻟﻌ ﺪل واﻹﻧﺼﺎف ﺛﻢ ﻳﻨﺼﺤﻪ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ،ﻓﻬﻮ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎب .واﷲ ﻟ ﻮ أن ﻣﺤﻤ ﺪا ه ﻮ ﻣﺆﻟ ﻒ اﻟﻘﺮﺁن ﻣﺎ آﺎن ﻟﻴﻘﻮل هﺬا اﻟﻜﻼم أﺑﺪا ﺣﺘﻲ ﻟ ﻮ اﻧﺨﻠﻌ ﺖ اﻟﻨﺠ ﻮم واﻟﻜﻮاآ ﺐ ﻣ ﻦ ﻣ ﺪاراﺗﻬﺎ واﻧﻄﺒﻘﺖ اﻟﺴﻤﺎء ﻋﻠﻲ اﻷرض .وﻻ ﻳﻤﻜﻦ أﺑﺪا ﺗﻔﺴﻴﺮ ذﻟﻚ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ هﺪأت ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻓﻘﺎل ﻣ ﺎ ﻗ ﺎل ،ﻓﻘ ﺪ رأﻳﻨ ﺎ ذآ ﺮي ه ﺬا اﻻﺳﺘﺸ ﻬﺎد اﻟﻤﺄﺳ ﺎوي ﺗﻠﺬﻋ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺑﻌ ﺪ ﻣ ﺮور ﺳﻨﻮات ﻃﻮال ،ﺣﺘﻲ ﻟﻘﺪ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻗﺎﺗﻞ ﻋﻤﻪ اﻟﺬي أﺗﺎﻩ ﻣﺴ ﻠﻤﺎ ﻃﻠﺒ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳﻄﻠﺒ ﻪ ﻣ ﻦ أﺣ ﺪ ﺐ ﻋﻨﻲ وﺟﻬ ﻚ « .ﻟﻘ ﺪ ﻧﺰﻟ ﺖ ﺁﻳ ﺎت ﺳ ﻮرة » ﻏ ﱢﻴ ْ ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮﻩ ،إذ ﻗﺎل ﻟﻪ » :ﻻَأ َر َﻳﻨﱠﻚ َ . اﻟﻨﺤ ﻞ « ﻋﻠﻴ ﻪ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ و ﺳ ﻠﻢ وﺳ ﻌﻴﺮ اﻟﻐﻀ ﺐ واﻷﺣ ﺰان ﻳﺘﻠﻈ ﻲ ﻓ ﻲ ﻗﻠﺒ ﻪ ودﺧﺎﻧﻬﺎ ﻳﺴﻮّد اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ،ﻓﻤﺎ ﻣﻌﻨﻲ اﻟﻜﻼم إذن ﻋﻦ هﺪوء اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ إﻻ أن ﺗﻜﻮن ﻗ ﻮة ﻗ ﺎهﺮة ه ﻲ اﻟﺘ ﻲ أﻣﺮﺗ ﻪ ﺑﻬ ﺬا ﻓ ﺎﺋﺘﻤﺮ ،وﺻ ﺒّﺮﺗﻪ ﻓﺼ ﺒﺮ ،وأوﺣ ﺖ إﻟﻴ ﻪ ﻓ ﺄﻋﻠﻦ ﻣ ﺎ أوﺣﺖ ﺑﻪ وأﻃﺎﻋﻪ ﺑﻼ أدﻧﻲ ﺗﺮدد ؟ وﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﻪ ﺣﻤﺰة ﻳﻘﺎل ﻓﻲ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﻪ ﺟﻌﻔ ﺮ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ اﻟﺸ ﻬﻴﺪ اﻟﻄﻴ ﺎر ،ﻓﻘ ﺪ ﺖ ﻄ َﻌ ْ ﻣﺎت ،رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ،وهﻮ ﻳﻨﺎﻓﺢ ﻋﻦ ﻟ ﻮاء اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻓ ﻲ ﻏ ﺰوة ﻣﺆﺗ ﺔ ﺣﺘ ﻲ ُﻗ ِ ذراﻋﺎﻩ ،وﻟﻢ ﻳﺮض أن ﻳﺘﺮك راﻳﺔ اﻹﺳﻼم ﺗﺴ ﻘﻂ ﻋﻠ ﻲ اﻷرض .وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻼ ذآ ﺮ ﻟﺠﻌﻔﺮ وﻻ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺤﺰن ﻋﻠﻲ ﺟﻌﻔﺮ وﻻ رﺛﺎء ﻷوﻻد ﺟﻌﻔﺮ) اﻟ ﺬﻳﻦ ﺗ ﺮآﻬﻢ وراءﻩ ﺐ اﻟﺤﻮاﺻﻞ( ﻓﻲ أﻳﺔ ﺳﻮرة ﻣﻦ ﺳ ﻮر اﻟﻘ ﺮﺁن اﻟﻤﺎﺋ ﺔ واﻷرﺑ ﻊ ﻋﺸ ﺮة .أﻓﻴﻘ ﺎل ﺑﻌ ﺪ ﻏ َ ُز ْ هﺬا آﻠﻪ إن اﻟﻘﺮﺁن هﻮ آﻼم ﻣﺤﻤ ٍﺪ ادّﻋﺎﻩ أو ﺗﻮهﻤﻪ ؟ أآﺜﺮ ﻣﻦ هﺬا أﻧﻪ ﻗﺪ ﻣﺎت ﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺛﻼﺛﺔ أوﻻد ذآﻮر ﻣﻦ ﺧﺪﻳﺠﺔ) أو وﻟﺪ واﺣﺪ أو اﺛﻨﺎن ﻓﻘ ﻂ ﻓ ﻲ رواﻳ ﺎت أﺧ ﺮي( ،وﻣ ﻊ ه ﺬا ﻓﻠ ﻴﺲ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻣ ﻦ أوﻟ ﻪ إﻟ ﻲ ﺁﺧ ﺮﻩ أي ﻀ ﺔ ﻋﻠ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺰه ﻮر اﻟﺮﻗﻴﻘ ﺔ اﻟﺘ ﻲ اﻧﻌﻜﺎس ﻟﻤﺎ ﻻ ﺑﺪ أﻧﻪ ﻣﻸ ﻗﻠﺒ ﻪ ﻣ ﻦ اﻷﺣ ﺰان اﻟﻤﻤ ّ ﻚ هﻮ ﺻﻮّﺣﺖ ﻓﻲ ُﺑﻜْﺮة اﻟﻨّﺪي ﻣﻊ أول أﺿﻮاء اﻟﻨﻬﺎر .وﻟﻮﻻ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ » :إن ﺷ ﺎ ِﻧ َﺌ َ اﻷ ْﺑ َﺘ ُﺮ« ) (٤ردّا ﻋﻠﻲ ﺳﻔﺎهﺔ ﻗﻮﻣﻪ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﻴّﺮوﻩ ﺑﺄﻧﻪ أﺑﺘﺮ ،أي ﻻ ﻳﻌﻴﺶ ﻟﻪ أوﻻد ذآﻮر ،ﻓﻠﺮﺑﻤﺎ ﻣ ّﺮ هﺬا اﻷﻣﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ وﻧﺤﻦ ﻧﻘﺮأ ﺳﻴﺮﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أن ﻧﻠﻘﻲ إﻟﻴﻪ ﺑﺎﻻ .ﻓـﻬﺬا آﻞ ﻣﺎ هﻨﺎﻟﻚ .ﺛ ﻢ ﻟﻤ ﺎ ه ﺎﺟﺮ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻣﺎﺗ ﺖ ﻟ ﻪ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻲ ﻣ ﻦ أﺟﻠﻬﻤ ـﺎ » ذا ﺳ ﱢﻤ َ ﻲ اﻟ ﺬي ُ اﺑﻨﺘ ﺎن ،هﻤ ﺎ رﻗﻴ ﺔ وأم آﻠﺜ ﻮم زوﺟﺘ ﺎ اﻟﺮﺟ ﻞ اﻟﺤ ـﻴ ّ اﻟﻨﻮرﻳﻦ« ،ﻓﻠﻢ ﺗﻨﺰل ﺁﻳﺔ ﺑﻞ وﻻ آﻠﻤ ﺔ واﺣ ﺪة ﻓﻴﻬﻤ ﺎ .ﺑ ﻞ إن ﺑﻌ ﺾ أﺣﻔ ﺎدﻩ ﻗ ﺪ ﻣ ﺎﺗﻮا ، ﻦ وﻧﺤﻦ ﻧﻌﺮف ﻣﺪي ﻣﺎ آﺎن ﻳﻜﻨﻪ ﻣ ﻦ ﺣ ﺐ ﻟﻸﻃﻔ ﺎل ،ﻓﻤ ﺎ ﺑﺎﻟ ﻚ ﺑﺄﺑﻨ ﺎء ﺑﻨﺎﺗ ﻪ اﻟﻼﺋ ﻲ ُآ ّ وآﺎن أﺑﻨﺎؤهﻦ ﻣﻮﺿﻊ ﺣﺒﻪ وﻋﻄﻔﻪ وﺣﻨﺎﻧﻪ ،ﻓﻠﻢ ﻧﺴﻤﻊ ﺑﺂﻳﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﻓ ﻲ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ، وآﺄن هﺬا اﻟﻤﻮت ﻗﺪ أﺻﺎب ﺑﻴﺖ أﻧﺎس ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﺑﻬﻢ ﻣﺤﻤﺪ ،أﻧ ﺎس ﺗﻔﺼ ﻠﻪ ﻋ ﻨﻬﻢ ﺑﺤ ﺎر وﺟﺒﺎل وﺻﺤﺎري َﻳﺤَﺎر ﻓﻴﻬﺎ اﻟ َﻘﻄَﺎ. ﻋﻠﻲ أن اﻟﺬي ﻻ ﻳﻨﻘﻀﻲ ﻣﻨﻪ اﻟﻌﺠﺐ هﻮ ﺳﻜﻮت اﻟﻘﺮﺁن ﺗﻤﺎﻣًﺎ ﻋﻦ ﻓﻠ ﺬة آﺒ ﺪﻩ إﺑ ﺮاهﻴﻢ ، ﺧﻠْﻔﺔ اﻟﺬآﻮر وﺑﻌﺪ أن ﺳﻤﻊ ﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﻣﻦ ﺳ ﻔﺎهﺎت اﻟﺴ ﻔﻬﺎء اﻟﺬي رُزق ﺑﻪ ﻋﻠﻲ ﻳﺄس ﻣﻦ ِ ) (٣اﻟﻨﺤﻞ . ١٢٨ – ١٢٦ / ) (٤اﻟﻜﻮﺛﺮ. ٣ /
ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ ﻓﻲ أواﺋﻞ اﻟﺪﻋﻮة ﺣﻴﻦ ﻋ ّﻴ ﺮوﻩ ﺑﺄﻧ ﻪ » أﺑﺘ ﺮ « ،ﻓﻜﺎﻧ ﺖ وﻻدة ه ﺬا اﻟﻄﻔ ﻞ ﻓ ﻲ ﺠﺮ أﺧﺮﻳﺎت ﺣﻴﺎة أﺑﻴﻪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻧﺴﻤﺔ اﻟﻬﻮاء اﻟﻤﻌﻄﱠﺮة اﻟﺒﻠِﻴﻠﺔ ﺗﻬﺐ ﻓﻲ اﻷﺻ ﻴﻞ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤﻬ ﱢ ﺢ اﻟﺴﱠﻤﻮم وﺟﻬَﻪ ﻃﻮال اﻟﻨﻬﺎر .ﻟﻘﺪ روت ﻟﻨﺎ آﺘﺐ اﻟﺴﻴﺮة واﻟﺤﺪﻳﺚ آﻴﻒ ت رﻳ ُ ﺷ َﻮ ْ اﻟﺬي َ وﻗﻌ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺼ ﻴﺒﺔ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ أﻓﻀ ﻞ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﺣﺘ ﻲ إن اﺛﻨ ﻴﻦ ﻣ ﻦ ﺻ ﺤﺎﺑﺘﻪ آﺎﻧ ﺎ ﻳﺴ ﻨﺪاﻧﻪ ﻣ ﻦ ﺗﺤ ﺖ إﺑﻄﻴ ﻪ ﻣ ﻦ هﻮﻟﻬ ﺎ ،ودﻣﻮﻋ ﻪ ﺗﺠ ﺮي ﻋﻠ ﻲ ﺧﺪﻳ ﻪ اﻟﻜ ﺮﻳﻤﺘﻴﻦ .ﻟﻜ ﻦ اﻧﻈ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮﺁن اﻟﻜ ﺮﻳﻢ ،ﻓﻠ ﻦ ﺗﺠ ﺪ ﺷ ﻴﺌﺎ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ﺣﺘ ﻲ وﻻ آﻠﻤ ﺔ ﺗﻌ ﺎﻃﻒ ﻣ ﻊ ه ﺬا اﻷب اﻟﻤﻔﺆودﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ و ﺳ ﻠﻢ .إﻧ ﻪ ﺣﻘ ﺎ آ ﻼم اﻟﺴ ﻤﺎء ،وﻟ ﻴﺲ ﺗﺴﺠﻴﻼ ﻷﺣﺰاﻧﻪ وﻻ ﻣﺼﺎﺋﺐ ﺑﻴﺘﻪ . ﻞ ،ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺘﻮي اﻟﺸﺨﺼ ﻲ ، ﺨ ُ ﻚ أن ﺣﻴﺎة رﺳﻮل اﷲ ﻟﻢ َﺗ ْ هﺬا ﻋﻦ اﻷﺣﺰان ،وﻻ ﺷ ّ ﻣﻦ ﻣﺒﺎهﺞ وﻣﺴﺮات .وهﺬا اﻟﻘﺮﺁن ،ﻓﺎﻗﺮأﻩ ﺁﻳﺔ ﺁﻳﺔ ﻓﻠﻦ ﺗﻌﺜﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻋﻠﻲ ﺷ ﻲء : ﻓﻼ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﺜﻼ ﻋ ﻦ زواﺟ ﻪ ﺑﺄﻳ ﺔ واﺣ ﺪة ﻣ ﻦ ﻧﺴ ﺎﺋﻪ ،وﻻ ﺣﺘ ﻲ ﻋ ﻦ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ أو ﺣﻔﺼ ﺔ اﺑﻨﺘﻲ أﻗﺮب أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ إﻟﻴﻪ وﻟﻮ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﻤﺠﺎﻣﻠﺔ ﻷﺑﻮﻳﻬﻤﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺎ أﺳﺪﻳﺎﻩ ﻟﻺﺳﻼم ﻣ ﻦ ﺟﻠﱠﻲ ﻻ ﺗﻘﺪﱠر ﺑﺜﻤﻦ ،ﻋﻠﻲ اﻷﻗﻞ ﻟﻴﻀﻤﻦ اﺳ ﺘﻤﺮارهﻤﺎ ﻓ ﻲ ﺗﻌﻀ ﻴﺪﻩ واﻟﺘﻀ ﺤﻴﺔ ﺧﺪﻣﺎت ُ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺬي أﺗﻲ ﺑﻪ. أﻣﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﺴﺘﻮي اﻷﻣﺔ ﻓﻘﺪ اﻧﺘﺼﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻓﻲ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻐﺰوات ،و ُهﺰِﻣﻮا ﻓﻲ أﺣﺪ وﻣ ﺎت ﺳ ﺒﻌﻮن ﻣ ﻨﻬﻢ ﺣﻤ ﺰة أﺳ ﺪ اﷲ ،وﺗﻜﺎﻟﺒ ﺖ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ اﻟﻌ ﺮب واﻟﻴﻬ ـﻮد آﺎﻟﻜ ـﻼب ﺣ َﻨﻴْﻦ ﻓﻲ أواﺋﻞ اﻟﺤﺮب ﺿﺮﺑﺔ آﺎدت اﻟﻤﺴـﻌﻮرة ﻓﻲ ﻣﻌﺮآـﺔ » اﻟﺨﻨﺪق « ،و َﺗَﻠ ﱠﻘﻮْا ﻓﻲ ُ أن ﺗُﻮدِي ﺑﻬﻢ ﻟﻮﻻ ﺳﺘﺮ اﷲ وﺷﺠﺎﻋﺔ اﻟﺮﺳﻮل وﺛﺒﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻌﻪ هﻮ وﻧﻔﺮ ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﺛﺒﺎت اﻷﺑﻄﺎل ،وﻋﺎدوا ﻣﻦ ﻣﺆﺗﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺼﺮع ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ أﻋﻈﻢ ﻗﻮادهﻢ وأﺻﺪﻗﺎﺋﻬﻢ ﺷ ﺪّا ﻋﻠﻲ أﻋﺪاء اﷲ واﻟﺪﻳﻦ وﻣﻨﻬﻢ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﻪ ﺟﻌﻔ ﺮٌاﻟﻄﻴ ﺎر ،ﻋ ﺪا اﻟﺠﻨ ﻮد اﻟ ﺬﻳﻦ ﻟ ﻢ ﺗﺤﺼ ﺮ ﻒ ﻣﻨﻬ ﺎ اﻟﺤ ﺰن ﻋﻠ ﻲ ه ﺆﻻء ﺸ ﱡ ﺴ َﺘ َ آﺘﺐ اﻟﺴﻨﺔ أﻋﺪادهﻢ .ﻓﻬﻞ ﺗﺠﺪ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن ﺁﻳﺔ واﺣﺪة ُﻳ ْ ﺣﺪ اﻟﺸﻬﺪاء اﻟﺬﻳﻦ ﺳﻘﻄﻮا ﺻﺮﻋﻲ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ واﻟﺪﻳﻦ واﻟ ﻮﻃﻦ ؟ إن ﻏ ﺰوات ﺑ ﺪر وُأ ُ واﻷﺣﺰاب وﺗﺒ ﻮك وﻏﻴﺮه ﺎ ﻣﺴ ﺠﻠﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮﺁن ،وﻟﻜﻨ ﻚ ﻻ ﺗﺠ ﺪ أﺑ ﺪا ﻻ ﺧ ّﻔ ﺔ اﻻﻧﺘﺸ ﺎء اﻟﺒﺸﺮي ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ وﻻ ﻟﻮﻋﺔ اﻟﺤﺰن اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻟﻠﻬﺰﻳﻤﺔ ،ﺑﻞ ﺗﺴﻤﻊ داﺋﻤﺎ اﻟﺼ ﻮت اﻹﻟﻬ ﻲ ﻣﻮﺟﱢﻬﺎ وﻣﺨﺎﻃﺒﺎ وﻣﺒﺼﱢﺮا وﻣﺸﻴﺮا إﻟﻲ اﻟﺪروس واﻟﻌﺒﺮ اﻟﺘﻲ ﻳﺠ ﺐ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ أن ﻳﺨﺮﺟﻮا ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ه ﺬا اﻟﻨﺼ ﺮ أو ﺗﻠ ﻚ اﻟﻬﺰﻳﻤ ﺔ .اﺳ ﻤﻊ ﻣ ﺜﻼ ﻣ ﺎ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ ﺑ ﺪر » :وَﻟ َﻘ ْﺪ ﺼ ﺮآﻢ اﻟﱠﻠ ﻪ ﺑﺒ ﺪ ٍر وأﻧ ﺘﻢ أَذّﻟ ﺔ ،ﻓ ﺎﺗﻘﻮا اﷲ ﻟﻌﻠﻜ ﻢ ﺗﺸ ﻜﺮون $إذ ﺗﻘ ﻮل ﻟﻠﻤ ﺆﻣﻨﻴﻦ :أﻟ ﻦ َﻧ َ ﻳﻜﻔﻴﻜﻢ أن ُﻳ ِﻤﺪّآﻢ رﺑﻜﻢ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺁﻻف ﻣ ﻦ اﻟﻤﻼﺋﻜ ﺔ ُﻣ ْﻨ ﺰَﻟﻴﻦ َ $ﺑَﻠ ﻲ ،إن ﺗﺼ ﺒﺮوا وﺗﺘﻘ ﻮا وﻳﺄﺗﻮآﻢ ﻣﻦ َﻓﻮْرهﻢ هﺬا ُﻳ ْﻤ ِﺪدْآﻢ رﺑﻜﻢ ﺑﺨﻤﺴﺔ ﺁﻻف ﻣﻦ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻣُﺴﻮﱢﻣﻴﻦ $وﻣﺎ ﺟﻌﻠ ﻪ اﷲ إﻻ ُﺑ ْ ﺸﺮَي ﻟﻜﻢ وِﻟﺘَﻄﻤﺌﻦ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ﺑﻪ .وﻣ ﺎ اﻟﻨﺼ ُﺮ إﻻ ﻣ ﻦ ﻋﻨ ﺪ اﷲ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ اﻟﺤﻜ ﻴﻢ $ )(٥ ﻃ َﺮﻓًﺎ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ آﻔﺮوا أو َﻳ ْﻜ ِﺒﺘَﻬﻢ ﻓﻴﻨﻘﻠﺒﻮا ﺧ ﺎﺋﺒﻴﻦ« .وﻗﺒ ﻞ أن ﻧﻤﻀ ﻲ إﻟ ﻲ ﻣ ﺎ ﻟﻴﻘﻄﻊ َ ﺟﺎء ﻋﻦ ذات اﻟﻐﺰوة ﻓﻲ ﺳﻮرة » اﻷﻧﻔﺎل « أﺳﺄﻟﻚ :أﺗﺠﺪ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ أﻓﺮاح اﻟﻨﺼﺮ هﻨﺎ ؟ إن اﻵﻳﺎت ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ إﻻ اﻣﺘﻨﺎن اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺄﻧﻪ َﻧﺼَﺮهﻢ وه ﻢ أذﻟ ﺔ .أﻣ ﺎ ﷲ إﺣ ﺪي اﻟﻄ ﺎﺋﻔﺘﻴﻦ أﻧﱠﻬ ﺎ ﻟﻜ ﻢ ﻣ ﺎ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ ﺳ ﻮرة » اﻷﻧﻔ ﺎل « ﻓﻬﺎ َآ ُﻪ » :وإذ ﻳَﻌ ﺪُآﻢ ا ُ ﻄ َﻊ ﻖ اﻟﺤ ﻖ ﺑﻜﻠﻤﺎﺗ ﻪ ،و َﻳ ْﻘ َ ﺤ ﱠ ت اﻟﺸﱠﻮآﺔ ﺗﻜﻮن ﻟﻜﻢ ،وﻳﺮﻳ ﺪ اﷲ أن ُﻳ ِ ﻏ ْﻴ َﺮ ذَا ِ و َﺗ َﻮدﱡون أن َ ﻞ وﻟﻮ َآ ِﺮ َﻩ اﻟﻤﺠﺮﻣﻮن $إذ ﺗﺴ ﺘﻐﻴﺜﻮن رﺑﻜ ﻢ ﻃَ ﻞ اﻟﺒﺎ ِ ﻄَ ﻖ و ُﻳ ْﺒ ِ دَاﺑﺮ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ِ $ﻟ ُﻴﺤِﻖ اﻟﺤ ﱠ ) (٥ﺁل ﻋﻤﺮان . ١٢٧ – ١٢٣ /
ﺸ ﺮَي ، ﻒ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻼﺋﻜ ﺔ ُﻣ ﺮدِﻓﻴﻦ $وﻣ ﺎ ﺟﻌﻠ ﻪ اﷲ إﻻ ُﺑ ْ ﻓﺎﺳ ﺘﺠﺎب ﻟﻜ ﻢ أﻧ ﻲ ﻣ ِﻤ ﺪّآﻢ ﺑ ﺄﻟ ٍ ﺸ ﻴﻜُﻢ ﺼ ُﺮ إﻻ ﻣ ﻦ ﻋﻨ ﺪ اﷲ .إن اﷲ ﻋﺰﻳ ٌﺰ ﺣﻜ ﻴﻢ $إذ ُﻳ َﻐ ﱢ ﻦ ﺑ ﻪ ﻗﻠ ﻮﺑﻜﻢ .وﻣ ﺎ اﻟ ﱠﻨ ْ وِﻟ َﺘﻄْﻤﺌ ّ ﺐ ﻋ ﻨﻜﻢ رِﺟ ﺰ ﻄ ّﻬ ﺮآﻢ ﺑ ﻪ ،و ُﻳ ْﺬ ِه َ ل ﻋﻠ ﻴﻜﻢ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻤﺎء ﻣ ﺎ ًء ﻟ ُﻴ َ س َأ َﻣ َﻨ ًﺔ ﻣِﻨ ﻪ وﻳ َﻨ ّﺰ ُ اﻟﻨﱡﻌ ﺎ َ ﺖ ﺑﻪ اﻷﻗﺪام $إذ ُﻳﻮِﺣﻲ رﺑﱡﻚ إﻟﻲ اﻟﻤﻼﺋﻜ ﺔ أﻧ ﻲ ﻂ ﻋﻠﻲ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ،و ُﻳ َﺜ ﱢﺒ َ ن ،وِﻟ َﻴ ْﺮ ِﺑ َ اﻟﺸﻴﻄﺎ ِ ﺐ ،ﻓﺎﺿ ﺮﺑﻮا ﻓ ﻮق ﻋ َ ﻣﻌﻜ ﻢ ﻓ َﺜ ﱢﺒ ُﺘ ﻮا اﻟ ﺬﻳﻦ ﺁﻣَﻨ ﻮا .ﺳ ُﺄﻟْﻘﻲ ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﻮب اﻟ ﺬﻳﻦ آﻔ ﺮوا اﻟ ﱡﺮ ْ ﻖ اﻟﱠﻠ َﻪ ﷲ ورﺳ ﻮﻟَﻪ ،وﻣ ﻦ ﻳﺸ ﺎ ِﻗ ِ ﻞ َﺑﻨَﺎن $ذﻟ ﻚ ﺑ ﺄﻧﻬﻢ ﺷ ﺎﻗﱡﻮا ا َ اﻷﻋﻨﺎق واﺿﺮﺑﻮا ﻣﻨﻬﻢ آ ﱠ ب اﻟﻨﺎر $ﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ن ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻋﺬا َ ورﺳﻮﻟَﻪ ﻓﺈن اﻟﱠﻠ َﻪ ﺷﺪﻳ ُﺪ اﻟﻌﻘﺎب $ذﻟﻜﻢ ﻓﺬُوﻗﻮﻩ وَأ ﱠ ﺣ ًﻔ ﺎ ﻓﻼ ُﺗ َﻮﱡﻟ ﻮهﻢ اﻷدﺑ ﺎر $وﻣ ﻦ ُﻳ َﻮﻟﱢﻬ ْﻢ ﻳﻮﻣﺌ ﺬ ُد ُﺑ ﺮﻩ إﻻ ﺁﻣﻨﻮا ،إذا َﻟﻘِﻴ ﺘﻢ اﻟ ﺬﻳﻦ آﻔ ﺮوا َز ْ ل أو ﻣﺘﺤﻴّﺰا إﻟﻲ ﻓِﺌ ٍﺔ ﻓﻘﺪ ﺑﺎء ﺑِﻐﻀﺐ ﻣﻦ اﷲ وﻣﺄواﻩ ﺟـﻬﻨﻢ ،وﺑﺌﺲ اﻟﻤﺼﻴﺮ ﺤ ﱢﺮﻓًﺎ ﻟﻘﺘﺎ ٍ ُﻣ َﺘ َ ﻲ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺖ إذ رﻣﻴﺖ وﻟﻜﻦ اﷲ رﻣﻲ ،وِﻟ ُﻴ ْﺒِﻠ َ $ﻓَﻠ ْﻢ ﺗﻘﺘﻠﻮهﻢ وﻟﻜﻦ اﷲ ﻗﺘﻠﻬﻢ .وﻣﺎ َر َﻣ ْﻴ َ ﻦ َآ ْﻴ ِﺪ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ $إن ﺗﺴﺘﻔﺘِﺤﻮا ﺣﺴَﻨﺎ .إن اﷲ ﺳﻤﻴﻊ ﻋﻠﻴﻢ $ذﻟﻜﻢ وأن اﷲ ﻣﻮ ِه ُ ﻼ ًء َ ﻣﻨﻪ َﺑ َ ﻲ ﻋ ﻨﻜﻢ ﻓِﺌ ُﺘ ُﻜ ْﻢ ﺢ ،وإن ﺗﻨﺘﻬﻮا ﻓﻬﻮ ﺧﻴﺮ ﻟﻜﻢ ،وإن ﺗﻌﻮدوا َﻧ ُﻌ ْﺪ .وﻟﻦ ُﺗ ْﻐ ِﻨ َ ﻓﻘﺪ ﺟﺎءآﻢ اﻟ َﻔ ْﺘ ُ )(٦ ﺷﻴﺌﺎ وﻟﻮ َآ ُﺜ َﺮ ْ ت وأن اﷲ ﻣﻊ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ« .ﻓﻬﻞ ﺗﺴﻤﻊ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻵﻳﺎت هﺪﻳﺮ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ ﻏُﻠ ّﻮ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ أو هﺘﺎﻓﺎت اﻟﺠﻤﺎهﻴﺮ أو ﻏﻨ ﺎء اﻟﻔﻨ ﺎﻧﻴﻦ ﺑﻜ ﻞ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ ﻣﺒﺎﻟﻐ ﺎت و ُ وﺗﻀﺨﻴﻢ ﻟﻠﻨﺼﺮ وﺗﺤﻘﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﺄن اﻟﻌﺪو ،ﺷﺄن ردود ﻓﻌ ﻞ اﻟﺒﺸ ﺮ ﻟﻤﺜ ﻞ ه ﺬا اﻻﻧﺘﺼ ﺎر اﻟﺴﺎﺣﻖ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﻮﻗﻌﻪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ؟ آﻼ ،ﺑﻞ هﻮ اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ اﻹﻟﻬ ﻲ ﻟﻠﻤ ﺆﻣﻨﻴﻦ ﺣﺘ ﻲ ﺖ وﻟﻜﻦ ﺖ إذ َر َﻣ ْﻴ َ ﻻ ﻳﺰدهﻴﻬﻢ اﻟﻨﺼﺮ ﻓ َﻴ ْﻔﺘُﺮوا » :ﻓَﻠ ْﻢ ﺗﻘﺘﻠﻮهﻢ وﻟﻜﻦ اﷲ ﻗﺘﻠﻬﻢ ،وﻣﺎ َر َﻣ ْﻴ َ اﷲ رﻣ ﻲ « .أﻣ ﺎ اﻟﻜﻔ ﺎر ﻓﻠﻬ ﻢ ﺁﻳ ﺔ واﺣ ﺪة ﺗﻨ ﺒﻬﻬﻢ ﺑﻤﻨﺘﻬ ﻲ اﻟﻬ ﺪوء إﻟ ﻲ أن ﻣ ﺆاﻣﺮاﺗﻬﻢ وآﻴ ﺪهﻢ وأﻣ ﻮاﻟﻬﻢ ﺿ ﺎﺋﻌﺔ ﻋﺒﺜ ﺎ ،وأن اﻟﺨﻴ ﺮ ﻟﻬ ﻢ أن ﻳ ﺪﺧﻠﻮا ﻓ ﻲ اﻟ ﺪﻳﻦ وﻳﻜﻔ ﻮا ﻋ ﻦ اﻟﻌﺪوان .أﻓﺒﻌﺪ هﺬا ﻳﻘﺎل إن اﻟﻘﺮﺁن اﺧﺘﺮاع ﻣﺤﻤﺪي ؟ ﻓﻬﺬا ﻋﻦ أول وأﻋﻈﻢ اﻧﺘﺼﺎر أﺣﺮزﻩ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن .وإﻟﻴﻚ اﻵن ﻣﺎ ﻧﺰل ﻣ ﻦ وﺣ ﻲ ﺗﻌﻘﻴﺒ ﺎ ﺤﺰَﻧ ﻮا ﺣ ﺪ :ﻳﻘ ﻮل ﺗﻌ ﺎﻟﻲ » :وﻻ َﺗﻬِﻨ ﻮا وﻻ َﺗ ْ ﻋﻠﻲ أﻗﺴ ﻲ هﺰﻳﻤ ﺔ ﻟﺤﻘ ﺖ ﺑﻬ ﻢ ،هﺰﻳﻤ ﺔ ُأ ُ ح ِﻣﺜْﻠ ﻪ .وﺗﻠ ﻚ ﺲ اﻟﻘ ﻮ َم ﻗ ْﺮ ٌ ح ﻓﻘﺪ ﻣ ﱠ ﺴﻜُﻢ َﻗ ْﺮ ٌ ﺴْ ن إن آﻨﺘـﻢ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ $إن َﻳ ْﻤ َ ﻋَﻠ ْﻮ َ وأﻧﺘـﻢ اﻷ ْ ﺷ ﻬﺪا َء .واﷲ ﻻ ﻳﺤ ﺐ اﻷﻳﺎم ﻧُﺪاوِﻟﻬﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ،وِﻟ َﻴ ْﻌَﻠ َﻢ اﷲ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ،وﻳﺘﺨ ﺬ ﻣ ﻨﻜﻢ ُ ﺴ ﺒﺘﻢ أن ﺗ ﺪﺧﻠﻮا اﻟﺠ ﱠﻨ َﺔ ﺣِ ﻖ اﻟﻜ ﺎﻓﺮﻳﻦ $أم َ ﺤ َ ﷲ اﻟ ﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨ ﻮا و َﻳ ْﻤ َ اﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ $وﻟ ُﻴ َﻤﺤﱢﺺ ا ُ ﻞ ت ﻣﻦ َﻗ ْﺒ ِ ﷲ اﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎهﺪوا ﻣﻨﻜﻢ وﻳَﻌَﻠ َﻢ اﻟﺼﺎﺑﺮﻳﻦ ؟ $وﻟﻘﺪ آﻨﺘﻢ َﺗ َﻤ ﱠﻨﻮْن اﻟﻤﻮ َ وﻟﻤﺎ َﻳ ْﻌَﻠ ِﻢ ا ُ ﻞ. ﺳُ ﺧﻠَﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ اﻟﺮﱡ ُ ل ﻗﺪ َ أن َﺗ ْﻠ َﻘ ْﻮﻩُ ،ﻓﻘﺪ رأﻳﺘﻤﻮﻩ وأﻧﺘﻢ ﺗﻨﻈﺮون $وﻣﺎ ﻣﺤﻤ ٌﺪ إﻻ رﺳﻮ ٌ ﷲ ﺷ ﻴﺌﺎ . ﻀ ﱠﺮ ا َ ﻋﻘِﺒﻴ ﻪ ﻓﻠ ﻦ َﻳ ُ ﺐ ﻋﻠ ﻲ َ ﻞ اﻧﻘﻠﺒﺘﻢ ﻋﻠﻲ أﻋﻘﺎﺑﻜﻢ ؟ وﻣ ﻦ َﻳ ْﻨ َﻘِﻠ ْ أﻓﺈن ﻣﺎت أو ُﻗ ِﺘ َ ﷲ اﻟﺸﺎآﺮﻳﻦ $وﻣﺎ آﺎن ﻟ ﻨﻔﺲ أن ﺗﻤ ﻮت إﻻ ﺑ ﺈذن اﷲ آﺘﺎﺑ ﺎ ﻣ ﺆﺟﱠﻼ .وﻣ ﻦ ﺠﺰِي ا ُ وﺳ َﻴ ْ ب اﻵﺧﺮ ِة ُﻧ ْﺆﺗِﻪ ﻣﻨﻬﺎ ،وﺳ َﻨﺠْﺰي اﻟﺸﺎآﺮﻳﻦ $ ب اﻟﺪﻧﻴﺎ ُﻧ ْﺆﺗِﻪ ﻣﻨﻬﺎ ،وﻣﻦ ُﻳ ِﺮ ْد ﺛﻮا َ ُﻳ ِﺮ ْد ﺛﻮا َ ﻞ ﻣﻌ ﻪ ِرﺑﱢﻴ ﻮﱡن آﺜﻴ ٌﺮ ،ﻓﻤ ﺎ وهﻨ ﻮا ﻟﻤ ﺎ أﺻ ﺎﺑﻬﻢ ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﻴﻞ اﷲ وﻣ ﺎ ﻲ ﻗﺎ َﺗ َ ﻦ ﻣ ﻦ َﻧ ِﺒ ﱟ وآ ﺄ ﱢﻳ ْ ﺿﻌُﻔﻮا وﻣﺎ اﺳ ﺘﻜﺎﻧﻮا .واﷲ ﻳﺤ ﺐ اﻟﺼ ﺎﺑﺮﻳﻦ $وﻣ ﺎ آ ﺎن ﻗ ﻮﻟَﻬﻢ إﻻ أن ﻗ ﺎﻟﻮا :رﺑ ﱠﻨ ﺎ ، ﺖ أﻗﺪاﻣﻨﺎ ،واﻧﺼ ﺮﻧﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻟ َﻘ ْﻮ ِم اﻟﻜ ﺎﻓﺮﻳﻦ $ اﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ ذﻧﻮﺑَﻨﺎ وإﺳﺮاﻓَﻨﺎ ﻓﻲ أﻣﺮﻧﺎ ،وﺛ ﱢﺒ ْ ﺤﺴِﻨﻴﻦ $ﻳﺎأﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﺐ اﻟ ُﻤ ْ ب اﻵﺧﺮة .واﷲ ﻳُﺤ ﱡ ﻦ ﺛﻮا ِ ﺴَ ﺣْ ب اﻟﺪﻧﻴﺎ و ُ ﷲ ﺛﻮا َ ﻓﺂﺗﺎهﻢ ا ُ ﷲ ﻣﻮﻻآﻢ وهﻮ ،إن ﺗُﻄﻴﻌﻮا اﻟﺬﻳﻦ آﻔﺮوا ﻳﺮدﱡوآﻢ ﻋﻠﻲ أﻋﻘﺎﺑﻜﻢ ﻓﺘﻨﻘﻠﺒﻮا ﺧﺎﺳﺮﻳﻦ $ﺑﻞ ا ُ ﺐ ﺑﻤﺎ أﺷﺮآﻮا ﺑﺎﷲ ﻣﺎﻟﻢ ُﻳ َﻨﺰﱢل ﺑ ﻪ ﻋ َ ﺧ ْﻴ ُﺮ اﻟﻨﺎﺻﺮﻳﻦ $ﺳ ُﻨ ْﻠﻘِﻲ ﻓﻲ ﻗﻠﻮب اﻟﺬﻳﻦ آﻔﺮوا اﻟ ﱡﺮ ْ َ ) (٦اﻷﻧﻔﺎل . ١٩ – ٧ /
ﻋ ﺪَﻩ إذ ﷲ َو ْ ﺳ ﻠﻄﺎﻧﺎ .وﻣ ﺄواهﻢ اﻟ ّﻨ ﺎ ُر ،وﺑ ﺌﺲ َﻣ ْﺜ ﻮَي اﻟﻈ ﺎﻟﻤﻴﻦ ! $وﻟﻘ ﺪ ﺻ َﺪﻗﻜﻢ ا ُ ُ ﺼ ﻴﺘﻢ ﻣ ﻦ ﺑَﻌ ِﺪ ﻣ ﺎ أراآ ﻢ ﻣ ﺎ ﺸ ﻠْﺘﻢ وﺗﻨ ﺎزﻋﺘﻢ ﻓ ﻲ اﻷﻣ ﺮ وﻋ َ ﺴ ﻮﻧﻬﻢ ﺑﺈذْﻧ ﻪ ﺣﺘ ﻲ إذا َﻓ ِ ﺤّ َﺗ ُ ﺤﺒﱡﻮن ِ :ﻣ ْﻨ ُﻜ ْﻢ ﻣﻦ ُﻳﺮِﻳﺪ اﻟﺪﱡﻧﻴﺎ وﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﻳُﺮﻳﺪ اﻵﺧ ِﺮ َة ،ﺛﻢ ﺻﺮﻓﻜﻢ ﻋﻨﻬﻢ ِﻟ َﻴ ْﺒ َﺘِﻠﻴَﻜﻢ .وﻟﻘﺪ ُﺗ ِ ﺣ ٍﺪ ﺼ ﻌِﺪون وﻻ َﺗ ْﻠ ﻮُون ﻋﻠ ﻲ َأ َ ﻋﻔ ﺎ ﻋ ﻨﻜﻢ ،واﷲ ذو ﻓﻀ ﻞ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤ ﺆﻣﻨﻴﻦ $إذ ُﺗ ْ واﻟﺮﺳﻮل ﻳﺪﻋﻮآﻢ ﻓﻲ أُﺧﺮاآﻢ ،ﻓﺄﺛﺎﺑﻜﻢ ﻏ ّﻤ ﺎ ِﺑ َﻐ ﱟﻢ ﻟﻜ ﻴﻼ ﺗﺤﺰﻧ ﻮا ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﺎ ﻓ ﺎﺗﻜﻢ وﻻ ﻣ ﺎ ﷲ ﺧﺒﻴ ٌﺮ ﺑﻤﺎ ﺗﻌﻤﻠﻮن $ﺛﻢ أﻧﺰل ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﻦ َﺑﻌْﺪ اﻟ َﻐ ّﻢ َأ َﻣ َﻨ ًﺔ ﻧُﻌﺎﺳﺎ َﻳ ْﻐﺸَﻲ ﻃﺎﺋﻔ ًﺔ أﺻﺎﺑﻜﻢ .وا ُ ﻦ اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ .ﻳﻘﻮﻟ ﻮن :ه ﻞ ﻏ ْﻴ َﺮ اﻟﺤﻖ ﻇ ﱠ ﻣﻨﻜﻢ ،وﻃﺎﺋﻔ ٌﺔ ﻗﺪ أه ﱠﻤﺘْﻬﻢ أﻧﻔﺴُﻬﻢ ﻳﻈﻨﻮن ﺑﺎﷲ َ ﺷﻲْء ؟ ﻗﻞ :إن اﻷﻣ َﺮ آﻠﱠﻪ ﻟﻠﱠﻪ ُ .ﻳﺨْﻔﻮن ﻓﻲ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣ ﺎ ﻻ ُﻳ ْﺒ ﺪون ﻟ ﻚ . ﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﻷ ْﻣ ِﺮ ﻣِﻦ َ ﻳﻘﻮﻟﻮن :ﻟﻮ آﺎن ﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ﺷﻲء ﻣ ﺎ ُﻗ ِﺘﻠْﻨ ﺎ ه ﺎ هﻨ ﺎ .ﻗ ﻞ :ﻟ ﻮ آﻨ ﺘﻢ ﻓ ﻲ ﺑﻴ ﻮﺗﻜﻢ ﻟ َﺒ َﺮ َز ﻲ اﷲ ﻣﺎ ﻓ ﻲ ﺻ ﺪورآﻢ ،وﻟ ﻴﻤﺤﱢﺺ ﻣ ﺎ اﻟﺬﻳﻦ ُآﺘِﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻘﺘﻞ إﻟﻲ ﻣﻀﺎﺟﻌﻬﻢ ،وﻟﻴﺒﺘﻠ َ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ،واﷲ ﻋﻠﻴﻢ ﺑﺬات اﻟﺼﺪور $إن اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮﱠﻟﻮْا ﻣﻨﻜﻢ ﻳ ﻮم اﻟﺘﻘ ﻲ اﻟﺠﻤﻌ ﺎن إﻧﻤ ﺎ اﺳﺘﺰﻟﱠﻬﻢ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﺑﺒﻌﺾ ﻣﺎ آﺴﺒﻮا .وﻟﻘﺪ ﻋﻔﺎ اﷲ ﻋﻨﻬﻢ ،إن اﷲ ﻏﻔﻮر ﺣﻠﻴﻢ $ﻳ ﺎ أﻳﻬ ﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ،ﻻ ﺗﻜﻮﻧﻮا آﺎﻟﺬﻳﻦ آﻔﺮوا وﻗﺎﻟﻮا ﻹﺧﻮاﻧﻬﻢ إذا ﺿﺮﺑﻮا ﻓﻲ اﻷرض أو آﺎﻧﻮا ﺴ َﺮ ًة ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ .واﷲ ﺣْ ﷲ ذﻟ ﻚ َ ﻞا ُ ﺠ َﻌ َ ﻏﺰي :ﻟﻮ آﺎﻧﻮا ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﺎ ﻣ ﺎﺗﻮا وﻣ ﺎ ُﻗﺘِﻠ ﻮا ِ ،ﻟ َﻴ ْ ُ ﻦ ُﻗ ِﺘ ْﻠﺘُﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠّﻪ أو ُﻣ ﺘﱡﻢ َﻟ َﻤ ْﻐ ِﻔ َﺮ ٌة ﻣ ﻦ ﻳﺤﻴﻲ وﻳﻤﻴﺖ ،واﷲ ﺑﻤﺎ ﺗﻌﻤﻠﻮن ﺑﺼﻴﺮ $وَﻟ ِﺌ ْ ﺤﺸَﺮون َ $ﻓﺒِﻤﺎ رَﺣﻤ ٍﺔ ﻣﻦ ﺠ َﻤﻌُﻮن $وﻟﺌﻦ ُﻣﺘﱡﻢ أو ُﻗ ِﺘ ْﻠُﺘ ْﻢ ﻹﻟﻲ اﷲ ُﺗ ْ اﷲ ورﺣﻤ ٌﺔ ﺧﻴ ٌﺮ ﻣﻤﺎ َﻳ ْ ﻒ ﻋﻨﻬﻢ ،واﺳ ﺘﻐﻔ ْﺮ ﺣ ْﻮﻟِﻚ .ﻓﺎﻋ ُ ﻦ َ ﺖ َﻓﻈّﺎ ﻏﻠﻴﻆ اﻟﻘﻠﺐ ﻻﻧﻔﻀّﻮا ِﻣ ْ ﺖ ﻟﻬﻢ ،وﻟﻮ ُآ ْﻨ َ اﷲ ِﻟ ْﻨ َ ﺐ اﻟﻤﺘﻮآﻠﻴﻦ $إن ﷲ ،إن اﷲ ﻳُﺤ ﱡ ﻟﻬﻢ ،وﺷﺎ ِورْهﻢ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ .ﻓﺈذا ﻋﺰﻣﺖ ﻓﺘﻮآﱠﻞ ﻋﻠﻲ ا ِ ﻦ َﺑ ْﻌ ﺪِﻩ .وﻋﻠ ﻲ اﷲ ﷲ ﻓﻼ ﻏﺎﻟﺐ ﻟﻜﻢ ،وإن ﻳﺨ ﺬﻟﻜﻢ ﻓﻤ ﻦ ذا اﻟ ﺬي ﻳﻨﺼ ﺮُآﻢ ِﻣ ْ َﻳﻨْﺼﺮآﻢ ا ُ )(٧ .ﻓﻬﻞ ﺗﺴﻤﻊ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﻋﻮﻳﻞ اﻟﻨﺴﺎء أو ﺻﺮاخ اﻷﻃﻔﺎل أو أﻧﻴﻦ ﻓﻠْﻴﺘﻮآﻞ اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن« اﻟﻤﺠﺮوﺣﻴﻦ أو ﺷﻬﻘﺎت اﻟﻤﻘﺘﻮﻟﻴﻦ ؟ أم هﻞ ﺗﺴﻤﻊ ﺷﺠﺎرا أو ﺟﺪاﻻ ﻟﻠﺘﻨﺼﻞ ﻣﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻬﺰﻳﻤ ﺔ ؟ أم ه ﻞ ﺗ ﺮي اﻟ ﺮؤوس اﻟﻤﻨ ﱠﻜﺴ ﺔ واﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻋﺎﺋ ﺪون ﺁﺧ ﺮ اﻟﻨﻬ ﺎر ﺑﻌ ﺪ ﺗﻠ ﻚ ﻋ ﺎ ؟ أم ه ﻞ ﺗ ﺮاك ﺗﺴ ﻤﻊ ﺻ ﻴﺤﺎﺗﻬﻢ وه ﻢ اﻟﻀ ﺮﺑﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻟ ﻢ ﻳﺘﻠ ﱠﻘ ﻮْا ﻣﺜﻠﻬ ﺎ ﻗﺴ ﻮة وإﻳﺠﺎ ً ﻳﺘﻜﺄآﺄون ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﻳﺘﻠ ﱠﻘﻮْن ﺑﻈﻬﻮرهﻢ ﻋﻨﻪ اﻟﺴﻬﺎم ﺣﺘ ﻲ ﻻ ﻳﻨﺎﻟ ﻪ أذي واﻟﻘﺘ ﺎل داﺋ ﺮ آ ﺎﻟﺮﺣﻲ اﻟﻄﺤ ﻮن ؟ إﻧ ﻚ ﻻ ﺗﺴ ﻤﻊ إﻻ اﻟﺼ ﻮت اﻹﻟﻬ ﻲ اﻟﻤﺒ ﺎرك ﻳﺮ ّﺑ ﺖ ﻋﻠ ﻲ اﻷآﺘ ﺎف وﻳﺄﺳﻮ اﻟﺠﺮاح وﻳﻌﺎﺗﺐ ﻓﻲ هﺪوء وﺛﻘﺔ .إﻧﻪ اﷲ ! ﺛﻢ أﺻﺦ اﻟﺴﻤﻊ إﻟﻲ اﻵﻳﺔ ﻗﺒﻞ اﻷﺧﻴﺮة :ﻟﻘﺪ آ ﺎن ِﻣ ْ ﻦ رأْي اﻟﺮﺳ ﻮل أن ﻳﺒﻘ ﻲ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ،ﺣﺘ ﻲ إذا دﺧﻠﻬ ﺎ اﻟﻜﻔ ﺎر ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺟﻌﻠﻮهﺎ ﻟﻬﻢ َﻣ ْﻘ َﺘَﻠ ﺔ ،ﻓ ﺄﺑﻲ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن إﻻ اﻟﺨ ﺮوج ،وآ ﺎن ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻣ ﻦ ﻋﺼ ﻴﺎن اﻟﺮﻣﺎة أواﻣ ﺮﻩ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺑ ﺎﻟﺘﺰام ﻣ ﻮاﻗﻌﻬﻢ وﻋ ﺪم ﻣﺒﺎرﺣﺘﻬ ﺎ ﻣﻬﻤ ﺎ ﺗﻜ ﻦ اﻟﻨﺘﻴﺠ ﺔ وﻣ ﺎ ﻒ ﻋ ُ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻲ ذﻟﻚ ﻣﻦ هﺰﻳﻤﺔ أﻟﻴﻤ ﺔ .إن اﻟﻘ ﺮﺁن ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ آﻠ ﻪ ﻳﻘ ﻮل ﻟﻠﺮﺳ ﻮل » :ﻓ ﺎ ْ ﻋﻨﻬﻢ ،واﺳﺘﻐﻔ ْﺮ ﻟﻬ ﻢ ،وﺷ ﺎورْهﻢ ﻓ ﻲ اﻷﻣ ﺮ « .وﻟ ﻮ آ ﺎن ه ﺬا اﻟﻘ ﺮﺁن ﻣ ﻦ ﻋﻨ ﺪ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺷ ﻮرﻳﱠﺔ إﻟ ﻲ ﻻهﺘﺒﻠﻬﺎ ﻓﺮﺻ ًﺔ وﺣﻤ ﻞ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﻦ ﺧ ﺎﻟﻔﻮﻩ ﺣﻤﻠ ﺔ ﺷ ﻌﻮاء ،و َﻗَﻠﺒَﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ُ اﺳ ﺘﺒﺪادﻳﺔ .أ ّﻣ ﺎ واﻟﻘ ﺮﺁن ﻣ ﻦ ﻋﻨ ﺪ رب اﻟﻌ ﺎﻟﻤﻴﻦ ﻓﺈﻧ ﻪ ﻳ ﺄﻣﺮﻩ ﺑﻤﺰﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﻮري ، اﻟﺸ ﻮري اﻟﺤﻘﻴﻘﻴ ﺔ ﻻ اﻟﺸ ﻮري ﻋﻠ ﻲ ﻃﺮﻳﻘ ﺔ زﻋﻤ ﺎء اﻟﻐﻮﻏ ﺎء اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﻘﺒﻀ ﻮن ﻋﻠ ﻲ اﻟﺸ ﺮﻓﺎء ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﻮاﻃﻨﻴﻦ وﻳﻠﻘ ﻮﻧﻬﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﺠﻦ أو ﻳ ﺄﻣﺮون ﺑ ﺪﻓﻨﻬﻢ أﺣﻴ ﺎء ﺛ ﻢ ﻻ ﻳﺠ ﺪون ﺣﺮﺟﺎ ﻣﻦ أن ﻳﻈﻬﺮوا أﻣﺎم اﻟﺠﻤﺎهﻴﺮ وﻋﻠ ﻲ وﺟ ﻮهﻬﻢ ﻗﻨ ﺎع اﻟﺰﻳ ﻒ واﻟﺒﻬﺘ ﺎن واﻟﺨ ﺪاع ) (٧ﺁل ﻋﻤﺮان . ١٦٠ – ١٣٩ /
اﻟﻠﺌﻴﻢ ﺻﺎﺋﺤﻴﻦ » :ﻣﺰﻳﺪا ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ « ،وهﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ إﻧﻤﺎ َﻳ ْﻌﻨُﻮن » ﻣﺰﻳﺪا ﻣﻦ ﺴ ﻒ واﻟﺠﻬ ﻞ واﻟﻘﺘ ﻞ و َه ْﺘ ﻚ اﻷﻋ ﺮاض « .وﻟﻜ ﻦ أﻳ ﻦ اﻟﺜﺮﻳ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺜ ـﺮي ؟ وأﻳ ﻦ اﻟ َﻌ ْ رﺳ ﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ و ﺳ ﻠﻢ ﻣ ﻦ ﻗ ﺎﺗﻠﻲ اﻷﺣ ﺮار وﻣﺼﺎﺻ ﻲ دﻣ ﺎء اﻟﺸ ﻌﻮب و ُﻣ ِﺬﻟّﻴﻬﻢ ؟ إن هﺆﻻء ﻟﺘﻮﺣﻲ إﻟﻴﻬﻢ ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ اﻟﺒﻐﻲ واﻟﺘﺸ ﺒﺚ ﺑﺎﻟﺴ ﻠﻄﺎن ،أﻣ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﻓﺘﻮﺣﻲ إﻟﻴﻪ اﻟﺴﻤﺎء وﻳﻨﺰل ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻠﻚ آﺮﻳﻢ ﻣﻦ ﻟﺪن رب رﺣﻴﻢ. آﺬﻟﻚ ﻓﻌﻠﻲ اﻟﻌﻜ ﺲ ﻣ ﻦ ﺿ ﻌﻒ اﻟﺒﺸ ﺮ وأﻓ ﺮاﺣﻬﻢ وأﺣ ﺰاﻧﻬﻢ ﻧﺠ ﺪ ﺁﻳ ﺎت اﻟﻘ ﺮﺁن ﺗﻌﻜ ﺲ أﻗﺒﺎﺳﺎ ﻣﻦ اﻟﺮوح اﻹﻟﻬﻲ .وﺳﻮف أﺗﻮﻗﻒ هﻨﺎ ﻗﻠﻴﻼ أﻣﺎم ﻋﺪد ﻣﻦ اﻵﻳﺎت اﻟﺘ ﻲ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ أي إﻧﺴﺎن ﻣﺨﻠﺺ ،ﻣﺴﻠﻤﺎ آﺎن أو ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻠﻢ ،أن ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺠ ﻼل اﻹﻟﻬﻲ. إﻟﻴﻚ ﻣﺜﻼ هﺬﻩ اﻵﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻨﻜﺮ اﻧﺤﺮاف اﻟﻨﺼﺎري ﻋﻦ ﻋﻘﻴ ﺪة اﻟﺘﻮﺣﻴ ﺪ إﻟ ﻲ اﻟﺘﺜﻠﻴ ﺚ ن ﻋﺒ ﺪًا ﺢ أن ﻳﻜ ﻮ َ ﻒ اﻟﻤﺴﻴ ُ ﺴ َﺘ ْﻨ ِﻜ َ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻠﻮن ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻴﺢ إﻟﻬﺎ أو اﺑﻨﺎ ﻟﻺﻟﻪ » :ﻟﻦ َﻳ ْ ﺴ َﺘ ْﻜ ِﺒ ْﺮ ﻓﺴﻴﺤﺸﺮهﻢ إﻟﻴﻪ ﺟﻤﻴﻌ ﺎ ﻒ ﻋﻦ ﻋِﺒﺎدﺗﻪ و َﻳ ْ ﻟﻠّﻪ وﻻ اﻟﻤﻼﺋﻜ ُﺔ اﻟﻤﻘﺮﱠﺑﻮن .وﻣﻦ ﻳﺴﺘﻨﻜ ْ ﻀ ﻠِﻪ ،وأﻣ ﺎ $ﻓﺄﻣﺎ اﻟ ﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨ ﻮا وﻋﻤﻠ ﻮا اﻟﺼ ﺎﻟﺤﺎت ﻓﻴ ﻮﻓﱢﻴﻬﻢ أﺟ ﻮرهﻢ وﻳﺰﻳ ﺪهﻢ ﻣ ﻦ َﻓ ْ اﻟﺬﻳﻦ اﺳﺘﻨﻜﻔﻮا واﺳﺘﻜﺒﺮوا ﻓﻴﻌﺬﺑﻬﻢ ﻋﺬاﺑﺎ أﻟﻴﻤﺎ ،وﻻ ﻳﺠ ﺪون ﻟﻬ ﻢ ﻣ ﻦ دون اﷲ َوِﻟ ّﻴ ﺎ وﻻ ﻧﺼ ﻴﺮا«) ، (٨وﺗﺄﻣ ﻞ ﻣ ﺎ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻣ ﻦ إﻳﺠ ﺎز ﺣﺎﺳ ﻢ وﺛﻘ ﺔ ﻣﻄﻠﻘ ﺔ واﻃﻤﺌﻨ ﺎن ﺗ ﺎم .وﻟ ﻢ ﻻ ؟ أﻟﻴﺴﺖ أَزﻣّﺔ اﻷﻣﻮر آﻠﻬﺎ واﻟﺴﻤﻮات واﻷرض ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻓﻲ ﻗﺒﻀﺘﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ؟ أوﻟﻴﺲ آ ﻞ ﻣﺨﻠﻮق ﻋﺎﺋﺪا إﻟﻴﻪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﺴﺎﺋﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﻣﺤﺎﺳﺒﻪ ؟ ﻓﺄﻳﻦ إذن ﺳ ﻴﺬهﺐ اﻟﻤﺴ ﻴﺢ أو ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻣﻨﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ؟ وإذا آﺎﻧﺖ اﻹﺷﺎرة إﻟﻲ اﻟﻤﺴﻴﺢ إﺷﺎرة ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻓﻲ ه ﺬا اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ اﻟﺬي ﻳﺘﻮﻋﺪ اﷲ ﺑﻪ آﻞ ﻣﺴﺘﻨﻜﻒ ﻓﺈن ﺁﻳﺔ ﺳﻮرة » اﻟﻤﺎﺋ ﺪة « اﻟﺘﺎﻟﻴ ﺔ أﺻ ﺮح :إذ ﻓﻴﻬﺎ ذآﺮ اﻟﻤﺴﻴﺢ)وأﻣﻪ أﻳﻀﺎ( ﺑﺎﺳﻤﻴﻬﻤﺎ ،وأﻋﻨﻒ :ﻓﺈن اﻟﻜﻼم هﻨﺎ ﻋﻦ اﻹهﻼك ﻻ ﻋــﻦ ﻣﺠ ﺮد اﻻﺳ ﺘﺪﻋﺎء واﻟﺤﺸ ﺮ ،وأﺷ ﻤﻞ :ﻷن اﻟﺘﻬﺪﻳ ﺪ ﻟ ﻴﺲ ﻣﻘﺼ ﻮرا ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺘﻨﻜﻔﻴﻦ واﻟﻤﺴﺘﻜﺒﺮﻳﻦ وﺣﺪهﻢ ﺑﻞ ﻳﻤﺘﺪ إﻟﻲ أهﻞ اﻷرض آﻠﻬﻢ » :ﻟﻘﺪ َآ َﻔ َﺮ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻗ ﺎﻟﻮا :إن اﻟّﻠ َﻪ ﻦ ﻣﺮﻳ َﻢ. ﺢ ْﺑ ُ هﻮ اﻟﻤﺴﻴ ُ ﻦ ﻣﺮﻳ َﻢ وأﻣﱠﻪ وﻣﻦ ﻓﻲ اﻷرض ﺢ ْﺑ َ ﻚ اﻟﻤﺴﻴ َ ﻚ ﻣﻦ اﷲ ﺷﻴﺌﺎ إن أراد أن ُﻳ ْﻬِﻠ َ ﻗﻞ :ﻓﻤﻦ َﻳ ْﻤِﻠ ُ ﻚ اﻟﺴ ﻤﺎوات واﻷرض وﻣ ﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤ ﺎ .ﻳﺨﻠ ﻖ ﻣ ﺎ ﻳﺸ ﺎء ،واﷲ ﻋﻠ ﻲ آ ﻞ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ؟ وﻟﻠﱠﻪ ُﻣ ْﻠ ُ ﺷﻲء ﻗﺪﻳﺮ«) . (٩أﻣ ﺎ ﻓ ﻲ اﻵﻳ ﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴ ﺔ ﻓﻨﺠ ﺪ ﻣﻮاﺟﻬ ﺔ ﺑ ﻴﻦ اﷲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ وﻋﺒ ﺪﻩ ﻋﻴﺴ ﻲ ﺖ ﻟﻠﻨ ﺎس ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم وﻧﻘﺮأ هﺬا اﻟﺤﻮار » :وإذ ﻗﺎل اﷲ :ﻳﺎ ﻋﻴﺴﻲ ﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ ،أأﻧﺖ ُﻗ ْﻠ َ ل ﻣ ﺎ ﻟ ﻴﺲ ﻦ دُون اﷲ ؟ ﻗﺎل :ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ! ﻣﺎ ﻳﻜ ﻮن ﻟ ﻲ أن َأ ُﻗ ﻮ َ ﻲ إﻟﻬﻴﻦ ِﻣ ْ :اﺗﺨﺬوﻧﻲ وُأ ﱢﻣ َ ﻋﻠِﻤﺘَﻪ .ﺗﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ وﻻ أﻋﻠ ُﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ .إﻧﻚ أﻧ ﺖ ﺖ ﻗﻠﺘ ُﻪ ﻓﻘﺪ َ ﻟﻲ ﺑِﺤﻖ .إن آﻨ ُ ﺖ ﺖ ﻟﻬ ﻢ إﻻ ﻣ ﺎ أﻣﺮﺗَﻨ ﻲ ﺑ ﻪ :أن اﻋﺒ ﺪوا اﷲ رﺑ ﻲ ورﺑﱠﻜ ﻢ .وآﻨ ُ ﻋﻼّ ُم اﻟﻐﻴﻮب $ﻣ ﺎ ﻗﻠ ُ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺷﻬﻴﺪا ﻣﺎ دﻣﺖ ﻓﻴﻬﻢ ،ﻓﻠﻤ ﺎ ﺗ ﻮﻓﻴﺘَﻨﻲ آﻨ ﺖ أﻧ ﺖ اﻟﺮﻗﻴ ﺐ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ .وأﻧ ﺖ ﻋﻠ ﻲ آ ﻞ ﺷﻲء ﺷﻬﻴﺪ $إن ﺗُﻌ ﱢﺬﺑْﻬﻢ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻋﺒﺎدك ،وإن ﺗﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ ﻓﺈﻧﻚ أﻧﺖ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺤﻜﻴﻢ $ﻗﺎل ) (٨اﻟﻨﺴﺎء . ١٧٣ – ١٧٢ / ) (٩اﻟﻤﺎﺋﺪة . ١٧ /ﻋﻠﻲ أن اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ،ﺑﺮﻏﻢ ذﻟﻚ ،ﺗﻌﻠّﻖ ه ﺬا آﻠ ﻪ ﻋﻠ ﻲ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴ ﺔ » :إن أراد أن ُﻳ ْﻬﻠِﻚ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ .«....آﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﺘﺤﺪي أﺳﺎﺳًﺎ ﻣﻮﺟﻪ إﻟ ﻲ آ ﻞ اﻟﻌﺒ ﺎد .ﺛ ﻢ إن اﷲ هﻨ ﺎ ﻻ ﻳﺨﺎﻃﺐ ﻋﺒﺎدﻩ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻞ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ رﺳﻮﻟﻪ أن ﻳﻘﻮل ﻟﻬﻢ ذﻟﻚ ) :ﻗﻞ :ﻓﻤﻦ ﻳﻤﻠﻚ...؟« .
ت ﺗﺠ ﺮي ﻣ ﻦ ﺗﺤﺘﻬ ﺎ اﻷﻧﻬ ﺎ ُر ﺧﺎﻟ ﺪﻳﻦ اﻟﻠﱠﻪ :هﺬا ﻳﻮ ُم ﻳﻨﻔ ُﻊ اﻟﺼ ﺎدﻗﻴﻦ ﺻ ﺪﻗُﻬﻢ .ﻟﻬ ﻢ ﺟ ّﻨ ﺎ ٌ ) (١ ﻲ اﷲ ﻋ ﻨﻬﻢ و َر ُ ﺿَ ﻓﻴﻬﺎ أﺑﺪا َ .ر ِ ﺿ ﻮا ﻋﻨ ﻪ .ذﻟ ﻚ ه ﻮ اﻟﻔ ﻮ ُز اﻟﻌﻈ ﻴﻢ« . ٠إن اﷲ ﻋ ﺰ ﻲ إﻟﻬﻴﻦ وﺟﻞ هﻨﺎ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ أآﺜﺮ ﻣﻦ إﻟﻘﺎء هﺬا اﻟﺴﺆال» :أأﻧﺖ ﻗﻠﺖ ﻟﻠﻨﺎس :اﱠﺗﺨِﺬوﻧﻲ وُأ ﱢﻣ َ ﺟ ﱡﺪ ﻣﻮﺟﺰ .وﻻﺣﻆ آﻴﻒ أن ﻋﻴﺴﻲ هﻨﺎ ُﻳ َﻨ ﺎدَي ﻣﻦ دُون اﷲ ؟ « ،وهﻮ ﺳﺆال ﻣﺒﺎﺷﺮ و ِ ل ﻋﻴﻨﻴﻚ إﻟﻲ إﺟﺎﺑﺔ ﺣ ﱢﻮ ْ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﻣﻨﺴﻮﺑﺎ إﻟﻲ أﻣﻪ دون أﻟﻘﺎب .إﻧﻪ اﷲ ﻳﻨﺎدي ﻋﺒﺪﻩ ! واﻵن َ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم وﺳ ﺘﺠﺪﻩ ﻳﺘﻨﺼ ﻞ ﺑﻜ ﻞ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ وﺳ ﻌﻪ ﻣ ﻦ ﺟﻬ ﺪ ﻣ ﻦ اﺗﺨ ﺎذ أﻣﺘ ﻪ ﻟ ﻪ وﻷﻣ ﻪ ﺷ ﺮﻳﻜﻴﻦ ﷲ ،ﻓﻬ ﻮ ﻳﺒ ﺪأ ﺑﺘﻨﺰﻳ ﻪ اﷲ » :ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻚ« ! ،وﻳﺜ ﱢﻨ ﻲ ﺑﺄﻧ ﻪ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ادﱠﻋﻲ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺣﻘﻪ ،ﺛﻢ ﻳﺜﻠﱢﺚ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻮ آﺎن ذﻟﻚ ﻗ ﺪ ﺣ ﺪث ﻟﻜ ﺎن ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ ﻗ ﺪ ﻋﻠﻤﻪ .وهﻨﺎ ﻳﻘﺎرن اﻟﺴﻴﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﻴﻦ رﺑﻪ وﺑﻴﻨﻪ هﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﻌﻠﻢ ، ﻓﺎﷲ ﻳﻌﻠﻢ آﻞ ﺷﻲء ﻣﻤﺎ ﻳ ﺪور ﻓ ﻲ ﻧﻔ ـﺲ ﻋﺒ ﺪﻩ ،ﺑﻴﻨﻤ ﺎ اﻟﻌﺒ ﺪ ﻻ ﻳﻌ ﺮف ﺷﻴﺌ ـﺎ ﻣﻤ ـﺎ ﻋﻨ ﺪ ﻣﻮﻻﻩ .وهـﺬا ﻟﻴـﺲ ﻣﺠﺮد اﺳﺘﻄﺮاد ،ﺑﻞ ه ﻮ ﻣﻘﺼ ﻮد ﻗﺼ ﺪا ﻟﺒﻴ ﺎن أن اﻟﻤﺴ ﻴﺢ ،ﻋﻠ ﻲ ﻋﻜ ﺲ آ ﻞ ﻣ ﺎ ﻳﺰﻋﻤ ﻪ ﻟ ﻪ ﻣ ﻦ ﻳ ﺪّﻋﻮن أﻧﻬ ﻢ أﺗﺒﺎﻋ ﻪ ،ﻟﻴ ـﺲ إﻻ ﻋﺒ ﺪًا ﻣﺤ ـﺪود اﻟﻤﻌﺮﻓ ـﺔ ﻣﺤﺠﻮﺑﺎ ﻋﻦ اﻟﻐﻴﺐ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎ .ﺛﻢ ﻳﻌـﻮد ﻋﻠﻴـﻪ اﻟﺴﻼم إﻟﻲ ﺗﺄآﻴﺪ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻷﻣﺘﻪ ﺢ ﻟﻔﻈﺔ إﻻ ﻣﺎ أرﺳﻠﻪ اﷲ ﺑﻪ وأﻣﺮﻩ ﺑﺘﺒﻠﻴﻐﻪ ﻟﻬﻢ» :اﻋﺒﺪوا اﷲ « .وﻻﺣﻆ آﻴﻒ ُﻳ ْﺘﺒِﻊ اﻟﻤﺴﻴ ُ اﻟﺠﻼﻟ ﺔ ﺑﻘﻮﻟ ﻪ » :ر ّﺑ ﻲ ورﺑﱠﻜ ﻢ « ،ﺑﺎدﺋ ﺎ ﺑﺈﺿ ﺎﻓﺔ آﻠﻤ ﺔ » اﻟ ﺮب « إﻟ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻗﺒ ﻞ إﺿﺎﻓﺘﻬﺎ إﻟﻲ ﻗﻮﻣﻪ ،ﻟﻠﺘﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻲ أﻧﻪ ﻣﺠﺮد ﻋﺒﺪ ﷲ ،ﺷﺄﻧﻪ ﺷﺄن ﻗﻮﻣﻪ واﻟﻨﺎس أﺟﻤﻌ ﻴﻦ .وﻳﻤﻀﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻓﻴﻘ ﺮر أﻧ ﻪ ﻗ ﺪ أدي اﻟﺮﺳ ﺎﻟﺔ وﺑﻠ ﻎ اﻷﻣﺎﻧ ﺔ ،وﻳﺘﺤﻤ ﻞ ﻣﺴ ﺆوﻟﻴﺘﻪ آﺎﻣﻠﺔ .أﻣﺎ ﺑﻌﺪ أن ﺗﻮﻓﺎﻩ اﷲ إﻟﻴ ﻪ ﻓﻘ ﺪ اﻧﺘﻬ ﺖ ﻣﻬﻤﺘ ﻪ وأﺻ ﺒﺢ أﻣ ﺮ ﻗﻮﻣ ﻪ إﻟ ﻲ اﷲ ،ﻓﻬ ﻮ اﻟﺬي ﻳﻌﺮف ﻣﺎذا أﺣﺪﺛﻮا ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ،وهﻮ اﻟ ﺬي ﺑﻴ ﺪﻩ اﻟﻤﺜﻮﺑ ﺔ واﻟﻌﻘ ﺎب ،وه ﻢ ﻋﻠ ﻲ آ ﻞ ﺣﺎل ﻋﺒﻴﺪ اﷲ :إن ﻋﺬّﺑﻬـﻢ ﻓﻬﻮ إﻟﻬﻬ ـﻢ وﻻ ﻣﻌ ﱢﻘ ﺐ ﻟﺤﻜﻤ ﻪ ،وإن ﻏﻔ ﺮ ﻟﻬ ﻢ ﻓﺒﻔﻀ ﻞ ﻣﻨ ﻪ ورﺣﻤﺔ .وهﻮ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺤﻜ ﻴﻢ ...إﻟ ﻲ ﺁﺧ ﺮ اﻟﺤ ﻮار .أﻓ ﻼ ﺗﺤ ﺲ ﺑ ﺎﻟﺠﻼل اﻹﻟﻬﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﺆال اﻟﻤﻮﺟﺰ اﻟﺤﺎﺳﻢ ،وآﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺟﻮاب اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ رﺟﻔﺔ اﻟﻌﺒﺪ اﻟﺨﺎﺋﻒ أﻣﺎم ﻣﻮﻻﻩ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﻤﺘﻌﺎل ؟ وﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاءة واﻟﺘﺬوق واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ أرﺟﻮ أن ﺗﻘﺮأ اﻵﻳﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺨﺎﻃﺐ ﻼ » :وﻟﻘ ﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﻮﻟﻲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ اﻟﻈ ﺎﻟﻤﻴﻦ ﻣ ﻦ ﻋﺒ ﺎدﻩ ﻳ ﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣ ﺔ ﺑﻌ ﺪ أن أﻣﻬﻠﻬ ﻢ ﻃ ﻮﻳ ً ﻇﻬُﻮرِآﻢ .وﻣﺎ ﻧﺮي ﺧ ﱠﻮﻟْﻨﺎآﻢ وراء ُ ﺟﺌﺘﻤﻮﻧﺎ ُﻓﺮَادَي آﻤﺎ ﺧﻠﻘﻨﺎآﻢ أوﱠل َﻣﺮّة ،وﺗﺮآﺘﻢ ﻣﺎ َ ﻞ ﻋ ﻨﻜﻢ ﻣ ﺎ آﻨ ﺘﻢ ﻋ ْﻤ ُﺘ ْﻢ أﻧﻬﻢ ﻓﻴﻜﻢ ﺷﺮآﺎء .ﻟﻘﺪ َﺗ َﻘﻄﱠﻊ َﺑ ْﻴﻨَﻜﻢ ،وﺿ ﱠ ﻣَﻌﻜﻢ ﺷﻔﻌﺎءَآﻢ اﻟﺬﻳﻦ َز َ ﻋﻤُﻮن«) ، (١١وآﺬﻟﻚ هﺬﻩ اﻵﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺠﻞ ﻣﺎ دار ﻣ ﻦ ﺣ ﻮار ﺑ ﻴﻦ اﻟﻘ ﺎهﺮ اﻟﺠﺒ ﺎر َﺗ ْﺰ ُ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺑﻴﻦ إﺑﻠﻴﺲ ﻗﻮة اﻟﺸﺮ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ » :وﻟﻘﺪ ﺧﻠﻘﻨ ﺎآﻢ ﺛ ﻢ ﺻ ﻮﱠرﻧﺎآﻢ ،ﺛ ﻢ ﻦ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺟﺪﻳﻦ $ﻗﺎل :ﻣﺎ َﻣ َﻨﻌَﻚ ﺲ ﻟﻢ َﻳ ُﻜ ْ ﻗﻠﻨﺎ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ :اﺳﺠُﺪوا ﻵدم ،ﻓﺴﺠﺪوا إﻻ إﺑﻠﻴ َ ﺧ ْﻴ ٌﺮ ﻣﻨﻪ .ﺧﻠﻘﺘَﻨﻲ ﻣ ﻦ ﻧ ﺎر ،وﺧﻠﻘ َﺘ ﻪ ﻣ ﻦ ﻃ ﻴﻦ $ﻗ ﺎل : ﺠ َﺪ إذ َأ َﻣ ْﺮﺗُﻚ ؟ ﻗﺎل :أﻧﺎ َ ﺴُ أﻻ َﺗ ْ ج إﻧ ﻚ ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺎﻏﺮﻳﻦ $ﻗ ﺎل : ﻓ ﺎهﺒﻂ ﻣﻨﻬ ﺎ ،ﻓﻤ ﺎ ﻳﻜ ﻮن ﻟ ﻚ أن ﺗﺘﻜ ﱠﺒ َﺮ ﻓﻴﻬ ﺎ ،ﻓ ﺎﺧﺮ ْ َأ ْﻧﻈِﺮﻧﻲ إﻟﻲ ﻳﻮم ُﻳ ْﺒﻌَﺜﻮن $ﻗﺎل :إﻧﻚ ﻣﻦ اﻟ ُﻤ ْﻨﻈَﺮﻳﻦ $ﻗﺎل :ﻓﺒﻤﺎ أﻏﻮﻳﺘﻨﻲ ﻷ ْﻗ ُﻌ َﺪنﱠ ﻟﻬ ﻢ ﺧ ْﻠﻔِﻬﻢ وﻋﻦ َأﻳْﻤﺎﻧﻬﻢ وﻋﻦ ﺷﻤﺎﺋﻠﻬﻢ ﻦ أﻳﺪﻳﻬﻢ وﻣﻦ َ ﺻِﺮاﻃَﻚ اﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ $ﺛﻢ ﻵ ِﺗ َﻴﻨﱠﻬﻢ ﻣﻦ َﺑ ْﻴ ِ ﻚ ِﻣ ْﻨ ُﻬ ْﻢ ﻦ َﺗ ِﺒ َﻌ َ ﺠ ُﺪ أآﺜ ﺮهﻢ ﺷ ﺎآﺮﻳﻦ $ﻗ ﺎل :اﺧ ﺮج ﻣﻨﻬ ﺎ َﻣ ﺬْؤوﻣﺎ ﻣ ﺪﺣﻮرا َ .ﻟ َﻤ ْ ،وﻻ َﺗ ِ ) (١٠اﻟﻤﺎﺋﺪة . ١٢٠ – ١١٦ / ) (١١اﻷﻧﻌﺎم . ٩٤ /
ﺴ ﺒﱢﺢ اﻟﺮﻋ ُﺪ ﺑﺤﻤ ﺪﻩ ، ن ﺟَﻬ ﻨﻢ ﻣ ﻨﻜﻢ أﺟﻤﻌ ﻴﻦ« ) ، (١٢أو اﻵﻳﺘ ﻴﻦ اﻟﺘ ﺎﻟﻴﺘﻴﻦ »:و ُﻳ َ ﻷ ْﻣ ﻸ ﱠ َ واﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻣﻦ ﺧِﻴ َﻔﺘِﻪ .وﻳﺮﺳﻞ اﻟﺼﻮاﻋﻖ ﻓﻴُﺼﻴﺐ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء .وهﻢ ﻳﺠﺎدﻟﻮن ﻓ ﻲ اﷲ ﺤ ﺎل $ﻟ ﻪ دﻋ ﻮة اﻟﺤ ﻖ ،واﻟ ﺬﻳﻦ َﻳ ْﺪﻋُﻮن ﻣ ﻦ دوﻧ ﻪ ﻻ ﻳﺴ ﺘﺠﻴﺒﻮن ﻟﻬ ﻢ ،وه ﻮ ﺷ ﺪﻳﺪ اﻟ ِﻤ َ ﺑﺸﻲء إﻻ آﺒﺎﺳﻂ َآﻔﱠﻴﻪ إﻟﻲ اﻟﻤﺎء ﻟﻴﺒﻠﻎ ﻓَﺎﻩ ،وﻣﺎ هﻮ ﺑِﺒﺎﻟﻐ ِﻪ .وﻣﺎ دﻋﺎء اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ إﻻ ﻓ ﻲ ﻋ ﺎ و َآ ْﺮ ًه ﺎ وﻇﻼﻟُﻬ ﻢ ﺑﺎﻟ ُﻐ ُﺪ ّو ﻃ ْﻮ ً ﺿ ﻼل $وﷲ ﻳﺴ ﺠ ُﺪ ﻣ ﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻤﺎوات واﻷرض َ واﻵﺻﺎل« ) ، (١٣أو هﺬﻩ اﻵﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻒ ﺣﺎل اﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ وﻣﺎ ﻳﺄﺧﺬهﻢ ﻣﻦ رﻋﺐ ﻳﻮم ﺺ ﻓﻴ ﻪ ﺨ ُ ﺸ َ ﻞ اﻟﻈﺎﻟﻤﻮن .إﻧﻤﺎ ﻳﺆﺧّﺮهﻢ ﻟﻴﻮم َﺗ ْ ﷲ ﻏﺎﻓﻼ ﻋﻤﺎ ﻳﻌﻤ ُ ﻦا َ ﺴ َﺒ ﱠ ﺤَ اﻟﺪﻳﻦ » :وﻻ َﺗ ْ ﻃ ْﺮﻓُﻬﻢ ،وأﻓﺌﺪﺗﻬﻢ هﻮا ٌء $وَأ ْﻧﺬِر اﻷﺑﺼﺎ ُر ُ $ﻣ ْﻬﻄِﻌﻴﻦ ُﻣ ْﻘﻨِﻌﻲ رؤوﺳﻬﻢ ،ﻻ ﻳﺮﺗ ّﺪ إﻟﻴﻬﻢ َ ﺐ ﺠ ْ ﻞ ﻗﺮﻳ ﺐ ُﻧ ِ ﺧﺮْﻧ ﺎ إﻟ ﻲ أﺟ ٍ ب ﻓﻴﻘ ﻮل اﻟ ﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤ ﻮا :رﺑﱠﻨ ﺎ ،أ ﱢ اﻟﻨ ﺎس ﻳ ﻮم ﻳ ﺄﺗﻴﻬﻢ اﻟﻌ ﺬا ُ ﻦ َﻗﺒْﻞ ﻣ ﺎ ﻟﻜ ﻢ ﻣ ﻦ َزوَال ؟ $وﺳ ﻜﻨﺘﻢ ﻓ ﻲ ﻋ َﻮﺗَﻚ وَﻧﺘﱠﺒﻊ اﻟ ُﺮﺳُﻞ َ .أ َوَﻟ ْﻢ ﺗﻜﻮﻧﻮا أﻗﺴﻤﺘﻢ ِﻣ ْ َد ْ ﻣﺴﺎآﻦ اﻟﺬﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤﻮا أﻧﻔﺴﻬﻢ وﺗَﺒﻴﱠﻦ ﻟﻜﻢ آﻴﻒ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﺑﻬﻢ وﺿﺮﺑﻨﺎ ﻟﻜﻢ اﻷﻣﺜﺎل $وﻗﺪ ﻦ ﺴ َﺒ ﱠ ﺤَ ل ﻣِﻨﻪ اﻟﺠﺒﺎل $ﻓ ﻼ َﺗ ْ ﻣﻜﺮوا َﻣﻜْﺮهُﻢ ،وﻋﻨﺪ اﷲ َﻣ ْﻜﺮُهﻢ ،وإن آﺎن ﻣﻜﺮُهﻢ ﻟﺘﺰو َ ض ﻏ ْﻴ َﺮ اﻷرض ﺳ ﻠَﻪ .إن اﷲ ﻋﺰﻳ ﺰ ذو اﻧﺘﻘ ﺎم $ﻳ ﻮم ُﺗ َﺒ ﺪﱠل اﻷر ُ ﻋ ﺪِﻩ ُر ُ ﻒ َو ْ ﺨِﻠ َ اﷲ ُﻣ ْ ت ،و َﺑ َﺮزُوا ﷲ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﻘﻬﺎر $وﺗﺮي اﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﻳﻮﻣﺌﺬ ُﻣ َﻘﺮﱠﻧﻴﻦ ﻓﻲ اﻷﺻﻔﺎد واﻟﺴﻤﺎوا ُ ﺖ .إن ﺴ َﺒ ْ ﻞ ﻧﻔﺲ ﻣﺎ َآ َ ﷲآﱠ يا ُ ﺠ ِﺰ َ $ﺳﺮاﺑﻴﻠﻬُﻢ ﻣﻦ َﻗﻄِﺮان ،و َﺗﻐْﺸﻲ وﺟﻮهَﻬﻢ اﻟﻨﺎ ُر ِ$ﻟ َﻴ ْ غ ﻟﻠﻨﺎس َوِﻟ ُﻴ ْﻨ َﺬَروا ﺑﻪ َوﻟِﻴﻌﻠﻤﻮا أﻧﻤﺎ ه ﻮ إﻟ ٌﻪ واﺣ ﺪ وﻟﻴ ﺬّآﺮ اﷲ ﺳﺮﻳﻊ اﻟﺤﺴﺎب $هﺬا ﺑﻼ ٌ أُوﻟﻮ اﻷﻟﺒﺎب« ) ، (١٤وآﺬﻟﻚ اﻵﻳ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗﺘﺤ ﺪث ﻋ ﻦ ﻗ ﺪرة اﷲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻠ ﻲ اﻻﻧﺘﻘ ﺎم ﷲ ﺑﻬ ﻢ ﻒا ُ ﺴ َ ﺨِ ﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻣﻜﺮوا اﻟﺴ ﻴﺌﺎت أن َﻳ ْ ﻞَ » :أ َﻓَﺄ ِﻣ َ اﻟﻤﺮوع وﺷﻤﻮل ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ ﻋﺰ وﺟ ّ ﺚ ﻻﻳﺸ ﻌﺮون $أو ﻳﺄﺧ ﺬَهﻢ ﻓ ﻲ ﺗﻘﱡﻠ ﺒﻬﻢ ﻓﻤ ﺎ ه ﻢ ﺣ ْﻴ ُ ب ﻣﻦ َ ض أو ﻳ ﺄﺗ َﻴﻬُﻢ اﻟﻌ ﺬا ُ اﻷر َ ف رﺣ ﻴﻢ َ $أ َوَﻟ ْﻢ َﻳ َﺮوْا إﻟ ﻲ ﻣ ﺎ ف ؟ ﻓ ﺈن رﺑﱠﻜ ﻢ ﻟ ﺮءو ٌ ﺨ ﱡﻮ ٍ ِﺑ ُﻤ ْﻌﺠِﺰﻳﻦ $أو ﻳﺄﺧﺬَهﻢ ﻋﻠﻲ َﺗ َ ﺳ ﺠﱠﺪا ﷲ وه ﻢ داﺧ ﺮون ؟ $وﷲ ﺧﻠﻖ اﻟﻠﱠﻪ ﻣﻦ ﺷﻲ ٍء َﻳﺘَﻔﻴﱠُﺄ ﻇﻼﻟُﻪ ﻋﻦ اﻟﻴﻤ ﻴﻦ واﻟﺸ ﻤﺎﺋﻞ ُ ﻳﺴ ﺠﺪ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻤﺎوات وﻣ ﺎ ﻓ ﻲ اﻷرض ﻣ ﻦ داﺑ ﺔ واﻟﻤﻼﺋﻜ ُﺔ وه ﻢ ﻻ ﻳﺴ ﺘﻜﺒﺮون $ ﻦ ﻓﻮﻗﻬـﻢ وﻳﻔﻌﻠـﻮن ﻣ ﺎ ُﻳ ْﺆﻣَﺮون«) ، (١٥أو ه ـﺬﻩ اﻵﻳ ﺎت ﻣ ـﻦ ﺳ ﻮرة » ﻳﺨﺎﻓﻮن رﺑﻬﻢ ِﻣ ْ ﻃﻪ« ....» :وﻗﺪ ﺁﺗﻴﻨﺎك ﻣﻦ َﻟ ُﺪﻧّﺎ ذآﺮا $ﻣﻦ أﻋﺮض ﻋﻨﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺤﻤﻞ ﻳـﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ِوزْرا ﺼ ﻮر وﻧﺤﺸ ﺮ ﺣ ْﻤ ﻼ ! $ﻳ ﻮم ُﻳ ْﻨﻔَﺦ ﻓ ﻲ اﻟ ﱡ $ﺧﺎﻟ ﺪﻳﻦ ﻓﻴ ﻪ ،وﺳ ﺎء ﻟﻬ ﻢ ﻳ ﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣ ﺔ ِ ﺸﺮًا $ﻧﺤﻦ أﻋﻠﻢ ﺑﻤ ﺎ ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ﻋْ ن ﻟَﺒﺜﺘُﻢ إﻻ َ اﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﻳﻮﻣﺌﺬ ُزرْﻗﺎ $ﻳﺘﺨﺎﻓﺘﻮن ﺑﻴﻨﻬﻢ :إ ْ ﺴﻔُﻬﺎ رﺑ ﻲ ن ﻟﺒﺜﺘﻢ إﻻ ﻳﻮﻣﺎ $وﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻚ ﻋﻦ اﻟﺠﺒﺎل ،ﻓﻘﻞ َ :ﻳ ْﻨ ِ إذ ﻳﻘﻮل أﻣﺜﻠﻬﻢ ﻃﺮﻳﻘﺔ :إ ْ ﻲﻻ ﻋ َﻮﺟًﺎ وﻻ أﻣْﺘﺎ $ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻳﺘّﺒﻌﻮن اﻟﺪاﻋ َ ﺻ ْﻔﺼَﻔﺎ $ﻻ ﺗﺮي ﻓﻴﻬﺎ ِ َﻧﺴْﻔﺎ َ $ﻓ َﻴ َﺬرُهﺎ ﻗﺎﻋﺎ َ ج ﻟﻪ .وﺧﺸﻌﺖ اﻷﺻﻮات ﻟﻠﺮﺣﻤﻦ ﻓﻼ ﺗﺴﻤﻊ إﻻ هﻤﺴﺎ $ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻻ ﺗﻨﻔﻊ اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ إﻻ ﻋ َﻮ َ ِ ﻲ ﻟﻪ ﻗﻮﻻ $ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ أﻳﺪﻳﻬﻢ وﻣﺎ ﺧﻠﻔﻬﻢ ،وﻻ ﻳﺤﻴﻄﻮن ﺑﻪ ﺿَ ﻦ أذِن ﻟﻪ اﻟﺮّﺣﻤﻦ ُ و َر ِ َﻣ ْ )(١٦ ﻲ اﻟﻘﻴﻮم وﻗﺪ ﺧﺎب ﻣ ﻦ ﺣﻤ ﻞ ﻇﻠﻤ ﺎ« ،أو اﻵﻳ ﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴ ﺔ ﺖ اﻟﻮﺟﻮﻩ ﻟﻠﺤ ﱢ ﻋ َﻨ ِ ﻋﻠﻤﺎ $و َ ﻣ ﻦ ﺳ ﻮرة» ﻏ ﺎﻓﺮ« » :اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺤﻤﻠ ﻮن اﻟﻌ ﺮش َو ْﻣ ﻦ ﺣﻮﻟ ﻪ ﻳﺴ ﺒﺤﻮن ﺑﺤﻤ ﺪ رﺑﻬ ﻢ ) (١٢اﻷﻋﺮاف . ١٨ – ١١ / ) (١٣اﻟﺮﻋﺪ . ١٥ – ١٣ / ) (١٤إﺑﺮاهﻴﻢ . ٥٤ – ٥٢ / ) (١٥اﻟﻨﺤﻞ . ٥٠ – ٤٥ / ) (١٦ﻃﻪ . ١١١ – ٩٩ /
ﻞ ﺷ ﻲء رﺣﻤ ﺔ وﻋﻠﻤ ﺎ ،ﻓ ﺎﻏﻔﺮ ﺖآﱠ ﺳ ْﻌ َ وﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﻪ ،وﻳﺴﺘﻐﻔﺮون ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا :رﺑﻨﺎ َو ِ ن اﻟﺘ ﻲ ﻋ ْﺪ ٍ ت َ ﺧﻠْﻬ ﻢ ﺟﻨ ﺎ ِ ﻟﻠ ﺬﻳﻦ ﺗ ﺎﺑﻮا واﺗﺒﻌ ﻮا ﺳ ﺒﻴﻠﻚ َو ِﻗ ِﻬ ْﻢ ﻋ ﺬاب اﻟﺠﺤ ﻴﻢ $رﺑﻨ ﺎ وَأ ْد ِ وﻋﺪﺗﻬﻢ وﻣﻦ ﺻﻠَﺢ ﻣﻦ ﺁﺑﺎﺋﻬﻢ وأزواﺟﻬﻢ وذرﻳﺎﺗﻬﻢ .إﻧﻚ أﻧ ﺖ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ اﻟﺤﻜ ﻴﻢ $و ِﻗ ِﻬ ﻢ ت ﻳﻮﻣﺌ ﺬ ﻓﻘ ﺪ رﺣﻤﺘ ﻪ ،وذﻟ ﻚ ه ﻮ اﻟﻔ ﻮز اﻟﻌﻈ ﻴﻢ $إن اﻟ ﺬﻳﻦ ﻖ اﻟﺴ ﻴﺌﺎ ِ اﻟﺴﻴﺌﺎت .وﻣﻦ َﺗ ِ ﻋﻮْن إﻟ ﻲ اﻹﻳﻤ ﺎن ﻓﺘﻜﻔ ﺮون $ ﺴ ﻜﻢ إذ ُﺗ ْﺪ َ ﺖ اﷲ أآﺒﺮ ﻣ ﻦ َﻣ ْﻘ ﺘﻜﻢ أﻧ ُﻔ َ آﻔﺮوا ُﻳﻨَﺎ َدوْن َ :ﻟ َﻤ ْﻘ ُ ﻗ ﺎﻟﻮا :رﺑﻨ ﺎ ،أﻣﺘﱠﻨ ﺎ اﺛﻨﺘ ﻴﻦ وأﺣﻴﻴﺘﻨ ﺎ اﺛﻨﺘ ﻴﻦ ،ﻓﺎﻋﺘﺮﻓﻨ ﺎ ﺑ ﺬﻧﻮﺑﻨﺎ ،ﻓﻬ ﻞ إﻟ ﻲ ﺧ ﺮوج ﻣ ﻦ ﻲ ك ﺑﻪ ﺗﺆﻣﻨﻮا ،ﻓﺎﻟﺤﻜﻢ ﷲ اﻟﻌﻠ ﱢ ﺸ َﺮ ْ ﻲ اﷲ وﺣﺪﻩ آﻔﺮﺗﻢ ،وإن ُﻳ ْ ﻋَ ﺳﺒﻴﻞ؟ $ذﻟﻜﻢ ﺑﺄﻧﻪ إذا ُد ِ اﻟﻜﺒﻴﺮ $هﻮ اﻟﺬي ﻳﺮﻳﻜﻢ ﺁﻳﺎﺗﻪ وﻳﻨﺰّل ﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء رزﻗﺎ ،وﻣﺎ ﻳﺘﺬآﺮ إﻻ ﻣﻦ ﻳُﻨﻴﺐ $ ﻓﺎدﻋﻮا اﷲ ﻣﺨﻠﺼﻴﻦ ﻟﻪ اﻟﺪﻳﻦ وﻟ ﻮ آ ﺮﻩ اﻟﻜ ﺎﻓﺮون $رﻓﻴ ﻊ اﻟ ﺪرﺟﺎت ذو اﻟﻌ ﺮش ُﻳ ْﻠ ِﻘ ﻲ ق َ $ﻳ ْﻮ َم ه ﻢ ﺑ ﺎرزون ،ﻻ ﻼِ ح ﻣﻦ أﻣﺮﻩ ﻋﻠﻲ ﻣ ﻦ ﻳﺸ ﺎء ﻣ ﻦ ﻋﺒ ﺎدﻩ ﻟﻴﻨ ﺬر ﻳ ﻮم اﻟ ﱠﺘ َ اﻟﺮو َ ﻞ ﺠ ﺰَي آ ﱡ ﻳﺨﻔﻲ ﻋﻠﻲ اﷲ ﻣﻨﻬﻢ ﺷ ﻲء .ﻟﻤ ﻦ اﻟﻤﻠ ﻚ اﻟﻴ ﻮم ؟ ﷲ اﻟﻮاﺣ ﺪ اﻟﻘﻬ ﺎر $اﻟﻴ ﻮ َم ُﺗ ْ ﻧﻔ ﺲ ﺑﻤ ﺎ آﺴ ﺒﺖ .ﻻ ﻇﻠ ﻢ اﻟﻴ ﻮم .إن اﷲ ﺳ ﺮﻳﻊ اﻟﺤﺴ ﺎب $وَأ ْﻧ ِﺬرْهﻢ ﻳ ﻮم اﻵزﻓ ﺔ إذ ب ﻟﺪي اﻟﺤﻨﺎﺟﺮ آﺎﻇﻤﻴﻦ .ﻣﺎ ﻟﻠﻈ ﺎﻟﻤﻴﻦ ﻣ ﻦ ﺣﻤ ﻴ ٍﻢ وﻻ ﺷ ﻔﻴ ٍﻊ ﻳﻄ ﺎع $ﻳﻌﻠ ﻢ ﺧﺎﺋﻨ َﺔ اﻟﻘﻠﻮ ُ )(١٧ ﻦ ﻞ َﻣ ْ .ﺛﻢ ﻧﺨﺘﺘﻢ هﺬﻩ اﻟﺒﺎﻗﺔ ﺑﻬﺬﻩ اﻵﻳﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ » :آ ﱡ اﻷﻋﻴﻦ وﻣﺎ ﺗﺨﻔﻲ اﻟﺼﺪور« ي ﺁﻻء رﺑﻜﻤ ﺎ ﺗﻜ ﺬﱢﺑﺎن ؟ $ ن $وﻳﺒﻘ ﻲ وﺟ ﻪ رﺑ ﻚ ذو اﻟﺠ ﻼل واﻹآ ﺮام $ﻓﺒ ﺄ ﱢ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﻓ ﺎ ٍ ﻞ ﻳﻮم هﻮ ﻓﻲ ﺷﺄن $ﻓﺒﺄي ﺁﻻء رﺑﻜﻤﺎ ﺗﻜﺬﺑﺎن؟ $ ﻳﺴﺄﻟﻪ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎوات واﻷرض .آ ﱠ ﺳ ﻨ ْﻔﺮُغ ﻟﻜ ﻢ أﻳﻬ ﺎ اﻟ ﱠﺜﻘَﻼن $ﻓﺒ ﺄي ﺁﻻء رﺑﻜﻤ ﺎ ﺗﻜ ﺬﺑﺎن ؟ $ﻳﺎﻣﻌﺸ ﺮ اﻟﺠ ﻦ واﻹﻧ ﺲ ،إن َ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ أن َﺗ ْﻨﻔُﺬوا ﻣﻦ أﻗﻄ ﺎر اﻟﺴ ﻤﺎوات واﻷرض ﻓﺎﻧ ُﻔ ﺬوا .ﻻ ﺗﻨ ُﻔ ﺬون إﻻ ﺑﺴ ﻠﻄﺎن $ ﻓﺒﺄي ﺁﻻء رﺑﻜﻤﺎ ﺗﻜﺬﺑﺎن ؟ ُ $ﻳ ْﺮﺳَﻞ ﻋﻠﻴﻜﻤﺎ ﺷُﻮاظ ﻣﻦ ﻧﺎ ٍر وُﻧﺤَﺎ ٌ س ﻓﻼ ﺗﻨﺘﺼﺮان« ).(١٨ إن ﺁﻳﺎت اﻟﻘﺮﺁن ﺗﺸﻊ ﺟﻼﻻ إﻟﻬﻴﺎ ،وﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺑﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ أن أﺻﺪق أن ﻣﺤﻤﺪا ﻗﺪ اﻓﺘﺮاهﺎ ﻣﻦ َﻟ ُﺪﻧْﻪ ،ﻓﺄﻳﻦ هﻮ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺠﺒﺮوت اﻟﺬي ﻳﻌﻜ ﺲ اﻟﺴ ﻠﻄﺎن اﻟﻤﻄﻠ ﻖ واﻟﻘ ﺪرة اﻟﻼﻧﻬﺎﺋﻴ ﺔ واﻹرادة اﻟﺘ ﻲ ﻻ َﺗ ِﻨ ﱡﺪ ﻋ ﻦ ﻗﺒﻀ ﺘﻬﺎ ﺷ ﺎرد ٌة وﻻ واردة ؟ إن اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ ﻟﻴﺴ ﺖ آﻤ ﺎ ﻳﻘ ﻮل اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻮن ﻣ ﻦ أﻧ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم آ ﺎن ﻳﻮﺟ ﻪ اﻟﻜ ﻼم إﻟ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ ، ﻞ « ﻟﻴﻮهﻢ اﻟﻨﺎس أن اﷲ هﻮ اﻟﺬي ﻳﺨﺎﻃﺒﻪ ،ﺑﻞ هﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ هﺬا ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺎ ﻓﻌﻞ اﻷﻣﺮ » ُﻗ ْ اﻟ ﱠﻨﻔَﺲ اﻹﻟﻬﻲ ،ﻓﻤﻦ أﻳﻦ ﻟﻤﺤﻤﺪ ﺑﻪ ؟ واﺳﻤﻊ آﻴﻒ ﻳﺨﺎﻃﺐ اﷲ ذو اﻟﺠﺒﺮوت ﻧﺒﻴﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻮاﺿﻊ ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻤﺠﻴﺪ» : ﻏ ّﻨ َ وإﻣﺎ َﻳ ْﻨ َﺰ َ ﻚ ﻏ ّﻨ َ ﺳ ﻤِﻴ ٌﻊ ﻋﻠ ﻴﻢ«) » ، (١٩وإِﻣ ﺎ َﻳ ْﻨ َﺰ َ غ ﻓﺎﺳ َﺘﻌِﺬ ﺑﺎﷲ .إﻧﱠﻪ َ ﻚ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻄﺎن َﻧ ْﺰ ٌ ) (٢ ب ،أﻋ ﻮذ ﺑ ﻚ غ ﻓﺎﺳﺘﻌ ْﺬ ﺑﺎﷲ .إﻧﻪ هﻮ اﻟﺴﻤﻴﻊ اﻟﻌﻠﻴﻢ« »، ٠وﻗﻞ :ر ﱢ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻄﺎن َﻧ ْﺰ ٌ ) (٢ ب ،أن َﻳ ْ ﻣﻦ َه َﻤﺰَات اﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ $وأﻋﻮ ُذ ﺑﻚ ،ر ﱢ ﻦ ﻇﻬﻴﺮًا ﺤﻀُﺮون« » ، ١ﻓﻼ ﺗﻜﻮ َﻧ ﱠ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ« ) » ، (٢٢ﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﻨﺒﻲ ،اﺗﻖ اﷲ وﻻ ﺗُﻄﻊ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ واﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ،إن اﷲ آ ﺎن ﻋﻠﻴﻤﺎ ﺣﻜﻴﻤﺎ« ) . (٢٣واﺳﻤﻊ آﺬﻟﻚ آﻴﻒ آﺎن ﻣﺤﻤﺪ ﻳﺨﺎف ﻣﻌﺼﻴﺔ رﺑ ﻪ ﺧﻮﻓ ﺎ ﺷ ﺪﻳﺪا ، ) (١٧ﻏﺎﻓﺮ . ١٩ – ٧ / ) (١٨اﻟﺮﺣﻤﻦ . ٣٥ – ٢٦ / ) (١٩اﻷﻋﺮاف . ٢٠٠ / ) (٢٠ﻓﺼﻠﺖ . ٣٦ / ) (٢١اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن . ٩٨ – ٩٧ / ) (٢٢اﻟﻘﺼﺺ . ٨٦ / ) (٢٣اﻷﺣﺰاب . ١ /
وهﻮ رﺳﻮل اﷲ اﻟﺬي ﻳﻨ ﺰل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟ ﻮﺣﻲ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻤﺎء واﻟ ﺬي ﻳﺒﺸ ﺮ اﻟﻨ ﺎس وﻳﻨ ﺬرهﻢ: ﺖ رَﺑﻲ ﻋﺬا َ ﺼ ْﻴ ُ ﻋ َ »ﻗﻞ :إﻧﻲ أﺧﺎف إن َ ب ﻳﻮ ٍم ﻋﻈﻴﻢ« ). (٢٤وﻟﺬﻟﻚ آﺎن ﻣﻦ دﻋﺎﺋﻪ ﻟﺮﺑﻪ: ) (٢ ب ،ﻓ ﻼ ﺗﺠﻌﻠﻨ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﻮم اﻟﻈ ﺎﻟﻤﻴﻦ ٥ « . ﻋ ﺪُون $ر ﱢ ب ،إﻣ ﺎ ُﺗ ِﺮ َﻳ ﱢﻨ ﻲ ﻣ ﺎ ﻳ ُﻮ َ »ر ّ وﺣﺘﻲ ﻓﻲ أﺧﺮﻳﺎت ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ و ﺳ ﻠﻢ وﺑﻌ ﺪ أن ﻧﺠ ﺢ ﻓ ﻲ اﻻﻣﺘﺤ ﺎن اﻹﻟﻬ ﻲ ﻧﺠﺎﺣﺎ راﺋﻌًﺎ ﻓﻨﺰل ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ »:إﻧﺎ ﻓﺘﺤﻨﺎ ﻟﻚ ﻓﺘﺤـﺎ ﻣﺒﻴﻨـﺎ $ﻟﻴﻐﻔـﺮ ﻟﻚ اﷲ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻣ ﻦ ﺐ ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺎدة واﻟﺘﻬﺠﺪ واﻟﺪﻋﺎء ﺼ ُ ذﻧﺒﻚ وﻣﺎ ﺗﺄﺧﺮ« ) (٢٦ﻇﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻳﻘﻮم اﻟﻠﻴﻞ و َﻳ ْﻨ َ .وﻟﻤﺎ ﺳﺄﻟﺘْﻪ ﺑﻌﺾ زوﺟﺎﺗﻪ ﻋﻦ ﺳﺮ هﺬا اﻟﺘﻌﺐ ﻣﺎ دام اﷲ ﻗﺪ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﻣ ﺎ ﺗﻘ ﺪم ﻣ ﻦ ذﻧﺒ ﻪ وﻣﺎ ﺗﺄﺧﺮ آﺎن ﺟﻮاﺑﻪ » :أﻓﻼ أآﻮن ﻋﺒﺪا ﺷﻜﻮ ًرا ؟ « .وﻟﻮ آﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم هﻮ اﻟﺬي اﺧﺘﺮع هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻓﻠﻤﺎذا أﺟّﻠﻬﺎ إﻟﻲ أﺧﺮﻳﺎت ﺣﻴﺎﺗﻪ؟ ) (٢٧وﻟﻤﺎذا اﺳﺘﻤﺮ ﺑﻌﺪهﺎ ﻳﻘﻮم اﻟﻠﻴﻞ وﻳﺘﻬﺠﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﺒ ﺎدة واﻟ ﺪﻋﺎء ﺑ ﺪﻻ ﻣ ﻦ أن ﻳﻐ ﻂ ﻓ ﻲ ﻧ ﻮم ه ﺎﻧﺊ ﻟﺬﻳ ﺬ؟ وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻓ ﺈن اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳﺄﻣﺮﻩ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻓﻲ ﺳﻮرة ﻻﺣﻘﺔ)هﻲ ﺳﻮرة » اﻟﻨﺼﺮ«( ﺑﺎﻻﺳﺘﻐﻔﺎر. وﻗﺪ ﻇﻞ هﺬا اﻟﺼﻮت اﻹﻟﻬﻲ ﻣ ﻊ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻟ ﻢ ﻳﻔﺎرﻗ ﻪ ﻟﺤﻈ ﺔ ،ﻓﻜ ﺎن آﻠﻤ ﺎ ﺣﺰن ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻨﺎد ﻗﻮﻣﻪ ) (٢٨وآﻔﺮهﻢ ورآ ﻮﺑﻬﻢ رؤوﺳ ﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃ ﻞ وﺧﻮﻓ ﻪ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﻣﻤ ﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮهﻢ ﻣﻦ ﻋﻘﺎب اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻋﺬاب اﻵﺧﺮة ،وذﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﻃﺒﻊ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ و ﺳ ﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺐ ﻟﻠﺤﻖ وﻏﻴﺮة ﻋﻠﻴﻪ ورﺣﻤ ٍﺔ ﻟﻠﺒﺸﺮ ،آ ﺎن ه ﺬا اﻟﺼ ﻮت داﺋﻤ ﺎ ﻓ ﻲ أذﻧﻴ ﻪ ﻳﺨﻔ ﻒ ﻀ ﺮّوا اﷲ ﺷ ﻴﺌﺎ . ﺤ ُﺰﻧْﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳُﺴ ﺎرﻋﻮن ﻓ ﻲ اﻟﻜﻔ ﺮ ،إﻧﻬ ـﻢ ﻟ ﻦ َﻳ ُ ﻋﻨﻪ أﺣﺰاﻧﻪ» :وﻻ َﻳ ْ ) (٢ ﻞ َﻟﻬُﻢ ﺣﻈـﺎ ﻓﻲ اﻵﺧﺮة ،وﻟﻬﻢ ﻋﺬاب ﻋﻈﻴﻢ« » ، ٩ﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﺮﺳﻮل ﺠ َﻌ َ ﻻ َﻳ ْ ﷲأ ّ ﻳﺮﻳ ُﺪ ا ُ ﺤ ُﺰﻧْﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺎرﻋﻮن ﻓﻲ اﻟﻜﻔﺮ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮا » :ﺁﻣﻨّﺎ « ﺑﺄﻓﻮاهﻬــﻢ وﻟـﻢ ﺗﺆﻣـﻦ ،ﻻ َﻳ ْ ) (٣ ﺤ ُﺰ ُﻧ ﻚ اﻟ ـﺬي ﻳﻘﻮﻟ ﻮن .ﻓ ﺈﻧﻬﻢ ﻻ ﻗﻠﻮﺑﻬـﻢ ،وﻣـﻦ اﻟﺬﻳـﻦ هﺎدوا« » ، ٠ﻗﺪ ﻧﻌﻠ ﻢ إﻧ ﻪ َﻟ َﻴ ْ ) (٣ ﺤ ُﺰ ْﻧ ﻚ ﻗ ﻮﻟُﻬﻢ .إن ﺤ ﺪون« » ، ١وﻻ َﻳ ْ ﺠَ ﻳُﻜ َـﺬّﺑﻮﻧﻚ ،وﻟﻜ ﻦ اﻟﻈﺎﻟﻤ ـﻴﻦ ﺑﺂﻳ ﺎت اﷲ َﻳ ْ ) (٣ اﻟﻌ ﺰة ﷲ ﺟﻤﻴﻌ ﺎ .ه ﻮ اﻟﺴ ﻤﻴﻊ اﻟﻌﻠ ﻴﻢ« »، ٢وﻟﻘ ـﺪ ﻧﻌﻠ ﻢ أﻧ ﻚ ﻳﻀ ﻴﻖ ﺻ ﺪرك ﺑﻤ ﺎ ﺢ ﺑﺤﻤﺪ رﺑﻚ وآﻦ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺟﺪﻳﻦ $واﻋﺒﺪ رﺑﻚ ﺣﺘﻲ ﻳﺄﺗﻴﻚ اﻟﻴﻘﻴﻦ« )،(٣٣ ﻳﻘﻮﻟﻮن $ﻓَﺴ ﱢﺒ ْ ) (٣ »وﻣـﻦ آﻔـﺮ ﻓﻼ َﻳ ْ ﺻ ِﺒ ْﺮ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﺎ ﻳﻘﻮﻟ ﻮن« ﺤ ُﺰﻧْـﻚ آُـﻔﺮﻩ« ، ٤وﻳﻨﺼﺤﻪ ﺑﺎﻟﺼﺒــﺮ» ا ْ ) (٣ ﺤﻜْﻢ رﺑـﻚ ،ﻓﺈﻧﻚ ﺑﺄﻋﻴﻨﻨﺎ« » ، ٦ﻓﺎﺻﺒﺮ ﻟﺤﻜﻢ رﺑ ﻚ ،وﻻ ﺗﻜ ﻦ ﺻ ِﺒـْﺮ ﻟ ُ ) » ، (٣٥وا ْ آﺼﺎﺣﺐ اﻟﺤﻮت إذ ﻧﺎدي وهﻮ ﻣﻜﻈﻮم $ﻟﻮﻻ أن َﺗﺪَارآَﻪ ﻧﻌﻤـ ٌﺔ ﻣـﻦ رﺑـﻪ َﻟ ُﻨﺒِﺬ ﺑ ﺎﻟﻌَﺮاء ) (٢٤اﻷﻧﻌﺎم ، ١٥ /و اﻟﺰﻣﺮ . ١٣ / ) (٢٥اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن . ٩٤ – ٩٣ / ) (٢٦اﻟﻔﺘﺢ . ٢ – ١ / ) (٢٧ﺑﻌﺪ ﺻﻠﺢ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ) (٢٨اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﻘﻮﻣﻪ هﻨﺎ آﻞ ﻣﻦ دﻋﺎهﻢ إﻟﻲ اﻹﺳﻼم ،ﻓﻴﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬﻢ اﻟﻴﻬﻮد و اﻟﻨﺼﺎري . ) (٢٩ﺁل ﻋﻤﺮان . ١٧٦/ ) (٣٠اﻟﻤﺎﺋﺪة . ٤١ / ) (٣١اﻷﻧﻌﺎم . ٣٢ / ) (٣٢ﻳﻮﻧﺲ . ٦٥ / ) (٣٣اﻟﺤِﺠﺮ . ٩٩ – ٦٧ / ) (٣٤ﻟﻘﻤﺎن . ٢٣ / ) (٣٥ص . ١٧ / ) (٣٦اﻟﻄﻮر . ٤٨ /
ﺻ ِﺒ ـ ْﺮ« )» ، (٣٩ وهـﻮ ﻣﺬﻣﻮم« ) » ، (٣٧ﻓﺎﺻﺒـﺮ ﺻﺒـﺮا ﺟﻤﻴـﻼ« ) » ، (٣٨وﻟِﺮﺑﱢﻚ ﻓﺎ ْ ﺤ ْﻜ ﻢ رﺑ ﻚ ،وﻻ ُﺗ ِ ﺻ ِﺒ ْﺮ ﻟ ُ وا ْ ﻄ ْﻊ ﻣ ﻨﻬﻢ ﺁﺛﻤ ﺎ أو آﻔ ﻮرًا« ). (٤٠وﺣﻴﻨﻤ ﺎ ﻳﺸ ﺘﺪ ﺑ ﻪ اﻟﻀ ﻴﻖ وﺗﻄﺒﻖ اﻷﺣﺰان ﻋﻠﻲ ﺻﺪرﻩ ﺣﺘﻲ ﻟﺘﻜﺎد ﺗﺨﻨﻘﻪ أﺳﻔﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻣﺼﻴ ـﺮ ﻗﻮﻣ ـﻪ ﻳﻨﻬ ﺎﻩ اﻟ ﻮﺣﻲ )(٤١ ﻋﻦ ذﻟﻚ » :ﻓﻠﻌﻠﻚ ﺑﺎﺧ ٌﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻲ ﺁﺛﺎرهـﻢ إن ﻟﻢ ﻳﺆﻣﻨـﻮا ﺑﻬـﺬا اﻟﺤـﺪﻳﺚ أﺳﻔ ـﺎ« » ،ﻟﻌﻠ ﻚ ﺑ ﺎﺧ ٌﻊ ﻧﻔﺴ ﻚ أﻻ ﻳﻜﻮﻧ ﻮا ﻣ ﺆﻣﻨﻴﻦ« ). (٤٢ذﻟ ﻚ أن اﷲ ﻟ ﻢ ﻳُﻨ ﺰل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻟﻴﺸﻘﻴـﻪ ،وإﻧﻤﺎ ﺗﺬآﺮ ًة ﻟﻤﻦ ﻳﺨﺸﻲ » :ﻃﻪ $ﻣﺎ أﻧﺰﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻘﺮﺁن ﻟﺘﺸﻘﻲ $إﻻ ﺗﺬآﺮ ًة ﻟﻤ ﻦ ﻳﺨﺸ ﻲ« ). (٤٣آ ﺬﻟﻚ ﻓﻠﻴﺴ ﺖ ﻣﻬﻤﺘ ﻪ أن ﻳﺤﻤ ﻞ اﻟﻨ ﺎس ﻋﻠ ﻲ اﻹﻳﻤ ﺎن ﺣﻤ ﻼ ،إذ إن ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻪ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻋﻨﺪ ﺣﺪود اﻹﺑﻼغ واﻟﺘﺬآﻴ ـﺮ » :وﻣ ﺎ ﺟﻌﻠﻨ ـﺎك ﻋﻠﻴﻬ ـﻢ ﺣﻔﻴﻈ ﺎ ،وﻣ ﺎ ﺖ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﺑﻤﺴ ﻴﻄﺮ« أﻧﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻮآﻴـﻞ« ) » ، (٤٤وﻣﺎ أﻧﺖ ﻋﻠﻴﻬـﻢ ﺑﺠﺒّﺎر« ) » ، (٤٥ﻟﺴ َ ). (٤٦وﻣﻦ هﻨﺎ ﻧﺠﺪﻩ ﻳﻘﻮل ﻟﻘﻮﻣﻪ » :وﻣﺎ أﻧﺎ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺤﻔﻴﻆ«). (٤٧ ن وﻓﻲ ﺿﻮء هﺬا ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻔﻬﻢ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ » :وﻗﺎل اﻟﺬﻳﻦ آﻔﺮوا :ﻟﻮﻻ ُﻧﺰﱢل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻘﺮﺁ ُ ﺖ ﺑ ﻪ ﻓ ﺆادك ،ورﺗﱠﻠﻨ ﺎﻩ ﺗ ﺮﺗﻴﻼ« ) . (٤٨وﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟ ﺮد اﻟﻘﺮﺁﻧ ﻲ ﺟﻤﻠ ًﺔ واﺣﺪة .آﺬﻟﻚ ﻟﻨﺜ ﱢﺒ َ ﻋﻠﻲ اﻋﺘﺮاض اﻟﻜﻔﺎر ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ أن ﻗﺎﺋﻞ هﺬا اﻟﻜ ﻼم ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﻜ ﻮن ﻣﺤﻤ ﺪا ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم ،ﻓﺎﻟﻜﺎذﺑﻮن اﻟﻤﺰﻳﻔﻮن ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أﺑﺪا أن ﻳﻌﺘﺮﻓﻮا أﻣﺎم ﺧﺼﻮﻣﻬﻢ ﺑﺤﺎﺟﺘﻬﻢ إﻟﻲ ﻣﻦ ﻳﺜﺒﺖ ﻟﻬﻢ أﻓﺌﺪﺗﻬﻢ ،ﻷن هﺬا ﺿ ﻌﻒ ،وآ ﻞ إﻧﺴ ﺎن ،وﺑﺨﺎﺻ ﺔ إذا آ ﺎن ﻣ ﺪّﻋﻴﺎ ﻣﻠﻔﻘ ﺎ ، ﻳﺤﺮص ﻋﻠﻲ أن ﻳﺴﺘﺮ ﻧﻘﺎط اﻟﻀﻌﻒ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ أﺷﺪ اﻟﺤﺮص وﻳﺒﺬل ﻓﻲ ذﻟﻚ آﻞ ﻣﺎ ﻓ ﻲ ﻳﺪﻳﻪ .آﺬﻟﻚ ﻟﻮ آﺎن ﻣﺤﻤﺪ هﻮ ﻣﺆﻟﻒ هﺬا اﻟﻘﺮﺁن وأﺣﺮﺟﻪ ﻗﻮﻣﻪ ﺑﻬﺬا اﻻﻋﺘ ﺮاض ﻟﻜ ﺎن رد ﻓﻌﻠﻪ هﻮ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻧﻔﺴﻪ واﻟﻌﻜﻮف ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ أﻳﺎﻣﺎ أو أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻳﺆﻟﻒ ﻟﻬﻢ آﺘﺎﺑ ﺎ آ ﺎﻣﻼ ﺛ ﻢ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻳﺨﺮج ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﺎﺋﻼ» :هﺎآﻢ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﺘﻤﻮﻩ .أﻣ ﺎ ه ﺬا اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﻨ ﺰل ﻋﻠ ﱠ ﻣﻨﺠﱠﻤ ﺎ ﻗ ﺒﻼ ﻓﻘ ﺪ آ ﺎن اﻟﻘﻄ ﺮات اﻷوﻟ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻐﻴ ﺚ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺴ ﺒﻖ اﻻﻧﻬﻤ ﺎر .ﻓﻤ ﺎ رأﻳﻜ ﻢ اﻵن؟« .وﻗﺪ آﺎن ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم أن ﻳﺄﺧ ﺬ ﺣ ﺬرﻩ ﻣﺒﻜ ﺮا ﻓﻴﻀ ﻤّﻦ ﻗﺮﺁﻧ ﻪ ﺁﻳ ﺎت ﺗﺆآﺪ أﻧﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻣ ﻦ ﺷ ﻲء ﻓﻬ ﻮ ﻣﻘﺒ ﻮل ﻋﻨ ﺪ اﷲ ،ﻷن اﷲ ﻗ ﺪ ﺟﻌﻠ ﻪ ﻓ ﻮق اﻟﻤﺴ ﺎءﻟﺔ ﻀ ﻤَﻦ واﻟﺤﺴﺎب وأﻋﻄﺎﻩ اﻟﺤﺮﻳﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻌﻞ واﻟﺘﺮك ﺣﺴ ﺒﻤﺎ ﻳﺤﻠ ﻮ ﻟ ﻪ ،وﺑ ﺬﻟﻚ َﻳ ْ ﻋ ﻪ ،ﻓ ﺈن ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ أﻻ ﻳﻌﺘﺮض ﻋﻠﻴﻪ أﺣﺪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻋﻠﻲ أي ﻓﻌﻞ ﻳﺄﺗﻴ ﻪ أو َﻳ َﺪ ُ
) (٣٧اﻟﻘﻠﻢ . ٤٩ – ٤٨ / ) (٣٨اﻟﻤﻌﺎرج . ٥ / ) (٣٩اﻟﻤﺪﺛﺮ . ٧ / ) (٤٠اﻹﻧﺴﺎن . ٢٥ / ) (٤١اﻟﻜﻬﻒ . ٦ / ) (٤٢اﻟﺸﻌﺮاء . ٣ / ) (٤٣ﻃﻪ . ٣ – ١ / ) (٤٤اﻷﻧﻌﺎم . ١٠٧ / ) (٤٥ق . ٤٥ / ) (٤٦اﻟﻐﺎﺷﻴﺔ . ٢٢ / ) (٤٧اﻷﻧﻌﺎم . ١٠٤ / ) (٤٨اﻟﻔﺮﻗﺎن . ٣٢ /
ﻳﺰﻋﻤ ﻮن أﻧ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻗ ﺪ ﺗﻌ ﱠﻤ ﺪ أن ﻳﻜ ﻮن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻣﻨﺠﱠﻤ ﺎ آ ﻲ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ اﻟ ﺮد ﻋﻠ ﻲ ﻣﻔﺎﺟﺂت اﻟﺤﻮادث ﺣﺴﺐ رﻏﺒﺘﻪ وهﻮاﻩ وﻇﺮوﻓﻪ ).(٤٩ وﻟﻢ ﻳﻘﻒ ﺗﺜﺒﻴﺖ اﻟﻘﺮﺁن ﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة و اﻟﺴﻼم ﻋﻨﺪ ﺣﺪ اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ أﺣﺰاﻧﻪ و ُﻧﺼْﺤﻪ أﻻ َﻳﺪَع أﺳﻔﻪ ﻋﻠﻲ ﻗﻮﻣﻪ ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺑﻞ آﺎن اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳﺤﺬرﻩ ﻣﻦ أن ﻳﻨﺘﺎﺑﻪ أي ﺷﻚ ﺖ ﻓﻲ ﺷﻚ ﻣﻤﺎ ﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﺘﺮﻳﻦ« ) » ، (٥٠ﻓﺈن آﻨ َ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻨﺰل ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ وﺣﻲ » :ﻓﻼ ﺗﻜﻮﻧ ّ أﻧﺰﻟﻨﺎ إﻟﻴﻚ ﻓﺎﺳ ﺄل اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﻘ ﺮأون اﻟﻜﺘ ﺎب ﻣ ﻦ ﻗﺒﻠ ﻚ .ﻟﻘ ﺪ ﺟ ﺎءك اﻟﺤ ﻖ ﻣ ﻦ رﺑ ﻚ ،ﻓ ﻼ ن ﻣ ﻦ اﻟﺨﺎﺳ ﺮﻳﻦ« ﻦ ﻣ ﻦ اﻟ ﺬﻳﻦ آ ﺬﱠﺑﻮا ﺑﺂﻳ ﺎت اﷲ ﻓﺘﻜ ﻮ َ ﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﺘ ﺮﻳﻦ $وﻻ ﺗﻜ ﻮﻧ ﱠ ﺗﻜﻮﻧ ﱠ ﻚ ﻓﻲ ِﻣ ْﺮ َﻳ ٍﺔ ﻣﻨ ﻪ .إﻧ ﻪ اﻟﺤ ﻖ ﻣ ﻦ رﺑ ﻚ ،وﻟﻜ ﻦ أآﺜ ﺮ اﻟﻨ ﺎس ﻻ ﻳﺆﻣﻨ ﻮن« ) » ، (٥١ﻓﻼ َﺗ ُ ﻚ ﻓ ﻲ ِﻣﺮْﻳ ٍﺔ ﻣﻤ ﺎ ﻳﻌﺒ ﺪ ﻋ َﺒﺪَة اﻷﺻﻨﺎم واﻷهﻮاء » :ﻓﻼ َﺗ ُ ) (٥٢أو ﻓﻲ ﺿﻼل ﻗﻮﻣﻪ ﻣﻦ َ ه ﺆﻻء .ﻣ ﺎ ﻳﻌﺒ ﺪون إﻻ آﻤ ﺎ ﻳﻌﺒ ﺪ ﺁﺑ ﺎؤهﻢ ﻣ ﻦ َﻗ ْﺒ ُ ﻞ« ) . (٥٣آﻤ ﺎ آ ﺎن ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌ ﺎﻟﻲ ﺤﺮِﻓﻮﻩ ﻋﻦ ﺻﺮاط اﷲ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻳﺤﺬرﻩ ﻣﻦ ﻓِﺨﺎﺧﻬﻢ وأﻻﻋﻴﺒﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﻳﻬﺪﻓﻮن ﺑﻬﺎ إﻟﻲ أن َﻳ ْ ﺣ ُﻜ ْﻢ ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ﺑﻤ ﺎ أﻧ ﺰل اﷲ ،وﻻ ﺗﺘﱠﺒ ﻊ أه ﻮاءهﻢ ،واﺣ ﺬرهﻢ أن ﻳﻔﺘﻨ ﻮك نا ْ اﻟﺤﻤﻴﺪ » :وأ ِ ) (٥ ﻀ ﻠّﻮك ﻋ ﻦ ﻦ ﻓ ﻲ اﻷرض ُﻳ ِ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ أﻧﺰل اﷲ إﻟﻴﻚ« » ، ٤وإن ﺗﻄ ﻊ أآﺜ ﺮ َﻣ ْ ي ﻋﻠﻴﻨ ﺎ ﻏﻴ ﺮﻩ . ﺳﺒﻴﻞ اﷲ« ) » ، (٥٥وإن آﺎدوا َﻟ َﻴ ْﻔﺘِﻨﻮﻧﻚ ﻋﻦ اﻟ ﺬي أوﺣﻴﻨ ﺎ إﻟﻴ ﻚ ﻟﺘﻔﺘ ﺮ َ وإذن ﻻﺗﱠﺨﺬوك ﺧﻠﻴ ً ﺖ إﻟﻴ ﻚ« )،(٥٧ ﺼ ﱡﺪﻧﱠﻚ ﻋـﻦ ﺁﻳﺎت اﷲ ﺑﻌﺪ إذ ُأ ْﻧ ِﺰَﻟ ْ ﻼ« ) »، (٥٦وﻻ ﻳ ُ ) (٥ »وﻻ َﺗ ْﺪ ُ ع ﻣـﻊ اﻟﻠـﻪ إﻟﻬﺎ ﺁﺧـﺮ« ُ . ٨ﺗﺮَي أﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻔﻜﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﻲ ﻧﻬﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻋ ﻦ ن ﻞ إﻧﺴ ﺎ ٍ اﻟﺸ ﻚ ﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﻨ ﺰل ﻋﻠﻴ ﻪ ﻣ ﻦ وﺣ ﻲ ؟ إن ذﻟ ﻚ ،ﻓﻀ ﻼ ﻋ ﻦ أﻧ ﻪ ﻳﻜﺸ ﻒ ﻣ ﺎ آ ﱡ ﺺ ﻋﻠﻲ ﺳﺘﺮﻩ ،وﺑﺨﺎﺻﺔ إذا آﺎن ﻣﺪﻋﻴﺎ آﺎذﺑﺎ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺨﻄﺮ ﻟﻪ ﻋﻠﻲ ﺑﺎل. ﺣﺮﻳ ٌ أم ﺗﺮاﻩ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم) ﻟ ﻮ أﻧ ﻪ ،ﺣﺴ ﺐ زﻋ ﻢ اﻟﻜ ﺎﻓﺮﻳﻦ ،ه ﻮ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟﻘ ﺮﺁن( آﺎن ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺨﺎﻃﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻠﻬﺠ ﺔ اﻟﺸ ﺪﻳﺪة؟ » :ﻟ ﻴﺲ ﻟ ﻚ ﻣ ﻦ اﻷﻣ ﺮ ﺷ ﻲء ،أو ب ﻋﻠ ﻴﻬﻢ أو ﻳﻌ ّﺬﺑَﻬﻢ ،ﻓ ﺈﻧﻬﻢ ﻇ ﺎﻟﻤﻮن« ) » ، (٥٩وﻻ ﺗﺠ ﺎدل ﻋ ﻦ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺨﺘ ﺎﻧﻮن ﻳﺘ ﻮ َ ) (٦ ﺖ ﻟﻬﻢ .وﻟﻮ ﺧﻮّاﻧًﺎ أﺛﻴﻤﺎ« َ » ٠ﻓ ِﺒﻤَﺎ رﺣﻤ ٍﺔ ﻣﻦ اﷲ ِﻟ ْﻨ َ أﻧﻔﺴﻬﻢ ،إن اﷲ ﻻﻳﺤﺐ ﻣـﻦ آﺎن َ ) (٦ آﻨﺖ ﻓﻈّﺎ ﻏﻠﻴﻆ اﻟﻘﻠﺐ ﻻﻧﻔﻀﻮا ﻣ ﻦ ﺣﻮﻟ ﻚ« » ، ١ﻳ ﺎ أﻳﻬ ﺎ اﻟﺮﺳ ﻮل َ ،ﺑﱢﻠ ْﻎ ﻣ ﺎ ُأ ِﻧ ﺰْل إﻟﻴﻚ ﻣﻦ رﺑﻚ ،وإن ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ ﻓﻤﺎ ﺑﱠﻠ ْﻐ َ ﺖ رﺳﺎﻟﺘﻪ« )» ،(٦٢وإن آﺎن َآُﺒ َﺮ ﻋﻠﻴﻚ إﻋﺮاﺿُﻬﻢ ) (٤٩اﻧﻈ ﺮ ﺗﻌﻠﻴﻘﻨ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﺎ ﻗﺎﻟ ﻪ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮق اﻟﻔﺮﻧﺴ ﻲ ﺳ ﺎﭬﺎري ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄ ﺔ ﻓ ﻲ آﺘﺎﺑﻨ ﺎ » اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن و اﻟﻘﺮﺁن« . ١١ / ) (٥٠اﻟﺒﻘﺮة . ١٤٧ / ) (٥١ﻳﻮﻧﺲ . ٩٥ – ٩٤ / ) (٥٢هﻮد . ١٧ / ) (٥٣هﻮد . ١٠٩ / ) (٥٤اﻟﻤﺎﺋﺪة . ٤٩ / ) (٥٥اﻷﻧﻌﺎم . ١١٦ / ) (٥٦اﻹﺳﺮاء . ٧٣ / ) (٥٧اﻟﻘﺼﺺ . ٨٧ / ) (٥٨اﻟﻘﺼﺺ . ٨٨ / ) (٥٩ﺁل ﻋﻤﺮان . ١٢٨ / ) (٦٠اﻟﻨﺴﺎء . ٦١ / ) (٦١ﺁل ﻋﻤﺮان . ١٥٩ / ) (٦٢اﻟﻤﺎﺋﺪة . ٦٢ /
ﺳّﻠﻤًﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﺘﺄﺗﻴَﻬﻢ ﺑﺂﻳﺔ .وﻟﻮ ﺷ ﺎء اﷲ ﻓﺈن اﺳﺘﻄﻌﺖ أن ﺗﺒﺘﻐﻲ َﻧ َﻔﻘًﺎ ﻓﻲ اﻷرض أو ُ ) (٦ ﻟﺠﻤﻌﻬـﻢ ﻋ ـﻠﻲ اﻟﻬ ـﺪي ،ﻓ ـﻼ ﺗﻜ ﻮﻧ ّ ﻦ ﻣ ﻦ اﻟﺠ ﺎهﻠﻴﻦ« » ، ٣وﻻﺗﻄ ﺮد اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳ ﺪﻋﻮن ﻲ ﻳﺮﻳ ﺪون وﺟﻬ ﻪ .ﻣ ﺎ ﻋﻠﻴ ﻚ ﻣ ﻦ ﺣﺴ ﺎﺑﻬﻢ ﻣ ﻦ ﺷ ﻲء ،وﻣ ﺎ ﻣ ﻦ رﺑﻬ ﻢ ﺑﺎﻟﻐ ﺪاة واﻟﻌﺸ ﱢ ) (٦ ن ﻣ ﻦ اﻟﻈ ﺎﻟﻤﻴﻦ« » ، ٤وﻟ ﻮﻻ أن ﺛﺒﱠﺘﻨ ﺎك ﺣﺴﺎﺑﻚ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺷﻲء ،ﻓﺘﻄﺮدَهـﻢ ﻓﺘﻜﻮ َ ﻒ اﻟﻤﻤ ﺎت ،ﺛ ﻢ ﻻ ﺿ ْﻌ َ ﻒ اﻟﺤﻴ ﺎة و ِ ﺿ ْﻌ َ ﻦ إﻟﻴﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﻗﻠﻴﻼ $إذن ﻷذﻗﻨﺎك ِ ت َﺗ ْﺮ َآ ُ ﻟﻘﺪ ِآ ْﺪ َ ) (٦ ﻦ ﺑﺎﻟﺬي أوﺣﻴﻨﺎ إﻟﻴﻚ ﺛﻢ ﻻ ﺗﺠﺪ ﻟﻚ ﺑﻪ ﻦ ﺷﺌﻨﺎ ﻟﻨﺬهﺒ ﱠ ﺗﺠﺪ ﻟﻚ ﻋﻠﻴﻨـﺎ ﻧﺼﻴﺮا« » ، ٥وَﻟ ِﺌ ْ ) (٦ ﻋﻠﻴﻨ ﺎ وآ ﻴﻼ« ) » ،(٦٦وﺗﺨﺸ ـﻲ اﻟﻨ ـﺎس ،واﷲ أﺣ ـﻖ أن ﺗﺨﺸ ﺎﻩ« » ، ٧وﻟ ﻮ َﺗ َﻘ ﻮﱠل ﻄﻌْﻨﺎ ﻣﻨﻪ اﻟﻮﺗﻴﻦ $ﻓﻤﺎ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ أﺣﺪ ﺾ اﻷﻗﺎوﻳﻞ $ﻷﺧﺬﻧﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﻴﻤﻴﻦ $ﺛﻢ ﻟ َﻘ َ ﻋﻠﻴﻨﺎ َﺑ ْﻌ َ ) (٦ ﻋﻨﻪ ﺣﺎﺟﺰﻳﻦ« . ٨ أم ﺗ ﺮاﻩ آ ﺎن ﻳﺘﺤ ﺪث ﻓ ﻲ ﻗﺮﺁﻧ ﻪ ﻋ ﻦ أﺧﻄﺎﺋ ﻪ ﻟﻴﺮدده ﺎ اﻵﻻف ﻓ ﻲ ﻋﺼ ﺮﻩ وﻣﻼﻳ ﻴﻦ ﻋﺪّهﺎ هﻮ ﻧﻔﺴﻪ أﺧﻄﺎء أﺻﻼ( ؟ : اﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻋﻠﻲ ﻣﺪي اﻟﻌﺼﻮر ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺳﺘﺮهﺎ) هﺬا إن َ ﻋ ﺮَض اﻟ ﺪﻧﻴﺎ ، ﺳﺮَي ﺣﺘ ﻲ ُﻳ ْﺜﺨِﻦ ﻓ ﻲ اﻷرض .ﺗﺮﻳ ﺪون َ ﻲ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻪ َأ ْ »ﻣﺎ آﺎن ﻟﻨﺒ ﱟ ﺴ ﻜﻢ ﻓﻴﻤ ﺎ أﺧ ﺬﺗﻢ ﻖ ﻟﻤ ﱠ ﺳ َﺒ َ واﷲ ﻳﺮﻳ ﺪ اﻵﺧ ﺮة .واﷲ ﻋﺰﻳ ﺰ ﺣﻜ ﻴﻢ $ﻟ ﻮﻻ آﺘ ﺎب ﻣ ﻦ اﷲ َ ﻋﺒَﺲ وﺗﻮﻟﱠﻲ $أن ﺟﺎءﻩ اﻷﻋﻤﻲ $وﻣﺎ ُﻳﺪْرﻳﻚ ﻟﻌﻠﻪ َﻳ ﱠﺰآﱠﻲ $ ﻋﺬاب ﻋﻈﻴﻢ« )َ » ، (٦٩ ﺼﺪﱠي $وﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ أﻻ َﻳ ﱠﺰآﱠﻲ $ أو َﻳ ﱠﺬآّﺮ ﻓﺘﻨ َﻔﻌَﻪ اﻟﺬآﺮي $أﻣﺎ ﻣﻦ اﺳﺘﻐﻨﻲ $ﻓﺄﻧﺖ ﻟﻪ َﺗ َ وأﻣﺎ ﻣﻦ ﺟﺎءك ﻳﺴﻌﻲ $وهﻮ ﻳﺨﺸﻲ $ﻓﺄﻧ ﺖ ﻋﻨ ﻪ َﺗَﻠ ﱠﻬ ﻲ $آ ﻼ ،إﻧﻬ ﺎ ﺗ ﺬآﺮة $ﻓﻤ ـﻦ ) (٧ ﺳﻔَﺮة $آﺮام َﺑ َﺮرَة« ٠ ﺷﺎء ذآﺮﻩ $ﻓﻲ ﺻﺤﻒ ﻣﻜﺮﱠﻣﺔ $ﻣﺮﻓﻮﻋﺔ ﻣﻄﻬﱠﺮة $ﺑﺄﻳﺪي َ ﺺ ﻋﻠﻲ أن ﻳﻘﺮّب إﻟﻴﻪ اﺑﻦ أم ﻣﻜﺘﻮم) اﻟﺬي ل ﺣﺮﻳ ٌ .وﻣﻨﺬ أن ﻧﺰﻟﺖ هﺬﻩ اﻵﻳﺎت واﻟﺮﺳﻮ ُ ﻳ ﺪور ﺣﻮﻟ ﻪ ه ﺬا اﻟ ﻮﺣﻲ( ،ﺑ ﻞ ﻟﻘ ﺪ ﺧﱠﻠ َﻔ ﻪ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻣ ﺮارًا ﺣ ﻴﻦ آ ﺎن ﻳﺨ ﺮج ﻣ ﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻠﻐﺰو. ﻒ ﻋﻮاﻃﻔ ﻪ ﻒ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻓِﻠ َﻢ ﻳﻜﺸ ُ آﺬﻟﻚ ﻟﻮ آﺎن ﻋﻠﻴﻪ أﻓﻀﻞ اﻟﺼـﻼة وأزآ ﻲ اﻟﺴ ﻼم ﻣﺆﻟ َ ﻦ َﺑ ْﻌ ُﺪ وﻻ أن َﺗ َﺒ ﺪﱠل ﺑﻬ ﻦ ﻣ ﻦ ﻞ ﻟ ﻚ اﻟﻨﱢﺴ ﺎ ُء ِﻣ ْ ﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﻓﻲ اﻵﻳﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ » :ﻻ ﻳﺤ ﱡ ﺣْ ﻚ ُ ﺠ َﺒ َ ﻋَ ج وﻟ ﻮ أ ْ أزوا ٍ ﺴ ُﻨ ُﻬﻦّ« )(٧١؟ ﻟﻤ ﺎذا » ﻟ ﻮ أﻋﺠﺒ ﻚ ﺣﺴ ﻨﻬﻦ « ه ﺬﻩ ؟ إن إﺻ ﺪار ﺼ َﺪرُﻩ( ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻟﻴﺘﻄﻠ ﺐ اﻟﺘﺸ ﺮﻳﻊ اﻟﺴ ﺎﺑﻖ) وﻳﺼ ﻌﺐ ﻋﻠ ﻲ أن أﻋﺘﻘ ﺪ أن ﻣﺤﻤ ﺪا ه ﻮ َﻣ ْ ﻦ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء .آ ﺬﻟﻚ ﻟ ﻮ ﺻ ﺢ إﺷﺎرة إﻟﻲ إﻋﺠﺎب اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﺤﺴﻦ ﻣﻦ ﻳﺮاه ّ اﻻﻓﺘ ﺮاض اﻟﻤﺴ ﺘﺤﻴﻞ ﺑﺄﻧ ﻪ ه ﻮ ﻣﺆﻟ ﻒ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻓِﻠ َﻢ ﻳﺠﻌ ﻞ أﻣ ﻮر ﺑﻴﺘ ﻪ اﻟﺨﺎﺻ ﺔ وﺳ ﻴﺮة ﻦ زوﺟـﺎﺗﻪ ﻣﻀﻐـﺔ ﻓﻲ أﻓـﻮاﻩ اﻟﻜﺎﻓﺔ هﻜﺬا ؟ » :ﻳﺎ أﻳﻬ ﺎ اﻟﻨﺒ ﻲ ،ﻗ ﻞ ﻷزواﺟ ﻚ :إن آﻨ ﺘ ّ ﻦ ُﺗ ِﺮدْن ﻦ ﺳَﺮاﺣﺎ ﺟﻤﻴﻼ $وإن آﻨﺘ ّ ﻦ أﻣﺘﱢ ْﻌ ُﻜﻦّ وأﺳ ّﺮﺣْﻜ ّ ُﺗ ِﺮدْن اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺪﻧﻴﺎ وزﻳﻨﺘﻬﺎ ﻓﺘﻌﺎَﻟ ْﻴ َ اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ واﻟﺪار اﻵﺧﺮة ﻓﺈن اﷲ أﻋ ّﺪ ﻟﻠﻤﺤﺴﻨﺎت ﻣﻨﻜﻦ أﺟﺮا ﻋﻈﻴﻤﺎ $ﻳﺎ ﻧﺴﺎء اﻟﻨﺒ ﻲ ) (٦٣اﻷﻧﻌﺎم . ٣٥ / ) (٦٤اﻷﻧﻌﺎم . ٥٢ /و ﺛﻤﺔ ﺁﻳﺔ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻓﻲ ﺳﻮرة »اﻟﻜﻬﻒ « هﻲ اﻵﻳﺔ . ٢٨ / ) (٦٥اﻹﺳﺮاء . ٧٥ / ) (٦٦اﻹﺳﺮاء . ٨٦ / ) (٦٧اﻷﺣﺰاب . ٣٧ ) (٦٨اﻟﺤﺎﻗﺔ . ٤٧ – ٤٤ / ) (٦٩اﻷﻧﻔﺎل . ٦٨ – ٦٧ / ﺲ . ١٦ – ١ / ﻋ َﺒ َ ) َ (٧ ٠ ) (٧١اﻷﺣﺰاب . ٥٢ /
ب ﺿ ﻌﻔﻴﻦ ،وآ ﺎن ذﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻲ اﷲ ﻒ ﻟﻬ ﺎ اﻟﻌ ﺬا ُ ﻋ ْ ﻦ ﺑﻔﺎﺣﺸ ﺔ ُﻣ َﺒﻴﱢﻨ ﺔ ﻳﻀ ﺎ َ ت ﻣ ﻨﻜ ّ ،ﻣﻦ ﻳﺄ ِ ) (٧ ﻳﺴﻴﺮا« » ، ٢ﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﻨﺒﻲ ِ ،ﻟ َﻢ ﺗﺤﺮّم ﻣﺎ أﺣﻞ اﷲ ﻟﻚ ﺗﺒﺘﻐﻲ ﻣﺮﺿﺎة أزواﺟﻚ ؟ واﷲ ﺤﱠﻠ َﺔ أﻳﻤﺎﻧﻜﻢ .واﷲ ﻣﻮﻻآﻢ ،وهﻮ اﻟﻌﻠﻴﻢ اﻟﺤﻜﻴﻢ $وإذ ﻏﻔﻮر رﺣﻴﻢ $ﻗﺪ ﻓﺮض اﷲ ﻟﻜﻢ َﺗ ِ ت ﺑ ﻪ وأﻇﻬ ﺮﻩ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻋ ﺮﱠف ﺑﻌﻀ ﻪ ﺳ ّﺮ اﻟﻨﺒﻲ إﻟﻲ ﺑﻌﺾ أزواﺟ ﻪ ﺣ ﺪﻳﺜﺎ ،ﻓﻠﻤ ﺎ ﻧ ّﺒ ﺄ ْ أَ وأﻋﺮض ﻋﻦ ﺑﻌﺾ .ﻓﻠﻤﺎ ﻧﺒﺄهﺎ ﺑﻪ ﻗﺎﻟﺖ :ﻣﻦ أﻧﺒﺄك هﺬا؟ ﻗﺎل :ﻧﺒﺄﻧﻲ اﻟﻌﻠﻴﻢ اﻟﺨﺒﻴ ﺮ $ ﺖ ﻗﻠﻮﺑﻜﻤ ﺎ ،وإن ﺗَﻈ ﺎهﺮا ﻋﻠﻴ ﻪ ﻓ ﺈن اﷲ ه ﻮ ﻣ ﻮﻻﻩ وﺟﺒﺮﻳ ﻞ ﺻ َﻐ ْ إن ﺗﺘﻮﺑﺎ إﻟﻲ اﷲ ﻓﻘ ﺪ َ وﺻ ﺎﻟﺢ اﻟﻤ ﺆﻣﻨﻴﻦ .واﻟﻤﻼﺋﻜ ﺔ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﻇﻬﻴ ﺮ $ﻋﺴ ﻲ رﺑ ﻪ ،إن ﻃﻠﻘﻜ ﻦ ،أن ُﻳ ْﺒﺪِﻟ ﻪ ت ت ﻋﺎﺑ ﺪات ﺳ ﺎﺋﺤﺎت ﺛﻴﺒ ﺎ ٍ ت ﻣﺆﻣﻨ ﺎت ﻗﺎﻧﺘ ﺎت ﺗﺎﺋﺒ ﺎ ٍ ﺟ ﺎ ﺧﻴ ﺮًا ﻣ ﻨﻜﻦ :ﻣﺴ ﻠﻤﺎ ٍ أزوا ً ) (٧ وأﺑﻜﺎرا« . ٣إن اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﻮاﺿﺢ واﻟﻤﺴ ﺘﻘﻴﻢ ﻟﻜ ﻞ ه ﺬا ه ﻮ أﻧ ﻪ ﻗ ﺮﺁن آ ﺮﻳﻢ ﻣ ﻦ ﻟ ﺪن ﻋﺰﻳﺰ ﺣﻜﻴﻢ. وﻻ أﺣﺐ أن ﺗﻔﻮﺗﻨﻲ اﻹﺷﺎرة إﻟﻲ أن اﻟﻘﺮﺁن ،ﺑﺮﻏﻢ ﺣﻤﻠﺘﻪ ﻋﻠﻲ ﺑﻨﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻟﻜﻔ ﺮهﻢ وﺻ ﻼﺑﺔ رﻗ ﺎﺑﻬﻢ وﻗﺴ ﺎوة ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ وﺗﺤ ﺮﻳﻔﻬﻢ اﻟﻜﻠ ﻢ ﻋ ﻦ ﻣﻮاﺿ ﻌﻪ وآﺘ ﺎﺑﺘﻬﻢ ﺑﺄﻳ ﺪﻳﻬﻢ ﻣ ﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮن إﻧﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ وﻗﻮﻟﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﻣﺮﻳﻢ ﺑﻬﺘﺎﻧﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ وزﻋﻤـﻬﻢ أﻧﻬـﻢ ﻗﺘـﻠﻮا اﻟﻤﺴﻴ ـﺢ ﻀ ﻠﻬﻢ ﻳﻮﻣ ﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻌ ﺎﻟﻤﻴﻦ وﺁﺗ ﺎهﻢ أﻧﺒﻴ ﺎء ﻋﻴﺴ ﻲ ﺑ ﻦ ﻣ ﺮﻳﻢ ،ﻳﻌﺘ ﺮف ﻟﻬ ﻢ ﺑ ﺄن اﷲ ﻗ ﺪ ﻓ ّ وﺟﻌﻠﻬﻢ ﻣﻠﻮآﺎ .وﻗ ﺪ آ ﺎن ﺑﺎﺳ ﺘﻄﺎﻋﺔ ﺳ ﻴﺪﻧﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ،ﻟ ﻮ أﻧ ﻪ ﻣﺆﻟ ﻒ اﻟﻘ ﺮﺁن ورأي ﻣﻨﻬﻢ اﻟﻜﻔﺮ ﺑﻪ واﻟﱠﻠﺪَد ﻓﻲ ﺧﺼﻮﻣﺘﻪ واﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻣﻨﻪ وﻣﻦ دﻳﻨﻪ وأﺗﺒﺎﻋﻪ واﻟﺘﺂﻣﺮ ﻋﻠﻲ ﻗﺘﻠﻪ وﺗﺄﻟﻴ ﺐ اﻟﻜﻔ ﺎر ﺿ ﺪﻩ واﻟﻐ ﺪر ﺑﺎﻟﺪوﻟ ﺔ اﻟﺘ ﻲ آ ﺎﻧﻮا ﻳﺴ ﺘﻈﻠﻮن ﺑﺤﻤﺎﻳﺘﻬ ﺎ ،أن ﻳﻨﻜ ﺮ ه ﺬا اﻟﺘﻔﻀ ﻴﻞ .ﻟﻜﻨ ﻪ ،وه ﻮ اﻟﺮﺳ ﻮل اﻟﻤ ﺄﻣﻮر ﻣ ﻦ رﺑ ﻪ ،ﻟ ﻢ ﻳﻔﻜ ﺮ ﻓ ﻲ ﺗﻐﻴﻴ ﺮ ه ﺬﻩ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ اﻹﻟﻬﻴﺔ أدﻧﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ .ﺻﺤﻴﺢ أن اﻟﻘﺮﺁن ﻗﺪ ﺣﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ آﻤﺎ ﺳﻠﻒ اﻟﻘﻮل ،ﻟﻜﻨ ﻪ ﻗ ﺪ ﻓﻌ ﻞ ذﻟﻚ ﻻﻧﺤﺮاﻓﻬﻢ ﻋﻦ اﻟﺼﺮاط اﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ ،إذ إن ﻓﻀﻞ اﷲ ﻟﻴﺲ ﺿﺮﺑﺔ ﻻزب ،وإﻧﻤﺎ هﻮ ﻳﺪور ﻣﻊ اﻹﻳﻤﺎن وﻓﻌ ﻞ اﻟﺨﻴ ﺮات ،ﻻ ﺗﺸ ﺬ ُأ ّﻣ ﻪ ﻋ ﻦ ذﻟ ﻚ .وه ﺎ ه ﻮ ذا اﻟﻘ ﺮﺁن ،ﺣ ﻴﻦ ﺺ ﻋﻠ ﻲ ﺷ ﺮوط ﺧ ـﺮِﺟﺖ ﻟﻠﻨـ ـﺎس « ،ﻳ ﻨ ّ ﻳﻘﻮل ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ أﻧﻔﺴﻬﻢ » :آﻨـﺘﻢ ﺧﻴـﺮ أُﻣ ﺔ ُأ ْ ) (٧ هﺬﻩ اﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﻓﻴﻘﻮل » :ﺗﺄﻣﺮون ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف وﺗﻨ َﻬﻮْن ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ،وﺗﺆﻣﻨﻮن ﺑﺎﷲ « ٤ .وﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ ﻧﺮاﻩ ﻳﺤﺬرهﻢ ﻣﻦ ذات اﻟﻤﺼ ﻴﺮ اﻟ ﺬي ﺁل إﻟﻴ ﻪ أه ﻞ اﻟﻜﺘ ﺎب » :أﻟ ﻢ ن ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا أن ﺗﺨﺸﻊ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻟﺬآﺮ اﷲ وﻣﺎ ﻧﺰل ﻣﻦ اﻟﺤﻖ وﻻ ﻳﻜﻮﻧﻮا آﺎﻟﺬﻳﻦ أوﺗ ﻮا َﻳ ْﺄ ِ ) (٧ ﺖ ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ ؟ وآﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻓﺎﺳ ﻘﻮن« ، ٥ﻣﻤ ﺎ ﺴ ْ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﻄﺎل ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻷﻣ ﺪ ﻓ َﻘ َ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﻣﻌﻪ أن اﻟﻘﺮﺑﻲ ﻣﻦ اﷲ ﻟﻴﺴ ﺖ ﺣﻜ ﺮا ﻋﻠ ﻲ أﻣ ﺔ دون أﻣ ﺔ ،ﺑ ﻞ إن ﻓﻀ ﻞ اﷲ ﺑﺎﺑ ﻪ ﻣﻔﺘﻮح ﻟﻤﻦ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ ،ﻓﺈذا َﺗ َﻮﻟّﻲ َﺗ َﻮﻟّﻲ ﻋﻨﻪ اﷲ وﺣﺮﻣﻪ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ وﻧﻌﻤﺘﻪ. آ ﺬﻟﻚ ﻟ ﻮ أن ﻣﺤﻤ ﺪا ه ﻮ اﻟ ﺬي اﺧﺘ ﺮع اﻟﻘ ﺮﺁن ﻟﻤ ﺎ أﺷ ﺎر ﻣ ﻦ ﻗﺮﻳ ﺐ أو ﻣ ﻦ ﺑﻌﻴ ﺪ إﻟ ﻲ ﺻ ّﺮ ﻋﻠﻲ أن ﻣﺎ ورد ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ رواﻳ ﺎت ﻷ َ ﻣﻌﺠﺰات اﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﻣﻦ إﺧﻮاﻧﻪ اﻷﻧﺒﻴﺎء أﺑــﺪا و َ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ أو ﻣﺘﻨﺎ َﻗﻠَﺔ ﺷﻔﺎهﺎ إﻧﻤﺎ هﻮ أﺳﺎﻃﻴﺮ اﻷوﻟﻴﻦ ،ﺳﻮاء ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﻌﺠﺰات أﻧﺒﻴﺎء ﺑﻨ ﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ أو أﻧﺒﻴﺎء اﻟﻌﺮب .وﻟﻘﺪ آﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠﻲ أي إﻧﺴﺎن أن ﻳﺜﺒﺖ اﻟﻌﻜﺲ آﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻜﺘﺎب .أﻣﺎ اﻋﺘﺮاﻓﻪ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﻤﻌﺠ ﺰات ﻓ ﻲ اﻟﻮﻗ ﺖ اﻟ ﺬي ) (٧٢اﻷﺣﺰاب . ٣٠ – ٢٨ / ) (٧٣اﻟﺘﺤﺮﻳﻢ . ٥ -١ / ) (٧٤ﺁل ﻋﻤﺮان . ١١٠ / ) (٧٥اﻟﺤﺪﻳﺪ . ١٦ /
آﺎن ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻪ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﻣﻌﺠﺰة ﺗﺒﺮهﻦ ﻋﻠﻲ ﺻﺪﻗﻪ ورﺳﺎﻟﺘﻪ »:ﺳ ﺒﺤﺎن رﺑ ﻲ !هﻞ آﻨﺖ إﻻ ﺑﺸﺮا رﺳﻮﻻ؟« ) (٧٦ﻓﺬﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺑﺸﺮ. وﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﺣﺮص اﻟﻘﺮﺁن ﻋﻠﻲ أن ﻳﻨﻔﻲ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻣﻌﺮﻓﺘ ﻪ ﺑﻮﻗ ﺖ ﻗﻴ ﺎم اﻟﺴ ـﺎﻋﺔ: ن ُﻣﺮْﺳﺎهﺎ ﻋﻠْـﻢ اﻟﺴـﺎﻋﺔ« ) »، (٧٧ﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻚ ﻋـﻦ اﻟﺴﺎﻋـﺔ َ :أﻳّﺎ َ » إﻟﻴﻪ) أي إﻟﻲ اﷲ( ُﻳ َﺮدّ ِ ) (٧ $ﻓِﻴ َﻢ أﻧﺖ ِﻣ ْ ﻦ ِذآْﺮاهﺎ ؟ $إﻟﻲ رﺑﻚ ﻣﻨﺘﻬﺎهﺎ $إﻧﻤﺎ أﻧﺖ ﻣﻨﺬ ُر ﻣﻦ ﻳﺨﺸﺎهﺎ« . ٨وﻟﻮ أﻧﻪ هﻮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻘﺮﺁن ﻟﻀﺮب ﻟﻬﻢ ﻣﻮﻋﺪا ﺑﻌﻴﺪا ﺑﻌﺪ ﻣﻤﺎﺗﻪ ،آﺄن ﻳﻘﻮل ﻟﻬ ﻢ إﻧﻬ ﺎ ﺳ ﺘﻘﻊ ﺑﻌ ﺪ أﻟ ﻒ ﺳ ﻨﺔ ﻣ ﺜﻼ .ﺑ ﻞ إن ﻣﺘﻨﺒﺌ ﺔ اﻟﻬﻨ ﻮد ﻣ ﺜﻼ ﻓ ﻲ زﻣﺎﻧﻨ ﺎ ﻟﻴﺤ ﺪدون ﻣﻮﻋ ﺪا ﻟﻬ ﺎ ﺑﻌ ﺪ أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻓﻴﺨﺮج اﻟﻤﻐﻔﻠﻮن ﻣﻦ دﻳﺎرهﻢ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟﻌﻤﺮان وﻳﻨﺎﻣﻮن ﻓﻲ اﻟﺨ ﻼء ،ﺛ ﻢ ﺗ ﺄﺗﻲ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﻤﻮﻋﻮدة وﻻ ﺳﺎﻋﺔ وﻻ ﻳﺤﺰﻧﻮن .
) (٧٦اﻹﺳﺮاء . ٩٥/ ﺖ . ٤٧ / ﺼَﻠ ْ )ُ (٧٧ﻓ ﱢ ) (٧٨اﻟﻨﺎزﻋﺎت . ٤٥ – ٤٢ /
اﻟﻤﺮاﺟﻊ أوﻻ :ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ * اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ وﻋﺪد ﻣﻦ آﺘﺐ اﻟﺘﻔﺎﺳﻴﺮ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ. *"اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس. اﻟﻤﻌﺎﺟﻢ واﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺎت: *اﻷﻋﻼم /اﻟﺰرآﻠﻲ /دار اﻟﻌﻠﻢ ﻟﻠﻤﻼﻳﻴﻦ /ﺑﻴﺮوت ط . ١٩٨٤ / ٦ *ﻗﺎﻣﻮس ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع /د .ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺎﻃﻒ ﻏﻴ ﺚ /اﻟﻬﻴﺌ ﺔ اﻟﻤﺼ ﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﻟﻠﻜﺘ ﺎب / . ١٩٧٩ *ﻣﻌﺠﻢ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ /ﺗﺼﺪﻳﺮ وﻣﺮاﺟﻌ ﺔ د .إﺑ ﺮاهﻴﻢ ﻣ ﺪآﻮر /اﻟﻬﻴﺌ ﺔ اﻟﻤﺼ ﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب . ١٩٧٥ / *اﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ /دار اﻟﺸﻌﺐ. اﻟﻜﺘﺐ اﻷﺧﺮى )ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺣﺴﺐ أﺳﻤﺎء ﻣﺆﻟﻔﻴﻬﺎ( : * د .إﺑﺮاهﻴﻢ ﻋﻮض /اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن واﻟﻘﺮﺁن /دار اﻟﺤﻘﻮق. *ﺁرﺛﺮ ﭼﻔﺮي /ﻣﻘﺪﻣﺘﺎن ﻓﻲ ﻋﻠﻮم اﻟﻘﺮﺁن) اﻧﻈﺮ »اﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ «( . *اﺑﻦ ﺣﺰم /اﻟ ِﻔﺼَﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻠﻞ واﻷهﻮاء واﻟﻨﺤﻞ /ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﺴﻼم اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ /اﻟﻘﺎهﺮة. *اﺑ ﻦ ﻋﻄﻴ ﺔ /ﻣﻘ ﺪﻣﺘﺎن ﻓ ﻲ ﻋﻠ ﻮم اﻟﻘ ﺮﺁن ) ﻣﻘﺪﻣ ﺔ آﺘ ﺎب » اﻟﻤﺒ ﺎﻧﻲ « وﻣﻘﺪﻣ ﺔ اﺑ ﻦ ﻋﻄﻴﺔ( /ﻧﺸﺮ ﺁرﺛﺮ ﭼـﻔﺮي ،وﺗﺼﺤﻴﺢ ﻋﺒﺪ اﷲ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ اﻟﺼﺎوي /ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﺨﺎﻧﺠﻲ/ اﻟﻘﺎهﺮة . ١٩٧٢ / *اﺑﻦ هﺸﺎم /اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ /ﺗﻘﺪﻳﻢ وﺗﻌﻠﻴ ﻖ ﻃ ﻪ ﻋﺒ ﺪ اﻟ ﺮءوف ﺳ ﻌﺪ /ﻣﻜﺘﺒ ﺔ اﻟﻜﻠﻴ ﺎت اﻷزهﺮﻳﺔ /اﻟﻘﺎهﺮة. *اﻟﺒﺨﺎري /ﺻﺤﻴﺢ اﻟﺒﺨﺎري ﺑﺤﺎﺷﻴﺔ اﻟﺴﻨﺪي /دار إﺣﻴﺎء اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. *ﺑﻼﺷﻴﺮ /اﻟﻘﺮﺁن /ﺗﺮﺟﻤﺔ رﺿﺎ ﺳﻌﺎدة /دار اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ /ﺑﻴﺮوت . ١٩٧٤ / *ﺗﻮﻣﺎس آﺎرﻻﻳﻞ /اﻷﺑﻄ ﺎل /ﺗﺮﺟﻤ ﺔ ﻣﺤﻤ ﺪ اﻟﺴ ﺒﺎﻋﻲ /آﺘ ﺎب اﻟﻬ ﻼل) اﻟﻌ ﺪدان٣٢٦ / ( ٣٢٧،ﻓﺒﺮاﻳﺮ وﻣﺎرس. ١٩٧٨ *اﻟﺴ ﻴﻮﻃﻲ /اﻹﺗﻘ ﺎن ﻓ ﻲ ﻋﻠ ﻮم اﻟﻘ ﺮﺁن /ط / ٤ﻣﺼ ﻄﻔﻲ اﻟﺒ ﺎﺑﻲ اﻟﺤﻠﺒ ﻲ /اﻟﻘ ﺎهﺮة / .١٩٧٩ *اﻟﺴ ﻴﻮﻃﻲ /ﺗﻨ ﻮﻳﺮ اﻟﺤﻮاﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻲ ﺷ ﺮح ﻣﻮﻃ ﺈ ﻣﺎﻟ ﻚ /دار إﺣﻴ ﺎء اﻟﻜﺘ ﺐ اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ / اﻟﻘﺎهﺮة. *ﺳﻴﺠﻤﻮﻧﺪ ﻓﺮوﻳﺪ /اﻟﻤﻮﺟﺰ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻠﻴ ﻞ اﻟﻨﻔﺴ ﻲ /ﺗﺮﺟﻤ ﺔ ﺳ ﺎﻣﻲ ﻣﺤﻤ ﻮد ﻋﻠ ﻲ وﻋﺒ ﺪ اﻟﺴﻼم اﻟﻘﻔﺎش /ط / ٢دار اﻟﻤﻌﺎرف /اﻟﻘﺎهﺮة . ١٩٧٠ / * ﺳﻴﺪ ﺳﺎﺑﻖ /ﻓﻘﻪ اﻟﺴﻨﺔ /دار اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ /ﺑﻴﺮوت . ١٩٧١/ *اﻟﺸﻬﺮﺳﺘﺎﻧﻲ /اﻟﻤﻠﻞ واﻟﻨﺤﻞ /ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻴﺪ آﻴﻼﻧﻲ /ﻣﺼﻄﻔﻲ اﻟﺒﺎﺑﻲ اﻟﺤﻠﺒﻲ / اﻟﻘﺎهﺮة. ١٩٧٦ / *اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻧﻴﻞ اﻷوﻃﺎر /دار اﻟﺘﺮاث /اﻟﻘﺎهﺮة. *اﻟﻌﻘﺎد /ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻨﻮر /آﺘﺎب اﻟﻬﻼل)اﻟﻌﺪد / ( ٥٠ﻣﺎﻳﻮ. ١٩٥٥ *اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟﻚ /اﻟﻤﻮﻃﱠﺄ ) اﻧﻈﺮ » اﻟﺴﻴﻮﻃﻲ «(
ﻣﻜﺘﺒﺔ دار اﻟﻌﺮوﺑﺔ/ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺼﺒﻮر ﺷﺎهﻴﻦ/ اﻟﻈﺎهﺮة اﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ/ * ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻧﺒﻲ . ١٩٥٨ /اﻟﻘﺎهﺮة/ . اﻟﻘـﺎهﺮة/ دار اﻟﻘﻠﻢ/ ﺣﻴﺎة ﻣﺤﻤﺪ/ ٣ ط/ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻴﻦ هﻴﻜﻞ. *د .١٩٦٠ / اﻟﻘــﺎهﺮة/ ﻣﻄـﺒﻌﺔ اﻟﺴـﻌﺎدة/ اﻟﻨﺒﺄ اﻟﻌﻈﻴﻢ/ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ دراز. *د . ١٩٧١ / اﻟﻘﺎهﺮة/ دار اﻟﺸــﻌﺐ/ اﻟـﻘﺮﺁن اﻟﻤﺠﻴـﺪ/ * ﻣﺤﻤـﻮد اﻟﺸﺮﻗـﺎوي .اﻟﻘﺎهﺮة/ دار إﺣﻴﺎء اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ/ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ/ *اﻹﻣﺎم ﻣﺴﻠﻢ / ( اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ واﻟﺘﻮراة واﻹﻧﺠﻴﻞ واﻟﻌﻠ ﻢ) ﻣﺘ ﺮﺟﻢ ﻋ ﻦ اﻟﻔﺮﻧﺴ ﻴﺔ/ *ﻣﻮرﻳﺲ ﺑﻮآﺎي . ١٩٨٢ / اﻟﻘﺎهﺮة/ دار اﻟﻤﻌﺎرف دار/ ﻣﺮاﺟﻌ ﺔ وﺗﻌﻠﻴ ﻖ ﻣﺤﻤ ﺪ اﻷﻧ ﻮر اﻟﺒﻠﺘ ﺎﺟﻲ/ رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ/ *اﻹﻣﺎم اﻟﻨﻮوي .١٩٨٠ / اﻟﻘﺎهﺮة/ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺎﻟﻠﻐﺎت اﻷوروﺑﻴﺔ: ﺛﺎﻧﻴﺎ *Chamber's Biographical Dictionary, 1911. *A Critical Dictionary of Psychoanalysis , Charles Rycroft ,Penguin Books,1973. *Dictionnaire de Biographie,d'Histoire ,de Geographie,des Antiquites & des Institutions, Librairie Ch. Delagrave , Paris, 1983 . *Dictionary of Islam ,T.P. Hughes, Oniental Books, New Delhi , 1976 . *A Dictionary of Psychology , James Drever , Penguin Books , 1977 . *A Dictionary of Philosophy, edited by Antony Flew, Pan Books , 1979 . *Encyclopedia Britannica, 14th edition . *The New Bible Dictionary ,edited by J.D.Douglas, InterVarsity Press , London , 1972 . *New Medical Dictionary , Baker & Margerison , Associated Newspapers Ltd. *Philosophical Dictionary , Voltaire , translated and edited by Theodore Besterman , Penguin Books , 1971 . : ( اﻟﻜﺘﺐ اﻷﺧﺮي )ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺣﺴﺐ اﺳﻤﺎء ﻣﺆﻟﻔﻴﻬﺎ . ﺑﺎﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ- أ ﻧﺸ ﺮ/ ﺗﺮﺟﻤ ﺔ ﻣﻌ ﺎﻧﻲ اﻟﻘ ﺮﺁن اﻟﻜ ﺮﻳﻢ إﻟ ﻲ اﻟﻠﻐ ﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳ ﺔ/ * ﻋﺒ ﺪ اﷲ ﻳﻮﺳ ﻒ ﻋﻠ ﻲ . اﻟﺮﻳﺎض/ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﻣﺎم ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ *Ali , Moulana Charles , A Critical Exposition of The Popular Jihad , Calcutta , Thacker , Spink & Co ., 1885.
*Appleton ,E.R., An Outline of Religion for Children , Hodder & Stoughton , London . *Bouquet , A.C,. Comparative Religion, Pelican Books, 1958. *Gibb , Mohammedanism , Oxford University Press , 1949. *Gore, Charles ( editor), A New Commentary On Holy Scriptures , Society of Promoting Christian Knowledge , London ,1929. *Guillaume, Alfred, Islam, Pelican Books, 1964. *Irving, W., Mahomet and His Successors, edited by Pochmann & Feltscog, The University of Wisconsin Press, Milwaukee , London , 1970. *Kellett, E, E,. A Short History of Religion, Gollancz, London , 1933 . *Margoliouth, D ,S,. Mohammedanism, Williams &Norgate , London, 1921. *Menzis , Allan, History of Religion ,John Murry , London , 1911. *Mirza Abul Fazl , Life of Mohammed, Asian Publication Services . New Delhi , 1980 . *Rodinson , Maxime, Mohammed , translated from French by Anne Carter , Penguin Books , 1977. *Rodwell , The Koran , Dent , London ,1909 . *Wells , H.G., Experiment in Autobiography ,Gollancz, London , 1934. * Wells , H.G., The Outline of History , Cassell , London, New York, 1920.
ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ- ب *Blachere, R., Le Coran , Librairie Orientale et Americaine , Paris, 1957 . *Blachere, Histoire de Litterature Arabe, Libraire d'amerique et d' Orint ,Paris ,1964. *Fahmi, Mansour , La Condition de la Femme dans la Tradition et l'Evolution de l'Islamisme, Librairie Felix Alcan , Paris, 1913. *Gheorghiu , Virgil , La Vie de Mahomet , traduit du Romain par Livia Lamoure , Plon , 1970 .
*Hubby, Joseph ,Christus: Manuel d'Histoire des Religions , Beauchenese et ses Fils, Paris, 1946. *Kasimirski, Le Coran , Garnier –Flammarion, Paris , 1970. *Ledit , Charles- J., Mahomet , Israel et le Christ , la Colombe ,1956. *Masson, Le Coran , Gallimard , Paris , 1980.
. ﺑﺎﻷﻟﻤﺎﻧﻴﺔ- ج *Henning, Max, Der Koran , Reclam, Stuttgart ,1981. *Maulana, Sadr-ud-din , Der Koran , Die Moschee , die Muslimische Mission ,Berlin, 1964. *Paret , Rudi , Der Koran , W.,Kohlhammer, Stuttgart ,Berlin , Kolan, Mainz, 1983
اﻟﻔﻬﺮﺳﺖ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ اﻟﺒﺎب اﻷول () اﻟﺮﺳﻮل أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم آﺎن ﻣﺨﺎدﻋﺎ آﺬاﺑـﺎ: ـ اﻟﺸﺒﻬﺔ اﻷوﻟـﻲ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم آﺎن واهﻤﺎ ﻣﺨﺪوﻋﺎ: ـ اﻟﺸﺒﻬﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴـﺔ أﻧــﻪ ﻋﻠﻴــﻪ اﻟﺴـﻼم آـﺎن ﻣﺮﻳﻀـﺎ ﺑﻤﺮض ﻋﺼﺒﻲ: ـ اﻟﺸﺒﻬﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ () اﻟﻘﺮﺁن ـ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﺮﺁن واﻷدﻳﺎن اﻷﺧﺮي ـ اﻟﺜﻘﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ واﻟﻌﻠﻢ اﻟﻤﺤﻴﻂ ـ اﻟﺮوح اﻹﻟﻬﻲ ـ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ
ﻣﻘــﺪﻣــﺔ ه ﺬا اﻟﺒﺤ ﺚ ﻳﺒ ﻴﻦ ﺑﺎﻷﺳ ﻠﻮب اﻟﻌﻠﻤ ﻲ أن اﻟﺪراﺳ ﺔ اﻟﻤﺪﻗﻘ ﺔ ﻟﺸﺨﺼ ﻴﺔ اﻟﺮﺳ ﻮل وﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﻘﺮﺁن ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﺆدي إﻟﻲ اﻹﻳﻤﺎن اﻟﺠﺎزم ﺑﺄن ذﻟﻚ اﻟﻜﺘﺎب ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﻧﺘﺎج ﻋﻘﻞ ﻣﺤﻤﺪ وﻣﺸﺎﻋﺮﻩ أو أي إﻧﺴﺎن ﺁﺧﺮ ،وإﻧﻤﺎ ه ﻮ وﺣ ﻲ إﻟﻬﻲ ﻻ ﻳﺄﺗﻴﻪ اﻟﺒﺎﻃﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ وﻻ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ ،وأن اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﺟﺎء ﺑﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن إﻻ ﻧﺒﻴﺎ رﺳﻮﻻ. وﻗﺪ ﻗﺴﻤﺘﻪ إﻟﻲ ﺑﺎﺑﻴﻦ :اﻟﺒﺎب اﻷول ﻟﺪراﺳﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ،واﻟﺜ ﺎﻧﻲ ﻟﺪراﺳ ﺔ اﻟﻤﺤﺘ ﻮي اﻟﻘﺮﺁﻧ ﻲ وروﺣ ﻪ .وﻗ ﺪ ﻗﺴ ﻤﺖ اﻟﺒ ﺎب اﻷول ﺑ ﺪورﻩ إﻟ ﻲ ﺛﻼﺛ ﺔ ﻓﺼ ﻮل درﺳ ﺖ ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟﺸ ﺒﻬﺎت اﻟﺘ ﻲ ﻳﻔﺴ ﺮ ﺑﻬ ﺎ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن واﻟﻤﺒﺸّﺮون اﻟﻤﺼ ﺪر اﻟ ﺬي ﺟ ﺎء ﻣﻨ ﻪ اﻟﻘ ﺮﺁن .وﻗ ﺪ رﺗﺒ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﺸﺒﻬﺎت ﺗﺮﺗﻴﺒ ﺎ ﻣﻨﻄﻘﻴ ﺎ ﺑﺤﻴ ﺚ إﻧ ﻪ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﻔ ﺮغ اﻟ ﺪارس ﻣ ﻦ ﻣﻨﺎﻗﺸ ﺔ أوﻻه ﺎ وﻳﺘﺒﻴﻦ أﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻲ أﺳﺎس ﺗﺎرﻳﺨﻲ أو ﻋﻠﻤ ﻲ ﻳﺠ ﺪ أﻧﻬ ﺎ ﺗﺴ ﻠﻤﻪ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴ ﺎ إﻟﻲ اﻟﺸ ﺒﻬﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴ ﺔ ...وهﻜ ﺬا .وه ﺬﻩ اﻟﺸ ﺒﻬﺎت ﺗ ﺘﻠﺨﺺ ﻓ ﻲ أن ﻣﺤﻤ ﺪا ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم آﺎن آﺬاﺑﺎ ﻣﺨﺎدﻋﺎ ،أو أﻧﻪ آﺎن واهﻤﺎ ﻣﺨﺪوﻋﺎ ،أو أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻣﺮﻳﻀ ﺎ ﺑﻤ ﺮض ﻋﺼ ﺒﻲ .وﻗ ﺪ درﺳ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﺸ ﺒﻬﺎت واﺣ ﺪة واﺣ ﺪة دراﺳ ﺔ ﻣﺘﺄﻧﻴ ﺔ ﻃﺮﺣﺖ ﻓﻴﻬﺎ آﻞ ﻟﻮن ﻣﻦ أﻟﻮان اﻟﺘﺤﺮج ﺑﻐﻴﺔ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻲ ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ اﻟﺤﻖ اﻟﺬي ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﺮﻳﺢ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻤﺘﻄﻠﻌﺔ إﻟﻴﻪ واﻟﺘﻲ ﻻ ﺗ ﺄﻟﻮ ﻓ ﻲ اﻟﺒﺤ ﺚ ﻋﻨ ﻪ أي ﺟﻬﺪ ،واﻋﺘﻤﺪت ﻓﻲ ذﻟ ﻚ آﻠ ﻪ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺮواﻳ ﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴ ﺔ اﻟﻤﻮﺛﻘ ﺔ ﺑﻌ ﺪ أن أﻣﺮرﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺼﻔﺎة اﻟﻤﻨﻄﻖ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻟﻌﺎم ،وآﺬﻟﻚ ﻋﻠﻲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻨﻔﺴ ﻴﺔ واﻟﻄﺒﻴﺔ ،وﺑﺨﺎﺻﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻜﻨﻮﻧﺎت اﻟﻼوﻋ ﻲ واﻷﻣ ﺮاض اﻟﻨﻔﺴ ﻴﺔ ت إﻟ ﻲ اﻟﺮواﻳ ﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴ ﺔ واﻟﻌﺼ ﺒﻴﺔ .وﻟﺴ ﻮف ﻳ ﺮي اﻟﻘ ﺎرئ آﻴ ﻒ ﻧﻈ ﺮ ُ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻌﺼﺮ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم وﺷﺨﺼ ﻪ وأﺣﺎدﻳﺜ ﻪ ﻣ ﻦ زاوﻳ ﺔ ﺟﺪﻳﺪة ،ﻓﺈذا ﺑﻬ ﺎ ﺗﻔ ﺘﺢ ﻣﻐﺎﻟﻴﻘﻬ ﺎ وﺗﻄﻠﻌﻨ ﻲ ﻋﻠ ﻲ أﺳ ﺮار ﻋﺠﻴﺒ ﺔ ،ﻣ ﻊ أن ه ﺬﻩ اﻟﻨﺼﻮص ﻗﻠﻤﺎ ﻳﺠﻬﻠﻬﺎ دارس ﻟﻠﺴﻴﺮة اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ .أﻣﺎ اﻟﺒ ﺎب اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ،وﻗ ﺪ ﻗﺴ ﻤﺘﻪ ه ﻮ أﻳﻀ ﺎ إﻟ ﻲ ﺛﻼﺛ ﺔ ﻓﺼ ﻮل ،ﻓﻘ ﺪ درﺳ ﺖ ﻓﻴ ﻪ ﺷﺨﺼ ﻴﺔ اﻟﻘ ﺮﺁن وﻣﺤﺘ ﻮاﻩ ، ﺲ ﻣﻦ ﻲ ﻣﻦ أي ﻣﺼﺪر ﺑﺸﺮي أو ا ْﻗ ُﺘ ِﺒ َ ﺳ ُﺘ ِﻘ َ ووﺟﺪت أﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ا ْ أﻳ ﺔ دﻳﺎﻧ ﺔ أﺧ ﺮي ،وذﻟ ﻚ ﺑﻌ ﺪ ﻣﻘﺎرﻧﺘ ﻪ ﺑﻐﻴ ﺮﻩ ﻣ ﻦ أدﻳ ﺎن ﻋﺼ ﺮﻩ اﻟﺘ ﻲ ا ﱡﺗ ِﻬ ﻢ
اﻟﺮﺳﻮل ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ أﺧﺬ ﻋﻨﻬﺎ أﻓﻜﺎرﻩ ﻋﻦ وﻋﻲ أو ﻋﻦ ﻏﻴﺮ وﻋﻲ ،وﺑﻌ ﺪ ﺗﺤﻠﻴ ﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻸﻷ ﻋﻠﻲ وﺟﻬﻪ ﻣﻦ ﻷﻻء اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺸﺎﻣﻞ اﻟﻤﺤﻴﻂ واﻟ ﱠﻨﻔَﺲ اﻹﻟﻬ ﻲ اﻟ ﺬي ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺨﻄﺌﻪ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻤﺤﺒﺔ ﻟﻠﺤﻘﻴـﻘﺔ .وﻟﻌـﻞ اﻟﻘـﺎرئ ﻳﺬآـﺮ أﻧ ﻲ أﻋﻠ ـﻨﺖ ﻓ ﻲ ﻣ ـﻘﺪﻣﺔ آﺘ ـﺎﺑﻲ » اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻮن واﻟﻘ ﺮﺁن « ﻋ ﻦ ﻧﻴﺘ ﻲ ﻓ ﻲ دراﺳ ﺔ ه ﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﺬي ﻳﺪور ﻋﻠﻴ ﻪ آﺘ ﺎﺑﻲ اﻟﺤ ﺎﻟﻲ .وﻓ ﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ﻟ ﻢ أآ ﻦ أﺗﺨﻴ ﻞ أن ذﻟﻚ ﺳﻴﺘﻢ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺴﺮﻋﺔ ،وﻟﻜﻦ اﻷﻟﻄﺎف اﻹﻟﻬﻴﺔ ﺗﻘﺮب آﻞ ﺑﻌﻴﺪ ،وﺗﻴﺴﺮ آﻞ ﺻﻌﺐ ،ﻓﺎﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﺣﻤﺪا آﺜﻴﺮا ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻌﻈﻴﻢ ﻓﻀﻠﻪ وواﺳﻊ رﺣﻤﺘﻪ. وﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ هﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺔ أود أن أﺷﻴﺮ إﻟﻲ أن هﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ هﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﺑﺼﻮت ﻋﺎل ،ﻓﻘﺪ ﻗﻤﺖ ﺑﻬﺎ ﻷُرﺿﻲ ﻋﻘﻠﻲ وروﺣﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎم اﻷول ، وﻟﻌﻠﻬﺎ أن ﺗﺸﻔﻊ ﻟﻲ ﻋﻨﺪ رﺑﻲ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .وهﻮ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ رﺣ ﻴﻢ ﻳُﻘﻴ ﻞ ﻋﺜ ﺮات اﻟﻀﻌﻔﺎء وﻳﺘﺠﺎوز ﻋﻦ زﻻﺗﻬﻢ .
اﻟﺒﺎب اﻷول
اﻟﺮﺳـــــــﻮل
اﻟﺸﺒﻬﺔ اﻷوﻟﻲ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم آﺎن ﻣﺨﺎدﻋﺎ آﺬاﺑﺎ
وُوﺟِﻪ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻣﻦ ِﻗ َﺒ ﻞ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺨﻠ ﻖ ﻣ ﻦ أول ﻳ ﻮم ﺟ ﻪ ،ﺑﺎﻟﺘﻜ ﺬﻳﺐ . دﻋـﺎ ﻓﻴﻪ ﻋﻼﻧﻴﺔ إﻟﻲ اﻹﺳﻼم ،وﻻ ﻳﺰال ﺣﺘﻲ ﻳﻮﻣﻨﺎ هﺬا ُﻳﻮَا َ وﻗ ﺪ ﺳ ﺠﻞ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻓ ﻲ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻣﻮﺿ ﻊ ه ﺬا اﻻﺗﻬ ﺎم اﻟ ﺬي رﻣ ﺎﻩ ﺑ ﻪ ﻣﺸﺮآﻮ ﻗﻮﻣﻪ ورددﻩ اﻟﻨﺼﺎري واﻟﻴﻬﻮد .أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺨﺎرج اﻟﻤﺤﻴﻂ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻴﻘﺮر ﺷﺎرل ﻟﻮدي أن ﺣﻜﻢ اﻟﺮوﻣﺎن ﻋﻠﻴﻪ آﺎن ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻘﺴﻮة ،إذ اﺗﻬﻤﻮﻩ ﺑﺄﻧ ﻪ اﺳﺘﻮﻟﻲ ﻋﻠﻲ أﻣ ﻮال ﺧﺪﻳﺠ ﺔ وﻣﺎﺷ ﻴﺘﻬﺎ ،وﻟﻤ ﺎ اﻓﺘﻀ ﺢ أﻧ ﻪ ﻣﺼ ﺎب ﺑﺎﻟﺼ ﺮع أراد أن ﻳﻮاﺳ ﻴﻬﺎ ،ﻓ ﺰﻋﻢ ﻟﻬ ﺎ أن ﺟﺒﺮﻳ ﻞ ﻳﻨ ﺰل ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑ ﺎﻟﻮﺣﻲ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻤﺎء ).(١ وإذا ﻏﻀﻀﻨﺎ اﻵن اﻟﺒﺼﺮ ﻋﻦ ﺗﻬﻤﺔ اﻟﺼﺮع ) ﻷﻧﻨﺎ ﺳﻨﻌﺎﻟﺠ ـﻬﺎ ﻣ ﻊ ﻏﻴ ـﺮهﺎ ﻣﻦ اﻻﺗﻬـﺎﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻚ ﻓﻲ ﺻﺤﺘﻪ اﻟﺠﺴﺪﻳﺔ أو اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺼ ﻞ ﻻﺣﻖ ( ﺗﺘﺒﻘ ﻲ أﻣﺎﻣﻨ ﺎ ﺗﻬﻤ ﺔ اﻟﻜ ﺬب واﺿ ﺤﺔ ﻻ ﺗﺤﺘﻤ ﻞ ﻟﺒﺴ ﺎ .وﻟ ﻴﺲ اﻟﻜ ًﺘ ﺎب اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﻮن اﻟﻘﺪﻣﺎء هﻢ وﺣﺪهﻢ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﻐﺮﺑﻴﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻣﻮن اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺘﻬﻤﺔ ،ﻓﺈن ﻃﺎﺋﻔﺔ آﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ،ﻧﺼﺎراهﻢ وﻳﻬﻮدهﻢ وﻋﻘﻼﻧﻴﻴﻬﻢ ،ﻳﺪّﻋﻮن أن اﻟﻘﺮﺁن هﻮ اﺧﺘﺮاع ﻣﺤﻤﺪي ﻧﺴﺒﻪ ﻣﺤﻤﺪ إﻟﻲ اﷲ )،(٢ وإن دﻓ ﻊ ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻋ ﻦ رﺳ ﻮﻟﻨﺎ ه ﺬﻩ اﻟﺘﻬﻤ ﺔ ،آﻤ ﺎ ﻓﻌ ﻞ اﻟﻜﺎﺗ ﺐ اﻟﺒﺮﻳﻄ ﺎﻧﻲ )Charles J . Ledit, Mahomet, Israel et le Christ, p. 43. (١ )Maxime Rodinson, Mohammed, p. 218. (٢
ﺗﻮﻣ ﺎس آﺎرﻻﻳ ﻞ ﺣ ﻴﻦ ﺳ ﺎق ﻣ ﺎ زﻋﻤ ﻪ ﺑﺮادﻳ ﻪ ﻣ ﻦ أن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻃﺎﺋﻔ ﺔ ﻣ ﻦ اﻷﺧﺎدﻳﻊ ﻟﻔﻘﻬﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻴﺴ ﱢﻮغ ﻣ ﺎ اﻗﺘﺮﻓ ﻪ ﻟﺒﻠ ﻮغ ﻣﻄﺎﻣﻌ ﻪ). (٣وﻗ ﺪ ﺑﻨ ﻲ آﺎرﻻﻳ ﻞ دﻓﺎﻋﻪ ﻋﻠﻲ أﺳﺎس أن اﻹﺳﻼم ﻟﻮ آﺎن دﻳﻨﺎ آﺎذﺑﺎ ﻟﻤﺎ اﺳ ﺘﻄﺎع أن ﻳﻌ ﻴﺶ ﻃﻴﻠ ﺔ ه ﺬﻩ اﻟﻘ ﺮون ﺗﻌﺘﻨﻘ ﻪ آ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻼﻳ ﻴﻦ) ،(٤وآ ﺬﻟﻚ ﻋﻠ ﻲ أﺳ ﺎس أن ﻣﺤﻤ ﺪا ﻟ ﻢ ﻳﺤﺎول ،وهﻮ ﻓﻲ ﺣﺮارة اﻟﺸﺒﺎب ،أن ﻳﺤﺪث ﺿﺠﺔ ﺟﺮﻳ ﺎ وراء اﻟﺸ ﻬﺮة ﺑ ﻞ ﻋ ﺎش ﻣ ﻊ زوﺟﺘ ﻪ ﻋﻴﺸ ﺔ هﺎدﺋ ﺔ ) ،(٥أﻣ ﺎ أﻟﻔﺮﻳ ﺪ ﺟﻴ ﻮم ﻓﺈﻧ ﻪ ﻳﻨﻔ ﻲ اﻟﻜ ﺬب واﻻدﻋﺎء ﻋﻦ اﻟﺮﺳﻮل ،إذ ﻳﻄﺒّﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻤﻘﻴﺎس اﻟ ﺬي ﻳﻘ ﺎس ﺑ ﻪ ﺻ ﺪق اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻨ ﺪ ﺑﻨ ﻲ إﺳ ﺮاﺋﻴﻞ ،وه ﻮ ﻳ ﺘﻠﺨﺺ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﻮل اﻟﺜ ﺎﺋﺮ اﻟﻤﻠﺘﻬ ﺐ ،واﻟﺸ ﻌﺮ)،(٦ واﻻﻧﺸﻐﺎل اﻟﺘﺎم ﺑﺎﷲ وﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ،واﻟﺸﻌﻮر ﺑﺄن ﺛﻤﺔ ﺿ ﻐﻄﺎ ﻳﺴ ﻮﻗﻪ ﺳ ﻮﻗﺎ ﻹﻋ ﻼن آﻠﻤ ﺔ اﷲ ،ﻓﻴﺠ ﺪ أن ه ﺬﻩ اﻟﻌﻼﻣ ﺎت ﺟﻤﻴﻌﻬ ﺎ ﻇ ﺎهﺮة ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ اﻟﺮﺳﻮل ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم .آﻤﺎ ﻳﺮي ﻓ ﻲ ﺷ ﻜﻮآﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻓ ﻲ ﻣﺼ ﺪر اﻟﻮﺣﻲ ﻓﻲ أول اﻟﺪﻋﻮة وﻣﺤﺎوﻟﺘ ﻪ اﻻﻧﺘﺤ ﺎر دﻟ ﻴﻼ ﻗﻮﻳ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ﺻ ﺪﻗﻪ ،ﻣﻘﺎرﻧ ﺎ إﻳﺎﻩ ﻓﻲ هﺬا ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ أرﻣﻴﺎ) .(٧وﺑﺎﻟﻤﺜﻞ ﻳﺆآﺪ ﺟﺐ أن ﻣﺤﻤ ﺪا آ ﺎن ﻣﻘﺘﻨﻌ ﺎ ﺗﻤﺎﻣ ﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺒﻌﻮث ﻣﻦ ﻟﺪن رب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ).(٨ ق ﺑ ﻴﻦ اﻟ ﺪﻋﻮة ﻓ ﻲ وإﻟﻲ ﺟﺎﻧﺐ هﺬﻳﻦ اﻟ ﺮأﻳﻴﻦ اﻟﻤﺘﻘ ﺎﺑﻠﻴﻦ ﺛﻤ ﺔ رأي ﺛﺎﻟ ﺚ ﻳﻔ ﱢﺮ ُ ﺼ ﺎ ﺻ ﺎدﻗًﺎ : ﻣﻜﺔ واﻟﺪﻋﻮة ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ :ﻓﻔﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻲ آﺎن ﻣﺤﻤ ﺪ ﻣﺨﻠ ً ﻳﺘﻀ ﺢ ﺻ ﺪﻗﻪ وإﺧﻼﺻ ﻪ ﻓ ﻲ ﺗﺤﻤﺴ ﻪ اﻟﺸ ﺪﻳﺪ ،وﺗﺤﻤﻠ ﻪ اﻟﻤﺸ ﺎق ،وإﻗﻨﺎﻋ ﻪ اﻷﻏﻨﻴ ﺎء ﻣ ﻦ أﺗﺒﺎﻋ ﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮاﺿ ﻊ ﻟﻠﻔﻘ ﺮاء واﻟﺠﻠ ﻮس ﻣﻌﻬ ﻢ ...إﻟـــ ـﺦ .أﻣ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻘﺪ أﻋﻤﺎﻩ ﻧﺠﺎﺣﻪ ﻟﺪرﺟ ﺔ أﻧ ﻪ أﺧ ﺬ ﻳﺨﺘ ﺮع اﻟ ﻮﺣﻲ ﺗﻠ ﻮ اﻟ ﻮﺣﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴ ﻖ ) (٣
ﺗﻮﻣﺎس آﺎرﻻﻳﻞ /اﻷﺑﻄﺎل /ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﺒﺎﻋﻲ .٨٦ / ٢ /
) (٤اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٥٨ / ٢ / ) (٥
اﻟﺴﺎﺑﻖ .٧٢ / ٢ /
) (٦
ﻏﻨﻲ ﻋﻦ اﻟﻘﻮل أن اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﺨﻄﺊ هﻨﺎ ،ﻓﺎﻟﻘﺮﺁن ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻌﺮ.
) (٧
Alfred Guillaume, Islam, p. 28 - 30.
)واﻧﻈﺮ أﻳﻀﺎ اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﻦ اﻷول واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻤﻘﻴﺎس ﻋﻨ ﺪ ﻣﺎﻟ ﻚ ﺑ ﻦ ﻧﺒ ﻲ اﻟﻈ ﺎهﺮة اﻟﻘﺮﺁﻧﻴ ﺔ / . ( ٦١ – ٤٤ ) (٨
Gibb, Mohammedanism, p. 25.
ﺷﻬﻮاﺗﻪ وﺗﺴﻮﻳﻎ اﻧﺘﻬﺎزﻳﺘﻪ .وهﺬا هﻮ اﻟﺴﺒﺐ ،ﻓﻲ ﻧﻈﺮ أﺻﺤﺎب هﺬا اﻟﺮأي ، ﻓﻲ أن اﻟﻘﺮﺁن ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺎت واﻟﻤﺰاﻋﻢ اﻟﻜﺎذﺑﺔ ).(٩ واﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﻤﺰاﻋﻢ اﻟﻜﺎذﺑ ﺔ هﻨ ﺎ أن ﻟﻠﺮﺳ ﻮل اﻟﺤ ﻖ ﻓ ﻲ اﻻﺣﺘﻔ ﺎظ ﺑ ﺄآﺜﺮ ﻣ ﻦ أرﺑﻊ زوﺟﺎت ،وأن إﺑﺮاهﻴﻢ هﻮ اﻟﺬي ﺑﻨﻲ اﻟﻜﻌﺒﺔ ...إﻟﺦ .وﻣ ﻦ أﻧﺼ ﺎر ه ﺬا اﻟﺮأي اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ اﻟﺸﻬﻴﺮ واﺷﻨﺠﺘﻦ إرﻓﻨﺞ ،اﻟﺬي ﻳﺮد ﻋﻠﻲ ﻣ ﻦ اﺗﻬﻤ ﻮا اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﺎﻟﺰﻳﻒ ﺑﺄن اﻟﻨﺼﻒ اﻷول ﻣﻦ دﻋﻮﺗﻪ ﻳﻜﺬّب هﺬﻩ اﻟﺘﻬﻤ ﺔ ، إذ ﻣﺎ اﻟﺬي آﺎن ﻳﺒﺘﻐﻴﻪ ؟ أهﻮ اﻟﻤﺎل ؟ ﻟﻘﺪ آﺎن ﻣﺎل ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ،وهﻮ ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺣﺮﻳﺼﺎ ﻋﻠﻲ اﻻﺳﺘﺰادة ﻣﻨﻪ .أهﻮ اﻟﺸﺮف إذن ؟ ﻟﻘﺪ آﺎن ﺷﺮﻳﻔًﺎ ﺤ َﺘﺮَﻣ ﺎ ﻟﺬآﺎﺋ ﻪ وأﻣﺎﻧﺘ ﻪ وﻣﻜﺎﻧ ﺔ أﺳ ﺮﺗﻪ ،اﻟﺘ ﻲ آ ﺎن ﺑﻴ ﺪهﺎ ﻣﻘﺎﻟﻴ ﺪ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ُ ،ﻣ ْ اﻟﻜﻌﺒﺔ ،ﻓِﻠ َﻢ ﻳﻐﺎﻣﺮ ﺑﻔﻘﺪان هﺬا آﻠﻪ ﻓﻲ وﻗﺖ آﺎن ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻪ ﺑﻨﺎء ﺛﺮوﺗﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ،وهﻮ اﻟﺬي ﻓﻘﺪ ﻣﺎﻟﻪ آﻤﺎ ﻓﻘﺪ أﺻﺪﻗﺎؤﻩ ﻣﺎﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺪﻋﻮة ؟ ﺛ ﻢ ﻼ :ﻟﻤ ﺎذا ﻳﺘﺤﻤ ﻞ آ ﻞ أﻟ ﻮان اﻻﺿ ﻄﻬﺎد إذن إذا آ ﺎن ﻧﺒﻴ ﺎ زاﺋ ًﻔ ﺎ ﻳﻤﻀﻲ ﻣﺘﺴﺎﺋ ً ؟) . (١٠أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻘﺪ ﺗﻐ ﱠﻴﺮ ،ﻓﻲ ﻧﻈﺮ اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ،هﺬا آﱡﻠﻪ ،إذ ﺑﻌﺪ أن آﺎن آﻞ هﻤﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم أن ﻳﺠﺪ ﻣﻦ ﻳﺤﻤﻴﻪ إذا ﺑ ﻪ ﻳ ﺮي أﺗﺒﺎﻋ ﻪ ﻳﻘ ﱢﺪﺳ ﻮﻧﻪ وﻳ ﺮي ﺣﻮﻟ ﻪ ﺟﻤﻮﻋ ﺎ ﺑﻬ ﺎ رﻏﺒ ﺔ إﻟ ﻲ اﻟﺤ ﺮب .ﻋﻨﺪﺋ ﺬ ﺛ ﺎر ﻃﻤﻮﺣ ﻪ اﻟ ﺪﻧﻴﻮي وأﺻ ﺒﺢ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻳﺴ ﻮغ ﻟ ﻪ آ ﻞ ﺷ ﻲء ،ووﻗ ﻊ ﻓ ﻲ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀ ﺎت . ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر :زال ﻋﻨﻪ ﺻﺪﻗﻪ وإﺧﻼﺻﻪ).(١١
) (٩
اﻧﻈﺮJoseph Hubby, Christus- Manuel d' Histoire :
des Religions, p. 795 - 797 , 800 . وهــﺬا اﻟـــﺮأي ﻹدﻣــﻮن ﭘــﺎور ) . ( Edmon Power )Washington Irving, Mahomet and His Successors, p. 195 - 196. (١٠ وأﺣﺐ أن أﻧﺒﻪ اﻟﻘﺎرئ أن إرﻓ ﻨﺞ وﻣ ﻦ ﻋﻠ ﻲ ﺷ ﺎآﻠﺘﻪ ﻻ ﻳﺆﻣﻨ ﻮن ﺑﻨﺒ ﻮة ﻣﺤﻤ ﺪ ﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ،ﻓﺒ ﺮﻏﻢ أﻧ ﻪ ﻳﺪاﻓﻊ ،آﻤﺎ هﻮ واﺿﺢ ،ﻋﻦ ﺻﺪق اﻟﺮﺳﻮل ،ﻧﺮاﻩ ﻳﻌﺰو اﻋﺘﻘﺎدﻩ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻓ ﻲ أﻧ ﻪ رﺳ ﻮل ﻣ ﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ إﻟﻲ ﺷﺪة ﺗﺤﻤﺴﻪ ،وإﻟﻲ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺘﻲ آﺎن ﻳﻤﻴﻞ إﻟﻴﻬﺎ ،وآﺬﻟﻚ إﻟﻲ ﻣﺮﺿﻪ اﻟﺠﺴﺪي ورؤاﻩ . ل ﺣﻘﻴﻘ ًﺔ ،وﺑﺨﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ أن ﻋﻀ ﺪﺗﻪ ﻓﻬﺬﻩ اﻷﺷﻴﺎء آﻠﻬﺎ ﻗﺪ ﺟﻌﻠﺘﻪ ،ﻓﻲ رأي إرﻓﻨﺞ ،ﻳﺘﻮهﻢ أﻧﻪ رﺳﻮ ٌ زوﺟﺘﻪ وﺷﺠﻌﻪ ورﻗﺔ ﺑﻦ ﻧﻮﻓﻞ. )(١١ اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ١٩٧/واﻟﻌﺠﻴﺐ أن إرﻓﻨﺞ ﻳﻌﻮد ﺑﻌﺪ ﺻ ﻔﺤﺘﻴﻦ اﺛﻨﺘ ﻴﻦ ﻻ ﻏﻴ ﺮ ﻓﻴﻌﺘ ﺮف ﺑﺄن ﻧﺠﺎﺣﻪ اﻟﺴﺎﺣﻖ واﻧﺘﺼﺎراﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻢ ﺗﺴﺘﺘﺒﻊ ﻏﺮورا أو ﻏﻄﺮﺳﺔ ،ﻷﻧﻬ ﺎ ﻟ ﻢ ﺗﻜ ﻦ ﻟﺼ ﺎﻟﺢ أهﻮاء أو ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺷﺨﺼﻴﺔ ،ﺑﻞ آﺎﻧﺖ ﻟﻨﺸ ﺮ اﻟ ﺪﻳﻦ .ﻓ ﺄي ﺗﻨ ﺎﻗﺾ ه ﺬا ؟ ﺑ ﻞ إﻧ ﻪ ﻓ ﻲ ﻧﻬﺎﻳ ﺔ ﺗﺮﺟﻤﺘ ﻪ ﻟﻠﺮﺳﻮل ﻳﻌﻠﻦ ﺣﻴﺮﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪﻗﻴﻖ ﻋﻠﻲ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم)ﺻـ( ٢٠٠ – ١٩٩
هﺬﻩ هﻲ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻷوﻟﻲ اﻟﺘ ﻲ ﺣ ﺎول وﻣ ﺎزال ﻳﺤ ﺎول ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﺗﻔﺴ ﻴﺮ ﻇﺎهﺮة اﻟﻮﺣﻲ اﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﺑﻬﺎ .وﻟﻘﺪ رد اﻟﻘﺮﺁن هﺬﻩ اﻟﺘﻬﻤ ﺔ ﻋ ﻦ اﻟﺮﺳ ﻮل وﺑ ﻴّﻦ اﻟﺒﺎﻋﺚ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وذﻟﻚ ﻓﻲ اﻵﻳﺔ ٣٣ﻣﻦ ﺳﻮرة» اﻷﻧﻌﺎم «إذ ﻳﻘ ﻮل » :ﻓ ﺈﻧﻬﻢ ﺤ ﺪون « .ﺑﻴ ﺪ أﻧﻨ ﺎ ﻟ ﻦ ﻧﻠﺠ ﺄ هﻨ ﺎ ﺠَ ﻻ ﻳﻜﺬﱢﺑﻮﻧﻚ ،وﻟﻜﻦ اﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ ﺑﺂﻳﺎت اﻟّﻠ ﻪ َﻳ ْ إﻟﻲ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ،وإﻻ آﺎن هﺬا ﻣﺼ ﺎدرة ﻣﻨ ﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤﻄﻠ ﻮب ،ﻓ ﺈن ﻋﻠﻴﻨ ﺎ ﻻ أن ﻧﺘﺄآﺪ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﻘﺎﻃﻊ ﻣﻦ أن اﻟﻘﺮﺁن ﻟﻴﺲ اﺧﺘﺮاﻋﺎ ﻣﺤﻤ ﺪﻳﺎ ،وإﻻ آ ﺎن أو ً ﻣﺤﻤﺪ هﻨﺎ ،وهﻮ اﻟﻤﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﺬب واﻟﺘﻠﻔﻴﻖ ،ﻳﺸﻬﺪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ،وهﻲ ﺷﻬﺎدة ﺑ ﺎﻟﻄﺒﻊ ﻣﺮدودة ،ﺑﻞ ﺳﻮف ﻧﻠﺠﺄ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻨﺎ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ إﻟﻲ ﺳ ﻴﺮة اﻟﺮﺳ ﻮل ﻓ ﻲ ﻻ، ﻣﺼﺎدرهﺎ اﻷوﻟﻲ ،ﻣﺘﺘﺒﻌﻴﻦ ﻣﻼﻣﺢ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻋﻦ َآ َﺜ ﺐ ،ﻏﻴ ﺮ ﻣﻠﻘ ﻴﻦ ﺑ ﺎ ً ﻣ ﻦ أﺧﺒ ﺎر ﺣﻴﺎﺗ ﻪ وأﺧﻼﻗ ـﻪ ،إﻻ ﻟﻤ ﺎ ﻻح ﻋﻠﻴ ﻪ ﻧ ﻮر اﻟﺼ ﺪق ﺑﻤﻨﻄ ﻖ اﻟﻌﻘ ﻞ اﻟﻤﺠﺮد .وﺳﻮف ﻧﺤﺎول أن ﺗﻜﻮن اﻟﺰواﻳـﺎ اﻟﺘ ﻲ ﻧﻨﻈ ـﺮ ﻣﻨﻬ ﺎ إﻟ ـﻲ ﺷﺨﺼ ﻴﺘﻪ واﻟﻤﻮازﻳﻦ اﻟﺘﻲ ﻧﻘﻴﺲ ﺑﻬﺎ أﻋﻤﺎﻟ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم زواﻳ ﺎ وﻣ ﻮازﻳﻦ ﺟﺪﻳ ﺪة ﺑﻘ ﺪر اﻹﻣﻜـﺎن ﺣﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﺤـﻮل ه ﺬﻩ اﻟﺪراﺳ ﺔ إﻟ ﻲ ﻣﺠ ﺮد ﻣﻀ ـﻎ ﻵراء ﻣ ﻦ ﺳ ﺒﻘﻮﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ،وإن ﻟﻢ ﻧﻘﺼﺪ ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال ،ﻓﻲ ذات اﻟﻮﻗﺖ ،أن ﻧﻐﻤﻄﻬﻢ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ،ﻓﻤﻦ اﻟﻤﺆآﺪ أﻧﻨﺎ ﻟﻮﻻهﻢ ﻣﺎ آﻨﺎ ﺑﺒﺎﻟﻐﻲ ﺷﻲء ﻣﻤّﺎ ﺑﻠﻐﻨﺎﻩ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ. ﻟﻘﺪ اﺷﺘﻬﺮ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﻴﻦ ﻗﻮﻣﻪ ﺑﺎﻟﺼﺪق واﻷﻣﺎﻧﺔ ﺣﺘﻲ ﻟﻘﺪ ﻟﻘﺒﻮﻩ ﺑ ﺎﻷﻣﻴﻦ ،وﻟ ﻢ ح ﻓﻲ هﺬا .واﻟﻤﻼﺣﻆ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم أﺟﺪ أﺣﺪا ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﺷﺎ ّ ،ﺣﻴﻦ أﻋﻠﻦ دﻋﻮﺗﻪ ﻟﻌﺸﻴﺮﺗﻪ اﻷﻗ ﺮﺑﻴﻦ أول ﻣ ﺮة ،ﻗ ﺪ اﻋﺘﻤ ﺪ ﻋﻠ ﻲ اﺳﺘﻔﺎﺿ ﺔ هﺬﻩ اﻟﺸﻬﺮة ﻓﻴﻬﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﺸﺄ أن ﻳﻔﺎﺟﺌﻬﻢ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮة إﻟﻲ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠ ﻲ اﻋﺘ ﺮاﻓﻬﻢ اﻟﺼ ﺮﻳﺢ ﺑﺼ ﺪﻗﻪ وأﻣﺎﻧﺘ ﻪ ،إذ ﺳ ﺄﻟﻬﻢ وه ﻮ واﻗ ﻒ ﻓ ﻮق أﺣ ﺪ اﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺎت اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻤﻜﺔ » :أرأﻳﺘﻢ ﻟﻮ أﺧﺒﺮﺗﻜﻢ أن ﺑﺴﻔﺢ هﺬا اﻟﺠﺒﻞ ﺧﻴﻼ ﻲ ؟ « ﻓ ﺮدوا ﺟﻤﻴﻌ ﺎ ﻓ ﻲ ﻧﻔ ﺲ ﺼ ﱢﺪ ِﻗ ﱠ ) ﻳﻘﺼ ﺪ :ﺧ ﻴﻼ ﻣﻐﻴ ﺮة ﻋﻠ ﻴﻬﻢ( أآﻨ ﺘﻢ ُﻣ َ ن ﻋﻠﻲ ﺾ ﺛﻮا ٍ واﺣﺪ » :ﻧﻌﻢ « .ﻋﻨﺪﺋﺬ دﻋﺎهﻢ إﻟﻲ اﻹﺳﻼم .ﻟﻜﻨﻬﻢ ،وﻟﻤـّﺎ َﺗ ْﻨ َﻘ ِ ﺣﻠْﻤﻪ واﻧﻔﻀّﻮا ﻋﻨﻪ) .(١٢وﻗﺪ آﺎن أﺑﻮ إﻗﺮارهﻢ ﺑﺼﺪﻗﻪ وأﻣﺎﻧﺘﻪ ،ﻋﺎدوا ﻓﺴﻔّﻬﻮا ِ ﻞ إﻧﺴ ﺎن ﻓ ﻲ ﻗ ﺮﻳﺶ وأﺳ ﺮﺗﻪ وأﺧﻼﻗ ـﻪ ،ﻓﻠ ـﻮ آ ﺎن ﺴﺎﺑﺔ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎﺿﻲ آ ﱢ ﺑﻜﺮ ﻧ ﱠ
) (١٢اﻧﻈﺮ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﺒﻴﻀﺎوي ﻟﻶﻳﺔ ٢١٤ /ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﺸﻌﺮاء .واﻟﻤﻼﺣﻆ أن ﻋﺒﺪ اﷲ اﺑﻦ ﺳﻼم ، وآﺎن ﺣﺒﺮا ﺟﻠﻴﻼ ﻣﻦ أﺣﺒﺎر اﻟﻴﻬﻮد ،اﻋﺘﻤﺪ ﺧﻄﺔ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺸﺄ أن ﻳﻌﻠﻦ إﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻲ ﻗﻮﻣﻪ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺴﺄﻟﻬﻢ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻋﻦ رأﻳﻬﻢ ﻓﻴﻪ ،ﻓﺄﺛﻨﻮا ﻋﻠﻴﻪ وﻋﻠ ﻲ ﻋﻠﻤ ﻪ وﻣﻨﺰﻟﺘ ﻪ ﺛﻨ ﺎء ﻣﺴ ﺘﻄﺎﺑﺎ ، ﻟﻴﺮﺟﻌﻮا ﻓﻮر ﻧﻄﻘﻪ أﻣﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎدﺗﻴﻦ ﻓﻴﺮﻣﻮﻩ ﺑﻜﻞ ﻣﻨﻘﺼﺔ .اﻧﻈﺮ » ﺳﻴﺮة اﺑﻦ هﺸﺎم١١٨ / ٢/
ﻳﻌﺮف أﻗﻞ ﻣﻐﻤﺰ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺮﺳﻮل ﻣﺎ دﺧﻞ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،ﻓﻀ ﻼ ﻋ ﻦ أن ﻳﺴﺎرع ﻓﻴﻪ ﺑﺪون ذرة ﻣﻦ ﺗﺮدد).(١٣ وﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺛﻘﺘﻬﻢ ﺑ ﻪ أﻧﻬ ﻢ آ ﺎﻧﻮا ﻳﺄﺗﻤﻨﻮﻧ ﻪ ﻋﻠ ﻲ أﻣ ﻮاﻟﻬﻢ ووداﺋﻌﻬ ﻢ ﺣﺘ ﻲ ﺑﻌ ﺪ اﻟﺒﻌﺜﺔ واﺳﺘﺤﻜﺎم ﻋﺪاوﺗﻬﻢ ﻟﻪ .وﻟﻮ آﺎن اﻟﻤﺆ َﺗﻤَﻦ أﺣﺪًا ﺁﺧ ﺮ ﻏﻴ ﺮ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻟﻜ ﺎن ﺧﻠﻴﻘﺎ أن ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻌﻪ هﺬﻩ اﻟﻮداﺋﻊ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻬﺠﺮة ﺑﻌﺪ أن وﺻﻠﺖ هﺬﻩ اﻟﻌﺪاوة ﺣـﺪ اﻟﺘﺂﻣﺮ اﻟﺨﺴﻴﺲ ﻋﻠ ﻲ ﻗﺘﻠ ﻪ .ﻟﻜﻨ ﻪ ،وه ﻮ اﻟﺼ ﺎدق اﻷﻣ ﻴﻦ ﺑﺤ ﻖ ،ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺘﺤﻞ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻨﻬﺎ داﻧﻘﺎ ،ﺑﻞ ﺧﻠّﻒ وراءﻩ اﺑﻦ ﻋﻤﻪ ورﺑﻴ َﺒﻪ ﻋﻠﻴﺎ ،وآﺎن ﻻﻳﺰال ﺻﺒﻴّﺎ ،ﻓﻨﺎم ﻓﻲ ﻓﺮاﺷﻪ ﺗﻀﻠﻴﻼ ﻟﻬﻢ ﺣﺘﻲ أﺻﺒﺢ اﻟﺼﺒﺎح ﻓﻐﺪا ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﺴﻠﻢ ﻟﻜﻞ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﺎ آ ﺎن اﺋ ﺘﻤﻦ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻣﺤﻤ ﺪًا ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم) .(١٤وه ﺬﻩ اﻷﻣﺎﻧ ﺔ وه ﺬا اﻟﺼﺪق ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﻟﻢ ﻳﺰاﻳﻼﻩ ﻟﺤﻈﺔ واﺣﺪة ﻃﻮل ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻻ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ وﻻ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ،ﻋﻠ ﻲ ﻋﻜ ﺲ ﻣ ﺎ ﻳﺰﻋﻤ ﻪ ه ﺆﻻء اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻮن ﻣ ﻦ أن ﺗﻴ ﺎر اﻷﺣﺪاث ﺑﻌﺪ اﻟﻬﺠﺮة ﻗﺪ ﺟﺮﻓﻪ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻤﺎ آﺎن ﻳﺤ ﺮص ﻋﻠ ﻲ اﻻﺳﺘﻤﺴ ﺎك ﺑ ﻪ ﻣ ﻦ ﻣﺜﺎﻟﻴ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣﻄ ﺎﻟﻊ اﻟ ﺪﻋﻮة .وﻟﻨﺘ ﺮك اﺑ ﻦ هﺸ ﺎم ﻳ ﺮو ﻋ ﻦ اﺑ ﻦ إﺳ ﺤﺎق ﺑﺄﺳﻠﻮﺑﻪ اﻟﺒﺴﻴﻂ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ » :ﻗﺎل اﺑﻦ إﺳﺤﺎق :وآﺎن ﻣ ﻦ ﺣ ﺪﻳﺚ ل اﷲ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳ ﻠﻢ وه ﻮ اﻷﺳﻮد اﻟﺮاﻋﻲ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻠﻐﻨﻲ ،أﻧﻪ أﺗﻲ رﺳﻮ َ ﻣﺤﺎﺻ ٌﺮ ﻟﺒﻌﺾ ﺣﺼ ﻮن ﺧﻴﺒ ﺮ ،وﻣﻌ ﻪ ﻏ ﻨﻢ ﻟ ﻪ آ ﺎن ﻓﻴﻬ ﺎ أﺟﻴ ًﺮا ﻟﺮﺟ ﻞ ﻣ ﻦ ﻲ اﻹﺳﻼم ،ﻓﻌﺮﺿﻪ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺄﺳﻠﻢ . ﻳﻬﻮد ،ﻓﻘﺎل :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ،اﻋﺮض ﻋﻠ ّ وآﺎن رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻻ ﻳﺤﻘ ﺮ أﺣ ﺪا أن ﻳ ﺪﻋﻮﻩ إﻟ ﻲ اﻹﺳ ﻼم وﻳﻌﺮﺿﻪ ﻋﻠﻴﻪ .ﻓﻠﻤﺎ أﺳﻠﻢ ﻗﺎل :ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ،إﻧﻲ آﻨﺖ أﺟﻴﺮًا ﻟﺼﺎﺣﺐ هﺬﻩ اﻟﻐﻨﻢ ،وهﻲ أﻣﺎﻧﺔ ﻋﻨﺪي ،ﻓﻜﻴﻒ أﺻﻨﻊ ﺑﻬﺎ ؟ ﻗ ﺎل :اﺿ ﺮب ﻓ ﻲ وﺟﻮهﻬ ﺎ ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺳﺘﺮﺟﻊ إﻟﻲ رﺑﻬﺎ ،أو آﻤﺎ ﻗﺎل .ﻓﻘﺎل اﻷﺳﻮد :ﻓﺄﺧ ﺬ ﺣﻔﻨ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺤﺼ ﺎ ﻓﺮﻣﻲ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ وﺟﻮهﻬﺎ وﻗﺎل :ارﺟﻌﻲ إﻟﻲ ﺻﺎﺣﺒﻚ ،ﻓﻮاﷲ ﻻ أﺻﺤﺒﻚ أﺑﺪا . ﻓﺨﺮﺟ ﺖ ﻣﺠﺘﻤﻌ ﺔ آ ﺄن ﺳ ﺎﺋﻘﺎ ﻳﺴ ﻮﻗﻬﺎ ﺣﺘ ﻲ دﺧﻠ ﺖ اﻟﺤﺼ ﻦ ،ﺛ ﻢ ﺗﻘ ﺪم إﻟ ﻲ اﻟﺤﺼﻦ ﻟﻴﻘﺎﺗﻞ ﻣـﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤـﻴﻦ ﻓﺄﺻـﺎﺑﻪ ﺣﺠﺮ ﻓﻘـﺘﻠﻪ ...إﻟﺦ‹‹ ) .(١٥واﻟﺸ ﺎهﺪ ) (١٣ﺳﻴﺮة اﺑﻦ هﺸﺎم ٢٣٢ / ١ ) (١٤اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٩٣ - ٩١ / ٢ /واﻧﻈﺮ آﺬﻟﻚ آﻴﻒ أن أﺑﺎ اﻟﻌ ﺎص ﺑ ﻦ اﻟﺮﺑﻴ ﻊ زوج زﻳﻨ ﺐ ﺑﻨﺖ رﺳﻮل اﷲ ،وآﺎن ﻗﺪ وﻗﻊ أﺳﻴﺮا ﻗﺒﻴﻞ اﻟﻔﺘﺢ ﻓ ﻲ أﻳ ﺪي اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ وﻣﻌ ﻪ ﺗﺠ ﺎرة ﻗ ﺮﻳﺶ وأﻣﻮاﻟﻬ ﺎ ،إذ آ ﺎن ﻣﺆﺗﻤﻨ ﺎ ﻓ ﻴﻬﻢ ،ﻗ ﺪ ﺣ ﺮص ﻋﻠ ﻲ أﻻ ﻳﻌﻠ ﻦ إﺳ ﻼﻣﻪ إﻻ ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺔ .وﺑﻌ ﺪ أن أﻃﻠ ﻖ ﻼ إﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻤﻨﻌ ﻪ ﻣ ﻦ إﻋ ﻼن اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﺳﺮاﺣﻪ ﺑﻤﺎ آﺎن ﻣﻌﻪ ﻣﻦ أﻣﻮال ردهﺎ آﺎﻣﻠﺔ إﻟﻲ أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﻗﺎﺋ ً ﺣﻤِﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم إﻻ ﺗﺨﻮﻓ ﻪ ﻣ ﻦ أن ﻳﻈﻨ ﻮا أﻧ ﻪ أراد أن ﻳﺄآ ﻞ أﻣ ﻮاﻟﻬﻢ) اﺑ ﻦ اﻹﺳﻼم ﻋﻨﺪ َ ﺨ ﺘَﻦ ، هﺸﺎم ، ( ٢١٩ – ٢١٨/ ٢ /وهﻮ ﻣﺎ ﻳ ﺪل ﻋﻠ ﻲ أن اﻟﺸ ﺒﻴﻪ ﻳﻨﺠ ﺬب إﻟ ﻲ ﺷ ﺒﻴﻬﻪ .ﻓﻬ ﺬا ه ﻮ اﻟ َ ﺣﻤُﻮﻩ. وذﻟﻚ َ )(١٥
اﺑﻦ هﺸﺎم . ٢٢٢ / ٣ /
ﻓ ﻲ ه ﺬا أن رﺳ ﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﻟ ﻢ ﻳ ﺮد أن ﻳﻠ ﱢﻮث ﻣﺴ ﻠﻢ ﺟﺪﻳ ﺪ إﺳﻼﻣﻪ ﺑﻤﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ،ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻧ ﻪ ﺑﻌ ﺪ اﻧﺘﺼ ﺎرﻩ ﻋﻠ ﻲ ﻳﻬ ﻮد ﺧﻴﺒ ﺮ ﻗ ﺪ ﺣﺎز ﻣﻦ أﻣﻮاﻟﻬﻢ وأرﺿﻴﻬﻢ وﻣﺎﺷﻴﺘﻬﻢ أﺿﻌﺎف أﺿﻌﺎف هﺬا اﻟﻘﻄﻴﻊ ﻣﻦ اﻟﻐﻨﻢ .وﻟﻜﻦ ﻏﻨﻢ اﻷﻣﻮال ﻓﻲ ﺣ ﺮب ﺷ ﺮﻳﻔﺔ ﺷ ﻲء ،واﺗﺨ ﺎذ اﻟ ﺪﺧﻮل ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ُﺗ َﻜَﺄ ًة ﻟﻤﺜﻞ هﺬا اﻻﺳﺘﻴﻼء اﻟﻐ ﺎدر ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﺷ ﻲء ﺁﺧ ﺮ ﻻ ﺗﻘﺒﻠ ﻪ أﺧ ﻼق اﻟﺼ ﺎدﻗﻴﻦ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﻴﻦ ﻋﻠﻲ اﻷﻣﺎﻧﺔ واﻟﻮﻓﺎء ﺣﺘﻲ ﻣﻊ أﻟ ﱢﺪ اﻷﻋﺪاء. ﻼ ﻣﻦ وﻗﺪ آﺎن ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم ،ﺣ ﻴﻦ ﻧ ﺰل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟ ﻮﺣﻲ أول ﻣ ﺮة ،دﻟ ﻴ ً دﻻﺋﻞ ﺻﺪﻗﻪ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ اﻟﻤﻤﺎراة .ﻟﻘﺪ ﺷﻚ ﻓﻲ ﻣﺼﺪر ه ﺬا اﻟ ﻮﺣﻲ ورﻋ ﺐ ﻣﻨﻪ .وﻗﺼﺘﻪ ﺣﻴﻦ ﻋﺎد ﻣﻦ اﻟﻐﺎر إﻟ ﻲ ﺑﻴﺘ ﻪ ﻟ ﻴﻼ وه ﻮ ﻳﻬﺘ ﻒ » :دﺛ ـﱢﺮوﻧﻲ . دﺛﱢـﺮوﻧﻲ « أﺷﻬﺮ ﻣﻦ أن ﻧﺤﺘﺎج إﻟﻲ ﺳﻮﻗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ) .(١٦ووﺟﻪ اﻟﻌﺒﺮة ﻓﻴﻬ ﺎ ، ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﺑﺼﺪدﻩ ،أﻧﻪ ﻟﻮ آﺎن آﺎذﺑﺎ ﻓﻲ أﻣ ﺮ ﺟﺒﺮﻳ ﻞ واﻟ ﻮﺣﻲ ﻟﻜﺎﻧ ﺖ ﻟ ﻪ ﻓ ﻲ ﻣﻴﺪان اﻟﻜﺬب ﻣﺮاﻏﻢ واﺳﻌﺔ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺼﻮل ﻓﻴﻬﺎ وﻳﺠﻮل آﻴﻔﻤﺎ ﺷ ﺎء .ﻟﻘ ﺪ آﺎن اﻷﺣﺮي ﺑﻪ ،ﻟﻮ آﺎن ﻣﺰﻳﻔﺎ دﺟ ﺎﻻ ،أن ﻳ ﺪﻋﻲ أن ﺟﺒﺮﻳ ﻞ ،ﺑ ﺪﻻ ﻣ ﻦ أن ﻳ ُﻐﻄّﻪ ﻣﺮات ﺛﻼﺛﺎ ﺣﺘﻲ آﺎدت روﺣﻪ أن ﺗﺰهﻖ ،ﻗﺪ أﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩ أﺧﺬا رﻓﻴﻘﺎ ﺣﺎﻧﻴﺎ ،وﺳﻤﺮ ﻣﻌﻪ ﺳﻤﺮ اﻷﺻﺪﻗﺎء اﻟﻤﺘﻔﺎهﻤﻴﻦ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ هﺬا اﻷﻣﺮ اﻟﺨﺎﻃﻒ اﻟﺠﺎزم اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ أن ﻳﻔﻬﻢ ُآ ْﻨﻬَﻪ وﻻ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﻪ: » اﻗﺮأ« .آﺬﻟﻚ آﺎن اﻷﺣﺮي ﺑﻪ ﻋﻨﺪﺋﺬ أن ﻳﻌﻮد إﻟﻲ ﺑﻴﺘ ﻪ ﻣﺒﺘﺴ ﻤﺎ ﻣﻨﺸ ﺮح اﻟﺼﺪر .أﻟﻴﺲ ﻳﺰﻋﻢ أﻧﻪ ﻗﺪ ﻧﺰل ﻋﻠﻴﻪ وﺣﻲ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ؟ إذن ﻓﻘ ﺪ ﻻ ،وإذن ﻓﺎﻟﻨﺘﻴﺠ ﺔ اﻟﻤﻨﻄﻘﻴ ﺔ ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﻜﺬﺑ ﺔ ﻼ ورﺳ ﻮ ً اﺻ ﻄﻔﺎﻩ ه ﺬا اﻟ ﺮب ﺧﻠ ﻴ ً اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ أن ﻳﺸﻔﻌﻬﺎ ﺑﻜﺬﺑﺔ أﺧﺮي ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﺗﺒﻴﻦ آﻴﻒ أن رﺑﻪ ﺗﺠﻠﻲ ﻟ ﻪ ﺷﺨﺼﻴﺎ ،وآﻠﻤﻪ ﻣﺸﺎﻓﻬﺔ ،ورﺑّﺖ ﻋﻠﻲ آﺘﻔ ﻪ ...إﻟ ﻲ ﺁﺧ ﺮ ه ﺬا اﻟﻬ ﺮاء اﻟ ﺬي ه ﻮ ﺑﺎﻟﻜ ﺎذﺑﻴﻦ اﻟ ﺪﺟﺎﻟﻴﻦ أﻗﻤ ﻦ ،وﺑﺼ ﺪورﻩ ﻋ ﻦ ﻋﻘ ﻮﻟﻬﻢ وﻧﻔﻮﺳ ﻬﻢ اﻟﻤﻠﺘﻮﻳ ﺔ أﺷﺒﻪ).(١٧ إﻧﻨﺎ ﺣﻴﻦ ﻧﺴﻮق هﺬا اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻻ ﻧﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻟﻤﺠﺮد أﻧﻨﺎ ﻣﺴﻠﻤﻮن ،ﻓﻘﺪ ﻗﻤ ﺖ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻤﻀﻨﻴﺔ ﻟﺘﺒﺮﺋﺔ ﺿﻤﻴﺮي أﻣ ﺎم ﻧﻔﺴ ﻲ ورﺑ ﻲ أوﻻ وﻗﺒ ﻞ آ ﻞ ﺷ ﻲء ، ﻷﻧﻲ أﺣﺐ أن أﺗﺜﺒﺖ ﻣﻦ آﻞ ﻣﺎ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﺣﻖ ﻋﻠﻲ ﻗﺪر ﻣﺎ ﺗﺴﻊ ﻃﺎﻗﺘﻲ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ )(١٦
ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻲ أي ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻟﻶﻳﺎت اﻷوﻟﻲ ﻣﻦ ﺳﻮرة » اﻟﻤﺪﺛﺮ« .
)(١٧ ﻗﺎرﻧﻪ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺑﻤﺴﻴﻠﻤﺔ اﻟﻜﺬاب واﻟﻘﺎدﻳﺎﻧﻲ واﻟﺒ ﺎب وﺑﻬ ﺎء اﷲ ،وﺿ ﻊ ﺧﻮﻓ ﻪ ورﻋﺒ ﻪ ﺟﻨ ﺐ ﺛﻘﺘﻬﻢ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ وادﻋﺎءاﺗﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﺎوز ﺣﺪود اﻟﻌﻘﻞ واﻟﻤﻨﻄﻖ.
ﺺ وﺗﻘﻠﻴﺐ ﻟﻸﻣﺮ ﻋﻠﻲ وﺟﻮه ﻪ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔ ﺔ .ﺛ ﻢ إﻧﻨ ﺎ ﻗ ﺪ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﺤﺚ وﺗﻘ ّ ﺟ ّﻴ ﻮم ،وه ﻮ ﻣﺴﺘﺸ ﺮق ﺑﺮﻳﻄ ﺎﻧﻲ ﻻ ﻳ ﺆﻣﻦ ﺑﻨﺒ ﻮة ﻣﺤﻤ ﺪ ﻋﻠﻴ ﻪ رأﻳﻨ ﺎ أﻟﻔﺮﻳ ﺪ ِ اﻟﺴﻼم ،ﻳﻌﺘﻤﺪ هﺬا اﻟﻤﻘﻴﺎس دﻟﻴﻼ ﻋﻠﻲ ﺻﺪﻗﻪ ورﻏﺒﺘﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺘﺜﺒ ﺖ ﻣ ﻦ أن ﻣ ﺎ ﺗﺠﻠﻲ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻏﺎر ﺣﺮاء إﻧﻤﺎ هﻮ ﺣﻖ ﻻ رﻳﺐ ﻓﻴﻪ .وهﺎ هﻮ ذا واﺷﻨﺠﺘﻦ إرﻧﺞ أﻳﻀﺎ ﻳﺴﺘﺨﺪم هﺬا اﻟﻤﻘﻴﺎس ذاﺗﻪ دﻟﻴﻼ ﻋﻠﻲ ﺻﺪﻗﻪ وأﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺸﺄ أن ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﻣ ﻦ ﻓﻮرﻩ ﻟﻤﺎ آﺎن ﻳﻤﻜﻦ ،ﻣﻦ ﺑﺎب اﻻﺣﺘﻤﺎل اﻟﻌﻘﻠﻲ اﻟﻤﺠﺮد ،أن ﻳﻜﻮن ﺿﺮﺑﺎ ﻣﻦ اﻟﻮهﻢ) .(١٨ﻟﻴﺲ ذﻟﻚ ﻓﺤﺴﺐ ،ﻓﺈن ﻣﻜﺴﻴﻢ رودﻧﺴﻮن ،وهﻮ اﻟﺸ ﻴﻮﻋﻲ اﻟ ﺬي ﻻ ﻳﺆﻣﻦ أﺻﻼ ﺑﻘﻮي روﺣﻴﺔ وﻳﺮﺟﻊ ﺑﻜﻞ ﺷﻲء إﻟﻲ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﻤﺎدﻳ ﺔ أو أﺛﺮه ﺎ ﻓ ﻲ اﻟ ﻨﻔﺲ اﻹﻧﺴ ﺎﻧﻴﺔ ،ﻻ ﻳﻔﻮﺗ ﻪ أن ﻳﺒ ﺮز ه ﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄ ﺔ ،إذ ﻳﻌﺘ ﺮف ﺑ ﺄن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻗﺪ ﺷ ﻚ ﻃ ﻮﻳﻼ ﻗﺒ ﻞ أن ﻳﻄﻤ ﺌﻦ إﻟ ﻲ أن اﻟ ﺬي ﻳﺄﺗﻴ ﻪ ه ﻮ وﺣﻲ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ) .(١٩وهﺬا اﻟﺸﻚ وهﺬﻩ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺜﺒﺖ هﻤ ﺎ ﺑ ﺪورهﻤﺎ دﻟﻴ ﻞ ﻗﻮي ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ردﻩ ﻋﻠﻲ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﺘﻄﻠ ﻊ ﻗﺒ ﻞ اﻟ ﻮﺣﻲ إﻟﻲ أن ﻳﻜﻮن رﺳﻮﻻ ،وذﻟﻚ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻤﺎ ﻳﺪﻋﻴﻪ ﺑﻼ ﺑﺮهﺎن ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ ﻣﻦ أن ﺣﺎدﺛﺔ ﻧﻘﻞ اﻟﺤﺠﺮ اﻷﺳﻮد ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻣﺪﻋ ّﻮ ﻟﺤﻤﻞ رﺳﺎﻟﺔ) ،(٢٠إذ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ أن أﺣﺪا ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻮرد ﻣﻦ ﺣﻴﺎة اﻟﺮﺳﻮل وﻻ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ دﻟﻴﻼ واﺣﺪا وﻟﻮ ﻣﺘﻬﺎﻓﺘﺎ ﻋﻠﻲ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن اﺳ ﺘﻌﺎﻧﺔ ﻗ ﺮﻳﺶ ﺑﻤﺤﻤ ﺪ ،ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ اﻟﻤﺼ ﺎدﻓﺔ اﻟﻤﺤﻀ ﺔ ،ﻓ ﻲ ﻓ ﺾ ﺧﺼ ﻮﻣﺘﻬﻢ ﺣ ﻮل ﻧﻘ ﻞ اﻟﺤﺠ ﺮ اﻷﺳ ﻮد ،ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﺗﺴﺘﺘﺒﻊ ﻣﻨﻄﻘﻴﺎ اﻋﺘﻘﺎدﻩ ﻓﻲ آﻮن ذﻟﻚ ﻧ ﺬﻳﺮا ﺑﺄﻧ ﻪ ﻣ ﺪﻋﻮ ﻟﺤﻤ ﻞ رﺳ ﺎﻟﺔ ﻣ ﺎ .إن
) (١٨إرﻓﻨﺞ . ٣٢ / ﻣ ﺮة أﺧ ﺮي أود أن أﻧﺒ ﻪ اﻟﻘ ﺎرئ إﻟ ﻲ أن ه ﺬا اﻟﻜﺎﺗ ﺐ ﻻ ﻳ ﺆﻣﻦ ﺑﻨﺒ ﻮة ﻣﺤﻤ ﺪ ،وﻟﻜﻨﻨ ﺎ اﻵن ﻧﻨ ﺎﻗﺶ ﻧﻈﺮﻳﺔ » اﻟﻜﺬب واﻟﺘﺪﺟﻴﻞ « ﻟﻴﺲ ﻏﻴﺮ ) (١٩رودﻧﺴﻮن . ٧٣ – ٧١هﺬا ،وﻟﻦ أﻗﻒ ﻋﻨﺪ اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ رﻏﺒﺔ ﺧﺪﻳﺠ ﺔ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺜﺒﺖ ﻣﻦ أن اﻟﺬي ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم إﻧﻤﺎ ه ﻮ ﻣ ﻼك ﻻ ﺷ ﻴﻄﺎن ،ﻷﻧ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ﻻ أﻃﻤﺌﻦ إﻟﻴﻬﺎ آﺜﻴﺮا ،وهﻮ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﻘﻴﻢ ﺟﺴﺮا ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﻴﻦ آﺎﺗﺐ هﺬﻩ اﻟﺴﻄﻮر وﺑﻴﻦ اﻟﻘ ﺎرئ اﻟﺬي ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﻳﺎ آﺎن ﻣﻌﺘﻘﺪﻩ ،إذ إن ﻣﻌﻨ ﻲ ذﻟ ﻚ ،ﻓﻴﻤ ﺎ أﻗ ﺪّر ،ه ﻮ أﻧﻨ ﻲ ﻻ أﺳ ﺎرع إﻟ ﻲ اهﺘﺒﺎل أﻳﺔ ﻓﺮﺻﺔ ﺳﺎﻧﺤﺔ ،ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ اﻟﺒﺮهﺎﻧﻴﺔ ،ﻟﻠﺘﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻲ ﺻﺪق رﺳﺎﻟﺔ اﻹﺳﻼم . أﻣﺎ ﺳﺒﺐ ﻋ ﺪم اﻃﻤﺌﻨ ﺎﻧﻲ ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﺮواﻳ ﺔ ﻓﻬ ﻮ اﺳ ﺘﺒﻌﺎدي أن ﺗﻜ ﻮن ﺧﺪﻳﺠ ﺔ ﻓ ﻲ أول اﻟ ﺪﻋﻮة ،وآﺎﻧ ﺖ ﻗﺮﻳﺒ ﺔ ﻋﻬ ﺪ ﺑﺎﻟﻮﺛﻨﻴ ﺔ ،ﻗ ﺎدرة ﻋﻠ ﻲ اﻟﺘﻮﺻ ﻞ إﻟ ﻲ ه ﺬا اﻟﻤﻘﻴ ﺎس اﻟ ﺬي اﺳ ﺘﻄﺎﻋﺖ ﺑ ﻪ ،ﻋﻠ ﻲ ﺣﺴ ﺐ اﻟﺮواﻳﺔ ،أن ﺗﻤﻴﺰ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻼك واﻟﺸ ﻴﻄﺎن .وه ﻮ ﻳ ﺘﻠﺨﺺ ﻓ ﻲ أﻧ ﻪ إذا ﻇﻬ ﺮ ﻟﻠﺮﺳ ﻮل ﺻ ﺎﺣﺒﻪ وه ﻮ ﺟﺎﻟﺲ ﻋﻠﻲ ﻓﺨﺪهﺎ أو ﻓﻲ ﺣﺠﺮهﺎ ﺑﻴﻨﻤ ﺎ ﻳﺨﺘﻔ ﻲ إذا أﻟﻘ ﺖ ﺧﻤﺎره ﺎ ﻓﻤﻌﻨ ﻲ ذﻟ ﻚ أﻧ ﻪ ﻣ ﻼك .أﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ اﻟﺮﺳﻮل أﺣﺮي أن ﻳﺘﻮﺻﻞ هﻮ إﻟﻲ هﺬا اﻟﻤﻘﻴﺎس ،وهﻮ اﻟﺬي آﺎن ﻳﻘﻀﻲ ﻣﻦ آﻞ ﻋﺎم اﻟﻠﻴ ﺎﻟﻲ ذوات اﻟﻌﺪد ﻓﻲ ﻏﺎر ﺣﺮاء ﻳﺘﺄﻣﻞ اﻟﻜ ﻮن وﻳﺘﻔﻜ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻠﻜ ﻮت ﺑﺎﺣﺜ ﺎ ﻋ ﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ؟ وﻧﻔ ﺲ اﻟﻜ ﻼم ﻳﻨﻄﺒ ﻖ ﻋﻠﻲ اﻟﺮواﻳ ﺔ اﻷﺧ ﺮي اﻟﺘ ﻲ ﺗﻘ ﻮل إﻧﻬ ﺎ أدﺧﻠﺘ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺑﻴﻨﻬ ﺎ وﺑ ﻴﻦ درﻋﻬ ﺎ ،ﻓ ﺬهﺐ ﻋﻨ ﺪ ذﻟ ﻚ ﺟﺒﺮﻳﻞ ،ﻓﻜﺎن ذﻟﻚ دﻟﻴﻼ ﻋﻨﺪهﺎ ﻋﻠﻲ أﻧﻪ ﻣﻠﻚ وﻟﻴﺲ ﺑﺸﻴﻄﺎن) اﺑﻦ هﺸﺎم (٢٢٣ / ١ / )Kellet, a History of Religions, p. 335. (٢٠
ﻋﻘﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﻳﻮم ﻣﻦ اﻷﻳﺎم ﺑﻬﺬا اﻟﺘﻬﺎﻓﺖ وﻻ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻔﺴﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻘﺪﻣﺎت وﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ. وﻳﺘﺼﻞ ﺑﻬﺬا ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻓﺘﻮر اﻟﻮﺣﻲ ﺑﻌﺪ اﻟﺪﻓﻘﺔ اﻷوﻟﻲ إﻟﻲ اﻟﺪرﺟ ﺔ اﻟﺘ ﻲ وﺟ ﺪهﺎ ﻗﻮﻣﻪ ﻓﺮﺻﺔ ﻹﻳﺬاء ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻣﺪّﻋﻴﻦ أن ﺷﻴﻄﺎﻧﻪ ﻗﺪ هﺠﺮﻩ) ،(٢١ﻓﻴﻨﺰل اﻟ ﻮﺣﻲ ﻣﻄﻤﺌﻨﺎ اﻟﺮﺳﻮل إﻟﻲ أن ﺣﺐ رﺑﻪ ﻟﻪ ﺑﺎق ﻟﻢ ﻳﺘﻐﻴﺮ ،ﻣﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ أن أﺛﺮ ه ﺬا اﻻدﻋﺎء ﻗﺪ وﺟﺪ إﻟﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﺳﺒﻴﻼ .ﺗﺮي ﻟ ﻮ آ ﺎن آﺎذﺑ ﺎ دﺟ ﺎﻻ ﻓﻤ ﺎ اﻟ ﺬي ﻳﺠﻌﻠ ﻪ ﻳﺘﻮﻗ ﻒ ﻋ ﻦ ادﻋ ﺎء اﻟ ﻮﺣﻲ وﻟ ﻮ ﺑ ﺎﻟﻠﻐﻮ اﻟﻔ ﺎرغ ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﻮل أو ﺑﺘ ﺪﺑﻴﺞ اﻟﻤ ﺪاﺋﺢ اﻹﻟﻬﻴﺔ اﻟﻤﻠﻔﻘﺔ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻪ ؟ وﻟﻮ اﻓﺘﺮﺿﻨﺎ أﻧﻪ ﻗﺪ ﻓﺎﺗﻪ هﺬا ﻓِﻠ َﻢ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑﻤﺜﻞ ه ﺬا ﻀﺤَﻲ « ﻣﺎ دام ﻳﻌﻠـﻢ ﻣﻦ ﻧﻔﺴ ﻪ أﻧ ﻪ آ ﺎذب اﻻدﻋﺎء آﻤﺎ ﺗﺸﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺳﻮرة » اﻟ ﱡ وأن اﻷﻣﺮ آﻠ ﻪ ﻻ ﻳﻌ ﺪو أن ﻳﻜ ﻮن ﺗﻠﻔﻴﻘ ﺎ ﻓ ﻲ ﺗﻠﻔﻴ ﻖ ؟ إن ﻣ ﺎ داﺧﻠ ﻪ ﻣ ﻦ ﺣ ﺰن ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻘﻮﻻت ﻗﺮﻳﺶ ﻋﻨﻪ إﻧﻤﺎ هﻮ ﺣ ﺰن اﻟﺼ ﺎدﻗﻴﻦ .إن ه ﺬﻩ اﻟﺴ ﻮرة ﻟﻴﺴ ﺖ دﻓﺎﻋًﺎ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ وﻻ ﻣ ﺪﺣﺎ ﻟ ﻪ وﻻ ﺷ ﺘﻤﺎ ﻷﻋﺪاﺋ ﻪ ،وإﻧﻤ ﺎ ه ﻲ ﻃﻤﺄﻧ ﺔ ﻟ ﻪ ﻓ ﻲ ﺟﻤﻠ ﺔ ﻗﺼ ﻴﺮة » :ﻣ ﺎ ودّﻋ ﻚ ر ﱡﺑ ﻚ وﻣ ﺎ َﻗَﻠ ﻲ « )اﻟﻀ ﺤﻲ ، ( ٣ /وﺗ ﺬآﻴﺮ ﺑﻨﻌﻤﺔ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وأﻧﻪ آﺎن ﻳﺘﻴﻤﺎ ﻓﺂواﻩ اﷲ ،ﺿﺎﻻ ﻓﻬﺪاﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ...إﻟﺦ .وآﻴﻔﻤﺎ آ ﺎن ﻣﻌﻨ ﻲ اﻟﻀ ﻼﻟﺔ واﻟﻬﺪاﻳ ﺔ هﻨ ﺎ ﻓ ﺈن ه ﺬا اﻟﻜ ﻼم ه ﻮ ﺁﺧ ﺮ ﺷ ﻲء ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﺼﺪر ﻋﻦ آﺎذب ﻣﺤﺘﺎل ﻓﻲ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ .ﺛﻢ ﺑﻌﺪ اﻟﻄﻤﺄﻧﺔ واﻟﺘﺬآﻴﺮ ﺗﺄﺗﻲ ﺲ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻧﺒ ﺮة ﻋﻠﻮﻳ ﺔ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﺗﻜ ﻮن ﺻ ﺎدرة ﻣﻨ ﻪ اﻷواﻣﺮ اﻹﻟﻬﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺤ ّ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم إﻟﻲ ﻧﻔﺴﻪ. وﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺗﻨﺠﻠ ﻲ ﻣﺮﺣﻠ ﺔ اﻟﻘﻠ ﻖ اﻷوﻟ ﻲ ﺑﺸ ﻜﻮآﻬﺎ وﺗﻮﺗﺮاﺗﻬ ﺎ ﻧﺠ ﺪ ﻣﺤﻤ ﺪا ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻃﻴﻠ ﺔ ﺣﻴﺎﺗ ﻪ ﻗ ﻮي اﻹﻳﻤ ﺎن ﺑﺮﺑ ﻪ وﺑﺮﺳ ﺎﻟﺘﻪ ،ﻋﻤﻴ ﻖ اﻟﻴﻘ ﻴﻦ ﺻ ﺒﱠﺖ ﻋﻠﻴ ﻪ وﻋﻠ ﻲ واﻻﻃﻤﺌﻨﺎن ﻟﺪرﺟﺔ ﻣﺬهﻠﺔ .إﻧﻪ ﺑ ﺮﻏﻢ أﻟ ﻮان اﻷذي اﻟﺘ ﻲ ُ أﺗﺒﺎﻋﻪ ﻋﻠﻲ ﻗﻠﺘﻬﻢ وﻏﺮﺑﺘﻬﻢ ﻓ ﻲ ﺑﻠ ﺪهﻢ ،وﺑ ﺮﻏﻢ ﺻ ﻨﻮف اﻟﻤ ﺆاﻣﺮات وﺗﺘ ﺎﻟﻲ اﻟﺤﺮوب اﻟﺘﻲ ُﻓﺮِض ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻮﺿﻬﺎ ﺿ ﺪ ﺟﻤﻴ ﻊ اﻟﻘ ﻮي ﻓ ﻲ اﻟﺠﺰﻳ ﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ وﺧﺎرﺟﻬ ﺎ ﺑﻌ ﺪ هﺠﺮﺗ ﻪ إﻟ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ،ﻓﺈﻧ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺻ ﻠﻮات اﷲ وﺳ ﻼﻣﻪ ﻟ ﻢ ﻳﺘﺰﺣﺰح ﻗِﻴ َﺪ ﺷﻌﺮة ﻋﻦ ﺷﻲء ﻣﻦ ﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻪ .ﺛﻢ إﻧﻪ ﻟﻮ آﺎن دﺟﺎﻻ ﻣﺨﺎدﻋﺎ ﻓﻤﺎ اﻟﺬي أﺟﺒﺮﻩ أن ﻳﺒﻘﻲ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ وﺣﻴﺪا ﻣﻊ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ وﻋﻠﻲ ﺣﺘﻲ ه ﺎﺟﺮ آ ـﻞ ﻣ ﻦ
)(٢١
اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري.١٩٧ / ١/
ﺞ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻨﺠﻮ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ؟ ﻻ ،و ْﻟ َﻴﻨْـ ُ ﺞ ﺑﺠﻠﺪﻩ أو ً أراد اﻟﻬﺠﺮة ؟ ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﻳَﻨ ْـ ُ
). (٢٢
وإذا آﺎن إرﻧﺞ ﻗﺪ ﺟﻌﻞ أﺣﺪ رآ ﺎﺋﺰ اﻗﺘﻨﺎﻋ ﻪ ﺑ ﺈﺧﻼص اﻟﺮﺳ ﻮل وﺻ ﺪﻗﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠ ﺔ اﻟﻤﻜﻴ ﺔ ﺗﺤ ﱡﻤَﻠ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻷﻟ ﻮان اﻻﺿ ﻄﻬﺎد اﻟﻤﺨﺘﻠﻔ ﺔ) ،( ٢٣ﻓ ﺈن ﻣﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻳﻬﻮّﻧﻮن ﻣﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻻﺿﻄﻬﺎد هﺬﻩ وﻳﻘﻮﻟﻮن إﻧﻬ ﺎ ﻗ ﺪ ﺑﻮﻟ ﻎ ﻓﻴﻬ ﺎ آﺜﻴ ﺮًا .وﻓ ﻲ رأﻳﻬ ﻢ أﻧ ﻪ ﻟ ﻮ آ ﺎن ﺛﻤ ﺔ اﺿ ﻄﻬﺎد ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﺪرﺟ ﺔ ﻻﻧﺘﻘﻤ ﺖ ﻄﻬَﺪﻳﻦ ﻗﺒﺎﺋﻠﻬﻢ ﺟﺮﻳﺎ ﻋﻠﻲ ﻋﺎدة اﻟﻌﺮب ﻓﻲ ﺗﻌﺼ ﺐ آ ﻞ ﻗﺒﻴﻠ ﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻟﻤﻀ َ ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﺎ. وهﺆﻻء اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن ﻳﻨﺴﻮن أن هﺬا اﻟﺘﻌﺼﺐ ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻊ أﺑﺎ ﻟﻬﺐ ﻣﺜﻼ وزوﺟﺘ ﻪ ﻣﻦ إﻳﺬاء اﻟﻨﺒﻲ واﻟﺘﺤـﺮﻳﺾ ﻋﻠﻴـﻪ ،وﻻ ﻋﻤﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﻄ ـﺶ ﺑﺄﺧﺘ ﻪ وزوﺟﻬ ﺎ ، ﻷ ْد َﻧﻴْﻦ ،وأﻳﻦ ؟ ﻓ ﻲ ﺑﻴﺘﻬﻤ ﺎ .آ ﺬﻟﻚ ﻟ ﻢ ﻳﻤﻨ ﻊ اﻟﺬي آﺎن هﻮ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ أﻗﺮﺑﺎﺋﻪ ا َ ﺷ ﻌْﺐ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ـﺐ هﺬا اﻟﺘﻌﺼﺐ ﻗﺮﻳﺸﺎ أن ﺗﻘﺎﻃﻊ ﺑﻨﻲ هﺎﺷﻢ وﺗﺤﺎﺻﺮهﻢ ﻓ ﻲ ِ ﻻ ﺑﺎهﻈ ﺎت .أم ه ﻞ ﻳﻨﺒﻐ ﻲ أن ﻧﻜ ﺬب ه ﺬا آﻠ ﻪ وﻧﻜ ﺬب آ ﺬﻟﻚ أﺷﻬـﺮًا ﻋﺪة ﺛﻘ ﺎ ً اﻟﺤﺠﺎرة اﻟﺘﻲ رﺷﻘﻪ ﺑﻬـﺎ ،وهــﻢ ﻳﻄـﺎردوﻧـﻪ ،ﺻﺒﻴـﺎن اﻟﻄﺎﺋــﻒ وﻋﺒﻴﺪهـﻢ
وﺳﻔﻬﺎؤهﻢ ،وﻻ أﺣﺪ ﻣﻦ ﺳﺎدﺗﻬﻢ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻟﻤﻨﻌﻬﻢ وﻟﻮ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﻤﺠﺎﻣﻠﺔ اﻟﻜﺎذﺑﺔ ؟ ﺛﻢ هﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ أﻳﻀﺎ ﻳ ﺎ ﺗ ﺮي أن ﻧﻨﺒ ﺬ ﻣ ﺎ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻋ ﻦ اﺋﺘﻤ ﺎرهﻢ ﺑ ﻪ ﻟﻴﻘﺘﻠ ﻮﻩ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم؟ )اﻷﻧﻔﺎل . (٣٠/ﻟﻘﺪ ﻧﺴﻲ هﺬا اﻟﻔﺮﻳﻖ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب ) (٢٤أن اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ آﺎﻧﺖ ﺗﺨﻠ ﻊ ﻋﻨﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﻳﺨ ﺮج ﻋﻠ ﻲ ﺗﻘﺎﻟﻴ ﺪهﺎ وأﻋﺮاﻓﻬ ﺎ .وأي ﺧ ﺮوج ﻋﻠ ﻲ ه ﺬﻩ اﻷﻋ ﺮاف ﻦ َﻗ ْﺒﻠِﻬﻢ ،وﻳﺴﺨﺮ ﻣﻦ واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ أﺷﻨ ُﻊ ﻓﻲ ﻧﻈﺮهﻢ ﻣﻦ دﻳﻦ ﻳﺴﻔﻪ أﺣﻼﻣﻬﻢ وأﺣﻼم ﺁﺑﺎﺋﻬﻢ ِﻣ ْ ) (٢٢ﻗﺎرن ذﻟﻚ ﺑﻔﺮار آﻞ ﻣﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺟﻬﻞ ﻳﻮم ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ وﺻﻔﻮان ﺑﻦ أﻣﻴﺔ و َﺗﺮْآﻪ زوﺟﺘﻪ وأوﻻدﻩ ،وهﺮوب ﻋﺪي ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ اﻟﻄ ﺎﺋﻲ إﻟ ﻲ اﻟﺸ ﺎم ،ﻋﻨ ﺪ اﻗﺘ ﺮاب ﺟﻴ ﻮش اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻣ ﻦ ﺑ ﻼدﻩ ، ﻋﻠﻲ إﺑﻞ آﺎن ﻗ ﺪ أﻋ ﺪهﺎ ﻟ ﺬﻟﻚ اﻟﻴ ﻮم و َﺗﺮْآ ﻪ ُﻣﻠْﻜ ﻪ وأﺧﺘ ﻪ ،اﻟﺘ ﻲ ﻣ ّ ﻦ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ اﻟﻨﺒ ﻲ ﺑ ﺈﻃﻼق ﺳ ﺮاﺣﻬﺎ ﻓﺬهﺒﺖ إﻟﻲ أﺧﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺑﻪ وﻻﻣﺘﻪ ﻟﻮﻣﺎ ﺷﺪﻳﺪا ) اﺑﻦ هﺸﺎم . ( ١٦٦ ، ٤٥ / ٤
)( ٢٣
)(٢٤
إرﻓﻨﺞ .١٩٦ ، ٣٥ /
اﻧﻈﺮ ﭼﻮزﻳﻒ هﺒﻲ ، ٧٨٣ /وأﻟﻔﺮﻳﺪ ﺟﻴﻮم ٣٤ /ـ .٣٥
أﺳ ﻠﻮب ﺣﻴ ﺎﺗﻬﻢ وأﺻ ﻨﺎﻣﻬﻢ وﻣﻌﺘﻘ ﺪاﺗﻬﻢ اﻟﺘ ﻲ ﺿ ﺮﺑﺖ ﺑﺠ ﺬورهﺎ اﻟﺤﺪﻳﺪﻳ ﺔ ﻓ ﻲ ﻧﻔﻮﺳ ﻬﻢ ﺟﻴﻼ ﺑﻌﺪ ﺟﻴﻞ ؟ ﻟﻘﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ إﺻﺮار ﻗﺮﻳﺶ ﻋﻠﻲ ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻹﺳ ﻼم وأﺗﺒﺎﻋ ﻪ أن َﺗ َﻌ ﱠﻘ َﺒﺘْﻬ ـﻢ ﺧﺎرج ﺣﺪود اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺣﻴﻦ ﺗﺮآﻮا ﻟﻬﺎ اﻟﺠﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﺣﻤﻞ وﻓﺮوا إﻟﻲ اﻟﺤﺒﺸﺔ ﻧﺠ ﺎة ﺑﺤﺮﻳﺘﻬﻢ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﻘﺎد وﺑﺤﻴﺎﺗﻬﻢ وأوﻻدهﻢ ،ﻓﺄرﺳﻠﺖ إﻟﻲ اﻟﻨﺠﺎﺷﻲ ﺗﺤﺎول ،ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻬﺪاﻳﺎ واﻟﺘﻤﻠﻖ واﻹﻳﻘﺎع ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ هﺆﻻء اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ ،إﻗﻨﺎﻋﻪ ﺑﺈرﺟﺎﻋﻬﻢ ﻼ ﻳﺘ ﻮهﻢ وﻟ ﻮ ﻟﻠﺤﻈ ﺔ أن ﻗﺮﻳﺸ ﺎ آﺎﻧ ﺖ ﺣﺮﻳﺼ ﺔ ﻋﻠ ﻲ إﻟ ﻲ ﺑﻼده ﻢ .وﻻ أﻇ ﻦ ﻋ ﺎﻗ ً اﺳﺘﻌﺎدﺗﻬﻢ ﻟﺘﻔﺮغ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺣﻨﺎﻧﻬﺎ وﺗﺬرف دﻣﻮع اﻟﻨ ﺪم ﻋﻨ ﺪ أﻗ ﺪاﻣﻬﻢ .وﻟ ﻮﻻ أن اﻟﻨﺠﺎﺷ ﻲ آﺎن ﻣﻠﻜﺎ ﻋ ﺎدﻻ وﻣﺘﻌﺎﻃﻔ ﺎ ﻣ ﻊ ه ﺆﻻء اﻟﻤﺴ ﺎآﻴﻦ ﻟﺪرﺟ ﺔ أﻧ ﻪ ﻗ ﺪ دﺧ ﻞ ﻣﻌﻬ ﻢ ﻓ ﻲ دﻳ ﻨﻬﻢ ﻟﻌﺎدوا آﺮة أﺧﺮي إﻟﻲ اﻟﺘﻀﻴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺬﻳﺐ .وﻣﻤﺎ ﻳﻌﻄﻴﻚ ﻓﻜﺮة ﻋﻦ ﻣﺪي ﺧﻮف هﺆﻻء اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ أﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺮﺟﻌﻮا ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ إﻟ ﻲ إﺧ ﻮاﻧﻬﻢ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ إﻻ ﺑﻌ ﺪ أن ه ﺎﺟﺮ هﺆﻻء إﻟﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻴﻦ وأﺻﺒﺤﺖ ﻟﻬﻢ دوﻟﺔ وﺷﻮآﺔ).(٢٥ أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻜﻠﻨﺎ ﻳﻌﺮف أن ﺣﻴﺎة اﻟﺮﺳﻮل واﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ آﺎﻧﺖ آﻠﻬﺎ آﻔﺎﺣﺎ ﻣﺘﺼ ﻼ ﺿ ﺪ ﻗ ﻮي اﻟﻜﻔ ﺮ واﻟﻄﻐﻴ ﺎن واﻟﻨﻔ ﺎق ﺳ ﻮاء أآ ﺎن ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ داﺧ ﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ أم ﺧﺎرﺟﻬ ﺎ ،وﻓ ﻲ ) (٢٥اﻧﻈﺮ ﺗﻔﺴﻴﺮ ذﻟﻚ ﻓﻲ " ﺳﻴﺮة اﺑﻦ هﺸﺎم " ٢٩٣ – ٢٨٩ /و اﻟﺬي ﺣﺪي ﺑﻲ إﻟﻲ ﺗﺼﺪﻳﻖ رواﻳﺔ إﺳﻼم اﻟﻨﺠﺎﺷﻲ ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮد ورودهﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎدر اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺑﻞ اﻟﺘﻔﺼﻴﻼت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ و اﻟﺘﺼ ﻮﻳﺮ اﻟﻮاﻗﻌﻲ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺤﺎﺳﻤﺔ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺤﺒﺸﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﺎزﻋﺎت اﺳ ﺘﻤﺮت زﻣﻨ ﺎ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻨﺠﺎﺷ ﻲ و ﺷﻌﺒﻪ .ﻓﻤﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﺘﻔﺼﻴﻼت و إﻳﺮادهﺎ ﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﻨﺤﻮ اﻟ ﺬي ﻳﻘﺘﻨ ﻊ ﺑ ﻪ ﻣﻨﻄ ﻖ اﻟﻌﻘ ﻞ و اﻟﺘ ﺎرﻳﺦ و اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،و ﺑﺎﻟ ﺬات اﻟﻤﺸ ﻬﺪ اﻟ ﺬي ﺿ ﻢ اﻟﻨﺠﺎﺷ ﻲ و ﺑﻄﺎرﻗﺘ ﻪ و رﺳ ﻮﻟﻲ ﻗ ﺮﻳﺶ )ﻋﻤ ﺮو ﺑ ﻦ اﻟﻌﺎص و ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ أﺑﻲ رﺑﻴﻌﺔ ( و اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ و ﻋﻠ ﻲ رأﺳ ﻬﻢ ﺟﻌﻔ ﺮ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ و دارت ﻓﻴ ﻪ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸ ﺎت ﺣ ﻮل ﻃﺒﻴﻌ ﺔ اﻟﻤﺴ ﻴﺢ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم آﻤ ﺎ ﻳﻌﺘﻘ ﺪ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ،و هﻴ ﺎج اﻟﺒﻄﺎرﻗ ﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻣﱠﻦ اﻟﻨﺠﺎﺷﻲ ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﺗﻼﻩ ﺟﻌﻔﺮ ﻣﻦ ﺳﻮرة "ﻣﺮﻳﻢ " ﻣﺘﻌﻠﻘﺎ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻘﻀ ﻴﺔ ،ﺗﺒ ﺪو ﺟ ﺪ ﻣﻘﻨﻌ ﺔ ، وإﻻ ﻓﻠ ﻮ آ ﺎن اﻟ ﺮواة آ ﺎذﺑﻴﻦ ﻟﺰﻋﻤ ﻮا أﻳﻀ ﺎ أن هﺮﻗ ﻞ ،وآﺎﻧ ﺖ ﻟ ﻪ ﻗﺼ ﺔ ﺗﺤﺘ ﻮي ﻋﻠ ﻲ ﻣﺜ ﻞ ﻣﺸ ﻬﺪ اﻟﻨﺠﺎﺷﻲ ﻣﻊ اﻟﻘﺮﺷﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﺟﻮﻩ ،ﻗﺪ دﺧﻞ اﻹﺳﻼم ،أو أن أﺑ ﺎ ﻃﺎﻟ ﺐ ،وه ﻮ ﻋ ﻢ اﻟﺮﺳ ﻮل و ﺣﺎﻣﻴﻪ ،ﻗﺪ أﺳﻠﻢ وﻟﻮ ﺳﺮا .آﺬﻟﻚ ﻟﻮ أن اﻷﻣﻮر ﻓﻲ اﻟﺤﺒﺸ ﺔ ﻣ ﺮت ﻋﻠ ﻲ ﻏﻴ ﺮ ه ﺬا اﻟﻨﺤ ﻮ ﻟﻮﺻ ﻠﺘﻨﺎ رواﻳﺔ ﻣﻨﺎﻗﻀﺔ ﻋﻠﻲ ﻟﺴﺎن ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص و اﺑﻦ أﺑ ﻲ رﺑﻴﻌ ﺔ ،ﻓ ﺈن اﻟﻜﺘ ﺎب اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻣﺸ ﻬﻮرون ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﺼﺎء إﻟﻲ درﺟﺔ ﻣﺮهﻘﺔ .و اﻧﻈﺮ "Dezobry & Bachelet , Dictionnaire de Biographie , d`histoire , de Geographie,des Antiquités et des institoires " , t. 2 ,p. 1683 ﻣﺎدة )" ("Mahometﺣﻴ ﺚ ﻳﺠ ﺪ اﻟﻘ ﺎرئ أن أﺻ ﻤﺨﺔ ﻧﺠﺎﺷ ﻲ اﻟﺤﺒﺸ ﺔ رﻓ ﺾ أن ﻳﻌﻴ ﺪ اﻟﻤﻬ ﺎﺟﺮﻳﻦ إﻟﻲ ﻣﻜﺔ و اﻋﺘﻨﻖ اﻹﺳﻼم ﺳﺮا .وﻻ ﺑﺄس أن أﺷﻴﺮ هﻨﺎ إﻟﻲ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ إرﻓﻨﺞ ﻣ ﻦ أن اﻟﻨﺠﺎﺷ ﻲ ﻟ ﻢ ﻳﺠ ﺪ ﻓ ﻲ رأي اﻹﺳ ﻼم ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﻴﺢ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ،آﻤ ﺎ ﺷ ﺮﺣﻪ ﺟﻌﻔ ﺮ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ ﻣ ﺎ ﻳﺨ ﺎﻟﻒ ﻣﺬهﺒ ﻪ اﻟﻨﺴ ﻄﻮري )ص ( ١٠١ – ١٠٠و ﻟﻜ ﻦ إذا آ ﺎن ه ﺬا ﺻ ﺤﻴﺤﺎ ﻓﻠ ﻢ ه ﺎج اﻟﻘﺴﺎوﺳ ﺔ ،ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠﻠ ﺲ اﻟﺬي ﻋﻘﺪﻩ اﻟﻨﺠﺎﺷﻲ ﻟﻼﺳﺘﻤﺎع إﻟﻲ ﻋﻘﻴﺪة اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻟﻼﺟﺌﻴﻦ إﻟﻲ ﺑﻼدﻩ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻣﱠﻦ ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﻳﺘﻠﻲ ﻣ ﻦ ﻗ ﺮﺁن ؟ آ ﺬﻟﻚ ﻓ ﺈن اﻟﻨﺴ ﺎﻃﺮة ﻻ ﻳﺆﻣﻨ ﻮن ﻟﻠﻤﺴ ﻴﺢ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘ ﻴﻦ ﻓﻘ ﻂ ﺑ ﻞ ﻳﺆﻣﻨ ﻮن أﻧ ﻪ ﺷﺨﺼ ﺎن أﺣ ﺪهﻤﺎ إﻟﻬﻲ ،و هﻮ اﺑﻦ اﷲ ،و إن آﺎن ﻟﻬﺬﻳﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﻦ ﻣﻈﻬﺮ واﺣﺪ ﻓﻘﻂ .ﻓﺄﻳﻦ هﺬا ﻣﻤﺎ ﺗﻼﻩ ﺟﻌﻔﺮ ﻋﻠﻲ اﻟﻨﺠﺎﺷﻲ ﻣﻦ ﺁﻳﺎت ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻲ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم هﻮ "ﻋﻴﺴﻲ اﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ "و أﻧﻪ "ﻋﺒ ﺪ اﷲ " و أن اﷲ ﻗ ﺪ ﺟﻌﻠﻪ ﻧﺒﻴﺎ ....اﻟﺦ ؟ واﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻘﻴﺪة اﻟﻨﺴﺎﻃﺮة ﻣﺎدة ""Nistorians ﻓﻲ ""Hook`s Church Dictionary
ﻧﻄﺎق اﻟﺠﺰﻳﺮة أم ﻋﻠﻲ ﺗﺨﻮﻣﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴﺔ .إن اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﻳﺘﻬﻤﻮن اﻟﺮﺳﻮل ﺑﺎﻟﻌﺪوان ﻋﻠﻲ اﻵﺧﺮﻳﻦ ،وﻟﻜﻦ وﻗﺎﺋﻊ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺗﻜﺬﱢب ذﻟﻚ ). (٢٦ ﺗ ﺮي ﻟ ﻮ آ ﺎن اﻟﺮﺳ ﻮل آﺎذﺑ ﺎ ﻓﻤ ﺎ اﻟ ﺬي ﻳﻀ ﻄﺮﻩ ﻟﺘﺤﻤ ﻞ آ ﻞ ه ﺬا اﻟﻌﻨ ﺎء واﻻﺿ ﻄﻬﺎد واﻻﺳﺘﻬﺪاف ﻟﻌﺪوان ﻗﻮي اﻟﺸ ﺮ وﺗﺂﻣﺮه ﺎ ﻋﻠﻴ ﻪ ؟ إن ﺁﻳ ﺔ ﺻ ﺪﻗﻪ أﻧ ﻪ ﻇ ﻞ وﻓﻴ ﺎ ﻟﻌﻘﻴﺪﺗ ﻪ رﻏﻢ هﺬﻩ اﻟﻤﺤﻦ اﻟﻤﺘﻼﺣﻘﺔ ،ﺳﻮاء ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ اﻟﻀ ﻌﻒ واﻟﺘﻌ ﺮض ﻟﻺﻳ ﺬاء أو ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻞ ﻋ ﻦ ه ﺬا اﻟﻘﻮة واﻟﻤﻘﺪرة ﻋﻠﻲ رد اﻟﻌﺪوان ،ﻓﻠﻢ ﻳﻬﻦ وﻟﻢ ﻳﺘﺒ ـﺪل .وﻟ ﻮ آ ﺎن آﺎذﺑ ﺎ َﻟ َﻨ َﻜ َ اﻟﻄﺮﻳ ﻖ ﺑﻌ ﺪ ﻗﻠﻴ ﻞ .وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻓ ﺈن اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ َﻳ ْﺄ َﺑﻮْن إﻻ أن ﻳﺘﻬﻤ ﻮﻩ ﻓ ﻲ ﻗ ﻮة إﻳﻤﺎﻧ ﻪ ﺑﺮﺳﺎﻟﺘﻪ وﺑﺎﻟﻮﺣـﺪاﻧﻴﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ اﻟﺘﻲ هﻲ ﻣﺤﻮر ه ﺬﻩ اﻟﺮﺳ ﺎﻟﺔ ،ﻣﺘﺸ ﺒﺜﻴﻦ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ﺗﺸ ﺒﺜﺎ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﺑﺮواﻳﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻻ ﺗﺜﺒﺖ ﻋﻠﻲ ﻣﺤ ﻚ اﻟﻨﻘ ﺪ اﻟﺘ ﺎرﻳﺨﻲ أو اﻟﻤﻨﻄﻘ ﻲ ﺗ ﺰﻋﻢ أﻧ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ أﻓﻀﻞ اﻟﺼﻼة وأزآﻲ اﻟﺴﻼم ﻗﺪ ﻗﺪم ﻟﻘﻮﻣﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻨﺎزﻻت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻌﻘﻴ ﺪة اﻟﻮﺣﺪاﻧﻴ ﺔ ُﺑ ْﻐ َﻴ َﺔ آﺴﺒﻬﻢ إﻟﻲ ﺻﻔﻪ ،وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻣ ﺎ ﻳ ﺌﺲ ﻣ ﻦ أن ﻳﺘﱢﺒﻌ ﻮا دﻳﻨ ﻪ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﺎ ه ﻮ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻣ ﻦ ﻋﺪاء ﻟﻸﺻﻨﺎم واﻟﻮﺛﻨﻴ ﺔ ،ﻓ ﺄورد ﺁﻳﺘ ﻴﻦ ﻳﻤﺠ ﺪ ﻓﻴﻬﻤ ﺎ اﻟ ﻼت واﻟ ُﻌ ﺰﱠي وﻣﻨ ﺎة وﻳﻌﻠ ﻦ أﻧﻬ ﺎ ﻣﻨﺎط اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣ ﺔ .وﻳﺴ ﺘﺒﻌﺪ أﻟﻔﺮﻳ ﺪ ﺟﻴ ﻮم أن ﺗﻜ ﻮن ه ﺬﻩ اﻟﺮواﻳ ﺔ ﻣﺼ ﻨﻮﻋﺔ ، وإﻻ آﺎن ﻣﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أن اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻗﺪ أرادوا اﻹﺳﺎءة إﻟ ﻲ اﻹﺳ ﻼم واﻟﺮﺳ ﻮل ،وه ﻮ ﻣ ﺎ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪ اﻟﻌﻘﻞ ﺻﺪورﻩ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻦ آﻤﺎ ﻳﻘﻮل ) . (٢٧أﻣ ﺎ ﻣﻜﺴ ﻴﻢ رودﻧﺴ ﻮن ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻮرد اﻟﻘﺼﺔ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺮوﻳﺎت اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ ،ﺛ ﻢ ﻳﻌﻘ ﺐ ﺳ ﺮّوا ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﺑﻘﻮﻟ ﻪ إن اﻟﻘﺮﺷ ﻴﻴﻦ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺳ ﻤﻌﻮا ه ﺬﻩ اﻵﻳ ﺔ ) ﻳﻘﺼ ﺪ ه ﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘ ﻴﻦ ( ُ ﺳﺮورا ﻋﻈﻴﻤﺎ وﺳﺠﺪوا ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ وﻣﺸﺮآﻴﻦ ) . (٢٨ )(٢٦اﻧﻈ ـﺮ ﻣ ﺜﻼ : Moulana Cheragh Ali, A Critical Exposition of the Popular Jihad.وه ﻲ دراﺳ ﺔ ﻣﺴﺘﻘﺼ ﻴﺔ ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﻘﻀ ﻴﺔ ،وإن ﺧﺎﻟﻔﻨ ﺎﻩ ﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ ﺁراﺋ ﻪ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘ ﺔ ﺑﺤ ﺮوب اﻟﺨﻠﻔﺎء اﻟﺮاﺷﺪﻳﻦ ﻣﻊ اﻟﻘﻮﺗﻴﻦ اﻟﻌﻈﻤﻴﻴﻦ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ :ﻓﺎرس واﻟﺮوم .واﻧﻈﺮ آﺬﻟﻚ Mirza Abul Fazl , Life of Mohammed . وﻗﺪ أﺷﺮت إﻟﻲ هﺎﺗـﻴﻦ اﻟﺪراﺳ ﺘﻴﻦ ﺑﺎﻟ ﺬات ﻟﺴ ﺒﺒﻴﻦ :أوﻟﻬﻤ ﺎ أﻧﻬﻤ ﺎ ﻣﻜﺘﻮﺑﺘ ﺎن ﺑﻠﻐ ﺔ أوروﺑﻴ ﺔ ،ﺑﺤﻴ ﺚ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻄﺎﻟﻌﺘﻬﻤﺎ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن ﺟﻤﻴﻌﺎ :ﻣﻦ ﻳﻌﺮف اﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ ﻣﻨﻬﻢ وﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺑﻞ ﻳﻌﺘﻤ ـﺪ ﻋﻠ ﻲ آﺘﺎﺑﺎت ﻋﺎرﻓﻴﻬﺎ ،واﻵﺧﺮ أن ﺛﺎﻧـﻲ ه ﺬﻳﻦ اﻟﻜ ﺎﺗﺒﻴﻦ ،ﻋﻠ ـﻲ اﻷﻗ ـﻞ ،ﻳﻨﺘﻤ ﻲ ﻟﻄﺎﺋﻔ ﺔ اﻷﺣﻤﺪﻳ ﺔ ،وه ﻲ ﻣﻮﺿ ﻊ اﺗﻬ ـﺎم ﻣ ـﻦ ﺑﻘﻴ ـﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴ ـﻦ ﻟﻤﻤﺎﻷﺗﻬ ﺎ اﻹﻧﺠﻠﻴ ﺰ ﻓ ﻲ أﻳ ﺎم اﺳ ﺘﻌﻤﺎرهﻢ ﻟﻠﻬﻨ ﺪ واﺳ ﺘﻈﻼﻟﻬﺎ ﺑﺤﻤﺎﻳﺘﻬﻢ وﺗﺮوﻳﺠﻬﺎ ﻟﻔﻜﺮة ﻧﺴﺦ اﻟﺠﻬﺎد .ﻓﻠﻮ أن اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻷواﺋﻞ آﺎﻧﻮا هﻢ اﻟﻤﻌﺘﺪﻳﻦ ﻟﻤﺎ اﻧﺒﺮي ﻣﺜﻞ ه ﺬا اﻟﻜﺎﺗ ﺐ ﻟﻠ ﺪﻓﺎع اﻟﺤ ـﺎر ﻋﻨﻬ ـﻢ واﻟﺒﺮهﻨ ﺔ اﻟﻘﺎﻃﻌ ﺔ ﻋﻠ ﻲ أﻧﻬ ﻢ ه ﻢ اﻟﻤﻈﻠﻮﻣ ﻮن اﻟﻤﻌﺘ ﺪي ﻋﻠ ﻴﻬﻢ . وهﻨ ﺎك ﻣﺴﺘﺸ ﺮق روﻣ ﺎﻧﻲ اﺳ ﻤﻪ Virgil Gheorghieuﻗ ﺪ أﻟ ﻒ ﺳ ﻴﺮة ﻟﻠﻨﺒـ ـﻲ ﻋﻨﻮاﻧﻬ ـﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺘﺮﺟ ـﻤﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴ ـﺔ" ، "La Vie de Mahometوﻓﻴﻬ ﺎ ﻳﻌ ﺮض اﻟﺼ ﺮاع ﺑ ﻴﻦ اﻹﺳ ﻼم وﻗ ﻮي اﻟﻜﻔﺮ ﻣﻦ وﺛﻨﻴﺔ وﻳﻬﻮدﻳﺔ وﻧﺼﺮاﻧﻴﺔ ﻋﺮﺿﺎ ﻣﻌﺘﺪﻻ ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎهﻞ ﻓﻴﻪ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻮﻗ ﺎﺋﻊ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴ ﺔ اﻟﺜﺎﺑﺘ ﺔ أو ﻳﻠﻮ ﻋﻨﻘﻬﺎ آﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ) (٢٧ﺟﻴﻮم ٣٥ / ) (٢٨رودﻧﺴﻮن . ١٠٦ /وﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن اﻟﻜﺎﺗﺒﻴﻦ ﻗﺪ أﺷﺎرا إﻟ ﻲ أن اﻟﺮﺳ ﻮل ﺳ ﺮﻋﺎن ﻣ ﺎ رﺟ ﻊ ﺖ ، ٣٣٧ /وﭼﻮرﻳ ﻒ هﺒ ﻲ ،٢٢٩ ، ٧٨٤ / ﻋﻤ ﺎ ﻗﺎﻟ ﻪ و َﻧ َﺒ َﺬ ه ﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘ ﻴﻦ .اﻧﻈ ﺮ آ ﺬﻟﻚ ِآِﻠ ْ وAllan Menzies , History of Religion,
ﺐ أﻻ ﺗﻔﻮﺗﻨﻲ اﻹﺷﺎرة إﻟﻲ أن ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ،ﻣﺜ ﻞ وﻗﺒﻞ أن ﻧﻨﺎﻗﺶ هﺬﻩ اﻵراء أﺣ ﱡ )(٢٩ آﺎﻳﺘﺎﻧﻲ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮق اﻹﻳﻄ ﺎﻟﻲ ،ﻗ ﺪ رﻓﻀ ﻮا ﻗﺒ ﻮل ه ﺬﻩ اﻟﺮواﻳ ﺔ ،وه ﻮ ﻣ ﺎ ﻳﺄﺧ ﺬ ﺑ ﻪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﺑﻌﺎﻣﺔ ،وﺑﺨﺎﺻ ﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻ ﺮون ﻣ ﻨﻬﻢ :ﺗﻘﻠﻴ ﺪﻳﻮهﻢ وﻋﻘﻼﻧﻴ ﻮهﻢ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺴ ﻮاء ) . (٣٠واﻵن إﻟﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ هﺬﻩ اﻟﺮواﻳﺔ .وأول ﺷﻲء أﻓﻀﻞ أن أﺗﻨﺎوﻟﻪ هﻮ ﻣﺎ ﺳﺎﻗﻪ ﺟﻴﻮم ﻣﻤﺎ ﻇﻨﻪ ﺣﺠ ﺔ ﻗﺎﻃﻌ ﺔ ﻋﻠ ﻲ ﺻ ﺤﺘﻬﺎ ،إذ ﻣ ﺎ أدراﻩ أن اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ اﻟﻤﺨﻠﺼ ﻴﻦ ه ﻢ اﻟ ﺬﻳﻦ وﺿ ﻌﻮا ه ﺬﻩ اﻟﻘﺼ ﺔ ؟ إن اﺑ ﻦ إﺳ ﺤﺎق ﺑ ﻦ ﺧﺰﻳﻤ ﺔ ﻗ ﺪ ﻋﺰاه ﺎ دون ﺗ ﺮدد إﻟ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺰﻧﺎدﻗﺔ) ، (٣١ﻋﻼوة ﻋﻠﻲ أﻧﻬﺎ ﻟ ﻢ ﺗ ﺮد ﻓ ﻲ اﺑ ﻦ هﺸ ﺎم وﻻ ﻓ ﻲ أي ﻣ ﻦ آﺘ ﺐ اﻟﺼ ﺤﺎح ﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﻨﺤﻮ .وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻓ ﺈﻧﻲ ﻟ ﻦ أﻋﺘﻤ ﺪ ﻋﻠ ﻲ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ ه ﺬا ،إﻧﻤ ﺎ ﺳ ﺄﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﻟﻤﻀﻤﻮن اﻟﺮواﻳﺔ ذاﺗﻬﺎ وﻟﻠﻤﻼﺑﺴﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺣﺎﻃﺖ ﺑﺄﺣ ﺪاﺛﻬﺎ ،وهﻮ ﻣﻨﻬﺠﻲ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ ﺑﻞ ﻓﻲ آﻞ ﻣﺎ أآﺘﺒﻪ ﻋﺎدة .إﻧﻨﺎ ﻟﻮ أﻋﺪﻧﺎ ﻗﺮاءة ﻣ ﺎ آﺘﺒﻪ رودﻧﺴﻮن ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﺴﻨﺠﺪ أن اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ واﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ﺟﻤﻴﻌ ﺎ ﻟ ﺪي ﺳ ﻤﺎﻋﻬﻢ هﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘﻴﻦ ﻗﺪ ﺧﺮوا إﻟﻲ اﻷرض ﺳﺠّﺪا ﺑﻬﺠﺔ وﺳﺮورا .وإﻧﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ﻻ أدري آﻴﻒ وﻻ ِﻟ َﻢ ﻳﺴﺠﺪ هﺆﻻء أو أوﻟﺌﻚ ﻋﻨﺪ هﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘ ﻴﻦ :ﻓﺄﻣ ﺎ اﻟﻤﺸ ﺮآﻮن ﻓ ﺈﻧﻲ ﻟ ﻢ أﻗ ﺮأ ﻗﻂ أﻧﻬﻢ آﺎﻧﻮا ﻳﺴﺠﺪون ﻷﺻﻨﺎﻣﻬﻢ .وإﻟﻴﻚ اﻟﻘﺮﺁن ،وإﻟﻴﻚ اﺑﻦ هﺸﺎم ،وﻗﺪ ﺗﻨﺎول ﻋﺒﺎدة ﺺ ه ﺬا اﻷوﺛ ﺎن ﻓ ﻲ ﺟﺰﻳ ﺮة اﻟﻌ ﺮب ﺑﺎﻟﺘﻔﺼ ﻴﻞ ،وإﻟﻴ ﻚ آ ﺬﻟﻚ اﺑ ﻦ اﻟﻜﻠﺒ ﻲ ،اﻟ ﺬي ﺧ ّ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺑﻜﺘﺎب ﻣﺴﺘﻘﻞ هﻮ آﺘﺎب » اﻷﺻﻨﺎم « ،وﻗﻠّﺐ هﺬﻩ اﻟﻤﺼﺎدر آﻠﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﻬﻞ آﻤ ﺎ ﻳﺤﻠ ﻮ ﻟ ﻚ ،ﻓﻠ ﻦ ﺗﺠ ﺪ أن ﻣﺸ ﺮآﺎ ﻗ ﺪ ﺳ ﺠﺪ ﻟﺼ ﻨﻢ .ﻟﻘ ﺪ آ ﺎﻧﻮا ﻳﻄﻮﻓ ﻮن ﺑﺎﻟﺤﺠ ﺎرة واﻷﺻﻨﺎم واﻟﻜﻌﺒﺔ ،وآﺎﻧﻮا ﻳﺒﻨﻮن اﻟﺒﻴﻮت ﻟﻬﺬﻩ اﻷﺻﻨﺎم وﻳﻌﻴﻨﻮن ﻟﻬﺎ اﻟﺴـﺪﻧﺔ ،و ُﻳ ْﻬﺪُون إﻟﻴـﻬﺎ ،وﻳﺘﻘﺮﺑﻮن إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺬﺑﺎﺋﺢ ،و َﻳ ْﻘﺴِﻤﻮن ﻟﻬﺎ ﻣﻦ أﻧﻌﺎﻣﻬﻢ وﺣ ﺮﺛﻬﻢ ،وﻳﺤﺠ ﻮن إﻟﻴﻬ ﺎ ﺣﻤًﻲ ،وﻳﺴﺘﻘﺴ ﻤﻮن وﻳﺤﻠﻘﻮن رؤوﺳﻬﻢ ﻋﻨﺪهﺎ ،وﻳﺘﻤﺴﺤﻮن ﺑﻬﺎ ،وﻳﺠﻌﻠﻮن ﻣﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ ِ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺪاح ،و ُﻳﻘْﺴﻤﻮن ﺑﻬﺎ وﻳﺘﺴﻤﱠﻮن ﺑﻌﺒﺪ اﻟﻼت وﻋﺒﺪ ﻣﻨﺎة ...إﻟﺦ ،وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺮد ﻓﻲ أي ﻣﻨﻬﺎ أﻧﻬﻢ آﺎﻧﻮا ﻳﺴﺠﺪون ﻟﺼﻨﻢ أو وﺛﻦ وﻻ ﺣﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﻌﺒﺔ .ﻓﺈذا آﺎﻧﻮا ﻻ ﻳﺴﺠﺪون ﻋﻨ ﺪهﺎ ﻓﻜﻴ ﻒ ﺳ ﺠﺪوا إذن ﻋﻨ ﺪ ﻣﺠ ﺮد ﺳ ﻤﺎﻋﻬﻢ أﺳ ﻤﺎء اﻟ ﻼت واﻟﻌ ﺰي وﻣﻨ ﺎة ﻓ ﻲ ﺁﻳ ﺔ ، p. 229وﺷﺎرل ﻟﻮدي . ١٠٠ /أﻣﺎ ﺑﻼﺷﻴﺮ ﻓﺈﻧـﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﺼـﻞ اﻟ ﺬي ﻋﻘ ﺪﻩ ﻓ ﻲ اﻟﺠ ﺰء اﻟﺜﺎﻧ ـﻲ ﻣ ﻦ آﺘﺎﺑﻪ " "Histoire de la Litterature Arabeﻳﺸ ﻴﺮ ،ﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﺒ ﺪو ،إﻟ ﻲ ه ﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘ ﻴﻦ ،وﻟﻜ ﻦ ﻋﻠﻲ ﻧﺤﻮ ﺧﺎﻃﻒ واﻣﺾ ) اﻧﻈﺮ آﺘﺎﺑﻲ » اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن واﻟﻘﺮﺁن « ، ٨٢ /وﺗﻌﻘﻴﺒﻲ اﻟﺴﺮﻳﻊ ﻋﻠﻴ ﻪ /ص ٢٣٦هـ ٣ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻜﺘ ﺎب( .واﻟﻤﻼﺣ ﻆ أﻧ ﻪ ﻓ ﻲ ﺗﺮﺟﻤﺘ ﻪ ﻟﻠﻘ ﺮﺁن ﻟ ﻢ ﻳﺸ ﺮ ،ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺑﻠ ﻎ ه ﺬﻩ اﻵﻳﺎت ﻣﻦ ﺳﻮرة » اﻟﻨﺠﻢ « ،إﻟﻲ هﺬﻩ اﻟﺮواﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ أو ﺑﻌﻴ ﺪ ﻋﻠ ﻲ رﻏ ﻢ آﺜ ﺮة اﻟﻬ ﻮاﻣﺶ اﻟﺘ ﻲ أﺿﺎﻓﻬﺎ إﻟﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ )(٢٩
ﭼﻮزﻳﻒ هﺒﻲ .٧٨٥ /
) (٣٠راﺟﻊ ﻣﺜﻼ د .ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻴﻦ هﻴﻜﻞ /ﺣﻴﺎة ﻣﺤﻤﺪ ١٦٠ /ـ . ١٦٧أﻣﺎ اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻮرد ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻣ ﺆداﻩ أن اﻟﻤﺸ ﺮآﻴﻦ ﻋﻨ ﺪ ﻣﺠ ﺮد ﺳ ﻤﺎﻋﻬﻢ ﻟﻘﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ » :أﻓ ﺮأﻳﺘﻢ اﻟ ﻼت واﻟﻌ ﺰي $وﻣﻨ ﺎة اﻟﺜﺎﻟﺜ ﺔ اﻷﺧ ﺮي ؟ « ﺧ ﺮوا ﺳ ﺎﺟﺪﻳﻦ .واﻟﻤﻼﺣ ﻆ أن ه ﺬﻩ اﻟﺮواﻳ ﺔ ﻻ ﻳﻮﺟ ﺪ ﻓﻴﻬ ﺎ أﻳ ﺔ إﺷ ﺎرة إﻟ ﻲ اﻵﻳﺘ ﻴﻦ اﻟﻤﺰﻋ ﻮﻣﺘﻴﻦ » :إﻧﻬ ﻦ اﻟﻐﺮاﻧﻴ ﻖ اﻟ ُﻌَﻠ ﻲ $وإن ﺷ ﻔﺎﻋﺘﻬﻦ ﻟﺘﺮﺗﺠ ﻲ « )اﻧﻈ ﺮ اﻟﺸ ﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠ ﺪ / ٢ ﺟﺰء / ٣ص . (٩٧ )(٣١
د .هﻴﻜﻞ .١٦٢ /
ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ ؟ واﻟﻤﺴﻠﻤﻮن :ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻠﻬ ﻢ ﻳﺴ ﺠﺪون ﻋﻨ ﺪ ذآ ﺮ ه ﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘ ﻴﻦ ؟ إن ه ﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘﻴﻦ ﻟﻴﺴﺘﺎ ﻣﻮﺿﻊ ﺳﺠﺪة ،وﻣﻮاﺿﻊ اﻟﺴﺠﺪة ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن ﻣﻌﺮوﻓﺔ وﻟﻬ ﺎ ﻗﺎﻋ ﺪﺗﻬﺎ اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻲ ه ﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘ ﻴﻦ وﻻ ﻋﻠ ﻲ اﻵﻳ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﻧﺰﻟ ﺖ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ،ﺑﻨ ﺎ ًء ﻋﻠ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺮواﻳ ﺔ ،ﻟﺘﻨﺴ ﺨﻬﺎ .واﻟﻌﺠﻴ ﺐ أن رودﻧﺴ ﻮن ،اﻟ ﺬي ﺗﺤﻤ ﺲ ﺗﺤﻤﺴ ﺎ ﺷ ﺪﻳﺪا ﻟﻨﻘ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺮواﻳﺔ وﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ أن اﻟﻘﺮﺷـﻴﻴﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎ ،ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ وﻣﺸ ﺮآﻴﻦ ،ﻗ ﺪ ﺳ ﺠﺪوا ﻟ ﺪي ﺳﻤﺎﻋﻬﻢ هﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘﻴﻦ ،ﻳﻌﻮد ﺑﻌﺪ أﻗ ﻞ ﻣ ﻦ ﺻ ﻔﺤﺔ ﻓﻴﻌ ﺰو رﺟ ﻮع ﻣﺤﻤ ﺪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻋﻦ هﺬا اﻟﺘﺨﺎذل إﻟﻲ ﺗﻤﺮد اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وﺣﻨﻘﻬﻢ ،وهﻮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث .ﻓﻬﻞ ﺛﻤﺔ اﺿ ﻄﺮاب ﻓ ﻲ اﻟﺮواﻳ ﺔ أﺷ ﻨﻊ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ؟ ) (٣٢ه ﺬا ﻋﻠ ﻲ اﻟﺮواﻳ ﺔ آﻤ ﺎ ﻋﺮﺿ ﻬﺎ رودﻧﺴ ﻮن ،أﻣ ﺎ اﻟ ﺪآﺘﻮر هﻴﻜ ﻞ ﻓﻴﻘ ﻮل إن اﻟﺮﺳ ﻮل ﺑﻌ ﺪ أن ﺗ ﻼ اﻵﻳﺘ ﻴﻦ ﻣﻮﺿ ﻮع ﺑﺤﺜﻨ ﺎ ﻣﻀ ﻲ وﻗ ﺮأ اﻟﺴ ﻮرة آﻠﻬ ﺎ وﺳ ﺠﺪ ﻓ ﻲ ﺁﺧﺮه ﺎ .هﻨﺎﻟ ﻚ ﺳ ﺠﺪ اﻟﻘ ﻮم ﺟﻤﻴﻌ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳﺘﺨﻠ ﻒ ﻣ ﻨﻬﻢ أﺣ ﺪ ، وأﻋﻠﻨﺖ ﻗﺮﻳﺶ رﺿﺎهﺎ ﻋﻤﺎ ﺗﻼ اﻟﻨﺒﻲ وﻗﺎﻟﻮا :ﻗ ﺪ ﻋﺮﻓﻨ ﺎ أن اﷲ ﻳﺤﻴ ﻲ وﻳﻤﻴ ﺖ وﻳﺨﻠ ﻖ وﻳﺮزق ،وﻟﻜﻦ ﺁﻟﻬﺘﻨﺎ هﺬﻩ ﺗﺸﻔﻊ ﻟﻨﺎ ﻋﻨﺪﻩ .أﻣﺎ إذ ﺟﻌﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﻧﺼﻴﺒﺎ ﻓﻨﺤﻦ ﻣﻌﻚ .وﺑﺬﻟﻚ زال وﺟﻪ اﻟﺨﻼف ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻨﻬﻢ) .(٣٣ﻓﺎﻟﺴﺠﻮد إذن ،ﻋﻠ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺮواﻳ ﺔ ،ﻟ ﻢ ﻳﻘ ﻊ إﻻ ﻓ ﻲ ﺳ ﺠُﺪوا ﻟﱠﻠ ﻪ واﻋ ُﺒ ﺪوا « ﻻ ﻋﻨ ﺪ ﺳ ﻤﺎع ﺁﺧ ﺮ اﻟﺴ ﻮرة أي ﻋﻨ ﺪ ﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ » :ﻓﺎ ْ اﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ اﻵﻳﺘﻴﻦ اﻟﻤﺸﺎر إﻟﻴﻬﻤﺎ .وهﻮ ﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﻣﻔﻬﻮم ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ،أﻣﺎ ﻣ ﻦ ﻼ ،إذ إﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﻮدوا اﻟﺴﺠﻮد ﻷﺻﻨﺎﻣﻬﻢ وﻻ ﷲ ،وﻟﻴﺲ ُﻳ ْﻌﻘَﻞ أن ﻳﻨﻘﺒﻠﻮا اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ﻓ َﻜ ّ هﺬا اﻻﻧﻘﻼب اﻟﻔﺠﺎﺋﻲ ﻟﻤﺠ ﺮد أن ﻣﺤﻤ ﺪا ذآ ﺮ ﺑﻌ ﺾ أﺻ ﻨﺎﻣﻬﻢ ﺑﺨﻴ ﺮ .ﻋﻠ ﻲ أن ه ﺬا ، ﺑﺮﻏﻢ آﻞ ﺷﻲء ،ﻻ ﻳﻬﻤﻨﻲ آﺜﻴﺮا ،ﺑﻞ اﻟﻤﻬﻢ هﻮ أن اﻟﺴﻮرة آﻠﻬﺎ ﻣﻦ أول ﺁﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ إﻟ ﻲ اﻵﻳﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﺗﺮﻓﺾ ه ﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘ ﻴﻦ ﺑﻌﻨ ﻒ آﻤ ﺎ ﻳ ﺮﻓﺾ اﻟﺠﺴ ﻢ ﻋﻀ ﻮا ﻏﺮﻳﺒ ﺎ ﻋﻨ ﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻪ .إن اﻟﺪآﺘﻮر هﻴﻜﻞ ﻳﺮد ه ﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘ ﻴﻦ ﻷن اﻵﻳ ـﺎت اﻟ ـﺘﻲ ﺗﺘ ـﻠﻮهﻤﺎ ﺴ َﻤ ٌﺔ ﺿِﻴﺰَي $إن هﻲ إﻻ أﺳﻤﺎ ٌء ﻷ ْﻧﺜَﻲ ؟ $ﺗﻠﻚ إذن ِﻗ ْ ﺗﺠـﺮي هﻜﺬا » :أَﻟ ُﻜ ُﻢ اﻟـ ﱠﺬ َآ ُﺮ وﻟﻪ ا ُ ﻦ وﻣ ﺎ َﺗ ْﻬ ﻮَي ن .إن ﻳﺘﺒﻌ ﻮن إﻻ اﻟﻈ ﱠ ﺳﻤﻴﺘﻤﻮهﺎ أﻧﺘﻢ وﺁﺑﺎؤآﻢ ﻣﺎ أﻧﺰل اﷲ ﺑﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺳ ﻠﻄﺎ ٍ اﻷﻧﻔـُﺲ .وﻟـﻘﺪ ﺟـﺎءهﻢ ﻣﻦ رﺑﱢﻬﻢ اﻟـﻬﺪي « .وهﻲ ،آﻤﺎ ﺗﺮي ،ﺗﻌﻴﺐ ه ﺬﻩ اﻷﺻ ﻨﺎم ، ﺴ َﺘ ْﺒﻌَﺪ أن ﻳ ﺮ ّد ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺘﻌﺎﻗﺐ ﻣ ﺪح وذم ﻋﻠ ﻲ ﻣﺜ ﻞ ه ﺬا اﻟﻨﺤ ﻮ ؟ ) ( ٣٤واﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ أﻧ ﻪ ﻻ ﻳ ُـ ْ ٌﻣﻮ ِر ٌدو هﺬﻩ اﻟﺮواﻳﺔ وﻣﺸﺎﻳﻌﻮهﻢ ﺑﺄن هﺬﻩ اﻵﻳﺎت اﻟﺜﻼث إﻧﻤﺎ ﺟﺎءت ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ اﻵﻳﺘﻴﻦ اﻟﻤﺸﺎر إﻟﻴﻬﻤﺎ ﻓﻨﺴﺨﺘﻬﻤﺎ ،وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮدة ﻣﻨـﺬ اﻟﺒـﺪاﻳﺔ) .(٣٥وﻣﻦ ﺛـﻢ ﻓﺈﻧ ـﻲ ﻻ أﻋ ﻮّل ) (٣٢رودﻧﺴﻮن .١٠٧ / ) (٣٣د .هﻴﻜﻞ ١٦٠ /ـ .١٦١
) ( ٣٤د .هﻴﻜﻞ ص . ١٦٥ / ) ( (٣٥اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ أﻟﻔﺮﻳﺪ ﺟﻴ ﻮم ، ٣٦ /ﺣﻴ ﺚ ﻳﻘ ﻮل » :وﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺣ ﺬف ﻣﺤﻤ ﺪ ه ﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤ ﺎت ) ﻳﻘﺼ ﺪ اﻵﻳﺘﻴﻦ اﻟﻤﺰﻋ ﻮﻣﺘﻴﻦ( وأآ ﺪ أن ه ﺬﻩ اﻵﻟﻬ ﺔ ﻻ ﺣﻘﻴﻘ ﺔ ﻟﻬ ﺎ)ﻳﻘﺼ ﺪ ﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ » :إن ه ﻲ إﻻ أﺳ ﻤﺎء ﺳﻤﻴﺘﻤﻮهﺎ أﻧﺘﻢ وﺁﺑﺎؤآﻢ ﻣﺎ أﻧﺰل اﷲ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎن ...إﻟﺦ«( آﺎن ﻏﻀﺐ أه ﻞ ﻣﻜ ﺔ أﻋﻈ ﻢ ﻣ ﻦ ذي ﻗﺒﻞ .وهﻮ ﻣﺎ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺮي أن اﻵﻳﺘﻴﻦ اﻟﻤﺸﺎر إﻟﻴﻬﻤﺎ ﻗﺪ ﻧﺴﺨﺘﺎ وﺣﻠﺖ ﻣﺤﻠﻬﻤﺎ اﻵﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺐ هﺬﻩ اﻵﻟﻬﺔ اﻟﺰاﺋﻔﺔ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﺟﻴﻮم ﻳ ﺮي أن ﻋ ﺪول اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋ ﻦ ه ﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘ ﻴﻦ وﻋﻮدﺗ ﻪ إﻟ ﻲ
آﺜﻴﺮًا ﻋﻠﻲ اﻟﺘﻨﺎﻗﺺ ﺑﻴﻦ اﻵﻳﺎت اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﻼت واﻟﻌﺰي وﻣﻨ ﺎة ﻣ ﺪﺣﺎ وﻗﺪﺣﺎ ﻗﺪر ﺗﻌﻮﻳﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻣﻀﻤﻮن اﻟﺴﻮرة آﻠﻬﺎ واﻟﺠﻮ اﻟﻨﻔﺴ ﻲ اﻟ ﺬي ﻳﺨ ﻴﻢ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﻣﻦ ﻣﻔﺘﺘﺤﻬﺎ إﻟﻲ ﻣﺨﺘﺘﻤﻬﺎ ،وهﻮ ﺟﻮ ﻋﺪا ٍء ﻣﺴﺘﺤﻜﻢ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺮﺳ ﻮل وﻗﻮﻣ ﻪ :ﻓﺎﻵﻳ ﺎت)-١ ( ١٨ﺗ ﺮد ﻋﻠ ﻲ ﺗﻜ ﺬﻳﺐ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻟﻠﻨﺒ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ورﻣ ﻴﻬﻢ إﻳ ﺎﻩ ﺑﺎﻟﻀ ﻼﻟﺔ واﻟﻐﻮاﻳﺔ واﺗﺒﺎع اﻟﻬﻮي .وإن اﻟﻘﺎرئ اﻟﻤﺘﺬوق ﻟﻴﻠﻤﺢ ﻋﻨﻒ اﻟﺮد ﻓﻲ ﻗﺴﻤﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺑ ـ » اﻟﻨﺠﻢ إذا هﻮي « ،اﻟﺬي ﻳﺸﻴﺮ ﻓﻲ رأﻳﻲ إﻟﻲ ﺗﻬﺪﻳﺪ اﻟﻘﺮﺁن ﻟﻤﺸﺮآﻲ ﻣﻜﺔ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺳﻴﻼﻗﻮن ﻣﺼﻴﺮ اﻟﻨﺠﻮم ﺣﻴﻦ ﺗﻨﺨﻠﻊ ﻣﻦ ﻣ ﺪاراﺗﻬﺎ اﻟﺘ ﻲ آﺎﻧ ﺖ ﻣﺴ ﺘﻘﺮة ﻓﻴﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﺪي اﻷﺣﻘ ﺎب اﻟﻤﺘﻄﺎوﻟﺔ وﺗﻬﻮي ﻣﺘﺒﺪدة ﻓﻲ اﻟﻔﻀﺎء اﻟﻼﻧﻬﺎﺋﻲ .آﺬﻟﻚ ﻳﺘﺒﺪي ﻋﻨﻒ اﻟ ﺮد ﻓ ﻲ اﻟﺘﻔﺼ ﻴﻞ ﺻﻒ اﻟﺬي ﺗﺤﺪﺛﺖ ﺑﻪ اﻵﻳﺎت ﻋﻦ ﺗﺠﻠﻲ اﻟﻮﺣﻲ ﻟﻠﺮﺳ ﻮل ،وﻓ ﻲ ﺗﻌ ﺪد اﻟﺼ ﻔﺎت اﻟﺘ ﻲ ُو ِ ﺑﻬﺎ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ،وﻓﻲ إﻋﺎدة اﻟﺘﺄآﻴ ﺪ ﻋﻠ ﻲ أن ﻣ ﺎ رﺁﻩ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺣ ﻴﻦ ئ إﺷﺎر ُة اﻵﻳﺎت اﻷﺧﻴﺮة ﻦ اﻟﻘﺎر َ ﻧﺰول اﻟﻮﺣﻲ ﻋﻠﻴﻪ إﻧﻤﺎ هﻮ ﺣﻖ ﻻ ﻣﺮﻳﺔ ﻓﻴﻪ .وﻻ َﻳﻔُﻮ َﺗ ﱠ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ) ( ١٨ – ١٣إﻟﻲ ﺣﺎدﺛﺔ اﻟﻤﻌﺮاج ،وهﻲ اﻟﺤﺎدﺛﺔ اﻟﺘﻲ آﺬّب ﺑﻬﺎ أهﻞ ﻣﻜﺔ ﺗﻜﺬﻳﺒﺎ ﺷﺪﻳﺪا .وإذا ﻗﻔﺰﻧﺎ ﻓﻮق اﻵﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻷﺻﻨﺎم اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺳﻨﺠﺪ أن اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻳﻨﻔﻲ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻤﻠَﻚ ﻣﻦ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ أﻳﺔ ﺷﻔﺎﻋﺔ إﻻ ﺑﻌﺪ إذن اﷲ ورﺿﺎﻩ ، ﺛ ﻢ ﺗﻌ ﻮد اﻵﻳ ﺎت ﻓﺘ ﺘﻬﻜﻢ ﺑﻤ ﻦ ﻳﺆﻧﺜ ﻮن اﻟﻤﻼﺋﻜ ﺔ ﺑ ﻼ ﻋﻠ ﻢ أو ﺗﺜﺒ ﺖ ،وﺗ ﺄﻣﺮ اﻟﺮﺳ ﻮل ﺑ ﺎﻹﻋﺮاض ﻋ ﻨﻬﻢ ﻟﺘ ﻮﻟﻴﻬﻢ ﻋ ﻦ ذآ ﺮ اﷲ وﻟﻬ ﺎﺛﻬﻢ وراء اﻟﺤﻴ ﺎة اﻟ ﺪﻧﻴﺎ ) (٣٦أﻣ ﺎ اﻵﻳ ﺎت ) ( ٥٨ -٣٣ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ أﺣﺪ اﻟﻘﺮﺷﻴﻴﻦ اﻟﻤﻔﺘـﻮﻧﻴﻦ ﺑﺜﺮواﺗﻬﻢ واﻟﺒﺎﺧﻠﻴﻦ ﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﺑﻬﺎ ،وﺗﻘﺮّﻋﻪ ﺗﻘﺮﻳﻌﺎ ﺷﺪﻳﺪا ﻣﺴﻔﻬﺔ اﻋﺘﻘﺎدﻩ اﻟﻤﻨﺤﺮف ﻓﻲ اﻟﺠﺰاء واﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ،وﻣﻬﺪدة إﻳﺎﻩ ﺑﻤﺜ ﻞ ﻣﺼ ﺎﺋﺮ ﻋ ﺎد وﺛﻤ ﻮد وﻗ ﻮم ﻧ ﻮح ،وﻣﻌﻠﻨ ﺔ ﺑﺼ ﻮت ﻣﺠﻠﺠ ﻞ أن ه ﺬا ﻟﻴﺲ إﻻ ﻧﺬﻳﺮا ﻣﻦ اﻟ ﱡﻨﺬُر اﻷوﻟﻲ وأن ﺳﺎﻋﺔ اﻟﻐﻀﺐ اﻹﻟﻬﻲ واﻟﻌﻘﺎب اﻟﻤﺰﻟﺰل ﻗﺪ دﻧﺖ . ﺛﻢ ﺗﻨﺘﻬﻲ اﻟﺴﻮرة ﺑﺎﻟﺘﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺗﻜ ﺬﻳﺐ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻟﻠﺮﺳ ﻮل وﻟﻠﻘ ﺮﺁن وﺗﺼ ﻠﱡﺐ ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ ﺣﺘ ﻲ إﻧﻬﻢ ﻟﻴﻀﺤﻜﻮن وﻻ ﻳﺒﻜﻮن ،وﺗﺄﻣﺮهﻢ أﻣﺮ ﺗﻘﺮﻳﻊ وﺗﻬﺪﻳﺪ ﺑﺄن» اﺳﺠﺪوا ﻟﻠﱠﻪ واﻋﺒ ﺪوا «. أﻳﻤﻜﻦ أن َﻳ ِﺮ َد ﻓﻲ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺴﻴﺎق اﻟﻔﻜﺮي واﻟﻨﻔﺴﻲ ﺁﻳ ﺎت ﺗﻤﺠ ﺪ ﺑﻌ ﺾ ﺁﻟﻬ ﺔ ﻗ ﺮﻳﺶ ؟ إن ذﻟﻚ هﻮ اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﺑﻌﻴﻨ ﻪ .ﺛ ﻢ ﻟ ﻮ ﻗﺒﻠﻨ ﺎ ﺟ ﺪﻻ أن ه ﺬا ﻣﻤﻜ ﻦ ،ﻓﻜﻴ ﻒ ﻓ ﺎت ﻗﺮﻳﺸ ﺎ أن ﺗﺄآﻴ ﺪ ﻣﺒ ﺪإ اﻟﻮﺣﺪاﻧﻴ ﺔ دﻟﻴ ﻞ ﻗ ﻮي ﻋﻠ ﻲ ﺻ ﺪﻗﻪ وإﺧﻼﺻ ﻪ .وﻳ ﺮي ﻧﻔ ﺲ ه ﺬا اﻟ ﺮأي E. R. Appletonﺻﺎﺣﺐ آﺘ ﺎب ") "An Outline of Religion for Childrenص( ٥٢٢ / .واﻟﻜﺘﺎب ،وإن آﺎن ﻣﻜﺘﻮﺑﺎ ﻟﻸﻃﻔﺎل ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻨﺎول ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ أآﺒﺮ ﻣﻦ ﻣ ﺪارآﻬﻢ ،ﺑ ﻞ إن ﻣﺮاﺟﻌ ﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺬي ﺧﺼﺼﻪ ﻟﺪراﺳﺔ اﻹﺳﻼم هﻲ ﻣ ﻦ ﻃ ﺮاز " "Heroes and Hero-worship ﻟﻜﺎرﻻﻳﻞ و " ."A Short History of the Worldوﻟﺬﻟﻚ ﻳﺮاﻧﻲ اﻟﻘﺎرئ ﻗ ﺪ ﺟﻌﻠ ﺖ ه ﺬا اﻟﻜﺘ ﺎب ﻣﻦ ﻣﺮاﺟﻌﻲ.
) (٣٦هﺬا ،وﻟﻦ أﺗﻌﺮض ﻟﻶﻳﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ واﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻷﻧﻬﺎ ،ﻋﻨﺪ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻘﺮﺁن ،ﺁﻳﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ .وهﻲ ﺗﺘﻨ ﺎول ﻧﻘﻄﺔ ﺗﻔﺮﻳﻌﻴﺔ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻵﻳﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،وﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻲ آﻞ ﺣﺎل ﻣﺎ ﻳﺼﺎدم ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ أو ﻣﻦ ﺑﻌﻴ ﺪ أي ﺷﻲء ﻣﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎﻩ أو ﺳﻨﻘﻮﻟﻪ ﻋﻦ ﺗﺮآﻴﺐ هﺬﻩ اﻟﺴﻮرة وﺟﻮهﺎ اﻟﻨﻔﺴﻲ .اﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﺪﻧﻴﺔ ه ﺬﻩ اﻵﻳ ﺔ ﻣ ﺜﻼ »اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻤﺠﻴﺪ « ﻟﻤﺤﻤﻮد اﻟﺸﺮﻗﺎوي ﺻـ. ٥٠
اﻟﺴ ﻮرة ﺟﻤﻌ ﺎء ه ﻲ ﺣﻤﻠ ﺔ ﻋﻨﻴﻔ ﺔ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ وﻋﻠ ﻲ ﻣ ﻮﻗﻔﻬﻢ ﻣ ﻦ اﻟ ﺪﻋﻮة اﻟﺠﺪﻳ ﺪة وﺗﺴ ﻔﻴﻪ ﻲ ﻟﻬ ﻢ واﻧﺨ ﺪﻋﻮا ﺑ ﺒﻌﺾ آﻠﻤ ﺎت ﻣﻌﺴ ﻮﻟﺔ ﻋ ﻦ ﺁﻟﻬ ﺘﻬﻢ وﺳ ﺠﺪوا ﻣ ﻊ ﻟﻌﻘﻮﻟﻬﻢ وﺗﻬﺪﻳﺪ ﺟﻠ ّ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ؟ ﻓﻬﺬﻩ واﺣﺪة .واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ أن اﻵﻳﺘﻴﻦ اﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺘﻴﻦ ﺗﺠﻌﻼن اﻵﻟﻬﺔ اﻟﺜﻼث ﻣﻨﺎﻃﺎ ﻟﻠﺸﻔﺎﻋﺔ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،وهﻮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﻨﺪﻩ اﻟﻘﺮﺁن ﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﻷي آﺎﺋﻦ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ ﻋﻨﺪ اﷲ . ﺼ ﻠﻬﺎ ﻋ ﻦ اﻵﻳﺘ ﻴﻦ وﻟﻤ ﺎذا ﻧ ﺬهﺐ ﺑﻌﻴ ﺪا ،وﺛﻤ ﺔ ﺁﻳ ﺔ ﻓ ﻲ ﺳ ﻮرة » اﻟ ﻨﺠﻢ « ذاﺗﻬ ﺎ ﻻ َﻳ ْﻔ ِ ت ﻚ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻤﻮا ِ اﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺘﻴﻦ إﻻ ﺧﻤﺲ ﺁﻳﺎت ﺟﺪ ﻗﺼﻴﺮة ﻧﺼﻬﺎ آﺎﻵﺗﻲ » :وآﻢ ﻣﻦ َﻣَﻠ ٍ ﷲ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎء و َﻳ ْﺮﺿَﻲ « ؟ ) اﻟﻨﺠﻢ ( ٢٦ / نا ُ ﻻ ُﺗ ْﻐﻨِﻲ ﺷﻔﺎﻋﺘُﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ إﻻ ﻣﻦ َﺑ ْﻌ ِﺪ أن ﻳﺄذ َ .ﻓﻜﻴ ﻒ ﻳﻘ ﺎل ه ﺬا ﻋ ﻦ اﻟﻤﻼﺋﻜ ﺔ ﻓ ﻲ ذات اﻟﻮﻗ ﺖ اﻟ ﺬي ﺗﺆآ ﺪ ﻓﻴ ﻪ إﺣ ﺪي اﻵﻳﺘ ﻴﻦ اﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺘﻴﻦ أن ﺷﻔﺎﻋﺔ اﻷﺻﻨﺎم اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺴﺎﻟﻒ ذآﺮهﺎ ﺟﺪﻳﺮة ﺑﺎﻟﺮﺟﺎء ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﻌﻠﻴ ﻖ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻲ إذن اﷲ ؟ أﻣﺎ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻬﻲ أن اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ أﻓﻀﻞ اﻟﺼ ﻠﻮات واﻟﺘﺴ ﻠﻴﻢ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻣ ﻦ ﺷ ﻴﻤﺘﻪ اﻟﺘﺮدد ﺣﺘﻲ ﻳﻘﺎل إﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﺬﺑﺬﺑﺖ ﻗﺪﻣﺎﻩ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻄﺮﻳﻖ وﺗﺮاﺟﻊ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﺒﺎدﺋﻪ . إن ﺻﻼﺑﺔ اﺳﺘﻤﺴﺎآﻪ ﺑﺪﻳﻨﻪ ﻟﻬﻲ ﻣﻀﺮب اﻟﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺻﻔﺎء اﻟﻴﻘﻴﻦ واﻟﺸﺠﺎﻋﺔ اﻟﻤﺜﻠﻲ .ﺑﻞ إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻨﻪ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺘﺬﺑﺬب وﻻ ﻓﻲ اﻟﺤ ﺮب ﺣﻴ ﺚ ﻳﻌﻴ ﺪ اﻹﻧﺴ ﺎن داﺋﻤ ﺎ ﺣﺴ ﺎﺑﺎﺗﻪ . ﻷﻣَﺘ ﻪ وواﻓ ﻖ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺨ ﺮوج ﻟﻤﻼﻗ ﺎة ﻣﺸ ﺮآﻲ ﻗ ﺮﻳﺶ ﺧ ﺎرج وﻟﻘ ﺪ رأﻳﻨ ﺎﻩ ) وﻗ ﺪ ﻟ ﺒﺲ ْ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺰﻣﻮا ﻋﻠﻲ ﻣﻬﺎﺟﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﺰوة أﺣﺪ ،وآﺎن ﻳﺮي اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻴﻬﺎ واﻟﺘﺤﺼﻦ ﺑﺪاﺧﻠﻬﺎ ( ﻳﺮﻓﺾ اﻟﺮﺟﻮع ﺣ ﻴﻦ أﺑ ﺪي اﻟﻨ ﺪ َم ﻣ ﻦ ﺧ ﺎﻟﻔﻮﻩ ﻓ ﻲ اﻟﺘﺤﺼ ﻦ داﺧ ﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ، )( ٣٧ ﻷﻣَﺘ ﻪ أن ﻳﻀ ﻌﻬﺎ ﺣﺘ ﻲ ﻳﻘﺎﺗ ﻞ ‹‹ ﻗﺎﺋﻼ ﻗﻮﻟﺘﻪ اﻟﺸﻬﻴﺮة » :ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺒ ﻲ إذا ﻟ ﺒﺲ ْ ﺟ ﺎﻩ ﻋﻤ ﻪ أﺑ ﻮ ﻃﺎﻟ ﺐ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻣ ﺮة أن ﻳﺨﻔ ﻒ ﻣ ﻦ ﻞ ﺗﺮ ّ ﻓﻤﺎ ﻋﺪا إذن ﻣﻤﺎ ﺑﺪا ؟ وﻣﻦ َﻗ ْﺒ ُ ﻋ ﱠﺒﺎدهﺎ ﻓﺮﻓﺾ رﻓﻀ ﺎ ﻗﺎﻃﻌ ﺎ وﺻ ﺎح ﻗ ﺎﺋﻼ » :واﷲ ﻟ ﻮ وﺿ ﻌﻮا ﻣﻮﻗﻔﻪ ﺗﺠﺎﻩ اﻷﺻﻨﺎم و ُ اﻟﺸﻤﺲ ﻓ ﻲ ﻳﻤﻴﻨ ﻲ واﻟﻘﻤ ﺮ ﻓ ﻲ ﻳﺴ ﺎري ﻋﻠ ﻲ أن أﺗ ﺮك ه ﺬا اﻷﻣ ﺮ ﺣﺘ ﻲ ﻳﻈﻬ ﺮﻩ اﷲ أو أهﻠﻚ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﺗﺮآﺘﻪ ‹‹) . (٣٨أﻓﺒﻌﺪ أن ﻋﻀّﺪﻩ ﻋ ُﻤﻪ آﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﺪة ،وﺑﻌ ﺪ أن وﻗ ﻒ ﻣﻌ ﻪ ﺑﻨ ﻮ هﺎﺷ ﻢ وﺑﻨ ﻮ اﻟﻤﻄﻠ ﺐ ﻣﺴ ﻠﻤُﻬﻢ وآ ﺎﻓﺮُهﻢ )إﻻ أﺑ ﺎ ﻟﻬ ﺐ( وﺗﺤ ﱡﻤﻠ ﻮا ﻣ ﻦ أﺟﻠ ﻪ ﻗﺴ ﻮة ﺸ ﻌْﺐ ﺷ ﻬﻮرا ﻋ ﺪ ًدا ،ﻳﺘﺮاﺟ ﻊ ه ﻮ ه ﺬا اﻟﺘﺮاﺟ ﻊ اﻟﻤﺸ ﻴﻦ ؟ اﻟﺤﺼ ﺎر واﻟﻤﻘﺎﻃﻌ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟ ﱢ )(٣٩ وﻣﺘﻲ ؟ ﺑﻌﺪ أن ﻋ ﱠﺰ اﻹﺳﻼم ﺑﺪﺧﻮل اﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺻﻨﺎدﻳﺪ ﻣﻜ ﺔ ﻓﻴ ﻪ :ﻋﻤ ﺮ ﺑ ﻦ اﻟﺨﻄ ﺎب ) ( ٣٧اﺑﻦ هﺸﺎم ١٦ / ٣ /ـ .١٧ ) (٣٨اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٢٤٠ /١ / ) (٣٩ﻳﺨﻄﺊ ﺷﺎرل ﻟﻮدي ) ( Ch. Leditهﻨﺎ ﺧﻄﺄ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎ ﻓﺎﺣﺸﺎ ،إذ ﻳﺆﺧﺮ إﺳﻼم ﻋﻤﺮ إﻟﻲ ﻣﺎﺑﻌﺪ ﺣﺎدﺛﺔ اﻟﻐﺮاﻧﻴﻖ اﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺔ ،وﻳﺠﻌﻞ ﻟﺪﺧﻮﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺗﺄﺛﻴﺮا ﺣﺎﺳﻤﺎ ﻋﻠ ﻲ ﺷﺨﺼ ﻴﺔ اﻟﺮﺳ ﻮل ﺖ ﻋﻨﺪﺋﺬ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺑﺎﻷﺻﻨﺎم وأﺻﺒﺤ ـﺖ دﻋﻮﺗ ﻪ ﺧﺎﻟﺼ ﺔ ﻟﻠﻮﺣﺪاﻧﻴ ﺔ ﺣﺴ ﺒﻤﺎ ﻗ ﺎل )ص٩٦ / ،إذ ﺑ ّ – . ( ٩٧ﺑﻞ إﻧﻪ أﻳﻀﺎ ﻳﺠﻌ ﻞ ﺳ ﻮرة » اﻟﻜ ﺎﻓﺮون « ﺗﺼ ﺤﻴﺤﺎ ﻟﻤ ﺎ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ ﺳ ﻮرة » اﻟ ﻨﺠﻢ « ﻗﺒ ﻞ اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ اﻟﻤﺰﻋﻮم اﻟﺬي ﺟﺮي ﻓﻴﻬﺎ .واﻟﺼﻮاب هﻮ أن ﺳﻮرة » اﻟﻜﺎﻓﺮون « ﻗﺪ ﻧﺰﻟﺖ ﻗﺒﻞ ﺳﻮرة » اﻟﻨﺠﻢ« ،ﻟﻢ ﺗﺸﺬ ﻋﻦ ذﻟﻚ رواﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺘ ﻲ وردت ﻓ ﻲ اﻟﻜﺘ ﺎب اﻷول ﻣ ﻦ "ﻣﻘ ﺪﻣﺘﺎن ﻓ ﻲ ﻋﻠﻮم اﻟﻘﺮﺁن" )ﻧﺸﺮ ﺁرﺛﺮ ﭼﻔ ﺮي ( ١١ ، ٨ /ﺧﺎﺻ ًﺔ ﺑﺘﺮﺗﻴ ﺐ ﺳ ﻮر اﻟﻘ ﺮﺁن ﻋﻠ ﻲ ﺣﺴ ﺐ اﻟﻨ ﺰول . ﻓﺘﺄﻣﻞ ! واﻧﻈﺮ آﺬﻟﻚ » اﻹﺗﻘﺎن « ﻟﻠﺴﻴﻮﻃﻲ )( ١٤ ، ١٣/١
وﺣﻤﺰة ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ،وأﺧﺬ ﻳﻔﺸﻮ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ .ﺛﻢ ﻣ ﺎ اﻟ ﺬي دﻓﻌ ﻪ إﻟ ﻲ ه ﺬا اﻟﺘﻨ ﺎزل وﻗﺪ أﺗﺎﻩ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ رﺑﻴﻌﺔ ﻣﻮﻓﺪا ﻣﻦ زﻋﻤﺎء ﻗﺮﻳﺶ ﻳﻌﺮض ﻋﻠﻴﻪ ،ﻋﻠﻲ ﻃﺒﻖ ﻣﻦ ذهﺐ ، اﻟﻤﺎل واﻟﺮﺋﺎﺳ ﺔ ﻓ ﺮﻓﺾ أن ﻳﺠﻴﺒ ﻪ ،ﻣﻜﺘﻔﻴ ﺎ ﺑﻘ ﺮاءة ﺻ ـﺪر ﺳ ـﻮرة » اﻟﺴ ﺠﺪة « ﺑﺂﻳﺎﺗ ﻪ اﻟﺘﻲ زﻟﺰﻟﺖ ﻗﻠﺐ ﻋﺘﺒﺔ ﺣﺘﻲ ﻟﻘﺪ رﺟﻊ إﻟﻲ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﺑﻮﺟﻪ ﻏﻴﺮ اﻟﺬي اﻧﺼﺮف ﺑ ﻪ ﻋ ﻨﻬﻢ ؟ ) . (٤٠إن اﻟﺮﺳﻮل ﻟﻢ ﻳﺘﺴﺎهﻞ ﻳﻮﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،ﺣﺘﻲ وﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ آﺎﻧﺖ اﻟﻌﺮب ﺗﺘﻬﺎوي أﻣﺎم دﻋﻮة اﻹﺳﻼم ﻗﺒﻴﻠﺔ إﺛﺮ ﻗﺒﻴﻠﺔ ،واﺗﻀﺢ ﺗﻤﺎﻣﺎ أن دﻳﻦ اﷲ ﻏﺎﻟﺐ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻲ ذﻟ ﻚ .ﻟﻘ ﺪ أﻋﻔ ﻲ ﻗﻮﻣ ﺎ ﻣ ﺜﻼ ﻣ ﻦ اﻟﺰآ ﺎة ،وأﻋﻔ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻨ ﺎس ﻣ ﻦ اﻻﻟﺘ ﺰام ﺑﺨﻤ ﺲ ﺻ ﻠﻮات آ ﺎﻣﻼت ،وﻟﻜﻨ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻮاﻓ ﻖ ﺛﻘﻴ ًﻔ ﺎ ﻋﻠ ﻲ أن ﻳُﺒﻘ ﻲ ﻟﻬ ﺎ وﺛﻨﻬ ﺎ وﻟ ﻮ ﺷ ﻬﺮا واﺣ ﺪا ﻋ ﺮِف ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻌﺪﻩ أن ﻳﻔﻌﻞ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﺎء) .(٤١إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺸﺄ اﻟﺘﺪرج ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻣﻊ ﻣﺎ ُ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ أﻧﻪ آﺎن آﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﺄﺧﺬ اﻟﻨﺎس ﺑﻪ .ﻓﺈذا آﺎن ﻟﻢ ﻳﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻲ ﺷﻲء ﻣﻦ ذﻟﻚ ،وهﻮ أﻗ ﻞ أﻟ ﻒ ﻣ ﺮة ﻣ ﻦ ﺗﻤﺠﻴ ﺪﻩ ﺑﻨﻔﺴ ﻪ وﻓ ﻲ ﻗﺮﺁﻧ ﻪ اﻟ ﻼت واﻟﻌ ﺰي وﻣﻨ ﺎة واﻋﺘﺮاﻓ ﻪ ﺑ ﺄن ﺷﻔﺎﻋﺘﻬﻦ ﻣﺮﺗﺠﺎة ،وآﺎن ذﻟﻚ ﻓﻲ أواﺧﺮ ﺣﻴﺎﺗﻪ وﺗﻤ ﱡﻜ ﻦ ﺳ ﻠﻄﺎﻧﻪ واﻃﻤﺌﻨﺎﻧ ﻪ إﻟ ﻲ أﻧ ﻪ ﻻ ردة ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ إﻟ ﻲ اﻟﻮﺛﻨﻴ ﺔ ،ﻓﻜﻴ ﻒ ﻣ ﺎﻷ اﻟﻜﻔ ﺎ َر ﻋﻠ ﻲ وﺛﻨﻴ ﺘﻬﻢ وه ﻮ ﻻ ﻳ ﺰال ﻓ ﻲ أول اﻟﻄﺮﻳﻖ وآﻠﻪ ﺣﻤﺎﺳﺔ وﻧﺎر ﻣﺸﺘﻌﻠﺔ ؟ ﺛ ﻢ أﻳﻜ ﻮن أﺗﺒﺎﻋ ﻪ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻓ ﺮوا ﺑ ﺪﻳﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﺗﻌ ﺬﻳﺐ ﻗﺮﻳﺶ إﻟﻲ اﻟﺤﺒﺸﺔ أﺷﺠﻊ ﻣﻨﻪ وهﻢ اﻟﺬﻳﻦ آ ﺎﻧﻮا ﻳﺴ ﺘﻤﺪون ﻣﻨ ﻪ اﻟﺜﻘ ﺔ واﻹﻳﻤ ﺎن واﻟﺼ ﺒﺮ ﻋﻠ ﻲ اﻟ ﺒﻼء ؟ ﻟﻘ ﺪ ﺻ ﻤﺪوا ﻓ ﻲ وﺟ ﻪ اﻟﻤ ﺆاﻣﺮة اﻟﺘ ﻲ دﺑﺮه ﺎ ﻟﻬ ﻢ رﺳ ﻮﻻ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻋﻨ ﺪ اﻟﻨﺠﺎﺷ ﻲ وﺑﻄﺎرﻗﺘ ﻪ ،إذ ﺟ ﻲء ﺑﻬ ﻢ ﻟﻴﻌﺮﺿ ﻮا ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤ ﻺ ﻓ ﻲ اﻟ ﺒﻼط اﻟﻤﻠﻜ ﻲ دﻳ ﻨﻬﻢ وﻋﻘﻴ ﺪﺗﻬﻢ ﻓ ﻲ ﻋﻴﺴ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻓﻠ ﻢ ﻳﻜﺘﻤ ﻮا ﻣﻨﻬ ﺎ ﺣﺮﻓ ﺎ وه ﻢ اﻷﻏ ﺮاب اﻟﻤﺸ ﱡﺮدون اﻟﻤﺤﺘ ﺎﺟﻮن إﻟ ﻲ ﺗﻤﻠ ﻖ ﻣﺸ ﺎﻋﺮ ﻣﻀ ﻴّﻔﻴﻬﻢ وﻟ ﻮ ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ اﻟﺘﻌﺒﻴ ﺮ اﻟ ﺮوّاغ ﻋ ﻦ رأي اﻹﺳﻼم ﻓﻲ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺻﻠﻮات اﷲ وﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ. ﻟﻘﺪ ذآﺮ اﺑﻦ اﻟﺴﺎﺋﺐ اﻟﻜﻠﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻋﺸﺮة ﻣﻦ آﺘﺎب» اﻷﺻﻨﺎم «أن ﻗﺮﻳﺸﺎ ت واﻟ ُﻌ ﺰّي ،وﻣﻨ ﺎ َة اﻟﺜﺎﻟﺜ ﺔ اﻷﺧ ﺮي ،ﻓ ﺈﻧﻬﻦ آﺎﻧ ﺖ ﺗﻄ ﻮف ﺑﺎﻟﻜﻌﺒ ﺔ وﺗﻘ ﻮل » :واﻟ ﻼ ِ ﻖ اﻟﻌﻠ ﻲ ،وإن ﺷ ﻔﺎﻋﺘَﻬﻦ ﻟ ُﺘ ْﺮﺗَﺠ ﻲ « ،وأﻧﻬ ﺎ آﺎﻧ ﺖ ﺗﻌﺘﻘ ﺪ أﻧﻬ ﻦ ﺑﻨ ﺎت اﷲ)ﻋ ﺰ اﻟﻐﺮاﻧﻴ ُ وﺟﻞ ﻋ ﻦ ذﻟ ﻚ( وأﻧﻬ ﻦ ﻳﺸ ﻔﻌﻦ إﻟﻴ ﻪ ،ﻓﻠﻤ ﺎ ﺑﻌ ﺚ اﷲ رﺳ ﻮﻟﻪ أﻧ ﺰل ﻋﻠﻴ ﻪ » :أﻓ ﺮأﻳﺘُﻢ ت واﻟ ُﻌﺰّي $وﻣﻨﺎة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ اﻷُﺧﺮي ؟ $أﻟﻜﻢ اﻟﺬّ َآ ُﺮ وﻟﻪ اﻷﻧﺜ ﻲ ؟ $ﺗﻠ ﻚ إذن ﻗِﺴ ﻤﺔ اﻟﻼ َ ﻦ ﺳ ﻠﻄﺎن« . ن هﻲ إﻻ أﺳ ﻤﺎ ٌء ﺳ ﻤﻴﺘﻤﻮهﺎ أﻧ ﺘﻢ وﺁﺑ ﺎؤآﻢ ﻣ ﺎ أﻧ ﺰل اﷲ ﺑﻬ ﺎ ِﻣ ْ ﺿﻴﺰَي $إ ْ واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن هﺬا هﻮ اﻷﺷﺒﻪ ﺑﺄن ﻳﻜ ﻮن ه ﻮ اﻟﺼ ﻮاب .وﻳﺒ ﺪو أن أﺣ ﺪ اﻟﺰﻧﺎدﻗ ﺔ ﻗ ﺪ أﺧ ﺬ ه ﺬﻩ اﻟﺮواﻳ ﺔ وﺣﺮﻓﻬ ﺎ ،واﺿ ﻌﺎ آ ﻼم ﻗ ﺮﻳﺶ ﻓ ﻲ أﺻ ﻨﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻟﺴ ﺎن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ ض اﻟﺤ ﺎﺋﻂ ﺑﻜ ﻞ ه ﺬا ﻋ ْﺮ َ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم .وﻟﻨﻔﺘ ﺮض أﻧﻨ ﺎ ﺑﻌ ﺪ ه ﺬا آﻠ ﻪ ﻗ ﺪ ﺿ ﺮﺑﻨﺎ ُ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ واﻟﻨﺼّﻲ ،وﻗﻠﻨﺎ إن هﺬﻩ اﻵﻳﺎت ﻗﺪ ﺟﺮت ﻓﻌـﻼ ﻋﻠﻲ ﻟﺴﺎن اﻟﺮﺳﻮل ، ﻓﻬﻞ ﻳﻌﻨـﻲ ذﻟﻚ ﺗﺬﺑﺬﺑﺎ ﻓـﻲ إﻳﻤـﺎﻧﻪ ؟ أم هﻞ اﻷﺣ ﺮي أن ﻧﻔﺴ ـﺮهﺎ ﺑﺄﻧﻬ ﺎ زﻟ ﺔ ﻟﺴ ـﺎن ﻣﻤ ﺎ ﻧﻘ ﻊ ﻓﻴ ﻪ ﺟﻤﻴﻌ ﺎ آ ﻞ ﻳ ﻮم ،وﻋ ﺬرﻩ أن ه ﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤ ﺎت اﻟﻤﺰﻋﻮﻣ ﺔ ،ﻣ ﻦ آﺜ ﺮة ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻟﻠﺘﺄآﺪ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻐﻠﻄﺔ اﻟﺒﻠﻘﺎء اﻟﻤﺮﻳﺒﺔ ! وأﻳﻀﺎ » اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻤﺠﻴﺪ « ﻟﻤﺤﻤﻮد اﻟﺸﺮﻗﺎوي ) ص ٥٠ / ٥٥ ، ٦٥ ،ﺑﻬﺬا اﻟﺘﺮﺗﻴ ﺐ ( ،وﻟﺴ ﻮف ﺗ ﺮي ﺑﻌ ﺪ ه ﺬا اﻻﺳﺘﻘﺼ ﺎء أن » اﻟ ﻨﺠﻢ « ﻗ ﺪ ﻧﺰﻟ ﺖ ﺑﻌ ﺪ » اﻟﻜﺎﻓﺮون « ﻻ اﻟﻌﻜﺲ. ) (٤٠اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم ٢٦١ / ١ /ـ .٢٦٢ ) (٤١اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ .١٣٧ / ٤ /
اﻟﻘﺮﺷﻴﻮن ﻳﺮددوﻧﻬﺎ أﻣﺎﻣﻪ ،ﻗﺪ ﻋﻠﻘﺖ ﺑﺬهﻨﻪ ﻓﺠﺮي ﺑﻬ ﺎ ﻟﺴ ﺎﻧﻪ ﻓ ﻲ ﻟﺤﻈ ﺔ ﻣ ﻦ ﻟﺤﻈ ﺎت اﻟﺴﻬﻮ وﻟﻜﻨﻪ ﺳﺮﻋـﺎن ﻣﺎ ﺗﻨﺒـﻪ ﻟﻬﺎ ﻓﺘﺮاﺟﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻠﺼﻖ ﺑﺪﻳﻨﻪ ؟ أﻗﻮل هﺬا ﺑ ﺮﻏﻢ ﺗﻔﻨﻴﺪي ﻟﻬـﺎ ،وذﻟﻚ ﻗﻄﻌـﺎ ﻟﻠﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻲ ذوي اﻟﻠﺠﺎﺟﺔ اﻟﻤﻜﺎﺑﺮﻳﻦ .وﻟﻜﻲ أﺧﻔﻒ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻋﻠﻲ ﺿﻤﻴﺮ اﻟﻤﺴﻠـﻢ أذآّﺮﻩ ﺑﺰﻟﺔ اﻟﻠﺴـﺎن اﻟﺘﻲ وﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ أﺣﺪ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ اﻷﺗﻘﻴﺎء ،وآﺎﻧ ﺖ ﻗﺪ ﺿﻠﺖ ﻧﺎﻗﺘﻪ آﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺸﺮﻳﻒ ،ﻓﻠﻤﺎ وﺟﺪهـﺎ اﻧﻄﻠﻖ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻟﻴﺸﻜﺮ رﺑ ﻪ ، اﻟﺬي ردهﺎ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺈذا ﺑـﻪ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﻔﺮﺣﺔ ﻳﻀﻄﺮب ﻗﺎﺋﻼ » :ﺷﻜﺮا ﻳﺎﻋﺒﺪي ! أﻧﺎ رﺑ ﻚ « ،واﻟﻤﻘﺼﻮد اﻟﻌﻜﺲ ﻃﺒﻌﺎ .وهﻲ ،ﻟﻮ ﺣﺎﺳﺒﻨﺎﻩ ﻋﻠﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ،أﻓﺪح ﻣﻦ زﻟﺔ اﻟﻠﺴﺎن اﻟﻤﻔﺘﺮﺿﺔ ﻓﻲ رواﻳﺔ اﻟﻐﺮاﻧﻴﻖ. ﻓﺈذا اﻧﺘﻘﻠﻨﺎ إﻟﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ،وهﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻬﻤ ﻪ ﻣ ﻦ ﻳﺴ ﻠّﻢ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ ﺑﺼ ﺪﻗﻪ وأﻣﺎﻧﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻒ اﻷول ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺪﻋﻮة ﺑﺄﻧﻪ اﻃّﺮح ﻋﻦ ﺿﻤﻴﺮﻩ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺆﻧﺔ اﻟﺼﺪق واﻷﻣﺎﻧﺔ ،وﺟ ﺪﻧﺎ أن أه ﻢ ﻣ ﺎ ا ﱡﺗ ِﻬ ﻢ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﺑ ﻪ ه ﻮ ﻗﺴ ﻮﺗﻪ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻴﻬ ﻮد ، وﻋﺪم اﺣﺘﺮاﻣﻪ ﻟﻠﻤﻌﺎهﺪات اﻟﺘﻲ ﻋﻘﺪهﺎ ﻣﻊ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ،وﺗﺴﺎهﻠﻪ) ﻣﺮة أﺧﺮي ،ﻻﺣﻆ ( ﻓﻲ ﻗﻀ ﻴﺔ اﻟﻮﺣﺪاﻧﻴ ﺔ ،إذ أﺑﻘ ﻲ ﻓ ﻲ ﻓﺮﻳﻀ ﺔ اﻟﺤ ﺞ ﻋﻠ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺸ ﻌﺎﺋﺮ اﻟﻮﺛﻨﻴ ﺔ ،ﺛ ﻢ اﻻﻧﻐﻤﺎس ﻓﻲ ﺷﻬﻮات اﻟﺠﻨﺲ. ﻓﺄﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﻮﻗﻔﻪ ﻣﻦ اﻟﻴﻬﻮد ﻓﻘﺪ أدﺧﻠﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎهﺪة اﻟﺘﻲ ﻋﻘﺪهﺎ ﻣﻊ آﻞ اﻷﻃﺮاف اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺁﻧﺬاك وﺳﻮّي ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺠﻤﻴﻊ ،وأﻟﺰﻣﻬﻢ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻳﺪا ﺸ ّﺮ .وﻟﻢ ﺗﻜﻦ هﺬﻩ اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ،ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻴﻬﻮد ،ﻣﻊ ﻏﻴ ﺮهﻢ ﻣ ﻦ واﺣﺪة ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪهﻢ ِﺑ َ ﺳﻜﺎن اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﻣﺴﺖ أﻳﻀﺎ ﻋﻼﻗﺘﻬﻢ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺒﻌﺾ ،إذ آﺎﻧﻮا ﻓ ﻲ اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ ، ﻗﺒﻞ أن ﻳﻘﺪم ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ،ﻣﺘﻌﺎدﻳﻦ ﻣﻨﻘﺴﻤﻴﻦ ﻳﺮي ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻨﻬﻢ أن ﻟﻪ ﻓﻀﻼ ﻋُﻠﻮا ﻋﻠﻲ إﺧﻮان اﻟﺪﻳﻦ واﻟﻮﻃﻦ ﺣﺘﻲ ﻓﻲ اﻟ ﺪ ﱠﻳﺎت ،ﻓﺄﺑﻄﻠ ﺖ اﻟﻤﻌﺎه ﺪة ه ﺬا آﱠﻠ ﻪ .ﻓ ﺈذا وُ ﻲ أﺿﻔﻨﺎ إﻟﻲ ذﻟﻚ أن اﻟﻨﺒﻲ ﻟﻢ ﻳﺠﺒﺮهﻢ ﻋﻠﻲ اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻨﺎ آﻴﻒ أن ﻣﺎ ا ْﺑُﺘِﻠ َ ﺑﻪ اﻟﺮﺳﻮل واﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻣ ﻦ ِﻗ َﺒ ﻞ ه ﺆﻻء اﻟﻘ ﻮم ﻣ ﻦ ﻏ ﺪ ٍر آ ﺎن ﺳ ﺨ ًﻔﺎ ﺷ ﺪﻳ ًﺪا ﻓ ﻮق آﻮﻧ ﻪ ﺧﻴﺎﻧ ًﺔ ﻻ ﺗﻐﺘﻔ ﺮ .وﻟﻘ ﺪ آ ﺎن اﻟﺮﺳ ﻮل رﺣﻴﻤ ﺎ ﻣ ﻊ ﺑﻨ ﻲ اﻟﻨﱠﻀ ﻴﺮ وﺑﻨ ﻲ َﻗ ْﻴﻨُﻘ ﺎع ﻓ ﺎآﺘﻔﻲ ﻈﺔ ،وآﺎﻧ ﺖ ﺟ ﺮﻳﻤﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ إﻟﻲ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻄﺮد ،إﻟﻲ أن ﺟﺎء دور ﺑﻨﻲ ُﻗ َﺮ َﻳ ْ ﺧﻮّة اﻟ ﻮﻃﻦ هﻲ اﻟﺨﻴﺎﻧﺔ اﻟﻌﻈﻤﻲ ،إذ اﻧﻘﻠﺒﻮا أﺛﻨﺎء ﺣﺮب اﻟﺨﻨﺪق ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺮﻏﻢ ُأ ُ وﺑ ﺮﻏﻢ اﻟﻤﻌﺎه ﺪة اﻟﻮﺛﻴﻘ ﺔ اﻟﺘ ﻲ آﺎﻧ ﺖ ﺗ ﺮﺑﻄﻬﻢ ﺑﻬ ﻢ ،ﻳﺮﻳ ﺪون أن ﻳﺴﺘﺄﺻ ﻠﻮا ﺷ ﺄﻓﺘﻬﻢ وﻳﻤﺤﻘﻮهﻢ ﻣﻊ دﻳﻨﻬﻢ ﻣﺤﻘﺎ ،ﻣﻊ أن هﺬﻩ اﻟﻤﻌﺎهﺪة آﺎﻧ ﺖ ﺗﻮﺟ ﺐ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ أن ﻳﺤ ﺎرﺑﻮا ﻣ ﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ) (٤٢ﻓﻤﺎ اﻟﺬي آﺎن ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻲ اﻟﺮﺳ ﻮل أن ﻳﻔﻌﻠ ﻪ ؟ ه ﻞ آ ﺎن ﻋﻠﻴ ﻪ أن ﻳﺮ ّﺑ ﺖ ﻋﻠﻲ ﻇﻬﻮرهﻢ وﻳﻌﺘ ﺬر ﻟﻬ ﻢ ﻋ ّﻤ ﺎ ارﺗﻜﺒ ﻮﻩ ﻣ ﻦ ﺧﻴﺎﻧ ﺔ ﺑﺸ ﻌﺔ ﻓ ﻲ ﺣﻘ ﻪ وﺣ ﻖ دﻳﻨ ﻪ وﺣ ﻖ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ؟ إن أﺣﺪ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻣﺜﻼ ﻳﺘﻌﺠﺐ آﻴﻒ أن دﻳﻨًﺎ ﻳﺪّﻋﻲ أن إﻟﻬﻪ ه ﻮ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﺒﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ اﻟﺮﺳﻮل) ، (٤٣ﻣﺘﺠﺎهﻼ أﻧﻬﻢ ﻗ ﺪ ﺧ ﺎﻧﻮا اﻟﻌﻬ ﺪ ،وآ ﺎن ﻦ اﻟﺠﺪﻳ ُﺮ إذن ﺑ ﺄن ﺗﺨﻄﻴﻄﻬﻢ أن ﻳﺰﻳﻠﻮا اﻹﺳﻼم واﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻠﻲ وﺟﻪ اﻷرض .ﻓ َﻤ ِ ﻳﺸ ُﻌﺮ ﺗﺠﺎهﻪ هﺬا اﻟﻤﺴﺘﺸﺮق ﺑﺎﻟﺮﺛﺎء ؟ إﻧﻬﻢ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﺑﻜ ﻞ ﺗﺄآﻴ ﺪ ،اﻟ ﺬﻳﻦ ﻟ ﻮ ،ﻻ ﻗ ﺪر ) (٤٢اﻧﻈ ﺮ ﻧ ﺺ اﻟﻤﻌﺎه ﺪة ﻓ ﻲ اﺑ ﻦ هﺸ ﺎم ) ١٠٦ /٢ـ . ( ١٠٨واﻧﻈ ﺮ آ ﺬﻟﻚ Virgil Gheorghiuﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ " ) " La Vie de Mahometص. ( ٢٦٤- ٢٦٣ / ) (٤٣أﻟﻔﺮﻳﺪ ﺟﻴﻮم .٤٨ /
اﷲ ،اﺳﺘﻄﺎع اﻟﻴﻬﻮد ﺗﻨﻔﻴ ﺬ ﺧﻄ ﺘﻬﻢ اﻟﺘ ﻲ اﺷ ﺘﺮآﻮا ﻓﻴﻬ ﺎ ﻣ ﻊ ﻗ ﻮي اﻟﺸ ﺮك واﻟﻮﺛﻨﻴ ﺔ ﻣ ﻦ ﺟﻤﻴﻊ أرﺟﺎء اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻗﻀﻮا ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻣ ﺎ رأﻳﻨ ﺎ ﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﻜﺎﺗ ﺐ دﻣﻌ ﺔ ﻒ واﺑﺘﻬﺎج .إن اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻳﺪّﻋﻮن داﺋﻤﺎ )آ ﺬﺑﺎ( أن اﻟﺘﻮﺣﻴ ﺪ ُﺗ ْﺬرَف ،ﺑﻞ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺗﺸ ﱟ )(٤٤ أﺗﻌ ﺮف ﻣ ﺎذا آ ﺎن اﻟﻴﻬ ﻮد ﻓﺎﻋﻠﻴ ﻪ ﻋﻨ ﺪ اﻟﻴﻬ ﻮد أﻇﻬ ﺮ ﻣﻨ ﻪ ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم وأﺻ ﻔﻲ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺣﻜﻢ اﻟﺘﻮراة) اﻟﺘ ﻲ أوﺣﺎه ﺎ إﻟ ﻲ ﻧﺒ ﻴﻬﻢ إﻟﻬﻬ ﻢ اﻟ ﺬي ﻳﻮﺣّﺪوﻧ ﻪ ﻋﻠ ﻲ ه ﺬا اﻟ ﺰﻋﻢ ﺧﻴ ﺮا ﻣﻤ ﺎ ﻳﻮﺣ ﺪ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن رب اﻟﻌ ﺎﻟﻤﻴﻦ( ﻟ ﻮ أﻧﻬ ﻢ ه ﻢ اﻟ ﺬﻳﻦ اﻧﺘﺼ ﺮوا وﻓﺘﺤ ﻮا ﺑ ﻼد اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ؟ ﺗﻘﻮل اﻟﺘﻮراة » :ﺣﻴﻦ ﺗﻘﺮب ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﺤﺎرﺑﻬﺎ اﺳﺘﺪﻋﻬﺎ إﻟﻲ اﻟﺼﻠﺢ ، ﻓﺈن ...ﻟﻢ ﺗﺴﺎﻟﻤﻚ ﺑﻞ ﻋﻤﻠﺖ ﻣﻌﻚ ﺣﺮﺑﺎ ﻓﺤﺎﺻﺮهﺎ ،وإذا دﻓﻌﻬﺎ اﻟﺮب إﻟﻬﻚ إﻟ ﻲ ﻳ ﺪﻳﻚ ﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻓﺎﺿ ﺮب ﺟﻤﻴ ﻊ ذآﻮره ﺎ ﺑﺤ ّﺪ اﻟﺴ ﻴﻒ .وأﻣ ﺎ اﻟﻨﺴ ﺎء واﻷﻃﻔ ﺎل واﻟﺒﻬ ﺎﺋﻢ وآ ﱡ ﻞ ﻏﻨﻴﻤﺘﻬﺎ ﻓﺘﻐﺘﻨﻤﻬ ـﺎ ﻟﻨﻔﺴ ﻚ وﺗﺄآ ﻞ ﻏﻨﻴﻤ ﺔ أﻋ ﺪاﺋﻚ اﻟﺘ ﻲ أﻋﻄ ﺎك اﻟ ﺮب إﻟﻬ ﻚ. اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ آ ّ وهﻜﺬا ﺗﻔﻌﻞ ﺑﺠﻤﻴ ﻊ اﻟﻤ ﺪن اﻟﺒﻌﻴ ﺪة ﻣﻨ ﻚ ﺟ ﺪا اﻟﺘ ﻲ ﻟﻴﺴ ﺖ ﻣ ﻦ ﻣ ﺪن ه ﺆﻻء اﻷﻣ ﻢ هﻨ ﺎ( . وهﻮ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ،ﻷﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧ ﻮا ﺑﺎﻟﻨﺴ ﺒﺔ ﻟﻠﻴﻬ ﻮد ،اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺠ ﺎوروﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ،ﻣﻦ اﻷﻣﻢ اﻟﺒﻌﻴﺪة ،ﺑ ﻞ ﻳﻨﻄﺒ ﻖ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ اﻻﺗ ﻲ ) :وأﻣ ﺎ ه ﻮﻻء اﻟﺸ ﻌﻮب اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻄﻴﻚ اﻟﺮب إﻟﻬﻚ ﻧﺼﻴﺒﺎ ﻓﻼ ﺗﺴﺘﺒﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺴ ﻤﺔ ﻣ ﺎ‹‹ ) .(٤٥أﻓ ﻼ ﻳ ﺮي اﻟﻘ ﺎرئ أن إﻟ ﻪ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ آ ﺎن رﺣﻴﻤ ﺎ ﺑ ﺎﻟﻴﻬﻮد ﺣﺘ ﻲ ﺑﻤﻘﻴﺎﺳ ﻬﻢ ؟ ﻓﻤ ﺎ اﻟ ﺬي أﻧﺴ ﻲ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮق اﻟﺒﺮﻳﻄ ﺎﻧﻲ ه ﺬا وﺟﻌﻠ ﻪ أآﺜ ﺮ َﻣَﻠ ِﻜ ّﻴ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻤِﻠ ﻚ؟ إن واﺣ ﺪا ﻣ ﻦ اﻟﻴﻬ ﻮد ﻋﻠ ﻲ اﻷﻗ ﻞ ه ﻮ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺳﻌﺪي رﻓﺾ أن ﻳﺸ ﺎرآﻬﻢ ﻓ ﻲ ﻏ ﺪرهﻢ اﻟ ﺪﻧﻲء وﻗ ﺎل :ﻻ أﻏ ﺪر ﺑﻤﺤﻤ ﺪ أﺑ ﺪا ) . (٤٦وهﻮ ﻣﻮﻗﻒ رﺟﻮﻟﻲ آﺮﻳﻢ ،إذ إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺸﺄ أن ﻳﻐﺪر ﺑﺎﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ وأﺻﺤﺎﺑﻪ رﺿﻮان اﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ُﺗ ْﺆﺛَﺮ ﻋﻨﻬﻢ ﻏﺪرة وﻟﻮ ﺗﺎﻓﻬﺔ ﻓﻲ ﺣ ﻖ اﻟﻴﻬ ﻮد . ﺠ ّﺪ ،وإن اﻧﺘﻔﺸﻮا اﻧﺘﻔﺎش وﻟﻜﻲ ﻳﺮي اﻟﻘﺎرئ ﻣﺒﻠﻎ دﻧﺎءة اﻟﻘﻮم وﻏﺒﺎﺋﻬﻢ وﺟﺒﻨﻬﻢ ﺳﺎﻋﺔ اﻟ ِ اﻟ ﱢﺪﻳَﻜﺔ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﻮهﻤﻮن أﻧـﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺄﻣﻦ ،أذآﺮ ﻟﻪ أن أﺣﺪهﻢ ،وهﻮ آﻌﺐ ﺑﻦ أﺳ ﺪ ،ﺣ ﻴﻦ ﻓﺮغ ﻟﻬﻢ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﻌـﺪ اﻧﻔﻀـﺎض اﻷﺣﺰاب ﻣﻦ ﺣـﻮل اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ وﺣﺎﺻ ﺮهﻢ ﻻ وﻳﺨﺮﺟ ﻮا ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﺴﻠِﻤـﻮا أو ﻋﻠﻲ اﻷﻗﻞ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا رﺟ ﺎ ً ،ﻋﺮض ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ُﻳ ْ ﻣﺒﺎﻏﺘﺔ ﻣﻦ داﺧـﻞ اﻟﺤﺼﻦ ﻓﻴﺤـﺎرﺑﻮهﻢ ﻣﻮاﺟـﻬﺔ ،ﻟﻜ ﻨﻬﻢ رﻓﻀ ﻮا ذﻟ ﻚ آﻠ ﻪ ،ﻓﻤ ﺎ آ ﺎن ﻣﻨﻪ إﻻ أن ﻗﺎل ﺣﺎﻧﻘﺎ » :ﻣﺎ ﺑﺎت رﺟﻞ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻨﺬ وﻟـﺪﺗﻪ أﻣ ـﻪ ﻟﻴﻠ ًﺔ واﺣ ـﺪة ﻣ ﻦ اﻟـﺪه ـﺮ ﺣﺎز ًﻣ ﺎ‹‹) .(٤٧وهﻨ ـﺎ اﻟﻌﺠ ﺐ آ ﻞ اﻟﻌﺠ ﺐ ،ﺑ ـﻞ هﻨ ﺎ ﻋﺒ ﺮة اﻟﻌﺒ ﺮ ﻳﺴﺘﺨﻠﺼ ﻬﺎ اﻟﺒﺎﺣ ﺚ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ ﻣﻦ اﻟﺼ ﺮاع ﺑ ﻴﻦ اﻹﺳ ﻼم واﻟﻴﻬ ﻮد .ﺗ ﺮي ﻟ ﻮ آ ﺎن اﻟﻴﻬ ﻮد ﻣﺨﻠﺼ ﻴﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺘﻤﺴ ﻚ ﺑ ﺪﻳﻨﻬﻢ واﻟﻜﻔ ﺮ ﺑﻤﺤﻤ ﺪ ﻓِﻠ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﺴ ﺘﻌﻴﻨﻮا ﺑﺮﺑﻬ ـﻢ آﻤ ﺎ آ ﺎن ﻣﺤﻤ ﺪ ﻳﺴ ﺘﻌﻴﻦ ﺑﺮﺑ ﻪ وﻳﻮاﺟﻬﻮا ﻣﺤﻤﺪا ﻣﺮة واﺣﺪة ﻓﻲ ﺣ ﺮب ﺻ ﺮﻳﺤﺔ ﺷ ﺮﻳﻔﺔ ؟ ﻟﻘ ﺪ آ ﺎن ﻣﺸ ﺮآﻮ اﻟﻌ ﺮب ، ﺑﺮﻏﻢ وﺛﻨﻴﺘﻬﻢ ،أﺷﺮف ﻣﻨﻬﻢ وأرﺟﻞ أﻟﻒ ﻣﺮة .أم ﺗﺮي آﺎن اﻟﻴﻬﻮد ﻳﻨﻔﺬون أﻣﺮ رﺑﻬ ﻢ ﺣﻴﻦ وﺿﻌﻮا أﻳﺪﻳﻬﻢ ﻓﻲ أﻳﺪي اﻟﺸﺮك واﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﻟﻴﺤﺎرﺑﻮا ﻣﺤﻤ ﺪا ،اﻟ ﺬي ﺣﺘ ﻲ ﻟ ﻮ ﺳ ﻠﻤﻨﺎ ) (٤٤اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ ﭼﻮزﻳﻒ هﺒﻲ .٧٨٧ / ) (٤٥ﺳﻔﺮ » اﻟﺘﺜﻨﻴﺔ « . ١٦ – ١٠ / ٢٠ ) (٤٦اﺑﻦ هﺸﺎم ١٤٤/٣/ ) (٤٧اﺑﻦ هﺸﺎم ١٤٣ – ١٤٢ / ٣ /
ﺑﺄﻧﻪ رﺳﻮل زاﺋﻒ ﻓﻬﻮ ﻋﻠﻲ آﻞ ﺣ ﺎل ﻳ ﺪﻋﻮ إﻟ ﻲ اﻟﺘﻮﺣﻴ ﺪ وﻳ ﺆﻣﻦ ﺑﻤﻮﺳ ﻲ وﺑﻘﻴ ﺔ أﻧﺒﻴ ﺎء ﺑﻨ ﻲ إﺳ ﺮاﺋﻴﻞ ؟ أﺗ ﺮاهﻢ آ ﺎﻧﻮا ﻣﺼ ﻐﻴﻦ ﻟﻠﺼ ﻮت اﻟﺨ ﺎرج ﻣ ﻦ أﻋﻤ ﺎق ﺿ ﻤﺎﺋﺮهﻢ ﺣ ﻴﻦ أآﺪوا ﻟﻘﺮﻳﺶ أن وﺛﻨﻴﺘﻬﻢ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ دﻳﻦ ﻣﺤﻤﺪ وأﻧﻬﻢ أوﻟ ﻲ ﺑ ﺎﻟﺤﻖ ﻣﻨ ﻪ ؟ ).(٤٨إن إدﻣ ﻮن ﭘﺎور ﻳﺪﻋﻲ ﻋﻠﻲ اﻟﺮﺳﻮل اﻟﻜﺮﻳﻢ أﻧﻪ أآﻞ اﻟﻴﻬﻮد ﻟﻴﻨﻘ َﺬ ﺑﺄﻣﻮاﻟﻬﻢ أﺗﺒﺎﻋﻪ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﺮ ،وﻳﻨﻜ ُﺮ أن ﻳﻜ ﻮن هﻨ ﺎك دﻟﻴ ﻞ ﻋﻠ ﻲ ﺧﻴﺎﻧ ﺔ ﺑﻨ ﻲ ﻗﺮﻳﻈ ﺔ ) .(٤٩وه ﺬا ﻏﻴ ﺮ ﺻ ﺤﻴﺢ ﺑ ﺎﻟﻤﺮة ،وإﻻ ﻻآﺘﻔﻲ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﺈﺟﻼﺋﻬﻢ وﻣﺼﺎدرة أﻣﻮاﻟﻬﻢ أو ﻷﺑﻘﺎهﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﺑﻌ ﺪ أن ﻳﺴﺘﺼ ﻔﻲ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻬﻢ ﻟﺤﺴﺎب أﺗﺒﺎﻋﻪ .أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺨﻴﺎﻧﺔ ﻓﺈﻧﻬﻢ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮوا ﻟﺤﻈﺔ واﺣﺪة ﻓﻲ إﻧﻜﺎرهﺎ .وﻣﻦ اﻟﻤﻀﺤﻚ إذن أن ﻳﺄﺗﻲ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﻤﺴﺘﺸﺮق ﺑﻌﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﻘ ﺮون اﻟﻤﺘﻄﺎوﻟ ﺔ ﻲ أآﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻠﻚ .وأﻣﺎ أﻟﻔﺮﻳﺪ ﺟﻴﻮم ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﺰو ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﻬﻢ وﻳﺘﻈﺎهﺮ ﺑﺄﻧﻪ َﻣﻠَﻜ ّ إﻟﻲ أﻧﻬﻢ رﻓﻀﻮا اﻹﻳﻤﺎن ﺑﻪ وأﺧﺬوا ﻳﺴﺨﺮون ﻣﻨﻪ وﻳﻜﺜﺮون ﻣﻦ ﻣﺠﺎدﻟﺘ ﻪ ،وإﻟ ﻲ أﻧﻬ ﻢ آﺎﻧﻮا ﻣﺘﻔﻮﻗﻴﻦ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ .ﺛﻢ أرﺟﻊ ﻋﺪم إﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺑﻪ إﻟﻲ اﻋﺘﺮاﻓﻪ ﺑﻨﺒﻮة ﻋﻴﺴﻲ .واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن اﻟﺮﺳﻮل ﻟﻢ ﻳﺤﺎول ﻗﻂ أن ﻳﻜ ﺮهﻬﻢ ﻋﻠ ﻲ ﺗ ﺮك دﻳ ﻨﻬﻢ ،آﻤ ﺎ أن ﻧ ﺺ اﻟﻤﻌﺎه ﺪة اﻟﺘ ﻲ ﺳﻠﻔﺖ اﻹﺷﺎرة إﻟﻴﻬﺎ ﻳﺆآﺪ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ) . (٥٠أﻣﺎ اﻟﻴﻬ ﻮد أﻧﻔﺴ ﻬﻢ ﻓ ﺈﻧﻬﻢ آ ﺎﻧﻮا ، ﻗﺒﻞ ﻣﺒﻌ ﺚ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ،ﻳﻬ ﺪدون ﺑ ﻪ اﻷوس واﻟﺨ ﺰرج ،ﻓﻠﻤ ﺎ ﺑﻌﺜ ﻪ اﷲ ﻣ ﻦ اﻟﻌﺮب آﻔﺮوا ﺑﻪ وﺑﺪﻳﻨﻪ وﺗﺮاﺟﻌﻮا ﻋﻤﺎ آﺎﻧﻮا ﻳﻘﻮﻟﻮن .وﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ه ﺬا ﻣﺠ ﺮد ادﻋﺎء ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺴﺠﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﺬي آﺎن ﻳﺘﻠﻲ ﻋﻠﻲ اﻟﻴﻬﻮد وﻟﻢ ﻳﺤﺪث أن اﻋﺘﺮﺿﻮا ﻋﻠﻴﻪ) .(٥١وه ﺬا ﻳﺒ ﻴﻦ ﻟﻨ ﺎ ﺣﻘﻴﻘ ﺔ ﻣ ﻮﻗﻔﻬﻢ ودواﻓﻌﻬ ﻢ ،وﺑﺨﺎﺻ ﺔ إذا ﻋﻠﻤﻨ ﺎ أن ﺑﻌﻀﻬﻢ آﺎن إذا ﻟﻘﻲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ أﻇﻬﺮ اﻹﺳ ﻼم ﻓ ﺈذا ﺧ ﻼ إﻟ ﻲ أﻣﺜﺎﻟ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻴﻬ ﻮد ﻗﺮّﻋ ﻮﻩ وﻃﻠﺒﻮا ﻣﻨﻪ أن ﻳﺨﻔﻲ ﻣﺎ ﻳﻌﻠﻤ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﺤ ﻖ ) ،(٥٢آﻤ ﺎ أن ﺑﻌﻀ ﺎ ﻣ ﻨﻬﻢ آ ﺎن ﻳﻨ ﺘﻬﺞ ﺧﻄ ﺔ ﺟﻬﻨﻤﻴﺔ ﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﺛﻘﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺪﻳﻨﻬﻢ ،إذ آﺎن ﻳﻌﻠﻦ إﺳﻼﻣﻪ أول اﻟﻨﻬﺎر وﻻ ﻳﻜ ﺎد اﻟﻨﻬ ﺎر
) (٤٨اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ١٢٧ / ٣ /وﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﻘﺎرﻧﺔ هﺬا ﺑﻤﻮﻗﻒ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺤ ﺮب ﺑ ﻴﻦ اﻟ ﺮوم و اﻟﻔﺮس ﻓﻲ أواﺋﻞ اﻟﺪﻋﻮة ، ،وآﻴﻒ ﺗﻌﺎﻃﻔﻮا ﻣﻊ اﻟﺮوم ﻷﻧﻬﻢ أهﻞ آﺘﺎب ﻣﺜﻠﻬﻢ ،ﻣﻊ إﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﺣﺮﻓﻮا دﻳﻨﻬﻢ ،وﻣﻊ أن اﻟﺮوم ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﻤﺤﻤﺪ وﻻ آ ﺎن اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻳﻨﺘﻈ ﺮون ﻣ ﻨﻬﻢ ذﻟ ﻚ . ﺻﺤﻴﺢ أن ﻳﻬﻮدا ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ هﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮا هﺬا ﻟﻘﺮﻳﺶ وه ﻢ ﻳﺆﻟﺒﻮﻧﻬ ﺎ وﻏﻴﺮه ﺎ ﻣ ﻦ ﻗﺒﺎﺋ ﻞ اﻟﻌﺮب ﻋﻠﻲ اﻻﺷﺘﺮاك ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺮب ﺗﻘﺼﻢ ﻇﻬﺮ اﻹﺳﻼم وأﺗﺒﺎﻋ ﻪ إﻟ ﻲ اﻷﺑ ﺪ ،إﻻ أن ﻣﻠ ﺔ اﻟﻴﻬ ﻮد آﻠﻬﻢ واﺣﺪة .واﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻲ ذﻟﻚ هﻮ هﺬﻩ اﻟﺨﻴﺎﻧﺔ اﻟﺴﺎﻓﻠﺔ اﻟﺘ ﻲ اﺟﺘﺮﺣﻬ ﺎ ﺑﻨ ﻮ ﻗﺮﻳﻈ ﺔ واﻟﺘ ﻲ ﻟ ﻴﺲ ﻟﻬ ﺎ ﻋﻘﺎب إﻻ اﻹﻋﺪام ،وﺑﺨﺎﺻﺔ أن ﺣﺒﺎل ﺻ ﺒﺮ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠ ﻲ اﻟﻴﻬ ﻮد آﺎﻧ ﺖ ﻗ ﺪ ُﻣ ﱢﺰ َﻗ ﺖ ﺗﻤﺎﻣ ﺎ .وآ ﺎن ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻳﺘﻌﻠﻤﻮا اﻟﺪرس ﻣﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺑﻨﻮ ﻗﻴﻨﻘﺎع وﺑﻨﻮ اﻟﻨﻀﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .ﻟﻜﻨﻬﻢ ،ﺑﻐﺒﺎﺋﻬﻢ وﻗﺼﺮ ﻧﻈ ﺮهﻢ وﺳ ﺨﻒ ﻋﻘ ﻮﻟﻬﻢ وﻗﻠ ﺔ أدﺑﻬ ﻢَ ،وهِﻤ ﻮا أن ﻣﺼ ﻴﺮهﻢ ﻟ ﻦ ﻳﻜ ﻮن أﺳ ﻮأ ﻣ ﻦ ﻣﺼ ﻴﺮ إﺧ ﻮاﻧﻬﻢ اﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ،ﻏﺎﻓﻠﻴﻦ ﻋﻦ أن اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻠﺪغ ﻣﻦ ذات اﻟﺤﺠﺮ ﺛﻼث ﻣﺮات .ورﺑﻤﺎ آﺎن ه ﺬا هﻮ اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ أﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻨﺼﺘﻮا إﻟﻲ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻟﻬﻢ آﻌﺐ ﺑﻦ أﺳﺪ ﻓﻨﺎﻟﻮا ﺟﺰاءهﻢ. ) (٤٩اﻧﻈﺮ ﺟﻮزﻳﻒ هﺒﻲ ٨٠٣ / ) (٥٠اﺑﻦ هﺸﺎم ١٦٦/١/و ١٧٠/٢واﻧﻈﺮ آﺬﻟﻚ آﺘﺎﺑﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم إﻟ ﻲ ﻣﻠ ﻮك ﺣﻤﻴ ﺮ ﺑﻌ ﺪ أن داﻧ ﺖ ﻟﻪ اﻟﺠﺰﻳﺮة آﻠﻬﺎ ،ﻓﻬﻮ ﻳﺆآﺪ ذات اﻟﻤﺒﺪأ )ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺮﺟﻊ . ( ١٧٥/٤/ ) (٥١اﻟﺒﻘﺮة ، ٨٩ /واﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم . ١٤٠ /٢/ ) (٥٢اﻟﺒﻘﺮة ، ٧٦ /واﺑﻦ هﺸﺎم .١٣٣/٢/
ُﻳ َﻮﻟﱢﻲ ﺣﺘﻲ ﻳﻌﻠﻦ آﻔﺮﻩ ) (٥٣أﻓﻬﺬا هﻮ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻨﺤﻬﻢ إﻳﺎهﺎ اﻹﺳﻼم ؟ ﺠ ﺎج ﺤَ أم هﻞ هﺬﻩ ﺗﺼ ﺮﻓﺎت ﻧ ﺎس ﻳﻌﺘﻘ ﺪون ﻓﻌ ﻼ أﻧﻬ ﻢ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺤ ﻖ ؟ ﻟﻘ ﺪ آ ﺎن ﺑــ ـﺎب اﻟ ِ ج اﻟﻌﺎﻗﻞ ﻻ اﻟﺤﺠﺎج اﻟﺴﻔﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ » إن اﷲ ﻓﻘﻴﺮ وﻧﺤﻦ أﻏﻨﻴﺎء ﺤﺠَﺎ ِ أﻣﺎﻣﻬﻢ ﻣﻔﺘﻮﺣًﺎ ،اﻟ ِ « و » ﻳ ﺪ اﷲ ﻣﻐﻠﻮﻟ ﺔ « و » ﻟ ﻦ ﺗﻤﺴ ﻨﺎ اﻟﻨ ﺎر إﻻ أﻳﺎﻣ ﺎ ﻣﻌ ﺪودة « و » ﻧﺤ ﻦ أﺑﻨ ﺎء اﷲ وأﺣﺒﺎؤﻩ « ...إﻟﻲ ﺁﺧﺮ هﺬا اﻟﻬﺮاء اﻟﺬي ﻻ ﻳﺨﻄﺮ إﻻ ﻓﻲ ﻋﻘ ﻮل اﻟﻬ ﺎزﻟﻴﻦ اﻟﻤﺨ ﺮﻓﻴﻦ . ﻟﻜﻦ ﻻ ﻋﺠﺐ ،ﻓﻘﺪ ﻧﺰﻟﻮا ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻋﻠﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻐﺪر واﻟﻨﺬاﻟﺔ اﻟﻤﺘﺄﺻﻠﺔ ﻓﻴﻬﻢ .وﻣﻊ هﺬا ﻓﻘﺪ ﺁﻣﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻹﺳﻼم ﺻﺎدﻗًﺎ ﻃﺎﺋﻔﺔ آﺎن ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ
ﺨ ْﻴﺮِﻳﻖ وﻋ ـﺒﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﺳ ﻼم .أﻣ ﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴ ﺒﺔ إﻟ ﻲ ﺑﻌﺾ أﺣﺒﺎرهﻢ آُﺄ َﺑﻲّ ﺑﻦ آـﻌﺐ ) ( ٥٤وﻣ ُـ َ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺘﻔﻮق اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﺈن أﻣﻮال اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﺘﺘﺮك اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻲ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ أﻳ ﺪي اﻟﻴﻬ ﻮد .وﻣﻌ ﺮوف أن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم آ ﺎن زاه ﺪا ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺎل ، وﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻘﻮل أن ﻳﺨﻄﻂ ﻟﻘﺘﻞ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ ﻟﻴﻮزع ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أﻣﻮاﻟﻬﻢ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ،اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻓﻘﺮاء آﻤﺎ أوﺿﺤﻨﺎ .ﺛﻢ ﻟ ﻮ آﺎﻧ ﺖ اﻟﺮﻏﺒ ﺔ ﻓ ﻲ اﻻﺳ ﺘﻴﻼء ﻋﻠ ﻲ ﻞ ﺑﻨ ﻲ ﻗﻴﻨﻘ ﺎع أو ﺑﻨ ﻲ أﻣﻮال اﻟﻴﻬﻮد هﻲ داﻓﻌﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم إﻟﻲ ﻗﺘﻠﻬﻢ ﻓِﻠ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﻘﺘﻞ ﻣ ﻦ ﻗﺒ ُ اﻟﻨﻀﻴﺮ ؟ وإذا ﻗﻴﻞ إن ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﻐﻴﻆ واﻟﻜﺮاهﻴﺔ ﻋﻨﺪﻩ ﺗﺠﺎﻩ اﻟﻴﻬﻮد آﺎﻧﺖ ﺗﺘﺼﺎﻋﺪ وﺗﺸﺘﺪ ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﺰﻣﻦ ،ﻟﻘﺪ آﺎن اﻷﺣﺮي إذن أن ﻳﻨﻜّﻞ ﺑﻴﻬﻮد ﺧﻴﺒﺮ ،اﻟﺬﻳﻦ ﺣﺎرﺑﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ ،ﺗﻨﻜﻴﻼ ﻻ ﻳﻐﺎدر ﻣﻨﻬﻢ آﺒﻴﺮا وﻻ ﺻﻐﻴﺮا وﻻ رﺟﻼ وﻻ اﻣﺮأة .ﺑﻴ ﺪ أن ﻋﻘﻮﺑﺘ ﻪ ﻟﻬﺆﻻء اﻟﻴﻬﻮد آﺎﻧﺖ أﺧﻒ آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ ﻋﻘﻮﺑﺎت ﻧﻈﺮاﺋﻬﻢ اﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﺑﻞ أﺧﻒ ﻣﻤﺎ ﻃﻠﺒﻮﻩ هﻢ أﻧﻔﺴﻬﻢ ) . (٥٥واﻧﻈﺮ ﻋﺪﻟﻪ واﺣﺘﺮاﻣ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻹرادة اﻟﻴﻬ ﻮدي اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻟ ﻪ دﻳ ﻦ ﻋﻨﺪ ﺟﺎﺑﺮ اﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ورﻓ ﺾ ﺷ ﻔﺎﻋﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻟ ﻪ ﻓﺄﻋﻄ ﺎﻩ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺣﺘ ﻲ أرﺿ ـﺎﻩ ، وآﻴ ﻒ أﻧ ﻪ ﻣ ﺎت ودرﻋ ﻪ ﻣﺮهﻮﻧ ﺔ ﻋﻨ ﺪ ﻳﻬ ﻮدي آ ﺎن ﻗ ﺪ اﺳ ﺘﺪان ﻣﻨ ﻪ ﻃﻌﺎ ًﻣ ﺎ .ﺛ ﻢ إن اﻟﺮﺳﻮل ﻟﻮ آﺎن ﻃﺎﻣﻌًﺎ ﻓﻲ ﺛﺮوات اﻟﻴﻬﻮد ﻟﻤﺎ أﻓﻠﺖ أﻳ ﺔ ﻓﺮﺻ ﺔ ﻳﻤﻜﻨ ﻪ ﻓﻴﻬ ﺎ أن ﻳﺴ ﺘﻮﻟﻲ ﻞ رﻓﻀﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻠﻐﻨﻢ اﻟﺘﻲ آ ﺎن ﻳﺮﻋﺎه ﺎ ﻋﻠﻲ أﻣﻮاﻟﻬﻢ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ رأﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺒ ُ ﺧﺎدم ﻟﻠﻴﻬﻮد وأﺣﻀﺮهﺎ ﻟﻠﺮﺳﻮل ﻋﻨﺪ إﺳﻼﻣﻪ أﺛﻨ ﺎء ﺣﺼ ﺎر ﺧﻴﺒ ﺮ ،ﻓ ﺄﻣﺮﻩ ﺑ ﺄن ﻳﻌﻴ ﺪهﺎ إﻟﻴﻬﻢ .وإﻟﻴﻚ ﻗﺼﺔ أﺧﺮي ﺗﺒ ﻴﻦ إﻧﺼ ﺎﻓﻪ وﺗﺤﺮﱡﺟ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻣ ﻦ أﺧ ﺬ أي ﺷﻲء ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ» :أﺻﻴﺐ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﺨﻴﺒﺮ ،وآﺎن ﺧﺮج إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ أﺻﺤﺎب ﻟﻪ ﻳﻤﺘﺎر ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻤﺮًا ،ﻓ ُﻮﺟِﺪ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﻗﺪ ُآﺴِﺮت ﻋﻨﻘﻪ ﺛﻢ ﻃﺮح ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﺄﺧﺬوﻩ ﻓﻐﻴﺒ ﻮﻩ ﺛ ﻢ ﻗﺪﻣﻮا ﻋﻠﻲ رﺳ ﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﻓ ﺬآﺮوا ﻟ ﻪ ﺷ ﺄﻧﻪ ،ﻓﺘﻘ ﺪم إﻟﻴ ﻪ أﺧ ﻮﻩ ﻋﺒ ﺪ ﺤﻴﱢﺼﺔ اﺑﻨﺎ ﻣﺴﻌﻮد ،وآﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺣ َﻮﻳﱢﺼﺔ و ُﻣ َ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺳﻬﻞ ،وﻣﻌﻪ اﺑﻨﺎ ﻋﻤﻪ ُ ﻣﻦ أﺣﺪﺛﻬﻢ ﺳﻨﺎ ،وآﺎن ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺪم ،وآﺎن ذا ﻗﺪم ﻓﻲ اﻟﻘﻮم .ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻜﻠﻢ ﻗﺒﻞ اﺑﻨﻲ ﻋﻤﻪ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ :آﺒ ﱢﺮ ،آﺒﱢﺮ ) أي دع ﻣﻦ هﻮ أآﺒﺮ ﻣﻨ ﻚ ﻳ ﺘﻜﻠﻢ ( . ﻓﺘﻜﻠﻢ هﻮ ﺑﻌﺪ ،ﻓﺬآﺮوا ﻟﺮﺳﻮل اﷲ َﻗﺘْﻞ ﺻ ﺎﺣﺒﻬﻢ ﻓﻘ ﺎل رﺳ ﻮل :أﺗﺴ ﻤّﻮن ﻗ ﺎﺗﻠﻜﻢ ) أي ) (٥٣ﺁل ﻋﻤﺮان . ٧٢/ ) ( ٥٤اﻟﺰرآﻠ ﻲ /اﻷﻋ ﻼم /ﻣ ﺎدة » أﺑ ﻲ ﺑ ﻦ آﻌ ﺐ « ،وﻧﻔ ﺲ اﻟﻤ ﺎدة ﻓ ﻲ » اﻟﻘ ﺎﻣﻮس اﻹﺳ ﻼﻣﻲ « ﻷﺣﻤﺪ ﻋﻄﻴﺔ اﷲ .واﻧﻈﺮ ﻗﺼﺔ إﺳﻼﻣﻪ ﻓﻲ اﺑﻦ هﺸﺎم )(١١٨/٢ ) (٥٥اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم . ٣١٨ – ٣١٧/٣/
هﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻮن أن ﺗﺬآﺮوا ﺑﺎﻻﺳﻢ أﺣﺪا ﺗﺘﻬﻤﻮﻧﻪ ( ﺛﻢ ﺗﺤﻠﻔﻮن ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻳﻤﻴﻨﺎ ﻓﻨﺴﻠﻤﻪ إﻟﻴﻜﻢ ؟ ﻗ ﺎﻟﻮا :ﻳﺎرﺳ ﻮل اﷲ ،ﻣ ﺎ آﻨ ـﺎ ﻟﻨﺤﻠ ـﻒ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﺎ ﻻ ﻧﻌﻠ ﻢ .ﻗ ﺎل :أﻓﻴﺤﻠﻔ ﻮن ﺑ ﺎﷲ ﻼ ﺛﻢ ﻳﺒﺮأون ﻣﻦ دﻣ ﻪ ؟ ﻗ ﺎﻟﻮا :ﻳﺎرﺳ ﻮل اﷲ ، ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻳﻤﻴﻨﺎ ﻣﺎ ﻗﺘﻠﻮﻩ وﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮن ﻟﻪ ﻗﺎﺗ ً ﻣﺎآﻨﺎ ﻟﻨﻘﺒﻞ أﻳﻤﺎن ﻳﻬﻮد .ﻣﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺮ أﻋﻈﻢ ﻣﻦ أن ﻳﺤﻠﻔﻮا ﻋـﻠﻲ إﺛـﻢ .ﻓـﻮداﻩ ) أي دﻓ ﻊ دﻳﺘ ﻪ( رﺳ ﻮل اﷲ ﻣ ﻦ ﻋﻨ ﺪﻩ ﻣﺎﺋ ﺔ ﻧﺎﻗ ﺔ) .(٥٦إن رﺳ ﻮﻻ ﻳﺮﺑ ﻲ أﺗﺒﺎﻋ ﻪ ه ﺬﻩ اﻟﺘﺮﺑﻴ ﺔ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ أن ﻳﺤﻠﻔ ﻮا ﻋﻠ ﻲ ﻗﺎﺗ ﻞ ﻟ ﻢ ﻳﺸ ﺎهﺪوﻩ ﺑ ﺄﻋﻴﻨﻬﻢ ،رﻏ ﻢ ﺗﺄآ ﺪهﻢ أن اﻟﻘﺎﺗﻞ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻴﻬﻮد ورﻏﻢ اﻟﻌﺪاوة اﻟﺘﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ واﻧﻌﺪام اﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻴﻬﻮد ودﻳﻨﻬﻢ ﻟ ﺪي اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ،ﻟﻬ ﻮ رﺟ ﻞ ﺟ ﺪﻳﺮ أن ﻳﻌﻠ ﻮ ﻓ ﻮق اﻟﺸ ﻜﻮك واﻻﺗﻬﺎﻣ ﺎت .وﻗ ﺪ آ ﺎن ﺑﻤﺴ ﺘﻄﺎع اﻟﺮﺳ ﻮل ،ﻟ ﻮ أراد ،أن ُﻳ ْﻠ ﺰِم اﻟﻴﻬ ﻮد ﺑ ﺪﻓﻊ اﻟﺪﻳ ﺔ ﺗﺤ ﺖ أﻳ ﺔ ﺣﺠ ﺔ ،وﻟ ﻴﺲ ﺟ َﺪ ﻓﻲ إﺣﺪي ﻋﻴﻮﻧﻬﻢ وأﻧﻪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ أﺣﺪ ﺁﺧﺮ ﻋ ﺪاوة ، ﺑﺄﺿﻌﻔﻬﺎ أن اﻟﻘﺘﻴﻞ ﻗﺪ ُو ِ وإﻻ ﻟﺬآﺮ ذﻟ ﻚ ﻟﻠﺮﺳ ﻮل أوﻟﻴ ﺎ ُء دﻣ ﻪ ،وﻟﻜﻨ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺁﺛ ﺮ أن ﻳ ﺪﻓﻊ اﻟﺪﻳ ﺔ ﻣ ﻦ ﻣﺎﻟ ﻪ ).(٥٧ أﻣﺎ اﻻﺗﻬﺎم اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻬﻮ ﻋﺪم اﺣﺘﺮاﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻤﻌﺎهﺪاﺗﻪ ﻣﻊ ﻣﺸﺮآﻲ ﻣﻜﺔ .واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن ه ﺬا آ ﻼم ﻣ ﻦ ﻻ ﻳﺠ ﺪ ﺷ ﻴﺌﺎ ﻳﻘﻮﻟ ﻪ ،وإﻻ ﻓﺎﻟ ﺪﻧﻴﺎ آﻠﻬ ﺎ ﺗﻌﻠ ﻢ أن اﻟﻤﺸ ﺮآﻴﻦ ه ﻢ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻧﻘﻀ ﻮا ﺻ ﻠﺢ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴ ﺔ ﺑ ﺮﻏﻢ أﻧﻬ ﻢ ه ﻢ اﻟ ﺬﻳﻦ أﻣﻠ ﻮا ﺷ ﺮوﻃﻬﺎ ،وواﻓﻘﻬ ﻢ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ اﻟﻨﺒ ﻲ ﺟﺮّاء هﺬﻩ اﻟﻤﻮاﻓﻘﺔ اﺑﺘﻐﺎء اﻟﺴﱢﻠﻢ وﻟﻴﻜﻮﻧﻮا هﻢ اﻟﺤﻜّﺎم ﻋﻠﻲ أﻧﻔﺴﻬﻢ إذا ﻏﺪروا .وآﺎن ﻣﻦ َ أن اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﺣﺮﻧ ﻮا ﻋﻠﻴ ﻪ ،رﺑﻤ ﺎ ﻷول ﻣ ﺮة ،ﻋﻨ ﺪﻣﺎ أراد أن ﻳﺤﻠ ﻖ رأﺳ ﻪ وﻳﻀ ﺤﱢﻲ ي اﻟﺬي آﺎن أﺣﻀﺮﻩ ﻣﻌﻪ ﻟﻴﺬﺑﺤـﻪ .وﻟﻮﻻ أن أم ﺳﻠﻤـﺔ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ رﺿ ـﻮان اﷲ ﻃﻴﺒ ﺖ اﻟ َﻬ ْﺪ َ ﺧ ﺎﻃﺮﻩ واﻗﺘﺮﺣ ﺖ ﻋﻠﻴ ﻪ أن ﻳﻘ ﻮم ﻓﻴﺤﻠ ﻖ ﺷ ﻌﺮﻩ وﻳﻀ ﺤﻲ هﺪﻳ ﻪ ﺣﺘ ﻲ ﻳ ﺮاﻩ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﺣ ﺮِﻧﻴﻦ ) .(٥٨وﻣﻌ ﺮوف آ ﺬﻟﻚ اﻋﺘ ﺮاض ﻋﻤ ﺮ ﻓﻴﺴﺘﺤﻮا ﻣﻨ ﻪ وﻳﺼ ﻨﻌﻮا ﺻ ﻨﻴﻌﻪ ﻟﻈﻠ ﻮا َ ﻄ ﻲ اﻟ ﱠﺪ ِﻧ ﱠﻴ ﺔ ﻓ ـﻲ دﻳﻨﻨ ﺎ ؟ « .ﻟﻘ ﺪ ﻼ َم ُﻧ ْﻌ َ ﻋ َ ﻋﻠﻲ ﺷ ﺮوط اﻟﺼﻠ ـﺢ وﻗﻮﻟﺘ ﻪ اﻟﻤﺸﻬ ـﻮرة » َ : ﻲ ﻟﻬ ﻢ اﻟﺮﺳ ﻮل أﻋﻈ ﻢ ﺗﻮﻓﻴ ﺔ أﻣﻠﻲ اﻟﻤﺸ ﺮآﻮن ﺷ ﺮوﻃﻬﻢ اﻟﻤﺘﻌﻨﺘ ﺔ أﺷ ـﺪ اﻟﺘﻌﻨ ـﺖ ،ووﻓ ّ ﻦ ﺟ ﺎء ﻣ ﻦ ﻣﻌﺴ ﻜﺮ ت ﻋﻦ إﻧﺴﺎن َ ،ﻓ َﺮ ﱠد ،وﻟﻤﺎ ﺗﻜﻦ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴ ﺔ ﻗ ﺪ ﺟ ﻒ ﺣﺒﺮه ﺎ َ ،ﻣ ْ ُأ ِﺛ َﺮ ْ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﻷن ﺷﺮط ﻣﻮاﻓﻘـﺔ أهﻠﻪ ﻋﻠﻲ هﺬا اﻹﺳﻼم ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺘﻮﻓﺮا .ﺑ ﻞ إﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻘﺒﻞ ،وﻟﻮ ﻓﻲ اﻟﺴﺮ ،أﺣـﺪا ﻣﻤﻦ أﺳﻠـﻢ ﻣﻦ أه ـﻞ ﻣﻜ ﺔ ﺑﻐﻴ ﺮ ﻣﻮاﻓﻘ ﺔ ذوﻳ ﻪ ،ﺣﺘ ﻲ ﺟ ﺎء ﺟﻮْﻧﻪ أن ﻳﻘﺒﻞ آـﻞ ﻣﻦ ﺟ ﺎءﻩ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣﺴﻠﻤ ـﺎ ،إذ ﺷ ﻜّﻞ اﻟﺪاﺧﻠ ـﻮن ﻣ ﻦ اﻟﻘﺮﺷﻴﻮن إﻟﻴﻪ ﻳﺘﺮ ﱠ أهـﻞ ﻣﻜـﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﻋﻠﻲ آﺮﻩ ﻣﻦ أهﻠﻴﻬﻢ ﻋﺼﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺠﺎرة ﻗﺮﻳﺶ ﻓﺴﺒﺒﻮا ﻟﻬﺎ ﻄﺮّ أﺑ ﻮ ﺿ ُ اﻟﻤﺘﺎﻋﺐ .وﻣﻊ ذﻟﻚ آﻠﻪ ﻓﺈن اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ هﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﻘﻀ ﻮا اﻟﺼ ﻠﺢ ﺣﺘ ﻲ ﻟﻘ ﺪ ا ْ ﺳﻔﻴﺎن ،ﺑﺠﻼﻟﺔ ﻗﺪرﻩ ،أن ﻳﻔﺪ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻗﻠﻘﺎ ﻣﺬﻋﻮرا ﻳﺤﺎول أن ﻳﺴﺘﺮﺿﻲ اﻟﺮﺳ ﻮل ،آﺄن اﻷﻣﺮ ﻟﻌﺐ ﻋﻴﺎل ،ﻓﻘﻮﺑﻞ ﻣﻦ اﺑﻨﺘﻪ ﺣﺒﻴﺒﺔ زوﺟﺔ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ت ﺑﻔﺮاش رﺳﻮل اﷲ أن ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻴﻪ أﺑﻮهﺎ اﻟﻜﺎﻓﺮ .وﻋﺒﺜﺎ ﺣﺎول أن ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺟﺎﻓﺔ ،إذ َر َﺑَﺄ ْ ﻳﻀﺤﻚ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ،وآﺎﻧﺖ ﺁﺧﺮ ﻣﺤﺎوﻻﺗﻪ أن رﺟ ﺎ ﻓﺎﻃﻤ َﺔ ﺑﻨ ﺖ رﺳ ﻮل اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ أﻓﻀﻞ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم أن ﺗﺄﻣﺮ اﺑﻨﻬﺎ اﻟﺤﺴﻦ ،وآﺎن ﻃﻔﻼ ﺻﻐﻴﺮًا ﻳﺪب ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻬﺎ ،أن ) (٥٦اﺑﻦ هﺸﺎم . ٢٣٠ - ٢٢٩/٣/ ) (٥٧اﻧﻈﺮ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺤﺎدﺛﺔ أﻳﻀﺎ "اﻟﻤﻮﻃﺄ" . ٧٨ – ٧٧ /٣/ ) (٥٨اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري . ١٢٢/٢/
ُﻳﺠِﻴﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ﻟﻴﻜﻮن ،ﻋﻠﻲ ﺣﺪ ﻗﻮﻟﻪ ،ﺳﻴﺪ اﻟﻌﺮب إﻟﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﺪهﺮ) ، (٥٩ﻇﻨﺎ ﻣﻨﻪ أﻧﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻀﺤﻚ ﻋﻠﻲ ذﻗﻨﻬﺎ ﺑﻤﺜﻞ هﺬا اﻟﻜﻼم ،وهﻮ اﻟﺬي أﺑﻲ ﺣﺘ ﻲ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻠﺤﻈ ﺔ أن ﻳﻌﺘﺮف ﻷﺑﻴﻬﺎ رﺳﻮل اﷲ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎدة ﻋﻠﻲ اﻟﻌﺮب .ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺰﻋﻢ زاﻋﻢ ،وهﺬﻩ هﻲ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺳﺎﻓﺮة ،أن اﻟﺮﺳﻮل ﻗﺪ ﻗﺎم ﺑﻬﺠﻮم ﻏﺎدر ﻋﻠﻲ ﻣﻜﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺤﺎوﻻت ﻓﺎﺷﻠﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ؟) (٦٠إن اﻟﻤﻘﺼﻮد هﻨﺎ هﻮ اﻷﺣﺪاث اﻟﻤﺴﺠﻠﺔ ﻓﻲ أول ﺳ ﻮرة » اﻟﺘﻮﺑ ﺔ « ،ﻣ ﻊ أن اﻵﻳ ﺎت هﻨ ﺎك ﺗﻐﻨﻲ ﻋﻦ آﻞ ﺗﻌﻠﻴﻖ ،إذ اﻟﻘﺮﺁن ﻳﻔﺮق ﺑﻴﻦ ﻣﻦ َوﻓﱠﻲ ﻣﻦ ه ﺆﻻء اﻟﻤﺸ ﺮآﻴﻦ ﺑﻌﻬ ﻮدﻩ ﻣ ﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ،ﻓﻬﺬا ﻳُﺘ ّﻢ إﻟﻴﻪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻋﻬﺪﻩ إﻟ ﻲ ﻣﺪﺗ ﻪ ،وﺑ ﻴﻦ ﻣ ﻦ ﻏ ﺪر وﻓﺠ ﺮ ،ﻓﻬ ﺆﻻء ُﻳ ْﻤﻨَﺤﻮن ﻣﻬﻠﺔ أرﺑﻌﺔ أﺷﻬﺮ ،وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻳﻌﺎﻣَﻠﻮن ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻌ ﺪو اﻟﻤﺤ ﺎرب ،ﻓ ﺄﻳﻦ اﻟﻐ ﺪر ﻈ ﻮا ﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﺑﻔﺘ ﺮة ﺳ ﻤﺎح أرﺑﻌ ﺔ ﺣُ هﻨﺎ ؟ ) . (٦١إن اﻟﻐﺎدرﻳﻦ ه ﻢ اﻟﻤﺸ ﺮآﻮن ،اﻟ ﺬﻳﻦ َ أﺷﻬﺮ آﺎﻣﻠﺔ ﻳﺴﻴﺤﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻷرض ﺑﻤﻞء ﺣﺮﻳﺘﻬﻢ .وﻟﻮ آ ﺎن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻲ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ ،اﻟﺬي ﻧﺎزﻋ ﻪ اﻟﺮﺳ ﺎﻟﺔ واﻟﺴ ﻠﻄﺎن ،وآ ﺎن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻏﺎدرا ﻓِﻠ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﻘﺘﻞ رﺳﻮَﻟ ْ ﻒ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﺑﺮﻏﻢ ﺗﻐﻴﱡﻈﻪ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﻗﺔ ﻓﻲ أوج ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ واﻧﺘﺼﺎراﺗﻪ ؟ ﻟﻜﻨﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻋ ّ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ وﺻﻔﺎﻗﺔ رﺳﻮﻟﻴﻪ وﻓﺪاﺣﺔ اﻷﻣﺮ ،إذ ﻳﺮﻳﺪ هﺬا اﻟﻤﺴﻴﻠﻤﺔ اﻟﺬي آﺎن ﻗﺪ ورد ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻣﻊ ﻣﻦ أﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ أن ﻳﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﻤﻄﺎف ﻓﻴﻬ ﺪم اﻟﺼ ﺮح اﻟﺸ ﺎﻣﺦ اﻟﺬي ﻗﻀﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻤﺮﻩ آﻠﻪ ﻳﻀﺤﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺑﻨﺎﺋﻪ ورﻓﻊ ﺳﻤﻜﻪ ﻋﺎﻟﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء).(٦٢ وﻧﺼﻞ إﻟﻲ اﻟﺘﻬﻤﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،ﺗﻬﻤﺔ اﻟﺘﺴﺎهﻞ ﻓ ﻲ ﻗﻀ ﻴﺔ اﻟﻮﺣﺪاﻧﻴ ﺔ أو ،آﻤ ﺎ ﻳﻘ ﻮل ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ ،اﻟﻤﺼ ﺎﻟﺤﺔ ﻣ ﻊ اﻟﻮﺛﻨﻴ ـﺔ ،إذ ﺗﺤ ﻮل اﻟﺮﺳ ﻮل إﻟ ﻲ اﻟﻜﻌﺒ ﺔ ﺑﻌ ﺪ أن آـﺎن ﻳﺼـﻠﻲ ﻧﺤـﻮ ﺑﻴـﺖ اﻟﻤﻘﺪس ) .(٦٣وﻳﺮﻣﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺁﺧﺮ ﺑﺄﻧﻪ ز ﱠﻳ ﻒ وﺣ ًﻴ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻟﺮﺑﻂ اﻟﻜﻌﺒ ﺔ ﺑ ﺈﺑﺮاهﻴﻢ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ) ، (٦٤ﻋﻠ ﻲ ﺣ ﻴﻦ ﻳﺴ ﺘﻐﺮب ﺑﻌ ﺾ ﺛﺎﻟ ﺚ أﻧ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻗ ﺪ أﺑﻘ ﻲ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺤﺠ ﺮ اﻷﺳ ﻮد ،وه ﻮ ﺷ ﻌﻴﺮة وﺛﻨﻴ ﺔ ) . (٦٥وﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﺎرئ أن ﻳﺮي أن اﻟﻤﺠﺎدﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻮل اﻟﻨﺒ ﻲ ﻣ ﻦ ﺑﻴ ﺖ اﻟﻤﻘ ﺪس إﻟ ﻲ اﻟﻜﻌﺒ ﺔ ﻟﻴﺴ ﺖ إﻻ ﻣﻤﺎﺣﻜﺔ ﻓﺎرﻏﺔ) ، (٦٦إذ ﻣﺎ اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻦ اﺗﺠﺎﻩ اﻟﻤﺴﻠﻢ إﻟﻲ هﺬﻩ اﻟﺠﻬﺔ أو ﺗﻠﻚ ﻣﺎ دام اﻷﻣ ﺮ آﻠﻪ رﻣﺰا ﻋﻠﻲ ﻃﺎﻋﺔ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﻋﻠ ﻲ وﺣ ﺪة اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ؟ ه ﻞ اﺳ ﺘﻘﺒﺎل ﺑﻴ ﺖ اﻟﻤﻘ ﺪس دﻟﻴ ﻞ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺘﻮﺣﻴ ﺪ واﺳ ﺘﻘﺒﺎل اﻟﻜﻌﺒ ﺔ دﻟﻴ ﻞ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻮﺛﻨﻴ ﺔ ؟ وﻟﻜ ﻦ ﻟ ﻢ ؟ إن اﷲ ﻣﻮﺟ ﻮد ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ أﻳﻨﻤﺎ ﺗﻮﻟﻲ اﻟﻤﺆﻣﻦ ،واﻟﻤﻬﻢ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻲ وﺟﻬﺔ ﻣﺎ ،وﻳﺎ ﺣﺒﺬا ﻟﻮ آﺎﻧﺖ ﻣﻬ ﻮي اﻷﻓﺌﺪة اﻟﻤﺆﻣﻨﺔ .وإذا آﺎن اﻟﻨﺒﻲ ﻗﺪ ﺻﻠﻲ ه ﻮ واﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﺑﻌ ﺪ اﻟﻬﺠ ﺮة زﻣﻨ ﺎ إﻟ ﻲ ﺑﻴ ﺖ اﻟﻤﻘﺪس وﻗﻴﻞ إن هﺬا آﺎن ﺗﺄﻟﻔﺎ ﻣﻨﻪ ﻟﻠﻴﻬﻮد آﻲ ﻳﺠﺘﺬﺑﻬﻢ إﻟ ﻲ اﻟ ﺪﻳﻦ اﻟﺠﺪﻳ ﺪ ،ﻓﻤ ﺎ اﻟﻌﻴ ﺐ إذن ﻓﻲ ذﻟﻚ ؟ ﻋﻠﻲ أﻧﻨﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ أﻻ ﻧﻨﺴﻲ أن اﻟﺮﺳﻮل ﻓ ﻲ ﺻ ﻼﺗﻪ ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺔ ﻗﺒ ﻞ اﻟﻬﺠ ﺮة ) (٥٩اﻧﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﺼﻠﺢ و ﻧﻘﻀﻪ اﺑﻦ هﺸﺎم ٢٠٣ /٣/ﻓﻤﺎ ﺑﻌﺪهﺎ ،و ٢٢/٤ﻓﺼﺎﻋﺪا . ﺖ . ٣٤١ / ) (٦٠اﻧﻈﺮ أﻳﻀﺎ ِآِﻠ ْ ) (٦١اﻟﺘﻮﺑﺔ . ١٣ -١/ ) (٦٢اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٤ج / ٨ص . ٢٩ ) (٦٣اﻧﻈﺮ ﺟﻮزﻳﻒ هﺒﻲ . ٧٩٢ – ٧٩١/ ) (٦٤ذاك ﻻﻣﺎﻧﺲ )اﻧﻈﺮ ﺟﻮزﻳ ﻒ هﺒ ﻲ ، ( ٨٠٠ /وﻳﺘﺎﺑﻌ ﻪ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ إدﻣ ﻮن ﺑ ﺎور )ﻧﻔ ﺲ اﻟﻤﺮﺟ ﻊ / . (٨١٢ ) (٦٥ﻣﺮﺟﻠﻴﻮث . ٤٨/ ) (٦٦اﻧﻈﺮ أﻣﺮ ﺗﺤﻮل اﻟﻘﺒﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺨﺎري . ١٦ / ١ /
آﺎن ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺘﻴﻦ ﻣﻌﺎ .ﻳﺘﻀﺢ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻋﺒﺎرة اﺑﻦ هﺸﺎم » :وآﺎن رﺳﻮل اﷲ ﺑﻤﻜﺔ وﻗﺒﻠﺘُﻪ إﻟﻲ اﻟﺸﺎم ،ﻓﻜﺎن إذا ﺻﻠﻲ ﺻﻠﻲ ﺑ ﻴﻦ اﻟ ﺮآﻦ اﻟﻴﻤ ﺎﻧﻲ واﻟﺤﺠ ﺮ اﻷﺳ ﻮد ،وﺟﻌ ﻞ اﻟﻜﻌﺒﺔ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ اﻟﺸﺎم‹‹) .( ٦٧ﻓﻤﺎ ﻣﻌﻨﻲ ذﻟﻚ ؟ أﻟﻴﺲ ﻣﻌﻨﺎﻩ أﻧﻪ آﺎن ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﻮﺟ ﻪ إﻟﻲ اﻟﻜﻌﺒﺔ وﺑﻴـﺖ اﻟﻤﻘﺪس ﻣﻌًﺎ ﻣﻦ َﻗﺒْﻞ اﻟﻬﺠﺮة ؟ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻤﺎ اﻧﺘﻘ ﻞ إﻟ ﻲ ﻳﺜ ﺮب ،اﻟﺘ ﻲ ﺗﻘ ﻊ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﻣﻜﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑﻴﻦ اﻟﺸﺎم ،وآﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ اﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﺒﻠﺘﻴﻦ ،ﻇﻞ ﻳﺼﻠﻲ إﻟﻲ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪس وهﻮ ﻳﺘﻮق إﻟﻲ أن ﻳﺴﺘﺪﻳﺮ إﻟ ﻲ اﻟﺠﻨ ﻮب ،إﻟ ﻲ اﻟﻜﻌﺒ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺑﻨﺎه ﺎ أﺑ ﻮ اﻷﻧﺒﻴ ﺎء إﺑ ﺮاهﻴﻢ واﺑﻨ ﻪ إﺳ ﻤﺎﻋﻴﻞ ﻋﻠﻴﻬﻤ ﺎ اﻟﺴ ﻼم .ﻓﻠ ﻮ آ ﺎن اﻷﻣ ﺮ ﻣﺠ ﺮد ﻋﻮاﻃ ﻒ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺗﺠﺎﻩ اﻟﻴﻬﻮد ،ﻓﻬﻞ آﺎﻧﺖ ﻋﻮاﻃﻒ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻧﺤ ﻮ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﻮﻗ ﺖ ه ﻲ ﺐ واﻟﻮﻟ ﻪ ﺣﺘ ﻲ ﻳﺘﺤ ﻮل ﻋ ﻦ ﻗﺒﻠ ﺔ ﺑﻴ ﺖ اﻟﻤﻘ ﺪس إﻟ ﻲ اﻟﻜﻌﺒ ﺔ ،اﻟﺘ ﻲ آ ﺎﻧﻮا ﻋﻮاﻃ ﻒ اﻟﺤ ّ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﻋﻠﻴﻬﺎ؟ وهﻞ آﺎن ﻣﻮﻗﻒ ﻣﺸﺮآﻲ ﻣﻜﺔ ﻣﻨﻪ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ وﻣ ﻦ أﺗﺒﺎﻋ ﻪ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻤﺒﻜﺮ)ﺑﻌﺪ ٧١ﺷﻬﺮا ﻣﻦ اﻟﻬﺠﺮة( ﻣﻤﺎ ﻳﺒﻌﺚ ﻋﻠﻲ اﻷﻣ ﻞ ﻓ ﻲ إﺳ ﻼﻣﻬﻢ آﻲ ﻳﺘﺒﻊ ﻗﺒﻠﺔ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺤﺮام ،اﻟﺬي ﻣﻘﺎﻟﻴ ﺪﻩ ﻓ ﻲ أﻳ ﺪﻳﻬﻢ ؟ إن اﻟﻌﻼﻗ ﺔ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم واﻟﻴﻬﻮد ﻟﻢ ﺗﻜﻦ َﺑ ْﻌ ُﺪ ﻗﺪ ﺗﻄ ﻮرت إﻟ ﻲ ﻣ ﺎ ﺗﻄ ﻮرت إﻟﻴ ﻪ ﻣ ﻦ ﻋ ﺪاوة ﻣﺴﺘﺤﻜﻤ ـﺔ ، ﺳ ﺎ ﻣ ﻨﻬﻢ .وﻓﻀ ﻼ ﻓﻠﻴﺲ ﺛﻤﺔ وﺟﻪ إذن ﻟﻠﻘﻮل ﺑﺄﻧﻪ ﺗﺤﻮل إﻟﻲ اﻟﻜﻌﺒﺔ ﻣ ﻦ ﺗﻠﻘ ﺎء ﻧﻔﺴ ـﻪ ﻳﺄ ً ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻓﻠﻮ آﺎن اﻟﺮﺳﻮل ﻗﺪ ﻗﺼﺪ ﺣﻘﺎ ﺑﺎﻟﺼﻼة إﻟﻲ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪس ﺗﺄﻟﱡﻒ ﻗﻠﻮب اﻟﻴﻬ ﻮد ، وإن آﻨﺖ ﻻ أري ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﻨﻪ ﻣﻦ أي وﺟﻪ ،ﻓِﻠ َﻢ ﻧﻔﺮ ﻣ ﻦ اﺗﺨ ـﺎذ اﻟﺒ ﻮق أداة ﻟﻨ ﺪاء اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ إﻟﻲ اﻟﺼﻼة ،وﻗﺪ آﺎﻧﺖ اﻟﻴﻬﻮد ﺗﺪﻋﻮ ﺑﻪ ﻟـﺬات اﻟﻐﺮض ؟ وِﻟ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﻌﺪ إﻟﻲ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪس ﻋﻨﺪﻣ ـﺎ ﻋ ﺮض ﻋﻠﻴ ﻪ ذﻟ ﻚ َﻧ َﻔ ٌﺮ ﻣ ﻦ أﺷﺮاﻓﻬ ـﻢ ﻟﻴﺆﻣﻨ ﻮا ﺑ ﻪ ؟) .(٦٨وهﻨ ﺎ ﻳﻨﺒ ﺮي ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ ﻳﺘﻬﻤﻮﻧ ﻪ ﺑﺄﻧ ﻪ اﺧﺘ ﺮع ﻗﺼ ﺔ زﻳ ﺎرة إﺑ ﺮاهﻴﻢ ﻟﻤﻜ ﺔ وﺑﻨﺎﺋ ﻪ اﻟﻜﻌﺒ ﺔ ، ﻧﺎﺳﻴﻦ ﺑﺬﻟﻚ أﻣﻮرا ﺛﻼﺛﺔ هﺎﻣﺔ :اﻷﻣﺮ اﻷول أن اﻟﻌﺮب آﺎﻧﻮا ﻳﺆﻣﻨ ﻮن ﺑﻬ ﺬا أﺟﻴ ﺎﻻ ﺑﻌ ﺪ أﺟﻴﺎل ،أي أن اﻟﻨﺒﻲ ﻟﻢ ﻳﺨﺘﺮع هﺬﻩ اﻟﻘﺼﺔ .وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ دﻳ ﻮدورس اﻟﺼ ﻘﻠﻲ ، اﻟﺬي آﺎن ﻳﻌﻴﺶ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮن اﻷول ﻟﻠﻤ ﻴﻼد ،أن ﻣ ﻦ اﻟﻌ ﺮب ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﻮﻗ ﺖ ﻣ ﻦ آ ﺎﻧﻮا ﻳﻨﺘﺴﺒﻮن إﻟﻲ ﻧﺒﺎت ﺑﻦ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ،وهﻮ ﻣﺎ ﻧﺠﺪﻩ ﻓﻲ ﺷﻌ ٍﺮ ﺟﺎهﻠﻲ ﻟﺠﺪ اﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺣﺴـﺎن ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﻳﻔﺘﺨـﺮ ﻓﻴﻪ ﺑﻮراﺛﺘﻪ ﻣﻔﺎﺧﺮ ﻧﺒﺖ ﺑ ﻦ إﺳ ﻤﺎﻋﻴﻞ) اﻟ ﺬي ُذ ِآ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻌﻬ ﺪ اﻟﻘ ﺪﻳﻢ ( . آﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺘﻮراة اﻟﺴ ﺎﻣﺮﻳﺔ أن َﺑ ّﺮ ّﻳ ﺔ ﻓ ﺎران ) ﻣ ﻮﻃﻦ إﺳ ﻤﺎﻋﻴﻞ آﻤ ﺎ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ اﻟﻌﻬ ﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ أﻳﻀﺎ( ﺗﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﺤﺠﺎز .وﻳﺬآﺮ اﻟﻤﺆرخ ﺳﻮزوﻣﻴﻦ أن اﻟﻴﻬﻮد آﺎﻧﻮا ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻲ اﻟﻌﺮب اﻟﺴﺎآﻨﻴﻦ ﺷﺮق اﻟﺤﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻠﻲ أﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﺴﻞ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ وإﺑﺮاهﻴﻢ وأﻧﻬﻢ ﻣﻦ َﺛ ّﻢ ﻣﻦ ذوي رﺣﻤﻬﻢ .وهﻨﺎك ﻧﺺ ﻟﺘﻴﻮدورﻳﺘﻮ ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻒ اﻷول ﻟﻠﻘﺮن اﻟﺨﺎﻣﺲ اﻟﻤﻴﻼدي ﻳﺼﻒ ﻓﻴﻪ اﻟﻌﺮب ﺑﺎﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ) .(٦٩إذن ﻓﺈﺑﺮاهﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم هﻮ ﺟﺪ اﻟﻌﺮب ، وإﺳﻤﺎﻋﻴﻞ اﺑﻨﻪ آﺎن ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ اﻟﺤﺠﺎز ،وﻣﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أﻧﻪ هﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺪ زار ذﻟﻚ اﻹﻗﻠﻴﻢ . آﺬﻟﻚ آﺎن اﻟﺤﻨﻔﺎء ﻳﻘﻮﻟـﻮن ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ اﻟﺒﻌﺾ » :ﺗﻌﻠﱠﻤﻮا واﷲ ﻣﺎ ﻗﻮﻣﻜﻢ ﻋﻠﻲ ﺷﻲء .ﻟﻘﺪ ﺠ ٌﺮ ﻧﻄﻴ ﻒ ﺑ ﻪ ﻻ ﻳﺴ ﻤﻊ وﻻ ﻳﺒﺼ ﺮ ،وﻻ ﻳﻀ ﺮ وﻻ ﺣَ أﺧﻄـﺄوا دﻳﻦ أﺑ ﻴﻬﻢ إﺑ ﺮاهﻴﻢ .ﻣ ﺎ َ ) ( ٦٧اﺑﻦ هﺸﺎم . ٢٩٧ ، ٢٦٤ /١/ ) (٦٨اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم . ١٤٢ ، ١١١ /٢/ ) (٦٩ﻣ ﻦ اﻟﻔﺼ ﻞ اﻟﺨ ﺎص ﺑ ـ "ﺗﺮﺟﻤ ﺔ اﻟﻨﺼ ﻮص اﻟﻘﺮﺁﻧﻴ ﺔ و اﻟﺘﻌﻠﻴ ﻖ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﻓ ﻲ داﺋ ﺮة اﻟﻤﻌ ﺎرف اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ " ﻣ ﻦ آﺘ ﺎب "داﺋ ﺮة اﻟﻤﻌ ﺎرف اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ اﻹﺳﺘﺸ ﺮاﻗﻴﺔ – أﺿ ﺎﻟﻴﻞ و أﺑﺎﻃﻴ ﻞ "اﻟ ﺬي ﺳﻴﺼﺪر ﻗﺮﻳﺒﺎ ﺑﺈذن اﷲ ﻟﻜﺎﺗﺐ هﺬﻩ اﻟﺴﻄﻮر .
ﻳﻨﻔﻊ ؟ ﻳﺎﻗﻮم ،اﻟﺘﻤﺴﻮا ﻷﻧﻔﺴﻜﻢ ،ﻓﺈﻧﻜﻢ واﷲ ﻣ ﺎ أﻧ ﺘﻢ ﻋﻠ ﻲ ﺷ ﻲء «.وﻳﻌﻘ ﺐ اﺑ ﻦ هﺸ ﺎم ﻗﺎﺋﻼ » :ﻓﺘﻔﺮﻗـﻮا ﻓﻲ اﻟﺒﻠـﺪان ﻳﻠﺘﻤﺴﻮن اﻟﺤﻨﻴﻔﻴﺔ دﻳﻦ إﺑ ﺮاهﻴﻢ ‹‹ ) . (٧٠وآ ﺎن زﻳ ﺪ ﺑ ﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻧﻔﻴﻞ ،وهﻮ أﺣ ﺪ ه ﺆﻻء اﻟﻤﺘﺤﻨﻔ ﻴﻦ ،ﻳﻘ ﻮل » :أﻋﺒ ﺪ رب إﺑ ﺮاهﻴﻢ « ،وﻗ ﺎل ﻳﻮﻣﺎ وﻗﺪ أﺳﻨﺪ ﻇﻬﺮﻩ إﻟﻲ اﻟﻜﻌﺒﺔ » :ﻳﺎﻣﻌﺸـﺮ ﻗﺮﻳـﺶ ،واﻟﺬي ﻧﻔﺲ زﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻴﺪﻩ ،ﻣ ﺎ أﺻﺒ ـﺢ ﻣ ﻨﻜﻢ أﺣ ﺪ ﻋﻠ ﻲ دﻳ ﻦ إﺑ ﺮاهﻴﻢ ﻏﻴ ﺮي ‹‹) .(٧١واﻷﻣ ﺮ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ه ﻮ أن اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ آﺎﻧﻮا ﻗﺪ ﺻﻨﻌﻮا ﻹﺑﺮاهﻴﻢ وإﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ اﻟﺴﻼم ﺻﻮرة ﻓﻲ اﻟﻜﻌﺒﺔ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺻ ﻨﻌﻮا ﻣ ﻦ ﺻ ﻮر ﻟﻠﻤﻼﺋﻜ ﺔ وﻓ ﻲ أﻳ ﺪﻳﻬﻤﺎ اﻷزﻻم ﻳﺴﺘﻘﺴ ﻤﺎن ﺑﻬ ﺎ) .(٧٢وإن دﻻﻟ ﺔ ذﻟ ﻚ واﺿﺤﺔ ﺗﻤﺎم اﻟﻮﺿﻮح ،وهﻲ أن اﻟﺮﺳﻮل ﻟﻢ ﻳﺨﺘﺮع اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻜﻌﺒﺔ وإﺑﺮاهﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ،ﺑﻞ آﺎﻧﺖ اﻟﻌﺮب ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺬﻟﻚ إﻳﻤﺎﻧًﺎ ﺟﺎزﻣًﺎ .وﺛﺎﻟﺜًﺎ :ﻟﻮ آﺎن اﻟﺮﺳﻮل هﻮ اﻟ ﺬي زﻳﻒ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ،أو ﻟﻮ آ ﺎن اﻟﻌ ﺮب واهﻤ ﻴﻦ ﻓﻴﻤ ﺎ آ ﺎﻧﻮا ﻳﻌﺘﻘ ﺪون ﺑﺸ ﺄﻧﻬﺎ ،ﻟﻤ ﺎ ﺳﻜﺖ اﻟﻴﻬﻮد وهﻢ اﻟﺒﺎرﻋﻮن ﻓﻲ إﺛﺎرة اﻟﻔﺘﻦ ،وﻟﻤﻸوا اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺿﺠﻴﺠﺎ وﻋﺠﻴﺠﺎ .وأﺧﻴﺮا ﻻ ﻓﺈذا آﺎن اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻗﺪ اﺧﺘﺮع ﻗﺼﺔ ﺑﻨﺎء إﺑﺮاهﻴﻢ وإﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻟﻠﻜﻌﺒﺔ ﻓﻠﻤﺎذا ،ﺑﺪ ً ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻟﻢ ﻳﻨﺴ ﺐ ﺑﻨﺎءه ﺎ إﻟ ﻲ ه ﻮد ﻣ ﺜﻼ أو ﺻ ﺎﻟﺢ أو أي ﻧﺒ ﻲ ﻋﺮﺑ ﻲ ﺁﺧ ﺮ ،وﺑ ﺬﻟﻚ ﻳﻜ ﻮن اﻟﺒﻴ ﺖ ﻋﺮﺑﻴ ﺎ وﺑﺎﻧﻴ ﻪ ﻋﺮﺑﻴ ﺎ ،ﻣ ﺎدام اﻟﻤﻘﺼ ﻮد ه ﻮ ﺗﻤﻠ ﻖ اﻟﻌﺮوﺑ ﺔ ﻟﻜﺴ ﺐ ﻗﻠ ﻮب ﻣﺸﺮآﻲ ﻣﻜﺔ ؟ وﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻋﻦ اﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﻜﻌﺒﺔ أﺛﻨﺎء اﻟﺼﻼة ﻳﻘﺎل ﻣﺜﻠﻪ ﻋﻦ اﻟﺤﺠﺮ اﻷﺳﻮد ،ﻓﺈن اﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﻻ ﺗﻘﻮم ﻓﻲ اﻷﺷﻴﺎء أو اﻷﻓﻌﺎل ذاﺗﻬﺎ ﺑﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻌﻘ ﻞ واﻟﻀ ﻤﻴﺮ .واﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﺣ ﻴﻦ ﻳﺤﺠ ﻮن إﻟﻲ ﻣﻜﺔ وﻳﺴﺘﻠﻤﻮن اﻟﺤﺠﺮ اﻷﺳﻮد ﻻ ﻳﻔﻌﻠﻮن ذﻟﻚ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻌﺒﺪوﻧ ﻪ آ ـﻲ ﻳﻘﺮﺑﻬ ـﻢ إﻟ ﻲ اﷲ زﻟﻔـﻲ ) ﺑﻞ ﻟﻢ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻦ ﻋﺮب اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ أﻧﻔﺴﻬﻢ أﻧﻬﻢ آﺎﻧﻮا ﻳﻌﺒﺪوﻧ ﻪ آﻤ ﺎ آ ﺎﻧﻮا ﻳﻌﺒ ﺪون اﻷﺻﻨﺎم( .إﻧﻤﺎ هﻮ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺳﻨﻦ اﻟﻄﻮاف ،وآﻞ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ اﻟﺤﺎج ه ﻮ أن ﻳﻠﻤﺴ ﻪ ﺑﻴ ﺪﻩ ، ﻓﺈن ﺗﻌﺬر ذﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺰﺣﺎم اآﺘﻔﻲ ﺑﺎﻹﺷ ﺎرة إﻟﻴ ﻪ ﻣ ﻦ ﺑﻌﻴ ﺪ .وﻗ ﺪ ﻗ ﺎل اﻟﺮﺳ ﻮل ﻟﻌﻤ ﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ » :ﻳ ﺎ أﺑ ﺎ ﺣﻔ ﺺ ،إﻧ ﻚ رﺟ ﻞ ﻗ ـﻮي ،ﻓ ﻼ ﺗ ـﺰاﺣﻢ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺮآ ـﻦ ) أي ﺾ« اﻟﺤﺠﺮ ( ،ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺆذي اﻟﻀﻌﻴﻒ .وﻟﻜﻦ إذا وﺟﺪت ﺧﻠﻮة ﻓﺎﺳﺘﻠﻢ ،وإﻻ ﻓﻜﺒﱢﺮ وا ْﻣ ِ .وﻗﺪ روي اﺑﻦ ﻋﻤﺮ أن رﺳﻮل اﷲ اﺳﺘﻠﻢ اﻟﺤﺠﺮ ﺛﻢ وﺿﻊ ﺷ ﻔﺘﻴﻪ ﻳﺒﻜ ﻲ ﻃ ﻮﻳﻼ ،ﻓ ﺈذا ﺴ ﻜَﺐ اﻟ َﻌ َﺒ ﺮات .وﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺄﺛﻮر أن ﻳﻘ ﻮل ﻋﻤ ﺮ ﻳﺒﻜ ﻲ ﻃ ﻮﻳﻼ ،ﻓﻘ ﺎل :ﻳ ﺎ ﻋﻤ ﺮ ،هﻨ ﺎ ُﺗ ْ اﻟﺤ ﺎج ﻋﻨ ﺪ اﺳ ﺘﻼم اﻟﺤﺠ ﺮ » :اﻟﻠﻬ ﻢ إﻳﻤﺎ ًﻧ ﺎ ﺑ ﻚ ،وﺗﺼ ﺪﻳﻘﺎ ﺑﻜﺘﺎﺑ ﻚ ،ووﻓ ﺎء ﺑﻌﻬ ﺪك ، واﺗﺒﺎﻋﺎ ﻟﺴﻨﺔ ﻧﺒﻴﻚ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ‹‹) .(٧٣وﻳﺮي اﻟﻘﺎرئ آﻴﻒ أن آﻞ آﻠﻤﺔ وآﻞ ﺣﺮآﺔ ﺑ ﻞ آﻞ ﺧﺎﻟﺠ ﺔ إﺣﺴ ﺎس ﺗ ﺪل ﻋﻠ ﻲ اﻹﻳﻤ ﺎن اﻟﻌﻤﻴ ﻖ ﺑ ﺎﷲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌ ﺎﻟﻲ وﺣ ﺪﻩ .ﻓﻬ ﺬا ه ﻮ اﻟﺤﺠﺮ اﻷﺳﻮد اﻟﺬي ﻳﺪﻋﻲ آﺜﻴﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ أﻧ ﻪ ﺑﻘﻴ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻮﺛﻨﻴ ﺔ اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ .ﻟﻘ ﺪ آﺎن اﻟﺮﺳﻮل ﺣﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ ﻳﻨﺒ ﺬ اﻟﻌ ﺎدات اﻟﻮﺛﻨﻴ ـﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ـﺞ .وﻗ ﺪ ﺷ ﻬﺪت اﻟﺴ ﻨﺔ ) (٧٠اﺑﻦ هﺸﺎم . ٢٠٨ ، ٢٠٧ /١/ ) (٧١اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٢٠٨، ٢٠٧ /١/ ) (٧٢اﺑﻦ هﺸﺎم ، ٤١ /٤/واﺑﻦ آﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ "و أن ﺗﺴﺘﻘﺴ ﻤﻮا ﺑ ﺎﻷزﻻم " )اﻟﻤﺎﺋ ﺪة ٣/ (. )(٧٣ اﻧﻈ ﺮ "ﻓﻘ ﻪ اﻟﺴ ﻨﺔ "ﻟﺴ ﻴﺪ ﺳ ﺎﺑﻖ ، ٧٠١ – ٧٠٠/١/و اﻟﻘ ﺎﻣﻮس اﻹﺳ ﻼﻣﻲ ﻷﺣﻤ ﺪ ﻋﻄﻴ ﺔ اﷲ / ﻣﺎدة " اﺳﺘﻼم اﻟﺤﺠﺮ " .
اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﻬﺠ ﺮة اﻟﻘﻀ ﺎء ﻋﻠ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻌ ﺎدات اﻟﺴ ﺨﻴﻔﺔ). (٧٤إن ﺷ ﻌﺎﺋﺮ اﻟﺤ ﺞ آﻠﻬ ﺎ ، َﻣ َﺜﻠُﻬﺎ َآ َﻤﺜَﻞ ﺷﻌﺎﺋﺮ اﻟﺼﻼة واﻟﺼﻮم واﻟﺰآﺎة ،هﻲ ﻋﻨﻮان ﻋﻠ ﻲ ﻃﺎﻋ ﺔ اﷲ واﻟﻤﺴ ﺎرﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺿﺎﺗﻪ .آﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻟﻮﺣ ﺪة ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ،إذ ﻳﺮﺗﺒﻄ ﻮن ﺟﻤ ﻴﻌﻬﻢ ﻋﻠ ﻲ ﺴﺤَﻦ ﺑﻘﺒﻠﺔ واﺣﺪة ﻋﻠﻲ آﻞ ﻣﻨﻬﻢ أن ﻳﺤﺞ إﻟﻴﻬﺎ وﻳﺠﺘﻤﻊ ﺗﻨﺎﺋﻲ اﻟﺒﻼد واﺧﺘﻼف اﻟﻠﻐﺎت واﻟ ّ ﻋﻨﺪهﺎ ﺑﺈﺧﻮاﻧﻪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ آﻞ ﺻﻘﻊ ﻣﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮ .ﺛﻢ أآﺎن اﻟﺤﺠﺮ اﻷﺳﻮد أه ّﻢ ﻣﻦ ُهﺒَﻞ أو ﺑﻘﻴﺔ اﻷﺻﻨﺎم اﻟﺜﻼﺛﻤﺎﺋﺔ واﻟﺴﺘﻴﻦ ،اﻟﺘﻲ أﻃﻴﺢ ﺑﻬﺎ ﺟﻤﻌﺎء ﻏﺪاة اﻟﻔﺘﺢ إﻟﻲ اﻷﺑﺪ ؟ واﻵن ﻧﺼﻞ إﻟﻲ اﻟﺘﻬﻤﺔ اﻷﺧﻴﺮة ،وهﻲ ﺗﻬﻤﺔ اﻻﻧﻐﻤﺎس ﻓﻲ ﺷ ﻬﻮات اﻟﺠ ﻨﺲ واﺧﺘ ﺮاع اﻟﻮﺣﻲ ﺑﻌﺪ اﻟﻮﺣﻲ ﻟﺘﺴ ﻮﻳﻐﻬﺎ .واﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻮن ﺣ ﻴﻦ ﻳﺘﻨ ﺎوﻟﻮن ه ﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄ ﺔ ﻻ ﻳﻠﺘﺰﻣ ﻮن ﺑﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺣﺘﻲ ﻟﻮ آﺎﻧﺖ اﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ﺧﺎﻃﺌ ﺔ ﻣ ﻦ وﺟﻬ ﺔ ﻧﻈﺮﻧ ﺎ ،ﺑ ﻞ إن ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ﻟﻴﺨﺘﺮع ﻣ ﻦ ﻋﻨ ﺪﻩ أﺷ ﻴﺎء ﻣ ﺎ أﻧ ﺰل اﷲ ﺑﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺳ ﻠﻄﺎن :ﻓ ﺈدﻣﻮن ﭘ ﺎور ﻣ ﺜﻼ ﻳ ﺰﻋﻢ أن اﻟﺮﺳﻮل ﻗﺪ أﻋﻔﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺤﺮﻣ ﺔ زواج اﻟﻤﺤ ﺎرم) ، (٧٥أﻣ ﺎ واﺷ ﻨﺠﺘﻦ إرﻓ ﻨﺞ )(٧٦ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺪﻋﻲ أن ﺁﻳﺔ » اﻟﺰاﻧﻴﺔ واﻟﺰاﻧﻲ ﻓﺎﺟﻠﺪوا آ ﻞ واﺣ ﺪ ﻣﻨﻬﻤ ﺎ ﻣﺎﺋ ﺔ ﺟﻠ ﺪة ...إﻟ ﺦ « ﻗﺪ ﻣﻨﻌﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻣﻦ اﺗﺨﺎذ ﻣﺎرﻳﺔ ﺣﻈﻴّﺔ ﻓﺎﺧﺘﺮع وﺣﻴﺎ ﺧﺎﺻّﺎ ﺑﻪ) ،(٧٧ﻣﻊ أن ﻣﺎرﻳﺔ آﺎﻧﺖ ﻣﻠﻚ ﻳﻤﻴﻦ ،وهﺬا ﺟﺎﺋﺰ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﻷي ﻣﺴﻠﻢ ،وﻻ ﺗﺴ ﺒﺐ ﺣﺎﻟﺘﻬ ﺎ أﻳ ﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻦ أي ﻧﻮع ،ﻓﻀﻼ ﻋ ﻦ أن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻗ ﺪ أﻋﻄ ﻲ ﺣﺴ ﺎن ﺑ ﻦ ﺛﺎﺑ ﺖ ﺣﻴًﺎ ﻟﻪ ؟ أم ﻣ ﺎذا ؟ وﻟﻘ ﺪ أﻓ ﺎض اﻟﻜﺘ ﺎب أﺧﺘﻬﺎ ﺳﻴﺮﻳﻦ ،ﻓﻬﻞ اﺧﺘﺮع ﻟﻪ اﻟﺮﺳﻮل أﻳﻀﺎ و ْ واﻟﻤﻔﻜﺮون اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ اﻟﺮد ﻋﻠﻲ اﺗﻬﺎﻣﺎت اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻟﻠﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺰواﺟﻪ ﻣﻤﺎ ﻻ أﺟﺪ ﻣﻌﻪ ﺿﺮورة ﻟﺘﻨﺎول هﺬﻩ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ ،وإن آﻨ ﺖ أري ﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ أن اﻷﻣ ﺮ ،ﻗﺒ ﻞ ﻧ ﺰول اﻟ ﻮﺣﻲ ﺑﺘﺤﺪﻳ ﺪ اﻟﺰوﺟ ﺎت اﻟﻼﺗ ﻲ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻤﺴﻠﻢ أن ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﻬﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﺑﺄرﺑﻊ ،ﻻ ﻳﺤﺘ ﺎج آ ﻞ ه ﺬا اﻟﻌﻨ ﺎء ،ﻓﻤ ﺎ دام اﻟﺘﺰوج ﺑﺄآﺜﺮ ﻣﻦ أرﺑﻊ آﺎن ﻗﺒ ﻞ ذﻟ ﻚ ﻣﺒﺎﺣ ﺎ ﻓﻤ ﺎ ﻣﻌﻨ ﻲ اﺧﺘﺼ ﺎص أﻋ ﺪاء اﻹﺳ ﻼم ﻟﻠﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﺑﺎﻟﻨﻘﺪ ؟ أﻣﺎ اﺣﺘﻔﺎظ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﻜﻞ زوﺟﺎﺗﻪ ﺑﻌ ﺪ اﻟﺘﺤﺪﻳ ﺪ ، وهﻦ أآﺜﺮ ﻣﻦ أرﺑﻊ ،ﻓﻬﻮ اﻟﺬي ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻲ ﺑﻴﺎن .وإن أهﻢ ﺳﺆال ﻓﻲ ﻧﻈﺮي هﻮ :أآﺎن اﻷﻣﺮ هﻨﺎ أﻣﺮ ﺷﻬﻮة وﺗﻠﻔﻴﻖ وﺣﻲ ﻟﺘﺴﻮﻳﻐﻬﺎ أم أﻣﺮ ﺳﻤﺎح إﻟﻬﻲ ؟) .(٧٨وأﺣﺐ أن أﺑﺎدر ﺣﺒﱢﺐ إﻟﻴﻪ ﻣ ﻦ ﻓﺄﻗﻮل :ﻟﻘﺪ ُأﺛِﺮ ﻋﻦ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻓﻴﻤـﺎ ُأﺛِﺮ ﻋﻨﻪ أن ﻣﻤﺎ ُ
) (٧٤اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم ، ١٨٨ – ١٨٤ /١/و . ١٤١/ ٤ ) (٧٥اﻧﻈﺮ ﺟﻮزﻳﻒ هﺒﻲ . ٨١٥/ ) (٧٦اﻟﻨﻮر . ٢ / ) (٧٧اﻧﻈﺮ إرﻓﻨﺞ . ١٣٣ / ) (٧٨ﻓ ﻲ رﺳ ﺎﻟﺔ اﻟ ﺪآﺘﻮراﻩ اﻟﺘ ﻲ ﺣﺼ ﻞ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺑ ﺎرﻳﺲ (La Condition de la Femme )dans la Tradition et l'islamisme ,P.18 ردد اﻟﺪآﺘﻮر ﻣﻨﺼﻮر ﻓﻬﻤﻲ رأي اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ،وﻟﻜﻨﻪ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻋﺎد ﺑﻌﺪ رﺟﻮﻋﻪ ﻣﻦ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻋﻦ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻵراء ،ﻣﻤ ﺎ ﻳ ﺪل ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﺪي ﻧﻤ ﺎ ﻟﺘ ﺄﺛﻴﺮ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ ﻋﻠ ﻲ أﺑﻨ ﺎء اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﺧﻄﺮ ﺷﺪﻳﺪ .اﻧﻈﺮ "اﻟﻤﻠﻞ و اﻟﻨﺤ ﻞ " ﻟﻠﺸﻬﺮﺳ ﺘﺎﻧﻲ /ﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺳ ﻴﺪ آﻴﻼﻧ ﻲ ٨٢ /٢/ – . ٨٣
دﻧﻴﺎﻧﺎ اﻟﻨﺴﺎء ،وإن آﺎن ﻗﺪ ذآﺮ أﻳﻀًﺎ أن اﻟﺼﻼة هﻲ ُﻗﺮﱠة ﻋﻴﻨﻪ). (٧٩ﻟﻜﻦ ﺣ ﺐ اﻟﺮﺟ ﺎل ﻟﻠﻨﺴﺎء ،واﻟﻌﻜﺲ أﻳﻀﺎ ،ﻟﻴﺲ ﻋﻴﺒ ﺎ .إﻧﻤ ﺎ اﻟﻘﻀ ﻴﺔ ه ﻲ :أآ ﺎن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻣﺘﻬﺎﻟﻜ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻼ ﻋﻨ ـﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳﻌ ﺰف ﻋ ﻦ اﻟﻤ ﺮأة ؟) . (٨٠إن اﻟﻤﻌ ـﺮوف ﻣ ﺜ ً ﻣﺼﺎﻓﺤﺔ اﻟﻨﺴﺎء). (٨١ﺗﺮي ﻟﻮ آﺎن ﺷﻬﻮاﻧﻴﺎ ،آﻤﺎ ﻳﺤﻠﻮ ﻷﻋﺪاﺋﻪ أن ﻳﺘﻘﻮﻟ ﻮا ﻋﻠﻴ ﻪ ،أﻓﻤ ﺎ ﺼﺔ ﺧ َ آ ﺎن اﻷﺣ ﺮي ﺑ ﻪ أن ﻳﺤ ﺮص ﻋﻠ ﻲ ﻣﺼ ﺎﻓﺤﺘﻬﻦ واﻟﺘﻠ ﺬذ ﺑﻠﻤ ﺲ أﻳ ﺪﻳﻬﻦ اﻟ ﱠﺮ ْ ﺷﺮَع اﻻﺣﺘﺸﺎم ﻓﻲ اﻟﻤﻠﺒﺲ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﻈﻬ ﺮ ﻣ ﻦ واﺳﺘﺒﻘﺎﺋﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ أﻃﻮل ﻣﺪة ؟ ﺑﻞ ِﻟ َﻢ َ اﻟﻤ ﺮأة إذا ﺑﻠﻐ ﺖ اﻟﻤﺤ ﻴﺾ إﻻ وﺟﻬﻬ ﺎ وآﻔﺎه ﺎ؟ أﻓﻤ ﺎ آ ﺎن اﻷﺟ ﺪر ﺑﻤﺜ ﻞ ه ﺬا اﻟﺮﺟ ﻞ اﻟﺸﻬﻮاﻧﻲ آﻤﺎ ﺗﺼﻮرﻩ آﺘﺎﺑﺎت هﺆﻻء اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ أﻻ ﻳﻔﻜﺮ ﻣﺠﺮد ﺗﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ وﺿﻊ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﺬي ﺳﻴﻮﻗﻒ ﻋﻴﻨﻴﻪ اﻟﻨﻬﻤﺘﻴﻦ ﻋﻨﺪ ﺣ ﺪهﻤﺎ ؟ إﻧ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻟ ﻢ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻨﻪ ﻃﻴﻠﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،ﻻ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺒﻌﺚ وﻻ ﺑﻌ ﺪﻩ ،ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺔ أو ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ،رﻳﺒ ﺔ ﻗ ﻂ ) (٧٩اﻧﻈ ﺮ ﻣ ﺜﻼ /ﻣﺠﻠ ﺪ / ١ج / ١ص . ١٢٧أﻣ ﺎ ﻣ ﺎ ورد ﻣﻨﺴ ﻮﺑﺎ إﻟ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ﻋ ﻦ ﻗﻮﺗ ﻪ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ و أﻧﻪ آﺎن ﻳﻄﻮف ﻋﻠﻲ ﻧﺴﺎﺋﻪ ﺟﻤﻴﻌﻬﻦ ﻓﻲ اﻟﻠﻴﻠ ﺔ اﻟﻮاﺣ ﺪة ﻓﻬ ﻮ ﺳ ﺨﻒ ﻻ ﻳﺤﺘﻤ ﻞ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸ ﺔ ، ﻓﻤﻦ أﻳﻦ ﻟﻬﻢ أﻧﻪ آﺎن ﻳﻨﺎم ﻣﻊ آﻞ ﻣﻨﻬﻦ ﻓ ﻲ ﻧﻔ ﺲ اﻟﻠﻴﻠ ﺔ ؟ إﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳ ﺆﺛﺮ ﻋ ﻦ اﻟﺮﺳ ﻮل ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳﻠﻢ وﻻ ﻋﻦ واﺣﺪ ﻣﻦ أﻣﻬﺎت اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻠ ﻴﻌﻦ رﺿ ﻮان اﷲ آ ﻼم ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻤﻮﺿ ﻮع ،ﻓﻬ ﻞ آ ﺎن هﻨﺎك إذن ﻣﻦ ﻳﻘﺘﻔﻲ أﺛﺮﻩ و ﻳﺘﺠﺴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﻟﻴ ﺮي ﻣ ﺎذا ﻳﻔﻌ ﻞ إذا دﺧ ﻞ ﻋﻨ ﺪ آ ﻞ زوﺟﺔ ﻣﻦ زوﺟﺎﺗﻪ ؟ ﺛﻢ ﻣﻦ أﻳﻦ ﻟﺮﺟﻞ ،آﺎﺋﻨﺔ ﻣﺎ آﺎﻧﺖ ﻗﻮﺗﻪ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻤﻀﺎﺟﻌﺔ ﺗﺴﻊ ﻧﺴ ﺎء ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ واﺣﺪة ،وﺑﺨﺎﺻﺔ إذا آﺎن آﺎﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻳﻘﻮم اﻟﻠﻴﻞ ﻳﻌﺒﺪ رﺑﻪ ،أﻣﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨ ﺎم ﻓﻜﻠﻤ ﺎ ﺗﻘﻠﺐ ﻓﻲ ﻓﺮاﺷﻪ و ﻇﻦ اﻟﻔﺠﺮ ﻗﺪ ﺣ ﺎن ﻗ ﺎم ﻓﻐﺴ ﻞ أﺳ ﻨﺎﻧﻪ و أﺧ ﺬ ﻳ ﺪﻋﻮ رﺑ ﻪ ﺛ ﻢ ﻳﺨﻠ ﺪ ﺛﺎﻧﻴ ﺔ إﻟ ﻲ اﻟﻨ ﻮم ﺣﺘﻲ ﻳﻄﻠﻊ اﻟﻔﺠﺮ و ﻳﺴﻤﻊ ﺻﻮت ﺑﻼل ؟ )اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ اﻟﺸ ﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠ ﺪ / ٢ج / ٣ص ، ٣٧ﺣﻴ ﺚ ﺗﻘﻮل ﻋﺎﺋﺸﺔ ردا ﻋﻠﻲ ﻣ ﻦ ﺳ ﺄﻟﻬﺎ ﻋ ﻦ وﺗ ﺮ ﺻ ﻼة رﺳ ﻮل اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ":آﻨ ﺎ ﻧﻌ ﺪ ﻟ ﻪ ﺳ ﻮاآﻪ و ﻃﻬ ﻮرﻩ ﻓﻴﺒﻌﺜ ﻪ اﷲ ﻣﺘ ﻲ ﺷ ﺎء أن ﻳﺒﻌﺜ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻠﻴ ﻞ ﻓﻴﺘﺴ ﻮك و ﻳﺘﻮﺿ ﺄ و ﻳﺼ ﻠﻲ ﺗﺴ ﻊ رآﻌ ﺎت.....إﻟ ﺦ " .واﻧﻈ ﺮ آ ﺬﻟﻚ ،ﻓ ﻲ آﻴﻔﻴ ﺔ ﻗﻀ ﺎﺋﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم اﻟﻠﻴ ﻞ اﻟﺒﺨ ﺎر ، ١١٧ ، ٤٦ /١/ ، ١٩٨و ، ١١٦ / ٣و ، ٧٤/٤واﻟﻤﻮﻃﺄ. ( ١٠٣/٣/ﺛﻢ آﻴﻒ أﻣﻜﻦ هﺬا اﻟﺸ ﻬﻮاﻧﻲ اﻟﻌ ﺎرم أن ﻳﻔﻄ ﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ زوﺟﺎﺗﻪ ﺷﻬﺮا آﺎﻣﻼ آﻤﺎ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﺑﻊ ﻗﻠﻴﻞ ؟ و أﻳﻀ ﺎ ﻣ ﺎ اﻟﻘ ﻮل ﻓ ﻲ أن ذﻟ ﻚ ﻳﺨ ﺎﻟﻒ ﻣ ﺎ ه ﻮ ﻣﻌ ﺮوف ﻋﻨ ﻪ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﻣ ﻦ أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳﺨﺼ ﺺ ﻟﻜ ﻞ واﺣ ﺪة ﻣ ﻦ زوﺟﺎﺗ ﻪ ﻟﻴﻠ ﺔ ﻻ ﺗﺸﺎرآﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻏﻴﺮهﺎ ؟ﻟﻜﻞ هﺬا أﺟﺪﻧﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻄﻤﺌﻦ ﻟﻬﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺬي ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘ ﺎرئ أن ﻳﺠ ﺪﻩ ﻓ ﻲ اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ )ﻣﺠﻠﺪ /١ج / ١ص .( ٢٣٠ ) (٨٠ﻓﻠﻢ إذن ﻟﻢ ﻳﺘﺰوج ﻋﻠﻲ ﺧﺪﻳﺠﺔ وﻗﺪ آﺎن ﺷﺎﺑﺎ ﻟﻢ ﺗﺮهﻘﻪ اﻟﺴﻨﻮن وﻻ ﻣﺘﺎﻋﺐ اﻟﺪﻋﻮة واﻟﺤﺮوب ؟ إن اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻳﻨﺒﺮون هﻨﺎ زاﻋﻤ ﻴﻦ أن ﻣﻜﺎﻧ ﺔ ﺧﺪﻳﺠ ﺔ وﻣﺎﻟﻬ ﺎ ﻗ ﺪ أﺧﻀ ﻌﺎﻩ ﻟﻬ ﺎ وﺟﻌ ﻼ ﻟﻬ ﺎ اﻟﻜﻠﻤ ﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ،آﺄن ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ أآﺒﺮ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ،وإﻻ ﻓﻠﻢ اﺧﺘﺎرﺗﻪ هﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ وأرﺳﻠﺖ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﻌﺮض ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺰواج ﺑﻌﺪ أن رﻓﻀﺖ رﺟﺎﻻت ﻗﺮﻳﺶ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻘﺪﻣﻮا ﻟﻬﺎ ؟ ﺛﻢ إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺘﺰوج ﻋﻠﻴﻬ ﺎ أآ ﺎن أﻳﻀ ﺎ ﻻ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺠ ﺪ ﻣﺘﻨﻔﺴ ﺎ ﻟﺸ ﻬﻮاﺗﻪ اﻟﻤﻨﻄﻠﻘ ﺔ ﻣ ﻊ ﻣﻮﻣﺴﺎت ﻣﻜﺔ ﻣﺜﻼ ؟ أﻣﺎ اﻟﻤﺎل ﻓﺈن أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻗﺪ أﻧﻔﻖ ﻣﺎﻟﻪ آﻠﻪ ﻋﻠﻲ اﻟﺪﻋﻮة ،وآﺎن ﺗﻌﻀ ﻴﺪﻩ ﻟﻠﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻬﺎﻣﺔ ﺟﺪا ﻻﻧﺘﺼ ﺎر اﻹﺳ ﻼم ،وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻓﻠ ﻢ ﻳﻤﻨ ﻊ ذﻟ ﻚ آﻠ ﻪ اﻟﺮﺳ ﻮل أن ﻳﺘﺰوج ﻋﻠﻲ ﻋﺎﺋﺸﺔ اﺑﻨﺘﻪ )آﺎﻧﺖ ﺻﻐﻴﺮة ﺑﻜﺮا ﻧﻀﺮة ﻋﻠﻲ ﻋﻜﺲ ﺧﺪﻳﺠﺔ(ﻻ زوﺟﺔ واﺣﺪة وﻻ اﺛﻨﺘﻴﻦ ﺑﻞ ﺛﻤﺎﻧﻲ ؟ وأﺧﻴﺮا آﻴﻒ ﻧﻌﻠ ﻞ إﺧﻼﺻ ﻪ ﻟ ﺬآﺮي ﺧﺪﻳﺠ ﺔ إﻟ ﻲ ﺁﺧ ﺮ ﺣﻴﺎﺗ ﻪ وﺗﻔﻀ ﻴﻠﻪ ﻟﻬ ﺎ ﺣﺘ ﻲ ﻋﻠ ﻲ ﻋﺎﺋﺸﺔ ،اﻟﺘﻲ آﺎن ﻳﻐﻴﻈﻬﺎ ذﻟﻚ ﻣﻨﻪ أﻳﻤﺎ ﻏﻴﻆ ؟ ) (٨١اﻟﻤﻮﻃﺄ . ١٤٧ /٣ /
وﻟﻮآﻠﻤﺔ ﻏﺰل ﻋﺎﺑﺮة أو ﻏﺎﻣﻀﺔ .وﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،واﻟﺤﻤ ﺪ ﷲ ،واﺿ ﺤﺔ وﺿ ﻮح اﻟﺸﻤﺲ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ أﺳﺮار) . (٨٢ﺛﻢ إن ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم آﺎﻧ ﺖ ،ﺑﻮﺟ ﻪ ﻋ ﺎم ، ﺣﻴﺎة ﻣﺘﻘﺸﻔﺔ ،وﻟﻢ ﻳﻌﺮف ﻋﻨﻪ اهﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻐﺬاء ،ﺑﻞ آﺎن ﻳﺄآﻞ ﻣﺎ ﺗﻴﺴﺮ ،وآﺎﻧﺖ اﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﺗﻤﺮ ﻋﻠﻲ ﺑﻴﺘـﻪ ﻻ ﻳﻮﻗَﺪ ﻓﻴﻬـﺎ ﻧﺎر ،وﻻ ﻳﺘﻌﺪي ﻃﻌﺎﻣﻪ أﺛﻨﺎءهﺎ اﻟﺘﻤﺮ واﻟﻤﺎء .وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن آﺎن ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﺷﻲء أﺻ ﻼ .وه ﺬا ﺛﺎﺑ ﺖ ﻣﺴ ﺘﻔﻴﺾ ﻻ أﺣﺘ ﺎج إﻟ ﻲ أن أﺣﻴﻞ اﻟﻘﺎرئ ﻋﻠﻲ ﻣﺼ ﺎدرﻩ .وﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﻘ ﻮل ﻋﺎﻗ ﻞ أﺑ ﺪا إن ه ﺬا ﺳ ﻠﻮك اﻟﻤﺘﻌﺒ ﺪﻳﻦ ﻟﺸﻬﻮاﺗﻬﻢ .آﺬﻟﻚ ﻟﻮ آﺎن اﻟﺮﺳﻮل ﻋﺒﺪًا ﻟﺸﻬﻮة اﻟﺠﻨﺲ أآﺎن ﺑﻤﻘﺪورﻩ أن ﻳﻔﻄﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ ﻦ ﻓﻴ ﻪ ؟ ﻗ ﺪ ﻳﻘ ﺎل إﻧ ﻪ زوﺟﺎﺗﻪ ﺷﻬﺮا ﺣﻴﻦ أﺑﺪﻳﻦ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻠﻊ إﻟﻲ ﻋﻴﺸﺔ أرﻓ ﻪ ﻣﻤ ﺎ ُآ ّ ﻼ ،واﻟﺸﻬﻮاﻧﻲ ﻓ ﻲ ﻣﺜ ﻞ أراد أن ﻳﻌﺎﻗﺒﻬﻦ .ﻟﻜﻦ اﻟﺴﺆال هﻮ :وﻟﻢ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻌﺎﻗﺒﻬﻦ أﺻ ً هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ وﺳﻌﻪ وﻣﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ وﺳﻌﻪ ﻹرﺿﺎء ﻣﻦ ﻳﻬﻮاهﻦ اﻟﻔﺆاد ؟ ﺛﻢ ﻟﻮ ﺳﻠﻤﻨﺎ ﺑﻬﺬا ،وهﻮ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﻪ ،أﻓﻤﺎ آﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻗﺎدرا ﻋﻠ ﻲ أن ﻳﺘ ﺰوج ﻦ َﺗ ُﺒﻞّ رﻳﻘﻪ وﺗﺨﻔﻒ ﻋﻨﻪ اﻟﺤﺮﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﻀ ﻠﻮع ﺧﻼل هﺬا اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺠﺎف ﺟﻨﺴﻴﺎ َﻣ ْ ؟ ﺑ ﻞ إن اﻟ ﻮﻻﺋﻢ اﻟﺘ ﻲ آ ﺎن ﻳﺼ ﻨﻌﻬﺎ ﻓ ﻲ أﻋﺮاﺳ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم آﺎﻧ ﺖ ﺗﺘﺴ ﻢ ﺑﺎﻟﺒﺴﺎﻃﺔ اﻟﺸ ﺪﻳﺪة ،ﻣ ﻊ أن أﻣ ﻮال اﻟﺪوﻟ ﺔ آﺎﻧ ﺖ آﻠﻬ ﺎ ﺗﺤ ﺖ ﻳ ﺪﻩ ﻳﻘ ﺪر أن ﻳﻐﺘ ﺮف ﻣﻨﻬ ﺎ ﺑﺎﻟﻜﻔﻴﻦ آﻤﺎ ﻳﺸﺎء ﻟﻴﺮﺿﻲ زوﺟﺎﺗﻪ ،وهﻦ َﺑ ْﻌ ُﺪ ﻧﺴﺎء ﻻ ﻳﻜﺮهﻦ ،ﻋﻠﻲ اﻷﻗﻞ ،أن ﻳﻌﺒﺮ زوﺟﻬﻦ ﻋﻦ رﻏﺒﺘﻪ ﻓﻴﻬﻦ ﺑﺈﻗﺎﻣ ﺔ اﻟ ﻮﻻﺋﻢ اﻟﻔﺨﻤ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺮاق ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟﺨﻤ ﻮر وﻳﻜ ﻮﱠم ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟﻠﺤﻢ ﺗﻜﻮﻳﻤﺎ .ﻻ ،ﻟﻴﺲ هﺬا ﺳﻠﻮك ﺷﻬـﻮاﻧﻲ ﻣﺘﻬﺎﻟﻚ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺮأة .وآﺬﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﺷﻬﻮاﻧﻴﺎ ﻟﺌﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﺗﺴﺘﻌﻴـﺬ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﷲ إﺣﺪي زوﺟﺎﺗﻪ ﺣﻴﻦ أراد اﻟ ﺪﺧﻮل ﺑﻬ ﺎ ،وآﺎﻧ ﺖ ﺣﺪﻳﺜ ﺔ ﻋﻬ ﺪ ﺑﻜﻔﺮ ،ﻓﻼ ﻳﻜﻮن رد ﻓﻌﻠﻪ إﻻ أن ﻳﻘﻮل » :ﻣَﻨﻴ ٌﻊ ﻋﺎﺋﺬ اﷲ « ﺛﻢ ﻳﺴﺮﺣﻬﺎ ﺑﺈﺣﺴﺎن وﻳﺮدهﺎ إﻟﻲ أهﻠﻬﺎ ﻣﻌﺰزة ﻣﻜﺮﻣﺔ دون آﻠﻤﺔ واﺣﺪة ﺗﺴﻲء إﻟﻴﻬﺎ أو ﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺄدﻳﺒﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﺎ ﺑ ﺪر ﻣﻨﻬﺎ) .(٨٣ﻟﻠﺘﻔﻜﻬﺔ أﻟﻔﺖ ﻧﻈﺮ اﻟﻘﺎرئ هﻨﺎ ﻟﻤﺎ زﻋﻤ ﻪ واﺷ ﻨﺠﺘﻦ إرﻓ ﻨﺞ) (٨٤ﻣ ﻦ أﻧ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼم واﻟﺴ ﻼم آ ﺎن إذا رأي اﻣ ﺮأة ﺟﻤﻴﻠ ﺔ ﺳ ﻮي ﺷ ﻌﺮﻩ وﻣﺴ ﺢ ﻋﻠ ﻲ ﺣﻮاﺟﺒ ﻪ .وﻻ أدري ﻣﻦ أﻳﻦ أﺗﻲ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﻄﺒ ﻖ إﻻ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤﺘﻌﻄﻠ ﻴﻦ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﻘﻔ ﻮن ﻋﻠ ﻲ اﻟﻨﻮاﺻ ﻲ ﻳﻌﺎآﺴ ﻮن اﻟﻌ ﺎﺑﺮات وﻳﺤﺘﻜ ﻮن ﺑﻬ ﻦ .واﻟﻐﺮﻳ ﺐ أن إرﻓ ﻨﺞ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻗ ﺪ وﺻ ﻒ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻗﺒ ﻞ ذﻟ ﻚ ﺑﺼ ﻔﺤﺔ ﺑﺄﻧ ﻪ آ ﺎن ﻣﺤﺒ ﺎ ﻟﻠﺼ ﻮم ،ﺑﺴ ﻴﻂ اﻟﻤﻠ ﺒﺲ ،ﻳﻜ ﺮﻩ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘ ﻪ اﻟﻤﻈﺎهﺮ اﻟﻔﺎرﻏﺔ .آﻤﺎ وﺻﻔﻪ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ ﺑﺄن اﻟﺼﻼة آﺎﻧﺖ ﺳﻠﻮي روﺣ ﻪ ). (٨٥ وﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺛﺎﻟﺚ ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﻣﻌﻴﺸﺘﻪ وﺑﻴﺘﻪ آﻤﺎ رﺳﻤﻬﺎ ﻋﺪي ﺑ ﻦ ﺣ ﺎﺗﻢ ﺣ ﻴﻦ وﻓ ﺪ ﻋﻠﻴﻪ ) ، (٨٦وهﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻌ ﺎرض ﺗﻤ ﺎم اﻟﺘﻌ ﺎرض ﻣ ﻊ اﻟﺸ ﻬﻮاﻧﻴﺔ .أﻣ ﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴ ﺒﺔ ﻻﺣﺘﻔﺎﻇ ﻪ ﺑﺰوﺟﺎﺗﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺑﻌﺪ ﻧﺰول اﻟﻘﺮﺁن ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ زوﺟﺎت اﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﺄرﺑﻊ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﻣﻠﻜﺖ ﻳﻤﻴﻨﻪ ، ﻓﺄول ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﺬآﺮﻩ هﻨﺎ هﻮ أن هﺬا اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻟﻢ ﻳ ﺘﻢ إﻻ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻨﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨ ﺔ ﻟﻠﻬﺠ ﺮة ، أي ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺣﻴﺎة اﻟﺮﺳﻮل ،وآﺎن ﻗﺪ ﺟﺎوز اﻟﺴﺘﻴﻦ و َﺑﻨَﻲ ﺑﺰوﺟﺎﺗﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺨﺬ ﺑﻌ ﺪ ) (٨٢ﻗﺎرن اﻟﻤﺒﺎدئ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﺼﺎرﻣﺔ ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ﺑﺎﻟﺘﺤﻠ ﻞ اﻟﺨﻠﻘ ﻲ)آﺈﺳ ﻘﺎط اﻟﺼ ﻼة وإﺑﺎﺣ ﺔ اﻟﺰﻧ ﺎ واﻟﺨﻤﺮ ( ﻓﻲ دﻳﻦ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ ﺣﺴﺒﻤﺎ ﺟﺎء ﻣﺜﻼ ﻋﻨﺪ اﺑﻦ هﺸﺎم ).( ١٦٥/٤ ) (٨٣ﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم . ٢١٧ / ٤ /واﻧﻈﺮ أﻳﻀﺎ اﻟﺒﺨﺎري ، ٦٩ / ٣ /واﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٣ج ٦ /ص .٢٤٣ ) (٨٤ص . ١٩٣/ ) (٨٥ص . ١٩٩ / ) (٨٦ص. ١٣٢ /
ذﻟﻚ زوﺟﺔ أﺧﺮي .وإن اﻟﻤﺮء ﻟﻴﺘﺴﺎءل :ﺗﺮي ﻟﻮ آﺎن اﻟﺮﺳﻮل ﻣﺘﺪﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺐ اﻟﻨﺴﺎء ﻓِﻠ َﻢ ﺣﺪدهﻦ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺑﺄرﺑﻊ إذا آﺎن ﻟﻦ ﻳﻠﺘﺰم ﺑﺬﻟﻚ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ؟ أآﺎﻧﺖ ﻏﺎﻳﺘﻪ أن ﻳﺤ ﺮج ﻧﻔﺴ ﻪ ﺑﺈﺻﺪار ﺗﺸﺮﻳﻊ ﻻ ﻳﻠﺘﺰم هﻮ ﺑﻪ ؟ أم ﻳﺎ ﺗﺮي آﺎن ﺣﺘﻲ ذﻟﻚ اﻟﺤﻴﻦ ،أي ﺑﻌﺪ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺳﻨﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﻬﺎﻟﻚ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻨﺴ ﺎء آﻤ ﺎ ﻳﺼ ﻮرﻩ أﻋ ﺪاء اﻹﺳ ﻼم ،ﻳﺠﻬ ﻞ ه ﺬا اﻟﻀ ﻌﻒ ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ وأﺧﻼﻗﻪ ؟ إن اﻟﺮﺳﻮل ﻟﻮ آﺎن هﻮ ﻣﺆﻟﻒ اﻟﻮﺣﻲ ﻟﻤﺎ أﺻﺪر ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ أﺑﺪا ﺣﺘﻲ ﻟﻮ اﻧﻄﺒﻘﺖ اﻟﺴﻤﺎء ﻋﻠﻲ اﻷرض ،أو ﻋﻠﻲ اﻷﻗﻞ آ ﺎن ﻳﻨﺒﻐ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ أن ﻳﻨﺴ ﺨﻪ إذا وﺟ ﺪ أﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻪ آﻤﺎ ﻇﻦ ﻗﺒﻼ .وﻻ ﻳﻘ ﻮﻟﻦ ﻗﺎﺋ ﻞ إن اﻟﻨﺴ ﺦ ﻓ ﻲ اﻟﺸ ﺮﻳﻌﺔ إﻧﻤ ﺎ ﻳﻜﻮن ﺗﺪرﺟﺎ ﻧﺤﻮ اﻷﺻﻌﺐ ،ﻓﺈن اﻟﻘﺮﺁن ﻗﺪ ﺗﻮﻗﻊ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﻌ ﺎرآﻬﻢ ﻣ ﻊ اﻟﻜﻔ ﺎر أن ﻳﻬ ﺰم اﻟﻮاﺣ ﺪ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻋﺸ ﺮة ﻣ ﻦ أﻋ ﺪاﺋﻬﻢ ﺛ ﻢ ﺧﻔ ﻒ ذﻟ ﻚ إﻟ ﻲ اﺛﻨ ﻴﻦ ﻓﻘ ﻂ ). (٨٧ ﺣ ﺪَة آﺬﻟﻚ ﺷﺮع اﻟﻘﺮﺁن ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﻣﻦ اﻟﻔﺘﺮات ﻋﻠﻲ آﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻨﺎﺟ ﺎة اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠ ﻲ ِ أن ﻳﻘﺪم ﺑﻴﻦ ﻳﺪي ﻧﺠﻮاﻩ ﺻﺪﻗﺔ ﺛﻢ ﻧﺴﺦ ذﻟﻚ ) . (٨٨ﻓﺈذا ﻟﻢ ﻳﻜ ﻦ ه ﺬا وﻻ ذاك ﻓﻠ ﻢ أﺻ ﺪر ﻋ ْﺮﻓًﺎ ﻣﺘﺒﻌﺎ ؟ أآﺎن هﻨﺎك ﺣﺰب ﻧﺴﺎﺋﻲ ﺑﻴﻦ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ وﻗﺪ آﺎن اﻟﺘﻌﺪد ﺑﻼ ﺿﺎﺑﻂ ُ أﺗﺒﺎﻋﻪ ﻳﻘﻮم ﺑﺎﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻴﻪ وﻳﻠﻮح ﻟﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻌﻄﻴﻪ أﺻﻮاﺗﻪ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت إﻻ إذا ﺣﺪد ﺐ أرﺑ ﻊ زوﺟﺎﺗ ﻪ إﻟ ﻲ ﻗﻠﺒ ﻪ وﺧﻴّﺮﻧ ﻪ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺘﺤﺪﻳ ﺪ أو ﻋﺪد اﻟﺰوﺟﺎت ؟ أم ﺗﻤﺮد ﻋﻠﻴ ﻪ أﺣ ﱡ ﺗﺮآﻪ واﻟﻠﺤﺎق ﺑﺄهﻠﻬﻦ ؟ وﻟﻜﻦ ﻣﻦ هﻦ ﻳﺎﺗﺮي هﺆﻻء اﻷرﺑﻊ اﻟﻮاﺛﻘﺎت ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻦ آﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺜﻘﺔ ؟ وِﻟ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﺴﺮّح اﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﻦ زوﺟﺎﺗﻪ وﻳﺤﺘﻔـﻆ ﺑﻬﺆﻻء وﺣﺪهﻦ وﻟﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻠﻜـﺖ ﻳﻤﻴﻨﻪ ﻣﻨﺪوﺣ ﺔ ﻋ ﻦ ﻣﺨﺎﻟﻔ ـﺔ اﻟﺘﺤ ـﺪﻳﺪ ؟ ﺑ ﻞ ﻟﻘ ﺪ آ ـﺎن ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ ،ﻣ ﺎدام ﻧ ﻮي أن ﻳﺼ ﺪر ه ﺬا اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ،أن ﻳﻄﺒﻘـﻪ ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻊ إرﺿ ﺎء ﺷ ﻬﻮﺗﻪ اﻟﺠ ـﺴﺪﻳﺔ ﺑ ﺄن ﻳﻄّﻠ ﻖ آ ﻞ زوﺟﺎﺗ ﻪ اﻟﻘﺪﻳﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻣﻦ واﺣﺪة ﻣﻨﻬﻦ وﻟﺪ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺒﻘ ﻲ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﻣ ﻦ أﺟﻠ ﻪ وﻳﺘ ﺰوج ﺑﺪﻻ ﻣﻨﻬﻦ أرﺑﻌﺎ ﻣﻦ أﺟﻤﻞ ﺑﻜﺎري اﻟﻌ ﺮب .إن اﻟﻌﺠﻴ ﺐ أن ﻳﻜ ﻮن ﻣﺤﻤ ﺪ ﺷ ﻬﻮاﻧﻴﺎ إﻟ ﻲ ه ﺬا اﻟﺤ ـﺪ اﻟ ﺬي ﻳﺘﻔ ﻨﻦ ﻓ ﻲ ﺗﺼ ﻮﻳﺮﻩ ه ﺆﻻء اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻮن وﻳﺨﺘ ﺮع ﻣﺜ ﻞ ه ﺬا اﻟ ﻮﺣﻲ ﻲ ،رﺿ ﻮان اﷲ ﺣ َﻴ ّ اﻟﻤﺤﺮج ﻣﻊ أﻧﻪ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﺑﺴ ﻨﺔ واﺣ ﺪة آ ﺎن ﻗ ﺪ ﺗ ﺰوج ﺻ ﻔﻴﺔ ﺑﻨ ﺖ ُ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،اﻟﻴﻬﻮدﻳـﺔ اﻷﺻﻞ ،وآـﺎن ﻳﺴﺘﻄﻴـﻊ أن ُﻳ ْﺒﻘِﻴﻬﺎ َأ َﻣ ًﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﺒﻲ .وﻗﺒﻞ ﺻﻔﻴﺔ ﺑﺴﻨﺔ اﺗﺨﺬ ﺟﻮﻳﺮﻳﺔ ﺑﻨﺖ اﻟﺤﺎرث زوﺟﺔ ،ﻣﻊ أﻧﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻧﺼ ﻴﺐ أﺣ ﺪ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻣ ﻦ ﺳﺒﻲ ﺑﻨﻲ اﻟﻤﺼﻄﻠﻖ ،ﻓﻜﺎن اﻷﺣﺮي أن ﻳﺘﺨﺬهﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم َأ َﻣ ًﺔ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻔﻌ ﻞ ه ﺬا أﻳﻀﺎ .ﻓﻬﻞ آﺎن ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻤﺘﺎﻋ ﺐ ﻳﺨﻠﻘﻬ ﺎ ﻟﻨﻔﺴ ﻪ ﺧﻠﻘ ﺎ ﻟﻴ ﺰداد إﺣﺮاﺟ ﺎ ﻓ ﻮق إﺣ ﺮاج ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ زوﺟﺘﻴﻦ إﻟﻲ زوﺟﺎﺗﻪ اﻟﻼﺋﻲ ﺳﻴﺼﺪر ﺑﻌﺪ ﺷﻬﻮر ﺗﺸﺮﻳﻌﺎ ﻻ ﻳﺴﺮي ﻋﻠﻴﻬﻦ ؟ إن هﺬا إﻧﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ اﻟﺘﺨﺒﻂ ،وهﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺳﻤﺎت اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم .آﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄﺧﺬون ﻋﻠﻴﻪ أﻧﻪ أﻋﻔﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺄرﺑﻊ زوﺟﺎت ﻳﺘﻨﺎﺳﻮن أن اﻟﻘﺮﺁن ﺑﻌﺪ
ذﻟ ﻚ ﺑﻘﻠﻴ ﻞ ﻗ ﺪ ﻧ ﺰل ﻳﺤ ّﺮم ﻋﻠﻴ ﻪ ه ﻮ وﺣ ﺪﻩ ﻣ ﻦ دون اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ أن ﻳﺴ ﺘﺒﺪل ﺑ ﺄي ﻣ ﻦ زوﺟﺎﺗﻪ زوﺟﺔ ﺟﺪﻳﺪة ،ﻣﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ أﻧﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم آ ﺎن ﻟ ﻪ وﺿ ﻊ ﺧ ﺎص ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ ) (٨٧اﻷﻧﻔﺎل . ٦٦ – ٦٥/ ) (٨٨اﻟﻤﺠﺎدﻟﺔ . ١٣ – ١٢ /
اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ،ﻓﺘﺎرة ﻳﻠﺘﺰم اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻠﺘﺰم ﺑﻪ ،وﺗ ﺎرة اﻟﻌﻜ ﺲ .وﻓ ﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳ ﺔ أود أن أﺷﻴﺮ إﻟﻲ أن أﺣﺪا ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ أو ﺣﺘﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺸ ﺮآﻴﻦ ﻟ ﻢ ﻳﻨﻜ ﺮ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳﻠﻢ ذﻟﻚ .وﻟﻮ ﻗﺪ أﺣﺲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن أن ﻓﻲ اﻷﻣﺮ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻲ اﻟﺮﻳﺒﺔ ﻟﻤﺎ ﺳﻜﺘﻮا ،وﻓﻴﻬﻢ ﻋﻤﺮ اﻟﻨﻘﺎدة ،وآﺎن ﺣﻤًﺎ ﻟﻠﺮﺳﻮل وﻳﻬﻤﻪ أﻻ ﻳﻜﻮن ﻟﺒﻨﺘﻪ آﻞ هﺆﻻء اﻟﻀﺮاﺋﺮ ،ﻓﻴﻀﻄﺮ اﻟﺮﺳﻮل إﻟﻲ إﺻﺪار ﺗﺸﺮﻳﻊ ﻳﻌﻔﻴﻬﻢ ﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ اﻻﻗﺘﺼﺎر ﻋﻠﻲ أرﺑﻊ زوﺟﺎت ﻟﻴﺴﻜﺘﻬﻢ ﻓﻼ ﻳﺴﺒﺒﻮا ﻟﻪ اﻟﻤﺸﺎآﻞ .اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﻧﻨﻲ آﻴﻔﻤ ﺎ ﻗﻠّﺒ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ ﻻ أﺟ ﺪ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻣ ﺎ ﻳﺆﺧ ﺬ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺮﺳﻮل ،ﻓﺈن اﻟﺴﻤﺎء هﻲ اﻟﺘﻲ ﺷﺮّﻋﺖ ،أﻣﺎ ه ﻮ ﻓﻠ ﻢ ﻳﺸ ﺮع ﻟﻨﻔﺴ ﻪ وﻻ ﻟﻠﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻣ ﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﺷﻴﺌﺎ .وأﻇﻨﻨﻲ آﻨﺖ ﺻﺮﻳﺤﺎ ﺟﺪا ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻷﻣﺮ آﻠﻪ ﺳﻠﺒﺎ وإﻳﺠﺎﺑﺎ).(٨٩ وﻳﺘﺼ ﻞ ﺑﻬ ﺬا اﻻﺗﻬ ﺎم اﻟﻤﺘﻬﺎﻓ ﺖ ﻣ ﺎ ﺗﻠﻘﻔ ﻪ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻮن ﻣ ﻦ رواﻳ ﺔ ﺿ ﻌﻴﻔﺔ اﺧﺘﺮﻋﻬ ﺎ ورواهﺎ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻳﻨﺘﺴﺒﻮن إﻟﻲ اﻹﺳﻼم وﻻ ﻳﻘﺪرون اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮن وﻳﺘﻨﺎﻗﻠﻮن ،وهﻲ اﻟﺮواﻳ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺘﻌﻠ ﻖ ﺑ ﺰواج اﻟﺮﺳ ﻮل اﻷآ ﺮم ﺑﺎﺑﻨ ﺔ ﻋﻤﺘ ﻪ زﻳﻨ ﺐ ﺑﻨ ﺖ ﺟﺤ ﺶ . وﺗﺘﻠﺨﺺ هﺬﻩ اﻟﺮواﻳﺔ ﻓﻲ أن رﺳﻮل اﷲ ذهﺐ ﻳﻮﻣﺎ إﻟﻲ ﺑﻴ ﺖ زﻳ ﺪ ﻓ ﻲ أﻣ ﺮ ﻓﻠ ﻢ ﻳﺠ ﺪﻩ ، وآﻠﻤﺘﻪ زوﺟﺘﻪ زﻳﻨﺐ ﻣﻦ وراء اﻟﺴﺘﺎر وهﻲ ﺗﻠ ﺒﺲ ﻣﻼﺑﺴ ﻬﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻋﺠ ﻞ ،ﻓ ﺈذا ﺑ ﺎﻟﻬﻮاء ﻳﺮﻓ ﻊ اﻟﺴ ﺘﺎرة ﺑﻐﺘ ﺔ ﻟﻴﺮاه ﺎ اﻟﺮﺳ ﻮل ﺣﺎﺳ ﺮة ،ﻣﻤ ﺎ آ ﺎن ﻟ ﻪ ﺗ ﺄﺛﻴﺮ ﻃ ﺎغ ﻋﻠ ﻲ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻓﺎﻧﺼﺮف وهﻮ ﻳﺮدد » :ﺳﺒﺤﺎن ﻣﻘﻠﺐ اﻟﻘﻠﻮب ! « .وﻟﻤﺎ ﺟﺎء زﻳﺪ وﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﻋِﻠ ﻖ زوﺟﺘ ﻪ ،ﻓ ﺬهﺐ إﻟﻴ ﻪ وﻋ ﺮض ﻋﻠﻴ ﻪ أن زوﺟﺘ ﻪ ﺑﻤ ﺎ ﺣ ﺪث ﻓﻬ ﻢ أن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻗ ﺪ َ ﻳﻄﻠﻘﻬ ﺎ وﻳﺘﺰوﺟﻬ ﺎ ه ﻮ ﻓ ﺄﻣﺮﻩ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم أن ﻳﻤﺴ ﻚ ﻋﻠﻴ ﻪ زوﺟﺘ ﻪ وﻳﺘﻘ ﻲ اﷲ .وﻟﻜ ﻦ اﻟﻮﺣﻲ ﻣﺎ ﻟﺒﺚ أن ﻧ ﺰل ﻋﻠ ﻲ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻳﻜﺸ ﻒ ﻣﺸ ﺎﻋﺮﻩ اﻟﺘ ﻲ ﺣ ﺎول ﻋﺒﺜ ﺎ أن ﻳﺨﻔﻴﻬ ﺎ ، وﻳﺄﻣﺮﻩ ﻓﻲ ﺻﺮاﺣﺔ أن ﻳﺘﺨ ﺬ زﻳﻨ ﺐ زوﺟ ﺔ .ه ﺬا ،وﻗ ﺪ أﺿ ﺎف واﺷ ﻨﺠﺘﻦ إرﻓ ﻨﺞ ﻣ ﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻮاﺑﻞ ،إذ ذآﺮ أن اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ه ﻮ اﻟ ﺬي ﻓﺎﺟ ﺄ زﻳﻨ ﺐ وه ﻲ ﻓ ﻲ
) (٨٩أﺣ ﺐ أن أﺷ ﻴﺮ هﻨ ﺎ إﻟ ﻲ رأي هﺮﺑ ﺮت ﭼ ﻮرچ وﻳﻠ ﺰ)اﻟﻜﺎﺗ ﺐ واﻟﻌ ﺎﻟﻢ واﻟﻤ ﺆرخ اﻹﻧﺠﻠﻴ ﺰي اﻟﻤﺸﻬﻮر( ﻓﻲ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم ،ﻓﻬ ﻮ ،وإن وﺻ ﻒ اﻹﺳ ﻼم اﻟ ﺬي ﺻ ﻨﻌﻪ -ﻋﻠ ﻲ ﺣ ﺪ ﻗﻮﻟ ﻪ - ﻣﺤﻤﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺄﻧﻪ دﻳﻦ ﻋﻈﻴﻢ ،ﻳﺮﻣﻲ رﺳ ﻮﻟﻨﺎ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﺑﺎﻟﺸ ﻬﻮاﻧﻴﺔ ،وﻳﺴ ﺘﻜﺜﺮ ﻋﻠﻴ ﻪ أن ﻳﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﻣﺼﺎف ﻋﻴﺴﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم وﺟﻮﺗﺎﻣﺎ وﻣﺎﻧﻲ )(The Outline of History, p. 234 .إن وﻳﻠﺰ هﺬا اﻟﻤﺘﻘﺰز ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﺘﻌﻠ ﻖ ﺑ ﺎﻟﻤﺮأة ،واﻟﻤﺘﺪﻟ ﻪ ﻓ ﻲ ﻋﻔ ﺔ اﻟﻤﺴ ﻴﺢ ﻋﻠﻴ ﻪ وﻋﻠ ﻲ ﻧﺒﻴﻨ ﺎ أﻓﻀ ﻞ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ،ﻳﺘﻨ ﺎول ﺣﻴﺎﺗ ﻪ ه ﻮ ﻧﻔﺴ ﻪ ﺑﺎﻟﺘﺸ ﺮﻳﺢ ﻓ ﻲ آﺘﺎﺑﻪ " ، "Experiment in Autobiographyآﺎﺷﻔﺎ ﻏﺴﻴﻠﻪ اﻟﻘﺬر ﻓ ﻲ ﺣﺪﻳﺜ ﻪ ﻋ ﻦ اﻟﻤﻮﻣﺴ ﺎت اﻟﻼﺗﻲ آﺎن ﻳﺼﻄﺎدهﻦ ﻣﻦ أزﻗﺔ ﻟﻨﺪن ،وﻋﻦ ﺗﻜﺮار ﺧﻴﺎﻧﺘﻪ ﻟﺰوﺟﺘﻪ ﻓﻲ أول ﻓﺮﺻﺔ ﺗﺴﻨﺢ ﻟﻪ ،دون أن ﻳﺒﺪي أﻳﺔ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻳﺴ ﻮغ ﺑﻬ ﺎ ه ﺬا اﻟﺘﺮﻓ ﻊ اﻟﻜ ﺎذب ،آﻤ ﺎ ﺣ ﺪث ﻣ ﺜﻼ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺧ ﻼ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺒﻴ ﺖ ه ﻮ وﺁﻧﺴﺔ آﺎﻧﺖ ﺗﺴﺎﻋﺪﻩ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻋﻤﺎل ﺣﺴﺒﻤﺎ ﺟﺎء ﻓ ﻲ اﻟﻔﺼ ﻞ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ﻣ ﻦ اﻟﺒ ﺎب اﻟﺴ ﺎﺑﻊ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ اﻟﻜﺘﺎب.
ﻣﺒﺎذل اﻟﺒﻴﺖ ،وذﻟﻚ ﺣﻴﻦ اﻗﺘﺤﻢ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﺧﻠﻮﺗﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﺑﻴﺘﻬ ﺎ ﺑﺼ ﻔﺘﻪ أﺑ ﺎ ﻟﺰوﺟﻬ ﺎ ﺑ ﺎﻟﺘﺒﻨﻲ ، ﻓﺮأي ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻣﻜﺸﻮﻓﺎ أﻣﺎم ﻋﻴﻨﻪ اﻟﻤﺤﻤﻠﻘﺔ).(٩٠ وأول ﺷﻲء أﺣﺐ أن أﺳﺎرع ﻓﺄﻗﻮﻟﻪ هﻮ أﻧﻨ ﺎ ﻟ ﻢ ﻧﺴ ﻤﻊ ﺑﻤﺜ ﻞ ﺣﺎدﺛ ﺔ اﻟﺴ ﺘﺎر ه ﺬﻩ ﻓ ﻲ أﻳ ﺔ رواﻳﺔ أﺧﺮي ﻋﻦ ذﻟﻚ اﻟﻌﻬﺪ ،ﺑﻞ إن اﻟﺴﺘﻮر ﻟﻢ ﺗﺮخ ﻓﻲ ﺑﻴﻮت اﻟﺮﺳﻮل إﻻ ﺑﻌﺪ زواﺟﻪ ﻣﻦ زﻳﻨﺐ). (٩١اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن هﺬﻩ رواﻳﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺮواﻳ ﺎت اﻟﻐﺮاﻣﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ه ﻲ ﺑ ﺎﻣﺮئ اﻟﻘ ﻴﺲ واﺑﻦ أﺑﻲ رﺑﻴﻌﺔ أﻟﻴﻖ .أﻣﺎ ادﻋﺎء إرﻓﻨﺞ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ اﻗﺘﺤﻢ ﻋﻠﻲ زﻳﻨﺐ ﺧﻠﻮﺗﻬﺎ ﻓﻠﻴﻘﻞ ﻟﻨﺎ أوﻻ ﻣﻦ أﻳﻦ ﻟﻪ ﺑﻪ ،ﻓﺈن ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺴﻠﻮك ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ أﻧﻪ ﻳﺠﺎﻓﻲ ﺧﻠﻖ اﻟﺮﺳﻮل واﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ، ﻟﻢ ﻳﺮد وﻻ ﺣﺘﻲ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺘﺎﻓﻬﺔ اﻟﺘﻲ هﻲ ﻣﺤﻞ آﻼﻣﻨﺎ اﻵن. وﺛﻤﺔ ﻧﻘﻄﺔ هﺎﻣﺔ ﺟﺪا ﻓﻲ ﻗﺼﺔ زﻳﻨﺐ هﺬﻩ هﻲ أﻧﻬﺎ وأهﻠﻬﺎ آﺎﻧﻮا ﻗﺪ رﻓﻀﻮا رﻓﻀ ﺎ ﺑﺎﺗ ﺎ أن ﺗﺘﺰوج زﻳﺪًا ،اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻜﻦ إﻻ ﻋﺒﺪًا ﻟﻠﺮﺳﻮل أهﺪﺗﻪ إﻟﻴﻪ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻋﻨﺪ زواﺟﻬﺎ ﻓﺄﻋﺘﻘ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ،ﺑﻴﻨﻤ ﺎ زﻳﻨ ﺐ ه ﻲ اﺑﻨ ﺔ ﻋﻤ ﺔ ﻣﺤﻤ ﺪ زﻋ ﻴﻢ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ وﺣ ﺎآﻤﻬﻢ ورﺳ ﻮل اﻟﺴﻤﺎء ،وأﺳ ﺮﺗﻬﺎ ﻣ ﻦ أرﻓ ﻊ أﺳ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻋ ﺰة وﻣﻜﺎﻧ ﺔ ،وﻟ ﻮﻻ أن وﺣﻴ ﺎ ﻗﺮﺁﻧﻴ ﺎ ﺷ ﺪﻳﺪ اﻟﻠﻬﺠﺔ ﻗﺪ ﻧﺰل ﻓﻲ زﻳﻨﺐ وأهﻠﻬﺎ ﻳﻌﻨﻔﻬﻢ ﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﺮﻓﺾ ﻣﺎ رﺿﻴﺖ وﻻ رﺿﻮا أﺑ ﺪا . واﻟﺸﺎهﺪ هﻨ ﺎ أن ه ﺬﻩ ه ﻲ اﻟﻤ ﺮة اﻟﻮﺣﻴ ﺪة ﺗﻘﺮﻳﺒ ﺎ اﻟﺘ ﻲ أرﻏ ﻢ ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟﺮﺳ ﻮل اﻣ ﺮأة ﻋﻠ ﻲ اﻟﺘﺰوج ﻣﻤﻦ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ) ،(٩٢ﻓﺈن اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺘﺸﺪد ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ ﺣﺘ ﻲ إن ﻓﺘ ﺎة ذهﺒﺖ إﻟﻲ اﻟﺮﺳﻮل ﺗﺸﻜﻮ ﻟﻪ ﻣﻦ أن أﺑﺎهﺎ ﻗﺪ زوﺟﻬﺎ ﻣﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﻬﺎ ﻟﻴﺮﻓﻊ ﺑ ﺬﻟﻚ اﻟ ﺰواج ﻚ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻋﻘﺪ اﻟﺰواج ﺑﺴﺒﺐ رﻓﺾ اﻟﻔﺘﺎة ،اﻟﺘﻲ ﻋـﺎدت ﺑﻌ ﺪ ﺧﺴﻴﺴﺘﻪ ،ﻓﻔ ﱠ ﻓﺴـﺦ اﻟﻌﻘـﺪ ﻓﺄﻋﻠﻨﺖ ﻣﻮاﻓﻘﺘﻬـﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ إﻧﻬﺎ إﻧﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ذﻟﻚ ﻟﻴﻌ ﺮف اﻵﺑ ﺎء أن ﻟﺒﻨ ﺎﺗﻬﻢ إرادة ﻣﺴ ﺘﻘﻠﺔ ﻻ ﻳﺠ ﻮز ﻟﻬ ﻢ أن ﻳﺠ ﻮروا ﻋﻠﻴﻬ ﺎ). (٩٣ﺑ ﻞ إن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻧﻔﺴ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻟ ﻢ ﻳﺤﺎول ،وﻟﻮ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ،إرﻏﺎم زوﺟـﺘﻪ اﻟﺘـﻲ اﺳﺘﻌ ـﺎذت ﺑ ﺎﷲ ﻣﻨ ﻪ) وآﺎﻧ ﺖ ﺣﺪﻳﺜ ﺔ ﻋﻬ ﺪ ﺑﻜﻔﺮ( ﻋﻠﻲ اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ ﻋﺼﻤﺘﻪ ،وإﻧﻤﺎ ﺳﺮﺣﻬﺎ ﺗﺴﺮﻳﺤﺎ ﺟﻤﻴﻼ .وﻓﻀـﻼ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻓﻠﺪﻳﻨـﺎ ﻋﺘِﻘ ﺖ ،وﻋﻨﺪﺋ ﺬ أﻋﻠﻨ ﺖ أﻧﻬ ﺎ ﻻ ﺗﺮﻳ ﺪ اﻟﺒﻘ ﺎء ﻣ ﻊ زوﺟﻬ ﺎ ، ﺣﺎﻟﺔ ﺑﺮﻳﺮة ،وآﺎﻧـﺖ َأﻣَﺔ ﻓُﺄ ْ ق اﻟﺬي أﺧﺬ ﻳﺠﻮب ﺷﻮارع اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ وراءهﺎ وهﻮ ﻳﺒﻜﻲ ﻣﻦ ﻓﺮط ﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﻬﺎ ،وﻗﻠﺒﻬﺎ ﻻ ﻳﺮ ّ ) (٩٠إرﭬﻨﺞ . ١١٢ /وﻗﺪ أورد د .ﻣﺤﻤـﺪ ﺣﺴﻴﻦ هﻴﻜﻞ هﺬﻩ اﻟﻘﺼﺔ ﻓﻲ » ﺣﻴﺎة ﻣﺤﻤﺪ « )ص ٣٢٢/ ـ ( ٣٢٣ﻋﻠﻲ ﻧﺤﻮ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ هﺬا .آﻤﺎ روي ﻣﻜﺴﻴﻢ رودﻧﺴ ﻮن ه ﺬﻩ اﻟﻘﺼ ﺔ أﻳﻀ ﺎ) ص ٢٠٥ /ـ ، ( ٢٠٨وإن ﻟﻢ ﻳﺮد ﻓﻴﻬﺎ ذآﺮ ﻟﺴﺘﺎر ﺑﻞ ﻗﺎل إن زﻳﻨﺐ ﻗﺪ ﻗﺎﺑﻠﺘﻪ وهﻲ ﺷﺒﻪ ﻋﺎرﻳﺔ .وﻻ أدري آﻴﻒ واﺗﺖ زﻳﻨﺐ اﻟﺠ ﺮاءة ﻋﻠ ﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠ ﺔ اﻟﺮﺳ ﻮل ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﺑﻬ ﺬا اﻟﺸ ﻜﻞ .إن ه ﺬا َﻟ ِﺒﺴُﻠ ـﻮك ﻣﻤ ﺜﻼت أدوار اﻹﻏ ـﺮاء أﺷ ﺒﻪ .واﻧﻈ ـﺮ إﺷ ـﺎرة ﻟﻬ ـﺬا اﻷﻣـ ـﺮ ﺳﺎﺧـ ـﺮة ﻓـ ـﻲ ص ٢٧٢ /ﻣ ـﻦ آﺘـﺎب" "Comparative Religionﻟﺒﻮآﻴﻪ ) ، (A.C.Bouquetوهﻮ رﺟﻞ دﻳ ﻦ ﻧﺼ ﺮاﻧﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ. ) (٩١اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري . ١٧٧/٣/ ) (٩٢هﻨﺎك ﺣﺎﻟﺔ أﺧﺮي ﻗﺎﺑﻠﺘﻨﻲ ﻓﻲ آﺘﺐ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺘـﻲ رﺟﻌـﺖ إﻟﻴﻬﺎ ﻧﺠﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴﻼم ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻟﺪي اﻟﻌﺮوس ﻟﺘﺮﺿﻲ ﺑﻤﻦ ﺧﻄﺒﻬﺎ ﻟﻪ .واﻟﻄﺮﻳﻒ أن اﻟﺮﺟﻞ اﻟ ﺬي رﺷ ﺤﻪ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺮة هﻮ أﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ زﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎرث ! ) اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٣ج / ٦ص . ( ١٠٨ ) (٩٣اﻧﻈﺮ " ﻓﻘﻪ اﻟﺴ ﻨﺔ " ﻟﺴ ﻴﺪ ﺳ ﺎﺑﻖ . ١٣٠ / ٢ /واﻧﻈ ﺮ آ ﺬﻟﻚ اﻟﺸ ﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠ ﺪ / ٣ج / ٦ص . ١٢٢ - ١٢٠
ﻟﻪ .وﻋﺒﺜﺎ ﺣﺎول اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻟﻪ ،ﻓﻘﺪ أﺻﺮت ﻋﻠﻲ أن ﻳﻨﻔﺼﻼ ،ﻓﻜﺎن ﻟﻬﺎ ﻣﺎ أرادت). (٩٤ﻓﺄﻳﻦ ﺑﺮﻳﺮة ﻣﻦ زﻳﻨﺐ ﺳﻠﻴﻠﺔ اﻟﻌﺰ واﻟﺸﺮف ؟ وﻟﻤﺎذا ﻳﻨﺰل وﺣﻲ ﻓﻴﻬﺎ هﻲ وأهﻠﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻳﺮﻏﻤﻬﻢ ﻋﻠﻲ أن ﻳﺮﺿﻮا ﺑﺎﻟﺰوج اﻟﺬي اﻗﺘﺮﺣﻪ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻬﻢ وهﻮ ﻋﺒﺪ ﻋﺘﻴﻖ ؟ أﻻ إن ﻓﻲ اﻷﻣﺮ ﺳﺮا ﺳﻮف ﻳﻨﺠﻠﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﻨﺰل وﺣ ﻲ ﺁﺧ ﺮ ﻳ ﺮﻏﻢ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﺪورﻩ ﻋﻠﻲ أن ﻳﺘﺰوج زﻳﻨﺐ هﺬﻩ .وﻟﻜﻦ ﻓﻠﻨﻨﺘﻈﺮ ﻗﻠﻴﻼ. ﺛﻢ ﻟﻮ أن اﻟﺮﺳﻮل آﺎن ﻃﺎﻟﺐ ﺷ ﻬﻮة ﻓِﻠ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳ ﺪﺧﻞ اﻟﺒﻴ ﺖ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ رأي زﻳﻨ ﺐ ﻋﻠ ﻲ ﺗﻠ ـﻚ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺔ) ﻓﻬﻮ ﻋﻠﻲ آﻞ ﺣﺎل اﺑ ﻦ ﺧﺎﻟﻬ ﺎ( وﻳﺘ ﻮدﱠد إﻟﻴﻬ ﺎ ﻣﺘﻈ ﺎهﺮا ﺑﺄﻧ ﻪ ﻳﺮﻳ ﺪ أن ﻳﻜﻔﺮ ﻋﻦ إرﻏﺎﻣﻪ إﻳﺎهﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﺰواج ﻣﻦ زﻳﺪ ،وﺑﺨﺎﺻﺔ أن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑﻴﻦ زوﺟﻬ ﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﺎ ﺗ ﺮام ﺑﺴ ﺒﺐ إﺣﺴﺎﺳ ﻬﺎ أﻧﻬ ﺎ ﻣﻐﻤ ـﻮﻃﺔ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟ ﺰواج ،ﺛ ﻢ ﻳﺘﺨﺬه ـﺎ) أﺳﺘﻐﻔﺮ اﷲ( ﻋﺸﻴﻘﺔ ؟ وهﻲ ﺑﻌ ُﺪ ﻟﻴﺴﺖ إﻻ زوﺟﺔ ﻟﻤﻦ آ ﺎن ﻓ ﻲ ﻳ ﻮم ﻣ ﻦ اﻷﻳ ﺎم ﻟ ﻪ ﻋﺒ ﺪا ﻦ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳ ﺔ وﻗﺮﺑ ﻪ ﻣﻨ ﻪ ،أﻣ ﺎ ه ﻮ ﻓ ﺰﻋﻴﻢ اﻷﻣ ﺔ وﺣﺎآﻤﻬ ﺎ اﻟﻤﻄﻠ ﻖ ﻋﻠ ﻲ زﻋ ﻢ ﻓﻤ ﱠ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ،أﻣﺮﻩ ﻣﻄﺎع وﻻ ﻳﺘﻮرع ﻋﻦ ﺗﻠﻔﻴﻖ اﻟﻮﺣﻲ ﻟﺘﺴ ﻮﻳﻎ ﻣ ﺎ ﻳﺮﻳ ﺪ .إن اﻟﻘ ﺎرئ ﺖ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻪ زوﺟﺔ ﺴ َﻨ ْ ﺣُ ﻳﻤﻜﻨﻪ أن ﻳﺘﺼﻮر ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ هﺬا اﻟﺤﻞ إذا وﺿﻊ ﻓﻲ ذهﻨﻪ أن َﻣِﻠﻜًﺎ َ ﻋ ﺮْف آ ﺮﻳﻢ ،ﻓﻤ ﺎذا ﺗ ﺮاﻩ ﺧﺎدﻣﻪ أو ﺳﺎﺋﻘﻪ ﻣﺜﻼ ،وآﺎن هﺬا اﻟﻤﻠ ﻚ ﻻ ﻳﺒ ﺎﻟﻲ ﺑﺨﻠ ﻖ وﻻ ُ ﻼ إﻻ أن ﻳﺄﻣﺮهﺎ ﺑﺄن ﺗﺘﺒﻌﻪ إﻟﻲ ﻓﺮاﺷﻪ ﻓﺘﻔﻌﻞ ؟ وذﻟﻚ ﺑ ﺪﻻ ﻣ ﻦ أن ﻳﺘﺰوﺟﻬ ﺎ وﻳﻨ ﺰل ﻓﺎﻋ ً ﻓﻲ ﻧﻈﺮ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻋﻠﻴﺎﺋﻪ إﻟﻲ اﺗﺨﺎذ اﻣﺮأة ﺧﺎدﻣﻪ زوﺟﺔ ﻟﻪ .ﺛ ﻢ إن هﻨ ﺎك ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﺧﻄﻴﺮا أﺷﺪ اﻟﺨﻄﻮرة ،ﻓﺈن اﻟﻌﺮب ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ُﺗ ِﻘﺮّ ﻗﻂ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺰواج ،ﻷن اﻟﺘﺒﻨﻲ ﻓﻲ ﻧﻈﺮهﻢ آﺎن هﻮ واﻷﺑﻮة اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺷﻴﺌﺎ واﺣﺪا .وهﺬا ه ﻮ ﻟ ﺐ اﻟﻤﺸ ﻜﻠﺔ آﻠﻬ ﺎ ،وﻣ ﻦ ﺛﻤﺔ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﻔﻬﻢ ﺗﺮدد اﻟﺮﺳﻮل وﻋﺪم رﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ إﺗﻤﺎم هﺬا اﻟﺰواج ،آﻤﺎ هﻮ واﺿﺢ ﷲ أﺣ ﱡ س ،وا ُ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ » :وﺗﺨﺸﻲ اﻟﻨﺎ َ ﻖ أن ﺗﺨﺸﺎﻩ‹‹) ، (٩٥اﻟﺬي ﻓﻬﻤﻪ رودﻧﺴﻮن ﻋﻠﻲ أﻧﻪ إﺷﺎرة إﻟﻲ أن ﻣﺤﻤﺪا ﻗﺪ ﺧﺎف أن ﻳﻌﺮف اﻟﻨﺎس ﺗﻌﻠﻖ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺰﻳﻨﺐ ووﻗﻮﻋﻪ ﻓ ﻲ هﻮاهﺎ ﻣﻨﺬ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﻤﺰﻋﻮﻣ ﺔ) ، (٩٦ﻣ ﻊ أن ﻟ ﻪ ﺗﻔﺴ ﻴﺮًا ﺁﺧ ﺮ ﻳﺘﺴ ﻖ ﻣ ﻊ ﺗﺤﻠﻴﻠﻨ ﺎ ه ﺬا اﻟﺬي ﻧﺮاﻩ أﻗﺮب ﺗﻤﺎﻣﺎ إﻟﻲ اﻟﻤﻨﻄﻖ ،وﻻ ﻧﺪري ِﻟ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﺸﺮ إﻟﻴﻪ ﺑﻜﻠﻤﺔ واﺣ ﺪة ،وه ﻮ أن اﻟﺮﺳﻮل ﻟﻢ ﻳﺸﺄ أن ﻳﻮاﺟﻪ اﻟﻨﺎس ﺑﺄن ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺘﺰوج زﻳﻨ ﺐ .ﻟﻜ ﻦ وﺣ ﻲ اﷲ ﻳﻨﺒﻐ ﻲ أن ﻳُﺒﻠﱠﻎ ﻟﻠﻨﺎس ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﻣﺮارﺗ ﻪ ،وﺷ ﺮع اﷲ ﻻ ﺑ ﺪ أن ﻳﻄ ﱠﺒ ﻖ ﻣﻬﻤ ﺎ ﻳﺘﻌ ﺎرض ﻣ ﻊ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴ ﺪ اﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ .وﻟﻴﻜﻦ أول ﻣﻦ ﻳﻄﺒﻖ هﺬا اﻟﺘﺸ ﺮﻳﻊ ه ﻮ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻧﻔﺴ ﻪ ﻋﻠ ﻲ رﻏ ﻢ ﻣ ﺎ ﺳ ﻮف ﻳﺜﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﻟﻐ ﻂ ﻟﻤ ﺎ ﺳﻴﺴ ﺒﺒﻪ ﻟﻠﻨ ﺎس ﻣ ﻦ ﺻ ﺪﻣﺔ ﺷ ﺪﻳﺪة .أﻣ ﺎ اﻻدﻋ ﺎء ﺑ ﺄن ﻧﻈ ﺮة واﺣ ﺪة ﻣﺒﺎﻏﺘﺔ ﻟﺰﻳﻨﺐ ،وﻟﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﻗﺪ اﺳﺘﻜﻤﻠﺖ ارﺗ ﺪاء ﻣﻼﺑﺴ ﻬﺎ ،ﻗ ﺪ زﻟﺰﻟ ﺖ ﻗﻠ ﺐ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻓﻤ ﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺟﺪا ﻗﺒﻮﻟ ﻪ .ﻟﻤ ﺎذا ؟ ﻷن اﻟﺮﺳ ﻮل ه ﻮ اﻟ ﺬي أرﻏﻤﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻟ ﺰواج ﻣ ﻦ زﻳ ﺪ ، وآﺎن ذﻟﻚ ﻣﻨﺬ وﻗﺖ ﻗﺮﻳﺐ .ﻓﻤﺎ اﻟﺬي ﺗﻐﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺪة اﻟﻘﺼﻴﺮة ﺟﺪا ﺣﺘﻲ ﺗ ﺮج آﻴﺎ َﻧ ﻪ ﻧﻈ ﺮ ٌة إﻟﻴﻬ ﺎ ؟ ﻟ ﻮ أﻧ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻟ ﻢ ﻳﺮه ﺎ ﻣﻨ ﺬ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬ ﺎ ﺛ ﻢ ﻓ ﻮﺟﻲء ﺑﻬ ﺎ اﻣ ﺮأة ﺤ ﺪِث ﻣ ﻦ اﻟﺘﻐﻴﻴ ﺮات ﻓ ﻲ ﻧﺎﺿ ﺠﺔ اﻷﻧﻮﺛ ﺔ ﻟﻘﻠﻨ ﺎ :ه ﺬا ﻣﻌﻘ ﻮل ،ﻓ ﺈن ﻓﺘ ﺮة اﻟﻤﺮاهﻘ ﺔ ُﺗ ْ اﻟﻔﺘﻴﺎت اﻷﻋﺎﺟﻴﺐ .أﻣﺎ أن ﺗﺘﻐﻴﺮ اﻣﺮأة ﻧﺎﺿﺠﺔ ﻓﻌﻼ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺰﻣﻦ اﻟ ﻮﺟﻴﺰ ﻓﻬ ﻮ ﻏﻴ ﺮ ) (٩٤اﻧﻈﺮ» رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ« ، ٩٣ – ٩٢/و اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٣ج / ٦ص . ١٥٢ ) (٩٥اﻷﺣﺰاب . ٣٧ / ) (٩٦رودﻧﺴﻮن . ٢٠٧ – ٢٠٦ /
ﻣﻌﻘﻮل ،وﺑﺎﻟﺬات إذا ﻋﺮﻓﻨﺎ أن زﻳﻨﺐ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ راﺿ ﻴﺔ ﻋ ﻦ زوﺟﻬ ﺎ وداﺋﻤ ﺎ ﺗﻌ ّﻴ ﺮﻩ ﺑﺄﻧﻬ ﺎ أﺷ ﺮف ﻣﻨ ﻪ ،ﻷن ﻣﺜ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺰوﺟ ﺔ ﻻ ﺗﺠ ﺪ ﻓ ﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬ ﺎ اﻟﺰوﺟﻴ ﺔ داﻓﻌ ﺎ إﻟ ﻲ اﻻهﺘﻤ ﺎم ﺑﺸﻜﻠﻬﺎ أو ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ أو زﻳﻨﺘﻬﺎ ،وهﻲ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﺗﺠﻌﻠﻬ ﺎ ﺗﺒ ﺪو ﺟﻤﻴﻠ ﺔ إذا ﻟ ﻢ ﺗﻜﻦ آﺬﻟﻚ ،أو ﺗﺰﻳﺪهﺎ ،إن آﺎﻧﺖ ،ﺟﻤﺎﻻ ﻓﻮق ﺟﻤﺎل. إن اﻟﻘﺼﺔ ﺗﻤﻀﻲ ﻓﺘﻘﻮل إن ﻣﺤﻤﺪا ﻋﻠﻴ ﻪ أﻓﻀ ﻞ اﻟﺼ ﻼة وأزآ ﻲ اﻟﺴ ﻼم ،ﻋﻨ ﺪﻣﺎ وﻗ ﻊ ﺑﺼﺮﻩ ﻋﻠﻴﻬﺎ وهﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﺗﻠﻚ ،ﻗﺪ اﻧﺼﺮف ﻣﻦ ﻓﻮرﻩ وهﻮ ﻳﺮدد » :ﺳﺒﺤﺎن ﻣﻘﻠﺐ اﻟﻘﻠﻮب ! « .ﻓﻘﻒ ﻣﻌﻲ هﻨﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﻘﺎرئ وﻗﻞ ﻟﻲ :ﻋ ﻼم ﺗ ﺪل ه ﺬﻩ اﻟﻌﺒ ﺎرة ؟ أﻻ ﺗ ﺪل ، ﺣﺘﻲ ﺑﻔ ﺮض ﺻ ﺤﺔ ه ﺬﻩ اﻟﺮواﻳ ﺔ ،ﻋﻠ ﻲ أن اﻹﻳﻤ ﺎن ﺑ ﺎﷲ آ ﺎن ﻳﻤ ﻸ ﻗﻠ ﺐ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم ،وأﻧﻪ آﺎن ﻳﺮي رﺑﻪ ﻣﻄﻠﻖ اﻟﻤﺸﻴﺌـﺔ ؟ ُﺗﺮَي أهﺬﻩ ﻣﺸﺎﻋﺮ دﺟﺎل ﻳﺰﻋﻢ آ ﺬﺑﺎ أﻧ ﻪ ﻣﺘﺼ ﻞ ﺑ ﺎﷲ ﻳﺄﺗﻴ ﻪ اﻟ ﻮﺣﻲ ﻣ ﻦ ﻟﺪﻧ ﻪ ﺑﻴﻨﻤ ﺎ ه ﻮ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ﻳﻠﻔ ﻖ ه ﺬا اﻟ ﻮﺣﻲ ﻟﻴﺤﻘ ﻖ ﺑ ﻪ ﺷﻬﻮاﺗﻪ ؟ ﻋﻠﻲ أﻳﺔ ﺣﺎل ﻟﻘﺪ رﺟﻊ ﻣﺤﻤﺪ ،ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻲ هﺬﻩ اﻟﺮواﻳﺔ ،وﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮ وﻟﻮ ﻟﺤﻈﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﺧﻮل ﻋﻠﻲ زﻳﻨﺐ ﺑﺮﻏﻢ أن اﻟﺒﻴﺖ آﺎن ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ .إن رد اﻟﻔﻌ ﻞ اﻟﻄﺒﻴﻌ ﻲ هﻨ ﺎ ، ﻣﺎدام ﻣﺤﻤﺪ أﺳﻴﺮًا ﻟﺸ ﻬﻮﺗﻪ آﻤ ﺎ ﺗﺼ ﻮرﻩ آﺘﺎﺑ ﺎت اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ ،ه ﻮ أن ﻳ ﺪﺧﻞ وﻳﻨﻔ ﺮد ﺑﻤﻦ زﻟﺰﻟﺖ آﻴﺎﻧﻪ ،ﺣﺘﻲ ﻟﻮ آﺎن آﻞ ﻣﺎ ﺳﻴﻔﻮز ﻣﻨﻬﺎ ﺣﻴﻨﺬاك هﻮ ﻣﺠﺮد اﻷﻧﺲ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﻬﺎ ﺳﺎﻋﺔ و َﻣﻞْء اﻟﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ إﻟﻲ أن ﻳﻌﻮد اﻟﺰوج اﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج. وﻟﻨﻔﺘﺮض أن ﻣﺤﻤﺪا ﻗﺪ أﺧﻄﺄ ﺧﻄﺄ اﻟﻌﻤ ﺮ ﺣ ﻴﻦ ﺗ ﺮك ه ﺬﻩ اﻟﻔﺮﺻ ـﺔ اﻟﻐﺎﻟﻴ ﺔ ﺗﻔﻠ ﺖ ﻣﻨ ﻪ ﻓﺎﻧﺼﺮف ﺑﺪﻻ ﻣﻦ أن ﻳﺪﺧﻞ ،ﻓِﻠ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﻬﺘﺒﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺮﺻ ﺔ اﻷﺧ ﺮي اﻟﺘ ﻲ ﻗ ﺪﻣﻬﺎ إﻟﻴ ﻪ ﻓ ﻲ ج اﻟﺴﺎذج اﻟﺴﺎدر ﻓﻲ ﺣﺐ ﺳﻴﺪﻩ ﻏﻔﻠﺔ ﻣﻨﻪ وﺣﻤﻘ ﺎ ،أﺳﺘﻐﻔ ـﺮ اﷲ، ﻣﻨﺪﻳﻞ ﻣﻦ ﺣﺮﻳ ٍﺮ اﻟﺰو ُ ﺣﻴﻦ أﺗﻲ إﻟﻴﻪ ﺗ ّﻮ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﺎﻟﺤﺎدﺛ ﺔ وﻋ ﺮض ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑ ﺈﺧﻼص اﻟﺴ ﺬّج وﺣ ﺮارة اﻟﺤﻤﻘ ﻲ أن ﻳﺘﻨﺎزل ﻟﻪ ﻋﻦ زوﺟﺘﻪ ،اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﻗﻠﺒـﻪ ﻣﻮﻗﻌﺎ؟ ﻟﻘﺪ آﺎن ﺟﻮاب اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠ ﻲ ه ﺬا ﻖ اﻟﱠﻠ ﻪ « .أﺗ ﺮاﻩ آ ﺎن ﻳﺘ ﺮدد ﺧﻮﻓ ﺎ ﻣ ﻦ آ ﻼم ﻚ وا ﱠﺗ ِ ﺟ َ ﻚ َز ْو َ ﻚ ﻋﻠ ْﻴ َ ﺴ ْ اﻟﻌﺮض هﻮ » َ:أ ْﻣ ِ اﻟﻨﺎس ،ﺣﺘﻲ إذا ﻣﺎ ﺗﻬﻴﺄ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻏﻀﺎﺿ ﺔ ﻓ ﻲ ﻗﺒ ﻮل اﻟﻌ ﺮض ؟ ﻟﻜ ﻦ ﺳﺮﱠا ﺑﻴﻦ أﻃﺮاف هﺬا اﻟﻤﺜﻠ ﺚ ﻓﻠ ﻢ ﻳﺒﻠ ﻎ ﺁذان اﻟ ﺮأي اﻟﻌ ﺎم ،وﻟ ﻢ ﻳﺘﻬﻴ ﺄ هﺬا اﻷﻣﺮ ﻗﺪ ﻇﻞ ِ ﻣﻦ ﺛﻤﺔ هﺬا اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم ﻟﺬﻟﻚ اﻷﻣ ﺮ اﻟﺠﻠ ﻞ .ﺛ ﻢ أﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ أﻓﻀ ﻞ ﻣ ﻦ ه ﺬا آﻠ ﻪ وأﺳ ﺮع وأﺑﻠﻎ ﺑﻤﺤﻤﺪ إﻟﻲ ﻏﺮﺿﻪ وﺷﻬﻮﺗﻪ أن ﻳﺘﻔﺎهﻢ ﻣﻊ زوﺟﺔ ﻋﺒﺪﻩ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠ ﻲ ﺗﺮﺗﻴ ﺐ ﻟﻘ ﺎء ﺳﺮي ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ آﻠﻤﺎ ﺳﻨﺤﺖ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ وﺟﻊ اﻟﺪﻣﺎغ هﺬا واﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺘﺎهﺎت اﻟﻤﻌﻘﺪة واﻟﺘﻌﺮض ﻷﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺎس ؟ أم ﺗﺮاﻩ ﺣﻴﻦ أﺧﻄﺄ وأﻓﻠﺖ ﻓﺮﺻﺔ اﻟﺨﻠﻮة ﺑﻬﺎ ﻗﺪ ﻓﺎﺗ ﻪ أﻳﻀﺎ أن ﻳﻠﺠﺄ إﻟﻲ ﺣﻴﻠﺔ داود ﻋﻠﻲ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﺮوﻳﻪ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس ،اﻟﺬي ﻳ ﺘﻬﻢ ه ﺆﻻء ﺴ ﻬﻢ ﺳ ﻴﺪَﻧﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﺑﺎﻟﺴ ﺮﻗﺔ ﻣﻨ ﻪ ،ﻓﻴﺮﺳ ﻞ زﻳ ﺪًا ﻓ ﻲ ﻏ ﺰوة ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻮن أﻧﻔ ُ اﻟﻐﺰوات اﻟﻤﻬﻠﻜﺔ ﺑﻌﺪ اﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ واﺣﺪ ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻐﺎرون ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻲ أن ﻳﻀﻌﻪ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﺼﻔﻮف ﻋﺮﺿﺔ ﻟﺮﻣﺎح اﻷﻋﺪاء وﺳﻬﺎﻣﻬﻢ وﺳﻴﻮﻓﻬﻢ آ ﻲ ﻳﻤ ﻮت ،ﺑﺎﻟﻀ ﺒﻂ آﻤﺎ ﻓﻌﻞ داود ﻣﻊ أورﻳﺎ ﻗﺎﺋﺪﻩ اﻟﻤﻘﺮب إﻟﻴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ وﻗﻊ ﻟﻪ ﺷ ﻲء ﻣﺸ ﺎﺑﻪ ﻟﻤ ﺎ وﻗ ﻊ ﻟﻤﺤﻤ ﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺴﺐ هﺬﻩ اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﻤﻠﻔﻘﺔ ،ﻋﻠﻲ رﻏﻢ أﻧﻪ ،ﻋﻠﻲ ﻋﻜ ﺲ ﻣﺤﻤ ﺪ ،ﻗ ﺪ أروي ﻏﻠﺘ ﻪ ﻣ ﻦ اﻣ ﺮأة ه ﺬا اﻟﻘﺎﺋ ﺪ ﻗﺒ ﻞ أن ﻳﺮﺳ ﻠﻪ إﻟ ﻲ اﻟﺤ ﺮب ﻟﻴﻤ ﻮت هﻨ ﺎك وﻳﺨﻠ ﻮ ﻟ ﻪ ﺑ ﺬﻟﻚ وﺟ ﻪ اﻟﺰوﺟﺔ ؟ ﻟﻘﺪ ﻓﻌﻞ داود هﺬا ﺑﻘﺎﺋﺪﻩ اﻟﻤﻘﺮب إﻟﻴﻪ ،ﻓﻠﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻊ ﻋﺒ ﺪﻩ اﻟﺴ ﺎﺑﻖ ؟ إن اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺳﺎﺑﻖ ﻷهﻮن أﻟﻒ ﻣﺮة ﻣﻦ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﺪ ﻟﻪ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﻣﺜﻞ أورﻳﺎ). (٩٧أم ﺗ ﺮاﻩ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﺴ ﺮق ﻣ ﻦ اﻟﻴﻬ ﻮد إﻻ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻄﻴﺒﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﻒ ﻋﻦ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺸﺮﻳﺮة ؟ ﻋﻠﻲ أﻧﻨﻲ ﻣﺎزﻟﺖ أري أن ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ أن ﻳﻜﻮن اﻷﻣﺮ ﻗﺪ ﺗﻢ ﻋﻠﻲ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺬي ﺗﺰﻋﻤﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﻤﺘﻬﺎﻓﺘﺔ ،ﻓﻘﺪ آﺎﻧﺖ ﻋﻼﻗ ﺔ اﻟﺤ ﺐ اﻟﻤﺘﺒﺎدﻟ ﺔ ﺑ ﻴﻦ ﻣﺤﻤ ﺪ وزﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺘﺎﻧ ﺔ واﻟﻌﻤﻖ واﻟﺮﺳﻮخ ﺣﺘﻲ إن زﻳﺪا ﻓﻲ ﺻﺒﺎﻩ ﻗﺪ ﻓﻀﻠﻪ ﻋﻠﻲ أﺑﻴﻪ وأﻣﻪ وآﻞ أهﻠﻪ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻟ ﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺪ رﺁهﻢ ﻣﻨﺬ اﺧ ُﺘﻄِﻒ وﺑِﻴ َﻊ َﺑ ْﻴ َﻊ اﻟﻌﺒﻴﺪ وﺗﻘﺎذﻓﺘﻪ اﻟﻤﻘﺎدﻳﺮ ﺣﺘﻲ اﺳﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﻳﺪ ﻣﺤﻤ ﺪ ، ورﻓﺾ أن ﻳﺮﺟﻊ ﻣﻌﻬﻢ ﺣﻴﻦ ﺧﻴﺮﻩ اﻟﻨﺒﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﺒﻘﺎء ﻣﻌﻪ أو اﻟﺬهﺎب ﻣ ﻊ أهﻠ ﻪ ). (٩٨وﻟ ﻢ ﻦ إﻟﻲ أهﻠﻪ ﻣﺮة .ﺗﺮي أﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺒﻠﻎ اﻟﺤﺐ ﻣ ﻦ ﻗﻠﺒ ﻪ ه ﺬا ُﻳ ْﺆﺛَﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻗﻂ أﻧﻪ ﺣ ﱠ اﻟﻤﺒﻠﻎ اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﻟﻮ أﻧﻪ ﺷﺎم ﻣﻦ ﻣﺤﻤﺪ رﻳﺒﺔ ﻋﻠﻲ ﻣﺪي هﺬﻩ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ؟ أم ﺗﺮي آﺎن ﻳﺒﻘﻲ ﺑﻌﺪ هﺬﻩ اﻟﺤﺎدﺛﺔ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻮ أن ﻣﺠﺮد ﺻﺪي هﺎﺟﺲ ﺧﺎﻓﺖ ﻗ ﺪ ﻋﺒ ﺮ ﻗﻠﺒﻪ ؟ أم ﺗﺮي ﻣﺤﻤﺪا ،وهﺬﻩ أﺑﻮّﺗﻪ ﻟﺰﻳﺪ اﻟﺬي رﺑﺎﻩ ﻋﻠﻲ ﻳﺪﻳﻪ وﺳﻘﺎﻩ ﻣﻦ آ ﺆوس ﺣﻨﺎﻧ ﻪ اﻟﺼﺎﻓﻴﺔ ﻣﻨﺬ آﺎن ﺻﺒﻴﺎ ﺣﺘﻲ أﺻﺒﺢ اﻵن رﺟﻼ ﻓﺄرﻏﻢ ﺑﻨﺖ ﻋﻤﺘﻪ ه ﻮ اﻟ ﺰﻋﻴﻢ واﻟﺤ ﺎآﻢ اﻟﻤﻄﻠﻖ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻋﻠﻲ اﻟﺰواج ﻣﻦ هﺬا اﻟﻌﺒﺪ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﻐ ﺮام اﻟﻤﺸﺘﻌﻞ ﻓﺠﺄة ﻣﻊ زوﺟﺔ اﺑﻨﻪ ؟ أم ﺗﺮاﻩ ،ﺑﺎﻓﺘﺮاض ﺻﺤﺔ وﻗﻮﻋﻪ ﻓﻲ هﻮاهﺎ ﻣﻦ ﻣﺠﺮد ﻧﻈﺮة ﻋﺎﺑﺮة ،آﺎن ﻳﺮﺿﻲ أن ﻳﺘﺰوﺟﻬﺎ ﻟﻮﻻ أﻣﺮ اﻟﺴﻤﺎء ﻟﻪ ﺑ ﺄن ﻳﻜ ﻮن أول ﻣ ﻦ ﻳﻄﺒ ﻖ ذﻟﻚ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻴﺤﻄﻢ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻟﺠﺎهﻠﻲ اﻟﺬي آﺎن َﻳ ُﻌﺪّ اﻻﺑﻦ ﺑﺎﻟﺘﺒﻨﻲ ﻣﺜ ﻞ اﻻﺑﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎ ؟ ﻋﻠﻲ أن هﻨ ﺎك ﺷ ﻴﺌﺎ ﻓ ﺎت ه ﺆﻻء اﻟﻤﺴ ﺎرﻋﻴﻦ إﻟ ﻲ ﺗﺼ ﺪﻳﻖ آ ﻞ ﻣ ﺎ ﻣ ﻦ ﺷ ﺄﻧﻪ أن ﻳﻠﻄ ﺦ ﺳﻤﻌﺔ اﻟﺮﺳﻮل اﻷﻋﻈﻢ ﻣﺤﻤ ﺪ ،وه ﻮ أن ﺗﻠ ﻚ اﻟﺮواﻳ ﺔ اﻟﻤﺘﻬﺎﻓﺘ ﺔ ﺗﻘ ﻮل إن زواج ﻣﺤﻤ ﺪ ﻣﻦ زﻳﻨﺐ ﺑﻌﺪ ﻃﻼﻗﻬﺎ ﻣﻦ زﻳﺪ ﻗﺪ أﺛﺎر زوﺑﻌﺔ ﺷ ﺪﻳﺪة ﻷن اﻟﻨ ﺎس ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻌﻮا ﺑﺴ ﻬﻮﻟﺔ أن ﻳﻬﻀﻤﻮا زواج رﺟﻞ ﻣﻦ ﻣﻄﻠﻘﺔ اﺑﻨﻪ ،ﺣﺘ ﻲ ﻟ ﻮ آ ﺎن اﺑﻨ ﺎ ﺳ ﺎﺑﻘﺎ ﺑ ﺎﻟﺘﺒﻨﻲ .أﻓﻠ ﻢ ﻳﻜ ﻦ اﻟﻤﻨﻄﻘﻲ إذن أﻻ ﻳﻔﻜﺮ زﻳﺪ ﻓﻲ ﻋﺮض ﺗﻄﻠﻴﻖ زوﺟﺘﻪ ﻋﻠﻲ أﺑﻴﻪ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻴﺘﺰوﺟﻬﺎ ﻣﺎ دام اﻟﻨ ﺎس آ ﺎﻧﻮا ﻳﺴ ﺘﻨﻜﺮون ﻣﺜ ﻞ ه ﺬا اﻟ ﺰواج إﻟ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺪرﺟ ﺔ اﻟﻌﻨﻴﻔ ﺔ ؟ ﺛ ﻢ أﻟ ﻴﺲ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻨﻄﻘﻲ أن ﻧﻨﻜﺮ ﻧﺤﻦ إﻣﻜﺎن ﺣﺪوث ذﻟﻚ ؟ ﺛﻢ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ! ﻟﻘ ﺪ آﺎﻧ ﺖ زوﺟ ﺔ ﻏﻴ ﻮرًا ،وﻟ ﻮ أﻧﻬ ﺎ أﺣﺴ ﺖ ﺑﺸ ﻲء ﻳﺤ ﺎك ﻓ ﻲ اﻟﺨﻔ ﺎء ﻟﻤ ﺎ ﺳﻜﺘﺖ .وﻟﻘﺪ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻳﻘﻮل ﻋﻦ رﺟﻞ ﺟ ﺎء إﻟ ﻲ ﺑﻴﺘ ﻪ ﻓ ﻲ أﻣ ﺮ ﻣ ﺎ » :ﺑ ﺌﺲ ﺶ ﻟﻪ وأﻻن اﻟﻜﻼم ﻟﻢ ﺗﺴﻜﺖ ﻋﻠﻲ ذﻟﻚ رﻏﻢ ﺗﻔﺎه ﺔ أﺧﻮ اﻟﻌﺸﻴﺮ هﻮ « ! ،ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎﺑﻠﻪ وه ّ اﻷﻣﺮ ورﻏﻢ أن هﺬﻩ هﻲ اﻟﻤﺮة اﻟﻮﺣﻴﺪة ) ﻓﻴﻤﺎ ﻧﻌﺮف( اﻟﺘﻲ وﻗﻊ ذﻟﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم وﺳ ﺄﻟﺘﻪ ﻋ ﻦ ﺳ ﺮ ه ﺬا اﻟﺘﻨ ﺎﻗﺾ اﻟﺘّﺎﻓ ﻪ). (٩٩ﻓ ﺄﺣﺮي ﺑﻬ ﺎ هﻨ ﺎ أﻻ ﺗﺴ ﻜﺖ ﻟ ﻮ ﺷﻌﺮت ﺑﺸ ﻲء ﻣﻤ ﺎ ﻳﺘﻘﻮﻟ ﻪ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻮن .ﻟﻜ ﻦ آ ﺎن ﻟﻌﺎﺋﺸ ﺔ اﻟﺠﺮﻳﺌ ﺔ ذات اﻟ ﺪﻻل ﻋﻠ ﻲ ) (٩٧اﻧﻈﺮ ،ﻓﻲ ﻗﺼﺔ داود وأورﻳﺎ ،اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس /ﺻﻤـﻮﺋﻴﻞ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ٢ / ١ /ـ . ٢٧واﻗ ﺮأ ﻓ ﻲ ﺗﻔﻨﻴﺪي ﻟﻬﺎ آﺘﺎﺑﻲ » اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن واﻟﻘﺮﺁن« . ١٣٠ / ) (٩٨اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم ، ٢٣١ – ٢٣٠/١/و إرﻓﻨﺞ. ٣٤ / ) (٩٩اﻧﻈﺮ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻘﺼﺔ ﻣﺜﻼ "اﻟﻤﻮﻃﺄ" . ٩٦/ ٣١/
رﺳـﻮل اﻟﻠـﻪ رأي ﺁﺧﺮ ،إذ ﻗﺎﻟﺖ :ﻟﻮ آﺎن رﺳ ﻮل اﷲ آﺎﺗﻤ ﺎ ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻟﻜ ﺘﻢ ه ﺬﻩ). (١٠٠ذﻟ ﻚ أﻧﻬﺎ آﺎﻧ ﺖ ﺗ ﺪرك ﺗﻤ ﺎم اﻹدراك ﻓﺪاﺣ ﺔ اﻟﺼ ﺪﻣﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺳ ﻴﺨﻠّﻔﻬﺎ زواج رﺳ ﻮل اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم ﻣﻦ زﻳﻨﺐ آﻤﺎ ﻣﺮ ﺑﻴﺎﻧﻪ. ﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻳﺘﺒ ﻴﻦ ﻟﻨ ﺎ أن اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮق اﻟﺒﺮﻳﻄ ﺎﻧﻲ ﻣ ﻮﻧﺘﺠﻤﺮي وات آ ﺎن ﻋﻠ ﻲ ﺣ ﻖ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ اﺗﻔﻖ رأﻳﻪ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻣﻊ ﺁراء اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻟﻤﻌﺎﺻ ﺮﻳﻦ ،وأﻧ ﻪ ﻻ ﻣﻌﻨ ﻲ ﻻﺳ ﺘﻐﺮاب ﻣﻜﺴﻴﻢ رودﻧﺴﻮن رأي رﺻﻴﻔﻪ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ هﺬا). (١٠١ﺛﻢ ﻓﻠﻨﻔﺘﺮض أن وﻗﺎﺋﻊ اﻟﻘﺼﺔ آﻠﻬﺎ ﺻﺤﻴﺤﺔ ،ﻓﻤﺎ اﻟﺬي ﻳﺆﺧﺬ ﻋﻠﻲ اﻟﺮﺳﻮل ﻓﻴﻬﺎ ؟ أﻳﺆﺧﺬ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻧﻈ ـﺮﻩ وﻗ ﻊ ﻋﻔ ﻮا ﻋﻠ ﻲ زﻳﻨﺐ ﻓﻜﺎن ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺄﺛﻴﺮﻩ ﻋﻠﻲ ﻗﻠﺒﻪ ؟ أم ﻳﺆﺧﺬ ﻋﻠﻴﻪ أﻧﻪ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ أن ﻳﺪﺧﻞ اﻧﺼﺮف وه ﻮ ﻳﺘﻤ ﺘﻢ » :ﺳ ﺒﺤﺎن ﻣﻘﻠ ﺐ اﻟﻘﻠ ﻮب « ؟ أم ﻳﺆﺧ ﺬ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻧﻬﻴ ﻪ زﻳ ﺪًا أن ﻳﻄﻠ ﻖ زوﺟﺘ ﻪ ﻣ ﻦ ﻖ اﻟﱠﻠ ﻪ « ؟ أم ﻳﺆﺧ ﺬ ﻋﻠﻴ ﻪ أﻧ ﻪ ﺗ ﺰوج ﻚ واﺗ ِ ﺟ َ ﻚ َز ْو َ ﻋَﻠ ْﻴ َ ﻚ َ ﺴ ْ أﺟﻠﻪ) ،(١٠٢وﻗﻮﻟﻪ ﻟﻪ» :أ ْﻣ ِ زﻳﻨﺐ زواﺟﺎ ﺷﺮﻋﻴﺎ ﺑﻌﺪ أن ﻃﻠﻘﻬﺎ زوﺟﻬﺎ ﺑﻤﻞء إرادﺗﻪ وﺣﺮﻳﺘﻪ ؟ أﻻ ﻳﺮي اﻟﻘ ﺎرئ أن اﻷﻣﺮ آﻠﻪ ﻋﺮاك ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺘﺮك ،وأن ﻣﺎ ﻳﺘﻘﻮﻟﻪ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن إﻧﻤﺎ هﻮ ﺿﺠﺔ ﻓﺎرﻏ ﺔ ،وأن اﻵﻳﺔ ﻣﺤﻞ اﻟﻨﻘﺎش ﻟﻴﺴﺖ إﻻ وﺣﻴﺎ إﻟﻬﻴﺎ ﻧﺰل ﻳﺄﻣﺮ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﺑﺄن ﻳﻜﻮن أول ﻣﻦ ﻳﻄﺒﻖ ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﺠﺪﻳﺪ؟ وﻣﻦ دﻻﺋﻞ ﺻﺪﻗﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻓﻲ دﻋﻮﺗﻪ أﻧﻪ آﺎن أول اﻟﻨﺎس وأﺷ ﺪهﻢ اﻟﺘﺰاﻣ ﺎ ﺑﻤﺒ ﺎدئ اﻹﺳ ﻼم ﻋﻘﻴ ﺪة وﻋﺒ ﺎدة وﺗﺸ ﺮﻳﻌﺎ .إن إﻳﻤﺎﻧ ﻪ ﺑﺮﺑ ﻪ وﺷ ﻌﻮرﻩ ﺑﻘﺪرﺗ ﻪ وﻋﻈﻤﺘ ﻪ وﻣﺠ ﺪﻩ ورﺣﻤﺘﻪ وﻧﻌﻤﻪ وأﻧﻪ ﻣﺤﺎﺳﺐ ﻋﺒﺎدﻩ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻠﻲ ﻣﺎ اﻗﺘﺮﻓﺖ أﻳﺪﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ أو ﺷﺮ آﺎن ُﻳ ْﻔﻌِﻢ ﻋﻘﻠﻪ وﻗﻠﺒﻪ وﺿﻤﻴﺮﻩ ،وﻳﻨ ﺒﺠﺲ داﺋﻤ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻟﺴ ﺎﻧﻪ ﻓ ﻲ آ ﻞ ﺳ ﺎﻋﺔ .ﻟﻘ ﺪ آ ﺎن ﻳﺪﻋﻮ داﺋﻤﺎ رﺑﻪ ﻓﻲ آﻞ وﻗﺖ وﻓﻲ آﻞ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ :ﻓﻬﻮ إذا اﺳﺘﻴﻘﻆ دﻋ ﺎﻩ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ ﺑﻤ ﺎ ﻳ ﺪل ﻋﻠ ﻲ ﺗﻘ ﺪﻳﺮﻩ ﻧﻌﻤ ﺔ اﻟﺤﻴ ﺎة ﻟﻴ ﻮم ﺟﺪﻳ ﺪ ،وإذا أﺧﻠ ﺪ إﻟ ﻲ ﻓﺮاﺷ ﻪ دﻋ ﺎﻩ ﻋ ﺰ وﺟ ﻞ دﻋ ﻮة اﻟﻤﻄﻤﺌﻦ إﻟﻴ ﻪ اﻟﻤﺴ ﻠﻢ ﻟ ﻪ ﻧﻔﺴ ﻪ وآ ﻞ آﻴﺎﻧ ﻪ .وه ﻮ إذا هﻄ ﻞ اﻟﻤﻄ ﺮ دﻋ ﺎ ،وإذا آﺴ ﻔﺖ اﻟﺸﻤﺲ أو ﺧﺴ ﻒ اﻟﻘﻤ ﺮ ﺻ ﻠﻲ ودﻋ ﺎ ،وإذا أﺟ ﺪﺑﺖ اﻟﺴ ﻤﺎء ﺻ ﻠﻲ ودﻋ ﺎ ،وإذا ﺳ ﺎﻓﺮ ﺞ َﻟﺒﱠﻲ ورددت ﺗﻠﺒﻴ َﺘ ﻪ اﺑﺘﻬﻞ إﻟﻲ رﺑﻪ ،وإذا ﻋﺎد رﻓﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﺑﺎﻟﺤﻤﺪ واﻟﺸﻜﺮان ،وإذا ﺣ ﱠ ل واﻟﻔﺠﺎج واﻟﻮهﺎد .وهﻮ ﻻ ﻳﻨﺴﻲ رﺑﻪ وﻻ ﻳﻜﻒ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻋﻦ اﻟﻠﻬﺞ ﺑﺬآﺮﻩ ﻓﻲ ﺳ ﻠﻢ اﻟﺠﺒﺎ ُ أو ﺣﺮب .وهﻮ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻠﻤﻮﺗﻲ وﻳﺪﻋﻮ ﻟﻸﺣﻴﺎء ﻓﻲ ﺿﻮء اﻟﻨﻬﺎر وﻓﻲ ﺟ ﻮف اﻟﻠﻴ ﻞ .ﻟﻘ ﺪ ﺳﺒْﺤﺎن اﻟﺬي ﺳﺨﺮ ﻟﻨﺎ هﺬا ،وﻣﺎ ُآﻨّﺎ آﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم إذا رآﺐ داﺑﺘﻪ هﺘﻒ » ُ ﻟﻪ ُﻣ ْﻘﺮِﻧﻴﻦ ،وإﻧﺎ إﻟﻲ رﺑﱢﻨﺎ ﻟﻤﻨﻘﻠﺒ ﻮن .اﻟﻠﻬ ﻢ إ ّﻧ ﺎ ﻧﺴ ﺄﻟﻚ ﻓ ﻲ ﺳ ﻔﺮﻧﺎ ه ﺬا اﻟ ِﺒ ﱠﺮ واﻟﺘﻘ ﻮي ، ) (١٠٠اﻟﺒﺨﺎري . ٢٨١ / ٤١/ ) (١٠١اﻧﻈﺮ رودﻧﺴﻮن . ٢٠٧/ ) (١٠٢هﺬا ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻴـﻪ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗـﻮن ،أﻣﺎ اﻟﺮواﻳـﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤ ـﺔ ) آﻤ ﺎ ﻓ ﻲ ﺗﻔﺴﻴ ـﺮ اﻟﻄﺒ ـﺮي واﻟﺰﻣﺨﺸ ﺮي ﻣﺜﻼ ﻟﻬﺬﻩ اﻵﻳﺔ ( ﻓﺘﻘﻮل إن زﻳﺪا ذهـﺐ إﻟﻲ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم وﻋ ﺮض ﻋﻠﻴ ﻪ أن ﻳﻔﺎرﻗﻬ ﺎ ،ﻓﻬﺘ ﻒ ﺑﻪ » :أراﺑﻚ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲء ؟ « ،ﻓﻘﺎل ﻟﻪ» :ﻻ واﷲ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻣ ﺎ راﺑﻨ ﻲ ﻣﻨﻬ ـﺎ ﺷ ـﻲء وﻻ رأﻳ ﺖ إﻻ ﺧﻴ ـﺮا ،وﻟﻜﻨﻬ ـﺎ ﺗﺘﻌﻈ ـﻢ ﻋﻠ ﻲ ﻟﺸ ﺮﻓﻬﺎ وﺗ ﺆذﻳﻨﻲ « ،ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﻪ اﻟﺮﺳ ﻮل » :اﺗ ﻖ اﷲ وأﻣ ـﺴﻚ ﻋﻠﻴ ﻚ زوﺟﻚ « ،ﻓﺄﻣﺴﻜﻬﺎ زﻳﺪ ،وﻟﻜﻦ ﺗﻌﺎﻇﻤﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﺷﺘﺪ ﺣﺘﻲ ﻧﻔﺪ ﺻﺒﺮﻩ ﻓﻄﻠﻘﻬﺎ ...إﻟﺦ .ﻓ ﺎﻧﻈﺮ اﻟ َﻔ ﺮْق واﻓﻬﻢ اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺘﺤﺮﻳﻒ .وأﺻﻞ اﻟﺮواﻳﺔ ،آﻤﺎ ﺗﺮي ،ﻳﺆآﺪ ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎﻩ ﻗﺒﻼ ﻣﻦ أن زﻳﺪا ﻟﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻟﻴﺠﺮؤ ﻋﻠﻲ أن ﻳﻌﺮض ﻋﻠﻲ اﻟﺮﺳﻮل اﻟﺰواج ﻣﻦ زﻳﻨﺐ .
ﻋ ّﻨ ﺎ ُﺑ ْﻌ ﺪﻩ .اﻟﻠﻬ ﻢ أﻧ ﺖ ﻃ ﻮِ َ ﺿ ﻲ .اﻟﻠﻬ ﻢ ه ﻮﱢن ﻋﻠﻴﻨ ﺎ ﺳ ﻔﺮﻧﺎ ه ﺬا وا ْ وﻣ ﻦ اﻟﻌﻤ ﻞ ﻣ ﺎ ﺗَﺮ ْ ﺐ ﻓﻲ اﻟﺴﱠﻔﺮ واﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻓﻲ اﻷهﻞ .اﻟﻠﻬﻢ إﻧﻲ أﻋ ﻮذ ﺑ ﻚ ﻣ ﻦ وﻋﺜ ﺎء اﻟﺴ ﻔﺮ وآﺂﺑ ﺔ اﻟﺼﺎﺣ ُ اﻟﻤﻨﻈ ﺮ وﺳ ﻮء اﻟ ُﻤ ْﻨ َﻘَﻠ ﺐ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺎل واﻷه ﻞ واﻟﻮﻟ ﺪ « .وإذا رﺟ ﻊ ﻗ ﺎﻟﻬﻦ وزاد ﻓ ﻴﻬﻦ : »ﺁﻳﺒﻮن ﺗﺎﺋﺒﻮن ﻋﺎﺑﺪون ﻟﺮﺑﻨﺎ ﺣﺎﻣﺪون‹‹). (١٠٣وآﺎن إذا ﻗﻔﻞ ﻣ ﻦ اﻟﺤ ﺞ أو اﻟﻌﻤ ﺮة آ ﱠﺒ ﺮ ﺛﻼﺛﺎ آﻠﻤـﺎ َأوْﻓﻲ ﻋﻠـﻲ َﺛ ِﻨﻴّﺔ أو َ ْﻓﺪَﻓﺪ ﺛﻢ ﻗﺎل» :ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ وﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ،ﻟﻪ اﻟﻤﻠﻚ وﻟﻪ اﻟﺤﻤﺪ وهﻮ ﻋﻠﻲ آﻞ ﺷﻲء ﻗﺪﻳﺮ .ﺁﻳﺒﻮن ﺗﺎﺋﺒﻮن ﻋﺎﺑﺪون ﺳﺎﺟﺪون ﻟﺮﺑﻨ ﺎ ﺣﺎﻣ ﺪون . ﺻﺪق اﷲ وﻋﺪﻩ ،وﻧﺼﺮ ﻋﺒﺪﻩ ،وهﺰم اﻷﺣ ﺰاب وﺣ ﺪﻩ‹‹). (١٠٤وآ ﺎن إذا ﺧ ﺎف ﻗﻮﻣ ﺎ ﻗﺎل » :اﻟﻠﻬﻢ ﻧﺠﻌﻠﻚ ﻓﻲ ﻧﺤﻮرهﻢ ،وﻧﻌﻮذ ﺑﻚ ﻣ ﻦ ﺷ ﺮورهﻢ‹‹). (١٠٥وﻋﻨ ﺪ ﻟﺒﺴ ﻪ ﺛﻮﺑ ﺎ ﺟﺪﻳﺪا آﺎن ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻳﻘ ﻮل » :اﻟﻠﻬ ﻢ ﻟ ﻚ اﻟﺤﻤ ﺪ ،أﻧ ﺖ آﺴ ﻮﺗﻨﻴﻪ .أﺳ ﺄﻟﻚ ﺧﻴﺮﻩ وﺧﻴﺮ ﻣﺎ ُ ﺻﻨِﻊ ﻟﻪ ،وأﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮﻩ وﺷﺮ ﻣﺎ ﺻﻨﻊ ﻟ ﻪ‹‹). (١٠٦وإذا أوي إﻟ ﻲ ﺖ أﻣﺮي إﻟﻴﻚ ، ﺖ وﺟﻬﻲ إﻟﻴﻚ ،وﻓﻮﺿ ُ ﺖ ﻧﻔﺴﻲ إﻟﻴﻚ ،ووﺟﻬ ُ اﻟﻨﻮم ﻗﺎل » :اﻟﻠﻬﻢ أﺳﻠﻤ ُ ﺠ ﻲ ﻣﻨ ﻚ إﻻ إﻟﻴ ﻚ .ﺁﻣﻨ ﺖ وأﻟﺠﺄت ﻇﻬﺮي إﻟﻴﻚ ،رﻏﺒﺔ ورهﺒﺔ إﻟﻴ ﻚ ،ﻻ ﻣﻠﺠ ﺄ وﻻ َﻣ ْﻨ َ ﺑﻜﺘﺎﺑ ـﻚ اﻟ ﺬي أﻧﺰﻟ ﺖ ،وﻧﺒﻴ ﻚ اﻟ ﺬي أرﺳ ﻠﺖ‹‹) ، (١٠٧وإذا اﺳ ﺘﻴﻘﻆ ﻗ ﺎل » :اﻟﺤﻤ ﺪ ﷲ اﻟﺬي أﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﻌﺪﻣﺎ أﻣﺎﺗﻨﺎ ،وإﻟﻴﻪ اﻟﻨﺸﻮر‹‹). (١٠٨وﻣﻦ أدﻋﻴﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم » : ت ﻓﻲ اﻟﻠﻬ ﻢ إﻧ ﻲ أﺳ ﺄﻟﻚ ﻓﻌ ﻞ اﻟﺨﻴ ﺮات وﺗ ﺮك اﻟﻤﻨﻜ ﺮات وﺣ ﺐ اﻟﻤﺴ ﺎآﻴﻦ ،وإذا أرد َ ﻞ اﻟﻤﺮﺣ ﺎض أو اﻟﻨﺎس ﻓﺘﻨﺔ ﻓﺎﻗﺒﻀﻨﻲ إﻟﻴﻚ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﺘ ﻮن‹‹). (١٠٩وآ ﺎن ﻳ ﺪﻋﻮ وه ﻮ داﺧ ٌ ﺧﺎرج ﻣﻨﻪ .وﻗﻠﻤﺎ ﻗ ﺎم ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻣ ﻦ ﻣﺠﻠ ﺲ إﻻ ودﻋ ﺎ ﻗ ﺎﺋﻼ » :اﻟﻠﻬ ﻢ اﻗﺴ ﻢ ﻟﻨ ﺎ ﻣ ﻦ ﺧﺸﻴﺘﻚ ﻣﺎ ﻳﺤﻮل ﺑﻴﻨﻨﺎ وﺑﻴﻦ ﻣﻌﺎﺻﻴﻚ ،وﻣﻦ ﻃﺎﻋﺘﻚ ﻣﺎ ﺗُﺒﻠﻐﻨﺎ ﺑﻪ ﺟﻨﺘ ﻚ ،وﻣ ﻦ اﻟﻴﻘ ﻴﻦ ﻣﺎ ﺗﻬﻮن ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﺼﺎﺋﺐ اﻟﺪﻧﻴﺎ .اﻟﻠﻬﻢ ﻣ ﱢﺘﻌْﻨﺎ ﺑﺄﺳﻤﺎﻋﻨﺎ وأﺑﺼﺎرﻧﺎ ﻣﺎ أﺣﻴﻴﺘﻨ ﺎ ،واﺟﻌﻠ ﻪ اﻟﻮارث ﻣﻨﺎ ،واﺟﻌﻞ ﺛﺄرﻧ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﻦ ﻇﻠﻤﻨ ﺎ ،واﻧﺼ ﺮﻧﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﻦ ﻋﺎداﻧ ﺎ ،وﻻ ﺗﺠﻌ ﻞ ﻣﺼﻴﺒﺘﻨﺎ ﻓﻲ دﻳﻨﻨﺎ ،وﻻ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺪﻧﻴﺎ أآﺒﺮ هﻤﻨﺎ وﻻ ﻣﺒﻠﻎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ،وﻻ ﺗﺴﻠﻂ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺮﺣﻤﻨﺎ‹‹). (١١٠ﺗﺮي ﻟﻮ آﺎن ﻣﺤﻤﺪ آﺬاﺑﺎ أآﺎن ﻳﻌﺘﺮف هﻜﺬا أﻧﻪ ،وهﻮ رﺳﻮل اﷲ اﻟﺬي ﻳﺘﻨﺰل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻮﺣﻲ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ،ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻲ ﺑﺬل اﻟﺠﻬﺪ ﻟﻠﻔﻮز ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ،وﻳﻌﻠﻦ ﺧﻮﻓﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﻨﺤﻮ ؟ وهﻞ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻔﻨﻲ اﻟﻜﺎذب اﻟﺪﺟﺎل ﻓﻲ رﺑﻪ ﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﻨﺤﻮ ب اﻟﻨ ﺎس ،أذه ﺐ اﻟﻴ ﺄس واﺷ ﻒ ،أﻧ ﺖ اﻟﻌﺠﻴﺐ ؟ وآﺎن دﻋﺎؤﻩ ﻟﻠﻤﺮﺿ ﻲ » :اﻟﻠﻬ ﻢ ر ﱠ )(١١١ اﻟﺸﺎﻓﻲ ،ﻻ ﺷﻔﺎء إﻻ ﺷﻔﺎؤك ،ﺷﻔﺎء ﻻ ﻳﻐﺎدر ﺳﻘﻤﺎ‹‹ .أﻣﺎ أدﻋﻴﺘ ﻪ وﺻ ﻠﻮاﺗﻪ ﻋﻨ ﺪ ) (١٠٣رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ . ٢٧٦ / ) (١٠٤اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٢٧٧ / ) (١٠٥اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٢٧٨/ ) (١٠٦اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٢٤٢ / ) (١٠٧اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٢٤٣ /وﺗﺄﻣ ﻞ َﻣِﻠ ﻴ ﺎ إﻗ ﺮارﻩ ﻓ ﻲ ﻧﻬﺎﻳ ﺔ اﻟ ﺪﻋﺎء ﺑ ﺎﻟﻮﺣﻲ وﺑﺎﻟﺮﺳ ﻞ ﺟﻤﻴﻌ ﺎ وه ﻮ ﻣ ﻨﻬﻢ ، ﻓﻬﻞ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ آﺎذﺑﺎ ؟ أﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﺬب اﻹﻧﺴﺎن ﺣﺘﻲ ﻋﻠ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻓ ﻲ ﻣﺜ ﻞ ه ﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﻟﻌﻔﻮي ؟ ) (١٠٨اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٢٤٣/واﻧﻈﺮ آﻴﻒ ﻳﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﻮم واﻟﻤﻮت وآﺬﻟﻚ ﺑﻴﻦ اﻻﺳﺘﻴﻘﺎظ واﻟﺒﻌﺚ ،وهﻮ ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ اﻣﺘﻼء ﻋﻘﻠﻪ وﻗﻠﺒﻪ ﺑﺼﺪق ﻋﻘﻴﺪة اﻷﻟﻮهﻴﺔ واﻟﻨﺸﻮر . ﺖ إﻟﻲ ﺧﻮﻓﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻣﻦ رﺑﻪ وﺗﻌﻠﻖ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﻪ وﻓﺰﻋﻪ ﻣﻦ اﻟﻔﺘﻨﺔ . ) (١٠٩اﻟﻤﻮﻃﺄ .٢١٩/١ /واﻟﺘ ِﻔ ْ ) (١١٠رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ .٢٤٦ / ) (١١١اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٢٥٩ /
اﻟﻜﺴﻮف واﻟﺨﺴﻮف واﻻﺳﺘﺴﻘﺎء وﻣﻮت أﺣ ﺪ اﻟﻨ ـﺎس ﻓﻤﻌﺮوﻓ ﺔ ﻓ ﻲ ﺟﻤﻴ ﻊ آﺘ ﺐ اﻟﻔﻘ ﻪ . ﻋﻨّﻲ ﻋﻠﻲ ﻏﻤ ﺮات اﻟﻤ ﻮت وﺳ ﻜﺮات وﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻟﺤﻈﺎت ﺣﻴﺎﺗـﻪ آﺎن دﻋـﺎؤﻩ » :اﻟﻠﻬـﻢ َأ ِ )(١١٢ .ﻓﻬﻞ هﺬا آ ﻼم اﻟﻤﻮت ،اﻟﻠﻬﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ وارﺣﻤﻨـﻲ ،وأﻟﺤﻘﻨـﻲ ﺑﺎﻟﺮﻓﻴﻖ اﻷﻋﻠﻲ‹‹ ﻣﺰﻳ ﻒ ﻣﺤﺘ ﺎل ؟ أم ه ﻞ ُﻳ ْﻘ ِﺒ ﻞ اﻟﻤﺰﻳ ﻒ اﻟﻤﺤﺘ ﺎل ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤ ﻮت ﺑﻤﺜ ﻞ ه ﺬا اﻟﺘﻌﻠ ﻖ ﺑ ﺎﷲ ، اﻟﺬي ﻳﻜﺬب ﻋﻠﻴﻪ وﻳﻀﻊ اﻟﻮﺣﻲ وﻳﻨﺴﺒﻪ إﻟﻴﻪ ؟ آﺬﻟﻚ آﺎن ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺻﺤﺎﺑﺘﻪ أن ﻳﺪﻋﻮا ﻟﻪ ،آﻤﺎ هﻮ اﻟﺤﺎل ﻣﺜﻼ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎل ﻟﻌﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب » :ﻻ ﺗﻨﺴﻨﺎ ﻣﻦ دﻋﺎﺋﻚ ﻳ ﺎ أﺧ ﻲ‹‹) . (١١٣وﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ﻃﻠﺒ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺆﻣﻨﻴﻦ أن ﻳﺴ ﺄﻟﻮا ﻟ ﻪ اﻟﻮﺳ ﻴﻠﺔ رﺟ ﺎء أن ُﺗ ْﻜ َﺘ ﺐ ﻟﻪ). (١١٤أﻣﺎ اﻟﻘﺮﺁن ﻓﻜ ﺎن رﺑﻴ ﻊ ﻗﻠﺒ ﻪ ،آﻤ ﺎ آ ﺎن ﻳﺒﻜ ﻲ أﺣﻴﺎﻧ ﺎ ﻟ ﺪي ﺳ ﻤﺎﻋﻪ) . (١١٥وه ﻞ رؤي آﺎذب ﻳﺒﻜﻲ ﻟﺴﻤﺎﻋﻪ آﻼﻣﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﻓ ﻲ ﻗ ﺮارة ﻧﻔﺴ ﻪ ﺗﻤ ﺎم اﻟﻌﻠ ﻢ أﻧ ﻪ ه ﻮ اﻟ ﺬي زوّرﻩ ﻋ ﺎ .ﻟﻜ ﻦ ﺗﺤﻠﻴ ﻞ ﻼ ﺑﺎر ً وﻧﺴ ﺒﻪ إﻟ ﻲ اﷲ ؟ اﻟﻠﻬ ﻢ إﻻ إذا ﻗﻴ ﻞ إﻧ ﻪ آ ﺎن ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻣﻤ ﺜ ً ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ واﺳﺘﻘﺼﺎء دﻗﺎﺋﻖ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻳﺒﻌ ﺪان ﻋﻨ ﻪ ﺗﻤﺎﻣ ﺎ ﺷ ﺒﻬﺔ اﻟﺘﻈ ﺎهﺮ ﺑﺎﻟﺒﻜ ﺎء ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ ﺗﺄﺛﺮ ﺣﻘﻴﻘﻲ .ﻟﻴﺲ هﺬا ﻓﻘﻂ ﺑﻞ آﺎن ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم َﻳ ْﺮ ِﻗ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ ﺑ ﺎﻟﻘﺮﺁن ،وﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳ ﺄوي إﻟﻲ ﻓﺮاﺷﻪ آﺎن ﻳﻘﺮأ اﻟﻤﻌﻮذﺗﻴﻦ وﻳﻤﺴﺢ ﺑﻬﻤﺎ ﺟﺴﺪﻩ).(١١٦ أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﺒﺎدﺗﻪ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺪ أﻋﻠﻦ أن اﻟﺼ ﻼة ه ﻲ ﻗ ﺮة ﻋﻴﻨ ﻪ ،ﺑ ﻞ آ ﺎن ﻳﺒﻜﻲ أﺣﻴﺎﻧﺎ وهﻮ ﻳﺼﻠﻲ) . (١١٧وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻳﻜﺘﻔ ﻲ ﺑﺎﻟﻤﻔﺮوﺿ ﺔ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ﺻﻼة اﻟﻔﺠﺮ وﺣ ﺪهﺎ ﻣ ﻦ ﺗ ﺮك اﻟﻔ ﺮاش اﻟ ﺪاﻓﺊ وﺑﺨﺎﺻ ـﺔ ﻓ ﻲ ﻟﻴ ﺎﻟﻲ اﻟﺸ ﺘﺎء واﺳ ﺘﻌﻤﺎل ﺖ إﻟ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄ ﺔ ﻣ ﻦ ﺷﺨﺼ ﻴﺘﻪ ﻓﻴﺸ ﻴﺮ إﻟ ﻲ أﻧ ﻪ اﻟﻤﺎء اﻟﺒﺎرد ﻓﻲ اﻟﻮﺿﻮء .وﻳﺘﻨﺒﻪ ِآِﻠ ْ )(١١٨ .ﺑ ﻞ آﺎﻧ ﺖ ﻟ ﻪ ﻧﻮاﻓ ﻞ ﻋﻨ ﺪ آ ﻞ ﻇﻞ ﻳﺆدي اﻟﺼﻼة ﺣﺘﻲ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗـﻪ ﺻﻼة ،وذﻟﻚ ﻏﻴﺮ ﺻﻼة اﻟﻘﻴﺎم واﻟﻀﺤﻲ .وآﺎن ﻻ ﻳﺪع هﺬﻩ اﻟﻨﻮاﻓﻞ ﺣﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﺮب أو اﻟﻤ ﺮض أو وه ﻮ ﻣﺴ ﺎﻓﺮ راآ ﺐ ﺣﻤ ﺎرﻩ أو ﺑﻌﻴ ﺮﻩ .وﺗﺄﻣ ﻞ آﻴ ﻒ أﻧ ﻪ ،وﻗ ﺪ ﻓﺘﺤ ﺖ ﺟﻴﻮﺷﻪ ﻣﻜﺔ ﻣﻌﻘﻞ اﻟﻮﺛﻨﻴﺔ اﻷﻋﻈﻢ) ﻣﻜ ﺔ اﻟﺘ ﻲ أﺧﺮﺟ ـﺘﻪ ﻣ ﻦ ﺑﻴﺘ ﻪ وﺑﻠ ﺪﻩ وﺗ ﺂﻣﺮت ﻋﻠ ﻲ
) (١١٢اﻟﺴﺎﺑﻖ .١٦٢ /وﻓﻲ ﻣﺮﺿﻪ اﻷﺧﻴﺮ هﺬا ﻧﻬﻲ ﺑﺸﺪة ﻋﻦ اﺗﺨﺎذ ﻗﺒﺮﻩ وﺛﻨ ﺎ )اﻟﻤﻮﻃ ﺄ ٥٨١ / ١ /ـ . (٦٨١ ) (٣١١رﻳ ﺎض اﻟﺼ ﺎﻟﺤﻴﻦ .١٢٧ /واﻧﻈ ﺮ آﻴ ﻒ ،وه ﻮ اﻟﻤﺒﺸ ﺮ اﻟﻨ ﺬﻳﺮ ،ﻳﻌﻠ ﻦ ﻋﻠ ﻲ أﺗﺒﺎﻋ ﻪ أﻧ ﻪ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻲ دﻋﺎﺋﻬﻢ ،ﺑﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓ ﺮق ﺑﻴﻨ ﻪ وﺑ ﻴﻦ أي إﻧﺴ ﺎن ﺁﺧ ﺮ ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﺄﻟﺔ اﻟﺤﺴ ﺎب واﻟﺜﻮاب واﻟﻌﻘﺎب ،واﻟﻄﻤﻊ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ورﺿﺎ اﷲ ،واﻟﺨﻮف ﻣﻦ ﻋﺬاﺑﻪ وﻧﺎرﻩ . ) (١١٣رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ .١٢٧ /واﻧﻈﺮ آﻴﻒ ،وهﻮ اﻟﻤﺒﺸﺮ اﻟﻨﺬﻳﺮ ،ﻳﻌﻠ ﻦ ﻋﻠ ﻲ أﺗﺒﺎﻋ ﻪ أﻧ ﻪ ﺑﺤﺎﺟ ﺔ إﻟﻲ دﻋﺎﺋﻬﻢ ،ﺑﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﺮق ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ أي إﻧﺴﺎن ﺁﺧﺮ ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﺄﻟﺔ اﻟﺤﺴ ﺎب واﻟﺜ ﻮاب واﻟﻌﻘﺎب ،واﻟﻄﻤﻊ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ورﺿﺎ اﷲ ،واﻟﺨﻮف ﻣﻦ ﻋﺬاﺑﻪ وﻧﺎرﻩ . ) (١١٤اﻧﻈﺮ اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ١ج / ٢ص. ٥٥ ) (١١٥رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ . ١٤٩ / ) (١١٦رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ . ٣٧١ / ) (١١٧رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ . ١٥٠ / ﺖ . ٣٤٢ /آﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻔﺘﻪ أن ﻳﺬآﺮ اﺷﺘﻬﺎر اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﻴﻦ ﻗﻮﻣﻪ ﺑﺎﻟﺼﺪق واﻷﻣﺎﻧ ﺔ )ِ (١١٨آِﻠ ْ ) ص .( ٣٣٥ /
ﻗﺘﻠ ﻪ وﻧﺎﺻ ﺒﺘﻪ اﻟﺤ ﺮب اﻟﻀ ﺮوس ﻃﻴﻠ ﺔ ه ـﺬﻩ اﻷﻋ ـﻮام ،ﻣﻜ ﺔ أﺑ ﻲ ﺳ ﻔﻴﺎن وهﻨ ﺪ وأﺿﺮاﺑﻬﻤﺎ( ،ﻻ ﻳﺰدهﻴﻪ هﺬا اﻟﻨﺼ ـﺮ ﻓﻴﻨﺴﻴ ـﻪ رﺑ ﻪ وﻟ ﻮ ﻟﻠﺤﻈ ﺔ ﻣ ﻦ ﻧﻬ ﺎر ،ﺑ ﻞ ﻳﺒ ﺎدر ﻓﻴﺼﻠﻲ اﻟﻀﺤﻲ ﺛﻤﺎﻧﻲ رآﻌﺎت ،ﻣﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ أﻧﻪ آﺎن ﻣﻮﺻﻮل اﻟﻘﻠ ﺐ واﻟﻀ ﻤﻴﺮ ﺑ ﺎﷲ ﺨﺮِج اﻟﺰآـﺎة ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﻣﺸـﺪودا إﻟﻴﻪ ﺑﺄﻣﺮاس ﻣﻦ اﻹﻳﻤﺎن ﻻ ﺗﻨﻘﻄﻊ أﺑﺪًا). (١١٩وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ُﻳ ْ آﺎن ﻳﺨﺮج آﻞ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﻪ ﻣ ﻦ ﻣ ﺎل ﻋﻠ ﻲ آﺜﺮﺗ ﻪ ،آﻤ ﺎ آﺎﻧ ﺖ زوﺟﺎﺗ ﻪ اﻟﻼﺋ ﻲ ا ﱡﺗ ِﻬ ﻢ ﺑﺄﻧ ﻪ ﺗ ﺰوﺟﻬﻦ زواج اﻟﺸ ﻬﻮة اﻟﻤﻐﺘﻠﻤ ﺔ ﻳﺨﺮﺟﻨﻬ ﺎ ﻣﻀ ﺎﻋﻔﺔ ،وذﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻲ ﻋﻜ ﺲ زوﺟ ﺎت اﻟﻜﺬاﺑﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻮﺳﻠﻮن ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ وﺑﺎﻟﺪﻋﻮات اﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ﻻﺣﺘﺒﺎل أﻣﻮال اﻵﺧﺮﻳﻦ واﻟﺘ ﻨﻌﻢ ﺑﻬ ﺎ ﺧﻠﻒ أﺳﻮار ﻗﺼﻮرهﻢ اﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻣ ﻦ ﻋ ﺮق اﻟﻜ ﺎدﺣﻴﻦ اﻟﻤﺨ ﺪوﻋﻴﻦ .وآ ﺎن ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴﻼم ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﻮم وﻳﺘﺼﺎدف أن ﻳﻜﻮن اﻟﺠ ﱡﻮ ﺷ ﺪﻳﺪ اﻟﺤ ﺮارة ﻻ ﻳﺴ ﺘﻨﻜﻒ أن ﻳﺼ ﺐ اﻟﻤ ﺎء ﻋﻠ ﻲ رأﺳ ﻪ ،وﻓ ﻲ ه ﺬا ﻣ ﻦ اﻟﺘﻮاﺿ ﻊ واﻟﺼ ﺪق ﻣ ﺎ ﻓﻴ ﻪ ،وإﻻ ﻟﺘﻈ ﺎهﺮ ﺑﺎﻟﺘﺤﻤ ﻞ ﻟﻴﻜﺒﺮ ﻓﻲ أﻋﻴﻦ أﺗﺒﺎﻋﻪ ،ﺷﺄن اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ،وﻟﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻜﺮﻋ ﻪ ﻣ ﻦ ﻣ ﺎء إذا ﺧ ﻼ ﺳ َﻔﺮًا ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻣﻨﺪوﺣﺔ واﺳﻌﺔ) . (١٢٠وﻟﺴــﺖ ﺑﺤﺎﺟﻪ إﻟﻲ أن أﺷﻴﺮ إﻟﻲ ﺣﺠﻪ وﻣﺎ ﻟﻘﻲ ﻓﻴﻪ َ ﻼ ﻣﻦ ﻣﺘﺎﻋﺐ ﻣﺎ آﺎن أﻏﻨﺎﻩ ﻋﻨﻬﺎ وَأ ْﻗ َﻤﻨَﻪ أن ﻳﺰﻋﻢ أن اﷲ ﻗﺪ أﻋﻔﺎﻩ ﻣﻨﻬﺎ ﻟ ﻮ أﻧ ﻪ آ ﺎن ﺣّ وِ آﺎذﺑﺎ .وآﺎﻧﺖ اﻟﻨﻴﺔ ﻋﻨﺪﻩ هﻲ اﻷﺳﺎس ﻓﻲ هﺬا آﻠﻪ ،ﻣﻤ ﺎ ﻳ ـﺪل أﻗ ﻮي اﻟﺪﻻﻟ ـﺔ ﻋﻠ ـﻲ أن ﻣ ﺪار أﻣ ﺮﻩ آﻠ ﻪ ه ﻮ اﻟﺼ ﺪق واﻹﻳﻤ ﺎن اﻟﺼ ﺤﻴﺢ ﻻ ﻣﺠ ﺮد اﻟﺘﻈﺎه ـﺮ واﻟﺘﻤﺴ ـﻚ ﺑﺎﻟﺸ ﻜﻠﻴﺎت). (١٢١وآﺎﻧ ﺖ زوﺟﺎﺗ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻒ اﻷول ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﻄﻴﻌ ﻴﻦ ﻟﻤ ﺎ ﺟ ﺎء ﺑ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم .واﻧﻈﺮ آﻴﻒ أﻓﻄﺮت ﻋﺎﺋﺸﺔ وﺣﻔﺼﺔ ﻳﻮﻣﺎ ﻓﻲ ﺻﻴﺎم ﻧﻔﻞ ﻟﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﻌ ﺮف ﻋﻨ ﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﺎﻩ ﺗﺴﺘﻔﺘﻴﺎﻧﻪ ،وﻣﺎ آﺎﻧﺘﺎ
ﺑﺤﺎﺟ ﺔ إﻟ ﻲ ذﻟ ﻚ ﻟ ﻮ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ اﻹﻳﻤ ﺎن ﻗ ﺪ ﺧ ﺎﻟﻂ ﻗﻠﺒﻴﻬﻤ ﺎ وﻏﻤﺮهﻤ ﺎ ﺗﻤﺎﻣ ﺎ .وﻟﻜﻨ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم رﻏ ﻢ أﺧ ﺬﻩ داﺋﻤ ﺎ ﺑﻈ ﺎهﺮ اﻷﻋﻤ ﺎل آ ﺎن ﻳﺘﺸ ﺪد ﻣ ﻊ زوﺟﺎﺗ ﻪ .وﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ أﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﺴﺘﺮح ﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻬﻦ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﻜﺎف ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻊ اﻟﺬي ﻋﻠﻤﻦ أﻧﻪ ﺳﻴﻌﻜﻒ ﻓﻴﻪ ،إذ ﺣﺪث أن رأي ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﺑﻌﺾ اﻷﺧﺒﻴﺔ ﻓﺴﺄل ﻋﻨﻬﺎ ﻓﺄُﺧﺒِﺮ أﻧﻬﺎ ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ وﺣﻔﺼﺔ وزﻳﻨﺐ ،ﻓﻘﺎل : »ﺁﻟﺒ ﱠﺮ ﺗﻘﻮﻟﻮن ﺑﻬﻦ ؟ « ،ﺛﻢ اﻧﺼﺮف ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺘﻜﻒ ﺣﺘﻲ اﻋﺘﻜﻒ ﻋﺸﺮا ﻣﻦ ﺷﻮال). (١٢٢ وﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺻﺎدﻗﺎ ﻳﺘﻀﻮع اﻟﺼﺪق ﻣﻦ آﻞ آﻴﺎﻧﻪ وﻧﻮاﻳﺎﻩ وأﻓﻌﺎﻟﻪ ﻷﺛﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ل اﻟﻤﺤﺘﺬَي. أﻣﺎم اﻟﻨﺎس ﺧﻴﺮا وزﻋﻢ أﻧﻬﻦ ﻓﻲ آﻞ ﺷﻲء ِﻧ ْﻌ َﻢ اﻟﻤﺜﺎ ُ وﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼـﻼة واﻟﺴﻼم ﻓﻲ هﺬا اﻟﺒﺎب ﻋﺠﺎﺋﺐ ﻻ ﺗﻜﺎد ﺗﺼﺪق :ﻓﻘﺪ ﺳﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺻ ﻼﺗﻪ ﺑﺄﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﺮة ،ﻓﻠﻤﺎ ﻧﺒﻬﻮﻩ إﻟﻲ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﺤﱠﻞ وﻟﻢ ﻳﺪﱠع ﻣﺜﻼ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﻬﻮ وأن ﻣ ﺎ ﻇﻨ ﻮﻩ ﺳ ﻬﻮًا إﻧﻤ ﺎ آ ﺎن ﺗﺨﻔﻴﻔ ﺎ ﻣ ﻦ اﷲ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺼ ﻼة ﺑﺎﻟ ﺬات ﻟﺴ ﺒﺐ أو ﻵﺧ ﺮ آ ﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧ ﻪ اﺧﺘﺮاﻋ ﻪ ،ﺑ ﻞ أﻗ ﺮ ﺑﺨﻄﺌ ﻪ وﻋ ﺎد ﻟﻴﻜﻤ ﻞ اﻟﺼ ﻼة ﺑﻬ ﻢ). (١٢٣آﻤ ﺎ ﺳ ﻬﺎ ﻣ ﺮة أﺧ ﺮي ﻓ ﻲ ) (١١٩اﺑﻦ هﺸﺎم . ٤٠/ ٤ / ) (١٢٠اﻧﻈﺮ ﻓﻲ هﺬا » اﻟﻤﻮﻃﺄ « . ٢٧٥ / ١ / ) (١٢١اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ١ﺟـ / ١ص . ١٣١ ) (١٢٢اﻟﻤﻮﻃﺄ . ٢٩٥ / ١ / ) (١٢٣اﻟﻤﻮﻃﺄ . ١١٥ / ١ /
ﺻ ﻼﺗﻪ ،ﻓﺴ ﺠﺪ ﺳ ﺠﺪة اﻟﺴ ﻬﻮ ﻣ ﻦ ﺗﻠﻘﺎﺋ ﻪ ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ أن ﻳﻨﺒﻬﻬ ﻪ أﺣ ﺪ) ،(١٢٤وه ﻮ ﻣ ﺎ ﻳﻌ ﺪ ب ﻻ ﻳﻀ ﻞ وﻻ ﻳﻨﺴ ﻲ ، اﻋﺘﺮاﻓﺎ ﻣﻨﻪ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺠﻮز ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻨﺴﻴﺎن رﻏﻢ أﻧﻪ رﺳ ﻮل ر ٍ ﺑﻞ ﻟﻘﺪ ﻗﺎل ذﻟﻚ ﺻﺮاﺣﺔ ﻓﻲ إﺣﺪي اﻟﻤﺮاتء). (١٢٥آ ﺬﻟﻚ ﻓﻘ ﺪ ﺣ ﺪث أن أﻗﻴﻤ ﺖ اﻟﺼ ﻼة ﻋﺪّﻟﺖ اﻟﺼﻔﻮف ﺛﻢ ﺧﺮج اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ،ﻓﻠﻤﺎ ﻗ ﺎم ﻓ ﻲ ﻣﺼ ﻼﻩ ذات ﻣﺮة و ُ ﺟﻨُﺐ ﻓﻘﺎل ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ» :ﻣﻜ ﺎﻧَﻜﻢ « ،ﺛ ﻢ رﺟ ﻊ ﻓﺎﻏﺘﺴ ﻞ ،وﺧ ﺮج إﻟ ﻴﻬﻢ ورأﺳ ﻪ ذآﺮ أﻧﻪ ُ )(١٢٦ .ﻟﻘﺪ آﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ،ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻧﺒﻴ ﺎ ﻣﺰﻳﻔ ﺎ ، ﻳﻘﻄﺮ ﻣﺎء ﻓﺄﻣّﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة ﺟ ُﻨﺒًﺎ ،إ ْذ ﻣَﻦ ذا اﻟﺬي آﺎن ﻳﻌﺮف ﻣﻦ اﻟﻤﺼﻠﻴﻦ أﻧﻪ ﺟﻨﺐ ؟ ﻟﻜﻦ ﺣﺮﺻﻪ ﻋﻠﻲ أن ﻳﺼﻠﻲ ُ أن ﻳﺮﺟ ﻊ ﻓﻴﻐﺘﺴ ﻞ أوّﻻ ،ﺑ ﺮﻏﻢ ﺧﺮوﺟ ﻪ ﻟﻠﺼ ﻼة ﺑﺎﻟﻨ ﺎس اﻟ ﺬﻳﻦ آ ﺎﻧﻮا ﻳﻨﺘﻈﺮوﻧ ﻪ وﻗ ﺪ ج ﺿ ﺎﻋﻔﻪ أن ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ﻋﺪﱢﻟﺖ اﻟﺼﻔﻮف ،وﺑﺮﻏﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣ ﻦ إﺣ ﺮا ٍ أﻗﻴﻤﺖ اﻟﺼﻼة و ُ اﻋﺘﺮاﻓﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﺠﻮاز اﻟﻨﺴﻴﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻲ ﻓﻲ ﻣﺴ ﺎﺋﻞ اﻟﻄﻬ ﺎرة واﻻﺳ ﺘﻌﺪاد ﻟﻠﺼ ﻼة ،اﻟﺘ ﻲ هﻲ ﻋﻤﺎد اﻟﺪﻳﻦ ،هﻮ ﻣﻦ اﻟﺪﻻﺋﻞ اﻟﻘﺎﻃﻌﺔ ﻋﻠﻲ ﺻﺪﻗـﻪ .إن ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﺴﺄل اﷲ أن ﻳﺮزﻗﻪ ﻟﺴﺎﻧﺎ ﺻﺎدﻗًﺎ) (١٢٧ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﻜ ﺬاﺑﻴﻦ ،وإﻻ ﻓﻠ ﻴﺲ ﺛﻤ ﺔ إﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ أهﻞ ﻟﻠﺜﻘﺔ إذن).(١٢٨ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻨﺴﻴﺎن هﻮ اﻟﻌﺮض اﻟﺒﺸﺮي اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي اﻋﺘﺮف اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﺑﺠﻮازﻩ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﺪع ﻳﻮﻣًﺎ أﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ اﻟﻐﻴﺐ وﻻ ﺣﺘﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻮاﻗﻴﺖ اﻟﺼﻴﺎم ، ل ﺷﻮال ﻓﻲ إﺣﺪي اﻟﺴﻨﻴﻦ ﻓﺼﺎم اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻏﻢّ هﻼ ُ وهﻮ اﻟﻌﺒﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،إذ ُ وﻣﻌﻬﻢ اﻟﺮﺳﻮل ،ﻟﻴﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﻳﺨﺒﺮهﻢ وهﻢ ﺻﺎﺋﻤﻮن ﺑﺄن اﻟﻬﻼل ﻗﺪ ُر ِﺋ ﻲ اﻟﺒﺎرﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﺁﺧﺮ ﻓﻴﻔﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم وﻳﻔﻄﺮون .وﻗﺪ آﺎن ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ،ﻟﻮ آﺎن آﺬاﺑًﺎ ﻳﺪﻋﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻐﻴﺐ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ،أن ﻳﺸﻜﻚ هﺬا اﻟﻘﺎدم ﻓﻲ رؤﻳﺘﻪ وﻳﺼﺮ ﻋﻠﻲ ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻟﺼﻴﺎم ﺣﺘﻲ ﻻ ﻳﻘﺎل ﻋﻨﻪ إﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮف اﻟﻐﻴﺐ .ذﻟﻚ أن آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﻌﺮب ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ آﺎﻧﻮا ﻳﻈﻨﻮن أن اﻟﻨﺒﻮة ﺗﺴﺘﻠﺰم هﺬا). (١٢٩آﻤﺎ أآﺪ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ أﻧﻪ إذا ﻗﻀﻲ ﺑﻴﻦ اﺛﻨﻴﻦ ﻓﺈن أﺣﺪهﻤﺎ ﻳﻤﻜﻨﻪ ،ﻟﻮ أراد ،أن ﻳﺨﺪﻋﻪ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ إذا آﺎن أﺑﺮع ﻓﻲ اﻟﻘﻮل ﻣﻦ ﺧﺼﻤﻪ). (١٣٠ آﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻳﺪﻋﻲ أﻧﻪ ﻳﻌﺮف ﻣﺼﺎﺋﺮ اﻟﻤﻮﺗﻲ ،ﺑـﻞ آﺎن ﻳﻘﻮل ﻋﻦ ﻧﻔﺴـﻪ : ﺖ »واﷲ ﻣﺎ أدري وأﻧﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻣﺎذا ُﻳ ْﻔﻌَﻞ ﺑﻲ) . (١٣١وﻣﺜﻞ ذﻟﻚ أن ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺣ ﻴﻦ ُر ِﻣ َﻴ ْ ﺖ ﺑ ﻪ ،ﻋﻠﻴﻬ ﺎ رﺿ ﻮان اﷲ ،ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺎرع اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ،وه ﻲ زوﺟﺘ ﻪ ﺑﻤﺎ ُر ِﻣ َﻴ ْ وﻳﻬﻤﻪ أﻻ ﻳﻠﻮك اﻟﻨﺎس ﺳﻴﺮﺗﻬﺎ ،ﺑﺘﺒﺮﺋﺘﻬﺎ ،ﺑﻞ اﻧﺘﻈﺮ ﺣﺘﻲ ﻧﺰل اﻟ ﻮﺣﻲ ﺑﻌ ﺪ وﻗ ﺖ ﻳﻌ ﺪ
) (١٢٤اﻟﺴﺎﺑﻖ . ١١٨ / ١ / ) (١٢٥اﻟﺴﺎﺑﻖ .١٢١ / ١ / ) (١٢٦اﻟﺴﺎﺑﻖ ، ٦٩ / ١ /واﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٢ج / ٣ص . ١٩٠ ) (١٢٧اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ١ج / ٢ص . ٢٩٥ ) (١٢٨وآﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻳﺴﺄل اﷲ أن ﻳﺮزﻗﻪ آﻠﻤﺔ اﻟﺤ ﻖ ﻓ ﻲ آ ﻞ ﺣ ﺎل )اﻟﺸ ﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠ ﺪ / ١ج / ٢ ص . ( ٢٩٦ ) (١٢٩اﻧﻈﺮ اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٢ج / ٣ص . ١٣٠ ) (١٣٠اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري . ٢٠٤ / ٤ / ) (١٣١اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري ، ٢١٥ ، ٢١٢ / ٤ /ﺣﻴﺚ ﺗﻮﺟﺪ رواﻳﺔ ﻋﻦ ﻣﻮت ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﻣﻈﻌﻮن وﺷ ﻬﺎدة إﺣﺪي اﻟﻨﺴﺎء ﻟﻪ ﺑﺄن اﷲ أآﺮﻣﻪ ،ﻣﻤﺎ دﻓﻊ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم إﻟﻲ ﻗﻮل ﻣﺎ ﻗﺎل .
ﻃﻮﻳﻼ ﺟﺪا ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻈﺮوف) . (١٣٢وآﺎن ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ،ﻟﻮ آﺎن آﺎذﺑﺎ ،أن ﻳﺼﻨﻊ وﺣﻴﺎ ﻣﻨﺬ أول ﻟﺤﻈ ﺔ ﻳُﺨ ﺮس ﺑ ﻪ اﻷﻟﺴ ﻨﺔ .وﻳﻀ ﺎف إﻟ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻋﺘﺮاﻓ ﻪ ﺑ ﺄن ﻋﻠﻤ ﻪ ﺑ ﺄﻣﻮر اﻟ ﺪﻧﻴﺎ ﻣﺤﺪود ،ﺑ ﺮﻏﻢ أﻧ ﻪ رﺳ ﻮل اﷲ ﺧ ﺎﻟﻖ اﻟ ﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧ ﺮة .وﺣﺎدﺛ ﺔ ﺗ ﺄﺑﻴﺮ اﻟﻨﺨ ﻞ ﻣﺸ ﻬﻮرة ﻣﺴﺘﻔﻴﻀﺔ .وﻣﺜﻠﻬﺎ أﻧﻪ هﻢ ﺑﺎﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﻟﻐﻴﻠﺔ ﻟﻮﻻ أﻧﻪ ﻧﻈﺮ إﻟ ﻲ اﻟ ﺮوم وﻓ ﺎرس ﻓ ﺈذا ه ﻢ ﻳﻐﻴﻠﻮن ﻓﻼ ﻳﻀﺮ ذﻟﻚ أوﻻدهﻢ ﻓﻲ ﺷﻲء). (١٣٣ﻟﻴﺲ ذﻟﻚ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ آﺎﻧﺖ ﺗﻘﻊ ﻟﻪ أﻣﻮر ﻟﻮ وﻗﻌﺖ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻟﻜﺘﻤﻬﺎ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ أن ﺗﺴﻲء إﻟﻴﻪ ﻓ ﻲ ﻧﻈ ﺮ اﻟﻨ ﺎس ،ﻟﻜﻨ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم آ ﺎن ﻳﺼﺮّح ﺑﻬﺎ رﻏﻢ أﻧﻪ ﻟﻢ ُﻳ ْﺆﻣَﺮ ﺑﺘﺒﻠﻴﻐﻬ ﺎ ﻷﺣ ﺪ .وﻣﻨﻬ ﺎ أﻧ ﻪ زار ذات ﻳ ﻮم ﻗﺒ ﺮ أﻣ ﻪ ﻓﺒﻜ ﻲ وأﺑﻜﻲ ﻣ ﻦ ﺣﻮﻟ ﻪ .إﻟ ﻲ هﻨ ﺎ واﻷﻣ ﺮ ﻣﻔﻬ ﻮم ،ﻟﻜ ﻦ اﻟﻐﺮﻳ ﺐ أن ﻳﺘﻄ ﻮع ﻓﻴ ﺬآﺮ ﻟﻬ ﻢ أﻧ ﻪ اﺳﺘﺄذن رﺑﻪ ﻓﻲ زﻳﺎرة ﻗﺒﺮ أﻣﻪ ﻓﺄذن ﻟ ﻪ ،ﺑﻴﻨﻤ ﺎ ﺣ ﻴﻦ اﺳ ﺘﺄذﻧﻪ أن ﻳﺴ ﺘﻐﻔﺮ ﻟﻬ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳ ﺄذن . أﻓﻬﺬا ِﻓ ْﻌ ُ ﻞ أو آﻼم دﺟﺎل؟).(١٣٤ وﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﺒﻪ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺒﺎب ،ﺑﺎب اﻟﺼﺪق ،أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻟﻢ ﻳﺪﱠع ﻳﻮﻣ ﺎ أﻧ ﻪ ﺤ ﱠﺪوْﻧ ﻪ ﻗﺎدر ﻋﻠﻲ اﻹﺗﻴﺎن ﺑﻤﻌﺠﺰة ،ﻓﻤﺎ هﻮ )آﻤﺎ آﺎن ﻳﻘﻮل داﺋﻤ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟ ﺮد ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﻦ َﻳ َﺘ َ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ أو اﻟﻴﻬﻮد ( إﻻ ﺑﺸﺮ رﺳﻮل .وَﻟ ُﺮبﱠ ﻣﻦ ﻳﻨﺒﺮي ﻗﺎﺋﻼ :وهﻞ آﺎن اﻟﻤ ﺮاد ﺳﺌِﻞ أن ﻳﺼﻨﻊ واﺣ ﺪ ًة ﻋﺠ ﺰ واﻧﻜﺸ ﻒ أن ﻳﺪﻋﻲ ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻲ ﺻﻨﻊ اﻟﻤﻌﺠﺰات ﺣﺘﻲ إذا ُ ﺻ ﻪ ه ﻮ اﻟ ﺬي ﻣﻨﻌ ﻪ ﻣ ﻦ ﻣﺜ ﻞ ه ﺬا اﻻدﻋ ﺎء . آﺬﺑ ﻪ ؟ إن ده ﺎءﻩ إذن ﻻ ﺻ ﺪﻗَﻪ وإﺧﻼ َ وﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺤﺎول أن ﻳﻬﺘﺒﻞ ﻓﺮﺻﺔ آﺴﻮف اﻟﺸﻤﺲ ﻳﻮم ﻣﻮت اﺑﻨﻪ وﻓﻠ ﺬة آﺒﺪﻩ إﺑﺮاهﻴﻢ ﻣﺜﻼ وﻳﺪّﻋﻲ أﻧﻬﺎ ﺁﻳﺔ إﻟﻬﻴﺔ ﻋﻠﻲ ﻣﺸﺎرآﺔ اﻟﻜﻮن ﻟﻪ ﻓ ﻲ أﺣﺰاﻧ ﻪ) ،(١٣٥ﻓﺈﻧ ﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم آﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ أن ﻳﻨﻜ ﺮ وﻗ ﻮع اﻟﻤﻌﺠ ﺰات ﻣﻤ ﻦ ﺗﻘﺪّﻣ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﺮﺳ ﻞ واﻷﻧﺒﻴ ﺎء ﺣﺘ ﻲ ﻳﺴ ﻮي ﺑﻴ ﻨﻬﻢ وﺑﻴﻨ ﻪ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻤﺠ ﺎل ،وﻋﻠ ﻲ ﻣ ﻦ ﻻ ﻳﺼ ﺪﻗﻪ أن ﻳﺜﺒ ﺖ اﻟﻌﻜﺲ ،وهﻮ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻃﺒﻌﺎ ،ﻓﺈن هﺆﻻء اﻷﻧﺒﻴﺎء واﻟﺮﺳﻞ آﺎﻧﻮا ﻗﺪ ﻣﺎﺗﻮا وﺷﺒﻌﻮا ﻣﻮﺗﺎ ﻣﻨﺬ أﺣﻘﺎب ﻣﺘﻄﺎوﻟﺔ .وﻻ أﻋﺘﻘﺪ أن أﺣﺪا ﻳﻤﻜﻨﻪ أن ﻳﻌﺰو ﻋﺪم ﻧﻔﻴ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم وﻗ ﻮع اﻟﻤﻌﺠﺰات ﻣﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء اﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ إﻟﻲ أن ذﻟﻚ آﺎن ﻣﻘﺮرا ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮل واﻟﻨﻔﻮس ،ﻓ ﺈن ﻣ ﺎ آﺎن ﻗﺪ رﺳﺦ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﻨﺼﺎري وﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﻣﻦ اﻹﻳﻤﺎن ﻣ ﺜﻼ ﺑﺄﻟﻮهﻴ ﺔ اﻟﻤﺴ ﻴﺢ أو ﻋﻠ ﻲ اﻷﻗﻞ ﺑﻨﻮﺗﻪ ﷲ وﻣﻮﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻲ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﺗﻜﻔﻴﺮا ﻋﻦ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﺁدم ،وهﻤ ﺎ أﺳ ﺎس ﺤ ِﻤ ﻞ ﻋﻠ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻌﻘﻴ ﺪة اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ وﺑﻬ ﺪﻣﻬﻤﺎ ﺗﻨﻬ ﺪم ﻣ ﻦ ﻗﻮاﻋ ﺪهﺎ ،ﻟ ﻢ ﻳﻤﻨﻌ ﻪ ﻣ ﻦ أن َﻳ ْ ﺻﻨَﻌﻪ ﻣﻊ اﻟﻴﻬ ﻮد وﻳﻨﺴﻔﻬﺎ ﻧﺴﻔﺎ ،ﻣﺴﻔّﻬﺎ ﻟﻬﺎ وﻟﻤﻦ ﻳﺘﻤﺴﻜﻮن ﺑﻬﺎ .و ِﻣﺜْﻞ ذﻟﻚ وأﺷ ّﺪ ﻣﻨﻪ َ وﻣﻊ اﻟﻜﻔﺎر ،ﻓﻠﻤﺎذا ﻟﻢ ﻳﻨﻒ ﻣﻌﺠﺰات اﻟﺮﺳﻞ اﻟﻤﺎﺿﻴﻦ ﻟﻴﻐﻠ ﻖ ﺑ ﺎب اﻟﺘﺤ ﺪي واﻹﺣ ﺮاج اﻟﺬي آﺎن اﻟﻘ ﻮم ﻣﻐ ﺮﻣﻴﻦ ﺑﻔﺘﺤ ﻪ ﻇﻨ ﺎ ﻣ ﻨﻬﻢ أﻧﻬ ﻢ ﻳﻔﺤﻤﻮﻧ ﻪ ؟ ﻟﻘ ﺪ اﻋﺘ ﺮف ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴﻼم ﺑﻤﻌﺠﺰات إﺧﻮاﻧﻪ اﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ،وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ أآ ﺪ أﻧ ﻪ ﻟ ﻴﺲ إﻻ ﺑﺸ ﺮا رﺳ ﻮﻻ وأن اﻟﻤﻌﺠﺰة ﻣﻬﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﻏﺮاﺑﺘﻬﺎ وﺷ ﺪهﻬﺎ ﻟﻠﻌﻘ ﻮل ﻓﺈﻧﻬ ﺎ ﻻ ﺗﻐﻨ ﻲ ﻋ ﻦ اﻟﺘﺄﻣ ﻞ واﻟﻨﻈ ﺮ واﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻘﻞ ﻧﻌﻤﺔ اﷲ اﻟﻜﺒﺮي ﻋﻠﻲ اﻹﻧﺴﺎن .أﻓﻬ ﺬا ﻣﻮﻗ ﻒ ﻣﺰﻳ ﻒ آ ﺬاب ؟ ﺑ ﻞ ﻟﻘ ﺪ ) (١٣٢اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٢٧١ / ٤ / ) (١٣٣اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٣١ج / ٦ص . ١٩٦واﻟﻐﻴﻠﺔ أن ﻳﺠﺎﻣﻊ اﻟﺮﺟ ﻞ اﻣﺮأﺗ ﻪ وه ﻲ ﻣﺮﺿ ﻊ أو أن ُﺗ ْﺮﺿِﻊ اﻟﻤﺮأة وهﻲ ﺣﺎﻣﻞ . ) (١٣٤اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ /ﻣﺠﻠﺪ / ٢ج / ٤ص .١٠٩ ) (١٣٥اﻧﻈﺮ إرﭬﻨﺞ . ١٧٦ /
ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺻﺪﻗﻪ أﻧﻪ آ ﺎن ﻳﻜ ﻮن ﻟ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ اﻟﻤﻌﺮوﺿ ﺔ ﻋﻠﻴ ﻪ رأي ﺛ ﻢ ﻳﻨ ﺰل اﻟ ﻮﺣﻲ ﺑﻐﻴﺮ ذﻟﻚ ﻓﻴﻌﻠﻨﻪ وﻻ ﻳﻜﺘﻤﻪ ،وﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ).(١٣٦ وﻣﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ذآﺮﻩ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺴﻴﺎق أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻟﻢ ُﺗ ْﻤﺴَﻚ ﻋﻠﻴﻪ آﺬﺑﺔ واﺣ ﺪة .آﻴﻒ ﻻ وﻗﺪ ﺟﻌﻞ اﻟﺼﺪق ﻳﻬﺪي إﻟﻲ اﻟﺒﺮ ﻓﺎﻟﺠﻨﺔ ،واﻟﻜﺬب ﻳﺆدي إﻟﻲ اﻟﻔﺠﻮر ﻓﺎﻟﻨﺎر ؟ آﺬﻟﻚ آﺎن ﻳﻮﺟﻪ أﺻﺤﺎﺑﻪ إﻟﻲ ﺗﻮﺧﻲ اﻟﺪﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﻼم واﻟﻮﻋﻮد ﺣﺘﻲ إﻧﻪ ،ﻋﻨﺪ ﻣﺒﺎﻳﻌﺘﻬﻢ ﻟﻪ ﻋﻠﻲ اﻟﺴﻤﻊ واﻟﻄﺎﻋﺔ ،آ ﺎن ﻳﻌﻘ ﺐ ﻋﻠ ﻲ ذﻟ ﻚ ﺑﻘﻮﻟ ﻪ » :ﻓﻴﻤ ﺎ اﺳ ﺘﻄﻌﺘﻢ‹‹). (١٣٧آﻤ ﺎ آﺎن ﻳﺤﺐ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ إذا ﻣﺪح ﺑﻌﻀ ﻬﻢ أﺣ ﺪًا أن ﻳﻘ ﻮل » :أﺣﺴ ﺒﻪ آ ﺬا‹‹) . (١٣٨وﻳﺘﺼ ﻞ ﺑﻬﺬا آﺮاهﻴﺘﻪ ﻟﻠﺘﻜﻠﻒ ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺎدة) . (١٣٩وﻗﺪ ﺑﻠ ﻎ ﺣﺒ ﻪ ﻟﻠﺼ ﺪق أﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﺠ ﻮﱢز اﻟﻜ ﺬب ﻗ ﻂ ﻣﻬﻤﺎ آﺎﻧﺖ اﻟﻈﺮوف إﻻ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻌﺎﻗﻞ ﺻ ﺎدق ﺑﺎﻟﻐ ﺎ ﻣ ﺎ ﺑﻠ ﻎ ﻣ ﻦ ﺗﺤ ﺮﱡج وﺗ ﺄﺛﱡﻢ أن ﻳﺪﱠﻋﻲ أن اﻟﺼﺪق ﻣﻔﻀﻞ ﻓﻴﻪ ،وذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﺮب واﻹﺻﻼح ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس وﺣﺪﻳﺚ اﻟﺮﺟﻞ اﻣﺮأﺗﻪ واﻟﻤﺮأة زوﺟﻬﺎ). (١٤٠وآﺎن ﻋﻠﻴﻪ أﻓﻀﻞ اﻟﺼﻼة وأزآﻲ اﻟﺘﺴﻠﻴﻤﺎت أﺷﺒﻪ اﻟﺨﻠ ﻖ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻇﻬﺮا ﺑﺒﻄﻦ .وﻗﺪ رأﻳﻨﺎ آﻴﻒ أن ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ،ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺮة اﻟﻮﺣﻴ ﺪة اﻟﺘ ﻲ رأﺗ ﻪ ﻳﺒﺘﺴ ﻢ و ُﻳﻠِﻴﻦ اﻟﻘﻮل ﻟﺮﺟﻞ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ رأﻳﻪ ﻓﻴﻪ ﻃﻴﺒﺎ ،ﻟﻢ ﺗﺸﺄ أن ﺗﺪع اﻷﻣﺮ ﻳﻤﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﺳﺘﻐﺮاب واﺳﺘﻔﺴﺎر ،وهﻮ ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻌﻮد ﻣﻨﻪ إﻻ اﻟﻮﺿﻮح اﻟﺘﺎم .وﻣﻦ ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻗﺪ اﺳﺘﻨﻜﻒ أﺷﺪ اﻻﺳﺘﻨﻜﺎف أن ﻳﻐﻤﺰ ﺑﻌﻴﻨ ﻪ ﻷﺣ ﺪ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ﻣ ﻦ ﺣﻮﻟ ﻪ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ ﻟﻴﻘﻮم ﻓﻴﻀﺮب ﻋﻨﻖ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ آﺎﺗ ﺐ اﻟ ﻮﺣﻲ اﻟﺨ ﺎﺋﻦ اﻟﻬ ﺎرب ﺣ ﻴﻦ ﻧﺎﺷﺪﻩ ﻋﺜﻤﺎن اﻟﻌﻔﻮ ﻋﻨﻪ ،واآﺘﻔﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﺎﻟﺼﻤﺖ ﻟﻌﻞ أﺣﺪهﻢ ﻳ ﻨﻬﺾ ﻓﻴﻘﺘﻠ ﻪ ﻣ ﻦ ﺗﻠﻘ ﺎء ﻧﻔﺴ ﻪ ﺟ ﺰاء ﺧﻴﺎﻧﺘ ﻪ وﻧﺬاﻟﺘ ﻪ ،ﻓﻠﻤ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳﻔﻌﻠ ﻮا وهﺒ ﻪ اﻟﻌﻔ ﻮ اﻟﻤﻄﻠ ـﻮب .وﻟﻤ ﺎ ُﻓ ﺘِﺢ اﻟﻤﻮﺿـﻮع ﺑﻌـﺪ ذﻟﻚ وﻋﺮﻓﻮا ﻣﺎذا آﺎن ﻳﺪور ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﺳﺄﻟﻮﻩ ِﻟ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﻐﻤﺰ ﻟﻬﻢ ﺑﻌﻴﻨﻪ ،ﻓﻜﺎن ﺟﻮاﺑﻪ أن ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﻷﻧﺒﻴﺎء).(١٤١ ﻄﺮّ ﺿ ُ وإن ﺗﻔﺎﻧﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﺼﺪق وﻧﻔﻮرﻩ اﻟﻘﺎﻃﻊ ﻣﻦ اﻟﻜﺬب هﻮ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻪ ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻲ ﻣ ﺎ ا ْ إﻟﻴ ﻪ أﺑ ﻮ اﻷﻧﺒﻴ ﺎء إﺑ ﺮاهﻴﻢ ،ﻋﻠﻴ ﻪ وﻋﻠ ﻲ ﻧﺒﻴﻨ ﺎ أﻓﻀ ﻞ اﻟﺼ ﻼة واﻟ ـﺴﻼم ،ﻣ ﻦ ﺗﺠ ـﺎهﻞ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘـﺔ ،وإن ﻟﻢ ﻳﺘﺠـﺎوز ذﻟﻚ ﺛﻼث ﻣﺮات).(١٤٢ ن أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻗﺪ ﻗ ﺎل ﻋ ﻦ ﺧﻠﻴ ﻞ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ذﻟ ﻚ َﻟ ْﻤ ﺰًا ﻟ ﻪ ﻣ ﻦ ﻃ ﺮْف ﻦ ﻇﺎ ﱞ وﻻ ﻳﺤﺴﺒ ّ ﺧﻔ ﻲ ،ﻓﻘ ﺪ آ ﺎن ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﻻ ﻳ ﺬآﺮ إﺧﻮاﻧ ﻪ اﻷﻧﺒﻴ ﺎء إﻻ ﺑﺨﻴ ﺮ :وﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ وﺻﻔﻪ ﻓﻲ أﺣﺪ اﺑﺘﻬﺎﻻﺗﻪ ﻟﺮﺑﻪ إﺑﺮاهﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﺄﻧﻪ ﻋﺒﺪ اﷲ وﺧﻠﻴﻠﻪ وﻧﺒﻴﻪ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺼﻒ ﻧﻔﺴﻪ إﻻ ﺑﺎﻟﻌﺒﻮدﻳﺔ واﻟﻨﺒﻮة ﻓﻘﻂ) . (١٤٣آﻤﺎ آﺎن ﻳﻨﻬﻲ أن ﻳﻔﻀﻠﻪ أﺣﺪ ﻋﻠﻲ ﻳ ﻮﻧﺲ ) (١٣٦اﻟﺒﺨﺎري . ١٦٢ / ٣ / ) (١٣٧اﻟﻤﻮﻃﺄ . ١٤٧ / ٢ / ) (١٣٨رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ . ٤٥٢ / ) (١٣٩اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٥٧ / ) (١٤٠اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٤ج / ٧ص . ٢٥٥ ) (١٤١اﺑﻦ هﺸﺎم . ٣٩ / ٤ / ) (١٤٢اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري ،٢٤٠ ،١٥٠ / ٣ /و رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ . ٤٧٣ / ) (١٤٣اﻟﻤﻮﻃﺄ . ٨٣ / ٣ /
ﺖ ﻓﻲ ﺑﻦ ﻣﺘﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم). (١٤٤أﻣ ﺎ ﻋ ﻦ ﻳﻮﺳ ﻒ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻓﻜ ﺎن ﻳﻘ ﻮل » :ﻟ ﻮ ﻟﺒﺜ ُ اﻟﺴﺠﻦ ﻣﺎ ﻟﺒﺚ ﻳﻮﺳﻒ ﺛﻢ أﺗﺎﻧﻲ اﻟﺪاﻋﻲ ﻷﺟﺒﺖ‹‹ )ﻳﺸﻴﺮ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴـﻼم إﻟ ﻲ أن ﻳﻮﺳ ـﻒ رﻓ ﺾ أن ﻳﺨ ﺮج ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﺠﻦ إﻻ ﺑﻌ ﺪ ﻇﻬ ﻮر ﺑﺮاءﺗ ﻪ ﺗﻤﺎﻣ ـﺎ ﺧﺎﻟﻴ ﺔ ﻣ ﻦ أي ي اﻟﻨﺎس أآﺮم؟ « آ ﺎن ﺟﻮاﺑ ﻪ » :ﻳﻮﺳ ﻒ ﻧﺒ ﻲ اﷲ اﺑ ﻦ ﺷﻚ(). (١٤٥آﺬﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﺳُﺌﻞ››:أ ّ ﻧﺒﻲ اﷲ اﺑﻦ ﻧﺒﻲ اﷲ اﺑﻦ ﺧﻠﻴــﻞ اﷲ‹‹). (١٤٦وﻋ ﻦ أﺣ ﺐ ﺻ ﻴﺎم وﺻ ﻼة إﻟ ﻲ اﷲ ﻗ ﺎل إن أﺣﺐ اﻟﺼﻴﺎم إﻟﻲ اﷲ ﺻﻴﺎم داود ،وأﺣ ﺐ اﻟﺼ ﻼة إﻟﻴ ﻪ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ ه ﻲ ﺻ ﻼة داود). (١٤٧ ﺣﺘﻲ ﻣﻮﺳﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻧﺒﻲ اﻟﻴﻬﻮد ،اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻘﻲ ﺳﻴﺪﻧﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻣﻦ ﺧﺒﺜﻬﻢ وﻗﻠﺔ أدﺑﻬﻢ ﺨ ّﻴ ﺮﻩ وﺧﻴﺎﻧﺘﻬﻢ ﻣﺎ ﻟﻘﻲ واﻟﺬﻳﻦ آﺎﻧ ﺖ ﺑﻴﻨ ﻪ وﺑﻴ ﻨﻬﻢ ﺣ ﺮوب وﺛ ﺎرات ذﺣ ﻼء رﻓ ﺾ أن ُﻳ َ أﺻﺤﺎﺑُﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻗ ﺎﺋﻼ » :ﻻ ﺗﺨﻴﱢﺮوﻧ ﻲ ﻋﻠ ﻲ ﻣﻮﺳ ﻲ ،ﻓ ﺈن اﻟﻨ ﺎس ﻳﺼ ﻌﻘﻮن ﻳ ﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣ ﺔ ﻓﺄآﻮن أول ﻣﻦ ﻳﻔﻴﻖ ،ﻓﺈذا ﻣﻮﺳﻲ ﺑﺎﻃﺶ ﺑﺠﺎﻧﺐ اﻟﻌﺮش ،ﻓﻼ أدري أآﺎن ﻓﻴﻤﻦ ﺻﻌﻖ ﻓﺄﻓ ﺎق ﻗﺒﻠ ﻲ أو آ ﺎن ﻣﻤ ﻦ اﺳ ﺘﺜﻨﻲ اﷲ « .وﺣﺘ ﻲ ﻳﻌ ﺮف اﻟﻘ ﺎرئ ﻋﻈﻤ ﺔ ه ﺬﻩ اﻟﺸ ﻬﺎدة ودﻻﻟﺘﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺻﺪﻗﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم أذآﺮ أن ذﻟﻚ اﻟﻘﻮل ﻣﻨﻪ آﺎن ﺗﻌﻘﻴﺒﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﺸﺎدة وﻗﻌﺖ ﺑﻴﻦ ﻣﺴﻠﻢ وﻳﻬﻮدي أﻗﺴﻢ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼ » :واﻟﺬي اﺻﻄﻔﻲ ﻣﺤﻤﺪا ﻋﻠﻲ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ « ، ﻓﻘﺎل اﻟﻴﻬﻮدي ﺑﺪورﻩ » :واﻟﺬي اﺻ ﻄﻔﻲ ﻣﻮﺳ ﻲ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻌ ﺎﻟﻤﻴﻦ « ،ﻓﺮﻓ ﻊ اﻟﻤﺴ ﻠﻢ ﻳ ﺪﻩ ﻋﻨﺪ ذﻟﻚ ﻓﻠﻄﻢ اﻟﻴﻬﻮدي ،ﻓﺬهﺐ هﺬا إﻟﻲ رﺳﻮل اﷲ ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﺑﺎﻷﻣﺮ) . (١٤٨ﻏﻴﺮ أن ذﻟﻚ آﻠﻪ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ آﺎن ﻳﺮي ﻧﻔﺴﻪ ﺿﺌﻴﻼ ﺑﺠﺎﻧﺐ إﺧﻮاﻧﻪ اﻷﻧﺒﻴﺎء .إﻧﻤﺎ هﻲ اﻟﻌﻈﻤﺔ واﻟﺜﻘﺔ واﻟﺘﻮاﺿﻊ ،وإﻻ ﻓﻬﻮ اﻟﻘﺎﺋﻞ إﻧﻪ ﻳﺮﺟﻮ أن ﻳﻜﻮن أآﺜﺮ اﻷﻧﺒﻴﺎء أﺗﺒﺎﻋﺎ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣـﺔ)، (١٤٩ ﺧ َﺮ ْ آﻤﺎ أن اﻟﺸﻔـﺎﻋﺔ اﻟﻌﻈﻤـﻲ ﻗﺪ ا ﱡد ِ ت ﻟﻪ). (١٥٠وﻋﻦ ﻋﻠﻲ ،آﺮم اﷲ وﺟﻬﻪ ،أﻧ ﻪ ﻗ ﺎل : ﺖ ﻋﻄِﻴ ُ ت ﺑﺎﻟﺮﻋ ﺐ ،وُأ ْ ﺼ ْﺮ ُ ﻂ أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ اﻷﻧﺒﻴ ﺎء ُ :ﻧ ِ ﺖ ﻣﺎﻟﻢ ُﻳ ْﻌ َ ﻋﻄِﻴ ُ »ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ُ:أ ْ ﺖ أﻣﺘ ﻲ ﺧﻴ ﺮ ﺟ ِﻌَﻠ ْ ﺟ ِﻌ ﻞ ﻟ ﻲ اﻟﺘ ﺮاب ﻃﻬ ﻮرا ،و ُ ﺖ أﺣ ـﻤﺪ ،و ُ ﺳ ﻤﱢﻴ ُ ﻣﻔ ﺎﺗﻴﺢ اﻷرض ،و ُ اﻷﻣﻢ‹‹) . (١٥١ﻓﻬﻞ رأﻳﺖ دﻗﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﻮﻳﻢ ﻗﺪرﻩ وأﻗﺪار اﻟﻌﻈﻤ ﺎء ﻣ ﻦ إﺧﻮاﻧ ﻪ اﻷﻧﺒﻴ ﺎء أدق ﻣﻦ هﺬﻩ ؟ إﻧﻬﺎ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺑﺪون ﺷﻘﺸﻘﺔ أو ادﻋﺎء. وهﺬﻩ اﻟﻌﻈﻤﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ واﻟﺜﻘـﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﺘﻮاﺿﻊ ﻹﺧﻮاﻧﻪ اﻷﻧﺒﻴﺎء هﻲ هﻲ اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﺮﺳﻞ اﻟﺮﺳﻞ واﻟﻜﺘﺐ إﻟﻲ ﻣﻠﻮك اﻟﻌ ﺎﻟﻢ ﻣ ﻦ ﺣﻮﻟ ﻪ ،ه ﺆﻻء اﻟﻤﻠ ﻮك اﻟ ﺬﻳﻦ ﺗﻌ ﻮد زﻋﻤﺎء اﻟﻌﺮب ﻣﻨﺬ أدهﺎر أن ﻳﻨﺤﻨﻮا ﻟﻬﻢ إذا دﺧﻠﻮا ﻋﻠﻴﻬﻢ) ،(١٥٢وآﺎن أﻗﺼﻲ ﻣ ﺎ ﻳﺘﻄﻠ ﻊ إﻟﻴﻪ أﻧﻈﺎر ه ﺆﻻء اﻟﺰﻋﻤ ﺎء ه ﻮ أن ﻳﻜ ﻮن اﻟﻮاﺣ ﺪ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻋﻠ ﻲ ُد َوﻳْﻠ ﺔ ﺗﺘﺒ ﻊ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳ ﺔ آﺴﺮي ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎل اﻟﺸﺮﻗﻲ أو إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ هﺮﻗﻞ ﻓﻲ اﻟﺸﺎم .أﻣ ﺎ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة ) (١٤٤اﻟﺒﺨﺎري . ١٨٠ ، ١٢٨ / ٣ / ) (١٤٥اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٢١١ / ٤ / ) (١٤٦رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ . ٣٨ / ) (١٤٧اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٢ج / ٣ص .٥٨ ) (١٤٨اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري . ٢٩٢ / ٤ / ) (١٤٩اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٢٥٦ /٤ / ) (١٥٠اﻧﻈﺮ رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ٤٧٢ /ـ . ٤٧٤ ) (١٥١اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ١ج / ١ص . ٢٦٢ ) (١٥٢وﻗﺪ ﻧﻬﻲ اﻟﻨﺒﻲ أﺻﺤﺎﺑﻪ أن ﻳﻌﻈّﻤﻮﻩ آﻤ ﺎ آﺎﻧ ﺖ اﻷﻋﺠ ﺎم ﺗﻌﻈ ﻢ ﻣﻠ ﻮآﻬﻢ ،وآ ﺎن ﻳ ﺬآّﺮهﻢ داﺋﻤ ﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﺒﺪ ﷲ ﻣﺜﻠﻬﻢ .
واﻟﺴﻼم ﻓﻘﺪ ﺣﻄﻢ هﺬا آﻠ ﻪ ﺗﺤﻄﻴﻤ ﺎ ﺣ ﻴﻦ أرﺳ ﻞ آﺘﺒ ﻪ إﻟ ﻲ ه ﺆﻻء اﻟﻤﻠ ﻮك ﻳ ﺪﻋﻮهﻢ ﻓ ﻲ ﻲ إﻟﻴﻪ وﺑﺮﺳﺎﻟﺘﻪ إﻟﻲ اﻟﺪﺧﻮل ﺣَ ﻋﺒﺎرة ﻣﻮﺟﺰة ﺣﺎﺳﻤﺔ آﻠﻬﺎ ﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎء وﺑﺎﻟﺪﻳﻦ اﻟﺬي أُو ِ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،وإﻻ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﺘﺤﻤﻠ ﻮن وزر أﺗﺒ ﺎﻋﻬﻢ اﻟﻤﺴﺘﻀ ﻌﻔﻴﻦ .وﻗ ﺪ أﺧﺮﺟ ﺖ آﺴ ﺮي ﻃﻮْرﻩ هﺬﻩ اﻟﺠﺮأ ُة اﻟﺘﻲ ﺳﻮﻟﺖ ﻟﻤﺤﻤﺪ أن ﻳﻀ ﻊ اﺳ ﻤﻪ ﻗﺒ ﻞ اﺳ ﻤﻪ ه ﻮ اﻹﻣﺒﺮاﻃ ﻮر ﻋﻦ َ )(١٥٣ اﻟﺠﺒﺎر ،ﻓﻤﺰق اﻟﻜﺘﺎب وأرﺳﻞ إﻟﻲ ﻋﺎﻣﻠﻪ ﻋﻠﻲ اﻟﻴﻤﻦ أن ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺑﺮأس ﻣﺤﻤﺪ ،وهﻮ ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ ﺧﻄ ﻮرة اﻟﺨﻄ ﻮة اﻟﺘ ﻲ ﺧﻄﺎه ﺎ اﻟﺮﺳ ﻮل واﻟﺘ ﻲ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ ﺗﻔﺴ ﻴﺮهﺎ إﻻ ﺑﺄﻧ ﻪ رﺳ ﻮل ﻣ ﻮﺣﻲ إﻟﻴ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻤﺎء ،وإﻻ ﻣ ﺎ ﻓﻜ ﺮ ﻣﺠ ﺮد ﺗﻔﻜﻴ ﺮ ﻓ ﻲ إرﺳ ﺎل ﺧﻄ ﺎب إﻟ ﻲ آﺴﺮي أو هﺮﻗﻞ أو ﻣﻘﻮﻗﺲ ﻣﺼﺮ وﻟﻮ ﻟﻌﺮض ﺧﺪﻣﺎﺗﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ).(١٥٤ ﻋﻠﻲ أن ﺛﻤﺔ ﻣﻘﻴﺎﺳﺎ ﻧﻔﺴﻴﺎ ﺁﺧﺮ ﻳﻘﺎس ﺑﻪ ﺻﺪﻗﻪ ﻋﻠﻴﻪ أﻓﻀﻞ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم وأﻣﺎﻧﺘﻪ هﻮ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﻘﻠﺐ ﻗﻂ ﻋﻠﻲ أﺣ ٍﺪ ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ ،وآﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﻘﺾ واﺣﺪ ﻣﻦ أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﻟﻢ ﻳﺘﻨﻜ ﺮ ﻟ ﻪ أو ﻳﻐﻴ ﺮ رأﻳ ﻪ ﻓﻴ ﻪ وﻟ ﻮ ﺑﻌ ﺪ وﻓﺎﺗ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺑﻌﺸ ﺮات اﻟﺴ ﻨﻴﻦ .إن ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ أن ﻳﺤﺘﻔﻆ آﺎذب ﻣﺨ ﺎدع ﺑﻤﺜ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺼ ﺪاﻗﺎت اﻟﻨ ﺎدرة اﻟﻤﺘﻨﻮﻋ ﺔ آ ﺄﺑﻲ ﺑﻜ ﺮ ﻲ وﺧﺎﻟﺪ وﻋﻤﺮو وأﺑ ﻲ ﻣﻮﺳ ﻲ اﻷﺷ ﻌﺮي وأﺑ ﻲ ذر وﻋﻤﺮ وﻋﺜﻤﺎن وﻋﻠﻲ وﻣﻌﺎوﻳﺔ وأﺑ ّ وأﺑﻲ هﺮﻳﺮة وﻣﺌﺎت ﻏﻴﺮهﻢ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﺷﻮا ﻋﻠﻲ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻨﻪ واﺳﺘﺤﻘﻮا أن ﻧﻘﻮل ﻋﻨﻬﻢ إﻧﻬﻢ أﺻﺤـﺎﺑﻪ) أﺻﺤﺎﺑﻪ ﺑﻤﻌﻨﻲ » أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ « ،ﻻ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻲ اﻻﺻﻄﻼﺣﻲ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ،ﻓﻬﺬﻩ ﺗﺸﻤﻞ ﻋﺸﺮات اﻷﻟﻮف( .إﻧﻨﺎ ﻧﺮي اﻟﺤﺎآـﻢ أو اﻟﺰﻋﻴـﻢ ﻣ ﻦ ه ﺆﻻء ﻓ ﻲ اﻟﻤﺎﺿ ﻲ أو ﻓ ﻲ اﻟﺤﺎﺿﺮ ﻻ ﻳﻜﺎد أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﻤﺮ ﻳ ﻮم ﻋﻠﻴ ﻪ ﻣ ﻦ ﻏﻴ ـﺮ أن ﺗﺴ ـﻮء اﻟﻌﻼﻗ ﺔ ﺑﻴﻨ ﻪ وﺑ ﻴﻦ ه ـﺬا أو ذاك ﻣﻤﻦ وﻗﻔﻮا ﻣﻌﻪ وﺁزروﻩ وَأ َﺗﻮْا ﺑﻪ إﻟﻲ اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻴﻨﻘﻠﺐ أﺣﺪهﻤﺎ ﻋﻠﻲ اﻵﺧ ﺮ ،أﻣ ﺎ ﻣ ﻊ ﺼ ﺪِﻳﻖ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﻜ ﻮن ﻣ ﺰورا ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺗﻤﺎم اﻻﺧ ﺘﻼف .وﻣﺜ ﻞ ه ﺬا اﻟ ﱠ آﺬاﺑﺎ).(١٥٥ ﻦ ﻣﻦ وﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻋﻦ أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻳﻘﺎل ﻋﻦ زوﺟﺎﺗﻪ ،ﻓﻘﺪ آﺎن رﻗﻴﻘ ﺎ ﻣﻌﻬ ﻦ ﺟﻤﻌ ﺎوات ،و ُآ ﱠ ﺟﺎﻧﺒﻬﻦ ﻳﺤﺒﺒﻨﻪ ﺣﺒﺎ ﺟ ّﻤ ﺎ و َﻳ َﻐ ﺮْن ﻋﻠﻴ ﻪ ،وﺑﺎﻟ ﺬات ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ،اﻟﺘ ﻲ آﺎﻧ ﺖ أﺻ ﻐﺮهﻦ ﺳ ﻨﺎ واﻟﻌﺬراء اﻟﻮﺣﻴﺪة ﺑﻴﻨﻬﻦ .آﻤﺎ آﻦ ﻣﻦ أﺷﺪ أﺗﺒﺎﻋﻪ ﺗﻤﺴ ﻜﺎ ﺑﺎﻟ ﺪﻳﻦ ﻋﺒ ﺎدة وأﺧﻼﻗ ﺎ وآﺮﻣ ﺎ ورﻓﻘﺎ ﺑﺎﻟﻤﺴ ﺎآﻴﻦ ،ﺳ ﻮاء ﻓ ﻲ ﺣﻴﺎﺗ ﻪ أو ﺑﻌ ﺪ ﻣﻤﺎﺗ ﻪ .أو ﻟ ﻴﺲ ﻋﺠﻴﺒ ﺎ أن ﻳﺤﻈ ﻲ ﺑﺤ ﺒﻬﻦ آﻠﻬﻦ ﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﻨﺤﻮ رﻏﻢ أﻧﻬﻦ آﻦ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﻦ اﻷوﻗﺎت ﺗﺴﻌﺎ ،ورﻏﻢ اﺧﺘﻼﻓﻬﻦ ﺳ ِﻨـﱠﺎ ﻦ أو آ ﺎن ﺑﻌﻀ ﻬﻦ ﻋﻠ ﻲ اﻷﻗ ﻞ وﺑﻴﺌﺔ وﺷﻜﻼ ودﻳﻨﺎ ؟ ﺗﺮي ﻟﻮ آﺎن آﺎذﺑﺎ ﻣﺨ ﺎﺗﻼ أﻓﻤ ﺎ ُآ ﱠ ﺳﻴﻠﺤﻈﻦ ذﻟﻚ ؟ وﻋﻨﺪﺋﺬ َأوَﻣﺎ ُآﻦﱠ ﺳﻴﺘﻤﺮدن ﻋﻠﻴﻪ أو ﺗﺘﻨﺎﺛﺮ ﻣﻦ أﻓ ﻮاهﻦ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻜﻠﻤ ﺎت هﻨﺎ أو هﻬﻨﺎ ﻳﻌﺒّﺮن ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ارﺗﻴﺎﺑﻬﻦ ﻓﻴﻪ وﻟﻮ ﺑﻌﺪ وﻓﺎﺗﻪ ،وﺑﺨﺎﺻ ﺔ أﻧﻬ ﻦ آ ﻦ ﺿ ﺮاﺋﺮ؟ ﻟﻘ ﺪ ﺑﻠ ﻎ ﻣ ﻦ ﺣ ﺒﻬﻦ ﻟ ﻪ أن رﻓﻀ ﻦ ﺟﻤ ﻴﻌﻬﻦ رﻓﻀ ﺎ ﺑﺎﺗ ﺎ أن ﻳﻄﻠﻘﻬ ﻦ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺣ ﻴﻦ ﻋﺮض ﻋﻠﻴﻬﻦ ذﻟﻚ إﺛﺮ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻬﻦ ﻟﻪ ﺑﺄن ﺗﻜﻮن ﺣﻴﺎﺗﻬﻦ ﻣﻌﻪ أرﻓﻪ ﻗﻠ ﻴﻼ .وآﻠﻨ ﺎ ﻳﻌ ﺮف آﻴﻒ آﺎن ﺗﻘﺸﻒ ﺣﻴﺎة اﻟﺮﺳﻮل ! وﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺣﺐ أم ﺣﺒﻴﺒﺔ ﻟﻪ ،ﻋﻠﻴﻬ ﺎ رﺿ ﻮان اﷲ ،أﻧﻬ ﺎ ت ﺑﻔﺮاﺷﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم أن ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻴﻪ أﺑﻮه ﺎ أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن ،اﻟ ﺬي ﻟ ﻢ ﺗﻜ ﻦ رأﺗ ﻪ ﻣﻨ ﺬ َر َﺑَﺄ ْ أﻋﻮام ﺑﻌﺪ ﻏﺮﺑﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﻼد اﻟﻨﺠﺎﺷﻲ وﻣﻮت زوﺟﻬ ﺎ اﻷول ﻓ ﻲ اﻟﻤﻬﺠ ﺮ ،ﻓﻄ ﻮت ) (١٥٣اﺑﻦ هﺸﺎم ، ٦٣-٦٢ /١/وإرﻓﻨﺞ . ١٣٢/ ) (١٥٤اﻧﻈـﺮ ﺗﻌﻠﻴـﻖ آﺎرﻻﻳـﻞ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ »اﻷﺑﻄﺎل« ) ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﺒﺎﻋﻲ ( . ٩٢ / ٢ / ) (١٥٥واﻧﻈﺮ إﻟﻲ ﺗﻮﺻﻴﺘﻪ ﺑﺎﻷﻧﺼﺎر ﺧﻴﺮا وهﻮ ﻓﻲ ﻣﺮﺿﻪ اﻷﺧﻴﺮ )اﺑﻦ هﺸﺎم .( ٢١٩ / ٤ /
اﻟﻔﺮاش ﻋﻨﻪ وﺟﺒﻬﺘﻪ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺣ ﻴﻦ ﺣ ﺎول أن ﻳﺨ ﺪع ﻧﻔﺴ ﻪ ﺑﺄﻧﻬ ﺎ إﻧﻤ ﺎ رﺑ ﺄت ﺑ ﻪ ه ﻮ أن ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻴﻪ). (١٥٦وأﻋﺠﺐ ﻣﻦ ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﺷ ﺎﺑﺎ وﻻ آﺎﻧ ﺖ ﺣﻴﺎﺗ ﻪ ﻓ ﻲ ﺑﻴﺘﻪ ،آﻤﺎ ﻗﺪﻣﻨﺎ ،ﻟﻴﻨﺔ ﺑﻠﻪ ﻣﺘﺮﻓﺔ). (١٥٧ﺛﻢ ﺗﺄﺗﻲ ﻋﺠﻴﺒﺔ اﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ! ﻟﻘﺪ ﻧﺰل اﻟﻮﺣﻲ ﻳﺤﺮّم ب ،ﻓﻠ ﻢ ﺗﻨ ﺒﺲ اﻟ ﺰواج ﻋﻠ ﻲ ه ﺆﻻء اﻟﺰوﺟ ﺎت ﺟﻤﻌ ﺎوات إﻟ ﻲ اﻷﺑ ﺪ ،وﻣﻌﻈﻤﻬ ﻦ ﺷ ﻮا ّ واﺣﺪة ﻣﻨﻬﻦ ﺑﺒﻨﺖ ﺷﻔﺔ ﺗﺬﻣﺮا .ﺛﻢ ﻣﺎت اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﺑﻘﻠﻴ ﻞ ﻓﻠﻢ ﺗﻔﻠﺖ ﻣﻦ ﻓﻢ واﺣﺪة ﻣﻨﻬﻦ وﻟﻮ ﻋﻔﻮا آﻠﻤ ٌﺔ ﺗ ﻨﻔّﺲ ﺑﻬ ﺎ ﻋ ﻦ ﺿ ﻴﻘﻬﺎ ﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﺤﺮﻣ ﺎن اﻟﺬي آﺘﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ إﻟﻲ ﺁﺧﺮ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ .ﻟ ﻮ أن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻣ ﺎت وه ﻮ ﺷ ﺎب ﻟﻘﻠﻨ ﺎ :ﻟﻘ ﺪ اﻣﺘ ﺜﻠﻦ ﻏ ُﺘﻀِﺮ ! ﻟﻮ أﻧﻬﻦ ﻋﺸﻦ ﻣﻌﻪ ﻋﻴﺸﺔ ﻣﺘﺮﻓﺔ ﻟﻘﻠﻨ ﺎ :إﻧﻬ ﻦ ﻟﻬﺬا اﻟﺘﺤﺮﻳﻢ وﻓﺎ ًء ﻟﺸﺒﺎﺑﻪ اﻟﺬي ا ْ ﺳﻴﻌﺸﻦ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻟﻬﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﻋﻠﻲ ذآﺮي اﻷﻳﺎم اﻟﻨﺎﻋﻤ ﺔ ! ﻟ ﻮ أﻧﻬ ﻦ أﻧﺠ ﺒﻦ ﻣﻨ ﻪ ﻟﻘﻠﻨ ﺎ : إﻧﻬ ﻦ ﺳﻴﺨﺼﺼ ﻦ ﺣﻴ ﺎﺗﻬﻦ اﻟﺒﺎﻗﻴ ﺔ ﻟﺘﺮﺑﻴ ﺔ اﻷوﻻد ،وﺳ ﻮف ﻳﺠ ﺪن ﻓ ﻲ إﻏ ﺪاق اﻟﺤﻨ ﺎن ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺗﻌﻮﻳﻀًﺎ ﻋﻦ ﻓﻘﺪان اﻟﺰوج ! ﻟﻮ أﻧﻪ ورﺛﻬﻦ ﻣﺎﻻ ﻋﺮﻳﻀﺎ ﻟﻘﻠﻨﺎ :ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻠﻦ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻤﺎل ﺳﻠﻮﺗﻬﻦ ! ﻟﻜ ﻦ ﺷ ﻴﺌﺎ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ .وﻗ ﺪ ﻋﺸ ﻦ ﺟﻤ ﻴﻌﻬﻦ ﺑﻌ ـﺪﻩ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻣﺎﻋﺪا زﻳﻨﺐ أم اﻟﻤﺴﺎآﻴﻦ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﻬ ﺎ ،وﺑﻌﻀ ﻬﻦ اﻣﺘ ﺪت ﺣﻴ ﺎﺗﻬﻦ ﺑﻌ ﺪﻩ ﻋﺸ ﺮات )(١٥٨ اﻟﺴ ﻨﻴﻦ ،ﻣﺜ ﻞ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ،اﻟﺘ ﻲ ﻇﻠ ﺖ ﻋﻠ ﻲ ﻗﻴ ﺪ اﻟﺤﻴ ﺎة ﺑﻌ ﺪﻩ ﺗﺴ ﻌﺔ وأرﺑﻌ ﻴﻦ ﻋ ﺎم )(١٥٩ وﺻ ﻔﻴﺔ ،اﻟﺘ ﻲ ﻣﺎﺗ ﺖ ﻓ ﻲ ﺧﻼﻓ ﺔ ﻣﻌﺎوﻳ ﺔ ﺑﻌ ﺪ أن ﻋﺎﺷ ﺖ ﺑﻌ ﺪﻩ أرﺑﻌ ﻴﻦ ﻋﺎﻣ ﺎ ، ﺴﻤَﻊ ﻋ ﻦ واﺣ ﺪة ﻣ ﻨﻬﻦ وﻟ ﻮ وﻣﻴﻤﻮﻧﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻻﻗﺖ رﺑﻬﺎ ﺳﻨﺔ ٣٦أو ٦٦هـ) ، (١٦٠ﻓﻠﻢ ُﺗ ْ هﻤﺴﺔ رﻳﺒﺔ ،ﻓﻬﻞ ُﻳ ْﻌﻘَﻞ أن ﻳﻠﺘﺰﻣﻦ آﻠﻬﻦ ﺑﻬﺬا اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﻤﻘﺼ ﻮر ﻋﻠ ﻴﻬﻦ وﺣ ﺪهﻦ ﻣ ﻦ ﺑﻴﻦ ﻧﺴﺎء اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺟﻤﻌﺎوات ﻟﻮ أﻧﻬﻦ ارﺗﺒﻦ ﻓﻲ ﻣﺤﻤﺪ ذرة ﻣﻦ ارﺗﻴﺎب ؟ أﻳﺮﺿ ﻴﻦ أن ﻳﺤﺮﻣﻦ أﻧﻔﺴﻬﻦ هﺬا اﻟﺤﺮﻣﺎن اﻟﻘﺎﺳﻲ اﻟﺬي اﻣﺘﺪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪد ﻣﻨﻬﻦ ﻋﺸﺮات اﻟﺴ ﻨﻴﻦ ، ﻦ ،ﻟﻤﺠﺮد ﺗﺸﺮﻳﻊ اﺧﺘﺮﻋ ﻪ زوج آ ﺬاب وﻗﺪ آﺎن ﻣﻌﻈﻤﻬﻦ)آﻤﺎ ﻗﻠﺖ( ﺷﺎﺑﺎت ﺣﻴﻦ ﺗﺄ ﱠﻳ ْﻤ َ ﻓﻼ ﻳﺘﺨﺬن اﻟﻌﺸﺎق) (١٦١أو ﻋﻠﻲ اﻷﻗ ﻞ ﻳﻬ ﺮﺑﻦ إﻟ ﻲ ﺧ ﺎرج اﻟ ﺒﻼد ؟ وﻟﻬ ﻦ ﻓ ﻲ ﺟﺒﻠ ﺔ ﺑ ﻦ اﻷﻳﻬﻢ ﺣﻴﻦ هﺮب ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ إﻟﻲ ﺑﻼد اﻟﺮوم وﺗﻨﺼّﺮ هﻨﺎك أﺳ ﻮة .وﻻ ﺷ ﻚ أن ﻣﻠ ﻮك اﻟﺒﻼد اﻟﺘﻲ ﺣﻮل ﺟﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮب آﺎﻧﻮا ﺳ ﻴﺮﺣﺒﻮن ﺑﻬ ﻦ آ ﻞ اﻟﺘﺮﺣﻴ ﺐ ،إن ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻣ ﻦ ) (١٥٦اﺑﻦ هﺸﺎم .٢٧ / ٤ / ﺣ َﻴﻲّ ،إذ ﻟﻢ ﺗﺄﺳﻒ وﻟﻮ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻋﻠﻲ زوﺟﻬﺎ ،اﻟﺬي أﻣﺮ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﻘﺘﻠ ﻪ ، ) (١٥٧ﻗﺎرن ذﻟﻚ ﺑﺼﻔﻴﺔ ﺑﻨﺖ ُ وآﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﺎ زوﺟ ﺎ ،رﻏ ﻢ أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻣ ﻦ ﺳ ﺎدة ﻗﻮﻣ ﻪ ورﻏ ﻢ ﻏﻨ ﺎﻩ وﺗﺮﻓ ﻪ وﺷ ﺒﺎﺑﻪ ) اﻟﺸ ﻮآﺎﻧﻲ / ﻣﺠﻠ ﺪ / ٤ج / ٨ص .(٥١وﻗ ﺎرن أﻳﻀ ﺎ ﺑﻬﻨ ﺪ زوﺟ ﺔ أﺑ ﻲ ﺳ ﻔﻴﺎن ،ﻓﻘ ﺪ اﺳ ﺘﻘﺒﻠﺘﻪ ﻳ ﻮم اﻟﻔ ﺘﺢ أﺳ ﻮأ اﺳﺘﻘﺒﺎل وأهﺎﻧﺘﻪ ﺑﺎﻟﻜﻼم اﻟﻤﺴﻤﻮم ﺣﻴﻨﻤـﺎ أﻗﺒـﻞ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﺮﺳـﻮل ﻳﻄﻠﺐ ﻣ ﻦ أه ﻞ ﻣﻜ ﺔ ﻋ ﺪم اﻟﺘﺼ ﺪي ﻟﺠ ﻴﺶ ﻣﺤﻤ ﺪ ) اﺑ ﻦ هﺸ ﺎم ، (٣٤ / ٤ /وآ ﺬﻟﻚ زوﺟ ﺔ اﻷﺳ ﻮد اﻟﻌﻨﺴ ﻲ ،اﻟﺘ ﻲ اﻧﻘﻠﺒ ﺖ ﻋﻠﻴ ﻪ ، وﺳﺎﻋﺪت اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ ) إرﭬﻨﺞ .( ١٨٢ / ) (١٥٨اﻧﻈﺮ »ﺗﺄوﻳﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺤﺪﻳﺚ « ﻻﺑﻦ ﻗﺘﻴﺒﺔ . ٣٨ / ) (١٥٩د .هﻴﻜﻞ ، ٣٩٢ /وإرﻓﻨﺞ . ١٣١وﻻﺣﻆ أﻧﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﻳﻬﻮدﻳﺔ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺴﻠﻢ ،آﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﺑﻨﺖ ﺳﻴﺪ ﺣ َﻴﻲّ ﺑﻦ أﺧﻄ ـﺐ ،ﻓﻜﺎﻧ ﺖ ﺟ ﺪﻳﺮة أن ﺗﻜﺸ ﻒ آ ﺬب ﻣﺤﻤ ﺪ ﺑﺴ ﻬﻮﻟﺔ ﻟ ﻮ أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻗﻮﻣﻬﺎ ُ آﺎذﺑ ﺎ ،وﺑﺨﺎﺻ ﺔ أﻧ ﻪ ﺗﺰوﺟﻬ ﺎ ﺑﻌ ﺪ أن أﻣ ﺮ ﺑﻘﺘ ﻞ زوﺟﻬ ﺎ ) اﺑ ﻦ هﺸ ﺎم (٢١٧،٢١٩/٣/وآﺎﻧ ﺖ ﻗ ﺪ وﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﻧﺼﻴﺐ أﺣﺪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺳﺒﻲ ﺧﻴﺒﺮ ،ﻓﺄﻋﺘﻘﻬﺎ رﺳﻮل اﷲ وﺗﺰوﺟﻬﺎ . ) (١٦٠اﺑﻦ هﺸﺎم ٦ / ٤ /ﺑﺎﻟﻬﺎﻣﺶ . ) (١٦١وآ ﺎن ﺑﺎﺳ ﺘﻄﺎﻋﺔ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﺣﻴﻨﺌ ﺬ أن ﺗﺴ ﺘﻐﻞ وﺟ ﻮد أﺑﻴﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻗﻤ ﺔ اﻟﺴ ﻠﻄﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻟﺠﺪﻳ ﺪة ﺑﻮﺻﻔﻪ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻓﺘﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻬﺎ .آﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﺣﻔﺼﺔ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻧﻔ ﺲ اﻟﺸ ﻲء ﻓ ـﻲ ﻋﻬ ﺪ أﺑﻴﻬ ـﺎ ،اﻟ ﺬي ﺗﻮﻟﻲ اﻟﺨﻼﻓﺔ ﺑﻌﺪ وﻓﺎة اﻟﺮﺳﻮل ) زوﺟﻬﺎ ( ﺑﺴﻨﺘﻴﻦ ،وﺑﻘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺸﺮة أﻋﻮام .
أﺟ ﻞ ﺷ ﻲء ﻓﻤ ﻦ أﺟ ﻞ اﺳ ﺘﻐﻼﻟﻬﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺪﻋﺎﻳ ﺔ ﺿ ﺪ اﻟ ﺪﻳﻦ اﻟﺠﺪﻳ ﺪ اﻟ ﺬي اﺑﺘ ﺪأ ﻳﻬ ﺪد ﻋﺮوﺷﻬﻢ).(١٦٢ واﻵن ﺑﻌﺪ أﺛﺒﺘﻨ ﺎ أن ﻣﺤﻤ ﺪا ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أﺑ ﺪًا أن ﻳﻜ ﻮن آﺎذﺑ ﺎ ،وﺑﻌ ﺪ اﻟﺘﺤﻠ ﻴﻼت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴ ﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﻤﻄﻮﻟﺔ واﻟﻤﻔﺼﻠﺔ اﻟﺘﻲ أﺛﺒﺘﻨﺎ ﺑﻬﺎ ذﻟﻚ ﻋﻠﻲ ﻧﺤ ﻮ ﻗ ﺎﻃﻊ ﻻ ﻳﺤﺘﻤ ﻞ ﻟﺠﺎﺟ ﺔ وﻻ ﺗﺮددا ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺳﻮف ﻧﻌ ّﺪ ﻣﺎ ﻣ ّﺮ آﻠﻪ آﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ،وﺳ ﻨﻘﻠﺐ اﻟﻮرﻗ ﺔ ﻋﻠ ﻲ وﺟﻬﻬ ﺎ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ﻟﻨﺮي إن ﺻﺤﺖ اﻟﺘﻬﻤﺔ ،وهﺬا ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ،آﻴ ﻒ أﻟ ﻒ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻗﺮﺁﻧ ﻪ اﻟﻤﺰﻳ ﻒ وﻣ ﻦ أﻳ ﻦ اﺳﺘﻘﺎﻩ ،وﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ أﻋﺎﻧﻮﻩ .أﻟﻢ ُﻳﺘﱠﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻣﻦ أﻋـﺪاﺋﻪ ﻣﻨﺬ أن دﻋﺎ إﻟﻲ دﻳﻦ اﷲ ﺣﺘﻲ اﻵن ﺑﺄﻧﻪ أﺧﺬﻩ ﻋﻦ ﻗﻮم ﺁﺧﺮﻳﻦ ؟ ﻟﻘ ﺪ اﺗﻬﻤ ﻪ آﻔ ﺎر ﻣﻜ ﺔ ﺑﺄﻧ ﻪ إﻧﻤ ﺎ ﻳﻌﻠﻤ ﻪ ﺑﺸ ﺮ ،وأن اﻟ ﻮﺣﻲ ﻣ ﺎ ه ﻮ إﻻ أﺳ ﺎﻃﻴﺮ اﻷوﻟ ﻴﻦ اآﺘﺘﺒﻬ ﺎ). (١٦٣ﻓﺄﻣ ﺎ اﻟﺘﻬﻤ ﺔ اﻷوﻟ ﻲ ﻓ ﺈن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻳﺪﺣﻀ ﻬﺎ ﻋﻠ ﻲ أﺳ ﺎس أن ذﻟ ﻚ اﻟﻤﻌﱢﻠ ﻢ اﻟﻤﺰﻋﻮم آﺎن أﻋﺠﻤ ﻲ اﻟﻠﺴ ﺎن ،إذ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﻣ ﻦ اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ إﻻ ﻣ ﺎ ﻳﻘ ﻮم ﺑﺤﺎﺟﺎﺗ ﻪ اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ،وﻣ ﻦ ﺛ ﻢ ﻓﻤﻈﻨ ﺔ ﻣﻨﺎﻗﺸ ﺘﻪ واﻷﺧ ﺬ واﻟ ﺮد ﻣﻌ ﻪ ﻣ ﻦ ِﻗ َﺒ ﻞ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ) . (١٦٤وﻟﻮ آﺎن رد اﻟﻘﺮﺁن ﻋﻠﻲ هﺬﻩ اﻟﺘﻬﻤﺔ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ﻟﻤﺎ ﺳﻜﺖ اﻟﻜﻔﺎر ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻞ ﻓﻨّﺪوﻩ ،وﻋﻨﺪﺋﺬ آﺎن اﻟﻘﺮﺁن ﺳﻴﺴﺠﻞ اﻟﺘﻔﻨﻴﺪ وﻳﺮد ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺪورﻩ آﻤﺎ هﻲ ﻋ ﺎدة اﻟ ﻮﺣﻲ ل ﺑﻪ إﻻ ﺣﻔﻈﺘﻪ ﺁﻳﺎﺗ ﻪ ،ﻓﻤﺎ ﻣﻦ ﺷﻲء رﻣﻲ اﻟﻜﻔﺎر أو ﻏﻴﺮهﻢ ﻣﻦ أﻋﺪاء اﻹﺳﻼم اﻟﺮﺳﻮ َ ،ﻟﻢ ﻳﺸﺬ أي ﺷﻲء ﻋﻦ هﺬا .آﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻤﻼﺣ ﻆ أن اﻟﻜﻔ ﺎر ﻟ ﻢ ﻳﺤ ﺪدوا ﺷ ﻴﺌﺎ ﺑﻌﻴﻨ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻘﺮﺁن ﻗﺪ ﺗﻌﻠﻤﻪ ﻣﻦ هﺆﻻء ،وإﻧﻤﺎ هﻮ آﻼم ﻋﺎم ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺴﺤﺔ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﻮﻳﺶ ﻋﻠﻲ اﻟﺪﻋﻮة اﻟﺠﺪﻳﺪة ورﺳﻮﻟﻬﺎ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم .وإن اﻟ ﺬي ﻋﻨ ﺪﻩ دﻟﻴ ﻞ ﻻ ﻳﻜﺘﻔ ﻲ أﺑ ﺪا ﺑﻤﺜ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺘﻬﻤ ﺔ ،ﺑ ﻞ ﻳﻘﺼ ﺪ ﻗﺼ ﺪا إﻟ ﻲ اﻟﺘﺤﺪﻳ ﺪ ،وﻳ ﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﺸ ﻬﻮد ،وﻳﻌ ﻴﻦ اﻟﺰﻣ ﺎن واﻟﻤﻜ ﺎن ) (١٦٢اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ آﻴﻒ ﺳﺎرع ﻣﻠﻚ ﻏﺴ ﺎن ﻓﺄرﺳ ﻞ إﻟ ﻲ آﻌ ﺐ ﺑ ﻦ ﻣﺎﻟ ﻚ ،ﺣ ﻴﻦ ﻋﻠ ﻢ ﺑﻐﻀ ﺐ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺘﺨﻠﻔﻪ ﻋﻦ ﻏﺰوة ﺗﺒـﻮك وﻣﻘﺎﻃﻌـﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤـﻴﻦ ﻟﻪ ،آﺘﺎﺑـﺎ ﻓﻲ ﺷﻘﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺤﺮﻳ ﺮ ﻳ ﺪﻋﻮﻩ ﻓﻴ ﻪ إﻟ ﻲ اﻟﻠﺤ ﺎق ﺑ ﻪ ﻟﻴﻜﺮﻣ ﻪ وﻳﻮاﺳ ﻴﻪ ) اﺑ ﻦ هﺸ ﺎم .(١٣٢ /٤ /إن ه ﺬا اﻟﻤﻮﻗ ﻒ ﻣ ﻦ زوﺟ ﺎت اﻟﺮﺳ ﻮل ﻟ ﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻲ آﺬب ﻣﺎ ﻻآﻪ اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮن وآﺜﻴﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ ﻋ ﻦ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ رﺿ ﻮان اﷲ ،ﻓﻘ ﺪ ﻋﺎﺷ ﺖ ﺗﺴﻌﺔ وأرﺑﻌﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺮﺳﻮل ،وآﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻋﺰ ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ ﺣﻴﻦ وﻓﺎﺗﻪ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺆﺧ ﺬ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ أدﻧ ﻲ ﺷ ﻲء ،وﻟﺪﻟﻴﻞ أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻲ آﺬب ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻋﻦ زﻳﻨﺐ ﺑﻨﺖ ﺟﺤﺶ ﻣ ﻦ أﻧﻬ ﺎ ﻣ ﺎ آ ﺎدت ﺗﺴ ﻤﻊ ﺗﻤﺘﻤ ﺎت اﻟﺮﺳ ﻮل وهﻮ ﻣﻨﺼﺮف ﻋﻨﻬﺎ ﺣﺘﻲ اﻧﻘﻠﺒﺖ ﻋﻠﻲ زوﺟﻬﺎ وﻧﻐﺼﺖ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻋﻴﺸ ﻪ ﻟﺘﺘ ﺰوج ﻣﺤﻤ ﺪا اﻟﻤﻌﺠ ﺐ ﺑﻬ ﺎ ، إذ إن ﻣﻦ ﺗﺘﺼﺮف هﻜﺬا ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﺗﺼ ﺒﺮ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺤﺮﻣ ﺎن ﻣ ﻦ اﻟﺮﺟ ﻞ واﻟﻮﻟ ﺪ ﻣﻌ ﺎ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻌﻤ ﺮ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات ،وهﻲ اﻟﻤﺪة اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ وﻓﺎة اﻟﺮﺳﻮل .وهﺬﻩ ﺷﻬﺎدة اﺛﻨﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺿ ﺮاﺋﺮهﺎ ﻓﻴﻬ ﺎ : ﻗﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ » :ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻣ ﺮأة ﺧﻴ ﺮا ﻣﻨﻬ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟ ﺪﻳﻦ ،وأﺗﻘ ﻲ ﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ ،وأﺻ ﺪق ﺣ ﺪﻳﺜﺎ ،وأوﺻ ﻞ ﻟﻠ ﺮﺣﻢ ،وأﻋﻈ ﻢ ﺻ ﺪﻗﺔ « ،وﻗﺎﻟ ﺖ أم ﺳ ﻠﻤﺔ » :آﺎﻧ ﺖ ﺻ ﺎﻟﺤﺔ ،ﺻﻮاﻣ ـﺔ ﻗﻮاﻣ ﺔ ،ﺗﻌﻤ ـﻞ ﺑﻴﺪﻳﻬ ـﺎ وﺗﺘﺼ ﺪق ﺑ ﺬﻟﻚ آﻠ ﻪ ﻋﻠ ـﻲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴ ـﻦ « .اﻧﻈ ـﺮ »اﻟﻘ ﺎﻣﻮس اﻹﺳ ﻼﻣﻲ « ﻷﺣﻤ ﺪ ﻋﻄﻴ ﺔ اﷲ ) ﻣ ﺎدة »زﻳﻨﺐ ﺑﻨﺖ ﺟﺤﺶ«(. ) (١٦٣اﻟﻨﺤﻞ ، ١٠٣ /واﻟﻔﺮﻗﺎن ٤ /ـ . ٥ ) (١٦٤اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﺑ ﻦ آﺜﻴ ﺮ واﻟﺰﻣﺨﺸ ﺮي واﻟﺒﻴﻀ ﺎوي ﻟﻶﻳ ﺔ ١٠٣ /ﻣ ﻦ ﺳ ﻮرة »اﻟﻨﺤ ﻞ«» : ﻲ ﻣُﺒﻴﻦ « .واﻧﻈﺮ آﺬﻟﻚ ﻲ ،وهﺬا ﻟﺴﺎن ﻋﺮﺑ ﱞ وﻗﺎﻟﻮا إﻧﻤﺎ ُﻳ َﻌﻠﱢﻤﻪ َﺑﺸَﺮ .ﻟﺴﺎن اﻟﺬي ُﻳ ْﻠﺤِﺪون إﻟﻴﻪ أﻋﺠﻤ ﱞ ﻚ اﻓﺘ ﺮاﻩ وأﻋﺎﻧ ﻪ ن ه ﺬا إﻻ ِإ ْﻓ ٌ ﺗﻔﺴﻴﺮهﻤﺎ ﻟﻶﻳﺔ ٤ /ﻣﻦ ﺳ ﻮرة »اﻟﻔﺮﻗ ﺎن « »:وﻗ ﺎل اﻟ ﺬﻳﻦ آﻔ ﺮوا ِ :إ ْ ﺞ ﻋﻠﻴﻪ َﻗ ْﻮ ٌم ﺁﺧَﺮون « .وﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن اﻟﻘﺮﺁن ﻟﻢ ﻳﺒﺎل ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳ ﺔ ﺑ ﺎﻟﺮد ﻋﻠ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺘﻬﻤ ﺔ ،ﻓﻠﻤ ﺎ ﻟ ّ اﻟﻜﻔﺎر ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻨﺪهﺎ وﺑﻴﻦ ﻋُﻮارهﺎ ﻓﻲ ﺳﻮرة »اﻟﻨﺤﻞ« ،اﻟﺘﻲ ﻧﺰﻟﺖ ﺑﻌﺪ »اﻟﻔﺮﻗﺎن« .
واﻟﻈﺮوف اﻟﺘﻲ ﻻﺑﺴﺖ اﻟﻮاﻗﻌﺔ .وﻟﻴﺲ ﺷﻲء ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﻲ آﻼم اﻟﻜﻔﺎر .أﻣﺎ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻗﻴ ﻞ إن اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻗﺪ ا ﱡﺗ ِﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻢ ﻋﻠﻲ أﻳﺪﻳﻬﻢ ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﻦ أﺳﻠﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺈن إﺳﻼﻣﻪ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻲ آﺬب هﺬﻩ اﻟﺘﻬﻤﺔ ،إذ ﻻ ﻳﻌﻘﻞ أن ﻳﺘﺎﺑﻊ اﻷﺳ ﺘﺎ ُذ ﺗﻠﻤﻴ ﺬَﻩ ﻓﻴﻤ ﺎ ﻋﻠﻤ ﻪ إﻳ ﺎﻩ وﻳﻜ ﺘﻢ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺑﻼ أي ﺳﺒﺐ ،ﻓﺈن رﺳﻮل اﷲ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﻮﻗ ﺖ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﻤﻠ ﻚ ﻟﻐﻴ ﺮﻩ رﻏﺒ ﺔ وﻻ رهﺒﺔ). (١٦٥أﻣﺎ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﻠﻢ ﻓﻠﻤﺎذا ﺳﻜﺖ ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻀﺢ ﻣﺤﻤﺪا هﺬا اﻟﺬي ﺗﻌﻠ ﻢ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻣ ﺎ ﺗﻌﻠ ﻢ ﺛﻢ اﻧﻘﻠﺐ ﻓﺎدﻋﻲ أﻧﻪ ﻧﺒﻲ وﺧﻄّﺄ دﻳ ﻦ أﺳ ﺘﺎذﻩ ؟ وذﻟ ﻚ آﻠ ﻪ ﻋﻠ ﻲ ﻓ ﺮض أﻧ ﻪ آﺎﻧ ﺖ هﻨ ﺎك وﺳﻴﻠﺔ اﺗﺼﺎل ﻟﻐﻮﻳﺔ آﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﺄدﻳﺔ ﻣﻬﻤﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺔ هﺬﻩ ،وهﻮ اﻓﺘﺮاض ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ آﻤﺎ ﺳﺒﻖ أن ﺑﻴﻨّﺎ. أﻣﺎ اﻻﺗﻬﺎم اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﺈن اﻟﻤﻼﺣﻆ أن اﻟﻘﺮﺁن ﻻ ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﻞ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﻮﺳﻤﻪ ﺑﺎﻟﻈﻠﻢ واﻟﺰور ،ﻣﺆآﺪا أن اﻟﻮﺣﻲ ﻣﻨ ﺰل ﻣ ﻦ ﻋﻨ ﺪ اﷲ). (١٦٦أﻳ ﺎ ﻣ ﺎ آ ﺎن اﻷﻣ ﺮ ﻓﻠ ـﻮ آ ـﺎن ه ﺬا اﻻﺗﻬ ﺎم ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻟﺮددﻩ ﻋﺒﻴﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺟﺤﺶ ) اﻟﺬي ﺗﻨﺼﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﺒﺸﺔ ﺑﻌﺪ إﺳﻼﻣﻪ(ه ﻮ ورﺳ ﻮﻻ ﻗﺮﻳﺶ ﻋﻠﻲ ﻣﺴﺎﻣﻊ اﻟﻨﺠﺎﺷﻲ ﺣﻴﻦ ذهﺐ هﺬان ﻟﺘﺄﻟﻴﺒﻪ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻟﺪﻳ ﻪ ، أو ﻟﺮدﱠدﻩ أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن وﻣﻦ ﻣﻌﻪ أﻣ ﺎم هﺮﻗ ﻞ ﺣ ﻴﻦ ﺳ ﺄﻟﻬﻢ ﻋ ﻦ ﻣﺤﻤ ﺪ وﻋ ﻦ ﺻ ﻔﺎﺗﻪ .وﻗ ﺪ آﺎﻧﺖ هﺎﺗﺎن ﻓﺮﺻﺘﻴﻦ ﺛﻤﻴﻨﺘﻴﻦ ﻟﻠﺪﻋﺎﻳﺔ ﺿﺪ دﻋ ﻮة ﻣﺤﻤ ﺪ .ﺑﻴ ﺪ أن ﻗﺮﻳﺸ ﺎ آﺎﻧ ﺖ ﺗﻌ ﺮف أﻧﻬﺎ ﺗﻜﺬب وﺗﺘﻘﻮل رﻏﺒ ﺔ ﻣﻨﻬ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺘﺸ ﻮﻳﺶ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃ ﻞ ﻋﻠ ﻲ دﻋ ﻮة اﻹﺳ ﻼم ،وإﻻ ﻓ ﺈذا آﺎﻧﻮا ﺻﺎدﻗﻴﻦ ﻓِﻠ َﻢ ﺁﻣﻨ ﻮا ﺑﻤﺤﻤ ﺪ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ وﺣ ﺎرﺑﻮا أﻋ ﺪاء دﻳﻨ ﻪ وﻟ ﻢ ﻧﺴ ﻤﻊ أﺣ ﺪا ﻣ ﻨﻬﻢ ﺑﻌﺪهﺎ ﻗﻂ ﻳﺮدد هﺬﻩ اﻟﺘﻬﻤﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ وﻟﻮ ﻣﻦ ﺑﺎب اﺳﺘﻌﺎدة اﻟﺬآﺮﻳﺎت ؟ وهﻨﺎ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻬﻤﺔ ، ﻓﺈن اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻳﺰﻋﻤﻮن أن اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم آﺎن ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﺮاءة واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ .وهﻢ ﻳﺮﻳﺪون ﻣﻦ وراء ذﻟﻚ أﻧﻪ آﺎن ﻳﻘﺮأ اﻟﻜﺘ ﺐ اﻟﺴ ﻤﺎوﻳﺔ اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺔ وﻣ ﺎ إﻟ ﻲ ذﻟ ﻚ ،وأﻧ ﻪ ﻗ ﺪ ﺗﻌﻠ ﻢ ﻣﻨﻬ ﺎ .وه ﻮ َﻣ ﺰْﻋﻢ ﻣﺘﻬﺎﻓ ﺖ ،ﻓ ﺈن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻗ ـﺪ وﺻﻔ ـﻪ ﻓ ﻲ ﻣﻮﺿ ﻊ ﺑ ـ » اﻟﻨﺒ ﻲ اﻷﻣﻲ‹‹). (١٦٧آﻤﺎ أآﺪ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ أﻧ ﻪ ﻟ ـﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﺘﻠ ﻮ ﻗﺒ ﻞ ﻧ ﺰول اﻟﻘ ﺮﺁن ﻋﻠﻴ ﻪ ﻣ ﻦ آﺘﺎب أو ﻳﺨﻄ ﻪ ﺑﻴﻤﻴﻨ ﻪ). (١٦٨وﻟ ـﻮ آ ﺎن آ ﻼم اﻟﻘ ﺮﺁن ﻏﻴ ﺮ ﺻ ﺤﻴﺢ ﻟﻤ ﺎ ﺳ ﻜﺖ اﻟﻜﻔ ﺎر ، وﻟﺴﺠـﻞ اﻟﻘﺮﺁن ﻧﻔﺴﻪ آﺎﻟﻌﺎدة ردهﻢ ﻋﻠﻴﻪ .إن أﻟﻔﺮﻳﺪ ﺟﻴﻮم ﻣﺜﻼ ﻳﺸ ﻜﻚ ﻓ ﻲ أﻣﻴ ﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ،وﺣﺠﺘﻪ أن ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻌﻘﻮل أﻧﻪ آﺎن ﻳﻄﻤﺌﻦ إﻟﻲ أﺣﺪ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻲ ﻗﺮاءة اﻟﻔﻮاﺗﻴﺮ أﻳﺎم اﺷﺘﻐﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرة ،أو ﻓﻲ ﻗ ﺮاءة ﻣ ﺎ ﻳ ﺮد إﻟﻴ ﻪ ﻣ ﻦ رﺳ ﺎﺋﻞ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺻﺒﺢ ﻧﺒﻴﺎ .آﻤﺎ أن إﺣﺪي اﻟﺮوﻳﺎت اﻟﻤﺒﻜّﺮة ﺗﻌﺰو إﻟﻴﻪ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻳﻮم ﺻﻠﺢ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ .وهﻮ ﻳﻔﺴﺮ ﺁﻳﺔ » وﻣﺎ آﻨﺖ ﺗﺘﻠﻮ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﻣﻦ آﺘﺎب وﻻ ﺗﺨﻄﱡﻪ ﺑﻴﻤﻴﻨﻚ « ﺑﺄن اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑ ﺬﻟﻚ ه ﻮ آﺘ ﺐ اﻟﻴﻬ ﻮد واﻟﻨﺼ ﺎري ،وأن أﻣﻴﺘ ﻪ) إن ﺻ ﺢ ﻣ ﺎ ﺗﻘﻮﻟ ﻪ ه ﺬﻩ اﻵﻳ ﺔ( إﻧﻤ ﺎ ) (١٦٥اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺮاﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ . ) (١٦٦اﻟﻔﺮﻗﺎن . ٤ /واﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑـ »اآﺘﺘﺒﻬﺎ « هﻨﺎ أﻧﻪ »أﻣﺮ ﻣﻦ ﻳﻜﺘﺒﻬﺎ ﻟﻪ « .وﻟﻠﻔﻌ ﻞ ﻣﻌﻨ ﻲ ﺁﺧ ﺮ ، ﻲ .وﻗ ﺪ وهﻮ » آﺘﺒﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ« ،وﻟ ﻴﺲ ه ﻮ اﻟﻤ ﺮاد هﻨ ﺎ ،وإﻻ ﻟﻜ ﺎن رد اﻟﻘ ﺮﺁن أﻧ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم أﻣ ّ اﺳﺘﻌﻤﻞ اﺑﻦ اﺳﺤﺎق هﺬا اﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎﻩ اﻷول ﻋﻨﺪ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻦ وﻓﻮد ﺛﻘﻴﻒ ﻋﻠﻲ رﺳﻮل اﷲ ﺳﻨﺔ ﺗﺴﻊ ،إذ ﻗﺎل » :اآﺘﺘﺒﻮا آﺘ ﺎﺑﻬﻢ « أي آﺘﺒ ﻮا اﺗﻔﺎﻗﻴ ﺔ ﺑﻴ ﻨﻬﻢ وﺑ ﻴﻦ رﺳ ﻮل اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ،ﻷﻧ ﻪ ﻗ ﺪ ﻧ ﺺ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻠﻲ أن اﻟﻜﺎﺗﺐ آﺎن ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ اﻟﻌﺎص ،وهﻮ ﻣﻦ ﺻﺤﺎﺑﺔ اﻟﻨﺒﻲ )اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸ ﺎم ٤ / . ( ١٣٧/ ) (١٦٧اﻷﻋﺮاف . ١٥٧/ ) (١٦٨اﻟﻌﻨﻜﺒﻮت . ٤٨/
اﺳﺘﻤﺮت إﻟﻲ ﺑﺪاﻳﺔ رﺳﺎﻟﺘﻪ ﻓﻘﻂ) . (١٦٩واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن اﻵﻳﺔ اﻟﻤ ﺬآﻮرة ﺗﻨﻔ ﻲ أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳﻘ ﺮأ أي آﺘﺎب ،ﻓﻼ ﻣﻌﻨﻲ إذن ﻟﻘﺼ ﺮ ذﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻲ آﺘ ﺐ اﻟﻴﻬ ﻮد واﻟﻨﺼ ﺎري .أﻣ ﺎ ﻓﻬﻤ ﻪ ﻟﻘﻮﻟ ﻪ ب « ﺑﻤﻌﻨ ﻲ أﻧ ﻚ ،وإن آﻨ ﺖ ﻗﺒ ﻞ ذﻟ ﻚ ﺗﺠﻬ ﻞ ﺗﻌﺎﻟﻲ » :وﻣﺎ آﻨﺖ ﺗﺘﻠﻮ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﻣﻦ آﺘ ﺎ ٍ اﻟﻘﺮاءة واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ،ﻓﺈﻧﻚ اﻵن ﺗﺴ ﺘﻄﻴﻊ ذﻟ ﻚ ﻓﻬ ﻮ ﻓﻬ ﻢ ﻏﺮﻳ ﺐ ،إذ إن ﺣﺠ ﺔ اﻟﻘ ﺮﺁن ﺑ ﺬﻟﻚ ﺗﺘﻬﺎﻓﺖ وﺗﺼﺒﺢ ﻏﻴ ﺮ ذات ﻣﻌﻨ ﻲ ،ﻷن رد اﻟﻜﻔ ﺎر ﺣﻴﻨﺌ ﺬ آ ﺎن ﺳ ﻴﻜﻮن آﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ » :ﻣ ﺎ دﻣﺖ ﺗﻌﺮف اﻵن اﻟﻘﺮاءة واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻬﺬا ﻣﻌﻨﺎﻩ أﻧﻚ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻨﻈـﺮ ﻓﻲ آﺘﺐ اﻟﺴ ﺎﺑﻘﻴﻦ وﺗﻨﻘﻞ ﻣﻨﻬﺎ «.وﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺠ ﺪوا ﺟﻮا ًﺑ ﺎ آ ﺎن ذﻟ ﻚ دﻟ ﻴﻼ ﻋﻠ ـﻲ أن ﻓﻬ ـﻢ ﺟﻴ ـﻮم ﻟﻶﻳ ﺔ ﻏﻴﺮ ﺳﻠﻴﻢ ،وأن اﻟﻤﻘﺼـﻮد ﻣﻨﻬـﺎ هﻮ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم آ ﺎن ﻗﺒ ﻞ ذﻟ ﻚ وﻇ ﻞ ﺑﻌ ﺪﻩ أﻣﻴ ﺎ ، وإﻻ ﻓﺎﻟﻮاﺣﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴـﻊ ،ﻋﻠـﻲ ﻃﺮﻳﻘـﺔ ه ﺬا اﻟﻤﺴﺘﺸ ـﺮق ،أن ﻳﻘ ﻮل إن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻳﻨﻔ ﻲ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺎدرا ﻋﻠﻲ أن ﻳﺨﻂ ﺷﻴﺌًﺎ ﺑﻴﻤﻴﻨﻪ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﻒ ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻲ
ذﻟﻚ ﺑﻴﺪﻩ اﻟﺸﻤﺎل ،ﻓﻤﺤﻤﺪ إذن آﺎن ﻳﻜﺘﺐ وﻟﻜﻦ ﺑﻴﺴﺮاﻩ .وهﻮ آﻤﺎ ﺗ ﺮي ﻓﻬ ﻢ ﻣﻀ ﺤﻚ . ﻋﺮَﺿ ـًﺎ أﺛﻨ ﺎء ﺣﺪﻳﺜ ـﻪ ﻋ ﻦ اﻟﺸ ﻬﻮر إن اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻗ ﺪ ﻓﺴ ﺮ اﻷﻣﻴ ﺔ َ اﻟﻘﻤﺮﻳﺔ ،إذ ﻗﺎل » :إﻧﺎ ُأ ّﻣ ٌﺔ ُأﻣّﻴﺔ ﻻ ﻧﻜﺘﺐ وﻻ ﻧﺤﺴﺐ .اﻟﺸﻬﺮ هﻜﺬا وهﻜﺬا .ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺮة ﺗﺴﻌﺔ وﻋﺸﺮﻳﻦ وﻣﺮة ﺛﻼﺛﻴﻦ‹‹). (١٧٠أﻣﺎ ﻗﻮل ﺟﻴﻮم إن إﺣ ﺪي اﻟﺮواﻳ ﺎت ﻗ ﺪ ذآ ﺮت أن اﻟﺮﺳﻮل آﺘﺐ ﺑﻴﺪﻩ ﻓﻲ ﺻﻠﺢ اﻟﺤﺪﻳﻴﺔ ﻓﺎﻟﺮد ﻋﻠﻴﻪ هﻮ أن اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﻤﺘﻠﻘﺎة ﺑﺎﻟﻘﺒﻮل هﻲ أﻧﻪ أﻣﺮ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﻣﺎ ﻃﻠﺐ اﻟﻤﺸﺮآﻮن ﻣﻦ ﺗﻌ ﺪﻳﻞ ﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ أﻟﻔ ﺎظ اﻟﺼ ﻠﺢ) . (١٧١أﻣ ﺎ اﻟﺮواﻳ ﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻬﻲ إن ﺻﺤﺖ ﻳﻜﻦ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﻣﻨﻬﺎ هﻮ اﻟﻤﻌﻨﻲ اﻟﻤﺠﺎزي آﻤﺎ هﻮ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻨﺎ» :ﺣﺎرب اﻟﺴﺎدات إﺳﺮاﺋﻴﻞ «و » ﺑﻨﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ اﻟﺴﺪ اﻟﻌﺎﻟﻲ « وﻣﺎ إﻟﻴﻪ . وﻣﺜﻠﻪ ﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﺒﺨﺎري )(١٧٢ﻣﻦ أن اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻗﺪ اﺗﺨ ﺬ ﺧﺎﺗﻤ ﺎ ﻣ ﻦ ﻓﻀ ﺔ وﻧﻘﺶ ﻓﻴﻪ» ﻣﺤﻤﺪ رﺳﻮل اﷲ« ،إذ ﻻ ﻳﻌﻘﻞ أن اﻟﺮﺳﻮل هﻮ اﻟﺬي ﻧﻘﺶ ذﻟﻚ ﺑﻨﻔﺴﻪ ،ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻧﻘّﺎش ﺧﻮاﺗﻢ ،ﺑﻞ اﻟﻤﻘﺼﻮد أﻧﻪ أﻣﺮ ﺑﺬﻟﻚ .وإذا آﺎﻧ ﺖ اﻟﺮواﻳ ﺔ اﻟﺘ ﻲ أﺷ ﺎر إﻟﻴﻬ ﺎ ﺟﻴﻮم ﻗﺪ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻲ أن اﻟﺮﺳﻮل آﺘﺐ ﻓﻌﻼ ﺑﻴﺪﻩ اﺳﻤﻪ ﻓﻬﺬا ﻻ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮاءة واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ،ﻓﺮﺑﻤﺎ آﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ آﺘﺎﺑﺔ اﺳﻤﻪ وﻗﺮاءﺗَﻪ ﻓﻘﻂ آﻤﺎ هﻮ اﻟﺤﺎل ﺑ ﻴﻦ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﻴﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﻌﺮﻓﻬﻢ .ﻋﻠﻲ أﻳﺔ ﺣﺎل ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓ ﻲ ﺷ ﻲء أن ﻧﺘﻤﺴ ﻚ ﺑﺮواﻳ ﺔ واﺣ ﺪة ﻏﻴ ﺮ ﻣﺸ ﻬﻮرة وﻟ ﻢ ﺗ ﺮد ﻓ ﻲ اﻟﻤﺼ ﺎدر اﻷﺻ ﻠﻴﺔ ﻟﺴ ﻴﺮة اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم وﻧﺘﺮك آﻞ اﻟﺮواﻳﺎت اﻷﺻﻴﻠﺔ اﻟﻤﺘﻀﺎﻓﺮة ﻋﻠ ﻲ أﻧ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم آ ﺎن أﻣﻴ ﺎ .أﻣ ﺎ اﺳﺘﺒﻌﺎدﻩ أن ﻳﻄﻤﺌﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم إﻟﻲ أﺣﺪ ﻏﻴﺮﻩ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻪ اﻟﻔﻮاﺗﻴﺮ وﻳﻘ ﺮأ ) (١٦٩ﺟﻴﻮم . ٥٧- ٥٦ / ) (١٧٠اﻟﺒﺨﺎري .٣ ٢٧/ ١ ) (١٧١اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم .٢٠٣ / ٣ / ) (١٧٢ج / ٢ص .١٩٥
ﻟﻪ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺮد إﻟﻴﻪ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻪ أﺳﺎس إﻻ ﻣﺠﺮد اﻟﻬﻮي ،وإﻻ ﻓﺈن آﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﺘﺠ ﺎر واﻟﻤﻘﺎوﻟﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻘﺎهﺮة اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ،اﻟﺘﻲ ﻻﺷﻚ أن ﻣﺴﺘﻮاهﺎ اﻟﺤﻀﺎري واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ أرﻗ ﻲ أﻟﻒ ﻣﺮة ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮي ﻣﻜﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﺎن ،ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن اﻟﻘﺮاءة واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ وﻻ ﻳﻤﻨﻌﻬﻢ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ ﺗﺠﺎرﺗﻬﻢ إﻟﻲ درﺟﺔ أن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻊ ﻣﺮ اﻷﻳﺎم ﻣﻠﻴﻮﻧﻴﺮًا). (١٧٣ ﻻ ،ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻘﻮل أن ﻳﻌﻴﺶ اﻟﻨﺒﻲ ﺛﻼﺛﺎ وﺳﺘﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻓ ﻼ ﻧﺴ ﻤﻊ ﺑﻮاﻗﻌ ﺔ ﻣﺤ ﺪدة آﺘ ﺐ ﻓﻴﻬﺎ رﺳﺎﻟﺔ أو ﻗﺮأ ﻓﻴﻬﺎ آﺘﺎﺑﺎ أو ﺣﺘﻲ ورﻗﺔ ﺳﻮي هﺬﻩ اﻹﺷﺎرة اﻟﻤﻘﺘﻀﺒﺔ إﻟ ﻲ أﻧ ﻪ آﺘ ﺐ ض اﻟﻜﺎﺗ ﺐ اﻟﻤﺴ ﻠﻢ أن ﻳﻜﺘﺒﻬ ﺎ ﺑﻨﻔﺴ ﻪ ،ﻓﻨﺴ ﺎرع إﻟ ﻲ ﻓ ﻲ ﺻ ﻠﺢ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴ ﺔ آﻠﻤ ﺔ ﻟ ﻢ َﻳ ْﺮ َ ﺗﺼﺪﻳﻖ هﺬﻩ اﻹﺷﺎرة اﻟﻤﻘﺘﻀﺒﺔ اﻟﻤﻐﻤﻮزة وﻧﻬﻤﻞ آﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﻘﺎﻃﻌﺔ. ﻲ اﻹﺳﻼم ﻋﻠﻴﻪ أﻓﻀﻞ اﻟﺼﻼة وأﻋﻄﺮ اﻟﺴﻼم أﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﻌﻠﻢ وﻣﻤﺎ اﺗﻬﻢ ﺑﻪ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻓﻮن ﻧﺒ ّ أﺷﻴﺎء ﻣﻦ ﺑﺤﻴﺮا ،ﺑﻞ إن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺰﻋﻢ آﺬﺑﺎ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻗﺪ ﺳﻜﻦ ﻣ ﻊ ه ﺬا اﻟﺮاه ﺐ أﺛﻨ ﺎء إﺣ ﺪي رﺣﻼﺗ ﻪ إﻟ ﻲ اﻟﺸ ﺎم) ،(١٧٤وه ﻮ ﻣ ﺎ ﻳ ﺪﻟﻚ ﻋﻠ ﻲ أﺳ ﻠﻮب اﻟﻘ ﻮم ﻓ ﻲ ﻣﺤﺎرﺑ ﺔ اﻹﺳﻼم ،إذ اﻟﺴﻴﺮة واﺿﺤﺔ ﺗﻤﺎم اﻟﻮﺿﻮح هﻨﺎ .وﻗ ﺮﻳﺶ ﻧﻔﺴ ﻬﺎ ،وﻗ ﺪ آ ﺎن ﻣﻨﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺣﻀ ﺮ واﻗﻌ ﺔ اﺟﺘﻤ ﺎع ﺑﺤﻴ ﺮا ﺑﺎﻟﺼ ﺒﻲ ﻣﺤﻤ ﺪ ،إن ﺻ ﺤﺖ اﻟﺮواﻳ ﺔ أﺻ ﻼ ،ﻟ ﻢ ﺗ ﺘﻬﻢ اﻟﺮﺳ ﻮل ﺑ ﺬﻟﻚ ،ﻓﻜﻴ ﻒ ﻳ ﺄﺗﻲ اﻷوروﺑﻴ ﻮن ﺑﻌ ﺪ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ أرﺑﻌ ﺔ ﻋﺸ ﺮ ﻗﺮﻧ ﺎ ﻓﻴﺘﺨﻴﻠ ﻮن وﻳﺰﻋﻤ ﻮن ؟ إن واﺷ ﻨﺠﺘﻦ إرﻓ ﻨﺞ ﻳﻔﺴ ﺮ اهﺘﻤ ﺎم ﺑﺤﻴ ﺮا ﺑﺎﻟﺼ ﺒﻲ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺑﺄﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳﺮﻳ ﺪ ﺗﻨﺼﻴﺮﻩ ﺣﺘﻲ إذا ﻣﺎ رﺟﻊ إﻟﻲ ﻗﻮﻣﻪ ﻗﺎم هﻮ ﺑﺪورﻩ ﺑﺤﻤ ﻞ ﺑ ﺬور اﻟﻨﺼ ﺮاﻧﻴﺔ إﻟ ﻴﻬﻢ). (١٧٥ أﺗﺪري ﻣﺎذا آﺎن ﻋﻤﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺁﻧﺬاك ؟ ﻟﻘﺪ آﺎن ﻋﻤﺮﻩ اﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ ! وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻳ ﺰﻋﻢ إرﻓﻨﺞ هﺬا اﻟﺰﻋﻢ اﻟﺴﺨﻴﻒ ،وآﺄن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻓﻠﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮل اﻟﺮواﻳ ﺔ إﻧﻬ ﺎ ﺣﻄﺖ رﺣﺎﻟﻬ ﺎ ﻗﺮﻳ ًﺒ ﺎ ﻣ ﻦ ﺻ ﻮﻣﻌﺔ ﺑﺤﻴ ﺮا ،رﺟ ﺎل ﻳﻤﻜ ﻦ ه ﺬا اﻟﺮاه ﺐ أن ﻳﺘﻮﺟ ﻪ اﻟ ﻴﻬﻢ ﺑﺪﻋـﻮﺗﻪ .أﻟﻴﺴـﺖ هﺬﻩ ﺑﺎﻟﺬﻣـﺔ » َﻣ ْﻌ َﻴﻠَﺔ « ﻣﻦ ﺑﺤﻴﺮا أو ﻣﻦ إرﻓ ﻨﺞ أو ﻣ ﻦ آﻠﻴﻬﻤ ﺎ ؟ ﻟﻘ ﺪ ﺳﻔّﻪ آﺎرﻻﻳﻞ اﺣﺘﻤﺎل أن ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺻﺒﻲ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺴﻦ ﻣﻦ راهﺐ ﻳﺘﺤﺪث ﻟﻐﺔ أﺟﻨﺒﻴ ﺔ ﺷ ﻴﺌًﺎ ذا ﺑﺎل) . (١٧٦وﻣﻊ ذﻟﻚ آﻠﻪ ﻓﺈن اﻟﺴﻴﺮة ﻟﻢ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ أي ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺑﻴﻦ ﺑﺤﻴﺮا وﻣﺤﻤﺪ .ﺛ ﻢ ﻓﻠﻨﻔﺘ ﺮض أن ﺑﺤﻴ ﺮا ﻗ ﺪ ﻟﻘﻨ ﻪ)ﺑﺄﻳ ﺔ ﻟﻐ ﺔ ؟ ﻻ ﻧ ﺪري( أﺷ ﻴﺎء ﻣ ﻦ اﻟﻨﺼ ﺮاﻧﻴﺔ ،ﻓ ﺄﻳﻦ آ ﺎن ﻄ ﺊ ﻓﻴ ﻪ دﻳ ﻦ ﺑﺤﻴ ﺮا ؟ أو أﻳ ﻦ ﻣ ﻦ ﺷ ﺎهﺪ ﺑﺤﻴﺮا ﻳﻮم ادّﻋﻲ ﻣﺤﻤﺪ أﻧﻪ أﺗﻲ ﺑﺪﻳﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺨ ّ ﺑﺤﻴﺮا أو ﺳﻤﻊ ﻣﻨﻪ أو ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ أن هﺬا اﻟﻨﺒﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪ آﺎن ﺗﻠﻤﻴﺬًا ﻓﻲ ﺻﺒﺎﻩ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﺮاهﺐ ؟ ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ َﻳ ْﻨ َﺒ ِﺮ ﺑﺤﻴ ﺮا أو ﻏﻴ ﺮﻩ ﻟﻴﻜﺸ ﻒ زﻳ ﻒ ه ﺬا اﻟﻨﺒ ﻲ وﻳﺒ ﻴﻦ اﻟﻤﺼ ﺪر اﻟﺤﻘﻴﻘ ﻲ ﻟﻤ ﺎ ﻳﺰﻋﻢ أﻧﻪ وﺣﻲ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء؟ أآﺎﻧﺖ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴﺔ أو اﻟﺪوﻳﻼت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻲ ﺣﺪودهﺎ ﺗﺴﻜﺖ ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﺪ وﻋﻠﻲ ﻣﺰاﻋﻤﻪ ورﺳﺎﺋﻠﻪ اﻟﺘﻲ أرﺳﻠﻬﺎ إﻟ ﻲ هﺮﻗ ﻞ وﻏﻴ ﺮﻩ ﻣ ﻦ ﻣﻠ ﻮك
) (١٧٣ﻋﻠﻲ أﻳﺔ ﺣﺎل ﻓ ﺈن اﻟﺴ ﻴﺮة اﻟﻨﺒﻮﻳ ﺔ ﺗ ﺬآﺮ أن ﻣﻴﺴ ﺮة ﻏ ﻼم ﺧﺪﻳﺠ ﺔ آ ﺎن ﻳﺼ ﺎﺣﺐ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻓ ﻲ رﺣﻼﺗﻪ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ آﺎن ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻓ ﻲ أﻣ ﻮال ﺧﺪﻳﺠ ﺔ ،ﻓﻤ ﻦ اﻟﻤﻤﻜ ﻦ ﺟ ﺪا أن اﻟﺮﺳ ﻮل آﺎن ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرة ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﻮم ﻣﻴﺴﺮة ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ. ) (١٧٤أﭘﻠﺘﻮن .٥١٩ / ) (١٧٥إرﭬﻨﺞ ٢٢ /ـ .٢٥ ) (١٧٦آﺎرﻻﻳﻞ .٦٩ / ٢ /
اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﺤﻴﻄﻴﻦ ﺑﺎﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ ﻳ ﺪﻋﻮهﻢ ﻓﻴﻬ ﺎ إﻟ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ﻓ ﻼ ﺗﺤﺎرﺑ ﻪ أو ﺗﺤ ﺎرب ﺧﻠﻔﺎءﻩ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻮرﻗﺔ؟ إن ذﻟﻚ ﻟﻐﺮﻳﺐ! وﻻ ﻳﻜﺘﻔﻲ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن ﺑﺘﻀﺨﻴﻢ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺮوﻳﻬ ﺎ آﺘ ﺐ اﻟﺴ ﻴﺮة ﺑ ﻴﻦ اﻟﺼ ﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ وﺑﺤﻴﺮا اﻟﺮاه ﺐ واﻟﺘ ﻲ ﻳﺠﻌﻠ ﻮن ﻣ ﻦ ﺣﺒﺘﻬ ﺎ ﻗﺒ ﺔ ﺿ ﺨﻤﺔ ﺗﻨ ﺎﻃﺢ اﻟﺴ ﻤﺎء) (١٧٧ﺑ ﻞ ﻳﺆآﺪون أﻧﻪ ﻻﺑﺪ أن ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﻋﺮف ﻓﻲ رﺣﻼﺗ ﻪ اﻟﺘﺠﺎرﻳ ﺔ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ إﻟ ﻲ اﻟﺸ ﺎم واﻟ ﻴﻤﻦ أﺷ ﻴﺎء آﺜﻴ ﺮة ﻣ ﻦ اﻟﻴﻬﻮدﻳ ﺔ واﻟﻨﺼ ﺮاﻧﻴﺔ .وه ﻢ آﻌ ﺎدﺗﻬﻢ ﻻﻳﺸ ﻴﺮون إﻟ ﻲ ﺷ ﻲء ﻣﺤ ﺪّد ﺟﺎءت ﺑ ﻪ اﻟﺮواﻳ ﺎت اﻟﻤﻮﺛﻘ ﺔ أو ﺣﺘ ﻲ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﻮﺛﻘ ﺔ ،ﺑ ﻞ ﻳﻜﺘﻔ ﻮن ﺑ ﺈﻃﻼق اﻟﻘ ﻮل ﻋﻠ ﻲ ﻋﻮاهﻨﻪ .وﻓﺎﺗﻬﻢ أن ﻣﺤﻤﺪا ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺮﺣﻼت ﻟﻢ ﻳﻜﻦ وﺣﺪﻩ ﺑﻞ آﺎن ﻣﻌﻪ ﻣﻮاﻃﻨﻮن ﻣ ﻦ ﻣﻜﺔ ،ﻓﻠﻤﺎذا ﻟﻢ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮا ﻋﻦ ﺷﻲء ﻣﻦ ذﻟﻚ ؟ ﻟﻘﺪ آﺎن ﻣﺎ وﺟﻬﻮﻩ إﻟﻴﻪ ﻣ ﻦ اﺗﻬ ﺎم ه ﻮ أﻧ ﻪ آﺎن ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺮﻗﻴﻖ اﻷﺟﻨﺒﻲ اﻟﻤﻘﻴﻢ ﺑﻤﻜﺔ واﻟﺬي ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﻔﺎهﻢ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ إﻻ ﻓﻲ أﺿﻴﻖ ﻧﻄﺎق .وأﻳﻦ آﺎن ﻣﻴﺴﺮة ﻣﻦ هﺬا آﻠﻪ ،وهﻮ اﻟﺬي آ ﺎن ﻣﻼزﻣ ﺎ ﻟ ﻪ ؟ ﺛ ﻢ أﻟ ﻢ ﻳﺘ ﺬآﺮ ﻓﻴﻤ ﺎ ﺑﻌ ﺪ أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴ ﺔ أو ﻣ ﻦ اﻟ ﻴﻤﻦ ﻣﻤ ﻦ ﺷ ﺎهﺪوﻩ واﺧﺘﻠﻄ ﻮا ﺑ ﻪ وﺗﻨﺎﻗﺸﻮا ﻣﻌﻪ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺮﺣﻼت أن هﺬا اﻟﻨﺒﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻴﺲ إﻻ ذﻟﻚ اﻟﺘﺎﺟﺮ اﻟﺬي آﺎن َﻳﻔِﺪ إﻟﻲ ﺑﻼدهﻢ ﻓﻴﺸﺘﺮي ﻣﻨﻬﻢ ﻋُﺮوض اﻟﺘﺠﺎرة وﻳﺄﺧﺬ ﻣﻌﻬﺎ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻴﻬﻮدﻳ ﺔ واﻟﻨﺼ ـﺮاﻧﻴﺔ ؟ أم ﺗﺮي ﻗ ﺪ ﻃﻤ ﺲ اﷲ ﻋﻠ ﻲ ذاآ ﺮﺗﻬﻢ ؟ إن اﻟﻼﻓ ﺖ ﻟﻠﻨﻈ ﺮ أن اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ ﻻ َﻳ ْﺜﺒُﺘ ﻮن ﻻ إن اﻹﺳﻼم ﻣﺄﺧﻮذ ﻣﻦ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ وإﻟﻲ ﺣﺪ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﻲ ﺣﻞ واﺣﺪ ،ﻓﻘﺪ آﺎﻧﻮا ﻳﻘﻮﻟﻮن أو ً اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ ،ﺛﻢ ﻋﺎدوا ﻓﻘﺎﻟﻮا إﻧﻪ ﻣﺄﺧﻮذ أﺳﺎﺳًﺎ ﻣﻦ ﻧﺼﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺴﺮﻳﺎن ،وﻟﻜﻨﻬﻢ ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻻ ﻳﻘﺪﻣﻮن أﺑﺪا دﻟﻴﻼ ﻣﻮﺛﻘﺎ ﻋﻠﻲ ه ﺬا اﻷﺧ ﺬ وﻻﻳﺮﺳ ﻤﻮن ﻟﻨ ﺎ اﻟﻄﺮﻳ ﻖ اﻟ ﺬي ﺳ ﻠﻜﺘﻪ ه ﺬﻩ اﻷﻓﻜﺎر ﺣﺘﻲ وﺻﻠﺖ إﻟﻲ ﻣﺤﻤﺪ ،ﺑﻞ هﻲ ﻣﺠﺮد ﺗﺨﻤﻴﻨﺎت) ،(١٧٨ﻣﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠ ﻲ أﻧﻬ ﻢ ﻗ ﺪ ﻋﻘﺪوا اﻟﻌﺰم ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،ﻣﺜﻞ ﻣﺸﺮآﻲ ﻣﻜﺔ وآﻔﺎر اﻟﻌﺮب ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ،ﻋﻠﻲ ﺗﺨﻄﺌﺔ ﻣﺤﻤﺪ واﻟﺴﻼم .ﻟﻘ ﺪ وﻓ ﺪ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻧﺼ ﺎري ﻣ ﻦ ﻧﺠ ﺮان ﻓﻨﺎﻗﺸ ﻬﻢ وأراد أن ﻳﺤﺴ ﻢ اﻷﻣ ﺮ ﻣﻌﻬ ﻢ ﻓ ﺪﻋﺎهﻢ ،ﻟ ﻮ آ ﺎﻧﻮا ﺻ ﺎدﻗﻴﻦ ،إﻟ ﻲ اﻟﻤﺒﺎهﻠ ﺔ ،أي أن ﻳﺒﺘﻬﻠ ﻮا ﺟﻤﻴﻌ ﺎ) ه ﻮ و ُه ْﻢ وﻣﻌﻬﻢ ذووهﻢ ﻧﺴﺎ ًء وأﻃﻔﺎﻻ( وﻳﺠﻌﻠﻮا ﻟﻌﻨﺔ اﷲ ﻋﻠﻲ اﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ ،ﻓﻨﻜﺼﻮا ﻋﻠﻲ أﻋﻘ ﺎﺑﻬﻢ وﻧﺰﻟﻮا ﻋﻠﻲ ﺷﺮوﻃﻪ وﻟﻢ ﻳﺪﺧﻠﻮا ﻣﻌﻪ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺒﺎهﻠﺔ ،وهﻮ ﻣﺎ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺨﺒﻴﺌﺔ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ أﻳﻤﺎ إﻳﺤﺎء .ﺗﺮي ِﻟ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﺤﺮﺟﻪ ﻧﺼﺎري ﻧﺠﺮان ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮا ﻟﻪ إﻧﻬﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮن أﻧ ﻪ هﻮ ذﻟﻚ اﻟﺘﺎﺟﺮ اﻟﺬي آـﺎن ﻳﺘﺮدد ﻋﻠـﻲ ﺑﻼدهﻢ وآﻨﺎﺋﺴﻬﻢ وﻳﺘﻌﻠﻢ ﻋﻠﻲ رهﺒ ﺎﻧﻬﻢ وﻳﻐﻠﻘ ﻮا ﺑﺬﻟﻚ ﺑﺎب اﻟﻤﺒﺎهﻠﺔ ودﻓﻊ اﻟﺠﺰﻳﺔ ﻟﻮ أن ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻗﺪ ﺣﺪث ؟) (١٧٩ﺛﻢ أآﺎن أﺑﻮ ﻋﺎﻣﺮ ) (١٧٧هﻨﺎك ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﺸ ﻚ ﻓ ﻲ ﻗﺼ ﺔ ﺑﺤﻴ ﺮا ،آ ﺈدﻣﻮن ﭘ ﺎور اﻧﻈ ﺮ ) ﭼﻮزﻳ ﻒ هﺒ ﻲ / . (٧٨٠ ) (١٧٨اﻧﻈ ﺮ ﻣ ﺜﻼ ﺟ ﺐ ٣٧ /ـ . ٣٩أﻣ ﺎ ﺗ ﻮر أﻧﺪرﻳ ﻪ ﻓﻘ ﺪ ﻧﻔ ﻲ أن ﻳﻜ ﻮن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻗ ﺪ زار ﺑ ﻼدا ﻧﺼﺮاﻧﻴﺔ .وﺣﺠﺘﻪ ﻓﻲ ذﻟﻚ أن ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ آﺎﻧﺖ ﺳﺎذﺟﺔ)اﻧﻈﺮ ﺷﺎرل ﻟﻮدي . (١٠٧ /وﻗ ﺪ رد ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻮدي ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺎ أآﺜﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ واﻟﻨﺼﺎري اﻟ ﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻓ ﻮن دﻳ ﻨﻬﻢ أو دﻳ ﻦ ﺑﻌﻀ ﻬﻢ اﻟ ﺒﻌﺾ إﻻ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﺎذﺟﺔ ،ﺛﻢ َﺗ َﺘ ﱠﺒ َﻊ) ﺗﺨﻤﻴﻨﺎ ( ﺧﻂ ﺳﻴﺮ اﻟﻘﻮاﻓﻞ اﻟﺘﻲ آﺎن ﻓﻴﻬـﺎ ﻣﺤﻤـﺪ وﻣ ﺎ آﺎﻧ ـﺖ ﺗﻤ ّﺮ ﺑ ﻪ ﻣﻦ ﻧﺼﺎري وآﻨﺎﺋﺲ دون أن ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻲ واﻗﻌﺔ ﻣﺤﺪدة ﺗﻌﻠ ﻢ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻓﻴﻬ ﺎ ﺷ ﻴﺌﺎ ﻣﺤ ﺪدا ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﻣﺤﺪد ،ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻲ رواﻳﺔ ﻣﻮﺛﻘﺔ أو ﺣﺘﻲ ﻏﻴ ﺮ ﻣﻮﺛﻘ ﺔ .ﻻ ﺷ ﻲء ! ﻻ ﺷ ﻲء ﺳ ﻮي ﺗﺤﺒﻴ ﺮ اﻟﺼﻔﺤﺎت! ) (١٧٩اﺑﻦ هﺸﺎم .٢٨ / ٢ /
اﻟﺮاهﺐ ،اﻟﺬي آﺎن ﻳﺤﻘﺪ ﻋﻠﻲ اﻟﺮﺳﻮل أﺷﺪ اﻟﺤﻘﺪ واﻟﺬي آﺎن اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮن ﻳﺠﺘﻤﻌ ـﻮن ﺑ ﻪ ﺳـﺮا ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ وﻧﺰﻟﺖ ﻓﻴﻪ ﺁﻳﺎت ﻣﺴﺠﺪ اﻟﻀﺮار) ،(١٨٠ﻳﺪع ﻓﺮﺻﺔ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ ﺗﻔﻠﺖ ﻣﻦ ﻳﺪﻳﻪ هﻮ اﻟﺬي ذهﺐ إﻟﻲ هﺮﻗﻞ ﻳﺴﺘﻌﻴﻦ ﺑﻪ ﺿﺪ ﻣﺤﻤﺪ ودﻳﻨﻪ ﻟﻮ أﻧﻪ ﻧﻤﺎ إﻟﻲ ﺳﻤﻌﻪ ،وﻟﻮ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃ ﻞ ،أن اﻟﻨﺒ ﻲ ﻗ ﺪ ﺗﻌﻠ ﻢ ﻓ ﻲ أﺛﻨ ﺎء رﺣﻼﺗ ﻪ اﻟﺘﺠﺎرﻳ ﺔ ﻋﻠ ﻲ أﺣ ـﺪ اﻟﻴﻬ ﻮد أو ﺷﻤﱡﻮا ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ أﻧﻪ ﺳ ﺮق ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻣ ﻦ آﺘ ﺒﻬﻢ اﻟﻨﺼﺎري؟) (١٨١واﻟﻴﻬﻮد :أآﺎﻧﻮا ﻳﺘﺮآﻮﻧﻪ ﻟﻮ َ ﺤ ﱠﺪوْﻧ ﻪ ﺑﻬ ﺎ ﻋ ﻦ اﻟ ﺮوح وأه ﻞ ﻋ ﻦ أي ﻃﺮﻳ ﻖ ؟ ﻟﻘ ﺪ آ ﺎﻧﻮا ﻳﻠﻘﻨ ﻮن آﻔ ﺎر ﻣﻜ ﺔ أﺳ ﺌﻠﺔ ﻳ َﺘ َ اﻟﻜﻬﻒ وذي اﻟﻘﺮﻧﻴﻦ) ، (١٨٢وهﻮ دﻟﻴﻞ ﻗﺎﻃﻊ ﻋﻠﻲ أﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺸﻜّﻮا ﻓﻴﻪ ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻨﺎﺣﻴ ﺔ . ذﻟﻚ أن اﻟﻴﻬﻮد آﺎﻧﻮا ﻣﺸﻬﻮرﻳﻦ ﺑ ﺄﻧﻬﻢ ﻳَﻀ ﻨّﻮن ﺑﻤ ﺎ ﻋﻨ ﺪهﻢ ﻣ ﻦ اﻟﻌﻠ ﻢ ،وﻣ ﻦ َﺛ ﱠﻢ ﻧ ﺮاهﻢ ﻳﺤﺘﻜﻤﻮن إﻟ ﻲ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻓ ﻲ زﻧ ﺎ اﺛﻨ ﻴﻦ ﻣ ﻨﻬﻢ ،وآ ﺎﻧﻮا ﻳﺮﻳﺪوﻧ ﻪ أﻻ ﻳﺮﺟﻤﻬﻤ ﺎ .ﻓﻠ ﻮ آ ﺎﻧﻮا ﻳﺸﺘﺒﻬﻮن ﻓﻲ أﻧﻪ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﺘﻮراة ﻟﻤﺎ اﺣﺘﻜﻤﻮا إﻟﻴﻪ ﻣﺨﺎﻓ ﺔ أن ﻳﺤﻜ ﻢ ﺑ ﺎﻟﺮﺟﻢ اﻟﻤﻮﺟ ﻮد ﻓ ﻲ اﻟﺘ ﻮراة .ﺑ ﻞ إﻧ ﻪ ﺣﻴﻨﻤ ﺎ ﺳ ﺄﻟﻬﻢ ﻋﻤ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺘ ﻮراة ﻓ ﺄﻧﻜﺮوﻩ وأﻣ ﺮ ﺑﺈﺣﻀ ﺎرهﺎ وﺿ ﻊ ﻗﺎرﺋﻬﻢ ﻳﺪﻳﻪ ﻋﻠﻲ ﺣﻜ ﻢ اﻟ ﺮﺟﻢ ،ﻇﻨ ﺎ ﻣ ﻦ ﻋﻘﻠ ﻪ اﻟﺴ ﺨﻴﻒ أن ذﻟ ﻚ ﺳ ﻴﻌﻤﻲ ﻣﺤﻤ ﺪا ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم واﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻋﻤﺎ ﺗﺤﺖ هﺬﻩ اﻟﻴﺪ اﻟﻨﺠﺴﺔ) . (١٨٣آﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﺘﻮراة ﺣﺘﻲ ذﻟﻚ اﻟﺤﻴﻦ ﻋﻠﻲ اﻷﻗﻞ ﻗﺪ ﺗﺮﺟﻤﺖ إﻟﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ .وﻓ ﻲ اﻟﺒﺨ ﺎري أن اﻟﻴﻬ ﻮد ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ آﺎﻧﻮا ﻳﻘﺮأون اﻟﺘﻮراة ﺑﺎﻟﻌﺒﺮﻳﺔ وﻳﻔﺴﺮوﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻷهﻞ اﻹﺳﻼم).(١٨٤ واﻵن ﺑﻌﺪ أن ﻃﻮّﻓﻨﺎ ﻣﻊ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﺷﻤﺎل وﺟﻨﻮب اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻓﻲ ﺟﻨﻮب ﺑﻼد اﻟﺮوم ووﺟﺪﻧﺎ أﻧﻪ ﻣﺎ ﻣﻦ دﻟﻴﻞ واﺣﺪ ﻋﻠﻲ أن اﻟﻨﺒﻲ ﻗﺪ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻳﻬﻮدي أو ﻧﺼﺮاﻧﻲ ﺷﻴﺌﺎ اﻧﺘﻔﻊ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺗﺄﻟﻴﻒ دﻳﻨ ﻪ وﺗﻠﻔﻴ ﻖ اﻟ ﻮﺣﻲ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳ ﺰﻋﻢ ،ﺑﻨ ﺎء ﻋﻠ ﻲ اﺗﻬﺎﻣ ﺎت ه ﺆﻻء اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ،أﻧﻪ ﻳﺘﻨﺰل ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﻧﻌﻮد إﻟﻲ ﻣﻜﺔ ﻟﻨﻨﺎﻗﺶ اﺗﻬﺎﻣﻬﻢ ﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ أﻓﻀ ﻞ اﻟﺼﻠﻮات وأﻋﻄﺮ اﻟﺘﺴﻠﻴﻤﺎت ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻦ ورﻗﺔ ﺑﻦ ﻧﻮﻓﻞ) . (١٨٥وﻳﻜﺘﻔﻲ إرﻓ ﻨﺞ هﻨ ﺎ ﺑﺘﺮدﻳﺪ اﻟﻘﻮل ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم أﺧﺬ أﺷﻴﺎء آﺜﻴﺮﻩ ﻣﻤﺎ ﺗﺮﺟﻤﻪ ورﻗ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻌﻬ ـﺪﻳﻦ اﻟﻘ ﺪﻳﻢ ) (١٨٠اﻟﺘﻮﺑﺔ ١٠٧ /ـ .١١٠ ) (١٨١اﻧﻈﺮ ﻗﺼﺘﻪ ﻓﻲ اﺑﻦ هﺸﺎم ١٦٦ / ٢ /ـ ، ١٦٧و . ١٩ / ٣وﻣﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ آﺬﺑﻪ هﻮ ﻻ آﺬب اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم أن اﺑﻨﻪ ﺣﻨﻈﻠﺔ آﺎن ﻣﺴﻠﻤًﺎ ﻗﻮي اﻹﺳﻼم ،وآﺎن أﺣ ﺪ اﻟﻤ ﺪاﻓﻌﻴﻦ ﻋ ﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻳ ﻮم أﺣﺪ ،واﺳﺘُﺸﻬِﺪ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم .ﺗﺮي ﻣﺎ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻪ ﻳﻨﺤﺎز إﻟﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺿﺪ أﺑﻴﻪ ،وﻟﻢ ي ﺁﻧﺬاك ﺑﻌ ُﺪ ﺣﺘﻲ ﻳﻘﺎل إﻧﻪ أﺳﻠﻢ رﻏﺒﺔ أو رهﺒﺔ ؟ اﻧﻈﺮ ﻓﻲ اﺳﺘﺸﻬﺎدﻩ اﺑﻦ هﺸ ﺎم / ﻳﻜﻦ اﻹﺳﻼم ﻗﺪ َﻗ ِﻮ َ .٢٥ / ٣ ) (١٨٢اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ٢٦٥ / ١ /ـ .٢٦٦ ) (١٨٣اﻟﺴﺎﺑﻖ .١٥٤ / ٢ / ) (١٨٤اﻟﺒﺨ ﺎري . ٢٧٠ / ٤ /وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ اﻟﻴﻬ ﻮد ﻳﻔﺴ ﺮون ﺗ ﻮراﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ ﻟﻠﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻟﻴﺜﻘﻔ ﻮهﻢ وﻳﻌﻄﻮهﻢ اﻟﻔﺮﺻﺔ آﻲ ﻳﺴﺮﻗﻮا أﻓﻜﺎرهﻢ وﻳﻨﻘﻠﻮهﺎ ﻟﺮﺳﻮﻟﻬﻢ ﻓﻴﺪﻋﻲ أﻧﻬﺎ وﺣﻲ ﺳﻤﺎوي ،ﺑﻞ ﻟﻴﺸﻮﺷﻮا ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ أﻣﺮ دﻳﻨﻬﻢ آﻤﺎ ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺚ .ﺑﻞ إﻧﻬﻢ آﺎﻧﻮا ﻳﺘﻜﺎﺗﺒﻮن ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، وﻟ ﺬﻟﻚ أﻣ ﺮ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم زﻳ ﺪ ﺑ ﻦ ﺛﺎﺑ ﺖ أن ﻳ ﺘﻌﻠﻢ اﻟﻌﺒﺮﻳ ﺔ ﻟﻴﻜﺘ ﺐ إﻟ ﻴﻬﻢ ﻣ ﺎ ﻳﺮﻳ ﺪ اﻟﺮﺳﻮل وﻳﻘﺮأ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺮد ﻣﻦ رﺳﺎﺋﻠﻬﻢ )اﻟﺒﺨﺎري . (٢٤٤ / ٤ / ) (١٨٥ﺳﻨﺘﺤﺪث ﻋﻦ ورﻗﺔ ﺑﻦ ﻧﻮﻓﻞ ﺛﺎﻧﻴ ﺔ ﻓﻴﻤ ﺎ ﺑﻌ ﺪ ﺑﻮﺻ ﻔﻪ واﺣ ﺪا ﻣ ﻦ اﻟﺤﻨﻔ ﺎء .أﻣ ﺎ هﻨ ﺎ ﻓﻘ ﺪ أﻟﺤﻘﻨ ﺎﻩ ﺑﺄه ﻞ اﻟﻜﺘ ﺎب ،اﻟ ﺬﻳﻦ ا ﱡﺗ ِﻬ ﻢ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺑﺄﻧ ﻪ ﺗﻌﻠ ﻢ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ وأﺧ ﺬ ﻋ ﻨﻬﻢ .ذﻟ ﻚ أن ورﻗ ﺔ آ ﺎن ﻧﺼﺮاﻧﻴﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ.
ﺿ ﱠﻤﻨَﻬﺎ ﻗﺮﺁﻧﻪ .وﻣ ﻊ ﺧﻄ ـﻮرة ه ـﺬا اﻻﺗﻬ ـﺎم واﻟﺠـﺪﻳﺪ وﻣـﻦ ﻣﺮوﻳﺎت اﻟﻤﺸﻨﺎ واﻟﺘﻠﻤﻮد و َ )(١٨٦ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺴـﻮق ﻋﻠﻴﻪ دﻟﻴﻼ واﺣﺪا ،ﺑﻞ آﻞ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ هﻮ أن اﻟﻤﻔﺘﺮض ﺣﺪوث ذﻟﻚ . ﺖ ،اﻟ ﺬي ﻳﻘ ﻮل إن ﻣ ﻦ اﻟﻤﻤﻜ ﻦ أن ﻳﻜ ﻮن ورﻗ ﺔ ﻗ ﺪ ﻗ ﺺ ﻋﻠ ﻲ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺑﻌ ﺾ وﻣﺜﻠﻪ ِآِﻠ ْ )(١٨٧ ،وإن ﻣ ﺎ ورد ﻓ ﻲ إﺣ ﺪي اﻟﺴ ﻮر) ﻳﻘﺼ ﺪ ﺳ ﻮرة ﻣ ﺮﻳﻢ(ﻋ ﻦ اﻟﺮواﻳ ﺎت اﻟﻨﺼ ﺮاﻧﻴﺔ )(١٨٨ اﻟﺴﻨﻮات اﻷوﻟﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺎة اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم رﺑﻤﺎ ُأﺧِﺬ ﻣﻨﻪ .ﻓﻬﺎ أﻧ ﺖ ذا ﺗ ﺮي أن اﻷﻣﺮ ﻻﻳﻌﺪو » ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ « و » رﺑﻤﺎ‹‹).(١٨٩ هﺬا آﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن ﻋﻦ ورﻗﺔ ﺑﻦ ﻧﻮﻓﻞ وﺗﺄﺛﻴﺮﻩ اﻟﻤﺰﻋﻮم ﻓﻲ اﻟﻨﺒﻲ واﻟ ﻮﺣﻲ . واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن ورﻗ ﺔ ﻟ ﻢ ﻳﻈﻬ ﺮ ﻓ ﻲ آﺘ ﺐ اﻟﺴ ﻴﺮة واﻟﺘ ﺎرﻳﺦ إﻻ ﺑﻌ ﺪ أن ﻧ ﺰل اﻟ ﻮﺣﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ،أﻣ ﺎ ﻗﺒ ﻞ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻼ). (١٩٠وﻣ ﻦ اﻟﻤﺴ ﺘﺤﻴﻞ أن ﻳﻜ ﻮن اﻟﻤﺆرﺧ ﻮن واﻟﻤﺤﺪﱢﺛﻮن و ُآﺘّﺎب اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻗﺪ ﺣﺬﻓﻮا ﻣﻦ ﺣﻴﺎة ورﻗﺔ وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺜﻴﺮ اﻟﺸﻚ ﻓﻲ ﻣﺼﺎدر اﻟ ﻨﺺ اﻟﻘﺮﺁﻧ ﻲ ،إذ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ دﻳ ﺪﻧﻬﻢ اﻟﺘﺤ ﺮج ﻣ ﻦ رواﻳ ﺔ أي ﺷﻲء ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺴﻴﺮة اﻟﻤﺼﻄﻔﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻗﻂ .وإﻟﻴﻚ ﺗﻌﻠﻴﻖ ورﻗ ﺔ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ أﺗﺘ ﻪ ﺧﺪﻳﺠ ﺔ س ُﻗ ﺪﱡوس .واﻟ ﺬي ﻟﻴﺒﺪي رأﻳﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺷﺎهﺪﻩ اﻟﻨﺒﻲ وﺳﻤﻌﻪ ﻋﻨﺪ ﻏﺎر ﺣﺮاء .ﻗﺎل » ُ :ﻗﺪﱡو ٌ ﺻ َﺪ ْﻗﺘِﻨﻲ ﻳﺎ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻟﻘﺪ ﺟﺎءﻩ اﻟﻨﺎﻣﻮس اﻷآﺒﺮ اﻟﺬي آ ﺎن ﻳ ﺄﺗﻲ ﺖ َ ﻧﻔﺲ ورﻗﺔ ﺑﻴﺪﻩ ﻟﺌﻦ آﻨ ِ )(١٩١ ﻣﻮﺳﻲ ،وإﻧﻪ ﻟﻨﺒﻲ هﺬﻩ اﻷﻣﺔ َ ،ﻓﻘُﻮﻟﻲ ﻟﻪ :ﻓﻠﻴﺜﺒﺖ ‹‹ ،وهﻮ ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﻠ ﻲ أن ورﻗ ﺔ ) (١٨٦إرﭬﻨﺞ.١٠ / ) (١٨٧آﻠﺖ .٣ ٣٦ / ) (١٨٨اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ .٣٥١ / ) (١٨٩وﻋﻠﻲ ﻋﻜﺲ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺬآﺮ أن اﻟﻘﺮﺁن ﻗﺪ ﺻﺮح ﺑﺄﺧﺬ ﺑﻌﺾ ﻗﺼﺺ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻣﻦ ﺻ ﺤﻒ إﺑﺮاهﻴﻢ وﻣﻮﺳ ﻲ ) ص ٣٥٠ /ـ ، (٣٥١ﻣ ﻊ أن آ ﻞ ﻣ ﺎ ﻗﺎﻟ ﻪ اﻟﻘ ﺮﺁن ه ﻮ أن ﻣ ﺎ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ ﺳ ﻮرة » اﻷﻋﻠﻲ « ﻣﻮﺟﻮد ﻓﻲ ﺻﺤﻒ إﺑﺮاهﻴﻢ وﻣﻮﺳﻲ .وهﺬا ﻃﺒﻌ ﺎ ﺷ ﻲء ،وﺗﺼ ﺮﻳﺢ اﻟﻘ ﺮﺁن ﺑﺎﻷﺧ ﺬ ﻋ ﻦ هﺬﻩ اﻟﺼﺤﻒ ﺷﻲء ﺁﺧﺮ ،وإﻻ ﻓﺄﻳﻦ آﺎﻧﺖ ﺻﺤﻒ إﺑﺮاهﻴﻢ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ؟ ﺑﻞ أﻳﻦ ه ﻲ ﺣﺘ ﻲ اﻵن ؟ ﻋﻼوة ﻋﻠﻲ أن اﻟﻘﺮﺁن هﻨﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻲ اﻟﺠﻨﺔ واﻟﻨﺎر وﻣﺎ ﻳﺆدي إﻟﻴﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ أو ﻋﻤ ﻞ ﺳ ﺊ ،ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ ﻗﺼﺺ وﻻ أﺑﻄﺎل ﻣﻦ اﻟﻌﻬ ﺪ اﻟﻘ ﺪﻳﻢ آﻤ ﺎ ﻳ ﺰﻋﻢ اﻟﻜﺎﺗ ﺐ .أﻣ ﺎ ﺗﻔﺴ ﻴﺮ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻟ ﺬﻟﻚ اﻟﺘﻮاﻓﻖ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻴﻪ وﻣﺎ هﻮ ﻣﻮﺟﻮد ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺴﻤﺎوﻳﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻬﻮ أﻧﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ.
) (١٩٠ﻳﺬآﺮ ﺗﻮﻣﺎس هﻴﻮز ﻓﻲ") "The Dictionary of Islamﻣﺎدة " ("Hanifأن ورﻗ ﺔ ه ﻮ اﺑﻦ ﻋﻢ اﻟﺮﺳﻮل )أو اﺑﻦ ﺧﺎﻟﻪ أو ﻋﻤﺘﻪ أو ﺧﺎﻟﺘﻪ ، (his cousin :وهﺬا ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ،ﻓﻘﺪ آ ﺎن اﺑﻦ ﻋﻢ ﺧﺪﻳﺠﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺘﺼ ﻞ ﺑﻬ ﺎ اﻟﺮﺳ ﻮل إﻻ ﺣﻴﻨﻤ ﺎ آﺒ ﺮ وﻧﻀ ﺞ ﻟﻠ ﺰواج .أﻣ ﺎ ورﻗ ﺔ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻓﻠ ﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺳﻴﺮﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم إﻻ ﺑﻌﺪ ﻧﺰول اﻟﻮﺣﻲ ﻋﻠﻴﻪ آﻤﺎ ﺳﻴﺄﺗﻲ. ) (١٩١اﺑﻦ هﺸﺎم . ٢٢٢ / ١ /وﻓﻲ اﻟﺒﺨ ﺎري ) ( ٢٠٨/ ٤ﻣﺜ ﻞ ه ﺬا ،وﻟﻜ ﻦ ﻳﺰﻳ ﺪ ﻋﻠﻴ ﻪ أن ورﻗ ﺔ ﻗﺎل ﻟﻪ » :ﻳﺎﻟﻴﺘﻨﻲ ﻓﻴﻬ ﺎ ﺟ ﺬﻋﺎ أآ ﻮن ﺣﻴ ﺎ ﺣ ﻴﻦ ﻳﺨﺮﺟ ﻚ ﻗﻮﻣ ﻚ« ،ﻓﻘ ﺎل رﺳ ﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻲ هﻢ ؟ « ،ﻓﻘﺎل ورﻗﺔ » :ﻧﻌﻢ ،ﻟ ﻢ ﻳ ﺄت رﺟ ﻞ ﻗ ّ ﺨﺮِﺟ ّ وﺳﻠﻢ َ » :أ َو ُﻣ ْ ﻋ ﻮدِي ، ﻂ ﺑﻤ ﺎ ﺟﺌ ﺖ ﺑ ﻪ إﻻ ُ وإن ﻳﺪرآﻨﻲ ﻳﻮﻣﻚ أﻧﺼﺮك ﻧﺼﺮا ﻣﺆزرا « .
ﺻﺪﱠق ﺑﻨﺒﻮة ﻣﺤﻤﺪ ودﺧﻞ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم .وﻣﻤﺎ ﻳﺪل أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻲ أن ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺠﺎﻣﻠﺔ ﻗﺪ َ ﻓﺎرﻏ ﺔ أو ﺣﻤﺎﺳ ﺔ ﻃﺎرﺋ ﺔ ﻣﻨ ﻪ ،رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﻪ ،أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳﻤ ﺮ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﺑ ﺒﻼل وه ﻮ ﻼ»: ﺣ ٌﺪ َأﺣَﺪ « ﻓﻴﺆﻣﻦ ﻋﻠﻲ ﺻﻴﺎح ﺑﻼل ﻗﺎﺋ ً ﻳﻘﺎﺳﻲ وﻃﺄة اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ اﻟﻔﺎﺟﺮ وﻳﺼﻴﺢ » َ :أ َ ﺣ ٌﺪ واﷲ ﻳﺎ ﺑﻼل « ! ،ﺛﻢ ﻳﻘﺒﻞ ﻋﻠﻲ أﻣﻴﺔ ﺑﻦ ﺧﻠ ﻒ وﻣ ﻦ ﻳﺼ ﻨﻊ ذﻟ ﻚ ﺑ ﻪ ﻣ ﻦ ﺑﻨ ﻲ ﺣ ٌﺪ َأ َ َأ َ ﻦ ﺟ َﻤ ﺢ ﻓﻴﻘ ﻮل » :أﺣﻠ ﻒ ﺑ ﺎﷲ ﻟ ﺌﻦ ﻗﺘﻠﺘﻤ ﻮﻩ ﻋﻠ ﻲ ه ﺬا ﻷﺗﺨﺬ ّﻧ ﻪ ﺣﻨﺎ ًﻧ ﺎ « أي ﻷﺗﺒ ﺮآ ّ ُ )(١٩٢ ﺑﻘﺒﺮﻩ . أﻣﺎ ﻋﻦ دﻳﻦ ورﻗﺔ وﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ﻓﻴﻘﻮل اﺑﻦ اﺳﺤﺎق » :وآﺎن ورﻗﺔ ﻗﺪ ﺗﻨﺼ ﺮ وﻗ ﺮأ اﻟﻜﺘ ﺐ ، وﺳﻤﻊ ﻣﻦ أهﻞ اﻟﺘﻮراة واﻹﻧﺠﻴﻞ‹‹). (١٩٣ﻟﻜﻦ أﻳﺔ آﺘﺐ هﺬﻩ ؟ وﺑﺄﻳﺔ ﻟﻐﺔ آ ﺎن ﻳﻘﺮؤه ﺎ ؟ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻮﺿﺤﻪ اﺑﻦ إﺳﺤﺎق .أﻣﺎ اﻟﺒﺨﺎري ﻓﺈﻧ ﻪ ﻣ ﺮة ﻳ ﻮرد رواﻳ ﺔ ُﻣﻔَﺎده ﺎ أن ورﻗ ﺔ آﺎن ﻳﻜﺘﺐ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ وآﺎن ﻳﻜﺘﺐ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ اﻹﻧﺠﻴﻞ ﻣﺎ ﺷﺎء اﷲ أن ﻳﻜﺘﺐ)،(١٩٤ وﻣﺮة ﻳﻮرد رواﻳﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺗﻘﻮل إﻧﻪ ﻳﻜﺘﺐ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻴﻜﺘﺐ ﻣﻦ اﻹﻧﺠﻴﻞ ﺑﺎﻟﻌﺒﺮاﻧﻴ ﺔ ﻣﺎ ﺷﺎء اﷲ أن ﻳﻜﺘﺐ). (١٩٥ﻓﺄﻳﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺑﻴﻦ اﻟ ﺮواﻳﺘﻴﻦ ؟ ﻋﻠ ﻢ ذﻟ ﻚ ﻋﻨ ﺪ اﷲ ،وإن آ ﺎن ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻧﺒﻲ ﻳﺮي أﻧﻪ ﻟﻮ آﺎﻧﺖ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ واﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻐﻠﻐﻠﺖ ﺣﻘﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓ ﺔ واﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ ﻓﺈن ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻔﻬ ﻮم أﻻ ﺗﻮﺟ ﺪ ﺗﺮﺟﻤ ﺔ ﻋﺮﺑﻴ ﺔ ﻟﻠﻜﺘ ﺎب اﻟﻤﻘ ﺪس .آﻤ ﺎ ﻳﺆآﺪ أﻧﻪ ﺣﺘﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺮاﺑﻊ اﻟﻬﺠﺮي ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﺪ وﺿﻌﺖ ﻟﻺﻧﺠﻴ ﻞ ﺗﺮﺟﻤ ﺔ ﻋﺮﺑﻴ ﺔ). (١٩٦ أﻳﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻦ اﻷﻣﺮ ﻓﺈن اﻟﺜﺎﺑﺖ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎ هﻮ أن ورﻗﺔ ﻗﺪ ﺻﺪﱠق ﺑﻨﺒﻮة ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ .ﻓﺈذا ﻻﺣﻈﻨﺎ أﻧﻪ آﺎن ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﺷﻴﺨﺎ ﻃﺎﻋﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻦ أدرآﻨﺎ ﻗﻴﻤ ﺔ ﺷ ﻬﺎدﺗﻪ ،إذ آﺎن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﻋﻠﻲ ﺷﻴﺦ ﻣﻜﻲ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺤﻴﻦ أن ﻳﺘﻘﺒ ﻞ ﻓﻜ ﺮة أو ﻋﻘﻴ ﺪة ﺟﺪﻳ ﺪة . آﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ أﻻ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﺑﺎﻟﻨﺎ أن ﻣﺤﻤﺪًا آﺎن أﺻﻐﺮ آﺜﻴﺮا ﻣﻦ ورﻗﺔ وﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ أي ﺳﻠﻄﺎن .وﻣﻌﻨﻲ هﺬا أن إﻳﻤﺎن ورﻗﺔ ﺑﻪ آﺎن إﻳﻤﺎﻧًـﺎ ﺻﺎدﻗﺎ ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﻐﺮض ،وإذن ﻓﻤﻦ اﻟﻤﻀﺤﻚ أن ﻧﻈﻦ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ آﻠﻪ أن ﻣﺤﻤﺪا آ ﺎن ﻳ ﺘﻌﻠﻢ ﻣﻨ ﻪ ،وأﻧ ﻪ ) (١٩٢اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم ٢٧٧ / ١ /ـ . ٢٧٨وﻣﻊ هﺬا آﻠﻪ ﻓﺈن إدﻣﻮن ﭘﺎور )ﭼﻮزﻳﻒ هﺒ ﻲ ( ٧٨٢ / ﻳﺰﻋﻢ أن ورﻗﺔ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﺘﺮك اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ واﻋﺘﻨﺎق اﻹﺳﻼم .وهﻮ ﻳﺴﻮق هﺬا اﻟﺮأي ﺑﺪون أوهﻲ دﻟﻴﻞ. ) (١٩٣اﺑﻦ هﺸﺎم .٢٢٢ / ١ / ) (١٩٤اﻟﺒﺨﺎري . ٢٠٨ / ٤١ /واﻧﻈﺮ أﻳﻀﺎ .٢٤٣ / ٢ / ) (١٩٥اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٧ / ١ /واﻟﻤﻼﺣﻆ أن ﻋﺒﺎرة اﻟﺮواﻳﺘﻴﻦ ﻣﺘﻄﺎﺑﻘ ﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒ ﺎ إﻻ ﻓ ﻲ ﺗﻌﻴ ﻴﻦ اﻟﻠﻐ ﺔ اﻟﺘﻲ آﺎن ﻳﻜﺘﺐ ﺑﻬﺎ. ) (١٩٦ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻧﺒﻲ /اﻟﻈﺎهﺮة اﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ . ٢٥٤ /وأﻧﺎ ،وإن آﻨﺖ ﻻ أﺳ ﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﻄ ﻊ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻷﻣ ﺮ ، ﻓﺈﻧﻲ أﻣﻴﻞ إﻟﻲ أن اﻷﺟﺰاء اﻟﺘﻲ آﺘﺒﻬﺎ ورﻗﺔ ﻣﻦ اﻹﻧﺠﻴﻞ آﺎﻧﺖ ﺑﺎﻟﻌﺒﺮﻳ ﺔ ،وإﻻ ﻟ ﺬاﻋﺖ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺤﻨﻔ ﺎء واﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻣﻤﻦ ﻳﻌﺮﻓﻮن اﻟﻘﺮاءة واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ وﻣﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ .وﻟﻌﻞ هﺬا هﻮ اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ أﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﻌﺮف ﻣﺎذا آ ﺎن ﻣﺼ ﻴﺮهﺎ ﺑﻌ ﺪ ﻣﻮﺗ ﻪ .أﻣ ﺎ اﻟﻌﻬ ﺪ اﻟﻘ ﺪﻳﻢ ﻓﻘ ﺪ رأﻳﻨ ﺎ أن ﻳﻬ ﻮد ﻳﺜ ﺮب آ ﺎﻧﻮا ﻳﻘﺮأوﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺮﻳﺔ ﺑﻌ ﺪ أن ه ﺎﺟﺮ اﻟﺮﺳ ﻮل إﻟ ﻲ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ .آﻤ ﺎ رأﻳﻨ ﺎ أن اﻷﺟﺎﻧ ﺐ اﻟ ﺬﻳﻦ آ ﺎﻧﻮا ﺑﻤﻜﺔ واﺗﻬﻢ اﻟﻘﺮﺷﻴﻮن اﻟﺮﺳﻮل ﺑﺄﻧﻪ ﻳ ﺘﻌﻠﻢ ﻣ ﻨﻬﻢ آ ﺎﻧﻮا ﻻ ﻳﻌﺮﻓ ﻮن ﻣ ﻦ اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ إﻻ أﻟﻔﺎﻇ ﺎ ﻣﺤ ﺪودة . وﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﺑﻦ آﺜﻴﺮ أن اﺛﻨﻴﻦ ﻣﻤﻦ ﻗﻴﻞ إﻧﻬ ﻢ اﺗﻬﻤ ﻮﻩ ﺑ ﺎﻟﺘﻠﻘﻲ ﻋ ﻨﻬﻢ آﺎﻧ ﺎ ﻳﻘ ﺮﺁن آﺘﺎﺑ ﺎ ﻟﻬ ﺎ ﺑﻠﻐﺘﻬﻤ ﺎ ، وذﻟﻚ ﻣﻦ ﻏﻴ ﺮ ﺗﻌﻴ ﻴﻦ ه ﺬا اﻟﻜﺘ ﺎب أو ﺗﺤﺪﻳ ﺪ ه ﺬﻩ اﻟﻠﻐ ﺔ .اﻧﻈ ﺮ ﺗﻔﺴ ﻴﺮ اﺑ ﻦ آﺜﻴ ﺮ ﻟﻶﻳ ﺔ ١٠٣ /ﻣ ﻦ ﺳﻮرة » اﻟﻨﺤﻞ «.
هﻮ ﻗﺪ ﺳﻜﺖ ﻋﻦ هﺬا َ ،ﺑ ْﻠ َﻪ ﻗﺪ ﺁﻣﻦ ﺑﻪ واﺗﺒﻌﻪ ووﻗﻒ ﻣﻦ ﻣﻌﺬﺑﻲ أﺗﺒﺎﻋﻪ ﻣﻮﻗﻒ اﻟ ﺮاﻓﺾ ﻟﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮن. وآﻌﺎدﺗﻨﺎ ﺳﻮف ﻧﻨﺴﻲ ﻣﺎ ﻣﺮ وﻧﺘﺠﺎهﻞ ﺗﻔﺎهﺔ وﺗﻬﺎﻓﺖ هﺬﻩ اﻻﺗﻬﺎﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻓﻨﺪﻧﺎهﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﻨﺎد إﻟﻲ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﻤﻮﺛﻘﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﺮﺿ ﻬﺎ ﻋﻠ ﻲ ﺿ ﻮء اﻟﻤﻨﻄ ﻖ اﻹﻧﺴ ﺎﻧﻲ اﻟﻌﺎم ووﺿﻌﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﻣﺠﻬﺮ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ واﻷﺷ ﺨﺎص واﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻲ وﺟﻪ ﺧﺎص ،ﺳﻮف ﻧﻨﺴﻲ هﺬا آﻠﻪ وﻧﻤﻀ ﻲ ﻣ ﻊ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ إﻟ ﻲ ﻧﻬﺎﻳ ﺔ اﻟﺸ ﻮط ﻟﻨﺮي ﻣﺎ هﻢ ﻗﺎﺋﻠﻮن .إن ﺟﺐ ﻣﺜﻼ ﻳﻌﺪد ﻣﺎ أﺧﺬﻩ اﻟﺮﺳﻮل ﻣ ﻦ اﻟﻴﻬ ﻮد ﺑﻌ ﺪﻣﺎ ه ﺎﺟﺮ إﻟ ﻲ ﻳﺜ ﺮب ،ﻓﻴ ﺬآﺮ ﺻ ﻴﺎم ﻋﺎﺷ ﻮراء وﺻ ﻼة اﻟﻈﻬ ﺮ واﺳ ﺘﻘﺒﺎل ﺑﻴ ﺖ اﻟﻤﻘ ﺪس). (١٩٧وﻟﻨﺒ ﺪأ ﺑﺂﺧﺮ ﺷﻲء ذآﺮًا ﻓﻨﻘﻮل إﻧﻨﺎ ﻗﺪ ﻧﺎﻗﺸﻨﺎ هﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،وﺧﻼﺻﺔ ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎﻩ هﻨﺎك إﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم آﺎن ﻳﺼﻠﻲ إﻟﻲ هﺬﻩ اﻟﻘﺒﻠﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﻬﺠﺮة وﻟﻜﻨ ﻪ آ ﺎن ﻳﺠﻌ ﻞ اﻟﻜﻌﺒ ﺔ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻨﻬﺎ ،أي أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳﺴ ﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠﺘ ﻴﻦ .ﻓﻠﻤ ﺎ ه ﺎﺟﺮ إﻟ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ اﺳ ﺘﺤﺎل ﻋﻠﻴ ﻪ أن ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﻞ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪس ﻟﻔﺘﺮة ،ﺛﻢ ﻧﺰل اﻟﻮﺣﻲ اﻹﻟﻬﻲ ﺑﺎﻟﺘﺤﻮل إﻟﻲ اﻟﻜﻌﺒﺔ .وﻗ ﺪ ﻋ ﺮض اﻟﻴﻬ ﻮد ﻋﻠﻴ ﻪ أن ﻳﻌ ﻮد إﻟ ﻲ ﻗﺒﻠ ﺔ ﺑﻴ ﺖ اﻟﻤﻘ ﺪس وﻳﺘﺒﻌ ﻮﻩ ،وه ﻮ ﻣ ﺎ ﻳﺒ ﻴﻦ اﻟﺘﻮاءهﻢ وﺧﺒﺜﻬﻢ ،ﻓﺎﻟﺼﺎدق ﻓﻲ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺪﻳﻨﻪ ﻻ ﻳﻌﺮض ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﻌﺮض .ﻟﻜﻨﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم ﻗﺪ رﻓﺾ ذﻟﻚ .أﻣﺎ اﻟﺰﻋﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﺗﺤﻮل إﻟ ﻲ اﻟﻜﻌﺒ ﺔ ﺑﻌ ﺪ أن ﻳ ﺌﺲ ﻣ ﻦ اﻟﻴﻬ ﻮد ﻓﻬ ﻮ س ﻳﻮﻣﺎ ،ﻓﻀ ﻼ ﻋ ﻦ أن ﻣﻮﻗ ﻒ آﻔ ﺎر زﻋﻢ أﻋﺮج ،إذ إﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻢ ُﻳ ْﻌ َﻬﺪ ﻓﻴﻪ اﻟﻴﺄ ُ ﻣﻜﺔ ﻣﻨﻪ وﻣﻦ دﻳﻨﻪ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺤﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻤ ﺎ ﻳﺒﻌ ﺚ ﻋﻠ ﻲ ﺗﻮﻗ ﻊ إﻳﻤ ﺎﻧﻬﻢ وﺷ ﻴﻜﺎ ﺑﺤﻴ ﺚ ﻳﺼﺢ اﻟﻘﻮل ﺑﺄﻧﻪ آﺎن ﻳﻬﺪف إﻟﻲ إﻗﺎﻣﺔ دﻳﻦ ﻋﺮﺑﻲ ﻗﺒﻠﺘﻪ ﻋﺮﺑﻴﺔ .ﺛﻢ ﻟﻮ ﺻﺢ هﺬا اﻟﺘﻌﻠﻴﻞ أﻓﻼ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ أن اﻟﻨﺒﻲ ،ﺑﺮﻏﻢ آﻞ هﺬا اﻟﻌﻤﺮ اﻟﺬي ﻗﻀﺎﻩ ﻳﺪﻋﻮ ﻗﻮﻣﻪ إﻟ ﻲ دﻳ ﻦ اﷲ ﻓﻠ ﻢ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻪ إﻻ اﻟﻘﻠﻴﻞ ،آﺎن ﻻ ﻳﺰال ﻋﻨﺪﻩ أﻣﻞ آﺒﻴﺮ ﻓﻲ أن ﻳﺘﺒﻌﻮﻩ ﻳﻮﻣﺎ ؟ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻘ ﺎل إذن ﺳ ﺎ ﻣ ﻦ آﻔ ﺎر إﻧﻪ ﻳﺌﺲ ﻣﻦ اﻟﻴﻬﻮد هﻜ ﺬا ﺳ ﺮﻳﻌﺎ ؟) (١٩٨أم ﺗ ﺮاﻩ وﺟ ﺪ أن اﻟﻴﻬ ﻮد أﺷ ﺪ ﻣﺮا ً ﻣﻜﺔ ؟ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ،ﻟﻘﺪ آﺎن اﻟﻴﻬﻮد ﻓﻲ ﻳﺜﺮب ﺣﻴﻨﺬاك أذل وأﺧﻨﻊ ﻣﻦ هﺬا أﻟ ﻒ ﻣ ﺮة ،ﻷن اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ هﻨﺎك آﺎﻧﻮا أﻏﻠﺒﻴﺔ ،وآﺎن اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻓﻲ أﻳﺪﻳﻬﻢ ،وآﺎن ﻟﻬﻢ ﺟﻴﺶ وﻇﻔﺮ وﻧﺎب ،وهﻮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﻢ ﻣﻨﻪ ﺷﻲء ﻓﻲ ﻣﻜ ﺔ .ﺛ ﻢ إن ﻋ ﺪدا آﺒﻴ ﺮا ﻣ ﻨﻬﻢ ﻧﺴ ﺒﻴﺎ ﻗ ﺪ ﺁﻣ ﻦ ﺑ ﻪ ، وﻓﻴﻪ ﺑﻌﺾ أﺣﺒﺎرهﻢ آﻤﺎ ﻣﺮ .ﺛﻢ ﻓﻠﻔﺘﺮض أن اﻟﻴﻬ ﻮد آ ﺎﻧﻮا ﺻ ﺎدﻗﻴﻦ ﻓ ﻲ آﻔ ﺮهﻢ ﺑ ﻪ ، ﻓﻠﻤﺎذا ﺗﺤﺎآﻤﻮا إﻟﻴﻪ ﻓﻲ أﻣﺮ اﻟﺰاﻧﻴﻴﻦ ،وهﻲ ﻋﻘﻮﺑﺔ دﻳﻨﻴﺔ ﻣﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺗ ﻮراﺗﻬﻢ ؟ ) (١٩٩ﺑﻞ ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻌﻴﻨﻮا ﺑﺈﻟﻬﻬﻢ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻬﻢ ﺷﻌﺒﺎ ﻣﺨﺘﺎرا ﻣﻤﻴﱠﺰا ﻋﻠ ﻲ ﺳ ﺎﺋﺮ اﻟﺒﺸ ﺮ ) (١٩٧ﺟﺐ .٤٤ / ﺻ ِﺮﻓَﺖ اﻟﻘﺒﻠﺔ إﻟﻲ اﻟﻜﻌﺒﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺪﻣـﻪ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ إﻟ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﺑﺴ ﻨﺔ وﻧﺼ ـﻒ )اﺑ ﻦ )ُ (١٩٨ هﺸﺎم .(١٨١ / ٢ / ) (١٩٩وﻗﺪ أﺛﺎر اﺳﺘﻐﺮاﺑﻲ ﻓﻲ رواﻳﺔ هﺬﻩ اﻟﺤﺎدﺛﺔ أن اﻟﺮﺳﻮل ﻟﻤﺎ أﻣﺮهﻢ ﺑﺈﺣﻀ ﺎر اﻟﺘ ﻮراة ﻟﻴﻘ ﺮأوا ﻣ ﺎ ورد ﻓﻴﻬﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ اﻟﺰاﻧﻲ وﺿﻊ ﻗﺎرئ اﻟﺘﻮراة ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻲ ﺁﻳﺔ اﻟﺮﺟﻢ ،اﻟﺘﻲ أﻧﻜ ﺮوا أﻧﻬ ﺎ ﻣﻮﺟ ﻮدة ﻓﻴﻬـﺎ .وﻣﺜﺎر اﺳﺘﻐﺮاﺑـﻲ أن ﻳﻠﺠﺄ ذﻟﻚ اﻟﻴﻬـﻮدي إﻟﻲ هﺬا اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺨﺒﻴﺚ اﻟﻤﻔﻀﻮح هﻜﺬا ﻋﻠﻨﺎ ﻋﻠ ﻲ رؤوس اﻷﺷﻬﺎد ،ﺣﺘﻲ ﻗﺮأت ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺔ »أﺧﺒﺎر اﻟﻴـﻮم « اﻟﻘﺎهﺮﻳﺔ ) ﻋ ﺪد اﻟﺴ ﺒﺖ ،١٩٨٥/٩/٢١ ص ،٥ﻋﻤﻮد ( ٥ﻋﻦ ﻣﻨﺎﺣﻢ ﺑﻴﺠﻴﻦ ) ﻓﻲ اﺟﺘﻤﺎﻋﻪ ﺑﺎﻟﺪآﺘﻮر ﻋﺼﻤﺖ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻤﺠﻴ ﺪ ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ أول زﻳﺎرة ﻟﻪ ﻟﻤﺼﺮ ،ردا ﻋﻠ ﻲ زﻳ ﺎرة اﻟ ﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴ ﺎدات ﻟﻠﻘ ﺪس ،اﻟﺘ ﻲ ﺳ ﺘﻌﻮد ﺑﻤﺸ ﻴﺌﺔ اﻟﻮاﺣ ﺪ
وﻳﺤﺎرﺑﻮا ﻣﺤﻤﺪا وﻳﻘﻀﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺮة واﺣﺪة ؟ ﻟﻘﺪ آﺎن ﻣﺤﻤﺪ وأﺗﺒﺎﻋﻪ هﻢ اﻟﺬﻳﻦ اﺳﺘﻌﺎﻧﻮا ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﷲ ﻓﻨﺼﺮهﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ أﻋﻈﻢ اﻧـﺘﺼﺎر .ﻓـﻬﺬا ﻋﻦ اﻟ ِﻘﺒْﻠﺔ ،أﻣﺎ ﺻﻼة اﻟﻈﻬﺮ ﻓﺈﻧﻲ ﻻ ﻦ اﻟﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﻣﻜ ﺔ ﺐ أن اﻟﺼﻠﻮات اﻟﺨﻤﺲ ﻗﺪ ُﻓ ِﺮﺿْﻦ ُآﻠﱡﻬﻦ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬ ّ ﺟ ْ أﻓﻬﻢ آﻴﻒ ﺗﺠﺎهﻞ ِ ﻟﻴﻠﺔ اﻹﺳﺮاء واﻟﻤﻌﺮاج ؟ وﻳﺒﻘﻲ ﺻﻮم ﻋﺎﺷﻮراء .واﻟﻮاﻗﻊ أن اﻟﻮﺣﻲ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻧ ﺰل ﺑﺼﻮم رﻣﻀﺎن ﻓﻨﺴﺦ ﻋﺎﺷﻮراء إﻟﻲ اﻷﺑﺪ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻴﻬﻤﻨﻲ أن أوﺿﺢ أﻣﺮا ﻋﻠﻲ ﻗﺪر آﺒﻴﺮ ﺟﺪا ﻣﻦ اﻷهﻤﻴﺔ ،وهﻮ أن ﺻﻮم ﻳﻮم ﻋﺎﺷﻮراء آﺎن ﻣﻌﺮوﻓًﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ .آ ﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻘ ﻞ أهﻤﻴ ﺔ ﻋ ﻦ ه ﺬا أن اﻟﺮﺳ ﻮل ،ﺣ ﻴﻦ وﻓ ﺪ إﻟ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ورأي اﻟﻴﻬ ﻮد ﻳﺼﻮﻣﻮن هﺬا اﻟﻴﻮم ،أﻣﺮ أﺗﺒﺎﻋﻪ أن ﻳﺼﻮﻣﻮﻩ ﻗﺎﺋﻼ ﻟﻠﻴﻬﻮد » :ﻧﺤﻦ أوﻟﻲ ﺑﻤﻮﺳ ﻲ ﻣ ﻨﻜﻢ ‹‹) ،(٢٠٠وهﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻤﻨﺘﻬﻲ اﻟﻮﺿﻮح أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻠﻘﻬﻢ وﻟ ﻢ ﻳﺘ ﺎﺑﻌﻬﻢ ،ﺑ ﻞ واﺟﻬﻬ ﻢ ﻣﻨ ﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺑﺮأﻳﻪ ﻓﻴﻬﻢ وأﻧﻪ ﻳﻔﺮق ﺑﻴﻨﻬﻢ وﺑـﻴﻦ ﻧﺒﻴﻬﻢ ﻣﻮﺳﻲ ،اﻟﺬي هﻮ ﻣﺜﻠﻪ رﺳﻮل ﻣﻦ ﻋﻨ ﺪ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ .وﻋﻠﻲ أﻳﺔ ﺣﺎل ﻓﺈن ﺻﻴﺎم ﻳﻮم ﻋﺎﺷﻮراء آﺎن ﺗﻄﻮﻋﻴﺎ ،أي أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ أرآﺎن اﻹﺳﻼم ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ أو ﺑﻌﻴﺪ. وﺑﺮﻏﻢ هﺪﻣﻨﺎ ﻟﻤﺰاﻋﻢ ﺟﺐ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻬﺎ ﻧﺤﻦ أوﻻء ﻣﺎﺿﻮن ﻣﻌﻪ إﻟﻲ زﻋ ﻢ ﺟﺪﻳ ﺪ ﻣ ﺆداﻩ أن ﻣﺤﻤﺪا ،ﻋﻨﺪﻣﺎ آﺎن اﻟﻴﻬﻮد ﻳﻨﺘﻘﺪون أﺧﻄ ﺎءﻩ ﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﺮوﻳ ﻪ ﻣ ﻦ ﻗﺼ ﺺ اﻷﻧﺒﻴ ﺎء اﻟﺘ ﻲ ﺗﺨﺘﻠ ﻒ ﻋﻤ ﺎ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ آﺘ ﺒﻬﻢ ،آ ﺎن ﻳ ﺮد ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﺑﻘﻮﻟ ﻪ » :أأﻧ ﺘﻢ أﻋﻠ ﻢ أم اﷲ ؟‹‹). (٢٠١ وﻳﺘﺼﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﻗﻮل ﻣﺮﺟﻠﻴﻮث إن أﺳﻤﺎء ﺑﻌﺾ اﻟﺮﺳﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﻬﺎر إﺳﻼﻣﻴﺔ ( ﻣﺎ ﻳﻠﻲ » :وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺤﺪث ﺑﻴﺠﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺸﺮوﻋﻪ ﻋ ﻦ اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟ ﺬاﺗﻲ ﺑ ﺪأ ﻳﺠ ﺮد اﻟﺤﻜ ﻢ اﻟ ﺬاﺗﻲ ﻣ ﻦ ﺣ ﻖ ﺗﻘﺮﻳ ﺮ اﻟﻤﺼ ﻴﺮ .وآ ﺎن ﻳﺴ ﺘﺨﺪم ﻋﺒ ﺎرة " "Self Ruleﺑ ﺪﻻ ﻣ ﻦ " Self ."Determinationوهﻨﺎ ﺗﺼﺪي ﻟﻪ اﻟﺪآﺘﻮر ﻋﺼﻤﺖ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻤﺠﻴ ﺪ .ﻗ ﺎل ﻟ ﻪ :أﻧ ﺖ أدﻟﻴ ﺖ ﺑﺤ ﺪﻳﺚ ﺳ ِﺌ ْﻠ َ إﻟ ﻲ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳ ﻮن اﻷﻣﺮﻳﻜ ﻲ وﻋﻨ ﺪﻣﺎ ُ ﺖ :ﻣ ﺎذا ﺗﻘﺼ ﺪ ﺑ ـ " " Self Rule؟ ﻗﻠ ﺖ :إﻧﻬ ﺎ ﻣﺸﺎﺑﻬ ـﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻟﻌﺒﺎرة " . "Self Determinationﻗﺎل ﺑﻴﺠﻴﻦ :ﻟﻢ أﻗـﻞ هﺬا . ﻋﺼﻤﺖ :ﻧﺺ اﻟﺤﺪﻳﺚ أﻣﺎﻣﻲ ،وهﺬا ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ أﻧﺖ ﺑﺎﻟﺤﺮف اﻟﻮاﺣﺪ . ﻏﻀﺐ ﺑﻴﺠﻴﻦ :أﻧﺎ أﻋﺮف ﻣﺎذا ﻗﻠﺘﻪ . ﻋﺼﻤﺖ :اﻟﻨﺺ هﻮ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻴﻨﻨﺎ . ﺛﻢ ﺗﺤﺪث ﺑﻴﺠ ﻴﻦ ﻋ ﻦ ﻗ ﺮار ، ٢٤٢وﻻﺣ ﻆ اﻟ ﺪآﺘﻮر ﻋﺼ ﻤﺖ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻤﺠﻴ ﺪ أﻧ ﻪ ﻻ ﻳﺘﻠ ﻮ ﻧ ﺺ اﻟﻘ ﺮار ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ ،وﻟﻔﺖ ﻧﻈﺮ ﺑﻴﺠﻴﻦ إﻟﻲ ذﻟﻚ ،وﻗﺎل :هﺬا هﻮ ﻧﺺ اﻟﻘﺮار .إن ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﻟﻢ ﻳﺮد ﻓﻲ اﻟﻘﺮار . ﺗ ﺄزم ﺑ ﻴﺠﻦ ،وﺗ ﺪﺧﻞ اﻟﻘﺎﺿ ﻲ ﺑ ﺮاك ﻋﻀ ﻮ اﻟﻮﻓ ﺪ اﻹﺳ ﺮاﺋﻴﻠﻲ .ﻗ ﺎل :إن رﺋ ﻴﺲ اﻟ ﻮزراء ﻳﻘﺼ ﺪ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﻟﻘﺮار ٢٤٢ﻻ اﻟﻨﺺ « ،ﻓﻌﻨﺪﺋﺬ زال اﺳ ﺘﻐﺮاﺑﻲ .إن اﻟ ﻨﻔﺲ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﺴ ﺘﻮﻟﻲ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ اﻻﻟﺘ ﻮاء واﻟﺨﺒﺚ ﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﻋﺎﺟﺰة ﻋﻦ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ،وﻳﺼﺒﺢ اﻟﻜﺬب اﻟﻤﻔﻀﻮح هﻮ اﻟﻬﻮاء اﻟﺬي ﺖ ﻣﻨﻪ. ﺣ ِﺮ َﻣ ْ ﺗﺘﻨﻔﺴﻪ وﺗﻤﻮت إذا ُ ) (٢٠٠اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري ، ٣٤١ /٢ /وﺳﻴﺪ ﺳﺎﺑﻖ /ﻓﻘﻪ اﻟﺴﻨﺔ . ٤٥١ / ١ / ) (٢٠١ﺟﺐ . ٤٤ /
اﻟﻘﺪﻳﻢ اﺧﺘﻼﻓﺎ آﺒﻴﺮا) . (٢٠٢واﻟﻮاﻗﻊ أن اﻟﻌﻬ ﺪﻳﻦ اﻟﻘ ﺪﻳﻢ واﻟﺠﺪﻳ ﺪ ﻻ ﻳﺘﻤﺘﻌ ﺎن ،ﺣﺘ ﻲ ﻋﻨ ﺪ آﺜﻴﺮ ﺟﺪا ﻣﻦ اﻟﺪارﺳﻴﻦ اﻟﻐﺮﺑﻴﻴﻦ ،ﺑﻌﺸﺮ ﻣﻌﺸﺎر هﺬﻩ اﻟﺜﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﻬﺎ آ ﻼم ه ﺬﻳﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ). (٢٠٣ﻓﺎﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﻴﻬﻤﺎ إذن ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻋﻠﻲ أﻧﻬﻤﺎ اﻷﺳﺎس اﻟﺬي ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ُﻳﺤَﺎآَﻢ إﻟﻴﻪ اﻟﻘﺮﺁن هﻲ ﻣﻐﺎﻟﻄﺔ ﻓﺎدﺣﺔ .وهﺎ هﻮ ذا ﻣﺮﺟﻠﻴﻮث ﻧﻔﺴﻪ) (٢٠٤ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻳﻌﺘﻨﻘﻬﺎ اﻟﻼهﻮﺗﻴﻮن اﻟﻨﺼﺎري ﻟﻴﺴﻮﻏﻮا ﺑﻬﺎ اﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺞ ﺑﻬ ﺎ آﺘ ﺒﻬﻢ اﻟﻤﻘﺪﺳ ﺔ وﻳﺴ ﻤﻴﻬﺎ " ، "Colouring by the mediumوﻣﻌﻨﺎه ﺎ أن اﻟ ﻮﺣﻲ إﻧﻤ ﺎ ﻳﻨﺰل آﻔﻜﺮة ،ﺛﻢ ﻳﻘﻮم اﻟﻨﺒﻲ اﻟﺬي ﻧﺰل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻮﺣﻲ ﺑﺼﻴﺎﻏﺔ هﺬﻩ اﻟﻔﻜﺮة ﺑﻌﻘﻠﻪ وأﺳﻠﻮﺑﻪ هﻮ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈن اﻷﺧﻄﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﻓ ﻲ اﻟﻜﺘ ﺎب اﻟﻤﻘ ﺪس ﺗﺮﺟ ﻊ إﻟ ﻲ ه ﺬا اﻟﻮﺳ ﻴﻂ ﻻ إﻟﻲ اﻟﺴﻤﺎء ،وهﻮ ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ أﻧﻪ ﺣﺘﻲ ﻻهﻮﺗﻴﻮهﻢ ﻳﺘﻘﻬﻘﺮون ﻣﻦ ﺧﻂ دﻓﺎع إﻟﻲ ﺁﺧﺮ . هﺬا ،وﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﺎرئ أن ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻲ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس وﻳﻘﺮأﻩ ﺑﻌﻴﻦ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ،وﻟﺴﻮف ﻳﺠﺪ ﻣ ﺎ ﻳﺼ ﺪم ﻋﻘﻠ ﻪ ﻓ ﻲ آ ﻞ ﻣﻜ ﺎن ﻣﻨ ﻪ ،ﻓﻤ ﻦ ﺗﺼ ﻮﻳﺮ ﷲ ﺗﺼ ﻮﻳﺮا وﺛﻨﻴ ﺎ آﺄﻧ ﻪ أﺣ ﺪ ﺁﻟﻬ ﺔ اﻹﻏﺮﻳﻖ إﻟﻲ ﺣﻜﺎﻳﺎت ﻋﻦ ﻓﺠﻮر أﻧﺒﻴﺎﺋﻬﻢ ﺗﺸﻴﺐ ﻟﻬﻮﻟﻬﺎ اﻟﻮﻟﺪان إﻟﻲ ﺗﻨﺎﻗﻀ ﺎت ﺗﺎرﻳﺨﻴ ﺔ وداﺧﻠﻴ ﺔ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ اﻟﺘﻮﻓﻴ ﻖ ﺑﻴﻨﻬ ﺎ ﺑﺤ ﺎل). (٢٠٥وﻗﺒ ﻞ أن أﻧﺘﻘ ﻞ إﻟ ﻲ اﻟﻨﻘﻄ ﺔ اﻷﺧﻴ ﺮة ﻓ ﻲ ﻣﻼﺣﻈﺎت اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻘﺮﺁن ﺑﻜﺘﺐ اﻟﻴﻬﻮد واﻟﻨﺼﺎري أﻃﺮح هﺬا اﻟﺴ ﺆال :ﻟﻘﺪ آﺎن ﺑﻴﻦ أﺗﺒﺎع ﻣﺤﻤﺪ أﻋﺪاد آﺒﻴﺮة ﻣﻦ أهﻞ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬﻳﻦ دﺧﻠﻮا اﻹﺳ ﻼم وﻧﺼ ﺮوﻩ وﺁزروﻩ ،وﺣﺎرﺑﻮا أهﻞ أدﻳﺎﻧﻬﻢ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،وآ ﺎﻧﻮا ﻋﻠ ﻲ دراﻳ ﺔ واﺳ ﻌﺔ ﺑﻜﺘ ﺒﻬﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴ ﺔ ، ﻓﻠﻤﺎذا ﻟﻢ ﻳﺤﺎول ﻣﺤﻤﺪ أن ﻳﺴﺘﻄﻠﻊ ﻣﺎ ﻋﻨﺪهﻢ ﻗﺒﻞ اﺧﺘﺮاع أي وﺣ ﻲ ﻳﺘﻌﻠ ﻖ ﺑﺘ ﺎرﻳﺦ ﺑﻨ ﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ واﻟﻨﺼﺎري ﺣﺘﻲ ﻻ ﻳﻨﻜﺸﻒ ﺧﻄﺆﻩ ﻓﻴﺮﻳﺢ ﺑﺬﻟﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﺮ|ﺁن وهﺬﻩ اﻟﻜﺘﺐ ؟ إن اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﺴﺆال هﻲ أﻧﻪ آﺎن ﻳﻌﻠﻢ ﻳﻘﻴﻨ ﺎ أن ﻗﺮﺁﻧ ﻪ ﻣ ﻮﺣﻲ ﺑ ﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ وأن اﻟﺘﻮراة واﻹﻧﺠﻴﻞ ﻗﺪ أﺻﺎﺑﻬﻤﺎ اﻟﺘﺤﺮﻳﻒ. وﺑ ﺬﻟﻚ ﻧﺒﻠ ﻎ اﻟﻨﻘﻄ ﺔ اﻷﺧﻴ ﺮة ،وه ﻲ اﺳ ﺘﻐﺮاب ﺟ ﺐ أﻧ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻮﻗ ﺖ اﻟ ﺬي ﻳ ﺮﻓﺾ ﻓﻴ ﻪ ﺻ ﻠِﺐ إذا ﺑ ﻪ اﻟﻘ ﺮﺁن ﺑﻨ ﻮة ﻋﻴﺴ ﻲ ﷲ رﻓﻀ ﺎ ﺣﺎﺳ ﻤﺎ وﻳﻨﻔ ﻲ ﺑ ﻨﻔﺲ اﻟﻘ ﻮة أن ﻳﻜ ﻮن ﻗ ﺪ ُ ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﻨﺼﺎري أﻧﻔﺴﻬﻢ أآﺜﺮ ﻣ ﻦ ﻣ ﺮة ﺑﻌﺒ ﺎرات ود ّﻳ ﺔ .وه ﻮ ﻳﻌ ﺰو ه ﺬا إﻟ ﻲ أن ) (٢٠٢ﻣﺮﺟﻠﻴﻮث . ٧٣ / ) (٢٠٣اﻧﻈ ﺮ ﻣ ﺜﻼ ﻣﺎﻟ ﻚ ﺑ ﻦ ﻧﺒ ﻲ /اﻟﻈ ﺎهﺮة اﻟﻘﺮﺁﻧﻴ ﺔ . ٦٤ /أﻣ ﺎ ﻣﻮﻧﺘﻴ ﻪ ،اﻟ ﺬي ﻳ ﺬآﺮﻩ اﻟﻤﺆﻟ ﻒ ﻓ ﻲ اﻟﻬﺎﻣﺶ وﻳﺤﻴﻞ ﻋﻠﻲ آﺘﺎﺑﻪ » ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس« ،ﻓﻬﻮ ﻣﺴﺘﺸﺮق ﺳﻮﻳﺴﺮي ﺗ ﺮﺟﻢ اﻟﻘ ﺮﺁن إﻟ ﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ وآﺘﺐ ﻟﻪ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺗﻌﺮض ﻓﻴﻬﺎ ﻟﺘ ﺎرﻳﺦ اﻟﻘ ﺮﺁن وﻣﺼ ﺎدرﻩ آﻤ ﺎ ﻳﺘﺨﻴﻠﻬ ﺎ .وﻗ ﺪ ﻗ ﺎم آﺎﺗ ﺐ ه ﺬﻩ اﻟﺴﻄﻮر ﺑﺪراﺳﺔ هﺬﻩ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ دراﺳﺔ ﻣﻄﻮﻟﺔ ﺑ ﻴﻦ ﻓﻴﻬ ﺎ ﺿ ﻌﻒ ه ﺬا اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮق ﺑ ﻞ ﻋﺠ ﺰﻩ ﻋ ﻦ ﻓﻬ ﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﻘﺮﺁﻧﻲ واﻟﺴﺨﺎﻓﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮرط ﻓﻴﻬ ﺎ ،آﻤ ﺎ ﻗ ﺎم ﺑﺘﺮﺟﻤ ﺔ ﻣﻌﻈ ﻢ اﻟﻤﻘﺪﻣ ﺔ اﻟﻤﺸ ﺎر إﻟﻴﻬ ﺎ وﻋﻘ ﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻌﻘﻴﺒﺎ ﻣﺴﺘﻔﻴﻀﺎ ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ »اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن واﻟﻘﺮﺁن « .واﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﻧﻘﺪ اﻟﻜﺘ ﺎب اﻟﻤﻘ ﺪس ﺑﻌﻬﺪﻳ ﻪ اﻟﻘﺪﻳﻢ واﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﺎدة » « Bibleﻓﻲ داﺋﺮة اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ .وﻳﻤﻜ ﻦ اﻻﺳ ﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻜﺘ ﺎب ﻣ ﻮرﻳﺲ ﺑﻮآﺎي» اﻟﻘ ﺮﺁن اﻟﻜ ﺮﻳﻢ واﻟﺘ ﻮراة واﻹﻧﺠﻴ ﻞ واﻟﻌﻠ ﻢ« )اﻟﺒﺎﺑ ﺎن اﻷول واﻟﺜ ﺎﻧﻲ ( ﻟﻤﻌﺮﻓ ﺔ ﻣ ﺪي اﻣ ﺘﻼء اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس ﺑﺎﻷﺧﻄﺎء اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﻔﺎدﺣﺔ ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁن .وهﺬا ﻣ ﺎ دﻋ ﺎ ﻣﺆﻟ ﻒ ذﻟﻚ اﻟﻜﺘﺎب ،وهﻮ ﻃﺒﻴﺐ ﻓﺮﻧﺴﻲ ،إﻟﻲ اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻹﺳﻼم . ) (٢٠٤ص. ٦٣ / ) (٢٠٥ﺧﺼﺺ اﺑﻦ ﺟﺰم ﻋﺪدا آﺒﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻮل ﻣﻦ آﺘﺎﺑﻪ» اﻟ ِﻔﺼَﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻠ ﻞ واﻷه ﻮاء واﻟﻨﺤ ﻞ « ﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس ﺑﻌﻬﺪﻳﻪ دراﺳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻏﺎدرﺗْﻪ آﺎﻟﻤﺼﻔﺎة َآ ْﺜ َﺮ َة ﺛﻘﻮب .
ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﺑﺎﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة) . (٢٠٦وﻋﻠ ﻲ رﻏ ﻢ أن ﺟ ﺐ ﻟ ﻢ ﻳﺤ ﺪد اﻟﻤﻮاﺿ ﻊ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻘ ﻮل إن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻳﺘﺤ ﺪث ﻓﻴﻬ ﺎ ﻋ ﻦ اﻟﻨﺼ ﺎري ﺑﻌﺒﺎرات ودﻳ ﺔ ﻓﺈﻧﻨ ﺎ ﻧﺴ ﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺸ ﻴﺮ إﻟ ﻲ اﻵﻳ ﺔ ٦٩ﻣ ﻦ ﺳ ﻮرة اﻟﻤﺎﺋ ﺪة » إن اﻟ ﺬﻳﻦ ﻋ ِﻤ ﻞ ﺻ ﺎﻟﺤﺎ ﺧ ِﺮ و َ ﺁﻣﻨﻮا واﻟﺬﻳﻦ هﺎدوا واﻟﺼﺎﺑﺌﻮن واﻟﻨﺼﺎري ﻣﻦ ﺁﻣﻦ ﺑﺎﷲ واﻟﻴ ﻮ ِم اﻵ ِ ف ﻋﻠ ﻴﻬﻢ وﻻ ه ﻢ َﻳ ْ ﻓﻼ ﺧﻮ ٌ ﺤﺰَﻧ ﻮن « وﺗﺸ ﺒﻬﻬﺎ إﻟ ﻲ ﺣ ﺪ آﺒﻴ ﺮ اﻵﻳ ﺔ ٦٢ﻣ ﻦ ﺳ ﻮرة ن أﺷ ﱠﺪ اﻟﻨ ﺎس ﺠﺪ ﱠ »اﻟﺒﻘﺮة ) « ،وآﺬﻟﻚ اﻵﻳﺔ ٨٢ﻣ ﻦ ﺳ ﻮرة » اﻟﻤﺎﺋ ﺪة « أﻳﻀ ﺎ » َ :ﻟ َﺘ ِ ن أ ْﻗ َﺮﺑَﻬﻢ ﻣﻮد ًة ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮا ﺠ َﺪ ّ ﺷﺮَآﻮا .وَﻟ َﺘ ِ ﻋﺪاو ًة ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا اﻟﻴﻬﻮ َد واﻟﺬّﻳﻦ أ ْ :إﻧﱠﺎ ﻧﺼﺎري ... «.واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﻧﻪ ﻻ ﺗﻌﺎرض هﻨﺎك إﻃﻼﻗﺎ ،ﻓﺎﻵﻳﺔ اﻷوﻟ ﻲ ﺗﺸ ﺘﺮط ﻓ ﻲ ﻧﺠﺎة اﻟﻨﺼﺎري وﻏﻴﺮهﻢ أن ﻳﺆﻣﻨﻮا ﺑﺎﷲ واﻟﻴﻮم اﻵﺧﺮ وﻳﻌﻤﻠﻮا ﺻﺎﻟﺤﺎ ،وهﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻠﺰم أن ﻳﺆﻣﻨﻮا ﺑﻜﻞ اﻟﺮﺳﻞ ﻣﻦ ﺁدم إﻟ ﻲ ﻣﺤﻤ ﺪ) . (٢٠٧وﺗﻮﺿ ﺢ ذﻟ ﻚ اﻵﻳﺘ ﺎن ١٥١ – ١٥٠ ﺳ ﻠﻪ ،وﻳﺮﻳ ﺪون أن ﻣﻦ ﺳﻮرة » اﻟﻨﺴﺎء « ،إذ ﺗﻘ ﻮﻻن » :إن اّﻟ ﺬﻳﻦ ﻳ ْﻜ ُﻔ ﺮون ﺑ ﺎﷲ و ُر ُ ﻦ ﺑﺒﻌﺾ وﻧ ْﻜﻔُﺮ ﺑﺒﻌﺾ وﻳﺮﻳﺪون أن ﻳﺘﱠﺨﺬوا ﺑﻴﻦ ﺳﻠِﻪ ،وﻳﻘﻮﻟﻮن ُﻧ ْﺆ ِﻣ ُ ﷲ و ُر ُ ﻳُﻔﺮﱢﻗﻮا ﺑﻴﻦ ا ِ ﻋ َﺘﺪْﻧﺎ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻋﺬاﺑﺎ ﻣُﻬﻴﻨﺎ « .وﻣﺜﻠﻬﻤﺎ اﻵﻳﺔ ذﻟﻚ ﺳﺒﻴﻼ $أوﻟﺌﻚ هﻢ اﻟﻜﺎﻓﺮون ﺣﻘﺎ ،وَأ ْ ب أﻧﺰﻟﻨ ﺎﻩ ﻣﺒ ﺎرك ٩٢ﻣﻦ ﺳﻮرة» اﻷﻧﻌﺎم« ،اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻲ اﻟﻘﺮﺁن ﻗﺎﺋﻠﺔ » :وه ﺬا آﺘ ﺎ ٌ ﻦ ﺣﻮﻟﻬ ﺎ .واﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺆﻣﻨ ﻮن ﺑ ﺎﻵﺧﺮة ق اﻟ ﺬي ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ،وِﻟ ُﺘ ْﻨ ِﺬ َر ُأمﱠ اﻟﻘ ﺮي و َﻣ ْ ﻣﺼ ﺪ|ﱢ ُ ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﻪ ،وهﻢ ﻋﻠﻲ ﺻﻼﺗﻬﻢ ﻳُﺤﺎﻓِﻈﻮن « .وﺗﺄﺗﻲ اﻵﻳﺔ 29ﻣﻦ ﺳﻮرة » اﻟﺘﻮﺑ ﺔ « ﻟﺘﻮﺿﺢ اﻷﻣﺮ ﺗﻮﺿﻴﺤﺎ ﺳﺎﻃﻌًﺎ ﻻ ﻟﺒﺲ ﻓﻴﻪ ،إذ ﺗﻘﻮل » :ﻗ ﺎﺗِﻠﻮا اﻟ ﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻨ ﻮن ﺑ ﺎﷲ ﺠ ْﺰ َﻳ َﺔ ﻋﻦ ﻖ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ أوﺗﻮا اﻟﻜﺘﺎب ﺣﺘﻲ ُﻳ ْﻌﻄُﻮا اﻟ ِ ﻦ اﻟﺤ ﱢ ﺧ ِﺮ وﻻ ﻳَﺪﻳﻨﻮن دِﻳ َ وﻻ ﺑﺎﻟﻴﻮم اﻵ ِ َﻳ ٍﺪ َو ُه ْﻢ ﺻ ﺎﻏﺮون « .وﻏﻴ ﺮ ذﻟ ﻚ آﺜﻴ ﺮ ،ﻣﻤ ﺎ ﻳﻘﻄ ﻊ ﺑ ﺄن رأي اﻟﻘ ﺮﺁن آ ﺎن داﺋﻤ ﺎ أن اﻟﻴﻬﻮد واﻟﻨﺼﺎري إذا ﺑﻘُﻮا ﻋﻠﻲ ﻣﺎ هﻢ ﻋﻠﻴ ﻪ رﻏ ﻢ اﺗﻀ ﺎح اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ﻟﻬ ﻢ ﻓﻠ ﻦ ﻳﻤﻜ ﻨﻬﻢ أن ﻳﻔﻮزوا ﺑﺎﻟﻨﺠﺎة ﻳﻮم اﻟﺪﻳﻦ ،وإذن ﻓﻼ ﺑﺪ أن ﻳﺪﺧﻠﻮا ﻓﻲ اﻹﺳ ﻼم وﻳﺆﻣﻨ ﻮا ﺑﻨﺒﻴ ﻪ واﻟﻘ ﺮﺁن اﻟﺬي أﻧﺰل ﻋﻠﻴﻪ .هﺬا ﻋ ﻦ اﻵﻳ ﺔ اﻷوﻟ ﻲ ،أﻣ ﺎ اﻵﻳ ﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ ﻓﺈﻧﻬ ﺎ وﻣ ﺎ ﺑﻌ ﺪهﺎ ﻣ ﻦ ﺁﻳ ﺎت ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻲ واﻗﻌ ﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬ ﺎ ،إذ ورد ﻋﻠ ﻲ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم وه ﻮ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻓﺮﻳ ﻖ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺼ ﺎري وﻓ ﻴﻬﻢ ﻗﺴﺎوﺳ ﺔ ورهﺒ ﺎن ﻣﺨﻠﺼ ﻮن .وآﺎﻧ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻄﺎﺋﻔ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺼﺎري ﺗﺘﺤﻠﻲ ﺑﺮﻗﺔ اﻟﻘﻠﺐ واﻟﺘﻮاﺿﻊ ﻟﻠﺤﻖ ،ﻓﺄﺳﺮﻋﺖ إﻟﻲ إﻋﻼن اﻹﻳﻤﺎن ﺑﺎﻹﺳ ﻼم واﻟﻘﺮﺁن ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗُﻠﻴﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺁﻳﺎﺗﻪ وﻓﺎﺿﺖ أﻋﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ اﻟ ﺪﻣﻊ) . (٢٠٨ه ﺬا ،وﺳ ﻮف ﻧﺒ ﻴﻦ ) (٢٠٦ﺟﺐ ٤٥ /ـ . ٤٦ ي إﻧﺴﺎن ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻳﻀﻤﻦ ﻧﺠﺎﺗﻪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .وهﺬﻩ ﻗﻀﻴﺔ ﺟﺪ هﺎﻣ ﺔ ،ﻷن ﻣﻌﻨ ﻲ ه ﺬا ) (٢٠٧أي أن أ ّ اﻟﻜﻼم أن اﻹﺳﻼم ﻣﻔﺘﻮح ﻟﻜﻞ اﻟﻨ ﺎس واﻷﺟﻨ ﺎس وﺟﻤﻴ ﻊ أﺻ ﺤﺎب اﻟ ﺪﻳﺎﻧﺎت اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺔ ،ﻏﻴ ﺮ ﻣﻘﺼ ﻮر ﻼ ،اﻟﺘ ﻲ ﺗﺤﺼ ﺮ اﻟﺨ ﻼص ﻓ ﻲ ﺑﻨ ﻲ إﺳ ﺮاﺋﻴﻞ ﻋﻠ ﻲ أﺣ ﺪ ﻣ ﻨﻬﻢ دون أﺣ ﺪ ،ﻋﻠ ﻲ ﻋﻜ ﺲ اﻟﻴﻬﻮدﻳ ﺔ ﻣ ﺜ ً وﺣﺪهﻢ .وﻳﺆآﺪ ﺻ ﺤﺔ ه ﺬا اﻟﺘﻔﺴ ﻴﺮ أن ه ﺬﻩ اﻵﻳ ﺔ ) وﻣﺜﻠﻬ ﺎ اﻵﻳ ﺔ ٦٢/ﻣ ﻦ ﺳ ﻮرة» اﻟﺒﻘ ﺮة « ( ﻗ ﺪ وردت ﻓﻲ ﺳﻴﺎق اﻟﻜﻼم ﻋﻦ اﻟﻴﻬﻮد وﻏﺮورهﻢ وﻏﺒﺎﺋﻬﻢ وﺗﺼﻮرهﻢ أﻧﻬـﻢ ﻧﺎﺟـﻮن ﻣﻬﻤـﺎ ﻓﻌﻠ ﻮا ،ﻓﻬ ﻢ أﺑﻨﺎء اﷲ وأﺣﺒﺎؤﻩ ،واﻟﻨﺎر ﻟﻦ ﺗﻤﺴﻬـﻢ ) إذا ﻣﺴﺘﻬﻢ ( أآﺜﺮ ﻣﻦ أﻳﺎم ﻣﻌﺪودات . ) (٢٠٨واﻧﻈﺮ أﻳﻀﺎ ﻣﻨﺰﻳﺲ ) ص ، ( ٢٣٨ /اﻟﺬي ﻳﺪّﻋﻲ هﻮ آﺬﻟﻚ أن ﺛﻤﺔ ﺗﻨﺎﻗﻀ ﺎ ﻓ ﻲ رأي اﻹﺳ ﻼم ﻓﻲ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ واﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ .وﻟﻤﺎ آﺎن ردي ﻋﻠﻲ ﺟﺐ ﻗﺪ ﺷﻤﻞ أهﻞ اﻟﻜﺘﺎب ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻳﻬﻮدا وﻧﺼﺎري ﻟ ﻢ أر داﻋﻴ ﺎ ﻟﻤﻨﺎﻗﺸ ﺔ ﻣﻨ ﺰﻳﺲ .ه ﺬا ،وﻗ ﺪ ﺳ ﺒﻖ أن ﻧﺎﻗﺸ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ ﻓ ﻲ آﺘ ﺎﺑﻲ» اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻮن واﻟﻘﺮﺁن« ) ص ٤٦ /ـ .( ٤٨
ل ﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﻜﺘ ﺎب أن اﻹﺳ ﻼم ﻗ ﺪ ﺟ ﺎء ﻟﺘﺼ ﺤﻴﺢ ﻣ ﺎ أﺻ ﺎب اﻟﻴﻬﻮدﻳ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣﻮﺿ ﻊ ﺗ ﺎ ٍ ﻒ وﺗﺸﻮﻳ ٍﻪ وﻟﺘﺨﻔﻴﻒ اﻟﻘﻴﻮد اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﻬﺎ اﷲ ﻋﻠﻲ ﺑﻨﻲ إﺳﺮاﺋ ـﻴﻞ ، واﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺤﺮﻳ ٍ وأن اﻷﻣﺮ ﻟـﻢ ﻳﻜﻦ أﺧﺬا وﻻ اﻗﺘﺒﺎﺳًﺎ آﻤﺎ ﻳﻜﺬب اﻟﺰاﻋﻤﻮن. وﻣﻤﻦ زﻋﻢ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻗﺪ أﺧﺬ ﻣﻨﻬﻢ :اﻟﺤﻨﻔﺎء .وهﻢ أﻓﺮاد ﻣﻦ اﻟﻌﺮب ﻇﻬﺮوا ﻗﺒﻴﻞ اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻟﻢ ﻳﻘﻨﻌﻬﻢ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ أﻗﻮاﻣﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻋﺒ ﺎدة أﺻ ﻨﺎم وﺗﻈ ﺎﻟﻢ وﻏﻴ ﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﻈﺎهﺮ اﻟﺘﺤﻠﻞ اﻟﺮوﺣﻲ واﻟﻔﺴﺎد اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .وﺑﺪﻻ ﻣﻦ أن ﻳﺮي اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن ﻓﻲ ذﻟ ﻚ دﻟ ﻴﻼ ﻋﻠ ﻲ أن اﻟﺠ ﻮ آ ﺎن ﻳﺴ ﺘﺪﻋﻲ ﻇﻬ ﻮر ﻧﺒ ﻲ ﻳﺼ ﻠﺢ ه ﺬا اﻟﺤ ﺎل اﻟﻤﺎﺋ ﻞ ﻓ ﻲ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮب وﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻌًﺎ ،إذ آﺎﻧ ﺖ اﻷوﺿ ﺎع ﻓ ﻲ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳ ﺎت اﻟﻌﺎﻟﻤﻴ ﺔ ﻓ ﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﺒﻪ اﻟﺠﺰﻳﺮة ﺳﻮءًا ﺑﻞ أﺳ ﻮأ) ، (٢٠٩ﻧ ﺮاهﻢ ،آﻌﻬ ﺪهﻢ ﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﺘﻌﻠ ﻖ ﺑﺎﻹﺳﻼم وﻧﺒﻴﻪ ،ﻳﺘﻬﻤﻮﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﺑﺎﻷﺧﺬ ﻣﻦ هﺆﻻء اﻟﺤﻨﻔﺎء. وﻓﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻨﺎ ﻟﻬﺬا اﻻدﻋﺎء أﺣﺐ أن أﺿﻊ ﺗﺤﺖ ﺑﺼﺮ اﻟﻘﺎرئ هﺬﻩ اﻟﺤﻘ ﺎﺋﻖ اﻟﺘﺎﻟﻴ ﺔ :أن ي ﻣ ﻨﻬﻢ ﻻﻧﺒ ﺮي واﺣ ﺪ ع هﺬا .وﻟﻮ ﺣﺪث أن اﻟﻨﺒﻲ ﻗ ﺪ ﺗﻌﻠ ﻢ ﻣ ﻦ أ ﱟ أﺣﺪا ﻣﻦ اﻟﺤﻨﻔﺎء ﻟﻢ ﻳ ﱠﺪ ِ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻲ اﻷﻗﻞ ) وﻟ ﻴﻜﻦ أﻣﻴ ﺔ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ اﻟﺼ ﻠﺖ ،اﻟ ﺬي ﻟ ﻢ ﻳﺸ ﺄ أن ﻳ ﺆﻣﻦ ﺑ ﺎﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ،ﻷﻧﻪ آﺎن ﻳﻄﻤﻊ أن ﻳﻜﻮن ه ﻮ اﻟﺮﺳ ﻮل اﻟﻤﺨﺘ ﺎر وﻗ ﺎل» :ﻻ ﺗﺼ ﺪﻗﻮا ﻲ آ ﺬاب .ﻟﻘ ﺪ ﺗﻌﻠ ﻢ ﻣﻨ ﺎ ،وأﺧ ﺬ ﻣ ﺎ ﻋﻠّﻤﻨ ﺎﻩ إﻳ ﺎﻩ وﻟﻔ ﻖ ﻣﻨ ﻪ دﻳ ًﻨ ﺎ ( «. ﻣﺤﻤﺪا ،ﻓﺈﻧﻪ دﻋ ّ وﻟﻜﻦ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث ،ﻓﻜﻴ ﻒ ﻳﺤ ﻖ ﻷي ﻣﺴﺘﺸ ﺮق أن ﻳﺘﻘ ﺪم ﺑﻤﺜ ﻞ ه ﺬا اﻻﺗﻬ ﺎم ﺑﻌﺪ أآﺜﺮ ﻣﻦ
أرﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻗﺮﻧﺎ وﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻳﺪﻳﻪ أي دﻟﻴﻞ ؟ أهﺬﻩ هﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺸﺪﻗﻮن داﺋﻤﺎ ﺑﻬﺎ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺮﻣﻮﻧﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻧﺪاﻓﻊ ﻋﻦ دﻳﻨﻨ ﺎ ﺑ ﺎﻟﺤﻖ واﻟﺒﺎﻃ ﻞ ،ﻣ ﻊ أن آﺜﻴ ﺮﻳﻦ ﺻﻤﺎ وُﺑ ْﻜﻤًﺎ ،ﺑﻞ ﻋ ْﻤﻴًﺎ و ُ ﻣﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺘﻨﺎول هﺬﻩ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت ﻟﻢ ﻳﺨﺮوّا ﻋﻠﻲ اﻟﻘﺮﺁن ُ آﺎﻧﺖ ﻟﻬﻢ ﻣﻊ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﺤﺎورات ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻗﻠﺒﻮا ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻔﻜﺮ واﻟﻤﺮاﺟ ﻊ وأﻋ ﺎدوا اﻟﻨﻈ ﺮ ﻓ ﻲ ﻦ آﺎن أوﻟﻲ إذن ﺑﺎدﻋﺎء أﺷﻴﺎء آﺜﻴﺮة ؟ ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﻟﻮ أن ﻣﺤﻤﺪا آﺎن ﻗﺪ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﺤﻨﻔﺎء ،ﻓ َﻤ ْ اﻟﻨﺒ ﻮة ؟ واﺣ ٌﺪ ﻣ ﻦ اﻷﺳ ﺎﺗﺬة اﻷﺻ ﻼء أم ﻣﺤﻤ ﺪ ﺗﻠﻤﻴ ﺬ ه ﺆﻻء اﻷﺳ ﺎﺗﻴﺬ اﻷﺟ ﻼء ؟ وﻻ ﻳﻘﻮﻟﻦ أﺣﺪ إﻧﻬﻢ آﺎﻧﻮا ﻣﺸﻐﻮﻟﻴﻦ ﻓﻘﻂ ﺑﻤﺼﺎﺋﺮهﻢ اﻟﻔﺮدﻳﺔ ،ﻓﻘﺪ آﺎﻧﻮا داﺋﻤﺎ ﻳﻌﻴﺒ ﻮن ﻋﻠ ﻲ أﻗ ﻮاﻣﻬﻢ ﻗ ﺒﺢ ﻣ ﺎ ﻳﻌﺘﻘ ﺪون وﻳﺼ ﻨﻌﻮن ،وآ ﺎن ﻟﺒﻌﻀ ﻬﻢ ﻣ ﻮاﻋﻆ ﻓ ﻲ اﻷﺳ ﻮاق
ﻼ اﻟﻌﻘ ﺎد /ﻣﻄﻠ ﻊ اﻟﻨ ﻮر ) اﻟﻔﺼ ﻼن ٢ /و ، ٣وﻋﻨﻮاﻧﺎهﻤ ﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺘ ﻮاﻟﻲ : ) (٢٠٩اﻧﻈﺮ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ﻣ ﺜ ً »اﻷﺣﻮال اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺪﻋﻮة اﻟﻤﺤﻤﺪﻳﺔ « و »اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﻌﺜ ﺔ اﻟﻤﺤﻤﺪﻳ ﺔ « ( .واﻧﻈ ﺮ آﺬﻟﻚ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﻣﻦ »ﺣﻴﺎة ﻣﺤﻤﺪ « ﻟﻠﺪآﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻴﻦ هﻴﻜ ﻞ ،وﻋﻨﻮاﻧ ﻪ» ﺑ ﻼد اﻟﻌ ﺮب ﻗﺒ ﻞ اﻹﺳﻼم « .
واﻟﻤﺠ ﺎﻣﻊ) ، (٢١٠وﻟﻜ ﻦ أﺣ ﺪا ﻣ ﻨﻬﻢ ﻗ ﻂ ﻟ ﻢ ﻳ ﺪّع اﻟﻨﺒ ﻮة ،ﻓﻤ ـﺎ اﻟﺴ ﺒﺐ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ﻣ ﺎ دام ادﻋﺎؤهﺎ ﺳﻬﻼ إﻟﻲ ﺣﺪ أن ﺗﻠﻤﻴﺬا ﻣﻦ ﺗﻼﻣﻴﺬهﻢ ﻣﺜﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﻗ ﺪ زﻋ ﻢ أﻧ ﻪ ﻧﺒ ﻲ ﻳ ﻮﺣﻲ إﻟﻴ ﻪ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ؟ ﻟﻘﺪ أﺳﻠﻢ ورﻗﺔ ﺑﻌﺪ أن اﺳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ) ، (٢١١آﻤﺎ أﺳﻠﻢ أﻳﻀﺎ ﻋﺒﻴ ﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺟﺤﺶ ﺑﻌﺪ اﻻﻟﺘﺒﺎس اﻟﺬي آﺎن ﻓﻴﻪ ،ﺛﻢ ﻇﻞ ﻣﺴﻠﻤﺎ إﻟﻲ أن ه ﺎﺟﺮ إﻟ ﻲ اﻟﺤﺒﺸ ﺔ ، وهﻨﺎك ﺗﻨﺼﱠﺮ وﻣﺎت ﻋﻠﻲ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ .واﻟﻤﻼﺣﻆ ﻣﻦ ﺳﻴﺮﺗﻪ أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻻ ﻳﺤﺘ ﺮم ﻏﺮﺑ ﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻼد ،إذ آﺎن ﻳﻐ ﻴﻈﻬﻢ ﺑﻘﻮﻟ ﻪَ » :ﻓ ﱠﻘﺤْﻨ ﺎ وﺻﺄﺻ ﺄﺗﻢ«). (٢١٢وواﺿ ﺢ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺼﺒﺮ ﻋﻠﻲ ﺑﻼء اﻻﺧﺘﺒﺎر اﻟﺬي ﻣﺤﺺ اﷲ ﺑﻪ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻨﺼ ﻒ اﻷول ﻣ ﻦ ﻋﻤ ﺮ اﻟ ﺪﻋﻮة ﻓﺎﻧﻘﻠ ﺐ ﻓ ﻲ أول ﻓﺮﺻ ﺔ ودﺧ ﻞ ﻓ ﻲ دﻳ ﻦ اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻟﻤﻀ ﻴّﻔﺔ ،ﻣﻤ ﺜﻼ ﺑ ﺬﻟﻚ ﺊ ﻟﻪ ﺴَ اﻟﺸﺬوذ ﻋﻠﻲ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺜﻠﻬﺎ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎ .وأرﺟﺢ أﻧﻪ ﻟﻮ آﺎن ﻗﺪ ُﻧ ِ ﻓﻲ ﻋﻤﺮﻩ ورﺟﻊ ﻣﻊ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻟﻌﺎد َآﺮّة أﺧﺮي إﻟﻲ اﻹﺳﻼم ،ﻓ ﺈن ﻧﻔﺴ ﻴﺘﻪ ﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﺒﺪو ﻣﻦ أﺧﺒﺎرﻩ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺔ .وﻳﻨﺒﻐﻲ أﻻ ﻳﻔﻮﺗﻨﺎ أﻧﻪ ﻟﻮ آﺎن ﺳﻤﻊ أو ﺷﻬﺪ أن ﻣﺤﻤﺪا ﻗﺪ ﺳﺮق أﻓﻜﺎرﻩ ﻣﻦ أﺣﺪ ﻟﻤﺎ ﺁﻣﻦ ﺑ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺒﺪاﻳ ﺔ أو ﻟﻔﻀ ﺤﻪ ﺑ ﺬﻟﻚ ﻋﻨ ﺪ اﻟﻨﺠﺎﺷ ﻲ وﻣﻄﺎرﻧﺘﻪ ،وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﻴ ﻮم اﻟﻤﺸ ﻬﻮد ،ﻳ ﻮم اﻟﻤﻨ ﺎﻇﺮة اﻟﺘ ﻲ أﻗﻴﻤ ﺖ ﻓ ﻲ ﺑ ﻼط ﻲ ﻗ ﺮﻳﺶ ﺑﺤﻀ ﻮر آﺒ ﺎر اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر اﻟﺤﺒﺸ ﻲ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ اﻟﻤﻬ ﺎﺟﺮﻳﻦ وﺑ ﻴﻦ رﺳ ﻮَﻟ ْ رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ هﻨﺎك .وﻋﻠﻲ أﻳﺔ ﺣﺎل ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻐﻔﻞ أن زوﺟﺘﻪ ،وهﻲ أم ﺣﺒﻴﺒﺔ ﺑﻨﺖ أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن أﺣﺪ زﻋﻤﺎء اﻟﻜﻔﺮ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺤﻴﻦ ،ﻟﻢ ﺗﺘﺎﺑﻌﻪ ﻓﻲ ارﺗﺪادﻩ ،ﺑﻞ ﻇﻠﺖ ﻣﺘﻤﺴﻜﺔ ﺑﺪﻳﻨﻬﺎ .ﻟﻴﺲ هﺬا ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﻋﻘﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺮﺳﻮل وه ﻲ ﻻ ﺗ ﺰال ﻓ ﻲ اﻟﺤﺒﺸ ﺔ وأﻧ ﺎب ﻋﻨ ﻪ اﻟﻨﺠﺎﺷﻲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ،وآﺎن ﻗﺪ أﺳﻠﻢ ،ﻓﻲ ﻋﻘﺪ ﻧﻜﺎﺣﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ وﻓ ﺎة زوﺟﻬ ﺎ). (٢١٣ وأم ﺣﺒﻴﺒﺔ هﺬﻩ هﻲ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻨﻜﻔﺖ أن ﻳﻠﻤﺲ ﺟﺴﺪ أﺑﻴﻬﺎ ﻓﺮاش رﺳﻮل اﷲ ﺣﺘﻲ ﻻ ﻳﻨﺠﱢﺴﻪ ،وﺻﺎرﺣﺘﻪ ﺑﺬﻟﻚ ،وآﺎن أﺑﻮهﺎ ﺣﻴﻨﺬاك ﻗﺪ أﺻﺒﺢ ه ﻮ اﻟ ﺰﻋﻴﻢ اﻷوﺣ ﺪ ﻟﻤﻌﺴ ﻜﺮ اﻟﻜﻔ ﺮ واﻟﻄﻐﻴﺎن .ﻓﻠﻌﻞ هﺬا آﻠﻪ ﻳﻌﻄﻴﻚ ﻓﻜﺮة ﻋ ﻦ ﻗﻴﻤ ﺔ ارﺗ ﺪاد ﻋﺒﻴ ﺪ اﷲ ﺑ ﻦ ﺟﺤ ﺶ ﻓ ﻲ ﺑ ﻼد اﻟﻨﺠﺎﺷ ﻲ ،اﻟ ﺬي ﺻ ﺪﱠق ه ﻮ ﻧﻔﺴ ﻪ ﺑﺎﻟ ﺪﻳﻦ اﻟﺠﺪﻳ ﺪ .وآ ﻲ ﺗ ﺰداد ﺿ ﺂﻟﺔ ﻗﻴﻤ ﺔ ارﺗ ﺪادﻩ وﺿﻮﺣﺎ أﺣﺐ أن أذآﺮ ﻟﻚ أن آﻞ إﺧﻮﺗﻪ ﻗ ﺪ أﺳ ﻠﻤﻮا ،وه ﻢ ﻋﺒ ﺪ اﷲ) وﻗ ﺪ اﺳﺘُﺸ ﻬِﺪ ﻓ ﻲ أﺣﺪ( وﻋﺒ ﺪ) وه ﻮ اﻟ ُﻤ َﻜ ﱠﻨ ﻲ ﺑ ﺄﺑﻲ أﺣﻤ ﺪ( ،وأم ﺣﺒﻴ ﺐ)زوﺟ ﺔ ﻋﺒ ﺪ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ ﺑ ﻦ ﻋ ﻮف( وزﻳﻨﺐ) زوﺟﺔ زﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎرﺛﺔ ﺛﻢ اﻟﺮﺳﻮل ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ( .وﻓﻀﻼ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻓﺈن أﺣﺪ هﺆﻻء اﻹﺧ ﻮة وه ﻮ ﻋﺒ ﺪ) أﺑ ﻮ أﺣﻤ ﺪ( آ ﺎن ﺿ ﺮﻳﺮا ،وﻟ ﻢ ﻳﻤﻨﻌ ﻪ ذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ ﻣﻨﺎﺻ ﺮة اﻹﺳ ﻼم واﻟﻬﺠﺮة ﻓﻴﻤﻦ هﺎﺟﺮ إﻟﻲ ﻳﺜﺮب .وﻣﻤﺎ ﻟﻪ دﻻﻟﺔ هﻨﺎ أﻧﻪ آﺎن أﻳﻀﺎ زوج إﺣﺪي ﺑﻨﺎت أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن زﻋﻴﻢ اﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ .ﻓﻠﻮ آﺎن أﺧﻮﻩ ﻗﺪ ﺗﻨﺼﺮ ﻋﻦ ﺑﺼﻴﺮة ﻟﺘﺎﺑﻌﻪ ،ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﺧﺎﻩ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻋﺪﻳﻠﻪ أﻳﻀﺎ ،أو ﻋﻠﻲ اﻷﻗﻞ آﺎن ﻳﻨﺒﻐﻲ ،وهﻮ اﻟﻀﺮﻳﺮ اﻟﻀ ﻌﻴﻒ اﻟﻘ ﺎدر ﺑﻐﻴ ﺮﻩ ،أن ﻳﻨﺤ ﺎز إﻟ ﻲ ﻣﻌﺴ ﻜﺮ اﻷﻗﻮﻳ ﺎء)أي اﻟﻜﻔ ـﺎر( ﺣﺘ ـﻲ ﺗ ـﻘﻮي ﺷ ـﻮآﺔ اﻟﻤﺴﻠـﻤﻴﻦ ﻓﻴـﺪﺧﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ دﻳﻨﻬﻢ ). (٢١٤وﻣﻦ اﻟﺤﻨﻔﺎء أﻳﻀﺎ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ اﻟﺤﻮﻳﺮث ،وﻗﺪ ) (٢١٠أﺑﺪي إدﻣﻮن ﭘﺎور هﺬﻩ اﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋ ﻦ أﻣﻴ ﺔ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ اﻟﺼ ﻠﺖ ﺑﺎﻟ ﺬات ).ﭼﻮزﻳ ﻒ هﺒ ﻲ / ٧٧٧ـ . ( ٧٧٨ ) (٢١١وهﺬﻩ هﻲ ﻋﺒﺎرة اﺑﻦ اﺳﺤﺎق ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة )اﺑﻦ هﺸﺎم . ( ٢٠٥ / ١ / ) (٢١٢واﻟﺼﺄﺻ ﺄة ه ﻲ ﻣﺤﺎوﻟ ﺔ اﻟﻜﻠ ﺐ اﻟﻮﻟﻴ ﺪ ﺗﻔﺘ ﻴﺢ ﻋﻴﻨﻴ ﻪ ﻟﻴﻨﻈ ﺮ .وﻓ ّﻘ ﺢ :ﻓ ﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴ ﻪ .وﻟﻌ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺼﻮرة اﻟﻤﺠﺎزﻳﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﺗﺒﻴّﻦ ﻟﻨﺎ آﻴﻒ آﺎن ﻳﺆذي ﻣﺸﺎﻋﺮ زﻣﻼﺋﻪ ﻓﻲ اﻟﻐﺮﺑﺔ ﺑﺒﺬاءﺗﻪ. ) (٢١٣اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ .٢١٥ / ٤ / ) (٢١٤اﻟﺴﺎﺑـﻖ ، ٢٣٥/ ١ /و ٨٢ / ٢ﻣﺘﻨًﺎ وهﺎﻣﺸـًﺎ ١٠٤ ،ـ ، ١٠٥و .٤٢ / ٣
ﻗﺪم ﻋﻠﻲ ﻗﻴﺼﺮ ﻓﺘﻨﺼﺮ وﺣﺴﻨﺖ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ ﻟﺪﻳﻪ) ﻻﺣﻆ أن ﻣﻦ ﺗﻨﺼﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺪ ﺗﻨﺼ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻐﺮﺑﺔ( .وﻳﺬآﺮون أن ﻗﻴﺼﺮ ﺗﻮﱠﺟ ﻪ ووﻻﻩ أﻣ ﺮ ﻣﻜ ﺔ وﻟﻜ ﻦ أه ﻞ ﻣﻜ ﺔ رﻓﻀ ﻮﻩ .وﻗ ﺪ ﻣﺎت ﺑﺎﻟﺸﺎم ﻣﺴﻤﻮﻣﺎ ﻋﻠﻲ ﻳﺪ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺟﻔﻨﺔ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﻐﺴﺎﻧﻲ) ،(٢١٥وهﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻴﻚ ﻓﻜﺮة ﻋﻦ ﻧﻮاﻳﺎﻩ ودواﻓﻌﻪ .وﻻ ﺑﺄس أن ﻧﻌﺪ أﻣﻴﺔ ﺑﻦ أﺑﻲ اﻟﺼﻠﺖ واﺣﺪا ﻣﻦ ه ﺆﻻء اﻟﺤﻨﻔ ﺎء . وهﻮ ﺷﺎﻋﺮ ﺟ ﺎهﻠﻲ ﺣﻜ ﻴﻢ ﻣ ﻦ أه ﻞ اﻟﻄ ﺎﺋﻒ آ ﺎن ﻣﻄﻠﻌ ﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻜﺘ ﺐ اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ ،وﻟ ﺒﺲ اﻟﻤﺴﻮح واﻣﺘﻨﻊ ﻋﻦ اﻟﺨﻤﺮ واﻷوﺛﺎن .وﻗﺪ رﺣﻞ إﻟﻲ دﻣﺸﻖ ﺛﻢ إﻟﻲ اﻟﺒﺤ ﺮﻳﻦ ﺣﻴ ﺚ ﻇ ﻞ هﻨﺎك ﺣﺘﻲ ﻇﻬﺮت دﻋﻮة اﻹﺳﻼم وﺑﻠﻐﻪ ﺧﺒﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ،ﻓﻘ ﺪم إﻟ ﻲ ﻣﻜﺔ واﺳﺘﻤﻊ ﻣﻨﻪ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻠﻢ إﻟﻲ ﺁﻳﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁن .وﻟﻤﺎ ﺳﺄﻟﻪ أهﻞ ﻣﻜﺔ رأﻳﻪ ﻓﻴﻪ ﻗﺎل » :إﻧﻪ ﻋﻠﻲ ﺣﻖ « ،وﻟﻜﻨﻪ ﻣﻊ ذﻟﻚ أﺟّﻞ اﻟ ﺪﺧﻮل ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ﺣﺘ ﻲ ﻳﻨﻈ ﺮ ،ﻓﻴﻤ ﺎ ﻗﺎل ،ﻓﻲ أﻣﺮﻩ .وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺳﺎﻓﺮ إﻟﻲ اﻟﺸﺎم ﺛﺎﻧﻴﺔ ،وه ﺎﺟﺮ رﺳ ﻮل اﷲ إﻟ ﻲ ﻳﺜ ﺮب .ﺛ ﻢ ﻋﺎد أﻣﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺎم وﻓﻲ ﻧﻴﺘﻪ إﻋﻼن إﺳﻼﻣﻪ ،ﻟﻜﻦ ﻣﻘﺘﻞ اﺑﻨﻲ ﺧﺎل ﻟ ﻪ آ ﺎﻓﺮﻳﻦ ﻓ ﻲ ﺑ ﺪر ﻣﻨﻌﻪ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ .وﻗ ﺪ أﻗ ﺎم أﻣﻴ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻄ ﺎﺋﻒ إﻟ ﻲ أن ﻣ ﺎت) . (٢١٦وﻣ ﻦ اﻟﻮاﺿ ﺢ أن ه ﺬا اﻟﺘ ﺮدد اﻟﻄﻮﻳ ﻞ إﻟ ﻲ أن هﻠ ﻚ ﻳﺆآ ﺪ ﻣ ﺎ ﻗﺎﻟ ﻪ اﻟﻤﺆرﺧ ﻮن اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻋﻨ ﻪ ﻣ ﻦ أن اﻟﺤﺴ ﺪ واﻟﻄﻤﻊ ﻓﻲ اﻟﻨﺒﻮة ﻟﻨﻔﺴﻪ آﺎﻧﺎ هﻤﺎ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ أو ﻋﻠﻲ اﻷﻗﻞ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﺗﻮﻗﻔﻪ ﻋﻦ إﻋﻼن إﻳﻤﺎﻧﻪ ﺑﻨﺒﻮة ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ أﻓﻀﻞ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم). (٢١٧وﻃﺒﻌﺎ ﻟﻮ أن أﻣﻴﺔ ﺑﻠﻐﻪ ﻣﻦ أي ﻃﺮﻳﻖ ﺷﻲء ﻣﺮﻳﺐ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻤﺎ ﺳﻜﺖ ﻟﺴﺎﻧﻪ ،وهﻮ اﻟﺸﺎﻋﺮ .آﺬﻟﻚ ﻟﻮ أﻧﻪ أﺣ ﺲ أن ﻣﺤﻤ ﺪا ﻧﺒ ﻲ ﻣﺰﻳ ﻒ ﻻدﻋ ﻲ ه ﻮ أﻳﻀ ﺎ اﻟﻨﺒ ﻮة ،وﻗ ﺪ آ ﺎن ﻟ ﻪ ﻣﻌ ﻴﻦ ﻓ ﻲ ﺷ ﻬﺮﺗﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒ ﺪ وﻣﻌﺮﻓ ﺔ اﻟﻜﺘ ﺐ اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ .أﻣ ﺎ زﻳ ﺪ ﺑ ﻦ ﻋﻤ ﺮو ﺑ ﻦ ُﻧ َﻔ ْﻴ ﻞ ﻓﻘ ﺪ اﺗﺒ ﻊ دﻳ ﻦ إﺑﺮاهﻴﻢ واﻋﺘﺰل اﻷوﺛﺎن واﻟﻤﻴﺘﺔ واﻟﺪم واﻟﻘﺮاﺑﻴﻦ ،وﻟﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻳﻬﻮدﻳﺔ وﻻﻧﺼﺮاﻧﻴﺔ . وﻟﻜﻦ ﻣﻐﺰي ﻗﺼﺘﻪ ﻻ ﻳﺘﻢ إﻻ إذا ﻋﻠﻤﻨﺎ أن اﺑﻨﻪ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ زﻳﺪ ،واﺑﻦ ﻋﻤﻪ واﺑﻨﺔ ﻋﻤ ﻪ ، وهﻤﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب وأﺧﺘﻪ)اﻟﺘﻲ هﻲ زوﺟﺔ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ زﻳﺪ ﻧﻔﺴ ﻪ( ،ﻗ ﺪ دﺧﻠ ﻮا آﻠﻬ ﻢ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم .وﻧﺤﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻧﻌﺮف اﻹﻳﺬاء اﻟﺬي أوﻗﻌﻪ ﻋﻤﺮ ﺑﺴﻌﻴﺪ هﺬا وزوﺟﺘﻪ واﻟ ﺬي اﻧﺘﻬﻲ ﺧﻴﺮ ﻧﻬﺎﻳﺔ ،إذ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ إﺳﻼﻣﻪ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ .ﻓﻠﻮ أن ﺳﻌﻴﺪا هﺬا أﺣ ﺲ أن ﻣﺤﻤﺪا ﻗﺪ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻦ أﺑﻴﻪ أو ﻟﻮ أن أﺑﺎﻩ ﺻﺎرﺣﻪ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻟﻤﺎ أﺳ ﻠﻢ اﻟﺒﺘ ﺔ ،وﺑﺎﻟ ﺬات ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻤﺒﻜﺮ ﺟﺪا ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺪﻋﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،أو ﻟﻮ أن ﻋﻤﺮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻌﻴﻦ اﻟﻴﻘﻈﺔ واﻟﻌﻘﻞ اﻟﻠﻤﺎح واﻟﻠﺴﺎن اﻟﺠﺮيء ﺣﺎآﺖ ﻓﻲ ﻗﻠﺒ ﻪ أﻳ ﺔ ذرة ﻣ ﻦ رﻳﺒ ﺔ ﺣ ﻮل ﻣﺤﻤ ﺪ وأﺧﺬﻩ اﻟﻤﺰﻋﻮم ﻋﻦ اﻟﺤﻨﻔﺎء أو ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﻪ ﺑﺨﺎﺻﺔ ﻟﻤﺎ دﺧﻞ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم أﺑﺪا ﻟﻴﺘﺤﺪي اﻟﻜﻔﺎر ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺟﻬﺮة وﻟﻴﻜﻮن إﺳﻼﻣﻪ ﻓﺘﺤﺎ) . (٢١٨أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻬ ﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨ ﺎ أن ﻧ ُﻌ ّﺪ أﺑ ﺎ ﻋﺎﻣﺮ اﻟﺮاهﺐ) أو اﻟﻔﺎﺳﻖ آﻤﺎ ﺳﻤﺎﻩ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم( ﻣﻦ ﺑﻴﻦ هﺆﻻء اﻟﺤﻨﻔﺎء ؟ إن ﻗﺼﺘﻪ ﻟﺘﺸﺒﻪ ﻗﺼﺔ اﺑﻦ اﻟﺤﻮﻳﺮث اﻟﻤﻜﻲ ،إذ إﻧﻪ ﻟﻤﺎ هﺎﺟﺮ اﻟﻨﺒﻲ إﻟﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎرﻗﻬﺎ هﻮ ﻼ وﺣﻘﺪا وأﺧﺬ ﻳﺆﻟﺐ اﻟﻜﻔﺎر ﻋﻠﻴﻪ ،ﺛﻢ ذهﺐ إﻟﻲ ﻗﻴﺼﺮ ﻳﺴـﺘﻌﻴﻦ ﺑﻪ .وﻗﺪ اﺷﺘﺮك ﺿﺪ ﻏّ ِ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓ ﻲ ﻏ ﺰوة أﺣ ﺪ ،و|أوﻋ ﺰ إﻟ ﻲ ﻣﻨ ﺎﻓﻘﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ أن ﻳﺒﻨ ﻮا ﻣﺴ ﺠﺪا ﻓ ﻲ ﻣﺤﻠ ﺘﻬﻢ ) (٢١٥اﻟﺴﺎﺑﻖ ) ٢٠٦/ ١ /اﻟﻤﺘﻦ واﻟﻬﺎﻣﺶ( . ) (٢١٦ﻧﻈﺮ » اﻷﻋﻼم « ﻟﻠﺰرآﻠﻲ /ﻣﺎدة » أﻣﻴﺔ ﺑﻦ أﺑﻲ اﻟﺼﻠﺖ « . ) (٢١٧اﻧﻈﺮ د .هﻴﻜﻞ .١٧٥/ ) (٢١٨اﻧﻈ ﺮ اﺑ ﻦ هﺸ ﺎم ٢٠٦ / ١ /ـ ٢٩٤ ، ٢١٥ـ ، ٢٩٩وﺑﺎﻟ ﺬات ص ٢٩٧/ﺣﻴ ﺚ ﻳ ﻮرد اﺑ ﻦ اﺳﺤﺎق رواﻳﺔ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻲ أن اﻹﺳﻼم ﻗﺪ ﻟﻤﺲ ﻗﻠﺒﻪ ﻗﺒﻞ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﻧﻄﻖ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎدﺗﻴﻦ.
ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ ﻋﻴﻮن اﻟﺮﺳﻮل واﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻦ ﻣﻦ أﺗﺒﺎﻋﻪ ﻟﻴﺸﻖ ﺑﻪ وﺣﺪة اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ وﻳﺠﺘﻤ ﻊ ﺑﻬ ﻢ ﻓﻴﻪ .وﻟﻜﻦ آﻞ ذﻟﻚ ﻟﻢ ُﻳ ْﻐﻨِﻪ ﻓﺘﻴﻼ ،وﺣﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻌﻨﺔ ﻧﻔﺴ ﻪ ،إذ ﻗ ﺎل ﻟﺮﺳ ﻮل اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم أول ﻣﻘﺪﻣﻪ إﻟﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ » :اﻟﻜﺎذب أﻣﺎﺗﻪ اﷲ ﻃﺮﻳ ﺪا ﻏﺮﻳﺒ ﺎ وﺣﻴ ﺪا « ،ﻳﻌ ﺮﱢض ﺑﺮﺳ ﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ،ﻓﻤ ﺎت ه ﻮ ﺑﺎﻟﺸ ﺎم ﻏﺮﻳﺒ ﺎ ﻃﺮﻳ ﺪا وﺣﻴ ﺪا ﺑﻌ ﺪ ﻓﺸ ﻠﻪ وإﻃﻼﻗﻪ ﺁﺧﺮ ﺳﻬﻢ ﻓﻲ ﺟﻌﺒﺘﻪ ،إذ ﺧﺮج إﻟﻲ اﻟﻄﺎﺋﻒ ﻳﺤﺮض أهﻠﻬﺎ وﻳﻘﻮي ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﺣﺮب رﺳـﻮل اﷲ ،وﻟﻜﻨﻬﻢ أﺳﻠﻤﻮا ﻓﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﺸﺎم وهﻠﻚ هﻨ ﺎك .واﻟ ﺬي ﻳﻬﻤﻨ ﻲ ﻗﻮﻟ ﻪ هﻨ ﺎ ه ﻮ أن أﺣ ﺪا ﻣ ﻦ أه ﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻟ ﻢ ﻳﺘﺒﻌ ﻪ ،وﺣ ﻴﻦ ﻧ ﺎداهﻢ وه ﻮ ﻳﺤ ﺎرب ﻓ ﻲ ﺻ ﻔﻮف ﻼ » :أﻧ ﺎ أﺑ ﻮ ﻋ ﺎﻣﺮ « ردوا اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ﻳﻮم أﺣﺪ ﻟﻴﻨﺒﻬﻬﻢ إﻟﻲ وﺟﻮدﻩ ﻓﻴﻨﺤﺎزوا ﻣﻌ ﻪ ﻗ ﺎﺋ ً ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑﻘ ﻮﻟﻬﻢ » :ﻓ ﻼ أﻧﻌ ﻢ اﷲ ﺑ ﻚ ﻋﻴﻨ ﺎ ﻳ ﺎ ﻓﺎﺳ ﻖ« .ﺣﺘ ﻲ اﺑﻨ ﻪ آﺬّﺑ ﻪ واﺗﺒ ﻊ ﻣﺤﻤ ﺪا ، ﺸ ﻬِﺪ ﻓﻴﻬ ﺎ .وه ﻮ وﺣﺎرب ﻓ ﻲ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻤﻌﺮآ ﺔ ﻧﻔﺴ ﻬﺎ ﺟﻨ ﺪﻳﺎ ﻓ ﻲ ﺻ ﻔﻮف اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ واﺳ ُﺘ ْ ﺣﻨﻈﻠﺔ اﻟﻤﺴﻤﻲ» ﻏﺴﻴﻞ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ« ،رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ رﺿًﺎ واﺳﻌًﺎ). (٢١٩آﺬﻟﻚ هﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﺤﻨﻔﺎء أﻳﻀﺎ أﺑﺎ ﻗﻴﺲ ﺻﺮﻣﺔ ﺑﻦ أﺑﻲ أﻧﺲ ،اﻟﺬي ﺗﺮهﺐ ﻓﻲ اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ وﻟﺒﺲ اﻟﻤﺴﻮح وﻓﺎرق اﻷوﺛﺎن ،وه ﱠﻢ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ وﻟﻜﻨﻪ أﻣﺴﻚ ﻋﻨﻬﺎ وأﺧﺬ ﻳﻌﺒﺪ اﷲ ﻋﻠ ﻲ دﻳ ﻦ إﺑﺮاهﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺣﺘﻲ هﺎﺟﺮ اﻟﺮﺳﻮل إﻟﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺄﺳﻠﻢ رﻏﻢ أﻧﻪ آﺎن ﺷﻴﺨﺎ آﺒﻴﺮا ، وﻃﻔﻖ ﻳﻨ ﺎﻓﺢ ﻋ ﻦ اﻹﺳ ﻼم ﺑﺄﺷ ﻌﺎرﻩ اﻟﺤﺴ ﺎن) . (٢٢٠ﻓﻤ ﻦ ه ﺬا اﻟﻌ ﺮض ﻧﺨ ﺮج ﺑﺎﻟﻨﺘﻴﺠ ﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴ ﺔ :أن ﺑﻌ ﺾ ه ﺆﻻء اﻟﺤﻨﻔ ﺎء ﻗ ﺪ أﺳ ﻠﻤﻮا ،وﻣ ﻦ ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﻠﻢ ﻣ ﻨﻬﻢ اﻧﺤ ﺎز إﻟ ﻲ أﺣ ﺪ اﻷﺑﺎﻃﺮة ﻟﻤﺼ ﻠﺤﺔ ﻟ ﻪ ،وﻟ ﻢ ﻳﺘﺎﺑﻌ ﻪ ﺣﺘ ﻲ أﻗ ﺮب اﻟﻤﻘ ﺮﺑﻴﻦ إﻟﻴ ﻪ ﺑ ﻞ دﺧﻠ ﻮا ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم واﺗﺒﻌﻮا ﻣﺤﻤﺪا .أﻣﺎ زﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻧﻔﻴﻞ ﻓﻘ ﺪ رأﻳﻨ ﺎ اﺑﻨ ﻪ وأﻗﺮﺑ ﺎءﻩ ﻳﺼ ﺪّﻗﻮن ﺑ ﺎﻟﻨﺒﻲ ودﻋﻮﺗﻪ و ُﻳ َﻔﺪّوﻧﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟ ﱠﻨﻔْﺲ واﻟ ﱠﻨﻔِﻴﺲ .وﻗﺪ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﻣﻦ أﻣﺮ أﻣﻴﺔ ﺑﻦ أﺑﻲ اﻟﺼﻠﺖ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﻨﺎ ،ﻓﻤﺎ دﻻﻟﺔ هﺬا آﻠﻪ ؟ أﺗﺮك ذﻟﻚ ﻟﻠﻘﺎرئ ﻟﻴﺤﻜﻢ ه ﻮ ﺑﻨﻔﺴ ﻪ ﻋﻠ ﻲ ﻣﻔﺘﺮﻳ ﺎت اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ ي واﺣ ﺪ ﻣ ﻦ ﻣﻌﺎﺻ ﺮﻳﻪ ﺑﺎﻟﻐ ًﺔ ﻣ ﺎ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻴﻬﻬ ﺎ إﻟ ﻲ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻣﺠ ﺮ َد ﺗﻔﻜﻴ ﺮ أ ﱡ ﺑﻠﻐﺖ ﻋﺪاوﺗﻪ ﻟﻪ. ﻲ ﺣﻘﻴﻘ ﻲ ﻻدّﻋ ﻲ ﻲ ﻧﺒﻮة ﻻﻧﺒ ﱞ ﻋّ إن أﺣﺪا ﻣﻦ هﺆﻻء اﻟﺤﻨﻔﺎء ﻟﻮ ﺷﻌﺮ أن ﻣﺤﻤﺪا إﻧﻤﺎ هﻮ َد ِ ﻦ أن ﻳﻘ ﻮل ﻗﺎﺋ ﻞ :وﻟﻜ ﻦ ﻟﻘ ﺪ ﻇﻬ ﺮ ﻓﻌ ﻼ ﻣﺘﻨﺒﺌ ﻮن ﻣﺜ ﻞ ﺤّ ﺼ ﱠ ه ﻮ أﻳﻀ ﺎ اﻟﻨﺒ ـﻮة .وﻻ َﻳ ِ ﺳ ﻴَﺮ ه ﺆﻻء ﻞ ه ﺬا ﻷن ِ ﻣﺴ ﻴﻠﻤﺔ وﻃﻠﻴﺤ ﺔ ،أﻓﻠ ﻴﺲ ه ﺬا آﺎﻓﻴ ﺎ ؟ ﻻ ﻳﺼ ﺤﱠﻦ أن ﻳﻘ ﻮل ﻗﺎﺋ ٌ اﻟﻤﺘﻨﺒﺌﻴﻦ آﺎﻓﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﻘﻼء ﻟﺮﻓﻀﻬﻢ ور ّد ادﻋﺎﺋﻬﻢ :ﻓﺎﻷﺳﻮد اﻟﻌﻨﺴﻲ ﻣ ﺜﻼ آ ﺎن ﺑﻄّﺎﺷ ﺎ ﺟﺒﺎرا .وﻗﺪ أﺳﻠﻢ ﻟﻤﺎ أﺳﻠﻤﺖ اﻟ ﻴﻤﻦ ﺛ ﻢ ارﺗ ﺪ أول واﺣ ﺪ ،وﻟﻜﻨ ﻪ ُﻗ ِﺘ ﻞ ﺑﻌ ﺪ ﺗﻨﺒﺌ ﻪ ﺑﺄرﺑﻌ ﺔ أﺷﻬﺮ ﻓﻘﻂ .وﺳﺒﻖ أن ذآﺮﻧﺎ اﻟﺪور اﻟﺬي ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ زوﺟﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻏﺘﻴﺎﻟﻪ .وﻻ أﻇ ﻦ ﻓﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣ ﺎت ﻋ ﻦ ﺷﺨﺼ ﻴﺘﻪ وﺣﻴﺎﺗ ﻪ وﻣﻮﻗ ﻒ زوﺟﺘ ﻪ ﻣﻨ ﻪ ﻣ ﺎ ﻳ ﺪﻋﻮ ﻋ ﺎﻗﻼ إﻟ ﻲ ﺗﺼ ﺪﻳﻘﻪ ،وﺑﺨﺎﺻ ﺔ أﻧ ﻪ أﺳ ﻠﻢ ﺛ ﻢ ارﺗ ﺪ وﺗﻨﺒ ﺄ ،إذ ﻟ ﻴﺲ ه ﺬا ﻓﻌ ﻞ اﻟﺼ ﺎدﻗﻴﻦ َﺑ ْﻠ ﻪ رﺳ ﻞ اﷲ). (٢٢١وأﻣﺎ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ ﻓﻘﺪ أﺳﻠﻢ أﻳﻀﺎ ،ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻤﺎ رﺟﻊ إﻟﻲ اﻟﻴﻤﺎﻣﺔ ارﺗ ﺪ وﺗﻨﺒ ﺄ ﻗ ﺎﺋﻼ » : ﺖ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ ﻣﻌ ﻪ «)أي أﻧ ﻪ ﺷ ﺮﻳﻚ ﻟﻤﺤﻤ ﺪ ﻓ ﻲ اﻟﻨﺒ ﻮة( ،وه ﻲ آﻠﻤ ﺔ ﺗﻤﺤ ﻖ ﺷ ِﺮ ْآ ُ إﻧﻲ ُأ ْ ) (٢١٩اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ١٦٦ / ٢ /ـ ،١٦٧و .٢٨ ، ٢٥ ، ١٩ / ٣ ) (٢٢٠اﻟﺴﺎﺑﻖ ١١٢ / ٢ /ـ .١١٥ ) (٢٢١اﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ » اﻷﻋﻼم « ﻟﻠﺰرآﻠﻲ /ﻣﺎدة » اﻷﺳﻮد اﻟﻌﻨﺴﻲ « ،وآﺬﻟﻚ إرﭬﻨﺞ ١٨١ /ـ .١٨٢
ادﻋﺎءﻩ ﻣﺤﻘ ﺎ ،إذ ه ﻲ اﻋﺘ ﺮاف ﻣﻨ ﻪ ﻟﻤﺤﻤ ﺪ ﺑ ﺎﻟﻨﺒﻮة ،وﻣﺤﻤ ﺪ ﻗ ﺪ آﺬّﺑ ﻪ ﺗﻜ ﺬﻳﺒﺎ ﻗﺎﻃﻌ ﺎ . ﻞ ﻟﻤ ﻦ ﺗ ﺎﺑﻌﻮﻩ اﻟﺨﻤ ﺮ واﻟﺰﻧ ﺎ وﺣ ﻂ ﻋ ﻨﻬﻢ وﺛﻤ ﺔ ﻣ ﺎ ه ﻮ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ،ﻓﻘ ﺪ أﺣ ّ ﻲ) ﻗﺎﺗﻞ ﺣﻤﺰة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺸﱞ ﺣِ اﻟﺼﻼة). (٢٢٢وﻗﺪ هﻠﻚ ﻓﻲ ﺣﺮوب اﻟﺮدة :ﻗﺘﻠﻪ َو ْ ج اﻟﻤﺘﻨﺒﺌ ﺔ ﺳﺠَﺎ َ ُأﺣُﺪ( ،واﺷﺘﺮك ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻗﺘﻠﻪ رﺟﻞ ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎر) . (٢٢٣وآﺎن ﻗﺪ ﺗﺰوج َ ،ﻓﺄﻗﺎﻣﺖ ﻣﻌﻪ ﻗﻠﻴﻼ .وآﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻧﺰﻟﺖ اﻟﻴﻤﺎﻣﺔ ﺑﺠﻴﺶ آﺒﻴﺮ ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻤﺎ أدرآﺖ ﺻﻌﻮﺑﺔ اﻹﻗﺪام ﻋﻠﻲ ﻗﺘﺎل اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻧﺼﺮﻓﺖ راﺟﻌﺔ إﻟﻲ اﻟﺠﺰﻳﺮة) ﺑﺎﻟﻌﺮاق( ،ﺛﻢ ﻟﻤﺎ ﺑﻠﻐﻬﺎ ﻗﺘﻞ ﻞ ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ أﺳﻠﻤﺖ .وﻋﻨﺪ وﻓﺎﺗﻬﺎ ﺻﻠﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ واﻟﻲ اﻟﺒﺼﺮة ﻣﻦ ِﻗ َﺒ ِ )(٢٢٤ . .وأﻇﻦ أن ﻓ ﻲ ه ﺬا َﻣ ْﻐ ًﻨ ﻲ ﻟﻤ ﻦ ﻳﺮﻳ ﺪ أن ﻳﻌ ﺮف ﺣﻘﻴﻘ ﺔ ﻣﺴ ﻴﻠﻤﺔ وﺣﻘﻴﻘ ﺔ ﺳﺠـ ـﺎح ي ،وﻗ ﺪ أﺳ ﻠﻢ ﻗﺒ ﻞ ﺗﻨﺒﺌ ﻪ آﻤ ﺎ أﺳ ﻠﻢ زﻣ ﻴﻼﻩ ﻓ ﻲ اﻟﺘﻨﺒ ﺆ :ﻣﺴ ﻴﻠﻤﺔ ﺳ ِﺪ ّ ﻷَ ﺤﺔ ا َ ﻃَﻠ ْﻴ َ وﻳﺒﻘ ﻲ ُ واﻷﺳﻮد ،ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻤﺎ رﺟﻊ ﻣﻊ وﻓﻮد ﻗﻮﻣﻪ ﺑﻨﻲ أﺳﺪ إﻟﻲ ﺑﻼدهﻢ ارﺗ ﱠﺪ وادﻋﻲ اﻟﻨﺒﻮة .وﻗ ﺪ هﺰﻣﻪ ﺧﺎﻟﺪ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﻳﻖ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻓﻬﺮب إﻟﻲ اﻟﺸـﺎم ،ﺛﻢ ﻋﺎد إﻟﻲ ﺸ ﻬِﺪ اﻹﺳـﻼم ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻋـﻤـﺮ وأﺑﻠﻲ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﻮح اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﻼء ﺣﺴﻨﺎ ﺣﺘﻲ اﺳ ُﺘ ْ ﻓﻲ ﻧﻬﺎوﻧ ْﺪ). (٢٢٥وهﺎ أﻧﺖ ذا ﺗﺮي أن اﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ هﺆﻻء اﻟﻤﺘﻨﺒﺌﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻤﻼ اﻟﻄﺮﻳﻖ وﻋﺎدا إﻟﻲ اﻹﺳﻼم ،أﻣﺎ اﻻﺛﻨﺎن اﻵﺧﺮان اﻟﻠﺬان هﻠﻜﺎ ﻓﻘﺪ أﺳﻠﻤﺎ أوﻻ ﺛﻢ ارﺗﺪّا وﺗﻨﺒﺂ ،وﻟﻴﺲ هﺬا ﺑﻔﻌﻞ اﻷﻧﺒﻴﺎء اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻴﻦ. وهﻨﺎك ﻣﺼﺪر ﺁﺧﺮ ُﻳَﻠﻤّﺢ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ إﻟ ﻲ أن اﻟﺮﺳ ﻮل آ ﺎن ﻳﻤ ﺘﺢ ﻣﻨ ﻪ أﺣﻴﺎﻧ ﺎ ، وهﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب .ﻓﻬﺬا ﻣﻜﺴﻴﻢ رودﻧﺴﻮن ﻳﻘﻮل » :وﻗ ﺪ اﻓﺘﺨ ﺮ ﻋﻤ ﺮ ﻓ ﻲ ﺑ ﺮاءة ﻲ » ﻓﻲ ﺑﺄن ﺛﻼﺛﺎ ﻣﻦ ﻧﺼﺎﺋﺤﻪ ﻗﺪ واﻓﻘﺖ اﻟﻮﺣﻲ ﻋﻠﻲ ﻧﺤﻮ ﻣﻌﺠ ﺰ «) . (٢٢٦وإن ﻋﺒ ﺎر َﺗ ْ ﺑﺮاءة « و» ﻋﻠﻲ ﻧﺤﻮ ﻣﻌﺠﺰ «ﺗﺪﻻﻧﻚ وﺣﺪهﻤﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ هﺬا اﻟﻤﺴﺘﺸﺮق أن ﻳﻘﻮل ، ﺣﺘﻲ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻌﺮف أﻧ ﻪ ﻏﻴ ﺮ ﻣﺴ ﻠﻢ وأﻧ ﻪ ﻳُﺮﺟ ﻊ اﻟ ﻮﺣﻲ إﻟ ـﻲ ﻣﺼ ﺪر ﺑﺸ ﺮي .وإﻧ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻟﺴﺖ أدري ِﻟ َﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪ رودﻧﺴﻮن وأﻣﺜﺎﻟﻪ أن اﻟﻮﺣﻲ ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﺨ ﺎﻟﻒ آ ﻞ ﻓﻜ ﺮة أو اﻗﺘﺮاح ﺑﺸﺮي ؟ إن اﻟﺒﺸﺮ ﻟﻴﺴﻮا ﻋﻠ ﻲ آ ﻞ ﺣ ﺎل ﺷ ﻴﺎﻃﻴﻦ ،ﺑ ﻞ ﻓ ﻴﻬﻢ ﻣ ﻦ روح اﷲ آﻤ ﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﻘﺮﺁن ،ﻓﺈذا ﺗﻮاﻓﻘﺖ أﻓﻜﺎر ﺑﻌﺾ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﻊ اﻟﻮﺣﻲ ﻓﻤﺎ وﺟﻪ اﻟﻐﺮاﺑﺔ ﻓﻲ هﺬا؟ إن رودﻧﺴﻮن ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺪ ﺣﺼﺮ ﻣﻮاﻓﻘﺎت اﻟ ﻮﺣﻲ ﻟﻌﻤ ﺮ ﻓ ﻲ ﺛ ﻼث ،ﻓﻬ ﻞ ه ﺬا آﺜﻴ ﺮ ﻋﻠ ﻲ رﺟﻞ ﻣﺴﻠﻢ اﺷﺘﻬﺮ ﺑﺘﻘﻮي اﷲ وﺻﻔﺎء اﻟﺒﺼﻴﺮة وﻋﻤﻖ اﻟﻔﻬﻢ ﻟﺪﻳﻨ ﻪ وﺟﺮأﺗ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺘﻌﺒﻴ ﺮ ﻋﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ اﻟﺤﻖ ؟ أم آﺎن ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻲ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ أن ﻳﻐﻴﻆ ﻋﻤﺮ ﻓﻲ آﻞ ﻣﺮة ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻤ ﺮات اﻟ ﺜﻼث وﻳﻐﻴ ﺮ وﺣﻴ ﻪ ﺣﺘ ﻲ ﻻ ﻳﺘﻮاﻓ ﻖ ﻣ ﻊ رأي ﻋﻤ ﺮ ؟ أم ﻣ ﺎذا ؟ أﻣ ﺎ ﻏﻤ ﺰ رودﻧﺴﻮن وﻟﻤ ﺰﻩ ﻟﻌﻤ ﺮ ﺣ ﻴﻦ أﺷ ﺎر إﻟ ﻲ » ﺑﺮاءﺗ ﻪ « ﻓﻬ ﻮ دﻟﻴ ﻞ ﻋﻠ ﻲ ﻋﺠ ﺰﻩ ﻋ ﻦ ﻓﻬ ﻢ اﻟﺮﺟﺎل وﺳﺒﺮ أﻏﻮار ﺷﺨﺼﻴﺎﺗﻬﻢ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻤﺮ ذﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺒﺮيء)أي اﻟﺴﺎذج ،آﻤﺎ ﻳﺤﺎول أن ﻳﻮﺣﻲ ﻟﻨﺎ رودﻧﺴﻮن( ﺑﻞ آﺎن ﻧﺎﻓﺬ اﻟﺒﺼﻴﺮة ،ﻧﻘﺎدة ،ﺣﺎد اﻟﻤﻼﺣﻈ ﺔ ،آﺒﻴ ﺮ اﻟﻌﻘ ﻞ .ﻟﻘ ﺪ ﺣﻜ ﻢ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳ ﺔ اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ ﻋﺸ ﺮ ﺳ ﻨﻴﻦ وه ﻲ ﻓ ﻲ أوج ﺻ ﺮاﻋﻬﺎ ﻣ ﻊ ) (٢٢٢اﺑﻦ هﺸﺎم ١٦٤ / ٤ /ـ .١٨٣ ، ١٦٥ ) (٢٢٣اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ .٢٣ / ٣ / ) (٢٢٤اﻧﻈﺮ » اﻷﻋﻼم « ﻟﻠﺰرآﻠﻲ /ﻣﺎدﺗﺎ » ﺳﺠﺎح « و » ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ اﻟﻜﺬب « . ) (٢٢٥اﻧﻈ ﺮ ﻓ ﻲ ﺗﺮﺟﻤﺘ ﻪ » اﻷﻋ ﻼم « ﻟﻠﺰرآﻠ ﻲ /ﻣ ﺎدة » ﻃﻠﻴﺤ ﺔ اﻷﺳ ﺪي « ،و»اﻟﻘ ﺎﻣﻮس اﻹﺳﻼﻣﻲ « ﻟﻌﻄﻴﺔ اﷲ /ﻣﺎدة » ﻃﻠﻴﺤﺔ ﺑﻦ ﺧﻮﻳﻠﺪ « . ) (٢٢٦رودﻧﺴﻮن .٢١٩ /
دهﺎﻗﻨﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ اﻟﻔﺮس واﻟ ﺮوم ﻓﺤﻄﻤﻬ ﻢ ﺗﺤﻄﻴﻤ ﺎ .وأﻇ ﻦ أن ه ﺬا ه ﻮ اﻟﺴ ﺒﺐ اﻟ ﺬي أﻣﻠﻲ ﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ اﻷوروﺑﻲ أن ﻳﻠﻤﺰ أﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻠﻤ ﺰة اﻟﺴ ﻤﺠﺔ .ﻋﻠ ﻲ أﻧﻪ إذا آﺎن اﻟﻮﺣﻲ ﻗﺪ واﻓﻖ ﻋﻤﺮ ﺛﻼث ﻣ ﺮات ،ﻓﻘ ﺪ ﺧ ﺎﻟﻒ اﻟ ﻮﺣﻲ ﻋﻤ ﺮ واﻟ ﺪﻧﻴﺎ آﻠﻬ ﺎ ﺣﻴﻦ آﺎن ﻋﻤﺮ آﺎﻓﺮا ،وآﺎن ﻋﻠﻲ ﻋﻤﺮ أن ﻳﻐﻴ ﺮ ﻋﻘﺎﺋ ﺪﻩ وأﺳ ﻠﻮب ﺣﻴﺎﺗ ﻪ وﻳﺘﻮاﻓ ﻖ ﻣ ﻊ ذﻟﻚ اﻟﻮﺣﻲ .أﻣﺎ ﺑﻌ ﺪ اﻹﺳ ﻼم ﻓﻤ ﺎ أآﺜ ﺮ اﻟﻤ ﺮات اﻟﺘ ﻲ ﺧﺎﻟﻔ ﻪ ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴﻼم :ﻓﻘﺪ آﺎن ﻋﻤﺮ ﻣﺜﻼ ﻳﺤﻠﻒ ﺑﺄﺑﻴﻪ ﻓﻨﻬﺎﻩ اﻟﻨﺒﻲ ﻓﺎﻧﺘﻬﻲ ) (٢٢٧آﻤﺎ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم ي اﻣﺮأ ٍة ﻋﻠﻲ رأ ِ ﻗﺪ ﻧﺼﺮ ﻣﺮة رأ َ ي ﻋﻤﺮ) . (٢٢٨وﺣﺘﻲ ﻓﻲ ﺣﺠﺎب زوﺟﺎﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻓﺈن اﻟﻮﺣﻲ ﻟﻢ ﻳﻮاﻓﻘﻪ ﻋﻠﻲ ﻃﻮل اﻟﺨﻂ .ﻟﻘﺪ ﻧﺰل اﻟﻘﺮﺁن ﺑﺎﻟﺤﺠﺎب ﻋﻠﻲ زوﺟﺎت رﺳﻮل اﷲ ﺻﻴﺎﻧﺔ ﻟﻬﻦ ﻣﻦ ﻧﻈﺮات اﻟﺰاﺋﺮﻳﻦ ﻟﺒﻴﺖ اﻟﻨﺒﻮة وﺗﻄﻠﻌﺎت اﻟﺴﻔﻬﺎء ،وآﺎن ه ﺬا أﻳﻀ ﺎ رأي ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ وأرﺿﺎﻩ .ﻟﻜﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎﺑﻞ ذات ﻟﻴﻠ ﺔ أم اﻟﻤ ﺆﻣﻨﻴﻦ ﺳ ﻮدة ﺑﻨ ﺖ ﻦ ﺨ َﻔ ْﻴ َ زﻣﻌﺔ ،رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﻬ ﺎ ،ﻓﺘﻌ ﺮف ﻋﻠﻴﻬ ﺎ وﻗ ﺎل ﻟﻬ ﺎ » :إﻧ ﻚ واﷲ ﻳ ﺎ ﺳ ﻮدة ﻣ ﺎ َﺗ ْ ﻋﻠﻴﻨﺎ « ،ﻓﺮﺟﻌﺖ إﻟﻲ اﻟﻨﺒﻲ ﻓﺬآﺮت ذﻟﻚ وهﻮ ﻓ ﻲ ﺣﺠ ﺮة ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﻳﺘﻌﺸ ﻲ ،وآ ﺎن ﻓ ﻲ ﻳ ﺪﻩ ﻋ ﺮق ﻓ ُﺄ ْﻧﺰِل ﻋﻠﻴ ﻪ ،ﺛ ﻢ رُﻓ ﻊ ﻋﻨ ﻪ وه ﻮ ﻳﻘ ﻮل » :ﻗ ﺪ أذن اﷲ ﻟﻜ ﻦ أن ﺗﺨ ﺮﺟﻦ ﻟﺤﻮاﺋﺠﻜﻦ«). (٢٢٩آﻤﺎ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﻓﻲ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ أن ﻳﻘﺘﻞ هﺬا اﻟﺮﺟ ﻞ أو ذاك ﻷﻧﻪ ،ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻩ ،ﻣﻨﺎﻓﻖ ﻗﺪ ﺧﺎن اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ واﻟﻤ ﺆﻣﻨﻴﻦ ،ﻓﻜ ﺎن ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻳ ﺮﻓﺾ اﻗﺘﺮاﺣﻪ وﻳﺮﺷﺪﻩ إﻟﻲ ﻣﺎ هﻮ أﻗﻮم). (٢٣٠ﺑﻞ ﻟﻘﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ هﻴﺒﺔ ﻋﻤﺮ ﻟﻪ أﻧﻪ ،ﻟﻤﺎ ﻧﺴﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻓﺼﻠﻲ إﺣﺪي اﻟﺼﻠﻮات اﻟﺮﺑﺎﻋﻴﺔ رآﻌﺘﻴﻦ ﻓﻘﻂ ،ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ أن ﻳﻔﺎﺗﺤﻪ ﻓﻲ اﻷﻣ ﺮ ﻻ هﻮ وﻻ أﺑ ﻮ ﺑﻜ ﺮ). (٢٣١آﻤ ﺎ أﻧ ﻪ وأﺑ ﺎ ﺑﻜ ﺮ ﻗ ﺪ اﺧﺘﻠﻔ ﺎ ﻋﻨ ﺪ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠ ﻲ أﻣ ﺮ وارﺗﻔﻌ ﺖ ق أﺻ ﻮاﺗﻬﻤﺎ ،ﻓﻨ ﺰل ﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ » :ﻳ ﺎ أﻳﻬ ﺎ اﻟ ﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨ ﻮا ،ﻻ َﺗ ْﺮﻓَﻌ ﻮا أﺻ ﻮا َﺗﻜُﻢ ﻓ ﻮ َ ﻂ أﻋْﻤﺎﻟُﻜﻢ وأﻧﺘﻢ ﻻ ﺤ َﺒ َ ﺾ أن َﺗ ْ ﺠ ْﻬ ِﺮ ﺑ ْﻌﻀِﻜﻢ ِﻟ َﺒ ْﻌ ٍ لآَ ﺠﻬَﺮوا ﻟﻪ ﺑﺎﻟ َﻘ ْﻮ ِ ت اﻟﻨﺒﻲ ،وﻻ َﺗ ْ ﺻﻮ ِ ﺚ ﺧﻔﺾ ﺻﻮﺗﻪ آﺄﻧﻪ ﻳُﺴ ﺮّ إﻟﻴ ﻪ ﺸﻌُﺮون « ،ﻓﻜﺎن ﻋﻤﺮ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ إذا ﺣﺪّث اﻟﻨﺒﻲ ﺑﺤﺪﻳ ٍ َﺗ ْ )(٢٣٢ غ اﻟﻘ ﻮل ﺗﺼ ﺮﻳﺤﺎ أو ﺗﻠﻤﻴﺤ ﺎ ﺑ ﺄن ﻋﻤ ﺮ آ ﺎن ﻣﺼ ﺪرًا ﻟ ﺒﻌﺾ ﺴﻮ ُ .ﻓﻬ ﻞ َﻳ ُ ﺑﺸ ﻲء اﻟﻮﺣﻲ ؟ ﻋﻤﺮ اﻟﺬي آﺎن ﻳﻘﺒّﻞ اﻟﺤﺠﺮ اﻷﺳﻮد وهﻮ ﻳﻘ ﻮل » :إﻧﻤ ﺎ أﻧ ﺖ ﺣﺠ ـﺮ ،وﻟ ﻮﻻ أﻧﻲ رأﻳﺖ رﺳﻮل اﷲ َﻗﺒّﻠﻚ ﻣﺎ ﻗﺒّﻠﺘﻚ « ) (٢٣٣وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ؟ أآﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻳﺨﺎﻓﻪ ؟ أﺑﺪا ، ﻓﻬ ﻮ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﻬ ﺎب اﻟﻨﺒ ﻲ ،وه ﻮ اﻟ ﺬي ﺗﺎﺑﻌ ﻪ وﺗﺤ ﺪي اﻟ ﺪﻧﻴﺎ ﻣ ﻦ أﺟﻠ ﻪ وأﺟ ﻞ دﻳﻨ ﻪ . أآﺎﻧ ﺖ ﻣﻮاﻓﻘ ﺎت ﻋﻤ ﺮ ﻟﻠ ﻮﺣﻲ ﻓ ﻲ أﻣ ﻮر ﻋﻮﻳﺼ ﺔ ﺣﻴ ﺮت ﺑ ﺎل اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴﻼم وأﺳﻬﺮﺗﻪ اﻟﻠﻴﻞ ﺣﺎﺋﺮا ﻳﺘﻘﻠﺐ ﻋﻠﻲ ﻓﺮاﺷﻪ ؟ وﻻ هﺬﻩ أﻳﻀﺎ ،ﻓﻬﺎ هﻲ ذي اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ اﺗﻔﻖ اﻟﻮﺣﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌﻪ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ » :ﻗﺎل ﻋﻤﺮ :واﻓﻘﺖ اﷲ ﻓﻲ ﺛﻼث ...ﻗﻠﺖ ) (٢٢٧اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ١ج / ١ص ، ٢٩٦واﻟﺒﺨﺎري .٥١ / ٤ / ) (٢٢٨اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري .٥٤ / ٣ / ) (٢٢٩اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ .٢٦٦ / ٣/ ) (٢٣٠اﻧﻈﺮ اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ١٩٩ ، ٧ / ٤/وﻣﻦ ذﻟﻚ أﻧﻪ آﺎن ﻳﺮﻳ ﺪ أن ﻳﻀ ﺮب ﻋﻨ ﻖ ﺣﺎﻃ ﺐ ﺑ ﻦ أﺑﻲ ﺑﻠﺘﻌﺔ ﻹرﺳﺎﻟﻪ رﺳﺎﻟﺔ إﻟﻲ أهﻞ ﻣﻜﺔ ﻳﺨﺒﺮهﻢ ﺑﺎﺳﺘﻌﺪاد اﻟﺮﺳ ﻮل ﻟﻠﻤﺴ ﻴﺮ إﻟ ﻴﻬﻢ ﻟﻔ ﺘﺢ ﺑﻠ ﺪهﻢ ،ﻓ ﺮد ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﺋ ً ﻼ :أوﻟﻴﺲ ﻣﻦ أهﻞ ﺑﺪر ؟ وﻣﺎ ﻳﺪرﻳﻚ ؟ ﻟﻌﻞ اﷲ اﻃﻠ ﻊ ﻋﻠﻴﻬ ـﻢ ﻓﻘ ـﺎل :اﻋﻤﻠ ﻮا ﻼ :اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ أﻋﻠﻢ. ﻣﺎ ﺷﺌﺘﻢ ،ﻓﻘﺪ أوﺟﺒﺖ ﻟﻜﻢ اﻟﺠﻨﺔ « ،ﻓﺎﻏﺮورﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮع ﻗﺎﺋ ً ) (٢٣١اﻧﻈﺮ اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٢ج / ٣ص .١٠٦ ) (٢٣٢اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري .٢٦١ / ٤ / ) (٢٣٣اﻧﻈﺮ » اﻟﻤﻮﻃﺄ « .٣٣٤ / ١ /
ﺼ ﻠّﻲ .وﻗﻠ ﺖ :ﻳﺎرﺳ ﻮل اﷲ ،ﻳ ﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴ ﻚ :ﻳﺎرﺳﻮل اﷲ ،ﻟﻮ اﺗﺨ ﺬت ﻣﻘ ﺎم إﺑ ﺮاهﻴﻢ ُﻣ َ اﻟ َﺒ ﱡﺮ واﻟﻔ ﺎﺟﺮ ،ﻓﻠ ﻮ أﻣ ﺮت أﻣﻬ ﺎت اﻟﻤ ﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﺤﺠ ﺎب .ﻓ ﺄﻧﺰل اﷲ ﺁﻳ ﺔ اﻟﺤﺠ ﺎب ... ﻦ اﷲ ﻦ أو َﻟ ُﻴ ْﺒ ِﺪَﻟ ّ وﺑﻠﻐﻨ ﻲ ﻣﻌﺎﺗﺒ ﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ ﺑﻌ ﺾ ﻧﺴ ﺎﺋﻪ ﻓ ﺪﺧﻠﺖ ﻋﻠ ﻴﻬﻦ ﻓﻘﻠ ﺖ :إن اﻧﺘﻬﻴ ُﺘ ّ ﺧ ْﻴﺮًا ﻣﻨ ُﻜﻦّ« رﺳﻮﻟﻪ ﺧﻴﺮا ﻣﻨﻜﻦ ...ﻓﺄﻧﺰل اﷲ » ﻋﺴﻲ رﺑﱡ ُﻪ إن ﻃﻠﱠﻘﻜﻦ أن ُﻳ ْﺒ ِﺪَﻟ ُﻪ أزواﺟًﺎ َ ) . (٢٣٤ﻓﺎﻵن ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺪرك أﺳﻠﻮب اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻄﻨﻄﻨﺔ ﻋﻠﻲ ﻻ ﺷﻲء ! وﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ هﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻧﺘﺴﺎءل :هﺐ أن اﻟﺮﺳﻮل ،وذﻟ ﻚ ﻣﺴ ﺘﺤﻴﻞ ﺑﻌ ﺪ آ ﻞ ﻣ ﺎ ﻗﻠﻨ ﺎﻩ ، آﺎن آﺎذﺑًﺎ ،ﻓﻤ ﺎ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﺮﻳ ﺪﻩ ﻣ ﻦ وراء ه ﺬا اﻟﻜ ﺬب ؟ اﻟﻤ ﺎل ؟ اﻟﺸ ﺮف ؟ اﻟﺮﻳﺎﺳ ﺔ واﻟﺴﻠﻄﺎن ؟ إن ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ آﻠﻬﺎ ﺗﻜﺬب ذﻟﻚ أﺷﺪ ﺗﻜ ﺬﻳﺐ .وﻣ ﻊ ه ﺬا ﻓﺴ ﻮف ﻧﺘﻨ ﺎول ه ﺬﻩ اﻟ ﺪواﻓﻊ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻗﺸ ﺔ اﻟﻤﻔﺼ ﻠﺔ اﻟﻤﻮﺛﻘ ﺔ ،آﻌﺎدﺗﻨ ﺎ داﺋﻤ ﺎ ،ﻓ ﻲ اﻟﻔﺼ ﻞ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ،اﻟ ﺬي ﺳﻨﺨﺼﺼﻪ ﻟﻠﺸﺒﻬﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺎول ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻇﺎهﺮة اﻟﻮﺣﻲ ﺑﻬﺎ ،وهﻲ أن ﻣﺤﻤﺪا آﺎن واهﻤﺎ ﻣﺨﺪوﻋﺎ .آﺄﻧﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﺗﻴﻘﻨﻮا ﻓﺸﻞ اﻟﺸﺒﻬﺔ اﻷوﻟﻲ وﻋﺮﻓﻮا أن اﺗﻬﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﻜﺬب واﻟﺨﺪاع هﻮ اﺗﻬﺎم ﻣﺘﻬﺎﻓﺖ ﻋﺎد ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻘﺎل إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺧﺎدﻋًﺎ ﺑﻞ ﻣﺨ ﺪوﻋًﺎ .
اﻟﺸﺒﻬﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم آﺎن واهﻤﺎ ﻣﺨﺪوﻋﺎ وﻧﻨﺘﻘﻞ اﻵن إﻟﻲ اﻟﺸﺒﻬﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،وهﻲ أﻧﻪ آﺎن واهﻤﺎ ﻣﺨﺪوﻋﺎ .وﻟﻌﻞ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ آﺎﻧﻮا ﻳﻘﺼﺪون ذﻟﻚ أو ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﻨﻪ ﺣﻴﻨﻤﺎ اﺗﻬﻤ ﻮﻩ ﺑ ﺎﻟﺠﻨﻮن) ، (١وﺣﻴﻨﻤ ﺎ ﻋ ﺮض ﻋﻠﻴ ﻪ ﻋﺘﺒ ﺔ ﺑ ﻦ رﺑﻴﻌﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺮض ،أن ﻳﺄﺗﻮا ﻟﻪ ﺑﻄﺒﻴﺐ ﻳﻌﺎﻟﺠﻪ ﻣﻤﺎ أﺻ ﺎﺑﻪ إن آ ﺎن اﻟ ﺬي ﻳﺄﺗﻴ ﻪ رَﺋ ّﻴ ﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻦ) ، (٢ﻓﻤﺎ آﺎن ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم إﻻ أن ﻗ ﺮأ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻋ ﺪدا ﻣ ﻦ اﻵﻳ ﺎت ﻣ ﻦ ﻣﻔﺘ ﺘﺢ ﺼ ﻠﺖ « ﻓﻴﻬ ﺎ دﻋ ﻮة ﻟﻘ ﺮﻳﺶ إﻟ ﻲ اﻹﻳﻤ ﺎن ،وﺗﺼ ﻮﻳﺮ ﻟﻌﻨ ﺎدهﻢ ،وﺗﻬﺪﻳ ﺪ ﻟﻬ ﻢ ﺳﻮرة» ُﻓ ﱢ ﺑﻤﺜﻞ ﻣﺼﺎﺋﺮ اﻷﻣﻢ اﻟﺨﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ آﺬّﺑﺖ رﺳﻠﻬﺎ .وﻟﻨﻘﻒ هﻨﺎ ﻗﻠﻴﻼ وﻧﺘﺴﺎءل :ﺗﺮي ﻟﻮ أن اﻟﺮﺳ ﻮل آ ﺎن ﻓﻌ ﻼ ﻣﺼ ﺎﺑﺎ ﺑ ﺒﻌﺾ اﻷﻣ ﺮاض اﻟﻨﻔﺴ ﻴﺔ ،اﻟﺘ ﻲ ﻋﺒ ﺮ ﻋﻨ ـﻬﺎ ﻣﻔ ـﺎوﺿﻪ ﻲ اﻟﺠﻦ « ،أآﺎن ﺳﻴﻜﻮن ردﻩ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑﻬ ﺬا اﻟﻬ ﺪوء اﻟﻨﺒﻴ ﻞ وﺑ ﺘﻼوة ه ﺬﻩ اﻟﻘـﺮﺷﻲ ﺑـ » رﺋ ّ اﻵﻳﺎت ﻣﻦ اﻟﺬآﺮ اﻟﺤﻜﻴﻢ ؟ أﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺳﻴﺜﻮر وﻳﺴﻤﻌﻪ ﻗﺎرص اﻟﻘﻮل إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﺘﺎﺋﻢ اﻟﻤﻘﺬﻋﺔ إذ ﺿﻐﻂ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻋﻠﻲ اﻟﺠﺮح اﻟﻨﺎﻏﺮ اﻟﺬي ﻳﺆﻟﻤﻪ ؟ ﺛﻢ إن ﻣﺤﻤﺪا هﺬا هﻮ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺬي آﺎن ﻣﺤﻞ ﺛﻘﺘﻬﻢ وأﻣـﺎﻧﺘﻬﻢ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺒﻌﺚ ،ﻓﻤﺎ ﻋﺪا ﻣﻤﺎ ﺑَﺪا ؟ أﻟﺌﻦ ﺟﺎء ﺑﺪﻋﻮة اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ واﻟﻌﺪل واﻟﻤﺴﺎواة وﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﻔﻜﺮ ﻣﻦ أﻏﻼل اﻟﺨﺮاﻓﺎت واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺴﺨﻴﻔﺔ ) (٢٣٤اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري . ٩٩ / ٣ / ) (١ﺳﺠﻞ اﻟﻘﺮﺁن هﺬا اﻻﺗﻬﺎم ﻓﻲ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻊ » :وﻗﺎﻟﻮا :ﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﺬي ﻧ ﺰل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟ ﺬآﺮ ،إﻧ ﻚ ﻟﻤﺠﻨﻮن « ) اﻟﺤﺠﺮ (٦ /و » وﻳﻘﻮﻟﻮن :أإﻧّﺎ ﻟﺘﺎرآﻮ ﺁﻟﻬﺘﻨﺎ ﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺠﻨﻮن؟ « )اﻟﺼ ﺎﻓﺎت (٣٦/و »ﻳﻘﻮﻟﻮن :إﻧﻪ ﻟﻤﺠﻨﻮن« )اﻟﻘﻠﻢ ... (٥١ /إﻟﺦ. ) (٢اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم ٢٦١ / ١ /ـ .٢٦٢
اﻟﻤﺸﻮهﺔ ُﻳ ﱠﺘﻬَﻢ ﺑﺎﻟﺠﻨﻮن ؟ واﷲ إن آﺎن هﺬا هﻮ اﻟﺠﻨﻮن ،وآﺎﻧﺖ اﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﺑﻜﻞ ﻗﺒﺤﻬﺎ هﻲ اﻟﻌﻘﻞ ،ﻓﻤﺮﺣﺒﺎ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺟﻨﻮن ! أﻣ ﺎ آﻔ ﺎر اﻟﻌﺼ ﺮ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻓ ﺈﻧﻬﻢ ﻳﺘﺤ ﺪﺛﻮن ،ﺑ ﺪﻻ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ،ﻋ ﻦ اﻟﺮﻏﺒ ﺎت اﻟﺪﻓﻴﻨ ﺔ وﻣﻜﻨﻮﻧ ﺎت اﻟﻼوﻋ ﻲ) ( ٣اﻟﺘ ﻲ ﺟ ﺎء اﻟﻘ ﺮﺁن ،ﻋ ﻦ ﻏﻴ ﺮ ﻋﻤ ﺪ أو وﻋ ﻲ ﻣ ﻦ ﻣﺤﻤ ﺪ آﻤ ﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮن ،ﻟﻴﺤﻘّﻘﻬﺎ وﻳﺨﻔﻒ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم أﺛﻘﺎﻟﻬ ﺎ اﻟﺘ ﻲ آﺎﻧ ﺖ ﺗﻌ ﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬ ﺎ ﻧﻔﺴ ﻪ أﻳﻤ ﺎ ﻣﻌﺎﻧﺎة. ﻋﻠﻲ أن أول ﺷﻲء أﺗﻨﺎوﻟﻪ ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﺘﻬﻞ ﻣﻨﺎﻗﺸ ﺘﻲ ﻟﻬ ﺬا اﻻﺗﻬ ﺎم ه ﻮ أن اﻟ ﻮﺣﻲ آﺜﻴ ﺮا ﻣ ﺎ ﻧﺰل ﻳﻌ ﺎرض رﻏﺒ ﺎت اﻟﺮﺳ ﻮل اﻟﻌﻤﻴﻘ ﺔ ﻣﻌﺎرﺿ ﺔ ﺻ ﺮﻳﺤﺔ ﻻ ﻟ ﺒﺲ ﻓﻴﻬ ﺎ وﻻ ﺗﺄوﻳ ﻞ ، وﻗﻮﻳﺔ ﻻ ﺗﻠﻄﻒ ﻓﻴﻬﺎ وﻻ ﺗﺨﻔﻴﻒ .وﻣﻦ ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم آﺎن ﻳﺤﺐ ﻋﻤﻪ أﺑ ﺎ ﻃﺎﻟ ﺐ ،اﻟﺬي رﻋﺎﻩ ﻓﻲ ﻳﺘﻤﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺟﺪﻩ واﻟﺬي ﺣﺎل ﺑﻴﻦ ﻗﺮﻳﺶ وﺑﻴﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ اﻏﺘﻴﺎﻟﻪ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،وآﺎن ﻳﺘﻤﻨﻲ ﺑﻜﻞ آﻴﺎﻧﻪ أن ﻳﺴﻠﻢ هﺬا اﻟﻌﻢ ،ﻓﻠﻤﺎذا ﻟﻢ ﻳﺘﻮهﻢ ﻧ ﺰول وﺣ ﻲ ﻳﺨﺒ ﺮﻩ ﻋﻨﺪ ﻣﻮت ﻋﻤﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﻧﻄﻖ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎدﺗﻴﻦ وهﻮ ﻳﻐﺮﻏﺮ ﻣﺜﻼ ؟ إن ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث ،ﺑﻞ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث ﻣﺎ هﻮ دون هﺬا ﺑﻜﺜﻴﺮ :ﻟﻘﺪ وﻋﺪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻋﻤﱠﻪ ﺑﺄن ﻳﺴ ﺘﻐﻔﺮ ﻟ ﻪ اﷲ ، ﺑﻴﺪ أن اﻟﻮﺣﻲ ﻗﺪ ﺣﺴﻢ اﻷﻣـﺮ ﻟﻠﺘﻮ ﻓﻨـﺰل ﻗـﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ » :ﻣﺎ آﺎن ﻟﻠﻨﺒﻲ واﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا أن ﻳﺴﺘﻐﻔﺮوا ﻟﻠﻤﺸﺮآﻴﻦ وﻟﻮ آﺎﻧﻮا أُوﻟِﻲ ُﻗ ْﺮﺑَﻲ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﺒﻴﱠﻦ ﻟﻬﻢ أﻧﻬﻢ أﺻﺤﺎب اﻟﺠﺤﻴﻢ « )اﻟﺘﻮﺑﺔ ، (١١٣ /وﻟﻢ ﻳﺘﺮآﻪ اﻟﻮﺣﻲ ﺣﺘﻲ ﻳﺴﺘﻐﻔﺮ ﺛﻢ ﻳﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﻋﺪم ﺟﺪوي اﻻﺳﺘﻐﻔﺎر ﺑﻞ ﺑﺎدر اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻬﺪهﺎ). (٤وﻗﺪ أﺳﻠﻔﺖ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ أﻧﻪ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ و ﺳﻠﻢ آﺎن ﻞ ﻟ ﻪ زوﺟ ًﺔ ،ﻓﻨ ﺰل ﻳﺨﺸ ﻲ أﺷ ﺪ اﻟﺨﺸ ﻴﺔ أن ﻳﻮاﺟ ﻪ اﻟﻨ ﺎس ﺑ ﺄن زﻳﻨ ﺐ ﺑﻨ ﺖ ﺟﺤ ﺶ ﺗﺤ ّ ﻖ أن ﺗﺨﺸ ﺎﻩ«) .(٥آﻤ ﺎ ﺳ ﻤﻌﻨﺎ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ﷲ أﺣ ﱡ س ،وا ُ ﻼ » :وﺗﺨﺸ ﻲ اﻟﻨ ﺎ َ اﻟﻘﺮﺁن ﻳﻌﺎﺗﺒﻪ ﻗﺎﺋ ً وهﻲ ﺗﻘﻮل إن اﻟﺮﺳﻮل ﻟﻮ آﺎن آﺎﺗﻤﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ اﻟﻮﺣﻲ ﻟﻜﺘﻢ هﺬا ،ﻟﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻤﻪ ﻣﻦ أن ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺰواج ﺳﻮف ﻳﺼﺪم اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺻﺪﻣﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻟﺘﻌ ﻮّد اﻟﻨ ﺎس ﻋﻠ ﻲ أن َﻳ ُﻌ ﺪّوا اﺑ ﻦ اﻟﺘﺒﻨﻲ آﺎﻻﺑﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎ .وﻗﺪ ﻳﻘﻮل ﻗﺎﺋﻞ :وﻟﻜﻦ اﻟﻮﺣﻲ هﻜﺬا ﻗﺪ ﻧ ﺰل ﻟﻴﺤﻘ ﻖ أﻣﻨﻴ ﺔ اﻟﺮﺳ ﻮل ،إذ آ ﺎن ﻳﻬ ﻮي زﻳﻨ ﺐ .وﻟﻤﺜ ﻞ ه ﺬا اﻟﻘﺎﺋ ﻞ أآ ﺮر ﻣ ﺎ ﻗﻠﺘ ﻪ هﻨ ﺎك ﻣ ﻦ أن ه ﺬﻩ اﻷﻣﻨﻴﺔ آﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺑﺄآﺜﺮ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ،آﺄن ﻳﺘﺨﺬهﺎ اﻟﺮﺳﻮل) أﺳﺘﻐﻔﺮ اﷲ( ﺧﺪﻳﻨﺔ ﻟﻪ ﻣﺜﻼ .إﻻ أن اﻟﻮﺣﻲ أﺻﺮ ﻋﻠﻲ أن ﻳﻌﺎﻟﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻬﺬا اﻟ ﺰواج ،وه ﻮ ﺖ ﺑﺠﺜﺔ ﻋﻤﻪ ﺣﻤﺰة اﻟﺸﻬﻴﺪ ، ﻣﺎ آﺎن اﻟﻨﺒﻲ ﻳﺨﺸﺎﻩ أﺷﺪ اﻟﺨﺸﻴﺔ .آﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﻗﺮﻳﺸﺎ ﻗﺪ ﻣ ﱠﺜَﻠ ْ إذ ﺑﻘ ﺮت هﻨ ﺪ زوﺟ ﺔ أﺑ ﻲ ﺳ ﻔﻴﺎن ﺑﻄﻨ ﻪ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﻪ واﺳ ﺘﺨﺮﺟﺖ آﺒ ﺪﻩ وﻻآﺘﻬ ﺎ ، ﺸﻔِﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﻧﻔﺴ ﻬﺎ اﻟﻤﻐﻠﻮﻟ ﺔ .وﻟ ﻢ ﻳﻜﺘ ﻒ أﺑ ﻮ ﺳ ﻔﻴﺎن وﺟﺪﻋﺖ أﻧﻔﻪ وأذﻧﻴﻪ وﻟﺒﺴﺘﻬﺎ ﺣﻠﻴّﺎ َﺗ ْ ق ﺑﺬﻟﻚ ،ﺑﻞ أﺧﺬ ﻳﻀﺮب ﺣﻤﺰة ﺑ ُﺰجّ اﻟﺮﻣﺢ ﻓﻲ ﺷﺪﻗﻪ وهﻮ ﺟﺜﺔ هﺎﻣﺪة وﻳﻘﻮل ﻟﻪُ » :ذ ْ ﻋﻘَﻖ! « ،ﻓﺄﻗﺴﻢ اﻟﻨﺒﻲ ،وﻗﺪ ﺑﻠﻎ اﻟﻐﻴﻆ ﻣﻨﻪ واﻟﺤ ﺰن واﻟﺤﺴ ﺮة ﻣﻨﺘﻬﺎه ﺎ ،ﻟ ﺌﻦ أﻇﻬ ﺮﻩ ُ ﻦ ﺑﺜﻼﺛ ﻴﻦ رﺟ ﻼ ﻣ ﻨﻬﻢ ،وأﻗﺴ ﻢ ﻣﻌ ﻪ اﷲ ﻋﻠ ﻲ ﻗ ﺮﻳﺶ ﻓ ﻲ ﻣ ﻮﻃﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﻮاﻃﻦ َﻟ ُﻴ َﻤ ﱢﺜَﻠ ّ ل ﻳﺒ ﺎرك اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن َﻟ ُﻴ َﻤﺜﱢُﻠﻦّ ﺑﻬﻢ ُﻣ ْﺜَﻠ ًﺔ ﻟﻢ ﻳﻤﺜﻠﻬﺎ أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻌ ﺮب َ ،ﻓ ِﺒ َﻢ ﻧ ﺰل اﻟ ﻮﺣﻲ ؟ َأ َﻧ َﺰ َ ) (٣ﻗ ﺎل ﺑ ﺬﻟﻚ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ رودﻧﺴ ﻮن وﻟ ﻮدي وﻏﻴﺮهﻤ ﺎ ،ﻣﻤ ﻦ ﺳ ﻨﺘﻨﺎول ﺁراءه ﻢ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻴ ﻞ واﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ. ) (٤اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري .١٣٨ / ٢ / ) (٥اﻷﺣﺰاب .٣٧ /
ﻲ ﻧﻔﺴﻴﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ هﺬا اﻟﻘﺴﻢ وﻳﺤﺾ اﻟﺮﺳﻮل واﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ هﺬﻩ اﻷﻣﻨﻴﺔ ﺣﺘﻲ ُﺗﺸْﻔ َ اﻟﺴﻼم ﻣﻦ أﺣﺰاﻧﻬﺎ وﻟﻮﻋﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻋﻤﻪ اﻟﺤﺒﻴﺐ وأﺧﻴ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺮﺿ ﺎع ؟ أﺑ ﺪا ،ﺑ ﻞ ﻧ ﺰل اﻟﻮﺣﻲ ﺑﻬﺬﻩ اﻵﻳﺎت » :وإن ﻋﺎﻗﺒﺘﻢ ﻓﻌ ﺎﻗﺒﻮا ﺑﻤﺜ ﻞ ﻣ ﺎ ﻋ ﻮﻗﺒﺘﻢ ﺑ ﻪ ،وﻟ ﺌﻦ ﺻ ﺒﺮﺗﻢ ﻟﻬ ﻮ ﻖ ﺿ ْﻴ ٍ ﻚ ﻓﻲ َ ن ﻋﻠﻴﻬﻢ ،وﻻ َﺗ ُ ﺤ َﺰ ْ ﻻ ﺑﺎﷲ ،وﻻ ﺗ ْ ﺻ ْﺒﺮُك إ ّ ﺧﻴﺮ ﻟﻠﺼﺎﺑﺮﻳﻦ $واﺻﺒﺮ وﻣﺎ َ )(٧ ﻣﻤﺎ َﻳ ْﻤﻜُﺮون«) ، (٦ﻓﻌﻔﺎ رﺳﻮل اﷲ وﺻﺒﺮ وﻧﻬﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﺜﻠﺔ .ﻟﻴﺲ هﺬا ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑ ﻞ ﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﻌﻠﺔ اﻷﺛﻴﻤﺔ ﻋَﻠ ْ إن اﻟﻨﺒﻲ ﺑﻌﺪ أن دﺧﻞ ﻣﻜﺔ ﻓﺎﺗﺤﺎ وأﻇﻔﺮﻩ اﷲ ﺑﺄﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎن وهﻨﺪ ﻓﺎ ِ ،ﻟﻢ ﻧﺴﻤﻊ ﺑﻨﺰول وﺣﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﺘﻠﻬﻤﺎ ،إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ أﺟ ﻞ ﺣﻤ ﺰة ﻓﺠ ﺰاء ﻣ ﺎ أﻟّﺒ ﺎ ﻋﻠﻴ ﻪ هﻮ وﺣﺎرﺑﺎﻩ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻣﻠﻜﺖ أﻳ ﺪﻳﻬﻤﺎ ﺣﺘ ﻲ اﻧﺘﻬ ﻲ أﻣﺮهﻤ ﺎ وأﻣ ﺮ ﻗ ﺮﻳﺶ آﻠﻬ ﺎ إﻟ ﻲ اﻟﻔﺸ ﻞ ﻲ ﻗﺎﺗﻞ ﻋﻤﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻗﺪ َﻗﺒِﻞ إﺳ ﻼﻣﻪ ﺣ ﻴﻦ أﺗ ﺎﻩ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ اﻟﺬرﻳﻊ .أﻣﺎ وﺣﺸ ﱞ )(٨ أﺧﺮﻳﺎت ﺣﻴﺎﺗﻪ ،وإن ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ أن ﻳﺮﺗﺎح ﻟﻤ ﺮﺁﻩ .وأﺣﻴﻠ ﻚ ﻋﻠ ﻲ اﺑ ﻦ هﺸ ﺎم ﻟﺘﻘ ﺮأ ﻣ ﺎ دار ﺑ ﻴﻦ وﺣﺸ ﻲ وﺑ ﻴﻦ اﻟﻨﺒ ﻲ ﺣ ﻴﻦ ﻗ ﺪم ﻋﻠﻴ ﻪ ،وآﻴ ﻒ ﻗ ﺎل ﻟ ﻪ اﻟﺮﺳ ﻮل ﺣ ﻴﻦ رﺁﻩ » : ﺣﺸِﻲ ؟ « .ﻗﺎل » :ﻧﻌﻢ ﻳﺎرﺳﻮل اﷲ « .ﻗﺎل » :اﻗﻌﺪ ﻓﺤﺪﺛﻨﻲ آﻴﻒ ﻗﺘﻠﺖ ﺣﻤﺰة َأ َو ْ ﺐ ﻋﻨ ﻲ وﺟﻬ ﻚ ﻓ ﻼ َأ َر َﻳ ﱠﻨ ﻚ « ﻓﺤﺪّﺛ ﻪ ،ﻓﻠﻤ ﺎ ﻓ ﺮغ ﻣ ﻦ ﺣﺪﻳﺜ ﻪ ﻗ ﺎل » :وﻳﺤ ﻚ ! ﻏ ﱢﻴ ْ «وﻋﻠﻲ رﻏ ﻢ ﻣ ﺎ ه ﻮ ﻇ ﺎهﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻘﺼ ﺔ ﻣ ﻦ ﺑﻘ ﺎء ذآ ﺮي ﺣﻤ ﺰة وﻣﻘﺘﻠ ﻪ ﺑﻌ ﺪ آ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺴﻨﻮات ﺣﻴﺔ ﻧﺎﺑﻀﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺗﺆﻟﻤﻪ إﻳﻼﻣﺎ ﺷ ﺪﻳﺪًا ،ﻓ ﻼ وﺣ ﻲ ﺑﺎﻧﺘﻘ ﺎم وﻻ ﺧﻼﻓﻪ .ﺳ ﺒﺤﺎن اﷲ !أه ﺬا آ ﻞ ﺗ ﺄﺛﻴﺮ ﻣﻜﺒﻮﺗ ﺎت اﻟﻼوﻋ ﻲ ؟ آ ﺬﻟﻚ أﻳ ﻦ آﺎﻧ ﺖ ﻣﻜﺒﻮﺗ ﺎت اﻟﻼوﻋﻲ هﺬﻩ ﻳﻮم أن ﻣﺮ اﻟﺮﺳﻮل وﻣﻌﻪ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﺑﻘﺒ ﺮ أ ﱢﻣ ﻪ ﻓﻌﻄ ﻒ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻘﺒ ﺮ ووﻗ ﻒ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ ﺛﻢ ﻋﺎد إﻟﻲ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﺑﺎآﻴﺎ ،وﻟﻤﺎ اﺳﺘﻔﺴ ﺮوا ﻣﻨ ﻪ ﻋ ﻦ ﺳ ﺮ ذﻟ ﻚ ﻗ ﺎل ﻟﻬﻢ إن اﷲ ﻗﺪ أذن ﻟﻪ ﺑﺰﻳﺎرة ﻗﺒ ﺮ أﻣ ﻪ وﻟﻜﻨ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳ ﺄذن ﻟ ﻪ أن ﻳﺴ ﺘﻐﻔﺮ ﻟﻬ ﺎ ُ .ﺗ ﺮَي ِﻟ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﺮﺳﻢ اﻟﻮﺣﻲ اﻟﺬي ﻳﺪﻋﻲ ﻣﺴﺘﺸﺮﻗﻮﻧﺎ اﻟﻤﺨﻠﺼ ﻮن أﻧ ﻪ اﻧﻌﻜ ﺎس ﻟﺮﻏﺒ ﺎت ﻣﺤﻤ ﺪ اﻟﺪﻓﻴﻨ ﺔ ﺻﻮرة وردﻳﺔ ﻟﻤﺼﻴﺮ ﺁﻣﻨﺔ ﺑﻨ ﺖ وه ﺐ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻴ ﺎة اﻷﺧ ﺮي ،وه ﻲ أﻣ ﻪ اﻟﺘ ﻲ ﻏﺎدرﺗ ﻪ ﻳﺘﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﻦ ﻏﻀﺔ ﺗﺎرآﺔ ﻟﻪ أﺟﻤﻞ ذآﺮﻳﺎت اﻟﺤﻨﺎن؟) (٩وِﻟ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﻨﺰل وﺣﻲ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣ ﻦ اﻟﺮﺳ ﻮل اﻻﻧﺘﻘ ﺎل ﺑﺤﻜﻮﻣﺘ ﻪ إﻟﻴﻬ ﺎ ،وه ﻲ اﻟﺘ ﻲ آﺎﻧ ﺖ أﺣ ﺐ ﺑ ﻼد اﷲ إﻟ ﻲ اﻟﺮﺳﻮل آﻤﺎ اﻋﺘﺮف هﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﻮم أن ﻏﺎدرهﺎ ﻣﻬﺎﺟﺮا إﻟﻲ ﻳﺜﺮب؟ أو ِﻟ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﻨﺰل ﺧﺮِﺟﻮا ﻣﻦ ﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻮم أن ُأ ْ ﺳِﻠ َﺒ ْ ﻗﺮﺁن ﺑﺎﺳﺘﻴﻼء اﻟﺮﺳﻮل واﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻋﻠﻲ دورهﻢ اﻟﺘﻲ ُ دﻳﺎرهﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ إﻻ أن ﻳﻘﻮﻟﻮا :رﺑﻨﺎ اﷲ؟) (١٠أم ﺗﺮي ِﻟ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﻨﺰل وﺣﻲ ﻳﻌﻜ ﺲ رﻏﺒﺘ ﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻓﻲ أن ﻳﺸﺎرآﻪ اﻟﻜﻮن آﻠ ﻪ أﺣﺰاﻧ ﻪ اﻟﺜﻘﻴﻠ ﺔ ﻳ ﻮم ﻣ ﻮت اﺑﻨ ﻪ إﺑ ﺮاهﻴﻢ ،اﻟ ﺬي ُر ِزﻗَﻪ ﻓﻲ أﺧﺮﻳﺎت ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻤﻸ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺒﻴﺖ ﺣﺒﻮرا وﺳ ﻌﺎدة ؟ ﻟﻘ ﺪ آﺴ ﻔﺖ اﻟﺸ ﻤﺲ ﻳﻮﻣﻬ ﺎ ﻓﻈﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن أﻧﻬﺎ آﺴﻔﺖ ﻟﻤﻮت اﺑﻨﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ،ﻓﻤﺎذا ﺗﻈﻨﻮن آﺎن ﺟﻮاﺑﻪ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ؟ ﻟﻘ ﺪ ﻧ ﺒﻬﻬﻢ ،وه ﻮ ﻓ ﻲ ﻏﻤ ﺮة أﺣﺰاﻧ ﻪ ،إﻟ ﻲ أن اﻟﺸ ﻤﺲ واﻟﻘﻤ ﺮ ﺁﻳﺘ ﺎن ﻣ ﻦ ﺁﻳ ﺎت اﷲ ﻻ ) (٦اﻟﻨﺤﻞ ١٢٦ /ـ .١٢٧ ) (٧اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم ٢١ / ٣ /ـ ٣٦ ، ٢٢ـ .٣٨ ) (٨ج / ٣ص .٢٣ ) (٩اﻧﻈﺮ اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٢ج / ٤ص . ١٠٩وﻗﺪ ﺳﺒﻖ اﻻﺳﺘﺸﻬﺎد ﺑﻬﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﻠﺘﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠ ﻲ ﺗﻮﺧﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻠﺼﺪق ﺣﺘﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻻﺣ ﺮج ﻋﻠﻴ ﻪ ﻗ ﻂ ﻓ ﻲ آﺘﻤﺎﻧ ﻪ ،ﻷﻧ ﻪ ﻣ ﻦ ﺷ ﺆوﻧﻪ ه ﻮ .اﻧﻈ ﺮ إرﭬﻨﺞ .١٥٧ ) (١٠اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم ٨٢ / ٢ /ـ ١٠٤ ، ٨٣ـ ، ١٠٥و .٤٣ / ٣
ﺗﻜﺴﻔﺎن ﻟﻤﻮت أﺣﺪ وﻻ ﻟﻮﻻدﺗﻪ) . (١١ورﺑﻤﺎ ﺟﺎز ﻟﻨﺎ أن ﻧﺸﻴﺮ هﻨ ﺎ إﻟ ﻲ أﻧ ﻪ ﺻ ﻠﻮات اﷲ ﺐ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ آ ﺎن أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻳﺄآﻠﻮﻧ ﻪ أﻣﺎﻣ ﻪ وﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ آﺎن ﻳﺸﻤﺌﺰ ﻣﻦ أآﻞ اﻟﻀ ّ ﺳ ﺎ ﻟﻤﻴﻠ ﻪ إﻟ ﻲ أﺷ ﻴﺎء وﻧﻔ ﻮرﻩ ﻣ ﻦ ﻓﻼ ﻳﻨﻜ ﺮ ذﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ .أﻓﺮأﻳ ﺖ إن آ ﺎن اﻟ ﻮﺣﻲ اﻧﻌﻜﺎ ً )(١٢ ﺐ؟ أﺧﺮي ،أﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻤﺘﻮﻗﻊ إذن أن ﻳﺤﺮﱢم ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻀ ّ ﻟﻴﺲ ذﻟﻚ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ آﺜﻴﺮ هﻮ اﻟﻮﺣﻲ اﻟﺬي ﻧﺰل ﻳﺨﻄّﺊ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ،آﻤ ﺎ ﻓ ﻲ ﻗﺼﺔ اﺑﻦ أم ﻣﻜﺘﻮم) ، (١٣وآﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺎدث اﻟﺼﺤﺎﺑﻲ اﻟﺬي وﺟﺪ زوﺟﺘﻪ ﻣ ﻊ رﺟ ﻞ ﺁﺧ ﺮ ﺣ ﱠﺪ اﻟﻘ ﺬف ،ﻓﻨ ﺰل ﺤ ّﺪ َ ي اﻟﺮﺳ ﻮل أن ﻋﻠﻴ ﻪ إﺣﻀ ﺎر اﻟﺒﻴﻨ ﺔ أو ُﻳ َ ﻓﻲ اﻟﻔ ﺮاش ،ﻓﻜ ﺎن ر ْأ ُ )(١٤ اﻟ ﻮﺣﻲ ﺑﻐﻴ ﺮ ذﻟ ﻚ ،وآﺎﻧ ﺖ ﺁﻳ ﺎت اﻟﻤﻼﻋﻨ ﺔ .وﻣﺜ ﻞ ذﻟ ﻚ رأﻳ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻓ ﻴﻤﻦ ﻲ ذﻟﻚ ﻃﻼﻗﺎ ،ﻓﻨﺰل اﻟﻮﺣﻲ ﺑﻐﻴﺮ ذﻟﻚ).(١٥ ﻋ ّﺪ اﻟﻨﺒ ﱡ ﻇﺎهﺮ ﻣﻦ زوﺟﺘﻪ ،إذ َ وﻳﺠﺮي هﺬا اﻟﻤﺠﺮي أن اﻟﻘﺮﺁن ﻗﺪ ﺧﺎﻃﺐ اﻟﻨﺒﻲ ﻓﻲ ﻣﻮاﺿﻊ ﻋﺪة ﺑﻠﻐﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ ،آﻤﺎ ﻓﻲ ﺼﺪﱠي #وﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ اﻻ َﻳ ﱠﺰ ﱠآ ﻲ #وأﻣ ﺎ ﻣ ﻦ ﺟ ﺎءك ﻗﻮﻟﻪ » :أﻣﱠﺎ ﻣﻦ اﺳ َﺘ ْﻐﻨَﻲ #ﻓﺄﻧﺖ ﻟﻪ َﺗ َ ﺨﺸَﻲ #ﻓﺄﻧﺖ ﻋﻨﻪ َﺗَﻠﻬﱠﻲ #آﻼ ،إﻧﻬﺎ ﺗﺬآﺮة #ﻓﻤﻦ ﺷﺎء ذآﺮﻩ « )ﻋﺒﺲ ﺴﻌَﻲ #وهﻮ َﻳ ْ َﻳ ْ 5ـ ،( ٢١وآﻤﺎ ﻓﻲ ﺁﻳﺎت ﺳ ﻮرة » اﻷﻧﻔ ﺎل « اﻟﺘ ﻲ ﻧﺰﻟ ﺖ ﺗﻌﺎﺗﺒ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻷﺧ ﺬﻩ ب اﻟﻔﺪﻳﺔ ﻣﻦ أﺳﺮي ﺑﺪر ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻗﺘﻠﻬﻢ ،واﻟﺘﻲ اﻧﺘﻬﺖ ﺑﻬﺬﻩ اﻵﻳﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة َ » :ﻟﻮْﻻ آﺘﺎ ٌ ب ﻋﻈ ﻴﻢ « ). (١٦وﻟﻜ ﻲ ﻳ ﺪرك اﻟﻘ ﺎرئ ﻋﻨ ﻒ ه ﺬا ﻋ ﺬَا ٌ ﺴﻜُﻢ ﻓﻴﻤﺎ أﺧ ﺬﺗﻢ َ ﻣﻦ اﷲ ﺳﺒﻖ َﻟ َﻤ ّ اﻟﻌﺘﺎب أرﺟﻮ أن ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ ﻣ ﺎ ﻗﺎﻟ ﻪ اﻟ ﻮﺣﻲ ﻓ ﻲ ﺣ ﻖ أﺻ ﺤﺎب اﻹﻓ ﻚ » :وﻟ ﻮﻻ ب ﻋﻈ ﻴﻢ « ﻋ ﺬَا ٌ ﻀ ُﺘ ْﻢ ﻓﻴ ﻪ َ ﺴ ﻜﻢ ﻓﻴﻤ ﺎ َأ َﻓ ْ ﻞ اﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ورﺣﻤﺘُﻪ ﻓﻲ اﻟ ﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧ ﺮة َﻟ َﻤ ﱠ ﻀُ َﻓ ْ ( ) . ١٧وﻧﻔﺲ هﺬا اﻟﻌﺘﺎب اﻟﻌﻨﻴﻒ ﺗﺠﺪﻩ ﻓ ﻲ ﺁﻳ ﺔ ﺳ ﻮرة » اﻟﺘﻮﺑ ﺔ « ،إذ ﺻ ﻤﻢ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻲ اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻲ اﺑﻦ ُأ َﺑﻲّ رأس اﻟﻨﻔﺎق ﺣﻴﻦ ﻣﺎت ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻋﻤﺮ ﻳﻤﻨﻌﻪ وﻳﺠﺬﺑﻪ ﻣﻦ رداﺋﻪ ، ﺴﺘَﻐ ِﻔ ْﺮ ﻟﻬﻢ .إن ﺗﺴﺘﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻣﺮ ًة ﻓﻠﻦ ﻓﻨﺰل اﻟﻘﺮﺁن ﺻﺎدﻋﺎ » :اﺳﺘَﻐ ِﻔ ْﺮ ﻟﻬﻢ أ ْو ﻻ َﺗ ْ ﻳﻐﻔﺮ اﷲ ﻟﻬﻢ «). (١٨وﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ أن ﻳﺨﺎﻃ ﺐ اﻟ ﻮﺣﻲ اﻟﻨﺒ ﻲ اﻟ ﺬي ﻳﺒّﻠ ﻎ ه ﻮ ﻧﻔﺴ ﻪ ه ﺬا ن أي إﻧﺴ ﺎن ﻼ » :إﻧﻚ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﺴﺘﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ ﻓﻠﻦ ُﻳ ْﻘﺒَﻞ ﻟﻚ اﺳﺘﻐﻔﺎر« .وﻻ ﻳﻌﺘﻘ َﺪ ّ اﻟﻮﺣﻲ ﻗﺎﺋ ً ﻲ ﺗﻤﺜ ﻴﻼ ﻣﻨ ﻪ وﺧ ﺪاﻋﺎ ،إذ أن اﻟﺮﺳ ﻮل إﻧﻤ ﺎ ﺗﻈ ﺎهﺮ ﺑﺄﻧ ﻪ ﻳﺮﻳ ﺪ أن ﻳﺼ ﻠﻲ ﻋﻠ ﻲ اﺑ ﻦ ُأ َﺑ ّ اﻟﺴﺆال هﻮ :وﻋﻠﻲ ﻣﻦ آﺎن ﻳﺮﻳﺪ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ؟ إن اﺑﻦ ه ﺬا اﻟﺮﺟ ﻞ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻗ ﺪ ﻋ ﺮض ﻋﻠ ﻲ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻗﺒ ﻞ ذﻟ ﻚ أن ﻳﻘﺘﻠ ﻪ ﺑﻴ ﺪﻩ ،وﻟﻜ ﻦ رﺳ ﻮل اﷲ رﻓ ﺾ .آﻤ ﺎ أن رأي اﻟﺮﺳ ﻮل ﻓ ﻲ اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﺑﻌﺎﻣﺔ ،وﻓﻲ أﺷﺨﺎص ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺄﻋﻴﺎﻧﻬﻢ ﺑﻮﺟﻪ ﺧ ﺎص ،آ ﺎن واﺿ ﺤﺎ ﻻ ﻣ ﺪاراة ﻓﻴﻪ .وﻟﻜﻨﻲ أﺣﺴﺐ أن اﻟﺮﺳﻮل آﺎن ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻳﻌﻄ ﻒ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻀ ﻌﻒ اﻟﺒﺸ ﺮي ﻋﻨ ﺪ اﺑ ﻦ ) (١١أورد إرﭬ ﻨﺞ ه ﺬﻩ اﻟﻮاﻗﻌ ﺔ )ص ، ( ١٧٦ /وآ ﻞ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻬ ﺎ وﻳﻌﺮﻓ ﻮن آ ﻞ ﻣ ﺎ ذآﺮﺗﻪ هﻨﺎ وﻣﺎ ﻟﻢ أذآﺮﻩ ،ﻓﻠﻤﺎذا ﻳﺘﻨﻜﺒﻮن ﻋﻦ ﺳﻮاء اﻟﺴﺒﻴﻞ ؟ ) (١٢اﻧﻈـﺮ ،ﻓﻲ ﻧﻔـﻮرﻩ ﻣﻦ ﻟﺤـﻢ اﻟﻀﺐ ،اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ ﻣﺜﻼ /ﻣﺠﻠﺪ / ٤ج / ٨ص .١١٨ ﻋﺒَﺲ « وﺳﺒﺐ ﻧﺰوﻟﻬﺎ. ) (١٣اﻧﻈﺮ اﻵﻳﺎت اﻷوﻟﻲ ﻣﻦ ﺳﻮرةَ » : ) (١٤اﻧﻈﺮ اﻵﻳﺎت ٦ /ـ ٩ﻣﻦ ﺳﻮرة » اﻟﻨﻮر « وﺳﺒﺐ ﻧﺰوﻟﻬﺎ. ) (١٥اﻧﻈﺮ اﻵﻳﺎت اﻷوﻟﻲ ﻣﻦ ﺳﻮرة » ﻗﺪ ﺳﻤﻊ « وﺳﺒﺐ ﻧﺰوﻟﻬﺎ. ) (١٦اﻷﻧﻔﺎل .٦٨ / ) (١٧اﻟﻨﻮر .١٤ / ) (١٨اﻟﺘﻮﺑﺔ .٨٠ /
ُأ َﺑﻲّ ،إذ آﺎد هﺬا اﻟﺮﺟﻞ أن ُﻳ َﻨﺼﱠﺐ َﻣﻠِﻜﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﻮﻻ ﻗﺪوم اﻟﺮﺳﻮل ﻣﻬ ﺎﺟﺮا إﻟﻴﻬ ﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ .ﻓﻴﺒﺪو ﻟﻲ أن اﻟﺮﺳﻮل ذا اﻟﻘﻠﺐ اﻟﻜﺒﻴﺮ آﺎن ﻳﻔﻬﻢ دواﻓﻊ اﻟﺴﺨﻂ ﻋﻨﺪ هﺬا اﻟﺮﺟﻞ وﻳﻐﻔﺮ ﻟﻪ ﻣﺆاﻣﺮاﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ وإﻳﺬاءﻩ ﻟﻪ ) . (١٩وﻣﻤﺎ ﻧﺰل ﻣﻦ وﺣ ﻲ ﻋﻨﻴ ﻒ ﻣﺘﻌﻠ ﻖ ﺾ اﻷﻗﺎوﻳ ﻞ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴـﻼم ﻣﺎ ﺟـﺎء ﻓﻲ ﺳﻮرة » اﻟﺤﺎﻗﺔ« » :وﻟﻮ َﺗ َﻘﻮﱠل ﻋﻠﻴﻨ ﺎ َﺑ ْﻌ َ ﺧﺬْﻧﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﻴﻤﻴﻦ $ﺛـﻢ ﻟ َﻘ َ $ﻷ َ ﻄﻌْﻨﺎ ﻣﻨﻪ اﻟﻮَﺗـِﻴﻦ«) ، (٢٠وهـﻮ ﻣﺎ ﻳـﻘﺎﺑﻞ ﺗﻌﺒﻴﺮﻧﺎ اﻟﻌﺎﻣـﻲ: » أ ْﻗﻄَﻊ ﻟﻪ رﻗﺒﺘﻪ « ،ﻓﻬﻞ هﺬﻩ أﻳﻀﺎ رﻏﺒﺔ ﻣﺪﻓﻮﻧﺔ ﻓﻲ ﻃﻮاﻳﺎ ﻧﻔﺴﻴﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺷﻘﺖ ن َﺛ ّﺒ ْﺘﻨَﺎك ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ إﻟﻲ اﻟﻮﺣﻲ ؟ وﻳﺸﺒﻬﻬﺎ ﺁﻳﺘﺎ ﺳﻮرة» اﻹﺳﺮاء « ) ٧٤ـ » (٧٥وﻟﻮﻻ َأ ْ ﻒ اﻟﻤﻤ ﺎت ﺛ ﻢ ﻻ ﺿ ْﻌ َ ﻒ اﻟﺤﻴ ﺎة و ِ ﺿ ْﻌ َ ﻦ إﻟﻴﻬﻢ ﺷ ﻴﺌﺎ ﻗﻠ ﻴﻼ $إذن ﻷذﻗﻨ ﺎك ِ ت َﺗ ْﺮ َآ ُ ﻟﻘﺪ ِآ ْﺪ َ ﺠ ُﺪ ﻟﻚ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻧﺼﻴﺮًا« . َﺗ ِ إن ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻼوﻋﻲ ﻋﻨﺪ ﻓﺮوﻳﺪ ﺗﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ،آﻤﺎ ﺗﻌﺠﺰ أﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺁﻳﺎت اﻟﻮﺣﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻦ ﺑﺼﺮﻳﺢ اﻟﻌﺒﺎرة ﻋﻠﻢ اﷲ ﺑﺮﻏﺒ ﺔ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻷﻣ ﺮ أو ذاك ، ﺟ ِﻬ ﻚ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻤﺎ ِء َﻓﻠَﻨﻮﻟﻴﻨ ﻚ ﻗﺒﻠ ﺔ ﺐوْ وأﻧ ـﻪ ﻟﺬﻟ ـﻚ ﻗ ﺪ ﺣﻘ ـﻘﻪ ﻟ ﻪ .اﻗ ﺮأ » :ﻗ ﺪ َﻧ ﺮي ﺗﻘﱡﻠ َ ﺠ ِﺪ اﻟ َ ﻄ َﺮ اﻟﻤﺴ ِ ﺷ ْ ﻚ َ ﺟ َﻬ َ ل َو ْ ﺗﺮﺿﺎهﺎ َ ،ﻓ َﻮ ﱢ ﻦ ﺗﺸﺎء ﻣِﻨ ُﻬﻦّ وﺗـﺆوي ﺤﺮَام«)ُ » ، (٢١ﺗ ْﺮﺟِﻲ َﻣ ْ ح ﻋﻠﻴﻚ .ذﻟﻚ أد َﻧ ﻲ أن َﺗ َﻘ ﱠﺮ أﻋﻴ ُﻨ ُﻬﻦﱠ ﺖ ﻓﻼ ﺟُﻨﺎ َ ﻋ َﺰ ْﻟ َ ﺖ ﻣﻤﱠﻦ َ ﻦ ا ْﺑ َﺘ َﻐ ْﻴ َ ﻦ ﺗﺸﺎء ،و َﻣ ِ إﻟﻴﻚ َﻣ ْ )(٢٢ ن ﷲ وﻻ َأ ْ » ،وﻣﺎ آﺎن ﻟﻜ ﻢ أن ﺗ ﺆذُوا رﺳ ﻮل ا ِ ﻦ ﺑﻤﺎ ﺁﺗﻴ َﺘﻬُﻦ« ﺿ ْﻴ َ ن ،و َﻳ ْﺮ َ ﺤ َﺰ ّ وﻻ َﻳ ْ ) (٢ ن ذﻟﻜﻢ آﺎن ِ ﻦ َﺑﻌْﺪﻩ أﺑﺪا .إ ﱠ َﺗﻨْﻜﺤﻮا َأزْواﺟَﻪ ِﻣ ْ ﻋ ْﻨ َﺪ اﻟّﻠ ِﻪ ﻋﻈﻴﻤًﺎ« . ٣إن هﺬا هﻮ اﻟﻮﻋﻲ ) (٢ آ ّ ﻞ اﻟ ﻮﻋﻲ ،ﻓﻜﻴ ﻒ ﻳﻘ ﺎل ﻋﻨ ﻪ إﻧ ﻪ ﻻوﻋ ﻲ؟ ٤واﻣﺘ ﺪادا ﻟﺘﻔﺴ ﻴﺮ اﻟ ﻮﺣﻲ ﺑﻨﻈﺮﻳ ﺔ ﻚ اﻟﺮﺳﻮل ﻓﻲ اﻟﻮﺣﻲ أول ﻧﺰوﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ دﻟﻴﻼ ﻋﻠﻲ أن ﻣﺼﺪر اﻟﻼوﻋﻲ ﻳ ُﻌﺪّ رودﻧﺴﻮن ﺷ ّ اﻟﻮﺣﻲ إﻧﺴﺎﻧﻲ) ، (٢٥ﻣﻊ أن اﻟﻌﻜﺲ هﻮ اﻟﺼﺤﻴﺢ ،إذ إن اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻳﺘﺼ ﺮف ه ﺬا اﻟﺘﺼﺮف أو ذاك ﺑﺪاﻓﻊ ﻣﻦ رﻏﺒﺎﺗﻪ اﻟﻤﺪﻓﻮﻧﺔ ﻓﻲ ﻻوﻋﻴﻪ ﻻ ﻳﺸﺘﺒﻪ أدﻧﻲ اﺷﺘﺒﺎﻩ ﻓ ﻲ ﻣﺜ ﻞ هﺬﻩ اﻟﺪواﻓﻊ اﻟﻤﻜﺒﻮﺗﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻊ ﻣﺮور اﻷﻳﺎم أن ﻳﺪرك اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﺤﻠﻴ ﻞ اﻟﻨﻔﺴ ﻲ اﻟ ﺬي ﻳﺴ ﺎﻋﺪﻩ ﻓﻴ ﻪ اﻟﻄﺒﻴ ﺐ اﻟﻤﻌ ﺎﻟﺞ ﻋﻠ ﻲ اﺳ ﺘﺮﺟﺎع أﺣ ﺪاث ﻣﺎﺿ ﻴﻪ ) (١٩اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم .١٦٦ / ٢ / ) (٢٠اﻵﻳﺎت ٤٤ /ـ .٤٦ ) (٢١اﻟﺒﻘﺮة . ١٤٤ / ) (٢٢اﻷﺣﺰاب .٥١ / ) (٢٣اﻷﺣﺰاب .٥٣ / ) (٢٤اﻧﻈ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻼوﻋ ﻲ أو اﻟﻼﺷ ﻌﻮر » ،داﺋ ﺮة اﻟﻤﻌ ﺎرف اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴ ﺔ« /ﻣ ﻮاد "Freudism " ،School " , "History of Psychology", "psychoanalysisوآ ﺬﻟﻚ » ﻣﻌﺠ ﻢ اﻟﻌﻠ ﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ« )ﺗﺼﺪﻳﺮ وﻣﺮاﺟﻌﺔ د .إﺑﺮاهﻴﻢ ﻣﺪآﻮر( /ﻣﻮاد » اﻟﻼﺷﻌﻮر « و » اﻷﻧ ﺎ « و » اﻷﻧ ﺎ اﻷﻋﻠﻲ « و اﻟـ » آﺒﺖ « و اﻟـ » هﻮ « و» ﺣﻴﻞ اﻟﺪﻓﺎع« .واﻧﻈﺮ ﻓ ﻲ » ﻗ ﺎﻣﻮس ﻋﻠ ﻢ اﻻﺟﺘﻤ ﺎع « ) د .ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺎﻃﻒ ﻏﻴﺚ « /ﻣﺎدة » اﻟﻼﺷﻌﻮر« .واﻧﻈﺮ أﻳﻀﺎ ﻣﺎدة " " Unconsciousﻓـــﻲ " " A Dictionary of Psychologyو "A Critical Dictionary of " ،Psychoanalysisوذﻟ ﻚ آﻠ ﻪ إن ﺳ ﻠﻤﻨﺎ ﺑﺼ ﺤﺔ ﻧﻈﺮﻳ ﺔ ﻓﺮوﻳ ﺪ أﺻ ﻼ ،ﻓ ﺈن هﻨ ﺎك ﻣ ﺪارس أﺧ ﺮي ﻻ ﺗﺘﻔ ﻖ ﻣﻌ ﻪ وﻟﻬ ﺎ ﻧﻈﺮﻳﺎﺗﻬ ﺎ وﻣﻨﺎهﺠﻬ ﺎ اﻟﺨﺎﺻ ﺔ ﺑﻬ ﺎ ،ﻣﺜ ﻞ اﻟﻤﺪرﺳ ﺔ اﻟﺴ ﻠﻮآﻴﺔ واﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﺠﺸﻄﺎﻟﺘﻲ. ) (٢٥رودﻧﺴﻮن .٢١٩ /
اﻟﻤﻄﻤﻮرة ﻓﻲ ﻻوﻋﻴﻪ .وهﺬا ﻃﺒﻌﺎ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴ ﻲ اﻟﻔﺮوﻳ ﺪي ،اﻟﺘ ﻲ ﻗﻠﺖ إﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ هﻲ اﻻﺗﺠﺎﻩ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ ﻣﻴﺪان ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ. وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻠﻨﺴﺘﻤﺮ ﻣﻊ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ إﻟﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﻤﻄﺎف .إن ﺑﻮآﻴﻪ ﻣ ﺜﻼ ﻳﺆآ ﺪ أن ﻣ ﺎ رﺁﻩ اﻟﻨﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﻐﺎر ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ إﻻ وهﻤ ﺎ .وه ﻮ ﻳﻌ ﺰو ه ﺬا اﻟ ﻮهﻢ إﻟ ﻲ أﺣﺰاﻧ ﻪ اﻟﺸ ﺪﻳﺪة ﺑﺴ ﺒﺐ ﻣﻮت وﻟﺪﻳﻪ) ، (٢٦ﺑﻴﻨﻤﺎ ُﻳﺮْﺟﻊ ﻟﻮدي ذﻟﻚ إﻟﻲ ﻣﻮت اﺑﻨﻪ و ِآﺒَﺮ ﺳﻦ زوﺟﺘﻪ واﻟﻌﺰﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻦ .أي أن ذﻟﻚ هﻮ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ ﻣﺤﻤﺪا ﻳﺘﻮهﻢ رؤﻳﺔ آﺎﻧﺖ ﺗﻠﻔّﻪ ﻓﻮق اﻟﺠﺒﻞ وﺧﻮﻓﻪ ﻣﻦ اﻟﺠ ّ ) (٢ اﻟﻤﻼك وﻳﺤﺲ ﺑﻪ وهﻮ ﻳﻐﻄّﻪ ﺛﻼث ﻣﺮات . ٧وﻳﺴﻮق ﻟﻮدي هﻨﺎ ﻣﻼﺣﻈﺎت ﺑﻼﺷﻴﺮ ﻣﻦ أن اﻟﻮﺣﻲ آﺎن ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟ ﻴﻼ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﺒﻠ ﻎ ﻣﻨ ﻪ اﻹره ﺎق ﻣﺒﻠﻐ ﻪ ) . (٢٨أﻣ ﺎ رودﻧﺴﻮن ﻓﺈﻧﻪ ،ﻣﻊ اﻋﺘﺮاﻓﻪ ﺑﺄن زواج ﻣﺤﻤﺪ وﺧﺪﻳﺠﺔ آﺎن زواﺟ ﺎ ﺳ ﻌﻴﺪا ،ﻳ ﺮي أﻧ ﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻒ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ،ﺑﻞ آﺎن ﻳﺘﻄﻠﻊ إﻟﻲ اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ .وﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎذا ؟ إن اﻟﺴﺮ ﻋﻨﺪ هﺬا اﻟﻤﺴﺘﺸﺮق ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﻳﺘﻤﻪ وﻓﻘﺮﻩ وإﺣﺒﺎﻃﻪ ،ﻓﻘﺪ ﻓﺸﻠﺖ ﺧﺪﻳﺠ ﺔ ﻓ ﻲ أن ﺗﻌﻄﻴﻪ ورﺛ ًﺔ ذآﻮرا ،اﻷﻣﺮ اﻟ ﺬي ﻋﺮّﺿ ﻪ ﻟﺴ ﺨﺮﻳﺔ اﻟﻨ ﺎس ودﻓﻌ ﻪ إﻟ ﻲ اﻟﺒﺤ ﺚ ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻳُﻈﻬِﺮ ﺑﻬﺎ أهﻤﻴﺘﻪ ﻟﻬﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ آﺎﻧﻮا ﻳﺘﻬﻜﻤﻮن ﺑﻪ وﻳﺤﺘﻘﺮوﻧ ﻪ ،ﻓﻀ ﻼ ﻋ ﻦ أﻧ ﻪ آﺎن ﻳﺮﻳﺪ اﻻﻧﺘﻘﺎم ﻣﻦ اﻷﻏﻨﻴﺎء ) . (٢٩وﻟﻌﻞ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ آﺎﻳﺘﺎﻧﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺿ ﻌﻬﺎ هﻨ ﺎ ،إذ ﻣﻦ رأﻳﻪ أن اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻲ أﺳﺮة ﺷ ﺮﻳﻔﺔ ،ﺑ ﺪﻟﻴﻞ ﻣ ﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن ﻋﻦ ﻓﻘﺮﻩ) . (٣٠وﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ هﺬا ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻟﻮدي ﻣﻦ أن ُﻳﺘْﻢ ﻣﺤﻤﺪ واﻟﻘﺴﻮة اﻟﺘﻲ ﻼ ،ﺑﻞ ﻻ ُﺗ ْﻜ ِﺮﻣﻮن اﻟ َﻴﺘِﻴﻢ « ﻋﻮﻣﻞ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﻐﺮﻩ هﻤﺎ اﻟﻠﺬان أوﺣﻴﺎ ﻟﻪ ﺁﻳﺎت ﻣﺜـﻞ » :آ ﱠ )اﻟﻔﺠﺮ (١٧ / واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن هﺬا ﻟﻴﺲ إﻻ ﺧﺒﻂ ﻋﺸﻮاء ،ﻓﻤﻦ ذا اﻟﺬي أﺧﺒﺮ هﺆﻻء اﻟﻤﺤﻠﱢﻠ ﻴﻦ اﻟﻨﻔﺴ ﺎﻧﻴﻴﻦ أن ﻣﺤﻤﺪا آﺎن ﺷﻘﻴﺎ ﺑﺰواﺟﻪ ﻣﻦ ﺧﺪﻳﺠﺔ ؟ إن رودﻧﺴﻮن ،آﻤﺎ رأﻳﻨﺎ ،ﻳﻌﺘﺮف ﺑ ﺄن ذﻟ ﻚ اﻟﺰواج آﺎن زواﺟﺎ ﺳ ﻌﻴﺪا .وﻣﺜﻠ ﻪ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ أﻟﻔﺮﻳ ﺪ ﺟﻴ ﻮم ) (٣١وﻣﺴﺘﺸ ﺮﻗﻮن ﺁﺧ ﺮون . وﻧﺤﻦ ﺣﻴﻦ ﻧﻘﻮل هﺬا ﻻ ﻧﺤ ﺎول أن ﻧﻀ ﺮب ﺁراءه ﻢ ﺑﻌﻀ ﻬﺎ ﺑ ﺒﻌﺾ ،وﻟﻜﻨﻨ ﺎ ﻧﺮﻳ ﺪ أن ﻧﺒﻴﻦ ﻟﻠﻘﺎرئ آﻴﻒ أن ﺑﻌﺾ هﺆﻻء اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻳﺘﺠﺎهﻠﻮن اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﻨﺎﺻ ﻌﺔ ،ﻓﻤﻦ اﻟﺜﺎﺑ ﺖ اﻟ ﺬي ﻻ ﻳﻘﺒ ﻞ ﺷ ﻜﺎ وﻻ ﻣ ﺮا ًء أن ﺧﺪﻳﺠ ﺔ ﻇﻠ ﺖ ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﺐ اﻟﻨﺒ ﻲ إﻟ ﻲ ﺁﺧ ﺮ ﻋﻤﺮﻩ ،وﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻋﺎﺋﺸﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﺑﻨﺖ أﻋ ّﺰ أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ أن ﺗﻨﺴﻴﻪ إﻳﺎهﺎ ﺑﻞ وﻻ أن ﺗﻔﻮز ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺤﺐ اﻟﺬي آﺎن ﻳﻜﻨﻪ ﻟﻬﺎ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻦ اﻻﺛﻨﺘﻴﻦ آﻠﺘﻴﻬﻤ ﺎ .وﺛﻤ ﺔ ﺣ ﺪﻳﺚ ﻀ ﺮّة ﺻ ﻐﻴﺮ ًة ﻣﺸﻬﻮر ﺗﺤﺎول ﻓﻴﻪ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻋﻠ ﻲ ﻋ ﺎدة اﻟﻀ ﺮاﺋﺮ) وﺑﺨﺎﺻ ﺔ إذا آﺎﻧ ﺖ اﻟ َ ﻣﺪﻟﻠﺔ آﻌﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ( أن ﺗﻐﺾ ﻣﻦ ﻗﺪر ﺿﺮﺗﻬﺎ اﻟﻤﺘﻮﻓﺎة وﺗﻨﺎل ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻟﻬ ﺎ ، ﻓﻴُﻘﺴﻢ ﻟﻬﺎ اﻟﺮﺳﻮل ﺣﺎﺳﻤﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻮارب ﺑﺄن اﷲ ﻟﻢ ﻳﺒﺪﻟﻪ ﺧﻴﺮا ﻣﻦ ﺧﺪﻳﺠﺔ ،ﺛﻢ ﻳﺄﺧﺬ ﻓ ﻲ ) (٢٦ﺑﻮآﻴﻪ .٢٦٦ / ) (٢٧ﻟﻮدي .١١٠ / ) (٢٨اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ .٤٧ / ) (٢٩رودﻧﺴﻮن ٥٠ /ـ .٦٧ ، ٥٤ ) (٣٠اﻧﻈﺮ هﺒﻲ .٨٠ / ) (٣١اﻧﻈﺮ ﺟﻴﻮم .٢٧ /
ﺗﻌﺪﻳ ﺪ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬ ـﺎ اﻟﺘ ـﻲ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴ ـﻊ واﺣ ـﺪة ﻣ ﻦ ﺑﻨ ﺎت ﺣ ﻮاء أن ﺗﻨﺎﻓﺴﻬ ـﺎ ﻓﻴﻬ ـﺎ ). (٣٢ ﻚ ﺑﻬﺎ زوﺟَﻬﺎ اﻟﻌ ﺎص ﺑ ﻦ وﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻗﺼﺔ اﻟﻘﻼدة اﻟﺘﻲ أرﺳﻠﺘﻬﺎ زﻳﻨﺐ ﺑﻨﺖ اﻟﺮﺳﻮل ﻟ َﺘ ْﻔ َﺘ ﱠ اﻟﺮﺑﻴﻊ ،اﻟﺬي وﻗﻊ أﺳﻴﺮا ﻓ ﻲ أﻳ ﺪي اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ،وآﺎﻧ ﺖ ﺧﺪﻳﺠ ﺔ ﻗ ﺪ أه ﺪت ﺗﻠ ﻚ اﻟﻘ ﻼدة ﻻﺑﻨﺘﻬﺎ ﻋﻨﺪ زواﺟﻬﺎ .ﻟﻘﺪ ﺧﻔﻖ ﻗﻠﺐ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻘﻮة ﻋﻨﺪﻣﺎ وﻗﻌﺖ ﻋﻴﻨﻪ ﻋﻠﻲ هﺬﻩ اﻟﻘﻼدة ﻟﻤ ﺎ أﺛﺎرﺗﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﻄﺎهﺮة اﻟﻮﻓﻴ ﺔ ﻣ ﻦ ذآﺮﻳ ﺎت اﻟﺤ ﺐ واﻟﺤﻨ ﺎن اﻟﻠ ﺬﻳﻦ أﻏ ﺪﻗﺘﻬﻤﺎ ﺧﺪﻳﺠ ﺔ ﻋﻠﻴﻪ إﻏﺪاﻗﺎ ) . (٣٣إن أﻗﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻮﺻﻒ ﺑﻪ آﻼم ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻋ ﻦ ﻣﺤﻤ ﺪ ن ﻷﻗ ﺪس اﻟﻌﻮاﻃ ﻒ اﻹﻧﺴ ﺎﻧﻴﺔ وأﻃﻬﺮه ﺎ .وﻟ ﻴﺲ ﻣ ﻦ وﺧﺪﻳﺠ ﺔ أﻧ ﻪ ﻗﻠ ﺔ ذوق واﻣﺘﻬ ﺎ ٌ اﻟﻤﻘﺒﻮل أﺑﺪا أن ﻳﺘﺪﻧﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ أﺣﻘﺎدهﻢ ﻋﻠﻲ ﻋﻈﻤﺎء اﻟﺒﺸ ﺮﻳﺔ إﻟ ﻲ ه ﺬا اﻟ ﺪرك ﺐ أن ﻣﺤﻤ ﺪا آ ﺎن ﻲ ﻋﻨﻖ اﻟﺘﺎرﻳﺦ وﺗﺤﺮﻳ ﻒ وﻗﺎﺋﻌ ﻪ ﻋ ﻦ ﻣﻮاﺿ ﻌﻬﺎ َ .و َه ْ اﻷﺳﻔﻞ ﻣﻦ ﻟ ّ ﻳﻨﻔﺮ ﻣﻦ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻓِﻠ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﺘﺰوج ﻋﻠﻴﻬﺎ ؟ َو َه ْﺒ ُﻪ آﺎن ﻳﺨﺸ ﺎهﺎ ﻟﻤﺎﻟﻬ ﺎ وﺷ ﺮﻓﻬﺎ ﻓ ﻲ ﻗﻮﻣﻬ ﺎ ، أﻓﻜ ﺎن ﻋ ﺎﺟﺰا أن ُﻳ ْﺮوِي ﻏﻠ ﺔ ﻇﻤﺌ ﻪ إﻟ ﻲ ﻣﻔ ﺎﺗﻦ اﻟﺠ ﻨﺲ ﻋﻨ ﺪ ﺑﻐﺎﻳ ﺎ ﻣﻜ ﺔ ؟ إﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﺤﻞّ ﻟﻪ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن ﺷﺮﻋﺔ اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ آﺎﻧﺖ ﺗﺒﺎرك اﻟﺒﻐﺎء . ﻲ ُﻳ ِ ﺣٍ ﻟﻴﺤﺘﺎج ﺁﻧﺌﺬ إﻟﻲ اﺧﺘﺮاع َو ْ إن ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻳﺰﻋﻤﻮن أن آﻼﻣﻪ ﻋﻦ اﻟﺤﻮر اﻟﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﻧﺼﻮص اﻟﻮﺣﻲ اﻟﻤﻜﻲ راﺟﻊ إﻟﻲ هﺬا اﻟﺤﺮﻣﺎن ،وأﻧﻪ ﺑﻌﺪ اﻟﻬﺠﺮة وإرواﺋﻪ ﻇﻤﺄﻩ ﺑﺎﻟﺰواج ﺑﺄآﺜﺮ ﻣﻦ واﺣﺪة ﻗ ﺪ ﻒ ﻋﻦ ذآﺮهــﻦ). (٣٤واﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮن هﺬا ﻳﻐﻔﻠﻮن ﻋﻦ أن أوﺻﺎف اﻟﺤ ﻮر اﻟﻌ ﻴﻦ آﻤ ﺎ آ ّ ﺟﺎءت ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن واﻟﺤﺪﻳﺚ ﻻ ﺗﺴﺘﺜﻴﺮ اﻟﺸﻬﻮات ،ﻓﻬﻲ أوﺻﺎف ﻗﻠﻴﻠﺔ وﻋﺎﻣ ﺔ .آﻤ ﺎ أن ﻄﺮْف وأﻧﻬﻦ ﻣﻘﺼﻮرات ﻓﻲ اﻟﺨﻴﺎم) . (٣٥أﻣﺎ ﺗﻔﺴ ﻴﺮ اﻟﻘﺮﺁن ﻳﺼﻔﻬﻦ ﺑﺄﻧﻬﻦ ﻗﺎﺻﺮات اﻟ ﱠ ﻧﺒﻮﺗﻪ ﺑﺄﻧﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﺗﻨﻔﻴﺴﺎ ﻋ ﻦ ﺣﻘ ﺪﻩ ﻋﻠ ﻲ أﻏﻨﻴ ﺎء ﻗﻮﻣ ﻪ ﻓﻬ ﻮ ﻳﺘﻄﻠ ﺐ ﻣﻨ ﺎ أن ﻧﻠ ﻮي ﻋﻨ ﻖ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻣﺮة أﺧﺮي آﻲ ﻧﻨﺴﻲ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻃﺎﻟﺐ ﻣﺎل ﺑﻞ آﺎن ﻓﻴ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﺰاه ﺪﻳﻦ .وﺣﺘ ﻲ ﻟ ﻮ اﻓﺘﺮﺿ ﻨﺎ أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳﺴ ﻌﻲ وراء اﻟﺜ ﺮاء ﻓﻬ ﻞ ﻳﺠ ﺐ ﻋﻠﻴﻨ ﺎ أن ﻧﻔﺘﺮض أﻳﻀًﺎ أن ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻦ أﺛﺮﻳﺎء ﻗﻮﻣﻬ ﺎ وأﻧﻬ ﺎ ﻗ ﺪ وﺿ ﻌﺖ ﺛﺮوﺗﻬ ﺎ وﺣﻴﺎﺗﻬ ﺎ آﻠﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪي زوﺟﻬﺎ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ أﻏﻨﻴﺎء ﻣﻜ ﺔ ؟ إن ﺷ ﻬﺎدة إرﻓ ﻨﺞ هﻨ ﺎ ﺗﻜﻔ ﻲ). (٣٦ أﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﺰﻋﻤﻪ آﺎﻳﺘﺎﻧﻲ ﻣﻦ أن ﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن ﻋﻦ ﻓﻘﺮﻩ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻲ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻲ أﺳﺮة ﺷﺮﻳﻔﺔ ﻓﻬﻮ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻓﺎﺗﻪ ﺣﻘﺎﺋﻖ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،ﻳﺠ ﺎﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄ ﻖ وواﻗـﻊ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻨ ﺎ ،إذ ﻣ ﻦ ﻗ ﺎل إن اﻷﺳ ﺮ اﻟﻌﺮﻳﻘ ﺔ ﻻ ﺑ ﺪ أن ﺗﻈ ﻞ ﻃ ﻮل ﻋﻤﺮه ﺎ ﺤ َﺪﺛﻮ ﻧﻌﻤﺔ « .إن ﻏﻨﻴﺔ ﺟﻴﻼ ﺑﻌﺪ ﺟﻴﻞ ؟ ﺛﻢ ﻣﺎ أآﺜﺮ اﻷﺛﺮﻳﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻳ ُﻮﺳَﻤـﻮن ﺑﺄﻧﻬﻢ » ُﻣ ْ ادﻋﺎء رودﻧﺴﻮن ﺑﺄﻧﻪ آﺎن ﻳﺮﻳﺪ اﻻﻧﺘﻘ ﺎم ﻣ ﻦ اﻷﻏﻨﻴ ـﺎء ﻟﻬ ﻮ ادّﻋ ﺎء ﺑﺎﻃ ـﻞ ،ﻓﻬ ـﻮ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم ﺣﻴﻦ داﻧﺖ ﻟﻪ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﺰع ﻣﻦ اﻷﻏﻨﻴﺎء أﻣﻮاﻟﻬﻢ وﻟﻢ ﻳﺤﺎول أن ﻳﺬﻟّﻬﻢ آﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺻﻐﺎر اﻟﻨﻔﻮس اﻷذﻻء اﻟﺬﻳﻦ ا ْﺑ ُﺘﻠُﻮا ﺑ ُﻌﻘَﺪ اﻟﻨﻘﺺ وﻳﺮﻳ ﺪون أن ﻳ ﺪاروهﺎ وراء اﻟ ﺪﻋﻮات اﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ،وﻟﻜﻨﻪ ﺳﺎوي ﻓ ﻲ ﺣﺒ ﻪ وﺻ ﺪاﻗﺘﻪ ودﻋﻮﺗ ﻪ اﻟﺘ ﻲ ﻧﺰﻟ ﺖ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻤﺎء ﺑ ﻴﻦ اﻟﻐﻨﻲ واﻟﻔﻘﻴﺮ ﻣﺎ دام آﻼهﻤﺎ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﻳﺨﺎف رﺑﻪ وﻳﻨﺼﺮ دﻳﻨﻪ وﻳﻀ ﺤﻲ ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﻴﻠﻪ). (٣٧ ) (٣٢اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ ﻣﺴﻠﻢ ٣٦٩ / ٢ /ـ .٢٧١ ) (٣٣اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم ٢١٣ / ٢ /ـ .٢١٥ ) (٣٤اﻧﻈﺮ ﻟﻮدي ١١٧ ، ١١٤ /ـ .١١٨ ) (٣٥اﻟﺮﺣﻤﻦ .٧٤ ، ٥٦ / ) (٣٦إرﭬﻨﺞ .٢٩ / ) (٣٧اﻧﻈﺮ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄﺔ إرﭬﻨﺞ .١٩٣ /
وآﻤ ﺎ ﻟ ﻮ آ ﺎن إرﻓ ﻨﺞ ﻳ ﺮد ﻋﻠ ﻲ ه ﺬا اﻻدﻋ ﺎء ﻧ ﺮاﻩ ﻳﻘ ﻮل ﻋ ﻦ اﻟﺮﺳ ﻮل » :إن زواﺟ ﻪ ﺑﺨﺪﻳﺠﺔ ﻗﺪ ﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﻋﺪاد اﻷﺛﺮﻳﺎء ،آﻤﺎ أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻲ ﻧﺰول اﻟﻮﺣﻲ ﻟﻢ ُﻳ ْﺒ ِﺪ أﻳﺔ رﻏﺒﺔ ﻓﻲ زﻳﺎدة ﺛﺮوﺗﻪ .ﺛﻢ أي ﺷﺮف آﺎن ﻳﺴ ﻌﻲ وراءﻩ ؟ ﻟﻘ ﺪ آ ﺎن ﻣﻘﺎﻣ ﻪ ﺑ ﻴﻦ ﻗﻮﻣﻪ رﻓﻴﻌﺎ ﻟﺮﺟﺎﺣ ﺔ ﻋﻘﻠ ﻪ وﻃﻬ ﺎرة ذﻣﺘ ﻪ .إﻧ ﻪ ﻣ ﻦ ﻗﺒﻴﻠ ﺔ ﻗ ﺮﻳﺶ اﻟﺸ ﻬﻴﺮة ،اﻟﺘ ﻲ آ ﺎن ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻲ أآﺮم ﻓﺮع ﻓﻴﻬ ﺎ ،آﻤ ﺎ أن ﺳ ﺪاﻧﺔ اﻟﻜﻌﺒ ﺔ واﻟﺰﻋﺎﻣ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺔ آﺎﻧﺘ ﺎ ﻓ ﻲ أﻳ ﺪي أﺳﺮﺗﻪ« ) . (٣٨آﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻨﺒﻲ ﻗﺪ زوج ﺑﻨﺎﺗﻪ ﻟﺮﺟﺎل ذوي ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻣﻠﺤﻮﻇﺔ ﻓﻲ ﻗ ﻮﻣﻬﻢ ، ﺐ أﺑ ﻮ اﻟﻌ ﺎص اﺑ ﻦ اﻟﺮﺑﻴ ﻊ ،وآ ﺎن ﺷ ﺎﺑﺎ ﻏﻨﻴ ﺎ ﺷ ﺮﻳﻔﺎ ،وﺗ ﺰوج رﻗﻴ َﺔ وأ ﱠم إذ ﺗﺰوج َز ْﻳ َﻨ َ آﻠﺜﻮم اﺑﻨﺎ ﻋﻤﻪ أﺑﻲ ﻟﻬﺐ ،اﻟﺬي آﺎن ﻣﻦ أﻏﻨﻴ ﺎء ﻗﻮﻣ ﻪ وذوي اﻟﻤﻨﺰﻟ ﺔ ﻓ ﻴﻬﻢ ،وإن آﺎﻧ ﺎ ﻃﻠﻘﺎهﻤﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺒﻌﺜﺔ ﻓﺘﺰوﺟﻬﻤﺎ ﻋﺜﻤ ﺎن اﻟﻐﻨ ﻲ اﻟﻨﺒﻴ ﻞ واﺣ ﺪة ﺑﻌ ﺪ اﻷﺧ ﺮي ،وه ﻮ ﻣﺎﻳ ﺪل ﻋﻠ ﻲ ﺷ ﺮﻓﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ـﻼم وﻋﻠ ـﻮ ﻗ ـﺪرﻩ ﺑ ـﻴﻦ ﻗﻮﻣ ﻪ وأﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﻌ ﺎﻧﻲ ﻣ ﻦ إﺣﺴ ﺎس ﺑﺎﻟﻨﻘﺺ ﺗﺠﺎﻩ اﻷﻏﻨﻴﺎء أو اﻷﻗﻮﻳﺎء) . (٣٩آﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﺬﻳﻦ َﻳ ْﻌﺰُون ﻧﺒﻮﺗﻪ إﻟ ﻲ ﺗ ﺄﺛﻴﺮ ﻣ ﻮت ذرﻳﺘﻪ ﻣﻦ اﻟ ﺬآﻮر) وﻟ ﺪا أو اﺛﻨ ﻴﻦ أو ﺛﻼﺛ ﺔ ﺣﺴ ﺐ اﺧ ﺘﻼف اﻟﺮواﻳ ﺎت( ﻳﺨﻄﺌ ﻮن ﺧﻄ ﺄ ﻓﺎﺣﺸﺎ ،ﻓﺈن رﺳﻮل اﷲ ﻟﻢ ﺗﺒﺪر ﻣﻨﻪ آﻠﻤﺔ واﺣﺪة ﺗﺸﻲ ﺑﻀﻴﻘﻪ ﻣ ﻦ ذرﻳﺘ ﻪ اﻹﻧ ﺎث ،ﺑ ﻞ آﺎن ﻳﺤﺐ ﺑﻨﺎﺗﻪ أﺷﺪ اﻟﺤﺐ ،وﻳﺤﺐ آﺬﻟﻚ أوﻻدهﻦ وﺑﻨﺎﺗﻬﻦ ،ﻻ ﻓﺮق ﺑﻴﻦ وﻟ ٍﺪ آﺎﻟﺤﺴﻦ ﺖ آﺄﻣﺎﻣﺔ ﺑﻨﺖ زﻳﻨﺐ .آﻤﺎ ﺣﻤﻞ اﻟﻮﺣﻲ ﺣﻤﻠﺔ ﺷ ﻌﻮاء ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﻦ ﻳﺌ ﺪون واﻟﺤﺴﻴﻦ ،وﺑﻨ ٍ ﺑﻨﺎﺗﻬﻢ وﺳﻔّﻪ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ وﺗﻮﻋﺪهﻢ ﺑﻌﺬاب ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ أﻟﻴﻢ .وأﺷ ﺪ ﻣ ﻦ ه ﺆﻻء اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ ﻋ ِﻘ ِﺒ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟ ﺬآﻮر ﺳ ﺎﺑﻘﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻟ ﻮﺣﻲ ﺧﻄ ﺄ أوﻟﺌ ﻚ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺠﻌﻠ ﻮن ﺗﻬﻜ ﻢ ﻗ ﺮﻳﺶ ﺑﻤ ﻮت َ وﺳﺒﺒﺎ ﻣﻦ أﺳﺒﺎب ﺗﻮهﻤﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم أﻧ ﻪ رﺳ ﻮل ُﻳ ﻮﺣَﻲ إﻟﻴ ﻪ ،ﻓ ﺈن ﺳ ﻮرة» اﻟﻜ ﻮﺛﺮ « ﻟﻴﺴﺖ أول ﻣﺎ ﻧﺰل ﻣﻦ اﻟﻮﺣﻲ ﺑﻞ ﺳﺒﻘﺘﻬﺎ ﻧﺼﻮص ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ ﻣﺘﻌﺪدة ،وﻣﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أن هﺬا اﻟﺘﻬﻜﻢ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث إﻻ ﺑﻌﺪ اﻟﻨﺒﻮة .وهﺬا ﻣﻨﻄﻘﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻷﻧﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ آ ﺎﻧﻮا ﻳﺤﺘﺮﻣﻮﻧ ﻪ وﻳﻮدﱡوﻧﻪ ،وﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ أﻧﻬﻢ ﺁ َذوْﻩ ﺁﻧﺬاك ﺑﺸﻲء .إﻧﻤﺎ اﺑﺘﺪأ اﻹﻳﺬاء ﺑﻌﺪ ﻣﺠﻴﺌ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺑﺪﻳﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺴﻔّﻪ ﻋﻘﺎﺋﺪهﻢ وﺁﻟﻬﺘﻬﻢ وﻧﻈﺎﻣﻬﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وأﺣ ﻼم أﺳ ﻼﻓﻬﻢ .وآ ﺬﻟﻚ ﻏﻴ ﺮ ﺻﺤﻴﺢ أن اﻟﺮﺳﻮل ﻗﺪ ﻋﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﺴﻮة ﺑﻌﺪ ﻣﻮت أﺑﻮﻳﻪ ،ﻓﻘﺪ آﺎن ﻟﻪ ﻣﻦ ﺣﻨﺎن ﺟﺪﻩ ﺛﻢ ﻋﻤ ﻪ رﻏ ﻢ ﻓﻘ ﺮﻩ ﻣ ﺎ ﻋﻮّﺿ ﻪ ﻋ ﻦ ﺷ ﻲء ﻏﻴ ﺮ ﻗﻠﻴ ﻞ ﻣﻤ ﺎ ﻓﻘ ﺪﻩ ﻣ ﻦ ﻋﻄ ﻒ اﻷب واﻷم . واﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻲ ذﻟﻚ أﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﺴﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ،ﻋﻠ ﻲ رﻏ ـﻢ ﺻ ﺮاﺣﺘﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻋ ﻦ ﻣﺎﺿ ﻴﻪ ورﻋﻴ ﻪ اﻟﻐ ﻨﻢ وﻣ ﺎ إﻟ ﻲ ذﻟ ﻚ ،آﻠﻤ ﺔ واﺣ ﺪة ﻋ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻘﺴ ﻮة اﻟﻤﺪﱠﻋﺎة ،ﺑﻞ ﻟﻢ ﻧﺴﻤﻌـﻪ ﻗﻂ ﻳ ﺬآﺮ ه ﺬا اﻟﻤﺎﺿ ﻲ ﺑﺸ ﻲء ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺮارة .واﻟﻘ ـﺮﺁن ﻧﻔﺴ ـﻪ َﻳ ُﻤﻦّ ﻋﻠﻴـﻪ ﺑﺄن اﻟﻠـﻪ ﻗـﺪ ﺁواﻩ ﻓﻲ ﻳﺘﻤ ﻪ) اﻟﻀ ﺤﻲ . (٦/وﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ ﻟﻤ ﻦ ﻳﻔﻬ ﻢ اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ أن ﻦ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﻗﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻳﺘﻤﻪ آﺜﻴﺮا .وﻳﺒﻘﻲ ﻣﻦ َﻳ ْﻌﺰُو رؤﻳﺘﻪ ﻟﺠﺒﺮﻳﻞ ﻳﻔﺴﺮ هﺬا اﻹﻳﻮاء واﻟﻤ ﱠ ﻓﻲ اﻟﻐﺎر إﻟﻲ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻌﺰﻟﺔ واﻟﺨﻮف ﻣ ﻦ اﻟﻌﻔﺎرﻳ ﺖ .وه ﻮ ﺗﻔﺴ ﻴﺮ ﻣﻀ ﺤﻚ ﻻ رأس ﻟ ﻪ ﺲ ﻟﻬﺎ ﻓ ﻲ ﻗﻠﺒ ﻪ آ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺮهﺒ ﺔ ، وﻻ ذﻳﻞ ،إذ ﻟﻮ آﺎن اﻟﺮﺳﻮل ﻳﺨﺎف ﻣﻦ اﻟﻌﺰﻟﺔ وﻳﺤ ّ ت ﻋﺪ ٍد آﻞ ﻋﺎم ؟ ﺛﻢ ﻟﻮ اﻓﺘـﺮﺿﻨﺎ أﻧﻪ أﺧﻄـﺄ ﻲ ذا َ ﻓﻤﺎ اﻟﺬي آﺎن ﻳﻀﻄﺮﻩ إﻟﻲ َﺗ َﻮﺧّﻴﻬﺎ ﻟﻴﺎﻟ َ ﺣ ﺪَا ﺑ ﻪ إﻟ ﻲ اﻟﺮﺟ ﻮع إﻟﻴ ﻪ ﻓـﻲ اﻟﺒﺪاﻳـﺔ ﺑﺎﻟﻠﺠـﻮء إﻟﻲ اﻟﻐـﺎر واﻻﻋﺘ ﺰال ﻓﻴ ﻪ ،ﻓﻤ ﺎ اﻟ ﺬي َ
) (٣٨اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ .١٩٥ / ) (٣٩اﻧﻈﺮ ﻣﺮﺟﻠﻴﻮث .٤٥ /
ﻣ ـﺮة ﺑﻌ ـﺪ ﻣ ﺮة ﺑﻌ ـﺪ أن وﻗ ﻊ اﻟﻤﺤ ـﺬور وﻇﻬ ـﺮت ﻟ ﻪ اﻟﻌﻔ ـﺎرﻳﺖ؟) (٤٠أم آﻴ ـﻒ ﻧﻔﺴ ﺮ اﺳﺘﻤﺮار ﻇﻬﻮر اﻟﻮﺣﻲ ﻟﻪ ﻋﻠﻲ ﻣﺪي ﺛﻼﺛﺔ وﻋﺸﺮﻳـﻦ ﻋﺎﻣﺎ ،وهـﻮ ﻓﻲ ﻣﻌﻈـﻢ اﻷﺣﻴـﺎن ﺑﻴﻦ أﺗﺒـﺎﻋﻪ وﻓﻲ ﻋﺰ اﻟﻨﻬﺎر ،ﻓﻼ ﻋﺰﻟﺔ وﻻ ﺧـﻮف ﻣ ﻦ ﻋﻔﺎرﻳ ﺖ وﻻ إره ﺎق ﻣ ﻦ ﺳ ﻬﺮ اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ؟ وﺑﺎﻟﻤﺜ ﻞ ﻓ ﺈن ﺗﻔﺴ ﻴﺮ اﻟ ﻮﺣﻲ ﺑﺄﻧ ﻪ ﻋﺒ ﺎرة ﻋ ﻦ ﻃﻔ ﻮ أﻓﻜ ﺎرﻩ اﻟﺘ ﻲ اﺳ ﺘﻘﺎهﺎ ﻣ ﻦ ﻣﺼ ﺎدر ﺧ ُﺘﺰِﻧﺖ ﻓﻲ هﺎﻣﺶ اﻟﺸ ﻌﻮر ) (Subconsciousه ﻮ ﺗﻔﺴ ﻴﺮ ﻏﻴ ﺮ ﻣﻘﺒ ﻮل ، ﺧﺎرﺟﻴﺔ وا ْ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﻮل ﻟﻨﺎ ﻣﺎ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ أﻓﻜﺎر ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ هﺎﻣﺶ اﻟﺸﻌﻮر وﺑ ﻴﻦ ﺗﺨﻴ ﻞ ﺻ ﺎﺣﺐ هﺬﻩ اﻷﻓﻜﺎر أﻧﻪ ﻳﺮي َﻣَﻠﻜًﺎ وﻳﺴﻤﻊ وﺣﻴﺎ .إﻧﻨ ﺎ ﺟﻤﻴﻌ ﺎ ﻧﺨﺘ ﺰن أﻓﻜ ﺎرا ﻻ ﺣﺼ ﺮ ﻟﻬ ﺎ ﻓ ﻲ هﺎﻣﺶ ﺷﻌﻮرﻧﺎ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﺤ ﻮل ﻓ ﻲ أﺑﺼ ﺎرﻧﺎ إﻟ ﻲ ﻣﻼﺋﻜ ﺔ ﺳ ﻤﺎوﻳﺔ وﻻ ﻓ ﻲ ﺁذاﻧﻨﺎ إﻟﻲ أﺻ ﻮات ﻋﻠﻮﻳ ﺔ ،ﻓﻀ ﻼ ﻋ ﻦ اﻷﻋ ﺮاض اﻟﺘ ﻲ ﺗﺼ ﺎﺣﺐ ه ﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴ ﺔ واﻟﺘ ﻲ ﺳﻨﺘﻌﺮض ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﻟﻲ).(٤١ ﺐ أن اﻟﺮﺳﻮل آﺎن ﻓﻌﻼ آﻤﺎ زﻋﻢ هﺆﻻء اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن ،ﻓﻬﻞ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺰم ﻋﻦ و َه ْ ذﻟﻚ هﻲ أن ﻳﺘﻮهﻢ أن اﻟﻮﺣﻲ ﻗﺪ ﻧﺰل ﻋﻠﻴﻪ وأﻧ ﻪ أﺻ ﺒﺢ ﻧﺒﻴ ﺎ ؟ أﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﻮﺟ ﺪ ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺔ وﻓﻲ اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺌﺎت ﻋﻠﻲ اﻷﻗﻞ ﻣﻤﻦ ﻳﺸﺎﺑﻬﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﻳﺘﻤﻪ وﻓﻲ ﻓﻘﺪﻩ أوﻻدﻩ وآﺒ ﺮ ﺳﻦ زوﺟﺘﻪ ...إﻟﺦ؟ ﻓِﻠ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﺘﻮهﻢ هﺆﻻء أن اﻟﻮﺣﻲ ﻳﺘﻨ ﺰل ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ؟ ﻗ ﺪ ﻳﻘ ﺎل » :وﻟﻜ ﻦ ﻋﻮُا اﻟﻨﺒﻮة « .ﻟﻜﻦ ﺑﻐ ﺾ اﻟﻨﻈ ﺮ ﻋ ﻦ ﻃَﻠﻴْﺤﺔ وﺳﺠﺎح واﻷﺳﻮد اﻟﻌﻨﺴﻲ ﻗﺪ ا ّد َ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ و ُ أن ﻇﺮوف آﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﻇﺮوف اﻟﺮﺳﻮل ﻓﺈن اﻟﺮد ﻋﻠﻲ ذﻟﻚ ﺳﻬﻞ ،ﻓﻘ ﺪ ﺛﺒ ﺖ ﻻ ﺛﻢ ادﻋﻮا اﻟﻨﺒﻮة ،وإ ّﻣ ﺎ ﻗ ﺪ رﺟﻌ ﻮا ﻋ ﻦ آﺬب هﺆﻻء ﺟﻤﻴﻌﺎ ،إذ إﻧﻬﻢ إﻣّﺎ ﻗﺪ أﺳﻠﻤﻮا أ ﱠو ً ادﻋﺎﺋﻬﻢ اﻟﻨﺒﻮة ودﺧﻠﻮا ﻓﻲ اﻹﺳ ﻼم ،وإﻣ ﺎ أﺳ ﻠﻤﻮا أوﱠﻻ ﺛ ﻢ ﻋ ﺎدوا إﻟ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ﺑﻌ ﺪ أن ارﺗﺪوا وﺗﻨﺒﺄوا .وﻓﻮق ذﻟﻚ ﻓﺈن أﺧﻼﻗﻬﻢ وﻣﺒﺎدﺋﻬﻢ اﻟﺘﻲ دﻋ ﻮا إﻟﻴﻬ ﺎ ﺗﺸ ﻴﺮ أﺟﻠ ﻲ إﺷ ﺎرة إﻟﻲ أﻧﻬﻢ آﺎﻧﻮا َآ َﺬ َﺑ ًﺔ َأﺷِﺮﻳﻦ .ﻟﻴﺲ هﺬا ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ إﻧﻨﺎ أﻳﻀﺎ ﻧﻔﺘﻘﺪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺘﻬﻢ اﻟﻤﻘﻴﺎس اﻟﺨ ﺎرﺟﻲ اﻟﻤﺘ ﻮﻓﺮ ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم آﻤ ﺎ ﺳ ﻴﺄﺗﻲ ذآ ﺮﻩ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻔﺼﻞ وآﻤﺎ ﺳﻮف ﻧﻨﺎﻗﺸﻪ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﻟﻲ. وإذا آﻨﺎ ﻗﺪ رأﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل وﻗﺎﺋﻊ ﺣﻴ ﺎة اﻟﺮﺳ ﻮل ﻗﺒ ﻞ اﻟﺒﻌﺜ ﺔ وﺳ ﻤﺎت ﺷﺨﺼ ﻴﺘﻪ أن ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴ ﺘﺤﻴﻞ أن ﻳﻜ ﻮن اﻟﺴ ﺒﺐ اﻟﻼﺷ ﻌﻮري ﻟﺘﻮهﻤ ﻪ) ﻋﻠ ﻲ ﺣﺴ ﺐ ادﻋ ﺎء أﻋﺪاﺋ ﻪ( ﻧ ﺰول اﻟﻮﺣﻲ ﻋﻠﻴﻪ وأﻧﻪ أﺻﺒﺢ ﻧﺒﻴﺎ هﻮ رﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ اﺣﺘﻴﺎز اﻟﺜ ﺮوات أو اﻟﺴ ﻌﻲ وراء اﻟﺴ ﻠﻄﺎن ﻟﺘﺄآﻴ ﺪ ذاﺗ ﻪ ﺑ ﻴﻦ ﻗﻮﻣ ﻪ ،اﻟ ﺬﻳﻦ آ ﺎﻧﻮا ﻳﺤﺘﻘﺮوﻧ ﻪ وﻳﺘﻬﻜﻤ ﻮن ﺑ ﻪ ﻋﻠ ﻲ زﻋ ﻢ ﻧﻔ ﺮ ﻣ ﻦ
) (٤٠اﻧﻈ ﺮ اﻟﺒﺨ ﺎري ، ٢٠٨ / ٤ /ﺣﻴ ﺚ ﻳﻘ ﻮل إﻧ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺣ ﻴﻦ ﻓﺘ ﺮ ﻋﻨ ﻪ اﻟ ﻮﺣﻲ آ ﺎن ﻳ ﺄﺗﻲ ﺷﻮاهﻖ اﻟﺠﺒﺎل ﻳﻬ ّﻢ ﺑﺄن ﻳﻠﻘﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻓﻜﺎن ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻳﺘﺮاءي ﻟﻪ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﻤﺎء واﻷرض ﻗﺎﺋﻼ :أﻧﺖ رﺳﻮل اﷲ ،وأﻧﺎ ﺟﺒﺮﻳﻞ. ) (٤١اﻧﻈﺮ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ " Shorter Encyclopaedia of Islam " /ﻣﺎدة " Muhammad ".وإذا آ ﺎن آﺎﺗ ﺐ ه ﺬﻩ اﻟﻤ ﺎدة ﻳﺴ ﺘﺨﺪم ﻣﺼ ﻄﻠﺢ " "Subconsciousهﻨ ﺎ ﺑﻤﻌﻨﻲ اﻟـ" " Unconsciousﻓﻘﺪ ﺳﺒﻖ اﻟﺮد ﻋﻠﻲ ذﻟﻚ ﻣﻔﺼﻼ .
اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ) ، (٤٢ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺤﺐ أن ﻧﻨﻈﺮآﺬﻟﻚ ﻓﻲ وﻗﺎﺋﻊ ﺣﻴﺎﺗﻪ وﺳﻤﺎت ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺑﻌﺪ أن اﻋ ُﺘﺮِف ﺑﻪ ﻧﺒﻴﺎ وأﺻﺒﺢ إﻟﻲ ﺟﺎﻧﺐ ذﻟﻚ زﻋﻴﻤﺎ ﻟﺪوﻟﺔ أﺧﺬ ﻧﻔﻮذهﺎ ﻳﻤﺘﺪ ﺣﺜﻴﺜـﺎ ﺣﺘﻲ ﺷﻤﻞ اﻟﺠﺰﻳ ﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ آﻠﻬ ﺎ ﻋﺸ ﻴﺔ وﻓﺎﺗ ﻪ ﺻ ﻠﻮات اﷲ وﺳ ﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ ،ﻟﻨ ﺮي إﻟ ﻲ أي ﻣ ﺪي ﺗﺼﺪّق هﺬﻩ اﻟﺴﻤﺎت وﺗﻠﻚ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ أو ﺗﻜﺬّب ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻴﻪ هﺆﻻء اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن. وﻟﻨﺒ ﺪأ أوﻻ ﺑﻤﻮﻗﻔ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺎل .وﻣﻌ ﺮوف أن اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم آ ﺎن ﻳﺤﺼ ﻞ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺨﻤﺲ ﻣﻤﺎ ﻳﺤﺮزﻩ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻓﻲ ﻏﺰواﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﻏﻨﺎﺋﻢ .وﺑﺮﻏﻢ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻏﻨﻴﺎ ﻓﻲ ﻳﻮم ﻣﻦ اﻷﻳ ﺎم ،وﺗﻔﺴ ﻴﺮ ذﻟ ﻚ ﻳﺴ ﻴﺮ ﺟ ّﺪ ﻳﺴ ﻴﺮ ،وﻗ ﺪ ﺷ ﺮﺣﻪ ﺻ ﻠﻮات اﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ :إﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣ ﺎل اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ إﻻ اﻟﺨﻤ ﺲ ،واﻟﺨﻤ ﺲ ﻣ ﺮدود ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ): (٤٣ ﻳﻨﻔﻖ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻲ ﺗﺠﻬﻴﺰ اﻟﻐﺰوات وﻋﻠﻲ اﺳﺘﻀﺎﻓﺔ اﻟﻮﻓﻮد ) (٤٤وﻋﻠﻲ اﻟﻤﺤ ـﺘﺎﺟﻴﻦ اﻟ ـﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺠ ـﺪون ﺷﻴﺌ ـﺎ ) (٤٥وﻋﻠ ﻲ إﻋﺘ ﺎق اﻷرﻗ ﺎء)ﺑﺸ ﺮاﺋﻬﻢ واﻓﺘﻜ ﺎك رﻗ ﺎﺑﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻗﻴ ﻮد اﻟﻌﺒﻮدﻳﺔ( ) (٤٦وﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎهﻤﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺤﺞ ﻟﻤﻦ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻩ ﻣ ﺎل ) (٤٧ودﻓ ﻊ اﻟﻜﻔ ﺎرة ﻋﻤﻦ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ) . (٤٨ﻓﺈذا ﺟﺎءﻩ إﻧﺴﺎن ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻴﻪ اﺳﺘﻨﻈﺮﻩ ﺣﺘﻲ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺷﻲء ﻓﻴﻌﻄﻴﻪ ﻣﻨﻪ ) . (٤٩ﻟﻘﺪ آﺎن ﻋﻄﺎؤﻩ آﺜﻴﺮا ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ وﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ اﻹﺳﻼم ) ، (٥٠وﻣ ﻊ ذﻟﻚ آﺎن ﻳﺤﺪث أن ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺿﻴﻒ ﻓﻼ ﻳﺠﺪ ﻣﺎ ﻳﻀﻴﻔﻪ ﺑ ﻪ ) ، (٥١ﺑ ﻞ ﻟﻘ ﺪ آ ﺎن اﻟﺠ ﻮع ﻳﺒﻠ ﻎ ﻣﻨﻪ ﻣﺒﻠﻐًﺎ ﻳﺜﻴﺮ ﺷﻔﻘﺔ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ) . (٥٢وﻋﻠ ﻲ رﻏ ﻢ أﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﺤ ﺮم ﻧﻔﺴ ﻪ ﻣ ﻦ ﻃﻴﺒ ﺎت اﻟﻄﻌﺎم إذا ﺗﺎﺣﺖ ﻟﻪ ،ﻓ ﺈن ﻋﻴﺸ ﺘﻪ ﺑﻮﺟ ﻪ ﻋ ﺎم آﺎﻧ ﺖ ﻋﻴﺸ ﺔ ﻣﺘﻘﺸ ﻔﺔ ،آﻤ ﺎ آ ﺎن ﻓﺮاﺷ ﻪ
) (٤٢ﻟ ﻦ أﺗﺤ ﺪث ﻋ ﻦ اﺗﻬ ﺎم اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ ﻟﻠﺮﺳ ﻮل ﺑ ﺄن اﻟﺸ ﻬﻮة اﻟﺠﻨﺴ ﻴﺔ آﺎﻧ ﺖ أﺣ ﺪ اﻟﻌﻮاﻣ ﻞ وراء ﺗﻮهﻤﻪ اﻟﻨﺒﻮة ،ﻷﻧﻲ ﺳﺒﻖ أن ﻧﺎﻗﺸﺖ اﻟﻤﺰاﻋﻢ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،وإن ﺟﺎءت ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻲ ﻟﻬﺎ هﻨﺎك ﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﺸﺒﻬﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻬﻤﻪ ﺻﻠﻮات اﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻜﺬب اﻟﻌﻤﺪ ﻓ ﻲ ادﻋ ﺎء اﻟﻨﺒ ﻮة .وﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﺎرئ أن ﻳﺠﺮد ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﻦ إﻃﺎرهﺎ وﻳﻨﻘﻠﻬﺎ إﻟﻲ اﻹﻃﺎر اﻟﺬي ﻧﺘﺤ ﺮك ﻓ ﻲ داﺧﻠ ﻪ اﻵن ،وه ﻮ إﻃﺎر اﻟﺸﺒﻬﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﺷﺒﻬﺔ اﻟﺘﻮهﻢ واﻻﻧﺨﺪاع. ) (٤٣اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم ، ١٠١ / ٤ /واﻟﻤﻮﻃﺄ .١٤ / ٢ / ) (٤٤اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ اﺑﻦ هﺸﺎم .١٣٧ / ٤ / ) (٤٥اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٤ج / ٨ص .٧٣ ) (٤٦اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم .٢٠٣ / ١ / ) (٤٧اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٢ج / ٤ص .١٧٠ ﺟﺪ ) (٤٨اﻧﻈﺮ » اﻟﻤﻮﻃﺄ « ، ٢٧٨/ ١/و ، ٧٨ / ٢ﺣﻴﺚ ورد أن اﻟﻨﺒﻲ دﻓﻊ ﻣﺎﺋﺔ ﻧﺎﻗﺔ دﻳ ﺔ ﻣﺴ ﻠﻢ ُو ِ ﻗﺘﻴﻼ ﺑﻴﻦ ﻣﺴﺎآﻦ اﻟﻴﻬﻮد ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أن ﺗﻜﻮن هﻨﺎك ﺑﻴﻨﺔ ﺗﻘﻮد إﻟﻲ اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻓ َﻮدَاﻩ هﻮ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ ،اﻟﺬي هﻮ ﻣﺎل اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ،أو ﻣﺎل» اﻟﺨﺰاﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ «ﺑﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﺼﺮﻧﺎ اﻟﺤﺪﻳﺚ. ) (٤٩رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ .١٧٥ / ) (٥٠اﻧﻈﺮ » رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ « ١٥٣/ـ .١٧٨ ، ١٧٢ ، ١٥٤ ) (٥١اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ .١٨١ / ) (٥٢اﻟﺴﺎﺑﻖ .١٧١ /
ﺧﺸﻨﺎ ) . (٥٣آﺬﻟﻚ آﺎن ﺻﺪاﻗﻪ ﻟﺰوﺟﺎﺗﻪ ﻗﻠﻴﻼ ) ، (٥٤وآﺎن ﻻ ﻳﺘﺤﻠ ﻲ ﺑﺎﻟ ﺬهﺐ أو ﻳﻠ ﺒﺲ اﻟﺤﺮﻳﺮ أو اﻹﺳﺘﺒﺮق ).(٥٥ ﻓﻬﺬا هﻮ ﻣﻮردﻩ ﻣﻦ اﻟﻤﺎل ،وﺗﻠﻚ هﻲ ﺟﻬﺎت إﻧﻔﺎﻗﻪ .أﻣﺎ اﻟﺼﺪﻗــﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻤ ّﺪ ﻳ ﺪﻩ ﻗ ﻂ إﻟﻴﻬﺎ ،وأﻋﻠﻦ ﺑﻌﺒ ﺎرة ﻗﺎﻃﻌ ﺔ أﻧ ﻪ ﻻ ﻳﺤ ﻞ ﻟﺒﻨ ﻲ هﺎﺷ ﻢ ﻣﻨﻬ ﺎ ﺷ ﻲء ) . (٥٦ورأي اﻟﺤﺴ ﻦ ﻣﺮة وهﻮ ﻳﻤﺪ ﻳﺪﻩ ﻳﻠﺘﻘﻂ ﺗﻤﺮة ﻣﻦ ﺗﻤﺮ اﻟﺼ ﺪﻗﺔ ﻓﻨﻬ ﺎﻩ ﻗ ﺎﺋﻼ :آ ﺦ ! آ ﺦ! ) (٥٧ﻟ ﻴﺲ ذﻟ ﻚ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ إﻧﻪ ﺣﺮم ﻋﻠﻲ ﺑﻨﻲ هﺎﺷﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻲ اﻟﺼﺪﻗﺎت) ، (٥٨ﺑﻞ ﺣﺮم ذﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﻮﻻﻩ أﺑ ﻲ راﻓ ﻊ أﻳﻀ ﺎ ،ﻷن ﻣ ﻮﻟﻲ اﻟﻘ ﻮم ،آﻤ ﺎ ﻗ ﺎل ﺻ ﻠﻮات اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ ،واﺣ ﺪ ﻲ ﻗﻠﻴﻞ اﻟﻤ ﺎل ﺣﺘ ﻲ إﻧ ﻪ اﺷ ﺘﻐﻞ ذات ﻣ ﺮة ﺳ ﻘّﺎء ﻋﻨ ﺪ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻨ ﺎس ﻣﻨﻬﻢ) . (٥٩وآﺎن ﻋﻠ ﱞ ﻓ َﻤﺠِﻠ ﺖ ﻳ ﺪُﻩ ﻣ ﻦ ﺷ ّﺪ اﻟﺤﺒ ﻞ واﻟ ﺪﻟﻮ ،وﺑ ﺮﻏﻢ ذﻟ ﻚ ﻟ ﻢ ﻳﺤ ﺎول أن ﻳﺴ ﺘﻔﻴﺪ ﻣ ﻦ إﺻ ﻬﺎرﻩ ﻟﻠﺮﺳ ﻮل وﻻ ﺣ ﺎول اﻟﺮﺳ ﻮل أن ﻳﻌﻄﻴ ﻪ ﺷ ﻴﺌﺎ ﺑﺼ ﻔﺔ اﺳ ﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ). (٦٠وﻣﺸ ﻬﻮر ٌة ﺗﻠ ﻚ اﻟﺮواﻳ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺤﻜ ﻲ ﻟﻨ ﺎ ﻗ ﺪوم ﻓﺎﻃﻤ ﺔ ﻋﻠ ﻲ أﺑﻴﻬ ﺎ ﺣ ﻴﻦ ﻋﻠﻤ ﺖ ﺑﻮﺻ ﻮل ﺳ ﺒﻲ إﺣ ﺪي اﻟﻐﺰوات ﻟﻌﻞ أﺑﺎه ﺎ ﻳﻌﻄﻴﻬ ﺎ ﺧﺎد ًﻣ ﺎ ﻳﻌﻴﻨﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻣﺘﺎﻋ ﺐ أﺷ ﻐﺎل اﻟﻤﻨ ﺰل وآﻴ ﻒ ﻋ ﺎدت ﻦ ﺧ ﺎﻃ َﺮ اﺑﻨﺘ ـﻪ ﺑﺘﻮﺟﻴﻬﻬ ـﺎ إﻟ ﻲ اﻟﺤ ـﺮص ﻋﻠ ﻲ ﺟ َﺒ ﺮ اﻟﻮاﻟ ُﺪ اﻷﻣ ﻴ ُ ﺻ ﻔﺮة اﻟﻴ ﺪﻳﻦ ،وإن َ ﻣﺮﺿﺎة اﷲ وإﻻآﺜﺎر ﻣﻦ ذآ ﺮﻩ ،ﻷن ه ﺬا) آﻤ ﺎ ﺑ ﻴّﻦ ﻟﻬ ﺎ( أﻓﻀ ﻞ ﻣ ﻦ أن ﻳﻜ ﻮن ﻋﻨ ﺪهﺎ ﺧﺎدم) . (٦١وﻣﻌﻨﻲ هﺬا أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﻤﺎل ﻟﻨﻔﺴﻪ وﻻ آﺎن ﻳﺠﻤﻌ ـﻪ ﻷوﻻدﻩ .وﻓ ـﻮق ذﻟﻚ ﻓﻘـﺪ أﻋﻠﻦ أن آﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﺮآﻪ وراءﻩ هﻮ ﺻﺪﻗﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ،وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ اﺳﺘﺨﺮاج ﻧﻔﻘ ﺔ ﻧﺴـﺎﺋﻪ وﻣـﺆﻧﺔ ﻋﺎﻣﻠﻪ ). (٦٢وآﺄﻧﻤﺎ آﺎن اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻳ ﺮد ﺑ ﺬﻟﻚ ﻋﻠ ﻲ ﻣﻦ ﺳﻴﺄﺗﻮن ﺑﻌﺪ ﻗ ﺮون ﻣﺘﻄﺎوﻟ ـﺔ وﻳﺘﻬﻤﻮﻧ ﻪ ﺑﺎﻟﺮﻏﺒ ﺔ ﻓ ﻲ ﺣﻴ ﺎزة اﻟﺜ ﺮوات ﺗﻨﻔﻴﺴ ـﺎ ﻋﻤ ﺎ ﺗﺮآﻪ اﻟﻔﻘـﺮ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺟﺮاح وﻧﺪوب).(٦٣ ) (٥٣اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري ٢٩٠ / ٣ /ـ .٢٩٧ ،٢ ٩٤ ، ٢٩٢ ) (٥٤اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٣ج / ٦ص .١٦٨ ) (٥٥اﻟﻤﻮﻃﺄ ، ١١٨ / ٣ /ورﻳ ﺎض اﻟﺼ ﺎﻟﺤﻴﻦ ، ٢٣٤ /واﻟﺸ ﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠ ﺪ / ١ج / ٢ص، ٨٠ ، ٨١وﻣﺠﻠﺪ / ٢ج / ٣ص .٢٨٣ ) (٥٦اﻟﺸ ﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠ ﺪ / ٢ج / ٤ص ، ١٢٢وﻣﺠﻠ ﺪ / ٣ج / ٦ص ، ٢٠ ، ١٩ورﻳ ﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ .١٨٩ ، ١٨٦ / ) (٥٧رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ .١٠٦ / ) (٥٨اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٢ج / ٤ص .١٦٤ ) (٥٩اﻧﻈﺮ اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٢ج / ١٤ص ، ١٧٤ ، ١٦٤وﻣﺠﻠﺪ / ٤ج / ٨ص .٩٠ ) (٦٠اﻧﻈﺮ اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٣ج / ٥ص ٢٩٢ـ .٢٩٣ ) (٦١اﻟﺒﺨﺎري ، ١٩٠ / ٢ /و ، ٢٨٨ / ٣و .١٠١/ ٤ ) (٦٢اﻟﺒﺨﺎري ، ١٨٨ / ٢ /واﻧﻈﺮ » رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ « ، ٣٥٥/واﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٣ج ٦ /ص .٧٦ ) (٦٣ﻟﺴﺖ ﻣﻦ رأي إﺧﻮاﻧﻨﺎ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻴﺮاث ﻓﺎﻃﻤ ﺔ ﻣﻤ ﺎ ﺗﺮآ ﻪ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻣ ﻦ ﻣ ﺎل ،وإن ﻟ ﻢ ﻳﻜﻦ هﺬا هﻮ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﻤﻼﺋﻢ ﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ هﺬﻩ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻴﻜﻔ ﻲ أن أﺷ ﻴﺮ إﻟ ﻲ أﻧ ﻪ ﻟ ﻮ آ ﺎن ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻳﻮرث آﻐﻴﺮﻩ ﻣ ﻦ اﻟﻨ ﺎس ﻓﻤ ﺎ اﻟ ﺬي ﻣﻨﻌ ﻪ أن ﻳﻮ ّ ﺳ ﻊ ﻋﻠ ﻲ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ وزوﺟﻬ ﺎ وأوﻻده ﺎ ﻲ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺎل اﻟﺬي ﺳﻴﺘﺮآﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻟﻬ ﻢ ؟ آ ﺬﻟﻚ ﻓ ﺈﻧﻲ ﻻ أﺳ ﺘﻄﻴﻊ أن أﺗﺼ ﻮر أن أﺑ ﺎ وهﻮ ﺣ ﱞ ﺑﻜﺮ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻐﻤﻂ ﻓﺎﻃﻤ ﺔ ﺣ ّﻘ ﺎ ﻟﻬ ﺎ ،وﻟﻜﻨ ﻪ ﺣﺮﺻ ﻪ ﻋﻠ ﻲ ﺗﻨﻔﻴ ﺬ أواﻣ ﺮ اﻟﺸ ﺮﻳﻌﺔ .وﻓ ﻲ اﻷﺣﺎدﻳ ﺚ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺨﻼف ﺑﻴﻦ ﻓﺎﻃﻤﺔ وﺑﻴﻨﻪ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﺣﻮل هﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري .٣٠١ / ٢ /
ﻓﻬﺬا ﻋﻦ اﻟﻤﺎل وﻣﻮﻗﻔﻪ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺪ أن ﺟﺮي اﻟﻤﺎل أﻧﻬﺎرا ﻓﻲ ﻳﺪﻳﻪ ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺗﻪ وﻣﺸﺎﻋﺮﻩ وهﻮ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﺈﻟﻴﻚ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :ﻟﻘ ﺪ اﺷ ﺘﺮك اﻟﺮﺳ ﻮل ﻓ ﻲ ﻣﻌﻈ ﻢ اﻟﻐﺰوات ،وآﺎن ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ،ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺣﺎآﻢ اﻟﺪوﻟﺔ ،أن ﻳﺒﻘﻲ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ داﺋﻤﺎ ﺑﻌﻴﺪا ﻋ ﻦ اﻟﺨﻄ ﺮ ،ﻣﻜﺘﻔﻴ ﺎ ﺑﻤﻤﺎرﺳ ﺔ ﻣﻬﻨ ﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳ ﺔ ،ﺗﺎرآ ﺎ اﻟﻤﻬ ﺎم اﻟﻌﺴ ﻜﺮﻳﺔ ﻟﻠﺠ ﻴﺶ وﻗ ﻮادﻩ . وﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻃﺎﻟﺐ ﺳﻠﻄﺎن ﻳﺴﻌﻲ وراء اﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﺑﺎﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ دﺳﺖ اﻟﺤﻜﻢ أﻃﻮل ﻓﺘﺮة ﻣﻤﻜﻨﺔ ،ﺑﻞ آﺎن ﻳﺒﺬل آﻞ ﺟﻬﺪﻩ ﻟﻠﺘﻤﻜﻴﻦ ﻟﺪﻳﻦ اﷲ وﻧﺸﺮ ﻣﺒﺎدئ اﻟﺤﻖ واﻟﻌﺪل واﻟﻤﺴﺎواة .وﻧﺤﻦ ﻧﻌﺮف ﻣﺜﻼ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻟﻪ ﻓﻲ ﻏﺰوة ُأﺣُﺪ ﺑﻌﺪ أن ﻇﻞ ﻳﺮﻣﻲ ﺑﻘﻮﺳﻪ ﺣﺘﻲ اﻧﻜﺴﺮت ﺳ َﻴﺘُﻬﺎ ،وآﻴﻒ ﺷ ﺎرك ﺑﻨﻔﺴ ﻪ ﻓ ﻲ ﺣﻔ ﺮ اﻟﺨﻨ ﺪق ،ﻣﻤ ﺎ أﺟ ﺞ ﻋ ﺰاﺋﻢ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻓ ﺎﻧﻄﻠﻘﻮا ِ ﺟ ﺰهﻢ ، ن ﺟ ﺎﻋﻠﻴﻦ اﺷ ﺘﺮاك اﻟﺮﺳ ﻮل ﻣﻌﻬ ﻢ ﻣﻮﺿ ﻮع َر َ ﻳﻌﻤﻠ ﻮن ﻓ ﻲ اﻟﺤﻔ ﺮ ﺑﻬﻤ ﺔ و َﺗ َﻔ ﺎ ٍ ﺣ ﺮّا وإرهﺎﻗ ﺎ وآﻴ ﻒ آ ﺎن ﻓ ﻲ ﻣﻘﺪﻣ ﺔ اﻟﺴ ﺎﺋﺮﻳﻦ إﻟ ﻲ ﺗﺒ ﻮك ،وآﺎﻧ ﺖ أﺷ ﺪ اﻟﻐ ﺰوات َ وأﻃﻮﻟﻬﺎ ﻣﺴـﺎﻓﺔ. وﻟﻢ ﻳﺘﻜﺒﺮ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻳﻮﻣﺎ ﻋﻠ ﻲ أﺣ ﺪ ﺑﺎﻟﻐ ﺎ ﻣ ﺎ ﺑﻠﻐ ﺖ ﻣﻨﺰﻟﺘ ﻪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ ﻣ ﻦ ﻋﻠ ﻮ أو اﻧﺤﻄﺎط ،ﻓﻠﻢ ُﻳ ْﺆ َﺛ ْﺮ ﻋﻨﻪ أن أﺳ ﺎء إﻟ ﻲ ﻣﺸ ﺎﻋﺮ أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ .إﻧﻤ ﺎ آ ﺎن ﻟﻬ ﻢ ِﻧ ْﻌ َﻢ ﺐ أﺣ ﺪا خ واﻷب واﻟﺼ ﺪﻳﻖ .واﻟﻤ ﺮة اﻟﻮﺣﻴ ﺪة اﻟﺘ ﻲ ُذ ِآ ﺮ ﻓﻴﻬ ﺎ ،ﻓﻴﻤ ﺎ أﻋﻠ ﻢ ،أﻧ ﻪ ﺳ ّ اﻷ ُ ﺣ ٌﺪ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﺎء ﻣ ﻦ ﻋ ﻴﻦ َﻣ ْﺪﻳَﻦ ،ﻓﺨ ﺎﻟﻒ اﺛﻨ ﺎن ﻣ ﻦ آﺎﻧﺖ ﻳﻮم ﺣﺬّر اﻟﺼﺤﺎﺑ َﺔ أن ﻳﺬوق أ َ اﻟﺠﻨﻮد هﺬا اﻟﺘﺤﺬﻳﺮ). (٦٤ﺑﻞ آﺎن ﻻ ﻳﺴ ﺘﻨﻜﻒ ﻣ ﻦ أن ﻳﻨ ﺰل أﺣﻴﺎﻧ ﺎ إﻟ ﻲ ﻗﺒ ﺮ ﻓﻴﺴ ﻮّﻳﻪ ﺛ ﻢ ﻳﺘﻨﺎول اﻟﻤﻴﺖ وﻳﺪﻓﻨﻪ ﺑﻴﺪﻩ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ) . (٦٥وﻓﻲ ﻣﺮة أﺧﺮي ﻣﺎﺗﺖ ﺧﺎدﻣﺔ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻠﻢ ﻳﺸﺄ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻋﻠﻴـﻪ اﻟﺴـﻼم أن ﻳﺨﺒﺮوﻩ ﻇﻨّﺎ ﻣﻨﻬﻢ أن ﺷﺄن ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﺨﺎدﻣﺔ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ ودﻓﻨﻮهﺎ ﺴ ُﻢ ﺑﻴﺪﻩ اﻟﺸﺮﻳﻔﺔ إﺑ ﻞ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أﻧﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ وذهﺐ ﻓﺼﻠﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ) . (٦٦وآﺎن َﻳ ِ اﻟﺼﱠﺪﻗﺔ) ، (٦٧وآﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﺗﺤﺪث ﻋﻦ رﻋﻴﻪ اﻟﻐﻨﻢ ﻓﻲ ﺻﺒﺎﻩ ﻏﻴﺮ واﺟ ٍﺪ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻋ ﻦ ذﻟ ﻚ أﻳ ﺔ ﻣﻨﻘﺼ ﺔ ،وه ﺬا ﺷ ﺄن اﻟﻨﻔ ﻮس اﻟﻜﺒﻴ ﺮة اﻟﺘ ﻲ ﻃﻬﺮه ﺎ اﷲ ﻣ ﻦ ﻋﻘ ﺪة اﻟ ﻨﻘﺺ واﻟﺪوﻧﻴﺔ .وآﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻳﻨﺼﺖ ﺟﻴﺪا ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﻜﻠﻤﻪ ﻓﻲ أﻣﺮ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﺷﺄﻧﻪ). (٦٨ وﻗﺪ ﺣ ﺪث أن اﺳ ﺘﻮﻗﻔﺘﻪ اﻣ ﺮأة ﺑﻠﻬ ﺎء ،ﻓﻮﻗ ﻒ ﻣﻌﻬ ﺎ ﺣﺘ ﻲ ﻗﺎﻟ ﺖ آ ﻞ ﻣ ﺎ ﻋﻨ ﺪهﺎ دون أن ﻀﺮَب اﻟﻨﺎس ﻟﻴﻮﺳّﻌﻮا ﻟﻪ اﻟﻄﺮﻳ ﻖ آﻤ ﺎ ﻳﺰﻋﺠﻬﺎ أو ﻳﻄﺮدهﺎ ) . (٦٩آﻤﺎ آﺎن ﻳﻜﺮﻩ أن ُﻳ ْ ﻳﻔﻌﻞ اﻟﻌﺴﻜﺮ ﺣﻮل اﻟﻤﻠﻮك ) . (٧٠وﻣﻦ ﺗﻮاﺿﻌﻪ أﻧﻪ ،وهﻮ اﻟﻨﺒﻲ ،ﺻﻠﻲ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة وراء ﺑﻌﺾ أﺻﺤﺎﺑﻪ وﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ أﻳ ﺔ ﻏﻀﺎﺿ ﺔ). (٧١وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻣ ﻦ ﺲ ،رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ،ﺣﺘﻲ ﺑﻌ ﺪ اﻟﺠﺒﺎرﻳﻦ ،ﺑﻞ إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻀﺮب ﻣﺮة ﺧﺎدﻣﺎ .وﻣﺎ زال َأ َﻧ ٌ وﻓﺎﺗﻪ ﺑﺰﻣﺎن ﻃﻮﻳﻞ ﻳﺬآﺮ رﻗﺘﻪ اﻟﻤﺘﻨﺎهﻴﺔ ﻣﻌﻪ ،وآﻴﻒ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻟﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﻟﺸﻲء ﻓﻌﻠﻪ ِﻟ َﻢ ) (٦٤اﻧﻈﺮ » اﻟﻤﻮﻃﺄ « . ١٦٠/ ١/واﻧﻈﺮ ،ﻓﻲ ﺗﻮاﺿﻌﻪ رﻏﻢ ﻣﺎ ﺣﻘﻘﻪ ﻣﻦ اﻧﺘﺼﺎرات وﺑﻠﻐﻪ ﻣ ﻦ ﻧﺠﺎح ﺳﺎﺣﻖ ،إرﭬﻨﺞ .١٩٩ / ) (٦٥اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٢ج / ٤ص .٨٨ ) (٦٦اﻧﻈﺮ اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٢ج / ٤ص .٥١ ) (٦٧اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ /ﻣﺠﻠﺪ / ٢ج / ٤ص .١٥٧ ) (٦٨اﻧﻈﺮ إرﭬﻨﺞ .١٩٣ / ) (٦٩اﻧﻈﺮ أﻣﺜﻠﺔ أﺧﺮي ﻟﺘﻮاﺿﻌﻪ ﻓﻲ » رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ « ٢٩١/ﻓﺼﺎﻋﺪًا. ) (٧٠اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٣١ج / ٥ص .٤٨ ) (٧١اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ اﺑﻦ هﺸﺎم .٢٢٢ / ٤ /
َﻓ َﻌﻠَﻪ ،وﻻ ﻟﺸﻲء ﺗﺮآﻪ ِﻟ َﻢ َﺗ َﺮآَﻪ .وﻗﺪ ﺗﺤﻤﻞ ﺻﻠﻮات اﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺨﺎﻓﺎت ﻋﺒﺪ اﷲ اﺑﻦ أﺑﻲ إﻟﻲ أن ﻣﺎت ذﻟﻚ اﻟﻤﻨﺎﻓﻖ اﻟﺨﺒﻴﺚ ،ﻋﻄﻔﺎ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻲ اﻟﻀﻌﻒ اﻟﺒﺸﺮي ﻓﻴ ﻪ ،إذ ﻋﻠ ﻢ ﻣ ﻦ اﻷﻧﺼﺎر أﻧﻬﻢ آﺎﻧﻮا ﻳﺠﻬّﺰون ﻟﻪ اﻟﺘ ﺎج ﻟ ُﻴ َﻤﻠّﻜ ﻮﻩ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﻟ ﻮﻻ أﻧﻬ ﻢ ﻗ ﺎﺑﻠﻮا اﻟﻨﺒ ﻲ ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺔ واﺗﻔﻘﻮا ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻲ أن ﻳﻨﺘﻘﻞ إﻟﻲ ﺑﻼدهﻢ .ﺑﻞ إﻧﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم آ ﺎن ﻳﺄﺧ ﺬ اﻟﻤﻨ ﺎﻓﻘﻴﻦ ﻋﻠ ﻲ ﻇﺎهﺮهﻢ رﻏ ﻢ ﻣﻌﺮﻓﺘ ﻪ ﺑﻨﻮاﻳ ﺎهﻢ ورﻏ ﻢ ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻳﺒﻠﻐ ﻪ ﻋ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ آ ﻼم ﻓ ﻲ ﺣﻘ ﻪ وﺣ ﻖ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ) . (٧٢وﺿﺎﻳﻘﻪ اﻷﻋﺮاب أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة ﺗﻌﺠﱡﻼ ﻣﻨﻬﻢ أن ﻳﻘﺴّﻢ ﻏﻨﺎﺋﻢ اﻟﺤ ﺮب ﻓﻲ اﻟﺤﺎل ،وﺷ ﺪوﻩ ﻣ ﺮة ﻣ ﻦ رداﺋ ﻪ ﻓﻠ ﻢ ﻳﻌ ﺎﻗﺒﻬﻢ ﺑ ﻞ ﻃﻤ ﺄﻧﻬﻢ ﻋﻠ ﻲ أﻧ ﻪ ﻟ ﻦ ﻳﺤ ﺘﺠﻦ ﻣ ﻦ ﺐ ﻓﻲ ﻒ ﻣﻦ ه ﺬا ار ُﺗ ِﻜ َ ف أﺧ ّ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ) ، (٧٣ﻋﻠﻲ ﺣﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﺸﺄ أن ﻳﻤﺮ ﺗﺼ ّﺮ ٌ ﺣﻖ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻼ ﻋﻘﺎب ).(٧٤ وﻟ ﻮ آ ﺎن ﻣ ﻦ ﻃﺒﻌ ﻪ اﻻﺳ ﺘﺒﺪاد واﻟﻐﻄﺮﺳ ﺔ ﻟﻤ ﺎ ﺷ ﺎور أﺣ ﺪًا ﻣ ﻦ أﺗﺒﺎﻋ ﻪ ﻓ ﻲ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ ﺷ ﺆون اﻟﺴ ﻠﻢ أو اﻟﺤ ﺮب ،وﻟﻤ ﺎ َﻗ ِﺒ ﻞ ﻣ ﻦ أﺣ ﺪ ﻣ ﻨﻬﻢ أن ﻳﺒ ﺪي رأﻳ ﺎ ﻳﺨ ﺎﻟﻒ رأﻳ ﻪ). (٧٥ ﺳ ْﻠﻄَﺔ ﻟﻮرﱠﺛﻬﺎ ﻷﺣﺪ ﻣﻦ أهﻞ ﺑﻴﺘﻪ ) . (٧٦أآﺜﺮ ﻣﻦ هﺬا ﺐ ُ وآﺬﻟﻚ ﻟﻮ آﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻃﺎﻟ َ ﻄﺮِﻳﻪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن آﻤﺎ أﻃﺮت اﻟﻨﺼﺎري ﻋﻴﺴﻲ ﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ ،ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ إﻻ ﻋﺒﺪ أﻧﻪ ﻧﻬﻲ أن ُﻳ ْ ) (٧ اﷲ ورﺳ ﻮﻟﻪ . ٧وﻣ ﻦ ه ﺬا ،وه ﻮ ﻗﻠﻴ ﻞ ﻣ ﻦ آﺜﻴ ﺮ ،ﻳﺜﺒ ﺖ أن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﻊ وراء اﻟﺴﻠﻄﺔ أو اﻟﻤﺎل .ﻻ ،وﻟﻢ ﻳﻐﻴﺮﻩ اﻟﻤﺎل وﻻ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﺷﻲء ﺣﻴﻦ ﺑﻠﻎ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﻨﺘﻬﺎهﻤ ﺎ . ﺴﻔًﺎ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﺬي ﻳﻌﺰو ﻇﺎهﺮة اﻟﻮﺣﻲ اﻟﻤﺤﻤﺪي إﻟﻲ » اﻟﻼوﻋﻲ واﻵن ﺑﻌﺪ أن ﻧﺴﻔﻨﺎ َﻧ ْ « ﻳﺠﺐ أن ﻧﺆآﺪ أن اﻟﺮﻏﺒﺎت اﻟﻤﻜﺒﻮﺗﺔ ﻓﻲ» اﻟﻼوﻋﻲ« ) إن ﺻﺤﺖ ﻧﻈﺮﻳ ﺔ ﻓﺮوﻳ ﺪ( ﻻ ﻳﺘﺮﺗ ﺐ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ أن ﻳ ﺮي اﻹﻧﺴ ﺎن ﻣﻼآ ﺎ ﻳﺤﻤ ﻞ إﻟﻴ ﻪ رﺳ ﺎﻟﺔ ﺳ ﻤﺎوﻳﺔ ،إذ إن اﻟﻄﺮﻳ ﻖ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﺨﺮوج هﺬﻩ اﻟﺮﻏﺒﺎت هﻮ اﻧﺒﺜﺎﻗﻬﺎ ،ﻋﻠﻲ ﻏﻴﺮ إرادة ﻣ ﻦ ﺻ ﺎﺣﺒﻬﺎ وﻋ ﻦ ﻏﻴ ﺮ وﻋﻲ ﻣﻨﻪ ،وﺗﺴﺮﺑﻬﺎ إﻟﻲ أﻓﻜﺎرﻩ وﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ .أﻣﺎ ﺗﻮهﻢ رؤﻳﺔ ﻣﺎ ﻻ وﺟﻮد ﻟﻪ ﻓﻬ ﻮ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻣﺮﺿ ﻴﺔ ﻧﻌﻴ ﺬ ﻣﺤﻤ ﺪا ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻣﻨﻬ ﺎ ،ﻓﻘ ﺪ ﺷ ﻬﺪ ﻟ ﻪ اﻷﻋ ﺪاء ﻗﺒ ﻞ اﻷﺗﺒ ﺎع ﺑﺎﻻﺗﺰان اﻟﻌﻘﻠﻲ واﻟﻨﻔﺴﻲ .ﺑﻞ إن رودﻧﺴﻮن ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻌﺘﺮف ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻬﺪوء واﻻﺗ ﺰان واﻟﺜﻘ ﺔ واﺳ ﺘﺤﻮاذﻩ ﻋﻠ ﻲ إﻋﺠ ﺎب ﻣ ﻦ ﺣﻮﻟ ﻪ ،وﻳ ﺮد ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﻦ ﻳﺘﻬﻤﻮﻧ ﻪ ﺑ ﺎﻷﻣﺮاض اﻟﻨﻔﺴ ﻴﺔ ) (٧٢اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ اﺑﻦ هﺸﺎم ١٨٥ ، ١٨٤ / ٣ /و ، ١٤٤ ، ١٣٠ / ٤واﻟﻤﻮﻃﺄ .١٨٥/ ١ / ) (٧٣اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم . ١٠١/ ٤ /واﻧﻈﺮ ﺣﺎدﺛﺔ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ١ج / ١ص .٢٨٩ ) (٧٤اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٤ج / ٧ص ٢٦٦ـ .٢٦٧ ) (٧٥آﻤﺎ ﺣﺪث ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺬي ﻳﺼﻠﺢ ﻷن ﻳﻌﺴﻜﺮ ﻓﻴﻪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻓﻲ ﻏﺰوة ﺑ ﺪر ﻣ ﺜﻼ )اﺑ ﻦ هﺸﺎم . ( ١٩٢ / ٢ / ) (٧٦أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻓﻲ ﺳ ﺒﺐ ﻧ ﺰول ﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ » :ﻳ ﺎ أﻳﻬ ﺎ اﻟﺮﺳ ﻮل َ ،ﺑﱢﻠ ْﻎ ﻣ ﺎ ُأ ْﻧ ﺰِل إﻟﻴﻚ ﻣﻦ رﺑﻚ) « ...اﻟﻤﺎﺋﺪة ( ٧٦ /ﻓﺈن أﻣﺮا ﺧﻄﻴﺮا آﻬﺬا ﻻ ﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻧﺺ واﺿﺢ ﻗﺎﻃﻊ اﻟﺪﻻﻟﺔ ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ أن ﺗﻮرﻳﺚ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﻌﻠﻲ أو ﻏﻴﺮﻩ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﻣﺒﺪأ اﻟﺸﻮري ،اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﻬﺎ اﻟﻘﺮﺁن ﻣ ﻦ ﺻ ﻔﺎت ل ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﺑﻬﺎ .ﺛﻢ إن ﻋﺼﻤﺔ اﻷﺛﻤ ﺔ ،وه ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻔ ﺎهﻴﻢ اﻟﺸ ﻴﻌﻴﺔ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ واﻟﺘﻲ أﻣﺮ اﻟﺮﺳﻮ َ اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻤﺒﺪإ وراﺛﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ ،أﻣﺮ ﻳﺼﺎدم اﻟﻤﻨﻄﻖ وﺗﺠﺎرب اﻟﺤﻴﺎة وﻃﺎﻗﺎت اﻟﺒﺸﺮ .ﺑﻞ إن اﻷﻧﺒﻴﺎء أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻢ ُﺗ ْﻜﺘَﺐ ﻟﻬﻢ اﻟﻌﺼﻤﺔ إﻻ ﻓﻲ ﻧﻄﺎق ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻟﻮﺣﻲ ﻋﻦ رﺑﻬﻢ ،وإن ﻟﻢ َﻳ ْﻌ ِ ﻦ هﺬا أﻧﻬ ﻢ ﻳﺘﺴ ﺎ َووْن ﻣﻊ ﻏﻴﺮهﻢ ﻓﻲ ﻗﺪراﺗﻬﻢ اﻟﺮوﺣﻴﺔ واﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ،ﻓﻬﻢ ﻗﻤﻢ ﻻ ُﺗﻄَﺎوَل. ) (٧٧اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري .٢٥٦ / ٢ /
واﻟﻌﺼﺒﻴﺔ) . (٧٨وهﺬا ﺻﺤﻴﺢ ،وإﻻ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺎ ﺗﺮي ﻧﺠﺢ هﺬا اﻟﻨﺠﺎح اﻟﺴﺎﺣﻖ ﻓﻲ دﻋﻮﺗﻪ وﺑﻨ ﺎء دوﻟﺘ ﻪ ؟ وآﻴ ﻒ ﺻ ﻨﻊ ﻋﻠ ﻲ ﻋﻴﻨﻴ ﻪ ه ﺆﻻء اﻟﺮﺟ ﺎل اﻷﻓ ﺬاذ اﻟ ﺬﻳﻦ ﺟﻨ ﺪﻟﻮا أﺑﻄ ﺎل ﻓ ﺎرس واﻟ ﺮوم وﻣﺰﻗ ﻮا دوﻟ ﺘﻬﻢ ﺗﻤﺰﻳ ﻖ اﻷﺳ ﻮد اﻟﻀ ﻮاري ﻟﻔﺮاﺋﺴ ﻬﺎ ؟ وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻓ ﺈن رودﻧﺴﻮن هﺬا ﻳﻌﻮد ﻓﻴﻌﻘﺪ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﻇﺎهﺮة اﻟﻮﺣﻲ ﻋﻨﺪ ﻧﺒﻴﻨﺎ اﻟﻜﺮﻳﻢ ،ﻋﻠﻴﻪ وﻋﻠﻲ آﻞ إﺧﻮاﻧﻪ اﻷﻧﺒﻴﺎء أﻓﻀﻞ اﻟﺼﻠﻮات واﻟﺘﺴﻠﻴﻤﺎت ،وﺑﻴﻦ ﺗﺮﻳﺰا داﻓﻴﻼ ،وهﻲ ﻣﻌ ﺪودة ﻋﻨ ﺪ اﻟﻨﺼﺎري اﻷوروﺑﻴﻴﻦ ،واﻷﺳﺒﺎن ﺑﺎﻟﺬات ،ﻗﺪﻳﺴﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺪﻳﺴ ﺎت). (٧٩واﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ أﻧ ﻲ ﻻ أدري آﻴﻒ ﺳﻮغ رودﻧﺴﻮن ﻟﻨﻔﺴﻪ هﺬﻩ اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ اﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ،إذ إن ﺣﻴﺎة هﺬﻩ اﻟﻘﺪﻳﺴﺔ ﺗﺸﻬﺪ ﺑﻤﺎ آ ﺎن ﻳﻀ ﻄﺮم ﻓ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻬﺎ ﻣ ﻦ اﺿ ﻄﺮاﺑﺎت وﺗﻘﻠﺒ ﺎت :ﻓﻬ ﻲ ﺗﻨﺤ ﺪر ﻣ ﻦ أﺳ ﺮة ﻧﺒﻴﻠ ﺔ ﺖ ﺗﺮﺑﻴﺔ دﻳﻨﻴﺔ ﺻﺎرﻣﺔ ،وﺑﻠﻎ ﺑﻬﺎ اﻟﺤﺐ اﻹﻟﻬﻲ ﻓﻲ إﺣﺪي ﻓﻮراﺗﻪ أن ﺗﺮآﺖ ﻣﻨﺰل و ُر ﱢﺑ َﻴ ْ أﺑﻮﻳﻬﺎ ﻣﻊ أﺣ ﺪ إﺧﻮﺗﻬ ﺎ ﺳ ﻌﻴﺎ وراء اﻻﺳﺘﺸ ﻬﺎد ﻋﻠ ﻲ أﻳ ﺪي اﻟﻤﻐﺎرﺑ ﺔ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ،إﻻ أن ﻋﻤﻬﻤﺎ) أو ﺧﺎﻟﻬﻤﺎ؟( ﻗﺎﺑﻠﻬﻤﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻄﺮﻳ ﻖ ﻓﺄﻋﺎدهﻤ ﺎ إﻟ ﻲ اﻟﺒﻴ ﺖ .وﻟﻜ ﻦ ﺑﻌ ﺪ ﻣ ﻮت اﻷم اﻧﻐﻤﺴﺖ هﺬﻩ اﻟﺴﺎﻋﻴﺔ إﻟﻲ اﻻﺳﺘﺸﻬﺎد ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺴﻦ اﻟﻐﻀﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻻﺳﺘﻬﺘﺎر َﺗ ُﻌﺐّ ﻣﻦ ﻣﺘﻊ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﺘﻌﻮد ﻓﺘﺤﺲ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮهﺎ اﻟﺪﻳﻨﻴ ﺔ ﺗﺴ ﺘﻴﻘﻆ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ وﺿ ﻌﻬﺎ أﺑﻮه ﺎ ﺗﺤ ﺖ رﻋﺎﻳ ﺔ اﻵﺑﺎء اﻷوﻏﺴﻄﻴﻨﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻋﺸﺮة ﻣﻦ ﻋﻤﺮهﺎ)١٥٣٤م( .وﻣﻊ ذﻟ ﻚ ﻓﻘ ﺪ ﺗﻜ ﺮرت آﺜﻴﺮا ﻋﻮدﺗﻬﺎ إﻟﻲ ﻣﻠﺬات اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺰاﺋﻠﺔ ﺑ ﺮﻏﻢ دﺧﻮﻟﻬ ﺎ إﺣ ﺪي اﻟﻄ ﺮق اﻟﺪﻳﻨﻴ ﺔ ،إﻟ ﻲ أن ﻗﺮأت اﻋﺘﺮاﻓ ﺎت اﻟﻘ ﺪﻳﺲ أوﻏﺴ ﻄﻴﻦ)١٥٥٩م( ،ﻓﺜﺒﺘ ﺖ ﻗ ﺪﻣﻴﻬﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻃﺮﻳ ﻖ اﻟﺮهﺒﻨ ﺔ واﻧﻄﻠﻘﺖ ﺗﺒﻨﻲ أدﻳﺮة ﻟﻠﺮاهﺒﺎت وﺗﻘﻮم ﺑﺈﺻﻼﺣﺎت داﺧﻞ اﻟﻄﺮﻳﻘ ﺔ اﻟﻜﺮﻣﻠﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ آﺎﻧ ﺖ دﺧﻠﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ) . (٨٠ﻓﻬﺎ أﻧﺖ ذا ﺗﺮي اﻧﺪﻓﺎﻋﺎﺗﻬﺎ اﻟﻤﺘﻄﺮﻓﺔ واﻟﻤﺘﻘﻠﺒﺔ ﻧﺤﻮ اﻟﺪﻳﻦ ﻣﺮة ﺛﻢ ﻧﺤﻮ اﻟﻌﺒﺚ واﻻﺳﺘﻬﺘﺎر وﻟﺬاﺋﺬ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺮة ،وهﻜﺬا دواﻟﻴﻚ .آﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﺘﻨﺒﻪ ﻷﺛﺮ اﻟﻜﺒﺖ اﻟﺠﻨﺴﻲ اﻟﺬي ﺧﻀﻌﺖ ﻟﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮهﺒﺖ ،ﻓﺈن اﻟﺠ ﻨﺲ ه ﻮ إﺣ ﺪي اﻟﻐﺮاﺋ ﺰ اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ،وهﺬﻩ اﻟﻐﺮﻳﺰة ﻻ ﺑﺪ ﻟﻬ ﺎ ﻣ ﻦ إﺷ ﺒﺎع :ﻓ ﻲ اﻟﻌﻠ ﻦ أو ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﺮ ،وإﻻ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﺣﻴﺎة اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺴﻮي ﻟﻠﺰواﺑﻊ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻘﻠ ﺐ آﻴﺎﻧ ﻪ رأﺳ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻋﻘﺐ .أﻣﺎ إذا آﺎن اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﺠﻨﺴﻲ ﻓﻲ ﺗﺮآﻴﺐ اﻟﺸﺨﺺ ﺧﺎﻣﺪا ﻓﺈن هﺬا ﻳﺪل ﻋﻠﻲ ﺷﺬوذ ﺗﻜﻮﻳﻨﻪ اﻟﻌﻀﻮي اﻟﺬي ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﻠﻘﻲ ﺑﻈﻠﻪ ﻋﻠﻲ ﺗﺮآﻴﺒﺘﻪ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ .وﻟﻴﺲ ﺑﺨﺎف ﻋﻠﻴﻨﺎ أن آﺜﻴﺮا ﺟﺪا ﺟﺪا ﻣﻦ اﻟﺮهﺒﺎن ﻟﻢ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻌﻮا أن ﻳﺨﻀ ﻌﻮا ﻟﻬ ﺬا اﻟﺤﺮﻣ ﺎن اﻟﻘﺎﺳ ﻲ اﻟ ﺬي ﻟ ﻢ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻪ دﻳ ﻦ ﺳ ﻤﺎوي ﻓﻜﺎﻧ ﺖ ﻟﻬ ﻢ اﻧﺤﺮاﻓ ﺎت ﻣﻨﺘﻨ ﺔ ﺑﻠﻐ ﺖ ﺣ ﱠﺪ اﺗﺨ ﺎذ ﻧﻔ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺒ ﺎﺑﻮات ﻒ ﺻﺤﺔ هﺬﻩ اﻟﻤﺮأة ،وﺣﻴﺎة اﻟﺘﻘﺸﻒ ﺿ ْﻌ ُ أﺧﻮاﺗﻬﻢ ﻋﺸﻴﻘﺎت ﻟﻬﻢ .ﻓﺈذا أﺿﻴﻒ إﻟﻲ ذﻟﻚ َ ) (٧٨رودﻧﺴﻮن ٤٩ /ـ .٥٣ ) (٧٩اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ٧٠ /وﻗﺪ ﻋﺎﺷﺖ ﺗﺮﻳﺰا داﭬﻴﻼ هﺬﻩ ﻣﻦ ١٥١٥م إﻟﻲ ١٥٨٢م ﻓﻲ أﺳﺒﺎﻧﻴﺔ. ) (٨٠اﻧﻈﺮ ﻣﺎدة ") "Therêse (Steﻓﻲ " "Dictionnaire de Biographie, d'Histoire ... ،و آﺬﻟﻚ ﻣﺎدة " "St. Teresa of Avilla " " Miniature Lives of the Saints
ﻓﻲ
اﻟﻌﻨﻴﻒ اﻟﺬي آﺎﻧﺖ ﺗﻤﺎرﺳﻪ ،واﻟﻌﺪاوة اﻟﺘﻲ واﺟﻬﺘﻬﺎ ﻣﻦ رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ أﻧﻔﺴﻬﻢ ،وأﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻦ آﺒﺮ اﻟﻌﻘﻞ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺴﺘﻘﻞ ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ أﻣ ﻮر اﻟ ﺪﻳﻦ ،ﺑ ﻞ آﺎﻧ ﺖ ﺗﺨﻀ ﻊ ﻟﻠﻄﺎﻋ ﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻟﻠﻘﺴﺎوﺳﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻠﻘﻮن اﻋﺘﺮاﻓﺎﺗﻬﺎ وﻳﻘﺪﻣﻮن ﻟﻬﺎ اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ) ، (٨١أﻣﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺪرك ﺳﺮ ﺗﻄﺮﻓﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺪﻳﻦ وآﺬﻟﻚ أوهﺎﻣﻬﺎ اﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﻣﺜ ﻞ ﺗﺨﻴﻠﻬ ﺎ أن ﺻ ﻠﻴﺐ ﻣﺴ ﺒﺤﺘﻬﺎ اﻟ ﺬي ﻒ ﻣﻨﻬﺎ ﺛﻢ أُﻋﻴﺪ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﺼﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺠﻮاهﺮ اﻟﺜﻤﻴﻨﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﻄ َ آﺎن ﻗﺪ اﺧ ُﺘ ِ ) (٨ أن ﻳﺮاهﺎ ﻣﻊ ذﻟﻚ أﺣﺪ ﻏﻴﺮهﺎ! ٢إن هﺬﻩ اﻟﻈ ﺮوف اﻟﺘ ﻲ أﺷ ﺮت إﻟﻴﻬ ﺎ ﺁﻧﻔ ﺎ ،واﻋﺘﻴ ﺎد هﺬﻩ اﻟﻤﺮأة ﺿﺮب ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﻮط ،وﻟﺒﺴﻬﺎ رداء ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﻌﺮ ﻳ ﺆﻟﻢ ﺟﻠ ﺪ ﻣ ﻦ ﻳﻠﺒﺴ ﻪ أﺷ ﺪ اﻹﻳﻼم ،وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣ ﻦ اﻷﻣ ﻮر اﻟﺘ ﻲ ﺟﻌﻠ ﺖ أﺣ ﺪ اﻟﻘﺴﺎوﺳ ﺔ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺘﻠﻘ ﻮن اﻋﺘﺮاﻓﺎﺗﻬ ﺎ ﻋﺘَﻨﻲ ﺣﻴﻦ ﻗﻠﺖ ﻟﻲ إﻧﻬﺎ اﻣﺮأة .إﻧﻬ ﺎ رﺟ ﻞ ﻣﻠ ﺘﺢ«) ، (٨٣آ ﻞ ﻳﻘﻮل ﻟﺰﻣﻴﻞ ﻟﻪ » :ﻟﻘﺪ ﺧﺪ ْ ذﻟﻚ ﻳﻔﺴﺮ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻬﺎ وﺷﺨﺼ ﻴﺘﻬﺎ اﻟﻜﺜﻴ ﺮ .وﻣ ﻦ أوهﺎﻣﻬ ﺎ اﻟﻤﻀ ﺤﻜﺔ أﻧﻬ ﺎ آﺎﻧ ﺖ ﺗﻌﺰو اﻷﻟﻢ اﻟﺤﺎد اﻟﺬي آﺎﻧﺖ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻪ أﺣﻴﺎﻧﺎ آﺜﻴﺮة ﻓﻲ ﺟﻨﺒﻬﺎ إﻟﻲ أن َﻣَﻠﻜًﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻼﺋﻜ ﺔ ﺳﻨﱡﻪ ﻣﻦ ﻧﺎر) . (٨٤وهﺬا اﻟﻮهﻢ وﺣﺪﻩ آﻔﻴﻞ ﺑﺘﺪﻣﻴﺮ ﺛﻘﺘﻨ ﺎ ﻗﺪ أﺗﺎهﺎ وﻃﻌﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺑﺮﻣﺢ ِ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻤﺮأة ،ﻓﺈن اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻲ اﻟﻤﻔﻬﻮم اﻟﺪﻳﻨﻲ هﻲ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎت ﺧﻴّﺮة ،ﻓﻜﻴ ﻒ ُﻳ ْﻘ ﺪِم أﺣ ﺪهﺎ ﻋﻠ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻔﻌﻠ ﺔ اﻟﺸ ﻨﻌﺎء ﺑﺈﺣ ﺪي اﻟﻘﺪﻳﺴ ﺎت؟ إن اﻟﻤﻼﺋﻜ ﺔ ﻻ ﺗﻔﻌ ﻞ ذﻟ ﻚ إﻻ ﺑﺎﻷﺷﺮار .هﺬا ﻋﻦ اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت اﻟﻐﻴﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﺘﻮهﻢ أﻧﻬﺎ ﺗﺮاه ﺎ ،أﻣ ﺎ اﻷﺷ ﻴﺎء اﻟﻤﺎدﻳ ﺔ ﻓﻼ ﻳﺤﻖ ﻷﺣﺪ أن ﻳﺪﻋﻲ أﻧﻪ ﻳﺮاهﺎ ﻋﻠﻲ ﻧﺤﻮ ﻏﻴﺮ اﻟﺬي ﻳﺮاهﺎ ﻋﻠﻴﻪ آﻞ اﻟﻨﺎس اﻷﺳﻮﻳﺎء ،وﻣﻦ هﻨﺎ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺮﻓﺾ ﺣﻜﺎﻳﺔ اﻟﺼﻠﻴﺐ اﻟ ﺬي آﺎﻧ ﺖ ﺗﺘ ﻮهﻢ أﻧ ﻪ ﻣﺼ ﻨﻮع ﻣ ﻦ اﻷﺣﺠ ﺎر اﻟﺜﻤﻴﻨﺔ واﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺮاﻩ أﺣﺪ ﻏﻴﺮهﺎ ،اﻟﻠﻬﻢ إﻻ إذا آﺎﻧﺖ ﺗﻜﺬب ،وه ﺬا ﻣﻤﻜ ﻦ ﺟ ﺪا ، ﻓﺈن ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻻ ﺗﺸ ﺠﻊ ﻋﻠ ﻲ اﻻﻃﻤﺌﻨ ﺎن إﻟ ﻲ أﻗﻮاﻟﻬ ﺎ .وﻋﻠ ﻲ ه ﺬا ﻓﺈﻧﻨ ﺎ ﻻ ﻧ ﺮي وﺟﻬﺎ ﻟﻠﻤﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﻧﺒﻴﻨﺎ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻠﻮات اﷲ وﺳﻼﻣﻪ وﺑﻴﻦ ﺳﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﺰا داﻓﻴﻼ ،إذ ف ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﻤﺮ ﺑﻬ ﺎ ﺣﻴ ﺎة وﺷﺨﺼ ﻴﺔ أي إﻧﺴ ﺎن ﻳ ﺪﱠﻋﻲ أﻧ ﻪ ﻳ ﻮﺣﻲ إن هﻨﺎك ﺛﻼث َﻣﺼَﺎ ٍ إﻟﻴﻪ أو ﻳﺮي ﻣﺨﻠﻮﻗﺎت ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻐﻴﺐ :أوﻻه ﺎ اﻟﺘﺤﻘ ﻖ ﻣ ﻦ ﺻ ﺪﻗﻪ ،واﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ اﻟﺘﺤﻘ ـﻖ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺠـﻮز ﻋﻠﻴ ـﻪ اﻟ ﻮهﻢ ،وﺛﺎﻟﺜﻬ ﺎ أن ﺗﻜ ﻮن هﻨ ﺎك أﻋ ﺮاض ﻣﺼ ﺎﺣﺒﺔ ﻟﻠ ﻮﺣﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮهﺎ ﻋﻠﻲ أﺳﺎس أﻧﻬﺎ ﻣﺮض أو ﺗﺼﻨﻊ ،وهﻮ ﻣﺎ ﺳﻮف ﻧﻌﺮض ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ . وﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة هﺬﻩ اﻟﻘﺪﻳﺴﺔ أي ﺿﻤﺎن ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﻟﺜﻼﺛﺔ .وﻣﻦ وﺟﻬﺔ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻟﻌﻘﻠﻲ اﻟﻤﺠﺮد ﻓﺈﻧﻲ أري أن إﻳﻤﺎﻧﻬﺎ ﺑﺄﻟﻮهﻴﺔ اﻟﺴﻴﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ،ﻋﻠﻴ ﻪ وﻋﻠ ﻲ ﻧﺒﻴﻨ ﺎ اﻟﺼ ﻼة ف وﺣﺪﻩ ﻟﺮﻓﺾ آﻞ ادﻋﺎءاﺗﻬﺎ ﺳﻮاء آﺎﻧﺖ ﻓﻌﻼ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﻓﻴﻬﺎ أو ﺗﺘﻘﻮﻟﻬﺎ آﺬﺑﺎ واﻟﺴﻼم ،آﺎ ٍ وﺑﻬﺘﺎﻧﺎ ،إذ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أﺑﺪا أن ﻧﻘﺒﻞ أﻟﻮهﻴﺔ واﺣﺪ ﻣﺜﻠﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ ﻣﻬﻤﺎ آﺎن ﺷ ﺄﻧﻪ .إن اﷲ ﺳﺒﺤـﺎﻧﻪ هﻮ اﻟﻤﻄﻠﻖ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺤﺪّﻩ ﻣﻜﺎن وﻻ زﻣﺎن ،وﻳﻌﻠﻮ ﻓﻮق اﻟﻀﺮورات واﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ ﻞ ﺑﻐﻴﺮ ذﻟ ﻚ ﻻ ُﺗ ْﻘ َﺒ ﻞ ،وﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﺠﺴﺪ أو ﻳﺘّﺤﺪ ﺑﺄي ﺷﻲء أو أي ﺷﺨـﺺ .وﻣﻦ َﻳ ُﻘ ْ ﻋﻨ ﺪﻧﺎ ﻣﺰاﻋﻤ ﻪ ﻋ ﻦ ﺗﻠﻘ ﻲ اﻟ ﻮﺣﻲ أو ﻇﻬ ـﻮر اﻟ ﺮؤي ﻟ ﻪ ،وﺑﺨﺎﺻ ﺔ إذا آﺎﻧ ﺖ ﺣﻴﺎﺗ ﻪ ) (٨١اﻧﻈﺮ ﻣﺎدة" " St.Teresa of Avillaﻓﻲ " ،"Miniature Lives Of the Saintsوآﺬﻟﻚ ﻣﺎدة" "Teresaﻓﻲ "Chamber's Biographical Dictionary ". ) (٨٢اﻧﻈﺮ » داﺋﺮة اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ « /ﻣﺎدة "Teresa St .". ) (٨٣اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ /ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺎدة. ) (٨٤اﻟﺴﺎﺑﻖ /ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺎدة.
وﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺑﻬﺬا اﻟﺘﻘﻠﺐ واﻻﺿﻄـﺮاب ،وآـﺎن ﻋﻘﻠـﻪ ﺑﻬ ﺬا اﻟﻀ ﻌﻒ واﻟﺘﻬﺎﻓ ﺖ ،وآ ﺎن ﺳ ﻠﻮآﻪ ﻣﺘﻄ ـﺮﻓﺎ ﻋﻠ ﻲ ه ﺬا اﻟﻨﺤ ﻮ اﻟﺨﻄ ﺮ .ﻓ ﺈذا وﺟ ﺪﻧﺎ أن آﻼﻣ ـﻪ ﻣﺘﻨﺎﻗ ـﺾ ﻻ ﻳﻤﻜ ـﻦ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻦ ﺑﻌﻀﻪ وﺑﻌﺾ آﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺛﺎﻟﺜـﺔ اﻷﺛﺎﻓﻲ .ﺧﺬ ﻣﺜﻼ ﻗﻮﻟﻬﺎ » :إن اﻟﻨﻔﺲ ﺗﻜﻮن أﺑﻌ ﺪ ﻣ ﺎ ﺗﻜ ـﻮن ﻋ ﻦ ﺗﻮﻗ ﻊ ﻇﻬ ﻮر رؤﻳ ﺎ ،وﻓﺠ ﺄة ﺗﻈﻬ ﺮ ﺻ ﻮرة اﻟ ﺮب ﻓ ﻲ ﺗﻤﺎﻣﻬ ﺎ ، ﻣﺨﻀ ﻌ ًﺔ آ ﻞ اﻟﺤ ﻮاس وﻣﺎﻟﺌ ًﺔ إﻳﺎه ﺎ ﺑ ﺎﻟﺨﻮف واﻟﺘ ﻮﺟﺲ ،اﻟﻠ ﺬﻳﻦ ﺗﺘﺮﺟﻤﻬﻤ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺘ ﻮ واﻟﻠﺤﻈﺔ إﻟﻲ ﺳﻼم ﺑﻬﻴﺞ« ) ، (٨٥وﻗﺎﺑﻠﻪ ﺑﺈﺟﺎﺑﺘﻬ ـﺎ ﻋﻠ ﻲ ﺳ ﺆال ﻣﺘﻠ ﱢﻘ ﻲ اﻋﺘﺮاﻓﺎﺗﻬ ـﺎ ﻟﻬ ﺎ : ﻦ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻌﺮﻓﻴﻦ أﻧ ﻪ اﻟ ﺮب ؟ « ،إذ ﻗﺎﻟ ﺖ إﻧﻬ ﺎ ﻻ ﺗﻌ ﺮف آﻴ ﻒ ، »ﻣﺎدﻣﺖ ﻻ َﺗ َﺮ ْﻳ َ وإﻧﻬﺎ ﻟﻢ َﺗﺮ وﺟﻪ ،وآﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ إﺿﺎﻓﺔ أي ﺷ ﻲء ﺁﺧ ﺮ إﻟ ﻲ ﻣ ﺎ ﻗﺎﻟﺘ ﻪ ﻗ ﺒﻼ ﻣ ﻦ أﻧﻬ ﺎ ﻋﺮﻓﺖ أن رﺑﻨﺎ هﻮ اﻟﺬي ﺗﺤﺪث إﻟﻴﻬﺎ وأن ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ وهﻤﺎ ...أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻜﻠﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺴﻤﻌﻬﺎ ﺣﻴﻦ آﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳ ﺪ ذﻟ ﻚ ،ﺑ ﻞ ﻓ ﻲ اﻷوﻗ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﻟ ﻢ ﺗﻜ ﻦ ﺗﻔﻜ ﺮ ﻓﻴﻬﺎ وﺣﻴﻦ ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﺿﺮورﻳﺎ » .إن اﻹﻧﺴ ﺎن ﻻ ﻳ ﺮي ﺷ ﻴﺌﺎ ﻻ ﻓ ﻲ داﺧ ﻞ ﻧﻔﺴ ﻪ وﻻ ﺧﺎرﺟﻬﺎ ،وﻟﻜﻦ ﺑﺮﻏﻢ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺮي ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺈن اﻟﻨﻔﺲ ﺗﻔﻬ ﻢ ﻣ ﺎ ه ﻮ ذﻟ ﻚ اﻟﺸ ﻲء وأﻳ ﻦ ه ﻮ أوﺿﺢ ﻣﻤﺎ ﻟ ﻮ رﺁﻩ ...إن اﻟ ﻨﻔﺲ ﻻ ﺗﺴ ﻤﻊ أﻳ ﺔ آﻠﻤ ﺔ ﻻ ﻣ ﻦ داﺧﻠﻬ ﺎ وﻻ ﻣ ﻦ ﺧﺎرﺟﻬ ﺎ ، ف ﻣﻦ هﻮ وأﻳ ﻦ ه ﻮ ،وأﺣﻴﺎﻧ ﺎ أﻳﻀ ﺎ ﻣ ﺎذا ﻳﺮﻳ ﺪ أن ﻳﻘ ﻮل .أﻣ ﺎ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻔﻬﻢ ﺑﻮﺿﻮح آﺎ ٍ )(٨٦ آﻴﻒ وﺑﺄﻳﺔ وﺳﻴﻠﺔ ﺗﻔﻬﻢ اﻟﻨﻔﺲ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺮف ،وﻟﻜﻦ هﻜﺬا اﻷﻣﺮ. «... إن اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ واﺿﺢ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻜﻼم اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺮوﻩ ﻋﻨﻬﺎ أﺣﺪ ﻓﻴﻘﺎل إﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ،ﺑ ﻞ ه ﻲ اﻟﺘ ﻲ آﺘﺒﺘ ﻪ ﺑﻴ ﺪهﺎ) . (٨٧إﻧﻬ ﺎ ﺗﻘ ﻮل ﻣ ﺮة إﻧﻬ ﺎ رأت وﺟ ﻪ رﺑﻬ ﺎ) ﺗﻘﺼ ﺪ اﻟﻤﺴ ﻴﺢ . أﺳﺘﻐﻔﺮ اﷲ!( ،وﻣﺮة إﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺮ ﺷﻴﺌﺎ ،وﻣﺮة إﻧﻬﺎ ﺳﻤﻌﺖ آﻼﻣﺎ ،وﻣ ﺮة إﻧﻬ ﺎ ﻟ ﻢ ﺗﺴ ﻤﻊ ﺷﻴﺌًﺎ .ﻟﻬﺬا آﻠﻪ ﻧﺮي أﻻ ﻣﻌﻨﻲ ﻟﻠﻤﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻴﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﺮأة وﺑﻴﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ أﻓﻀﻞ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم. وﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ هﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻧﻠﺨﺺ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻴﻪ ﺣﺘﻲ ﺗﺘﻀﺢ ﻟﻠﻘﺎرئ ﺧﻄﻮﻃﻪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻨﻘﻮل : إن اﻟﻮﺣﻲ اﻟﻤﺤﻤﺪي ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﺗﻌﺒﻴﺮًا ﻋﻦ رﻏﺒﺎت اﻟﻼوﻋﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم ،ﻓﻼ ﻣﺎﺿﻴﻪ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﻌﺜﺔ وﻻ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﻌ ﺪهﺎ ﻳﻨﺴ ﺠﻢ ﻣ ﻊ ه ﺬا اﻻﻓﺘ ﺮاض ،ﺑ ﻞ هﻤ ﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻜﺲ ﻳﺼﺎدﻣﺎﻧﻪ أﻋﻨﻒ اﻟﻤﺼﺎدﻣﺔ .ﻓﺈذا أﺿﻔﻨﺎ أن اﻟﻮﺣﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﺼﺎﺣﺒﻪ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻌ ﻮارض اﻟﺨﺎرﺟﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ آ ﺎن ﻳﺮاه ﺎ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ وﻗ ﺖ ﺣ ﺪوﺛﻬﺎ ﻋﺮﻓﻨ ﺎ أن ﻧﻈﺮﻳ ﺔ » اﻟﻼوﻋﻲ « ﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ هﺬﻩ اﻟﻈﺎهﺮة .وﻟﻬﺬا اﻟﺴ ﺒﺐ ﻧ ﺮي ﻧﻔ ﺮًا ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ ﻳﺠﻬﺪ ﺟﻬﺪﻩ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺴﺮ وراء هﺬﻩ اﻟﻌﻮارض وﻳﺘﻬﻤﻪ ﺑﺄﻧ ﻪ آ ﺎن ﻣﺮﻳﻀ ﺎ ﺑﻤ ﺮض ﻋﺼﺒﻲ آﺎﻟﺼﺮع أو ﻏﻴﺮﻩ .وهﺬا اﻻﺗﻬﺎم هﻮ ﻣﺤﻮر اﻟﺸﺒﻬﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜ ﺔ ،ﻓﺒﻌ ﺪ أن ﺛﺒ ﺖ أﻧ ﻪ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﻜ ﻮن آﺎذﺑ ﺎ ﻣﺨﺎدﻋ ﺎ ،وﺑﻌ ﺪ أن ﺛﺒ ﺖ أﻳﻀ ﺎ أﻧ ﻪ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﻜ ﻮن واهﻤ ﺎ ) (٨٥اﻧﻈﺮ رودﻧﺴﻮن .٧٠ / ) (٨٦اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ .٧٤ / ) (٨٧ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻬﺎ"Castillo Interior" .
ﻣﺨﺪوﻋًﺎ ،ﻧﺠﺪ ﻣﻦ ﻳﺮي أن هﺬا اﻟ ﻮﺣﻲ ﻟ ﻴﺲ إﻻ أﻋ ﺮاض ﻣ ﺮض ﻣ ﻦ ﺗﻠ ﻚ اﻷﻣ ﺮاض اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ آﺎﻟﺼﺮع أو اﻟﻬﻠﻮﺳﺔ ،وهﻮ ﻣﺎ ﺳﻨﺘﻨﺎوﻟﻪ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻘﺎدم.
اﻟﺸﺒﻬﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم آﺎن ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺑﻤﺮض ﻋﺼﺒﻰ
ﺟﻌْﺒﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻻﺗﻬﻢ ﺗﻔﺴﻴﺮ هﺎ ﻧﺤﻦ أوﻻء ﻗﺪ وﺻﻠﻨﺎ إﻟﻲ ﺁﺧﺮ ﺳﻬﻢ ﻓﻲ َ اﻟﻮﺣﻲ ،وهﻮ ادﻋﺎؤهﻢ ﺑﺄﻧﻪ آﺎن ﻣﺼﺎﺑﺎ ﺑﻤﺮض ﻋﺼﺒﻲ .وﻗﺒﻞ ﻋ ﺮض ه ﺬا اﻻدﻋ ﺎء ﻻ أن ﻧﺬآﺮ اﻷﻋﺮاض اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﺼﺎﺣﺐ ﻧﺰول اﻟﻮﺣﻲ ﺑﺘﻔﺼﻴﻼﺗﻪ ﺛﻢ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ أو ً ﻋﻠﻴﻪ واﻟﺘﻲ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻴﻬﺎ ا ﱡﺗﻬِﻢ ﻣﻦ ِﻗﺒَﻞ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺼ ﺎب ﺑﺎﻟﺼ ﺮع أو ﻏﻴ ﺮﻩ ﻣﻦ اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ. وهﺬﻩ اﻷﻋﺮاض اﻟﻤﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻠﻮﺣﻲ اﻟﻤﺤﻤﺪي آﻤﺎ ﺟﺎءت ﻓﻲ آﺘﺐ اﻟﺴﻴﺮة واﻟﺤﺪﻳﺚ هﻲ أﻧﻪ: ﻖ ﺻ ﻮر اﻟ ﻮﺣﻲ .وﻋﻨ ﺪﻣﺎ آ ﺎن ١ـ آﺎن ﻳﺴﻤﻊ ﻣﺜﻞ ﺻﻠﺼ ﻠﺔ اﻟﺠ ﺮس ،وآ ﺎن ذﻟ ﻚ أﺷ ّ ﻲ ﻋﻨﻪ آﺎن ﻳﺘﺬآﺮ آﻞ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﻪ).(١ َﻳ ْﻔﺼِﻢ اﻟﻮﺣ ُ ٢ـ وأﺣﻴﺎﻧﺎ آﺎن اﻟﻤﻼك ﻳﺘﺒﺪي ﻟﻪ ﻓﻲ هﻴﺌﺔ رﺟﻞ ﻓﻴﺘﺤﺪث إﻟﻴﻪ).(٢ ٣ـ وأﺣﻴﺎﻧﺎ أﺧﺮي آﺎن ﻳﺮاﻩ ﻋﻠﻲ هﻴﺌﺔ ﻓﺘﻲ ﻳﺒﻠّﻐﻪ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ أن ﻳﻮﺣﻴﻪ إﻟﻴ ﻪ . ) (١اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري ، ٦ / ١ /وﻣﺴﻠﻢ ، ٣٣٠ / ٢ /واﻟﻤﻮﻃﺄ .٢٠٧ / ١ / ) (٢اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري ، ٦ / ١ /وﻣﺴﻠﻢ ، ٣٣٠ / ٢ /واﻟﻤﻮﻃﺄ .٢٠٧ / ١ / ) (٣اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ اﻟﺒﺨﺎري .٢٨٥ / ٢ /
)(٣
ي اﻟﻨﺤﻞ ﺣﻮل وﺟﻬﻪ).(٤ ﻞ َد ِو ّ ٤ـ وﻣﻦ هﺬﻩ اﻷﻋﺮاض ﺳﻤﺎع ﺻﺤﺎﺑﺘﻪ ِﻣ ْﺜ َ ٥ـ وﻗﺪ ﻳﻌ ﺮق ﺣﺘ ﻲ ﻓ ﻲ اﻷﻳ ﺎم اﻟﺸ ﺪﻳﺪة اﻟﺒ ﺮد وﻳ ﺘﻸﻷ اﻟﻌ ﺮق ﻋﻠ ﻲ ﺟﺒﻴﻨ ﻪ ﻣﺜ ﻞ ﺣﺒ ﺎت ﺠﻤَﺎن ،وﻳﺤﻤ ّﺮ وﺟـﻬﻪ) ، (٥وﻗـﺪ ﻳﺮﺑﺪ)أي ﻳﺘﻐﻴﺮ().(٦ اﻟ ُ ﺳﺒَﺎت).(٨ ﻂ ﻏﻄﻴﻄﺎ ﻋﺎﻟﻴﺎ) ،(٧وﻳﺄﺧﺬﻩ ُ ٦ـ وآﺎن ﻳﻐ ّ ٧ـ وﻓﻲ ﻣﺮة ﺗﺼﺎدف أن آﺎﻧﺖ ﻓﺨﺬ زﻳﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﺗﺤﺖ ﻓﺨﺬﻩ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻧﺰل ﻋﻠﻲ اﻟﺮﺳﻮل ﻲ ﺷﻌﺮ زﻳﺪ ﺑﺜﻘﻞ ﻓﺨﺬ اﻟﺮﺳﻮل ﺣﺘﻲ آﺎدت ﻓﺨﺬﻩ هﻮ ُﺗ َﺮضّ .وﻋﻨﺪﻣﺎ اﻧﻘﺸﻊ اﻟﻮﺣﻲ اﻟﻮﺣ ُ )(٩ ﻃﻠﺐ اﻟﺮﺳﻮل ﻣﻦ زﻳﺪ أن ﻳﻜﺘﺐ ﻣﺎ ﻧﺰل ﻋﻠﻴﻪ . ٨ـ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﺳﻮرة » اﻟﻤﺎﺋﺪة « آﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم راآﺒﺎ ﻧﺎﻗﺘﻪ ،وﻟﻠﺘ ّﻮ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺑﻤﻘﺪور اﻟﻨﺎﻗﺔ أن ﺗﺘﺤﻤﻠﻪ وآﺎد ﻋﻀﺪهﺎ أن ﻳﻨﻜﺴﺮ ،ﻓﻨﺰل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻋﻨﻬﺎ).(١٠ ﻓﻬﺬﻩ هﻲ ﺻﻮر اﻟﻮﺣﻲ وأﻋﺮاﺿﻪ) . (١١وﻗﺒﻞ أن ﻧﻘﺎﺑﻞ ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑﻴﻦ أﻋﺮاض اﻷﻣﺮاض ﺐ أن أﻧﻔ ﻲ إﻣﻜﺎﻧﻴ ﺔ أن ﺗﻜ ﻮن ه ﺬﻩ اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ا ﱡﺗﻬِﻢ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﺄﻧﻪ آﺎن ﻣﺼﺎﺑﺎ ﺑﻬ ﺎ أﺣ ﱡ اﻷﺧﺒﺎر ﻗﺪ ﻟﻔﱠﻘﻬﺎ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ أو أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺘ ﺎﺑﻌﻴﻦ ،إذ إن ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﻌﺐ أن ﻳﻠﻔ ﻖ أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ هﺆﻻء أو أوﻟﺌﻚ أﺧﺒﺎرا ﻣﺜﻞ هﺬﻩ ﻳﻨﺘﻈﻤﻬﺎ ﺳ ﻠﻚ واﺣ ﺪ ،وه ﻮ أن اﻟ ﻮﺣﻲ آ ﺎن ﻳﺼ ﺎﺣﺒﻪ ﺛﻘ ﻞ وأن اﻟﺮﺳ ﻮل آ ﺎن ﻳﻌ ﺎﻧﻲ أﺛﻨ ﺎء ﻧ ﺰول اﻟ ﻮﺣﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ أﻳّﻤ ﺎ ﻣﻌﺎﻧ ﺎة :ﻓﻤ ﻦ ﺻﻠﺼ ﻠﺔ اﻟﺠﺮس اﻟﻤﺠﻠﺠﻠﺔ إﻟﻲ دوي اﻟﻨﺤﻞ ﺣﻮل وﺟﻬﻪ إﻟﻲ ﻏﻄﻴﻄﻪ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ و ﺳﻠﻢ ،إﻟﻲ ﺳ ُﺘ َﺮضّ . ﻇﻬﺮ اﻟﻨﺎﻗﺔ اﻟﺬي آﺎد أن ﻳﻨﺘﻘﺾ ،إﻟﻲ ﻓﺨ ﺬ زﻳ ﺪ ﺑ ﻦ ﺛﺎﺑ ﺖ اﻟﺘ ﻲ ﺷ ﻌﺮ آﺄﻧﻬ ﺎ َ ﻓﻬﺬﻩ اﻷﻋﺮاض ﺗﺸﻴﺮ ﻓﻲ اﺗﺠﺎﻩ واﺣﺪ ه ﻮ أن اﻟ ﻮﺣﻲ آ ﺎن ﺷ ﻴﺌﺎ ﺛﻘ ﻴﻼ ﻻ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺮﺳ ﻮل وﺣﺪﻩ ﺑﻞ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﺗﺴﻮﻗﻪ اﻟﺼ ﺪﻓﺔ إﻟ ﻲ أن ﻳﻜ ﻮن ﺟ ﺰء ﻣ ﻦ ﺟﺴ ﻤﻪ ﺗﺤﺘ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة ) (٤اﻧﻈﺮ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﺑﻦ آﺜﻴﺮ ﻟﻶﻳﺎت اﻷوﻟﻲ ﻣﻦ ﺳﻮرة » اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن« . ) (٥اﻟﺒﺨﺎري ، ١٦٧ / ١ /و ، ١٤٤ / ٢و ، ٤٠ / ٣/واﻟﻤﻮﻃﺄ .٢٠٧ / ١ / ) (٦ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ٣٣٠ ، ٤٨ / ٢ /ﻣﻊ اﻟﻬﺎﻣﺶ. ) (٧اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري .٢٦٧ / ١ / ) (٨اﻧﻈﺮ ﻣﺎدة " "Wahyﻓﻲ "Shorter Encyclopedia Of Islam ". ) (٩اﻧﻈﺮ اﻟﺒﺨﺎري ، ٧٧ / ١ /و .١٤٣ / ٢ ) (١٠اﻧﻈﺮ اﺑﻦ آﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻤﻬﻴﺪﻩ ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺳﻮرة » اﻟﻤﺎﺋﺪة« . ) (١١ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻘﺎرئ أن ﻳﺠﺪ هﺬﻩ اﻟﻌﻮارض ﻓﻲ آﻞ ﻣﻦ""Dictionary of Islam ﻟﻬﻴ ﻮز)ﻣ ﺎدة " ("Muhammadو " "Shorter Encyclopaedia of Islam )ﻣﺎدة " . (" Wahyوﻗﺪ اهﺘﻢ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄﺔ آﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺣﻮﻣﻴﻦ اﻟﺪآﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ دراز )اﻟﻨﺒﺄ اﻟﻌﻈﻴﻢ ٦٣ /ـ ( ٦٤واﻟﻤﻔﻜﺮ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻧﺒﻲ )اﻟﻈﺎهﺮة اﻟﻘﺮﺁﻧﻴ ﺔ ١٢٦/ـ ، (١٣١وﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﺳﻌﺎ ﻓﻴﻬﺎ هﺬا اﻟﺘﻮﺳ ﻊ ،إذ ﻟ ﻢ ﻳ ﺰد ﻣ ﺎ آﺘﺒ ﻪ آ ﻞ ﻣﻨﻬﻤ ﺎ ﻋ ﻦ أﺳ ﻄﺮ ﻣﻌ ﺪودات .وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻓﻠﻬﻤ ﺎ ﻓﻀ ﻞ اﻟﺴ ﺒﻖ ،رﺣﻤﻬﻤ ﺎ اﷲ رﺣﻤ ﺔ واﺳ ﻌﺔ وﺟﺰاهﻤﺎ ﺧﻴﺮ اﻟﺠﺰاء.
واﻟﺴﻼم) . (١٢ﻋﻠﻲ أن هﺬا ﻟﻴﺲ هﻮ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ أﺻﺪّق هﺬﻩ اﻟﺮواﻳ ﺎت ،ﺑﻞ هﻨﺎك ﺳﺒﺐ ﺁﺧﺮ ﺟ ّﺪ ﻣﻬﻢ هﻮ أن هﺬﻩ اﻷﻋﺮاض ﺗﺨﻠ ﻮ ﺗﻤﺎﻣ ﺎ ﻣ ﻦ آ ﻞ ﻣ ﺎ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻂ آﻐﻄ ﻴﻂ اﻟﻨ ﺎﺋﻢ أو ﺸ َﺘﻢﱠ ﻣﻨﻪ راﺋﺤ ُﺔ اﻟﻤﺪح واﻟﺘﻤﺠﻴ ﺪ ،وإﻻ ﻓ ﺄي ﻣ ﺪح ﻓ ﻲ أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳﻐ ّ ُﺗ ْ آﻐﻄ ﻴﻂ اﻟﺒﻌﻴ ﺮ ،أو أن وﺟﻬ ﻪ آ ﺎن ﻳﺤ ﺘﻘﻦ ،أو أن ﺟﺴ ﻤﻪ آ ﺎن ﻳﺜﻘ ﻞ ﺛﻘ ﻼ ﺷ ﺪﻳﺪا إﻟ ﻲ درﺟﺔ اﻟﺨﻄﻮرة ﻋﻠﻲ ﻧﺎﻗﺘﻪ وﻋﻠﻲ ﻓﺨﺬ ﺟﻠﻴﺴﻪ ؟ ﻟﻮ أن اﻟﻤ ﺮاد ه ﻮ اﻟﻤ ﺪح ﻟﻘﻴ ﻞ ﻣ ﺜﻼ إن اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ آﺎﻧﻮا ﻳﺮون اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ وهﻲ ﺗﻨﺰل ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺑﻬﺎﺋﻬﺎ اﻟﺴﻤﺎوي ،وإﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳﺘﻠﻘ ﻲ اﻟﻮﺣﻲ ﻓﻲ ﻳﺴﺮ آﻤﺎ ﻟﻮ آﺎن ﻳﺘﻨﻔﺲ ﻣﺜﻼ ،وإن وﺟﻬﻪ آﺎن ﻳﺸ ﺮق ﺣﻴﻨﺌ ﺬ ﺑﻨ ﻮر وه ﺎج . آﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن اﻟﺮﺳﻮل ﻗﺪ اﻓﺘﻌﻞ هﺬﻩ اﻟﻌﻮارض ،إذ آﻴﻒ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ إﻓﺮاز اﻟﻌﺮق اﻟﻐﺰﻳﺮ ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺸﺪﻳﺪ اﻟﺒﺮد ؟ ﺑﻞ آﻴﻒ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻲ ﺟﻌﻞ وﺟﻬﻪ ﻳﺤﺘﻘﻦ ؟ إن ه ﺬا اﻟﻌ ﺎرض اﻷﺧﻴ ﺮ ﻳﺤﺘ ﺎج ﻣﻨ ﻪ أن ﻳﻮﻗ ﻒ ﺗﻨﻔﺴ ﻪ ﺗﻤﺎﻣ ﺎ ،وه ﻮ ﻣ ﺎ ﻳﺘﻌ ﺎرض ﻣ ﻊ ﻏﻄﻴﻄﻪ اﻟﺸ ﺪﻳﺪ ،وﻋﻨﺪﺋ ﺬ ﺳ ﺘﻨﺘﻔﺦ أوداﺟ ﻪ ﻓﻴﻜﺸ ـﻒ أﺻ ﺤﺎﺑ ُﻪ ه ـﺬﻩ اﻟﻠﻌﺒ َﺔ ،إذ إﻧﻬ ﻢ ﻟ ﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﺳﺬّﺟﺎ ﺑﻞ آﺎﻧﻮا آﻔﺎءات ﻋﻘﻠﻴﺔ وﻧﻔﺴﻴﺔ ﺑﺎهـﺮة .ﺛﻢ إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺠﻌﻞ ﻓﺨﺬ زﻳﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑـﺖ ﺗﻜـﺎد أن ُﺗﺮَض ﻣﻦ ﺛﻘ ﻞ ﻓﺨ ﺬﻩ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم إﻻ إذا اﻋﺘﻤ ﺪ ﺑﻴ ﺪﻩ ﻋﻠ ﻲ ﻆ ﻋﻠﻲ اﻟﻔﻮر واﻧﻜﺸﻔﺖ اﻟﺤﻴﻠﺔ ،وﻟﻜﺎن رد ﻓﻌﻞ ﺣَ اﻷرض ﺑﻜﻞ ﻗﻮاﻩ .وهﺬا ﻟﻮ ﺣﺪث َﻟﻠُﻮ ِ زﻳﺪ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ هﻮ دﻓﻊ اﻟﻨﺒﻲ ﺑﻌﻴﺪا وﺗﺨﻠﻴﺺ ﻓﺨﺬﻩ ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻪ .وﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ذﻟ ﻚ ﻳﻘ ﺎل ﻋ ﻦ ﻧﺨﻴﺦ اﻟﻨﺎﻗﺔ ﻣﻦ ﺛﻘﻞ ﺟﺴﺪﻩ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺣﻴﻦ ﻧﺰول اﻟﻮﺣﻲ ﻋﻠﻴﻪ وهﻮ ﻓﻮﻗﻬﺎ .آ ﺬﻟﻚ ﻓ ﺈن ﺴ ﻤَﻊ ﺣ ﻮل وﺟﻬ ﻪ اﻟﻄ ﺎهﺮ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن دوي اﻟﻨﺤﻞ اﻟﺬي آ ﺎن ُﻳ ْ ﺤﺪِﺛﻪ رﺳﻮل اﷲ ﺑﻔﻤﻪ وهﻮ ُﻣ ْﻐِﻠﻘُﻪ وإﻻ ﻟﺘﻨﺒﻪ اﻟﺤﺎﺿﺮون إﻟﻴﻪ ،إذ آﺎﻧﺖ ﻳﻜﻮن ﺷﻴﺌﺎ آﺎن ُﻳ ْ )(١٣ اﻟﻌﺮب ﺗﻌﺮف زﻣﺰﻣﺔ ﻓﺎرس ،وهﻲ ﺷﻲء ﻗﺮﻳﺐ ﻣـﻦ هﺬا .ﺛ ﻢ إن ﺷ ﻬﻴﻘﻪ وزﻓﻴ ﺮﻩ آﺎﻧﺎ ﺳﻴﺘﺴﺒﺒﺎن ﻓﻲ ﺗﻘﻄﻴﻊ هﺬا اﻟﺼﻮت ،وهﻮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث ،إذ ﻟﻢ ﻳُﺸ ﺮ أﺣ ٌﺪ إﻟ ﻲ ذﻟ ﻚ . وﺑﻌﺪ ،ﻓﺈن هﺬا اﻟﺜﻘﻞ وهﺬﻩ اﻷﺻﻮات ﺗﺪل ﻋﻠﻲ أن ﺛﻤﺔ ﺷﻴﺌﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺟﺴ ﺪ اﻟﺮﺳ ﻮل ﺛ ﻢ آ ﺎن ،أي أﻧ ﻪ آ ﺎن هﻨ ﺎك وﺟ ﻮد ﺁﺧ ﺮ ﻏﻴ ﺮ ﻣﺮﺋ ﻲ ﺑﺎﻹﺿ ﺎﻓﺔ إﻟ ﻲ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻧﻔﺴ ﻪ ، ﻓﺎﺣﻔﻆ ذﻟﻚ .وﻓﻀﻼ ﻋﻦ هﺬا ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺘﺴﺎءل :ﻣﺎ ﻏﺮﺿﻪ ﻣ ﻦ اﻓﺘﻌ ﺎل آ ﻞ ذﻟ ﻚ ؟ إن ﺑ ﺎب اﻟﺘﺼﻨﻊ واﻟﺘﻤﺜﻴﻞ واﺳﻊ ،ﻓﻤﺎ اﻟﺬي ﻳﻀﻄﺮﻩ إذن إﻟ ﻲ اﻟ ﺪﺧﻮل ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻀ ﺎﻳﻖ ؟ ﺑ ﻞ آﻴ ﻒ ﻧﻮﻓ ﻖ ﺑ ﻴﻦ اﻓﺘ ﺮاض اﻓﺘﻌﺎﻟ ﻪ ه ﺬﻩ اﻷﻋ ﺮاض وﺑ ﻴﻦ ﺗ ﺄﻟﻴﻒ اﻟ ﻮﺣﻲ اﻟﻔ ﻮري ،أي اﻟﻮﺣﻲ اﻟﺬي آﺎن ﻳﻨﺰل ﻓﻮر ﺗﻮﺟﻴﻪ أﺣﺪ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺳﺆاﻻ ﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ؟ آﻴﻒ ﻳﺎ ﺗﺮي ﻳﻘ ﻮم ﻓ ﻲ ﻧﻔ ﺲ اﻟﻮﻗ ﺖ ﺑﺎﻟﺰﻣﺰﻣ ﺔ ﺑﻔﻤ ﻪ ﻣ ﺜﻼ وﺑ ﺎﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓ ﻲ ﺟ ﻮاب ﻣﺜ ﻞ ه ﺬا اﻟﺴ ﺆال وﺻﻴﺎﻏﺘﻪ هﺬﻩ اﻟﺼﻴﺎﻏﺔ اﻷدﺑﻴﺔ اﻟﺮاﺋﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻘﺮﺁن ؟ إﻧﻨﻲ أﻋ ﺮف أن أﺣ ﺪا ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻟ ﻢ ﻳﺸ ﻚ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺮواﻳ ﺎت) ، (١٤وﻟﻜﻨﻨ ﻲ أردت ﺑﻤ ﺎ ﺳ ﺒﻖ أن أرﺳ ﻲ ) (١٢وﻳﺠﺮي ﻓﻲ هﺬا اﻻﺗﺠﺎﻩ أﻳﻀﺎ ﻗﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻦ ﺻﺤﺎﺑﺘﻪ أﺑﺪي ﻣﻼﺣﻈﺔ ﻋﻠ ﻲ ﺷ ﱠﻴ َﺒﺘْﻨﻲ » هُﻮد « وأﺧﻮاﺗﻬﺎ. آﺜﺮة اﻧﺘﺸﺎر اﻟﺸﻌﺮات اﻟﺒﻴﺾ ﻓﻲ رأﺳﻪ َ : ) (١٣اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻣﺠﻠﺪ / ٤ج / ٧ص ١٧٦ـ .١٧٧ ) (١٤ﺑﻞ ﺑﺎﻟﻌﻜـﺲ ﻧﺮي آﺎﺗﺐ ﻣـﺎدة " " Muhammadﻓﻲ » داﺋﺮة اﻟﻤﻌﺎرف اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺮة « ﻳﺴ ﺘﺒﻌﺪ ﺗﻤﺎﻣ ﺎ أن ﺗﻜ ﻮن ه ﺬﻩ اﻟﺮواﻳ ﺎت ﻗ ﺪ ﻟﻔﻘﻬ ﺎ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ،وﻳ ﺬآﺮ أن ه ﺬﻩ اﻷﻋ ﺮاض اﻟﻌﺠﻴﺒ ﺔ ﻗ ﺪ آﺎﻧ ﺖ ﻟﻤ ﻦ ﺷ ﺎهﺪهﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ دﻟﻴﻼ ﻗﻮﻳﺎ ﻋﻠﻲ أن اﻟﻮﺣﻲ ﻣﺼﺪرﻩ اﻟﺴﻤﺎء )ص ٢٩٣ /ﻋﻠﻲ اﻟﺸﻤﺎل( .
ﺻ ْﻠ ًﺒﺎ أﻗ ﻴﻢ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻓﻜﺮﺗ ﻲ ﺣﺘ ﻲ ﺗﺠ ﻲء ﻣﺘﻴﻨ ﺔ ﻣﺘﻤﺎﺳ ﻜﺔ ﺗﺜﺒ ﺖ ﻟﻌﻮاﺻ ﻒ اﻟﺘﺸ ﻜﻴﻚ أﺳﺎﺳًﺎ ُ واﻟﻤﻤﺎﺣﻜﺎت اﻟﺠﺪﻟﻴﺔ. وﺑﻬﺬا ﻧﺼﻞ إﻟﻲ ادﻋﺎءات ﻣ ﻦ اﺗﻬﻤ ﻮﻩ ﺑﺄﻧ ﻪ آ ﺎن ﻣﺼ ﺎﺑﺎ ﺑ ﺒﻌﺾ اﻷﻣ ﺮاض اﻟﻌﺼ ﺒﻴﺔ . وﻧﺒﺪأ ﺑﺎﻟﺼﺮع .واﻟﻮاﻗﻊ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻢ ُﻳ ﱠﺘ َﻬ ْﻢ ﻣ ﻦ أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ ﻣﻌﺎﺻ ﺮﻳﻪ اﻟﻌ ﺮب ﺑﻬ ﺬا اﻟﻤﺮض .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن هﺬا اﻻﺗﻬﺎم ﻗﺪﻳﻢ ،وﻣﻦ أواﺋﻞ ﻣﻦ اﺗﻬﻤ ﻪ ﺑ ﻪ اﻟﻜﺎﺗ ﺐ اﻟﺒﻴﺰﻧﻄ ﻲ ﺛﻴﻮﻓﺎﻧﻴﺲ) ،(١٥ﺛﻢ ﺷﺎع هﺬا اﻻدﻋﺎء ﺑﻴﻦ اﻷوروﺑﻴ ﻴﻦ ﺣﺘ ﻲ اﻟﻌﺼ ﺮ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ) . (١٦وﻓ ﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أي إﻧﺴﺎن ﻳﻌﺮف ﺳﻴﺮة اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم وﺷﺨﺼ ﻴﺘﻪ أن ﻳﺠ ﺰم ﺻ ﺎدﻗﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺼﺎﺑًﺎ ﺑﺎﻟﺼﺮع ،إذ ﻟ ﻮ آﺎﻧ ﺖ ﻋ ﻮارض اﻟ ﻮﺣﻲ ه ﻲ أﻋ ﺮاض اﻟﺼ ﺮع ﻟﻜ ﺎن رد اﻟﻔﻌ ﻞ اﻟﺘﻠﻘ ﺎﺋﻲ ﻋﻨ ﺪ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ أن ﻳﺴ ﺎرﻋﻮا ﻓﻴﻨﻘ ﺬوﻩ وﻳﻤﻨﻌ ﻮﻩ ﻣ ﻦ أن ﻳﺆذي ﻧﻔﺴﻪ أﺛﻨﺎء اﻟﻨﻮﺑ ﺔ ،وﻟﻜ ﻦ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﺤ ﺪث ه ﻮ أﻧﻬ ﻢ آ ﺎﻧﻮا َﻳ َﺪﻋُﻮﻧ ﻪ ﻻ ﻳﻘﺮﺑﻮﻧ ﻪ ﺣﺘﻲ ﻳﻨﺠﻠﻲ ﻋﻨﻪ اﻟﻮﺣﻲ ﻓﻴﻔﻴﻖ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ دون أن ﻳﻜ ﻮن هﻨ ﺎك ﻋﻼﻣ ﺔ ﻓ ﺰع ﻋﻠ ﻲ ي ﺷ ﻲء ﻣﻤ ﺎ ﻳﺸ ﺎ َه ُﺪ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤﺼ ﺮوع ﺳ ﺎﻋﺔ وﺟﻬﻪ أو زوﻏ ﺎن ﺑﺼ ﺮ أو ﻣﻌﺎﻧ ﺎة ،أو أ ّ إﻓﺎﻗﺘﻪ ﻣﻦ ﻏﺎﺷﻴﺘﻪ .إن اﻟﻐﺮﻳﺐ ،ﻟﻮ آ ﺎن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻣﺼ ﺎﺑﺎ ﺑﺎﻟﺼ ﺮع ،أن اﻟﻮﺣﻲ آﺎن ﻳﻔﺎﺟﺌﻪ وهﻮ ﻗﺎﺋﻢ أو ﺟﺎﻟﺲ أو ﻣﺘﻮآﺊ ﻋﻠﻲ ﻋﺴﻴﺐ أو راآﺐ ﻋﻠﻲ ﻧﺎﻗﺘﻪ ﻓ ﻼ ﻳﺴﻘﻂ ﻋﻠﻲ اﻷرض ﺷﺄن اﻟﻤﺼﺮوﻋﻴﻦ .ﺛﻢ ﻣﺎ اﻟﺬي آﺎن ﻳﺪﻓﻌﻪ إﻟﻲ اﻟﺼ ﻌﻮد إﻟ ﻲ ﻏ ﺎر ﺣﺮاء وﻗﻀﺎء اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ذوات اﻟﻌﺪد وﺣﺪﻩ هﻨﺎك وهﻮ ﻳﻌﺮف أﻧﻪ ﻣﻌﺮض ﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﺼﺮع ﻓﻲ أي وﻗﺖ وﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺴﻘﻂ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﻖ ﻓ ُﺘ َﺪقّ ﻋﻨﻘﻪ ؟ ﺑﻞ ﻣﺎ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ ﺧﺪﻳﺠﺔ اﻟﺰوﺟ ﺔ اﻟﻤﺤﺒﺔ اﻟﻤﺘﻔﺎﻧﻴﺔ ﺗﺘﺮآﻪ ﻳﺬهﺐ إﻟﻲ هﻨﺎك ﻣﻌﺮﱢﺿﺎ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻟﻬ ﺬا اﻟﺨﻄ ﺮ اﻟﻘﺎﺗ ﻞ ؟ إن أﻟﻔﺮﻳ ﺪ ﺟﻴﻮم ﻳﻨﻔﻲ ﺑﻘﻮة هﺬا اﻻﺗﻬﺎم ﻋﻠﻲ أﺳﺎس ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻳﺘﻤﺘ ﻊ ﺑ ﻪ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻣ ﻦ رﺟﺎﺣ ﺔ اﻟﻌﻘ ﻞ واﻻﺗﺰان اﻟﻌﻘﻠﻲ واﻟﻨﻔﺴﻲ واﺗﺴﺎع أﻓﻘﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﺻﻼﺑﺘﻪ ﻓﻲ دﻋﻮﺗ ﻪ .وﻣ ﻦ اﻟﻄﺮﻳ ﻒ أﻧﻪ ،ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟ ﺬي ﻳﺆآ ﺪ ه ﺬا اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮق ﻓﻴ ﻪ أن دراﺳ ﺔ اﻟﻈ ﻮاهﺮ اﻟﻨﻔﺴ ﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺮﺑ ﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴ ﺔ ﺗﻨﺴ ﻒ ه ﺬا اﻻﺗﻬ ﺎم ﻧﺴ ﻔﺎ) ، (١٧ﻧﺠ ﺪ أن آﺎﺗ ﺐ ﻣ ﺎدة " " Muhammadﻓ ﻲ »داﺋ ﺮة اﻟﻤﻌ ﺎرف اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼ ﺮة « ﻳﺆآ ﺪ أن اﻷﻃﺒ ﺎء اﻟﻨﻔﺴ ﻴﻴﻦ اﻟﻤﺤ ﺪَﺛﻴﻦ ﻳﻌﺘﺮﻓﻮن ﺑﺼﺤﺔ ﺗﺸﺨﻴﺺ اﻷﻋﺮاض اﻟﻤﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻠﻮﺣﻲ ﻋﻠﻲ أﻧﻬﺎ أﻋ ﺮاض اﻟﺼ ﺮع ، وإن ﺳﺎرع إﻟﻲ اﻟﻘ ﻮل ﻋﻘﻴ ﺐ ذﻟ ﻚ ﺑ ـ » أﻧﻨ ﺎ ﻳﺠ ﺐ أن ﻧ ﺪﻋﻬﻢ ﻳﻘ ﺮرون ﺑﺄﻧﻔﺴ ﻬﻢ ﻃﺒﻴﻌ ﺔ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺑﺪﻗﺔ ‹‹) ، (١٨ﻣﺘﻈﺎهﺮًا ﺑﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ وﻋ ﺪم دس أﻧﻔ ﻪ ﻓﻴﻤ ﺎ ﻻ ﻳﺤﺴ ﻨﻪ ،ﻣ ﻊ أﻧﻪ ﻟﻮ آﺎن ﺻﺎدﻗﺎ ﻓﻲ ادﻋﺎء اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻤ ﺎ زﻋ ﻢ أن اﻷﻃﺒ ﺎء اﻟﻨﻔﺴ ﻴﻴﻦ اﻟﻤﺤ ﺪﺛﻴﻦ ﻗ ﺪ أآﺪوا ﺻﺤﺔ اﻟﺘﺸﺨﻴﺺ اﻟﻤﺸ ﺎر إﻟﻴ ﻪ ،أو ﻟ ﺬآﺮ ﻟﻨ ﺎ ﺑﺼ ﺮاﺣﺔ أﺳ ﻤﺎء ه ﺆﻻء اﻷﻃﺒ ﺎء ، ﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ أﻋﺮاض اﻟﻮﺣﻲ ﻋﺮﺿﺎ أﻣﻴﻨﺎ .أﻣﺎ ﺿ ْ ﻋ ِﺮ َ وﻋﻠﻲ أي أﺳﺎس أآﺪوا ذﻟﻚ ،وهﻞ ُ ﻗﻮﻟﻪ إﻧﻨﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﺪع هﺆﻻء اﻷﻃﺒﺎء ﻳﻘﺮرون ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﺪﻗﺔ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻲ ﻋﻨﺪي إﻻ أﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮا ﺷﻴﺌﺎ ،ﻷﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮﻧ ﻮا ﻗ ﺪ ﻗ ﺮروا ) (١٥اﻧﻈ ﺮ ﻣ ﺎدة " " Muhammadﻓ ﻲ » داﺋ ﺮة اﻟﻤﻌ ﺎرف اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼ ﺮة« . واﻧﻈﺮ أﻳﻀﺎ ﺑﻌﺾ إﺷﺎرات إﻟﻲ ذﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺟﻴﻮم) ص . ( ٥٢ / ) (١٦اﻧﻈﺮ ﻣﻨﺰﻳﺲ ، ٢٢٧ /وآﺬﻟﻚ ﺟﺐ ٢٣ /ود .هﻴﻜﻞ .٢٧ / ) (١٧ﺟﻴﻮم .٢٥ / ) (١٨ص ٣٩٣ /ﻋﻠﻲ اﻟﻴﻤﻴﻦ.
ﺻﺤﺔ ذﻟﻚ اﻟﺘﺸﺨﻴﺺ ،ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻪ هﻮ إن ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺪﻋﻬﻢ ﻳﻔﻌﻠﻮن ذﻟﻚ . ﻋﻠﻲ أن اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ اﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺔ ﻓﺈن اﻟﻤﻌﺎﺟﻢ اﻟﻄﺒﻴﺔ ودواﺋﺮ اﻟﻤﻌﺎرف ﻣﺒﺬوﻟﺔ ﻟﻤﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻘﺮأ وﻳﻔﻬﻢ. ﺟﺎء ﻓﻲ» « New Medical Dictionaryﻟﻤﺤﺮ َرﻳْﻪ F. M. Margerisonو A . D . Bankerﻓﻲ ﻣﺎدة" ( Epilepsy ) :اﻟﺼﺮع ﻣﺮض ﻳﺼﻴﺐ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﻌﺼﺒﻲ ،وﻳﻤﻴﺰﻩ ﻓﻘﺪان اﻟﻮﻋﻲ وآﺬﻟﻚ اﻟﺘﻘﻠﺼﺎت ﻓﻲ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن ...وه ﻮ ﻳﺒ ﺪأ ﻋ ﺎدة ﻓ ﻲ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ...واﻟﻤﺼﺎﺑﻮن ﺑﻪ هﻢ أﺷﺨﺎص اﻧﻔﻌ ﺎﻟﻴﻮن ﻏﻴ ﺮ ﻣﺘ ﺰﻧﻴﻦ ،وﻣﻬﻴ ﺄون ﻟﻠﺘﻘﻮﻗ ﻊ ﺑﻌﻴ ﺪا ﻋ ﻦ اﻟ ﺪﻧﻴﺎ واﻟﻌ ﻴﺶ ﻓ ﻲ اﻷوه ﺎم .وﻋ ﺎدة ﻣ ﺎ ﺗﻨﺸ ﺄ ﻧﻮﺑ ﺔ اﻟﺼ ﺮع ﻋ ﻦ اﻟﻀ ﻐﻂ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ أو اﻟﺘﻬﻴﺞ اﻟﻼإرادي. أﻣﺎ ﻋﻦ أﻋﺮاض اﻟﺼﺮع ﻓﻔﻲ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ...ﺗﺤﺪث اﻟﻨﻮﺑﺔ ﻓﺠﺄة وﻳﺴﻘﻂ اﻟﻤﺼﺮوع آﺎﻟﻠﻮح ،وﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺆذي ﻧﻔﺴﻪ أﺛﻨ ﺎء ذﻟ ﻚ إﻳ ﺬا ًء ﺷ ﺪﻳﺪا ،وﺗﻨﺒﺴ ﻂ اﻟﻌﻀ ﻼت وﺗﻨﻘ ﺒﺾ ﺑﺸﺪة .أﻣﺎ اﻟﻮﺟﻪ ﻓﻴﻜﻮن أوﻻ ﺷﺎﺣﺒﺎ ﺛﻢ ﻳﻨﻘﻠﺐ إﻟﻲ اﻻزرﻗﺎق ﻣﻊ اﻧﺴﺪاد ﻣﺠﺮي اﻟﺘﻨﻔﺲ . وﺑﻌ ﺪ ﺑﻀ ﻊ ﺛ ﻮان ﺗﺄﺧ ﺬ اﻟﻌﻀ ﻼت ﻓ ﻲ اﻻرﺗﻌ ﺎش واﻟﺘﺸ ﻨﺞ ،وﺗ ﺪور ﺣ ﺪﻗﺘﺎ اﻟﻌ ﻴﻦ، وﻳﻨﻘﺒﺾ اﻟﻔﻚ وﻳﺮﺗﺨﻲ ،وﻗﺪ ﻳﻌﺾ اﻟﻤﺼﺮوع ﻟﺴﺎﻧﻪ ﺑﻘﻮة .آﺬﻟﻚ رﺑﻤﺎ ﺗﺒﻮل أو ﺗﺒ ﺮّز ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺴﻪ .وﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ ﻳﺮوح اﻟﻤﺮﻳﺾ ﻓﻲ ﻏﻴﺒﻮﺑﺔ ﻓﺘﺮﺗﺨﻲ اﻟﻌﻀﻼت ﺣﻴﻨﺌﺬ وﻳﻨﺎم ﻟﻌﺪة ﺳﺎﻋﺎت ﻗﺒﻞ أن ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﻓ ﻲ ﻧﻬﺎﻳ ﺔ اﻟﻨﻮﺑ ﺔ وﻋﻘﻠ ﻪ ﻳﻌ ﺎﻧﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺘﺸ ﻮﻳﺶ .وﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺤﺎﻻت ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ اﻟﻨﻮﺑﺔ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻊ دﻗﺎﺋﻖ ﺑﻞ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻣﻊ ازدﻳﺎد اﻟﻨ ﺒﺾ وارﺗﻔ ﺎع درﺟ ﺔ اﻟﺤﺮارة ...وﻗﺪ ﻳﺤﺪث أن ﻳﻔﻴﻖ اﻟﻤﺮﻳﺾ ﻇﺎهﺮا ﻓﻴﻤﺎرس أﻣﻮرﻩ دون أن ﻳﻜ ﻮن واﻋﻴ ﺎ ﻼ ﺑﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ .وﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺴﺘﺒﻌﺪ أن ﻳﺮﺗﻜﺐ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﺸﺨﺺ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘ ﻞ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ ِﻓ ْﻌ ً اﻟﺤﺎﻟ ﺔ ...أﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ﻧﻮﺑ ﺎت اﻟﺼ ﺮع اﻟﺨﻔﻴﻔ ﺔ ﻓﻘ ﺪ ﻳﻐﻴ ﺐ اﻟ ﻮﻋﻲ ﻟﺒﻀ ﻊ ﺛ ﻮان دون أن ﺗﺼﺎﺣﺒﻪ أﻳﺔ ﺗﻘﻠﺼﺎت .وﻗﺪ ُﻳ ْﻌﺮَف ﻋﻦ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﻤﺮﻳﺾ أﻧﻪ ﻋﺮﺿ ﺔ ﻟﺸ ﺤﻮب اﻟﻮﺟ ﻪ اﻟﻤﻔﺎﺟﺊ وﻓﻘﺪان ﺧﻴﻂ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ .وﻗ ﺪ ﻳﻈﻬ ـﺮ ﻋﻠﻴ ـﻪ أﻧ ﻪ رﺟ ﻊ إﻟ ﻲ ﺣﺎﻟﺘ ﻪ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴ ﺔ ﺑﻌ ﺪ ﺑﻀﻊ ﺛﻮان ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻳﺮﺗﻜﺐ هﺬا اﻟﺸﺨﺺ ﻋﻤﻼ إﺟﺮاﻣﻴﺎ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺜﻮاﻧﻲ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ، وﻟﻜﻨﻪ رﻏﻢ ذﻟﻚ ﻻ ُﻳ َﻌﺪّ ﻣﺴﺆوﻻ ﻋﻨﻪ .وهﻨﺎك اﻟﺼﺮع اﻟﭽﺎآﺴﻮﻧ ـﻲ ...وﻗ ﺪ ﺗ ﺄﺗﻲ ﻧﻮﺑﺘ ﻪ ﻋﻠﻲ هﻴﺌﺔ ﺗﻨﻤﻴﻞ ﻓﻲ أﺻﺎﺑﻊ إﺣﺪي اﻟﻴﺪﻳﻦ أو إﺣﺪي اﻟﻘﺪﻣﻴﻦ ﺛﻢ ﻳﻨﺘﺸﺮ اﻟﺘﻨﻤﻴﻞ ﻓ ﻲ ﺳ ﺎﺋﺮ اﻟﻌﻀﻮ .وﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﻔﻆ اﻟﻤﺼﺎب ﺑﻬﺬا اﻟﺼﺮع ﺑﻮﻋﻴﻪ ﻃﻮال ﻣﺪة اﻟﻨﻮﺑﺔ. وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﻼج ،ﻓﺈن اﻷﻃﻔﺎل اﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ﺑﺎﻟﺼﺮع ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ُﻳ ْﻌﻨَﻲ ﺑﺘﺮﺑﻴﺘﻬﻢ ﻣﻊ أهﻤﻴ ﺔ ﺗﺠﻨﻴﺒﻬﻢ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﻘﻠﻖ واﻟﺨﻮف ﺑﺄﻗﺼﻲ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﺎع ...وﻣﻦ اﻟﻀﺮوري أن ﻳﺒﺘﻌﺪوا ﻋﻦ اﻷﺷﻐﺎل اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﺆدي ﻓﻘﺪان وﻋﻴﻬﻢ أﺛﻨﺎءهﺎ إﻟﻲ أن ﻳﺆذوا أﻧﻔﺴﻬﻢ أو اﻵﺧﺮﻳﻦ .وﻳﺠﺐ ﺨﻠَﻊ اﻷﺳﻨﺎن اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻮم .وأﺛﻨﺎء اﻟﻨﻮﺑﺔ ﻻﺑﺪ أن ُ ْﻳ َﻤﻨﻊ اﻟﻤﺼﺮوع ﻣﻦ إﻳﺬاء أن ُﺗ ْ ) (١ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺄن ُﻳ َﺪسّ ﺷﻲء ﺑﻴﻦ أﺳﻨﺎﻧﻪ ﺣﺘﻲ ﻻ ﻳﻌﺾ ﻟﺴﺎﻧﻪ. ٩ ‹‹....
) (١٩اﻧﻈﺮ أﻳﻀﺎ » داﺋﺮة اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ « /ﻣﺎدﺗﻲ" " Epilepsy " Epi- leptic Fit ".
وﻻ أﻇ ﻦ إﻻ أن اﻟﻘ ﺎرئ ﺳ ﻮف ﻳﻜﺘﺸ ﻒ اﻵن ﺑﻨﻔﺴ ﻪ دون أﻳ ﺔ ﻣﺸ ﻘﺔ زﻳ ﻒ اﻟ ﺮﺑﻂ ﺑ ﻴﻦ ﻋﻮارض اﻟﻮﺣﻲ اﻟﻤﺤﻤﺪي وﺑﻴﻦ أﻋﺮاض اﻟﺼﺮع وﻧﻮﺑﺎﺗﻪ ،ﻓﻼ اﻟﺮﺳﻮل آﺎن ﺷﺨﺼ ﺎ اﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺰن ،وﻻ هﻮ آﺎن ﻳﺘﻘﻮﻗﻊ ﻓﻲ داﺧﻞ أوهﺎﻣﻪ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻟﻨ ﺎس ﻣ ﻦ ﺣﻮﻟ ﻪ ،ﺑ ﻞ آ ﺎن ﻳﺸ ﺎرك ﺑﻜ ﻞ ﻃﺎﻗﺘ ﻪ واﻧﺘﺒﺎه ﻪ واهﺘﻤﺎﻣ ﻪ ﻓ ﻲ ﻧﺸ ﺎﻃﺎت اﻟﺤﻴ ﺎة راﻋﻴ ﺎ ، وﺗﺎﺟﺮا ،وزوﺟﺎ ،وﻣﺤﺎرﺑﺎ ،وداﻋﻴ ﺎ إﻟ ﻲ رﺑ ﻪ ،وﺣﺎآﻤ ﺎ ،وﻗﺎﺋ ﺪا ﻋﺴ ﻜﺮﻳﺎ ...إﻟ ﺦ . آﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ،ﺣﻴﻦ ﻳﻨﺘﺎﺑﻪ اﻟﻮﺣﻲ ،ﻳﺴﻘﻂ آﺎﻟﻠﻮح ،وﻻ ﺣ ﺪث ﻗ ﻂ أن ﺁذي ﻧﻔﺴﻪ أﺛﻨﺎء ذﻟﻚ ،آﺄن ﻳﻌﺾ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻣﺜﻼ .آﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓ ﱡﻜ ﻪ وﻻ ﻋﻀ ﻼﺗﻪ ﺗﻨﻘ ﺒﺾ وﺗﺮﺗﺨﻲ ﻋﻠﻲ ﻧﺤﻮ ﺗﺸﻨﺠﻲ) وﻻ داﻋﻲ ﻃﺒﻌﺎ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺘﺒﻮل واﻟﺘﺒ ﺮز( .ﺛ ﻢ إﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ن ﻗﻂ ﻣﻦ ﺗﺸـﻮش ﻋﻘﻠـﻪ ،وﻟـﻢ ﻳﺮﺗﻜـﺐ ﻣﺮة ﻋﻤ ﻼ ﺧﻄﻴ ﺮا ﻻ أﺛﻨ ﺎء اﻟ ﻮﺣﻲ وﻻ ﺑﻌ ﺪ ﻳُﻌﺎ ِ ﻂ اﻟﺤﺪﻳﺚ وهﻮ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻣ ﻊ أﺣ ﺪ ﻣ ﻦ أﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﺧ ْﻴ َ اﻧﻘﺸﺎﻋﻪ .وأﻳﻀﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث اﻟﺒﺘﺔ أن َﻓ َﻘ َﺪ َ ﻋﻨﺪ ﻧﺰول اﻟﻮﺣﻲ ﻋﻠﻴﻪ ،أو ﺷﻌﺮ ﺑﺘﻨﻤﻴ ﻞ ﻓ ﻲ أﺻ ﺎﺑﻊ ﻳﺪﻳ ﻪ أو ﻗﺪﻣﻴ ﻪ ﻗ ﻂ ،أو ارﺗﻔﻌ ﺖ درﺟﺔ ﺣﺮارﺗﻪ ﺣﻴﻨﺬاك أو ﺗﺴﺎرع ﻧﺒﻀﻪ ،ﺑﻞ ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻜﺲ آﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻳﺤﺲ ﺑﺒﺮد ق ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎﻩ) . (٢٠أﻣﺎ وﺟﻬﻪ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻘﺪ آﺎن ﻳﺤﺘﻘﻦ ﺣﻤﺮة) وﻗﺪ ﻳﺮﺑ ّﺪ( ،وﻟﻜﻨ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳ ﺰر ّ أﺑﺪا ،وﻻ اﻧﺴﺪ ﻣﺠﺮي ﺗﻨﻔﺴﻪ .وﻃﺒﻌﺎ ﻟﻢ ﻳﺤ ﺪث ﻗ ﻂ أن ﺻ ﺮخ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻋﻨﺪ ﻣﺠﻲء اﻟﻮﺣﻲ .وهﺬا ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ،أﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓ ﺈن أﻋ ﺮاض ي اﻟﻨﺤ ﻞ ﺣ ﻮل وﺟﻬ ﻪ اﻟ ﻮﺣﻲ اﻟﺘ ﻲ ﺳ ﺒﻘﺖ اﻹﺷ ﺎرة إﻟﻴﻬ ﺎ ،آﺼﻠﺼ ﻠﺔ اﻟﺠ ﺮس ودو ّ اﻟﺸﺮﻳﻒ وﺛﻘﻞ ﺟﺴﻤـﻪ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻓﺠﺄة ،ﻻ ﺗﺠﺪ ﻓﻲ اﻟﺼ ﺮع وﻧﻮﺑﺎﺗ ﻪ أي ﺗﻔﺴ ﻴﺮ .وإذا آ ﺎن اﻟﺮﺳﻮل ،ﺣﻴﻦ ﻣﺠﻲء اﻟﻮﺣﻲ ،ﻳﺮوح ﻓﻲ ﺳﺒﺎت ﻓﺈن هﺬا ﺷﻲء ،وﻓﻘﺪان اﻟﻮﻋﻲ ﺷﻲء ﺁﺧ ﺮ .ذﻟ ﻚ أﻧﻨ ﺎ ﻻ ﻧﻘ ﻮل ﻋ ﻦ اﻟ ُﻤ ْﻐ ِﻔ ﻲ) (٢١إﻧ ﻪ ﻓ ﻲ ﻏﻴﺒﻮﺑ ﺔ أو ﻓﺎﻗ ٌﺪ وﻋﻴ ﻪ ،ﺑ ﻞ ﻧﻘ ﻮل ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ إﻧﻪ راح ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﺎت ﻣ ﺜﻼ .وﻓﻀ ﻼ ﻋ ﻦ ذﻟ ﻚ آ ﺎن اﻟﺮﺳ ﻮل ،ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﻔﻴ ﻖ ﻣ ﻦ اﻟﻮﺣﻲ ،ﻳﺴﺄل ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺪﻋﺖ ﻧﺰول اﻟ ﻮﺣﻲ وﻳﺠﻴﺒ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺘ ّﻮ ﺑﻤ ﺎ ﻧ ﺰل ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑﻠﻐ ﺔ أدﺑﻴ ﺔ ه ﻲ أرﻗ ﻲ ﻣ ﺎ ﺷ ﻬﺪ اﻷدب اﻟﻌﺮﺑ ﻲ .وﻟ ﻴﺲ ه ﺬا أﺑ ﺪا ﺷ ﺄن اﻟﻤﺼﺮوﻋﻴﻦ .ﺑﻞ إﻧﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺮة اﻟﺘ ﻲ ﻧ ﺰل ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟ ﻮﺣﻲ ﺑﺘﺒﺮﺋ ﺔ أم اﻟﻤ ﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ ، رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻧﺠﺪﻩ ﻗﺪ أﻓﺎق وهﻮ ﻳﻀﺤﻚ ﻣﻦ اﻟ ِﺒﺸْﺮ) ، (٢٢وﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜ ﻮن ه ﺬﻩ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻤﻔﻴﻖ ﻣﻦ اﻟﺼﺮع. وﻣﻦ اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ا ﱡﺗﻬِﻢ ﺑﻬﺎ اﻟﺮﺳﻮل ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم اﻟﻬﺴﺘﺮﻳﺎ) اﻟ َﻬﺮَع( ، وهﻮ ﻣﺮض ﻋﻘﻠ ﻲ ﻳﺼ ﻴﺐ اﻟﻤﻌﺘّﻠ ﻲ اﻷﻋﺼ ﺎب واﻟﻤﻀ ﻄﺮﺑﻲ اﻟﺘﻜ ﻮﻳﻦ .وﺳ ﺒﺒﻪ ،آﻤ ﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻮن ،هﻮ آﺒﺖ اﻟﺸﺨﺺ ﻟﺮﻏﺒﺎﺗﻪ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻼﺷﻌﻮر ﺣﻴ ﺚ ﻻ ﺗﻬ ﺪأ هﺬﻩ اﻟﺮﻏﺒﺎت ﺑﻞ ﺗﺘﻤﺮد ﺣﺘﻲ ﺗﺠﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﺘﻨﻔﺴﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺁﺧﺮ .وﻟﻬﺬا اﻟﻤﺮض أﻋﺮاض )» (٢٠اﻹﺗﻘﺎن « ﻟﻠﺴﻴﻮﻃﻲ .٦٠ / ١ / ) (٢١اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ هﻨﺎ آﻠﻤﺘﻲ » ﺳُﺒﺎت « و » إﻏﻔﺎء « ﺗﺒﻌ ﺎ ﻟﻤ ﺎ ﻗ ﺎل ﺑﻌ ﺾ اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ ﻋ ﻦ هﺬا اﻟﻌﺎرض ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم ،وإن آ ﺎن اﻟﻤﺮﺣ ﻮم د .دراز ﻗ ﺪ ﺑ ﻴﻦ أﻧ ﻪ ﺷ ﻲء ﻣﻐﺎﻳﺮ ﻟﻠﻨﻮم ﺗﻤﺎﻣﺎ ،ﻓﺈﻧﻪ آﺎن ﻳﻌﺘﺮﻳ ﻪ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ واﻗﻔ ـﺎ وﻗﺎﻋ ـﺪا وﺳ ـﺎﺋﺮا ، وآ ـﺎن ﻳﻌ ـﺮوﻩ ﻓﺠ ﺄة ،وﻳ ﺰول ﻋﻨ ﻪ ﻓﺠ ﺄة ،وآﺎﻧ ﺖ ﺗﺼ ﺎﺣﺒﻪ اﻷﺻ ﻮات اﻟﺘ ﻲ ﺳ ﺒﻘﺖ اﻹﺷﺎرة إﻟﻴﻬﺎ .وهﻲ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺳﺪﻳﺪة ﻣﻨﻪ رﺣﻤﻪ اﷲ اﻧﻈﺮ )» اﻟﻨﺒﺄ اﻟﻌﻈﻴﻢ « . (٦٤/ ) (٢٢اﻟﺒﺨﺎري .١ /
ﻋﻀﻮﻳﺔ وأﺧﺮي ﻋﻘﻠﻴﺔ :ﻓﺎﻷوﻟﻲ ﻣﺜ ﻞ ﺗﺸ ﻨﺞ اﻟﻌﻀ ﻼت وﺷ ﻠﻞ اﻷﻃ ﺮاف ،واﻟﻌﻤ ﻲ ، واﻟﺼﻤﻢ ،واﻟﻘﻲء ،واﻟﺮﺟﻔﺔ ،وﺿﻴﺎع اﻟﺼﻮت أو اﻟﻜﻼم ،وﻋﺠﺰ اﻟﻴﺪ ﻋﻦ اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﻼﻣﺴﻬﺎ .أﻣﺎ اﻷﻋﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻓﺘﺘﺒﺪّي ﻓﻲ ﺣﺪوث ﻓﺠﻮات ﻓ ﻲ اﻟ ﺬاآﺮة ، واﻟﻤﺸﻲ أﺛﻨﺎء اﻟﻨﻮم .ورﺑﻤﺎ هﺠﻢ اﻟﻤﺼﺎب أﺛﻨﺎء ﺗﺠﻮاﻟﻪ ﻋﻠﻲ اﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻓ ﺈذا أﻓ ﺎق ﻣ ﻦ اﻟﻨﻮﺑﺔ ﻟ ﻢ ﻳﺘ ﺬآﺮ ﺷ ﻴﺌﺎ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ .وﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻷﻋ ﺮاض أﻳﻀ ﺎ اﻟﻐﻴﺒﻮﺑ ﺔ ،وﺗ ﻮهﻢ رؤﻳ ﺔ أﺷ ﻴﺎء أو ﺳ ﻤﺎع أﺻ ﻮات ﻟ ﻴﺲ ﻟﻬ ﺎ وﺟ ﻮد ،وآ ﺬﻟﻚ ازدواج اﻟﺸﺨﺼ ﻴﺔ .ورﺑﻤ ﺎ أدت اﻟﻬﺴ ﺘﺮﻳﺎ إﻟ ﻲ اﻟﺠﻨ ﻮن إذا آﺎﻧ ﺖ ﺣ ﺎدة .وﻗ ﺪ ﻳﺤ ﺪث ﺧﻠ ﻂ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻬﺴ ﺘﺮﻳﺎ) اﻟ َﻬ ﺮَع( واﻟﺼ ﺮع) . (٢٣وﻟﻌ ﻞ ه ﺬا ه ﻮ اﻟﺴ ﺒﺐ ﻓ ﻲ أن ﻣﻨ ﺰﻳﺲ اﺗﻬ ﻢ اﻟﺮﺳ ﻮل ﺑﺎﻟﻤﺮﺿ ﻴﻦ آﻠﻴﻬﻤﺎ) . (٢٤وﻧﻈﺮة إﻟﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ هﺬا اﻟﻤﺮض وأﻋﺮاﺿﻪ ﺗﻐﻨﻴﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﺮد ﻋﻠﻴﻪ . أﻣ ﺎ ﺑﻮآﻴ ﻪ ،وه ﻮ رﺟ ﻞ دﻳ ﻦ ﺑﺮﻳﻄ ﺎﻧﻲ آﺜﻴ ﺮا ﻣ ﺎ ﻳﺤ ﺮف اﻟﺮواﻳ ﺎت وﻻ ﻳﻌﺰوه ﺎ إﻟ ﻲ ﻣﺼﺎدرهﺎ وﻻ ﺣﺘﻲ إﻟﻲ اﻟﻤﺮاﺟﻊ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻘﻞ ﻋﻨﻬ ﺎ ،ﻓﻬ ﻮ ﻳﻔﺴ ﺮ اﻟ ﻮﺣﻲ ﺑﺄﻧ ﻪ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ) هﻜﺬا ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﺤﺪﻳـﺪ( .وﻗـﺪ ﺑﺤﺜﺖ ﻓﻲ ""New Medical Dictionary ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان " ) " Nervous Disorderاﻻﺿﻄﺮاب اﻟﻌﺼ ﺒﻲ( ،وه ﺎك ﻣ ﺎ ورد ﻓﻴﻪ: »اﻻﺿﻄﺮاب اﻟﻌﺼﺒﻲ ﻣﻌﻨﺎﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺸﻜﻮ ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟﻤ ﺮﻳﺾ ﻣ ﻦ أﻋ ﺮاض ﻻ ﺗﻮﺟ ﺪ أﻋﺮاض ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺗﻔﺴ ﺮهﺎ ،وﻟﻜ ﻦ ﺗﻨﺸ ﺄ ﻣ ﻦ ﺣﺎﻟ ﺔ اﻟﻌﻘ ﻞ اﻟﻤﻀ ﻄﺮﺑﺔ .وﻳﺼ ﺎﺣﺒﻬﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﺿﻌﻒ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ إﻟﻲ اﻟﺤﺪ اﻟﺬي ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻋﻨﻪ أﻟﻢ أو ﺷ ﻠﻞ أو ﻋﺠ ﺰ ﺴ َﺘ ْﻌﻤَﻞ اﻟﻤﺼ ﻄﻠﺤﺎت اﻟﺜﻼﺛ ﺔ ﻳﺴﻌﻲ اﻟﻤﺮﻳﺾ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻲ ﻧﺼﻴﺤﺔ ﻃﺒﻴ ﺔ ﺑﺸ ﺄﻧﻪ .و ُﺗ ْ اﻵﺗﻴﺔ Neurosis" :و Psychoneurosisو "Neurastheniaﺑﻤﻌﻨﻲ واﺣﺪ ﻋﻠﻲ رﻏ ﻢ أن اﻟ ـ ) Neurastheniaاﻹﻧﻬ ﺎك اﻟﻌﺼ ﺒﻲ( ،وﺗﻌﻨ ﻲ ﺿ ﻌﻒ اﻷﻋﺼ ﺎب وإﻧﻬﺎآﻬﺎ ،ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻓﻲ أﻏﻠ ﺐ اﻷﺣﻴ ﺎن ﻋﻠ ﻲ اﻟﺪﻻﻟ ﺔ ﻋﻠ ﻲ اﻹره ﺎق اﻟ ﺬهﻨﻲ واﻟﻌﻀ ﻮي اﻟﺸﺪﻳﺪ اﻟﻘﺴﻮة ،ﻣﻊ اﻻآﺘﺌﺎب واﻟﻼﻣﺒﺎﻻة واﻟﺼﺪاع واﻵﻻم ﻏﻴﺮ اﻟﻮاﺿﺤﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺠ ﻲء ﻓﻲ أﻋﻘﺎب أﻧﻮاع اﻟﻌﺪوي اﻟﺤﺎدة ﻣﺜﻞ اﻷﻧﻔﻠﻮﻧﺰا .وﻳﺸ ﺒﻪ اﻟ ﻮهﻦ اﻟﻌﺼ ﺒﻲ (Nervous ) Debility اﻹﻧﻬﺎك اﻟﻌﺼﺒﻲ ،وإن ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﻘﺴ ﻮة .وﻳﻜ ﻮن اﻟﻤ ﺮﻳﺾ » ﻣﺮهﻘ ﺎ « ﺿ ﻌﻴﻒ اﻟﺼﺤﺔ ﻣ ﻦ ﺳ ﻮء اﻟﻐ ﺬاء ،وﻗ ﺪ ﻳﺼ ﺎﺣﺐ ذﻟ ﻚ ﻗﻠ ﻖ ﻏﺎﻟﺒ ﺎ ،وﺗﻨﺸ ﺄ ﺣﻠﻘ ﺔ ﻣﻔﺮﻏ ﺔ ﻳ ﺆﺛﺮ ﺧﻼﻟﻬ ﺎ اﻟﺠﺴ ﻢ واﻟﻌﻘ ﻞ آﻼهﻤ ﺎ ﻓ ﻲ اﻵﺧ ﺮ .وﺗﻜ ﻮن اﻟﻌﻀ ﻼت ﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ ﺳ ﻴﺌﺔ ،وﻻ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ اﻟﺪورة اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ آﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐ ﻲ ﻟﻠﺘﻐﻴ ﺮات اﻟﺘ ﻲ ﺗﻄ ﺮأ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺠﺴ ﻢ أو ﻋﻠ ﻲ درﺟ ﺔ اﻟﺤﺮارة ،آﻤﺎ ﻳﺘﻌﺮض اﻟﺠﻬﺎز اﻟﻬﻀﻤﻲ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻟﻼﺿﻄﺮاب .واﻟ ﺬي ﻳﺤ ﺪث ه ﻮ أن ) (٢٣اﻧﻈﺮ ﻣﺎدة " " Hysteriaﻓﻲ آﻞ ﻣﻦ » داﺋﺮة اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ « و "New Medical Dictionary" . ) (٢٤ﻣﻨﺰﻳﺲ .٢٢٧ /
اﻟﻤﺮﻳﺾ ﻳﺮ ّآ ﺰ ﻋﻠ ﻲ اﻷﻋ ﺮاض اﻟﻌﻀ ﻮﻳﺔ ﻓﻴﺰﻳ ﺪ ﻣ ﻦ ﻗﻠﻘ ﻪ .وآ ﻞ اﻟﻤﻄﻠ ﻮب ﻋ ﺎدة ه ﻮ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﺠ ّﻮ ﻣﻊ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻷدوﻳﺔ اﻟﻤﻘﻮﻳﺔ واﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻟﺠﻴﺪة. وآﺮد ﻓﻌﻞ ﻟﻼﺿﻄﺮاب اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺤﺪث اﻷﻋﺮاض اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ : ﻓﻘﺪ ﻳﺘﻮﻗﻒ اﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﻟﺤﻈﺔ إﻟﻲ أﺧﺮي أو ﺗﺘﺰاﻳﺪ دﻗﺎﺗﻪ ،وﻳﺠﻒ اﻟﺮﻳﻖ ،وﻳﺤﺪث ﺗﺸﻨﺞ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻠ ﻖ وﻋﻀ ﻼت اﻟﻘﻨ ﺎة اﻟﻬﻀ ﻤﻴﺔ ﻟﺪرﺟ ﺔ اﻟﻘ ﻲء ﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻷﺣﻴ ﺎن .وآﺜﻴ ﺮا ﻣ ﺎ ﻳﻜﻮن هﻨﺎك أﻟﻢ ﻓﻲ اﻟﺮأس وﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﺲ وإﺣﺴﺎس ﺑﺎﻻﺧﺘﻨﺎق .وﻗﺪ ﻳﺴﻴﻞ اﻟﻌﺮق وﻳﺤ ﺪث ﺗﻨﻤﻴ ﻞ ورﻋﺸ ﺔ ﻓ ﻲ اﻷﻃ ﺮاف ،وﻳﻌﻘ ﺐ اﻟﺤﺎﻟ ﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴ ﺔ إﺣﺴ ﺎس ﺑﺎﻹره ﺎق واﻻآﺘﺌﺎب. وﻓﻲ هﺬا اﻟﻤ ﺮض ﻳﻌ ﺎﻧﻲ اﻟﻤ ﺮﻳﺾ ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺾ اﻻﻧﻔﻌ ﺎل اﻟ ﺬي ﻻ ﻳﻜ ﻮن واﻋ ًﻴ ﺎ ﺑ ﻪ ﻷﻧ ﻪ ﻣﺪﻓﻮن ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻪ اﻟﺒﺎﻃﻦ ،وآﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺲ ﺑﻪ هﻮ أﻋﺮاﺿﻪ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ .وه ﻮ ﻳﺘﺼ ﻮر أﻧ ﻪ ﻣﺮﻳﺾ ﻟﺪرﺟﺔ ﺧﻄﻴﺮة أو أﻧﻪ ﻋﻠﻲ ﺷﻔﺎ اﻟﺠﻨﻮن ،وﻣﻊ ﺗﺰاﻳﺪ ﻗﻠﻘﻪ هﺬا ﺗﺰداد اﻷﻋﺮاض اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ وﺿﻮﺣًﺎ«. وﻓﻲ ﻣ ﺎدة " "Neurastheniaﻳ ﺬآﺮ ﻧﻔ ﺲ اﻟﻤﻌﺠ ﻢ أن ه ﺬا اﻟﻤ ﺮض ﻳ ﺄﺗﻲ ﻓ ﻲ أﻋﻘ ﺎب اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﻌﻀﻮي اﻟﺸﺪﻳﺪ واﻟﻀ ﻌﻒ اﻟﻨﺎﺷ ﺊ ﻋ ﻦ اﻟﻨﺰﻳ ﻒ اﻟ ﺪﻣﻮي أو ﺗﺴ ﻤﻢ اﻟﻤ ﺦ ﺑﺴ ﺒﺐ ﺤﻤﱠﻲ أو اﻟﺘﺴﻤﻢ اﻟﺒﻄﻲء ﻣﻦ ﺟﺮاء ﺗﻌﻔﻦ اﻟﺪم اﻟﻤﺰﻣﻦ .ووﺟﻬﺔ اﻟﻨﻈﺮ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺳﻤّﻴّﺎت اﻟ ُ ُ هﻲ أن اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﺬهﻨﻲ أﻳﻀﺎ وراء هﺬا اﻟﻤ ﺮض ...إﻟ ﺦ .وﻳ ﺮي اﻟﻘ ﺎرئ آﻴ ﻒ أن ه ﺬﻩ اﻷﺳﺒﺎب ﻻ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم وﻻ ﺳﺒﺐ واﺣﺪ ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻲ أن اﻟﻨﻮراﺳﺘﻨﻴﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻤﺮ ،آﻤﺎ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻜﻼم ،ﺛﻼﺛﺎ وﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ هﻲ ﻣﺪة اﻟﻮﺣﻲ. وﺗﺤﺖ ﻧﻔﺲ اﻟﻌﻨﻮان أﻳﻀﺎ " " Neurastheniaﺗﺬآﺮ » داﺋﺮة اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ « ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ أﻋﺮاض ﻟﻬﺬا اﻟﻤﺮض هﻲ :اﻟﺸﻌﻮر اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻟﺘﻌ ﺐ اﻟ ﺬي ﺗﺼ ﺤﺒﻪ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻣﺨﺘﻠﻄ ﺔ ﻣ ﻦ اﻹﺛ ﺎرة واﻻآﺘﺌ ﺎب واﻟﺼ ﺪاع اﻟ ﺬي ﻗ ﺪ ﻳﺼ ﺎﺣﺒﻪ اﻟ ﺪوﺧﺎن واﻟﺼ ﻤﻢ وﻏﻴ ﺎم اﻟ ﻮﻋﻲ اﻟﻤﺆﻗﺖ ،وآﺬﻟﻚ اﻟﻨﻮم اﻟ َﻘﻠِﻖ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺠﻠﺐ ﻧﺸﺎﻃﺎ ﺑﻞ ﺗﻌﻜﺮﻩ اﻷﺣﻼم ،وأﻳﻀ ﺎ ﺿ ﻌﻒ اﻟ ﺬاآﺮة وﺑﺨﺎﺻ ﺔ ﺗﺠ ﺎﻩ اﻷﺣ ﺪاث اﻟﻘﺮﻳﺒ ﺔ ،وﻏﻴ ﺎم اﻟﺮؤﻳ ﺔ ،وﺻ ﻨﻮف اﻟﻀﻮﺿ ﺎء أو ﻃﻨﻴﻦ اﻷذن ،واﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼ ﻴﺐ اﻹﺣﺴ ﺎس ،ﻣﺜ ﻞ اﻧﻌ ﺪام اﻟﺸ ﻌﻮر ﺑﺎﻷﻟﻢ) وهﺬﻩ اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﻇﻬﺮ اﻟﻴﺪﻳﻦ ﻋﻠﻲ وﺟﻪ ﺧﺎص ،وﻓﻲ اﻟﺼﺪر ﻋﻨ ﺪ اﻟﻨﺴﺎء( ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻲ اﺿﻄﺮاﺑﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺳﻤﺒﺘﺎوﻳﺔ اﻷﺻﻞ ،وﺑﺨﺎﺻ ﺔ اﻟﺒ ﺮودة ﻓ ﻲ ﻣﻮاﺿ ﻊ ﺑﻌﻴﻨﻬ ﺎ وﺑﺎﻟ ﺬات ﻓ ﻲ اﻷﻃ ﺮاف ،واﻻرﺗﻔ ﺎع اﻟﻤﺮﺿ ﻲ ﻓ ﻲ درﺟ ﺔ اﻟﺤ ﺮارة ، وﺗ ﻮرد اﻟﺨ ﺪود ،واﻟﻌ ﺮق ،إﻟ ﻲ ﺟﺎﻧ ﺐ ﻣﻈ ﺎهﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ ﻟﻼآﺘﺌ ﺎب اﻟﻤﺼ ﺤﻮب ﺑﺎﺿﻄﺮاﺑﺎت ﻓﻲ وﻇﺎﺋﻒ اﻷﻋﻀﺎء. وﺗﻨﻘﺴﻢ اﻟﻨﻮراﺳﺘﻨﻴﺎ ،ﺣﺴﺒﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺎدة ،إﻟﻲ أرﺑﻌﺔ أﻧ ﻮاع :اﻟﻤﺨﻴ ﺔ واﻟ َﻤﻌِﺪ ّﻳ ﺔ واﻟﺸ ﻮآﻴﺔ واﻟﺠﻨﺴ ﻴﺔ .وهﻨ ﺎك اﺣﺘﻤ ﺎل ﻗ ﻮي أن ﻳﻨﺸ ﺄ ﻋ ﻦ اﻟﻨ ﻮع اﻷول ﻣﻨﻬ ﺎ ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ اﻟﻤﺨ ﺎوف اﻟﻤﺮﺿ ﻴﺔ) ﻓﻮﺑﻴ ﺎ( ،آﺎﻟﺮﻋ ﺐ ﻣ ﻦ اﻟﺰﺣ ﺎم أو ﻣ ﻦ اﻟﻮﺣ ﺪة أو ﻣ ﻦ اﻷﻣ ﺎآﻦ اﻟﻤﻐﻠﻘ ﺔ أو ﻣ ﻦ اﻻﺧ ﺘﻼط ﺑﺎﻟﻨ ﺎس أو ﻣ ﻦ اﻷﺷ ﻴﺎء اﻟﺘ ﻲ ﺗﺴ ﻘﻂ أو ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻔﺮ ﺑﺎﻟﺴ ﻜﺔ اﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ .آﻤﺎ أن ﺛﻤﺔ اﺣﺘﻤﺎﻻت أن ﻳﻈﻞ اﻟﻤﺮﻳﺾ أﺳﻴﺮ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻤﺘﺮاﺑﻄﺔ
ﻳﺠﺘﺮهﺎ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار وﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺨﻼص ﻣﻨﻬﺎ ،وﺑﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ إذ ﻳﺸﺘﺪ إﻟﺤﺎﺣﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ . وأﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﺎ ﺗﺘﺴﻠﻂ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻌ ﱢﺪ .وﻣﺜﻞ ه ﺆﻻء اﻟﻤﺮﺿ ﻲ ﻳﻌ ﺎﻧﻮن ﻣ ﻦ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴ ﺔ اﻟﻤﺴﺮﻓﺔ واﻟﻤﺴﺎرﻋﺔ إﻟﻲ اﻻﺑﺘﻬﺎج واﻟﺤﺰن اﻟﺸﺪﻳﺪﻳﻦ .وﻗﺪ ﻳﻜﻮﻧﻮن ﺳﺎﺧﺮﻳﻦ ﻣﺘﺸﻜﻜﻴﻦ أو ﻣﺘﺸ ﺎﺋﻤﻴﻦ أو ﻳﻌﻜﻔ ﻮن ﻋﻠ ﻲ اﺳ ﺘﺒﻄﺎن ذاﺗﻬ ﻢ ،وﻳﺘﻤﺮآ ﺰون ﺣ ﻮل ﻧﻔﻮﺳ ﻬﻢ ،وﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن اﻟﻜﻼم إﻻ ﻋﻦ أﻧﻔﺴﻬﻢ أو ﻋﻦ أﻣﻮر ﺗﻬﻤﻬﻢ هﻢ ﻓﻘﻂ .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻔﻲ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺤﺎﻻت ﺗﻜﻮن ﻗﺪرﺗﻬﻢ اﻟﺬهﻨﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ،إﻟﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﻏﻴﺎب اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻤﺨﺘّﻠ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻼﺣ ﻆ ﻋﻨﺪ اﻟﺴﻮداوﻳﻴﻦ. وإذا ﻗﺎﺑﻠﻨ ﺎ ﺑ ﻴﻦ ه ﺬا اﻟﻮﺻ ﻒ اﻟﻄﺒ ﻲ وﺑ ﻴﻦ ﻋ ﻮارض اﻟ ﻮﺣﻲ ﻓﺴ ﻨﻼﺣﻆ أن ﺛﻤ ﺔ اﺗﻔﺎﻗ ﺎ ﻋ ﺮَض واﺣ ﺪ ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻷﻋ ﺮاض اﻟﻜﺜﻴ ﺮة ،وه ﻲ اﻟﻌ ﺮق ﻣﺤﺪودا ﻓﻲ ﺑﻌ ﺾ ﻣﻈ ﺎهﺮ َ وﺗﻮرد اﻟﺨﺪ) وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺮواﻳﺎت أن وﺟﻬﻪ آ ﺎن ﻳﺘﺮ ّﺑ ﺪ ( ،واﻹﺣﺴ ﺎس ﺑ ﺎﻟﺒﺮودة ﻓ ﻲ ﺑﻌﺾ أﻋﻀ ﺎء اﻟﺠﺴ ﻢ ،وإن ذآ ﺮت» داﺋ ﺮة اﻟﻤﻌ ﺎرف اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴ ﺔ «أن ذﻟ ﻚ ﻳﻐﻠ ﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻓﻲ اﻷﻃﺮاف ،ﺑﻴﻨﻤﺎ آﺎن اﻟﺮﺳﻮل ﻳﺤﺲ ﺑﺒﺮد ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎﻩ أﺣﻴﺎﻧ ﺎ) . (٢٥وأﻣ ﺎ ﻃﻨ ﻴﻦ اﻷذن ﻓﻬ ﻮ ﻏﻴ ﺮ اﻟﺼﻠﺼ ﻠﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻳﺤ ﺲ ﺑﻬ ﺎ داﺋﻤ ﺎ ﺑ ﻞ ﻓ ﻲ ﻧﻮﺑ ﺎت اﻟﻮﺣﻲ اﻟﺸﺪﻳﺪة اﻟﻮﻃﺄة ﻓﻘﻂ .ﺑﻴﺪ أن ه ﺬا ،آﻤ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ ،ﻻ ﻳﻌ ﺪو أن ﻳﻜ ﻮن اﺗﻔﺎﻗ ﺎ ﻣﺤﺪودا ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﻈﺎهﺮ واﺣ ٍﺪ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻷﻋﺮاض اﻟﻜﺜﻴ ﺮة ،وه ﻮ ﻻ ﻳﻌﻨ ﻲ ﺷ ﻴﺌﺎ ي اﻟﻨﺤ ﻞ واﻟ ﺬي آ ﺎن ﺑﻌ ﺾ ﺑ ﺎﻟﻤﺮة .وﻳﻨﺒﻐ ﻲ أﻻ ﻧﻨﺴ ﻲ ذﻟ ﻚ اﻟﺼ ﻮت اﻟ ﺬي ﻳﺸ ﺒﻪ دو ّ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻳﺴﻤﻌﻮﻧﻪ ﺣﻮل وﺟﻬﻪ اﻟﻜﺮﻳﻢ ،ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﺷﻌﻮرًا ذاﺗﻴﺎ ﻳﺘﻮهﻤﻪ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﻞ هﻮ ﺻﻮت ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﺗﺤﺴﻪ ﺁذان اﻵﺧﺮﻳﻦ وﻳﻤﻴﺰوﻧﻪ ﺑﻜﻞ وﺿﻮح .وﻗﺪ ﺗﻘﺪم أن ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺤﺪِث ذﻟﻚ اﻟﺼﻮت .وأزﻳﺪ هﻨﺎ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ هﻨﺎك اﻟﻤﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن اﻟﺮﺳﻮل هﻮ اﻟﺬي آﺎن ُﻳ ْ ﻣﻌﻨﻲ ﻟﻤﺜﻞ هﺬا اﻻﻓﺘﺮاض ،إذ ﻣﺎ اﻟﺬي آﺎن ﻳﻘﺼﺪﻩ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﺬﻟﻚ ؟ ﺛﻢ ﻣﺎ اﻟﻘﻮل ﻓﻲ اﻟﻈﺎهﺮة اﻷﺧﺮي اﻟﺘﻲ أﺣﺴ ﻬﺎ زﻳ ﺪ ﺑ ﻦ ﺛﺎﺑ ﺖ ﺣ ﻴﻦ ﺛﻘﻠ ﺖ ﻓﺨ ﺬ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠ ﻲ ﻓﺨﺬﻩ ﺣﺘ ﻲ ﺷ ﻌﺮ أﻧﻬ ﺎ ﺳﺘﻨﻜﺴ ﺮ واﻟﺘ ﻲ أوﺷ ﻜﺖ اﻟﻨﺎﻗ ﺔ أن ﺗﺒ ﺮك ﺗﺤ ﺖ وﻃﺄﺗﻬ ﺎ ﻟ ﻮﻻ أن ﺳ ﻤﻲّ ﻣ ﺮة ﺗﺮﺟّﻞ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻋﻨﻬ ﺎ ؟ ﺛ ﻢ ذﻟ ﻚ اﻟﻌ ﺎرض اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﻌ ﺮوﻩ) و ُ ﺳ ﻜِﻴﻨﺔ( واﻟ ﺬي آ ﺎن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻳﺸ ﺎهِﺪ ﻓﻴ ﻪ إﻧﺴ ﺎﻧﺎ ﻳﺒﻠّﻐ ﻪ آﻼﻣ ﺎ ﺳﺒَﺎﺗﺎ وﻣﺮة إﻏﻔﺎء وﻣﺮة َ ُ ﺑﻠﻴﻐﺎ ﻳﺘﻀﻤﻦ أﻓﻜﺎرا واﺿﺤﺔ ﻣﺤ ّﺪدة ،ردا ﻋﻠ ﻲ ﺳ ﺆال وﺟ ﻪ إﻟﻴ ﻪ ﻣ ﻦ ﻓ ﻮرﻩ أو ﻣﺸ ﻜﻠﺔ ﻧﺠﻤﺖ ﻓﺎﺳﺘﺪﻋﺖ ﻧﺰول ﻣﺎ ﻧﺴﻤﻴﻪ ﻧﺤﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وﺣﻴﺎ ،هﺬا اﻟﻌﺎرض أﻳﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ هﻨﺎ ؟ إن ﻣ ﻦ اﻟﻤﻤﻜ ﻦ ﻃﺒﻌ ﺎ أن ﻳ ﺪﱠﻋﻲ اﻟﻜ ﺎﻓﺮ ﺑﺮﺳ ﺎﻟﺔ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم أﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳﺰوّر اﻟﻮﺣﻲ ﻣﺴﺒﻘﺎ ،ﻓﺈذا ﻓﺎﺟﺄﺗﻪ هﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ أﺑﺮز ﻣﺎ آﺎن ﻗﺪ أﻋﺪﻩ ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ ﻣ ﻦ آ ﻼم . ﻋ َﻢ هﺬا اﻟﺰﻋﻢ أن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻮﺣﻲ آ ﺎن وﻗﺪ ﻗﻴﻞ هﺬا ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ آﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺑﻴﺎﻧﻪ ،وﻟﻜﻦ ﻓﺎت زا ِ ﻳﻨﺰل ردا ﻋﻠﻲ ﺳﺆال ﻣﺒﺎﻏﺖ أو ﺣﻼ ﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻧﺠﻤﺖ ﻓﺠﺄة ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أن ﻳﻜﻮن ﺛﻤ ﺔ وﻗ ﺖ ﻟﺘﻔﻜﻴﺮ أو ﺗﺠﻬﻴﺰ آﻼم. ﻓﻬﺬا ﻋ ﻦ ﻋ ﻮارض اﻟ ﻮﺣﻲ ،وﻟﻜ ﻦ ﻣ ﺎذا ﻋ ﻦ اﻷﻋ ﺮاض اﻷﺧ ﺮي ﻟﻬ ﺬﻩ اﻻﺿ ﻄﺮﺑﺎت اﻟﻌﺼ ﺒﻴﺔ ؟ ﻣ ﺎذا ﻋ ﻦ اﻻﺿ ﻄﺮاب اﻟﻌﻘﻠ ﻲ ،واﻟﻘﻠ ﻖ ،وﺿ ﻌﻒ اﻟﺼ ﺤﺔ ،وﺳ ﻮء ﺣﺎﻟ ﺔ اﻟﻌﻀ ﻼت ،واﻻﻧﺤ ﺮاف اﻟ ﺬي ﻳﺼ ﻴﺐ اﻟﺠﻬ ﺎز اﻟﻬﻀ ﻤﻲ ،واﻟﺼ ﺪاع ،واﻻآﺘﺌ ﺎب ، ﻲ ﻓ ﻲ درﺟ ﺔ اﻟﺤ ﺮارة ،واﻟ ﺪوﺧﺎن ،واﻟﺼ ﻤﻢ ،واﻟﻨ ﻮم اﻟﻘﻠ ﻖ اﻟ ﺬي واﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻤﺮﺿ ّ ) » (٢٥اﻹﺗﻘﺎن « ﻟﻠﺴﻴﻮﻃﻲ .٦٠ / ١ /
ﺗﻌﻜﺮ ﺻﻔﻮﻩ اﻷﺣﻼم اﻟﻤﻔﺰﻋﺔ ) ، (٣٤٥واﻻﺿﻄﺮاب اﻟﺬي ﻳﺼﻴﺐ وﻇ ﺎﺋﻒ اﻷﻋﻀ ﺎء ، واﻧﻌ ﺪام اﻟﺸ ﻌﻮر ﺑ ﺎﻷﻟﻢ ،وﺗﻌ ﺮض اﻟﻘﻠ ﺐ أﺣﻴﺎﻧ ﺎ ﻟﻠﺘﻮﻗ ﻒ ،واﻹﺣﺴ ﺎس ﺑﺎﻻﺧﺘﻨ ﺎق ، وﺿﻌﻒ اﻟﺬاآﺮة وﺑﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺣﺪاث اﻟﻘﺮﻳﺒ ﺔ ،وﻏﻴ ﺎم اﻟﺮؤﻳ ﺔ ،وﺟﻔ ﺎف اﻟﺮﻳ ﻖ واﻟﺘﻨﻤﻴﻞ ،ورﻋﺸﺔ اﻷﻃﺮاف ؟ إن ﺗﻠﻚ هﻲ أﻋﺮاض اﻻﺿﻄﺮاب ﻓﻲ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﻌﺼﺒﻲ ،وﻣﻨﻪ اﻟﻨﻮراﺳﺘﻨﻴﺎ .وﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أﻧﻪ ﻻ ﺷﻲء ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻨﻄﺒ ﻖ ﻋﻠ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ،ﻓﻘﺪ آ ﺎن ﻣﺘﺰﻧ ﺎ ﺗﻤ ﺎم اﻻﺗ ﺰان ﻣ ﻦ اﻟﻮﺟﻬ ﺔ اﻟﻨﻔﺴ ﻴﺔ ،وآﺎﻧ ﺖ ﺻ ﺤﺘﻪ ﻃﻮال ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺟﻴﺪة ﺗﻤﺎﻣًﺎ .وﻟﻢ أﻗﺮأ ﻓﻴﻤﺎ أذآﺮ أﻧﻪ ﺷﻜﺎ ﻣﺮﺿﺎ ﻗﺒﻞ ﻣﺮﺿﻪ اﻷﺧﻴ ﺮ اﻟ ﺬي ﻲ ﻓﻴﻪ ﻋﻠ ﻲ رﻏ ﻢ ﻣ ﺎ ﺧﺎﺿ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﺤ ﺮوب وﺗﻌ ﺮض ﻟ ﻪ ﻣ ﻦ أﻟ ﻮان اﻹﻳ ﺬاء .آ ﺬﻟﻚ ُﺗ ُﻮﻓﱢ َ آﺎﻧﺖ ذاآﺮﺗﻪ ﻣﻀﺮب اﻟﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﻮة ،وﺑﺼﺮﻩ ﺣﺪﻳﺪا .وآﺎن ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻳﻨ ﺎم ﻋ ﺎدة ﻣﺒﻜ ﺮا ،وﻳﺴ ﺘﻴﻘﻆ ﻓ ﻲ ﺟ ﻮف اﻟﻠﻴ ﻞ ﻳﺼ ﻠﻲ ﻟﺮﺑ ﻪ وﻳﺘﺄﻣ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻠﻜ ﻮت ،وﻳﻐﻤ ﺮﻩ اﻻﻃﻤﺌﻨﺎن اﻟﺮوﺣﻲ ،هﺬا اﻻﻃﻤﺌﻨﺎن اﻟﺬي ﻻزﻣﻪ ﻃﻮل ﺣﻴﺎﺗﻪ وﻧﻀ ﺢ ﻋﻠ ﻲ ﻟﺴ ﺎﻧﻪ ﻋﻨ ﺪ ﺻﻌﻮد روﺣﻪ إﻟﻲ رﺑﻪ ،إذ ﻗﺎل وهﻮ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﻲ ﺛﻘﺔ وﺳﻜﻴﻨﺔ » :ﺑ ﻞ اﻟﺮﻓﻴ ﻖ اﻷﻋﻠ ﻲ! « .آ ﺬﻟﻚ ﻟ ﻢ ﻧﺴ ﻤﻊ أﻧ ﻪ ﻗ ﺎء ﻳﻮﻣ ﺎ .أﻣ ﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴ ﺒﺔ ﻟﻠﻤﺨ ﺎوف اﻟﻤﺮﺿ ﻴﺔ ) (Phobiasﻓﺪوﻧﻚ ﺣﻴﺎة اﻟﺮﺳﻮل ،وهﻲ ﻣﻔﺼﻠﺔ ﺗﻔﺼﻴﻼ ﻟﻢ ُﺗ َﻔﺼﱠﻠﻪ أﻳﺔ ﺣﻴ ﺎة أﺧ ﺮي )إذ ﻗﺪ دﺧﻠﺖ آﺘﺐ اﻟﺴﻴﺮة واﻟﺤﺪﻳﺚ وراءﻩ ﺣﺘﻲ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻨﻮم أﺣﻴﺎﻧﺎ ( ،وأﺗﺤﺪاك أن ﺗﻀﻊ إﺻﺒﻌﻚ ﻋﻠﻲ أﻳﺔ ﻓﻮﺑﻴﺎ ﻓﻲ ﺷﺨﺼ ﻴﺘﻪ ،أو أن ﺗﻌﺜ ﺮ ﻋﻠ ﻲ أﻳ ﺔ ﻓﻜ ﺮة آﺎﻧ ﺖ ﺗﺘﺴ ﻠﻂ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﻠﻲ ﻧﺤﻮ ﻃﺒﻴﻌﻲ أو ﻳﺘﻌﺎﻣ ﻞ ﻣ ﻊ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ ﺗﻌﺎﻣﻼ ﺻﺤﻴﺎ ،أو أن ﺗﻠﺤﻆ ﻋﻠﻴﻪ أي ﺧﺮوج ﻋﻦ ﺣﺪ اﻻﻋﺘﺪال ﻓ ﻲ أي ﻣ ﻦ ﻋﻮاﻃﻔ ﻪ أو اﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻪ .ﺛﻢ إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺳﺎﺧﺮا ﻣﺘﺸﻜﻜﺎ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺒﺸ ﺮﻳﺔ وﻻ آ ﺎن ﻣﺘﻤﺮآ ﺰا ﺣ ﻮل ﻧﻔﺴ ﻪ واهﺘﻤﺎﻣﺎﺗ ﻪ اﻟﺸﺨﺼ ﻴﺔ ،ﺑ ﻞ آ ﺎن ﻋﻘﻠ ﻪ وﻧﻔﺴ ﻪ وﻋﻮاﻃﻔ ﻪ رﺣﺒ ﺔ ﻋﻤﻴﻘ ﺔ وﺳ ﻌﺖ اﻟﻜ ﻮن آﻠ ﻪ واﻟﺒﺸ ﺮﻳﺔ آﻠﻬ ﺎ ﻻ أﺗﺒﺎﻋ ﻪ ﻓﻘ ﻂ .وأﺧﻴ ﺮا ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻣﺮﻳﻀ ﺎ ﺑﻬ ﺬا اﻟﻤ ﺮض اﻟﻌﺼ ﺒﻲ أو ذاك ﻟﻜ ﺎن رد ﻓﻌﻠ ﻪ اﻟﻄﺒﻴﻌ ﻲ ه ﻮ اﻟﺒﺤ ﺚ ﻋ ﻦ ﻋ ﻼج ﻋﻨ ﺪ أﺣ ﺪ اﻟﻜﻬ ﺎن أو اﻟﺴﺤﺮة أو اﻟﺤﻜﻤ ﺎء)اﻷﻃﺒ ﺎء( اﻟ ﺬﻳﻦ آﺎﻧ ﺖ ﺗﻌ ﺞ ﺑﻬ ﻢ اﻟﺠﺰﻳ ﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ ،ﺑ ﺪل أن ﻳﻈ ﻞ ﺻ ْﺪﻗِﻪ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺴﺘﺒﻌﺪ ﺗﻤﺎﻣﺎ أﻧﻪ ﻦ َ ﻞ ِﻣ ْ ﻳﻌﺎﻧﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺘﺎﻋﺐ ﻃﻮل ﺣﻴﺎﺗﻪ .وﻟﻘﺪ رأﻳﻨﺎ َﻗ ْﺒ ُ آﺎن ﻳﺪّﻋﻲ رؤﻳﺔ ﺟﺒﺮﻳﻞ آﺬﺑﺎ ،هﺬﻩ اﻟﺮؤﻳ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﻔﺴ ﺮهﺎ ﻟﻨ ﺎ أي ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻷﻋﺮاض .ﻓﻬﺎ أﻧﺖ ذا ﺗﺮي أﻧﻨﺎ ﻻ ﺑﺪ أن ﻧﻨﺒﺬ أﻳﻀﺎ اﺗﻬﺎﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﺄﻧﻪ آﺎن ﻣﻌﺘﻞ اﻷﻋﺼﺎب ،إذ إن اﻋﺘﻼل اﻷﻋﺼﺎب ﻻ ﻳُﻮرِث ﻳﻘﻴﻨﺎ آ ﺎﻟﻴﻘﻴﻦ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻃﻮال ﺛﻼث وﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ هﻲ ﻣﺪة اﻟﻮﺣﻲ واﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻨﻞ ﻣﻨﻪ أي إﻳﺬاء أو ﻣﺆاﻣﺮات أو ﺣﺮوب أو ﻣﺠﺎدﻻت ﻣﻊ أﺻﺤﺎب اﻟﻌﻘﺎﺋ ﺪ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔ ﺔ ،وﻓ ﻴﻬﻢ اﻷﺣﺒ ﺎر واﻟﻘﺴﺎوﺳ ﺔ اﻟ ﺬﻳﻦ ل ﻣﻌ ﻪ ﻣﻘ ﺎم آﺴ ﺮي وهﺮﻗ ﻞ ﺿ ُﺆ َ ﻗﺘﻠﻮا اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﺑﺤﺜﺎ ودرﺳﺎ ،هﺬا اﻟﻴﻘ ﻴﻦ اﻟ ﺬي َ واﻟﻤﻘﻮﻗﺲ واﻟﻨﺠﺎﺷﻲ وزﻋﻤﺎء اﻟﻌﺮب ﻓﻲ اﻟﻴﻤﻦ وﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎل ﻓﺄرﺳﻞ اﻟﻨﺒﻲ اﻟﻜﺘﺐ إﻟﻴﻬﻢ ) (٢٦ﺣﺪث وأﻧ ﺎ أآﺘ ﺐ ه ﺬﻩ اﻟﺴ ﻄﻮر ﻓ ﻲ ﻟﻴﻠ ﺔ اﻟﺮاﺑ ﻊ واﻟﻌﺸ ﺮﻳﻦ ﻣ ﻦ ﺳ ﺒﺘﻤﺒﺮ ١٩٨٥أن ﺳ ﺠَﺎ اﻟﻠﻴ ﻞ « ﺑﺈذاﻋ ﺔ اﺳﺘﻤﻌﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﺬﻳﺎع إﻟﻲ اﻷﺳﺘﺎذ ﻋﻠﻲ ﻋﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠ ﻪ ) » َ اﻟﻘﺎهﺮة( ﻳﺬآﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺬي ﻳﺸﻜﻮ ﻓﻴﻪ ﺧﺎﻟﺪ ﺑ ﻦ اﻟﻮﻟﻴ ﺪ إﻟ ﻲ رﺳ ﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳﻠﻢ ﻣﻦ اﻷرق ،وآﻴﻒ ﻋﻠّﻤﻪ اﻟﺮﺳﻮل دﻋﺎء ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻓﻴﺬهﺐ ﻋﻨ ﻪ أرﻗ ﻪ .واﻟﺸ ﺎهﺪ هﻨ ﺎ أن اﻟﺮﺳﻮل ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ أرق أو اﺿﻄﺮاب ﻓﻲ ﻧﻮﻣﻪ ،ﺑﻞ آﺎن اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻳﻠﺠ ﺄون إﻟﻴﻪ إذا أرﻗﻮا ،ﻓﻴﻨﺼﺤﻬﻢ ﻣﻦ واﻗﻊ ﺣﻴﺎﺗﻪ وﺗﺠﺮﺑﺘﻪ اﻟﻬﺎﻧﺌﺔ ﻣﻊ اﻟﻨﻮم.
ﺖ ﻟ ﻪ رؤوس اﻟﻌ ﺮب ﻣ ﻦ ﻗ ﺎدة ﻋﺴ ﻜﺮﻳﻴﻦ ﻋ َﻨ ْ ﻳﺪﻋﻮهﻢ إﻟﻲ اﻹﺳ ﻼم ،ه ﺬا اﻟﻴﻘ ﻴﻦ اﻟ ﺬي َ آﺨﺎﻟﺪ وﻋﻤﺮو ،وﻣﻦ ﺗﺠﺎر أﺻ ﺤﺎب ﺛ ﺮوات آ ﺄﺑﻲ ﺑﻜ ﺮ وأﺑ ﻲ ﺳ ﻔﻴﺎن ،وﻣ ﻦ رؤﺳ ﺎء ي ﺑ ﻦ ﺣ ﺎﺗﻢ اﻟﻄ ﺎﺋﻲ وﺑ ﺎذان .ﺛ ﻢ ه ﻞ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﻜ ﻮن ﻗﺒﺎﺋﻞ أو ﺣﻜّﺎم ﻋﻠ ﻲ ﺑﻼده ﻢ آ َﻌ ِﺪ ّ ﻞ اﻷﻋﺼﺎب أو ﻣﺼﺎﺑﺎ ﺑﺎﻟﻨﻮراﺳﺘﻨﻴﺎ ﻣﻦ ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺼ ﺪاﻗﺎت اﻟﻨ ﺎدرة ﻓ ﻲ ﺗ ﺎرﻳﺦ ﻣﻌﺘ ّ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ؟ وإذا اﻓﺘﺮﺿﻨﺎ أﻧﻬﻢ آﺎﻧﻮا ﻳﺨﺎﻓﻮﻧﻪ وهﻮ ﻣﻌﻬ ﻢ ،وﻻ أدري ِﻟ َﻢ آ ﺎن ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﺨﺎﻓﻮﻩ وﻗﺪ آﺎن أﻋﺰل وﺣﻴﺪا ﻓﺎﺗﺒﻌﻮﻩ وﺳﺎروا وراءﻩ ﻓﻘﻮي ه ﻮ ﺑﻬ ﻢ ،ﻓﻜﻴ ﻒ ﻲ وأﺑﻮ ﺑﻜﺮ وﻋﻤﺮ وﻋﺜﻤﺎن وﺧﺎﻟﺪ واﺑﻦ َﺑﻘُﻮا ﻃﻮل ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻳﺤﺒﻮﻧﻪ وﻳﻌﻈﻤﻮﻧﻪ ؟ أآﺎن ﻋﻠ ّ ﻋﻮف وﻃﻠﺤﺔ واﻟﺰﺑﻴﺮ واﻟﻌﺒـﺎس وأﺑﻮ هﺮﻳﺮة وأﺑﻮ ذر وُأ َﺑﻲّ وزﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎرﺛﺔ وزﻳﺪ ﺑ ﻦ ﺛﺎﺑﺖ وﻋﺎﺋﺸﺔ وزﻳﻨﺐ وﺻﻔﻴﺔ ورﻳﺤﺎﻧﺔ)اﻟﻴﻬﻮدﻳﺘﺎ اﻷﺻﻞ( وﻣﺎرﻳ ﺔ )اﻟﻘﺒﻄﻴ ﺔ( وﺣﻔﺼ ﺔ وﻋﺸﺮات ﻏﻴﺮهﻢ ﻣﻦ أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ وأﺣﺒﺎﺋﻪ اﻟﻤﻘﺮﺑﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ آﺎﻧﻮا ﻳﺸﺎهﺪوﻧﻪ ﻓﻲ آﻞ ﺣﺎﻻﺗ ﻪ ﻋﻤْﻴﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﺒﻴﻨﻮا أﻧ ﻪ ﻣ ﺮﻳﺾ ؟ وﻻ ﻳﺨﻔﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ أﺳﺮارﻩ ﺧﺎﻓﻴﺔ ،أآﺎن هﺆﻻء ﺟﻤﻴﻌﺎ ُ ﺣ َﻴُﻠ ﻪ وﻣﺰاﻋﻤ ﻪ ،أﺳ ﺘﻐﻔﺮ اﷲ ،وﻓ ﻴﻬﻢ أﺻ ﺤﺎب أآﺎﻧﻮا ﻣﻦ اﻟﻐﻔﻠﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﺟﺎزت ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ِ اﻟﻌﻴﻮن اﻟﺜﺎﻗﺒﺔ واﻷﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺮﻳﺌﺔ واﻟﻌﻘﻮل اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻠﺐ اﻷﻣﺮ ﺗﻘﻠﻴﺒﺎ ﻗﺒ ﻞ أن ﺗﻌﺘﻨﻘ ﻪ وﺗ ﺪاﻓﻊ ﻋﻨﻪ ؟ إن اﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ﺑﺎﻋﺘﻼل اﻷﻋﺼ ﺎب ﻻ ﻳﺘﻨﺒ ﺄون ﻓﺘﺼ ﺪق ﻧﺒ ﻮءاﺗﻬﻢ ،وﻻ ﻳﺘﺼ ﱠﺪوْن ﻟﻠﺨﺮاﻓﺎت ﻳﻬﺪﻣﻮﻧﻬﺎ هﺪﻣﺎ ،وﻻ ﻳﺼﺤﺤﻮن اﻻﻧﺤﺮاﻓﺎت اﻟﺘﻲ وﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ أﺻﺤﺎب اﻷدﻳﺎن اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻴﺮدوﻧﻬﻢ إﻟﻲ ﺟ ﺎدة اﻟﺼ ﻮاب وﻳﻘﻮﻟ ﻮن ﻟﻬ ﻢ إن اﷲ واﺣ ﺪ ﻻ اﺛﻨ ﺎن وﻻ ﺛ ـﻼﺛﺔ ، وإﻧﻪ رب اﻟﻌﺎﻟﻤـﻴﻦ ﻻ رب هﺬﻩ اﻷﻣﺔ أو ﺗﻠﻚ ،وإﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻠﻄﺎن اﻟﻤﻄﻠ ﻖ واﻟﻘ ﺪرة اﻟﻼﻣﺘﻨﺎهﻴﺔ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻤﺴﻪ ُﻟﻐُﻮب ،وإن اﻟﺒﺸﺮ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺳﻮاﺳﻴﺔ أﻣ ﺎم ﻋﺪﻟ ﻪ اﻟ ﺬي ﻻ ﻳﺤ ﺪﻩ ﺣ ﺪ ،وإن اﻟﺤﻴ ﺎة ﻟﻴﺴ ﺖ ﻋﺒﺜ ﺎ ﻻ ﻃﺎﺋ ﻞ ﺗﺤﺘ ﻪ ﺑ ﻞ ه ﻲ ﻣﻤﺘ ﺪة إﻟ ﻲ ﻣ ﺎ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻤ ﻮت ﺣﻴ ﺚ اﻟﺤﺴ ﺎب اﻟ ﺪﻗﻴﻖ واﻟﺮﺣﻤ ﺔ ﻟﻠﻀ ﻌﻒ اﻟﺒﺸ ﺮي واﻻﻧﺘﻘ ﺎم ﻣ ﻦ اﻟﺠﺒ ﺎرﻳﻦ ﻋﻠ ﻲ أﺳ ﺎس ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻤﻞ ﻧﻴّﺔ اﻟﺸﺨﺺ وﺟﻬﺪﻩ وﻃﺎﻗﺘﻪ .أﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن هﺬا آﻠﻪ ،وﻏﻴﺮﻩ آﺜﻴﺮ ،ﻧﺘﺎج أﻋﺼﺎب ﻣﻌﺘﻠﺔ وﻋﻘﻞ ﻣﻀﻄﺮب وﻧﻔﺲ ﻣﻜﺘﺌﺒﺔ ؟ وﻻ ﺑﻴﻘﻲ اﻵن إﻻ اﺗﻬﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﻬﻠﻮﺳﺔ) . (٣٤٦وﺑﺮﻏﻢ أن آﺎﺗ ﺐ ﻣ ﺎدة "" Hallucination ﻓﻲ » داﺋﺮة اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ « ﻳﺨﺒﺮﻧﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﻬﺎ ﺗﻌﺮﻳﻒ دﻗﻴ ﻖ ﺗﻤﺎﻣ ﺎ ﻓﺈﻧﻨ ﺎ ﺳﻨﺄﺧﺬ ﺑﻤﺎ ورد ﻓﻲ " ، "New Medical Dictionaryاﻟﺬي ﻳﻘ ﻮل إﻧﻬ ﺎ ﺗﻨﺸ ﺄ ﻋ ﻦ اﺿﻄﺮاب ﻋﻘﻠﻲ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﺴ ﺒﺒﻪ اﻟﻤ ﺮﻳﺾ أﻧ ﻪ ﻳ ﺮي أو ﻳﺴ ﻤﻊ أو ﻳ ﺬوق أو ﻳﺸ ﻢ أو ﻳﻠﻤ ﺲ أﺷ ﻴﺎء ﻟ ﻴﺲ ﻟﻬ ﺎ وﺟ ﻮد .وﻟ ﻮ أﺧ ﺬﻧﺎ ﺑﻤ ﺎ ﺗﻘﻮﻟ ﻪ» داﺋ ﺮة اﻟﻤﻌ ﺎرف اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴ ﺔ «ﻣ ﻦ أن اﻷﺳﻮﻳﺎء ﻗ ﺪ ﻳﻜﻮﻧ ﻮن ﻋﺮﺿ ﺔ ﻟﻠﻬﻠﻮﺳ ﺔ ﻓ ﻼ ﺑ ﺪ أن ﻧﻌ ﺮف أن ذﻟ ﻚ ﻣﻘﺘﺼ ﺮ ﻋ ﺎدة ﻋﻠ ﻲ رؤﻳﺔ ﺑﻌﺾ ﻣﻌﺎرﻓﻬﻢ وهﻢ ﻓﻲ آﺮب اﻟﻤﻮت ﻣﺜﻼ رﻏﻢ اﻟﺒﻌﺪ اﻟﻤﻜﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﻳﻔﺼﻞ ﺑﻴﻨﻬﻢ .آﺬﻟﻚ ﺗﺬآﺮ » داﺋﺮة اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ « أن اﻷﺳﻮﻳﺎء ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﺤﻘﻘﻮن ﻓﻲ اﻟﺤ ﺎل أﻧﻬﺎ هﻠﻮﺳﺔ ،ﺑﺨﻼف اﻟﻤﺨﺘﻞ اﻟﻌﻘﻞ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻜﺮر اﻟﻬﻠﻮاس ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﻋﺪم وﺟﻮدﻩ .وﻳﻤﻀ ﻲ آﺎﺗ ﺐ اﻟﻤ ﺎدة ﻓﻴﻘ ﻮل إن اﻟﻬﻠ ﻮاس ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﻜ ﻮن ﻣ ﺜﻼ ﺑﺼ ﺮﻳﺎ وﺳﻤﻌﻴﺎ أو ﺑﺼﺮﻳﺎ وﻟﻤﺴﻴﺎ أو أآﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﻘﺐ ﺑﻘﻮﻟﻪ إن هﺬا ﻧﺎدر إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻮاﻗﻊ ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺘﻨﻮﻳﻢ اﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ ﻣﺜﻼ .وﻣﻤﺎ ورد ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺎدة أﻳﻀﺎ أن ﺑﻌﺾ اﻟﻬﻼوﻳ ﺲ ﻳﻤﻜ ﻦ اﺳ ﺘﺪﻋﺎؤهﺎ ﺑﺎﻟﺘﺤ ﺪﻳﻖ إﻟ ﻲ ﺳ ﻄﺢ ﺻ ﻘﻴﻞ ، ) (٢٧ﻻﺣﻆ أﻧﻪ ﻗﺪ ا ﱡﺗﻬِﻢ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺼﺮع .واﻧﻈﺮ أﻳﻀﺎ إرﭬﻨﺞ ، ٢٠٠ /وﻻﺣ ﻆ ﺗﺨﺒﻄ ﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺮﺳﻮل ﻣﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ ﻋﺪم اﻗﺘﻨﺎﻋﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﻮل.
ﺺ اﻟﺬي ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ أن ﻟﻪ دﺧﻼ ﻓﻴﻪ .آﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﺣﺎﻻت اﻟﻮﺟﺪ اﻟﺼﻮﻓﻲ وإن ﻟﻢ َﻳ ِﻊ اﻟﺸﺨ ُ واﻟﺘﺮآﻴ ﺰ اﻻﻧﻔﻌ ﺎﻟﻲ اﻟﺤ ﺎد ﻋﻠ ﻲ ﻣﻮﺿ ﻮع ﻣﺜ ﺎﻟﻲ ﻗ ﺪ ﺗ ﺆدي ،ﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﺒ ﺪو ،إﻟ ﻲ أن ﻳ ﺮي ﺺ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن هﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﻤﺜﺎﻟﻲ ﺑﻮﺿﻮح).(٣٤٧ اﻟﺸﺨ ُ اﻟﻬﻠﻮﺳﺔ إذن ﻣﺮض ﻋﻘﻠﻲ ،وﻟﺴﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻲ أن ﻧﻌﻴﺪ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن اﻟﺮﺳ ﻮل ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ و ﺳﻠﻢ آﺎن ﻣﺜﺎﻻ ﻟﻼﺗﺰان اﻟﻨﻔﺴﻲ واﻟﻌﻘﻠ ﻲ ،ﻓ ﻼ اﺿ ﻄﺮاﺑﺎت ذهﻨﻴ ﺔ وﻻ ﻣﻮاﺟﻴ ﺪ ﺻﻮﻓﻴﺔ أو ﻣﺎ أﺷﺒﻪ .وﻟﻮ اﻓﺘﺮﺿﻨﺎ أﻧﻪ ،ﺑﺮﻏﻢ ذﻟﻚ ،ﻗﺪ ﺗﻌﺮض ﻣﺮة ﻟﻠﻬﻠﻮﺳﺔ ﻓ ﻼ ﺷ ﻚ أﻧﻪ آﺎن ﺳﻴﺘﻨﺒﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﺎل ﻟﻌﺪم ﺻﺤﺔ ﻣ ﺎ ﻳ ﺮاﻩ أو ﻳﺴ ﻤﻌﻪ .وﻳﺰﻳ ﺪ ه ﺬا ﺗﺄآﻴ ﺪا أﻧ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم أول ﻣﺎ ﻧ ﺰل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟ ﻮﺣﻲ ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺎرع ﺑﺎﻟﺘﺼ ﺪﻳﻖ ﺑ ﻞ ﻇ ﻦ أﻧ ﻪ رﺑﻤ ﺎ آ ﺎن واه ًﻤ ﺎ وﺧﺎف ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﻮﻓﺎ ﺷﺪﻳﺪا ،واﺳﺘﻤﺮ ذﻟﻚ ﻓﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺣﺘﻲ ﺗﻜﺮر ﻇﻬﻮر ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻟﻪ وﻧﺰول اﻟﻮﺣﻲ ﻋﻠﻴﻪ ،وﻋﻨﺪ ذﻟﻚ اﻃﻤﺄن .آﺬﻟﻚ ﻓﻠﻴﺲ ﺛﻤﺔ ﺧﺒﺮ واﺣﺪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻟﺮﺳﻮل ﻳﺸﻴﺮ وﻟﻮ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ إﻟﻲ أﻧﻪ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ و ﺳﻠﻢ آﺎن ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ اﻟ ﻮﺣﻲ اﺳ ﺘﺪﻋﺎء ،ﺑ ﻞ ﺴﺄَل ﻓﻴﻔﺘﻲ ﺑﺎﺟﺘﻬ ﺎدﻩ ، اﻟﻌﻜﺲ هﻮ اﻟﺼﺤﻴﺢ ،ﻓﻘﺪ رأﻳﻨﺎﻩ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻓﻲ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة ُﻳ ْ ﺛﻢ ﻳﻔﺎﺟﺄ َﺑ ْﻌ ُﺪ ﺑﻨﺰول اﻟﻮﺣﻲ ﺑﺨﻼف ﻣﺎ ﻗﺎل .وﻋﻤﻮﻣﺎ ﻓ ﺈن اﻟ ﻮﺣﻲ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﻨ ﺰل إﻻ إذا آﺎن هﻨﺎك ﺳﺒﺐ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﻧﺰوﻟـﻪ ،وهـﻮ ﻣﺎ ﻳﺴــﻤﻲ ﻓﻲ » ﻋﻠـﻮم اﻟﻘـﺮﺁن « ﺑـ » أﺳ ﺒﺎب اﻟﻨﺰول « ،ﻣﻤﺎ ﻳﻘﻄﻊ ﺑﺄن اﻟﺮﺳﻮل ﻟﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﺤ ﺎول اﻟﺘ ﺪﺧﻞ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻌﻠﻤﻴ ﺔ وﻟ ﻮ ﻋﻠ ﻲ ﻏﻴﺮ وﻋﻲ ﻣﻨﻪ .إن هﺬﻩ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ اﻷﺧﻴ ﺮة آﻔﻴﻠ ﺔ ﺑﺎﺳ ﺘﺒﻌﺎد أن ﻳﻜ ﻮن اﻟ ﻮﺣﻲ ﺑﻌ ﺪ ﺑﺪاﻳﺘ ﻪ اﻷوﻟﻲ ،وﺑﺎﻟﺬات ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ،ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﻬﻠﻮﺳﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻳﻨ ﺰل واﻟﺮﺳ ﻮل ﻣﺮ ﱢآ ٌﺰ اﻧﺘﺒﺎه ﻪ ﺗﺮآﻴ ﺰا اﻧﻔﻌﺎﻟﻴ ﺎ ﺣ ﺎدا ﻋﻠ ﻲ أي ﻣﻮﺿ ﻮع ﻣﺜ ﺎﻟﻲ .آ ﺬﻟﻚ ﻓ ﺈن ت ﻗﺮﺁﻧﻴ ﺔ اﻟﻮﺣﻲ ﻟﻢ ﻳﺘﺨﺬ ﻳﻮﻣﺎ ﺻﻮرة هﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣﺤﻞ اﻟﺘﺮآﻴﺰ ،ﺑﻞ آﺎن َﻳ ْﻨﺰِل ﺁﻳ ﺎ ٍ ﺗﻌﺎﻟﺞ اﻟﻤﺸﺎآﻞ اﻟﻤﺜﺎرة اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﺗﻔﺎﺟﺊ اﻟﺮﺳﻮل ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﺣﻴﺎن ،وﺗﺮ ّد ﻋﻠﻲ ﻄ ﺮَح ﺑﺸ ﺄﻧﻬﺎ ﻣ ﻦ اﺳﺘﻔﺴ ﺎرات ...إﻟ ﺦ .ﺛ ﻢ إن اﻟ ﻮﺣﻲ ﻟ ﻢ ﻳﺘﺨ ﺬ ﺻ ﻮرة واﺣ ﺪة ﺑ ﻞ ﻣﺎ ُﻳ ْ ﺻﻮرا ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ آﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺑﻴﺎﻧﻪ .أﻣﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﻤﻀﻤﻮن ﻓﺈﻧﻪ آﺎن ﻳﻨﺰل آﻞ ﻣﺮة ﺑﺸﻲء ﺟﺪﻳﺪ. وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻲ ذﻟﻚ ،ﻓﺈن هﺬﻩ اﻟﻬﻠﻮﺳﺔ اﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺔ ﻻ ﺗﻘﺪم ﻟﻨﺎ أي ﺗﻔﺴ ﻴﺮ ﻟﻠﻈ ﺎهﺮة اﻟﺘ ﻲ ﻻﺣﻈﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺼﺎدف أن آ ﺎن ﺟ ﺰء ﻣ ﻦ ﺟﺴ ﺪ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻓﻮﻗ ﻪ ،آﺰﻳ ﺪ ﺑ ﻦ ﺛﺎﺑ ﺖ ،اﻟ ﺬي ﻲ أﺛﻨﺎء وﺟ ﻮد ﻓﺨ ﺬ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻓ ﻮق ﻓﺨ ﺬﻩ ،ﻓﻠﻤ ﺎ ﺣٌ أﺣﺲ ﺑﺄن ﻓﺨﺬﻩ ﺳ ُﺘ َﺮضّ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﺰل َو ْ اﻧﻘﺸﻊ اﻟﻮﺣﻲ زال ﺷﻌﻮرﻩ ﺑﺎﻟﺜﻘﻞ اﻟﺒﺎهﻆ اﻟﺬي آﺎن ﻓﻲ ﻓﺨﺬ اﻟﺮﺳﻮل وزال ﻣﻌﻪ إﺣﺴﺎﺳﻪ ق ﻋﻨﻘﻬ ﺎ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻧ ﺰل اﻟ ﻮﺣﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﺑﺎﻷﻟﻢ اﻟﻌﻨﻴﻒ ،وآﺎﻟﻨﺎﻗﺔ اﻟﺘﻲ آﺎدت أن ُﺗ َﺪ ّ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻟﻮﻻ أن ﺗﺮﺟ ﻞ ﻣ ﻦ ﻓﻮﻗﻬ ﺎ .آ ﺬﻟﻚ ﻓ ﺈن ه ﺬا اﻻدﻋ ﺎء ﻻ ﻳﻔﺴ ﺮ ﻟﻨ ﺎ ﺳ ﺮ ذﻟ ﻚ اﻟﺼﻮت اﻟﺬي ﻳﺸﺒﻪ دوي اﻟﻨﺤﻞ ،واﻟﺬي آﺎن اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻳﺴﻤﻌﻮﻧﻪ ﺑﻮﺿﻮح ﺣﻮل وﺟﻬ ﻪ اﻟﻜﺮﻳﻢ .إن هﺬا اﻟﺼﻮت ﻟﻢ ﻳﻜﻦ إﺣﺴﺎﺳﺎ ﻣﺘﻮهﱠﻤﺎ ،ﺑﻞ آﺎن ﺻﻮﺗﺎ ﻣﻮﺿ ﻮﻋﻴﺎ ﻟ ﻪ وﺟ ﻮد ﺧﺎرج ذات اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ،وﻟﻮﻻ ذﻟﻚ ﻣﺎ اﻟﺘﻘﻄﺘ ﻪ ﺁذان اﻟﺼ ﺤﺎﺑﺔ .وﻣ ﻦ ﻧﺎﺣﻴ ﺔ أﺧﺮي ﻓﺈن » داﺋﺮة اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ « ُﺗﺮْﺟﻊ اﻟﻬﻠﻮﺳﺔ إﻟﻲ ذآﺮﻳﺎت ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻣﻨﺴﻴﺔ ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ رؤﻳﺔ اﻟﺮﺳﻮل ﻟﺠﺒﺮﻳﻞ) ﻓﻲ اﻟﻤ ﺮة اﻷوﻟ ﻲ ﻋﻠ ﻲ اﻷﻗ ﻞ( ﻣ ﻊ أن ﻣ ﻦ اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ إرﺟﺎع ذﻟﻚ إﻟﻲ ذآﺮي ﻗﺪﻳﻤﺔ ،أو ﺗﻔﺴﻴ ُﺮ اﻟ ﻮﺣﻲ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﻨ ﺰل ردّا ﻋﻠ ﻲ ) (٢٨واﻧﻈﺮ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع أﻳﻀﺎ » اﻟﻤﻮﺟﺰ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ « ﻟﺴ ﺠﻤﻮﻧﺪ ﻓﺮوﻳ ﺪ / ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺳﺎﻣﻲ ﻣﺤﻤﻮد ﻋﻠﻲ وﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﻟﻘﻔﺎش .١١٦ /
ﻣﺸﺎآﻞ ﻧﺸﺄت ﻟﺘﻮهﺎ وﻟﻢ ﻳﺤﺪث أن ُوﺟِﺪت ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ أو اﻟﻤﺤﻴﻂ اﻟﺬي آﺎن ﻳﺘﺤﺮك ﻓﻴﻪ اﻟﺮﺳﻮل ،آﻤﺎ هﻮ اﻟﺤﺎل ﻣﺜﻼ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺨﻠﻔﻮا ﻋﻦ ﻏﺰوة ﺗﺒﻮك ،أو ﻣﺴﺠﺪ اﻟﻀﺮار ،أو ﺻﻼة اﻟﺨﻮف ،وأﺷ ﺒﺎﻩ ذﻟ ﻚ ،وه ﻲ آﺜﻴ ﺮة ﺟ ﺪا ؟ ﺑ ﻞ آﻴﻒ ُﻧ َﻔﺴﱢﺮ اﻟﻨﺒﻮءات اﻟﺘﻲ وردت ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن وﺗﺤﻘﻘﺖ آﻠﻬ ﺎ ،ﻣ ﻦ أول ﺗﻮﻋ ﺪ أﺑ ﻲ ﻟﻬ ﺐ وزوﺟﺘﻪ ﺑﺎﻟﻨﺎر ﻣﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠـﻲ أﻧﻬﻤﺎ ﺳﻴﻤﻮﺗﺎن آﺎﻓﺮﻳـﻦ) وهﻮ ﻣﺎ ﺣﺪث ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ( ،ﻣﺮورا ﺑﻨﺒﻮءة اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺮوم ﻋﻠﻲ اﻟﻔﺮس ﻓ ﻲ ﺑﻀ ﻊ ﺳ ﻨﻴﻦ ﻋﻘ ﺐ ه ﺰﻳﻤﺘﻬﻢ اﻟﺜﻘﻴﻠ ﺔ ﻋﻠ ﻲ أﻳ ﺪي ﺧُﻠﻦﱠ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ اﻟﺤ ﺮام إن ﺷ ﺎء اﷲ ﺁﻣﻨ ﻴﻦ هﺆﻻء اﻷﻋﺪاء ،إﻟﻲ وﻋﺪ اﻟﻘﺮﺁن ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ َﻟ َﻴ ْﺪ ُ ﻦ ﻟﻬ ﻢ دﻳ ﻨﻬﻢ وﻏﻴ ﺮ ذﻟ ﻚ ؟ إن اﻟﻬﻠﻮﺳ ﺔ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﺗﻔﺴ ﺮ ﻟﻨ ﺎ وأن اﷲ ﻣﺴﺘﺨﻠﻔﻬﻢ وﻣﻤ ﱢﻜ ٌ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ هﺬا .آﺬﻟﻚ آﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻔﺴﺮ ﻟﻨﺎ اﻟﻬﻠﻮﺳﺔ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن ﻣﻦ إﺷﺎرات ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺗﻌﻠﻴﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻄﺎق ﻣﻌﺎرف اﻟﺮﺳﻮل وﻋﺼﺮﻩ ﺑﻞ وﻣﺎ ﺑﻌ ﺪ ﻋﺼ ﺮﻩ ﺑﻘ ﺮون) آﻤ ﺎ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﺑﻴﺎن ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﻜﺘ ﺎب( ؟ ﺛ ﻢ إن اﻟﻌﻠﻤ ﺎء اﻟ ﺬﻳﻦ درﺳ ﻮا ه ﺬﻩ اﻟﻈﺎهﺮة ﻳﺨﺘﻠﻔﻮن ﺣﻮل ﺗﻔﺴﻴﺮهﺎ هﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ .ﺗ ﺮي ه ﻞ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﺗﺒﻨﻲ اﻟﻬﻠﻮﺳﺔ دﻳﻨﺎ آﺎﻹﺳﻼم ﻗﻮاﻣﻪ ﺗﻨﺰﻳﻪ اﻟﺨﺎﻟﻖ وﺗﺼﻮﻳﺮﻩ ﺑﻤﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﺟﻼﻟﻪ وﻗﺪﺳﻴﺘﻪ ، وﻧﻔﻲ ﻋﺒﺜﻴﺔ اﻟﺤﻴﺎة وإرﺳﺎء اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻣﻊ أﺧﺬ ﻇﺮوف آﻞ ﺷﺨﺺ وﻧﺼﻴﺒﻪ ﻣﻦ اﻟﻀﻌﻒ اﻟﺒﺸﺮي ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ؟ وﺑﻌﺪ ،ﻓ ﺈن ه ﺬﻩ اﻻدﻋ ﺎءات ﻻ ﺗ ﺆدي إﻟ ﻲ ﻃﺎﺋ ﻞ ،ﻓﻀ ﻼ ﻋ ﻦ ﺳ ﺨﻔﻬﺎ وﻓﺴ ﺎدهﺎ .وإن اﺿﻄﺮاب ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﻤﺤﻤﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻻﺗﻬﺎﻣﺎت إﻟﻲ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻟﻴﻮﺣﻲ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻗﺪ أﺻﻤّﻮا ﺁذاﻧﻬﻢ وﻋﻘﻮﻟﻬﻢ وﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻋﻦ ﺳﻤﺎع اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻓﻬﻢ ُﻳﻘْﺒﻠﻮن ﻋﻠﻲ اﻹﺳﻼم ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻟﻴﻬﺎﺟﻤﻮﻩ وﻳﻔﻨﺪوﻩ .إن أﺻﻮاﺗﻬﻢ ﻟﺘﺬآّﺮﻧﺎ ﺑﺄﺻ ﺪاء ﺧﺎﻓﺘ ﺔ ﻷﺻ ﻮات ﻣﺸ ﺎﺑﻬﺔ آﺎﻧﺖ ﺗﺘﺮدد ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﻋﻠ ﻲ أﻟﺴ ﻨﺔ اﻟﻤﺸ ﺮآﻴﻦ وﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻋﻠ ﻲ أﻟﺴ ﻨﺔ اﻟﻴﻬ ﻮد ،ﻣﺘﻬﻤ ًﺔ ﻣﺤﻤ ﺪا ﻣ ﺮة ﺑﺄﻧ ﻪ ﻣﺴ ﺤﻮر ،وأﺧ ﺮي ﺑﺄﻧ ﻪ ﺳ ﺎﺣﺮ ،وﺛﺎﻟﺜ ﺔ ﺑﺄﻧ ﻪ ﺷ ﺎﻋﺮ ،وراﺑﻌ ﺔ ﺑﺄﻧ ﻪ ﻣﺠﻨﻮن ،وﺧﺎﻣﺴﺔ ﺑﺄﻧﻪ آﺬاب ،ﻏﻴﺮ ﻣﺴ ﺘﻘﺮة ﻋﻠ ﻲ اﺗﻬ ﺎم واﺣ ﺪ وﻻ ﻗ ﺎدرة ﻋﻠ ﻲ إﺛﺒ ﺎت ﺷ ﻲء ﻣﻤ ﺎ ﻳﻘﻮﻟ ﻮن .وﻣ ﻊ ه ﺬا آﻠ ﻪ ﻓﻘ ﺪ اﻧﺘﻬ ﻲ أﻣ ﺮهﻢ ﺑ ﺎﻟﺮﺟﻮع ﻋ ﻦ ه ﺬﻩ اﻻﺗﻬﺎﻣ ﺎت واﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺬي ﺟﺎء ﺑﻪ هﺬا اﻟﺴﺎﺣﺮ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﺠﻨ ﻮن ،ﻣﻜ ﺬﱢﺑﻴﻦ ﺑ ﺬﻟﻚ أﻧﻔﺴ ﻬﻢ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ .وإﻧﻲ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﺳﻮف ﻳﺄﺗﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﻳﺤﺪث ﻓﻴ ﻪ ﻟﻜ ّﻔ ﺎر اﻟﻌﺼ ﺮ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻣ ﺎ ﺣﺪث ﻟﺮﺻﻔﺎﺋﻬﻢ اﻟﻘﺪاﻣﻲ.
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﻘــــــــــﺮﺁن ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﺮﺁن واﻷدﻳﺎن اﻷﺧﺮي اﻟﺬي ﻳﻤﻴﺰ اﻹﺳﻼم ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ اﻷدﻳﺎن هﻮ اﻟﻮﺣﺪاﻧﻴﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘ ﺔ ﺑﻜ ﻞ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬ ﺎ .وهﻨ ﺎك ﺳﻮرة آﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن ،وإن آﺎﻧﺖ ﻗﺼﻴﺮة ،ﻧﺰﻟﺖ ﻟﺘﻘﺮﻳﺮ هﺬا اﻟﻤﻌﻨﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮا ﺣﺎﺳﻤﺎ ﺼﻤَﺪ $ﻟﻢ َﻳِﻠ ْﺪ وﻟﻢ ﷲ اﻟ ﱠ ﺣ ٌﺪ $ا ُ ﺲ ﻓﻴﻪ وﻻ ﺗﺮدد وﻻ ﻣﻮارﺑﺔ ››:ﻗُﻞ :هﻮ اﻟﱠﻠ ُﻪ َأ َ ﺟﺎزﻣﺎ ﻻ َﻟ ْﺒ َ )(١ ﻦ ﻟﻪ ُآ ُﻔ ﻮًا َأ َ ﻳُﻮَﻟ ْﺪ وﻟﻢ ﻳ ُﻜ ْ ﺣ ﺪ ‹‹.وه ﺬﻩ اﻟﻮﺣﺪاﻧﻴ ﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘ ﺔ ﺗﺨ ﺎﻟﻒ اﻟﻌﻘﺎﺋ ﺪ اﻟﺘ ﻲ آﺎﻧ ﺖ ﻣﻮﺟﻮدة أﻳﺎم ﻇﻬﻮر اﻹﺳﻼم ،ﻣﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ أن اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻢ ﻳﻘﺘﺒﺲ أﻓﻜﺎرﻩ ﻋﻦ اﷲ ﻣﻦ أﺣﺪ :ﻓﺎﻟﺠﺎهﻠﻴﻮن آ ﺎﻧﻮا ﻳﺮﻓﻀ ﻮن ﺗﻤﺎﻣ ﺎ ه ﺬﻩ اﻟﻮﺣﺪاﻧﻴ ﺔ وﻳﺴ ﺘﻐﺮﺑﻮن ﺑﺸ ﺪة أن ﺣ ﺪًا ؟ إن ه ﺬا ﻞ اﻵﻟﻬ َﺔ إﻟ ًﻬ ﺎ وا ِ ﺟ َﻌ َ ﻳﺪﻋﻮ ﻣﺤﻤﺪ إﻟﻲ إﻟﻪ واﺣﺪ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺁﻟﻬﺔ ﻣﺘﻌ ﺪدة » َ :أ َ )(٢ ﺠ ﺎب $ ... $ﻣ ﺎ َ ﻋَ ﻲ ٌء ُ ﺸ ْ َﻟ َ ﺳ ِﻤﻌْﻨﺎ ﺑﻬ ﺬا ﻓ ﻲ اﻟﻤﻠ ﺔ اﻵﺧ ـﺮة .إِن ه ﺬا إﻻ اﺧ ﺘِﻼق ‹‹ . وﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ اﻷﺧﻴﺮة أن ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻮﺣﺪاﻧﻴ ﺔ آ ﺎن ﺟﺪﻳ ﺪًا ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ،ﻓﻬ ﺎ ه ﻢ أوﻻء ﻳﺤﺘﺠﻮن ﻟﺘﻌﺪد اﻵﻟﻬﺔ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻌﻮا ﺑﺎﻟﻮﺣﺪاﻧﻴ ﺔ .وﺳ ﻮاء أآ ﺎن اﻟﻤﻘﺼ ﻮد ﺑ ـ » اﻟﻤﻠ ﺔ اﻵﺧﺮة « هﻨﺎ ﻋﻘﻴﺪة اﻟﻨﺼﺎري ﻓﻲ اﻵﻟﻬﺔ أم ﻋﻘﺎﺋﺪ اﻟﺠﺎهﻠﻴﻴﻦ اﻟﻮﺛﻨﻴﻴﻦ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﻣﻦ هﺬا اﻟ ﻨﺺ أن » اﻟﺸ ﺮك ﺑ ﺎﷲ « آ ﺎن ه ﻮ اﻟﻌﻘﻴ ﺪة اﻟﻤﻘ ﺮرة اﻟﺘ ﻲ درﺟ ﻮا ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﻣﻨ ﺬ زﻣ ﻦ ﺟ ﺪْﻧﺎ ﺁﺑﺎءَﻧ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ُأ ﱠﻣ ٍﺔ وإ ّﻧ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ﺁﺛ ﺎرِهﻢ ﻣُﻬ َﺘ ﺪون « ،ﺣﺘ ﻲ إن ﻃﻮﻳ ﻞ ››:ﻗ ﺎﻟﻮا ِ :إ ّﻧ ﺎ و َ اﻟﻮﺣﺪاﻧﻴ ﺔ ،ﻋﻠ ﻲ ﺑﺴ ﺎﻃﺘﻬﺎ وﻣﻨﻄﻘﻴﺘﻬ ﺎ ،ﻗ ﺪ ﺻ ﺪﻣﺘﻬﻢ ﺻ ﺪﻣﺔ ﻋﻨﻴﻔ ﺔ واﺳ ﺘﻔﺰﺗﻬﻢ إﻟ ﻲ ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ودﻋﻮﺗﻪ ﺑﻜﻞ ﻃﺎﻗﺎﺗﻬﻢ ،وﻟﻢ ﻳﻜﻔّﻮا ﻋ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺤﺎرﺑ ﺔ اﻻ ﻲ ﻓﻴﻬﺎ ،وهﻮ ﻣﺎ اﺳﺘﻐﺮق ﻧﺤﻮ ﻋﺸ ﺮﻳﻦ ﺳ ﻨﺔ ﻣﻨ ﺬ ﺑﺪاﻳ ﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺠﺰوا ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻦ اﻟﻤﻀ ّ اﻟﺪﻋﻮة ﺣﺘﻲ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ. وﻗﺪ ﻳﺪﻟّﻚ ﻋﻠﻲ ﻣﺒﻠﻎ اﻟﻌﻨﺎء اﻟﺮهﻴﺐ اﻟﺬي ﻗﺎﺳﺎﻩ اﻟﺮﺳﻮل ﻓﻲ دﻋﻮة ﻗﻮﻣﻪ إﻟﻲ اﷲ اﻟﻮاﺣ ﺪ ﺸﺮْآﻴﺔ ،ﻓﻔﻲ ﺳﻮرة » اﻟﻨﺠﻢ « ﻣ ﺜﻼ ،وه ﻲ آﺜﺮ ُة اﻵﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻗﺸﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻔﺎهﻴﻤﻬﻢ اﻟ ﱢ ﺴﻮَر اﻟﻤﺒﻜﺮة ،ﻧﺠﺪﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻲ ﻳﻌﻴﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺳﺨﻒ ﻣﻨﻄﻘﻬﻢ اﻟﺬي ﻳﺴﻮل ﻟﻬﻢ ﻣﻦ اﻟ ﱡ أن ﻳﻨﺴﺒﻮا إﻟﻴﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ أﺻﻨﺎﻣﻬﻢ هﻲ اﻟﻼت واﻟﻌﺰي وﻣﻨﺎة ﻋﻠﻲ أﻧﻬﺎ ﺑﻨﺎﺗﻪ .ﻳﻘﻮل ﺟﻞ ت واﻟ ُﻌ ﺰﱠي $وﻣَﻨ ﺎة اﻟﺜﺎﻟﺜ َﺔ اﻷﺧ ﺮي ؟ $أﻟ ُﻜ ُﻢ اﻟ ﺬﱠ َآ ُﺮ وﻟ ﻪ ﺷ ﺄﻧﻪ » :أ َﻓ َﺮَأ ْﻳﺘُﻢ اﻟ ﻼ َ ل ﻲ إﻻ أﺳﻤﺎ ٌء ﺳﻤﻴﺘﻤﻮهﺎ أﻧﺘﻢ وﺁﺑﺎؤآﻢ ﻣ ﺎ أﻧ َﺰ َ نه َ ﺴ َﻤ ٌﺔ ﺿِﻴﺰَي ِ $إ ْ ﻷ ْﻧﺜَﻲ $ﺗﻠﻚ إذن ﻗ ْ اُ ﺲ .وﻟﻘ ﺪ ﺟ ﺎءهﻢ ﻣ ﻦ رﺑﻬ ﻢ ﻦ وﻣ ﺎ ﺗﻬ ﻮَي اﻷﻧﻔ ُ ﻈ ﱠ ن ﻳﺘﱠﺒﻌ ﻮن إﻻ اﻟ َ ﺳ ﻠﻄﺎن .إ ْ ﷲ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ُ ا ُ ﻚ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎوات ﻻ ﻦ ﻣَﻠ ٍ اﻟ ُﻬﺪَي $أم ﻟﻺﻧﺴﺎن ﻣﺎ َﺗ َﻤﻨﱠﻲ ؟ $ﻓﻠﻠﱠﻪ اﻵﺧﺮة واﻷوﻟﻲ $و َآ ْﻢ ِﻣ ْ ) (١ﺳﻮرة اﻹﺧﻼص. ) (٢ص . ٧ - ٥ /
ﷲ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎ ُء و َﻳ ْﺮﺿَﻲ $إن اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻨ ﻮن نا ُ ﻻ ﻣﻦ َﺑﻌْﺪ أن َﻳ ْﺄ َذ َ ﻋﺘُﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ إ ﱠ ُﺗ ْﻐﻨِﻲ ﺷﻔﺎ َ ) ( ﺑﺎﻵﺧﺮة َﻟ ُﻴ َ ﺴﻤﱡﻮن اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺗﺴﻤﻴﺔ اﻷﻧﺜﻲ ‹‹ . ٣ وﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا َﻳ َﺪﻋُﻮن أﻳﺔ ﺷﺒﻬﺔ دون أن ﻳﻌﻀﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻮاﺟﺬ ﻓﻲ ﺟﺪاﻟﻬﻢ اﻟﻌﻘﻴﻢ اﻟﺬي ﻟ ﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻨﻔﻊ ﻣﻌﻪ ﻣﻨﻄﻖ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ .اﻧﻈﺮ إﻟﻴﻬﻢ وﻗﺪ ﺟﺎء ذآﺮ ﻋﻴﺴ ﻲ ﺑ ﻦ ﻣ ﺮﻳﻢ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم أﻣﺎﻣﻬﻢ ﻓﺈذا هﻢ ﻳﺼﻴﺤﻮن ››:أَﺁﻟﻬﺘﻨﺎ ﺧﻴﺮ أم هﻮ؟‹‹ ) . (٤وﻳﺮد اﻟﻘﺮﺁن ﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﻤﻨﻄ ﻖ ﺟ َﺪﻻً ،ﺑ ﻞ ه ﻢ َﻗ ﻮْم ﺿ ﺮَﺑﻮﻩ ﻟ ﻚ إﻻ َ اﻟﺴ ﺨﻴﻒ ﻣﺒﻴ ًﻨ ﺎ ﺑ ﻮاﻋﺜﻬﻢ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﺼ ﻴﺎح ››:ﻣ ﺎ َ ﺧﺼِﻤﻮن‹‹ ) . (٥وﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﻤﻨﻄﻖ اﻟﻤﻠﺘﻮي ﻻ ﺗﻔﻠﺢ ﻣﻌﻪ ﻋ ﺎد ًة أﻳ ﺔ ﺣﺠ ﺔ .وﻋﺒﺜ ﺎ ﻳﺒ ﻴﻦ َ )(٦ ل اﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ‹‹ ،أﻣ ﺎ ن آﺎن ﻟﻠﺮﺣﻤﻦ َوَﻟ ٌﺪ ﻓﺄﻧﺎ أوﱠ ُ ﻟﻬﻢ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻲ أﻣﺮ اﷲ أﻧﻪ » ِإ ْ )(٧ ﻋﻴﺴﻲ ﻓﻤﺎ » هﻮ إﻻ ﻋﺒ ٌﺪ أﻧﻌﻤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ وﺟﻌﻠﻨﺎﻩ َﻣ َﺜ ً ﻼ ﻟﺒﻨﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ‹‹ .وﻟﻜﻦ آﻞ ه ﺬا ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴ ﺒﺔ إﻟ ﻲ ﻋﺎﻣ ﺔ ﺟﻤﻬ ﻮرهﻢ إﻻ ﺻ ﻴﺤﺎت ﻓ ﻲ واد ،ﻓﻬ ﺎ ه ﻮ ذا اﻟﻘ ﺮﺁن ﻓ ﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻮرة ذاﺗﻬ ﺎ ﻳﻌ ﻮد إﻟ ﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸ ﺔ ه ﺬا اﻟﻤﻨﻄ ﻖ اﻟﺘﺎﻓ ﻪ ﻣ ﺮة أﺧ ﺮي » : ﺨ ﺬ ﻣﻤ ﺎ ﻳﺨُﻠ ﻖ ﺑﻨ ﺎت ﺟ ْﺰءًا .إن اﻹﻧﺴ ﺎن َﻟ َﻜ ُﻔ ﻮر ُﻣ ِﺒ ﻴﻦ $أم ا ﱠﺗ َ ﻋ َﺒ ﺎدِﻩ ُ وﺟﻌﻠ ﻮا ﻟ ﻪ ﻣ ﻦ ِ ﺴ َﻮدّا وهﻮ ب ﻟﻠﺮﺣﻤﻦ ﻣﺜﻼ ﻇﻞ وﺟﻬﻪ ُﻣ ْ ﺿ َﺮ َ وأﺻﻔﺎآﻢ ﺑﺎﻟﺒﻨﻴﻦ ؟ $وإذا ُﺑﺸﱢﺮ أَﺣﺪُهﻢ ﺑﻤﺎ َ ﺤ ْﻠﻴَﺔ وهﻮ ﻓﻲ اﻟﺨﺼﺎم ﻏﻴﺮ ﻣُﺒﻴﻦ ؟ $وﺟﻌﻠﻮا اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻦ ُﻳ َﻨﺸﱠﺄ ﻓﻲ اﻟ ِ آﻈﻴﻢ َ $أ َو َﻣ ْ )(٨ ﺐ ﺷ ﻬﺎدﺗُﻬﻢ وﻳُﺴ ﺄﻟﻮن‹‹ .ووﺟ ﻪ ﺧ ْﻠﻘَﻬ ﻢ ؟ ﺳ ﺘُﻜ َﺘ ُ ﺷ ﻬِﺪوا َ ه ﻢ ﻋِﺒ ﺎ ُد اﻟ ﺮﺣﻤﻦ إﻧﺎﺛ ﺎ َ .أ َ اﻟﺘﻔﺎهﺔ ﻓﻲ هﺬا اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ أﻧﻬﻢ ﻳﺠﻌﻠﻮن ذرﻳﺔ اﷲ إﻧﺎﺛﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻳﻀﻴﻘﻮن هﻢ ﻓﻴﻪ أﺷﺪ ت ﻟﻠﻮاﺣ ﺪ ﻣ ﻨﻬﻢ أﻧﺜ ﻲ .وﻟ ﻮ ﺟ ﺮوا ﻓ ﻲ اﻟﻀ ﻴﻖ وﺗﺴ ﻮ ّد وﺟ ﻮهﻬﻢ ﺧﺰ ًﻳ ﺎ وﻋ ﺎرًا إذا ُوِﻟ َﺪ ْ ﺳﺨﻔﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﻣﻨﻄﻖ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﻟﺮﺣﺒﻮا إذن ﺑﺈﻧﺠﺎب اﻹﻧ ﺎث ﺑ ﻞ ﻻﻓﺘﺨ ﺮوا ﺑﻬ ﻦ واﺳ ﺘﻜﺜﺮوا ﻣﻨﻬﻦ .وﻳﺰداد اﻟﻤﺮء ﻋﺠﺒ ﺎ ﺣ ﻴﻦ ﻳ ﺮي ه ﺆﻻء اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﻜﺮه ﻮن اﻹﻧ ﺎث)وﺑﻌﻀ ﻬﻢ آ ﺎن ﻳﺪﺳّﻬﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﺮاب وهﻦ أﺣﻴﺎء(ﻳﻌﺒ ﺪوﻧﻬﻦ ﻣﻌﺘﻘ ﺪﻳﻦ أﻧﻬ ﻦ ﻳﻘ ﺮﺑﻨﻬﻢ إﻟ ﻲ اﷲ زﻟﻔ ﻲ ››:ﻣ ﺎ َﻧﻌْﺒﺪهﻢ ) أي اﻷﺻﻨﺎم ،اﻟﺘﻲ َﻳ ُﻌﺪّون ﺑﻌﻀﻬﺎ إﻧﺎ ًﺛ ﺎ ( إﻻ ﻟﻴﻘﺮﺑﻮﻧ ﺎ إﻟ ـﻲ اﻟﱠﻠ ِﻪ ُز ْﻟ َﻔ ﻲ‹‹ ). (٩ وﻣﻬﻤ ﺎ ﻳﺸ ﺮح اﻟﻘ ﺮﺁن ﻟﻬ ﻢ أن آ ﻞ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻜ ﻮن ﻣﺨﻠ ﻮق ﷲ وﻋﺒ ﺪ ﻟ ﻪ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌ ﺎﻟﻲ وﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﷲ ﻟﻮ أراد أن ﻳﺼﻄﻔﻲ ﻣﻦ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﺎء ﻓ ﺈﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻘﺘﻨﻌ ﻮن ،ﻓﻘ ﺪ ﺳ ﺪوا ﷲ أن ﻳﺘﺨ ﺬ وﻟ ﺪا ﻻﺻ ﻄﻔﻲ ﻣﻤ ﺎ ﻳﺨﻠ ﻖ ﻣ ﺎ ﻳﺸ ﺎء‹‹ ) . (١٠إﻧﻬ ﻢ ﺁذاﻧﻬﻢ ﺳ ﺪا » :ﻟ ﻮ أراد ا ُ ب ت ﻗﻠ ﻮ ُ ﻳﻜﺮهﻮن اﻟﻮﺣﺪاﻧﻴﺔ وﻳﻨﻔﺮون ﻣﻨﻬﺎ أﺷ ﺪ اﻟﻨﻔ ﻮر » :وإذا ُذ ِآ ﺮ اﷲ وﺣ ﺪﻩ اﺷ ﻤﺄ ﱠز ْ ) (١ ﻦ دوﻧ ﻪ إذا ه ﻢ ﻳﺴﺘﺒﺸ ﺮون‹‹ . ١وﻟ ﻮ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﺎﻵﺧﺮة ،وإذا ُذآِﺮ اﻟﺬﻳﻦ ِﻣ ْ أﻧﻬﻢ آﺎﻧﻮا ﺻﺎدﻗﻴﻦ ﻓﻲ ادﻋﺎﺋﻬﻢ أﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﺒﺪون اﻷﺻﻨﺎم إﻻ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻘﺮﺑﻬﻢ إﻟﻲ اﷲ ُز ْﻟﻔَﻲ ﺠ ُﻪ ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﻲ .ﻣ ﻦ هﻨ ﺎ ﻧﻔﻬ ﻢ ﻟﻤ ﺎذا ﻳﻠ ﺢ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻻﺳﺘﺒﺸﺮوا ﺑﺬآﺮ اﷲ اﻟﺬي هﻮ ُﻣﺘﱠ َ ﻋﻠﻲ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻮﺣﺪاﻧﻴﺔ ،وﻧﺪرك آﺬﻟﻚ ﻣﺪي اﻟﺠﻬﺪ اﻟﻔﺎدح اﻟﺬي آﺎن رﺳﻮﻟﻨﺎ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﻠﻴﻪ ) (٣اﻟﻨﺠﻢ . ٢٧ – ١٩ / ) (٤اﻟﺰﺧﺮف . ٥٨ / ) (٥اﻟﺰﺧﺮف . ٥٨ / ) (٦اﻟﺰﺧﺮف . ٨ ١ / ) (٧اﻟﺰﺧﺮف . ٥٩ / ) (٨اﻟﺰﺧﺮف . ١٩ – ١٥ / ) (٩اﻟﺰﻣﺮ . ٦ / ) (١٠اﻟﺰﻣﺮ . ٤ / ) (١١اﻟﺰﻣﺮ . ٤٥ /
أﻓﻀﻞ اﻟﺼ ﻼة وأزآ ﻲ اﻟﺴ ﻼم ﻳﺒﺬﻟ ﻪ ،ﻓﻬ ﺎ ه ﻮ ذا ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌ ﺎﻟﻲ ﻳﻘ ﻮل ﻓ ﻲ ﺳ ﻮرة » ﻚ ﻓﻲ ﻚ اﻟﺴ ﻤﺎوات واﻷرض ،وﻟ ﻢ ﻳﺘﺨ ْﺬ وﻟ ﺪا ،وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻟ ﻪ ﺷ ﺮﻳ ٌ اﻟﻔﺮﻗ ﺎن ›› :ﻟ ﻪ ُﻣ ْﻠ ُ ) (١ ﻞ ﺷﻲء ﻓﻘﺪﱠرﻩ ﺗﻘﺪﻳﺮا‹‹ ، ٢آﻤﺎ ﻳﻘﻮل ﻓﻲ ﺳﻮرة» اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن « » :ﻣﺎ اﻟ ُﻤ ْﻠﻚِ ،وﺧﻠﻖ آ ﱠ ﻀ ﻬﻢ ﻼ َﺑ ْﻌ ُ ﻖ وﻟَﻌ َ ﺧَﻠ َ ﻞ إﻟ ٍﻪ ﺑﻤ ﺎ َ ﺐآ ﱡ ﻦ إﻟ ٍﻪ ،إذن َﻟ َﺬ َه َ ﻦ َوَﻟ ٍﺪ ،وﻣﺎ آﺎن ﻣﻌﻪ ِﻣ ْ ﺨ َﺬ اﷲ ِﻣ ْ ا ﱠﺗ َ )(١٣ ﺼ ﻔﻮن‹‹ ﺾ .ﺳﺒﺤﺎن اﻟﱠﻠ ِﻪ ﻋﻤﺎ َﻳ ِ ﻋﻠﻲ ﺑَﻌ ٍ .وﻋﻠ ﻲ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺤﺠ ﺔ ﻣ ﻦ ﺑﺴ ﺎﻃﺔ ﻣﺸﺮﻗﺔ ﺗﻘﺘﺤﻢ اﻟﻌﻘﻮل اﻟﺴﻠﻴﻤﺔ اﻗﺘﺤﺎﻣﺎ ﻧﺠﺪهﻢ ﻗﺪ أﻏﻠﻘﻮا ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻇﻠﻤ ﺎت ،ﺣﺘﻲ إن اﻟﻘﺮﺁن ﻟﻴﺒ ﺪئ ﻣ ﻦ ﺟﺪﻳ ﺪ وﻳﻌﻴ ﺪ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻘﻀ ﻴﺔ آﺄﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻘ ﻞ ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ ﺷ ﻴﺌﺎ وآﺄﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻌﻮا وﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮوا ››:ﻟﻮ آﺎن ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺁﻟ َﻬ ٌﺔ إﻻ اﷲ ﻟﻔﺴ ﺪﺗﺎ‹‹ ) ، (١٤وه ﻲ ﻧﻔ ﺲ اﻟﺤﺠﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،وإن ﺻﻴﻐﺖ ﻓﻲ ﻋﺒﺎرة ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ .وهﺎ ه ﻢ أوﻻء أﻳﻀ ﺎ ﻳﻌ ﻮدون ﻦ َوَﻟﺪًا .ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ! ﺑﻞ ﻋِﺒ ﺎ ٌد إﻟﻲ ﺗﺮدﻳﺪ ﻧﻔﺲ ﻣﻔﺎهﻴﻤﻬﻢ اﻟﻤﻬﻠﻬﻠﺔ ››:وﻗﺎﻟﻮا :اﺗﺨﺬ اﻟﺮﺣﻤ ُ ل وهﻢ ﺑﺄﻣﺮﻩ ﻳﻌﻤﻠﻮن $ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ أﻳﺪﻳﻬﻢ وﻣﺎ ﺧﻠﻔﻬﻢ ،وﻻ ﺴﺒِﻘﻮﻧﻪ ﺑﺎﻟ َﻘ ْﻮ ِ ُﻣ ْﻜﺮَﻣﻮن $ﻻ َﻳ ْ ﻳﺸﻔﻌﻮن إﻻ ﻟﻤﻦ ارﺗﻀﻲ .وهﻢ ﻣﻦ ﺧﺸ ﻴﺘﻪ ﻣﺸ ﻔﻘﻮن $وﻣ ﻦ ﻳ ُﻘ ﻞ ﻣ ﻨﻬﻢ :إﻧ ﻲ إﻟ ﻪ ﻣ ﻦ دوﻧ ﻪ ،ﻓ ﺬﻟﻚ ﻧﺠﺰﻳ ﻪ ﺟﻬ ﻨﻢ .آ ﺬﻟﻚ ﻧﺠ ﺰي اﻟﻈ ﺎﻟﻤﻴﻦ‹‹ ) ، (١٥ﻣﻤ ﺎ دﻋ ﺎ اﻟﻘ ﺮﺁن إﻟ ﻲ أن ﻳﻜﺮر إﻧﺬارﻩ ﻟﻬﻢ ﺣﺘﻲ ﻳﻌﻄﻲ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﻌﺬر ﻗﺒﻞ أن ﻳﻌ ﺎﺟﻠﻬﻢ ﺑﻌﻘﻮﺑ ﺔ اﻟ ﺪﻧﻴﺎ أو ﻳ ﺮدﻳﻬﻢ ﷲ وﻟﺪا $ﻣﺎ ﻟﻬﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﻠ ٍﻢ وﻻ ﻵﺑﺎﺋﻬﻢ ﻓﻲ ﻗﺮارة اﻟﺠﺤﻴﻢ » :و ُﻳﻨْﺬ َر اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮا :اﺗﺨﺬ ا ُ )(١٦ ،وإﻟ ﻲ أن ﻳﻌﻴ ﺪ ﺗﺴ ﺎؤﻟﻪ ت آﻠﻤ ًﺔ ﺗﺨﺮج ﻣﻦ أﻓﻮاهﻬﻢ .إن ﻳﻘﻮﻟ ﻮن إﻻ َآ ﺬِﺑﺎ‹‹ َ .آ ُﺒ َﺮ ْ ﻻ اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﻤﻔــﺤِﻢ» :أﻓَﺄﺻْﻔﺎآﻢ رﺑﻜﻢ ﺑﺎﻟﺒﻨﻴﻦ واﺗﺨﺬ ﻣﻦ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ إﻧﺎﺛﺎ ؟ إﻧﻜﻢ ﻟﺘﻘﻮﻟﻮن َﻗ ْﻮ ً ﻋﻈﻴﻤﺎ‹‹ ). (١٧آﻤﺎ ﻳﺄﻣﺮﻩ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم أن ﻳﻘ ﻮل » :اﻟﺤﻤ ُﺪ ﷲ اﻟ ﺬي ﻟ ﻢ ﻳﺘّﺨ ْﺬ َوَﻟ ﺪا وﻟ ﻢ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟ ﱡﺬ ّ ﻚ ﻓﻲ اﻟ ُﻤﻠْﻚ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ َوِﻟ ﱞ ﺷﺮِﻳ ٌ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ َ ل‹‹ ) (١٨وأن ﻳﻜ ّﺒ ﺮﻩ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ ﺗﻜﺒﻴ ﺮا . ﻦ. ﺷ ﺮآﺎ َء اﻟﺠ ﱠ وﻟﻢ ﻳﻜﺘﻒ اﻟﻤﺸﺮآﻮن ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻞ أﺷﺮآﻮا ﺑﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ اﻟﺠﻦ » :وﺟﻌﻠﻮا ﷲ ُ ت ﺑ َﻐ ْﻴ ﺮ ﻋ ْﻠ ﻢ‹‹ ). (١٩وﻳﺤ ﺎول اﻟﻘ ﺮﺁن ﻣ ﺮة أﺧ ﺮي أن ﻦ وﺑﻨ ﺎ ٍ وﺧَﻠﻘﻬ ﻢ وﺧَﺮ ُﻗ ﻮا ﻟ ﻪ ﺑﻨ ﻴ َ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻳﻔﻜﺮون ﻓﻲ ﺗﻬﺎﻓﺖ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻤﺴﻜﻮن ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺑﺎﻃﻠﺔ ﻓﻴﻘﻮل ﻟﻬﻢ إﻧﻪ » ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ ن ﻟﻪ وﻟ ٌﺪ وﻟ ﻢ ﺗﻜ ﻦ ض َ ،أﻧﱠﻲ ﻳﻜﻮ ُ ت واﻷر ِ ﻲ‹‹ ) ، (٢٠وﻳﺴﺄﻟﻬﻢ » :ﺑﺪﻳ ُﻊ اﻟﺴﻤﺎوا ِ هﻮ اﻟﻐَﻨ ّ )(٢١ ﻟﻪ ﺻﺎﺣﺒ ٌﺔ؟‹‹ .آﻤﺎ أن ﻓﻴﻪ ﺁﻳﺔ ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻌﺒﺎدة اﻟﺸﻤﺲ واﻟﻘﻤﺮ ،وهﻲ » :وﻣﻦ ﺁﻳﺎﺗﻪ ﷲ اﻟ ﺬي ﺲ وﻻ ﻟﻠﻘﻤ ﺮ ،واﺳ ﺠﺪو ِ اﻟﻠﻴ ﻞ واﻟﻨﻬ ﺎر واﻟﺸ ﻤﺲ واﻟﻘﻤ ﺮ .ﻻ ﺗﺴ ﺠُﺪوا ﻟﻠﺸ ﻤ ِ ﻦ إن آﻨﺘﻢ إﻳﺎﻩ ﺗﻌﺒﺪون‹‹ ).(٢٢ ﺧﻠَﻘﻬ ﱠ َ
) (١٢اﻟﻔﺮﻗﺎن .٢ / ) (١٣اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن . ٩١/ ) (١٤اﻷﻧﺒﻴﺎء .٢٢ / ) (١٥اﻷﻧﺒﻴﺎء . ٢٩ – ٢٦ / ) (١٦اﻟﻜﻬﻒ . ٥ -٤ / ) (١٧اﻹﺳﺮاء . ٤٠ / ) (١٨اﻹﺳﺮاء . ١١١ / ) (١٩اﻷﻧﻌﺎم . ١٠٠ / )(٢٠ﻳﻮﻧﺲ . ٦٨ / ) (٢١اﻷﻧﻌﺎم . ١٠١ / ﺴﻠَﺖ . ٣٧ / )ُ (٢٢ﻓ ﱢ
ﻓﻬﺬﻩ هﻲ ﻋﻘﻴ ﺪة اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ ﻓ ﻲ اﻷﻟﻮهﻴ ﺔ ،ﻓﻤ ﻦ أﻳ ﻦ اﺳ ﺘﻤﺪ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻣﻔﺎهﻴﻤ ﻪ ﺴ ّﺮ وأﺧﻔ ﻲ ، اﻟﺼ ﺤﻴﺤﺔ ﻋ ﻦ اﷲ رب اﻟﻌ ﺎﻟﻤﻴﻦ ،اﻟﻘ ﺎهﺮ ﻓ ﻮق ﻋﺒ ﺎدﻩ ،اﻟ ﺬي ﻳﻌﻠ ﻢ اﻟ ﱢ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ ،اﻟﺸﺪﻳﺪ اﻟﺒﻄﺶ ،اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺠﺒﺎر ،اﻟﺴ ﺮﻳﻊ اﻟﺤﺴ ﺎب ،اﻟ ﺬي ﻻ ﻳﻜﻠ ﻒ ﻧﻔﺴﺎ إﻻ وﺳﻌﻬﺎ ،ذي اﻟﻌﺮش ؟ إن اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ﻳﻘﻮﻟ ﻮن إﻧ ﻪ ﻗ ﺪ اﺳ ﺘﻘﺎهﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺤﻨﻔ ﺎء . وﻣﻊ أﻧﻨﺎ ﻗﺪ ﻓﻨﺪﻧﺎ هﺬا اﻟﺰﻋﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻀﻴﻒ هﻨﺎ أن ﻓﻜﺮة اﻟﺤﻨﻔﺎء ﻋ ﻦ اﷲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ إﻻ ﺻﺪًي ﺧﺎﻓﺘﺎ ﻣﻤﺎ أﺑﻘﺎﻩ آ ّﺮ اﻟﻐﺪاة و َﻣ ّﺮ اﻟﻌﺸﻲ ﻋﻠﻲ ﻣﺪي اﻷﺣﻘ ﺎب اﻟﻤﺘﻄﺎوﻟ ﺔ ﻣ ﻦ دﻳﺎﻧ ﺔ إﺑ ﺮاهﻴﻢ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ،ﺻ ﺪي ﻟ ﻴﺲ ﻓﻴ ﻪ ه ﺬا اﻟﺘﻔﺼ ﻴﻞ وﻻ اﻟﻮﺿ ﻮح وﻻ اﻟﺤﻀﻮر ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻞ واﻟﻘﻠﺐ .وﻟﻘﺪ آﺎن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻌﻆ ﻓﻲ اﻷﺳﻮاق ﻓﻠﻢ ُﻳﺠَﺎ َﺑ ْﻪ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺤﺮب اﻟﻀﺮوس اﻟﺘﻲ ُآﺘِﺐ ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم أن ﻳﺨﻮﺿ ﻬﺎ .واﻟﺴ ﺒﺐ ه ﻮ أن ﻣ ﺎ آ ﺎﻧﻮا ﻳﺪﻋﻮن إﻟﻴﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻬﺬا اﻟﺤﺴﻢ واﻟﻮﺿﻮح وﻣﺼﺎدﻣﺔ اﻟﻌﻘﺎﺋ ﺪ اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ ﻣﺜﻠﻤ ﺎ آ ﺎن اﻟ ﺪﻳﻦ اﻟ ﺬي ﻧ ﺰل ﻋﻠﻴ ﻪ .وه ﺬا ﻓ ﻲ اﻷﻟﻮهﻴ ﺔ ﻓﻘ ﻂ ،وﻧﺎهﻴ ﻚ ﻋ ﻦ دﻋ ﻮة اﻟﻌ ﺪل واﻟﻤﺴ ﺎواة ، وﻋﻘﻴﺪة اﻟﺤﻴﺎة اﻷﺧﺮي واﻟﺠﻨ ﺔ واﻟﻨ ﺎر واﻟﺤﺴ ﺎب اﻟ ﺪﻗﻴﻖ ﻟﻜ ﻞ ذرة ﻋﻤﻠﻬ ﺎ اﻹﻧﺴ ﺎن ﻣ ﻦ ﺧﻴ ﺮ أو ﺷ ﺮ ،واﻟﻌﺒ ﺎدات اﻟﻤﺨﺘﻠﻔ ـﺔ ﺑﺴﻤﺎﺗﻬ ـﺎ اﻟﻔﺎرﻗ ﺔ ﻟﻬ ﺎ ﻋﻤ ﺎ ﻓ ﻲ اﻷدﻳ ﺎن اﻷﺧ ﺮي ، واﻟﺤﻼل واﻟﺤﺮام ،واﻟﻘﻴﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ،وﻗﻮاﻋﺪ اﻟ ﺬوق اﻟﻤﻬ ﺬب ﻓ ﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣ ﻞ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻨﺎس ،واﻟﺤﻘﻮق ،واﻟﺤﺪود ...إﻟﺦ. وﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻵﻳﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻌﻘﻴﺪة اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺁﻳﺘﺎن ﺗﻠﻔﺘﺎن اﻟﻨﻈﺮ ﺑﻮﺟﻪ ﺧﺎص هﻤ ﺎ » :وﻗ ﺎل اﷲ :ﻻ ﺗﺘﺨﺬوا إﻟﻬﻴﻦ اﺛﻨﻴﻦ .إﻧﻤﺎ هﻮ إﻟ ٌﻪ واﺣ ٌﺪ ،ﻓﺈﻳﺎي ﻓﺎ ْر َهﺒُﻮن‹‹) ، (٢٣و » اﻟﺤﻤ ُﺪ ﻟﻠﱠﻪ ت واﻟﻨ ﻮ َر ،ﺛ ﻢ اﻟ ﺬﻳﻦ آﻔ ﺮوا ﺑ ﺮﺑﻬﻢ ﻈﻠُﻤ ﺎ ِ ض وﺟﻌ ﻞ اﻟ ﱡ ت واﻷر َ اﻟ ﺬي ﺧﻠ ﻖ اﻟﺴ ﻤﻮا ِ َﻳ ْﻌﺪِﻟﻮن‹‹) . (٢٤وآﻤﺎ هﻮ واﺿﺢ ﻓﻬﺎﺗ ﺎن اﻵﻳﺘ ﺎن ﺗﻬﺎﺟﻤ ﺎن ﻋﻘﻴ ﺪة اﻟﺜﻨﻮﻳ ﺔ) اﻟﺰرادﺷ ﺘﻴﻪ واﻟﻤﺎﻧﻮﻳﺔ( ،وهﻤﺎ ﺗﺪﻻن ﻋﻠﻲ أن اﻟﻘﺮﺁن ،آﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻖ أﻓﻜﺎرﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻴ ﺪة اﻹﻟﻬﻴ ﺔ ﻣ ﻦ ﻣﺼﺪر ﻋﺮﺑﻲ ،ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻘﻬﺎ ﻣﻦ دﻳﺎﻧ ﺔ ﻓ ﺎرس ،اﻟﺘ ﻲ آﺎﻧ ﺖ ﺗﻘ ﻮل ﺑ ﺈﻟﻬﻴﻦ اﺛﻨ ﻴﻦ هﻤ ﺎ اﻟﻨﻮر واﻟﻈﻠﻤﺔ. ﻓﺈذا اﻧﺘﻘﻠﻨﺎ إﻟﻲ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ واﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ ﻓﺴﻮف ﻧﺠﺪ أن اﻟﻘﺮﺁن ﻗﺪ رد ﺗﺤﺮﻳﻔﺎت أهﻞ اﻟﻜﺘﺎب ﻋ َﺰ ْﻳﺮًا اﺑﻦ اﷲ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻘﻮل :ﻓﺄﻣﺎ اﻟﻴﻬﻮد ﻓﺈن اﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻴﺜﺮب آﺎﻧﻮا ﻳﺰﻋﻤﻮن أن ُ اﻟﻨﺼﺎري إن اﻟﻤﺴﻴﺢ هﻮ اﺑﻦ اﷲ .وﻗ ﺪ رد اﻟﻘ ﺮﺁن ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ،وﺑ ﻴّﻦ أن ه ﺬا اﻻﻋﺘﻘ ﺎد ه ﻮ ﻦ ﺢ اﺑ ُ ﷲ ،وﻗﺎﻟﺖ اﻟﻨﺼﺎري :اﻟﻤﺴ ﻴ ُ ﻦا ِ ﻋ َﺰ ْﻳ ٌﺮ اﺑ ُ ﻲ ﻗﺪﻳﻢ » :وﻗﺎﻟﺖ اﻟﻴﻬﻮ ُد ُ : ﺷ ْﺮ ِآ ّ اﻋﺘﻘﺎد ِ ﷲ َأ ﱠﻧ ﻲ ﻞ .ﻗ ﺎ َﺗﻠَﻬﻢ ا ُ ﻀ ﺎهﺌﻮن ﻗ ﻮل اﻟ ﺬﻳﻦ آﻔ ﺮوا ﻣ ﻦ ﻗﺒ ُ ﷲ .ذﻟ ﻚ ﻗ ﻮﻟﻬﻢ ﺑ ﺄﻓﻮاهِﻬ ِﻢ ُ ،ﻳ َ ا ِ ) (٢ ُﻳ ْﺆﻓَﻜﻮن‹‹ . ٧واﻟﻌﺠﻴﺐ أن ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ ﻳﻌ ـﺪون اﺗﻬ ـﺎم اﻟﻘ ﺮﺁن ﻟﻠﻴﻬ ﻮد ﺑ ﺄﻧﻬﻢ ﻞ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻓـﻲ أﺳﻔـﺎر اﻟﻌﻬﺪ ﻋ َﺰ ْﻳ ٌﺮ اﺑﻦ اﷲ « ﺳﺮّا ﻏﺎﻣﻀﺎ ﻳﺘﻌﺼّﻲ ﻋﻠﻲ اﻟﺤ ّ ﻳﻘﻮﻟﻮن » ُ ) (٢ اﻟﻘﺪﻳـﻢ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟ ﻲ ه ﺬا ، ٨ﻏ ﺎﻓﻠﻴﻦ ﺑ ﺬﻟﻚ ﻋ ﻦ ﻧﻘﻄﺘ ﻴﻦ ه ﺎﻣﺘﻴﻦ :اﻷوﻟ ﻲ أن ﻣﺤﻤ ﺪا ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴـﻼم ﻻ ﻳﻜـﺬب أﺑﺪا ،وﻗﺪ ﻓﺮﻏﻨـﺎ ﻣـﻦ ه ﺬﻩ اﻟﻘﻀ ﻴﺔ .ﺛ ﻢ إﻧ ﻪ ﻻ ﻳﻮﺟ ـﺪ أي داع ﻳﺤﻤﻠﻪ ﻋﻠﻲ اﺗﻬﺎم اﻟﻴﻬﻮد ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺘﻬﻤﺔ ﺑﺎﻃﻼ .واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ أﻧ ﻪ ﻟ ﻮ آ ﺎن ﻣﺤﻤ ـﺪ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻻ ﻟﺮدوا ﻋﻠﻴـﻪ وﻟﺴﺠـﻞ اﻟﻘﺮﺁن ﺣﻴﻨﺌﺬ ه ﺬا اﻟ ﺮ ﱠد أو ﻷﺗ ﺖ اﻟﺴﻼم ﻗﺪ ﺗﻘﻮّل ﻋﻠﻴﻬﻢ ذﻟﻚ ﺗﻘ ﱡﻮ ً ) (٢٣اﻟﻨﺤﻞ . ٥١ / ) (٢٤اﻷﻧﻌﺎم . ١ / ) (٢٥اﻟﺘﻮﺑﺔ . ٣٠ / ) (٢٦اﻧﻈﺮ ﺟﻴﻮم . ٥٢ /
ﺑﻪ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻤﻄﻬﺮة ،وه ﻮ ﻣ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳﺤﺼ ﻞ ،ﻓ ﺪل ذﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻲ أن ه ﺬا اﻻﺗﻬ ﺎم ﺻ ﺤﻴﺢ). (٢٩ وﻟﻴﺲ هﺬا هﻮ آﻞ ﻣﺎ أراد اﻟﻴﻬﻮد أن ﻳﺸﻮهﻮا ﺑﻪ ﻋﺒﺜ ﺎ ﺟ ﻼل اﻷﻟﻮهﻴ ﺔ ،ﻓ ﺈن ﻓ ﻲ اﻟﻌﻬ ﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻧﺼﻮﺻﺎ أﺷﻨﻊ ﻣﻦ هﺬا ،وﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻣ ﺎ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ اﻷﺻ ﺤﺎح اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺳﻔﺮ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ » : ٣ : ١/ﻓﺄآﻤﻠﺖ اﻟﺴﻤﺎوات واﻷرض وآﻞ ﺟﻨﺪهﺎ .وﻓﺮغ اﷲ ﻓ ﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ اﻟ ﺬي ﻋﻤ ﻞ .ﻓﺎﺳ ﺘﺮاح ﻓ ﻲ اﻟﻴ ﻮم اﻟﺴ ﺎﺑﻊ ﻣ ﻦ ﺟﻤﻴ ﻊ ﻋﻤﻠ ﻪ اﻟ ﺬي ﻋﻤﻞ .وﺑﺎرك اﷲ اﻟﻴﻮم اﻟﺴﺎﺑﻊ وﻗﺪّﺳﻪ .ﻷﻧﻪ ﻓﻴﻪ اﺳﺘﺮاح ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﻋﻤﻠﻪ اﻟﺬي ﻋﻤﻞ اﷲ ﺧﺎﻟﻘًﺎ « .وﻗﺪ ر ّد اﻟﻘﺮﺁن ﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﺘﺨﺮﻳﻒ ﻗﺎﺋﻼ » :وﻟﻘﺪ ﺧﻠﻘﻨﺎ اﻟﺴﻤ ـﺎوات واﻷرض ﻦ ُﻟ ُﻐ ـﻮب‹‹) . (٣٠واﻗ ﺮأ آ ﺬﻟﻚ ه ﺬﻩ اﻵﻳ ﺎت» : ﺴ ﻨﺎ ِﻣ ْ وﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﺘـﺔ أﻳ ﺎم ،وﻣ ﺎ َﻣ ﱠ وﺳﻤﻌﺎ )أي ﺁدم وﺣﻮاء( ﺻﻮت اﻟﺮب اﻹﻟﻪ ﻣﺎﺷﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ﻋﻨ ﺪ هﺒ ﻮب رﻳ ﺢ اﻟﻨﻬ ﺎر . ﻓﺎﺧﺘﺒﺄ ﺁدم واﻣﺮأﺗﻪ ﻣﻦ وﺟﻪ اﻟﺮب اﻹﻟﻪ ﻓ ﻲ وﺳ ﻂ ﺷ ﺠﺮ اﻟﺠﻨ ﺔ ﻓﻨ ﺎدي اﻟ ﺮب اﻹﻟ ﻪ ﺁدم وﻗ ﺎل ﻟ ﻪ :أﻳ ﻦ أﻧ ﺖ ؟ ﻓﻘ ﺎل :ﺳ ﻤﻌﺖ ﺻ ﻮﺗﻚ ﻓ ﻲ اﻟﺠﻨ ﺔ ﻓﺨﺸ ﻴﺖ ﻷﻧ ﻲ ﻋﺮﻳ ﺎن ﻓﺎﺧﺘﺒﺄت‹‹) . (٢٩وهﻲ ،آﻤﺎ ﺗﺮي ،ﺗﺼﻮر اﷲ آﺄﻧﻪ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺸ ﺮ :ﻓﻬ ﻮ ﻳﻤﺸ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺠﻨﺔ ﻧﻬﺎرا ،وﺁدم واﻣﺮأﺗﻪ ﻳﺴﻤﻌﺎن ﺻﻮﺗﻪ) وﻟﻌﻠﻪ آﺎن ﻳﺘﻨﺤﻨﺢ ،أﺳﺘﻐﻔﺮ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ، ﻋﻠ ﻲ ﻋ ﺎدة اﻟﺸ ﻴﻮخ اﻟﻜﺒ ﺎر ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﻤﺸ ﻮن ( ﻓﻴﺨﺘﺒﺌ ﺎن ﻣﻨ ﻪ ،ﻓ ﻼ ﻳﻌ ﺮف اﷲ)ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ ﻄ ّﺮ إﻟ ﻲ ﺳ ﺆاﻟﻬﻤﺎ .ﻓ ﺄﻳﻦ ه ﺬا ﻀ َ وﺗﻌﺎﻟﻲ ﻋﻦ هﺬﻩ اﻟﺴﺨﺎﻓﺎت واﻟﺮذاﻻت ( أﻳ ﻦ هﻤ ﺎ ،ﻓ ُﻴ ْ ن اﻟﻤﻮﻟﻲ ﺟﻞ ﺷﺄﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﻠ ﻢ اﻟﻤﻄﻠ ﻖ ،واﻹﺑﺼ ﺎر واﻟﺴ ﻤﻊ اﻟﻠ ﺬﻳﻦ ﻣﻤﺎ وﺻﻒ ﺑﻪ اﻟﻘﺮﺁ ُ ﻳﺤﻴﻄﺎن ﺣﺘﻲ ﺑﺄﺧﻔﻲ ﺧﻠﺠﺎت اﻟﻀﻤﺎﺋﺮ ؟ وﻓﻲ ﺳ ﻔﺮ اﻟﺘﻜ ﻮﻳﻦ أﻳﻀ ﺎ وﺻ ﻒ ﻟﻤﺼ ﺎرﻋﺔ ﺴ ﺐ إﻟﻴ ﻪ اﻟﻌﻬ ﺪ اﻟﻘ ـﺪﻳﻢ َ ،آ ِﺬﺑًﺎ ،ﻣ ﻦ ﺻ ﻨﻮف ﺗﻤّﺖ ﺑـﻴﻦ ﻳﻌﻘ ﻮب ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم) اﻟ ﺬي َﻳ ْﻨ ُ اﻹﻓﻚ واﻻﺣﺘﻴﺎل واﻟﺨﺪاع اﻟﻜﺜﻴﺮ( وﺑـﻴﻦ اﷲ ﺳﺒﺤ ـﺎﻧﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻘ ﺪر ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟﻘ ﺎهﺮ ﻓ ﻮق ﻋﺒ ﺎدﻩ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪﻩ ﻳﻌﻘﻮب ﻓﺮﺟﺎﻩ أن ﻳﻄﻠﻘﻪ ﺑﻌﺪ أن ﺿﺮﺑﻪ ﻋﻠﻲ ﺣﻖ ﻓﺨ ﺬﻩ ،ﻓﻠ ﻢ ﻳﻄﻠ ـﻘﻪ إﻻ ﺑﻌ ﺪ أن ﺣﺼـﻞ ﻋﻠﻲ ﺑﺮآﺘﻪ ).(٣٠ وﻣﻦ ﺳﻔﺎهﺔ اﻟﻴﻬﻮد ،هﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺰﻋﻢ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن أن ﻣﺤﻤﺪا ﻗﺪ ﺳﺮق ﺟ ﺰءا آﺒﻴ ﺮا ﻣﻦ دﻳﻨﻪ وﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﻣﻨﻬﻢ ،ﻗﻮﻟُﻬﻢ ﻋﻦ رب اﻟﻌﺰة ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻜﺮم واﻟﺠﻮد إن ﻳ ﺪﻩ ﻣﻐﻠﻮﻟ ﺔ : ﻏﻠﱠﺖ أﻳﺪﻳﻬﻢ ،وُﻟﻌِﻨﻮا ﺑﻤﺎ ﻗ ﺎﻟﻮا ! ﺑ ﻞ ﻳ ﺪاﻩ ﻣﺒﺴ ﻮﻃﺘﺎن ﷲ ﻣﻐﻠﻮﻟﺔ ! ُ »وﻗﺎﻟﺖ اﻟﻴﻬﻮ ُد :ﻳ ُﺪ ا ِ
) (٢٧اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﺒﻴﻀﺎوي ﻟﻶﻳﺔ ٣٠ /ﻣﻦ ﺳﻮرة »اﻟﺘﻮﺑﺔ« ) (٢٨ق . ٣٨ /وﻳﻼﺣﻆ أن اﻷﻳﺎم اﻟﺘﻲ ذآﺮت اﻟﺘﻮراة أن اﷲ ﻗﺪ ﺧﻠﻖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺴﻤﺎوات واﻷرض هﻲ أﻳﺎم ﻋﺎدﻳﺔ آﺄﻳﺎﻣﻨﺎ هﺬﻩ .أﻣﺎ اﻟﻘﺮﺁن ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﺻﺮح ﺑﺄن » ﻳﻮﻣ ﺎ ﻋﻨ ﺪ رﺑ ﻚ آ ﺄﻟﻒ ﺳ ﻨﺔ ﻣﻤ ﺎ َﺗ ُﻌ ﺪّون « )اﻟﺤ ﺞ ، (٤٧ /آﻤ ﺎ ﺗﺤ ﺪث ﻋ ﻦ اﻟﻴ ﻮم اﻟ ﺬي َﺗ ْﻌ ﺮُج ﻓﻴ ﻪ اﻟﻤﻼﺋﻜ ﺔ واﻟ ﺮوح إﻟﻴ ﻪ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ ﻗ ﺎﺋﻼ إن ﻣﻘﺪارﻩ ﺧﻤﺴﻮن أﻟﻒ ﺳﻨﺔ )اﻟﻤﻌﺎرج . ( ٤/وه ﺬا ه ﻮ ﻓ ﺮق ﻣ ﺎ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺨﺮاﻓ ﺔ واﻟﻌﻘ ﻞ ،ﻓ ﺈن اﻟﺸ ﻤﺲ ﺧﻠِﻘﺎ ﺣﻴﻦ اﺑﺘﺪأ اﷲ ﺧﻠﻖ اﻟﺴﻤﻮات واﻷرض ،وﻟﻢ ﻳﻜﻦ هﻨﺎك إذن ﻟﻴ ﻞ وﻻ ﻧﻬ ﺎر، واﻟﻘﻤﺮ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﻗﺪ ُ ﺟﺪْﻧﺎ ﺑﻌﺪ ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻜﻮن اﻟﻴﻮم ﺣﻴﻨﺌﺬ آﻴﻮﻣﻨﺎ ؟ ﺛﻢ ﻟﻤﺎذا ﻳﺘﺨﺬ اﷲ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻣﻘﻴﺎﺳًﺎ وﻧﺤﻦ ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻗﺪ ُو ِ واﻷﻳﺎم ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻃﻮﻻ ﺑﺎﺧﺘﻼف اﻟﻜﻮاآﺐ وﻣﺎ ﺗﺪور ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﺷﻤﻮس ؟ ) (٢٩ﺗﻜﻮﻳﻦ . ١٠٨ / ٣ / ) (٣٠اﻧﻈﺮ اﻟﻘﺼﺔ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ» اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ « ، ٣١ – ٢٥ / ٣٢و . ١٠٩ / ٣٥واﻧﻈﺮ آﺬﻟﻚ "A New Commentary on Holy Scripture Including the Apocrypha, edited " by Charles Gore, Henry Leighten Goudge and Alfred Guillaume ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴـﻖ ﻋﻠـﻲ اﻵﻳﺎت ٣٢ – ٢٢ /ﻣﻦ اﻷﺻﺤﺎح ٣٢ /ﻣﻦ ﺳﻔﺮ » اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ « . ٥٩ – ٥٨ /
ن آﺜﻴﺮًا ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺎ ُأﻧْﺰل إﻟﻴﻚ ﻣ ﻦ رﺑ ﻚ ﻃُﻐﻴﺎﻧ ﺎ وآﻔ ﺮا‹‹ )، (٣١ ﻖ آﻴﻒ ﻳﺸﺎء .وﻟَﻴﺰﻳ َﺪ ﱠ ُﻳ ْﻨ ِﻔ ُ ) (٣ وﻗﻮﻟُﻬﻢ ﻋﻨﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ أﻳﻀﺎ » :إن اﷲ ﻓﻘﻴ ٌﺮ وﻧﺤﻦ أﻏﻨﻴ ﺎء‹‹ . ٢ﻓﻬ ﻞ ﻗ ﺎﺋﻠﻮ ﻣﺜ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟ ُﻜﻔْﺮ ّﻳ ﺎت ﻣﻤ ﻦ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ُﻳ ﺘﱠﻬﻢ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺑﺄﻧ ﻪ ﻗ ﺪ ﺳ ـﺮق ﻣ ﻨﻬﻢ أﻓﻜ ﺎرهﻢ ﻓ ﻲ اﻷﻟﻮهﻴﺔ أو ﻏﻴﺮهﺎ ؟ أﻓﻠﻮ آﺎن ذﻟﻚ اﻻﺗﻬﺎم ﺻﺤﻴﺤﺎ أآ ﺎن اﻟﻐ ﻴﻆ ﻳﺄآ ﻞ ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ وﻳ ﺪﻓﻌﻬﻢ إﻟﻲ هﺬا اﻟﺤﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺪﻳﻒ وﻗﻠﺔ اﻷدب ﻣﻊ ﺧﺎﻟﻘﻬﻢ ،أم آﺎن اﻷﺣﺮي أن ﻳﺘﻬﻤﻮﻩ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ،أو ﺣﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﺨﻔﺎء ،ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺴﺮﻗﺔ؟ ﻓِﻠ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﻔﻌﻠﻮا إذن ؟ ﻋﻠﻲ أن هﺬا ﻟﻴﺲ آﻞ ﺷﻲء ،ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﺰﻋﻤﻮن أﻧﻬ ﻢ أﺑﻨ ﺎء اﷲ وأﺣﺒ ﺎؤﻩ » :وﻗﺎﻟ ﺖ اﻟﻴﻬ ﻮد واﻟﻨﺼﺎري :ﻧﺤﻦ أﺑﻨ ﺎء اﷲ وأﺣﺒ ﺎؤﻩ .ﻗ ﻞ َ :ﻓِﻠ َﻢ ﻳﻌ ﺬﺑﻜﻢ ﺑ ﺬﻧﻮﺑﻜﻢ ؟ ﺑ ﻞ أﻧ ﺘﻢ ﺑﺸ ﺮ ﻣﻤ ﻦ ﺧﻠﻖ‹‹ ) ، (٣٣وﻳﺪّﻋﻮن أﻧﻬﻢ إذا دﺧﻠﻮا اﻟﻨﺎر ﻓﻠﻦ ﻳﻤﻜﺜﻮا ﻓﻴﻬﺎ إﻻ أﻳﺎﻣﺎ ﻣﻌﺪودة »:وﻗﺎﻟﻮا ﷲ ﻋﻬ ﺪَﻩ أم ﻒا ُ ﺨِﻠ َ ﻋ ْﻨ ﺪ اﻟّﻠ ِﻪ ﻋﻬ ﺪا ﻓﻠ ﻦ ُﻳ ْ ﺨ ْﺬ ُﺗ ْﻢ ِ :ﻟﻦ َﺗ َﻤﺴﱠﻨﺎ اﻟﻨﺎ ُر إﻻ أﻳﺎﻣﺎ ﻣﻌﺪودة .ﻗ ﻞ أ ﱠﺗ َ ﺗﻘﻮﻟﻮن ﻋﻠﻲ اﷲ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻮن ؟ $ﺑﻠﻲ ،ﻣﻦ آﺴﺐ ﺳﻴﺌ ًﺔ وأﺣﺎﻃﺖ ﺑ ﻪ ﺧﻄﻴﺌ ُﺘ ﻪ ﻓﺄوﻟﺌ ﻚ ﺴ ﻨﺎ اﻟﻨ ﺎ ُر إﻻ أﻳﺎﻣ ﺎ ب اﻟﻨﺎ ِر هﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﺎﻟﺪون‹‹ ) » ، (٣٤ذﻟﻚ ﺑ ﺄﻧﻬﻢ ﻗ ﺎﻟﻮا :ﻟ ﻦ َﺗ َﻤ ﱠ أﺻﺤﺎ ُ ) (٣ ﻣﻌﺪودات ،و َ ﻏﺮﱠهﻢ ﻓﻲ دﻳﻨﻬﻢ ﻣﺎ آﺎﻧﻮا َﻳ ْﻔﺘَﺮون‹‹ ، ٥وهﻮ ﻣﻔﻬﻮم ﺳﻘﻴﻢ ﻋﻦ اﻟﺤﺴﺎب اﻹﻟﻬﻲ ،إذ ﻳﺴﻮي ﺑﻴﻦ اﷲ وﺑﻴﻦ ﻗﻀﺎة اﻟﺒﺸﺮ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠ ﻮز ﻋﻠ ﻴﻬﻢ اﻟﺤﻴ ﻒ وﻣﻤ ﺎﻷة أﺣ ﺪ اﻟﺨﺼﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ﻋﻠ ﻲ اﻵﺧ ﺮ وﻣﺤﺎﺑ ﺎة اﻟﻤﺠ ﺮم .وأﻳ ﻦ ه ﺬا ﻣ ﻦ ﻣﻔﻬ ﻮم اﻹﺳ ﻼم ﻋ ﻦ ل ذر ٍة ﺧﻴﺮًا َﻳﺮَﻩ $وﻣ ﻦ ﻳﻌﻤ ﻞ ﻣﺜﻘ ﺎل ذر ٍة اﻟﻌﺪل اﻹﻟﻬﻲ اﻟﻤﻄﻠـﻖ ؟ » :ﻓﻤﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺜﻘﺎ َ ﺷﺮّا َﻳﺮَﻩ‹‹) . (٣٦ﺻﺤﻴﺢ أن اﻟﻘﺮﺁن ﻳﺘﺤ ﺪث ﻋ ﻦ ﻋﻔ ﻮ اﷲ ورﺣﻤﺘ ﻪ ،وﻟﻜ ﻦ ه ﺬا اﻟﻌﻔ ﻮ وهﺬﻩ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻟﻴﺴﺎ ﻣﻘﺼﻮرﻳﻦ ﻋﻠﻲ أﻗ ﻮام دون ﺁﺧ ﺮﻳﻦ ،ﺑ ﻞ ﺑﺎﺑﻬﻤ ﺎ ﻣﻔﺘ ﻮح ﻟﻜ ﻞ إﻧﺴ ﺎن ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺘﻮب. ﻓﺈذا اﻧﺘﻘﻠﻨﺎ إﻟﻲ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ اﺗﱡﻬﻢ ﺳﻴﺪ اﻟﺒﺸﺮ أﻳﻀﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ اﻗﺘﺒﺲ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﻋﻘﺎﺋﺪ دﻳﻨﻪ ،ﻓﺴﻮف ﻧﺠﺪ أن اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﺨ ﺎﻟﻒ ﻋﻘﻴ ﺪة اﻟﻨﺼ ﺎري ﻣ ﻦ أﺳﺎﺳ ﻬﺎ .ﻓﺒﻴﻨﻤ ﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﻨﺼﺎري إن اﷲ ﺛﺎﻟﺚ ﺛﻼﺛﺔ ،وإن ﻋﻴﺴﻲ ه ﻮ اﺑ ﻦ اﷲ ،وإن اﻷﻗﻨ ﻮم اﻟﺜﺎﻟ ﺚ ه ﻮ اﻟﺮوح اﻟ ُﻘﺪُس) وإن آﺎن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻀ ﻊ ﻣ ﺮﻳﻢ ﺑ ﺪل اﻟ ﺮوح اﻟ ُﻘ ﺪُس( ،وإن ﻋﻴﺴ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻗﺪ ﺻﻠﺒﻪ اﻟﻴﻬﻮد ،وإن ﺻ ﻠﺒﻪ آ ﺎن آﻔ ﺎرة ﻟﻠﺨﻄﻴﺌ ﺔ اﻷﺻ ﻠﻴﺔ ،ﺧﻄﻴﺌ ﻪ ﺧﺮِج ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺔ ،ﻧﺮي اﻟﻘﺮﺁن ﻳﻨﻔﻲ ه ﺬا آﻠ ﻪ وﻻ ﻳﻌﺘ ﺮف ﺑ ﻪ ،وﻳ ﺮي ﺁدم اﻟﺘﻲ ُأ ْ ﻓﻲ ﻋﺼﻴﺎن ﺁدم رأﻳﺎ ﺁﺧﺮ ﺗﻤﺎﻣﺎ. ﻓﺎﷲ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم هﻮ واﺣ ٌﺪ َأﺣَﺪ ،وﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺑﻤﻘﺘﻀﻲ آﻮﻧﻪ إﻟﻬﺎ أن ﻳﻜﻮن اﺛﻨ ﻴﻦ أو ﺛﻼﺛ ﺔ أو أآﺜﺮ ،وآﻞ ﻣﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻤﺎوات واﻷرض إﻧﻤ ﺎ ه ﻮ ﻋﺒ ﺪ اﷲ ﺧﻠﻘﺘ ﻪ ﻳ ﺪاﻩ اﻟﻜﺮﻳﻤﺘ ﺎن ، ﺳﻮاء ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻋﻴﺴﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم أو روح اﻟ ُﻘ ﺪُس أو أي ﻣﺨﻠ ﻮق ﺁﺧ ﺮ ﺻ ﻐﺮ ﺷ ﺄﻧﻪ أو ﷲ َأﺣ ٌﺪ $اﷲ اﻟ ﱠ آﺒﺮ » :ﻗﻞ :هﻮ ا ُ ﺼﻤَﺪ $ﻟﻢ َﻳِﻠ ْﺪ وﻟﻢ ﻳُﻮَﻟ ْﺪ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ُآ ُﻔﻮًا َأﺣَﺪ‹‹ )، (٣٧ ) (٣١اﻟﻤﺎﺋﺪة . ٦٤ / ) (٣٢ﺁل ﻋﻤﺮان . ١٨١ / ) (٣٣اﻟﻤﺎﺋﺪة . ١٨ / ) (٣٤اﻟﺒﻘﺮة . ٨٠ / ) (٣٥ﺁل ﻋﻤﺮان . ١٤ / ) (٣٦اﻟﺰﻟﺰﻟﺔ . ٨ -٧ / ﺼﻤَﺪ « ) (٣٧ﺳﻮرة » اﻟ ﱠ
»وﻗﺎل اﷲ :ﻻ َﺗﺘﱠﺨﺬوا إﻟﻬﻴﻦ اﺛﻨ ﻴﻦ .إﻧﻤ ﺎ ه ﻮ إﻟ ٌﻪ واﺣ ﺪ ،ﻓﺈﻳ ﺎي ﻓ ﺎ ْرهَﺒﻮن‹‹ )» ، (٣٨ ﻖ ﻄﺮْن ﻣﻨﻪ ،وﺗﻨﺸ ﱡ ﻦ وﻟﺪًا $ﻟﻘﺪ ﺟﺌﺘﻢ ﺷﻴﺌﺎ ِإدّا $ﺗﻜﺎد اﻟﺴﻤﺎوات ﻳﺘﻔ ﱠ ﺨ َﺬ اﻟﺮﺣﻤ ُ وﻗﺎﻟﻮا :ا ﱠﺗ َ ﻋﻮْا ﻟﻠﺮﱠﺣﻤﻦ َوَﻟ ﺪا $وﻣ ﺎ ﻳﻨﺒﻐ ﻲ ﻟﻠ ﺮﺣﻤﻦ أن ﻳﺘﱠﺨ َﺬ ل هﺪّا $أن َد َ ﺨ ﱡﺮ اﻟﺠﺒﺎ ُ اﻷرض ،وﺗ ِ ) (٣ ﻋ ْﺒ ﺪا‹‹ » ، ٩إن ه ﻮ ) ﻦ َ ﺣ ِﻤ ِ ﻞ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺴ ﻤﺎوات واﻷرض إﻻ ﺁ ِﺗ ﻲ اﻟ ﱠﺮ ْ نآﱡ َوﻟَﺪا $إ ْ ﻋ ْﺒ ٌﺪ أﻧﻌﻤﻨ ﺎ ﻋﻠﻴ ﻪ أي ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻴﺴﻲ ﻋﻠﻴﻪ وﻋﻠﻲ ﻧﺒﻴﻨﺎ أزآﻲ اﻟﺼﻼة وأﻓﻀﻞ اﻟﺴﻼم ( إﻻ َ ﻼ ﻟﺒﻨﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ‹‹ ) . (٤٠وﻣﻦ هﻨﺎ ﻳﻜﻔّﺮ اﻟﻘﺮﺁن ﻣﻦ ﻳﻘﻮل إن اﷲ ﺛﺎﻟﺚ ﺛﻼﺛﺔ . وﺟﻌﻠﻨﺎﻩ َﻣ َﺜ ً وهﻮ ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻓﻲ ﻧﻔﻲ هﺬا اﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ،آﻤﺎ ارﺗﻜﺰ ﻓﻲ ﻧﻔﻲ اﻟﺘﺜﻨﻴ ﺔ ،ﻋﻠ ﻲ ﺑﺪهﻴ ﺔ ﻋﻘﻠﻴ ﺔ ه ﻲ ﺚ ﺛﻼﺛ ٍﺔ .وﻣ ﺎ أن اﷲ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ أن ﻳﻜﻮن إﻻ واﺣﺪا » :ﻟﻘﺪ آﻔﺮ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮا :إن اﻟﱠﻠ َﻪ ﺛﺎﻟ ُ ﻦ ِإَﻟ ٍﻪ إﻻ إﻟ ٌﻪ واﺣﺪ‹‹) ،(٤١وﻳﺪﻋﻮ ﻣﻦ ﻳﻘﻮل ﺑﺎﻟﺘﺜﻠﻴﺚ إﻟـﻲ ﻧﺒﺬ هﺬﻩ اﻟﻌﻘﻴـﺪة اﻟﻮﺛﻨﻴـﺔ» : ِﻣ ْ ..ﻻ ﺗﻘﻮﻟﻮا :ﺛﻼﺛﺔ .ا ْﻧ َﺘﻬُﻮا ﺧﻴﺮا ﻟﻜﻢ .إﻧﻤﺎ اﷲ إﻟﻪ واﺣﺪ .ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻪ وﻟﺪ .ﻟ ﻪ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻤﻮات وﻣ ﺎ ﻓ ﻲ اﻷرض ،وآﻔ ﻲ ﺑ ﺎﷲ وآ ﻴﻼ « ،ﺛ ﻢ ﻳﻤﻀ ﻲ ﻗ ﺎﺋﻼ » :ﻟ ﻦ ﷲ وﻻ اﻟﻤﻼﺋﻜ ُﺔ اﻟﻤﻘ ﱠﺮ ُﺑ ﻮن‹‹) . (٤٢وه ﻮ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻵﻳ ﺔ ن ﻋﺒﺪًا ِ ﺢ أن ﻳﻜﻮ َ ﻒ اﻟﻤﺴﻴ ُ ﻳﺴﺘﻨﻜ َ اﻷﺧﻴﺮة ﻳﺸﻴﺮ إﺷﺎرة ﺳﺮﻳﻌﺔ إﻟﻲ اﻋﺘﻘﺎد اﻟﻨﺼﺎري ﻓﻲ روح اﻟ ُﻘﺪُس ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺛﺎﻟﺚ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻟﻮث اﻟﺬي ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﺄن إﻟﻬﻬﻢ ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻨﻪ .إن ﻋﻴﺴ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم وآ ﺬﻟﻚ روح ﷲ: اﻟﻘ ﺪس ﻟﻴﺴ ﺎ إﻻ ﻋﺒ ﺪﻳﻦ ﻣ ﻦ ﻋﺒ ﺎد اﷲ ،وﻣﺜﻠﻬﻤ ﺎ ﻣ ﺮﻳﻢ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ اﻟﺴ ﻼم » :وإذ ﻗ ﺎل ا ُ ﻳﺎﻋﻴﺴ ﻲ اﺑ َ ن اﷲ ؟ ﻗ ﺎل : ﻦ دُو ِ ﻲ إﻟ َﻬ ﻴْﻦ ِﻣ ْ ﺨ ﺬوُﻧﻲ وُأ ّﻣ َ ﺖ ﻟﻠﻨ ﺎس :اﺗ ِ ﻦ ﻣ ﺮﻳﻢ ،أأﻧ ﺖ ﻗﻠ َ ﻋﻠِﻤﺘَﻪ .ﺗﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺖ ﻗﻠﺘُﻪ ﻓﻘﺪ َ ﻖ .إن آﻨ ُ ﺤّ ن ﻟﻲ أن أﻗﻮل ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻲ ِﺑ َ ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ! ﻣﺎ ﻳﻜﻮ ُ ﺖ ﻟﻬﻢ إﻻ ﻣﺎ أﻣﺮﺗَﻨﻲ ﺑ ﻪ : ﻋَﻠ ُﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ َﻧ ْﻔﺴِﻚ .إﻧﻚ أﻧﺖ ﻋﻼّ ُم اﻟ ُﻐﻴُﻮب $ﻣﺎ ﻗﻠ ُ ﻧﻔﺴﻲ وﻻ َأ ْ ﺖ ﺖ أﻧ َ ﺖ ﻓﻴﻬﻢ .ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻮﻓﻴﺘَﻨﻲ آﻨ َ ﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺷﻬﻴﺪًا ﻣﺎدﻣ ُ ﻋ ُﺒﺪُوا اﻟﱠﻠ َﻪ رﺑﱢﻲ ورﺑﻜﻢ ،وآﻨ ُ أن ا ْ )(٤٣ اﻟﺮﻗﻴﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ .وأﻧﺖ ﻋﻠﻲ آﻞ ﺷﻲء ﺷﻬﻴﺪ‹‹ . ﺻ ﱢﺪﻳﻘﺔ .وﻣ ﺎ أﺟﻤ ﻞ وأﻋﻤ ﻖ وأوﺟ ﺰ إن ﻋﻴﺴﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻟ ﻴﺲ إﻻ رﺳ ﻮﻻ ،وأﻣ ﻪ ِ ل ﻦ ﻣ ﺮﻳ َﻢ إﻻ رﺳ ﻮ ٌ ﺢﺑ ُ وأوﻋﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ » :ﻣﺎ اﻟﻤﺴ ﻴ ُ ﻦ ﻟﻬ ﻢ ﻞ ،وأﻣ ﻪ ﺻ ﺪﱢﻳﻘﺔ .آﺎﻧ ﺎ ﻳ ﺄآﻼن اﻟﻄﻌ ﺎ َم .اﻧﻈ ﺮ آﻴ ﻒ ﻧُﺒ ﻴّ ُ ﻗﺪ ﺧﻠﺖ ﻣﻦ َﻗ ْﺒِﻠ ِﻪ اﻟﺮﺳ ُ ) (٤ اﻵﻳ ﺎت ،ﺛ ﻢ اﻧﻈ ﺮ َأ ﱠﻧ ﻲ ُﻳ ْﺆ َﻓ ُﻜ ﻮن! ‹‹ ٤واﻟﻤﻌﻨ ﻲ :أﻻ ﺗﻔﻬﻤ ﻮن ؟ ﻟﻘ ﺪ آﺎﻧ ﺎ ﻳ ﺄآﻼن اﻟﻄﻌﺎم) ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرة ﻣﻦ أﺑﻌﺎد( ،أي أﻧﻬﻤﺎ آﺎﻧﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﺎن إﻟﻲ اﻟﻄﻌﺎم وﻳﺤﺘﺎﺟﺎن ﺑﻌﺪ هﻀﻢ هﺬا اﻟﻄﻌﺎم إﻟﻲ ﺗﺼﺮﻳﻔﻪ .وﻓﻲ هﺬا اﻟﻜﻔﺎﻳﺔ. وإذا آﺎن اﻟﻨﺼﺎري ﻳﺴﺘﻨﺪون إﻟﻲ اﻟﻤﻴﻼد اﻹﻋﺠﺎزي ﻟﻌﻴﺴ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم آﺤﺠ ﺔ ﻋﻠ ﻲ أﻧﻪ اﺑﻦ اﷲ ،ﻓﺈن اﻟﻘﺮﺁن ﻳﺮ ّد ﺑﺄن ﻋﻴﺴﻲ إن آﺎن ﻗﺪ ُوﻟِﺪ ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ أب ﻓ ﺈن ﺁدم ﻗ ﺪ ﺧﻠ ﻖ ب ،ﺛﻢ ﻗﺎل ﻟ ﻪ ﻞ ﺁد َم .ﺧﻠﻘﻪ ﻣﻦ ﺗﺮا ٍ ﻞ ﻋﻴﺴﻲ ﻋﻨﺪ اﷲ َآ َﻤ َﺜ ِ ن َﻣ َﺜ َ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أب وﻻ أم » :إ ّ ُ :آ ْ ﻦ ،ﻓﻴﻜﻮن‹‹ ) . (٤٥ﻓﺎﻧﻈﺮ آﻴﻒ ﻳﺰن اﻟﻘﺮﺁن اﻷﻣﻮر ﺑﻤﻴ ﺰان اﻟ ﺬهﺐ .إﻧ ﻪ ﻻ ﻳﻨﻜ ﺮ ) (٣٨اﻟﻨﺤﻞ . ٥١ / ) (٣٩ﻣﺮﻳﻢ . ٩٥ – ٨٨ / ) (٤٠اﻟﺰﺧﺮف . ٥٩ / ) (٤١اﻟﻤﺎﺋﺪة . ٧٣ / ) (٤٢اﻟﻨﺴﺎء . ١٧٢ / ) (٤٣اﻟﻤﺎﺋﺪة . ١١٧ – ١١٦ / ) (٤٤اﻟﻤﺎﺋﺪة . ٧٥ / ) (٤٥ﺁل ﻋﻤﺮان . ٥٩ /
وﻻدة ﻋﻴﺴﻲ اﻟﻤﻌﺠﺰة ،وﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻪ أﻳﺔ أﻟﻮهﻴﺔ أو ﺑﻨﻮة ﷲ ﻷﻧﻪ ﻻ ﺻﻠﺔ ﻗﻂ ﺑﻴﻦ اﻷﻣﺮﻳﻦ .وﻗﺪ آﺎن ﻓﻲ اﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ،ﻟﻮ آﺎن ه ﻮ ﻣﺆﻟ ﻒ اﻟﻘ ﺮﺁن ، أن ﻳﺮﻳﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻤﺘﺎهﺔ وﻳﻨﻔﻲ ﻣﻊ أﻟﻮهﻴﺔ اﻟﻤﺴﻴﺢ وﻻدﺗﻪ اﻹﻋﺠﺎزﻳﺔ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻔﻌﻞ .ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻒ ﺑﻬﺬا ﺑﻞ ﻧﻔﻲ ﻋﻦ ﻣﺮﻳﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺴﻼم ﻣﺎ اﻓﺘ ﺮاﻩ اﻟﻴﻬ ﻮد ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ،وﻋ ّﺪ ﻋﺮْﺿﻬﺎ اﻟﺸﺮﻳﻒ آﻔﺮا وﺑﻬﺘﺎﻧﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ ،وﺟﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﺑ ﻴﻦ اﻷﺳ ﺒﺎب اﻟﺘ ﻲ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻧﻪ ﻋﻦ ِ ) (٤ اﺳﺘﻮﺟﺒﺖ أن ﻳﺤﺮم اﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ آﺎن أﺣﻞ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻃﻴﺒﺎت . ٦ واﻟﻘﺮﺁن ﻻ ﻳﻌﺘﺮف ﻟﻌﻴﺴﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﻮﻻدﺗﻪ اﻟﻤﻌﺠﺰة ﻓﺤﺴ ﺐ ﺑ ﻞ ﻳﻌﺘ ﺮف ﻟ ﻪ أﻳﻀ ﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻜﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻬﺪ وأﻧﻪ) ﺑﻌﺪ أن أﺻﺒﺢ ﻧﺒﻴﺎ( آﺎن ﻳﺨﻠﻖ اﻟﻄﻴﺮ وﻳﻨﻔﺦ ﻓﻴ ﻪ ﻓﻴﻜ ﻮن ﻃﻴ ﺮًا ﺑﺈذن اﷲ ،وﻳﺒﺮئ اﻷآﻤﺔ واﻷﺑﺮص وﻳﺤﻴﻲ اﻟﻤﻮﺗﻲ ﺑﺈذن اﷲ ،وﻳﻨﺒﺊ ﻗﻮﻣﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺄآـﻠﻮن وﻳﺪﺧﺮون ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ .وﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺮﺗﺐ ﻋﻠﻲ هﺬا أن ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺷ ﻴﺌﺎ ﺁﺧ ﺮ ﻏﻴ ﺮ أﻧﻪ رﺳﻮل ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ،وإﻻ ﻓﻠﻴﺲ ﻋﻴﺴﻲ هﻮ اﻟﺮﺳﻮل اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي أﻳﺪﻩ اﷲ ﺑﺎﻟﻤﻌﺠﺰات .وﻣﻦ أﻋﺠﺐ اﻟﻌﺠﺐ ،ﻟﻮ آﺎن ﻣﻦ ﻳﻜﻔﺮون ﺑﻤﺤﻤﺪ ورﺳ ﺎﻟﺘﻪ ﻳﺘ ﺪﺑﺮون ،أن رﺳﻮﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻢ ﻳﻨﻜﺮ ﻣﺮة وﻗﻮع اﻟﻤﻌﺠﺰات ﻋﻠﻲ أﻳﺪي ﺳﺎﺑﻘﻴﻪ ﻣﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﺑﺮﻏﻢ ﺗﻜﺮار ﺗﺤﺪي اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ واﻟﻴﻬﻮد ﻟﻪ أن ﻳﺄﺗﻴﻬﻢ ﺑﻤﻌﺠﺰة وردﱠﻩ ﻋﻠﻴﻬﻢ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ إﻻ ﻻ .ﻟﻘﺪ آﺎن ﺑﻤﻘﺪورﻩ أن ﻳﻨﻔﻲ وﻗﻮع اﻟﻤﻌﺠﺰات ﻣﻦ أي رﺳﻮل ﻗﺒﻠ ﻪ ،وﻋﻠ ﻲ ﺑﺸﺮا رﺳﻮ ً )(٤٧ ﻣ ﻦ ﻳﺠﺎدﻟ ﻪ أن ﻳﺜﺒ ﺖ اﻟﻌﻜ ﺲ ،وه ﻮ ﻣﺴ ﺘﺤﻴﻞ .وﻟﻜﻨ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻟ ﻢ ﻳﻔﻌ ﻞ ،ﻓﻤ ﺎ دﻻﻟﺔ ذﻟﻚ ؟ وآﻤﺎ ﻧﻔﻲ اﻟﻘﺮﺁن أن ﻳﻜﻮن ﻋﻴﺴﻲ إﻟﻬﺎ أو اﺑﻨًﺎ ﻟﻺﻟﻪ ﻧﻔﻲ أﻳﻀﺎ أن ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻗ ﺪ ﺻ ﻠَﺒﻮﻩ ﺷ ﺒﱢﻪ ﻟﻬ ﻢ » :وﻣ ﺎ ﻗﺘﻠ ﻮﻩ وﻣ ﺎ َ ﺻﻠِﺐ أو ُﻗﺘِﻞ ﺑﺄﻳﺔ ﻃﺮﻳﻘﺔ أﺧ ﺮي ،وأآ ﺪ أﻧ ﻪ ﻗ ﺪ ُ ُ ﻦ. ﺷﺒﱢﻪ ﻟﻬﻢ .وإن اﻟﺬﻳﻦ اﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻴﻪ َﻟﻔِﻲ ﺷﻚ ﻣﻨﻪ .ﻣﺎ ﻟﻬﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ إﻻ اﺗّﺒﺎع اﻟﻈ ّ وﻟﻜﻦ ُ )(٤٨ وﻣﺎ ﻗﺘﻠﻮﻩ ﻳﻘﻴﻨﺎ $ﺑﻞ رﻓﻌﻪ اﷲ إﻟﻴﻪ ،وآﺎن اﷲ ﻋﺰﻳﺰا ﺣﻜﻴﻤﺎ‹‹ . ﺼ ﻠَﺐ ﻓﻠ ﻴﺲ ذﻟ ﻚ ﻷن ﻣﺤﻤ ﺪا ﻋﻠﻴ ﻪ واﻟﻘﺮﺁن ﺣﻴﻦ ﻳﺆآﺪ أﻧﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻟ ﻢ ُﻳ ْﻘ َﺘ ﻞ وﻟ ﻢ ُﻳ ْ اﻟﺴﻼم ،آﻤﺎ زﻋﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻴﻦ ،ﻗﺪ اﺳﺘﺒﺸﻊ ه ﺬﻩ اﻟﻨﻬﺎﻳ ﺔ ورأي أﻧﻬ ﺎ ﻻ ﺗﻠﻴ ﻖ أن ﺗﻘﻊ ﻟﺮﺳﻮل ﻣﻦ رﺳﻞ اﷲ ،ﻓﻘﺪ ﺳﺠﻞ اﻟﻘﺮﺁن ﻋﻠﻲ اﻟﻴﻬﻮد أﻧﻬـﻢ » آﺎﻧـﻮا ﻳﻘﺘﻠﻮن اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻒ وﻗ ﻮع ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ‹‹ ) . (٤٩ﻓﻠﻮ آﺎن ﻣﺎ زﻋﻤﻪ هﺆﻻء اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن ﺻ ﺤﻴﺤﺎ ﻓﻠ َﻢ َﻟ ْﻢ َﻳ ْﻨ ِ ﺼ ﻠَﺐ وﻟ ﻢ َﻳ ْﻔ ِﺪ ﺑﺼ ﻠﺒﻪ اﻟﺒﺸ ﺮ ، ي ﻣﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء ؟ إذن ﻓﺎﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻢ ُﻳ ْﻘﺘَﻞ وﻟﻢ ُﻳ ْ اﻟﻘﺘﻞ ﻋﻠﻲ أ ّ ) (٥ ﻷن اﻟﻘﺮﺁن ﻻ ﻳﻌﺘﺮف أﺻﻼ ﺑﻮراﺛﺔ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ،إذ » ﻟﻴﺲ ﻟﻺﻧﺴﺎن إﻻ ﻣﺎ ﺳﻌﻲ‹‹ . ٠ ) (٤٦اﻧﻈﺮ اﻵﻳﺎت ١٦٠ – ١٥٥ /ﻣﻦ ﺳﻮرة »اﻟﻨﺴﺎء« ) (٤٧اﻧﻈ ﺮ ﻣ ﺜﻼ ﻣ ﺎدة " " Miraclesﻓ ﻲ ﻣﻌﺠ ﻢ اﻟﻔﻴﻠﺴ ﻮف اﻟﻔﺮﻧﺴ ﻲ اﻟﺸ ﻬﻴﺮ ﭬﻮﻟﺘﻴ ـﺮ : " ، "Philosophical Dictionaryوﻧﻔﺲ اﻟﻤﺎدة وآﺬﻟﻚ ﻣﺎدة " "Humeﻓﻲ " Dictionary of "philosophyﻟـَ Speake Jenniferﺗ َﺮ آﻴﻒ أن آﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ واﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ اﻷوروﺑﻴ ﻴﻦ ،رﻏﻢ أﻧﻬـﻢ ﻣﻦ ﺑﻴﺌـﺔ ﻧﺼﺮاﻧﻴـﺔ ﺗﺆﻣ ـﻦ ﺑ ﺎﻟﻤﻌﺠﺰات إﻳﻤﺎ ًﻧ ﺎ ﻣﻄﻠﻘ ﺎ ،ﻻ ﻳﺆﻣﻨ ﻮن ﺑﻮﻗ ﻮع ﺷ ﻲء ﻣﻨﻬ ﺎ . ل ﻓ ﻲ ﺷ ﺮح رأﻳ ﻪ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻘﻀ ﻴﺔ د .زآ ﻲ وﻣﻨﻬﻢ ﭬﻮﻟﺘﻴﺮ وآ ﺬﻟﻚ دﻳﭭﻴ ﺪ هﻴ ﻮم ،اﻟ ـﺬي أﻓ ﺎض اﻟﻘ ﻮ َ ﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻤﻮد ﻓﻲ آﺘﺎﺑﻪ ﻋﻨﻪ ،وهﻮ ﻣﺎ ﻳﺒﻴﻦ ﻟﻚ آﻴﻒ أﻧﻪ آﺎن ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ ﻋﻠﻲ ﺳﻴﺪﻧﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ،ﻟ ﻮ آﺎن ﻣﺨﺎدﻋﺎ ،أن ﻳﻨﻔﻲ وﻗﻮع أﻳﺔ ﺧﻮارق ﻋﻠﻲ ﻳﺪ أي إﻧﺴﺎن . ) (٤٨اﻟﻨﺴﺎء . ١٥٨ – ١٥٧ / ) (٤٩اﻧﻈﺮ اﻵﻳﺔ ٦١/ﻣﻦ ﺳﻮرة » اﻟﺒﻘﺮة « ،و اﻵﻳﺔ ١١٢ /ﻣﻦ ﺳﻮرة » ﺁل ﻋﻤﺮان « ) (٥٠اﻟﻨﺠﻢ . ٥٠ /
وﻓﻀﻼ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻘﺮﺁن ﻳﻘﺮر ﻓﻲ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻊ أن اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻲ ﻗ ﺪ ﺗ ﺎب ﻋﻠﻲ ﺁدم ﺑﻌﺪ أن اﺳ ﺘﻐﻔﺮﻩ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم .ﺛ ﻢ إن اﻟﻌﻘﻮﺑ ﺔ ﻗ ﺪ وﻗﻌ ﺖ ﺑﺨﺮوﺟ ﻪ ه ﻮ وأﻣﻨ ﺎ ﺣﻮاء ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺔ » :وﻗﻠﻨﺎ :ﻳﺎ ﺁدم ،اﺳﻜﻦ أﻧﺖ وزوﺟﻚ اﻟﺠﻨﺔ ،وآﻼ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﺷﺌﺘﻤﺎ ،وﻻ َﺗ ْﻘﺮَﺑﺎ هﺬﻩ اﻟﺸﺠﺮة ﻓﺘﻜ ـﻮﻧﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻈ ﺎﻟﻤﻴﻦ $ﻓﺄزﻟﻬﻤ ﺎ اﻟﺸﻴ ـﻄﺎن ﻋﻨﻬ ﺎ ﻓ ـﺄﺧﺮﺟﻬﻤﺎ ﻋ ُﺪوّ ،وﻟﻜﻢ ﻓ ﻲ اﻷرض ﻣﺴ ﺘﻘﺮ وﻣﺘ ﺎع ﻣﻤـﺎ آﺎﻧﺎ ﻓﻴـﻪ .وﻗﻠﻨﺎ :اهﺒﻄﻮا ﺑﻌﻀﻜﻢ ﻟﺒﻌﺾ َ ت ﻓﺘﺎب ﻋﻠﻴﻪ .إﻧﻪ هﻮ اﻟﺘﻮاب اﻟﺮﺣﻴﻢ « ،و » ﻗ ﺎﻻ إﻟﻲ ﺣﻴﻦ $ﻓﺘﻠﻘﱠﻲ ﺁد ُم ﻣﻦ رﺑﻪ آﻠﻤﺎ ٍ ﻇَﻠﻤْﻨ ﺎ أﻧﻔﺴ ﻨﺎ .وإن ﻟ ﻢ ) أي ﺁدم وﺣﻮاء ﺑﻌﺪ أن أآﻼ ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﺠﺮة اﻟﻤﺤﺮﻣ ﺔ( :رﺑﻨ ﺎ َ ، ﻦ ﻣ ﻦ اﻟﺨﺎﺳ ﺮﻳﻦ‹‹) . (٥١ﻓﻤ ﻦ ه ﺬا آﻠ ﻪ ﺗ ﺮي أﻻ ﻣﻌﻨ ﻲ ﻟﻌﻘﻴ ﺪة ﺗﻐﻔ ﺮ ﻟﻨ ﺎ وﺗﺮﺣﻤﻨ ﺎ ﻧ ُﻜ ْ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ وﺗﻜﻔﻴﺮ اﻟﻤﺴﻴﺢ) اﻟﺬي هﻮ اﺑﻦ اﷲ ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﺗﻘﻮل ﺑﻪ ه ﺬﻩ اﻟﻌﻘﻴ ﺪة( ﻋ ﻦ اﻟﺒﺸﺮ ﺧﻄﻴﺌﺘﻬﻢ ﺑﻤﻮﺗﻪ ﻋﻠﻲ اﻟﺼﻠﻴﺐ .واﻟﻄﺮﻳﻒ أﻧﻪ ،ﺑ ﺮﻏﻢ ﻣ ﺎ ﻳﻌﺘﻘ ﺪﻩ اﻟﻨﺼ ﺎري ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴﻴﺢ وأﻧﻪ اﻹﻟﻪ أو اﺑﻦ اﻹﻟﻪ وأﻧﻪ ﺟﺎء ﻟﻴﻔﺪي اﻟﺒﺸﺮ ﻣﻦ ﺧﻄﻴﺌﺔ أﺑﻴﻬﻢ ﺁدم ﺑﺎﻟﻤﻮت ﻋﻠﻲ اﻟﺼ ﻠﻴﺐ ،ﻧ ﺮي اﻹﻧﺠﻴ ﻞ ﻳﻘ ﻮل ﻓ ﻲ ﺻ ﻠﺐ اﻟﻤﺴ ﻴﺢ اﻟﻤﺰﻋ ﻮم ›› :وآ ﺎن اﻟﻤﺠﺘ ﺎزون ﻳﺠﺪّﻓﻮن ﻋﻠﻴﻪ ) أي ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺴﻴﺢ وهﻮ ﻋﻠﻲ اﻟﺼﻠﻴﺐ ( وهﻢ ﻳﻬﺰون رؤوﺳﻬﻢ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ :ﻳﺎ ﺺ ﻧﻔﺴﻚ إن آﻨﺖ اﺑﻦ اﷲ ﻓﺎﻧﺰل ﻋﻦ اﻟﺼ ﻠﻴﺐ ﻧﺎﻗﺾ اﻟﻬﻴﻜﻞ وﺑﺎﻧﻴﻪ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ،ﺧﱢﻠ ْ ﺺ .وآ ﺬﻟﻚ رؤﺳ ﺎء اﻟﻜﻬﻨ ﺔ أﻳﻀ ﺎ وه ﻢ ﻳﺴ ﺘﻬﺰﺋﻮن ﻣ ﻊ اﻟﻜﺘﺒ ﺔ واﻟﺸ ﻴﻮخ ﻗ ﺎﻟﻮا :ﺧﱠﻠ َ ﺁﺧﺮﻳﻦ ،وأﻣﺎ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻤﺎ ﻳﻘﺪر أن ﻳﺨﻠﺼﻬﺎ .إن آﺎن ه ﻮ ﻣﻠ ﻚ إﺳ ﺮاﺋﻴﻞ ﻓﻠﻴﻨ ﺰل اﻵن ﻋ ﻦ اﻟﺼﻠﻴﺐ ﻓﻨﺆﻣﻦ ﺑﻪ .ﻗﺪ اﺗﻜﻞ ﻋﻠﻲ اﻟﻠـﻪ ﻓﻠﻴﻨﻘـﺬﻩ اﻵن إن أرادﻩ .ﻷﻧ ﻪ ﻗ ﺎل :أﻧ ﺎ اﺑ ﻦ اﷲ . ﺻﻠِﺒﺎ ﻣﻌـﻪ ُﻳ َﻌﻴّﺮاﻧﻪ‹‹ ). (٥٢وﻟﻮ آﺎن ﻋﻴﺴﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻗﺪ وﺑﺬﻟﻚ آﺎن اﻟﻠﺼﺎن اﻟﻠـﺬان ُ ﺟﺎء ﻟﻴﻤﻮت ﻋﻠﻲ اﻟﺼ ﻠﻴﺐ وﻳﻔ ﺪي اﻟﺒﺸ ﺮ ﻟﻜ ﺎن ﺟﻮاﺑ ﻪ ﻋﻠ ﻲ ه ﺬا اﻻﺳ ﺘﻬﺰاء أن اﷲ ﻟ ﻦ ﻳﻨﻘﺬﻩ ﻣﻤﺎ هﻮ ﻓﻴﻪ وإﻻ ﻟﻀﺎع ﻣﻌﻨﻲ ﻣﺠﻴﺌﻪ إﻟﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ .أﻣﺎ ردﻩ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻲ ﺣﺴﺐ رواﻳﺔ اﻹﻧﺠﻴﻞ ﻓﻬﻮ ﺁﺧﺮ ﺷﻲء ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺮد ﻋﻠﻲ اﻟﺨﺎﻃﺮ .وﻟﻨﺴ ﺘﻤﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮاءة ›› : وﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ آﺎﻧﺖ ﻇﻠﻤ ﺔ ﻋﻠ ﻲ اﻷرض إﻟ ﻲ اﻟﺴ ﺎﻋﺔ اﻟﺘﺎﺳ ﻌﺔ .وﻧﺤ ﻮ اﻟﺴ ﺎﻋﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﺻﺮخ ﻳﺴﻮع ﺑﺼﻮت ﻋﻈﻴﻢ ﻗﺎﺋﻼ :إﻳﻠﻲ إﻳﻠﻲ ،ﻟﻤﺎ ﺷﺒﻘﺘﻨﻲ ؟ أي إﻟﻬﻲ إﻟﻬ ﻲ ، ﻟﻤﺎذا ﺗﺮآﺘﻨﻲ ؟ ‹‹ ) ، (٥٣وهﻮ ﻣﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﻗﻄﻌﺎ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﻮﻗﻊ أن ﻳﺘﺮآﻪ اﷲ ﻳﻤﻮت هﺬﻩ اﻟﻤﻴﺘﺔ اﻟﺒﺸﻌﺔ .أﻣﺎ إﻧﺠﻴﻼ ﻳﻮﺣﻨﺎ وﻟﻮﻗﺎ ﻓﺈن رواﻳﺘﻴﻬﻤﺎ ﺗﺨﺘﻠﻔﺎن ﻋﻦ ه ﺬﻩ اﻟﺮواﻳ ﺔ ،وه ﻮ ﻣﺎ ﻳﺪﻟﻚ ﻋﻠﻲ ﻋﺪم اﻟﺘﺰام ﺗﻠﻚ اﻟﻜﺘﺐ ﺑﺎﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ .وﻣﻌﺮوف أن هﺬﻩ اﻷﻧﺎﺟﻴﻞ ﻗﺪ ﺨ ﻞ ﻣ ﺎ ورد ﻓﻴﻬ ﺎ آﻤ ﺎ ﺗﻨﺨ ﻞ ﺖ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺑﻌﺸ ﺮات اﻟﺴ ﻨﻴﻦ ،وﻟ ﻢ ﻳُﺘﻨ ﱠ ُآ ِﺘ َﺒ ْ ﺟﺎﻣﻌﻮ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ أﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ،اﻟﺘ ﻲ ه ﻲ ﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻻ ﺗﺒﻠ ﻎ ﻣﺮﺗﺒ ﺔ اﻟﻘﺮﺁن أﺑﺪا ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺪﻗﺔ واﻟﻮﺛﺎﻗﺔ. ﻓﺈذا ﺟﺌﻨﺎ إﻟﻲ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟـﻪ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس ﻋﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء وﺟﺪﻧﺎ ﻋﺠﺒﺎ .اﻧﻈﺮ ﻣ ﺜﻼ ﻣ ﺎ ﻳﻘﻮﻟ ﻪ ﻋﻦ ﻧﻮح ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ›› :واﺑﺘﺪأ ﻧﻮح ﻳﻜﻮن ﻓﻼﺣﺎ ،وﻏﺮس آﺮﻣﺎ وﺷﺮب ﻣ ﻦ اﻟﺨﻤ ﺮ ﻓﺴﻜﺮ وﺗﻌﺮي داﺧﻞ ﺧﺒﺎﺋﻪ .ﻓﺄﺑﺼﺮ ﺣﺎم أﺑﻮ آﻨﻌﺎن ﻋﻮرة أﺑﻴﻪ وأﺧﺒﺮ أﺧﻮﻳ ﻪ ﺧﺎرﺟ ﺎ . ﻓﺄﺧﺬ ﺳ ﺎم وﻳﺎﻓ ﺚ اﻟ ﺮداء ووﺿ ﻌﺎﻩ ﻋﻠ ﻲ أآﺘﺎﻓﻬﻤ ﺎ وﻣﺸ ﻴﺎ إﻟ ﻲ اﻟ ﻮراء ،وﺳ ﺘﺮا ﻋ ﻮرة أﺑﻴﻬﻤﺎ ووﺟﻬﺎهﻤﺎ إﻟﻲ اﻟﻮراء ﻓﻠﻢ ﻳﺒﺼﺮا ﻋﻮرة أﺑﻴﻬﻤﺎ .ﻓﻠﻤﺎ اﺳﺘﻴﻘﻆ ﻧﻮح ﻣﻦ ﺧﻤﺮﻩ ﻋﻠﻢ ) (٥١اﻟﺒﻘﺮة . ٣٧ – ٣٢ / ) (٥٢إﻧﺠﻴﻞ ﻣﺘﻲ . ٤٤ – ٣٩ / ٢٧ / ) (٥٣ﻧﻔﺲ اﻷﺻﺤﺎح ، ٤٦ – ٤٥ /واﻧﻈﺮ آﺬﻟﻚ ﻣﺮﻗﺲ . ٣٧ – ٢٩ / ١٥ /
ﻋ ْﺒ َﺪ اﻟﻌﺒﻴ ﺪ ﻳﻜ ﻮن ﻹﺧﻮﺗ ﻪ .وﻗ ﺎل : ن آﻨﻌ ﺎن َ . ﻣ ﺎ ﻓﻌ ﻞ ﺑ ﻪ اﺑﻨ ﻪ اﻟﺼ ﻐﻴﺮ ﻓﻘ ﺎل :ﻣﻠﻌ ﻮ ٌ ﻋ ْﺒ ﺪًا ﻟﻬ ﻢ .ﻟﻴﻔ ﺘﺢ اﷲ ﻟﻴﺎﻓ ﺚ ﻓﻴﺴ ﻜﻦ ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﺎآﻦ ب إﻟ ُﻪ ﺳﺎم ،وﻟ ﻴﻜﻦ آﻨﻌ ﺎن َ ك اﻟﺮ ﱡ ﻣﺒﺎر ٌ ) (٥ ﺳﺎم ،وﻟﻴﻜﻦ آﻨﻌﺎن ﻋﺒﺪا ﻟﻬ ﻢ‹‹ . ٤إن ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﻌﺐ أن ﻳﻔﻬ ﻢ اﻟﻮاﺣ ﺪ ﻣ ّﻨ ﺎ ﺳ ﺒﺐ ﻟﻌ ﻦ ﻧﻮح ﻻﺑﻨﻪ آﻨﻌﺎن ،اﻟﺬي وﻗﻊ ﻧﻈﺮﻩ ﻋﻠﻴﻪ وهﻮ ﻋﺮﻳﺎن دون ﻗﺼﺪ ،إذ إن ﻧﻮﺣﺎ هﻮ اﻟﺬي ﺳﻜﺮ وﺗﻌﺮي) وهﻮ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺼﺪق اﻟﻌﻘﻞ وﻗﻮﻋﻪ ﻣﻦ ﻧﺒﻲ( ،ﻓﻬﻮ اﻟﻤﺴﺆول إذن ﻋﻦ ذﻟ ﻚ ﻻ آﻨﻌﺎن .واﻧﻈﺮ آﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس ﻋﻦ ﻟﻮط ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم » :وﺻﻌﺪ ﻟ ﻮط ﻣﻦ ﺻﻮﻏﺮ ،وﺳﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﺠﺒﻞ واﺑﻨﺘﺎﻩ ﻣﻌﻪ ،ﻷﻧﻪ ﺧﺎف أن ﻳﺴ ﻜﻦ ﺻ ﻮﻏﺮ ﻓﺴ ﻜﻦ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻐﺎرة هﻮ واﺑﻨﺘﺎﻩ .وﻗﺎﻟﺖ اﻟ ِﺒﻜْﺮ ﻟﻠﺼ ﻐﻴﺮة :أﺑﻮﻧ ﺎ ﻗ ﺪ ﺷ ﺎخ ،وﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻲ اﻷرض رﺟ ﻞ ﻟﻴﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ آﻌﺎدة آﻞ اﻷرض .هﻠ ّﻢ ﻧﺴﻘﻲ أﺑﺎﻧﺎ ﺧﻤﺮا وﻧﻀﻄﺠﻊ ﻣﻌﻪ ﻓﻨﺤﻴﻲ ﻣﻦ أﺑﻴﻨ ﺎ ﻧﺴﻼ .ﻓﺴﻘﺘﺎ أﺑﺎهﻤﺎ ﺧﻤﺮا ﻓﻲ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻠﻴﻠ ﺔ ،ودﺧﻠ ﺖ اﻟ ِﺒ ْﻜ ﺮ واﺿ ﻄﺠﻌﺖ ﻣ ﻊ أﺑﻴﻬ ﺎ ،وﻟ ﻢ ﻳﻌﻠ ﻢ ﺑﺎﺿ ﻄﺠﺎﻋﻬﺎ وﻻ ﺑﻘﻴﺎﻣﻬ ﺎ .وﺣ ﺪث ﻓ ﻲ اﻟﻐ ﺪ أن اﻟ ِﺒ ْﻜ ﺮ ﻗﺎﻟ ﺖ ﻟﻠﺼ ﻐﻴﺮة :إﻧ ﻲ ﻗ ﺪ اﺿﻄﺠﻌﺖ اﻟﺒﺎرﺣﺔ ﻣﻊ أﺑﻲ .ﻧﺴﻘﻴﻪ ﺧﻤﺮًا اﻟﻠﻴﻠﺔ أﻳﻀﺎ ،وﻗﺎﻣﺖ اﻟﺼ ﻐﻴﺮة واﺿ ﻄﺠﻌﺖ ﻣﻌ ﻪ ،وﻟ ﻢ ﻳﻌﻠ ﻢ ﺑﺎﺿ ﻄﺠﺎﻋﻬﺎ وﻻ ﺑﻘﻴﺎﻣﻬ ﺎ .ﻓﺤﺒﻠ ﺖ اﺑﻨﺘ ﺎ ﻟ ﻮط ﻣ ﻦ أﺑﻴﻬﻤ ﺎ‹‹ ). (٥٥إن اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻴﺴﺪ أﻧﻔﻪ وهﻮ ﻳﻘﺮأ هﺬﻩ اﻟﻨﺘﺎﻧ ﺎت .أﻣ ﺎ ﻳﻌﻘ ﻮب ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻓﻴﺼ ﻮرﻩ اﻟﻜﺘ ﺎب ﻲ اﻟﻤﻌ ﺰي ﻟﻴ ﻮهﻢ ﺟ ْﺪ َﻳ ِ اﻟﻤﻘﺪس ﻏﺸﺎﺷﺎ آﺬاﺑﺎ ﻣﺤﺘﺎﻻ ،وﻳﺘﻔﻨﻦ ﻓﻲ وﺻﻔﻪ وﻗﺪ ﻟﺒﺲ ﺟﻠﻮد َ أﺑﺎﻩ اﻟﻀﺮﻳﺮ) ﺳﻴﺪﻧﺎ إﺳﺤﺎق ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم( أﻧ ﻪ ﻋﻴﺴ ﻮ ﻻ ﻳﻌﻘ ﻮب ﻟﻴﺤﺼ ﻞ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺒﺮآ ﺔ اﻟﺘ ﻲ وﻋ ﺪ ﺑﻬ ﺎ أﺑ ﻮﻩ أﺧ ﺎﻩ ﻋﻴﺴ ﻮ .واﻟﻌﺠﻴ ﺐ أن اﻟﺤﻴﻠ ﺔ ﺗ ﻨﺠﺢ وﻳﺤﺼ ﻞ ﻳﻌﻘ ﻮب زورا وﺑﻬﺘﺎﻧﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺒﺮآ ﺔ ،وﻻ ﻳﻨﻔ ﻊ ﻓ ﻲ ه ﺬا اآﺘﺸ ﺎف اﻷب ﻟﻠﺤﻴﻠ ﺔ اﻟﺪﻧﻴﺌ ﺔ ،وآ ﺄن اﻟﺒﺮآ ﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ اﷲ أوآﺄﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮف اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ) . (٥٦أﻣﺎ داود ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻓﻴﻘﻮل ﻋﻨ ﻪ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس إﻧﻪ وﻗﻊ ﻧﻈﺮﻩ ،وهﻮ ﻳﻤﺸﻲ ﻓﻮق ﺳﻄﺢ ﻗﺼﺮﻩ ،ﻋﻠﻲ اﻣﺮأة أﺣﺪ ﻗ ﻮادﻩ وه ﻲ ﺗﺴ ﺘﺤﻢ ﻓ ﻲ ﻓﻨ ﺎء ﺑﻴﺘﻬ ﺎ اﻟﻤﺠ ﺎور ﻟﻠﻘﺼ ﺮ ،وآﺎﻧ ﺖ راﺋﻌ ﺔ اﻟﺠﻤ ﺎل ،ﻓﺄرﺳ ﻞ إﻟﻴﻬ ﺎ »وأﺧﺬهﺎ ﻓﺪﺧﻠﺖ إﻟﻴﻪ ﻓﺎﺿﻄﺠﻊ ﻣﻌﻬﺎ وهﻲ ﻣﻄﻬﺮة ﻣﻦ ﻃﻤﺜﻬﺎ «.وﻟﻢ ﻳﻜﺘﻒ داود ﺑﻬﺬا ﺑ ﻞ دﺑ ﺮ ﻣ ـﺆاﻣﺮة ﺗﺨ ـﻠﺺ ﺑﻬ ﺎ ﻣ ﻦ زوﺟﻬ ﺎ ). (٥٧وﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺷ ﺎخ داود وأراد ﻋﺒﻴ ﺪﻩ أن ﻳﺪﻓﺌﻮﻩ ﻓﻲ ﺷﻴﺨﻮﺧﺘﻪ ،اﻟﺘ ﻲ ﻟ ﻢ ﻳﻨﻔ ﻊ ﻣﻌﻬ ﺎ ﺗ ﺪﺛﻴﺮﻩ ﺑﺎﻟﺜﻴ ﺎب ،ﻗ ﺎﻟﻮا ﻟ ﻪ :ﻟﻴﻔﺘّﺸ ﻮا ﻟﺴ ﻴﺪﻧﺎ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﻠﻲ ﻓﺘﺎة ﻋﺬراء ،ﻓﻠﺘﻘﻒ أﻣﺎم اﻟﻤﻠﻚ وﻟﺘﻜﻦ ﻟﻪ ﺣﺎﺿﻨـﺔ ،وﻟﺘﻀﻄﺠﻊ ﻓﻲ ﺣﻀ ﻨﻚ ﻓﻴﺪﻓﺄ ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻟﻤﻠﻚ‹‹ ). (٥٨وﻗﺪ ا ﱠﺗﻬَﻢ ﻳﻬﻮ ُد اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺳﻴﺪَﻧﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎن ﺑﺎﻟﺴﺤﺮ ) . (٥٩ﺛ ﻢ هﻨ ﺎك »ﻧﺸﻴﺪ اﻷﻧﺸﺎد « اﻟﻤﻨﺴﻮب ﻟﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺑﻤ ﺎ ﻓﻴ ﻪ ﻣ ﻦ ﻋﻬ ﺮ وﺣﺮﻗ ﺎت ﺟﻨﺴ ﻴﺔ .أﻣ ﺎ اﻟﻘﺮﺁن ﻓﻘﺪ ﻃﻬﺮ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴ ﻼم ﻣ ﻦ آ ﻞ دﻧ ﺲ ورﺟ ﺲ ،وﺻ ﻮﱠرهﻢ آﻤ ﺎ ﺨﻠُﻖ اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﻤﻄﻬ ﺮ .ﻓﻬ ﻞ ﻳﺼ ﺢ أن ﻳﻘ ﺎل ﺑﻌ ﺪ ﻼ ﻋﻠﻴﺎ وﻣﻨﺎرات ﻟﻠ ُ آﺎﻧﻮا ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ُﻣ ُﺜ ً هﺬا آﻠﻪ إن اﻟﻘﺮﺁن ﻗﺪ ُ ﺳﺮِق ﻣﻦ آﺘﺐ اﻟﻴﻬﻮد واﻟﻨﺼﺎري ؟
) (٥٤ﺗﻜﻮﻳﻦ . ٢٧ – ٢٠ /٩ / ) (٥٥ﺗﻜﻮﻳﻦ . ٣٦ – ٣٠ / ١٩ / ) (٥٦اﻧﻈﺮ » ﺗﻜﻮﻳﻦ « ٢٧ /آﻠﻪ . ) (٥٧اﻧﻈﺮ » ﺻﻤﻮﺋﻴﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ « ١١ /آﻠﻪ . ) (٥٨اﻟﻤﻠﻮك اﻷول . ٤ -١ / ١ / ) (٥٩اﻟﺒﻘﺮة . ١٠٣ /
ﻓﻬﺎ ﻧﺤﻦ أوﻻء ﻧﺮي أن اﻟﻘﺮﺁن ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻠﻬﻢ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﻣﻦ ﻋﺮب اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ أو ﻣ ﻦ اﻟﺤﻨﻔ ﺎء أو ﻣﻦ ﺛﻨﻮﻳﺔ ﻓﺎرس أو ﻣﻦ أﻓﻜﺎر اﻟﻴﻬ ﻮد ﻋ ﻦ اﷲ أو ﻣ ﻦ ﺛ ﺎﻟﻮث اﻟﻨﺼ ﺎري ،وإن ﻟ ﻢ ﻳﻤﻨ ﻊ ذﻟﻚ أن ﺗﻜﻮن هﻨﺎك ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻘﺎط اﻟﻤﺘﻔﻘﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻋﻨ ﺪ أه ﻞ اﻟﻜﺘ ﺎب ﻣﻤ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳﺼ ﺒﻪ اﻟﺘﺤﺮﻳﻒ .وﺗﻔﺴﻴﺮ اﻹﺳﻼم ﻟﻬﺬا اﻻﺗﻔﺎق هﻮ أن اﻟﺘ ﻮراة واﻹﻧﺠﻴ ﻞ واﻟﻘ ﺮﺁن ﺟﻤﻴ ًﻌ ﺎ ﻣ ﻦ ﻋﻨ ﺪ اﷲ ،ﻏﻴ ﺮ أن اﻟﻜﺘ ﺎﺑﻴﻦ اﻷوﻟ ﻴﻦ ﻗ ﺪ أﺻ ﺎﺑﺘﻬﻤﺎ ﻳ ﺪ اﻟﺘﺤﺮﻳ ﻒ ﻓﺠ ﺎء اﻟﻘ ﺮﺁن ﻟﻴﺼ ﺤﺢ ﻣﺎدﺧﻠﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺗﺤﺮﻳﻔﺎت ،أﻣﺎ ﻣﺎ ﻇﻞ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﺤﺮﻳﻒ ﻓﺈن اﻹﺳﻼم ﻻ ﻳﺨﺎﻟﻔﻪ ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ . ﻓﻬﺬا ﻋﻦ اﻟﻌﻘﻴﺪة .ﻓﺈذا ﺟﺌﻨﺎ إﻟﻲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ وﺟﺪﻧﺎ أن اﻟﻘﺮﺁن ﻗﺪ أﺑﻘﻲ ﻣﺎ هﻮ ﺧﻴ ﺮ و َﻧ َﺒ ﺬ ﻣ ﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳﺔ ﺑﻌﺪ أن ﺑﻠﻐﺖ اﻟﻄﻮر اﻟﺬي وﺻﻠﺖ إﻟﻴﻪ ﻓﻲ أﻳﺎم اﻹﺳ ﻼم ،أو ﻣ ﺎ اﻧﺘﻬﻲ اﻟﻐﺮض ﻣﻨﻪ ،أو ﻣﺎ اﺳﺘﺘﺒﻌﺘﻪ اﻟﺨﺮاﻓﺎت اﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﺎدات وﺗﻘﺎﻟﻴﺪ. ﻓﺎﻟﻌﺮب ﻓﻲ اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ آﺎﻧﻮا ﻳﻘﺪﻣﻮن اﻟﻘﺮاﺑﻴﻦ إﻟﻲ أوﺛﺎﻧﻬﻢ ،وآﺎﻧﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻘ ﺮاﺑﻴﻦ ﺗﺸ ﻤﻞ أﺑﻨﺎءهﻢ .وﻗ ﺪ ﺣﺮﻣ ﻮا ﺑﻌ ﺾ اﻟﺤﻴﻮاﻧ ﺎت واﻟ ﺰروع إﻻ ﻋﻠ ﻲ ﻧ ﺎس ﻣﺨﺼﻮﺻ ﻴﻦ ،آﻤ ﺎ ﺣﺮﻣﻮا رآﻮب ﺣﻴﻮاﻧﺎت أﺧ ﺮي ،وﻣﻨﻌ ﻮا ذآ ﺮ اﺳ ﻢ اﷲ ﻋﻠ ﻲ ﻧ ﻮع ﺛﺎﻟ ﺚ ﻣﻨﻬ ﺎ ،ﻓﺠ ﺎء ث واﻷﻧﻌﺎ ِم ﻧﺼ ﻴﺒﺎ ،ﻓﻘ ﺎﻟﻮا : ﺤ ْﺮ ِ اﻹﺳﻼم وﻧﺴﻒ آﻞ هﺬا » :وﺟﻌﻠﻮا ِﻟﻠّﻪ ﻣﻤﺎ َذ َرَأ ﻣﻦ اﻟ َ هﺬا ِﻟﻠﱠﻪ ِ ،ﺑ َﺰ ْ ﻞ إﻟ ﻲ اﻟﱠﻠ ﻪ ،وﻣ ﺎ آ ﺎن ﺼُ ﻋ ِﻤﻬِﻢ ،وهﺬا ﻟﺸﺮآﺎﺋﻨﺎ .ﻓﻤﺎ آﺎن ﻟﺸﺮآﺎﺋﻬﻢ ﻓﻼ َﻳ ِ ﺸ ﺮآﻴﻦ ﻞ إﻟﻲ ﺷﺮآﺎﺋﻬﻢ .ﺳﺎء ﻣﺎ ﻳﺤﻜُﻤﻮن ! $وآ ﺬﻟﻚ َز ﱠﻳ ﻦ ﻟﻜﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟ ُﻤ ْ ﺼُ ِﻟﻠﱠﻪ ﻓﻬﻮ َﻳ ِ ﷲ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮﻩ َ ،ﻓ َﺬرْهﻢ ﺷﺮَآﺎؤهﻢ ﻟ ُﻴ ْﺮدُوهﻢ وِﻟ َﻴ ْﻠ ِﺒﺴُﻮا ﻋﻠﻴﻬﻢ دِﻳﻨَﻬﻢ .وﻟﻮ ﺷﺎء ا ُ ﻞ أوﻻدِهﻢ ُ َﻗ ْﺘ َ ﻄ َﻌﻤُﻬ ﺎ إﻻ ﻣ ﻦ ﻧﺸ ﺎء ِ ،ﺑ َﺰﻋْﻤﻬﻢ ، ﺠ ٌﺮ ﻻ ﻳ ْ ﺣْ ث ِ ﺣ ْﺮ ٌ وﻣﺎ َﻳ ْﻔ َﺘﺮُون $وﻗﺎﻟﻮا :هﺬﻩ أﻧﻌﺎ ٌم و َ ﺖ ﻇﻬﻮرُهﺎ ،وأﻧﻌﺎ ٌم ﻻ ﻳﺬآﺮون اﺳﻢ اﻟّﻠ ِﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻓﺘﺮا ًء ﻋﻠﻴﻪ .ﺳ َﻴﺠْﺰﻳﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﺣ ﱢﺮ َﻣ ْ وأﻧﻌﺎ ٌم ُ آ ﺎﻧﻮا َﻳ ْﻔ َﺘ ﺮون $وﻗ ﺎﻟﻮا :ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ﺑﻄ ﻮن ه ﺬﻩ اﻷﻧﻌ ﺎم ﺧﺎﻟﺼ ٌﺔ ِﻟ ﺬآﻮرِﻧﺎ وﻣﺤ ﱠﺮ ٌم ﻋﻠ ﻲ ﺻ ﻔَﻬﻢ ،إﻧ ﻪ ﺣﻜ ﻴﻢ ﻋﻠ ﻴﻢ $ﻗ ﺪ ﻦ َﻣ ْﻴ َﺘ ًﺔ ﻓﻬ ﻢ ﻓﻴ ﻪ ﺷ ﺮآﺎء .ﺳ َﻴﺠْﺰﻳِﻬﻢ َو ْ أزواﺟﻨﺎ ،وإن َﻳ ُﻜ ْ ﷲ اﻓﺘ ﺮا ًء ﻋﻠ ﻲ اﷲ .ﻗ ﺪ ﺣﺮﱠﻣﻮا ﻣﺎ َر َزﻗَﻬ ﻢ ا ُ ﺳ َﻔﻬًﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻠﻢ و َ ﺧﺴِﺮ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮا أوﻻدَهﻢ َ ) (٦ ﷲ ﻣﻦ َﺑﺤِﻴﺮٍة وﻻ ﺳﺎﺋﺒﺔ وﻻ وﺻﻴﻠ ٍﺔ وﻻ ﺿﻠﱡﻮا وﻣﺎ آﺎﻧﻮا ﻣﻬﺘﺪﻳﻦ‹‹ » ، ٠ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ا ُ ) (٦ ﺣﺎ ٍم ،وﻟﻜﻦ اﻟﺬﻳﻦ آﻔﺮوا َﻳ ْﻔ َﺘ ُﺮون ﻋﻠﻲ اﷲ اﻟﻜ ﺬ َ ن ب ،وأآﺜ ﺮهﻢ ﻻ ﻳﻌﻘﻠ ﻮن‹‹ » ، ١إ ْ ن ﺨ َﺬ ﱠ ﷲ ،وﻗ ﺎل :ﻷ ﱠﺗ ِ ﻳ ْﺪﻋُﻮن ﻣﻦ دُوﻧِﻪ إﻻ إﻧﺎﺛﺎ ،وإن ﻳﺪﻋﻮن إﻻ ﺷﻴﻄﺎﻧﺎ ﻣَﺮﻳﺪًا $ﻟﻌﻨ ﻪ ا ُ ﻷ َﻣ ﱢﻨ َﻴ ﻨﱠﻬﻢ وﻵ ُﻣ َﺮﻧﱠﻬﻢ ﻓﻠ ُﻴ َﺒ ﺘﱢ ُﻜﻦّ ﺁذان اﻷﻧﻌ ﺎم ﺿ ﱠﻠ ﱠﻨَﻬﻢ و ُ ﻷ ِ ﻣ ﻦ ﻋﺒ ﺎدِك ﻧﺼ ﻴﺒﺎ ﻣﻔﺮوﺿ ﺎ $و ُ ﺴ ﺮاﻧﺎ ﺧْ ﺴﺮ ُ ﺧِ ن اﷲ ﻓﻘ ﺪ َ ن وﻟﻴّﺎ ﻣ ﻦ دو ِ ﺨ ِﺬ اﻟﺸﻴﻄﺎ َ ﻖ اﷲ .وﻣﻦ ﻳ ّﺘ ِ ﺧ ْﻠ َ ن َ وﻵ ُﻣ َﺮﻧﱠﻬﻢ َﻓﻠَﻴﻐَﻴ ُﺮ ّ ُﻣﺒِﻴﻨﺎ‹‹). (٦٢ وﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻌﺒﺎدة ) وﻟﻨﺤﺼﺮ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﺞ وﺣﺪﻩ آﻤﺜﺎل ﻓﻘﻂ( ﻓﺈن اﻹﺳﻼم ﻗﺪ ﻃ ّﻬ ﺮ اﻟﻜﻌﺒ ﺔ ﻣ ﻦ اﻷوﺛ ﺎن وﻣﺘﻌﻠﻘﺎﺗﻬ ﺎ ،وﺣ ﺮم أن ﻳﻄ ﻮف أي ﻣﺸ ﺮك أو ﻋﺮﻳ ﺎن ﺑﺎﻟﺒﻴ ﺖ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻌﺎم اﻟﺬي ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻴﻪ ﺳﻮرة» ﺑﺮاءة « ،وأوﺟﺐ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ أن ُﻳﻔِﻴﻀ ﻮا ﺟﻤﻴﻌ ﺎ ﻣ ﻦ ﻣﻜﺎن واﺣﺪ ﺣﺘﻲ ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻌﻨﺠﻬﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ آﺎﻧ ﺖ ﺗﺴ ﻮل ﻟ ﺒﻌﺾ اﻟﻘﺒﺎﺋ ﻞ أن ﻳﺘﻔ ﺮدوا ﺲ ﺠ ٌ ﺑﻤﻜـﺎن ﻣﺨﺼﻮص ُﻳﻔِﻴﻀﻮن ﻣﻨﻪ وﺣﺪهﻢ ›› :ﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ،إﻧﻤﺎ اﻟﻤﺸﺮآﻮن َﻧ َ
) (٦٠اﻷﻧﻌﺎم . ١٤٠ – ١٣٦ / ) (٦١اﻟﻤﺎﺋﺪة . ١٠٣ / ) (٦٢اﻟﻨﺴﺎء . ١١٩ – ١١٧ /
،ﻓﻼ َﻳ ْﻘﺮَﺑﻮا اﻟﻤﺴ ﺠﺪ اﻟﺤ ﺮام ﺑﻌ ﺪ ﻋ ﺎﻣﻬﻢ ه ﺬا‹‹ ) » ،(٦٣ﺛ ﻢ أﻓﻴﻀ ﻮا ﻣ ﻦ ﺣﻴ ﺚ أﻓ ﺎض اﻟﻨ ﺎس‹‹) . (٦٤آﻤ ﺎ أﺑﻄ ﻞ اﻟﺘﻘﻠﻴ ﺪ اﻟﺴ ﺨﻴﻒ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﺘﺒﻌ ﻪ ﺑﻌ ﺾ أه ﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻋﻨ ﺪ ﻋﻮدﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺠﻬﻢ ،ﻓﻘﺪ آﺎﻧﻮا ﻻ ﻳﺪﺧﻠﻮن دارا وﻻ ﻓﺴﻄﺎﻃﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﺑ ﻪ ،وﻟﻜ ﻦ ﻣ ﻦ ﻧﻘ ﺐ أو ﻓﺮﺟﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺨﻠ ﻒ ،ﻇ ﺎﻧﻴﻦ أن ه ﺬا ﻣ ﻦ اﻟ ِﺒ ّﺮ ›› :وﻟ ﻴﺲ اﻟ ِﺒ ﱡﺮ ﺑ ﺄن ﺗ ﺄﺗﻮا اﻟﺒﻴ ﻮت ﻣ ﻦ ﻦ أﺑﻮاﺑﻬﺎ‹‹) . (٦٥آﺬﻟﻚ وﺿﻊ اﻹﺳﻼم ت ِﻣ ْ ﻦ اﻟ ِﺒ ﱠﺮ ﻣﻦ اﺗﻘﻲ .وأﺗﻮا اﻟﺒﻴﻮ َ ﻇُﻬﻮرهﺎ ،وﻟﻜ ﱠ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻠ ﱠﻨﺴِﻲء ،اﻟﺬي آﺎن ﻋﺮب اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ ﻳﻠﺠﺄون إﻟﻴﻪ إذا آﺎﻧﻮا ﻓ ﻲ ﺣ ﺮب وأﺗ ﻲ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﺷﻬﺮ ﻣﻦ اﻷﺷﻬﺮ اﻟﺤﺮم ،إذ آﺎﻧﻮا ﻳﺴﺘﻤﺮون ﻓﻲ اﻟﺤﺮب وﻳﻌﻮﺿﻮن هﺬا اﻟﺸﻬﺮ ﺑﺸ ﻬﺮ ﺁﺧﺮ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻷﺷﻬﺮ اﻟﺤﺮم ،ﻣﻔﺴﺪﻳﻦ ﺑﺬﻟﻚ ﺣﻜﻤﺔ هﺬﻩ اﻷﺷﻬﺮ » :إﻧﻤﺎ اﻟ ﱠﻨﺴِﻲ ُء زﻳﺎدة ﻋﺪﱠة ﻣ ﺎ ﺣ ﺮﱠم ﺤﺮّﻣﻮﻧﻪ ﻋﺎﻣﺎ ﻟﻴُﻮاﻃﺌﻮا ِ ﺤﻠﱡﻮﻧﻪ ﻋﺎﻣﺎ و ُﻳ َ ﻀﻞﱡ ﺑﻪ اﻟﺬﻳﻦ آﻔﺮوا ُ ،ﻳ ِ ﻓﻲ اﻟﻜﻔﺮ ُﻳ َ )(٦٦ ﷲ ﻓ ُﻴ ِ ا ُ ﺤﻠّﻮا ﻣﺎ ﺣﺮّم اﷲ ُ .زﻳﱢﻦ ﻟﻬﻢ ﺳﻮ ُء أﻋﻤﺎﻟِﻬﻢ ،واﷲ ﻻ َﻳﻬْﺪي اﻟﻘﻮ َم اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ‹‹ . ﺤ َﺮﻣْﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻴ ﺮاث ،ﻓﺠ ﺎء اﻹﺳ ﻼم وﺟﻌ ﻞ ﻟﻬ ﻦ ﻓ ﻲ وﻗ ﺪ آ ﺎن اﻟﻨﺴ ﺎء ﻓ ﻲ اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ ُﻳ ْ ﺐ ِﻣ ّﻤ ﺎ ﺗ ﺮك ل ﻧﺼ ﻴ ٌ اﻟﻤﻴ ﺮاث ﻧﺼ ﻴﺒﺎ ﻣﻔﺮوﺿ ﺎ ،ﻣ ﺜﻠﻬﻢ ﻣﺜ ﻞ اﻟﺮﺟ ﺎل ﺳ ﻮاء ››:ﻟِﻠﺮﱢﺟ ﺎ ِ ﻞ ﻣﻨ ﻪ أو ﺐ ﻣ ّﻤ ﺎ ﺗ ﺮك اﻟﻮاﻟ ـﺪان واﻷﻗﺮﺑ ـﻮن ﻣﻤ ﺎ َﻗ ﱠ اﻟﻮاﻟﺪان واﻷﻗﺮﺑﻮن ،وﻟﻠﻨﺴﺎء ﻧﺼﻴ ٌ َآﺜُﺮ ،ﻧﺼﻴﺒﺎ ﻣﻔﺮوﺿًﺎ‹‹) ، (٦٧ووزع اﻟﻤﻴ ﺮاث ﻋﻠ ﻲ ﻧﺤ ﻮ ﻟ ﻢ ﺗﻌﺮﻓ ﻪ اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ ﺑ ﻞ وﻻ اﻷدﻳﺎن اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ .وآﺎن اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ إذا ﻣ ﺎت ﻋ ﻦ اﻣ ﺮأة وﻟ ﻪ ﻋﺼ ﺒﺔ أﻟﻘ ﻲ ه ﺬا ﺛﻮﺑﻪ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺮأة ﻗﺎﺋﻼ ››:أﻧﺎ أﺣﻖ ﺑﻬﺎ « ،ﺛ ﻢ إذا ﺷ ﺎء ﺗﺰوﺟﻬ ﺎ ﺑﺼ ﺪاﻗﻬﺎ اﻷول ،وإن ﺷﺎء زوﺟﻬﺎ ﻏﻴﺮﻩ .آﺬﻟﻚ آﺎن اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺘﺰوج ﺑﺎﻣﺮأة أﺑﻴ ﻪ ،ﻓﺠ ﺎء اﻹﺳ ﻼم وﺣ ﺮم ﺤ ﱡ آﻞ ذﻟ ﻚ ›› :ﻳ ﺎ أﻳﻬ ﺎ اﻟ ﺬﻳﻦ ﺁﻣَﻨ ﻮا ،ﻻ َﻳ ِ ﻞ ﻟﻜ ﻢ أن َﺗ ِﺮ ُﺛ ﻮا اﻟﻨﱢﺴ ﺎء َآ ْﺮ ًه ﺎ‹‹ ) » ،(٦٨وﻻ ﻼ‹‹ ﺳﻠَﻒ .إﻧﻪ آﺎن ﻓﺎﺣﺸ ًﺔ و َﻣ ْﻘ ًﺘ ﺎ وﺳ ﺎء ﺳ ﺒﻴ ً ﺢ ﺁﺑﺎؤآﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء إﻻ ﻣﺎ ﻗﺪ َ َﺗ ْﻨ ْﻜﺤِﻮا ﻣﺎ َﻧ َﻜ َ ﺻ َﻮرًا أﺧﺮي ﻣﻦ اﻟﺰواج ﻏﻴﺮ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻲ اﻟﺘﺮاﺿﻲ ﻣﻦ اﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻣﻤﺎ ). (٦٩آﻤﺎ ﺣﺮم ُ ﻻ ﺗﻘﺒﻠﻪ اﻟﻨﻔﻮس اﻟﺤﺮة اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ،وهﻮ ﻣﺎ ﻓﺼّﻠﺘﻪ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻤﻄﻬﺮة .آﺬﻟﻚ وﺿﻊ اﻹﺳﻼم ﺳ ِﺌﻠَﺖ)أي ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ( : $ ﺸﻨَﻊ ›› :وإذا اﻟﻤﻮؤود ُة ُ ﺣﺪا ﻟﻮأد اﻟﺒﻨﺎت وﺟﻌﻠﻪ ﻣﻦ أﻓﻈﻊ اﻟ ﱡ ﺐ ُﻗﺘِﻠﺖ؟ ‹‹ ). (٧٠ ي ذَﻧ ٍ ﺑﺄ ﱢ وﻗ ﺪ آ ﺎن اﻟﻘﻤ ﺎر واﻟﺨﻤ ﺮ ﻣ ﻦ ﻣﻔ ﺎﺧﺮ اﻟﻌ ﺮب ،وﻣ ﺎ أآﺜ ﺮ اﻟﻘﺼ ﺎﺋﺪ اﻟﺘ ﻲ ﻳﺘﻤ ﺪّح ﻓﻴﻬ ﺎ ﺷﻌﺮاؤهﻢ ﺑﺈراﻗﺔ اﻷﻣﻮال ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﺠﺎء اﻹﺳﻼم ﻓﺤﺮﻣﻬﺎ ﺑﺘﺎﺗ ﺎ ››:إﻧﻤ ﺎ اﻟﺨﻤ ُﺮ واﻟﻤﻴﺴ ُﺮ ﻞ اﻟﺸ ﻴﻄﺎن ،ﻓ ﺎﺟﺘﻨﺒﻮﻩ ﻟﻌﻠﻜ ﻢ ُﺗﻔْﻠﺤ ﻮن‹‹ ). (٧١ ﻋ َﻤ ِ ﺲ ﻣﻦ َ ﺟ ٌ ب واﻷزﻻ ُم ِر ْ واﻷﻧﺼ ﺎ ُ وآﺎﻧﺖ اﻟﺜﺮوة ه ﻲ أﺳ ﺎس اﻟﺘﻔﺎﺿ ﻞ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻨ ﺎس ،آﻤ ﺎ آ ﺎن ﻟﻠﻌﺼ ﺒﻴﺔ اﻟﺠﻨﺴ ﻴﺔ واﻟﻘﺒﻠﻴ ﺔ ﺳﻠﻄﺎن ﻗﺎهﺮ ،ﻓﻘﻀﻲ اﻹﺳﻼم ﻋﻠﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﻔﺎهﻴﻢ اﻟﻤﺘﺪﻧﻴﺔ ››:وﻣﺎ أﻣ ﻮاﻟﻜﻢ وﻻ أوﻻدآ ﻢ ﻀ ﻌْﻒ ﺑﻤ ﺎ ﺑﺎﻟﺘﻲ ُﺗ َﻘﺮﱢﺑﻜﻢ ﻋﻨﺪﻧﺎ ُز ْﻟﻔَﻲ إﻻ ﻣﻦ ﺁﻣﻦ وﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺤﺎ ،ﻓﺄوﻟﺌﻚ ﻟﻬﻢ ﺟ ﺰاء اﻟ ﱢ ) (٦٣اﻟﺘﻮﺑﺔ . ٢٨ / ) (٦٤اﻟﺒﻘﺮة . ١٩٩ / ) (٦٥اﻟﺒﻘﺮة . ١٨٩ / ) (٦٦اﻟﺘﻮﺑﺔ . ٣٧ / ) (٦٧اﻟﻨﺴﺎء . ٧ / ) (٦٨اﻟﻨﺴﺎء . ١٩ / ) (٦٩اﻟﻨﺴﺎء . ٢٢ / ) (٧٠اﻟﺘﻜﻮﻳﺮ . ٩ – ٨ / ) (٧١اﻟﻤﺎﺋﺪة . ٩٠ /
س ،إﻧ ﺎ ﺧﻠﻘﻨ ﺎآﻢ ﻣ ﻦ َذ َآ ٍﺮ ﻋﻤﻠ ﻮا ،وه ﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻐﺮﻓ ﺎت ﺁﻣﻨ ﻮن‹‹ ) » ، (٧٢ﻳ ﺎ أﻳﻬ ﺎ اﻟﻨ ﺎ ُ ﷲ ﻋﻠ ﻴﻢ وأﻧﺜﻲ ،وﺟﻌﻠﻨﺎآﻢ ﺷﻌﻮﺑًﺎ وﻗﺒﺎﺋﻞ ِﻟ َﺘ َﻌ ﺎرَﻓﻮا .إن أ ْآ َﺮﻣَﻜﻢ ﻋﻨ ﺪ اﻟّﻠ ِﻪ أﺗﻘ ﺎآﻢ .إن ا َ ﺧﺒﻴﺮ ‹‹) . (٧٣آﻤﺎ آﺎﻧﺖ ﻗﺒﻴﻠﺔ اﻟﻘﺎﺗ ﻞ ﺗﺆﺧ ﺬ ﺑﺠﺮﻳﺮﺗ ﻪ ،ﻓﻬ ﺪم اﻟﻘ ﺮﺁن ه ﺬا وأﻗ ﺎم ﻣﻜﺎﻧ ﻪ ﻣﺒﺪأ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ ››:وﻻ َﺗ ِﺰ ُر وازرة ِو ْز َر أﺧﺮي‹‹).(٧٤ ﻓﺈذا اﻧﺘﻘﻠﻨﺎ إﻟﻲ ﻋﺒﺎدات أهﻞ اﻟﻜﺘﺎب ﻓﺴﻨﺮي أن اﻹﺳﻼم ﻗﺪ أﺗﻲ ﺑﻤﺎ ﻳﺨﺎﻟﻔﻬ ﺎ ،ﻓﻬ ﻮ ﻣ ﺜﻼ ﻗ ﺪ أﻟﻐ ﻲ اﻟﻘ ﺮاﺑﻴﻦ اﻟﺘ ﻲ آﺎﻧ ﺖ ُﺗ َﻘ ﺪﱠم ﷲ .آﻤ ﺎ وﺿ ﻊ ﺣ ﺪا ﻟﻮﺳ ﺎﻃﺔ اﻟﻜ ﺎهﻦ أو اﻟﻘﺴ ﻴﺲ وأﺻﺒﺢ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ارﺗﺒﺎﻃ ﺎ ﻣﺒﺎﺷ ﺮا ﺑﺮﺑ ﻪ ،ﺳ ﻮاء ﻓ ﻲ ﻋﺒﺎدﺗ ﻪ أو ﻓ ﻲ اﻟﺘﻜﻔﻴ ﺮ ﻋ ﻦ ﺳﻴﺌﺎﺗﻪ .وﻣﻦ هﻨﺎ ﻓﻠﻴﺲ ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ﺷ ﻲء اﺳ ﻤﻪ ذﺑﻴﺤ ﺔ إﺛ ﻢ ﻣ ﺜﻼ أو ذﺑﻴﺤ ﺔ ﺳ ﻼﻣﺔ أو ذﺑﻴﺤﺔ ﺧﻄﻴّﺔ ) .(٧٥آﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﻨﺠﺎﺳﺎت ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ﻗ ﺪ ﺗﺨﻠﺼ ﺖ ﻣﻤ ﺎ ﻳﺼ ﺎﺣﺒﻬﺎ وﻳﺘﺮﺗ ﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ ﻣﻦ ﻋﺐء ﺑﺎهﻆ ﻳﺨﻨﻖ اﻷﻧﻔﺎس .وﻟﻌﻞ هﺬا اﻟﻤﺜﺎل اﻟﻮاﺣـﺪ ،وهﻮ ﻣﻦ أﺧﻒ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ،ﻳﻌﻄﻴﻚ ﻟﻤﺤﺔ ﻋ ﻦ ﻣ ﺪي اﻟﺘﻀ ﻴﻴﻖ اﻟ ﺬي ﻓﺮﺿ ﺘﻪ ﺻﺮَﻩ ﻋﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ›› :وإذا آﺎﻧﺖ اﻣﺮأة اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ ﻋﻠﻲ أﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ورﻓﻊ اﻹﺳﻼم اﻟﺴﻤﺢ ِإ ْ ﻳﺴﻴﻞ دﻣﻬﺎ أﻳﺎﻣﺎ آﺜﻴﺮة ﻓﻲ ﻏﻴﺮ وﻗﺖ ﻃﻤﺜﻬﺎ أو إذا ﺳﺎل ﺑﻌﺪ ﻃﻤﺜﻬﺎ )وهﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻲ ﻓ ﻲ ﻃﻤْﺜﻬ ﺎ .إﻧﻬ ﺎ اﻹﺳﻼم ﺑـ» اﻻﺳﺘﺤﺎﺿﺔ ‹‹( ﻓﺘﻜﻮن ُآﻞﱠ أﻳﺎم ﺳﻴﻼن ﻧﺠﺎﺳﺘﻬﺎ آﻤﺎ ﻓﻲ أﻳ ﺎم َ ﻃﻤْﺜﻬ ﺎ .وآ ﻞ ﻞ ﻓ ﺮاش ﺗﻀ ﻄﺠﻊ ﻋﻠﻴ ﻪ آ ﻞ أﻳ ﺎم ﺳ ﻴﻠﻬﺎ ﻳﻜ ﻮن ﻟﻬ ﺎ آﻔ ﺮاش َ ﻧﺠﺴ ﺔ .آ ّ ﺴ ﻬﻦ ﻳﻜ ﻮن ﻧﺠﺴ ﺎ اﻷﻣﺘﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻠﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻜﻮن ﻧﺠﺴﺔ آﻨﺠﺎﺳﺔ ﻃﻤﺜﻬ ﺎ .وآ ﻞ ﻣ ﻦ ﻣ ﱠ ﺳ ﻴْﻠﻬﺎ ﺗﺤﺴ ﺐ ت ﻣﻦ َ ﻃ ُﻬ َﺮ ْ ﻓﻴﻐﺴﻞ ﺛﻴﺎﺑﻪ وﻳﺴﺘﺤﻢ ﺑﻤﺎء وﻳﻜﻮن ﻧﺠﺴ ﺎ إﻟ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺎء .وإذا َ ﻲ ﺣﻤ ﺎم ﺧ ْ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﺳﺒﻌﺔ أﻳ ﺎم ﺛ ﻢ ﺗﻄﻬ ﺮ .وﻓ ﻲ اﻟﻴ ﻮم اﻟﺜ ﺎﻣﻦ ﺗﺄﺧ ﺬ ﻟﻨﻔﺴ ﻬﺎ ﻳﻤ ﺎﻣﺘﻴﻦ أو َﻓ ْﺮ َ ﻦ اﻟﻮاﺣ ﺪ ذﺑﻴﺤ ﺔ ﺧﻄ ّﻴ ﺔ وﺗﺄﺗﻲ ﺑﻬﻤﺎ إﻟﻲ اﻟﻜﺎهﻦ إﻟﻲ ﺑﺎب ﺧﻴﻤﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎع ،ﻓﻴﻌﻤﻞ اﻟﻜ ﺎه ُ ﺤﺮَﻗ ﺔ ،وﻳﻜﻔ ﺮ ﻋﻨﻬ ﺎ اﻟﻜ ﺎهﻦ أﻣ ﺎم اﻟ ﺮب ﻣ ﻦ ﺳ ﻴﻞ ﻧﺠﺎﺳ ﺘﻬﺎ .ﻓﺘﻌ ﺰﻻن ﺑﻨ ﻲ واﻷﺧﺮ ُﻣ ْ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﻦ ﻧﺠﺎﺳﺘﻬﻢ ﻟﺌﻼ ﻳﻤﻮﺗﻮا ﻓﻲ ﻧﺠﺎﺳﺘﻬﻢ وﺑﺘﻨﺠﻴﺴﻬﻢ ﻣﺴﻜﻨﻲ اﻟﺬي ﻓ ﻲ وﺳ ﻄﻬﻢ‹‹ ) . (٧٦وﻣ ﻦ ﻳ ﺮد أن ﻳﻘ ﺮأ ﺣﻜ ﻢ اﻟﻨﺠﺎﺳ ﺎت اﻷﺧ ﺮي ﻓﻠﻴﻘ ﺮأ اﻷﺻ ﺤﺎﺣﺎت اﻟﺜﻤﺎﻧﻴ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺤﺎدي ﻋﺸﺮ إﻟﻲ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻔﺮ ذاﺗﻪ .أﻣﺎ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﻓﻠﻴﺲ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺴﺘﺤﺎﺿﺔ إﻻ أن ﺗﺴﺪ ﻧﺰﻳﻒ اﻟﺪم ﺑﻘﻄﻌﺔ ﻗﻄﻦ ﻣﺜﻼ ،وآﻠﻤﺎ ﺣﺎن ﻣﻴﻌﺎد ﺻﻼة ﺗﻮﺿﺄت ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ . )(٧٧ ﻞ ﻟﺰوﺟﻬﺎ أن ﻳﻌﺎﺷﺮهﺎ .ﻓﺄﻳﻦ هﺬﻩ اﻟﺴﻤﺎﺣﺔ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻹﻋﻨﺎت؟ وآﺬﻟﻚ ﻳﺤ ّ وﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮﺁن إﺷ ﺎرة ﺳ ﺮﻳﻌﺔ إﻟ ﻲ ه ﺬا اﻟﻌﻨ ﺖ ﻓ ﻲ دﻋ ﺎء اﻟﻤﺆﻣﻨ ـﻴﻦ رﺑﻬ ﻢ» َ :رﺑﱠﻨ ﺎ ،وﻻ ﺻﺮًا آﻤﺎ َ ﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ إ ْ ﺤ ِﻤ ْ َﺗ ْ ﺣ َﻤ ْﻠﺘَﻪ ﻋﻠﻲ اﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻨﺎ‹‹). (٧٨أﻣﺎ اﻟﺼﻼة واﻟﺼﻴﺎم واﻟﺰآ ﺎة ﻓﺈن ﻃﺮﻳﻘﺔ أداﺋﻬﺎ وأﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ﻋﻨﻬ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻴﻬﻮدﻳ ﺔ .ﺛ ﻢ إﻧ ﻪ ﻟ ﻴﺲ ﻓ ﻲ ﺞ .وهﺬا آﻠﻪ ﻳﻨﻄﺒﻖ أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ. اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ ﺣ ّ ﻞ ﻟﻐﻴ ﺮ ﺤﺮﱠم ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن إﻻ » اﻟﻤﻴﺘﺔ واﻟﺪم وﻟﺤﻢ اﻟﺨﻨﺰﻳﺮ وﻣﺎ ُأ ِه ﱠ أﻣﺎ اﻷﻃﻌﻤﺔ ﻓﻠﻢ ُﻳ َ اﷲ ﺑﻪ واﻟﻤﻨﺨﻨﻘﺔ واﻟﻤﻮﻗﻮذة واﻟﻤﺘﺮدﻳﺔ واﻟﻨﱠﻄﻴﺤﺔ وﻣﺎ أآﻞ اﻟﺴﱠ ُﺒ ُﻊ إﻻ ﻣﺎ ذآﱠﻴﺘﻢ ،وﻣﺎ ُذﺑِﺢ ) (٧٢ﺳﺒﺄ . ٣٧ / ) (٧٣اﻟﺤﺠﺮات . ١٣ / ) (٧٤اﻹﺳﺮاء . ١٥ /واﻧﻈﺮ »اﻟﻨﺠﻢ « . ٤٠ – ٣٦ / ) (٧٥اﻗﺮأ ﺗﻔﺼﻴﻼت ذﻟﻚ وﻏﻴﺮﻩ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ» اﻟﻼوﻳﻴﻦ« . ١٠ – ١ / ) (٧٦ﻻوﻳﻴﻦ . ٣١ – ٢٥ / ١٥ / ) (٧٧اﻧﻈﺮ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺜﻼ » ﻓﻘﻪ اﻟﺴﻨﺔ « . ٨٩ – ٨٦ / ١ / ) (٧٨اﻟﺒﻘﺮة . ٢٨٦ /
ﻋﻠﻲ اﻟ ﱡﻨﺼُﺐ‹‹) ،(٧٩ﻣﻊ اﻟﺴﻤﺎح ﻟﻠﻤﻀﻄﺮ أن ﻳﺘﻨﺎول ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻋﻠـﻲ ﻗـﺪر اﻟﻀـﺮورة ﻻ ) (٨ ﺼ ٍﺔ ﻏﻴ َﺮ ﻣﺘﺠﺎ ِﻧ ٍ ﺨ َﻤ َ ﻄﺮﱠ ﻓﻲ َﻣ ْ ﻳﻌـﺪوهﺎ » :ﻓﻤﻦ اﺿ ُ ﻒ ﻹﺛـﻢ ﻓﺈن اﻟﻠ ـﻪ ﻋﻔ ﻮر رﺣ ﻴﻢ‹‹ ٠ ﺣ ﱠﺮﻣْﻨ ﺎ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﻇ ُﻔﺮٍ ،وﻣ ﻦ اﻟﺒﻘ ـﺮ واﻟﻐ ﻨﻢ َ ﻞ ذي ُ وﻗﺪ آﺎن ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺣﺮّم ﻋﻠﻲ اﻟﻴﻬﻮد » آ ﱠ ) (٨ ﻈ ٍﻢ‹‹ ، ١وذﻟ ﻚ ﺟ ﺰاء ﺤﻮَاﻳﺎ أو ﻣﺎ اﺧ ﺘﻠﻂ ِﺑ َﻌ ْ ﺷﺤﻮ َﻣﻬُﻤﺎ إﻻ ﻣﺎ ﺣﻤﻠﺖ ﻇﻬﻮرُهﻤﺎ أو اﻟ َ ) (٨ ﺣ ﱠﺮﻣْﻨ ﺎ ﻈ ْﻠ ٍﻢ ﻣ ﻦ اﻟ ﺬﻳﻦ ه ﺎدوا َ ﺑﻐﻴﻬ ـﻢ وﻇﻠﻤ ـﻬﻢ» :ذﻟ ﻚ ﺟﺰﻳﻨ ﺎهﻢ ﺑﺒﻐ ﻴﻬﻢ« َ » ، ٢ﻓ ِﺒ ُ ﺼﺪﱢهﻢ ﻋَﻦ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ آﺜﻴﺮا $وأﺧﺬِهﻢ اﻟﺮﱢﺑﺎ وﻗﺪ ُﻧﻬُﻮا ﻋﻨﻪ ﺖ ﻟﻬﻢ ،و ِﺑ َ ﺣّﻠ ْ ﻋﻠﻴﻬـﻢ ﻃﻴﺒﺎت ُأ ِ ) (٨ س ﺑﺎﻟﺒﺎﻃ ﻞ« ، ٣ﻓ ﺄزال اﻹﺳ ﻼم ه ﺬا آﻠ ﻪ .وه ـﻮ ﻣ ﺎ ﻳﻮﺿﺤ ـﻪ ،وأآﻠﻬﻢ أﻣﻮال اﻟﻨ ﺎ ِ ﻞ ﺷ ﻲء ، ﺳ ﻌَﺖ ُآ ﱠ اﻟﻘﺮﺁن ﺑﻘﻮﻟـﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻣﺨﺎﻃﺒ ـﺎ ﻣﻮﺳ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم » :ورﺣﻤﺘ ﻲ َو ِ ﻓﺴ ﺄآﺘﺒﻬﺎ ﻟﻠ ﺬﻳﻦ َﻳﺘﱠﻘ ﻮن وﻳﺆﺗ ﻮن اﻟﺰآ ﺎة واﻟ ﺬﻳﻦ ه ﻢ ﺑﺂﻳﺎﺗﻨ ﺎ ﻳﺆﻣﻨ ﻮن $اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺘّﺒﻌ ﻮن ﻲ اﻟ ﺬي ﻳﺠﺪوﻧ ﻪ ﻣﻜﺘﻮﺑ ﺎ ﻋﻨ ﺪهﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺘ ﻮراة واﻹﻧﺠﻴ ﻞ ﻳ ﺄﻣﺮهﻢ ﻷ ّﻣ ﱠ ﻲاُ اﻟﺮﺳ ﻮل اﻟﻨﺒ ﱠ ﻀ ُﻊ ﺤ ﺮﱢ ُم ﻋﻠ ﻴﻬﻢ اﻟﺨﺒﺎﺋ ﺚ ،و َﻳ َ ﺤﻞﱡ ﻟﻬﻢ اﻟﻄﻴﺒ ﺎت و ُﻳ َ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف وﻳﻨﻬﺎهﻢ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ،و ُﻳ ِ ) (٨ ﺻﺮَهﻢ واﻷﻏﻼ َ ﻋﻨﻬﻢ ِإ ْ ل اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ« . ٤وﻗ ﺪ اﻋﺘ ﺮض اﻟﻴﻬ ﻮد ﻋﻠ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ﻋ ﻮْا أﻧﻬ ﺎ ﻣﺤﺮﻣ ﺔ ﻓ ﻲ ﺷ ﺮﻳﻌﺔ إﺑ ﺮاهﻴﻢ ،اﻟ ﺬي ﻳﻨﺘﺴ ﺐ إﻟﻴ ﻪ ﻹﺑﺎﺣﺘ ﻪ ه ﺬﻩ اﻷﻃﻌﻤ ﺔ وا ّد َ ﻼ ﻟﺒﻨﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ إﻻ ﻣ ﺎ ﺣّ ﻞ اﻟﻄﻌﺎم آﺎن ِ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن أﻳﻀﺎ ،ﻓﺮد اﻟﻘﺮﺁن ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﺎﺋﻼ » :آ ﱡ ل اﻟﺘﻮار ُة .ﻗﻞ َ :ﻓ ْﺄﺗُﻮا ﺑﺎﻟﺘﻮراة ﻓﺎﺗﻠﻮهﺎ إن آﻨﺘﻢ ﻞ أن ُﺗ َﻨ ﱠﺰ َ ﻞ ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ َﻗ ْﺒ ِ ﺣﺮﱠم إﺳﺮاﺋﻴ ُ ق ﺻ َﺪ َ ب ﻣﻦ َﺑ ْﻌ ِﺪ ذﻟﻚ ﻓﺄوﻟﺌﻚ هﻢ اﻟﻈﺎﻟﻤﻮن $ﻗﻞ َ : ﺻﺎدﻗﻴﻦ $ﻓﻤﻦ اﻓﺘﺮي ﻋﻠﻲ اﷲ اﻟ َﻜ ِﺬ َ ) (٨ اﷲ ،ﻓﺎ ّﺗﺒِﻌﻮا ِﻣّﻠ َﺔ إﺑﺮاهﻴﻢ ﺣﻨﻴﻔﺎ ،وﻣﺎ آﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ« . ٥ ﻞ اﻷﺟ ﻞ وﻟ ﻢ وآ ﺎن اﻟﻌ ﺮب ﻓ ﻲ اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ ﻳﺘﻘﺎرﺿ ﻮن ﺑﺎﻟﺮﺑ ﺎ ،ﺑ ﻞ آ ﺎن اﻟ ﺪاﺋﻦ ،إذا ﺣ ّ ﻳﺴﺘﻄﻊ اﻟﻤﺪﻳﻦ أن ﻳﺴﺪّد دﻳﻨﻪ ِﺑ ِﺮﺑَﺎﻩ ،ﻳﻤ ّﺪ ﻟﻪ ﻓﻲ اﻷﺟﻞ وﻳﺰﻳ ﺪ ﻓ ﻲ اﻟﺮﺑ ﺎ ،ﻓﻨ ﺰل اﻟﻘ ﺮﺁن ﻟﻴﻀﻊ ﺧﺎﺗﻤﺔ ﻟﻬﺬا آﻠﻪ ﻣﻬﺪدا أﺷﺪ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺮﻋﻮي ﻋﻦ ذﻟﻚ » :ﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ن ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻠﻮا َﻓ ْﺄذَﻧﻮا ﺑﺤ ﺮب) أي ﷲ و َذرُوا ﻣﺎ ﺑَﻘﻲ ﻣﻦ اﻟﺮﺑﺎ إن آﻨﺘﻢ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ $ﻓﺈ ْ ،ا ّﺗﻘُﻮا ا َ ﻈﻠِﻤ ﻮن وﻻ اﺳ ﺘﻌﺪوا ﻟﺤ ﺮب( ﻣ ﻦ اﷲ ورﺳ ﻮﻟﻪ .وإن ُﺗ ْﺒ ﺘُﻢ ﻓﻠﻜ ﻢ رؤوس أﻣ ﻮاﻟﻜﻢ ﻻ َﺗ ْ ﺧ ْﻴ ٌﺮ ﻟﻜ ﻢ إن آﻨ ﺘﻢ ﺼ ﺪﱠﻗﻮا َ ن َﺗ َ ﺴ ﺮة ،وَأ ْ ﻈ َﺮ ٌة إﻟ ﻲ َﻣ ْﻴ َ ﺴ َﺮ ٍة َﻓ َﻨ ِ ﻋْ ﻈﻠَﻤ ﻮن $وإن آ ﺎن ذُو ُ ُﺗ ْ ) (٨ ﺗﻌﻠﻤﻮن« . ٦ﻓﺎﻧﻈﺮ آﻴﻒ اﻧﺘﻘ ﻞ اﻹﺳ ﻼم إﻟ ﻲ اﻟﺠﺎﻧ ﺐ اﻟﻤﻘﺎﺑ ﻞ وﺟﻌ ﻞ ﺗ ﺮك اﻟ ﺪﻳﻦ ﻻ اﻟﺮﺑﺎ وﺣ ﺪﻩ ه ﻮ ﺧﻴ ﺮ اﻟﺨﻄﺘ ﻴﻦ .وﻓ ﻲ ﻣﻮﺿ ﻊ ﺁﺧ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻳﻘ ﻮل رب اﻟﻌ ﺰة ﺟ ﻞ ﺷ ﺄﻧﻪ » :ﻳ ﺎ أﻳﻬ ﺎ اﻟ ﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨ ﻮا ،ﻻ ﺗ ﺄآﻠﻮا اﻟﺮﺑ ﺎ أﺿ ﻌﺎﻓًﺎ ﻣﻀ ﺎﻋﻔ ًﺔ ،واﺗﻘ ﻮا اﷲ ﻟﻌﻠﻜ ﻢ ﻋ ﺪﱠت ﻟﻠﻜ ﺎﻓﺮﻳﻦ« ). (٨٧وﻣ ﻦ اﻟﻨﻘ ﺎط اﻟﺘ ﻲ ﻳﺨ ﺎﻟﻒ ﻓﻴﻬ ﺎ ُﺗﻔْﻠﺤ ﻮن $واﺗﻘ ﻮا اﻟﻨ ﺎ َر اﻟﺘ ﻲ ُأ ِ اﻹﺳـﻼم اﻟﻴﻬﻮدﻳـﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺮﺑﺎ .ﺻﺤﻴﺢ أن اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ ﺗﺤﺮم اﻟﺮﺑﺎ هﻲ أﻳﻀﺎ ،ﺑﻴﺪ أن هﺬا اﻟﺘﺤﺮﻳﻢ ﻻ ﻳﻤﺘﺪ ﻟﻴﺸﻤﻞ إﻗﺮاض اﻷﺟﻨﺒﻲ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎ ،ﺑﻞ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠ ﻲ ﺗﻘ ﺎرض اﻟﻴﻬ ﻮد ﻓﻴﻤ ﺎ ) (٧٩اﻟﻤﺎﺋﺪة . ٣ / ) (٨٠اﻟﻤﺎﺋﺪة . ٣ / ) (٨١اﻷﻧﻌﺎم . ١٤٦ / ) (٨٢اﻷﻧﻌﺎم . ١٤٦ / )(٨٣اﻟﻨﺴﺎء . ١٦٠ / ) (٨٤ا ﻷﻋﺮاف . ١٥٧ – ١٥٦ / ) (٨٥ﺁل ﻋﻤﺮان . ٩٥ – ٩٣ / ) (٨٦اﻟﺒﻘﺮة . ٢٨٠ – ٢٧٨ / ) (٨٧ﺁل ﻋﻤﺮان . ١٣١ – ١٣٠ /
ﺑﻴﻨﻬﻢ ،ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻜﺲ ﻧﺰﻋﺔ اﻟﺘﻌﺼﺐ اﻟﺠﻨﺴﻲ اﻟﻤﻘﻴﺖ ﻟﺪﻳﻬﻢ ،هﺬا اﻟﺘﻌﺼﺐ اﻟ ﺬي وﺟ ﺪﻧﺎﻩ ﺴ ﻬﻢ ،ﻣﻬﻤ ﺎ اﺟﺘﺮﺣ ﻮا ﻳﺘﺒﺪي ﻓﻲ اﻋﺘﻘـﺎدهﻢ أﻧﻬﻢ أﺑﻨ ـﺎء اﷲ وأﺣﺒ ـﺎؤﻩ ،وأن اﻟﻨ ﺎر ﻟ ﻦ َﺗ َﻤ ّ ﻣ ﻦ ﺟ ﺮاﺋﻢ)وﺣﻴ ﺎﺗﻬﻢ آﻠﻬ ﺎ ﺟ ﺮاﺋﻢ وﺳ ﻔﺎﻻت( ،إﻻ أﻳﺎ ًﻣ ﺎ ﻣﻌ ﺪودات ،آ ﺄن اﷲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻲ ﻳﻬﻮدي ﻣﺜﻠﻬﻢ ،ﻟﻌﻨﻬﻢ اﷲ أﻧ ﻲ ﻳﺆﻓﻜ ﻮن ! أﻣ ﺎ اﻹﺳ ﻼم ﻓﻨﺰﻋﺘ ﻪ إﻧﺴ ﺎﻧﻴﺔ ،وﻟ ﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﺑﺎب اﻟﺨﻼص ﻓﻴﻪ ،آﻤﺎ ﺳﺒﻖ أن أوﺿﺤﻨﺎ ،ﻣﻔﺘﻮح ﻋﻠﻲ ﻣﺼ ﺮاﻋﻴﻪ ﻟﻜ ﻞ ﻣ ﻦ ﺁﻣ ﻦ ﺑﺎﷲ ورﺳﻠﻪ وآﺘﺒﻪ وﻣﻼﺋﻜﺘﻪ واﻟﻴﻮم اﻵﺧﺮ وﻋﻤﻞ ﺻ ﺎﻟﺤﺎ ،ﺑﻐ ﺾ اﻟﻨﻈ ﺮ ﻋ ﻦ ﺟﻨﺴ ﻴﺘﻪ وﻋﻦ دﻳﻨﻪ اﻟﺴﺎﺑﻖ .وﻣﻦ هﻨﺎ ﻓﻘﺪ ﺣﺮم اﻟﻘﺮﺁن اﻟﺮﺑﺎ ﻣﻄﻠﻘًﺎ ،ﺳﻮاء آﺎن اﻟﻤﻘﺘﺮض ﻣﺴﻠﻤﺎ أو آﺎﻓﺮا .ﻳﻘﻮل اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ » :ﻻ ﺗﻘﺮض أﺧﺎك ﺑﺮﺑﺎ ،رﺑﺎ ﻓﻀﺔ أو رﺑﺎ ﻃﻌﺎم أو رﺑ ﺎ ﺷﻲء ﻣﻤﺎ ﻳﻘﺮض ﺑﺮﺑﺎ .ﻟﻸﺟﻨﺒ ﻲ ﺗﻘ ﺮض ﺑﺮﺑ ﺎ ،ﻟﻜ ﻦ ﻷﺧﻴ ﻚ ﻻ ﺗﻘ ﺮض ﺑﺮﺑ ﺎ« )، (٨٨ ﻲ ﻣﻦ اﻟﺮﱢﺑﺎ إن آﻨﺘﻢ وﻳﻘﻮل اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ » :ﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ،اﺗﻘﻮا اﷲ وذروا ﻣﺎ َﺑ ِﻘ َ ب ﻣﻦ اﻟﱠﻠ ِﻪ ورﺳﻮﻟِﻪ .وإن ُﺗ ْﺒﺘُﻢ ﻓﻠﻜﻢ رؤوس أﻣﻮاﻟﻜﻢ ﺤ ْﺮ ٍ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ $ﻓﺈن ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻠﻮا ﻓ ْﺄذَﻧﻮا ِﺑ َ ﻈﻠَﻤﻮن« ) ، (٨٩هﻜﺬا ﺑﻼ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻣﺴﻠﻢ وﻏﻴﺮﻩ .وﻣﻤﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻬ ﺬﻩ ﻈﻠِﻤﻮن وﻻ ُﺗ ْ .ﻻ َﺗ ْ ن َﺗ ْﺄ َﻣ ْﻨ ُﻪ ب ﻣﻦ إ ْ ﻞ اﻟﻜﺘ ﺎ ِ ﻦ أ ْه ِ اﻟﻨﻘﻄﺔ ﻣﺎ أﺷﺎر إﻟﻴﻪ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻓﻲ اﻵﻳﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ » :و ِﻣ ْ ﺖ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻗﺎﺋﻤ ﺎ . ن َﺗ ْﺄ َﻣ ْﻨ ُﻪ ﺑ ﺪﻳﻨﺎ ٍر ﻻ ُﻳ َﺆدﱢﻩ إﻟﻴ ﻚ إﻻ ﻣ ﺎ ُد ْﻣ َ ﺑﻘﻨﻄﺎ ٍر ُﻳ َﺆدﱢﻩ إﻟﻴﻚ ،وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ِإ ْ ب وهﻢ ﻳﻌﻠﻤﻮن« ﻞ .وﻳﻘﻮﻟﻮن ﻋﻠﻲ اﷲ اﻟ َﻜ ِﺬ َ ﻷﻣﱢﻴّﻴﻦ ﺳﺒﻴ ٌ ذﻟﻚ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮا :ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻲ ا ُ ).(٩٠ هﺬا ،وآﺎن اﻟﻴﻬﻮد ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻳﺰﻋﻤﻮن ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ أن اﻟﺮﺟﻞ إذا ﺟﺎﻣﻊ زوﺟﺘﻪ) اﻟﺠﻤﺎع اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ( ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻒ ﺟﺎء اﻟﻮﻟﺪ أﺣﻮل ،ﻓ ﺬآﺮ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ذﻟ ﻚ ﻟﺴ ﻴﺪﻧﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ أزآﻲ اﻟﺼﻠﻮات وأﻓﻀﻞ اﻟﺘﺴﻠﻴﻤﺎت ،ﻓﻨﺰل ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ ﻳ ﻨﻘﺾ ه ﺬا اﻟﻬ ﺮاء اﻟﻴﻬ ﻮدي : ﺣ ْﺮ َﺛﻜُﻢ أ ﱠﻧ ﻲ ﺷ ﺌﺘﻢ« ) . (٩١أﻣ ﺎ اﻟﻨﺼ ﺎري ﻓﻘ ﺪ اﺑﺘ ﺪﻋﻮا ث ﻟﻜ ﻢ َ ،ﻓ ْﺄﺗُﻮا َ ﺣ ْﺮ ٌ »ﻧِﺴ ﺎؤآﻢ َ اﻟﺮهﺒﻨﺔ ،اﻟﺘﻲ اﺷﺘﻄﻮا ﻓﻴﻬﺎ وهﻢ ﻳﻈﻨﻮن أﻧﻬﻢ ﻳﺒﺘﻐﻮن ﺑﻬ ﺎ رﺿ ﻮان اﷲ ،ﻓﺠ ﺎء اﻟﻘ ـﺮﺁن وﻋﺎب هﺬا ﻋﻠﻴﻬـﻢ » :ورهﺒﺎﻧﻴ ًﺔ اﺑﺘﺪﻋـﻮهﺎ ،ﻣﺎ آﺘﺒﻨﺎهﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،إﻻ اﺑﺘﻐﺎ َء رﺿﻮان اﷲ ﻖ رﻋﺎﻳﺘﻬﺎ« ) ، (٩٢إذ إﻧﻬﺎ ﺗ ﺪاﺑﺮ اﻟﻐﺮاﺋ ﺰ اﻹﻧﺴ ﺎﻧﻴﺔ وﺗﺤ ﺮّم ﺑ ﻼ ﻣﻌﻨ ﻲ ﻋﻮْهﺎ ﺣ ﱠ ،ﻓﻤﺎ َر َ ﻣﻔﻬﻮ ٍم ﻧﻌﻢ اﷲ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﻀﻞ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺎدﻩ. وﻣﻦ هﺬﻩ اﻷﻣﺜﻠ ﺔ اﻟﺘ ﻲ اﻗﺘﺼ ﺮﻧﺎ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻘ ﺮﺁن اﻟﻜ ﺮﻳﻢ وﻟ ﻢ ﻧﺘﻄ ﺮق إﻟ ﻲ اﻷﺣﺎدﻳ ﺚ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ اﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ،وهﻲ ﻣﺠﺮد أﻣﺜﻠﺔ ﻻ ﺗﻐﻄﻲ آ ﻞ أوﺟ ﻪ اﻻﺧ ﺘﻼف ﺑ ﻴﻦ اﻹﺳ ﻼم وﺑ ﻴﻦ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ واﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ ،ﻳﺘﻀ ﺢ ﻟﻜ ﻞ ذي ﺑﺼ ﺮ أن ﻟﻺﺳ ﻼم ﺷﺨﺼ ﻴﺘﻪ اﻟﻤﺴ ﺘﻘﻠﺔ ،وه ﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺳﻮﻳﺔ ﺗﺘﻤﺸﻲ ﻣﻊ اﻟﻌﻘﻞ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻟﻤﺤ ﺮﱠر ﻣ ﻦ أﻏ ﻼل اﻟﻮﺛﻨﻴ ﺎت واﻟﺨﺮاﻓ ﺎت ، وﻣﻊ اﻟﻐﺮاﺋﺰ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﻌﺘﺪﻟﺔ ،أي ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر :ﻣﻊ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻄﻴﺒﺔ اﻟﻤﺸﺮﻗﺔ .وﻣﻦ هﻨﺎ ﺼ ﺪﱢﻗﺎ ﻟﻤ ﺎ ﺑ ﻴﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻜﺘ ﺎب ﻧﻔﻬ ﻢ ﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ » :وأﻧﺰﻟﻨ ﺎ إﻟﻴ ﻚ اﻟﻜﺘ ﺎب ﺑ ﺎﻟﺤﻖ ُﻣ َ وﻣﻬﻴﻤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ«) . (٩٣إﻧﻪ ﻳﻮاﻓﻖ اﻟﺘﻮراة واﻹﻧﺠﻴﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻢ َﺗ َﻤﺴّﻪ ﻳﺪ اﻟﺘﺤﺮﻳﻒ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ) (٨٨ﺗﺜﻨﻴﺔ . ٢٠ – ١٩ / ٢٣ / ) (٨٩اﻟﺒﻘﺮة . ٢٧٩ – ٢٧٨ / ) (٩٠ﺁل ﻋﻤﺮان . ٧٥ / ) (٩١اﻟﺒﻘﺮة . ٢٢٣ / ) (٩٢اﻟﺤﺪﻳﺪ . ٢٧ / ) (٩٣اﻟﻤﺎﺋﺪة . ٤٩ /
،وﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﺰال ﻣﻦ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎت ﻟﻠﺒﺸﺮﻳﺔ ﺻﺎﻟﺤﺎ .أﻣﺎ إذا آﺎن ﺛﻤﺔ ﺗﺤﺮﻳ ﻒ أو اﻗﺘﻀ ﺖ ﻇ ﺮوف اﻹﻧﺴ ﺎﻧﻴﺔ ﺗﺒ ﺪﻳﻼ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﺘﺸ ﺮﻳﻊ أو ذاك ﻓ ﺈن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻳﺼ ﺪع ﻋﻨﺪﺋ ﺬ ﺑ ﺎﻟﺤﻖ اﻟﻤﺒﻴﻦ .وﻣﻦ هﻨﺎ آﺬﻟﻚ ﺗﺘﻀﺢ ﺳﺨﺎﻓ ُﺔ ﺑﻞ ﺳﻔﺎهﺔ اﻻﺗﻬﺎم اﻟﺬي ﻳﺤ ﺎول اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻮن أن ﻳﺸ ﻮهﻮا ﺑ ﻪ وﺟ ﻪ اﻟﻘ ﺮﺁن واﻹﺳ ﻼم ،واﻟ ﺬي ﻳﻘ ﻮل إن اﻹﺳ ﻼم ﻣﺴ ﺮوق ﻣ ﻦ اﻟﻴﻬﻮدﻳ ﺔ واﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ وﺗﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ وﻋﺎداﺗﻬﺎ .
اﻟﺜﻘﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ و اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻤﺤﻴﻂ ﻣﻤ ﺎ ﻳﻠﻔ ﺖ اﻟﻨﻈ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮﺁن اﻟﻜ ﺮﻳﻢ ﺗﻠ ﻚ اﻟﺜﻘ ﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﺘﺤ ﺪث ﺑﻬ ﺎ ﻋ ﻦ ﻣﺴ ﺘﻘﺒﻞ ﻋ ﺪدهﻢ و ﻋﺪﻳ ﺪهﻢ و أﻣ ﻮاﻟﻬﻢ اﻹﺳ ﻼم ،وﻣ ﺎ ﻳﻨﺘﻈ ﺮ أﻋ ﺪاءﻩ ﻣ ﻦ ه ﺰاﺋﻢ ﻧﻜ ﺮاء ﺑ ﺮﻏﻢ ُ وﺳ ﺨﺮﻳﺘﻬﻢ و اﺳ ﺘﻬﺰاﺋﻬﻢ .وﻗﻠﻴﻠ ﺔ ه ﻲ اﻟﺴ ﻮر )وﺑﺎﻟ ﺬات اﻟﻤﻜﻴ ﺔ ( اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﺗﺘﻮﻋ ﺪ ﻣ ﻦ ﻳﻜﺬﺑﻮن ﻣﺤﻤﺪا ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة وﻳﺆذوﻧﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮل و اﻟﻔﻌﻞ وﺣﺒﻚ اﻟﻤﺆاﻣﺮات ،وهﺬا اﻟﺘﻮﻋﺪ و ﺗﻠﻚ اﻟﺜﻘﺔ ﻳﺘﺨﺬان ﺻﻮرا ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ :ﻓﻘﺪ ﻳﻘﺺ اﻟﻘﺮﺁن ﻗﺼﺺ اﻷﻣﻢ اﻟﺨﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘ ﻲ وﻗﻔ ﺖ ﻣﻦ رﺳﻠﻬﺎ وأﻧﺒﻴﺎﺋﻬﺎ ﻣﺎ وﻗﻔﻪ أﻋ ﺪاء ﻣﺤﻤ ﺪ ﻣﻨ ﻪ ،و آﻴ ﻒ آﺎﻧ ﺖ ﻧﻬ ﺎﻳﺘﻬﻢ ﺳ ﻮداء ﻣﻨﻜ ﺮة. ﻞ ﺑﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﻋ ﺬاب إﻟﻬ ﻲ ﻣﺮﻳ ﻊ ﺑﻄﻤﺌﻨ ﺔ وﻋ ﺎدة ﻣ ﺎﺗﻨﺘﻬﻲ ﻗﺼ ﺔ آ ﻞ ﻧﺒ ﻲ وأﻣﺘ ﻪ و ﻣ ﺎ ﺣ ﱠ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﺄن ﻋﺬاﺑﺎ ﻣﺜﻞ هﺬا ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻗﻮﻣ ﻪ ،وأﻧ ﻪ ﺁت ﻻ ﻣﺤﺎﻟ ﺔ ﻓ ﻼ داﻋ ﻲ ﻟﻼﺳ ﺘﻌﺠﺎل ، وأﻧﻪ إذا آﺎن اﷲ ﻳﻤﻬﻠﻬﻢ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻗﺪ أهﻤﻠﻬﻢ .وهﺬﻩ اﻟﻘﺼ ﺺ ﻣ ﻦ اﻟﻜﺜ ﺮة ﻓ ﻲ اﻟﻘﺮﺁن ﺑﺤﻴﺚ ﻻ أﺟﺪ أي داع ﻟﻼﺳﺘﺸ ﻬﺎد ﺑ ﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬ ﺎ .وﻗ ﺪ وردت ﺗﻠ ﻚ اﻟﻘﺼ ﺺ ﻓ ﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴ ﺎن ﻣ ﻮﺟﺰة )آﻤ ﺎ ﻓ ﻲ ﺳ ﻮرة"اﻟﺒ ﺮوج" و "ق" و "اﻟﻔﺮﻗ ﺎن" ( ووردت ﻓ ﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن اﻷﺧﺮي ﻣﻔﺼﻠﺔ )ﻣﺜﻠﻤﺎ هﻮ اﻟﺤﺎل ﻓ ﻲ ﺳ ﻮرة "اﻷﻋ ﺮاف " و " ﻳ ﻮﻧﺲ " و "هﻮد"( ﺑﻞ إن ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻮر ﻗﺪ اﻗﺘﺼﺮ ﻋﻠﻲ أﺧﺒﺎر ﺗﻠﻚ اﻷﻣﻢ ﻣﻊ رﺳ ﻠﻬﺎ أو آ ﺎد ، و ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻵﺧ ﺮ ﻗ ﺪ ﺳ ﻤﻲ ﺑﺎﺳ ﻢ ﻧﺒ ﻲ ﻣ ﻦ اﻷﻧﺒﻴ ﺎء ) ﻣﺜ ﻞ ﺳ ﻮرة "ﻳ ﻮﻧﺲ" و "ه ﻮد " و "إﺑﺮاهﻴﻢ"( .آﻤﺎ أن هﻨﺎك ﺳﻮرة ﺳﻤﻴﺖ ﺑﺎﺳﻢ "اﻷﻧﺒﻴﺎء" ،هﻜﺬا ﺑﺈﻃﻼق .و ﺑﻌﺾ هﺬﻩ اﻟﻘﺼﺺ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﻣﻢ ﻟﻢ ﻳﺮﺳﻞ إﻟﻴﻬﺎ رﺳﻮل و ﻟﻜﻨﻬﺎ آﻔﺮت ﺑﺄﻧﻌﻢ اﷲ ﻓﺄذاﻗﻬﺎ اﷲ اﻟﻔﻘﺮ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻏﻨًﻲ ودﻣﺮ ﺣﻀﺎرﺗﻬﺎ ﺗﺪﻣﻴﺮا ،وذﻟﻚ ﻣﺜﻞ اﻵﻳ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗﺘﺤ ﺪث ﻋ ﻦ ﺳ ﺒﺄ و ﺟﻨﺘ ﻴﻬﻢ اﻟﻠﺘﻴﻦ ﺑﺪﻟﺘﺎ ﺟﻨﺘﻴﻦ ذواﺗﻲ أآﻞ ﺧﻤﻂ و أﺛﻞ و ﺷﺊ ﻣﻦ ﺳﺪر ﻗﻠﻴﻞ ،و أﺳﻔﺎرهﻢ اﻟﺘ ﻲ ﺑﺎﻋ ﺪ اﷲ ﺑﻴﻨﻬﺎ و ﺟﻌﻠﻬﻢ أﺣﺎدﻳﺚ و ﻣ ﺰﻗﻬﻢ آ ﻞ ﻣﻤ ﺰق ) (١وآ ﺬﻟﻚ اﻵﻳ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺿ ﺮب اﷲ ﻓﻴﻬ ﺎ "ﻣﺜﻼ ﻗﺮﻳﺔ آﺎﻧﺖ ﺁﻣﻨﺔ ﻣﻄﻤﺌﻨﺔ ﻳﺄﺗﻴﻬﺎ رزﻗﻬﺎ رﻏﺪا ﻣ ﻦ آ ﻞ ﻣﻜ ﺎن ،ﻓﻜﻔ ﺮت ﺑ ﺄﻧﻌﻢ اﷲ ، ﻓﺄذاﻗﻬﺎ اﷲ ﻟﺒﺎس اﻟﺠﻮع و اﻟﺨﻮف ﺑﻤﺎ آ ﺎﻧﻮا ﻳﺼ ﻨﻌﻮن " ) . (٢وﻗ ﺪ ﻳ ﻮرد اﻟﻘ ﺮﺁن ﻗﺼ ﺔ ﻓﺮد ﻧﺎل ﻋﻘﺎﺑﻪ ﺟﺰواء آﻔﺮﻩ وﻃﻐﻴﺎﻧﻪ ،آﻤﺎ ﻓ ﻲ ﻗﺼ ﺔ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟﺠﻨ ﺔ اﻟ ﺬي اﻏﺘ ﺮ ﺑﻤﺎﻟ ﻪ وﺛﻤﺎرﻩ وﻟﻢ ﻳﺆد ﺣﻖ اﻟﺸﻜﺮ ﷲ ﺗﻮاﺿﻌﺎ واﻋﺘﺮاﻓ ﺎ ﺑﺎﻟﻨﻌﻤ ﺔ ﻓﻤﺤ ﻖ اﷲ ﺟﻨﺘ ﻪ ) (٣و آﻘﺼ ﺔ ﻗﺎرون اﻟﺬي ﺧﺴﻒ اﷲ و ﺑﺪارﻩ اﻷرض وﺟﻌﻠﻪ ﻋﺒﺮة ﻟﻤﻦ آﺎﻧﻮا ﻳﺤﺴﺪوﻧﻪ ﻋﻠﻲ ﻣﺎ آ ﺎن
) (١ﺳﺒﺄ . ١٥ / ) (٢اﻟﻨﺤﻞ . ١١٢ / ) (٣اﻟﻜﻬﻒ . ٤٤ – ٣٢ /
ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﻌﻴﻢ ) . (٤إن اﻟﻘﺮﺁن ﻳﺆآﺪ ﻓﻲ ﻣﻮاﺿﻊ ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ أن اﷲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ ﻧﺎﺻ ﺮ رﺳ ﻠﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ و اﻵﺧﺮة " :إﻧﺎ ﻟﻨﻨﺼﺮ رﺳﻠﻨﺎ و اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺪﻧﻴﺎ و ﻳﻮم ﻳﻘﻮم اﻷﺷ ﻬﺎد ") " ،(٥و ﻟﻘﺪ ﺳﺒﻘﺖ آﻠﻤﺘﻨﺎ ﻟﻌﺒﺎدﻧﺎ اﻟﻤﺮﺳ ﻠﻴﻦ*إﻧﻬ ﻢ ﻟﻬ ﻢ اﻟﻤﻨﺼ ﻮرون *و إن ﺟﻨ ﺪﻧﺎ ﻟﻬ ﻢ اﻟﻐﺎﻟﺒﻮن " ) . (٦و هﻮ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ ﻳﺴﻮق ذﻟﻚ اﻟﻤﻌﻨﻲ ذاﺗﻪ و ﻟﻜﻦ ﻋﻠ ﻲ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻨﺤ ﻮ اﻟﻤﺒﺎﺷ ﺮ ،ﻓﻴﻘ ﻮل ﻋ ﺰ ﻣ ﻦ ﻗﺎﺋ ﻞ " :و ﻟﻴﻨﺼ ﺮن اﷲ ﻣ ﻦ ﻳﻨﺼ ﺮﻩ .إن اﷲ ﻟﻘ ﻮي ﻋﺰﻳ ﺰ *اﻟﺬﻳﻦ إن ﻣﻜﻨﺎهﻢ ﻓﻲ اﻷرض أﻗﺎﻣﻮا اﻟﺼﻼة و ﺁﺗﻮا اﻟﺰآﺎة و أﻣﺮوا ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف و ﻧﻬ ﻮا ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ .و ﷲ ﻋﺎﻗﺒﺔ اﻷﻣﻮر " ) . (٧و ﻣﺎ أآﺜﺮ ﻣ ﺎ ﻳﺘﺤ ﺪي اﻟﻘ ﺮﺁن اﻟﻜﻔ ﺎر ﺑﻤﺜ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرة " :ﻗﻞ :ﻳﺎ ﻗﻮم ،اﻋﻤﻠﻮا ﻋﻠﻲ ﻣﻜﺎﻧﺘﻜﻢ ،إﻧ ﻲ ﻋﺎﻣ ﻞ .ﻓﺴ ﻮف ﺗﻌﻠﻤ ﻮن *ﻣ ﻦ ﻳﺄﺗﻴ ﻪ ﻋ ﺬاب ﻳﺨﺰﻳ ﻪ و ﻳﺤ ﻞ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻋ ﺬاب ﻣﻘ ﻴﻢ " ) ، (٨و ه ﻲ ﻧﻔ ﺲ اﻟﻌﺒ ﺎرة اﻟﺘ ﻲ ﺗﺤ ﺪي ﺑﻬ ﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﺮﺳﻞ اﻟﻤﺎﺿﻴﻦ ﻗﻮﻣﻬﻢ :ﻓﺸ ﻌﻴﺐ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻳﻘ ﻮل ﻟﻘﻮﻣ ﻪ ﺑﻌ ﺪ آ ﻞ ﻣ ﺎ ﺑ ﺬل ﻣ ﻦ ﺟﻬﺪ ﻟﻬﺪاﻳﺘﻬﻢ ﻋﺒﺜﺎ " :ﻳﺎ ﻗﻮم اﻋﻤﻠﻮا ﻋﻠﻲ ﻣﻜﺎﻧﺘﻜﻢ إﻧﻲ ﻋﺎﻣ ﻞ .ﺳ ﻮف ﺗﻌﻠﻤ ﻮن ﻣ ﻦ ﻳﺄﺗﻴ ﻪ ﻋﺬاب ﻳﺨﺰﻳﻪ و ﻣﻦ هﻮ آﺎذب " ) . (٩و ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻟﻨﺒﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم : "ﻗﻞ :آﻞ ﻣﺘﺮﺑﺺ ،ﻓﺘﺮﺑﺼﻮا ،ﻓﺴﺘﻌﻠﻤﻮن ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﺼﺮاط اﻟﺴﻮي و ﻣ ﻦ اهﺘ ﺪي " ) . (١٠وﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ " :وﺳ ﻴﻌﻠﻢ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤ ﻮا أي ﻣﻨﻘﻠ ﺐ ﻳﻨﻘﻠﺒ ﻮن " ).(١١ وﻗﺪ ﻳﺠﺊ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ أﺻﺮح ﻣﻦ هﺬا " :إ ﱠ ن ﻣﺎ ﺗﻮﻋﺪون ﻵت ،وﻣﺎ أﻧﺘﻢ ﺑﻤﻌﺠﺰﻳﻦ " ). (١٢و )(١٣ ﻣﺎ أآﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﺆآﺪ اﻟﻘﺮﺁن أن هﺆﻻء اﻟﻤﺴﺘﻬﺰﺋﻴﻦ ﺳﻴﺤﻴﻖ ﺑﻬ ﻢ ﻣ ﺎ آ ﺎﻧﻮا ﺑ ﻪ ﻳﺴ ﺘﻬﺰؤن ،آﻤﺎ ﻳﻠﻔﺖ ﻧﻈﺮ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم إﻟﻲ أن هﺆﻻء اﻟﻜﻔﺎر إن آﺎﻧﻮا اﻵن ﻳﺘﻘﻠﺒﻮن ﻓﻲ اﻟﺜﺮوة و اﻟﻘﻮة واﻟﻨﻌﻴﻢ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ أﻻ ﻳﺒﺎﻟﻲ ﺑﻬﻢ ،إذ ﺳﻮف ﻳﺄﺗﻲ اﻟﻴﻮم اﻟ ﺬي ﻳﻔﻘ ﺪون ﻓﻴ ﻪ آﻞ هﺬا اﻟﺒﺮﻳﻖ و ﺗﺪور ﻋﻠﻴﻬﻢ داﺋﺮة ﺑﻐﻴﻬﻢ وﺳ ﻮﺋﻬﻢ " :ﻓ ﻼ ﻳﻐ ﺮرك ﺗﻘﻠ ﻴﻬﻢ ﻓ ﻲ اﻟ ﺒﻼد " )"،(١٤ﻻ ﻳﻐﺮﻧ ﻚ ﺗﻘﻠ ﺐ اﻟ ﺬﻳﻦ آﻔ ﺮوا ﻓ ﻲ اﻟ ﺒﻼد *ﻣﺘ ﺎع ﻗﻠﻴ ﻞ ﺛ ﻢ ﻣ ﺄواهﻢ ﺟﻬ ﻨﻢ ،و ﺑ ﺌﺲ اﻟﻤﻬﺎد " ). (١٥و آﺎن اﻟﻜﻔﺎر آﻠﻤﺎ اﺳﺘﻌﺠﻠﻮا ﻣﺎ ﻳﺘﻮﻋ ﺪون ﺑ ﻪ ﻣ ﻦ ﻋﻘ ﺎب أآ ﺪ ﻟﻬ ﻢ اﻟﻘ ﺮﺁن أن اﻟﻌﺬاب ﺁت ﻓﻼ ﻳﺴ ﺘﻌﺠﻠﻮن " :أﺗ ﻲ أﻣ ﺮ اﷲ ﻓ ﻼ ﺗﺴ ﺘﻌﺠﻠﻮﻩ " ) ، (١٦و أن اﻷﻣ ﺮ أﻣ ﺮ ﻲ اﻟﻤﺼﻴﺮ إﻣﻬﺎل ﻻ إهﻤﺎل " :و آﺄﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ أﻣﻠﻴﺖ ﻟﻬﺎ و هﻲ ﻇﺎﻟﻤﺔ ،ﺛﻢ أﺧﺬﺗﻬﺎ و إﻟ ﱠ " ) . (١٧و ﻓﻲ ﻣﻮاﺿﻊ أﺧﺮي ﻳﻨﺬرهﻢ ﺑ ﺄن اﻟﻌﻘ ﺎب ﻗ ﺎدم ﻓ ﻲ اﻟﻄﺮﻳ ﻖ " :إﻗﺘ ﺮب ﻟﻠﻨ ﺎس ﺣﺴﺎﺑﻬﻢ وهﻢ ﻓﻲ ﻏﻔﻠ ﺔ ﻣﻌﺮﺿ ﻮن *ﻣ ﺎ ﻳ ﺄﺗﻴﻬﻢ ﻣ ﻦ ذآ ﺮ ﻣ ﻦ رﺑﻬ ﻢ ﻣﺤ ﺪث إﻻ اﺳ ﺘﻤﻌﻮﻩ
) (٤اﻟﻘﺼﺺ . ٥٦ / ) (٥ﻏﺎﻓﺮ . ٥١ / ) (٦اﻟﺼﺎﻓﺎت . ١٧٣ -١٧١ / ) (٧اﻟﺤﺞ . ٤١ – ٤٠ / ) (٨اﻟﺰﻣﺮ . ٤٠ – ٣٩ / ) (٩هﻮد . ٩٣ / ) (١٠ﻃﻪ . ١٢٤ / ) (١١اﻟﺸﻌﺮاء . ٢٢٧ / ) (١٢اﻷﻧﻌﺎم . ١٣٤ / ) (١٣اﻧﻈﺮ ﻣﺜﻼ "اﻷﻧﻌﺎم " ، ١٠ /و اﻷﻧﺒﻴﺎء . ٤١ / ) (١٤ﻏﺎﻓﺮ . ٤ / ) (١٥ﺁل ﻋﻤﺮان . ١٩٧ – ١٩٦ / ) (١٦اﻟﻨﺤﻞ . ١ / ) (١٧اﻟﺤﺞ . ٤٨ /
وه ﻢ ﻳﻠﻌﺒ ﻮن *ﻻهﻴ ﺔ ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ " ) ، (١٨وأن اﻟﻨ ﺬر ﺗﺘ ﻮاﻟﻲ ":ه ﺬا ﻧ ﺬﻳﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻨ ﺬر اﻷوﻟ ﻲ *أزﻓﺖ اﻻزﻓﺔ .ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ دون اﷲ آﺎﺷﻔﺔ " ) ، (١٩وأن اﻟﻌﺬاب ﻳﻘﺘﺮب روﻳﺪا روﻳ ﺪا ":وﻻﻳﺰال اﻟﺬﻳﻦ آﻔﺮوا ﺗﺼﻴﺒﻬﻢ ﻗﺎرﻋﺔ أو ﺗﺤﻞ ﱡ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ دارهﻢ ﺣﺘﻲ ﻳﺄﺗﻲ وﻋﺪ اﷲ " ) . (٢٠وﻗﺪ ﻳﺴﻮق هﺬا اﻟﻤﻌﻨﻲ ﻣﻠﻔﻮﻓﺎ ،آﻤﺎ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺴﻮرة ﻟﺘ ﻲ ﻳﻠﻔ ﺖ اﷲ ﻓﻴﻬ ﺎ اﻷﺑﺼ ﺎر إﻟﻲ ﻇﺎهﺮة اﻧﻘﺸﺎع اﻟﻈﻼم ﺷ ﻴﺌﺎ ﺷ ﻴﺌﺎ و ﻓ ﺮارﻩ أﻣ ﺎم ﺿ ﻮء اﻟﺸ ﻤﺲ اﻟﺴ ﺎﻃﻊ ":أﻟ ﻢ ﺗ ﺮ إﻟﻲ رﺑﻚ آﻴﻒ ﻣ ﱠﺪ اﻟﻈ ﻞ ،وﻟ ﻮ ﺷ ﺎء ﻟﺠﻌﻠ ﻪ ﺳ ﺎآﻨﺎ ؟ ﺛ ﻢ ﺟﻌﻠﻨ ﺎ اﻟﺸ ﻤﺲ ﻋﻠﻴ ﻪ دﻟ ﻴﻼ *ﺛ ﻢ ﻗﺒﻀ ﻨﺎﻩ إﻟﻴﻨ ﺎ ﻗﺒﻀ ﺎ ﻳﺴ ﻴﺮا " ) . (٢١و إذا ﺿ ﺎﻗﺖ ﻣ ﻦ اﻟﺮﺳ ﻞ و اﻟﻤ ﺆﻣﻨﻴﻦ اﻟﺼ ﺪور ﻟﺘﺮاﺧﻲ اﻟﺰﻣﻦ ﺑﺎﻟﻜﻔ ﺎر ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ ﻋﻘﻮﺑ ﺔ ﻃﻤﺌ ﻨﻬﻢ ﺑ ﺄن اﻟﻨﺼ ﺮ ﻣﻬﻤ ﺎ ﻳﺒﻄ ﺊ ﻓﻬ ﻮ ﺁت ﺁت ":ﺣﺘﻲ إذا اﺳﺘﻴﺌﺲ اﻟﺮﺳﻞ و ﻇﻨﻮا أﻧﻬﻢ آﺬﺑﻮا ﺟﺎءهﻢ ﻧﺼﺮﻧﺎ ﻓﻨﻨﺠﻲ ﻣﻦ ﻧﺸﺎء .وﻻ ﻳ ﺮد ﺑﺄﺳﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﻘﻮم اﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ " )" ، (٢٢أم ﺣﺴ ﺒﺘﻢ أن ﺗ ﺪﺧﻠﻮا اﻟﺠﻨ ﺔ وﻟﻤ ﺎ ﻳ ﺄﺗﻜﻢ ﻣﺜ ﻞ اﻟ ﺬﻳﻦ ﺧﻠﻮا ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻜﻢ ؟ ﻣﺴﺘﻬﻢ اﻟﺒﺄﺳﺎء و اﻟﻀﺮﱠاء و زﻟﺰﻟﻮا ﺣﺘﻲ ﻳﻘﻮل اﻟﺮﺳﻮل و اﻟ ﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨ ﻮا ﻣﻌ ﻪ :ﻣﺘ ﻲ ﻧﺼ ﺮ اﷲ ؟ أﻻ إن ﻧﺼ ﺮ اﷲ ﻗﺮﻳ ﺐ ").(٢٣و ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻗﺎﻣ ﺖ اﻟﺤ ﺮب ﺑ ﻴﻦ اﻹﺳﻼم وﺟﻴﻮش اﻟﻜﻔﺮ آﺎن اﻟﻘﺮﺁن ﻳﺼﺪع ﺑﻤﺜﻞ هﺬﻩ اﻵﻳﺎت ":إن اﻟﺬﻳﻦ آﻔﺮوا ﻟﻦ ﺗﻐﻨﻲ ﻋﻨﻬﻢ أﻣﻮاﻟﻬﻢ وﻻ أوﻻدهﻢ ﻣﻦ اﷲ ﺷﻴﺌﺎ " )" ، (٢٤ﺳﻨﻠﻘﻲ ﻓﻲ ﻗﻠﻮب اﻟﺬﻳﻦ آﻔﺮوا اﻟﺮﻋ ﺐ " ). (٢٥ﻟﻘﺪ آﺎن اﻟﻜﺎﻓﺮون داﺋﻤﺎ ﻳﻬﺪدون ﻳﻬﺪدون رﺳﻠﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺳﻴﺨﺮﺟﻮﻧﻬﻢ ﻣﻦ أرﺿ ﻬﻢ »،ﻓ ﺄوﺣﻰ إﻟ ﻴﻬﻢ رﺑﻬ ﻢ :ﻟ ﻨﻬﻠﻜﻦ اﻟﻈ ﺎﻟﻤﻴﻦ *وﻟﻨﺴ ﻜﻨﻨﻜﻢ اﻷرض ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺪهﻢ .ذﻟ ﻚ ﻟﻤ ﻦ ﺧﺎف ﻣﻘﺎﻣﻰ و ﺧﺎف وﻋﻴﺪ « ). (٢٦ و هﺬﻩ اﻟﺜﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻀﺢ ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻤﺠﻴﺪ ﻓﻲ آﻞ ﺳﻮرة ﺗﻘﺮﻳﺒ ﺎ ﻟ ﻢ ﺗﻜ ﻦ ﻣﻘﺼ ﻮرة ﻋﻠ ﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻪ ﻣﻊ اﻟﻮﺛﻨﻴﻴﻦ اﻟﻌﺮب ،ﺑﻞ واﺟﻪ ﺑﻬﺎ أﻳﻀﺎ أهﻞ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻦ ﻳﻬﻮد وﻧﺼﺎري . ﻞ ،ﻓﻘ ﺪ ﺗﺤ ﺪي اﻟﻘ ﺮﺁن ﺑﻨ ﻲ و ﻟﺴﺖ أﻧﻮي أن أُﻓﻴﺾ ﻓﻲ هﺬا ﺑﻞ ﻳﻜﻔ ﻲ ﻣﺜ ﺎل واﺣ ﺪ ﻣ ﻊ آ ﱟ إﺳ ﺮاﺋﻴﻞ أﻧﻬ ﻢ إذا آ ﺎﻧﻮا ﻳﻌﺘﻘ ﺪون ﺣﻘ ﺎ و ﺻ ﺪﻗﺎ أن اﻟﺠﻨ ﺔ ﻟﻬ ﻢ ﻣ ﻦ دون اﻟﻨ ﺎس ﻓﻠﻴﺘﻤ ﱠﻨ ﻮا اﻟﻤ ﻮت »ﻗ ﻞ :إن آﺎﻧ ﺖ ﻟﻜ ﻢ اﻟ ﺪا ُر اﻵﺧ ﺮة ُ ﻋﻨ ﺪ اﷲ ﺧﺎﻟﺼ ﺔ ﻣ ﻦ دون اﻟﻨ ﺎس ﻓﺘﻤﻨ ﻮا اﻟﻤﻮت إن آﻨﺘﻢ ﺻﺎدﻗﻴﻦ * وﻟ ﻦ ﻳﺘﻤﻨ ﻮﻩ أﺑ ﺪا ﺑﻤ ﺎ ﻗ ﺪﱠﻣﺖ أﻳ ﺪﻳﻬﻢ .واﷲ ﻋﻠ ﻴﻢ ﺑﺎﻟﻈ ﺎﻟﻤﻴﻦ « ) . (٢٧و ﻳﻘ ﻮل اﻟﺒﻴﻀ ﺎوي ﻓ ﻲ ﺗﻔﺴ ﻴﺮ ه ﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘ ﻴﻦ » :و ﻋ ﻦ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة و اﻟﺴ ﻼم :ﻟ ﻮ ﺗﻤﻨ ﻮا اﻟﻤ ﻮت ﻟﻐ ﺺ آ ﻞ إﻧﺴ ﺎن ﺑﺮﻳﻘ ﻪ ﻓﻤ ﺎت ﻣﻜﺎﻧ ﻪ « .ﻓﺘﺄﻣ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺜﻘ ﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﺗﺠﺪ أﻧﻬﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن إﻻ ﻣ ﻦ ﻟ ﺪن اﻟﻌﺰﻳ ﺰ اﻟﻘ ﺪﻳﺮ .و اﻟﻮاﻗ ﻊ أن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻟ ﻢ ﻳﺘﺤﺪﱠهﻢ ﺑﻬﺬا اﻷﻣﺮ ﻣ ﺮة واﺣ ﺪة ﺑ ﻞ أﻋ ﺎد اﻟﺘﺤ ﺪي آ ﺮة أﺧ ﺮى ﻟﻴﻜﻤ ﺪهﻢ إن آﺎﻧ ﺖ ﻟ ﺪﻳﻬﻢ ذرة ﻣﻦ إﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﻜﺮاﻣﺔ » :ﻗﻞ :ﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﻟ ﺬﻳﻦ ه ﺎدوا ،إن زﻋﻤ ﺘﻢ أﻧﻜ ﻢ أوﻟﻴ ﺎء ﷲ ﻣ ﻦ دون اﻟﻨﺎس ﻓﺘﻤﻨﱠﻮا اﻟﻤﻮت َ إن آﻨﺘﻢ ﺻﺎدﻗﻴﻦ * و ﻻ ﻳﺘﻤﻨﱠﻮﻧَﻪ أﺑﺪًا ﺑﻤﺎ ﻗﺪﱠﻣﺖ أﻳﺪﻳﻬﻢ .واﷲ ) (١٨اﻷﻧﺒﻴﺎء . ٣ -١ / ) (١٩اﻟﻨﺠﻢ . ٥٨ – ٥٦ / ) (٢٠اﻟﺮﻋﺪ . ٣١ / ) (٢١اﻟﻔﺮﻗﺎن . ٤٦ – ٤٥ / ) (٢٢ﻳﻮﺳﻒ . ١١٠ / ) (٢٣اﻟﺒﻘﺮة . ٢١٤ / ) (٢٤ﺁل ﻋﻤﺮان . ١٠ / ) (٢٥ﺁل ﻋﻤﺮان . ١٥١ / ) (٢٦إﺑﺮاهﻴﻢ . ١٤ – ١٣ / ) (٢٧اﻟﺒﻘﺮة . ٩٥ – ٩٤ /
ﻋﻠﻴﻢ ﺑﺎﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ « ) .(٢٨و هﺬﻩ اﻟﺜﻘ ﺔ و ه ﺬا اﻟﺘﺤ ﺪﱢي اﻟ ﺬي أراد اﻟﻘ ﺮﺁن أن ﻳﻀ ﻊ ﺑ ﻪ ﺣ ﺪًا ﻟﺠﺪال أهﻞ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺴﻔﻴﻪ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺆدي إﻟﻲ ﻃﺎﺋﻞ ﺗﺠﺪهﻤﺎ ﻓ ﻲ اﻵﻳ ﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳ ﺪﻋﻮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺮﺳﻮل ﻧﺼﺎري ﻧﺠﺮان إﻟﻲ اﻟﻤﺒﺎهﻠﺔ ،وذﻟﻚ ﺣﻴﻦ ﺟﺎؤوﻩ ﻓﺤﺎﺟﱡﻮﻩ ﻓﻲ ﻋﻴﺴﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم ﻓﺒﻴﻦ ﻟﻬﻢ اﻟﻘﺮﺁن ﺑﻤﻨﻄﻖ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺒﺎﺗﺮ أﻧﻪ ﻟ ﻴﺲ إﻻ ﻋﺒ ﺪا رﺳ ﻮﻻ و أﻧ ﻪ إذا آ ﺎن ﻗ ﺪ ُوﻟِﺪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أب ﻓﻘﺪ ﺧﻠﻖ ﺁدم ﺑﻼ أب و ﻻ أم ،ﻓﻠ ﻢ ﻳﻨﻔ ﻊ ﻣﻌﻬ ﻢ ﻣﻨﻄ ﻖ اﻟﻔﻄ ﺮة اﻟﺴ ﻠﻴﻤﺔ و ﺟ ﻚ ﻓﻴ ﻪ ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺪ ﻣ ﺎ اﻟﻌﻘ ﻞ اﻟﻮاﺿ ﺢ اﻟﻨﺰﻳ ﻪ ﻓﻘ ﺎل اﻟﻘ ﺮﺁن ﻣﺨﺎﻃﺒ ﺎ اﻟﺮﺳ ﻮل » :ﻓﻤ ﻦ ﺣﺎ ﱠ ﺟ ﺎءك ﻣ ﻦ اﻟﻌ ْﻠ ﻢ ﻓﻘ ﻞ َ :ﺗ َﻌ ﺎﻟَﻮا ﻧ ﺪْع أﺑﻨﺎءﻧ ﺎ و أﺑﻨ ﺎءآﻢ وﻧﺴ ﺎءﻧﺎ و ﻧﺴ ﺎءآﻢ و أﻧﻔﺴ ﻨﺎ و ﻖ .وﻣ ﺎ ﻣ ﻦ ﺺ اﻟﺤ ﱡ ﺼ ُ ﻞ ﻓﻨﺠﻌﻞ ْ ﻟﻌﻨﺔ اﷲ ﻋﻠﻲ اﻟﻜﺎذﺑﻴﻦ * إن هﺬا ﻟﻬﻮ اﻟ َﻘ َ أﻧﻔﺴﻜﻢ ﺛﻢ ﻧﺒﺘﻬ ْ )(٢٩ . إﻟﻪ إﻻ اﷲ ،و إن اﷲ َﻟ ُﻬ َﻮ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ اﻟﺤﻜ ﻴﻢ *ﻓ ﺈن ﺗ َﻮﱠﻟ ﻮْا ﻓ ﺈن اﷲ ﻋﻠ ﻴﻢ ﺑﺎﻟﻤﻔﺴ ﺪﻳﻦ « واﻟﺬي ﺣﺪث هﻮ أﻧﻬﻢ ﻟﻤﺎ ُدﻋُﻮا إﻟﻲ اﻟﻤﺒﺎهﻠﺔ ﻗ ﺎﻟﻮا َ :دﻋْﻨ ﺎ ﺣﺘ ﻲ ﻧﻨﻈ ﺮ .ﻓﻠﻤ ﺎ ﺗﺨ ﺎﻟﻮا )أي ﺧﻼ ﺑﻌﻀﻬﻢ إﻟﻲ ﺑﻌﺾ( ﻗﺎﻟﻮا ﻟﻠﻌﺎﻗ ﺐ )وآ ﺎن ذا رأﻳﻬ ﻢ ( :ﻣ ﺎ ﺗ ﺮي ؟ ﻓﻘ ﺎل :واﷲ ،ﻟﻘ ﺪ ﻞ ﻗ ﻮ ٌم ﻧﺒﻴ ﺎ إﻻ هﻠﻜ ﻮا ﻋﺮﻓﺘﻢ ﻧﺒﻮﺗﻪ ،وﻟﻘﺪ ﺟﺎءآﻢ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ أﻣﺮ ﺻ ﺎﺣﺒﻜﻢ .واﷲ ﻣ ﺎ ﺑَﺎ َه َ ﻒ دﻳ ﻨﻜﻢ ﻓﻮادﻋ ﻮا اﻟﺮﺟ ﻞ )أي ﺳ ﺎﻟﻤﻮﻩ(واﻧﺼ ﺮﻓﻮا .ﻓ ﺄﺗﻮا رﺳ ﻮل اﷲ .ﻓ ﺈن أﺑﻴ ﺘﻢ إﻻ إﻟ َ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ و ﻗ ﺪ ﻏ ﺪا ﻣﺤﺘﻀ ﻨﺎ اﻟﺤﺴ ﻴﻦ و ﺁﺧ ﺬا ﺑﻴ ﺪ اﻟﺤﺴ ﻦ ،وﻓﺎﻃﻤ ﺔ ﺗﻤﺸ ﻲ ﺧﻠﻔﻪ ،و ﻋﻠﻲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﺧﻠﻔﻬﺎ ،وهﻮ ﻳﻘﻮل :إذا أﻧﺎ دﻋﻮت ﻓﺄﻣﻨﻮا ،ﻓﻘﺎل أﺳ ﻘﻔﻬﻢ :ﻳ ﺎ ﻣﻌﺸﺮ اﻟﻨﺼﺎري إﻧﻲ ﻷري وﺟﻮهﺎ ﻟﻮ ﺳﺄﻟﻮا اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻲ أن ﻳﺰﻳﻞ ﺟﺒﻼ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧ ﻪ ﻷزاﻟ ﻪ ،ﻓﻼ ﺗﺒﺎهﻠﻮا ﻓﺘﻬﻠﻜﻮا .ﻓﺄذﻋﻨﻮا ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ وﺑ ﺬﻟﻮا ﻟ ﻪ اﻟﺠﺰﻳ ﺔ :أﻟﻔ ﻲ ﺣﻠﺔ ﺣﻤﺮاء و ﺛﻼﺛﻴﻦ درﻋﺎ ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺮ .ﻓﻘﺎل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم :واﻟ ﺬي ﻧﻔﺴ ﻲ ﺑﻴ ﺪﻩ ،ﻟﻮ ﺗﺒﺎهﻠﻮا ﻟﻤﺴﺨﻮا ِﻗ َﺮدَة و ﺧﻨﺎزﻳﺮ ،وﻻﺿﻄﺮم ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟ ﻮادي ﻧ ﺎ ًرا ،وﻻﺳﺘﺄﺻ ﻞ اﷲ ﻧَﺠﺮان و أهﻠﻪ ﺣﺘﻲ اﻟﻄﻴﺮ ﻋﻠﻲ اﻟﺸﺠﺮ ) . (٣٠ﻓﺘﺄﻣﻞ هﺬﻩ اﻟﺜﻘ َﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧ ﺐ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻦ و اﻟﻬﻠﻊ اﻟﺬي ﻳﺪل ﻋﻠﻲ آﺬب إﻳﻤﺎن اﻟﻨﺼﺎري و ﺁل ﺑﻴﺘﻪ ﺣﺘﻲ اﻷﻃﻔﺎل ﻣﻨﻬﻢ ،وهﺬ اﻟﺠﺒ َ و ﻓﺴﺎد ﻋﻘﻴﺪﺗﻬﻢ وأﻧﻬﻢ إﻧﻤﺎ ﻳﺘﻤﺴ ﻜﻮن ﺑﻬ ﺎ ﺗﻘﻠﻴ ﺪا ﻟﻶﺑ ﺎء ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ ﻓﻬ ﻢ و ﻻ إﻗﺘﻨ ﺎع ﺧﻮﻓ ﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤﺼ ﺎﻟﺢ و اﻟﺮﺋﺎﺳ ﺎت واﻟﺴ ﻤﻌﺔ اﻟﺸﺨﺼ ﻴﺔ .ﻓﻬ ﻞ ﻳﺤ ﻖ ﺑﻌ ﺪ ه ﺬا آﻠ ﻪ أن ﻳﻘ ﺎل إن ﻣﺤﻤﺪا ﺳﺮق أو ﺣﺘﻲ ﺗﺸﺒﱠﻊ ،ﻣﻨﻐﻴﺮ أن ﻳﺤﺲ ،أﻓﻜﺎر أه ﻞ اﻟﻜﺘ ﺎب و ﻋﻘﺎﺋ ﺪهﻢ ؟وﻳﺘﺼ ﻞ ﺑﻬﺬا اﻟﺜﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﺰﻋﺰع وﻻ ﺗﺘﻠﺠﻠﺞ ﺗﺤﺪي اﻟﻘ ﺮﺁن ﻟﻠﻜﻔ ﺎر اﻟ ﺬﻳﻦ ادﻋ ﻮا أن ﻣﺤﻤ ﺪا ﻗ ﺪ ﺚ ﻣﺜِﻠ ﻪ إن آ ﺎﻧﻮا ﺻ ﺎدﻗﻴﻦ " ) ، (٣١ﺛ ﻢ ﺧﻔ ﻒ ﻋ ﻨﻬﻢ اﻓﺘﺮاﻩ أن ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻤﺜﻠﻪ ":ﻓﻠﻴ ﺄﺗﻮا ﺑﺤ ﺪﻳ ٍ ﻓﻄﺎﻟﺒﻬﻢ أن ﻳﺄﺗﻮا ﺑﻌﺶ ﺳ ﻮر ﻣﺜﻠ ﻪ ﻣﻔﺘﺮﻳ ﺎت ،وﻟﻴﺴ ﺘﻌﻴﻨﻮا وﻟﻴﺴ ﺘﻌﻴﻨﻮا ﺑﻜ ﻞ ﻣ ﻦ ﻳﻌﺮﻓ ﻮن ﺳ َﻮ ٍر ﻣﺜِﻠ ﻪ ﺸ ِﺮ ِ ،وﻟ ﻦ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻌﻮا أﺑ ﺪا ذﻟ ﻚ " :أم ﻳﻘﻮﻟ ﻮن :اﻓﺘ ﺮاﻩ ؟ ﻗ ﻞ َ :ﻓ ﺄْﺗﻮا ﺑ َﻌ ْ ن اﷲ إن آﻨ ﺘﻢ ﺻ ﺎدﻗﻴﻦ* ﻓ ﺈن ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺘﺠﻴﺒﻮا ﻟﻜ ﻢ ﻣﻔﺘﺮﻳ ﺎتٍ،وا ْدﻋُﻮا ﻣ ﻦ اﺳ ﺘﻄﻌْﺘﻢ ﻣ ﻦ دو ِ )(٣٢ ﻒ ﻋ ﻨﻬﻢ .ﺛ ﻢ ﺧ ﱠﻔ َ ﷲ و أﻻ إﻟﻪ إﻻ هﻮ ﻓﻬﻞ أﻧﺘﻢ ﻣﺴ ﻠﻤﻮن ؟ " ل ﺑﻌﻠ ِﻢ ا ِ ﻓﺎﻋﻠﻤﻮا أﻧﻤﺎ أُﻧ ِﺰ َ ﻣﺮة أﺧﺮي ﻓﺘﺤﺪاهﻢ أن ﻳﺄﺗﻮا وﻟﻮ ﺑﺴﻮرة ﻣﺜﻠﻪ " :أم ﻳﻘﻮﻟﻮن :اﻓﺘﺮاﻩ ؟ ﻗ ﻞ ﻓ ﺄﺗﻮا ﺑﺴ ﻮرة ﻣﻦ ﻣﺜﻠﻪ ،وادﻋﻮا ﻣﻦ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﻣ ﻦ دون اﷲ إن آﻨ ﺘﻢ ﺻ ﺎدﻗﻴﻦ " ) ، (٣٣وأﻋ ﺎد اﻟﺘﺤ ﺪي ) (٢٨اﻟﺠﻤﻌﺔ . ٧ – ٦ / ) (٢٩ﺁل ﻋﻤﺮان . ٦٣ – ٦١ / ) (٣٠اﻟﺒﻴﻀﺎوي ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻵﻳﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ . ) (٣١اﻟﻄﻮر . ٣٣ / ) (٣٢هﻮد . ١٤ – ١٣ / ) (٣٣ﻳﻮﻧﺲ . ٣٨ /
ﻣﺮة راﺑﻌﺔ ﻗﺎﻃﻌﺔ ":وإن آﻨﺘﻢ ﻓﻲ رﻳﺐ ﻣﻤﺎ أﻧﺰﻟﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﻋﺒ ﺪﻧﺎ ﻓ ﺄﺗﻮا ﺑﺴ ﻮرة ﻣ ﻦ ﻣﺜﻠ ﻪ و ادﻋﻮا ﻣﻦ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﻣﻦ دون اﷲ إن آﻨﺘﻢ ﺻﺎدﻗﻴﻦ *ﻓ ﺈن ﻟ ﻢ ﺗﻔﻌﻠ ﻮا ،وﻟ ﻦ ﺗﻔﻌﻠ ﻮا ،ﻓ ﺎﺗﻘﻮا س واﻟﺤﺠ ﺎرة أﻋ ﺪت ﻟﻠﻜ ﺎﻓﺮﻳﻦ " ) . (٣٤وه ﻮ ﻳﻔﺘ ﺘﺢ آﺜﻴ ﺮا ﻣ ﻦ اﻟﻨ ﺎر اﻟﺘ ﻲ وﻗﻮده ﺎ اﻟﻨ ﺎ ُ ﺳﻮرﻩ ﺑﺤﺮف أو ﺣﺮﻓﻴﻦ أو أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺣﺮوف اﻟﻬﺠﺎء ،ﺛﻢ ﻳﻌﻘﱢﺐ ﺑﺄن ﺁﻳﺎﺗﻪ ﻗﺪ ُر ﱢآﺒَﺖ ﻣ ﻦ ه ﺬﻩ اﻟﺤ ﺮوف اﻟﺘ ﻲ ه ﻲ ﻣﻠ ﻚ أﻳ ﺪﻳﻬﻢ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻌﻮن أن ﻳﺘﺼ ﺮﻓﻮا ﻓﻴﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻨﺤ ﻮ اﻟ ﺬي ﻳﺤﺒﱡﻮن ،وهﻮ ﺗﺤ ﱟﺪ ﻣﻠﻔﻮف ﺑ ﺄﻧﻬﻢ ﺳ ﻴﻌﺠﺰون ﻋ ﻦ اﻹﺗﻴ ﺎن ﺑﻤﺜﻠ ﻪ ،ﻓﻤ ﻦ أﻳ ﻦ ﻟﻤﺤﻤ ﺪ ه ﺬﻩ اﻟﺜﻘﺔ اﻟﺮاﺳﺨﺔ اﻟﺼﻠﺒﺔ إﻻ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺼﺪرهﺎ هﻮ اﷲ ،اﻟﺬي ﺑﻴﺪﻩ ﻣﻠﻜﻮت آ ﻞ ﺷ ﺊ وه ﻮ اﻟﻘﺎهﺮ ﻓﻮق ﻋﺒﺎدﻩ ؟ وﻟﺴﺖ أرﻳﺪ أن أﺧﻮض أآﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع ،ﺑﻞ آﻞ ﻣﺎ أﺣﺐ أن أﻗﻮﻟﻪ هﻮ أن اﻟﻜﻔﺎر ،ﺑﻌﺪ آﻞ هﺬﻩ اﻟﺘﻘﺮﻳﻌ ﺎت اﻟﻤﻮﺟﻌ ﺔ ،ﻟ ﻢ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻌﻮا أن ﻳ ﺄﺗﻮا وﻟ ﻮ ﺑﺂﻳ ﺔ واﺣ ﺪة ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﺁﻳﺎت اﻟﻘﺮﺁن .وهﺬﻩ ﺣﻘﻴﻘ ﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴ ﺔ ﻻ ُﺗ َﻤ ﺎرَي .زآﻴﻔﻤ ﺎ ﻧﻈ ﺮ اﻟﺒﺎﺣ ﺚ إﻟ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ ﻓﻬ ﻮ ﻣﻨ َﺘ ٍﻪ إﻟ ﻲ أن ه ﺬا اﻟﺘﺤ ﺪي ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﺼ ﺪر ﻋ ﻦ ﺑﺸ ﺮ ﻣﻬﻤ ﺎ ﺗﻜ ﻦ ﺛﻘﺘ ﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ :ﻓﻤﻦ ﺟﻬﺔ ﺗﺠ ﺪ أن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻗ ﺪ أآ ﺪ ﻣ ﺮارا أﻧﻬ ﻢ ﻟ ﻦ ﻳﻘ ﺪروا ﻋﻠ ﻲ اﻹﺗﻴ ﺎن ﺑﻤﺜﻠ ﻪ ، وهﻮ ﻣﺎ ﺣﺪث .ﻓﻬﺬﻩ ﺛﻘﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﺒﺆ اﻟﻘ ﺎﻃﻊ ﺑﺎﻟﻐﻴ ﺐ .وﻣ ﻦ ﺟﻬ ﺔ أﺧ ﺮي ﻓ ﺈن ﻋﺠ ﺰ اﻟﻜﻔﺎر ﻓﻲ ﺣ ﺪ ذاﺗ ﻪ ه ﻮ دﻟﻴ ﻞ ﻋﻠ ﻲ أن ه ﺬا اﻟﻘ ﺮﺁن ،ﻣ ﻦ ﺣﻴ ﺚ اﻟﻤﺒ ﺪأ ،ﺗﻨﻘﻄ ﻊ ﻣ ﻦ دوﻧ ﻪ اﻟﺮﻗﺎب و اﻷﻧﻔﺎس وﻻ ﻳﺒﻠﻎ ﻗﻤﺘﻪ اﻟﺸ ﻤﱠﺎء ﺑﺸ ﺮ .ﻓﺎﻟﻤﺤﺼ ﻠﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴ ﺔ إذن أن ه ﺬا اﻟﺘﺤ ﺪي ﻟﻢ ﻳ ُﻘ ْﻢ ﻟﻪ أﺣﺪ ،وأن اﻟﺜﻘﺔ اﻟﺘﻲ وراء هﺬا اﻟﺘﺤﺪي ﻟﻴﺴﺖ ﺛﻘﺔ ادﱠﻋﺎه ﺎ اﻟﻐﻀ ﺐ اﻷه ﻮج أو اﻓﺘﻌﻠﻬﺎ اﻟﺘﻬﻮﻳﺶ اﻟﻜﺎذب ،ﺑﻞ هﻲ ﺛﻘﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﺪِﻩ اﻷﻣ ﺮ و اﻟﻨﻬ ﻲ وﻣ ﻦ ﻳﻘ ﻮل ﻟﻠﺸ ﺊ "آ ﻦ" ﻓﻴﻜﻮن . وﺗﺄﺧﺬﻧﺎ اﻹﺷﺎرة إﻟ ﻲ اﻟﺘﻨﺒ ﺆ ﺑﺎﻟﻐﻴ ﺐ ﻓ ﻲ اﻟﻔﻘ ﺮة اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺔ إﻟ ﻲ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻋ ﻦ اﻟﻨﺒ ﺆات اﻟﺘ ﻲ وردت ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮﺁن و ﺻ ﺎﺣﺒﺖ ﻧ ﺰول اﻟ ﻮﺣﻲ ﻣ ﻦ ﺑﺪاﻳﺘ ﻪ إﻟ ﻲ ﻧﻬﺎﻳﺘ ﻪ ﺗﻘﺮﻳﺒ ﺎ .ﻓﻔ ﻲ أول اﻟﺪﻋﻮة ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺷﺘﺪ أذي أﺑﻲ ﻟﻬﺐ ﻋ ﻢ ﱢ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻟ ﻪ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﻧﺰﻟ ﺖ ﺳ ﻮرة "اﻟﻤﺴﺪ " اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮﻋﺪ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻲ ﻓﻴﻬﺎ هﺬا اﻟﻌﻢ ﺑﺄﻧﻪ "ﺳﻴﺼﻠﻲ ﻧ ﺎرا ذات ﻟﻬ ﺐ " ) . (٣٥وﻣﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أن ﻣﺼﻴﺮﻩ ﺳﻴﻜﻮن إﻟﻲ اﻟﺠﺤﻴﻢ ،وﻩ ﻣﺎ ﻟ ﻦ ﻳﺤ ﺪث إﻻ إذا ﺑﻘ ﻲ ﻋﻠ ﻲ آﻔﺮﻩ ﺣﺘﻲ ﻣﻤﺎﺗﻪ ،وﻗﺪ آﺎن . و ﻓ ﻲ ﺳ ﻮرة "اﻟﻘﻤ ﺮ" و ه ﻲ ﻣ ﻦ ﺳ ﻮر اﻟﻌﻬ ﺪ اﻟﻤﻜ ﻲ اﻟﻤﺒﻜ ﺮة ،ﻧﻘ ﺮأ ﻗ ﻮل اﷲ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ "ﺳﻴﻬﺰم اﻟﺠﻤﻊ وﻳﻮﻟﻮن اﻟﺪﺑﺮ " ). (٣٦و ﻓ ﻲ رواﻳ ﺔ ﻋ ﻦ ﻋﻤ ﺮ أﻧ ﻪ ﻟﻤ ﺎ ﻧﺰﻟ ﺖ ه ﺬﻩ اﻵﻳ ﺔ ﻋﻤﱠﻲ ﻣﻌﻨﺎهﺎ ﻋﻠﻴ ﻪ إﻟ ﻲ أن ﺳ ﻤﻊ رﺳ ﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﻳﺮدده ﺎ ﻓﺎﻧﻜﺸ ﻒ ﻟ ﻪ ُ ﻣﻌﻨﺎهﺎ .و هﺬا ه ﻮ ﻧ ﺺ آ ﻼم اﻟﺒﻴﻀ ﺎوي ﻋﻨ ﺪ ﺗﻔﺴ ﻴﺮ ه ﺬﻩ اﻵﻳ ﺔ " :وﻗ ﺪ وﻗ ﻊ )أي ه ﺬا اﻷﻣﺮ ( ﻳﻮم ﺑﺪر ،وهﻮ ﻣﻦ دﻻﺋﻞ اﻟﻨﺒﻮة .وﻋﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ أﻧﻪ ﻟﻤ ﺎ ﻧﺰﻟ ﺖ ﻗ ﺎل :ﻟﻢ أﻋﻠﻢ ﻣﺎ هﻮ .ﻓﻠﻤﺎ آﺎن ﻳﻮم ﺑ ﺪر رأﻳ ﺖ اﻟﺮﺳ ﻮل ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﻳﻠ ﺒﺲ اﻟ ﺪﱢرع وﻳﻘﻮل " :ﺳ ُﻴ ْﻬ َﺰ ُم اﻟﺠﻤ ُﻊ "ﻓﻌﻠﻤﺘﻪ ". ك وﻓ ﻲ ﻣﻮﺿ ﻊ ﺁﺧ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻧﺠ ﺪ ه ﺬﻩ اﻵﻳ ﺔ اﻟﻤ ﻮﺟﺰة اﻟﺤﺎﺳ ﻤﺔ " :إ ﱠﻧ ﺎ َآ َﻔ ْﻴ َﻨ ﺎ َ ﺴ َﺘ ْﻬﺰِﺋﻴﻦ " )، (٣٧اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮل اﻟﺒﻴﻀﺎوي ﻓﻲ ﺳ ﺒﺐ ﻧﺰوﻟﻬ ﺎ " :ﻗﻴ ﻞ :آ ﺎﻧﻮا ﺧﻤﺴ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟ ُﻤ ْ ) (٣٤اﻟﺒﻘﺮة . ٢٤ – ٢٣ / ) (٣٥اﻟﻤﺴﺪ . ٣ / ) (٣٦اﻟﻘﻤﺮ . ٤٥ / ) (٣٧اﻟﺤﺠﺮ . ٩٥ /
أﺷﺮاف ﻗﺮﻳﺶ :اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﻐﻴﺮة ،و اﻟﻌﺎص ﺑﻦ واﺋﻞ و ﻋ ﺪي ﺑ ﻦ ﻗ ﻴﺲ و اﻷﺳ ﻮد ﺑ ﻦ ﻋﺒﺪ ﻳﻐﻮث و اﻷﺳﻮد ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ﻳﺒﺎﻟﻐﻮن ﻓ ﻲ إﻳ ﺬاء اﻟﻨﺒ ﻲ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ و اﻻﺳﺘﻬﺰاء ﺑﻪ ،ﻓﻘﺎل ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﺮﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ":أﻣ ﺮت أن أُآ ِﻔ َﻴ َﻜﻬُﻢ " .ﻓﺄوﻣ ﺄ إﻟ ﻲ ﺳ ﺎق اﻟﻮﻟﻴ ﺪ ﻓﻤ ﺮ ﺑﻨَﺒ ﺎل ﻓﺘﻌﻠ ﻖ ﺑﺜﻮﺑ ﻪ ﺳ ﻬﻢ ،ﻓﻠ ﻢ ﻳﻨﻌﻄ ﻒ ﺗﻌﻈﱡﻤ ﺎ ﻷﺧﺬﻩ ،ﻓﺄﺻﺎب ﻋﺮﻗﺎ ﻓﻲ ﻋﻘﺒﻪ ﻓﻘﻄﻌﺖ ﻓﻤﺎت .وأوﻣﺄ إﻟﻲ أﺧﻤﺺ اﻟﻌﺎص ﻓ ﺪﺧﻠﺖ ﻓﻴ ﻪ ﺷﻮآﺔ ﻓﺎﻧﺘﻔﺨﺖ رﺟﻠﻪ ﺣﺘﻲ ﺻﺎرت آ ﺎﻟﺮﺣﻲ وﻣ ﺎت .وأﺷ ﺎر إﻟ ﻲ أﻧ ﻒ ﻋ ﺪي ﺑ ﻦ ﻗ ﻴﺲ ﻓﺎﻣﺘﺨﻂ ﻗﻴﺤﺎ ﻓﻤﺎت ،وإﻟﻲ اﻷﺳ ﻮد ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ ﻳﻐ ﻮث وه ﻮ ﻗﺎﻋ ﺪ ﻓ ﻲ أﺻ ﻞ ﺷ ﺠﺮة ﻓﺠﻌ ﻞ ﻳﻨﻄﺢ ﺑﺮأﺳﻪ اﻟﺸﺠﺮة وﻳﻀﺮب وﺟﻬﻪ ﺑﺎﻟﺸﻮك ﺣﺘﻲ ﻣﺎت ،وإﻟﻲ ﻋﻴﻨ ﻲ اﻷﺳ ﻮد ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ﻓﻌﻤﻲ .وﺳﻮاء ﺻﺤﺖ اﻟﺮواﻳﺔ أو ﻟﻢ ﺗﺼﺢ ﻓﻼ ﻧﺰاع ﻓﻲ أن هﺆﻻء اﻟﻤﺴ ﺘﻬﺰﺋﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮا أﻧﻴﻨﺎﻟﻮا ﻣﻦ ﺣﻴﺎة رﺳﻮل اﷲ وﻻ دﻋﻮﺗﻪ ﻣﻨ ﺎﻻ ،أي أن وﻋ ﺪ اﷲ ﻟﺮﺳ ﻮﻟﻪ ﻗ ﺪ ﺗﺤﻘﻖ . وﻓﻲ ﺳﺒﺐ ﻧﺰول اﻵﻳﺎت اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ »:أﻟﻢ* ﻏﻠﺒﺖ اﻟ ﺮوم* ﻓ ﻲ أدﻧ ﻲ اﻷرض ،وه ﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻏﻠﺒﻬﻢ ﺳﻴﻐﻠﺒﻮن *ﻓﻲ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﻴﻦ .ﷲ اﻷﻣ ﺮ ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ و ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺪ .وﻳﻮﻣﺌ ﺬ ﻳﻔ ﺮح اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن* ﺑﻨﺼﺮ اﷲ.ﻳﻨﺼﺮ ﻣﻦ ﻳﺸ ﺎء ،وه ﻮ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ اﻟ ﺮﺣﻴﻢ *وﻋ ﺪ اﷲ ،ﻻ ﻳﺨﻠ ﻒ اﷲ ﻏ ﺰَوا وﻋﺪﻩ ،وﻟﻜﻦ أآﺜﺮ اﻟﻨ ﺎس ﻻ ﻳﻌﻠﻤ ﻮن « ) (٣٨ﻳﻘ ﻮل اﻟﺒﻴﻀ ﺎوي » رُوي أن ﻓ ﺎرس َ اﻟ ﺮوم ﻓﻮاﻓ ﻮهﻢ ﺑﺄذرﻋ ﺎت وﺑﺼ ﺮى ،وﻗﻴ ﻞ :ﺑ ﺎﻟﺠﺰﻳﺮة ،وه ﻲ أدﻧ ﻲ أرض اﻟ ﺮوم ﻣ ﻦ اﻟﻔﺮس ،ﻓﻐﻠﺒﻮا ﻋﻠﻴﻬﻢ .وﺑﻠ ﻎ اﻟﺨﺒ ﺮ ﻣﻜ ﺔ ﻓﻔ ﺮح اﻟﻤﺸ ﺮآﻮن و ﺷ ﻤﺘﻮا ﺑﺎﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ و ﻗ ﺎﻟﻮا :أﻧ ﺘﻢ واﻟﻨﺼ ﺎري أه ﻞ آﺘ ﺎب وﻧﺤ ﻦ وﻓ ﺎرس ُأﻣﱢﻴّ ﻮن .وﻗ ﺪ ﻇﻬ ﺮ إﺧﻮاﻧﻨ ﺎ ﻋﻠ ﻲ إﺧ ﻮاﻧﻜﻢ ﻈ َﻬ َﺮ ﱠ ،وﻟ َﻨ ْ ن اﻟﺮوم ن اﷲ أﻋﻴﻨﻜﻢ،ﻓﻮاﷲ ﻟﺘﻈﻬﺮ ﱠ ن ﻋﻠﻴﻜﻢ ،ﻓﻨﺰﻟﺖ .ﻓﻘﺎل ﻟﻬﻢ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ :ﻻ ﻳُﻘ ﱠﺮ ﱠ ﻚ ﺣ ُﺒ َ ﺖ! اﺟﻌﻞ ﺑﻴﻨﻨﺎ وﺑﻴﻨﻚ أﺟﻼ أُﻧﺎ ِ ﻲ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ :آﺬَﺑ ّ ﻋﻠﻲ ﻓﺎرس ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﻴﻦ .ﻓﻘﺎل أﺑ ﱡ )أراهﻨﻚ( ﻋﻠﻴﻪ.ﻓﻨﺎﺣﺒﻪ ﻋﻠﻲ ﻋﺸ ﺮ ﻗﻼﺋ ﺺ ﻣ ﻦ آ ﻞ واﺣ ﺪ ﻣﻨﻬﻤ ﺎ ،وﺟﻌ ﻼ اﻷﺟ ﻞ ﺛ ﻼث ﺳﻨﻴﻦ .ﻓﺄﺧﺒﺮ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ،رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ،رﺳﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﻓﻘ ﺎل:اﻟﺒﻀ ﻊ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺜﻼث إﻟﻲ اﻟﺘﺴﻊ ،ﻓﺰاﻳﺪﻩ ﻓ ﻲ اﻟﺨﻄ ﺮ )اﻟﺮه ﺎن(وﻣ ﺎدﱢﻩ ﻓ ﻲ اﻷﺟ ﻞ .ﻓﺠﻌ ﻼﻩ ﻣﺎﺋ ﺔ ﻲ ﻣﻦ ﺟﺮح رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻗﻔﻮﻟ ﻪ َﻗﻠُﻮص إﻟﻲ ﺗﺴﻊ ﺳﻨﻴﻦ .وﻣﺎت أُﺑ ﱡ ﻲ ﻣﻦ أﺣﺪ ،وﻇﻬﺮت اﻟﺮوم ﻋﻠﻲ ﻓﺎرس ﻳﻮم اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ،ﻓﺄﺧﺬ أﺑﻮﺑﻜﺮ اﻟﺨﻄﺮ ﻣﻦ ورﺛ ﺔ أﺑ ّ وﺟﺎء ﺑ ﻪ إﻟ ﻲ رﺳ ﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﻓﻘ ﺎل :ﺗﺼ ﺪﱠق ﺑ ﻪ « و اﻵﻳ ﺔ ﻣ ﻦ دﻻﺋ ﻞ اﻟﻨﺒﻮة ﻷﻧﻬﺎ إﺧﺒﺎر ﺑﺎﻟﻐﻴﺐ .و اﻟﻌﺠﻴﺐ أن ﻳﺄﺗﻲ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮق ﺳﺎﻓﺎري ﻓﻴﻌﻠ ﻖ ،ﻓ ﻲ ﺗﺮﺟﻤﺘ ﻪ ﻟﻠﻘﺮﺁن ،ﻋﻠﻲ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ »:إن اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺤﻘﻘﺖ هﺬﻩ اﻟﻨﺒ ﺆة اﺗﺨ ﺬوهﺎ ﺣﺠ ﺔ ﻗﺎﻃﻌﺔ ﻋﻠﻲ ﻧﺒﻮة ﻣﺤﻤﺪ .وﻟﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺴ ﻬﻞ إدراك ﺗﻬﺎﻓ ﺖ ﻣﺜ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺤﺠ ﺞ اﻟﻘﺎﺋﻤ ﺔ ﻋﻠ ﻲ ﻧﺒ ﺆة ﻏﺎﻣﻀ ﺔ آﻬ ﺬﻩ ﺑﻤﻘ ﺪور أي إﻧﺴ ﺎن ﻳﻌ ﺮف ﺣﺎﻟ ﺔ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳ ﺔ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴ ﺔ و إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻟﻔﺮس أن ﻳﺘﻨﺒﺄ ﺑﻬﺎ ﺑﺪﻗﺔ « ) . (٣٩واﻟﺤﻖ أن اﻷﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺴﻬﻮﻟﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﺰﻋﻤﻬﺎ هﺬا اﻟﻤﻜ ﺎﺑﺮ ،وإﻻ ﻓﻬ ﻞ آ ﺎن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻳﻌ ﺮف ﻣ ﻦ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻲ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ وأﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن و ﻏﻴﺮهﻤﺎ ﻣﻦ ده ﺎة ﻗ ﺮﻳﺶ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺘﻴﻦ أآﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﺮف أﺑ ﱡ اﻟﻤﻀﺮﱠﺳ ﻴﻦ اﻟ ﺬﻳﻦ آ ﺎﻧﻮا ﻳﺠﻮﺑ ﻮن اﻟﺸ ﺎم واﻟﻌ ﺮاق و اﻟ ﻴﻤﻦ ﺑﺘﺠ ﺎرﺗﻬﻢ ،وآ ﺎن ﺑﻌﻀ ﻬﻢ
) (٣٨اﻟﺮوم . ٦-١ / )Savari ,le Coran ,p.365,n.2. (٣٩
ﻳﻘﺎﺑﻞ اﻟﺤﻜﺎم و اﻟﻮﻻة هﻨﺎك آﻤﺎ رأﻳﻨﺎ ﻓﻲ ﺣ ﻮار أﺑ ﻲ ﺳ ﻔﻴﺎن و هﺮﻗ ﻞ ﻓ ﻲ ﺑ ﻼط اﻟﻌﺎه ﻞ اﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻲ ؟ ﻓﻠﻤﺎذا إذن ﻋﺮف اﻟﺮﺳﻮل ذﻟﻚ وﻟﻢ ﻳﻌﺮف ﻗﻮﻣﻪ ،اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺤﺪﱠوا أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻋﻠ ﻲ ﻣﺎﺋﺔ ﻗﻠﻮص ﺗﻜﺬﻳﺒﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻨﺒﺆة اﻟﻘﺮﺁن ﺑﺎﻧﺘﺼﺎر اﻟﺮوم ﻋﻠﻲ اﻟﻔﺲ ﻓﻲ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﻴﻦ ﻓﻜﺴﺒﻬﺎ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻣﻨﻬﻢ ؟ إن ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻬﻞ ﻣ ﺜﻼ أن ﻳﺤ ﺲ اﻹﻧﺴ ﺎن اﻟﻤﺠ ﺮب إﺣﺴﺎﺳ ﺎ ﻋﺎﻣ ﺎ أن ﺛﻤ ﺔ ﺣﺮﺑ ﺎ ﻗﺎدﻣ ﺔ ﺑ ﻴﻦ دوﻟﺘ ﻴﻦ ﻣﺘﻌ ﺎدﻳﺘﻴﻦ ،أﻣ ﺎ أن ﻳﺘﻨﺒ ﺄ ﺑﻮﻗﻮﻋﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﻣ ﺪي ﻻ ﻳﺘﺠ ﺎوز ﺗﺴ ﻊ ﺳﻨﻮات ،وﻳﺘﻨﺒﺄ آﺬﻟﻚ ﺑﺎﻧﺘﺼﺎر اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺬي اﻧﻬﺰم ﻣﻦ ﻓﻮرﻩ ،وﺗﻘﻊ اﻷﻣﻮر ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ آﻤﺎ ﻗﺎل ﻓﻴﻜﺴﺐ اﻟﺮهﺎن ﻣﻤﻦ ﺗﺤ َﺪوْﻩ ،ﻓﻬ ﺬا أﻣ ﺮ ﺧ ﺎرق ،وﺑﺨﺎﺻ ﺔ إذا ﻋﻠﻤﻨ ﺎ أن ه ﺬﻩ اﻟﻨﺒ ﺆة ﻟ ﻮ ﻟ ﻢ ﺗﺘﺤﻘ ﻖ ﻟﻜ ﺎن ﻟﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻣﺴ ﺘﻘﺒﻞ اﻹﺳ ﻼم أوﺧ ﻢ اﻟﻌﻮاﻗ ﺐ .إن أﺟﻬ ﺰة اﻟﻤﺨ ﺎﺑﺮات اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺑﻌﻘﻮﻟﻬﺎ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ و ﻋﻘﻮﻟﻬﺎ اﻷﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ اﻟﻤﻌﻘﺪة ﺗﺨﻄﺊ آﺜﻴ ﺮا ﻓ ﻲ ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻷﻣﻮر .وﻟﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓ ﻲ ﺣ ﺮب رﻣﻀ ﺎن اﻟﻤﺠﻴ ﺪة و ﺗﻮﻗﻴﺘﻬ ﺎ و ﻧﺘﺎﺋﺠﻬ ﺎ ﻋﺒ ﺮة ،إذ ﻓﺸ ﻠﺖ اﻟﻤﺨ ﺎﺑﺮات اﻹﺳ ﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ اﻟﻤﺴ ﻨﻮدة ﻣ ﻦ ﻣﺨ ﺎﺑﺮات اﻟﻐ ﺮب آﻠ ﻪ أن ﻳﺘﻨﺒ ﺄ ﺑﻮﻗﻮع اﻟﻤﻌﺮآﺔ و ﻧﺘﻴﺠﺘﻬﺎ ) (٤٠ﻋﻠﻲ أن هﻨﺎك ﻗﺮاءة أﺧﺮي )ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺻﺤﺘﻬﺎ( ﻟﻠﻔﻌﻠﻴﻦ » ﻏﻠﺒﺖ« و» ﺳﻴﻐﻠﺒﻮن« ﻓﻲ اﻵﻳﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ورواﻳﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﺳ ﺒﺐ ﻧﺰوﻟﻬ ﺎ ﺖ اﻟﺮوم ُ ﻓﻲ أدﻧﻲ اﻷرض و ه ﻢ ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺪ ﻏَﻠ َﺒ ْ ،إذ ﺗﻘﺮأ هﺬﻩ اﻵﻳﺎت ﻋﻠﻲ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ َ »: ﻏﻠ ﺒﻬﻢ ﺳ ُﻴ ْﻐَﻠﺒُﻮن « و ﻣﻌﻨﺎه ﺎ »أن اﻟ ﺮوم ﻏﻠﺒ ﻮا ﻋﻠ ﻲ رﻳ ﻒ اﻟﺸ ﺎم ،واﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﺳ ﻴﻐﻠﺒﻮﻧﻬﻢ ،وﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻨﺔ اﻟﺘﺎﺳ ﻌﺔ ﻣ ﻦ ﻧﺰوﻟ ﻪ )أي ﻧ ﺰول اﻟ ﻮﺣﻲ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻵﻳ ﺎت (ﻏ ﺰاهﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن وﻓﺘﺤﻮا ﺑﻌﺾ ﺑﻼدهﻢ .وﻋﻠﻲ هﺬا ﺗﻜﻮن إﺿﺎﻓﺔ »اﻟﻐﻠ ﺐ« )أي اﻟﻬﺰﻳﻤ ﺔ( إﻟ ﻲ ﻓﺎﻋﻠﻪ « ).(٤١ ﻓﻬﺬﻩ أﻣﺜﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﺆات اﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻤﻜﻲ .أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻘﺪ رأﻳﻨﺎ اﻟﻘﺮﺁن ﻳﻄﻤﺌﻦ اﻟﻨﺒ ﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﺑﻌﺒ ﺎرة ﻣ ﻮﺟﺰة ﺣﺎﺳ ﻤﺔ آ ﺎﻟﺘﻲ ﻃﻤﺌﻨ ﻪ ﺑﻬ ﺎ أﻧ ﻪ ﻳﺴ ﻜﻔﻴﻪ اﻟﻤﺴﺘﻬﺰﺋﻴﻦ ،ﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮ هﺬﻩ اﻟﻤﺮة آﺎن ﻣﺘﻌﻠﻘﺎ ﺑﺎﻟﻴﻬﻮد واﻟﻨﺼ ﺎري »:ﻓﺴ ﻴﻜﻔﻴﻜﻬﻢ اﷲ « ) (٤٢وﻗﺪ آﺎن . ﻚ ﻣ ﻦ اﻟﻨ ﺎس« وﻋ ﻦ أﻧ ﺲ ﺼ ُﻤ َ و هﻨ ﺎك ﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ ﻣﺨﺎﻃﺒ ﺎ رﺳ ﻮﻟﻪ اﻟﻜ ﺮﻳﻢ » واﷲ ﻳ ْﻌ ِ س ،ﺣﺘ ﻲ ﻧﺰﻟ ﺖ ﻓ ﺄﺧﺮج رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﻪ :آ ﺎن رﺳ ﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﻳُﺤ َﺮ ُ رﺳﻮل اﷲ رأﺳﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﺔ َأدَم ﻓﻘﺎل :اﻧﺼﺮﻓﻮا أﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎس ،ﻓﻘﺪ ﻋﺼﻤﻨﻲ اﷲ ﻣ ﻦ اﻟﻨ ﺎس « ﻒ أﻋﺪاؤﻩ أﺛﻨﺎءه ﺎ ﻋ ﻦ ﻣﺤﺎرﺑﺘ ﻪ واﻟﺘ ﺂﻣﺮ ﻋﻠﻴ ﻪ ) (٤٣و ﻋﺎش اﻟﻨﺒﻲ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أﻋﻮاﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜ ﱠ ﺑﻜﻞ اﻟﺴﺒﻞ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻨﺎﻟﻮا ﻣﻨﻪ ﻣﻨﺎﻻ .ﺑ ﻞ إن ﺑﻌﻀ ﻬﻢ ه ﱠﻢ ﺑﺎﻟﻔﻌ ﻞ ﺑﻘﺘﻠ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم وﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ أﺣ ﺪ ﻳﺤﺮﺳ ﻪ ،وآ ﺎن ﻓ ﻲ ﻋ ﺪوﻩ اﻟﺴ ﻴﻒ ﺑﻴﻨﻤ ﺎ ه ﻮ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم أﻋ ﺰﻻ .وﻟ ﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ اﻟﺮﺟﻞ أن ﻳﻘﺘﻠﻪ ﺑﻞ اﻧﺘﻬﻲ اﻷﻣﺮ ﻓﻲ دﻗﺎﺋﻖ ﺑﺈﺳﻼﻣﻪ .وﻣﺜ ﺎل ذﻟ ﻚ ﻗﺼ ﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳ ﺔ اﻟﺘ ﻲ وﺿ ﻌﺖ اﻟﺴ ﻢ ﱠ ﻓ ﻲ ﻟﺤ ﻢ ﺷ ﺎة ﻗﺪﻣﺘ ﻪ إﻟﻴ ﻪ ه ﻮ وأﺻ ﺤﺎﺑﻪ ،ﻓﻘﺘ ﻞ اﻟﺴ ﱡﻢ واﺣ ﺪا ﻣ ﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ،وﻧﺠﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم . و ﻓﻲ ﺳﻮرة »اﻟﻔﺘﺢ« إﺷﺎرة إﻟﻲ رؤﻳﺎ رﺁهﺎ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻋﺸ ﻴﺔ ﻏ ﺰوة اﻟﺤﺪﻳﺒﻴ ﺔ ، وﻓﻴﻬ ﺎ ﻳ ﺪﺧﻞ ه ﻮ وأﺻ ﺤﺎﺑﻪ ﻣﻜ ﺔ وﻗ ﺪ ﺣﻠﻘﺒﻌﻀ ﻬﻢ رأﺳ ﻪ وﻗﺼ ﺮ ﺑﻌ ﺾ ﺁﺧ ﺮ ﺷ ﻌﺮﻩ ،ﻓﻘﺼﻬﺎ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻲ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻔﺮﺣﻮا .ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﺗﻢ ﺻﻠﺢ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ،اﻟﺬي ﻋﺎدوا ﺑﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ) (٤٠اﻧﻈﺮ آﺘﺎﺑﻨﺎ »اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن واﻟﻘﺮﺁن « اﻟﺬي ﻧﻘﻠﻨﺎ ﻣﻨﻪ هﺬا اﻟﺮد ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺼﺮف واﻹﺿﺎﻓﺔ . ٣١ – ٣٠ / ) (٤١اﻧﻈﺮ اﻟﺒﻴﻀﺎوي ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ هﺬﻩ اﻵﻳﺎت . ) (٤٢اﻟﺒﻘﺮة . ١٣٧ / ) (٤٣اﻧﻈﺮ اﻟﺒﻴﻀﺎوي ﻓﻲ ﺳﺒﺐ ﻧﺰول هﺬﻩ اﻵﻳﺔ .
أدراﺟﻬﻢ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺪﺧﻠﻮا ﻣﻜﺔ ﻋﻠﻲ أن ﻳﺪﺧﻠﻮهﺎ ﻋ ﺎﻣﻬﻢ اﻟﻤﻘﺒ ﻞ ﺣﺰﻧ ﻮا وﻗ ﺎل ﺑﻌﻀ ﻬﻢ :واﷲ ﻣﺎ ﺣﻠﻘﻨﺎ وﻻ ﻗﺼﺮﻧﺎ وﻻ رأﻳﻨﺎ اﻟﺒﻴﺖ .ﻓﻨﺰﻟﺖ اﻵﻳﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ »:ﻟﻘﺪ ﺻﺪق اﷲ رﺳﻮﻟﻪ اﻟﺮؤﻳﺎ ﺼ ﺮﻳﻦ ﻻ ﺧُﻠﻦﱠ اﻟﻤﺴ ﺠﺪ َ اﻟﺤ ﺮام َ إن ﺷ ﺎء اﷲ ﺁﻣﻨ ﻴﻦ ،ﻣﺤﻠﻘ ﻴﻦ رؤوﺳ ﻜﻢ وﻣ َﻘ ﱢ ﺑ ﺎﻟﺤﻖ ﻟﺘ ﺪ ُ )(٤٤ . ﺗﺨﺎﻓﻮن ،ﻓﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﻠﻤ ﻮا ﻓﺠﻌ ﻞ ﻣ ﻦ دون ذﻟ ﻚ ﻓﺘﺤ ﺎ ﻗﺮﻳﺒ ﺎ )وه ﻮ ﻓ ﺘﺢ ﺧﻴﺒ ﺮ(« وﻟﻤﺎ ﺳﺄﻟﻮا اﻟﻨﺒﻲ ﺑﻌﺪ ﻗﺪوﻣﻪ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ »:أﻟﻢ ﺗﻘﻞ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ إﻧﻚ ﺗﺪﺧﻞ ﻣﻜﺔ ﺁﻣﻨﺎ ؟« آﺎن ﺟﻮاﺑ ﻪ »ﺑﻠ ﻲ .أﻗﻠ ﺖ ﻟﻜ ﻢ »ﻣ ﻦ ﻋ ﺎﻣﻲ ه ﺬا ؟« .ﻗ ﺎﻟﻮا »:ﻻ« .ﻗ ﺎل » :ﻓﻬ ﻮ آﻤ ﺎ ﻗ ﺎل ﻟ ﻲ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم « ) . (٤٥آﺎن ذﻟﻚ ﻓﻲ ذي اﻟﻘﻌﺪة ﺳﻨﺔ ﺳﺖ ﻣﻦ اﻟﻬﺠ ﺮة ،وﻓ ﻲ ﻧﻔ ﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻴﻬﺎ دﺧﻞ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ،آﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﺼﺎدق اﻷﻣ ﻴﻦ ﺑﻨ ﺎءا ﻋﻠ ﻲ رؤﻳ ﺎﻩ ،ﻣﻜ ﺔ ﻣﺤﻠﻘ ﻴﻦ رؤوﺳ ﻬﻢ وﻣﻘﺼ ﺮﻳﻦ ﻻ ﻳﺨ ﺎﻓﻮن ،وذﻟ ﻚ ﺑﻤﻘﺘﻀ ﻲ ﺻ ﻠﺢ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴ ﺔ ﻧﻔﺴ ﻪ ). (٤٦ آ ﺬﻟﻚ وردت ﻓ ﻲ ﺳ ﻮرة »اﻟﻤﻤﺘﺤﻨ ﺔ « ﻧﺒ ﺆة ﺑ ﺄن اﷲ ﺳ ﻴﺠﻌﻞ ﻣ ﻮدة ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﺠ ﺖ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻔ ﺮﻳﻘﻴﻦ اﻟﻌ ﺪاوة واﻟﺒﻐﻀ ﺎء وﺗﻘﻄﻌ ﺖ اﻷواﺻ ﺮ واﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ ،وذﻟ ﻚ ﺑﻌ ﺪ أن ﻟ ﱠ ﻋ ُﺪوﱠآﻢ أوﻟﻴ ﺎء ﺗﻠﻘ ﻮن إﻟ ﻴﻬﻢ ﻋ ُﺪوﱢي و َ ﺗﻤﺎﻣﺎ،وﺑﺨﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﻧﺰول ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ» :ﻻ ﺗﺘﺨﺬوا َ ﺑ ﺎﻟﻤﻮدة « ) . (٤٧وﻧ ﺺ اﻟﻨﺒ ﻮءة ه ﻮ »:ﻋﺴ ﻲ اﷲ أن ﻳﺠﻌ ﻞ ﺑﻴ ﻨﻜﻢ وﺑ ﻴﻦ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻋ ﺎدﻳﺘُﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻮدة .واﷲ ﻗﺪﻳﺮ ،واﷲ ﻏﻔﻮر رﺣﻴﻢ « ) . (٤٨وﻗﺪ أﻧﺠﺰ ﻋﺰ ﺷﺄﻧﻪ ﻣﺎ وﻋﺪ ىﻓ ُﻔ ِﺘﺤَﺖ ﻣﻜﺔ و دﺧﻞ اﻟﻤﺸﺮآﻮن اﻹﺳﻼم أﻓﻮاﺟﺎ ،وﺣﻠﺖ اﻟﻤﻮدات ﻣﺤﻞ اﻟﻌﺪاوات ). (٤٩آﻤ ﺎ ﺗﻨ ﱠﺒ ﺄ اﻟﻘ ﺮﺁن اﻟﻜ ﺮﻳﻢ ﻟﻠﻤ ﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﺄﻧ ﻪ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ ﻣﺴ ﺘﺨﻠﻔﻬﻢ ،أي ﻧﺎﺻ ﺮهﻢ و ُﻣ َﺒ ﻮﱢﺋﻬﻢ ﻣﻜﺎﻧ ﺎ ﻗﻴﺎدﻳ ﺎ ﻋﻠﻲ ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺮوﺣﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،ووﻋﺪهﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻧﺎﺻ ﺮ دﻳ ﻨﻬﻢ ﻋﻠ ﻲ اﻷدﻳ ﺎن آﻠﱢﻬ ﺎ ،وهﻮ ﻣﺎ ﺗﺤﻘﻖ ﺑﺤﺬاﻓﻴﺮﻩ ﻓﻠﻢ ﺗ ُﻤﺮﱠ إﻻ ﺳﻨﻮن ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻋﻠ ﻲ وﻓ ﺎة ﺳ ﻴﺪﻧﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﺣﺘﻲ آﺎﻧﺖ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ ذات اﻟﻤﺠﺪ اﻟﺘﻠﻴﺪ و اﻟﺘ ﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺮﻳ ﻖ ﻓ ﻲ ﺨ ﺖ اﻟﺸ ﺎم وﻣﺼ ﺮ درﱠﺗ ﺎ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳ ﺔ اﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴ ﺔ ﻣ ﻦ أﻳ ﺪي ﺧﺒ ﺮ آ ﺎن ،وﺣﺘ ﻲ اﻣ ُﺘِﻠ َ اﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴﻴﻦ إﻟﻲ اﻷﺑﺪ ﺑﻤﺸﻴﺌﺔ اﷲ .ﺛﻢ ﻟﻢ ﺗﻤﺮ ﺑﻀﻊ ﻋﺸﺮات أﺧﺮي ﻣﻦ اﻟﺴﻨﻴﻦ ﺣﺘ ﻲ ﺑﻠ ﻎ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن اﻟﺼﻴﻦ ﺷﺮﻗﺎ ،وﺗﻮﻏﻠﻮا ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ اﻟﺠﻨﻮب اﻟﻐﺮﺑﻲ إﻟ ﻲ أن وﺻ ﻠﻮا ﺟﻨ ﻮب ﻓﺮﻧﺴ ﺎ و ﺷ ﻜﻠﻮا رﻋﺒ ﺎ ﻗ ﺎﺗﻼ ﻟﻸوروﺑﻴ ﻴﻦ ﻣﺌ ﺎت ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻨﻴﻦ .وﺑ ﺬﻟﻚ ﺻ ﺪق اﷲ ﺨِﻠ َﻔ ﱠﻨﻬُﻢ ﻓ ﻲ اﻷرض آﻤ ﺎ اﺳ ﺘﺨﻠﻒ ﺴ َﺘ ْ وﻋﺪﻩ »:وﻋﺪ اﷲ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا وﻋﻤﻠﻮا اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت َﻟ َﻴ ْ اﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ،وﻟﻴﻤﻜﻨﻦ ﻟﻬﻢ دﻳﻨﻬﻢ اﻟﺬي ارﺗﻀﻲ ﻟﻬﻢ ،وﻟﻴﺒ ﺪﻟﻨﱠﻬﻢ ﻣ ﻦ ﺑﻌ ﺪ ﺧ ﻮﻓﻬﻢ أﻣﻨ ﺎ ﻖ ﻦ اﻟﺤ ﱢ :ﻳﻌﺒﺪوﻧﻨﻲ ﻻ ﻳﺸﺮآﻮن ﺑﻲ ﺷﻴﺌﺎ « )»، (٥٠هﻮ اﻟ ﺬي أرﺳ ﻞ رﺳ ﻮﻟَﻪ ﺑﺎﻟ ُﻬ ﺪَي ودﻳ ِ ﻈ ِﻬ َﺮ ُﻩ ﻋﻠﻲ اﻟﺪﻳﻦ آﻠﱢﻪ وﻟﻮ آﺮِﻩ اﻟﻤﺸﺮآﻮن « )» ، (٥١هﻮ اﻟﺬي أرﺳ ﻞ رﺳ ﻮﻟﻪ ﺑﺎﻟﻬ ﺪي ﻟ ُﻴ ْ )(٥٢ و دﻳﻦ اﻟﺤﻖ ﻟﻴﻈﻬﺮﻩ ﻋﻠﻲ اﻟﺪﻳﻦ آﻠ ﻪ ،وآﻔ ﻲ ﺑ ﺎﷲ ﺷ ﻬﻴﺪا « .وﻗﺮﻳ ﺐ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺒ ﻮءات اﻟﻤﻨﺘﺸﺮة ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن و اﻟﺘﻲ ﻟﻢ أذآﺮ هﻨﺎ ﺳﻮي ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﺎ ورد ﻓﻴﻪ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺁﻳﺎت ﺗﺘﻌﻠﻖ ) (٤٤اﻟﻔﺘﺢ . ٢٧ / ) (٤٥اﻧﻈﺮ اﻟﺒﻴﻀﺎوي ﻣﺜﻼ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻵﻳﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،واﺑﻦ هﺸﺎم . ٢١٠/٣٠/ ) (٤٦اﻧﻈﺮ اﺑﻦ هﺸﺎم . ٣ / ٤ / ) (٤٧اﻟﻤﻤﺘﺤﻨﺔ . ١ / ) (٤٨اﻟﻤﻤﺘﺤﻨﺔ . ٧ / ) (٤٩اﻧﻈﺮ ،ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ هﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘﻴﻦ ،اﻟﺒﻴﻀﺎوي ﻣﺜﻼ . ) (٥٠اﻟﻨﻮر . ٥٥ / ) (٥١اﻟﺘﻮﺑﺔ . ٣٣ / ) (٥٢اﻟﻔﺘﺢ . ٢٨ /
ﺑﻤﻌﺎرف ﻋﻠﻤﻴﺔ :ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ وﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ وأﺣﻴﺎﺋﻴﺔ )ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ( وﻃﺒﻴ ﺔ وﺗﺸ ﺮﻳﺤﻴﺔ وآﻴﻤﻴﺎﺋﻴ ﺔ وﻃﺒﻴﻌﻴﺔ )ﻓﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ(وﻓﻠﻜﻴﺔ آﺎن ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﺪ ،ﻟﻮ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ رﺳ ﻮل ﻣﺆﻳ ﺪا ﺑ ﺎﻟﻮﺣﻲ اﻹﻟﻬﻲ ،وﻣﺴﺘﺤﻴﻼ آﺬﻟﻚ ﻋﻠﻲ أي إﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻩ ﻓﻲ ﺷﺮق اﻟﻌﺎﻟﻢ و ﻏﺮﺑﻪ و ﺷ ﻤﺎﻟﻪ وﺟﻨﻮﺑﻪ ﺑﻞ و ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﺼﺮﻩ ﺑﻘﺮون ﻃﻮال ،أن ﻳﺤﻠﻢ ﺑﻠ ﻪ أن ﻳﻜ ﻮن ﻋﻠ ﻢ ﺑﻬ ﺎ .وأﻗ ﻞ ﻣ ﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻘﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ه ﻮ ﻣ ﺎ ﺧ ﺮج ﺑ ﻪ اﻟ ﺪآﺘﻮر ﻣ ﻮرﻳﺲ ﺑﻮآ ﺎي اﻟﻄﺒﻴ ﺐ اﻟﻔﺮﻧﺴ ﻲ اﻟﻤﺸ ﻬﻮر ﻣ ﻦ دراﺳ ﺔ اﻟﻜﺘ ﺐ اﻟﺪﻳﻨﻴ ﺔ اﻟﺜﻼﺛ ﺔ :اﻟﺘ ﻮراة وﻹﻧﺠﻴ ﻞ واﻟﻘ ﺮﺁن و اﻟﻤﻘﺎﺑﻠ ﺔ ﺑﻴﻨﻬ ﺎ و ﺑ ﻴﻦ ﺣﻘ ﺎﺋﻖ اﻟﻌﻠ ﻢ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ،إذ ﻗ ﺎل ) :ﻟﻘ ﺪ ﻗﻤ ﺖ أوﻻ ﺑﺪراﺳ ﺔ اﻟﻘ ﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ ،و ذﻟﻚ دون أي ﻓﻜ ﺮ ﻣﺴ ﺒﻖ ﺑﻤﻮﺿ ﻮﻋﻴﺔ ﺗﺎﻣ ﺔ ،ﺑﺎﺣﺜ ﺎ ﻋ ﻦ درﺟ ﺔ اﺗﻔ ﺎق ﻧ ﺺ اﻟﻘ ﺮﺁن وﻣﻌﻄﻴ ﺎت اﻟﻌﻠ ﻢ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ .وآﻨ ﺖ أﻋ ﺮف ﻗﺒ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺪراﺳ ﺔ ،وﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ اﻟﺘﺮﺟﻤ ﺎت أن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻳ ﺬآﺮ أﻧﻮاﻋ ﺎ آﺜﻴ ﺮة ﻣ ﻦ اﻟﻈ ﺎهﺮات اﻟﻄﺒﻴﻌﻴ ﺔ ،وﻟﻜ ﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘ ﻲ آﺎﻧ ﺖ وﺟﻴ ﺰة .وﺑﻔﻀ ﻞ اﻟﺪراﺳ ﺔ اﻟﻮاﻋﻴ ﺔ ﻟﻠ ﻨﺺ اﻟﻌﺮﺑ ﻲ اﺳ ﺘﻄﻌﺖ أن أﺣﻘ ﻖ ﻗﺎﺋﻤ ﺔ أدرآﺖ ﺑﻌ ﺪ اﻻﻧﺘﻬ ﺎء ﻣﻨﻬ ﺎ أن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻻ ﻳﺤﺘ ﻮي ﻋﻠ ﻲ أي ﻣﻘﻮﻟ ﺔ ﻗﺎﺑﻠ ﺔ ﻟﻠﻨﻘ ﺪ ﻣ ﻦ وﺟﻬ ﺔ ﻧﻈ ﺮ اﻟﻌﻠ ﻢ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ( ). (٥٣ﻟ ﻴﺲ ه ﺬا ﻓﺤﺴ ﺐ ،ﺑ ﻞ ﻳﻤﻀ ﻲ اﻟﻄﺒﻴ ﺐ اﻟﻔﺮﻧﺴ ﻲ ﻗ ﺎﺋﻼ ): وﺑ ﻨﻔﺲ اﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﻴﺔ ﻗﻤ ﺖ ﺑ ﻨﻔﺲ اﻟﻔﺤ ﺺ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻌﻬ ﺪ اﻟﻘ ﺪﻳﻢ و اﻷﻧﺎﺟﻴ ﻞ .أﻣ ﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴ ﺒﺔ ﻟﻠﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ هﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻲ أﺑﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻷول ،أي ﺳ ﻔﺮ »اﻟﺘﻜ ﻮﻳﻦ« ،ﻓﻘ ﺪ وﺟﺪت ﻣﻘﻮﻻت ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑ ﻴﻦ أآﺜ ﺮ ﻣﻌﻄﻴ ﺎت اﻋﻠ ﻢ رﺳ ﻮﺧﺎ ﻓ ﻲ ﻋﺼ ﺮﻧﺎ .وأﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﻧﺎﺟﻴﻞ ﻓﻤﺎ ﻧﻜﺎد ﻧﻔﺘﺢ اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻷوﻟﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺘﻲ ﻧﺠﺪ أﻧﻔﺴﻨﺎ دﻓﻌﺔ واﺣ ﺪة ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺧﻄﻴ ﺮة ،وﻧﻌﻨ ﻲ ﺑﻬ ﺎ ﺷ ﺠﺮة أﻧﺴ ﺎب اﻟﻤﺴ ﻴﺢ .وذﻟ ﻚ أن ﻧ ﺺ إﻧﺠﻴ ﻞ ﻣﺘﻲ ﻳﻨﺎﻗﺾ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻠﻲ إﻧﺠﻴﻞ ﻟﻮﻗ ﺎ ،وأن ه ﺬا اﻷﺧﻴ ﺮ ﻳﻘ ﺪم ﻟﻨ ﺎ ﺻ ﺮاﺣﺔ أﻣ ﺮا ﻻ ﻳﺘﻔ ﻖ ﻣ ﻊ اﻟﻤﻌ ﺎرف اﻟﺤﺪﻳﺜ ﺔ اﻟﺨﺎﺻ ﺔ ﺑﻘ ﺪم اﻹﻧﺴ ﺎن ﻋﻠ ﻲ اﻷرض ( ) . (٥٤أﻣ ﺎ اﻟﻨﺘﻴﺠ ﺔ اﻟﺘ ﻲ وﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺪآﺘﻮر ﺑﻮآﺎي ﻓﻬﻲ هﻲ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺬي أﺻ ﺪرﻩ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻋﻠ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻜﺘ ﺐ ﻣﻨ ﺬ أرﺑﻌ ﺔ ﻋﺸ ﺮ ﻗﺮﻧ ﺎ ،وذﻟ ﻚ دون ﻣﺤﻤ ﺪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻻ اﻟﻮﻗ ﺖ وﻻ ﻧﺼ ﻮص اﻟﻜﺘﺎﺑﻴﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ وﻻ اﻟﻤﻘﺪرة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜﻨﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻘﻴ ﺎم ﺑﻤ ﺎ ﻗ ﺎم ﺑ ﻪ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ اﻟﻔﺮﻧﺴ ﻲ ﻣﻦ دراﺳﺔ .اﺳﺘﻤﻊ إﻟ ﻲ ﻣ ﺎ ﻳﻘﻮﻟ ﻪ اﻟ ﺪآﺘﻮر ﺑﻮآ ﺎي ) :إن وﺟ ﻮد ه ﺬﻩ اﻷﻣ ﻮر اﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀ ﺔ وﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺤﺘﻤﻠﻬﺎ اﻟﺘﺼﺪﻳﻖ و ﺗﻠﻚ اﻷﺧﺮي اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﺗﺘﻔ ﻖ واﻟﻌﻠ ﻢ ﻻ ﻳﺒ ﺪو ﻟ ﻲ أﻧﻬ ﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻀﻌﻒ اﻹﻳﻤﺎن ﺑ ﺎﷲ وﻻ ﺗﻘ ﻊ اﻟﻤﺴ ﺌﻮﻟﻴﺔ ﻓﻴﻬ ﺎ إﻻ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺒﺸ ﺮ .وﻻ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ أﺣﺪ أن ﻳﻘﻮل آﻴ ﻒ آﺎﻧ ﺖ اﻟﻨﺼ ﻮص اﻷﺻ ﻠﻴﺔ وﻣ ﺎ ﻧﺼ ﻴﺐ اﻟﺨﻴ ﺎل واﻟﻬ ﻮي ﻓ ﻲ ﻋﻤﻠﻴ ﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮهﺎ ،أو ﻣﺎ ﻧﺼﻴﺐ اﻟﺘﺤﺮﻳﻒ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﻣﻦ ﻗﺒﻞ آﺘﺒﺔ هﺬﻩ اﻟﻨﺼﻮص ،أو ﻣﺎ ﻧﺼﻴﺐ اﻟﺘﻌﺪﻳﻼ ﻏﻴﺮ اﻟﻮاﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ أدﺧﻠﺖ ﻋﻠﻲ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ( ). (٥٥ﺛﻢ ﻳﻌ ﻮد اﻟ ﺪآﺘﻮر ﺑﻮآ ﺎي إﻟ ﻲ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻋ ﻦ دراﺳ ﺘﻪ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴ ﺔ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻘ ﺮﺁن اﻟﻜ ﺮﻳﻢ ﻓﻴﻘ ﻮل ) :أﻣ ﺎ اﻟﺠ ﺰء اﻟﺜﺎﻟ ﺚ )ﻳﻘﺼﺪ:ﻣﻦ آﺘﺎﺑﻪ( ﻓﺴﻴﺠﺪ ﻓﻴ ﻪ اﻟﻘ ﺎرئ أﻣﺜﻠ ﺔ ﺗﻮﺿ ﻴﺤﻴﺔ ﻟﺘﻄﺒﻴ ﻖ اﻟﻌﻠ ﻢ ﻋﻠ ﻲ دراﺳ ﺔ أﺣ ﺪ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻤﻘﺪﺳﺔ و هﻮ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﺘﻮﻗﻊ اﻹﻧﺴﺎن .آﻤﺎ ﺳﻴﺠﺪ اﻟﻘﺎرئ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺑﻴﺎﻧﺎ ﻟﻤﺎ ﻗﺪ ﺟﺎء ﺑ ﻪ اﻟﻌﻠ ﻢ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ،اﻟ ﺬي ه ﻮ ﻓ ﻲ ﻣﺘﻨ ﺎول آ ﻞ ﻳ ﺪ ،ﻣ ﻦ أﺟ ﻞ ﻓﻬ ﻢ أآﻤ ﻞ ﻟ ﺒﻌﺾ اﻵﻳﺎت اﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﺣﺘﻲ اﻵن ﻣﺴﺘﻐﻠﻘﺔ أو ﻏﻴ ﺮ ﻣﻔﻬﻮﻣ ﺔ .وﻻ ﻋﺠ ﺐ ﻓ ﻲ ه ﺬا إذا )(٥٣ )(٥٤ )(٥٥
ﻋﺮﻓﻨﺎ أن اﻹﺳﻼم ﻗﺪ اﻋﺘﺒ ﺮ داﺋﻤ ﺎ أن اﻟ ﺪﻳﻦ واﻟﻌﻠ ﻢ ﺗﻮأﻣ ﺎن ﻣﺘﻼزﻣ ﺎن ( ). (٥٦و أﻧ ﺎ ،إذ أﺳﺘﺸﻬﺪ ﺑﺎﻟﺪآﺘﻮر ﺑﻮآﺎي ،ﻻ أﻋﻨﻲ أن أﺣﺪا ﻟﻢ ﻳﺴ ﺒﻘﻪ إﻟ ﻲ ﻣﺜ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﺪراﺳ ﺔ ،ﻓﺎﻟﻌﻠﻤ ﺎء اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻳﻔﻌﻠﻮن ذﻟﻚ ﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮات اﻟﺴﻨﻴﻦ وﻟﻜﻨﻲ ﻗﺼﺪت أن أﻗﻮل إن اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴ ﺔ ﻟﻠﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ ،وه ﻲ ﺟﺎﻧ ﺐ واﺣ ﺪ ﻓﻘ ﻂ ﻣ ﻦ اﻟﺠﻮاﻧ ﺐ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳ ﺪرس ﻣﻨﻬ ﺎ ه ﺬا اﻟﻜﺘ ﺎب اﻹﻟﻬ ﻲ ،ﻗ ﺪ أدت ﺑﻬ ﺬا اﻟﻌ ﺎﻟﻢ )وﻏﻴ ﺮﻩ آﻤ ﺎ ذآ ﺮت ﻓ ﻲ اﻟﻬ ﺎﻣﺶ اﻟﺴ ﺎﺑﻖ (إﻟ ﻲ اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ دﻳﻦ اﻹﺳﻼم .ه ﺬا ،وﻟﺴ ﺖ أﻧ ﻮي أن أﻧ ﺎﻗﺶ آ ﻞ اﻵﻳ ﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘ ﺔ ﺑ ﺎﻟﻌﻠﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻤﺠﻴﺪ ،ﻓﻤﺎ أآﺜﺮ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣ ﺖ ،آﻤ ﺎ ﻗﻠ ﺖ ﺁﻧﻔ ﺎ ،ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﻤﻬﻤ ﺔ ،و إن ﻏ ﺎﻟﻲ ﺑﻌﻀ ﻬﺎ ﻓ ﻲ اﻟ ﺮﺑﻂ ﺑ ﻴﻦ ﺣﻘ ﺎﺋﻖ اﻟﻌﻠ ﻢ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ و ﻧﻈﺮﻳﺎﺗ ﻪ وﺑ ﻴﻦ ﺑﻌ ﺾ اﻵﻳ ﺎت ،اﻟﺘ ﻲ ﻳﺼ ﻌﺐ ﻋﻠ ﻲ اﻟ ﺪارس اﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﻲ أن ﻳ ﺮي ﻓﻴﻬ ﺎ ﺷ ﻴﺌﺎ ﻗﺎﻃﻌ ﺎ أو ﻋﻠ ﻲ اﻷﻗ ﻞ واﺿ ﺤﺎ ن ﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻵﻳ ﺎت أﺷ ﻴﺎءا ﻻ وﺟ ﻮد ﻳﺮﺑﻄﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ و َدﻋْﻚ ﻣﻤﻦ ﻳ َﺮ ْو َ ﻟﻬ ﺎ وه ﻢ ﻳﺤﺴ ﺒﻮن أﻧﻬ ﻢ ﻳﺤﺴ ﻨﻮن ﺻ ﻨﻌﺎ ،وإﻧﻤ ﺎ ﺳ ﺄآﺘﻔﻲ ﺑﻤﺠ ﺮد ذآ ﺮ ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ اﻵﻳ ﺎت اﻟﻜﺮﻳﻤ ﺔ ،وراﺟ ﻊ ﺑﻨﻔﺴ ﻚ ﺗﻔﺴ ﻴﺮهﺎ ﻓ ﻲ ﺿ ﻮء ﺣﻘ ﺎﺋﻖ اﻟﻌﻠ ﻢ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ » :وﻳﺴ ﺄﻟﻮﻧﻚ ﻋ ﻦ اﻟﻤﺤﻴﺾ .ﻗﻞ :هﻮ أذي ،ﻓﺎﻋﺘﺰﻟﻮا اﻟﻨﺴﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﺤ ﻴﺾ ،وﻻ ﺗﻘﺮﺑ ﻮهﻦ ﺣﺘ ﻲ ﻳﻄﻬ ﺮن « )» ، (٥٧اﻟﺬي ﻳﺮﺳﻞ اﻟﺮﻳﺎح ﺑﺸﺮا ﺑﻴﻦ ﻳﺪي رﺣﻤﺘﻪ ،ﺣﺘﻲ إذا أﻗﻠﺖ ﺳﺤﺎﺑﺎ ﺛﻘﺎﻻ ﺳﻘﻨﺎﻩ ﻟﺒﻠﺪ ﻣﻴﺖ ﻓﺄﻧﺰﻟﻨﺎ ﺑﻪ اﻟﻤ ﺎء ﻓﺄﺧﺮﺟﻨ ﺎ ﺑ ﻪ ﻣ ﻦ آ ﻞ اﻟﺜﻤ ﺮات « ) »، (٥٨وﻳﻨ ﺰل ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻤﺎء ﻣ ﻦ ﺟﺒﺎل ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﺮد « )» ، (٥٩وإن ﻟﻜﻢ ﻓﻲ اﻷﻧﻌﺎم ﻟﻌﺒﺮة ﻧﺴﻘﻴﻜﻢ ﻣﻤﺎ ﻓﻲ ﺑﻄﻮﻧ ﻪ ﻣ ﻦ ﺑ ﻴﻦ ﻓﺮث ودم ﻟﺒﻨﺎ ﺧﺎﻟﺼﺎ ﺳﺎﺋﻐﺎ ﻟﻠﺸﺎرﺑﻴﻦ «)»، (٦٠وﻟﻘﺪ ﺧﻠﻘﻨﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﻣ ﻦ ﺳ ﻼﻟﺔ ﻣ ﻦ ﻃ ﻴﻦ *ﺛﻢ ﺟﻌﻠﻨﺎﻩ ﻧﻄﻔﺔ ﻓﻲ ﻗﺮار ﻣﻜﻴﻦ *ﺛﻢ ﺧﻠﻘﻨﺎ اﻟﻨﻄﻔﺔ ﻋﻠﻘ ﺔ .ﻓﺨﻠﻘﻨ ﺎ اﻟﻌﻠﻘ ﺔ ﻣﻀ ﻐﺔ .ﻓﺨﻠﻘﻨ ﺎ اﻟﻤﻀﻐﺔ ﻋﻈﺎﻣﺎ ،ﻓﻜﺴﻮﻧﺎ اﻟﻌﻈﺎم ﻟﺤﻤﺎ ،ﺛﻢ أﻧﺸﺄﻧﺎﻩ ﺧﻠﻘﺎ ﺁﺧﺮ ﻓﺘﺒ ﺎرك اﷲ أﺣﺴ ﻦ اﻟﺨ ﺎﻟﻘﻴﻦ « )»، (٦١وﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺎء آﻞ ﺷﺊ ﺣﻲ « )» ، (٦٢وﻳﺨﻠﻘﻜﻢ ﻓﻲ ﺑﻄﻮن أﻣﻬﺎﺗﻜﻢ ﺧﻠﻘﺎ ﻣﻦ ) (٥٦اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ . ١٤ /وﻗﺪ آﺎﻧﺖ هﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ إﺳﻼم اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ،آﻤﺎ آﺎﻧﺖ دراﺳﺔ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻟﻬﺎ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ إﻋﻼن ﻋﺎﻟﻤﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺷﻬﻴﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ وآﻨﺪا إﺳﻼﻣﻬﻤﺎ أﺛﻨﺎء اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ اﻷول ﻟﻺﻋﺠﺎز اﻟﻄﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن ﻣﻨﺬ أﻳﺎم )ﺷﻬﺮ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ، (١٩٨٥هﺬا اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ اﻟﺬي هﺎﺟﻤﻪ ﺑﻌﺾ اﻷﺳﺎﺗﺬة اﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ اﻟﺬي ﻳﻔﺨﺮون ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺗﺎﺑﻌﻮن ﻣﺨﻠﺼﻮن ﻟﻠﻔﻜﺮ اﻟﻐﺮﺑﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ .وﺑﻬﺬﻩ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ أذآﺮ أﻧﻲ آﻨﺖ أﺗﻨﺎﻗﺶ ﻣﻨﺬ ﻧﺤﻮ ﺳﻨﺔ ﻣﻊ زﻣﻴﻞ ﻟﻪ ﻧﻔﺲ إﺗﺠﺎﻩ هﺆﻻء اﻟﻤﻬﺎﺟﻤﻴﻦ ،وذآﺮت ﻓﻴﻤﺎ ذآﺮت إﺳﻼم اﻷﺳﺘﺎذ رﺟﺎء ﺟﺎرودي ،ﻓﻤﺎ آﺎن ﻣﻨﻪ إﻻ أن ﻋﺰا دﺧﻮﻟﻪ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم إﻟﻲ أﻧﻪ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ دور ﻳﺆدﻳﻪ أو ﻋﻦ ﺷﺊ ﻳﻠﻔﺖ إﻟﻴﻪ اﻷﻧﻈﺎر )ﻻ أدري ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻋﺒﺎراﺗﻪ ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺪور ﺣﻮل هﺬا اﻟﻤﻌﻨﻲ ( ،وآﺄن ﺟﺎرودي ،اﻟﺬي ﻣﻦ اﻟﻤﺆآﺪ أن هﺬا اﻷﺳﺘﺎذ آﺎن ﻳﻔﺨﺮ ﺑﺘﺮدﻳﺪ ﺁراءﻩ و أﻓﻜﺎرﻩ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻌﻠﻦ إﺳﻼﻣﻪ ،آﺎﻧﺖ ﺗﻨﻘﺼﻪ اﻟﺸﻬﺮة وهﻮ اﻟﺬي آﺎن ﻣﻞء اﻟﺴﻤﻊ و اﻟﺒﺼﺮ ،ﻻ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ وﻃﻨﻪ وﺣﺪهﺎ ،ﺑﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ .إﻧﻲ ﻣﺎزﻟﺖ أﺗﺬآﺮ دﻋﻮة »اﻷهﺮام« ﻟﻸﺳﺘﺎذ ﺟﺎرودي ﻓﻲ أﻋﻘﺎب اﻟﻬﺰﻳﻤﺔ اﻟﻨﺎﺻﺮﻳﺔ ﻓﻲ ١٩٦٧م ،و اﻟﻀﺠﺔ اﻟﺘﻲ أﺣﺪﺛﻬﺎ اﻟﻤﺜﻘﻔﻮن ذوو اﻟﻤﻴﻮل اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ أﻣﺜﺎل ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﺣﻮل اﻟﺰاﺋﺮ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ،ودﻋﻮة أﺣﺪهﻢ أﺛﻨﺎء إﺣﺪي ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻷﺳﺘﺎذ ﺟﺎرودي إﻟﻲ ﻋﻘﺪ )زواج ﺳﻌﻴﺪ( ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺎرآﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ آﺎن هﺬا اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮ أﺣﺪ آﻬﻨﺘﻬﺎ اﻟﻜﺒﺎر ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ،وﺑﻴﻦ اﻹﺳﻼم .إن هﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﺬي اﺗﺨﺬﻩ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﻣﻦ اﻷﺳﺘﺎذ ﺟﺎرودي ﺑﻌﺪ إﻋﻼﻧﻪ إﺳﻼﻣﻪ ﻟﻴﺬآﺮﻧﻲ ﺑﻤﻮﻗﻒ ﻳﻬﻮد اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺳﻼم ،وآﺎن أﺣﺪ أﺣﺒﺎرهﻢ اﻟﻜﺒﺎر اﻟﻤﺤﺘﺮﻣﻴﻦ ،ﻓﻘﺪ أﺛﻨﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻴﺮ اﻟﺜﻨﺎء ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻟﻬﻢ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﺈﻳﻌﺎز ﻣﻨﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻇﻬﺮ ﻟﻬﻢ اﺑﻦ ﺳﻼم ،وآﺎن ﻣﺨﺘﻔﻴﺎ ﻓﻲ اﺛﻨﺎء ذﻟﻚ ،وﻧﻄﻖ أﻣﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎدﺗﻴﻦ اﻧﻘﻠﺒﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺴﺒﻮﻧﻪ ﺳﺒﺎ ﻣﻮﺟﻌﺎ .وﻏﻨﻲ ﻋﻦ اﻟﻘﻮل أﻧﻲ ﻻ أزآﻲ ﻋﻠﻲ اﷲ أﺣﺪا ،وﻟﻜﻨﻲ ﻓﻘﻂ أردت اﺳﺘﺨﻼص اﻟﻌﺒﺮة . ) (٥٧اﻟﺒﻘﺮة . ٢٢٢ / ) (٥٨اﻷﻋﺮاف . ٥٧ / ) (٥٩اﻟﻨﻮر . ٤٤ / ) (٦٠اﻟﻨﺤﻞ . ٦٦ / ) (٦١اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن . ١٤ – ١٣ / ) (٦٢اﻷﻧﺒﻴﺎء . ٣٠ /
ﺑﻌﺪ ﺧﻠﻖ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺎت ﺛﻼث «)» ، (٦٣واﻟﺸ ﻤﺲ ﺗﺠ ﺮي ﻟﻤﺴ ﺘﻘﺮ ﻟﻬ ﺎ .ذﻟ ﻚ ﺗﻘ ﺪﻳﺮ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ اﻟﻌﻠ ﻴﻢ *واﻟﻘﻤ ﺮ ﻗ ﺪرﻧﺎﻩ ﻣﻨ ﺎزل ﺣﺘ ﻲ ﻋ ﺎد آ ﺎﻟﻌﺮﺟﻮن اﻟﻘ ﺪﻳﻢ *ﻻ اﻟﺸ ﻤﺲ ﻳﻨﺒﻐ ﻲ ﻟﻬ ﺎ أن ﺗﺪرك اﻟﻘﻤﺮ وﻻ اﻟﻠﻴﻞ ﺳ ﺎﺑﻖ اﻟﻨﻬ ﺎر .وآ ﻞ ﻓ ﻲ ﻓﻠ ﻚ ﻳﺴ ﺒﺤﻮن « ) » (٦٤ﻓﻠﻴﻨﻈ ﺮ اﻹﻧﺴ ﺎن ﻣﻤﺎ ﺧﻠﻖ * ﺧﻠﻖ ﻣﻦ ﻣﺎء داﻓﻖ *ﻳﺨﺮج ﻣ ﻦ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺼ ﻠﺐ واﻟﺘﺮاﺋ ﺐ « ). (٦٥وﻟﻨﻌ ﺪ ﻣ ﺮة ﺛﺎﻧﻴﺔ إﻟﻲ اﻟﺪآﺘﻮر ﺑﻮآ ﺎي ،اﻟ ﺬي ﻳﻘ ﻮل»:وﻣ ﻦ اﻟﺜﺎﺑ ﺖ ﻓﻌ ﻼ أﻧ ﻪ ﻓ ﻲ ﻓﺘ ﺮة ﺗﻨﺰﻳ ﻞ اﻟﻘ ﺮﺁن ...آﺎﻧﺖ اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ رآﻮد ﻣﻨ ﺬ ﻋ ﺪة ﻗ ﺮون ،آﻤ ﺎ أن ﻋﺼ ﺮ اﻟﺤﻀ ﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻨﺸﻂ ﻣﻊ اﻻزدهﺎر اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﺬي واآﺒﻬﺎ آﺎن ﻻﺣﻘﺎ ﻟﻨﻬﺎﻳ ﺔ ﺗﻨﺰﻳ ﻞ اﻟﻘ ﺮﺁن .إن اﻟﺠﻬﻞ وﺣﺪﻩ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻤﻌﻄﻴﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ هﻮ اﻟﺬي ﻳﺴ ﻤﺢ ﺑﺘﻘ ﺪﻳﻢ اﻻﻗﺘ ﺮاح اﻟﻐﺮﻳ ﺐ اﻟﺬي ﺳﻤﻌﺖ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺼﻮﻏﻮﻧﻪ أﺣﻴﺎﻧﺎ واﻟﺬي ﻳﻘﻮل إﻧﻪ إذا آﺎن اﻟﻘﺮﺁن ﻓﻴﻪ دﻋﺎوي ذات ﺻﻔﺔ ﻋﻠﻤﻴ ﺔ ﻣﺜﻴ ﺮة ﻟﻠﺪهﺸ ﺔ ﻓﺴ ﺒﺐ ذﻟ ﻚ ه ﻮ ﺗﻘ ﺪم اﻟﻌﻠﻤ ﺎء اﻟﻌ ﺮب ﻋﻠ ﻲ ﻋﺼ ﺮهﻢ ،وإن ﻣﺤﻤﺪا ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﻗ ﺪ اﺳ ﺘﻠﻬﻢ دراﺳ ﺎﺗﻬﻢ .إن ﻣ ﻦ ﻳﻌ ﺮف ،وﻟ ﻮ ﻳﺴ ﻴﺮا ،ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﺳﻼم ﻳﻌﺮف أﻳﻀﺎ أن ﻋﺼ ﺮ اﻻزده ﺎر اﻟﺜﻘ ﺎﻓﻲ و اﻟﻌﻠﻤ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑ ﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺮون اﻟﻮﺳﻄﻲ ﻻﺣﻘﺎ ﻟﻤﺤﻤﺪ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ وﻟ ﻦ ﻳﺴ ﻤﺢ ﻟﻨﻔﺴ ﻪ ﺑﺈﻗﺎﻣ ﺔ ﻣﺜ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟ ﺪﻋﺎوي اﻟﻮهﻤﻴ ﺔ .ﻓ ﻼ ﻣﺤ ﻞ ﻷﻓﻜ ﺎر ﻣ ﻦ ه ﺬا اﻟﻨ ﻮع ،وﺧﺎﺻ ﺔ أن ﻣﻌﻈ ﻢ اﻷﻣ ﻮر اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﻤ ﻮﺣﻲ ﺑﻬ ﺎ أو اﻟﻤﺼ ﻮﻏﺔ ﺑﺸ ﻜﻞ ﺑ ﻴﻦ ﺗﻤﺎﻣ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻟ ﻢ ﺗﺘﻠ ﻖ اﻟﺘﺄﻳﻴ ﺪ إﻻ ﻓ ﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ .ﻣﻦ هﻨﺎ ﻧﺪرك آﻴ ﻒ أن ﻣﻔﺴ ﺮي اﻟﻘ ﺮﺁن )ﺑﻤ ﺎ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ﻣﻔﺴ ﺮو ﻋﺼ ﺮ اﻟﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻌﻈﻴﻢ (ﻗ ﺪ أﺧﻄ ﺄوا ﺣﺘﻤ ﺎ وﻃﻴﻠ ﺔ ﻗ ﺮون ﻓ ﻲ ﺗﻔﺴ ﻴﺮ ﺑﻌ ﺾ اﻵﻳ ﺎت اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﻢ أن ﻳﻔﻄﻨﻮا إﻟﻲ ﻣﻌﻨﺎه ﺎ اﻟ ﺪﻗﻴﻖ ( ). (٦٦وهﻨ ﺎ ﻧﺼ ﻞ إﻟ ﻲ اﻻﻳ ﺎت اﻟﺘﻲ ذآﺮت ﺁﻧﻔﺎ أﻧﻨﻲ أﺣﺐ أن أﺳﺘﺄﻧﻲ ﻋﻨ ﺪهﺎ ﻗﻠ ﻴﻼ ،ﻓﻘ ﺪ وﺟ ﺪت ﻓ ﻲ اﻟﺘﻔﺎﺳ ﻴﺮ اﻟﻘ ﺪﻳﻢ ﻣ ﺎ ﻳﺆآﺪ هﺬا اﻟﺬي ﻳﻘﻮل اﻟﺪآﺘﻮر ﺑﻮآﺎي :ﻓﻔﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ »:وأوﺣﻲ رﺑﻚ إﻟﻲ اﻟﻨﺤﻞ أن اﺗﺨ ﺬي ﻣ ﻦ اﻟﺠﺒ ﺎل ﺑﻴﻮﺗ ﺎ وﻣ ﻦ اﻟﺸ ﺠﺮ وﻣﻤ ﺎ ﻳﻌﺮﺷ ﻮن *ﺛ ﻢ آﻠ ﻲ ﻣ ﻦ آ ﻞ اﻟﺜﻤ ﺮات ﻓﺎﺳﻠﻜﻲ ﺳﺒﻞ رﺑﻚ ذﻟﻼ ﻳﺨ ﺮج ﻣ ﻦ ﺑﻄﻮﻧﻬ ﺎ ﺷ ﺮاب ﻣﺨﺘﻠ ﻒ أﻟﻮاﻧ ﻪ ،ﻓﻴ ﻪ ﺷ ﻔﺎء ﻟﻠﻨ ﺎس « ) (٦٧ﻳﻘ ﻮل اﻟﺸ ﺮﻳﻒ اﻟﺮﺿ ﻲ »:واﻟﻌﺴ ﻞ ﻋﻨ ﺪ اﻟﻤﺤﻘﻘ ﻴﻦ ﻏﻴ ﺮ ﺧ ﺎرج ﻣ ﻦ ﺑﻄ ﻮن اﻟﻨﺤ ﻞ ،وإﻧﻤﺎ ﺗﻨﻘﻠﻪ ﺑﺄﻓﻮاهﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻗﻄﻪ وﻣﻮاﻗﻌﻪ ﻣﻦ أوراق اﻷﺷﺠﺎر وأﺿﻐﺎث اﻟﻨﺒ ﺎت ،ﻷﻧ ﻪ ﻳﺴﻘﻂ آﺴﻘﻮط اﻟﻨﺪي ﻓﻲ أﻣﺎآﻦ ﻣﺨﺼﻮﺻﺔ و ﻋﻠﻲ أوﺻﺎف ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ .واﻟﻨﺤ ﻞ ﺗﺘﺒ ﻊ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻤﺴﺎﻗﻂ وﺗﻌﺎهﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻮاﻗﻊ ﻓﺘﻨﻘﻞ اﻟﻌﺴﻞ ﺑﺄﻓﻮاهﻬﺎ إﻟ ﻲ آﻮراﺗﻬ ﺎ واﻟﻤﻮاﺿ ﻊ اﻟﻤﻌ ﺪة ﻟ ﻪ ،ﻓﻘﺎل ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ »:ﻳﺨ ﺮج ﻣ ﻦ ﺑﻄﻮﻧﻬ ﺎ «.واﻟﻤ ﺮاد »ﻣ ﻦ ﺟﻬ ﺔ ﺑﻄﻮﻧﻬ ﺎ «،وﺟﻬ ﺔ ﺑﻄﻮﻧﻬ ﺎ أﻓﻮاهﻬ ﺎ .وه ﺬا ﻣ ﻦ ﻏﻤ ﻮض ه ﺬا اﻟﺒﻴ ﺎن وﺷ ﺮاﺋﻒ ه ﺬا اﻟﻜ ﻼم « ). (٦٨ﻓ ﺎﻧﻈﺮ آﻴ ﻒ أن اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻤﺤﻘﻘﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ اﻟﺸﺮﻳﻒ اﻟﺮﺿﻲ )اﻟﻘ ﺮن اﻟﺨ ﺎﻣﺲ اﻟﻬﺠ ﺮي( ﻳﻘ ﺮرون أن اﻟﻌﺴﻞ ﻻ ﻳﺨﺮج ﻣﻦ ﺑﻄﻮن اﻟﻨﺤﻞ وﻣﻦ ﺛ ّﻢ ﻋ ﱠﺪ ه ﻮ ﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ » :ﻳﺨ ﺮج ﻣ ﻦ ﺑﻄﻮﻧﻬ ﺎ ﺷ ﺮاب «.....ﻣﺠ ﺎزا ﻣ ﻦ ﻣﺠ ﺎزات اﻟﻘ ﺮﺁن ،اﻟﺘ ﻲ أدار ﻋﻠﻴﻬ ﺎ آﺘﺎﺑ ﻪ اﻟ ﺬي اﻗﺘﺒﺴ ﻨﺎ ﻣﻨ ﻪ
) (٦٣اﻟﺰﻣﺮ . ٦ / ) (٦٤ﻳﺲ . ٤٠ – ٣٨ / ) (٦٥اﻟﻄﺎرق . ٧ – ٥ / ) (٦٦ﻣﻮرﻳﺲ ﺑﻮآﺎي . ١٤٦ – ١٤٥ / ) (٦٧اﻟﻨﺤﻞ . ٦٩ – ٦٨ / ) (٦٨ﺗﻠﺨﻴﺺ اﻟﺒﻴﺎن ﻓﻲ ﻣﺠﺎزات اﻟﻘﺮﺁن . ١٩٣ /
اﻟ ﻨﺺ اﻟﺴ ﺎﺑﻖ .واﻟﺼ ﻮاب ه ﻮ ﻣ ﺎ ﻗﺎﻟ ﻪ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻣ ﻦ أن اﻟﻌﺴ ﻞ ﻳﺨ ﺮج ﻓﻌ ﻼ ﻣ ﻦ ﺑﻄ ﻮن اﻟﻨﺤﻞ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤﻊ اﻟﺮﺣﻴﻖ و ﻳﺘﺤﻮل ﻓﻲ ﻣﻌﺪﺗﻬﺎ إﻟﻲ ﻋﺴﻞ ﺗﻘﻮم ﺑﺈﻓﺮازﻩ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ). (٦٩ وﻓ ﻲ ﺧﻄ ﺄ ﻣﺸ ﺎﺑﻪ ﻳﻘ ﻊ اﻹﻣ ﺎم اﻟﺒ ﺎﻗﻼﻧﻲ ،إذ ﻳﻌ ﱡﺪ ﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ »:واﷲ ﺧﻠ ﻖ آ ﻞ داﺑ ﺔ ﻣ ﻦ ﻣﺎء« ) (٧٠ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ،ﻓﻘﺪ ﻇﻦ أن اﻟﻘ ﺮﺁن ﺣﻴﻨﻤ ﺎ ﻗ ﺎل إن آ ﻞ اﻟ ﺪواب ﻣﺨﻠﻮﻗﺔ ﻣﻦ ﻣﺎء ﻟﻢ ﻳﻘﺼﺪ أﻧﻬﺎ آﻠﻬﺎ آﺬﻟﻚ ﺑﻞ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻘﻂ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻋﻤﻢ اﻟﻘﻮل .ﻓﻤﺎذا ﻳﻘﻮل ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ ،اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮا هﺬﻩ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺑﺤﺜﺎ ؟ ﻳﻘﻮﻟﻮن إن )اﻟﺜﺎﺑﺖ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳ ﺪ أن أﺻﻞ اﻟﺤﻴﺎة ﻣ ﺎﺋﻲ ،و أن اﻟﻤ ﺎء ه ﻮ اﻟﻌﻨﺼ ﺮ اﻷول اﻟﻤﻜ ﻮن ﻟﻜ ﻞ ﺧﻠﻴ ﺔ ﺣﻴ ﺔ ،ﻓ ﻼ ﺣﻴ ﺎة ﻣﻤﻜﻨﺔ ﺑﻼ ﻣﺎء .وإذا ﻣﺎ ﻧﻮﻗﺸﺖ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺤﻴﺎة ﻋﻠﻲ آﻮآﺐ ﻣﺎ ﻓﺈن أول ﺳﺆال ﻳﻄﺮح هﻮ :أﻳﺤﺘ ﻮي ه ﺬا اﻟﻜﻮآ ﺐ ﻋﻠ ﻲ آﻤﻴ ﺔ آﺎﻓﻴ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺎء ﻟﻠﺤﻴ ﺎة ﻋﻠﻴ ﻪ ؟( ). (٧١واﻟﻄﺮﻳ ﻒ أن اﻟﺒﺎﻗﻼﻧﻲ ﻗﺪ ﻗﺎل ذﻟﻚ دﻓﺎﻋﺎ ﻋﻤﺎ ﻇﻨﻪ اﻟﻤﻠﺤﺪون ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻩ ﻣﻄﻌﻨ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮﺁن اﻟﻜ ﺮﻳﻢ ، ﻞ دا ﱠﺑ ﺔ ﻣ ﻦ ﻣ ﺎء « .ﻗ ﺎل اﻟﻤﻠﺤ ﺪون وهﺬا ﻧﺺ آﻼﻣ ﻪ »:ﻗﻮﻟ ﻪ ﻋ ﺰ وﺟ ﻞ »:واﷲ ﺧﻠ ﻖ آ ﱠ :وﻓﻲ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ إﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ وﺟﻮﻩ :أﺣﺪهﺎ أﻧﻪ ﺧﻠﻖ آﻞ داﺑﺔ ﻣ ﻦ ﻣ ﺎء ،وﻟ ﻴﺲ اﻷﻣ ﺮ آ ﺬﻟﻚ ﻞ« ﻻ ﻳﻘﺘﻀ ﻲ ﺨﻠَﻖ ﻣﻦ ﺑﻴﺾ وﺗﺮاب و ﻧﻄﻔ ﺔ ...واﻟﺠ ﻮاب أن ﻗﻮﻟ ﻪ »:آ ّ ،ﻷن ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ُﻳ ْ اﺳ ﺘﻐﺮاق اﻟﺠ ﻨﺲ ﺑ ﻞ ه ﻮ ﺻ ﺎﻟﺢ ﻟﻠﺘﻌﻤ ﻴﻢ و اﻟﺘﺨﺼ ﻴﺺ .وﻟ ﻮ ﺛﺒ ﺖ اﻟﻌﻤ ﻮم ﻟﺠ ﺎز ﺗﺨﺼﻴﺼﻪ،إذ ﻋﻠﻤﻨﺎ أن ﻣﻦ اﻟﺪواب ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺨﻠﻖ ﻣ ﻦ ﻣ ﺎء .ﻋﻠ ﻲ أن ﻣ ﻦ اﻟﻨ ﺎس ﻣ ﻦ ﻳﻘ ﻮل :أﺻﻞ اﻷﺷﻴﺎء آﻠﻬﺎ أرﺑﻌﺔ :اﻟﻤﺎء واﻟﻬﻮاء واﻟﻨﺎر و اﻷرض ،وآﻞ داﺑﺔ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺑﻠﱠﺔ و رﻃﻮﺑ ﺔ« ) . (٧٢و اﻵﻳﺘ ﺎن اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺘﺎن وﺗﻌﻠﻴ ﻖ اﻟﺸ ﺮﻳﻒ اﻟﺮﺿ ﻲ و اﻹﻣ ﺎم اﻟﺒ ﺎﻗﻼﻧﻲ ن ه ﺬﻳﻦ اﻟﻌ ﺎﻟﻤﻴﻦ ﻗ ﺪ أﺗﻴ ﺎ ﺑﻌ ﺪ ﺳ ﻴﺪﻧﺎ ﻋﻠﻴﻬﻤ ﺎ ﻻ ﺗﺤﺘ ﺎج إﻟ ﻲ ﺗﻌﻘﻴ ﺐ ،اﻟﻠﻬ ﻢ إﻻ اﻟﻘ ﻮل ﺑ ﺄ ّ ﻣﺤﻤ ﺪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة و اﻟﺴ ﻼم ﺑﻌ ﺪة ﻗ ﺮون أﺣ ﺮز اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن أﺛﻨﺎءه ﺎ ﺗﻘ ﺪﻣﺎ ه ﺎﺋﻼ ﺟ ﺪا ﺑﺎﻟﻘﻴﺎس إﻟﻲ ﻣﻌﺎرف اﻟﻌﺮب واﻟﻌﺎﻟﻢ آﻠ ﻪ ﻓ ﻲ ﻋﺼ ﺮ اﻟﺮﺳ ﻮل ،وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻓ ﺎﻟﻘﺮﺁن ﻋﻠ ﻲ ﺻﻮاب و هﺬان اﻟﻌﺎﻟﻤﺎن اﻟﺬان ﻳﻌﻜﺴﺎن ﻣﻌﺎرف ﻋﺼﺮﻳﻬﻤﺎ هﻤ ﺎ اﻟﻤﺨﻄﺌ ﺎن .وﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻧﻠﺤﻖ ﺑﻬﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘﻴﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ »:ﻓﻤﻦ ﻳﺮد اﷲ أن ﻳﻬﺪﻳﻪ ﻳﺸﺮح ﺻﺪرﻩ ﻟﻺﺳﻼم ،وﻣ ﻦ ﺼ ﻌﺪ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻤﺎء « )، (٧٣ﻓﻘ ﺪ ﻓﺴ ﺮ ﻳ ﺮد أن ﻳﻀ ﻠﻪ ﻳﺠﻌ ﻞ ﺻ ﺪرﻩ ﺿ ﻴﻘﺎ ﺣﺮﺟ ﺎ آﺄﻧﻤ ﺎ ﻳ ّ اﻟﺒﻴﻀ ﺎوي ،وه ﻮ ﻣﻔﺴ ﺮ ﻣﺘ ﺄﺧﺮ ﻧﺴ ﺒﻴﺎ )إذ ﻋ ﺎش ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮن اﻟﺜ ﺎﻣﻦ اﻟﻬﺠ ﺮي( ،ﻋﺒ ﺎرة ﺼﻌَﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء« ﻋﻠﻲ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ »:ﺷﺒﻬﻪ )أي ﺷ ﺒﻪ اﷲ ﻣ ﻦ ﻳﺮﻳ ﺪ أن ﻳﻀ ﻠﻪ »آﺄﻧﻤﺎ ﻳ ﱠ ( ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺿﻴﻖ ﺻﺪرﻩ ﺑﻤﻦ ﻳﺰاول ﻣ ﺎ ﻻ ﻳﻘ ﺪر ﻋﻠﻴ ﻪ ،ﻓ ﺈن ﺻ ﻌﻮد اﻟﺴ ﻤﺎء ﻣﺜ ﻞ ﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﺒﻌﺪ ﻋ ﻦ اﻻﺳ ﺘﻄﺎﻋﺔ .وﻧﺒ ﻪ ﺑ ﻪ ﻋﻠ ﻲ أن اﻹﻳﻤ ﺎن ﻳﻤﺘﻨ ﻊ ﻣﻨ ﻪ آﻤ ﺎ ﻳﻤﺘﻨ ﻊ اﻟﺼ ﻌﻮد .وﻗﻴ ﻞ ﻣﻌﻨﺎﻩ آﺄﻧﻤﺎ ﻳﺘﺼﺎﻋﺪ إﻟﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻧﺒﻮّا ﻋﻦ اﻟﺤﻖ و ﺗﺒﺎﻋﺪا ﻓﻲ اﻟﻬ ﺮب ﻣﻨ ﻪ « .أﻣ ﺎ ﺗﻔﺴ ﻴﺮ اﻵﻳﺔ ﻓﻲ ﺿ ﻮء ﻣﻜﺘﺸ ﻔﺎت اﻟﻌﻠ ﻢ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒ ﻲ ﻓﻬ ﻮ أن اﻟ ﺬي ﻳﻀ ﻠﻪ اﷲ ﻳﺸ ﻌﺮ ﺑ ﻨﻔﺲ ﺿ ﻴﻖ اﻟﺼ ﺪر اﻟ ﺬي ﻳﺤﺴ ﻪ اﻟﺼ ﺎﻋﺪ ﻓ ﻲ ﻃﺒﻘ ﺎت اﻟﺠ ﻮ اﻟﻌﻠﻴ ﺎ ﺣﻴ ﺚ اﻟﻬ ﻮاء ﻣﺨﻠﺨ ﻞ ﻓ ﻼ ﺗﺠ ﺪ اﻟﺮﺋﺘﺎن آﻔﺎﻳﺘﻬﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻬﻮاء واﻷوآﺴﻮﺟﻴﻦ ) . (٧٤وأﻧ ﺎ ،وإن ﻟ ﻢ أآ ﻦ ﻣﺘﺨﺼﺼ ﺎ ﻓ ﻲ أي ) (٦٩اﻧﻈﺮ ﻣﺎدة »ﻋﺴﻞ اﻟﻨﺤﻞ « ﻓﻲ »اﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ « .أﻣﺎ اﻟﺒﻴﻀﺎوي ،وهﻮ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻋﻦ اﻟﺸﺮﻳﻒ اﻟﺮﺿﻲ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﻗﺮون ،ﻓﻬﻮ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﺎﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻠﻌﺒﺎرة ،ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺬآﺮ أﻳﻀﺎ اﻟﺮأي اﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﻌﻘﻴﺐ . ) (٧٠اﻟﻨﻮر . ٤٥ / ) (٧١ﻣﻮرﻳﺲ ﺑﻮآﺎي . ٢١٢ /واﻧﻈﺮ آﺬﻟﻚ ﺗﻔﺴﻴﺮ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻓﻲ »اﻟﻤﻨﺘﺨﺐ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ« واﻟﺘﻌﻠﻴﻖ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ أﺳﻔﻞ اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ هﺬا اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ . )» (٧٢ﻧﻜﺖ اﻻﻧﺘﺼﺎر ﻟﻨﻘﻞ اﻟﻘﺮﺁن« ﻟﻠﺒﺎﻗﻼﻧﻲ . ٢٠٢ / ) (٧٣اﻷﻧﻌﺎم . ١٢٥ / ) (٧٤اﻧﻈﺮ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻧﺒﻲ . ٢٨٧/
ﻓﺮع ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻲ ّ أن أواﻓﻖ اﻟﺪآﺘﻮر ﻣﻮرﻳﺲ ﺑﻮآﺎي اﻟ ﺬي ﻳﺆآ ﺪ أن هﺬﻩ اﻵﻳ ﺔ ﺗﻌﺒ ﺮ ﻋ ﻦ ﻓﻜ ﺮة ﻋﺎدﻳ ﺔ ﺗﻤﺎﻣ ﺎ واﻟ ﺬي ﻳﺨ ﺎﻟﻒ ﻣ ﻦ ﻳﻘﻮﻟ ﻮن أن ﻓﻜ ﺮة ﺿ ﻴﻖ اﻟﺘ ﻨﻔﺲ آﺎﻧ ﺖ ﻣﻮﺟ ﻮدة ﻋﻨ ﺪ اﻟﻌ ﺮب ﻓ ﻲ ﻋﺼ ﺮ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ،ﻷن وﺟ ﻮد ﻣﺮﺗﻔﻌﺎت ﻋﺎﻟﻴ ﺔ ﺗﺮﺑ ﻮ ﻋﻠ ﻲ ٣٥٠٠ﻣﺘ ﺮ ﻓ ﻲ ﺷﻀ ﺒﻪ اﻟﺠﺰﻳ ﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ ﻳﺠﻌ ﻞ ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ،ﻓﻲ رأﻳﻪ ،اﻟﻘﻮل ﺑﺠﻬﻞ ﺻﻌﻮﺑﺔ اﻟﺘﻨﻔﺲ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋ ﻦ اﻻرﺗﻔ ﺎع ) . (٧٥وﺗ ﻨﻬﺾ ﻣﺨ ﺎﻟﻔﺘﻲ ﻟﻠ ﺪآﺘﻮر ﺑﻮآ ﺎي ﻋﻠ ﻲ أﺳ ﺎس أن اﻵﻳ ﺔ ﺗﺘﺤ ﺪث ﻋ ﻦ »اﻟﺘﺼ ﻌﺪ« ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻤﺎء ، وهﻮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺘ ﺎح ﻷي إﻧﺴ ﺎن ﻓ ﻲ ﻋﺼ ﺮ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم )ﺑﻐ ﺾ اﻟﻨﻈ ﺮ ﻋ ﻦ ﺣﺎدث اﻟﻤﻌﺮاج (وﻻ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪﻩ ﺑﺒﻀﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻗﺮﻧﺎ ،ﻻ »اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ ﻓ ﻲ اﻟﺠﺒ ﺎل« آﻤ ﺎ ﻳﻔﻴ ﺪ آﻼﻣﻪ .آﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم آﻤﺎ ﻧﻌﺮف ﻣﻦ ﺳﻴﺮﺗﻪ اﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ،ﻟﻢ ﻳﺼ ﻌﺪ ﻏﻴ ﺮ ﺟﺒﻠﻲ ﺣﺮاء وﺛﻮر :أوﻟﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة اﻟﺘﺤﻨﺚ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻲ اﻟﺒﻌﺜﺔ ،و اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ هﻮ و أﺑﻲ ﺑﻜﺮ إﻟﻲ ﻳﺜﺮب .وﻟﻢ ﺗﺮد ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮة أﻳﺔ إﺷ ﺎرة ،وﻟ ﻮ ﻣ ﻦ ﺑﻌﻴ ﺪ ،إﻟ ﻲ أي أﺛ ﺮ ﻟﻬ ﺬا اﻟﺼﻌﻮد ﻋﻠﻲ ﺟﻬﺎزﻩ اﻟﺘﻨﻔﺴﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم .وﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ أن اﻟﺮﺳﻮل ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺳ ﻠﻢ ﻗﺪ زار ﺻﻨﻌﺎء ،اﻟﺘﻲ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺪآﺘﻮر ﺑﻮآ ﺎي ). (٧٦ﺑ ﻞ إﻧ ﻲ أﺳ ﺘﺒﻌﺪ أن ﻳﻜ ﻮن ﺳ ﻜﺎن ﻣﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﺪن اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻌﺼﺮ ،ﺣﺘﻲ ﻟﻮ آﺎﻧﻮا أﺣﺴﻮا ﺑﺸﺊ ﻣﻦ هﺬا ،ﻗ ﺪ ﺗﻨﺒﻬ ﻮا إﻟﻲ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﺬﻟﻚ .وأﺣﺐ أن أآﺮر اﻟﻘﻮل آ ﻲ ﻻ ﻧﻨﺴ ﻲ إن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻳﺘﺤ ﺪث ﻋ ﻦ »اﻟﺘﺼﻌﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء« ﻻ »اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ ﻓﻲ اﻟﺠﺒﺎل« .ﺛ ﻢ ه ﺎهﻲ ذي آﺘ ﺐ اﻟﺘﻔﺴ ﻴﺮ اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ ﺗﻘﻮل إن اﻟﻤﻘﺼﻮد أن اﻟﻜﺎﻓﺮ اﻟﺬي أﻏﻠ ﻖ ﻗﺒ ﻪ ﻳﺴ ﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻹﻳﻤ ﺎن آﻤ ﺎ ﻳﺴ ﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠ ﻲ أي ﺑﺸﺮ أن ﻳﺼﻌﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ،وهﻮ ﻣﺎ ﻳ ﺪل دﻻﻟ ﺔ ﻗﺎﻃﻌ ﺔ ﻋﻠ ﻲ أن ﻓﻜ ﺮة ﺿ ﻴﻖ اﻟﺘ ﻨﻔﺲ اﻟﻤﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ ﻟﺪي هﺆﻻء اﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ آﺎﻧﻮا ﺑﻼ ﺷﻚ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓ ﻲ ﻇ ﻞ ﺣﻀ ﺎرة ﻣﺘﻘﺪﻣ ﺔ أﻋﻈ ﻢ اﻟﺘﻘ ﺪم ﺑﺎﻟﻘﻴ ﺎس إﻟ ﻲ اﻟﺤﻴ ﺎة اﻟﺒﺪاﺋﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ آ ﺎن ﻳﺤﻴﺎه ﺎ ﻋ ﺮب اﻟﺠﺎهﻠﻴﺔ و ﻋﺼﺮ اﻟﻤﺒﻌﺚ . وﺛﻤﺔ ﺁﻳﺔ أﺧﺮي أراﻧﻲ ،رﻏﻢ ﻋﺪم ﺗﺨﺼﺼ ﻲ آﻤ ﺎ ﺳ ﻠﻒ ﻓ ﻲ أي ﻣ ﻦ اﻟﻌﻠ ﻮم اﻟﻄﺒﻴﻌﻴ ﺔ ، ﻣﻀ ﻄﺮا إﻟ ﻲ أن أﺧ ﺎﻟﻒ ﻓ ﻲ ﺗﻔﺴ ﻴﺮهﺎ اﻟ ﺪآﺘﻮر ﺑﻮآ ﺎي ،اﻟ ﺬي ﻳﻜ ﺮر آ ﻼم اﻟﻤﻔﺴ ﺮﻳﻦ اﻟﻘ ﺪاﻣﻲ ﺑﺸ ﺄﻧﻬﺎ ،و ه ﻲ ﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ »:وه ﻮ اﻟ ﺬي ﻣ ﺮج اﻟﺒﺤ ﺮﻳﻦ :ه ﺬا ﻋ ﺬب ﻓ ﺮت ، وهﺬا ﻣﻠﺢ أﺟﺎج ،وﺟﻌﻞ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺑﺮزﺧﺎ وﺣﺠﺮا ﻣﺤﺠ ﻮرا « ) . (٧٧وه ﺬا ﻧ ﺺ آﻼﻣ ﻪ »: ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻈ ﺎهﺮة اﻟﺘ ﻲ آﺜﻴ ﺮا ﻣ ﺎ ﺗﺸ ﺎهﺪ ﻋﻨ ﺪ ﻋ ﺪم اﻻﺧ ﺘﻼط اﻟﻔ ﻮري ﻟﻤﻴ ﺎﻩ اﻟﺒﺤ ﺮ اﻟﻤﺎﻟﺤ ﺔ ﺑﺎﻟﻤﻴ ﺎﻩ اﻟﻌﺬﺑ ﺔ ﻟﻸﻧﻬ ﺮ اﻟﻜﺒﻴ ﺮة .وﻳ ﺮي اﻟ ﺒﻌﺾ أن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻳﺸ ﻴﺮ إﻟﻴﻬ ﺎ ﻟﻌﻼﻗﺘﻬ ﺎ ﺑﻤﺼﺒﻲ ﻧﻬﺮ دﺟﻠ ﺔ و اﻟﻔ ﺮات ،اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺸ ﻜﻼن ﺑﺎﻟﺘﻘﺎﺋﻬﻤ ﺎ ﺑﺤ ﺮا ،إذا ﺟ ﺎز اﻟﻘ ﻮل ،ﻃﻮﻟ ﻪ أآﺜﺮ ﻣﻦ ١٥٠آﻢ ،هﻮ ﺷﻂ اﻟﻌﺮب .وﻓﻲ اﻟﺨﻠﻴﺞ ﻳﻨ ﺘﺞ ﺗ ﺄﺛﺮ اﻟﻤ ﺪ ﻇ ﺎهﺮة ﻃﺒﻴﻌﻴ ﺔ ه ﻲ اﻧﺤﺴﺎر اﻟﻤﺎء اﻟﻌﺬب إﻟﻲ داﺧ ﻞ اﻷراﺿ ﻲ ،وذﻟ ﻚ ﻳﻀ ﻤﻦ ر َﻳ ﺎ ﻃﻴﺒ ﺎ « ) . (٧٨و اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ﻲ أن أواﻓ ﻖ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ اﻟﻔﺮﻧﺴ ﻲ أن هﺬا اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﻨﻊ :ﻓﻤﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠ ﱠ و ﻣﻔﺴﺮﻳﻨﺎ اﻟﻘﺪاﻣﻲ ﻋﻠﻲ أن أداة اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻓ ﻲ »اﻟﺒﺤ ﺮﻳﻦ « هﻨ ﺎ ﻟﻠﻌﻬ ﺪ ،اﻟ ﺬي ﻗﻴ ﻞ ﻋﻠ ﻲ أﺳﺎﺳﻪ إن »اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ « اﻟﻤﺬآﻮرﻳﻦ هﻤﺎ دﺟﻠﺔ واﻟﻔﺮات .ذﻟﻚ أن اﻵﻳ ﺎت اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺔ ﺗﺘﺤ ﺪث ﻋﻦ اﻟﻈﻞ )اﻟﻈﻼم( واﻟﺮﻳﺎح واﻟﻤﺎء و اﻷﻧﻌ ﺎم و اﻷﻧﺎﺳ ﻲ ،وه ﻲ ﻣﻔ ﺎهﻴﻢ ﻋﺎﻣ ﺔ ﻻ ﺗﺸ ﻴﺮ ) (٧٥اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ /ﻧﻔﺲ اﻟﺼﻔﺤﺔ )ﺑﺎﻟﻬﺎﻣﺶ(. ) (٧٦اﻟﻔﺮﻗﺎن . ٥٣ / ) (٧٧اﻟﻔﺮﻗﺎن . ٥٣ / ) (٧٨ﺑﻮآﺎي . ٢٠٥ /واﻧﻈﺮ ،ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ،اﻟﺒﻴﻀﺎوي واﻟﺰﻣﺨﺸﺮي واﻟﻨﺴﻔﻲ واﻟﺠﻼﻟﻴﻦ ﻣﺜﻼ .
ﻲ ﻣﺨﺼﻮﺻﺔ ،ﻓﻠﻢ ﻳﻘ ﺎل ﺳّ إﻟﻲ ﻇﻼم ﺑﻌﻴﻨﻪ وﻻ رﻳﺎح ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ وﻻ ﻣﺎء ﻣﻌﻴﻦ وﻻ أﻧﻌﺎم وأﻧَﺎ ِ إذن إن »اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ « هﻨﺎ هﻤﺎ ﺑﺤﺮان ﻣﻌﻴﻨﺎن )دﺟﻠﺔ واﻟﻔﺮات (؟ إن اﻟﺴﻴﺎق اﻟﺬي وردت ﻓﻴﻪ هﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺔ هﻮ ﺳﻴﺎق ﻋﺎم ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈن ﺑﻼﻏﺔ اﻟﻜﻼم ﺗﻘﺘﻀ ﻲ ان ﻳﻜ ﻮن »اﻟﺒﺤ ﺮان« أﻳﻀﺎ هﻤﺎ »اﻟﻨﻬ ﺮ واﻟﺒﺤ ﺮ« ﺑ ﺈﻃﻼق ،أي أن )ال(ﻓﻴﻬﻤ ﺎ ه ﻲ )ال( اﻟﺠ ﻨﺲ ﻻ اﻟﻌﻬ ﺪ .و ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﻣﺎء اﻟﻨﻬﺮ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻮﻏﻞ ﺑﻘﻮة اﻧﺪﻓﺎﻋﻪ إﻟﻲ ﻣﺪي ﺑﻌﻴﺪ ﻓ ﻲ داﺧ ﻞ اﻟﺒﺤ ﺮ أو اﻟﻤﺤﻴﻂ ،ﻳﺨﺘﻠﻂ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺑﻤﺎﺋﻬﻤﺎ ،وﻣﻦ ﻓﻈﺎهﺮ اﻷﻣ ﺮ أن اﻟﻨﻬ ﺮ ﻳﺒﻐ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺒﺪاﻳ ﺔ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺒﺤ ﺮ )ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﺸ ﻖ ﻣ ﺎءﻩ اﻟﻤﻠ ﺢ وﻳﺰﻳﺤ ﻪ ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳﻘ ﻪ ( ﻟﻴﻌ ﻮد اﻟﺒﺤ ﺮ ﻓﻴﺒﻐ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻋﻠﻴﻪ )ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺨﺘﻠﻂ ﻣ ﺎؤﻩ اﻟﻌ ﺬب ﺑﻤ ﺎء اﻟﺒﺤ ﺮ اﻟﻤﻠ ﺢ اﻟ ﺬي ﻳﻔﻘ ﺪﻩ ﺧﺎﺻ ﺔ اﻟﻌﺬوﺑ ﺔ وﻳﻌﻄﻴﻪ ﺑﺪﻻ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻠﻮﺣﺘﻪ ( ،ﻓﺄﻳﻦ اﻟﺒﺮزخ إذن واﻟﺤﺠ ﺮ اﻟﻤﺤﺠ ﻮر ؟ أﻣ ﺎ »اﻟﻤﻨﺨ ﺐ ﻓ ﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ « ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﻮل ي هﺎﻣﺶ ﺧﺼﺼﻪ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻲ هﺬﻩ اﻵﻳ ﺔ إﻧﻬ ﺎ رﺑﻤ ﺎ »ﺗﺸﻴﺮ إﻟ ﻲ ﻧﻌﻤ ﺔ اﷲ ﻋﻠ ﻲ ﻋﺒ ﺎدﻩ ﺑﻌ ﺪم اﺧ ﺘﻼط اﻟﻤ ﺎء اﻟﻤﻠ ﺢ اﻟﻤﺘﺴ ﺮب ﻣ ﻦ اﻟﺒﺤ ﺎر ﻓ ﻲ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺎﻃﺊ ﺑﺎﻟﻤﺎء اﻟﻌﺬب اﻟﻤﺘﺴﺮب إﻟﻴﻬﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺒ ﺮ اﺧﺘﻼﻃ ﺎ ﺗﺎﻣ ﺎ ،ﺑ ﻞ إﻧﻬﻤﺎ ﻳﻠﺘﻘﺎﻳﻦ ﻣﺠﺮد ﺗﻼق :ﻳﻄﻔﻮا اﻟﻌﺬب ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻓﻮق اﻟﻤﻠﺢ آﺄن ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺑﺮزﺧﺎ ﻳﻤﻨ ﻊ َﺑ ْﻐ ﻲ ﻦ ﺛﻤ ﺔ ﺠ ﺮا ﻣﺤﺠ ﻮرا ،أي ﺣ ﺎﺟﺰا ﺧﻔﻴ ﺎ ﻣﺴ ﺘﻮرا ﻻ ﻧ ﺮاﻩ « .ﻟﻜ ّ ﺣْ أﺣﺪهﻤﺎ ﻋﻠﻲ اﻵﺧﺮ و ِ ﻲ هﺬا اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ،ﻋﻠﻲ رﻏﻢ ﺟﺪﺗﻪ وﻃﺮاﻓﺘﻪ ) ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﻋﻠ ﻲ ﻧﻘﻄﺔ هﺎﻣﺔ ﻳﺒﺪو ﻟﻲ أن آﺎ ِﺗ َﺒ ْ اﻷﻗﻞ (،ﻗﺪ أﻏﻔﻼهﺎ ،إذ إن اﻟﻤﺎء اﻟﻌﺬب و اﻟﻤﺎء اﻟﻤﺎﻟﺢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﺘﻘﻴﺎن ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﺨﻮر ﻋﻠ ﻲ هﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﻤﺎ ﺑﺤﺮﻳﻦ .ﺛﻢ إذا آﺎن اﻟﻤﺎءان ﻓﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺼ ﺨﻮر ﻻ ﻳﻠﺘﻘﻴ ﺎن ، ﻋ ﺮْض اﻟﺒﺤ ﺮ و اﻟﻤﺤ ﻴﻂ ﻳﻠﺘﻘﻴ ﺎن و ﻳﺘﻤﺎزﺟ ﺎن وﻳﺼ ﺒﺤﺎن ﻓ ﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳ ﺔ ﻣ ﺎ ًء ﻓﺈﻧﻬﻤ ﺎ ﻓ ﻲ ُ واﺣﺪا ،آﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .ﻳﺒ ﺪو ﻟ ﻲ ،واﷲ أﻋﻠ ﻢ ،أن اﻟﺒ ﺮزخ اﻟﻤﻮﺟ ﻮد ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻻﻳ ﺔ ه ﻮ ﻲ آ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺎء اﻟﻌ ﺬب واﻟﻤ ﺎء اﻟﻤ ْﻠ ﺢ آ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟ ﺪهﻮر اﻟﻘ ﻮاﻧﻴﻦ اﻟﺘ ﻲ ﺑﻤﻘﺘﻀ ﺎهﺎ َﺑ ِﻘ َ اﻟﻤﺘﻄﺎوﻟﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﻳﻌﻠ ﻢ ﻣ ﺪاهﺎ إﻻ اﷲ ،وﺳ ﻴﺒﻘﻴﺎن إﻟ ﻲ أن ﻳ ﺮث اﷲ اﻷرض واﻟﺴ ﻤﺎوات ،آﻤﺎ هﻮ ﻻ ﻳﺘﻐﻴﺮ .ﻓﺎﻷﻧﻬﺎر ﺗﺼ ﺐ ﻓ ﻲ اﻟﺒﺤ ﺎر و اﻟﻤﺤﻴﻄ ﺎت ،وآ ﺎن اﻟﻤﻔ ﺮوض ،ﻟ ﻮ أن اﻷﻣﺮ اﻧﺘﻬﻲ ﻋﻨﺪ هﺬا اﻟﺤﺪ ،أن ﻳﺨﺘﻠﻂ اﻟﻤﺎءان اﺧﺘﻼﻃﺎ داﺋﻤﺎ ﻓ ﻼ ﻳﻨﻔﺼ ﻼ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ أﺑ ﺪا وﻳﺼﺒﺢ اﻟﻤﺎء اﻟﻤﻮﺟﻮد ﻋﻠﻲ ﺳﻄﺢ اﻷرض ﻣﻦ ﺛﻢ ﻣﺎ ًء ﻣﻠﺤ ﺎ .ﺑﻴ ﺪ أن اﻟﺘﻘ ﺪﻳﺮ اﻹﻟﻬ ﻲ ﻗ ﺪ ﺨ ُﺮ ﺑﺤﻤ ﻞ اﻟﻤ ﺎء ﻣ ﻦ اﻟﺒﺤ ﺎر و اﻟﻤﺤﻴﻄ ﺎت ﻓﺘﺴ ﻮﻗﻪ اﻟﺮﻳ ﺎح ﻟﻴﺴ ﻘﻂ ﻋﻠ ﻲ ﺷﺎء أن ﻳﻘﻮم اﻟﺒ ْ اﻟﺠﺒﺎل وﻳﻨﺤﺪر إﻟﻲ اﻷﻧﻬﺎر ﻣﺎ ًء ﻋﺬﺑﺎ آﻤﺎ آﺎن ،وهﻜﺬا دواﻟﻴﻚ .وهﻜﺬا أﻳﻀﺎ ﻳﺒﻘ ﻲ اﻟﻤ ﺎء اﻟﻌ ﺬب واﻟﻤ ﺎء اﻟﻤﻠ ﺢ آﻤ ﺎ هﻤ ﺎ ،وﻳﺘﻌ ﺎﻳﺶ اﻟﺒﺤ ﺮان دون أن ﻳﺒﻐ ﻲ أﺣ ﺪهﻤﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻵﺧ ﺮ ﺠ ﻮر ﻓﻴﻤ ﺎ أﻓﻬ ﻢ ،واﷲ أﻋﻠ ﻢ .آﻤ ﺎ ﺤُ وﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻴﻪ .ﻓﻬﺬا هﻮ اﻟﺒﺮزخ وهﺬا ه ﻮ اﻟﺤﺠ ﺮ اﻟﻤ ْ ﻳﺒ ﺪو ﻟ ﻲ أﻳﻀ ﺎ أن ه ﺬﻩ اﻵﻳ ﺔ ،إﻟ ﻲ ﺟﺎﻧ ﺐ اﻣﺘﻨﺎﻧﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻌﺒ ﺎد ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﻨﻌﻤ ﺔ اﻹﻟﻬﻴ ﺔ ،ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣﻌﻨﻲ ﻣﺠﺎزﻳﺎ ،ﻓﺈﻧﻲ أﻇﻦ أن اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﻤﺎء اﻟﻌﺬب هﻨﺎ»اﻟﻤﺆﻣﻨ ﻮن« وﺑﺎﻟﻤ ﺎء اﻟﻤﻠﺢ »اﻟﻜﺎﻓﺮون« .واﻟﻤﻌﻨ ﻲ أن اﻹﻳﻤ ﺎن واﻟﻜﻔ ﺮ ﺳ ﻴﺒﻘﻴﺎن إﻟ ﻲ ﺁﺧ ﺮ اﻟ ﺪهﺮ ﻻ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ أﺣﺪهﻤﺎ أن ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻲ اﻵﺧﺮ ﺗﻤﺎﻣﺎ .واﻟﺬي دﻋﺎﻧﻲ إﻟﻲ ه ﺬا اﻟﺘﻔﺴ ﻴﺮ ه ﻮ ﻣ ﺎ ﻓﻬﻤﺘ ﻪ ﻣ ﻦ أوﻟﻲ اﻵﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﻈﻮاهﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎق اﻟ ﺬي وردت ﻓﻴ ﻪ ﺁﻳﺘﻨ ﺎ ه ﺬﻩ ،وهﻲ » :أﻟﻢ َﺗ َﺮ إﻟ ﻲ رﺑ ﻚ آﻴ ﻒ ﻣ ﱠﺪ اﻟﻈ ﱠ ﻞ ،وﻟ ﻮ ﺷ ﺎء ﻟﺠﻌﻠ ﻪ ﺳ ﺎآﻨﺎ ؟ﺛ ﻢ ﺟﻌﻠﻨ ﺎ اﻟﺸ ﻤﺲ )(٧٩ ﻋﻠﻴ ﻪ دﻟ ﻴﻼ * ﺛ ﻢ ﻗﺒﻀ ﻨﺎﻩ إﻟﻴﻨ ﺎ َﻗ ْﺒ ً ﻀ ﺎ ﻳﺴ ﻴﺮا« .أﻣ ﺎ اﻟﻤﻌﻨ ﻲ اﻟﻤﺠ ﺎزي اﻟ ﺬي ﻟﻤﺤ ُﺘ ﻪ ﻓﻴﻬﺎ،ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻣﻌﻨﺎهﺎ اﻟﻈﺎهﺮي،ﻓﻬﻮ أن اﷲ ﻳﻄﻤ ﺌﻦ رﺳ ﻮﻟﻪ إﻟ ﻲ أن آﻔ ﺮ ﻗﻮﻣ ﻪ )اﻟﻤﺮﻣ ﻮز )(٧٩
اﻟﻔﺮﻗﺎن . ٤٦ – ٤٥ /
إﻟﻴ ﻪ ﺑﺎﻟﻈ ﻞ،أي اﻟﻈ ﻼم (إن آ ﺎن اﻵن ﻣﻤ ﺪودًا ﻓ ﺈن اﷲ ﻗﺎﺑﻀ ﻪ روﻳ ﺪا روﻳ ﺪا ،و ُﻣ ْﺒ ﺰِغ ﻲ ﺑﻬ ﺬا اﻟﻤﻌﻨ ﻲ ه ﻮ اﻟﺴ ﻴﺎق اﻟ ﺬي وردت ﻓﻴ ﻪ ﺷﻤﺲ اﻹﻳﻤ ﺎن ﻋﻤ ﺎ ﻗﻠﻴ ﻞ.واﻟ ﺬي أوﺣ ﻲ إﻟ ﱠ اﻵﻳﺔ هﻲ وﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ » :وهﻮ اﻟﺬي ﻣﺮج اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ «..ﻓﻘ ﺪ آ ﺎن اﻟﻤ ﻮﻟﻲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳ ﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ اﻷﻣﻢ اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺔ اﻟﺘ ﻲ آ ﺬﺑﺖ ﺑﺮﺳ ﻠﻬﺎ ﻋﻨ ﺎدا وﻃﻐﻴﺎﻧ ﺎ ﻓﺄهﻠﻜﻬ ﺎ اﷲ رﻏ ﻢ ﻋﻨﻔ ﻮان ﻗﻮﺗﻬ ﺎ واﻧﺘﺸ ﺎر ﺳ ﻠﻄﺎﻧﻬﺎ ،ﻓﺒ ﺪت ﻟ ﻲ اﻟﻨﻘﻠ ﺔ إﻟ ﻲ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ ﻋ ﻦ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻈ ﻮاهﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴ ﺔ ﻏﻴ ﺮ ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ إﻻ ﻓﻲ ﺿﻮء هﺬا اﻟﻤﻌﻨﻲ اﻟﻤﺠﺎزي. وﻧﺄﺗﻲ اﻵن إﻟﻲ ﺁﺧ ﺮ ىﻳ ﺔ أﺣ ﺐ أن أﺗﺮﻳ ﺚ ﻋﻨ ﺪهﺎ ﻗﻠ ﻴﻼ ،وه ﻲ ﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ ﻓ ﻲ ﺳ ﻮرة ﺢ أﺟ ﺎج. »ﻓﺎﻃﺮ« » :وﻣﺎ ﻳﺴ ﺘﻮي اﻟﺒﺤ ﺮان ه ﺬا ﻋ ﺬب ﻓ ﺮات ﺳ ﺎﺋﻎ ﺷ ﺮاﺑﻪ ،و ه ﺬا ِﻣ ْﻠ ٌ وﻣﻦ آﻞ ﺗﺄآﻠﻮن ﻟﺤﻤﺎ ﻃﺮﻳﺎ ،وﺗﺘﺴﺨﺮﺟﻮن ِ ﺣﻠْﻴ ًﺔ ﺗﻠﺒﺴﻮﻧﻬﺎ « ). (٨٠ﻟﻘﺪ ﻗﺮأت هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﺤِﻠﻲّ ﺗﺴﺘﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﻨﻬﺮ واﻟﺒﺤﺮ ﻣﺮات ﻻ ﺗﺤﺼﻲ وﻟﻜﻦ ﻟﻢ أﻟﺘﻔﺖ إﻟﻲ ﻣﺎ ﺗﺆآﺪﻩ ﻣﻦ أن اﻟ ُ آﻠﻴﻬﻤﺎ ،إذ أن اﻟﺬي آﻨﺖ أﻋﺮﻓﻪ ﺣﺘﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ هﻮ أن اﻟﻠﺆﻟﺆ واﻟﻤﺮﺟﺎن )اﻟﻤ ﺬآﻮرﻳﻦ ﻓﻲ ﺁﻳﺔ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻓ ﻲ ﺳ ﻮرة »اﻟ ﺮﺣﻤﻦ« ( ﻻ ﻳﻮﺟ ﺪان إﻻ ﻓ ﻲ اﻟﺒﺤ ﺎر .وﻗﻔ ﺰ اﻟﺴ ﺆال إﻟ ﻲ ﻋﻘﻠ ﻲ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻔ ﻮر ﻣﻔﺰﻋ ﺎ » :أﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﻜ ﻮن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻗ ﺪ أﺧﻄ ﺄ ؟« .إن ﺁﻳ ﺔ ﺳ ﻮرة »اﻟﺮﺣﻤﻦ« ﻳﻤﻜﻦ أﻻ ﺗﺜﻴﺮ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻨﺼﻬﺎ هﻮ » :ﻣ ﺮج اﻟﺒﺤ ﺮﻳﻦ ﻳﻠﺘﻘﻴ ﺎن *ﺑﻴﻨﻬﻤ ﺎ ﺑ ﺮزخ ﻻ ﻳﺒﻐﻴ ﺎن*ﻓﺒ ﺄي ﺁﻻء رﺑﻜﻤ ﺎ ﺗﻜ ﺬﺑﺎن * ﻳﺨ ﺮج ﻣﻨﻬﻤ ﺎ اﻟﻠﺆﻟ ﺆ واﻟﻤﺮﺟ ﺎن « )، (٨١وﻣ ﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن ﻣﻌﻨﺎهﺎ هﻮ أن اﻟﻠﺆﻟﺆ واﻟﻤﺮﺟﺎن ﻳﺨﺮﺟﺎن ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮع اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻻ ﻣﻦ ي ه ﺎﺗﻴﻦ ﻣﺎﺋ ﺔ ﺟﻨﻴ ﻪ « ،وﻳﻜ ﻮن اﻟﻤﺒﻠ ﻎ آﻠ ﻪ ﻓ ﻲ ن ﻓﻲ ﻳ ﺪ ّ ﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ،آﻤﺎ ﺗﻘﻮل ﻣﺜﻼ » :إ ﱠ آﱟ ﻋﺪَوت اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .أﻣ ﺎ ﺁﻳ ﺔ اﻟﻴﺪ اﻷوﻟﻲ ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻷﺧﺮي ﺧﻠﻮ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﻦ أي ﻧﻘﻮد ،وﻻ ﺗﻜﻮن ﻗﺪ َ ﺣ ْﻠ َﻴ ًﺔ ﺗَﻠﺒَﺴﻮﻧﻬﺎ «. ﻞ...ﺗﺴﺘﺨﺮﺟﻮن ِ ﺳﻮرة »ﻓﺎﻃﺮ«ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻘﻮل ﺑﺼﺮﻳﺢ اﻟﻌﺒﺎرة » :وﻣﻦ آ ﱟ وﻟﻢ ﻳﺴﻌﻔﻨﻲ ﻣﺎ ﻋﻨﺪي ﻣﻦ ﺗﻔﺎﺳﻴﺮ ﻗﺪﻳﻤﺔ ،ﻓﺄﺧ ﺬت أﻗﻠ ﺐ ﻧﻈ ﺮي ﻓ ﻲ أرﻓ ﻒ ﻣﻜﺘﺒﺘ ﻲ وأﻧ ﺎ ﺣﺎﺋﺮ ﺿﺎﺋﻖ ،وإذ ﺑﻲ أﻟﻤﺢ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻲ ﻟﻠﻘﺮﺁن ﻓﺄﻓﺘﺤﻬﺎ ﻓﺄﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻔﺎء ﻧﻔﺴﻲ ،إذ ﻳﺬآﺮ اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ رﺣﻤﻪ اﷲ )ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻴﻘﻪ ﻋﻠﻲ هﺬﻩ اﻵﻳ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻬ ﺎﻣﺶ( ﻣ ﻦ اﻟﺤﻠ ﻲ اﻟﺒﺤﺮي اﻟﻠﺆﻟﺆ واﻟﻤﺮﺟﺎن وﻣﻦ اﻟﺤﻠﻲ اﻟﻨﻬﺮي اﻟﻌﻘﻴﻖ وﺑﺎدة اﻟﺬهﺐ وﻏﻴﺮهﻤﺎ.ﺛﻢ رﺟﻌﺖ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ إﻟ ﻲ داﺋ ﺮة اﻟﻤﻌ ﺎرف اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴ ﺔ )ﻣ ﺎدة »» ( «Pearlواﻟﻤﻨﺘﺨ ﺐ ﻓ ﻲ ﺗﻔﺴ ﻴﺮ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ« ﻓﻮﺟﺪت ﻓ ﻲ اﻷوﻟ ﻲ أن اﻟﻠﺆﻟ ﺆ ﻳﻮﺟ ﺪ أﻳﻀ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻴ ﺎﻩ اﻟﻌﺬﺑ ﺔ )، (٨٢أﻣ ﺎ اﻟﻜﺘﺎب اﻷﺧﻴﺮ ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻳﺮد ﻋﻠﻲ ﺣﻴﺮﺗ ﻲ إذ ﻳﻘ ﻮل » :وﻗ ﺪ ﻳﺴ ﺘﺒﻌﺪ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻨ ﺎس أن ﺗﻜ ﻮن ﺤِﻠﻲّ ،وﻟﻜ ﻦ اﻟﻌﻠ ﻢ واﻟﻮاﻗ ﻊ أﺛﺒﺘ ﺎ ﻏﻴ ﺮ ذﻟ ﻚ .أﻣ ﺎ اﻟﻠﺆﻟ ﺆ ﻓﺈﻧ ﻪ،آﻤﺎ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﻌﺬﺑﺔ ﻣﺼﺪرا ﻟﻠ ُ ﻳﺴﺘﺨﺮج ﻣﻦ أﻧﻮاع ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺮ،ﻳﺴﺘﺨﺮج اﻳﻀﺎ ﻣﻦ أﻧﻮاع ﻣﻌﻴﻨﺔ أﺧﺮي ﻣﻦ اﻷﻧﻬﺎر ،وﺗﻮﺟ ﺪ اﻟﻶﻟ ﺊ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻴ ﺎﻩ اﻟﻌﺬﺑ ﺔ ﻓ ﻲ إﻧﺠﻠﺘ ﺮا واﺳ ﻜﺘﻠﻨﺪا ووﻳﻠ ﺰ و ﺗﺸﻴﻜﻮﺳ ﻠﻮﻓﺎآﻴﺎ و اﻟﻴﺎﺑﺎن...اﻟﺦ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻲ ﻣﺼﺎﻳﺪ اﻟﻠﺆﻟﺆ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ اﻟﻤﺸﻬﻮرة .وﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻠ ﻪ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﻌﺬﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎدن اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺼﻼدة آﺎﻟﻤﺎس ،اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺨﺮج ﻣﻦ رواﺳ ﺐ اﻷﻧﻬ ﺎر اﻟﺠﺎﻓ ﺔ اﻟﻤﻌﺮوﻓ ﺔ ﺑﺎﻟﻴﺮﻗ ﺔ.وﻳﺠ ﺪ اﻟﻴ ﺎﻗﻮت آ ﺬﻟﻚ ﻓ ﻲ اﻟﺮواﺳ ﺐ اﻟﻨﻬﺮﻳ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣﻮﺟ ﻮك ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﺑﺎﻧﺪاﻻس ﻓﻲ ﺑﻮرﻣﺎ اﻟﻌﻠﻴﺎ .أﻣﺎ ﻓ ﻲ ﺳ ﻴﺎم وﻓ ﻲ ﺳ ﻴﻼن ﻓﻴﻮﺟ ﺪ اﻟﻴ ﺎﻗﻮت ﻏﺎﻟﺒ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺮواﺳ ﺐ اﻟﻨﻬﺮﻳ ﺔ و ﻣ ﻦ اﻷﺣﺠ ﺎر ﺷ ﺒﻪ اﻟﻜﺮﻳﻤ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺴ ﺘﻌﻤﻞ ﻓ ﻲ اﻟﺰﻳﻨ ﺔ ﺣﺠ ﺮ ) (٨٠ﻓﺎﻃﺮ . ١٢ / ) (٨١اﻟﺮﺣﻤﻦ . ٢٢ – ١٩ / ) (٨٢ﻻﺣﻆ أن اﻟﻤﺮﺟﺎن هﻮ اﻟﻠﺆﻟﺆ اﻟﻜﺒﻴﺮ آﻤﺎ ﻳﻘﻮل آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ،أو اﻟﻠﺆﻟﺆ اﻟﺼﻐﻴﺮ آﻤﺎ ﻳﻘﻮل ﺑﻌﻀﻬﻢ .
اﻟﺘﻮﺑﺎز ،وﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﺮواﺳﺐ اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻊ آﺜﻴﺮة وﻣﻨﺘﺸﺮة ﻓﻲ اﻟﺒﺮازﻳ ﻞ وروﺳ ﻴﺎ )اﻷورال وﺳ ﻴﺒﻴﺮﻳﺎ ،وه ﻮ ﻓﻠﻮرﺳ ﻴﻠﻴﻜﺎت اﻷﻟﻮﻣﻨﻴﻮم،وﻳﻐﻠ ﺐ أن ﻳﻜ ﻮن أﺻ ﻔﺮا أو ﺑﻨﻴ ﺎ .واﻟﺰﻳﺮآ ﻮن ( Circonﺣﺠ ﺮ آ ﺮﻳﻢ ﺟ ﺬاب ﺗﺘﻘ ﺎرب ﺧﻮاﺻ ﻪ ﻣ ﻦ ﺧ ﻮاص اﻟﻤ ﺎس ، وﻣﻌﻈﻢ أﻧﻮاﻋﻪ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺗﺴﺘﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﺮواﺳﺐ اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ « ). (٨٣وﺣﺘﻲ ﻳﻘﺪّر اﻟﻘ ﺎرئ رد ﻓﻌﻠﻲ اﻷول ﺣ ﻖ ﻗ ﺪرﻩ أذآ ﺮ ﻟ ﻪ أن ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺘ ﺮﺟﻤﻴﻦ اﻷوروﺑﻴ ﻴﻦ أﻧﻔﺴ ﻬﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻌﺼ ﺮ ﻲ .وﻗ ﺪ ﺗﺠ ﻞ ه ﺬا ﻓ ﻲ اﻟﺤﺪﻳﺜﻘ ﺪ اﺳ ﺘﺒﻌﺪوا أن ﺗﻜ ﻮن اﻷﻧﻬ ﺎر ﻣﺼ ﺪرا ﻣ ﻦ ﻣﺼ ﺎدر اﻟﺤﻠ ّ ﺗﺮﺟﻤﺘﻬﻢ ﻟﻬﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻓﻤﺜﻼ ﻧﺮي رودوﻳﻞ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي ﻳﺘﺮﺟﻢ اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎص ﺑ ﺎﻟﺤﻠﻲ ﻣﻨﻬ ﺎ هﻜﺬا: "yet from both ye eat fresh fish ,and take forth for you " ornaments to wear ،ﻓﻌﺒﺎرة from bothﺗﺼﻠﺢ ﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﺁﻳﺔ ﺳﻮرة »اﻟﺮﺣﻤﻦ«ﻻ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ.آﺬﻟﻚ ﻳﻨﻘﻞ رودي ﭘﺎرﻳﺖ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ إﻟﻲ اﻷﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻲ اﻟﻨﺤﻮ اﻵﺗﻲ: "Aus beiden eBt ihr frisches Fleisch". ﻞ ﺗ ﺄآﻠﻮن إﻟﻲ هﻨﺎ واﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ ،ﻓﻬﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرة ﺗﻘﺎﺑﻞ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ »وﻣﻦ آ ﱟ ﻟﺤﻤ ﺎ ﻃﺮﻳ ﺎ « و إن اﺳ ﺘﺨﺪم ﻓ ﻲ ﻣﻘﺎﺑ ﻞ »ﻃﺮﻳ ﺎ« آﻠﻤ ﺔ ، frischesوﻣﻌﻨﺎه ﺎ اﻟ ﺪﻗﻴﻖ »ﻃﺎزج« .ﻟﻜﻦ ﺗﻨﺒﻪ ﻟﺘﺮﺟﻤﺘﻪ ﻟﻠﺠﺰء اﻵﺗﻲ اﻟﺬي ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻪ : "und (aus dem Salzmeer) gewinnt ihr Shmuck...um ihn euch "anzulegen ،واﻟﺬي ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ » :وﻟﺘﺴﺘﺨﺮﺟﻮن )ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺮ اﻟﻤﻠﺢ(ﺣﻠﻴﺔ ﺗﻠﺒﺴﻮﻧﻬﺎ « .وﻳ ﺮي اﻟﻘ ﺎرئ ﺑﻮﺿﻮح آﻴﻒ أن اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ ﻗﺪ أﺿﺎف ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﻴﻦ ﻗﻮﺳﻴﻦ ﻋﺒﺎرة »ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺮ اﻟﻤﻠﺢ : .« aus dem Salzmeerوهﻮ ﻣﺎ ﻳ ﻮﺣﻲ ﺑﺎﺳ ﺘﺒﻌﺎدﻩ أن ﺗﻜ ﻮن اﻷﻧﻬ ﺎر ﻣﺼ ﺪرا ﻣ ﻦ ﻣﺼﺎدر اﻟﻠﺆﻟﺆ و اﻟﻌﻘﻴﻖ وﻏﻴﺮهﻤﺎ ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﺤﻠﻴّﻌﻠﻲ ﻣﺎ ﺗﻘﻮل اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ . أﻣ ﺎ ﺗﺮﺟﻤﺘ ﺎ ﺳ ﻴﻞ و ﺑ ﺎﻟﻤﺮ )اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺘ ﺎن(وﺗﺮﺟﻤﺘ ﺎ آﺎزﻳﻤﺮﺳ ﻜﻲ و ﻣﺎﺳ ﻮن )اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺘﺎن(وآﺬﻟﻚ ﺗﺮﺟﻤﺘﺎ ﻣﺎآﺲ هﻨﻨﺞ وﻣﻮﻻﻧ ﺎ ﺻ ﺪراﻟﺪﻳﻦ )اﻷﻟﻤﺎﻧﻴﺘ ﺎن( ﻋﻠ ﻲ ﺳ ﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻓﻘﺪ ﺗﺮﺟﻤﺖ آﻠﻬﺎ اﻟﻨﺺ اﻟﻘﺮﺁﻧﻲ آﻤﺎ هﻮ ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﺰﻣﺖ اﻟﺼﻤﺖ ﻓﻠﻢ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﺸﺊ . وﻳﺮي اﻟﻘﺎرئ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ آﻴﻒ أن اﻟﻘﺮﺁن ﻗﺒﻞ أرﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻗﺮﻧ ﺎ ﻗ ﺪ أﺷ ﺎر إﻟ ﻲ ﺣﻘﻴﻘ ﺔ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪهﺎ واﺣﺪ ﻣﺜﻠﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸ ﺮﻳﻦ و ﺁﺧ ﺮون ﻣﺜ ﻞ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮق اﻹﻧﺠﻠﻴ ﺰي رودوﻳﻞ وﻧﻈﻴﺮﻩ اﻷﻟﻤﺎﻧﻲ رودي ﺑﺎرﻳﺖ ،ﻓﻜﻴﻒ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﻣﺤﻤﺪ إذن وأداهﺎ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻟﻮ آﺎن هﻮ ﻣﺆﻟﻒ اﻟﻘﺮﺁن .وﺑﺨﺎﺻﺔ أن اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺘﻲ ذُآﺮ أن اﻟﻠﺆﻟﺆ وﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ اﻷﺣﺠﺎر ج ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺑﻼد ﺳﺤﻴﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺑ ﻞ ﺨ َﺮ ُ ﺴ َﺘ ْ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ وﺷﺒﻪ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ُﺗ ْ ﻒ إﻻ ﻓ ﻲ اﻟﻌﺼ ﻮر اﻟﺤﺪﻳﺜ ﺔ ؟أﺧﺸ ﻲ ﻣ ﺎ أﺧﺸ ﺎﻩ ،إذا ﺸ ْ إن ﺑﻌﻀﻬﺎ آﺎﻟﺒﺮازﻳﻞ ﻣﺜﻼ ﻟﻢ ﻳُﻜ َﺘ َ ﺗﻨﺒﻪ اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن ﻷهﻤﻴﺔ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ،أن ﻳﺰﻋﻤ ﻮا أن ﺳ ﻴﺪﻧﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﻗ ﺪ ﻗ ﺎم ﺑ ﺮﺣﻼت إﻟﻲ هﺬﻩ اﻟﺒﻼد ﺧﻔﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮات اﻟﺘﻲ آﺎن ﻳﺪّﻋﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﺨﺪﻳﺠﺔ أﻧﻪ ذاهﺐ إﻟﻲ ﻏﺎر ﺣﺮاء ﻟﻠﺘﺤﻨﺚ .أﻣﺎ آﻴﻒ آﺎن ذﻟﻚ ﻓﻠﻴﺴﺖ هﺬﻩ ﻣﺸﻜﻠﺘﻬﻢ .
)» (٨٣اﻟﻤﻨﺘﺨﺐ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ « ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻲ اﻵﻳﺔ ١٢ /ﻣﻦ ﺳﻮرة »ﻓﺎﻃﺮ« .
اﻟﺮوح اﻹﻟﻬﻲ هﻨﺎك أﻣﺮ ﻳﺼﻌﺐ ﺟ ﺪا ﺑ ﻞ ﻳﺴ ﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﻦ ﻳﺘﻬﻤ ﻮن اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺑﺄﻧ ﻪ ه ﻮ ﻣﺆﻟﻒ اﻟﻘﺮﺁن أن ﻳﻌﻠﻠﻮﻩ ﺗﻌﻠ ﻴﻼ ﻳﺮﺿ ﻲ ﻋﻘ ﻞ اﻟﻤﺘﺠ ﺮد اﻟﺒﺎﺣ ﺚ ﻋ ﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ،أﻻ وه ﻮ اﻟﺮوح اﻹﻟﻬﻲ اﻟﺬي ﻳﺴﻮد اﻟﻘﺮﺁن ﻣﻦ ﻣﺒﺘﺪﺋﻪ إﻟﻲ ﻣﻨﺘﻬﺎﻩ .اﻓﺘﺢ اﻟﻘﺮﺁن ﻋﻠﻲ أﻳﺔ ﺻﻔ ـﺤﺔ واﻗﺮأ ،واﺳﺄل ﻧﻔﺴ ﻚ » :أه ﺬا آ ﻼم ﺑﺸ ﺮ ؟ « .إن ﻣ ﺎ ﻳﻜﺘﺒ ﻪ اﻟﺒﺸ ﺮ ﻳﺨ ﺮج ﻣ ﻦ ﺗﺤ ﺖ أﻳﺪﻳﻬﻢ ﺣﺎﻣﻼ اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﺒﺸﺮي :ﻓﺘﺠﺪ ﻓﻴﻪ أﻓﺮاح اﻟﺒﺸﺮ وأﺣﺰاﻧﻬﻢ ،وﻣﺴﺮاﺗﻬﻢ وﺁﻻﻣﻬﻢ ، ورﺿﺎهﻢ وﺿﻴﻘﻬﻢ ،وﻧﺸﺎﻃﻬﻢ وﻣﻠﻠﻬﻢ ،وﻣﺒﺎﻟﻐﺎﺗﻬﻢ وادﻋﺎءاﺗﻬﻢ وأﺧﻄﺎءهﻢ ،ﻓﻬﻞ ﺗﺮي ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ؟) (١ﻟﻘﺪ ُوِﻟ ﺪ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻳﺘ ﻴﻢ اﻷب ،ﺛ ﻢ ﻟﺤﻘ ﺖ أﻣ ﻪ ﻦ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑﺄﺑﻴ ﻪ وه ﻮ ﻓ ﻲ ﻋﻤ ﺮ اﻟﺰه ﺮة اﻟﻐﻀ ﺔ ،وآﻠﻨ ﺎ ﻧﻌ ﺮف أﺣ ﺰان اﻟﻴﺘ ﻴﻢ ﻣﻬﻤ ﺎ ﻳﺤ ّ اﻵﺧﺮون وﻳﺤﺎوﻟﻮا أن ﻳﻌﻮﺿ ﻮﻩ ﻋ ﻦ ﻓﻘ ﺪ اﻷب واﻷم .وه ﺎآﻢ اﻟﻘ ﺮﺁن ،وﻗ ﺪ اﺳ ﺘﻐﺮق ﺗﻨﺰﻳﻠﻪ ﺛﻼﺛًﺎ وﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ،ﻓﻬﻞ ﻓﻴﻪ وﻟﻮ َﻧ ْﺒﺴَﺔ واﺣﺪة ﻋﻦ ﻳﺘﻢ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺮﺳ ﺎﻟﺔ اﻟﻤ ﱠﺘﻬَﻢ ﻣﻦ ِﻗﺒَﻞ أﻋﺪاﺋﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ هﺬا اﻟﻘﺮﺁن أو ﻋﻦ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺘﺒﻌﻬﺎ اﻟﻴﺘﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس ﻣﻦ ا ْﺑ ُﺘﻠُﻮا ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﻐﺎر ؟ وزﻳﺎدة ﻋﻠﻲ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻣﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ آﻴﻒ أن اﻟﺮﺳﻮل ﻗﺪ اﺳﺘﺄذن رﺑﻪ ﻓﻲ زﻳﺎرة ﻗﺒﺮ أﻣﻪ ﻓﺄذن ﻟ ﻪ ،ﺛ ﻢ ﺳ ﺄﻟﻪ ﺛﺎﻧﻴ ﺔ أن ﻳﺴ ﺘﻐﻔﺮ ﻟﻬ ﺎ ﻓ ﺄﺑﻲ ،وﻋ ﺎد اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻗﺒﺮ أﻣﻪ ﺑﺎآﻴﺎ .وﺑﻌﺾ اﻟﺮواﻳﺎت ﺗﺮﺟ ﻊ ﺳ ﺒﺐ اﻟﻨ ﺰول ﻓ ﻲ ﻗﻮﻟ ﻪ ﻦ ﺗﻌﺎﻟﻲ » :ﻣﺎ آﺎن ﻟﻠﻨﺒﻲ واﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا أن ﻳﺴﺘﻐﻔﺮوا ﻟﻠﻤﺸﺮآﻴﻦ وﻟﻮ آﺎﻧﻮا أُوﻟِﻲ ُﻗ ْﺮﺑَﻲ َﻣ ْ ب اﻟﺠﺤﻴﻢ«) (٢إﻟﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎدﺛﺔ ،وﻣﻊ ه ﺬا ﻓﻠ ﻴﺲ ﻓ ﻲ اﻵﻳ ﺔ َﺑ ْﻌ ِﺪ ﻣﺎ َﺗ َﺒﻴﱠﻦ ﻟﻬﻢ أﻧﻬﻢ أﺻﺤﺎ ُ أي ﺷﻲء ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﺮﺳﻮل ﺁﻧﺬاك. وهﻨﺎك رواﻳﺔ أﺧﺮي ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻧﺰول هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ،وهﻲ وﻋﺪ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻌﻤﻪ وهﻮ ﻓﻲ ﻏﻤﺮات اﻟﻤﻮت أن ﻳﺴﺘﻐﻔﺮ ﻟﻪ ﻓﻠﻌﻞ اﷲ أن ﻳﺴﺎﻣﺤﻪ ﻓﻲ ﻋﺪم ﻧﻄﻘ ﻪ ﺑﺎﻟﺸ ﻬﺎدﺗﻴﻦ ﻟﺨﻮﻓﻪ ﻣﻦ أن ﺗﻠﺤﻘﻪ ﻣﻌﺮّة ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ إذا أﻋﻠﻦ إﺳﻼﻣﻪ .وﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ اﻷﻣﺮ ﻓﺈن اﻟﺸﺎهﺪ هﻨﺎ هﻮ اﻟﺸﺎهﺪ هﻨﺎك :ﻓﻬﺬا ﻋﻤﻪ اﻟﺤﺒﻴﺐ) وآﺎن ﻟﻪ ﻧﻌﻢ اﻟﻈﱠﻬﺮ اﻟﺬي ﻃﺎﻟﻤ ﺎ رآ ﻦ إﻟﻴ ﻪ ﻓﻠﻘ ﻲ ﺴ ﻠِﻤﻪ ﻗ ﻂ ﻷﻋﺪاﺋ ﻪ( ﻳﻤ ﻮت ،واﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم آﻠ ﻪ ﻋﻨﺪﻩ اﻟﺤﻤﺎﻳﺔ واﻟﺮﻋﺎﻳﺔ وﻟ ﻢ ُﻳ ْ اﻷﻣ ﻞ ﻓ ﻲ ﻋﻔ ﻮ اﷲ ﻋﻨ ﻪ ،ﻓﻬ ﻮ اﻟ ﺬي رﺑ ﺎﻩ وآﻔﻠ ﻪ واﺻ ﻄﺤﺒﻪ ﻓ ﻲ رﺣﻼﺗ ﻪ اﻟﺘﺠﺎرﻳ ﺔ ، وآﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻣﻌﻪ وﻣﻊ أوﻻدﻩ ذآﺮﻳﺎت ﺟﻤﻴﻠﺔ .ﻓﻤ ﺎذا ﻧﺠ ﺪ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮﺁن ؟ ﻻ ﺷ ﻲء إﻻ ﻧﻬ ﻲ اﻟﺮﺳﻮل ﻧﻬﻴﺎ ﺑﺎﺗﺎ ﻋﻦ أن ﻳﺴﺘﻐﻔﺮ ﻷي ﻗﺮﻳﺐ ﻟﻪ ﻣﺸﺮك ،وﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل أﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ .ﺗﺮي ﻟﻮ أن اﻟﺮﺳﻮل هﻮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻘﺮﺁن ﻓﻤﺎ اﻟ ﺬي آ ﺎن ﺳﻴﻀ ﻴﺮﻩ ﻟ ﻮ أﻋﻠ ﻦ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤ ﻺ أﺟﻤﻌ ﻴﻦ ﻗﺮﺁﻧ ﺎ ﻳ ﺬآﺮ دﺧ ﻮل أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ اﻟﺠﻨ ﺔ ﺑﻐﻴ ﺮ ﺣﺴ ﺎب ؟ ﻟﻘ ﺪ آﺎﻧ ﺖ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺗﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ،ﻋﻠﻲ اﻷﻗﻞ ﺗﺸﺠﻴﻌﺎ ﻵﺧﺮﻳﻦ ﻗ ﺪ ﻳ ﻮدون أن ﻳﻘﻮﻣ ﻮا ﻣﻨﻪ ﻣﻘﺎم أﺑﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ دون أن ﻳﺆﻣﻨ ﻮا .وﻟﻜ ﻦ ﻋﻮاﻃ ﻒ اﻟﺮﺳ ﻮل ﺷ ﻲء ،واﻟﻘ ﺮﺁن ﺷ ﻲء ﺁﺧﺮ. ) (١اﻧﻈﺮ آﺘﺎﺑﻨﺎ »اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن واﻟﻘﺮﺁن« . ٢٥٤/ ) (٢اﻟﺘﻮﺑﺔ . ١١٣ /
وإذا اﻓﺘﺮﺿﻨﺎ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻟﻢ ﻳ ﺮ ،ﻟﺴ ﺒﺐ ﻏﺮﻳ ﺐ ﻻ ﻧﻔﻬﻤ ﻪ ،أن ﻳﺘﺤ ﺪث ﻓ ﻲ ﻗﺮﺁﻧ ﻪ ﻋﻦ أﻣﻪ وﻋﻤﻪ وﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻟﻔﻘﺪهﻤﺎ وهﻮ ﻓﻲ أﺷﺪ ﻣﺎ ﻳﻜ ﻮن ﺣﺎﺟ ﺔ إﻟ ﻲ ﺣﻨ ﺎن اﻷوﻟ ﻲ ﻋ ﻮا ﻓﻴ ﻪ إﻻ وﻻ ذﻣ ﺔ وإﻟﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺑﻄ ﺶ اﻷﻋ ﺪاء اﻟ ﺬﻳﻦ ﻟ ﻢ ﻳﻜﻮﻧ ﻮا ﻟ ﻮﻻﻩ ِﻟ َﻴ ْﺮ َ واﻟﺬﻳﻦ رأﻳﻨﺎهﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﻮت هﺬا اﻟﻌﻢ ﻳﺄﺗﻤﺮون ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻟﻴﻘﺘﻠ ﻮﻩ ،ﻓﻤ ﺎ اﻟﺴ ﺮ ﻓ ﻲ أن اﻟﻘﺮﺁن ﻻ ﻳﺼﻮر ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻤﺎ اﻧﺘﺎب اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻣﻦ أﺣﺰان ﺛﻘﻴﻠ ﺔ ﻟﻮﻓ ﺎة ﺷﺮﻳﻜﺔ ﻋﻤﺮﻩ وﺣﺒﻴﺒﺘﻪ اﻟﺘﻲ آﺎﻧ ﺖ أول ﻣ ﻦ ﺁﻣ ﻦ ﺑ ﻪ إذ آﻔ ﺮ اﻟﻨ ﺎس ،وواﺳ ﺘﻪ ﺑﻤﺎﻟﻬ ﺎ إذ ﻲ اﻟﻌ ﺎم اﻟ ﺬي اﻧﺘﻘﻠ ﺖ ﻓﻴ ﻪ ﺧﺪﻳﺠ ﺔ وأﺑ ﻮ ﺳ ﱢﻤ َ ﺣﺮﻣﻪ اﻟﻨﺎس ،ورزﻗﻪ اﷲ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺬرﻳﺔ؟ ﻟﻘﺪ ُ ﻃﺎﻟﺐ إﻟﻲ رﺑﻬﻤﺎ » ﻋﺎم اﻟﺤﺰن « ،ﻓﺪوﻧﻚ اﻟﻘﺮﺁن وﻗﻠّﺒﻪ ﺗﻘﻠﻴﺒﺎ ﻓﻠﻦ ﺗﺠﺪ إﺷﺎرة ،ﻣﺠ ﺮد إﺷﺎرة ،ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ أو ﻣﻦ ﺑﻌﻴ ﺪ ،إﻟ ﻲ » ﻋ ﺎم اﻟﺤ ﺰن « ه ﺬا ،وآ ﺄن ﺧﺪﻳﺠ ﺔ ﻟ ﻢ َﺗ ُﻤ ﺖْ، وآﺄن ﻣﻮﺗﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ رآﻨﺎ اﻧﻬﺪم ﻓﻲ ﺟﺪار ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻜﻔﺮ واﻟﻄﻐﻴﺎن .ﻟﻘﺪ ﻇ ﻞ رﺳ ﻮل اﷲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻳﺬآﺮ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻬ ﺎ ﺣﺘ ﻲ ﻟﻘ ﺪ آﺎﻧ ﺖ ﻋﺎﺋﺸ ُﺔ اﻟﺼ ﻐﻴﺮة اﻟﺠﻤﻴﻠ ﺔ ﺖ ﺻﺪﻳﻘﻪ اﻟﻤﻘﺮﱠب ﺗﻐﺎر ﻣﻦ ذآﺮاهﺎ أﺷﺪ اﻟﻐﻴﺮة ،ﻓﺄﻳﻦ اﻧﻌﻜﺎس هﺬا اﻟﺤﺐ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن ﺑﻨ ُ ،اﻟﺬي ا ُﺗﻬِﻢ ﺑﺄﻧ ﻪ ه ﻮ ﻣﺆﻟﻔ ﻪ ؟ ﻟﻘ ﺪ ُذ ِآ ﺮَت ﻣ ﺮﻳﻢ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ اﻟﺴ ﻼم ﻓ ﻲ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻣﻮﺿ ﻊ ، و ُذ ِآﺮَت اﻣﺮأة ﻓﺮﻋﻮن ،ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﺣﺪ ﻣﻦ ﻗﻮﻣ ﻪ ﻳﻌ ﺮف ﻋﻨﻬ ﺎ ﺷ ﻴﺌﺎ ،ﻓِﻠ َﻢ أّﻟ ﻒ ﻗﺮﺁﻧﺎ ﻓﻴﻪ ذآﺮ هﺎﺗﻴﻦ اﻟﺴﻴﺪﺗﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺆﻟﻒ ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻟﻮ آﺎن هﻮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻘﺮﺁن ؟ ﺑﻞ ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﻳﺆﻟﻒ ﻗﺮﺁﻧﺎ ﻓ ﻲ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ أو ﺻ ﻔﻴﺔ أو زﻳﻨ ﺐ أو ﺣﻔﺼ ﺔ ، ﻏﺜّﺎ ﻣﺜﻠﻪ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻲ هﺬﻩ اﻷﻳﺎم اﻟﻜﺬاب ﻓﻲ ﻧﺠﻮاﻧﺎ وﺣﻴًﺎ ﺑﺎردًا َ آﻤﺎ أﻟﻒ ﻧﺒ ّ ﻧﻈ ﺮ اﻟﻨﻘ ﺪ اﻷدﺑ ﻲ واﻟ ﺬوق اﻟﻔﻨ ﻲ اﻟﺴ ﻠﻴﻢ ،ﻗﺒ ﻞ وﺟﻬ ﺔ ﻧﻈ ﺮ اﻟ ﺪﻳﻦ واﻟﺼ ﺪق واﻟﺨﻠ ﻖ ﺼﻔَﻊ ﻋﻠ ﻲ وﺟﻬ ﻪ وﻗﻔ ﺎﻩ ؟ أﻟ ﻢ ُﻳ ﱠﺘﻬَﻢ ﻧﺒﻴﻨ ﺎ ﺑﺄﻧ ﻪ آ ﺎن ﻋﺒ ﺪا ﻟﻠﺠ ﻨﺲ وﻧﺪاﺋ ﻪ ؟ اﻟﻜﺮﻳﻢ ،أن ُﻳ ْ ﻦ ﻋﻠ ﻲ ﺣﻮاﺳ ﻪ وﻗﻠﺒ ﻪ أﻟ ﻴﺲ ه ﺆﻻء اﻟﻨﺴ ﺎء ،ﻓ ﻲ ﻧﻈ ﺮ أﻋﺪاﺋ ﻪ ،ه ﻦ اﻟﻼﺗ ﻲ ﻗ ﺪ اﺳ ﺘﻮَﻟ ْﻴ َ وﻋﻮاﻃﻔﻪ ؟ ﺗﺮي ِﻟ َﻢ َﻟ ْﻢ ﻳﺤﺎول أن ﻳﻐﺎزﻟﻬﻦ أو ﻳﺴﺘﺮﺿﻴﻬﻦ ﺑﻘﺮﺁن ﻳﺪﻏﺪغ ﻏﺮورهﻦ ﻟ ﻮ آﺎن ﻣﺜﻞ ﻋﺎﺷﻖ » ﻧﺠﻮاﻧﺎ « ﻧﺒﻴﺎ ﻣﺰﻳﻔﺎ آﺬاﺑﺎ ؟ وﻟﻢ ﺗﻜﻦ أﻣﻪ وﻋﻤ ﻪ أﺑ ﻮ ﻃﺎﻟ ﺐ وزوﺟﺘ ﻪ اﻟﺤﺒﻴﺒ ﺔ ﺧﺪﻳﺠ ﺔ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨﻬ ﺎ ه ﻢ آ ﻞ ﻣ ﻦ ﻣﺎﺗﻮا ﻣﻤﻦ آﺎن ﻳﺤﺒﻬﻢ أﺷﺪ اﻟﺤﺐ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﻣﻮﺗﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن ،اﻟﺬي زﻋﻢ اﻟﺰاﻋﻤ ﻮن أﻧﻪ أﺗﻲ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ وﻧﺴﺒﻪ إﻟﻲ اﻟﺴﻤﺎء ،ﻓﻘﺪ ﻣﺎت ﻋﻤﻪ وأﺧﻮﻩ ﻓﻲ اﻟﺮﺿﺎع ﺣﻤﺰة أﺳ ﺪ اﷲ وأﺳﺪ رﺳﻮﻟﻪ :ﻣﺎت ﻣﻴﺘﺔ ﻣﺄﺳﺎوﻳﺔ ﻇﻠﺖ ذآﺮاهﺎ ﺣﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﻜﺮ اﻟﺮﺳﻮل وﻗﻠﺒﻪ ﺗﻠﺬﻋ ﻪ ﻲ اﻟﺤﺒﺸ ﻲ ،وﺟ ﺎءت ﺸ ﱟ ﺣِ ،آﻤﺎ ﻣ ّﺮ ﺑﻨﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ إﺳﻼم ﻗﺎﺗﻞ هﺬا اﻟﻌ ﻢ واﻷخ اﻟﺤﺒﻴ ﺐ َو ْ ﺣ ﺪ اﻟﻘﺎﺳ ﻴﺔ ،اﻟﺘ ﻲ زاده ﺎ ﻗﺴ ﺎو ًة أن اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻗ ﺪ ﻣﻴﺘﺘ ﻪ رﺿ ﻲ اﷲ ﻋﻨ ﻪ ﻣ ﻊ هﺰﻳﻤ ﺔ ُأ ُ ﺴ ﻢ ﻟﺼ ﺎﻟﺤﻬﻢ ﻟ ﻮﻻ ﻋﺼ ﻴﺎن اﻟﺮﻣ ﺎة ﺤَ اﻧﺘﺼ ﺮوا ﻓ ﻲ ﺑ ﺪاﻳﺘﻬﺎ ﻧﺼ ﺮا ﻣ ﺆزرا وآﺎﻧ ﺖ ﺳ ُﺘ ْ ﻷواﻣﺮ اﻟﺮﺳﻮل .وﺑﺮﻏﻢ ذﻟﻚ آﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﺬرف اﻟﻘﺮﺁن وﻻ دﻣﻌ ًﺔ واﺣ ﺪة ﻋﻠ ﻲ ه ﺬا اﻟﺒﻄ ﻞ اﻟﻤﻐـﻮار ،ﺑﻞ آـﻞ ﻣﺎ ﺟ ﺎء ﻋﻨ ـﻪ ه ـﻮ ﺗﻠ ﻚ اﻵﻳ ـﺎت ﻓ ـﻲ ﺁﺧ ﺮ ﺳ ـﻮرة » اﻟﻨﺤ ﻞ « ﺗ ﺄﻣﺮ اﻟﻨﺒﻲ ﺑﺄﻧﻪ إذا ﻋﺎﻗﺐ ﻓﻠْﻴﻌﺎﻗﺐ ﺑﻤﺜﻞ ﻣﺎ ﻋﻮﻗﺐ ﺑ ﻪ ،وإن آ ﺎن اﻟﺼ ﺒﺮ ﺧﻴ ﺮًا ﻟﻠﺼ ﺎﺑﺮﻳﻦ . ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ،ﺣﻴﻦ ﻣﺜﻠﺖ هﻨﺪ وﻣﻌﻬﺎ ﻧﺴﺎء ﻗﺮﻳﺶ ﺑﺠﺜﺔ اﻟﺸﻬﻴﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﻘْﺪا و ُﻗﺮْﻃ ﺎ وﺷﻘﺖ ﺑﻄﻨﻪ وأﺧﺮﺟﺖ آﺒﺪﻩ وﻣﻀﻐﺘﻬﺎ وﺟﺪﻋﺖ أﻧﻔﻪ وأذﻧﻴﻪ وﺟﻌﻠﺖ ﻣﻨﻬﺎ ِ ،وﺟﺎء أﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎن ﻓﺄﺧﺬ ﻳﻀﺮﺑﻪ ﻓﻲ أﺳﻨﺎﻧﻪ)آﺮم اﷲ ﻣﺜﻮاﻩ ﻓﻲ دار اﻟﺨﻠﺪ( وهﻮ ﻳﻘﻮل ﻟﻪ ﻋﻘَﻖ « ،أﻗﺴﻢ ﺻ ﻠﻮات اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻓ ﻲ ﻏﻤ ﺮة أﺣﺰاﻧ ﻪ اﻟﻤﻔﺮﻃ ﺔ أن ق ُ ﻣﺘﺸﻔﻴﺎ ﺷﺎﻣﺘﺎُ » :ذ ْ ﻳﻤﺜﱢﻞ ﺑﺜﻼﺛﻴﻦ) وﻓﻲ رواﻳﺔ »:ﺑﺴ ﺒﻌﻴﻦ«( واﺣ ﺪًا ﻣ ﻨﻬﻢ ﻣﺜﻠﻤ ﺎ ﻣﺜﻠ ﻮا ﺑﺠﺜ ﺔ ﻋﻤ ﻪ ،ﻓﻨﺰﻟ ﺖ
ﻦ ﺻ ﺒﺮﺗﻢ َﻟ ُﻬ ﻮ ﺧَﻴ ٌﺮ ﻋ ﻮ ِﻗ ْﺒﺘُﻢ ﺑ ﻪ ،وَﻟ ِﺌ ْ اﻵﻳ ﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴ ﺔ » :وإن ﻋ ﺎ َﻗ ْﺒﺘُﻢ ﻓﻌ ﺎ ِﻗﺒُﻮا ﺑﻤﺜ ﻞ ﻣ ﺎ ُ ﻖ ﻣﻤ ﺎ ﺿ ْﻴ ٍ ﻚ ﻓﻲ َ ك إﻻ ﺑﺎﻟﻠﱠﻪ ،وﻻ ﺗﺤﺰن ﻋﻠﻴﻬﻢ وﻻ َﺗ ُ ﺻ ْﺒ ُﺮ َ ﺻﺒِﺮ ،وﻣﺎ َ ﻟﻠﺼّﺎﺑﺮﻳﻦ $وا ْ )(٣ ﺤﺴِﻨﻮن« .آﻼ ،ﻟﻴﺲ هﺬا آﻼم اﻟﺒﺸ ﺮ َﻳ ْﻤﻜُﺮون $إن اﷲ ﻣﻊ اﻟﺬﻳﻦ ا ّﺗ َﻘﻮْا واﻟﺬﻳﻦ هﻢ ُﻣ ْ وﻻ هﺬﻩ ﻋﻮاﻃﻒ اﻟﺒﺸﺮ ،ﺑﻞ ه ﺬا ﺻ ﻮت اﻹﻟ ﻪ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳ ﺮد رﺳ ﻮﻟﻪ إﻟ ﻲ ﺧﻄ ﺔ اﻟﻌ ﺪل واﻹﻧﺼﺎف ﺛﻢ ﻳﻨﺼﺤﻪ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ،ﻓﻬﻮ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎب .واﷲ ﻟ ﻮ أن ﻣﺤﻤ ﺪا ه ﻮ ﻣﺆﻟ ﻒ اﻟﻘﺮﺁن ﻣﺎ آﺎن ﻟﻴﻘﻮل هﺬا اﻟﻜﻼم أﺑﺪا ﺣﺘﻲ ﻟ ﻮ اﻧﺨﻠﻌ ﺖ اﻟﻨﺠ ﻮم واﻟﻜﻮاآ ﺐ ﻣ ﻦ ﻣ ﺪاراﺗﻬﺎ واﻧﻄﺒﻘﺖ اﻟﺴﻤﺎء ﻋﻠﻲ اﻷرض .وﻻ ﻳﻤﻜﻦ أﺑﺪا ﺗﻔﺴﻴﺮ ذﻟﻚ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ هﺪأت ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻓﻘﺎل ﻣ ﺎ ﻗ ﺎل ،ﻓﻘ ﺪ رأﻳﻨ ﺎ ذآ ﺮي ه ﺬا اﻻﺳﺘﺸ ﻬﺎد اﻟﻤﺄﺳ ﺎوي ﺗﻠﺬﻋ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺑﻌ ﺪ ﻣ ﺮور ﺳﻨﻮات ﻃﻮال ،ﺣﺘﻲ ﻟﻘﺪ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻗﺎﺗﻞ ﻋﻤﻪ اﻟﺬي أﺗﺎﻩ ﻣﺴ ﻠﻤﺎ ﻃﻠﺒ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳﻄﻠﺒ ﻪ ﻣ ﻦ أﺣ ﺪ ﺐ ﻋﻨﻲ وﺟﻬ ﻚ « .ﻟﻘ ﺪ ﻧﺰﻟ ﺖ ﺁﻳ ﺎت ﺳ ﻮرة » ﻏ ﱢﻴ ْ ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮﻩ ،إذ ﻗﺎل ﻟﻪ » :ﻻَأ َر َﻳﻨﱠﻚ َ . اﻟﻨﺤ ﻞ « ﻋﻠﻴ ﻪ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ و ﺳ ﻠﻢ وﺳ ﻌﻴﺮ اﻟﻐﻀ ﺐ واﻷﺣ ﺰان ﻳﺘﻠﻈ ﻲ ﻓ ﻲ ﻗﻠﺒ ﻪ ودﺧﺎﻧﻬﺎ ﻳﺴﻮّد اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ،ﻓﻤﺎ ﻣﻌﻨﻲ اﻟﻜﻼم إذن ﻋﻦ هﺪوء اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ إﻻ أن ﺗﻜﻮن ﻗ ﻮة ﻗ ﺎهﺮة ه ﻲ اﻟﺘ ﻲ أﻣﺮﺗ ﻪ ﺑﻬ ﺬا ﻓ ﺎﺋﺘﻤﺮ ،وﺻ ﺒّﺮﺗﻪ ﻓﺼ ﺒﺮ ،وأوﺣ ﺖ إﻟﻴ ﻪ ﻓ ﺄﻋﻠﻦ ﻣ ﺎ أوﺣﺖ ﺑﻪ وأﻃﺎﻋﻪ ﺑﻼ أدﻧﻲ ﺗﺮدد ؟ وﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﻪ ﺣﻤﺰة ﻳﻘﺎل ﻓﻲ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﻪ ﺟﻌﻔ ﺮ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ اﻟﺸ ﻬﻴﺪ اﻟﻄﻴ ﺎر ،ﻓﻘ ﺪ ﺖ ﻄ َﻌ ْ ﻣﺎت ،رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ،وهﻮ ﻳﻨﺎﻓﺢ ﻋﻦ ﻟ ﻮاء اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ ﻓ ﻲ ﻏ ﺰوة ﻣﺆﺗ ﺔ ﺣﺘ ﻲ ُﻗ ِ ذراﻋﺎﻩ ،وﻟﻢ ﻳﺮض أن ﻳﺘﺮك راﻳﺔ اﻹﺳﻼم ﺗﺴ ﻘﻂ ﻋﻠ ﻲ اﻷرض .وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻓ ﻼ ذآ ﺮ ﻟﺠﻌﻔﺮ وﻻ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺤﺰن ﻋﻠﻲ ﺟﻌﻔﺮ وﻻ رﺛﺎء ﻷوﻻد ﺟﻌﻔﺮ) اﻟ ﺬﻳﻦ ﺗ ﺮآﻬﻢ وراءﻩ ﺐ اﻟﺤﻮاﺻﻞ( ﻓﻲ أﻳﺔ ﺳﻮرة ﻣﻦ ﺳ ﻮر اﻟﻘ ﺮﺁن اﻟﻤﺎﺋ ﺔ واﻷرﺑ ﻊ ﻋﺸ ﺮة .أﻓﻴﻘ ﺎل ﺑﻌ ﺪ ﻏ َ ُز ْ هﺬا آﻠﻪ إن اﻟﻘﺮﺁن هﻮ آﻼم ﻣﺤﻤ ٍﺪ ادّﻋﺎﻩ أو ﺗﻮهﻤﻪ ؟ أآﺜﺮ ﻣﻦ هﺬا أﻧﻪ ﻗﺪ ﻣﺎت ﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺛﻼﺛﺔ أوﻻد ذآﻮر ﻣﻦ ﺧﺪﻳﺠﺔ) أو وﻟﺪ واﺣﺪ أو اﺛﻨﺎن ﻓﻘ ﻂ ﻓ ﻲ رواﻳ ﺎت أﺧ ﺮي( ،وﻣ ﻊ ه ﺬا ﻓﻠ ﻴﺲ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻣ ﻦ أوﻟ ﻪ إﻟ ﻲ ﺁﺧ ﺮﻩ أي ﻀ ﺔ ﻋﻠ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺰه ﻮر اﻟﺮﻗﻴﻘ ﺔ اﻟﺘ ﻲ اﻧﻌﻜﺎس ﻟﻤﺎ ﻻ ﺑﺪ أﻧﻪ ﻣﻸ ﻗﻠﺒ ﻪ ﻣ ﻦ اﻷﺣ ﺰان اﻟﻤﻤ ّ ﻚ هﻮ ﺻﻮّﺣﺖ ﻓﻲ ُﺑﻜْﺮة اﻟﻨّﺪي ﻣﻊ أول أﺿﻮاء اﻟﻨﻬﺎر .وﻟﻮﻻ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ » :إن ﺷ ﺎ ِﻧ َﺌ َ اﻷ ْﺑ َﺘ ُﺮ« ) (٤ردّا ﻋﻠﻲ ﺳﻔﺎهﺔ ﻗﻮﻣﻪ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﻴّﺮوﻩ ﺑﺄﻧﻪ أﺑﺘﺮ ،أي ﻻ ﻳﻌﻴﺶ ﻟﻪ أوﻻد ذآﻮر ،ﻓﻠﺮﺑﻤﺎ ﻣ ّﺮ هﺬا اﻷﻣﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ وﻧﺤﻦ ﻧﻘﺮأ ﺳﻴﺮﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أن ﻧﻠﻘﻲ إﻟﻴﻪ ﺑﺎﻻ .ﻓـﻬﺬا آﻞ ﻣﺎ هﻨﺎﻟﻚ .ﺛ ﻢ ﻟﻤ ﺎ ه ﺎﺟﺮ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﻣﺎﺗ ﺖ ﻟ ﻪ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻲ ﻣ ﻦ أﺟﻠﻬﻤ ـﺎ » ذا ﺳ ﱢﻤ َ ﻲ اﻟ ﺬي ُ اﺑﻨﺘ ﺎن ،هﻤ ﺎ رﻗﻴ ﺔ وأم آﻠﺜ ﻮم زوﺟﺘ ﺎ اﻟﺮﺟ ﻞ اﻟﺤ ـﻴ ّ اﻟﻨﻮرﻳﻦ« ،ﻓﻠﻢ ﺗﻨﺰل ﺁﻳﺔ ﺑﻞ وﻻ آﻠﻤ ﺔ واﺣ ﺪة ﻓﻴﻬﻤ ﺎ .ﺑ ﻞ إن ﺑﻌ ﺾ أﺣﻔ ﺎدﻩ ﻗ ﺪ ﻣ ﺎﺗﻮا ، ﻦ وﻧﺤﻦ ﻧﻌﺮف ﻣﺪي ﻣﺎ آﺎن ﻳﻜﻨﻪ ﻣ ﻦ ﺣ ﺐ ﻟﻸﻃﻔ ﺎل ،ﻓﻤ ﺎ ﺑﺎﻟ ﻚ ﺑﺄﺑﻨ ﺎء ﺑﻨﺎﺗ ﻪ اﻟﻼﺋ ﻲ ُآ ّ وآﺎن أﺑﻨﺎؤهﻦ ﻣﻮﺿﻊ ﺣﺒﻪ وﻋﻄﻔﻪ وﺣﻨﺎﻧﻪ ،ﻓﻠﻢ ﻧﺴﻤﻊ ﺑﺂﻳﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﻓ ﻲ ﺷ ﻲء ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ، وآﺄن هﺬا اﻟﻤﻮت ﻗﺪ أﺻﺎب ﺑﻴﺖ أﻧﺎس ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﺑﻬﻢ ﻣﺤﻤﺪ ،أﻧ ﺎس ﺗﻔﺼ ﻠﻪ ﻋ ﻨﻬﻢ ﺑﺤ ﺎر وﺟﺒﺎل وﺻﺤﺎري َﻳﺤَﺎر ﻓﻴﻬﺎ اﻟ َﻘﻄَﺎ. ﻋﻠﻲ أن اﻟﺬي ﻻ ﻳﻨﻘﻀﻲ ﻣﻨﻪ اﻟﻌﺠﺐ هﻮ ﺳﻜﻮت اﻟﻘﺮﺁن ﺗﻤﺎﻣًﺎ ﻋﻦ ﻓﻠ ﺬة آﺒ ﺪﻩ إﺑ ﺮاهﻴﻢ ، ﺧﻠْﻔﺔ اﻟﺬآﻮر وﺑﻌﺪ أن ﺳﻤﻊ ﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﻣﻦ ﺳ ﻔﺎهﺎت اﻟﺴ ﻔﻬﺎء اﻟﺬي رُزق ﺑﻪ ﻋﻠﻲ ﻳﺄس ﻣﻦ ِ ) (٣اﻟﻨﺤﻞ . ١٢٨ – ١٢٦ / ) (٤اﻟﻜﻮﺛﺮ. ٣ /
ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ ﻓﻲ أواﺋﻞ اﻟﺪﻋﻮة ﺣﻴﻦ ﻋ ّﻴ ﺮوﻩ ﺑﺄﻧ ﻪ » أﺑﺘ ﺮ « ،ﻓﻜﺎﻧ ﺖ وﻻدة ه ﺬا اﻟﻄﻔ ﻞ ﻓ ﻲ ﺠﺮ أﺧﺮﻳﺎت ﺣﻴﺎة أﺑﻴﻪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻧﺴﻤﺔ اﻟﻬﻮاء اﻟﻤﻌﻄﱠﺮة اﻟﺒﻠِﻴﻠﺔ ﺗﻬﺐ ﻓﻲ اﻷﺻ ﻴﻞ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤﻬ ﱢ ﺢ اﻟﺴﱠﻤﻮم وﺟﻬَﻪ ﻃﻮال اﻟﻨﻬﺎر .ﻟﻘﺪ روت ﻟﻨﺎ آﺘﺐ اﻟﺴﻴﺮة واﻟﺤﺪﻳﺚ آﻴﻒ ت رﻳ ُ ﺷ َﻮ ْ اﻟﺬي َ وﻗﻌ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﻤﺼ ﻴﺒﺔ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ أﻓﻀ ﻞ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم ﺣﺘ ﻲ إن اﺛﻨ ﻴﻦ ﻣ ﻦ ﺻ ﺤﺎﺑﺘﻪ آﺎﻧ ﺎ ﻳﺴ ﻨﺪاﻧﻪ ﻣ ﻦ ﺗﺤ ﺖ إﺑﻄﻴ ﻪ ﻣ ﻦ هﻮﻟﻬ ﺎ ،ودﻣﻮﻋ ﻪ ﺗﺠ ﺮي ﻋﻠ ﻲ ﺧﺪﻳ ﻪ اﻟﻜ ﺮﻳﻤﺘﻴﻦ .ﻟﻜ ﻦ اﻧﻈ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮﺁن اﻟﻜ ﺮﻳﻢ ،ﻓﻠ ﻦ ﺗﺠ ﺪ ﺷ ﻴﺌﺎ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ﺣﺘ ﻲ وﻻ آﻠﻤ ﺔ ﺗﻌ ﺎﻃﻒ ﻣ ﻊ ه ﺬا اﻷب اﻟﻤﻔﺆودﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ و ﺳ ﻠﻢ .إﻧ ﻪ ﺣﻘ ﺎ آ ﻼم اﻟﺴ ﻤﺎء ،وﻟ ﻴﺲ ﺗﺴﺠﻴﻼ ﻷﺣﺰاﻧﻪ وﻻ ﻣﺼﺎﺋﺐ ﺑﻴﺘﻪ . ﻞ ،ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺘﻮي اﻟﺸﺨﺼ ﻲ ، ﺨ ُ ﻚ أن ﺣﻴﺎة رﺳﻮل اﷲ ﻟﻢ َﺗ ْ هﺬا ﻋﻦ اﻷﺣﺰان ،وﻻ ﺷ ّ ﻣﻦ ﻣﺒﺎهﺞ وﻣﺴﺮات .وهﺬا اﻟﻘﺮﺁن ،ﻓﺎﻗﺮأﻩ ﺁﻳﺔ ﺁﻳﺔ ﻓﻠﻦ ﺗﻌﺜﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻋﻠﻲ ﺷ ﻲء : ﻓﻼ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﺜﻼ ﻋ ﻦ زواﺟ ﻪ ﺑﺄﻳ ﺔ واﺣ ﺪة ﻣ ﻦ ﻧﺴ ﺎﺋﻪ ،وﻻ ﺣﺘ ﻲ ﻋ ﻦ ﻋﺎﺋﺸ ﺔ أو ﺣﻔﺼ ﺔ اﺑﻨﺘﻲ أﻗﺮب أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ إﻟﻴﻪ وﻟﻮ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﻤﺠﺎﻣﻠﺔ ﻷﺑﻮﻳﻬﻤﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺎ أﺳﺪﻳﺎﻩ ﻟﻺﺳﻼم ﻣ ﻦ ﺟﻠﱠﻲ ﻻ ﺗﻘﺪﱠر ﺑﺜﻤﻦ ،ﻋﻠﻲ اﻷﻗﻞ ﻟﻴﻀﻤﻦ اﺳ ﺘﻤﺮارهﻤﺎ ﻓ ﻲ ﺗﻌﻀ ﻴﺪﻩ واﻟﺘﻀ ﺤﻴﺔ ﺧﺪﻣﺎت ُ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺬي أﺗﻲ ﺑﻪ. أﻣﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﺴﺘﻮي اﻷﻣﺔ ﻓﻘﺪ اﻧﺘﺼﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻓﻲ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻐﺰوات ،و ُهﺰِﻣﻮا ﻓﻲ أﺣﺪ وﻣ ﺎت ﺳ ﺒﻌﻮن ﻣ ﻨﻬﻢ ﺣﻤ ﺰة أﺳ ﺪ اﷲ ،وﺗﻜﺎﻟﺒ ﺖ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ اﻟﻌ ﺮب واﻟﻴﻬ ـﻮد آﺎﻟﻜ ـﻼب ﺣ َﻨﻴْﻦ ﻓﻲ أواﺋﻞ اﻟﺤﺮب ﺿﺮﺑﺔ آﺎدت اﻟﻤﺴـﻌﻮرة ﻓﻲ ﻣﻌﺮآـﺔ » اﻟﺨﻨﺪق « ،و َﺗَﻠ ﱠﻘﻮْا ﻓﻲ ُ أن ﺗُﻮدِي ﺑﻬﻢ ﻟﻮﻻ ﺳﺘﺮ اﷲ وﺷﺠﺎﻋﺔ اﻟﺮﺳﻮل وﺛﺒﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻌﻪ هﻮ وﻧﻔﺮ ﻣﻦ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﺛﺒﺎت اﻷﺑﻄﺎل ،وﻋﺎدوا ﻣﻦ ﻣﺆﺗﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺼﺮع ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ أﻋﻈﻢ ﻗﻮادهﻢ وأﺻﺪﻗﺎﺋﻬﻢ ﺷ ﺪّا ﻋﻠﻲ أﻋﺪاء اﷲ واﻟﺪﻳﻦ وﻣﻨﻬﻢ اﺑ ﻦ ﻋﻤ ﻪ ﺟﻌﻔ ﺮٌاﻟﻄﻴ ﺎر ،ﻋ ﺪا اﻟﺠﻨ ﻮد اﻟ ﺬﻳﻦ ﻟ ﻢ ﺗﺤﺼ ﺮ ﻒ ﻣﻨﻬ ﺎ اﻟﺤ ﺰن ﻋﻠ ﻲ ه ﺆﻻء ﺸ ﱡ ﺴ َﺘ َ آﺘﺐ اﻟﺴﻨﺔ أﻋﺪادهﻢ .ﻓﻬﻞ ﺗﺠﺪ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن ﺁﻳﺔ واﺣﺪة ُﻳ ْ ﺣﺪ اﻟﺸﻬﺪاء اﻟﺬﻳﻦ ﺳﻘﻄﻮا ﺻﺮﻋﻲ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ واﻟﺪﻳﻦ واﻟ ﻮﻃﻦ ؟ إن ﻏ ﺰوات ﺑ ﺪر وُأ ُ واﻷﺣﺰاب وﺗﺒ ﻮك وﻏﻴﺮه ﺎ ﻣﺴ ﺠﻠﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮﺁن ،وﻟﻜﻨ ﻚ ﻻ ﺗﺠ ﺪ أﺑ ﺪا ﻻ ﺧ ّﻔ ﺔ اﻻﻧﺘﺸ ﺎء اﻟﺒﺸﺮي ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ وﻻ ﻟﻮﻋﺔ اﻟﺤﺰن اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻟﻠﻬﺰﻳﻤﺔ ،ﺑﻞ ﺗﺴﻤﻊ داﺋﻤﺎ اﻟﺼ ﻮت اﻹﻟﻬ ﻲ ﻣﻮﺟﱢﻬﺎ وﻣﺨﺎﻃﺒﺎ وﻣﺒﺼﱢﺮا وﻣﺸﻴﺮا إﻟﻲ اﻟﺪروس واﻟﻌﺒﺮ اﻟﺘﻲ ﻳﺠ ﺐ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ أن ﻳﺨﺮﺟﻮا ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ه ﺬا اﻟﻨﺼ ﺮ أو ﺗﻠ ﻚ اﻟﻬﺰﻳﻤ ﺔ .اﺳ ﻤﻊ ﻣ ﺜﻼ ﻣ ﺎ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ ﺑ ﺪر » :وَﻟ َﻘ ْﺪ ﺼ ﺮآﻢ اﻟﱠﻠ ﻪ ﺑﺒ ﺪ ٍر وأﻧ ﺘﻢ أَذّﻟ ﺔ ،ﻓ ﺎﺗﻘﻮا اﷲ ﻟﻌﻠﻜ ﻢ ﺗﺸ ﻜﺮون $إذ ﺗﻘ ﻮل ﻟﻠﻤ ﺆﻣﻨﻴﻦ :أﻟ ﻦ َﻧ َ ﻳﻜﻔﻴﻜﻢ أن ُﻳ ِﻤﺪّآﻢ رﺑﻜﻢ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺁﻻف ﻣ ﻦ اﻟﻤﻼﺋﻜ ﺔ ُﻣ ْﻨ ﺰَﻟﻴﻦ َ $ﺑَﻠ ﻲ ،إن ﺗﺼ ﺒﺮوا وﺗﺘﻘ ﻮا وﻳﺄﺗﻮآﻢ ﻣﻦ َﻓﻮْرهﻢ هﺬا ُﻳ ْﻤ ِﺪدْآﻢ رﺑﻜﻢ ﺑﺨﻤﺴﺔ ﺁﻻف ﻣﻦ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻣُﺴﻮﱢﻣﻴﻦ $وﻣﺎ ﺟﻌﻠ ﻪ اﷲ إﻻ ُﺑ ْ ﺸﺮَي ﻟﻜﻢ وِﻟﺘَﻄﻤﺌﻦ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ﺑﻪ .وﻣ ﺎ اﻟﻨﺼ ُﺮ إﻻ ﻣ ﻦ ﻋﻨ ﺪ اﷲ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ اﻟﺤﻜ ﻴﻢ $ )(٥ ﻃ َﺮﻓًﺎ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ آﻔﺮوا أو َﻳ ْﻜ ِﺒﺘَﻬﻢ ﻓﻴﻨﻘﻠﺒﻮا ﺧ ﺎﺋﺒﻴﻦ« .وﻗﺒ ﻞ أن ﻧﻤﻀ ﻲ إﻟ ﻲ ﻣ ﺎ ﻟﻴﻘﻄﻊ َ ﺟﺎء ﻋﻦ ذات اﻟﻐﺰوة ﻓﻲ ﺳﻮرة » اﻷﻧﻔﺎل « أﺳﺄﻟﻚ :أﺗﺠﺪ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ أﻓﺮاح اﻟﻨﺼﺮ هﻨﺎ ؟ إن اﻵﻳﺎت ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ إﻻ اﻣﺘﻨﺎن اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺄﻧﻪ َﻧﺼَﺮهﻢ وه ﻢ أذﻟ ﺔ .أﻣ ﺎ ﷲ إﺣ ﺪي اﻟﻄ ﺎﺋﻔﺘﻴﻦ أﻧﱠﻬ ﺎ ﻟﻜ ﻢ ﻣ ﺎ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ ﺳ ﻮرة » اﻷﻧﻔ ﺎل « ﻓﻬﺎ َآ ُﻪ » :وإذ ﻳَﻌ ﺪُآﻢ ا ُ ﻄ َﻊ ﻖ اﻟﺤ ﻖ ﺑﻜﻠﻤﺎﺗ ﻪ ،و َﻳ ْﻘ َ ﺤ ﱠ ت اﻟﺸﱠﻮآﺔ ﺗﻜﻮن ﻟﻜﻢ ،وﻳﺮﻳ ﺪ اﷲ أن ُﻳ ِ ﻏ ْﻴ َﺮ ذَا ِ و َﺗ َﻮدﱡون أن َ ﻞ وﻟﻮ َآ ِﺮ َﻩ اﻟﻤﺠﺮﻣﻮن $إذ ﺗﺴ ﺘﻐﻴﺜﻮن رﺑﻜ ﻢ ﻃَ ﻞ اﻟﺒﺎ ِ ﻄَ ﻖ و ُﻳ ْﺒ ِ دَاﺑﺮ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ِ $ﻟ ُﻴﺤِﻖ اﻟﺤ ﱠ ) (٥ﺁل ﻋﻤﺮان . ١٢٧ – ١٢٣ /
ﺸ ﺮَي ، ﻒ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻼﺋﻜ ﺔ ُﻣ ﺮدِﻓﻴﻦ $وﻣ ﺎ ﺟﻌﻠ ﻪ اﷲ إﻻ ُﺑ ْ ﻓﺎﺳ ﺘﺠﺎب ﻟﻜ ﻢ أﻧ ﻲ ﻣ ِﻤ ﺪّآﻢ ﺑ ﺄﻟ ٍ ﺸ ﻴﻜُﻢ ﺼ ُﺮ إﻻ ﻣ ﻦ ﻋﻨ ﺪ اﷲ .إن اﷲ ﻋﺰﻳ ٌﺰ ﺣﻜ ﻴﻢ $إذ ُﻳ َﻐ ﱢ ﻦ ﺑ ﻪ ﻗﻠ ﻮﺑﻜﻢ .وﻣ ﺎ اﻟ ﱠﻨ ْ وِﻟ َﺘﻄْﻤﺌ ّ ﺐ ﻋ ﻨﻜﻢ رِﺟ ﺰ ﻄ ّﻬ ﺮآﻢ ﺑ ﻪ ،و ُﻳ ْﺬ ِه َ ل ﻋﻠ ﻴﻜﻢ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻤﺎء ﻣ ﺎ ًء ﻟ ُﻴ َ س َأ َﻣ َﻨ ًﺔ ﻣِﻨ ﻪ وﻳ َﻨ ّﺰ ُ اﻟﻨﱡﻌ ﺎ َ ﺖ ﺑﻪ اﻷﻗﺪام $إذ ُﻳﻮِﺣﻲ رﺑﱡﻚ إﻟﻲ اﻟﻤﻼﺋﻜ ﺔ أﻧ ﻲ ﻂ ﻋﻠﻲ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ،و ُﻳ َﺜ ﱢﺒ َ ن ،وِﻟ َﻴ ْﺮ ِﺑ َ اﻟﺸﻴﻄﺎ ِ ﺐ ،ﻓﺎﺿ ﺮﺑﻮا ﻓ ﻮق ﻋ َ ﻣﻌﻜ ﻢ ﻓ َﺜ ﱢﺒ ُﺘ ﻮا اﻟ ﺬﻳﻦ ﺁﻣَﻨ ﻮا .ﺳ ُﺄﻟْﻘﻲ ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﻮب اﻟ ﺬﻳﻦ آﻔ ﺮوا اﻟ ﱡﺮ ْ ﻖ اﻟﱠﻠ َﻪ ﷲ ورﺳ ﻮﻟَﻪ ،وﻣ ﻦ ﻳﺸ ﺎ ِﻗ ِ ﻞ َﺑﻨَﺎن $ذﻟ ﻚ ﺑ ﺄﻧﻬﻢ ﺷ ﺎﻗﱡﻮا ا َ اﻷﻋﻨﺎق واﺿﺮﺑﻮا ﻣﻨﻬﻢ آ ﱠ ب اﻟﻨﺎر $ﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ن ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻋﺬا َ ورﺳﻮﻟَﻪ ﻓﺈن اﻟﱠﻠ َﻪ ﺷﺪﻳ ُﺪ اﻟﻌﻘﺎب $ذﻟﻜﻢ ﻓﺬُوﻗﻮﻩ وَأ ﱠ ﺣ ًﻔ ﺎ ﻓﻼ ُﺗ َﻮﱡﻟ ﻮهﻢ اﻷدﺑ ﺎر $وﻣ ﻦ ُﻳ َﻮﻟﱢﻬ ْﻢ ﻳﻮﻣﺌ ﺬ ُد ُﺑ ﺮﻩ إﻻ ﺁﻣﻨﻮا ،إذا َﻟﻘِﻴ ﺘﻢ اﻟ ﺬﻳﻦ آﻔ ﺮوا َز ْ ل أو ﻣﺘﺤﻴّﺰا إﻟﻲ ﻓِﺌ ٍﺔ ﻓﻘﺪ ﺑﺎء ﺑِﻐﻀﺐ ﻣﻦ اﷲ وﻣﺄواﻩ ﺟـﻬﻨﻢ ،وﺑﺌﺲ اﻟﻤﺼﻴﺮ ﺤ ﱢﺮﻓًﺎ ﻟﻘﺘﺎ ٍ ُﻣ َﺘ َ ﻲ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺖ إذ رﻣﻴﺖ وﻟﻜﻦ اﷲ رﻣﻲ ،وِﻟ ُﻴ ْﺒِﻠ َ $ﻓَﻠ ْﻢ ﺗﻘﺘﻠﻮهﻢ وﻟﻜﻦ اﷲ ﻗﺘﻠﻬﻢ .وﻣﺎ َر َﻣ ْﻴ َ ﻦ َآ ْﻴ ِﺪ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ $إن ﺗﺴﺘﻔﺘِﺤﻮا ﺣﺴَﻨﺎ .إن اﷲ ﺳﻤﻴﻊ ﻋﻠﻴﻢ $ذﻟﻜﻢ وأن اﷲ ﻣﻮ ِه ُ ﻼ ًء َ ﻣﻨﻪ َﺑ َ ﻲ ﻋ ﻨﻜﻢ ﻓِﺌ ُﺘ ُﻜ ْﻢ ﺢ ،وإن ﺗﻨﺘﻬﻮا ﻓﻬﻮ ﺧﻴﺮ ﻟﻜﻢ ،وإن ﺗﻌﻮدوا َﻧ ُﻌ ْﺪ .وﻟﻦ ُﺗ ْﻐ ِﻨ َ ﻓﻘﺪ ﺟﺎءآﻢ اﻟ َﻔ ْﺘ ُ )(٦ ﺷﻴﺌﺎ وﻟﻮ َآ ُﺜ َﺮ ْ ت وأن اﷲ ﻣﻊ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ« .ﻓﻬﻞ ﺗﺴﻤﻊ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻵﻳﺎت هﺪﻳﺮ اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ ﻏُﻠ ّﻮ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ أو هﺘﺎﻓﺎت اﻟﺠﻤﺎهﻴﺮ أو ﻏﻨ ﺎء اﻟﻔﻨ ﺎﻧﻴﻦ ﺑﻜ ﻞ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ ﻣﺒﺎﻟﻐ ﺎت و ُ وﺗﻀﺨﻴﻢ ﻟﻠﻨﺼﺮ وﺗﺤﻘﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﺄن اﻟﻌﺪو ،ﺷﺄن ردود ﻓﻌ ﻞ اﻟﺒﺸ ﺮ ﻟﻤﺜ ﻞ ه ﺬا اﻻﻧﺘﺼ ﺎر اﻟﺴﺎﺣﻖ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﻮﻗﻌﻪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ؟ آﻼ ،ﺑﻞ هﻮ اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ اﻹﻟﻬ ﻲ ﻟﻠﻤ ﺆﻣﻨﻴﻦ ﺣﺘ ﻲ ﺖ وﻟﻜﻦ ﺖ إذ َر َﻣ ْﻴ َ ﻻ ﻳﺰدهﻴﻬﻢ اﻟﻨﺼﺮ ﻓ َﻴ ْﻔﺘُﺮوا » :ﻓَﻠ ْﻢ ﺗﻘﺘﻠﻮهﻢ وﻟﻜﻦ اﷲ ﻗﺘﻠﻬﻢ ،وﻣﺎ َر َﻣ ْﻴ َ اﷲ رﻣ ﻲ « .أﻣ ﺎ اﻟﻜﻔ ﺎر ﻓﻠﻬ ﻢ ﺁﻳ ﺔ واﺣ ﺪة ﺗﻨ ﺒﻬﻬﻢ ﺑﻤﻨﺘﻬ ﻲ اﻟﻬ ﺪوء إﻟ ﻲ أن ﻣ ﺆاﻣﺮاﺗﻬﻢ وآﻴ ﺪهﻢ وأﻣ ﻮاﻟﻬﻢ ﺿ ﺎﺋﻌﺔ ﻋﺒﺜ ﺎ ،وأن اﻟﺨﻴ ﺮ ﻟﻬ ﻢ أن ﻳ ﺪﺧﻠﻮا ﻓ ﻲ اﻟ ﺪﻳﻦ وﻳﻜﻔ ﻮا ﻋ ﻦ اﻟﻌﺪوان .أﻓﺒﻌﺪ هﺬا ﻳﻘﺎل إن اﻟﻘﺮﺁن اﺧﺘﺮاع ﻣﺤﻤﺪي ؟ ﻓﻬﺬا ﻋﻦ أول وأﻋﻈﻢ اﻧﺘﺼﺎر أﺣﺮزﻩ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن .وإﻟﻴﻚ اﻵن ﻣﺎ ﻧﺰل ﻣ ﻦ وﺣ ﻲ ﺗﻌﻘﻴﺒ ﺎ ﺤﺰَﻧ ﻮا ﺣ ﺪ :ﻳﻘ ﻮل ﺗﻌ ﺎﻟﻲ » :وﻻ َﺗﻬِﻨ ﻮا وﻻ َﺗ ْ ﻋﻠﻲ أﻗﺴ ﻲ هﺰﻳﻤ ﺔ ﻟﺤﻘ ﺖ ﺑﻬ ﻢ ،هﺰﻳﻤ ﺔ ُأ ُ ح ِﻣﺜْﻠ ﻪ .وﺗﻠ ﻚ ﺲ اﻟﻘ ﻮ َم ﻗ ْﺮ ٌ ح ﻓﻘﺪ ﻣ ﱠ ﺴﻜُﻢ َﻗ ْﺮ ٌ ﺴْ ن إن آﻨﺘـﻢ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ $إن َﻳ ْﻤ َ ﻋَﻠ ْﻮ َ وأﻧﺘـﻢ اﻷ ْ ﺷ ﻬﺪا َء .واﷲ ﻻ ﻳﺤ ﺐ اﻷﻳﺎم ﻧُﺪاوِﻟﻬﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس ،وِﻟ َﻴ ْﻌَﻠ َﻢ اﷲ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ،وﻳﺘﺨ ﺬ ﻣ ﻨﻜﻢ ُ ﺴ ﺒﺘﻢ أن ﺗ ﺪﺧﻠﻮا اﻟﺠ ﱠﻨ َﺔ ﺣِ ﻖ اﻟﻜ ﺎﻓﺮﻳﻦ $أم َ ﺤ َ ﷲ اﻟ ﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨ ﻮا و َﻳ ْﻤ َ اﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ $وﻟ ُﻴ َﻤﺤﱢﺺ ا ُ ﻞ ت ﻣﻦ َﻗ ْﺒ ِ ﷲ اﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎهﺪوا ﻣﻨﻜﻢ وﻳَﻌَﻠ َﻢ اﻟﺼﺎﺑﺮﻳﻦ ؟ $وﻟﻘﺪ آﻨﺘﻢ َﺗ َﻤ ﱠﻨﻮْن اﻟﻤﻮ َ وﻟﻤﺎ َﻳ ْﻌَﻠ ِﻢ ا ُ ﻞ. ﺳُ ﺧﻠَﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ اﻟﺮﱡ ُ ل ﻗﺪ َ أن َﺗ ْﻠ َﻘ ْﻮﻩُ ،ﻓﻘﺪ رأﻳﺘﻤﻮﻩ وأﻧﺘﻢ ﺗﻨﻈﺮون $وﻣﺎ ﻣﺤﻤ ٌﺪ إﻻ رﺳﻮ ٌ ﷲ ﺷ ﻴﺌﺎ . ﻀ ﱠﺮ ا َ ﻋﻘِﺒﻴ ﻪ ﻓﻠ ﻦ َﻳ ُ ﺐ ﻋﻠ ﻲ َ ﻞ اﻧﻘﻠﺒﺘﻢ ﻋﻠﻲ أﻋﻘﺎﺑﻜﻢ ؟ وﻣ ﻦ َﻳ ْﻨ َﻘِﻠ ْ أﻓﺈن ﻣﺎت أو ُﻗ ِﺘ َ ﷲ اﻟﺸﺎآﺮﻳﻦ $وﻣﺎ آﺎن ﻟ ﻨﻔﺲ أن ﺗﻤ ﻮت إﻻ ﺑ ﺈذن اﷲ آﺘﺎﺑ ﺎ ﻣ ﺆﺟﱠﻼ .وﻣ ﻦ ﺠﺰِي ا ُ وﺳ َﻴ ْ ب اﻵﺧﺮ ِة ُﻧ ْﺆﺗِﻪ ﻣﻨﻬﺎ ،وﺳ َﻨﺠْﺰي اﻟﺸﺎآﺮﻳﻦ $ ب اﻟﺪﻧﻴﺎ ُﻧ ْﺆﺗِﻪ ﻣﻨﻬﺎ ،وﻣﻦ ُﻳ ِﺮ ْد ﺛﻮا َ ُﻳ ِﺮ ْد ﺛﻮا َ ﻞ ﻣﻌ ﻪ ِرﺑﱢﻴ ﻮﱡن آﺜﻴ ٌﺮ ،ﻓﻤ ﺎ وهﻨ ﻮا ﻟﻤ ﺎ أﺻ ﺎﺑﻬﻢ ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﻴﻞ اﷲ وﻣ ﺎ ﻲ ﻗﺎ َﺗ َ ﻦ ﻣ ﻦ َﻧ ِﺒ ﱟ وآ ﺄ ﱢﻳ ْ ﺿﻌُﻔﻮا وﻣﺎ اﺳ ﺘﻜﺎﻧﻮا .واﷲ ﻳﺤ ﺐ اﻟﺼ ﺎﺑﺮﻳﻦ $وﻣ ﺎ آ ﺎن ﻗ ﻮﻟَﻬﻢ إﻻ أن ﻗ ﺎﻟﻮا :رﺑ ﱠﻨ ﺎ ، ﺖ أﻗﺪاﻣﻨﺎ ،واﻧﺼ ﺮﻧﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻟ َﻘ ْﻮ ِم اﻟﻜ ﺎﻓﺮﻳﻦ $ اﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ ذﻧﻮﺑَﻨﺎ وإﺳﺮاﻓَﻨﺎ ﻓﻲ أﻣﺮﻧﺎ ،وﺛ ﱢﺒ ْ ﺤﺴِﻨﻴﻦ $ﻳﺎأﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﺐ اﻟ ُﻤ ْ ب اﻵﺧﺮة .واﷲ ﻳُﺤ ﱡ ﻦ ﺛﻮا ِ ﺴَ ﺣْ ب اﻟﺪﻧﻴﺎ و ُ ﷲ ﺛﻮا َ ﻓﺂﺗﺎهﻢ ا ُ ﷲ ﻣﻮﻻآﻢ وهﻮ ،إن ﺗُﻄﻴﻌﻮا اﻟﺬﻳﻦ آﻔﺮوا ﻳﺮدﱡوآﻢ ﻋﻠﻲ أﻋﻘﺎﺑﻜﻢ ﻓﺘﻨﻘﻠﺒﻮا ﺧﺎﺳﺮﻳﻦ $ﺑﻞ ا ُ ﺐ ﺑﻤﺎ أﺷﺮآﻮا ﺑﺎﷲ ﻣﺎﻟﻢ ُﻳ َﻨﺰﱢل ﺑ ﻪ ﻋ َ ﺧ ْﻴ ُﺮ اﻟﻨﺎﺻﺮﻳﻦ $ﺳ ُﻨ ْﻠﻘِﻲ ﻓﻲ ﻗﻠﻮب اﻟﺬﻳﻦ آﻔﺮوا اﻟ ﱡﺮ ْ َ ) (٦اﻷﻧﻔﺎل . ١٩ – ٧ /
ﻋ ﺪَﻩ إذ ﷲ َو ْ ﺳ ﻠﻄﺎﻧﺎ .وﻣ ﺄواهﻢ اﻟ ّﻨ ﺎ ُر ،وﺑ ﺌﺲ َﻣ ْﺜ ﻮَي اﻟﻈ ﺎﻟﻤﻴﻦ ! $وﻟﻘ ﺪ ﺻ َﺪﻗﻜﻢ ا ُ ُ ﺼ ﻴﺘﻢ ﻣ ﻦ ﺑَﻌ ِﺪ ﻣ ﺎ أراآ ﻢ ﻣ ﺎ ﺸ ﻠْﺘﻢ وﺗﻨ ﺎزﻋﺘﻢ ﻓ ﻲ اﻷﻣ ﺮ وﻋ َ ﺴ ﻮﻧﻬﻢ ﺑﺈذْﻧ ﻪ ﺣﺘ ﻲ إذا َﻓ ِ ﺤّ َﺗ ُ ﺤﺒﱡﻮن ِ :ﻣ ْﻨ ُﻜ ْﻢ ﻣﻦ ُﻳﺮِﻳﺪ اﻟﺪﱡﻧﻴﺎ وﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﻳُﺮﻳﺪ اﻵﺧ ِﺮ َة ،ﺛﻢ ﺻﺮﻓﻜﻢ ﻋﻨﻬﻢ ِﻟ َﻴ ْﺒ َﺘِﻠﻴَﻜﻢ .وﻟﻘﺪ ُﺗ ِ ﺣ ٍﺪ ﺼ ﻌِﺪون وﻻ َﺗ ْﻠ ﻮُون ﻋﻠ ﻲ َأ َ ﻋﻔ ﺎ ﻋ ﻨﻜﻢ ،واﷲ ذو ﻓﻀ ﻞ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤ ﺆﻣﻨﻴﻦ $إذ ُﺗ ْ واﻟﺮﺳﻮل ﻳﺪﻋﻮآﻢ ﻓﻲ أُﺧﺮاآﻢ ،ﻓﺄﺛﺎﺑﻜﻢ ﻏ ّﻤ ﺎ ِﺑ َﻐ ﱟﻢ ﻟﻜ ﻴﻼ ﺗﺤﺰﻧ ﻮا ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﺎ ﻓ ﺎﺗﻜﻢ وﻻ ﻣ ﺎ ﷲ ﺧﺒﻴ ٌﺮ ﺑﻤﺎ ﺗﻌﻤﻠﻮن $ﺛﻢ أﻧﺰل ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﻦ َﺑﻌْﺪ اﻟ َﻐ ّﻢ َأ َﻣ َﻨ ًﺔ ﻧُﻌﺎﺳﺎ َﻳ ْﻐﺸَﻲ ﻃﺎﺋﻔ ًﺔ أﺻﺎﺑﻜﻢ .وا ُ ﻦ اﻟﺠﺎهﻠﻴ ﺔ .ﻳﻘﻮﻟ ﻮن :ه ﻞ ﻏ ْﻴ َﺮ اﻟﺤﻖ ﻇ ﱠ ﻣﻨﻜﻢ ،وﻃﺎﺋﻔ ٌﺔ ﻗﺪ أه ﱠﻤﺘْﻬﻢ أﻧﻔﺴُﻬﻢ ﻳﻈﻨﻮن ﺑﺎﷲ َ ﺷﻲْء ؟ ﻗﻞ :إن اﻷﻣ َﺮ آﻠﱠﻪ ﻟﻠﱠﻪ ُ .ﻳﺨْﻔﻮن ﻓﻲ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣ ﺎ ﻻ ُﻳ ْﺒ ﺪون ﻟ ﻚ . ﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﻷ ْﻣ ِﺮ ﻣِﻦ َ ﻳﻘﻮﻟﻮن :ﻟﻮ آﺎن ﻟﻨﺎ ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ﺷﻲء ﻣ ﺎ ُﻗ ِﺘﻠْﻨ ﺎ ه ﺎ هﻨ ﺎ .ﻗ ﻞ :ﻟ ﻮ آﻨ ﺘﻢ ﻓ ﻲ ﺑﻴ ﻮﺗﻜﻢ ﻟ َﺒ َﺮ َز ﻲ اﷲ ﻣﺎ ﻓ ﻲ ﺻ ﺪورآﻢ ،وﻟ ﻴﻤﺤﱢﺺ ﻣ ﺎ اﻟﺬﻳﻦ ُآﺘِﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻘﺘﻞ إﻟﻲ ﻣﻀﺎﺟﻌﻬﻢ ،وﻟﻴﺒﺘﻠ َ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ،واﷲ ﻋﻠﻴﻢ ﺑﺬات اﻟﺼﺪور $إن اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮﱠﻟﻮْا ﻣﻨﻜﻢ ﻳ ﻮم اﻟﺘﻘ ﻲ اﻟﺠﻤﻌ ﺎن إﻧﻤ ﺎ اﺳﺘﺰﻟﱠﻬﻢ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﺑﺒﻌﺾ ﻣﺎ آﺴﺒﻮا .وﻟﻘﺪ ﻋﻔﺎ اﷲ ﻋﻨﻬﻢ ،إن اﷲ ﻏﻔﻮر ﺣﻠﻴﻢ $ﻳ ﺎ أﻳﻬ ﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ،ﻻ ﺗﻜﻮﻧﻮا آﺎﻟﺬﻳﻦ آﻔﺮوا وﻗﺎﻟﻮا ﻹﺧﻮاﻧﻬﻢ إذا ﺿﺮﺑﻮا ﻓﻲ اﻷرض أو آﺎﻧﻮا ﺴ َﺮ ًة ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ .واﷲ ﺣْ ﷲ ذﻟ ﻚ َ ﻞا ُ ﺠ َﻌ َ ﻏﺰي :ﻟﻮ آﺎﻧﻮا ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﺎ ﻣ ﺎﺗﻮا وﻣ ﺎ ُﻗﺘِﻠ ﻮا ِ ،ﻟ َﻴ ْ ُ ﻦ ُﻗ ِﺘ ْﻠﺘُﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠّﻪ أو ُﻣ ﺘﱡﻢ َﻟ َﻤ ْﻐ ِﻔ َﺮ ٌة ﻣ ﻦ ﻳﺤﻴﻲ وﻳﻤﻴﺖ ،واﷲ ﺑﻤﺎ ﺗﻌﻤﻠﻮن ﺑﺼﻴﺮ $وَﻟ ِﺌ ْ ﺤﺸَﺮون َ $ﻓﺒِﻤﺎ رَﺣﻤ ٍﺔ ﻣﻦ ﺠ َﻤﻌُﻮن $وﻟﺌﻦ ُﻣﺘﱡﻢ أو ُﻗ ِﺘ ْﻠُﺘ ْﻢ ﻹﻟﻲ اﷲ ُﺗ ْ اﷲ ورﺣﻤ ٌﺔ ﺧﻴ ٌﺮ ﻣﻤﺎ َﻳ ْ ﻒ ﻋﻨﻬﻢ ،واﺳ ﺘﻐﻔ ْﺮ ﺣ ْﻮﻟِﻚ .ﻓﺎﻋ ُ ﻦ َ ﺖ َﻓﻈّﺎ ﻏﻠﻴﻆ اﻟﻘﻠﺐ ﻻﻧﻔﻀّﻮا ِﻣ ْ ﺖ ﻟﻬﻢ ،وﻟﻮ ُآ ْﻨ َ اﷲ ِﻟ ْﻨ َ ﺐ اﻟﻤﺘﻮآﻠﻴﻦ $إن ﷲ ،إن اﷲ ﻳُﺤ ﱡ ﻟﻬﻢ ،وﺷﺎ ِورْهﻢ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ .ﻓﺈذا ﻋﺰﻣﺖ ﻓﺘﻮآﱠﻞ ﻋﻠﻲ ا ِ ﻦ َﺑ ْﻌ ﺪِﻩ .وﻋﻠ ﻲ اﷲ ﷲ ﻓﻼ ﻏﺎﻟﺐ ﻟﻜﻢ ،وإن ﻳﺨ ﺬﻟﻜﻢ ﻓﻤ ﻦ ذا اﻟ ﺬي ﻳﻨﺼ ﺮُآﻢ ِﻣ ْ َﻳﻨْﺼﺮآﻢ ا ُ )(٧ .ﻓﻬﻞ ﺗﺴﻤﻊ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﻋﻮﻳﻞ اﻟﻨﺴﺎء أو ﺻﺮاخ اﻷﻃﻔﺎل أو أﻧﻴﻦ ﻓﻠْﻴﺘﻮآﻞ اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن« اﻟﻤﺠﺮوﺣﻴﻦ أو ﺷﻬﻘﺎت اﻟﻤﻘﺘﻮﻟﻴﻦ ؟ أم هﻞ ﺗﺴﻤﻊ ﺷﺠﺎرا أو ﺟﺪاﻻ ﻟﻠﺘﻨﺼﻞ ﻣﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻬﺰﻳﻤ ﺔ ؟ أم ه ﻞ ﺗ ﺮي اﻟ ﺮؤوس اﻟﻤﻨ ﱠﻜﺴ ﺔ واﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻋﺎﺋ ﺪون ﺁﺧ ﺮ اﻟﻨﻬ ﺎر ﺑﻌ ﺪ ﺗﻠ ﻚ ﻋ ﺎ ؟ أم ه ﻞ ﺗ ﺮاك ﺗﺴ ﻤﻊ ﺻ ﻴﺤﺎﺗﻬﻢ وه ﻢ اﻟﻀ ﺮﺑﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻟ ﻢ ﻳﺘﻠ ﱠﻘ ﻮْا ﻣﺜﻠﻬ ﺎ ﻗﺴ ﻮة وإﻳﺠﺎ ً ﻳﺘﻜﺄآﺄون ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﻳﺘﻠ ﱠﻘﻮْن ﺑﻈﻬﻮرهﻢ ﻋﻨﻪ اﻟﺴﻬﺎم ﺣﺘ ﻲ ﻻ ﻳﻨﺎﻟ ﻪ أذي واﻟﻘﺘ ﺎل داﺋ ﺮ آ ﺎﻟﺮﺣﻲ اﻟﻄﺤ ﻮن ؟ إﻧ ﻚ ﻻ ﺗﺴ ﻤﻊ إﻻ اﻟﺼ ﻮت اﻹﻟﻬ ﻲ اﻟﻤﺒ ﺎرك ﻳﺮ ّﺑ ﺖ ﻋﻠ ﻲ اﻷآﺘ ﺎف وﻳﺄﺳﻮ اﻟﺠﺮاح وﻳﻌﺎﺗﺐ ﻓﻲ هﺪوء وﺛﻘﺔ .إﻧﻪ اﷲ ! ﺛﻢ أﺻﺦ اﻟﺴﻤﻊ إﻟﻲ اﻵﻳﺔ ﻗﺒﻞ اﻷﺧﻴﺮة :ﻟﻘﺪ آ ﺎن ِﻣ ْ ﻦ رأْي اﻟﺮﺳ ﻮل أن ﻳﺒﻘ ﻲ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﻓ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ،ﺣﺘ ﻲ إذا دﺧﻠﻬ ﺎ اﻟﻜﻔ ﺎر ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺟﻌﻠﻮهﺎ ﻟﻬﻢ َﻣ ْﻘ َﺘَﻠ ﺔ ،ﻓ ﺄﺑﻲ اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن إﻻ اﻟﺨ ﺮوج ،وآ ﺎن ﻣ ﺎ آ ﺎن ﻣ ﻦ ﻋﺼ ﻴﺎن اﻟﺮﻣﺎة أواﻣ ﺮﻩ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﺑ ﺎﻟﺘﺰام ﻣ ﻮاﻗﻌﻬﻢ وﻋ ﺪم ﻣﺒﺎرﺣﺘﻬ ﺎ ﻣﻬﻤ ﺎ ﺗﻜ ﻦ اﻟﻨﺘﻴﺠ ﺔ وﻣ ﺎ ﻒ ﻋ ُ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻲ ذﻟﻚ ﻣﻦ هﺰﻳﻤﺔ أﻟﻴﻤ ﺔ .إن اﻟﻘ ﺮﺁن ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ آﻠ ﻪ ﻳﻘ ﻮل ﻟﻠﺮﺳ ﻮل » :ﻓ ﺎ ْ ﻋﻨﻬﻢ ،واﺳﺘﻐﻔ ْﺮ ﻟﻬ ﻢ ،وﺷ ﺎورْهﻢ ﻓ ﻲ اﻷﻣ ﺮ « .وﻟ ﻮ آ ﺎن ه ﺬا اﻟﻘ ﺮﺁن ﻣ ﻦ ﻋﻨ ﺪ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺷ ﻮرﻳﱠﺔ إﻟ ﻲ ﻻهﺘﺒﻠﻬﺎ ﻓﺮﺻ ًﺔ وﺣﻤ ﻞ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﻦ ﺧ ﺎﻟﻔﻮﻩ ﺣﻤﻠ ﺔ ﺷ ﻌﻮاء ،و َﻗَﻠﺒَﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ُ اﺳ ﺘﺒﺪادﻳﺔ .أ ّﻣ ﺎ واﻟﻘ ﺮﺁن ﻣ ﻦ ﻋﻨ ﺪ رب اﻟﻌ ﺎﻟﻤﻴﻦ ﻓﺈﻧ ﻪ ﻳ ﺄﻣﺮﻩ ﺑﻤﺰﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﻮري ، اﻟﺸ ﻮري اﻟﺤﻘﻴﻘﻴ ﺔ ﻻ اﻟﺸ ﻮري ﻋﻠ ﻲ ﻃﺮﻳﻘ ﺔ زﻋﻤ ﺎء اﻟﻐﻮﻏ ﺎء اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﻘﺒﻀ ﻮن ﻋﻠ ﻲ اﻟﺸ ﺮﻓﺎء ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﻮاﻃﻨﻴﻦ وﻳﻠﻘ ﻮﻧﻬﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﺠﻦ أو ﻳ ﺄﻣﺮون ﺑ ﺪﻓﻨﻬﻢ أﺣﻴ ﺎء ﺛ ﻢ ﻻ ﻳﺠ ﺪون ﺣﺮﺟﺎ ﻣﻦ أن ﻳﻈﻬﺮوا أﻣﺎم اﻟﺠﻤﺎهﻴﺮ وﻋﻠ ﻲ وﺟ ﻮهﻬﻢ ﻗﻨ ﺎع اﻟﺰﻳ ﻒ واﻟﺒﻬﺘ ﺎن واﻟﺨ ﺪاع ) (٧ﺁل ﻋﻤﺮان . ١٦٠ – ١٣٩ /
اﻟﻠﺌﻴﻢ ﺻﺎﺋﺤﻴﻦ » :ﻣﺰﻳﺪا ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ « ،وهﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ إﻧﻤﺎ َﻳ ْﻌﻨُﻮن » ﻣﺰﻳﺪا ﻣﻦ ﺴ ﻒ واﻟﺠﻬ ﻞ واﻟﻘﺘ ﻞ و َه ْﺘ ﻚ اﻷﻋ ﺮاض « .وﻟﻜ ﻦ أﻳ ﻦ اﻟﺜﺮﻳ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺜ ـﺮي ؟ وأﻳ ﻦ اﻟ َﻌ ْ رﺳ ﻮل اﷲ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ و ﺳ ﻠﻢ ﻣ ﻦ ﻗ ﺎﺗﻠﻲ اﻷﺣ ﺮار وﻣﺼﺎﺻ ﻲ دﻣ ﺎء اﻟﺸ ﻌﻮب و ُﻣ ِﺬﻟّﻴﻬﻢ ؟ إن هﺆﻻء ﻟﺘﻮﺣﻲ إﻟﻴﻬﻢ ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ اﻟﺒﻐﻲ واﻟﺘﺸ ﺒﺚ ﺑﺎﻟﺴ ﻠﻄﺎن ،أﻣ ﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ﻓﺘﻮﺣﻲ إﻟﻴﻪ اﻟﺴﻤﺎء وﻳﻨﺰل ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻠﻚ آﺮﻳﻢ ﻣﻦ ﻟﺪن رب رﺣﻴﻢ. آﺬﻟﻚ ﻓﻌﻠﻲ اﻟﻌﻜ ﺲ ﻣ ﻦ ﺿ ﻌﻒ اﻟﺒﺸ ﺮ وأﻓ ﺮاﺣﻬﻢ وأﺣ ﺰاﻧﻬﻢ ﻧﺠ ﺪ ﺁﻳ ﺎت اﻟﻘ ﺮﺁن ﺗﻌﻜ ﺲ أﻗﺒﺎﺳﺎ ﻣﻦ اﻟﺮوح اﻹﻟﻬﻲ .وﺳﻮف أﺗﻮﻗﻒ هﻨﺎ ﻗﻠﻴﻼ أﻣﺎم ﻋﺪد ﻣﻦ اﻵﻳﺎت اﻟﺘ ﻲ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ أي إﻧﺴﺎن ﻣﺨﻠﺺ ،ﻣﺴﻠﻤﺎ آﺎن أو ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻠﻢ ،أن ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺠ ﻼل اﻹﻟﻬﻲ. إﻟﻴﻚ ﻣﺜﻼ هﺬﻩ اﻵﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻨﻜﺮ اﻧﺤﺮاف اﻟﻨﺼﺎري ﻋﻦ ﻋﻘﻴ ﺪة اﻟﺘﻮﺣﻴ ﺪ إﻟ ﻲ اﻟﺘﺜﻠﻴ ﺚ ن ﻋﺒ ﺪًا ﺢ أن ﻳﻜ ﻮ َ ﻒ اﻟﻤﺴﻴ ُ ﺴ َﺘ ْﻨ ِﻜ َ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻠﻮن ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻴﺢ إﻟﻬﺎ أو اﺑﻨﺎ ﻟﻺﻟﻪ » :ﻟﻦ َﻳ ْ ﺴ َﺘ ْﻜ ِﺒ ْﺮ ﻓﺴﻴﺤﺸﺮهﻢ إﻟﻴﻪ ﺟﻤﻴﻌ ﺎ ﻒ ﻋﻦ ﻋِﺒﺎدﺗﻪ و َﻳ ْ ﻟﻠّﻪ وﻻ اﻟﻤﻼﺋﻜ ُﺔ اﻟﻤﻘﺮﱠﺑﻮن .وﻣﻦ ﻳﺴﺘﻨﻜ ْ ﻀ ﻠِﻪ ،وأﻣ ﺎ $ﻓﺄﻣﺎ اﻟ ﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨ ﻮا وﻋﻤﻠ ﻮا اﻟﺼ ﺎﻟﺤﺎت ﻓﻴ ﻮﻓﱢﻴﻬﻢ أﺟ ﻮرهﻢ وﻳﺰﻳ ﺪهﻢ ﻣ ﻦ َﻓ ْ اﻟﺬﻳﻦ اﺳﺘﻨﻜﻔﻮا واﺳﺘﻜﺒﺮوا ﻓﻴﻌﺬﺑﻬﻢ ﻋﺬاﺑﺎ أﻟﻴﻤﺎ ،وﻻ ﻳﺠ ﺪون ﻟﻬ ﻢ ﻣ ﻦ دون اﷲ َوِﻟ ّﻴ ﺎ وﻻ ﻧﺼ ﻴﺮا«) ، (٨وﺗﺄﻣ ﻞ ﻣ ﺎ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻣ ﻦ إﻳﺠ ﺎز ﺣﺎﺳ ﻢ وﺛﻘ ﺔ ﻣﻄﻠﻘ ﺔ واﻃﻤﺌﻨ ﺎن ﺗ ﺎم .وﻟ ﻢ ﻻ ؟ أﻟﻴﺴﺖ أَزﻣّﺔ اﻷﻣﻮر آﻠﻬﺎ واﻟﺴﻤﻮات واﻷرض ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻓﻲ ﻗﺒﻀﺘﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ؟ أوﻟﻴﺲ آ ﻞ ﻣﺨﻠﻮق ﻋﺎﺋﺪا إﻟﻴﻪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﺴﺎﺋﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﻣﺤﺎﺳﺒﻪ ؟ ﻓﺄﻳﻦ إذن ﺳ ﻴﺬهﺐ اﻟﻤﺴ ﻴﺢ أو ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻣﻨﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ؟ وإذا آﺎﻧﺖ اﻹﺷﺎرة إﻟﻲ اﻟﻤﺴﻴﺢ إﺷﺎرة ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻓﻲ ه ﺬا اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ اﻟﺬي ﻳﺘﻮﻋﺪ اﷲ ﺑﻪ آﻞ ﻣﺴﺘﻨﻜﻒ ﻓﺈن ﺁﻳﺔ ﺳﻮرة » اﻟﻤﺎﺋ ﺪة « اﻟﺘﺎﻟﻴ ﺔ أﺻ ﺮح :إذ ﻓﻴﻬﺎ ذآﺮ اﻟﻤﺴﻴﺢ)وأﻣﻪ أﻳﻀﺎ( ﺑﺎﺳﻤﻴﻬﻤﺎ ،وأﻋﻨﻒ :ﻓﺈن اﻟﻜﻼم هﻨﺎ ﻋﻦ اﻹهﻼك ﻻ ﻋــﻦ ﻣﺠ ﺮد اﻻﺳ ﺘﺪﻋﺎء واﻟﺤﺸ ﺮ ،وأﺷ ﻤﻞ :ﻷن اﻟﺘﻬﺪﻳ ﺪ ﻟ ﻴﺲ ﻣﻘﺼ ﻮرا ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤﺴ ﺘﻨﻜﻔﻴﻦ واﻟﻤﺴﺘﻜﺒﺮﻳﻦ وﺣﺪهﻢ ﺑﻞ ﻳﻤﺘﺪ إﻟﻲ أهﻞ اﻷرض آﻠﻬﻢ » :ﻟﻘﺪ َآ َﻔ َﺮ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻗ ﺎﻟﻮا :إن اﻟّﻠ َﻪ ﻦ ﻣﺮﻳ َﻢ. ﺢ ْﺑ ُ هﻮ اﻟﻤﺴﻴ ُ ﻦ ﻣﺮﻳ َﻢ وأﻣﱠﻪ وﻣﻦ ﻓﻲ اﻷرض ﺢ ْﺑ َ ﻚ اﻟﻤﺴﻴ َ ﻚ ﻣﻦ اﷲ ﺷﻴﺌﺎ إن أراد أن ُﻳ ْﻬِﻠ َ ﻗﻞ :ﻓﻤﻦ َﻳ ْﻤِﻠ ُ ﻚ اﻟﺴ ﻤﺎوات واﻷرض وﻣ ﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤ ﺎ .ﻳﺨﻠ ﻖ ﻣ ﺎ ﻳﺸ ﺎء ،واﷲ ﻋﻠ ﻲ آ ﻞ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ؟ وﻟﻠﱠﻪ ُﻣ ْﻠ ُ ﺷﻲء ﻗﺪﻳﺮ«) . (٩أﻣ ﺎ ﻓ ﻲ اﻵﻳ ﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴ ﺔ ﻓﻨﺠ ﺪ ﻣﻮاﺟﻬ ﺔ ﺑ ﻴﻦ اﷲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ وﻋﺒ ﺪﻩ ﻋﻴﺴ ﻲ ﺖ ﻟﻠﻨ ﺎس ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم وﻧﻘﺮأ هﺬا اﻟﺤﻮار » :وإذ ﻗﺎل اﷲ :ﻳﺎ ﻋﻴﺴﻲ ﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ ،أأﻧﺖ ُﻗ ْﻠ َ ل ﻣ ﺎ ﻟ ﻴﺲ ﻦ دُون اﷲ ؟ ﻗﺎل :ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ! ﻣﺎ ﻳﻜ ﻮن ﻟ ﻲ أن َأ ُﻗ ﻮ َ ﻲ إﻟﻬﻴﻦ ِﻣ ْ :اﺗﺨﺬوﻧﻲ وُأ ﱢﻣ َ ﻋﻠِﻤﺘَﻪ .ﺗﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ وﻻ أﻋﻠ ُﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ .إﻧﻚ أﻧ ﺖ ﺖ ﻗﻠﺘ ُﻪ ﻓﻘﺪ َ ﻟﻲ ﺑِﺤﻖ .إن آﻨ ُ ﺖ ﺖ ﻟﻬ ﻢ إﻻ ﻣ ﺎ أﻣﺮﺗَﻨ ﻲ ﺑ ﻪ :أن اﻋﺒ ﺪوا اﷲ رﺑ ﻲ ورﺑﱠﻜ ﻢ .وآﻨ ُ ﻋﻼّ ُم اﻟﻐﻴﻮب $ﻣ ﺎ ﻗﻠ ُ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺷﻬﻴﺪا ﻣﺎ دﻣﺖ ﻓﻴﻬﻢ ،ﻓﻠﻤ ﺎ ﺗ ﻮﻓﻴﺘَﻨﻲ آﻨ ﺖ أﻧ ﺖ اﻟﺮﻗﻴ ﺐ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ .وأﻧ ﺖ ﻋﻠ ﻲ آ ﻞ ﺷﻲء ﺷﻬﻴﺪ $إن ﺗُﻌ ﱢﺬﺑْﻬﻢ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻋﺒﺎدك ،وإن ﺗﻐﻔﺮ ﻟﻬﻢ ﻓﺈﻧﻚ أﻧﺖ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺤﻜﻴﻢ $ﻗﺎل ) (٨اﻟﻨﺴﺎء . ١٧٣ – ١٧٢ / ) (٩اﻟﻤﺎﺋﺪة . ١٧ /ﻋﻠﻲ أن اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ،ﺑﺮﻏﻢ ذﻟﻚ ،ﺗﻌﻠّﻖ ه ﺬا آﻠ ﻪ ﻋﻠ ﻲ اﻹرادة اﻹﻟﻬﻴ ﺔ » :إن أراد أن ُﻳ ْﻬﻠِﻚ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ .«....آﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﺘﺤﺪي أﺳﺎﺳًﺎ ﻣﻮﺟﻪ إﻟ ﻲ آ ﻞ اﻟﻌﺒ ﺎد .ﺛ ﻢ إن اﷲ هﻨ ﺎ ﻻ ﻳﺨﺎﻃﺐ ﻋﺒﺎدﻩ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻞ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ رﺳﻮﻟﻪ أن ﻳﻘﻮل ﻟﻬﻢ ذﻟﻚ ) :ﻗﻞ :ﻓﻤﻦ ﻳﻤﻠﻚ...؟« .
ت ﺗﺠ ﺮي ﻣ ﻦ ﺗﺤﺘﻬ ﺎ اﻷﻧﻬ ﺎ ُر ﺧﺎﻟ ﺪﻳﻦ اﻟﻠﱠﻪ :هﺬا ﻳﻮ ُم ﻳﻨﻔ ُﻊ اﻟﺼ ﺎدﻗﻴﻦ ﺻ ﺪﻗُﻬﻢ .ﻟﻬ ﻢ ﺟ ّﻨ ﺎ ٌ ) (١ ﻲ اﷲ ﻋ ﻨﻬﻢ و َر ُ ﺿَ ﻓﻴﻬﺎ أﺑﺪا َ .ر ِ ﺿ ﻮا ﻋﻨ ﻪ .ذﻟ ﻚ ه ﻮ اﻟﻔ ﻮ ُز اﻟﻌﻈ ﻴﻢ« . ٠إن اﷲ ﻋ ﺰ ﻲ إﻟﻬﻴﻦ وﺟﻞ هﻨﺎ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ أآﺜﺮ ﻣﻦ إﻟﻘﺎء هﺬا اﻟﺴﺆال» :أأﻧﺖ ﻗﻠﺖ ﻟﻠﻨﺎس :اﱠﺗﺨِﺬوﻧﻲ وُأ ﱢﻣ َ ﺟ ﱡﺪ ﻣﻮﺟﺰ .وﻻﺣﻆ آﻴﻒ أن ﻋﻴﺴﻲ هﻨﺎ ُﻳ َﻨ ﺎدَي ﻣﻦ دُون اﷲ ؟ « ،وهﻮ ﺳﺆال ﻣﺒﺎﺷﺮ و ِ ل ﻋﻴﻨﻴﻚ إﻟﻲ إﺟﺎﺑﺔ ﺣ ﱢﻮ ْ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﻣﻨﺴﻮﺑﺎ إﻟﻲ أﻣﻪ دون أﻟﻘﺎب .إﻧﻪ اﷲ ﻳﻨﺎدي ﻋﺒﺪﻩ ! واﻵن َ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم وﺳ ﺘﺠﺪﻩ ﻳﺘﻨﺼ ﻞ ﺑﻜ ﻞ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ وﺳ ﻌﻪ ﻣ ﻦ ﺟﻬ ﺪ ﻣ ﻦ اﺗﺨ ﺎذ أﻣﺘ ﻪ ﻟ ﻪ وﻷﻣ ﻪ ﺷ ﺮﻳﻜﻴﻦ ﷲ ،ﻓﻬ ﻮ ﻳﺒ ﺪأ ﺑﺘﻨﺰﻳ ﻪ اﷲ » :ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻚ« ! ،وﻳﺜ ﱢﻨ ﻲ ﺑﺄﻧ ﻪ ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ادﱠﻋﻲ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺣﻘﻪ ،ﺛﻢ ﻳﺜﻠﱢﺚ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻮ آﺎن ذﻟﻚ ﻗ ﺪ ﺣ ﺪث ﻟﻜ ﺎن ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ ﻗ ﺪ ﻋﻠﻤﻪ .وهﻨﺎ ﻳﻘﺎرن اﻟﺴﻴﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﻴﻦ رﺑﻪ وﺑﻴﻨﻪ هﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﻌﻠﻢ ، ﻓﺎﷲ ﻳﻌﻠﻢ آﻞ ﺷﻲء ﻣﻤﺎ ﻳ ﺪور ﻓ ﻲ ﻧﻔ ـﺲ ﻋﺒ ﺪﻩ ،ﺑﻴﻨﻤ ﺎ اﻟﻌﺒ ﺪ ﻻ ﻳﻌ ﺮف ﺷﻴﺌ ـﺎ ﻣﻤ ـﺎ ﻋﻨ ﺪ ﻣﻮﻻﻩ .وهـﺬا ﻟﻴـﺲ ﻣﺠﺮد اﺳﺘﻄﺮاد ،ﺑﻞ ه ﻮ ﻣﻘﺼ ﻮد ﻗﺼ ﺪا ﻟﺒﻴ ﺎن أن اﻟﻤﺴ ﻴﺢ ،ﻋﻠ ﻲ ﻋﻜ ﺲ آ ﻞ ﻣ ﺎ ﻳﺰﻋﻤ ﻪ ﻟ ﻪ ﻣ ﻦ ﻳ ﺪّﻋﻮن أﻧﻬ ﻢ أﺗﺒﺎﻋ ﻪ ،ﻟﻴ ـﺲ إﻻ ﻋﺒ ﺪًا ﻣﺤ ـﺪود اﻟﻤﻌﺮﻓ ـﺔ ﻣﺤﺠﻮﺑﺎ ﻋﻦ اﻟﻐﻴﺐ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎ .ﺛﻢ ﻳﻌـﻮد ﻋﻠﻴـﻪ اﻟﺴﻼم إﻟﻲ ﺗﺄآﻴﺪ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻷﻣﺘﻪ ﺢ ﻟﻔﻈﺔ إﻻ ﻣﺎ أرﺳﻠﻪ اﷲ ﺑﻪ وأﻣﺮﻩ ﺑﺘﺒﻠﻴﻐﻪ ﻟﻬﻢ» :اﻋﺒﺪوا اﷲ « .وﻻﺣﻆ آﻴﻒ ُﻳ ْﺘﺒِﻊ اﻟﻤﺴﻴ ُ اﻟﺠﻼﻟ ﺔ ﺑﻘﻮﻟ ﻪ » :ر ّﺑ ﻲ ورﺑﱠﻜ ﻢ « ،ﺑﺎدﺋ ﺎ ﺑﺈﺿ ﺎﻓﺔ آﻠﻤ ﺔ » اﻟ ﺮب « إﻟ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻗﺒ ﻞ إﺿﺎﻓﺘﻬﺎ إﻟﻲ ﻗﻮﻣﻪ ،ﻟﻠﺘﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻲ أﻧﻪ ﻣﺠﺮد ﻋﺒﺪ ﷲ ،ﺷﺄﻧﻪ ﺷﺄن ﻗﻮﻣﻪ واﻟﻨﺎس أﺟﻤﻌ ﻴﻦ .وﻳﻤﻀﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻓﻴﻘ ﺮر أﻧ ﻪ ﻗ ﺪ أدي اﻟﺮﺳ ﺎﻟﺔ وﺑﻠ ﻎ اﻷﻣﺎﻧ ﺔ ،وﻳﺘﺤﻤ ﻞ ﻣﺴ ﺆوﻟﻴﺘﻪ آﺎﻣﻠﺔ .أﻣﺎ ﺑﻌﺪ أن ﺗﻮﻓﺎﻩ اﷲ إﻟﻴ ﻪ ﻓﻘ ﺪ اﻧﺘﻬ ﺖ ﻣﻬﻤﺘ ﻪ وأﺻ ﺒﺢ أﻣ ﺮ ﻗﻮﻣ ﻪ إﻟ ﻲ اﷲ ،ﻓﻬ ﻮ اﻟﺬي ﻳﻌﺮف ﻣﺎذا أﺣﺪﺛﻮا ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ،وهﻮ اﻟ ﺬي ﺑﻴ ﺪﻩ اﻟﻤﺜﻮﺑ ﺔ واﻟﻌﻘ ﺎب ،وه ﻢ ﻋﻠ ﻲ آ ﻞ ﺣﺎل ﻋﺒﻴﺪ اﷲ :إن ﻋﺬّﺑﻬـﻢ ﻓﻬﻮ إﻟﻬﻬ ـﻢ وﻻ ﻣﻌ ﱢﻘ ﺐ ﻟﺤﻜﻤ ﻪ ،وإن ﻏﻔ ﺮ ﻟﻬ ﻢ ﻓﺒﻔﻀ ﻞ ﻣﻨ ﻪ ورﺣﻤﺔ .وهﻮ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺤﻜ ﻴﻢ ...إﻟ ﻲ ﺁﺧ ﺮ اﻟﺤ ﻮار .أﻓ ﻼ ﺗﺤ ﺲ ﺑ ﺎﻟﺠﻼل اﻹﻟﻬﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﺆال اﻟﻤﻮﺟﺰ اﻟﺤﺎﺳﻢ ،وآﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺟﻮاب اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ رﺟﻔﺔ اﻟﻌﺒﺪ اﻟﺨﺎﺋﻒ أﻣﺎم ﻣﻮﻻﻩ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﻤﺘﻌﺎل ؟ وﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاءة واﻟﺘﺬوق واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ أرﺟﻮ أن ﺗﻘﺮأ اﻵﻳﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺨﺎﻃﺐ ﻼ » :وﻟﻘ ﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﻮﻟﻲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ اﻟﻈ ﺎﻟﻤﻴﻦ ﻣ ﻦ ﻋﺒ ﺎدﻩ ﻳ ﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣ ﺔ ﺑﻌ ﺪ أن أﻣﻬﻠﻬ ﻢ ﻃ ﻮﻳ ً ﻇﻬُﻮرِآﻢ .وﻣﺎ ﻧﺮي ﺧ ﱠﻮﻟْﻨﺎآﻢ وراء ُ ﺟﺌﺘﻤﻮﻧﺎ ُﻓﺮَادَي آﻤﺎ ﺧﻠﻘﻨﺎآﻢ أوﱠل َﻣﺮّة ،وﺗﺮآﺘﻢ ﻣﺎ َ ﻞ ﻋ ﻨﻜﻢ ﻣ ﺎ آﻨ ﺘﻢ ﻋ ْﻤ ُﺘ ْﻢ أﻧﻬﻢ ﻓﻴﻜﻢ ﺷﺮآﺎء .ﻟﻘﺪ َﺗ َﻘﻄﱠﻊ َﺑ ْﻴﻨَﻜﻢ ،وﺿ ﱠ ﻣَﻌﻜﻢ ﺷﻔﻌﺎءَآﻢ اﻟﺬﻳﻦ َز َ ﻋﻤُﻮن«) ، (١١وآﺬﻟﻚ هﺬﻩ اﻵﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺠﻞ ﻣﺎ دار ﻣ ﻦ ﺣ ﻮار ﺑ ﻴﻦ اﻟﻘ ﺎهﺮ اﻟﺠﺒ ﺎر َﺗ ْﺰ ُ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺑﻴﻦ إﺑﻠﻴﺲ ﻗﻮة اﻟﺸﺮ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ » :وﻟﻘﺪ ﺧﻠﻘﻨ ﺎآﻢ ﺛ ﻢ ﺻ ﻮﱠرﻧﺎآﻢ ،ﺛ ﻢ ﻦ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺟﺪﻳﻦ $ﻗﺎل :ﻣﺎ َﻣ َﻨﻌَﻚ ﺲ ﻟﻢ َﻳ ُﻜ ْ ﻗﻠﻨﺎ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ :اﺳﺠُﺪوا ﻵدم ،ﻓﺴﺠﺪوا إﻻ إﺑﻠﻴ َ ﺧ ْﻴ ٌﺮ ﻣﻨﻪ .ﺧﻠﻘﺘَﻨﻲ ﻣ ﻦ ﻧ ﺎر ،وﺧﻠﻘ َﺘ ﻪ ﻣ ﻦ ﻃ ﻴﻦ $ﻗ ﺎل : ﺠ َﺪ إذ َأ َﻣ ْﺮﺗُﻚ ؟ ﻗﺎل :أﻧﺎ َ ﺴُ أﻻ َﺗ ْ ج إﻧ ﻚ ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺎﻏﺮﻳﻦ $ﻗ ﺎل : ﻓ ﺎهﺒﻂ ﻣﻨﻬ ﺎ ،ﻓﻤ ﺎ ﻳﻜ ﻮن ﻟ ﻚ أن ﺗﺘﻜ ﱠﺒ َﺮ ﻓﻴﻬ ﺎ ،ﻓ ﺎﺧﺮ ْ َأ ْﻧﻈِﺮﻧﻲ إﻟﻲ ﻳﻮم ُﻳ ْﺒﻌَﺜﻮن $ﻗﺎل :إﻧﻚ ﻣﻦ اﻟ ُﻤ ْﻨﻈَﺮﻳﻦ $ﻗﺎل :ﻓﺒﻤﺎ أﻏﻮﻳﺘﻨﻲ ﻷ ْﻗ ُﻌ َﺪنﱠ ﻟﻬ ﻢ ﺧ ْﻠﻔِﻬﻢ وﻋﻦ َأﻳْﻤﺎﻧﻬﻢ وﻋﻦ ﺷﻤﺎﺋﻠﻬﻢ ﻦ أﻳﺪﻳﻬﻢ وﻣﻦ َ ﺻِﺮاﻃَﻚ اﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ $ﺛﻢ ﻵ ِﺗ َﻴﻨﱠﻬﻢ ﻣﻦ َﺑ ْﻴ ِ ﻚ ِﻣ ْﻨ ُﻬ ْﻢ ﻦ َﺗ ِﺒ َﻌ َ ﺠ ُﺪ أآﺜ ﺮهﻢ ﺷ ﺎآﺮﻳﻦ $ﻗ ﺎل :اﺧ ﺮج ﻣﻨﻬ ﺎ َﻣ ﺬْؤوﻣﺎ ﻣ ﺪﺣﻮرا َ .ﻟ َﻤ ْ ،وﻻ َﺗ ِ ) (١٠اﻟﻤﺎﺋﺪة . ١٢٠ – ١١٦ / ) (١١اﻷﻧﻌﺎم . ٩٤ /
ﺴ ﺒﱢﺢ اﻟﺮﻋ ُﺪ ﺑﺤﻤ ﺪﻩ ، ن ﺟَﻬ ﻨﻢ ﻣ ﻨﻜﻢ أﺟﻤﻌ ﻴﻦ« ) ، (١٢أو اﻵﻳﺘ ﻴﻦ اﻟﺘ ﺎﻟﻴﺘﻴﻦ »:و ُﻳ َ ﻷ ْﻣ ﻸ ﱠ َ واﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻣﻦ ﺧِﻴ َﻔﺘِﻪ .وﻳﺮﺳﻞ اﻟﺼﻮاﻋﻖ ﻓﻴُﺼﻴﺐ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء .وهﻢ ﻳﺠﺎدﻟﻮن ﻓ ﻲ اﷲ ﺤ ﺎل $ﻟ ﻪ دﻋ ﻮة اﻟﺤ ﻖ ،واﻟ ﺬﻳﻦ َﻳ ْﺪﻋُﻮن ﻣ ﻦ دوﻧ ﻪ ﻻ ﻳﺴ ﺘﺠﻴﺒﻮن ﻟﻬ ﻢ ،وه ﻮ ﺷ ﺪﻳﺪ اﻟ ِﻤ َ ﺑﺸﻲء إﻻ آﺒﺎﺳﻂ َآﻔﱠﻴﻪ إﻟﻲ اﻟﻤﺎء ﻟﻴﺒﻠﻎ ﻓَﺎﻩ ،وﻣﺎ هﻮ ﺑِﺒﺎﻟﻐ ِﻪ .وﻣﺎ دﻋﺎء اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ إﻻ ﻓ ﻲ ﻋ ﺎ و َآ ْﺮ ًه ﺎ وﻇﻼﻟُﻬ ﻢ ﺑﺎﻟ ُﻐ ُﺪ ّو ﻃ ْﻮ ً ﺿ ﻼل $وﷲ ﻳﺴ ﺠ ُﺪ ﻣ ﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻤﺎوات واﻷرض َ واﻵﺻﺎل« ) ، (١٣أو هﺬﻩ اﻵﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻒ ﺣﺎل اﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ وﻣﺎ ﻳﺄﺧﺬهﻢ ﻣﻦ رﻋﺐ ﻳﻮم ﺺ ﻓﻴ ﻪ ﺨ ُ ﺸ َ ﻞ اﻟﻈﺎﻟﻤﻮن .إﻧﻤﺎ ﻳﺆﺧّﺮهﻢ ﻟﻴﻮم َﺗ ْ ﷲ ﻏﺎﻓﻼ ﻋﻤﺎ ﻳﻌﻤ ُ ﻦا َ ﺴ َﺒ ﱠ ﺤَ اﻟﺪﻳﻦ » :وﻻ َﺗ ْ ﻃ ْﺮﻓُﻬﻢ ،وأﻓﺌﺪﺗﻬﻢ هﻮا ٌء $وَأ ْﻧﺬِر اﻷﺑﺼﺎ ُر ُ $ﻣ ْﻬﻄِﻌﻴﻦ ُﻣ ْﻘﻨِﻌﻲ رؤوﺳﻬﻢ ،ﻻ ﻳﺮﺗ ّﺪ إﻟﻴﻬﻢ َ ﺐ ﺠ ْ ﻞ ﻗﺮﻳ ﺐ ُﻧ ِ ﺧﺮْﻧ ﺎ إﻟ ﻲ أﺟ ٍ ب ﻓﻴﻘ ﻮل اﻟ ﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤ ﻮا :رﺑﱠﻨ ﺎ ،أ ﱢ اﻟﻨ ﺎس ﻳ ﻮم ﻳ ﺄﺗﻴﻬﻢ اﻟﻌ ﺬا ُ ﻦ َﻗﺒْﻞ ﻣ ﺎ ﻟﻜ ﻢ ﻣ ﻦ َزوَال ؟ $وﺳ ﻜﻨﺘﻢ ﻓ ﻲ ﻋ َﻮﺗَﻚ وَﻧﺘﱠﺒﻊ اﻟ ُﺮﺳُﻞ َ .أ َوَﻟ ْﻢ ﺗﻜﻮﻧﻮا أﻗﺴﻤﺘﻢ ِﻣ ْ َد ْ ﻣﺴﺎآﻦ اﻟﺬﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤﻮا أﻧﻔﺴﻬﻢ وﺗَﺒﻴﱠﻦ ﻟﻜﻢ آﻴﻒ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﺑﻬﻢ وﺿﺮﺑﻨﺎ ﻟﻜﻢ اﻷﻣﺜﺎل $وﻗﺪ ﻦ ﺴ َﺒ ﱠ ﺤَ ل ﻣِﻨﻪ اﻟﺠﺒﺎل $ﻓ ﻼ َﺗ ْ ﻣﻜﺮوا َﻣﻜْﺮهُﻢ ،وﻋﻨﺪ اﷲ َﻣ ْﻜﺮُهﻢ ،وإن آﺎن ﻣﻜﺮُهﻢ ﻟﺘﺰو َ ض ﻏ ْﻴ َﺮ اﻷرض ﺳ ﻠَﻪ .إن اﷲ ﻋﺰﻳ ﺰ ذو اﻧﺘﻘ ﺎم $ﻳ ﻮم ُﺗ َﺒ ﺪﱠل اﻷر ُ ﻋ ﺪِﻩ ُر ُ ﻒ َو ْ ﺨِﻠ َ اﷲ ُﻣ ْ ت ،و َﺑ َﺮزُوا ﷲ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﻘﻬﺎر $وﺗﺮي اﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﻳﻮﻣﺌﺬ ُﻣ َﻘﺮﱠﻧﻴﻦ ﻓﻲ اﻷﺻﻔﺎد واﻟﺴﻤﺎوا ُ ﺖ .إن ﺴ َﺒ ْ ﻞ ﻧﻔﺲ ﻣﺎ َآ َ ﷲآﱠ يا ُ ﺠ ِﺰ َ $ﺳﺮاﺑﻴﻠﻬُﻢ ﻣﻦ َﻗﻄِﺮان ،و َﺗﻐْﺸﻲ وﺟﻮهَﻬﻢ اﻟﻨﺎ ُر ِ$ﻟ َﻴ ْ غ ﻟﻠﻨﺎس َوِﻟ ُﻴ ْﻨ َﺬَروا ﺑﻪ َوﻟِﻴﻌﻠﻤﻮا أﻧﻤﺎ ه ﻮ إﻟ ٌﻪ واﺣ ﺪ وﻟﻴ ﺬّآﺮ اﷲ ﺳﺮﻳﻊ اﻟﺤﺴﺎب $هﺬا ﺑﻼ ٌ أُوﻟﻮ اﻷﻟﺒﺎب« ) ، (١٤وآﺬﻟﻚ اﻵﻳ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗﺘﺤ ﺪث ﻋ ﻦ ﻗ ﺪرة اﷲ ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻠ ﻲ اﻻﻧﺘﻘ ﺎم ﷲ ﺑﻬ ﻢ ﻒا ُ ﺴ َ ﺨِ ﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻣﻜﺮوا اﻟﺴ ﻴﺌﺎت أن َﻳ ْ ﻞَ » :أ َﻓَﺄ ِﻣ َ اﻟﻤﺮوع وﺷﻤﻮل ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ ﻋﺰ وﺟ ّ ﺚ ﻻﻳﺸ ﻌﺮون $أو ﻳﺄﺧ ﺬَهﻢ ﻓ ﻲ ﺗﻘﱡﻠ ﺒﻬﻢ ﻓﻤ ﺎ ه ﻢ ﺣ ْﻴ ُ ب ﻣﻦ َ ض أو ﻳ ﺄﺗ َﻴﻬُﻢ اﻟﻌ ﺬا ُ اﻷر َ ف رﺣ ﻴﻢ َ $أ َوَﻟ ْﻢ َﻳ َﺮوْا إﻟ ﻲ ﻣ ﺎ ف ؟ ﻓ ﺈن رﺑﱠﻜ ﻢ ﻟ ﺮءو ٌ ﺨ ﱡﻮ ٍ ِﺑ ُﻤ ْﻌﺠِﺰﻳﻦ $أو ﻳﺄﺧﺬَهﻢ ﻋﻠﻲ َﺗ َ ﺳ ﺠﱠﺪا ﷲ وه ﻢ داﺧ ﺮون ؟ $وﷲ ﺧﻠﻖ اﻟﻠﱠﻪ ﻣﻦ ﺷﻲ ٍء َﻳﺘَﻔﻴﱠُﺄ ﻇﻼﻟُﻪ ﻋﻦ اﻟﻴﻤ ﻴﻦ واﻟﺸ ﻤﺎﺋﻞ ُ ﻳﺴ ﺠﺪ ﻣ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻤﺎوات وﻣ ﺎ ﻓ ﻲ اﻷرض ﻣ ﻦ داﺑ ﺔ واﻟﻤﻼﺋﻜ ُﺔ وه ﻢ ﻻ ﻳﺴ ﺘﻜﺒﺮون $ ﻦ ﻓﻮﻗﻬـﻢ وﻳﻔﻌﻠـﻮن ﻣ ﺎ ُﻳ ْﺆﻣَﺮون«) ، (١٥أو ه ـﺬﻩ اﻵﻳ ﺎت ﻣ ـﻦ ﺳ ﻮرة » ﻳﺨﺎﻓﻮن رﺑﻬﻢ ِﻣ ْ ﻃﻪ« ....» :وﻗﺪ ﺁﺗﻴﻨﺎك ﻣﻦ َﻟ ُﺪﻧّﺎ ذآﺮا $ﻣﻦ أﻋﺮض ﻋﻨﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺤﻤﻞ ﻳـﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ِوزْرا ﺼ ﻮر وﻧﺤﺸ ﺮ ﺣ ْﻤ ﻼ ! $ﻳ ﻮم ُﻳ ْﻨﻔَﺦ ﻓ ﻲ اﻟ ﱡ $ﺧﺎﻟ ﺪﻳﻦ ﻓﻴ ﻪ ،وﺳ ﺎء ﻟﻬ ﻢ ﻳ ﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣ ﺔ ِ ﺸﺮًا $ﻧﺤﻦ أﻋﻠﻢ ﺑﻤ ﺎ ﻳﻘﻮﻟ ﻮن ﻋْ ن ﻟَﺒﺜﺘُﻢ إﻻ َ اﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﻳﻮﻣﺌﺬ ُزرْﻗﺎ $ﻳﺘﺨﺎﻓﺘﻮن ﺑﻴﻨﻬﻢ :إ ْ ﺴﻔُﻬﺎ رﺑ ﻲ ن ﻟﺒﺜﺘﻢ إﻻ ﻳﻮﻣﺎ $وﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻚ ﻋﻦ اﻟﺠﺒﺎل ،ﻓﻘﻞ َ :ﻳ ْﻨ ِ إذ ﻳﻘﻮل أﻣﺜﻠﻬﻢ ﻃﺮﻳﻘﺔ :إ ْ ﻲﻻ ﻋ َﻮﺟًﺎ وﻻ أﻣْﺘﺎ $ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻳﺘّﺒﻌﻮن اﻟﺪاﻋ َ ﺻ ْﻔﺼَﻔﺎ $ﻻ ﺗﺮي ﻓﻴﻬﺎ ِ َﻧﺴْﻔﺎ َ $ﻓ َﻴ َﺬرُهﺎ ﻗﺎﻋﺎ َ ج ﻟﻪ .وﺧﺸﻌﺖ اﻷﺻﻮات ﻟﻠﺮﺣﻤﻦ ﻓﻼ ﺗﺴﻤﻊ إﻻ هﻤﺴﺎ $ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻻ ﺗﻨﻔﻊ اﻟﺸﻔﺎﻋﺔ إﻻ ﻋ َﻮ َ ِ ﻲ ﻟﻪ ﻗﻮﻻ $ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ أﻳﺪﻳﻬﻢ وﻣﺎ ﺧﻠﻔﻬﻢ ،وﻻ ﻳﺤﻴﻄﻮن ﺑﻪ ﺿَ ﻦ أذِن ﻟﻪ اﻟﺮّﺣﻤﻦ ُ و َر ِ َﻣ ْ )(١٦ ﻲ اﻟﻘﻴﻮم وﻗﺪ ﺧﺎب ﻣ ﻦ ﺣﻤ ﻞ ﻇﻠﻤ ﺎ« ،أو اﻵﻳ ﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴ ﺔ ﺖ اﻟﻮﺟﻮﻩ ﻟﻠﺤ ﱢ ﻋ َﻨ ِ ﻋﻠﻤﺎ $و َ ﻣ ﻦ ﺳ ﻮرة» ﻏ ﺎﻓﺮ« » :اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺤﻤﻠ ﻮن اﻟﻌ ﺮش َو ْﻣ ﻦ ﺣﻮﻟ ﻪ ﻳﺴ ﺒﺤﻮن ﺑﺤﻤ ﺪ رﺑﻬ ﻢ ) (١٢اﻷﻋﺮاف . ١٨ – ١١ / ) (١٣اﻟﺮﻋﺪ . ١٥ – ١٣ / ) (١٤إﺑﺮاهﻴﻢ . ٥٤ – ٥٢ / ) (١٥اﻟﻨﺤﻞ . ٥٠ – ٤٥ / ) (١٦ﻃﻪ . ١١١ – ٩٩ /
ﻞ ﺷ ﻲء رﺣﻤ ﺔ وﻋﻠﻤ ﺎ ،ﻓ ﺎﻏﻔﺮ ﺖآﱠ ﺳ ْﻌ َ وﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﻪ ،وﻳﺴﺘﻐﻔﺮون ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا :رﺑﻨﺎ َو ِ ن اﻟﺘ ﻲ ﻋ ْﺪ ٍ ت َ ﺧﻠْﻬ ﻢ ﺟﻨ ﺎ ِ ﻟﻠ ﺬﻳﻦ ﺗ ﺎﺑﻮا واﺗﺒﻌ ﻮا ﺳ ﺒﻴﻠﻚ َو ِﻗ ِﻬ ْﻢ ﻋ ﺬاب اﻟﺠﺤ ﻴﻢ $رﺑﻨ ﺎ وَأ ْد ِ وﻋﺪﺗﻬﻢ وﻣﻦ ﺻﻠَﺢ ﻣﻦ ﺁﺑﺎﺋﻬﻢ وأزواﺟﻬﻢ وذرﻳﺎﺗﻬﻢ .إﻧﻚ أﻧ ﺖ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ اﻟﺤﻜ ﻴﻢ $و ِﻗ ِﻬ ﻢ ت ﻳﻮﻣﺌ ﺬ ﻓﻘ ﺪ رﺣﻤﺘ ﻪ ،وذﻟ ﻚ ه ﻮ اﻟﻔ ﻮز اﻟﻌﻈ ﻴﻢ $إن اﻟ ﺬﻳﻦ ﻖ اﻟﺴ ﻴﺌﺎ ِ اﻟﺴﻴﺌﺎت .وﻣﻦ َﺗ ِ ﻋﻮْن إﻟ ﻲ اﻹﻳﻤ ﺎن ﻓﺘﻜﻔ ﺮون $ ﺴ ﻜﻢ إذ ُﺗ ْﺪ َ ﺖ اﷲ أآﺒﺮ ﻣ ﻦ َﻣ ْﻘ ﺘﻜﻢ أﻧ ُﻔ َ آﻔﺮوا ُﻳﻨَﺎ َدوْن َ :ﻟ َﻤ ْﻘ ُ ﻗ ﺎﻟﻮا :رﺑﻨ ﺎ ،أﻣﺘﱠﻨ ﺎ اﺛﻨﺘ ﻴﻦ وأﺣﻴﻴﺘﻨ ﺎ اﺛﻨﺘ ﻴﻦ ،ﻓﺎﻋﺘﺮﻓﻨ ﺎ ﺑ ﺬﻧﻮﺑﻨﺎ ،ﻓﻬ ﻞ إﻟ ﻲ ﺧ ﺮوج ﻣ ﻦ ﻲ ك ﺑﻪ ﺗﺆﻣﻨﻮا ،ﻓﺎﻟﺤﻜﻢ ﷲ اﻟﻌﻠ ﱢ ﺸ َﺮ ْ ﻲ اﷲ وﺣﺪﻩ آﻔﺮﺗﻢ ،وإن ُﻳ ْ ﻋَ ﺳﺒﻴﻞ؟ $ذﻟﻜﻢ ﺑﺄﻧﻪ إذا ُد ِ اﻟﻜﺒﻴﺮ $هﻮ اﻟﺬي ﻳﺮﻳﻜﻢ ﺁﻳﺎﺗﻪ وﻳﻨﺰّل ﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء رزﻗﺎ ،وﻣﺎ ﻳﺘﺬآﺮ إﻻ ﻣﻦ ﻳُﻨﻴﺐ $ ﻓﺎدﻋﻮا اﷲ ﻣﺨﻠﺼﻴﻦ ﻟﻪ اﻟﺪﻳﻦ وﻟ ﻮ آ ﺮﻩ اﻟﻜ ﺎﻓﺮون $رﻓﻴ ﻊ اﻟ ﺪرﺟﺎت ذو اﻟﻌ ﺮش ُﻳ ْﻠ ِﻘ ﻲ ق َ $ﻳ ْﻮ َم ه ﻢ ﺑ ﺎرزون ،ﻻ ﻼِ ح ﻣﻦ أﻣﺮﻩ ﻋﻠﻲ ﻣ ﻦ ﻳﺸ ﺎء ﻣ ﻦ ﻋﺒ ﺎدﻩ ﻟﻴﻨ ﺬر ﻳ ﻮم اﻟ ﱠﺘ َ اﻟﺮو َ ﻞ ﺠ ﺰَي آ ﱡ ﻳﺨﻔﻲ ﻋﻠﻲ اﷲ ﻣﻨﻬﻢ ﺷ ﻲء .ﻟﻤ ﻦ اﻟﻤﻠ ﻚ اﻟﻴ ﻮم ؟ ﷲ اﻟﻮاﺣ ﺪ اﻟﻘﻬ ﺎر $اﻟﻴ ﻮ َم ُﺗ ْ ﻧﻔ ﺲ ﺑﻤ ﺎ آﺴ ﺒﺖ .ﻻ ﻇﻠ ﻢ اﻟﻴ ﻮم .إن اﷲ ﺳ ﺮﻳﻊ اﻟﺤﺴ ﺎب $وَأ ْﻧ ِﺬرْهﻢ ﻳ ﻮم اﻵزﻓ ﺔ إذ ب ﻟﺪي اﻟﺤﻨﺎﺟﺮ آﺎﻇﻤﻴﻦ .ﻣﺎ ﻟﻠﻈ ﺎﻟﻤﻴﻦ ﻣ ﻦ ﺣﻤ ﻴ ٍﻢ وﻻ ﺷ ﻔﻴ ٍﻊ ﻳﻄ ﺎع $ﻳﻌﻠ ﻢ ﺧﺎﺋﻨ َﺔ اﻟﻘﻠﻮ ُ )(١٧ ﻦ ﻞ َﻣ ْ .ﺛﻢ ﻧﺨﺘﺘﻢ هﺬﻩ اﻟﺒﺎﻗﺔ ﺑﻬﺬﻩ اﻵﻳﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ » :آ ﱡ اﻷﻋﻴﻦ وﻣﺎ ﺗﺨﻔﻲ اﻟﺼﺪور« ي ﺁﻻء رﺑﻜﻤ ﺎ ﺗﻜ ﺬﱢﺑﺎن ؟ $ ن $وﻳﺒﻘ ﻲ وﺟ ﻪ رﺑ ﻚ ذو اﻟﺠ ﻼل واﻹآ ﺮام $ﻓﺒ ﺄ ﱢ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﻓ ﺎ ٍ ﻞ ﻳﻮم هﻮ ﻓﻲ ﺷﺄن $ﻓﺒﺄي ﺁﻻء رﺑﻜﻤﺎ ﺗﻜﺬﺑﺎن؟ $ ﻳﺴﺄﻟﻪ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎوات واﻷرض .آ ﱠ ﺳ ﻨ ْﻔﺮُغ ﻟﻜ ﻢ أﻳﻬ ﺎ اﻟ ﱠﺜﻘَﻼن $ﻓﺒ ﺄي ﺁﻻء رﺑﻜﻤ ﺎ ﺗﻜ ﺬﺑﺎن ؟ $ﻳﺎﻣﻌﺸ ﺮ اﻟﺠ ﻦ واﻹﻧ ﺲ ،إن َ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ أن َﺗ ْﻨﻔُﺬوا ﻣﻦ أﻗﻄ ﺎر اﻟﺴ ﻤﺎوات واﻷرض ﻓﺎﻧ ُﻔ ﺬوا .ﻻ ﺗﻨ ُﻔ ﺬون إﻻ ﺑﺴ ﻠﻄﺎن $ ﻓﺒﺄي ﺁﻻء رﺑﻜﻤﺎ ﺗﻜﺬﺑﺎن ؟ ُ $ﻳ ْﺮﺳَﻞ ﻋﻠﻴﻜﻤﺎ ﺷُﻮاظ ﻣﻦ ﻧﺎ ٍر وُﻧﺤَﺎ ٌ س ﻓﻼ ﺗﻨﺘﺼﺮان« ).(١٨ إن ﺁﻳﺎت اﻟﻘﺮﺁن ﺗﺸﻊ ﺟﻼﻻ إﻟﻬﻴﺎ ،وﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺑﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ أن أﺻﺪق أن ﻣﺤﻤﺪا ﻗﺪ اﻓﺘﺮاهﺎ ﻣﻦ َﻟ ُﺪﻧْﻪ ،ﻓﺄﻳﻦ هﻮ ﻣﻦ هﺬا اﻟﺠﺒﺮوت اﻟﺬي ﻳﻌﻜ ﺲ اﻟﺴ ﻠﻄﺎن اﻟﻤﻄﻠ ﻖ واﻟﻘ ﺪرة اﻟﻼﻧﻬﺎﺋﻴ ﺔ واﻹرادة اﻟﺘ ﻲ ﻻ َﺗ ِﻨ ﱡﺪ ﻋ ﻦ ﻗﺒﻀ ﺘﻬﺎ ﺷ ﺎرد ٌة وﻻ واردة ؟ إن اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ ﻟﻴﺴ ﺖ آﻤ ﺎ ﻳﻘ ﻮل اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻮن ﻣ ﻦ أﻧ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم آ ﺎن ﻳﻮﺟ ﻪ اﻟﻜ ﻼم إﻟ ﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ ، ﻞ « ﻟﻴﻮهﻢ اﻟﻨﺎس أن اﷲ هﻮ اﻟﺬي ﻳﺨﺎﻃﺒﻪ ،ﺑﻞ هﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ هﺬا ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺎ ﻓﻌﻞ اﻷﻣﺮ » ُﻗ ْ اﻟ ﱠﻨﻔَﺲ اﻹﻟﻬﻲ ،ﻓﻤﻦ أﻳﻦ ﻟﻤﺤﻤﺪ ﺑﻪ ؟ واﺳﻤﻊ آﻴﻒ ﻳﺨﺎﻃﺐ اﷲ ذو اﻟﺠﺒﺮوت ﻧﺒﻴﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻮاﺿﻊ ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻤﺠﻴﺪ» : ﻏ ّﻨ َ وإﻣﺎ َﻳ ْﻨ َﺰ َ ﻚ ﻏ ّﻨ َ ﺳ ﻤِﻴ ٌﻊ ﻋﻠ ﻴﻢ«) » ، (١٩وإِﻣ ﺎ َﻳ ْﻨ َﺰ َ غ ﻓﺎﺳ َﺘﻌِﺬ ﺑﺎﷲ .إﻧﱠﻪ َ ﻚ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻄﺎن َﻧ ْﺰ ٌ ) (٢ ب ،أﻋ ﻮذ ﺑ ﻚ غ ﻓﺎﺳﺘﻌ ْﺬ ﺑﺎﷲ .إﻧﻪ هﻮ اﻟﺴﻤﻴﻊ اﻟﻌﻠﻴﻢ« »، ٠وﻗﻞ :ر ﱢ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻄﺎن َﻧ ْﺰ ٌ ) (٢ ب ،أن َﻳ ْ ﻣﻦ َه َﻤﺰَات اﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ $وأﻋﻮ ُذ ﺑﻚ ،ر ﱢ ﻦ ﻇﻬﻴﺮًا ﺤﻀُﺮون« » ، ١ﻓﻼ ﺗﻜﻮ َﻧ ﱠ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ« ) » ، (٢٢ﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﻨﺒﻲ ،اﺗﻖ اﷲ وﻻ ﺗُﻄﻊ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ واﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ،إن اﷲ آ ﺎن ﻋﻠﻴﻤﺎ ﺣﻜﻴﻤﺎ« ) . (٢٣واﺳﻤﻊ آﺬﻟﻚ آﻴﻒ آﺎن ﻣﺤﻤﺪ ﻳﺨﺎف ﻣﻌﺼﻴﺔ رﺑ ﻪ ﺧﻮﻓ ﺎ ﺷ ﺪﻳﺪا ، ) (١٧ﻏﺎﻓﺮ . ١٩ – ٧ / ) (١٨اﻟﺮﺣﻤﻦ . ٣٥ – ٢٦ / ) (١٩اﻷﻋﺮاف . ٢٠٠ / ) (٢٠ﻓﺼﻠﺖ . ٣٦ / ) (٢١اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن . ٩٨ – ٩٧ / ) (٢٢اﻟﻘﺼﺺ . ٨٦ / ) (٢٣اﻷﺣﺰاب . ١ /
وهﻮ رﺳﻮل اﷲ اﻟﺬي ﻳﻨ ﺰل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟ ﻮﺣﻲ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻤﺎء واﻟ ﺬي ﻳﺒﺸ ﺮ اﻟﻨ ﺎس وﻳﻨ ﺬرهﻢ: ﺖ رَﺑﻲ ﻋﺬا َ ﺼ ْﻴ ُ ﻋ َ »ﻗﻞ :إﻧﻲ أﺧﺎف إن َ ب ﻳﻮ ٍم ﻋﻈﻴﻢ« ). (٢٤وﻟﺬﻟﻚ آﺎن ﻣﻦ دﻋﺎﺋﻪ ﻟﺮﺑﻪ: ) (٢ ب ،ﻓ ﻼ ﺗﺠﻌﻠﻨ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﻮم اﻟﻈ ﺎﻟﻤﻴﻦ ٥ « . ﻋ ﺪُون $ر ﱢ ب ،إﻣ ﺎ ُﺗ ِﺮ َﻳ ﱢﻨ ﻲ ﻣ ﺎ ﻳ ُﻮ َ »ر ّ وﺣﺘﻲ ﻓﻲ أﺧﺮﻳﺎت ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ و ﺳ ﻠﻢ وﺑﻌ ﺪ أن ﻧﺠ ﺢ ﻓ ﻲ اﻻﻣﺘﺤ ﺎن اﻹﻟﻬ ﻲ ﻧﺠﺎﺣﺎ راﺋﻌًﺎ ﻓﻨﺰل ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ »:إﻧﺎ ﻓﺘﺤﻨﺎ ﻟﻚ ﻓﺘﺤـﺎ ﻣﺒﻴﻨـﺎ $ﻟﻴﻐﻔـﺮ ﻟﻚ اﷲ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻣ ﻦ ﺐ ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺎدة واﻟﺘﻬﺠﺪ واﻟﺪﻋﺎء ﺼ ُ ذﻧﺒﻚ وﻣﺎ ﺗﺄﺧﺮ« ) (٢٦ﻇﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻳﻘﻮم اﻟﻠﻴﻞ و َﻳ ْﻨ َ .وﻟﻤﺎ ﺳﺄﻟﺘْﻪ ﺑﻌﺾ زوﺟﺎﺗﻪ ﻋﻦ ﺳﺮ هﺬا اﻟﺘﻌﺐ ﻣﺎ دام اﷲ ﻗﺪ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﻣ ﺎ ﺗﻘ ﺪم ﻣ ﻦ ذﻧﺒ ﻪ وﻣﺎ ﺗﺄﺧﺮ آﺎن ﺟﻮاﺑﻪ » :أﻓﻼ أآﻮن ﻋﺒﺪا ﺷﻜﻮ ًرا ؟ « .وﻟﻮ آﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم هﻮ اﻟﺬي اﺧﺘﺮع هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻓﻠﻤﺎذا أﺟّﻠﻬﺎ إﻟﻲ أﺧﺮﻳﺎت ﺣﻴﺎﺗﻪ؟ ) (٢٧وﻟﻤﺎذا اﺳﺘﻤﺮ ﺑﻌﺪهﺎ ﻳﻘﻮم اﻟﻠﻴﻞ وﻳﺘﻬﺠﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﺒ ﺎدة واﻟ ﺪﻋﺎء ﺑ ﺪﻻ ﻣ ﻦ أن ﻳﻐ ﻂ ﻓ ﻲ ﻧ ﻮم ه ﺎﻧﺊ ﻟﺬﻳ ﺬ؟ وﻣ ﻊ ذﻟ ﻚ ﻓ ﺈن اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳﺄﻣﺮﻩ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻓﻲ ﺳﻮرة ﻻﺣﻘﺔ)هﻲ ﺳﻮرة » اﻟﻨﺼﺮ«( ﺑﺎﻻﺳﺘﻐﻔﺎر. وﻗﺪ ﻇﻞ هﺬا اﻟﺼﻮت اﻹﻟﻬﻲ ﻣ ﻊ اﻟﺮﺳ ﻮل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻟ ﻢ ﻳﻔﺎرﻗ ﻪ ﻟﺤﻈ ﺔ ،ﻓﻜ ﺎن آﻠﻤ ﺎ ﺣﺰن ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻨﺎد ﻗﻮﻣﻪ ) (٢٨وآﻔﺮهﻢ ورآ ﻮﺑﻬﻢ رؤوﺳ ﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃ ﻞ وﺧﻮﻓ ﻪ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﻣﻤ ﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮهﻢ ﻣﻦ ﻋﻘﺎب اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻋﺬاب اﻵﺧﺮة ،وذﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﻃﺒﻊ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺻ ﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ و ﺳ ﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺐ ﻟﻠﺤﻖ وﻏﻴﺮة ﻋﻠﻴﻪ ورﺣﻤ ٍﺔ ﻟﻠﺒﺸﺮ ،آ ﺎن ه ﺬا اﻟﺼ ﻮت داﺋﻤ ﺎ ﻓ ﻲ أذﻧﻴ ﻪ ﻳﺨﻔ ﻒ ﻀ ﺮّوا اﷲ ﺷ ﻴﺌﺎ . ﺤ ُﺰﻧْﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳُﺴ ﺎرﻋﻮن ﻓ ﻲ اﻟﻜﻔ ﺮ ،إﻧﻬ ـﻢ ﻟ ﻦ َﻳ ُ ﻋﻨﻪ أﺣﺰاﻧﻪ» :وﻻ َﻳ ْ ) (٢ ﻞ َﻟﻬُﻢ ﺣﻈـﺎ ﻓﻲ اﻵﺧﺮة ،وﻟﻬﻢ ﻋﺬاب ﻋﻈﻴﻢ« » ، ٩ﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﺮﺳﻮل ﺠ َﻌ َ ﻻ َﻳ ْ ﷲأ ّ ﻳﺮﻳ ُﺪ ا ُ ﺤ ُﺰﻧْﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺎرﻋﻮن ﻓﻲ اﻟﻜﻔﺮ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮا » :ﺁﻣﻨّﺎ « ﺑﺄﻓﻮاهﻬــﻢ وﻟـﻢ ﺗﺆﻣـﻦ ،ﻻ َﻳ ْ ) (٣ ﺤ ُﺰ ُﻧ ﻚ اﻟ ـﺬي ﻳﻘﻮﻟ ﻮن .ﻓ ﺈﻧﻬﻢ ﻻ ﻗﻠﻮﺑﻬـﻢ ،وﻣـﻦ اﻟﺬﻳـﻦ هﺎدوا« » ، ٠ﻗﺪ ﻧﻌﻠ ﻢ إﻧ ﻪ َﻟ َﻴ ْ ) (٣ ﺤ ُﺰ ْﻧ ﻚ ﻗ ﻮﻟُﻬﻢ .إن ﺤ ﺪون« » ، ١وﻻ َﻳ ْ ﺠَ ﻳُﻜ َـﺬّﺑﻮﻧﻚ ،وﻟﻜ ﻦ اﻟﻈﺎﻟﻤ ـﻴﻦ ﺑﺂﻳ ﺎت اﷲ َﻳ ْ ) (٣ اﻟﻌ ﺰة ﷲ ﺟﻤﻴﻌ ﺎ .ه ﻮ اﻟﺴ ﻤﻴﻊ اﻟﻌﻠ ﻴﻢ« »، ٢وﻟﻘ ـﺪ ﻧﻌﻠ ﻢ أﻧ ﻚ ﻳﻀ ﻴﻖ ﺻ ﺪرك ﺑﻤ ﺎ ﺢ ﺑﺤﻤﺪ رﺑﻚ وآﻦ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺟﺪﻳﻦ $واﻋﺒﺪ رﺑﻚ ﺣﺘﻲ ﻳﺄﺗﻴﻚ اﻟﻴﻘﻴﻦ« )،(٣٣ ﻳﻘﻮﻟﻮن $ﻓَﺴ ﱢﺒ ْ ) (٣ »وﻣـﻦ آﻔـﺮ ﻓﻼ َﻳ ْ ﺻ ِﺒ ْﺮ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﺎ ﻳﻘﻮﻟ ﻮن« ﺤ ُﺰﻧْـﻚ آُـﻔﺮﻩ« ، ٤وﻳﻨﺼﺤﻪ ﺑﺎﻟﺼﺒــﺮ» ا ْ ) (٣ ﺤﻜْﻢ رﺑـﻚ ،ﻓﺈﻧﻚ ﺑﺄﻋﻴﻨﻨﺎ« » ، ٦ﻓﺎﺻﺒﺮ ﻟﺤﻜﻢ رﺑ ﻚ ،وﻻ ﺗﻜ ﻦ ﺻ ِﺒـْﺮ ﻟ ُ ) » ، (٣٥وا ْ آﺼﺎﺣﺐ اﻟﺤﻮت إذ ﻧﺎدي وهﻮ ﻣﻜﻈﻮم $ﻟﻮﻻ أن َﺗﺪَارآَﻪ ﻧﻌﻤـ ٌﺔ ﻣـﻦ رﺑـﻪ َﻟ ُﻨﺒِﺬ ﺑ ﺎﻟﻌَﺮاء ) (٢٤اﻷﻧﻌﺎم ، ١٥ /و اﻟﺰﻣﺮ . ١٣ / ) (٢٥اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن . ٩٤ – ٩٣ / ) (٢٦اﻟﻔﺘﺢ . ٢ – ١ / ) (٢٧ﺑﻌﺪ ﺻﻠﺢ اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ) (٢٨اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﻘﻮﻣﻪ هﻨﺎ آﻞ ﻣﻦ دﻋﺎهﻢ إﻟﻲ اﻹﺳﻼم ،ﻓﻴﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬﻢ اﻟﻴﻬﻮد و اﻟﻨﺼﺎري . ) (٢٩ﺁل ﻋﻤﺮان . ١٧٦/ ) (٣٠اﻟﻤﺎﺋﺪة . ٤١ / ) (٣١اﻷﻧﻌﺎم . ٣٢ / ) (٣٢ﻳﻮﻧﺲ . ٦٥ / ) (٣٣اﻟﺤِﺠﺮ . ٩٩ – ٦٧ / ) (٣٤ﻟﻘﻤﺎن . ٢٣ / ) (٣٥ص . ١٧ / ) (٣٦اﻟﻄﻮر . ٤٨ /
ﺻ ِﺒ ـ ْﺮ« )» ، (٣٩ وهـﻮ ﻣﺬﻣﻮم« ) » ، (٣٧ﻓﺎﺻﺒـﺮ ﺻﺒـﺮا ﺟﻤﻴـﻼ« ) » ، (٣٨وﻟِﺮﺑﱢﻚ ﻓﺎ ْ ﺤ ْﻜ ﻢ رﺑ ﻚ ،وﻻ ُﺗ ِ ﺻ ِﺒ ْﺮ ﻟ ُ وا ْ ﻄ ْﻊ ﻣ ﻨﻬﻢ ﺁﺛﻤ ﺎ أو آﻔ ﻮرًا« ). (٤٠وﺣﻴﻨﻤ ﺎ ﻳﺸ ﺘﺪ ﺑ ﻪ اﻟﻀ ﻴﻖ وﺗﻄﺒﻖ اﻷﺣﺰان ﻋﻠﻲ ﺻﺪرﻩ ﺣﺘﻲ ﻟﺘﻜﺎد ﺗﺨﻨﻘﻪ أﺳﻔﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻣﺼﻴ ـﺮ ﻗﻮﻣ ـﻪ ﻳﻨﻬ ﺎﻩ اﻟ ﻮﺣﻲ )(٤١ ﻋﻦ ذﻟﻚ » :ﻓﻠﻌﻠﻚ ﺑﺎﺧ ٌﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻲ ﺁﺛﺎرهـﻢ إن ﻟﻢ ﻳﺆﻣﻨـﻮا ﺑﻬـﺬا اﻟﺤـﺪﻳﺚ أﺳﻔ ـﺎ« » ،ﻟﻌﻠ ﻚ ﺑ ﺎﺧ ٌﻊ ﻧﻔﺴ ﻚ أﻻ ﻳﻜﻮﻧ ﻮا ﻣ ﺆﻣﻨﻴﻦ« ). (٤٢ذﻟ ﻚ أن اﷲ ﻟ ﻢ ﻳُﻨ ﺰل ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻟﻴﺸﻘﻴـﻪ ،وإﻧﻤﺎ ﺗﺬآﺮ ًة ﻟﻤﻦ ﻳﺨﺸﻲ » :ﻃﻪ $ﻣﺎ أﻧﺰﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻘﺮﺁن ﻟﺘﺸﻘﻲ $إﻻ ﺗﺬآﺮ ًة ﻟﻤ ﻦ ﻳﺨﺸ ﻲ« ). (٤٣آ ﺬﻟﻚ ﻓﻠﻴﺴ ﺖ ﻣﻬﻤﺘ ﻪ أن ﻳﺤﻤ ﻞ اﻟﻨ ﺎس ﻋﻠ ﻲ اﻹﻳﻤ ﺎن ﺣﻤ ﻼ ،إذ إن ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻪ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻋﻨﺪ ﺣﺪود اﻹﺑﻼغ واﻟﺘﺬآﻴ ـﺮ » :وﻣ ﺎ ﺟﻌﻠﻨ ـﺎك ﻋﻠﻴﻬ ـﻢ ﺣﻔﻴﻈ ﺎ ،وﻣ ﺎ ﺖ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﺑﻤﺴ ﻴﻄﺮ« أﻧﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻮآﻴـﻞ« ) » ، (٤٤وﻣﺎ أﻧﺖ ﻋﻠﻴﻬـﻢ ﺑﺠﺒّﺎر« ) » ، (٤٥ﻟﺴ َ ). (٤٦وﻣﻦ هﻨﺎ ﻧﺠﺪﻩ ﻳﻘﻮل ﻟﻘﻮﻣﻪ » :وﻣﺎ أﻧﺎ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺤﻔﻴﻆ«). (٤٧ ن وﻓﻲ ﺿﻮء هﺬا ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻔﻬﻢ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ » :وﻗﺎل اﻟﺬﻳﻦ آﻔﺮوا :ﻟﻮﻻ ُﻧﺰﱢل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻘﺮﺁ ُ ﺖ ﺑ ﻪ ﻓ ﺆادك ،ورﺗﱠﻠﻨ ﺎﻩ ﺗ ﺮﺗﻴﻼ« ) . (٤٨وﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟ ﺮد اﻟﻘﺮﺁﻧ ﻲ ﺟﻤﻠ ًﺔ واﺣﺪة .آﺬﻟﻚ ﻟﻨﺜ ﱢﺒ َ ﻋﻠﻲ اﻋﺘﺮاض اﻟﻜﻔﺎر ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻲ أن ﻗﺎﺋﻞ هﺬا اﻟﻜ ﻼم ﻻ ﻳﻤﻜ ﻦ أن ﻳﻜ ﻮن ﻣﺤﻤ ﺪا ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴﻼم ،ﻓﺎﻟﻜﺎذﺑﻮن اﻟﻤﺰﻳﻔﻮن ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أﺑﺪا أن ﻳﻌﺘﺮﻓﻮا أﻣﺎم ﺧﺼﻮﻣﻬﻢ ﺑﺤﺎﺟﺘﻬﻢ إﻟﻲ ﻣﻦ ﻳﺜﺒﺖ ﻟﻬﻢ أﻓﺌﺪﺗﻬﻢ ،ﻷن هﺬا ﺿ ﻌﻒ ،وآ ﻞ إﻧﺴ ﺎن ،وﺑﺨﺎﺻ ﺔ إذا آ ﺎن ﻣ ﺪّﻋﻴﺎ ﻣﻠﻔﻘ ﺎ ، ﻳﺤﺮص ﻋﻠﻲ أن ﻳﺴﺘﺮ ﻧﻘﺎط اﻟﻀﻌﻒ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ أﺷﺪ اﻟﺤﺮص وﻳﺒﺬل ﻓﻲ ذﻟﻚ آﻞ ﻣﺎ ﻓ ﻲ ﻳﺪﻳﻪ .آﺬﻟﻚ ﻟﻮ آﺎن ﻣﺤﻤﺪ هﻮ ﻣﺆﻟﻒ هﺬا اﻟﻘﺮﺁن وأﺣﺮﺟﻪ ﻗﻮﻣﻪ ﺑﻬﺬا اﻻﻋﺘ ﺮاض ﻟﻜ ﺎن رد ﻓﻌﻠﻪ هﻮ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻧﻔﺴﻪ واﻟﻌﻜﻮف ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ أﻳﺎﻣﺎ أو أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻳﺆﻟﻒ ﻟﻬﻢ آﺘﺎﺑ ﺎ آ ﺎﻣﻼ ﺛ ﻢ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻳﺨﺮج ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﺎﺋﻼ» :هﺎآﻢ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﺘﻤﻮﻩ .أﻣ ﺎ ه ﺬا اﻟ ﺬي آ ﺎن ﻳﻨ ﺰل ﻋﻠ ﱠ ﻣﻨﺠﱠﻤ ﺎ ﻗ ﺒﻼ ﻓﻘ ﺪ آ ﺎن اﻟﻘﻄ ﺮات اﻷوﻟ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻐﻴ ﺚ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺴ ﺒﻖ اﻻﻧﻬﻤ ﺎر .ﻓﻤ ﺎ رأﻳﻜ ﻢ اﻵن؟« .وﻗﺪ آﺎن ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم أن ﻳﺄﺧ ﺬ ﺣ ﺬرﻩ ﻣﺒﻜ ﺮا ﻓﻴﻀ ﻤّﻦ ﻗﺮﺁﻧ ﻪ ﺁﻳ ﺎت ﺗﺆآﺪ أﻧﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻣ ﻦ ﺷ ﻲء ﻓﻬ ﻮ ﻣﻘﺒ ﻮل ﻋﻨ ﺪ اﷲ ،ﻷن اﷲ ﻗ ﺪ ﺟﻌﻠ ﻪ ﻓ ﻮق اﻟﻤﺴ ﺎءﻟﺔ ﻀ ﻤَﻦ واﻟﺤﺴﺎب وأﻋﻄﺎﻩ اﻟﺤﺮﻳﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻌﻞ واﻟﺘﺮك ﺣﺴ ﺒﻤﺎ ﻳﺤﻠ ﻮ ﻟ ﻪ ،وﺑ ﺬﻟﻚ َﻳ ْ ﻋ ﻪ ،ﻓ ﺈن ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮﻗﻴﻦ أﻻ ﻳﻌﺘﺮض ﻋﻠﻴﻪ أﺣﺪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻋﻠﻲ أي ﻓﻌﻞ ﻳﺄﺗﻴ ﻪ أو َﻳ َﺪ ُ
) (٣٧اﻟﻘﻠﻢ . ٤٩ – ٤٨ / ) (٣٨اﻟﻤﻌﺎرج . ٥ / ) (٣٩اﻟﻤﺪﺛﺮ . ٧ / ) (٤٠اﻹﻧﺴﺎن . ٢٥ / ) (٤١اﻟﻜﻬﻒ . ٦ / ) (٤٢اﻟﺸﻌﺮاء . ٣ / ) (٤٣ﻃﻪ . ٣ – ١ / ) (٤٤اﻷﻧﻌﺎم . ١٠٧ / ) (٤٥ق . ٤٥ / ) (٤٦اﻟﻐﺎﺷﻴﺔ . ٢٢ / ) (٤٧اﻷﻧﻌﺎم . ١٠٤ / ) (٤٨اﻟﻔﺮﻗﺎن . ٣٢ /
ﻳﺰﻋﻤ ﻮن أﻧ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻗ ﺪ ﺗﻌ ﱠﻤ ﺪ أن ﻳﻜ ﻮن اﻟﻘ ﺮﺁن ﻣﻨﺠﱠﻤ ﺎ آ ﻲ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ اﻟ ﺮد ﻋﻠ ﻲ ﻣﻔﺎﺟﺂت اﻟﺤﻮادث ﺣﺴﺐ رﻏﺒﺘﻪ وهﻮاﻩ وﻇﺮوﻓﻪ ).(٤٩ وﻟﻢ ﻳﻘﻒ ﺗﺜﺒﻴﺖ اﻟﻘﺮﺁن ﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة و اﻟﺴﻼم ﻋﻨﺪ ﺣﺪ اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ أﺣﺰاﻧﻪ و ُﻧﺼْﺤﻪ أﻻ َﻳﺪَع أﺳﻔﻪ ﻋﻠﻲ ﻗﻮﻣﻪ ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺑﻞ آﺎن اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳﺤﺬرﻩ ﻣﻦ أن ﻳﻨﺘﺎﺑﻪ أي ﺷﻚ ﺖ ﻓﻲ ﺷﻚ ﻣﻤﺎ ﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﺘﺮﻳﻦ« ) » ، (٥٠ﻓﺈن آﻨ َ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻨﺰل ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ وﺣﻲ » :ﻓﻼ ﺗﻜﻮﻧ ّ أﻧﺰﻟﻨﺎ إﻟﻴﻚ ﻓﺎﺳ ﺄل اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﻘ ﺮأون اﻟﻜﺘ ﺎب ﻣ ﻦ ﻗﺒﻠ ﻚ .ﻟﻘ ﺪ ﺟ ﺎءك اﻟﺤ ﻖ ﻣ ﻦ رﺑ ﻚ ،ﻓ ﻼ ن ﻣ ﻦ اﻟﺨﺎﺳ ﺮﻳﻦ« ﻦ ﻣ ﻦ اﻟ ﺬﻳﻦ آ ﺬﱠﺑﻮا ﺑﺂﻳ ﺎت اﷲ ﻓﺘﻜ ﻮ َ ﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﺘ ﺮﻳﻦ $وﻻ ﺗﻜ ﻮﻧ ﱠ ﺗﻜﻮﻧ ﱠ ﻚ ﻓﻲ ِﻣ ْﺮ َﻳ ٍﺔ ﻣﻨ ﻪ .إﻧ ﻪ اﻟﺤ ﻖ ﻣ ﻦ رﺑ ﻚ ،وﻟﻜ ﻦ أآﺜ ﺮ اﻟﻨ ﺎس ﻻ ﻳﺆﻣﻨ ﻮن« ) » ، (٥١ﻓﻼ َﺗ ُ ﻚ ﻓ ﻲ ِﻣﺮْﻳ ٍﺔ ﻣﻤ ﺎ ﻳﻌﺒ ﺪ ﻋ َﺒﺪَة اﻷﺻﻨﺎم واﻷهﻮاء » :ﻓﻼ َﺗ ُ ) (٥٢أو ﻓﻲ ﺿﻼل ﻗﻮﻣﻪ ﻣﻦ َ ه ﺆﻻء .ﻣ ﺎ ﻳﻌﺒ ﺪون إﻻ آﻤ ﺎ ﻳﻌﺒ ﺪ ﺁﺑ ﺎؤهﻢ ﻣ ﻦ َﻗ ْﺒ ُ ﻞ« ) . (٥٣آﻤ ﺎ آ ﺎن ﺳ ﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌ ﺎﻟﻲ ﺤﺮِﻓﻮﻩ ﻋﻦ ﺻﺮاط اﷲ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻳﺤﺬرﻩ ﻣﻦ ﻓِﺨﺎﺧﻬﻢ وأﻻﻋﻴﺒﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﻳﻬﺪﻓﻮن ﺑﻬﺎ إﻟﻲ أن َﻳ ْ ﺣ ُﻜ ْﻢ ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ﺑﻤ ﺎ أﻧ ﺰل اﷲ ،وﻻ ﺗﺘﱠﺒ ﻊ أه ﻮاءهﻢ ،واﺣ ﺬرهﻢ أن ﻳﻔﺘﻨ ﻮك نا ْ اﻟﺤﻤﻴﺪ » :وأ ِ ) (٥ ﻀ ﻠّﻮك ﻋ ﻦ ﻦ ﻓ ﻲ اﻷرض ُﻳ ِ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ أﻧﺰل اﷲ إﻟﻴﻚ« » ، ٤وإن ﺗﻄ ﻊ أآﺜ ﺮ َﻣ ْ ي ﻋﻠﻴﻨ ﺎ ﻏﻴ ﺮﻩ . ﺳﺒﻴﻞ اﷲ« ) » ، (٥٥وإن آﺎدوا َﻟ َﻴ ْﻔﺘِﻨﻮﻧﻚ ﻋﻦ اﻟ ﺬي أوﺣﻴﻨ ﺎ إﻟﻴ ﻚ ﻟﺘﻔﺘ ﺮ َ وإذن ﻻﺗﱠﺨﺬوك ﺧﻠﻴ ً ﺖ إﻟﻴ ﻚ« )،(٥٧ ﺼ ﱡﺪﻧﱠﻚ ﻋـﻦ ﺁﻳﺎت اﷲ ﺑﻌﺪ إذ ُأ ْﻧ ِﺰَﻟ ْ ﻼ« ) »، (٥٦وﻻ ﻳ ُ ) (٥ »وﻻ َﺗ ْﺪ ُ ع ﻣـﻊ اﻟﻠـﻪ إﻟﻬﺎ ﺁﺧـﺮ« ُ . ٨ﺗﺮَي أﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻔﻜﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﻲ ﻧﻬﻲ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻋ ﻦ ن ﻞ إﻧﺴ ﺎ ٍ اﻟﺸ ﻚ ﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﻨ ﺰل ﻋﻠﻴ ﻪ ﻣ ﻦ وﺣ ﻲ ؟ إن ذﻟ ﻚ ،ﻓﻀ ﻼ ﻋ ﻦ أﻧ ﻪ ﻳﻜﺸ ﻒ ﻣ ﺎ آ ﱡ ﺺ ﻋﻠﻲ ﺳﺘﺮﻩ ،وﺑﺨﺎﺻﺔ إذا آﺎن ﻣﺪﻋﻴﺎ آﺎذﺑﺎ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺨﻄﺮ ﻟﻪ ﻋﻠﻲ ﺑﺎل. ﺣﺮﻳ ٌ أم ﺗﺮاﻩ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼ ﻼة واﻟﺴ ﻼم) ﻟ ﻮ أﻧ ﻪ ،ﺣﺴ ﺐ زﻋ ﻢ اﻟﻜ ﺎﻓﺮﻳﻦ ،ه ﻮ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟﻘ ﺮﺁن( آﺎن ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺨﺎﻃﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻠﻬﺠ ﺔ اﻟﺸ ﺪﻳﺪة؟ » :ﻟ ﻴﺲ ﻟ ﻚ ﻣ ﻦ اﻷﻣ ﺮ ﺷ ﻲء ،أو ب ﻋﻠ ﻴﻬﻢ أو ﻳﻌ ّﺬﺑَﻬﻢ ،ﻓ ﺈﻧﻬﻢ ﻇ ﺎﻟﻤﻮن« ) » ، (٥٩وﻻ ﺗﺠ ﺎدل ﻋ ﻦ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺨﺘ ﺎﻧﻮن ﻳﺘ ﻮ َ ) (٦ ﺖ ﻟﻬﻢ .وﻟﻮ ﺧﻮّاﻧًﺎ أﺛﻴﻤﺎ« َ » ٠ﻓ ِﺒﻤَﺎ رﺣﻤ ٍﺔ ﻣﻦ اﷲ ِﻟ ْﻨ َ أﻧﻔﺴﻬﻢ ،إن اﷲ ﻻﻳﺤﺐ ﻣـﻦ آﺎن َ ) (٦ آﻨﺖ ﻓﻈّﺎ ﻏﻠﻴﻆ اﻟﻘﻠﺐ ﻻﻧﻔﻀﻮا ﻣ ﻦ ﺣﻮﻟ ﻚ« » ، ١ﻳ ﺎ أﻳﻬ ﺎ اﻟﺮﺳ ﻮل َ ،ﺑﱢﻠ ْﻎ ﻣ ﺎ ُأ ِﻧ ﺰْل إﻟﻴﻚ ﻣﻦ رﺑﻚ ،وإن ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ ﻓﻤﺎ ﺑﱠﻠ ْﻐ َ ﺖ رﺳﺎﻟﺘﻪ« )» ،(٦٢وإن آﺎن َآُﺒ َﺮ ﻋﻠﻴﻚ إﻋﺮاﺿُﻬﻢ ) (٤٩اﻧﻈ ﺮ ﺗﻌﻠﻴﻘﻨ ﺎ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﺎ ﻗﺎﻟ ﻪ اﻟﻤﺴﺘﺸ ﺮق اﻟﻔﺮﻧﺴ ﻲ ﺳ ﺎﭬﺎري ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄ ﺔ ﻓ ﻲ آﺘﺎﺑﻨ ﺎ » اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن و اﻟﻘﺮﺁن« . ١١ / ) (٥٠اﻟﺒﻘﺮة . ١٤٧ / ) (٥١ﻳﻮﻧﺲ . ٩٥ – ٩٤ / ) (٥٢هﻮد . ١٧ / ) (٥٣هﻮد . ١٠٩ / ) (٥٤اﻟﻤﺎﺋﺪة . ٤٩ / ) (٥٥اﻷﻧﻌﺎم . ١١٦ / ) (٥٦اﻹﺳﺮاء . ٧٣ / ) (٥٧اﻟﻘﺼﺺ . ٨٧ / ) (٥٨اﻟﻘﺼﺺ . ٨٨ / ) (٥٩ﺁل ﻋﻤﺮان . ١٢٨ / ) (٦٠اﻟﻨﺴﺎء . ٦١ / ) (٦١ﺁل ﻋﻤﺮان . ١٥٩ / ) (٦٢اﻟﻤﺎﺋﺪة . ٦٢ /
ﺳّﻠﻤًﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﺘﺄﺗﻴَﻬﻢ ﺑﺂﻳﺔ .وﻟﻮ ﺷ ﺎء اﷲ ﻓﺈن اﺳﺘﻄﻌﺖ أن ﺗﺒﺘﻐﻲ َﻧ َﻔﻘًﺎ ﻓﻲ اﻷرض أو ُ ) (٦ ﻟﺠﻤﻌﻬـﻢ ﻋ ـﻠﻲ اﻟﻬ ـﺪي ،ﻓ ـﻼ ﺗﻜ ﻮﻧ ّ ﻦ ﻣ ﻦ اﻟﺠ ﺎهﻠﻴﻦ« » ، ٣وﻻﺗﻄ ﺮد اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳ ﺪﻋﻮن ﻲ ﻳﺮﻳ ﺪون وﺟﻬ ﻪ .ﻣ ﺎ ﻋﻠﻴ ﻚ ﻣ ﻦ ﺣﺴ ﺎﺑﻬﻢ ﻣ ﻦ ﺷ ﻲء ،وﻣ ﺎ ﻣ ﻦ رﺑﻬ ﻢ ﺑﺎﻟﻐ ﺪاة واﻟﻌﺸ ﱢ ) (٦ ن ﻣ ﻦ اﻟﻈ ﺎﻟﻤﻴﻦ« » ، ٤وﻟ ﻮﻻ أن ﺛﺒﱠﺘﻨ ﺎك ﺣﺴﺎﺑﻚ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺷﻲء ،ﻓﺘﻄﺮدَهـﻢ ﻓﺘﻜﻮ َ ﻒ اﻟﻤﻤ ﺎت ،ﺛ ﻢ ﻻ ﺿ ْﻌ َ ﻒ اﻟﺤﻴ ﺎة و ِ ﺿ ْﻌ َ ﻦ إﻟﻴﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﻗﻠﻴﻼ $إذن ﻷذﻗﻨﺎك ِ ت َﺗ ْﺮ َآ ُ ﻟﻘﺪ ِآ ْﺪ َ ) (٦ ﻦ ﺑﺎﻟﺬي أوﺣﻴﻨﺎ إﻟﻴﻚ ﺛﻢ ﻻ ﺗﺠﺪ ﻟﻚ ﺑﻪ ﻦ ﺷﺌﻨﺎ ﻟﻨﺬهﺒ ﱠ ﺗﺠﺪ ﻟﻚ ﻋﻠﻴﻨـﺎ ﻧﺼﻴﺮا« » ، ٥وَﻟ ِﺌ ْ ) (٦ ﻋﻠﻴﻨ ﺎ وآ ﻴﻼ« ) » ،(٦٦وﺗﺨﺸ ـﻲ اﻟﻨ ـﺎس ،واﷲ أﺣ ـﻖ أن ﺗﺨﺸ ﺎﻩ« » ، ٧وﻟ ﻮ َﺗ َﻘ ﻮﱠل ﻄﻌْﻨﺎ ﻣﻨﻪ اﻟﻮﺗﻴﻦ $ﻓﻤﺎ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ أﺣﺪ ﺾ اﻷﻗﺎوﻳﻞ $ﻷﺧﺬﻧﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﻴﻤﻴﻦ $ﺛﻢ ﻟ َﻘ َ ﻋﻠﻴﻨﺎ َﺑ ْﻌ َ ) (٦ ﻋﻨﻪ ﺣﺎﺟﺰﻳﻦ« . ٨ أم ﺗ ﺮاﻩ آ ﺎن ﻳﺘﺤ ﺪث ﻓ ﻲ ﻗﺮﺁﻧ ﻪ ﻋ ﻦ أﺧﻄﺎﺋ ﻪ ﻟﻴﺮدده ﺎ اﻵﻻف ﻓ ﻲ ﻋﺼ ﺮﻩ وﻣﻼﻳ ﻴﻦ ﻋﺪّهﺎ هﻮ ﻧﻔﺴﻪ أﺧﻄﺎء أﺻﻼ( ؟ : اﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻋﻠﻲ ﻣﺪي اﻟﻌﺼﻮر ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺳﺘﺮهﺎ) هﺬا إن َ ﻋ ﺮَض اﻟ ﺪﻧﻴﺎ ، ﺳﺮَي ﺣﺘ ﻲ ُﻳ ْﺜﺨِﻦ ﻓ ﻲ اﻷرض .ﺗﺮﻳ ﺪون َ ﻲ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻪ َأ ْ »ﻣﺎ آﺎن ﻟﻨﺒ ﱟ ﺴ ﻜﻢ ﻓﻴﻤ ﺎ أﺧ ﺬﺗﻢ ﻖ ﻟﻤ ﱠ ﺳ َﺒ َ واﷲ ﻳﺮﻳ ﺪ اﻵﺧ ﺮة .واﷲ ﻋﺰﻳ ﺰ ﺣﻜ ﻴﻢ $ﻟ ﻮﻻ آﺘ ﺎب ﻣ ﻦ اﷲ َ ﻋﺒَﺲ وﺗﻮﻟﱠﻲ $أن ﺟﺎءﻩ اﻷﻋﻤﻲ $وﻣﺎ ُﻳﺪْرﻳﻚ ﻟﻌﻠﻪ َﻳ ﱠﺰآﱠﻲ $ ﻋﺬاب ﻋﻈﻴﻢ« )َ » ، (٦٩ ﺼﺪﱠي $وﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ أﻻ َﻳ ﱠﺰآﱠﻲ $ أو َﻳ ﱠﺬآّﺮ ﻓﺘﻨ َﻔﻌَﻪ اﻟﺬآﺮي $أﻣﺎ ﻣﻦ اﺳﺘﻐﻨﻲ $ﻓﺄﻧﺖ ﻟﻪ َﺗ َ وأﻣﺎ ﻣﻦ ﺟﺎءك ﻳﺴﻌﻲ $وهﻮ ﻳﺨﺸﻲ $ﻓﺄﻧ ﺖ ﻋﻨ ﻪ َﺗَﻠ ﱠﻬ ﻲ $آ ﻼ ،إﻧﻬ ﺎ ﺗ ﺬآﺮة $ﻓﻤ ـﻦ ) (٧ ﺳﻔَﺮة $آﺮام َﺑ َﺮرَة« ٠ ﺷﺎء ذآﺮﻩ $ﻓﻲ ﺻﺤﻒ ﻣﻜﺮﱠﻣﺔ $ﻣﺮﻓﻮﻋﺔ ﻣﻄﻬﱠﺮة $ﺑﺄﻳﺪي َ ﺺ ﻋﻠﻲ أن ﻳﻘﺮّب إﻟﻴﻪ اﺑﻦ أم ﻣﻜﺘﻮم) اﻟﺬي ل ﺣﺮﻳ ٌ .وﻣﻨﺬ أن ﻧﺰﻟﺖ هﺬﻩ اﻵﻳﺎت واﻟﺮﺳﻮ ُ ﻳ ﺪور ﺣﻮﻟ ﻪ ه ﺬا اﻟ ﻮﺣﻲ( ،ﺑ ﻞ ﻟﻘ ﺪ ﺧﱠﻠ َﻔ ﻪ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻣ ﺮارًا ﺣ ﻴﻦ آ ﺎن ﻳﺨ ﺮج ﻣ ﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻠﻐﺰو. ﻒ ﻋﻮاﻃﻔ ﻪ ﻒ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻓِﻠ َﻢ ﻳﻜﺸ ُ آﺬﻟﻚ ﻟﻮ آﺎن ﻋﻠﻴﻪ أﻓﻀﻞ اﻟﺼـﻼة وأزآ ﻲ اﻟﺴ ﻼم ﻣﺆﻟ َ ﻦ َﺑ ْﻌ ُﺪ وﻻ أن َﺗ َﺒ ﺪﱠل ﺑﻬ ﻦ ﻣ ﻦ ﻞ ﻟ ﻚ اﻟﻨﱢﺴ ﺎ ُء ِﻣ ْ ﻋﻠﻲ هﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﻓﻲ اﻵﻳﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ » :ﻻ ﻳﺤ ﱡ ﺣْ ﻚ ُ ﺠ َﺒ َ ﻋَ ج وﻟ ﻮ أ ْ أزوا ٍ ﺴ ُﻨ ُﻬﻦّ« )(٧١؟ ﻟﻤ ﺎذا » ﻟ ﻮ أﻋﺠﺒ ﻚ ﺣﺴ ﻨﻬﻦ « ه ﺬﻩ ؟ إن إﺻ ﺪار ﺼ َﺪرُﻩ( ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻟﻴﺘﻄﻠ ﺐ اﻟﺘﺸ ﺮﻳﻊ اﻟﺴ ﺎﺑﻖ) وﻳﺼ ﻌﺐ ﻋﻠ ﻲ أن أﻋﺘﻘ ﺪ أن ﻣﺤﻤ ﺪا ه ﻮ َﻣ ْ ﻦ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء .آ ﺬﻟﻚ ﻟ ﻮ ﺻ ﺢ إﺷﺎرة إﻟﻲ إﻋﺠﺎب اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﺑﺤﺴﻦ ﻣﻦ ﻳﺮاه ّ اﻻﻓﺘ ﺮاض اﻟﻤﺴ ﺘﺤﻴﻞ ﺑﺄﻧ ﻪ ه ﻮ ﻣﺆﻟ ﻒ اﻟﻘ ﺮﺁن ﻓِﻠ َﻢ ﻳﺠﻌ ﻞ أﻣ ﻮر ﺑﻴﺘ ﻪ اﻟﺨﺎﺻ ﺔ وﺳ ﻴﺮة ﻦ زوﺟـﺎﺗﻪ ﻣﻀﻐـﺔ ﻓﻲ أﻓـﻮاﻩ اﻟﻜﺎﻓﺔ هﻜﺬا ؟ » :ﻳﺎ أﻳﻬ ﺎ اﻟﻨﺒ ﻲ ،ﻗ ﻞ ﻷزواﺟ ﻚ :إن آﻨ ﺘ ّ ﻦ ُﺗ ِﺮدْن ﻦ ﺳَﺮاﺣﺎ ﺟﻤﻴﻼ $وإن آﻨﺘ ّ ﻦ أﻣﺘﱢ ْﻌ ُﻜﻦّ وأﺳ ّﺮﺣْﻜ ّ ُﺗ ِﺮدْن اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺪﻧﻴﺎ وزﻳﻨﺘﻬﺎ ﻓﺘﻌﺎَﻟ ْﻴ َ اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ واﻟﺪار اﻵﺧﺮة ﻓﺈن اﷲ أﻋ ّﺪ ﻟﻠﻤﺤﺴﻨﺎت ﻣﻨﻜﻦ أﺟﺮا ﻋﻈﻴﻤﺎ $ﻳﺎ ﻧﺴﺎء اﻟﻨﺒ ﻲ ) (٦٣اﻷﻧﻌﺎم . ٣٥ / ) (٦٤اﻷﻧﻌﺎم . ٥٢ /و ﺛﻤﺔ ﺁﻳﺔ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻓﻲ ﺳﻮرة »اﻟﻜﻬﻒ « هﻲ اﻵﻳﺔ . ٢٨ / ) (٦٥اﻹﺳﺮاء . ٧٥ / ) (٦٦اﻹﺳﺮاء . ٨٦ / ) (٦٧اﻷﺣﺰاب . ٣٧ ) (٦٨اﻟﺤﺎﻗﺔ . ٤٧ – ٤٤ / ) (٦٩اﻷﻧﻔﺎل . ٦٨ – ٦٧ / ﺲ . ١٦ – ١ / ﻋ َﺒ َ ) َ (٧ ٠ ) (٧١اﻷﺣﺰاب . ٥٢ /
ب ﺿ ﻌﻔﻴﻦ ،وآ ﺎن ذﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻲ اﷲ ﻒ ﻟﻬ ﺎ اﻟﻌ ﺬا ُ ﻋ ْ ﻦ ﺑﻔﺎﺣﺸ ﺔ ُﻣ َﺒﻴﱢﻨ ﺔ ﻳﻀ ﺎ َ ت ﻣ ﻨﻜ ّ ،ﻣﻦ ﻳﺄ ِ ) (٧ ﻳﺴﻴﺮا« » ، ٢ﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﻨﺒﻲ ِ ،ﻟ َﻢ ﺗﺤﺮّم ﻣﺎ أﺣﻞ اﷲ ﻟﻚ ﺗﺒﺘﻐﻲ ﻣﺮﺿﺎة أزواﺟﻚ ؟ واﷲ ﺤﱠﻠ َﺔ أﻳﻤﺎﻧﻜﻢ .واﷲ ﻣﻮﻻآﻢ ،وهﻮ اﻟﻌﻠﻴﻢ اﻟﺤﻜﻴﻢ $وإذ ﻏﻔﻮر رﺣﻴﻢ $ﻗﺪ ﻓﺮض اﷲ ﻟﻜﻢ َﺗ ِ ت ﺑ ﻪ وأﻇﻬ ﺮﻩ اﷲ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻋ ﺮﱠف ﺑﻌﻀ ﻪ ﺳ ّﺮ اﻟﻨﺒﻲ إﻟﻲ ﺑﻌﺾ أزواﺟ ﻪ ﺣ ﺪﻳﺜﺎ ،ﻓﻠﻤ ﺎ ﻧ ّﺒ ﺄ ْ أَ وأﻋﺮض ﻋﻦ ﺑﻌﺾ .ﻓﻠﻤﺎ ﻧﺒﺄهﺎ ﺑﻪ ﻗﺎﻟﺖ :ﻣﻦ أﻧﺒﺄك هﺬا؟ ﻗﺎل :ﻧﺒﺄﻧﻲ اﻟﻌﻠﻴﻢ اﻟﺨﺒﻴ ﺮ $ ﺖ ﻗﻠﻮﺑﻜﻤ ﺎ ،وإن ﺗَﻈ ﺎهﺮا ﻋﻠﻴ ﻪ ﻓ ﺈن اﷲ ه ﻮ ﻣ ﻮﻻﻩ وﺟﺒﺮﻳ ﻞ ﺻ َﻐ ْ إن ﺗﺘﻮﺑﺎ إﻟﻲ اﷲ ﻓﻘ ﺪ َ وﺻ ﺎﻟﺢ اﻟﻤ ﺆﻣﻨﻴﻦ .واﻟﻤﻼﺋﻜ ﺔ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﻇﻬﻴ ﺮ $ﻋﺴ ﻲ رﺑ ﻪ ،إن ﻃﻠﻘﻜ ﻦ ،أن ُﻳ ْﺒﺪِﻟ ﻪ ت ت ﻋﺎﺑ ﺪات ﺳ ﺎﺋﺤﺎت ﺛﻴﺒ ﺎ ٍ ت ﻣﺆﻣﻨ ﺎت ﻗﺎﻧﺘ ﺎت ﺗﺎﺋﺒ ﺎ ٍ ﺟ ﺎ ﺧﻴ ﺮًا ﻣ ﻨﻜﻦ :ﻣﺴ ﻠﻤﺎ ٍ أزوا ً ) (٧ وأﺑﻜﺎرا« . ٣إن اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﻮاﺿﺢ واﻟﻤﺴ ﺘﻘﻴﻢ ﻟﻜ ﻞ ه ﺬا ه ﻮ أﻧ ﻪ ﻗ ﺮﺁن آ ﺮﻳﻢ ﻣ ﻦ ﻟ ﺪن ﻋﺰﻳﺰ ﺣﻜﻴﻢ. وﻻ أﺣﺐ أن ﺗﻔﻮﺗﻨﻲ اﻹﺷﺎرة إﻟﻲ أن اﻟﻘﺮﺁن ،ﺑﺮﻏﻢ ﺣﻤﻠﺘﻪ ﻋﻠﻲ ﺑﻨﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻟﻜﻔ ﺮهﻢ وﺻ ﻼﺑﺔ رﻗ ﺎﺑﻬﻢ وﻗﺴ ﺎوة ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ وﺗﺤ ﺮﻳﻔﻬﻢ اﻟﻜﻠ ﻢ ﻋ ﻦ ﻣﻮاﺿ ﻌﻪ وآﺘ ﺎﺑﺘﻬﻢ ﺑﺄﻳ ﺪﻳﻬﻢ ﻣ ﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮن إﻧﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ وﻗﻮﻟﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﻣﺮﻳﻢ ﺑﻬﺘﺎﻧﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ وزﻋﻤـﻬﻢ أﻧﻬـﻢ ﻗﺘـﻠﻮا اﻟﻤﺴﻴ ـﺢ ﻀ ﻠﻬﻢ ﻳﻮﻣ ﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻌ ﺎﻟﻤﻴﻦ وﺁﺗ ﺎهﻢ أﻧﺒﻴ ﺎء ﻋﻴﺴ ﻲ ﺑ ﻦ ﻣ ﺮﻳﻢ ،ﻳﻌﺘ ﺮف ﻟﻬ ﻢ ﺑ ﺄن اﷲ ﻗ ﺪ ﻓ ّ وﺟﻌﻠﻬﻢ ﻣﻠﻮآﺎ .وﻗ ﺪ آ ﺎن ﺑﺎﺳ ﺘﻄﺎﻋﺔ ﺳ ﻴﺪﻧﺎ رﺳ ﻮل اﷲ ،ﻟ ﻮ أﻧ ﻪ ﻣﺆﻟ ﻒ اﻟﻘ ﺮﺁن ورأي ﻣﻨﻬﻢ اﻟﻜﻔﺮ ﺑﻪ واﻟﱠﻠﺪَد ﻓﻲ ﺧﺼﻮﻣﺘﻪ واﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻣﻨﻪ وﻣﻦ دﻳﻨﻪ وأﺗﺒﺎﻋﻪ واﻟﺘﺂﻣﺮ ﻋﻠﻲ ﻗﺘﻠﻪ وﺗﺄﻟﻴ ﺐ اﻟﻜﻔ ﺎر ﺿ ﺪﻩ واﻟﻐ ﺪر ﺑﺎﻟﺪوﻟ ﺔ اﻟﺘ ﻲ آ ﺎﻧﻮا ﻳﺴ ﺘﻈﻠﻮن ﺑﺤﻤﺎﻳﺘﻬ ﺎ ،أن ﻳﻨﻜ ﺮ ه ﺬا اﻟﺘﻔﻀ ﻴﻞ .ﻟﻜﻨ ﻪ ،وه ﻮ اﻟﺮﺳ ﻮل اﻟﻤ ﺄﻣﻮر ﻣ ﻦ رﺑ ﻪ ،ﻟ ﻢ ﻳﻔﻜ ﺮ ﻓ ﻲ ﺗﻐﻴﻴ ﺮ ه ﺬﻩ اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ اﻹﻟﻬﻴﺔ أدﻧﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ .ﺻﺤﻴﺢ أن اﻟﻘﺮﺁن ﻗﺪ ﺣﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ آﻤﺎ ﺳﻠﻒ اﻟﻘﻮل ،ﻟﻜﻨ ﻪ ﻗ ﺪ ﻓﻌ ﻞ ذﻟﻚ ﻻﻧﺤﺮاﻓﻬﻢ ﻋﻦ اﻟﺼﺮاط اﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ ،إذ إن ﻓﻀﻞ اﷲ ﻟﻴﺲ ﺿﺮﺑﺔ ﻻزب ،وإﻧﻤﺎ هﻮ ﻳﺪور ﻣﻊ اﻹﻳﻤﺎن وﻓﻌ ﻞ اﻟﺨﻴ ﺮات ،ﻻ ﺗﺸ ﺬ ُأ ّﻣ ﻪ ﻋ ﻦ ذﻟ ﻚ .وه ﺎ ه ﻮ ذا اﻟﻘ ﺮﺁن ،ﺣ ﻴﻦ ﺺ ﻋﻠ ﻲ ﺷ ﺮوط ﺧ ـﺮِﺟﺖ ﻟﻠﻨـ ـﺎس « ،ﻳ ﻨ ّ ﻳﻘﻮل ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ أﻧﻔﺴﻬﻢ » :آﻨـﺘﻢ ﺧﻴـﺮ أُﻣ ﺔ ُأ ْ ) (٧ هﺬﻩ اﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﻓﻴﻘﻮل » :ﺗﺄﻣﺮون ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف وﺗﻨ َﻬﻮْن ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ،وﺗﺆﻣﻨﻮن ﺑﺎﷲ « ٤ .وﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ ﻧﺮاﻩ ﻳﺤﺬرهﻢ ﻣﻦ ذات اﻟﻤﺼ ﻴﺮ اﻟ ﺬي ﺁل إﻟﻴ ﻪ أه ﻞ اﻟﻜﺘ ﺎب » :أﻟ ﻢ ن ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا أن ﺗﺨﺸﻊ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻟﺬآﺮ اﷲ وﻣﺎ ﻧﺰل ﻣﻦ اﻟﺤﻖ وﻻ ﻳﻜﻮﻧﻮا آﺎﻟﺬﻳﻦ أوﺗ ﻮا َﻳ ْﺄ ِ ) (٧ ﺖ ﻗﻠ ﻮﺑﻬﻢ ؟ وآﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻓﺎﺳ ﻘﻮن« ، ٥ﻣﻤ ﺎ ﺴ ْ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﻄﺎل ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻷﻣ ﺪ ﻓ َﻘ َ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﻣﻌﻪ أن اﻟﻘﺮﺑﻲ ﻣﻦ اﷲ ﻟﻴﺴ ﺖ ﺣﻜ ﺮا ﻋﻠ ﻲ أﻣ ﺔ دون أﻣ ﺔ ،ﺑ ﻞ إن ﻓﻀ ﻞ اﷲ ﺑﺎﺑ ﻪ ﻣﻔﺘﻮح ﻟﻤﻦ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ ،ﻓﺈذا َﺗ َﻮﻟّﻲ َﺗ َﻮﻟّﻲ ﻋﻨﻪ اﷲ وﺣﺮﻣﻪ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ وﻧﻌﻤﺘﻪ. آ ﺬﻟﻚ ﻟ ﻮ أن ﻣﺤﻤ ﺪا ه ﻮ اﻟ ﺬي اﺧﺘ ﺮع اﻟﻘ ﺮﺁن ﻟﻤ ﺎ أﺷ ﺎر ﻣ ﻦ ﻗﺮﻳ ﺐ أو ﻣ ﻦ ﺑﻌﻴ ﺪ إﻟ ﻲ ﺻ ّﺮ ﻋﻠﻲ أن ﻣﺎ ورد ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ رواﻳ ﺎت ﻷ َ ﻣﻌﺠﺰات اﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﻣﻦ إﺧﻮاﻧﻪ اﻷﻧﺒﻴﺎء أﺑــﺪا و َ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ أو ﻣﺘﻨﺎ َﻗﻠَﺔ ﺷﻔﺎهﺎ إﻧﻤﺎ هﻮ أﺳﺎﻃﻴﺮ اﻷوﻟﻴﻦ ،ﺳﻮاء ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﻌﺠﺰات أﻧﺒﻴﺎء ﺑﻨ ﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ أو أﻧﺒﻴﺎء اﻟﻌﺮب .وﻟﻘﺪ آﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠﻲ أي إﻧﺴﺎن أن ﻳﺜﺒﺖ اﻟﻌﻜﺲ آﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﻣﻦ هﺬا اﻟﻜﺘﺎب .أﻣﺎ اﻋﺘﺮاﻓﻪ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﻤﻌﺠ ﺰات ﻓ ﻲ اﻟﻮﻗ ﺖ اﻟ ﺬي ) (٧٢اﻷﺣﺰاب . ٣٠ – ٢٨ / ) (٧٣اﻟﺘﺤﺮﻳﻢ . ٥ -١ / ) (٧٤ﺁل ﻋﻤﺮان . ١١٠ / ) (٧٥اﻟﺤﺪﻳﺪ . ١٦ /
آﺎن ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻪ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﻣﻌﺠﺰة ﺗﺒﺮهﻦ ﻋﻠﻲ ﺻﺪﻗﻪ ورﺳﺎﻟﺘﻪ »:ﺳ ﺒﺤﺎن رﺑ ﻲ !هﻞ آﻨﺖ إﻻ ﺑﺸﺮا رﺳﻮﻻ؟« ) (٧٦ﻓﺬﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺑﺸﺮ. وﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﺣﺮص اﻟﻘﺮﺁن ﻋﻠﻲ أن ﻳﻨﻔﻲ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴ ﻼم ﻣﻌﺮﻓﺘ ﻪ ﺑﻮﻗ ﺖ ﻗﻴ ﺎم اﻟﺴ ـﺎﻋﺔ: ن ُﻣﺮْﺳﺎهﺎ ﻋﻠْـﻢ اﻟﺴـﺎﻋﺔ« ) »، (٧٧ﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻚ ﻋـﻦ اﻟﺴﺎﻋـﺔ َ :أﻳّﺎ َ » إﻟﻴﻪ) أي إﻟﻲ اﷲ( ُﻳ َﺮدّ ِ ) (٧ $ﻓِﻴ َﻢ أﻧﺖ ِﻣ ْ ﻦ ِذآْﺮاهﺎ ؟ $إﻟﻲ رﺑﻚ ﻣﻨﺘﻬﺎهﺎ $إﻧﻤﺎ أﻧﺖ ﻣﻨﺬ ُر ﻣﻦ ﻳﺨﺸﺎهﺎ« . ٨وﻟﻮ أﻧﻪ هﻮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻘﺮﺁن ﻟﻀﺮب ﻟﻬﻢ ﻣﻮﻋﺪا ﺑﻌﻴﺪا ﺑﻌﺪ ﻣﻤﺎﺗﻪ ،آﺄن ﻳﻘﻮل ﻟﻬ ﻢ إﻧﻬ ﺎ ﺳ ﺘﻘﻊ ﺑﻌ ﺪ أﻟ ﻒ ﺳ ﻨﺔ ﻣ ﺜﻼ .ﺑ ﻞ إن ﻣﺘﻨﺒﺌ ﺔ اﻟﻬﻨ ﻮد ﻣ ﺜﻼ ﻓ ﻲ زﻣﺎﻧﻨ ﺎ ﻟﻴﺤ ﺪدون ﻣﻮﻋ ﺪا ﻟﻬ ﺎ ﺑﻌ ﺪ أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻓﻴﺨﺮج اﻟﻤﻐﻔﻠﻮن ﻣﻦ دﻳﺎرهﻢ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟﻌﻤﺮان وﻳﻨﺎﻣﻮن ﻓﻲ اﻟﺨ ﻼء ،ﺛ ﻢ ﺗ ﺄﺗﻲ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﻤﻮﻋﻮدة وﻻ ﺳﺎﻋﺔ وﻻ ﻳﺤﺰﻧﻮن .
) (٧٦اﻹﺳﺮاء . ٩٥/ ﺖ . ٤٧ / ﺼَﻠ ْ )ُ (٧٧ﻓ ﱢ ) (٧٨اﻟﻨﺎزﻋﺎت . ٤٥ – ٤٢ /
اﻟﻤﺮاﺟﻊ أوﻻ :ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ * اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ وﻋﺪد ﻣﻦ آﺘﺐ اﻟﺘﻔﺎﺳﻴﺮ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ. *"اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس. اﻟﻤﻌﺎﺟﻢ واﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺎت: *اﻷﻋﻼم /اﻟﺰرآﻠﻲ /دار اﻟﻌﻠﻢ ﻟﻠﻤﻼﻳﻴﻦ /ﺑﻴﺮوت ط . ١٩٨٤ / ٦ *ﻗﺎﻣﻮس ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع /د .ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺎﻃﻒ ﻏﻴ ﺚ /اﻟﻬﻴﺌ ﺔ اﻟﻤﺼ ﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﻟﻠﻜﺘ ﺎب / . ١٩٧٩ *ﻣﻌﺠﻢ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ /ﺗﺼﺪﻳﺮ وﻣﺮاﺟﻌ ﺔ د .إﺑ ﺮاهﻴﻢ ﻣ ﺪآﻮر /اﻟﻬﻴﺌ ﺔ اﻟﻤﺼ ﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب . ١٩٧٥ / *اﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ /دار اﻟﺸﻌﺐ. اﻟﻜﺘﺐ اﻷﺧﺮى )ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺣﺴﺐ أﺳﻤﺎء ﻣﺆﻟﻔﻴﻬﺎ( : * د .إﺑﺮاهﻴﻢ ﻋﻮض /اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻗﻮن واﻟﻘﺮﺁن /دار اﻟﺤﻘﻮق. *ﺁرﺛﺮ ﭼﻔﺮي /ﻣﻘﺪﻣﺘﺎن ﻓﻲ ﻋﻠﻮم اﻟﻘﺮﺁن) اﻧﻈﺮ »اﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ «( . *اﺑﻦ ﺣﺰم /اﻟ ِﻔﺼَﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻠﻞ واﻷهﻮاء واﻟﻨﺤﻞ /ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﺴﻼم اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ /اﻟﻘﺎهﺮة. *اﺑ ﻦ ﻋﻄﻴ ﺔ /ﻣﻘ ﺪﻣﺘﺎن ﻓ ﻲ ﻋﻠ ﻮم اﻟﻘ ﺮﺁن ) ﻣﻘﺪﻣ ﺔ آﺘ ﺎب » اﻟﻤﺒ ﺎﻧﻲ « وﻣﻘﺪﻣ ﺔ اﺑ ﻦ ﻋﻄﻴﺔ( /ﻧﺸﺮ ﺁرﺛﺮ ﭼـﻔﺮي ،وﺗﺼﺤﻴﺢ ﻋﺒﺪ اﷲ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ اﻟﺼﺎوي /ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﺨﺎﻧﺠﻲ/ اﻟﻘﺎهﺮة . ١٩٧٢ / *اﺑﻦ هﺸﺎم /اﻟﺴﻴﺮة اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ /ﺗﻘﺪﻳﻢ وﺗﻌﻠﻴ ﻖ ﻃ ﻪ ﻋﺒ ﺪ اﻟ ﺮءوف ﺳ ﻌﺪ /ﻣﻜﺘﺒ ﺔ اﻟﻜﻠﻴ ﺎت اﻷزهﺮﻳﺔ /اﻟﻘﺎهﺮة. *اﻟﺒﺨﺎري /ﺻﺤﻴﺢ اﻟﺒﺨﺎري ﺑﺤﺎﺷﻴﺔ اﻟﺴﻨﺪي /دار إﺣﻴﺎء اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. *ﺑﻼﺷﻴﺮ /اﻟﻘﺮﺁن /ﺗﺮﺟﻤﺔ رﺿﺎ ﺳﻌﺎدة /دار اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ /ﺑﻴﺮوت . ١٩٧٤ / *ﺗﻮﻣﺎس آﺎرﻻﻳﻞ /اﻷﺑﻄ ﺎل /ﺗﺮﺟﻤ ﺔ ﻣﺤﻤ ﺪ اﻟﺴ ﺒﺎﻋﻲ /آﺘ ﺎب اﻟﻬ ﻼل) اﻟﻌ ﺪدان٣٢٦ / ( ٣٢٧،ﻓﺒﺮاﻳﺮ وﻣﺎرس. ١٩٧٨ *اﻟﺴ ﻴﻮﻃﻲ /اﻹﺗﻘ ﺎن ﻓ ﻲ ﻋﻠ ﻮم اﻟﻘ ﺮﺁن /ط / ٤ﻣﺼ ﻄﻔﻲ اﻟﺒ ﺎﺑﻲ اﻟﺤﻠﺒ ﻲ /اﻟﻘ ﺎهﺮة / .١٩٧٩ *اﻟﺴ ﻴﻮﻃﻲ /ﺗﻨ ﻮﻳﺮ اﻟﺤﻮاﻟ ﻚ ﻋﻠ ﻲ ﺷ ﺮح ﻣﻮﻃ ﺈ ﻣﺎﻟ ﻚ /دار إﺣﻴ ﺎء اﻟﻜﺘ ﺐ اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ / اﻟﻘﺎهﺮة. *ﺳﻴﺠﻤﻮﻧﺪ ﻓﺮوﻳﺪ /اﻟﻤﻮﺟﺰ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻠﻴ ﻞ اﻟﻨﻔﺴ ﻲ /ﺗﺮﺟﻤ ﺔ ﺳ ﺎﻣﻲ ﻣﺤﻤ ﻮد ﻋﻠ ﻲ وﻋﺒ ﺪ اﻟﺴﻼم اﻟﻘﻔﺎش /ط / ٢دار اﻟﻤﻌﺎرف /اﻟﻘﺎهﺮة . ١٩٧٠ / * ﺳﻴﺪ ﺳﺎﺑﻖ /ﻓﻘﻪ اﻟﺴﻨﺔ /دار اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ /ﺑﻴﺮوت . ١٩٧١/ *اﻟﺸﻬﺮﺳﺘﺎﻧﻲ /اﻟﻤﻠﻞ واﻟﻨﺤﻞ /ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻴﺪ آﻴﻼﻧﻲ /ﻣﺼﻄﻔﻲ اﻟﺒﺎﺑﻲ اﻟﺤﻠﺒﻲ / اﻟﻘﺎهﺮة. ١٩٧٦ / *اﻟﺸﻮآﺎﻧﻲ /ﻧﻴﻞ اﻷوﻃﺎر /دار اﻟﺘﺮاث /اﻟﻘﺎهﺮة. *اﻟﻌﻘﺎد /ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻨﻮر /آﺘﺎب اﻟﻬﻼل)اﻟﻌﺪد / ( ٥٠ﻣﺎﻳﻮ. ١٩٥٥ *اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟﻚ /اﻟﻤﻮﻃﱠﺄ ) اﻧﻈﺮ » اﻟﺴﻴﻮﻃﻲ «(
ﻣﻜﺘﺒﺔ دار اﻟﻌﺮوﺑﺔ/ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺼﺒﻮر ﺷﺎهﻴﻦ/ اﻟﻈﺎهﺮة اﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ/ * ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻧﺒﻲ . ١٩٥٨ /اﻟﻘﺎهﺮة/ . اﻟﻘـﺎهﺮة/ دار اﻟﻘﻠﻢ/ ﺣﻴﺎة ﻣﺤﻤﺪ/ ٣ ط/ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻴﻦ هﻴﻜﻞ. *د .١٩٦٠ / اﻟﻘــﺎهﺮة/ ﻣﻄـﺒﻌﺔ اﻟﺴـﻌﺎدة/ اﻟﻨﺒﺄ اﻟﻌﻈﻴﻢ/ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ دراز. *د . ١٩٧١ / اﻟﻘﺎهﺮة/ دار اﻟﺸــﻌﺐ/ اﻟـﻘﺮﺁن اﻟﻤﺠﻴـﺪ/ * ﻣﺤﻤـﻮد اﻟﺸﺮﻗـﺎوي .اﻟﻘﺎهﺮة/ دار إﺣﻴﺎء اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ/ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ/ *اﻹﻣﺎم ﻣﺴﻠﻢ / ( اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ واﻟﺘﻮراة واﻹﻧﺠﻴﻞ واﻟﻌﻠ ﻢ) ﻣﺘ ﺮﺟﻢ ﻋ ﻦ اﻟﻔﺮﻧﺴ ﻴﺔ/ *ﻣﻮرﻳﺲ ﺑﻮآﺎي . ١٩٨٢ / اﻟﻘﺎهﺮة/ دار اﻟﻤﻌﺎرف دار/ ﻣﺮاﺟﻌ ﺔ وﺗﻌﻠﻴ ﻖ ﻣﺤﻤ ﺪ اﻷﻧ ﻮر اﻟﺒﻠﺘ ﺎﺟﻲ/ رﻳﺎض اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ/ *اﻹﻣﺎم اﻟﻨﻮوي .١٩٨٠ / اﻟﻘﺎهﺮة/ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺎﻟﻠﻐﺎت اﻷوروﺑﻴﺔ: ﺛﺎﻧﻴﺎ *Chamber's Biographical Dictionary, 1911. *A Critical Dictionary of Psychoanalysis , Charles Rycroft ,Penguin Books,1973. *Dictionnaire de Biographie,d'Histoire ,de Geographie,des Antiquites & des Institutions, Librairie Ch. Delagrave , Paris, 1983 . *Dictionary of Islam ,T.P. Hughes, Oniental Books, New Delhi , 1976 . *A Dictionary of Psychology , James Drever , Penguin Books , 1977 . *A Dictionary of Philosophy, edited by Antony Flew, Pan Books , 1979 . *Encyclopedia Britannica, 14th edition . *The New Bible Dictionary ,edited by J.D.Douglas, InterVarsity Press , London , 1972 . *New Medical Dictionary , Baker & Margerison , Associated Newspapers Ltd. *Philosophical Dictionary , Voltaire , translated and edited by Theodore Besterman , Penguin Books , 1971 . : ( اﻟﻜﺘﺐ اﻷﺧﺮي )ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺣﺴﺐ اﺳﻤﺎء ﻣﺆﻟﻔﻴﻬﺎ . ﺑﺎﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ- أ ﻧﺸ ﺮ/ ﺗﺮﺟﻤ ﺔ ﻣﻌ ﺎﻧﻲ اﻟﻘ ﺮﺁن اﻟﻜ ﺮﻳﻢ إﻟ ﻲ اﻟﻠﻐ ﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳ ﺔ/ * ﻋﺒ ﺪ اﷲ ﻳﻮﺳ ﻒ ﻋﻠ ﻲ . اﻟﺮﻳﺎض/ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﻣﺎم ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ *Ali , Moulana Charles , A Critical Exposition of The Popular Jihad , Calcutta , Thacker , Spink & Co ., 1885.
*Appleton ,E.R., An Outline of Religion for Children , Hodder & Stoughton , London . *Bouquet , A.C,. Comparative Religion, Pelican Books, 1958. *Gibb , Mohammedanism , Oxford University Press , 1949. *Gore, Charles ( editor), A New Commentary On Holy Scriptures , Society of Promoting Christian Knowledge , London ,1929. *Guillaume, Alfred, Islam, Pelican Books, 1964. *Irving, W., Mahomet and His Successors, edited by Pochmann & Feltscog, The University of Wisconsin Press, Milwaukee , London , 1970. *Kellett, E, E,. A Short History of Religion, Gollancz, London , 1933 . *Margoliouth, D ,S,. Mohammedanism, Williams &Norgate , London, 1921. *Menzis , Allan, History of Religion ,John Murry , London , 1911. *Mirza Abul Fazl , Life of Mohammed, Asian Publication Services . New Delhi , 1980 . *Rodinson , Maxime, Mohammed , translated from French by Anne Carter , Penguin Books , 1977. *Rodwell , The Koran , Dent , London ,1909 . *Wells , H.G., Experiment in Autobiography ,Gollancz, London , 1934. * Wells , H.G., The Outline of History , Cassell , London, New York, 1920.
ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ- ب *Blachere, R., Le Coran , Librairie Orientale et Americaine , Paris, 1957 . *Blachere, Histoire de Litterature Arabe, Libraire d'amerique et d' Orint ,Paris ,1964. *Fahmi, Mansour , La Condition de la Femme dans la Tradition et l'Evolution de l'Islamisme, Librairie Felix Alcan , Paris, 1913. *Gheorghiu , Virgil , La Vie de Mahomet , traduit du Romain par Livia Lamoure , Plon , 1970 .
*Hubby, Joseph ,Christus: Manuel d'Histoire des Religions , Beauchenese et ses Fils, Paris, 1946. *Kasimirski, Le Coran , Garnier –Flammarion, Paris , 1970. *Ledit , Charles- J., Mahomet , Israel et le Christ , la Colombe ,1956. *Masson, Le Coran , Gallimard , Paris , 1980.
. ﺑﺎﻷﻟﻤﺎﻧﻴﺔ- ج *Henning, Max, Der Koran , Reclam, Stuttgart ,1981. *Maulana, Sadr-ud-din , Der Koran , Die Moschee , die Muslimische Mission ,Berlin, 1964. *Paret , Rudi , Der Koran , W.,Kohlhammer, Stuttgart ,Berlin , Kolan, Mainz, 1983
اﻟﻔﻬﺮﺳﺖ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ اﻟﺒﺎب اﻷول () اﻟﺮﺳﻮل أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم آﺎن ﻣﺨﺎدﻋﺎ آﺬاﺑـﺎ: ـ اﻟﺸﺒﻬﺔ اﻷوﻟـﻲ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم آﺎن واهﻤﺎ ﻣﺨﺪوﻋﺎ: ـ اﻟﺸﺒﻬﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴـﺔ أﻧــﻪ ﻋﻠﻴــﻪ اﻟﺴـﻼم آـﺎن ﻣﺮﻳﻀـﺎ ﺑﻤﺮض ﻋﺼﺒﻲ: ـ اﻟﺸﺒﻬﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ () اﻟﻘﺮﺁن ـ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﺮﺁن واﻷدﻳﺎن اﻷﺧﺮي ـ اﻟﺜﻘﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ واﻟﻌﻠﻢ اﻟﻤﺤﻴﻂ ـ اﻟﺮوح اﻹﻟﻬﻲ ـ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ
Related Documents
Origins Of Quran
May 2020 17
Origins
May 2020 30
Origins
May 2020 25
Origins
November 2019 41
The Origins Of Shirk
July 2020 22
Origins Of Christmas
December 2019 18More Documents from "Lore Dana"
Zionist Movement
May 2020 14
Origins Of Quran
May 2020 17
Analsis Of The Origin Of The Bible
May 2020 12
In The Company Of Our Prophet
May 2020 13