Oeuvres Hisba

  • Uploaded by: elmahdi
  • 0
  • 0
  • June 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Oeuvres Hisba as PDF for free.

More details

  • Words: 24,801
  • Pages: 105
‫عبد العزيز بنعبدال‬

Abdelaziz BENABDELLAH Membre de l’Académie de Maroc et des Académies Arabes

‫عضو أكاديمية المملكة المغربية‬ ‫والمجامع العربية‬

‫الحسبة بالمغرب‬ La « Hisba » ou judicature du marché

1

‫مقدمة‪:‬‬ ‫"علم الحتساب علم يبحث ـ كما في "كشف الظنون" ـ عن المور الجارية بين‬ ‫أهـل البلد مـن معاملتهـم التـي يتـم التمدن بدونهـا مـن حيـث إجراؤهـا على القانون العدل‬ ‫وكانت مبادئ الحسبة تنطلق من مصدرين هما‪:‬‬ ‫أول‪ :‬الفقه السلمي‬ ‫ثان يا‪ :‬ما يرتئ يه أم ير المؤمن ين صالحا " لجراء أمور المدن في المجاري على‬ ‫الوجـه التـم" طبقـا لمقتضيات مـا سـماه الماوردي فـي "الحكام السـلطانية" بــ "الرياسـة‬ ‫المدنية" وتنصب اختصاصات الحسبة في السلم على نحو خمسين عنصرا من عناصر‬ ‫السلطة القضائية وكان المحتسب يعتبر في المغرب والندلس خاصة قاضيا له اطلع على‬ ‫أحكام الشرع فـي الميدان القتصـادي فكان عمله فـي السـوق مراقبـة الموازيـن والسـعار‬ ‫وتقييم جودة المعروضات التجارية طبقا لقوانين سطرت فصولها وبنودها بإسهاب في كتب‬ ‫الفقه‪ ،‬كما كانت مهمة المحتسب في المجتمع السلمي هي السهر على مقومات "المدينة‬ ‫الفاضلة" ك ما يت صورها ال سلم وك ما تتطور تب عا لمرو نة ن صوص الشرع ال صالحة ل كل‬ ‫زمان ومكان‪.‬‬ ‫فالح سبة توافق القضاء في إلزام المدعي عليه برد الحق الذي عليه وتقصر عن‬ ‫القضاء فـي كونهـا تنظـر فـي الدعاوي المتعلقـة بالمنكرات دون الخصـومات مـع التمييـز‬ ‫بالن ظر في القضا يا ال تي ل يو جد في ها خ صم ي ستعدي مع ا ستعمال المحت سب للتعز ير‬ ‫والرهبة مما ل يجوز للقاضي ‪.‬‬ ‫وقـد اهتمـت الحسـبة منـذ القرون الولى بالسـواق والمكاييـل والوزان ومراقبـة‬ ‫‪2‬‬

‫النقود وقمـع الغـش والشراف على الحرف ومراقبـة المسـاجد والسـلوك العام والحمامات‬ ‫والمياه والبناء وأهل الذمة‪.‬‬ ‫وبإفريق ية كانـت الحسـبة داخلة فـي الول ض من م سئوليات القضاء وف قا للعرف‬ ‫المالكي حيث جمع سحنون (ت ‪ 240‬هـ) بين القضاء والحسبة وأبو عمران الفاسي (تـ‬ ‫‪ 430‬هــ) الذي نفـي مـن فاس بسـبب ممارسـته بعـض اختصـاصات الحسـبة كالمـر‬ ‫بالمعروف والن هي عن المن كر و هي في الحقي قة م سئولية كل مو من ك ما و قع في الع هد‬ ‫المرابطي على يد عبد ال بن ياسين حيث مارس عمليا مهام الحسبة منذ كان بالصحراء‬ ‫فكان يؤدب بالضرب وهكذا لم تستقل الحسبة عن مهمة القضاء حيث قام قاضي فاس في‬ ‫عهد يوسف بن تاشفين ابن العجوز محمد بن عبد الرحمان بإلزام الناس بلبس السراويل‬ ‫رجال ونسـاء (الجذوة ص ‪ )253‬وقاضـي طنجـة ومكناسـة عيسـى بـن أصـبغ الجيانـي‬ ‫المعروف بابـن سـهل صـاحب كتاب (العلم بنوازل الحكام ) الذي تضمـن فصـل عـن‬ ‫الحسبة بالندلس دون التحدث عن طنجة ومكناسة وقد تولى ابن تومرت شخصيا في العهد‬ ‫الموحدي مهمة المر بالمعروف والنهي عن المنكر خاصة في تينمل (المعجب ص‪)193:‬‬ ‫عـن طريـق المزوار على المحتسـب (البيذق ص‪ )54 :‬ولكـن عبــد المومــن عيـن عام‬ ‫‪ 541‬هـ شخصا يدعى يوسف بن أحمد على الحسبة باشبيلية ثم يوسف بن علـي المؤذن‬ ‫(‪ 557‬هــ) فـي مدينـة داي ومروان بـن عبـد الملك اللمتونـي محتسـبا بمراكـش (التشوف‬ ‫ص‪ )238:‬وكا نت ح سبة ال سوق هذه معززة آنذاك بأمناء ال سوق كم ساعدين للمحت سب بل‬ ‫اختص محتسبون بمهام محدودة مثل ميمون بن علـي الخطابي المعروف بابـن خبـازة‬ ‫(‪ 637‬هـ)‪.‬‬ ‫وكذلك عبد ال بن ابراهيم النصاري التطيلي (تـ ‪ 645‬هـ) (الذيل والتكملة ج‬

‫‪3‬‬

‫‪ 4‬ص‪ )177 :‬و قد عرف الموحدون إلى جا نب هذه الح سبة الخا صة ح سبة عا مة (خا صة‬ ‫في عهد يعقوب المنصور) وذلك بالحفاظ على معالم الشريعة ورسومها والضرب على يد‬ ‫أهل الفساد بمحاربة الخمور بما فيها الرب بل وقتل بعض المدمنين (وفيات العيان ج ‪7‬‬ ‫ص ‪ )11‬أو تاركي الصلة علنية في عهد عبد المومن ثم المناداة بها في عهد المنصور‬ ‫ومنع المكوس وقتل المتقبلين (رحلة ابن جبير ص ‪ )56‬وتسريح البواب من الغرائم ورفع‬ ‫المعونــة فــي الرحاب (الوفيات ج ‪ 7‬ص ‪ )448‬ولم يعرف الموحدون مدونات خاصــة‬ ‫بالحسبة عدا رسالة ابن القطان (ت ‪ 628‬هـ) حول المكاييل والموازين (مفقودة) وواصل‬ ‫المرينيون العتناء بف قه الح سبة ول كن في كتابات فقه ية عا مة م ثل (تح فة النا ظر وغن ية‬ ‫الذاكر في حفظ الشعائر وتغيير المناكر) لقاضي الجماعة بتلمسان محمد بن أحمد العقباني‬ ‫(ت ‪ 871‬هــ) وقـد لحـظ محمـد المغراوي فـي بحـث بمعلمـة المغرب ص ‪ )3408‬أن‬ ‫وظي فة الح سبة أ صبحت تشارك الولة والقضاة في ت سيير شؤون المدي نة مع اخت صاصها‬ ‫بشؤون السواق ومراقبة الماكن العامة (مثل الطرق والحمامات) وإمداد القيسارية بمقاس‬ ‫مضبوط هـو الذراع ومـن هنـا انطلق لول مرة دور المحتسـب فـي فصـل النزاعات بيـن‬ ‫الحرفيين وأهل المهن فيما بينهم وهي علقتهم مع الزبناء مع إنشاء وظيفة للمناء من أهل‬ ‫الخير لمساعدة المحتسب وقد أصبح المحتسب عبد العزيز الملزوزي المكناسي (ت ‪)697‬‬ ‫ين ظر في شؤون الح سبة في مجموع المغرب مع تعد يل مقاس ال صاع (روض القرطاس‬ ‫ص ‪ )282‬وأدخل منصب جديد لصاحب الصلة في عهد أبي عنان انطلقا مما جرى به‬ ‫العمل بالندلس‪.‬‬ ‫وفـي العهـد الوطاسـي لم يعـد منصـب الح سبة ي سند إلى الفقهاء (وصـف إفريقيـا‬ ‫للحسـن الوزان) وتقلص وحصـر فـي بعـض شؤون السـوق مـع شعور العلماء بضرورة‬

‫‪4‬‬

‫الضطلع بم سؤولية ال مر بالمعروف والن هي عن المن كر ول كن المحت سب ظل مع ذلك‬ ‫سائدا في السوق بحرسه للضرب على يد المدلسين وأصبح للمحتسب دكان أيام السعديين‬ ‫معززا بوثائق فقهيـة للرجوع إليهـا عنـد القتضاء (شرح لميـة الزقاق للشيـخ ميارة) وقـد‬ ‫انتعشت الحسبة إبان العلويين فتقلدها فقهاء وأصبحت لهم مكانة بعد الوالي والقاضي منذ‬ ‫العهـد الرشيدي أدت أحيانـا إلى التصـادم معهمـا ل سـيما بعـد أن صـار السـلطان يكلف‬ ‫المحت سب بمهام خار جة عن اخت صاصه ك صائر ب عض الدور ال سلطانية والشراف على‬ ‫صناعة البارود والمطبعة الحجر ية بفاس ولكن الح سبة تقل صت في عهد الحماية فأحدثت‬ ‫مصلحة خاصة لقمع الغش حدت من مهام المحتسب إلى أن صدر ظهير عام ‪ ،1982‬حدد‬ ‫اختصاصات المحتسب بإعادته إلى ما كان له من إشراف بمساعدة أعوان إداريين‪.‬‬ ‫كما أسند إليه مراقبة الثمان في المواد الغذائية ومواد التزيين والتنظيف وقضايا‬ ‫الصناعة التقليدية والمنتجات الفلحية والشراف على أمناء الحرف وفصل النزاعات بين‬ ‫أهل الحرف‪.‬‬ ‫وقـد تضمـن هذا الظهيـر تنفيـذ القانون (رقـم ‪ )02.82‬المتعلق باختصـاصات‬ ‫المحتسب وأمناء الحرف (الجريدة الرسمية عدد ‪.)3636‬‬ ‫المصادر‪:‬‬ ‫أحكام السوق ليحيى بن عمر الندلسي (ت ‪ 289‬هـ)‬ ‫ رسالة آداب الحسبة للسقطي المالكي‬‫‪ -‬ر سالة ا بن عبدون وا بن المنا صف الزدي صاحب (ت نبيه الحكام على مآ خذ‬

‫‪5‬‬

‫الحكام) تحقيق عبد الحفيظ منصور ـ تونس دار التركي ‪)1988‬‬ ‫ إحياء علوم الدين للغزالي ج ‪ 2‬ص‪269 :‬‬‫ موسـى لقبال (الحسـبة المذهبيـة فـي بلد المغرب العربـي ــ طبعـة الجزائر‬‫‪.)1971‬‬

‫‪6‬‬

‫الحسبة وقانون السوق‬ ‫كان المحت سب يراقب في جميع أسواق المدي نة أدوات الكيل والوزن و ما تحتوي‬ ‫عليه من مقاسات وصنجات للضرب على أيدي مرتكبي صنوف الغش والتدليس والتطفيف‬ ‫والتثمين والتسعير فكانت العقوبة على قدر الجنح أو الجريمة تتصاعد من الزجر والنذار‬ ‫إلى توقيف الجاني عن كل نشاط اقتصادي وحجز بضائعه التي ارتكبت في شأنها المخالفة‬ ‫وتغريمه تغريما يعظم بقدر خطورة الجريمة ويصل إلى حد السجن‪.‬‬ ‫وكان المحت سب يتذرع بش تى الو سائل ال تي تؤدي إلى الوقوف على جل ية ال مر‬ ‫بدس العيون والجوا سيس ال تي ترا عي أمانت هم وح سن تحري هم ورزانت هم و صدق أحكام هم‬ ‫وكانـت الختصـاصات ذات الطابـع القتصـادي كثيرا مـا تتداخـل مـع الختصـاصات‬ ‫الموسـومة بالصـبغة الجتماعيـة لن عمليـة تشييـد "المدينـة الفاضلة" والسـهر على حسـن‬ ‫تطورها كان يستلزم تحقيق التوازن بين مجموع القيم التي تدعم أسس المجتمع الفاضل‪.‬‬ ‫ولهذا كان الختصـاص ينصـب على كـل مـا قـد يخشـى ضرره مثـل البناءات‬ ‫المخلخلة والطرقات الضي قة والتجمعات ال تي تؤدي إلى خلل في ال سير أو بلبلة في الف كر‬ ‫أو اختلف بين أهل البلد عموما وأصحاب الحرف والمهن خصوصا فكانت الرقابة تشمل‬ ‫ال صانع والم صنوع والتا جر والمت جر في كل ما قد يحدث اضطرا با في التوازن وكا نت‬ ‫مه مة ت سعير ال مبيعات من أ هم ما يضطلع به المحت سب من مهام تتطلب م نه جملة من‬ ‫التحريات الوليـة تواصـل باسـتمرار نظرا لمـا يطرأ على السـوق مـن أغراض تسـتلزم‬ ‫الزيادة أو النقص في التثمين تبعا للفصول أو للكثرة والقلة في المبيعات أو لتداخل بعض‬ ‫المؤثرات اعتبارا لعوامل مختلفة منها قانون العرض والطلب وكان المحتسب يدخل دائما‬ ‫في تقديرا ته كل مقومات الت سعير ال صادق خا صة من ها أثم نة التكل فة وال صوائر العا مة‬

‫‪7‬‬

‫والرباح المعتدلة دون احتكار ول أية حركة تؤدي إليه أو تنبثق منه‪.‬‬ ‫ول كن ع يب هذا النظام هو إطاره المق فل نظرا لتعذر الموا صلت فكان الت سعير‬ ‫تابعا لمكانيات البلدة الواحدة أو السوق الواحدة بحيث تختلف الثمنة حسب النواحي المر‬ ‫الذي أمكن تداركه اليوم نظرا للترابط الموصول بين المقتضيات القتصادية ل في القطر‬ ‫الواحد بل في منطقة بكاملها‪.‬‬ ‫ونر جع إلى ن صين مغربي ين للتعرف بد قة أك ثر على أ هم ف صول قوان ين الح سبة‬ ‫وهذان النصان هما نوازل ابن سهل (العلم بنوازل الحكام) وكتابان في الحسبة لكل من‬ ‫ابن عبد الرءوف أحمد بن عبد ال وعمر الكرسيفي‪.‬‬ ‫فابن سهل من مواليد غرناطة التي كان لها أكبر الثر في تكييف العراف في‬ ‫الحواضر المغربية وطبع ما جرى به العمل بالمغرب عامة في مختلف العصور وقد كانت‬ ‫تطلق في عهد المويين على حواضر مثل طنجة وسبتة وقد توفي القاضي ابن سهل (عام‬ ‫‪ 486‬هــ) بعـد أن اتصـل بالخليفـة يوسـف بـن تاشفيـن وقام بدور فـي تأصـيل العرف‬ ‫السلمي المغربي وطبق نظرياته كقاض في كل من غرناطة ومكناسة‪.‬‬ ‫والعنصـر الهام فـي هذه النوازل هـو أنهـا تنـص على أن الحسـبة لم تكـن خطـة‬ ‫حضر ية تت صل بالحياة العا مة في مدي نة من المدن بل كا نت تش مل الشؤون القرو ية في‬ ‫مجموع البادية‪.‬‬ ‫وقـد نشـر نـص هذه "النوازل فـي نحـو مائة صـحيفة باللغـة العربيـة فـي مجلة‬ ‫هسـيربس‪-‬تامودا ‪( Hesperis-Tamuda‬عام ‪-1973‬م‪ )14.‬يمكـن الرجوع إليـه فـي‬ ‫خصوص التطبيقات الجزئية في إطار خطة الحسبة‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫أ ما الكتابان الخران في الح سبة ل صاحبيهما ا بن ع بد الرؤوف وع مر الكر سيفي‬ ‫ف قد نشرا بالقاهرة عام ‪ 1935‬بتحقيق من الستاذ (ليفي بروفنصال) الذي كان قد قام قبل‬ ‫ذلك عام ‪ 1934‬بترجمة كتاب ابن عبدون في نفس الموضوع‪.‬‬ ‫ويسمى الكتاب الذي يضم البحثين الولين‪:‬‬ ‫‪Documents arabes inédits sur la vie sociale et économique en‬‬ ‫‪Occident musulman au Moyen Age.‬‬ ‫كما نشر الكتاب الثاني لصاحبه ابن عبدون باسم‪:‬‬ ‫» ‪« Séville musulmane au début du XII siècle‬‬ ‫والم هم في هذه البحاث والدرا سات أن ها ت ستمد أ صول الح سبة وتطورات ها من‬ ‫مذ هب المام مالك وتلميذ يه ا بن حبيب الندل سي وا بن القا سم المغر بي على أن كثيرا من‬ ‫فصول هذه الكتب تتشعب ضمن فكرة واحدة هي تغيير المنكر اقتصاديا واجتماعيا فتشمل‬ ‫سلوك الناس حتى في المساجد وتشييع الجنائز وإقامة حفلت العراس ودفع الزكوات في‬ ‫مختلف مظاهرها الجتماعية وذلك بالضافة إلى القسم الهم والطول وهو نظام الحرف‬ ‫والمهن وقد نشرت ترجمة مطولة لهذين الكتابين في (مجلة هسبريس‪ -‬تامودا) أيضا (عام‬ ‫‪ -1960‬م ‪ 1‬فصلت ‪.)111-11-1‬‬ ‫وكان المحتسب يتعهد المؤسسات العمومية في كل مدينة نيابة عن اللجنة الصحية‬ ‫المكلفة بالسهر على شؤون الصحة العمومية (رينو ـ الطب القديم بالمغرب ص ‪.)36‬‬ ‫وخل صة القول إن نظام الح سبة في المغرب كان هو ح جر ال ساس في الحياة‬ ‫القتصادية في المدينة وأرباضها والقرى المحيطة بها فهو الذي كان يضمن النسجام بين‬

‫‪9‬‬

‫الطاقات المختلفة التي تدور في محاورها شتى النشطة القتصادية فكان المحتسب يشرف‬ ‫على ت سعير المواد ال ساسية ويض من بذلك نو عا من ال ستقرار في سعر المبادلت وكان‬ ‫المحت سب هو الفي صل الذي ير جع إل يه الح كم في النزاعات ب ين التجار وأرباب الحرف‬ ‫وبين الباعة والمشترين وفي نطاق نفس الحرفة أو المهنة بين الشغالين والعملة داخل نفس‬ ‫الحنطـة أو بيـن الحناطـى المختلفـة وهـو الذي كان يسـهر على سـلمة ونزاهـة المبادلت‬ ‫ويعا قب مرت كبي المخالفات مرتكزا على الن صوص العا مة في التشر يع ال سلمي وعلى‬ ‫العراف المحكمـة وعلى حسـن رأي مسـتشاري أميـر المؤمنيـن مركزيـا وإقليميـا تحـت‬ ‫الضما نة الوحيدة و هي سهر الم ير نف سه على عدالة هذا النظام ود قة جريان دوالي به مع‬ ‫إدخال ما يتطلبه حسن التسيير وجودة التسعير من ضروريات التعديل والتغيير‪.‬‬ ‫فأمير المؤمنين كان هو الفيصل السمى والحكم العلى الذي يضبط دواليب هذه‬ ‫"المدينة الفاضلة" وينسق بين مختلف الجهزة القضائية والجهزة التنفيذية بما يصدره بين‬ ‫الفينة والخرى من مراسيم تكفل النسجام العام‪.‬‬ ‫وكانـت المنازعات التجاريـة ل تخضـع للقاضـي الشرعـي ول للمحتسـب التـي‬ ‫تنح صر اخت صاصاته في ال صناعة التقليد ية الل هم إل إذا تعلق ال مر بالمكاي يل والمواز ين‬ ‫وتحديد السعار فالنزاع بين التجار كان يفصل فيه عامل المدينة أو الوالي نفسه وكثيرا ما‬ ‫يحيـل القضيـة على محكمـة تجاريـة تصـدر أحكامهـا طبقـا لعرف التجار وكان أعضاؤهـا‬ ‫يختار هم زملؤ هم ب عد ت صديق العا مل كمم ثل لل سلطان ويتولى خلي فة العا مل ال سهر على‬ ‫تنف يذ الحكام وإذا و قع نزاع مع تجار أوربي ين ير فع التا جر القض ية إلى القن صلية ال تي‬ ‫تحيل ها على العا مل لتف صل في ها المحك مة المذكورة فال مر را جع في كل تا الحالت ين ظاهرا‬ ‫إلى المدينة أو القليم‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫وقد ورد في (نفح الطيب) نقل عن ابن سعيد أن صاحبها كان قاضيا في الندلس‬ ‫جرت العادة أن يم شي بنف سه راكبا على السواق وأعوانه م عه وميزا نه الذي يزن به في‬ ‫يد العوان‪ ،‬لن الخبز معلوم الوزان‪ ،‬للربع من الدرهم رغيف على وزن معلوم‪ ،‬وكذلك‬ ‫الث من‪ ،‬وكذلك الل حم تكون عل يه ور قة ب سعره فإن باع بزيادة وك ثر م نه ب عد الضرب في‬ ‫ال سواق ن في من البلد‪ .‬فلم ي كن أ حد يج سر أن يبيع ما ك ثر أو دون ما حد له المحت سب‬ ‫(النفح ج ‪ 1‬ص ‪ .)203‬ويكون لما عايره المحتسب طابع معروف‪ .‬وكان للمحتسب النظر‬ ‫المطلق في اختبار الصياغين والحا كة والخياط ين والحداد ين‪ .‬ول ير خص بتعا طي المه نة‬ ‫إل ل من ث بت إخل صه و صدقه‪ .‬وله التد خل في البناءات والطرقات‪ .‬وإل يه تر فع دعاوي‬ ‫أصحاب الحرف‪ .‬وله الحكم في ذلك استقلل‪ .‬ويتم التسعير بعد معاينة الثمنة في أسواق‬ ‫الجملة‪ ،‬ويوجع الغاش ضربا على كيفية مخصوصة‪ ،‬ويطاف به في السواق‪ ،‬وينتزع منه‬ ‫ما غش به ليتصدق به‪.‬‬ ‫وكان المحتسب يشرف على هيئة الصيادلة والطباء‪ ،‬حيث ورد في (كتاب "نهاية‬ ‫الرتبـة فـي طلب الحسـبة") لعبـد الرحمـن الشيزري (مخطوط) أن المحتسـب كان يحلف‬ ‫الطباء أن ل يعطوا أحدا دواء مرا ول يركبوا له سما ول ي صنعوا ال سمائم ع ند العا مة‪،‬‬ ‫ول يذكروا للنساء الدواء الذي يسقط الجنة ول للرجال الدواء الذي يقطع النسل‪ ،‬والغض‬ ‫عن المحارم وعدم إفشاء السرار (وهو السر المهني) والتوفر على جميع اللت‪ .‬وكانت‬ ‫حسبة السوق أيام الموحدين جزءا من الحسبة العامة يتعلق بالشراف على ضبط التعامل‬ ‫وسلمة السلع المعروضة وصحة الموازين والمكاييل (التكملة لبن البار ـ طبعة القاهرة‬ ‫ج ‪ 1‬ص‪.)82 :‬‬ ‫فالحسـبة إذن حسـب العادة هـي الشراف على نظام السـواق واسـتيفاء الديون‬

‫‪11‬‬

‫والك شف عن ال غش في المكاي يل والمواز ين ورعا ية الداب العا مة والخلق م ثل إقفال‬ ‫الدور المناف ية للفضيلة كالقهاوي المري بة وا ستشارة أرباب الطرقـة (ال خبراء) فـي قضا يا‬ ‫وماجريات الحرف التقليدية والمحتسب بهذه المثابة فقيه على ّأن تجار السوق أنفسهم يجب‬ ‫أن يكون لهم إلمام بفقه البيوع لما ورد في (سنن الترمذي) من قوله عليه السلم‪.‬‬ ‫"ل يبيع في سوق إل من قد تفقه في الدين"‬ ‫وهذا الموضوع من أ هم ما طرق ته ك تب الف قه‪ ،‬و قد ترج مت خل صة ذلك إلى‬ ‫اللغات منها‪:‬‬ ‫البيـع فـي المذهـب المالكـي لصـاحبه (أو كطاف بيـل) (طبعـة مونشـو ــ الرباط‬ ‫‪.)1940‬‬ ‫وم ما يدل على شدة مراق بة ال سلطان مولي سليمان لرجال الح سبة أن رجل من‬ ‫أ هل رباط الف تح ش كى لل سلطان و هو بفاس ما ناله من مكروه من طرف محت سب الرباط‬ ‫فو جه ال سلطان إلى القائد كتا با ليقرأ على م نبر الجا مع ال كبير فقرئ في جموع غفيرة فإذا‬ ‫المر المولوي قد صدر بعزل المحتسب الظالم لهذا الرجل وتولية محتسب جديد (إفادات‬ ‫وإنشادات) لبي المواهب سيدي العربي بن السايح (مخطوط خع ص ‪ 142‬ـ نسخة منه‬ ‫في مكتبتي الخاصة)‪.‬‬ ‫وقد عرف بعض المحتسبين بالصناعة والمشاركة في العلوم منهم الطبيب غالب‬ ‫ا بن علي بن مح مد اللخ مى أ بو تمام الغرنا طي الذي قرأ ال طب في القاهرة وزاول العلج‬ ‫وولي الحسـبة بفاس وتوفـي بسـبتة عام ‪ 741‬هــ ‪ 1340/‬م له تآليـف قيمـة (الجذوة ص‪:‬‬ ‫‪ /313‬العلم للزر كلي ج ‪ 5‬ص ‪ /303‬لو كلير‪ :‬تاريخ الطب العربي ـ باريس ص‪.)243:‬‬

‫‪12‬‬

‫وكان سند المحتسب الشريعة السلمية مع تحاشي ما يخالف ما جرى به العمل‬ ‫كقضية حلية الشيخ الحسن بن رحال لكل عقد ل يوجد فيه إل من يعامل بالحرام فهو كما‬ ‫يقول الشيخ سيدي أحمد التجاني قول باطل لنه تغافل عن ضبط القاعدة الشرعية‪.‬‬ ‫الجيش الكفيل لمحمد بن الصغير ص ‪ 202‬ـ طبعة فاس الحجرية‬ ‫والمام سـحنون القيروانـي تلميـذ مالك (مات مالك وهـو ابـن ‪ 18‬أو ‪ 19‬سـنة‬ ‫(ترتيب المدارك لعياض ج ‪ 4‬ص‪ )45 :‬هو أول من نظر في الحسبة من القضاة ولم يكن‬ ‫بإفريقية محتسبون وكان بعضهم يعرف بالمحتسب (الستقصا ج ‪ 1‬ص ‪ )56‬ول يقصد به‬ ‫هذا المفهوم)‪.‬‬ ‫وكان المشرف على عاصـمة فاس رجل غيـر المحتسـب فابـن خيار عبـد الجبار‬ ‫الجياني (‪ 540‬هـ‪ 1145/‬م)‪ ،‬كان هو المشرف على فاس في عهد الموحدين (ابن عذاري‬ ‫ج ‪ 1‬ص‪ /19 :‬البيدق ص ‪ )146‬وقــد أشار الجزنائي فــي (زهرة الس ص‪ )82:‬إلى‬ ‫المشرف بفاس علي بـن عمـر الوسـي الذي نقـل عـن زميله المشرف بفاس أيضـا أيام‬ ‫المن صور الموحدي إح صاء الم ساجد وال سبالت والدور والفنادق والدكاك ين والقي ساريات‬ ‫والمعا مل ورب ما ا ستمر ذلك إلى الملوك العلوي ين ح يث ن جد ب ين المت صرفين بفاس ال سيد‬ ‫محمود الشنكيطي ولعل التسمية تحولت من مشرف إلى متصرف‪.‬‬ ‫وقـد ترك لنـا محتسـب الرباط عام ‪ 1914‬السـيد حروج وثيقـة حسـبما ورد فـي‬ ‫(جريدة السعادة) التي بدأت تصدر آنذاك بالرباط (عدد ‪ 14‬مارس ‪ 1914/13‬ربيع الثاني‬ ‫‪ 1332‬ه ـ) تتض من معلومات عن أ سعار الو قت‪ :‬تتوا كب مع أ سعار الدار البيضاء ال تي‬ ‫كانت آنذاك تابعة للرباط من حيث قضاتها وأمناؤها وكبار موظفيها‪:‬‬

‫‪13‬‬

‫ الخبزة كانت تساوي ‪ 20‬سنتيم (ارتفعت إلى ‪ 62‬س عام ‪)1915‬‬‫ البطاطة‪ 50 :‬س للكيلو (ارتفعت إلى ‪ 62‬س عام ‪1915‬‬‫ زيت الكاز‪ 50( :‬س للتر الواحد) ارتفع إلى ‪ 62‬س عام ‪1915‬‬‫وفي عام ‪ 1915‬أصبح‪:‬‬ ‫‪ ‬قنطار الشعير يساوي ‪ 37,5 :‬بسيطة‬ ‫‪ ‬قنطار الحمص يساوي ‪ 21,5 :‬بسيطة‬ ‫‪ ‬قنطار الفول يساوي ‪ 37,5 :‬بسيطة‬ ‫‪ ‬قنطار الذرة يساوي ‪ 50,5 :‬بسيطة‬ ‫‪ ‬قنطار العدس يساوي ‪ 21,5 :‬بسيطة‬ ‫‪ ‬البيض (الزينة) ‪ 1,25‬ب‬ ‫‪ ‬البقـر‪ )400( :‬ب والغنـم ‪ 38,5‬بسـيطة وفـي عام (‪– 1924‬‬ ‫‪ 1342‬هــ) ارتفـع ثمـن قنطار الشعيـر إلى ‪ 77,1‬بسـيطة‬ ‫وقنطار الحمــص إلى ‪ 63,9‬والفول إلى ‪ 125,5‬ب والذرة‬ ‫إلـى ‪77,5‬ب والعدس إلـى ‪ 76,6‬والبـيـض(‪ )11‬سنتيم‬ ‫للزينة (أي ‪ 12‬بيضة) والبقر (‪ )563,8‬بسيطة للرأس والغنم‬ ‫(‪77,2‬ب)‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫وقـد عرف الشاي نفـس الزمـة فلم يسـرح بيعـه إل عام (‪ 1333‬هــ‪ 1915/‬م)‬ ‫وكان المق يم العام (اليو طي) قد خ طب في ال سواق في (ش هر محرم ‪ 1332‬ه ـ‪/‬أكتوبر‬ ‫‪ )1914‬مؤكدا أن المغرب لن يرى ب عد اليوم سكرا نم ساويا ول سلعا ألمان ية ومع نى ذلك‬ ‫أن فرنسا ستحتكر السوق‪.‬‬ ‫وقـد احتفـظ المحتسـب بكثيـر مـن اختصـاصاته حتـى بعـد حصـول تغييرات إبان‬ ‫الحماية ولكن نفوذه تقلص في إطار النظام البلدي الجديد‪.‬‬ ‫ففـي عام ‪ 1336‬هــ‪ 1917/‬م صـدر ظهيـر (عدل بمقتضـى خمسـة ظهائر‬ ‫(صـدرت فـي سـنولت ‪ 1923‬و ‪ 1924‬و ‪ 1926‬و ‪ 1931‬و ‪ )1938‬نـص على أن المدن‬ ‫التـي تعتـبر بلديات يشرف عليهـا باشـا أو قائد تحـت مراقبـة موظـف فرنسـي هـو رئيـس‬ ‫المصالح البلدية‪ .‬وكان المجلس البلدي معينا إل في الدار البيضاء حيث كان منتخبا له حق‬ ‫التقرير يتركب من أعضاء مغاربة وفرنسيين برياسة الباشا ونيابة رئيس المصالح البلدية‪.‬‬ ‫أما في فاس فإن نصف أعضاء المجلس كانوا منتخبين بنسبة نائبين عن كل حارة‬ ‫أو حي لمدة سنتين والباقون هم البا شا وخلفاؤه الثل ثة ومحت سبا فاس البالي وفاس الجد يد‬ ‫ونائب المجلس أو الكاتـب المقرر‪ .‬ويضاف إلى العضاء الخمسـة عشـر أميـن المسـتفاد‬ ‫والكاتـب الترجمان ولكليهمـا صـوت اسـتشاري‪ .‬وكان للجاليـة السـرائيلية بفاس مجلس‬ ‫خاص يرأ سه البا شا مع ستة أعضاء منت خبين ورئ يس الجال ية ال سرائيلية ومد ير مدر سة‬ ‫الحلف السـرائيلي‪ .‬وقـد عزز النظام البلدي بمصـلحة عمرانيـة فيهـا الشغال العموميـة‬ ‫والمكتب البلدي للصحة وهيئة رجال الطفاء‪.‬‬ ‫وحتـى فـي القرن الثالث عشـر الهجري كانـت بعـض الصـنائع وقضايـا المجتمـع‬

‫‪15‬‬

‫المدنـي تخرج عـن نطاق الحسـبة فمـن هذه الصـناعات ماله صـلة بالدفاع والجهاد مثـل‬ ‫صناعة الر مي بالمهراس وكان معلم ها عنيق يد أح مد التطوا ني الطب جي (ق تل عام ‪1236‬‬ ‫هـ‪ 1820/‬م) ‪ ،‬جاء به المير السعيد بن المولى يزيد إلى فاس بعدما بويع بتطوان‪ .‬وقد‬ ‫دس إل يه ال سلطان مولي سليمان من قتله‪ ،‬لن ق صده كان محا صرة فاس الجد يد‪ ،‬وكان‬ ‫ماهرا في صناعة الرمي بالمهراس‪ .‬ويذكر سيدي اكن سوس في (الجيش العرمرم) أ نه ل‬ ‫نظ ير له في زما نه وأن أ هل فاس أتوا به ليهدموا مدي نة فاس الجديدة (تار يخ تطوان ج ‪3‬‬ ‫ص‪ / 268 :‬الستقصا ج ‪ 4‬ص‪.)161 :‬‬ ‫وكان المحتسـب يتقاسـم السـلطة أحيانـا مـع أمناء المسـتفاد كلمـا كان للجبايـة أو‬ ‫المكس أو الشؤون المالية دخل في الموضوع كقضايا المواني وتملك العقار إذ طبقا للبنـد‬ ‫(‪ )66‬من عقد الجزيرة في العهد العزيز سمح للجانب تسهيل لنجاز الشغال العامة في‬ ‫المرا سي حق تملك عقارات حول المواني في ظرف ستة أشهر بتطوان والعرائش والدار‬ ‫البيضاء ثم بالتدريج في المدن الخرى‪.‬‬ ‫ك ما تقل صت سلطة المحت سب ل صالح وزارة جديدة أنشئت في عهد المولى مح مد‬ ‫ا بن ع بد الرح من وتقلد ها الفق يه علي الم سفيوي‪ .‬و هو المن صب الذي كان يطلق عل يه في‬ ‫عهد الحماية (المحكمة العليا الشريفة)‪ ،‬وربما (وزارة العدلية) كلها (العز والصولة لبن‬ ‫زيدان ج ‪ 1‬ص‪.)272 :‬‬ ‫وفي عهد بني أمية بالندلس كان يسمى (صاحب الرد) ومهمته دراسة ما يرد من‬ ‫شكاو على السلطان وإبلغ القرار السلطاني إلى أصحابها‪ .‬ولم يكن له اختصاص شرعي‪،‬‬ ‫ولكـن كان له وحده دون باقـي الوزراء حـق جمـع هيئة العلماء لتدرس إمـا نقطـة شكليـة‬

‫‪16‬‬

‫لتوضيح وجهة نظر الشارع في شأنها وإحالتها على قاض أو محتسب آخر‪ .‬ويكون دور‬ ‫الهيئة في هذه الحالة دور مجلس الن قض والبرام‪ ،‬وإ ما درس صلب الموضوع لل بت ف يه‬ ‫ويكون دورها في ذلك دور مجلس الستئناف‪.‬‬ ‫ومع ذلك ظلت السلطة الجنائية في قبضة المحتسب يمارسها بالتعزير والغرامات‬ ‫وحتى السجن كنائب شرعي للقاضي وقد تحدث عن الذعيرة وزير السلطان سيدي محمد‬ ‫ابن عبد الرحمن في كناشته (مخطوط الخزانة السودية بفاس)‬ ‫ومعلوم أ نه كان ب كل مدي نة سجن بين ما كان بفاس الجد يد سجنان اثنان أحده ما‬ ‫بباب الدكاكيـن قرب المشور‪ ،‬للسـجناء العادييـن الذيـن حكـم عليهـم بمدة طويلة‪ ،‬والسـجن‬ ‫الثاني هو (حبس الزبالة) مخصص للسجناء السياسيين‪.‬‬ ‫وكا نت الن ساء ت سجن في (ح بس) خاص ب هن ي ستعمل ن فس الو قت مل جأ للحم قى‬ ‫يخضـع لحـد قواد (مواليـن الدور) (أي الحراس الدورييـن)‪ ،‬تعينـه العريفات أي نسـاء‬ ‫مرشدات أو مراقبات (المغرب المعاصر امبراطورية تنهار (‪.)Ludovic de Campou‬‬ ‫ولعـل إشراف المحتسـب على الصـناعات وأصـناف التجارة كان كافيـا نظرا‬ ‫لتسـاعه ووفرة رجاله حيـث كانـت الصـناعة الكـبرى بفاس وحدهـا مركزة حول قنوات‬ ‫ساقية م صمودة ووادي فاس غر بي المدي نة وجنوب غرب ها (‪ 520‬معمل للن سيج ت ستخدم‬ ‫‪ 20.000‬عامل و ‪ 360‬طاحونة لم يبق منها عام ‪ 1904‬سوى ‪ 160‬يعمل فيها نفس العدد‬ ‫من العمال و ‪ 50‬دارا للتصبين علوة على المائة الموجودة على الوادي قرب بوجلود)‬ ‫ولذلك تو فر المغرب على ترات يب إدار ية دقي قة م نذ الع صور الو سطى لم تتدا خل‬ ‫فيها السلطات بين القضايا التشريعية والتنفيذية ولم يكن من السهل توزيع الختصاصات‬

‫‪17‬‬

‫على أ طر تنفيذ ية كل يا نظرا لتكا ثر ال سكان وتبا عد منا طق ال ستيطان ال تي ض مت أرب عة‬ ‫أخماس ال سكان إلى قلب ال صحراء و قد أ كد كو ستاف لوبون (حضارة العرب ـ الطب عة‬ ‫الفرن سية ص‪ )263 :‬أن سكان المغرب يقدرون في ع صره ب ستة أو سبعة ملي ين ن سمة‪،‬‬ ‫بين ما كان سكان فاس وحد هم في القرن العا شر خم سمائة ألف ن سمة‪ .‬وكا نت فاس إذ ذاك‬ ‫تنافـس بغداد وتحتوي على ‪ 800‬ألف كتاب ومخطوط فـي مكتبتهـا ‪ .‬وأكـد (كوتيـي)‬ ‫(العصور الغامضة ص ‪ )403‬أن مغرب القرن التاسع كان أكثر عمرانا‪ .‬وأكد (ماكسانج)‬ ‫فـي كتابـه حول المولى اسـماعيل نقل عـن راهـب أقام بالمغرب فـي القرن الحادي عشـر‬ ‫الهجري‪ ،‬أن عدد مدن المغرب آنذاك مائتان وخمسـون‪ ،‬كانـت أقلهـا أهميـة تحتضـن نحـو‬ ‫ثلثين ألف نسمة‪ ،‬في حين بلغ عدد سكان فاس (ربما مع إقليمه) مليونا وستمائة ألف‪ .‬وقد‬ ‫وصـف سـانت أولون ‪ ST-Olon‬ممثـل فرنسـا فـي المغرب حاضرة مكناس بأنهـا مدينـة‬ ‫صغيرة‪ ،‬وأوصل مع ذلك عدد سكانها إلى ستين ألفا‪ .‬كما لحظ دوكاستر (ج ‪2‬ص ‪)491‬‬ ‫أن رحالة أنجليز يا زار فا سا في أول ع هد مولي رش يد‪ ،‬فقدر عدد سكانها بمليون ن سمة‪.‬‬ ‫ول عل ذلك مبالغ ف يه الل هم إل إذا كان يق صد المدي نة وحوز ها كل أو جزءا‪ ،‬و مع ذلك فإن‬ ‫بعض العواصم العربية كبغداد قد بلغ سكانها في عهد هارون الرشيد مليونين‪ .‬ومهما يكن‪،‬‬ ‫فإن مراق بة هذه الرقام يكاد يكون م ستحيل نظرا لعدم ض بط الحالة المدن ية ر غم وجود ها‬ ‫أحيانا في بعض مناطق الشرق كوجود سجل للمواليد في عهد معاوية‬ ‫وكانـت الحسـبة فـي هذا المجال معززة أيضـا بلجنـة صـحية للسـهر على طهارة‬ ‫المدينـة وجودة تمويـن السـواق وجلب الماء فقـد لحـظ (رينـو) فـي كتابـه (الطـب القديـم‬ ‫بالمغرب ص ‪ )136‬أن هذه اللج نة ك نت تتر كب في كل مدي نة من أعيان يهتمون ب كل ما‬ ‫يت صل بال صحة العموم ية و من ممثلي ها المحت سب الذي ي سهر على النظام‪ ،‬وتنق ية الز قة‪،‬‬

‫‪18‬‬

‫وتعهـد المؤسـسات العموميـة‪ .‬وكان المخزن يقوم بتطهيـر بعـض الزقـة والشوارع خلل‬ ‫الل يل‪ .‬و قد حاول في (ال صويرة) مثل تنظ يم ن قل الزبال‪ ،‬فجلب من الخارج أول القرن‬ ‫القاضي كناسات ورشاشات ميكانيكية‪ ،‬ولكنها لم تستخدم ومن غريب ما يحكى أن بعض‬ ‫ال سبان اقترحوا بمدر يد عام ‪ 1760‬م ك نس الطرقات من الزبال‪ ،‬فاحت جت الهيئة الطب ية‬ ‫بقوة زاعمة أن أجداد ها كانوا رجال وعلماء يعرفون ما يفعلون‪ ،‬وان هم عاشوا في الزبال‬ ‫فلماذا ل نعيش نحن أيضا فيها؟ على أن نقل الزبال يشكل تجربة يستحيل التكهن بعواقبها‬ ‫(حضارة العرب ـ لوبون ـ الطبعة العربية)‪.‬‬

‫الحسبة وإشرافها على الحناطى‬ ‫الحن طة ‪ )corporation( :‬كا نت الحرف منظ مة في ش كل حنا طي تتم تع بحر ية‬ ‫كاملة وانتظام شامل‪ .‬وكان بعض ملوك المغرب يهتمون برجال الحرف بالعمل على تنمية‬ ‫موارد هم وضمان م صادر منتجات هم‪ ،‬ح يث ب عث المولى زيدان ال سعدي عملء إلى أور با‬ ‫للدعاية للمنتجات المغربية‪ .‬وكانت هنالك أنواع غريبة من الحناطي منها حنطة أصحاب‬ ‫التاي (في القصور الملكية) ومهمتهم وضع الواني بالمكنة المعدة لها وصيانتها وإعداد‬ ‫الماء المغلى باسـتمرار‪ .‬فإذا شاء الميـر شرب التاي أمـر أحـد الطواشيـن على القائد‬ ‫المسؤول واصحابه‪ ،‬فيتقدم رئيسهم حامل على كفه اليمن طبلة الكؤوس والباريق (ثلثة‬ ‫كؤوس بلور وثلثة كؤوس القطارات أي الطاسات) مع إبريقين من الفخار المحلة بالذهب‬ ‫وهو الذي تناول فيه والثاني من المعدن المصنوع بأوربا ويحمل خليفته طبلة أواني السكر‬ ‫والتاي والتوابع ملفوفة في مناديل بيضاء ويحمل معينان أحدهما المجمر والخر المقرج‬ ‫(البر يق)‪ ،‬فت سلم الوا ني ل صاحبة النو بة من الماء صواحب التاي بإقام ته تعين ها أمتان‬

‫‪19‬‬

‫أخريان لمناولة المجمر ومناولة الكأس التي تجعل في كفها اليمن خرقة أنيقة تضع عليها‬ ‫الكأس المولوي‪.‬‬ ‫وإذا كان السلطان خارج قصره تولى قائد الحنطة صنع التاي‪ .‬وقد أحدث التاي‬ ‫في عهد المولى سليمان‪.‬‬ ‫وكان يناط بصاحب التاي أيضا حفظ الدوية وتقطير العشاب كالسكر والنعناع‬ ‫والكراويا واستخراج عطور الزهور ( وكان اللرنج يقطر في رودانه كل سنة ويوتى به‬ ‫للحضرة ال سلطانية لجودة ز هر سوس) وإخلص حل يب النوق والفوا كه و صنع الشر بة‬ ‫الحلوة المبردة والمعاجين‪.‬‬ ‫و قد ا ستغنى عن جل أشغال هذه الحن طة اليوم (ال عز وال صولة ل بن زيدان ج ‪1‬‬ ‫ص‪.)136 :‬‬ ‫وأهـل الحنطـة هـم أهـل الحرفـة الواحدة‪ .‬ولعـل أصـلها مـن حنـط الزرع حان‬ ‫حصـاده‪ ،‬والشجـر أدرك ثمره‪ .‬والحنطـة أيضـا البر‪ .‬ومعلوم أن الحرف لم تكـن تعدو مـا‬ ‫يتعلق بالزروع ونباتات الصباغ والنسيج كالقطن والقنب والكتان الخ وهي المواد الولية‬ ‫فـي الحرف التقليديـة‪ .‬ويشبـه نظام الحناطـي بالمغرب نظام النقابات اليوم‪ ،‬حيـث تشكـل‬ ‫الحرف والم هن التقليد ية لض بط م صالحها والدفاع عن ها ت حت مراق بة مم ثل المخزن و هو‬ ‫المحتسب‪ .‬وقد تحدث (م‪.‬باليز) (النشرة القتصادية والجتماعية بالمغرب في عددي ‪ 49‬و‬ ‫‪ )50‬عن نظام الحنا طي‪ ،‬فلحـظ أ نه يت سم في جم يع العصـور بطا بع الحريـة ح يث إن‬ ‫المخزن كان يحترم مبدأ الحريـة التجاريـة قبـل صـدور ظهيـر ‪ 1336/1917‬م القاضـي‬ ‫بتنظيم البلديات‪ ،‬وفي فاس بالخصوص كان هذا النظام حرا وإنما فسد – كما يقول (باليز)‬

‫‪20‬‬

‫بالحتكاك بالغربيين‪.‬‬ ‫وحناطـي القصـر الملكـي قسـمان‪ :‬قسـم يسـمى الحناطـي البرانييـن يتعلق بخارج‬ ‫الق صر‪ ،‬و هم المشاوريون وأ صحاب المكا حل‪ ،‬وأ صحاب المزار يق‪ ،‬وأ صحاب الم ظل‪،‬‬ ‫والفرادى وهـي ل تدخـل إلى القصـر إل فـي أوقات عمارة المشور وجلوس الجللة على‬ ‫سرير الملك‪ ،‬وهي كلها إلى نظر قائد المشور‪ .‬أما قسم الحناطي الداخليين فهم علوة على‬ ‫أصحاب التاي وأصحاب الفراش الميقاتيون والطبالون وأصحاب السجادة وأصحاب الماء‬ ‫والجزارون وأصحاب الوضوء وأصحاب الروى والحمارون وأصحاب السكين وأصحاب‬ ‫المح فة وأ صحاب المو سيقى وأ صحاب المكا حل والفرايك ية‪ ،‬ولكن ها إلى ن ظر قائد الفراش‬ ‫وهو الحاجب‪ .‬ولكل حنطة قائد يخصها وخليفة ومقدمون‪ .‬وأكبر القواد هو قائد الفرايكية‬ ‫بعد قائد المسخرين (العز والصولة لبن زيدان ج ‪ 1‬ص ‪)132‬‬ ‫والحناطي يكفل بعضها ديون بعض مثل البقالة والفحامة بشرط أن ل يندرج فيها‬ ‫إل الذ ين تر ضى ب هم الحن طة‪ ،‬غ ير أن الحنطات ال صلية في البلد لم ت كن في حا جة إلى‬ ‫ذلك‪ .‬فلم ت كن هذه الكفالة الجماع ية ت خص عدا الجا نب عن البلد م ثل الزرزا ية (الحمالة)‬ ‫الوارد ين من ناح ية (الملو ية) أو ( بقالة سوس) الذ ين ي ستوطنون المدي نة‪ .‬وكان في كل‬ ‫حنطـة المعلم (بالنسـبة للصـناع)‪ ،‬او الحوانتـي (أي الدكاكينـي بالنسـبة للتجار) وهمـا‬ ‫المسؤولن عن المتجر أو المصنع يؤديان أجور المستخدمين وضرائب المخزن‪ .‬كما كان‬ ‫في ها ال صناع (أو ال صحاب في خ صوص المتا جر)‪ ،‬و هم أجراء يتقاضون أجرا معي نا أو‬ ‫يعملون نادرا بالمقطوعيـة‪ .‬ويوجـد أخيرا قسـم ثالث هـم المتعلمون مـن الشبان او الطفال‬ ‫المنتمين للمهنة يتدربون على الصنعة ومنهم يتخرج الصناع‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫وكا نت كل حن طة تع قد جم عا عا ما لنتخاب أمين ها وخليف ته الذ ين يعرضان على‬ ‫ممثـل المخزن‪ ،‬وهـو المحتسـب للتصـديق على اختيارهمـا‪ .‬والميـن هـو الذي كان يأخـذ‬ ‫البادرات لمساعدة أي عضو من أعضاء الحنطة أصابته خصاصة أو مرض أو عند وفاته‬ ‫بالكتتاب لسعاف عائلته وأولده‪ .‬كما كان أمين الحنطة يقوم بدور الحكم والفيصل للبت‬ ‫في النزاعات المهنية بين أعضاء الحنطة أو في علقاتهم مع شخص أجنبي عن الحنطة‬ ‫من الزبناء أو المتعهدين‪ .‬وعند عجزه ترفع القضية للمحتسب الذي يحيلها في الحين على‬ ‫هيئة تحكيميـة تتكون مـن الميـن وعضويـن وأربعـة أعضاء مـن الحنطـة‪ ،‬فتصـدر الهيئة‬ ‫قرارا يصدق عليه المحتسب‪ .‬وإذا استمر النزاع رفعت القضية إلى محكمة المحتسب الذي‬ ‫يستعين آنذاك بالمين ومساعديه كخبراء‪ ،‬ويكون قرار المحت سب نهائ يا‪ .‬إل أن المحتسب‬ ‫كان يقوم بدور ثالث وهلم جرا وهو صلة الوصل بين الحنطة والمخزن‪ ،‬خاصة للحصول‬ ‫على ضرائب استثنائية أو خدمات بالمجان لصالح الوقاف أو المخزن‪.‬‬ ‫وقد مارس الحرف من العلماء أفذاذ منهم ‪:‬‬ ‫ أ بو ع بد ال مح مد الفخار ال سبتي التطوا ني (تار يخ تطوان ـ داود ج ‪ 1‬ص‪:‬‬‫‪.)75‬‬ ‫ عمر بن كامل الفخار‬‫ ميمون بن عبد ال الفخار‬‫وكان محمد بن عبد ال معن يتعيش بعمل دود القز (النشر ج ‪ 1‬ص ‪.)197‬‬ ‫كما مارسها من المشارقة منذ القرون الولى‪:‬‬

‫‪22‬‬

‫ أبو تمام كان سقاء في جامع عمرو بن العاص (ابن خلكان ج ‪ 1‬ص ‪)172‬‬‫ والجاحظ كان يبيع الخبز والسمك (معجم الدباء ج ‪ 6‬ص ‪.)369‬‬‫ وأ بو العتاه ية كان يبيع الجرار والفخار ويتوا فد على حانو ته المتأدبون‪ ،‬فيأ خذ‬‫هؤلء ما تكسر من الخزف ويكتبون ما ينشدهم أبو العتاهية من أشعار (الغاني ج ‪ 3‬ص‬ ‫‪.)129‬‬ ‫ وأ بو ب كر ال صبغي المتو فى ( سنة ‪ 344‬ه ـ‪ 955/‬م) الذي كان يع مل ال صبغ‬‫بنفسـه ويـبيعه فـي حانوتـه وكان مـن أعيان فقهاء الشافعيـة‪ .‬وكان حانوتـه مجمـع الحفاظ‬ ‫والمحدثيـن‪ ،‬وكان عبـد ال بـن يعقوب يجلس على باب هذا الحانوت يقرأ للناس (طبقات‬ ‫الشافعية ج ‪ 2‬ص ‪.)128‬‬

‫أصناف الحرف أو الحركات القتصادية التي يشرف عليها المحتسب ‪:‬‬ ‫ البركـة أو النخاسـة هـي سـوق بيـع الماء والعبيـد وكانـت مبذولة متداولة فـي‬‫صدر ال سلم بخ صوص أ سارى الجهاد الذ ين كا نت الفد ية و سيلة لتحرير هم ثم شا عت‬ ‫النخاسـة فـي مجموع البلد السـلمية وغيرهـا وخاصـة فـي القارة الفريقيـة حيـث كان‬ ‫الحرار رجال ونساء يختطفون ويباعون في أسواق النخاسة وظهر نوع جديد من النخاسة‬ ‫في الع صور الو سطى امتدت إلى الع صور الحدي ثة انطل قا من القر صنة و هي ل صوصية‬ ‫تمارس فـي البحار ويقتنـص خللهـا آلف الشخاص يعانون المريـن فـي مختلف أقطار‬ ‫البحر البيض المتوسط جنوبا وشمال وقد نتجت عن ذلك حركة دبلوماسية لفتداء هؤلء‬ ‫ال سرى وكان للمغرب دور في ال سعي لتحر ير هذا ال صنف من ال سطو على حر ية ب ني‬

‫‪23‬‬

‫البشـر حيـت دعـا إلى تحريمـه فـي (‪ 19‬جمادى الولى ‪ 1200‬هــ ‪ 20/‬مارس ‪)1976‬‬ ‫فوجه السلطان إعلنا للقناصلة الجانب بالمغرب ‪.‬يخبرهم فيه بأن كل دولة مسيحية قامت‬ ‫بتحرير إنسان مهما تكن جنسيته ولونه ستخول الذن كتعويض على هذه المبادرة بالسماح‬ ‫لها بتصدير كمية من القمح من ميناء الصويرة يبلغ ‪ 112‬قنطار عـن كل رجـل حـرر‬ ‫و ‪ 168‬قنطار عن المرأة مع العفاء من حقوق الديوا نة ‪ .‬و قد ن صت اتفاق ية المغرب مع‬ ‫هولندا (‪ 7‬شعبان ‪ 1191‬هـ ‪ 10 /‬شتنبر ‪ 1777‬م ) على تحريم أسر كل رجل متقدم في‬ ‫السن أو امرأة مهمـا كان سنها ‪ .‬وعزز السلطان محمد الثالث هذا بإعلن ملكي ( مؤرخ‬ ‫بخامس رمضان ‪ 1192‬هـ ‪ 27 /‬شتنبر ‪ ) 1778‬سلم إلى القنصليات الجنبية كما نصت‬ ‫اتفاق ية المغرب والطو سكان (‪ 8‬محرم ‪ 1192‬ه ـ ‪ 6 /‬فبراير ‪ ) 1778‬على تحر يم الرق‬ ‫بالن سبة للطفال دون الع شر سنوات ‪.‬وللشخاص العاجز ين عن الش غل ‪ .‬وات فق المغرب‬ ‫على ذلك مع إنجلترا في اتفاقية خاصة عام ‪ 1174‬هـ ‪ . ) 1760 /‬ونص الفصل ‪ 21‬من‬ ‫المعاهدة بيـن المغرب والوليات المتحدة ( ‪ 1200‬هــ ‪ 1786 /‬م ) على أن السـير ل‬ ‫يم كن أن يحول إلى ع بد م سترق و مع ذلك ظلت أ سواق النخا سة نافقة في المغرب وباقي‬ ‫القطار شرقا وغربا ‪.‬‬ ‫البلغة ‪ :‬مداس الرجل‬ ‫أي حذاؤه و هي م صرية مولدة ول عل الم صريين اقتب سوها من المغرب الذي كان‬ ‫ي صدر ل هم هذا النوع من الحذ ية و هي معرو فة بهذا ال سم بالمغرب والندلس و قد أش ير‬ ‫لها في مدح المامون أبي العلء بن المنصور من بني عبد المومن ‪:‬‬ ‫لتبليغها المضطر تدعى ببلغة‬

‫‪24‬‬

‫وإن قست بالتشبيه شبهتها نعل‬ ‫ الجزاء‪ :‬هـو ملكيـة الراضـي المخزنيـة المسـموح للفراد والجماعات بالبناء‬‫فوقها وكلن للمحتسب دور في رعايتها مع أمناء آخرين يشرفون على الملك المخزنية‪.‬‬ ‫ـر ببناء الدور‬ ‫ـي أمـ‬ ‫ـس الثانـ‬ ‫ـو أن المولى ادريـ‬ ‫ـبب وجود هذا الجزاء هـ‬ ‫وسـ‬ ‫والمغارس بفاس ونادى أن كل من بنى موقعا أو اغترسه قبل تمام بناء السور فهو له هبة‬ ‫فكان المالك على ما يظهر مجرد مستجير للرض (زهرة الس ـ الجزنائي ـ ص‪،21 :‬‬ ‫طبعة الجزائر ‪. ) 1922‬‬ ‫ الجلد‪ :‬كانـت الجلود متوفرة نظرا لوفرة السـوائم التـي بلغ عددهـا عشرات‬‫المليين رأسا وكان المغرب يصدرها إلى الخارج (راجع إصدار جلود الماعز في وثائق‬ ‫دو كاستر ـ السعديون ـ س‪.‬أ‪.‬م‪ 2.‬ص‪ 135 :‬و ‪.)386‬‬ ‫ الحانوت أو الدكان الذي يمارس فيه التاجر أو المحترف بيع سلعته ويقع غالبا‬‫في الطا بق ال سفلي للعمارة أو على طول زقاق أو شارع وكا نت الحانوت قدي ما تعلو على‬ ‫الرض بمـا يقارب المتـر حتـى يكون البائع أو الصـانع جالسـا فـي مسـتوى الزبناء إل أن‬ ‫حوانيت الصناع كالحدادين والصباغين والنجارين كانت دائما موازية ومتساوية مع فارعة‬ ‫الطريق‪.‬‬ ‫ الحر ير‪ :‬عرف المغرب الحر ير بنوع يه ال طبيعي وال صناعي‪ .‬و قد ع مل على‬‫ترب ية دودة ال قز في ناح ية فاس ومنط قة فازاز بالطلس م نذ هجرة الربضي ين القر طبيين‬ ‫أوائل القرن الثالث الهجري إلى المغرب‪ .‬وسـاعد على تربيـة دودة القـز‪ ،‬توافـر أشجار‬ ‫التوت بالمغرب‪ ،‬ولذلك انتشرت هذه الصناعة في مجموع المغرب على أن المغاربة كانوا‬

‫‪25‬‬

‫يسـتخرجون مـن شجرة "الصـبر" (‪ )aloés‬أسـلك الحريـر الصـطناعي المعروف بــ‬ ‫(ال صابرة)‪ .‬و قد ازدهرت حر فة الحرار ين بجا نب حر فة صناع الحر ير ال طبيعي و هي‬ ‫حرفة شارك فيها كبار القوم وسامي العائلت حيث كان مثل العالم الصوفي محمد بن عبد‬ ‫ال‪ .‬م عن يتع يش بع مل دود ال قز (ن شر المثا ني ج ‪1‬ص ‪ .)197‬وكان العل مة ع بد ال بن‬ ‫ادريـس المنجرة (‪ 1175‬هــ ‪ 1761 /‬م) يخدم صـناعة الحريـر فـي ابتداء أمره( العلم‬ ‫للمراكشي ج ‪8‬ص ‪( 315‬ط‪.‬الرباط ) والحرارة كلمة تطلق على صناع الصقلي؛ وهو نوع‬ ‫من الحرير المذهب الصفر‪.‬‬ ‫ الحمارة أو الحمارون‪ :‬أصـحاب حميـر أو بغال النقـل ‪ .‬كان منهـم فـي فاس‬‫وحد ها ن حو الثلث ين ول يزالون إلى الن الو سيلة العمل ية للن قل دا خل فاس القدي مة نظرا‬ ‫للعقبات ‪ .‬وكان شغلهـم فـي القصـور الملكيـة نقـل الثقال السـلطانية فـي السـفار ‪ ،‬وجلب‬ ‫الحطـب والفحـم مـن الغابات ‪ ،‬وحمـل الشعيـر للمراس (محال الختزان ) والرويـة ‪.‬‬ ‫وللحمار ين قائد وعدد هم كان يز يد على المائت ين ‪ .‬ولم ي بق في ها الن سوى أرب عة ( ال عز‬ ‫وال صولة ل بن زيدان ج ‪ 1‬ص ‪ . ) 149‬وكانوا صلة الو صل ب ين المدن ينقلون البر يد‪،‬‬ ‫وكانت لهم في كل مرحلة "نزالت" أي نزل وكان المحتسب يشرف عليهم‪.‬‬ ‫ خا تم الرقا بة على الم صنوعات ورد في (نز هة الحادي ص‪ )22 :‬طب عة فاس‬‫"إن العالم التحرير على النجارين كان ينزل طابعه على ما يبيعونه مثل الصاع والمد بعد‬ ‫امتحانه"‬ ‫‪ Guyot, le Tourneau et Paye les cordonniers de Fès,‬الخرازة بفاس‬ ‫‪Hesp. XXIII(1936).‬‬

‫‪26‬‬

‫ الخزف أو الفخار ‪ :‬عر فت مع ظم الحوا ضر م صانع الخزف م ثل فاس (‪180‬‬‫مصنع) والعدوتين (الرباط وسل) (‪ 30‬دار فخارة تصنع ستمائة ألف آنية كل سنة وأصغر‬ ‫مدينة بالمغرب هي (أزمور) كان فيها تسعة عشر معمل للفخار حسب إحصاء عام ‪1930‬‬ ‫(ناحية دكالة المغرب) وقبائله ج ‪ 11‬ص‪)40:‬‬ ‫‪Guyot, le Tourneau et Paye, l’Industrie de la poterie à Fés,‬‬ ‫‪Bull. éco. du Maroc, vol . II, n° 10 (1935).‬‬ ‫‪.A Bel, les Industries de la céramique à Fès, Paris , 1918‬‬ ‫ويتدخـل علماء الثار مـن الركيولوجييـن ‪ Archéologiques‬فـي هذا المجال‬ ‫ل ستغلل عوا مل تاريخ ية م ما ع ثر عل يه من أ صناف الفخار في المآ ثر العتي قة فكانوا‬ ‫يحجزون كل ما عثر عليه لتحليله‪.‬‬ ‫وخلل الحفريات التـي أجريـت فـي مغارة (‪ )Peltier‬فـي (تماريـس) عثـر على‬ ‫قطـع خزفيـة أشبـه بالقطـع التـي كشـف عنهـا بالمغارة القديمـة المعروفـة بدار السـلطان‬ ‫والخرى بواد (مرزق) ويل حظ أن هذه الشظا يا الفخار ية وجدت كل ها بمنا جم قري بة من‬ ‫ال ساحل وبمغارة شار عة إلى المح يط ومعلوم أن هذا النوع من الخزف معروف م نذ ع هد‬ ‫طو يل في آ سيا ال صغرى ح يث ع ثر على ما يشب هه ر سما وزخر فا و من المدن الفريق ية‬ ‫بهذه المنطقة نقل هذا الخزف إلى غرب البحر المتوسط من طرف الستعمار وقد وجدت‬ ‫ق طع في جزيرة صقلية( سرقوسة) ربما رجع تاريخ ها إلى نها ية القرن الثامن ق بل الميلد‬ ‫ولعل من المستعمرات الفنيقية القديمة بالمغرب أزمور (‪trim) 1957. Hesperis 2-1‬‬ ‫‪ -‬الخراططة‪ :‬فـن ترقيـق الخشـب‪ .‬فقـد خرط الحديـد طوله كالعمود‪ .‬وكان ابـن‬

‫‪27‬‬

‫خروف علي بن محمد الذي عاش في فاس وتوفي بحلب عام ‪ 609‬هـ ‪ 1212 /‬م يتاجر‬ ‫فـي إقامـة أوانـي الخشـب المخروطـة يتردد بيـن الندلس (وبذة وإشبيليـة) وسـبتة وفاس‬ ‫ومراكش حيث كان يقرئ الطلبة بجعل خاص‪.‬‬ ‫ الخل يع‪ :‬الل حم المقدد المملح المطبوخ بالز يت والش حم والفاو يه‪ .‬وأ صله الخلع‬‫وهو الل حم يخلع عظمه ثم يط بخ بالتوا بل ويجعل في وعاء من جلد زادا في السفار‪ .‬أو‬ ‫هو القد يد يشوى فيج عل في وعاء بإهال ته أي د سمه (م تن الل غة) وكان يباع في ال سواق‬ ‫ضمن ما يخضع لمراقبة المحتسب‪.‬‬ ‫ الخياططة‪ :‬حرفـة كانـت منتشرة فـي المغرب حاضره وباديـه‪ .‬وكانـت تخيـط‬‫خا صة الجلب يب والبرا نس والك سية وأ صناف المعا طف ال تي عرفت ها الممل كة م نذ القرن‬ ‫العاشـر على إثـر الحتكاك بالتراك ودخول أفواج أندلسـيين إلى المغرب ومـن أهمهـا‬ ‫"الجبادولي" وهو (كسوة أندلسية تركية) وكان لليهود ضلع كبير في هذه الحرفة التي كانوا‬ ‫يحتكرون ها في البلط المل كي‪ .‬وكان مح مد بن أح مد طا هر الن صاري ال شبيلي النحوي‬ ‫المعروف بالحدب ينت حل صنعة الخيا طة بفاس‪ .‬و قد رأس أ هل ع صره وأ خذ ع نه أ بو ذر‬ ‫الخشني وابن خروف النحويان (جذوة القتباس ص‪) 168 :‬‬ ‫(الخيط المذهب وصناعته بملح فاس)‬ ‫‪Le Tourneau et Vicaire Hesp. XXIV (1937), bull.éco du Maroc‬‬ ‫)‪vol.III (1936‬‬ ‫وكان أحمد بن عثمان بن أبي دبوس آخر ملوك بني عبد المؤمن يحترف الخياطة‬ ‫في (توزر) نصبه العراب (عام ‪ 748‬هـ) مكان أبي الحسن المريني بإفريقية فانهزم بعد‬

‫‪28‬‬

‫لجوئه إلى القيروان في سابع محرم (‪749‬ه ـ) فان سل ال سلطان إلى سوسة فاح تل تو نس‬ ‫بحرا ونقل إليه ابن أبي دبوس فاعتقله (الستفصا ج ‪ 2‬ص‪ )78 :‬وكان قد حاصر تونس‬ ‫مدة سنة ونصف ثم عاد إلى المغرب في أساطيل بلغ عددها (‪ )600‬فيها من كبار العلماء‬ ‫أربعمائة فغرق السطول‪.‬‬ ‫ دار السكة‪ :‬تطبع كل المصوغات قبل عرضها على البيع (لوتورنو‪ :‬فاس قبل‬‫الحماية ص ‪ )353‬بإشراف المحتسب‪.‬‬ ‫ دار السلعة‪ :‬متجر يشغله تاجر واحد فإذا تعدد التجار يصير فندقا أو قيسارية‪.‬‬‫ويحتوي بالنسبة لكبار التجار بالجملة على مكتب ومخزن وربما مستودع‪.‬‬ ‫ـة‬ ‫ـنع الحذيـ‬ ‫ـالحا لصـ‬ ‫ـه وجعله صـ‬ ‫ـغ الجلد لتشذيبـ‬ ‫ـو الذي يدبـ‬ ‫ الدباغ‪ :‬وهـ‬‫ـلي المؤرخ بعام ‪1898‬م ‪/‬‬ ‫ـر القنصـ‬ ‫ـن التقريـ‬ ‫ـر مـ‬ ‫و(الجلديات)‪ maroquinerie‬ويظهـ‬ ‫‪ 1316‬هــ أن عدد الدباغيـن بفاس وحدهـا بلغ ثمانمائة‪ .‬بينمـا أوصـلهم (رونـي لوكليـر‬ ‫‪ )René Leclerc‬إلىألف ين إثن ين و هو تقد ير غ ير صحيح لن عدد دكاك ين الدبا غة في‬ ‫عهد الموحدين لم يتجاوز ستة وثمانين (زهرة الس ص‪ .)82 :‬وقد بلغ عدد (دور الدبغ)‬ ‫في سل والرباط الربعين أواخر عهد المولى عبد الرحمان‪ .‬وقد ثار الدباغون عام ‪1290‬‬ ‫ه ـ ‪1873/‬م) ب عد بي عة الح سن الول‪ .‬وأوقعوا بالم ين مح مد بن المد ني بن يس مطالب ين‬ ‫بإزالة الم كس‪ .‬وب عد دخول ال سلطان عام ‪ 1291‬ه ـ إلى فاس ع فا عن هم‪ .‬ول كن تطاولوا‬ ‫ومنعوا العامل إدر يس بن ع بد الرحمان ال سراج من ال ستجابة لل سلطان‪ .‬وطالبوا بإخراج‬ ‫الم ين بن يس‪ .‬و صعدوا لمنار المدر سة العنان ية وأخذوا بالر مي بالر صاص م صيبين من‬ ‫كان بأ بي الجلود‪ .‬فطا فت ب هم الع ساكر ورموه بالقنا بل‪ .‬واقتح مت طائ فة من الج ند سور‬

‫‪29‬‬

‫فاس وبعـث السـلطان إليهـم وزيره محمدا الصـفار فأذعنوا وتابوا فانطفأت نار الفتنـة‬ ‫(الستقصا ج ‪ 4‬ص ‪.)240‬‬ ‫‪Guyot, le Tourneau et Paye, la corporation des tanneurs et‬‬ ‫‪l’industrie de la Tannerie à Fès –Hesp. (1933) (167-240).‬‬ ‫‪- Bull.éco. du Maroc, Vol II, n° 9 (1935), Industrie de la‬‬ ‫‪tannerie au Maroc (M.45 n° 13).‬‬ ‫ الدراعات الصطفر ‪ :‬كانـت ثياب أهـل الباديـة بالمغرب حسـب ( اليفرنـي ) ‪،‬‬‫والذي أكد أن محمدا الشيخ السعدي دخل هو وجنده مدينة فاس (عام ‪ 956‬هـ ‪1549/‬م)‬ ‫وعليهم الدراعات ( الستقصا ج ‪3‬ص ‪) 11‬‬ ‫ درازة فاس ‪ :‬عدد دكاكينهـا ‪ 3 . 064‬فـي عهـد الموحديـن ( زهرة الس ص‬‫‪ ) 82‬و ‪ 3994‬في عهد المنصور والناصر ( ص ‪) 33‬‬ ‫ الدكاك ين ‪:‬ج مع دكان و هي الحانوت ‪ .‬و قد بل غت دكاك ين فاس ‪ 9 . 082‬في‬‫عهد الموحدين ( زهرة الس ص ‪) 82‬‬ ‫ " الدللة " ( هي البيع بالمزاد في السوق ) يعقد سوق خاصة في المدن الكبرى‬‫للدللة التـي هـي عبارة عـن بيـع بالمزاد العلنـي بواسـطة دلل ( لعـل أصـله دال ويكون‬ ‫معناها الدللة على الثمن ) ‪ .‬وتعرض في السوق منتجات ومصنوعات المدينة من أحذية‬ ‫وجلود مدبوغـة ومنسـوجات ومصـنوعات نحاسـية‪ .‬وهذه الدللة تجري يوميـا بالنسـبة‬ ‫للحذية بين العصر والمغرب في الحواضر الكبرى‪ .‬وينعقد طول مدة ما بعد الظهر في‬ ‫سوق جلد بالن سبة للجلود‪ ،‬وتش مل الدللة ب عض المواد الغذائ ية كالزب يب ( فندق الزب يب‬ ‫بفاس ) والحبوب ( سـوق الصـفاح ورحبـة الزرع ) والزبـد والزيـت والبيـض والحناء‬ ‫‪30‬‬

‫والصوف ويرتفع ثمن المزايدة بنسب تختلف حسب السواق وحسب العصور وحسب نوع‬ ‫وقيمة البضاعة‪ .‬و الثمن " النازل " يخصم منه ثمن الدللة والضريبة وما يسمى " التقلية "‬ ‫( أي خ فض حبي في الث من ) يش به الن سبة المئو ية ال تي تخ صم اليوم ( ‪ ) remise‬في‬ ‫مبيعات المخازن ال كبرى و لك نه كان يقدر بن سبة زيادة أو زيادت ين من الزيادات الخيرة‬ ‫في ( المزاد العلني )‪:‬‬ ‫‪G.H Bousquet et J. Berque – La criée publique à Fès, in rev.‬‬ ‫‪d’économie politique, Mai 1940, pp : 320-345.‬‬ ‫ويردد الدللون عنـد القيام بمهمتهـم أو نهايتهـا أو تشهيرهـا فيقولون ‪ ( :‬الصـلة‬ ‫على النبي ) والواقع أنها منهي عنها شرعا في سبع حالت منها شهرة البيع والعراس‬ ‫ دودة القز ‪ ( :‬هي دودة الحرير )‬‫العرب هـم الذيـن نقلوا دودة القـز إلى إسـبانيا ومنهـا إلى المغرب ( أعراف‬ ‫المسلمين وعاداتهم ص ‪. ) 249‬‬ ‫و قد ا ستمرت ترب ية دودة ال قز بالمغرب نشي طة خا صة بناح ية تطوان إلى حرب‬ ‫تطوان ‪ 1276‬هـ‪ 1859 /‬م‪.‬‬ ‫‪J. Juan Rosende Casas, informe sobre el cultivo del gusano de‬‬ ‫‪seda en Marruecos, Tetuan, 5.5.1904, publié in “Mauritania”, 1944‬‬ ‫‪(p133).‬‬ ‫ الذهابون ‪ :‬صناع الحلي من الذ هب ؛ و هم غ ير الذهاب ين الذ ين كانوا يزينون‬‫الكتب بالذهب المطرق وكلهم مسلمون ويندرج الذهابون ضمن الصاغة الذين بلغ عددهم‬

‫‪31‬‬

‫بفاس وحدها نحو السبعين ‪ ،‬وكانت لهم دكاكين داخل الملح وخارجه ‪ .‬وكانوا يرصعون‬ ‫الذهب باليواقيت وأنواع الحجار الكريمة‪ ،‬كما كانت المجوهرات والحلي يختم عليها من‬ ‫دار السكة لتصبح صالحة للبيع ‪.‬‬ ‫ الر حى ‪ :‬كا نت مع ظم معا مل فاس تدار بر حى عن طر يق تيار الوادي المار‬‫بالمدينة وقد ذكر ( ياقوت في مـعجمه ( ج ‪ 6‬ص ‪ ) 331‬أنه كان بفاس في القرن السابع‬ ‫( توفـي ياقوت عام ‪ 626‬هــ ‪ 1228 /‬م) ‪ .‬سـتمائة رحـى " ل تبطـل ليل ول نهارا "‬ ‫وكانت حارة الجذمى ( ربض الكيفان ) مقر الصفايحية والنجارين والبنائين ‪.‬‬ ‫ الرصاعون بفاس ‪ :‬يوجد نوع من الترصيع الخزفي هو الزليجي ( المعروف‬‫في الشرق بالف سيفساء ) والتر صيع هو التكف يت ( كل مة ترك ية ) وهنالك مرادفات ح سب‬ ‫البلد والعصور منها التلبيس العباسي ( التطبيق ) ‪ ،‬وفن الترصيع ما أدخل إلى المغرب‬ ‫من سوريا مباشرة أو عن طر يق الندلس ‪ ،‬والوربيون ي سمونه ال فن الدمش قي في جم يع‬ ‫أنواع الواني والحلي وفولذ دمشق ‪.‬‬ ‫‪Le Tourneau et Vicaire, les Damasquineurs de Fès, 1939‬‬ ‫مذكرة للمؤتمر الخامس لتحاد الجمعيات العلمية بإفريقيا الشمالية ( ‪. ) 1939‬‬ ‫ الرقاص‪ :‬حامل البريد وقد استعمله ( ابن القطان ) في العهد الموحدي ( نظم‬‫الجمان ص ‪ – 122‬تحقيق محمود مكي ‪ /‬البيذق ص ‪) . 79‬‬ ‫وكان الرقاصـة ينتقلون بيـن المدن ‪ ،‬لهـم مكتـب بفاس عليـه أميـن الرقاصـة "‬ ‫وخلفاؤه ‪ .‬وكانوا دائمـا على اسـتعداد للسـفر لحمـل رسـائل باسـتعجال مـع نقـل الجواب ‪،‬‬ ‫وذلك بتعويض قدره عشرة مثاقيل أي نحو خمسين ريال حسنيا ‪ .‬ويكون الثمن أقل بكثير‬ ‫‪32‬‬

‫( ‪ 8‬موزونات ) إذا كان وقت البراد غير محدد ‪.‬‬ ‫وكان الرقاصة يشكلون حنطة عليها أمين أصبح مكتبه بفاس هو المكتب البريدي‬ ‫ش به الر سمي ‪ .‬وكانوا في الغالب صحراويين يمتازون بطول القا مة والنحا فة والمرو نة ‪،‬‬ ‫والقدرة على ال سير ‪ ،‬وعلى مقاو مة ال حر والبرد ومتا عب الطر يق ‪ .‬و قد و صف سياح‬ ‫وكتاب أوربيون هؤلء الرقا صة من بين هم ( اندرى شوفريون) ‪ André chevrillon‬في‬ ‫كتابـه ‪ ،un crépuscule d’Islam‬الذي نشـر بفاس عام ‪ 1905‬وتحدد طبعـه للمرة‬ ‫الخام سة ببار يس عام ‪ ، 1923‬ح يث ذ كر ( ص ‪ ) 59‬أن هم كانوا يقطعون أحيا نا الم سافة‬ ‫ال تي تف صل طن جة عن فاس في ن حو ثلث ين ساعة ‪ .‬و هم يتوارثون المه نة أ با عن ج ـد‬ ‫كـما لحظ ( روني لوكير ) (‪ )René Leclerc, Maroc, septembre p : 133‬أنهم‬ ‫كانوا يواصلون الليل بالنهار في خطى حثيثة قاطعين ما بين خمسة كيلومترات في الساعة‬ ‫خلل فترة مو صولة تبلغ ما ب ين الربع ين والخم سين ساعة ‪ ،‬ودون أن يحملوا أي سلح‬ ‫ولهذا كا نت تكل فة أتعاب هم تتراوح ما ب ين ال ستين إلى مائة ب سيطة ح سب الم سافة ‪ .‬و قد‬ ‫تحدث "بنصال " في كتابه " المغرب كما هو "‪Bonsal, Morocco as it is, London,‬‬ ‫‪ 1894‬عن أحد هؤلء الرقاصة وصل عام ‪ 1892‬من فاس إلى طنجة في يومين ونصف‬ ‫يوم وبقـي عشـر سـاعات بطنجـة ثـم عاد إلى فاس اليوم السـادس ‪ .‬ولحـظ ( كامبـو ) أن‬ ‫البر يد كان يق طع مثل الم سافة ب ين فاس وطن جة ( أي حوالي مائ تي كيلوم تر ) في أرب عة‬ ‫أيام ‪ .‬وكان هؤلء الرقاصون يواصلون السير عشرة أيام متوالية بسرعة خمسين كيلومتر‬ ‫في اليوم ‪ ،‬بل يحكون عن رقاص ق طع خلل أز مة دبلوما سية الم سافة ب ين فاس وطن جة‬ ‫ذهابـا وإيابـا ( أي ‪ 400‬كـم فـي ثلثـة أيام ( كامبـو – مملكـة تنهار ص ‪ . ) 99‬وكان‬ ‫الرقا صة يتعرضون أحيا نا لهجمات قطاع الطرق‪ ،‬فيكون رد ف عل المخزن تع قب الجناة ‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫و قد ذ كر " لوطور نو " في كتا به حول فاس (ص ‪ )407‬أن قطاع الطرق لم يكونوا دائ ما‬ ‫ينتجعون النهـب والغصـب‪ ،‬بـل كانـت أعمالهـم تسـتهدف مجرد الهجوم على الجانـب‬ ‫وتجريدهم من رسائل يمزقونها بعد ذلك‪ .‬وإذا أراد الرجل إبراد رسالة عادية‪ ،‬فإن المر‬ ‫لن يكفله أكثر من درهم ين (أو ثمانية أوجه)‪ ،‬بل كان هنالك اشتراك بالن سبة لكبار التجار‬ ‫الذ ين كا نت ل هم علقات مو صولة بالخارج‪ ،‬ح يث يؤدون للم ين مبل غا جزاف يا كل ش هر‬ ‫يتراوح بين عشر وخمسة عشر بسيطة‪ ،‬وتؤخذ منهم الرسائل أو ترجع إليهم الجوبة في‬ ‫مخازنهـم‪ ،‬بينمـا كان الزبناء العاديون يسـلمون طرودهـم إلى دكان "سـاحة النجاريـن"‬ ‫بخصـوص فاس‪ ،‬ويتسـلمون الجوبـة مـن نفـس المكان وكان ذهاب الرقاصـة فـي يوميـن‬ ‫معينين هما الثنين والخميس (النفح ج ‪ 1‬ص ‪/557‬إسبانيا المسلمة ص ‪.)55‬‬ ‫‪M. Bouxon, Des « Rekkas » du consul de Marcilly aux avions‬‬ ‫‪d’air –France, in progrès de Fès, 19 janv.1941.‬‬ ‫ الرماية‪ :‬كانت للصناع بفاس جمعيات للرماية يتدربون عليها (باب الجيسة) أو‬‫فـي الصـيد بآيـت سـادن‪ ،‬فكانوا يكونون المليشيـة الحضريـة أو حماة المدينـة (مدرسـة‬ ‫الرماية)‪.‬‬ ‫ زخرفة ‪ :‬فن يشمل كثيرا من فروع الصناعة التقليدية مثل الطرز والنقش على‬‫الخ شب (و هو التر صيع) والت جبيس (أي الن قش على الج بس) وتتجلى ب عض مظا هر هذا‬ ‫الفـن فـي التخاريـم الخشبيـة على البواب والنوافـذ والسـقوف ممـا كاد يبـذ فـي الترصـيع‬ ‫الدمشقي كما بلغ فن تفضيض الخزف أي صنع الزليجي درجة من الدقة والروعة أضفت‬ ‫على هذا الفسيفساء الندلسي المغربي طابعا خاصا‪.‬‬ ‫ولم تحـل روح التقشـف التـي أظهرهـا بعـض ملوك الموحديـن دون ازدهار فـن‬

‫‪34‬‬

‫الزخرفـة فقـد أمـر المنصـور بقطـع اللباس الغالي مـن الحريـر والجتزاء بالرسـم الدقيـق‬ ‫الصغير ومنع النساء من الطرز الحفيل وأمر بالكتفاء منه بالساذج القليل وأمر بإخراج ما‬ ‫كان في المخزن من ضروب ثياب الحرير والديباج المذهب فبيعت منه ذخائر ل تحصى‬ ‫بأثمان لم توف ولم تسـتقص (البيان لبـن عذاري ج ‪ 4‬صـك ‪( .)81‬الفـن المغربـي‪ -‬عبـد‬ ‫العز يز بنع بد ال في مجلد ين ‪ /‬معطيات الحضارة المغرب ية لن فس المؤلف في مجلد ين)‪/‬‬ ‫الزخرفة المغربية ‪.J.de la Meziere‬‬ ‫ زرزايطة‪ :‬حمالة برابرة بفاس‪ .‬أقدمهـم مـن أولد جرار بسـوس‪ ،‬ولعـل أصـل‬‫الكلمة را جع إلى أحد قٌصور هذه القبيلة‪ .‬ويعت قد أهل فاس أن هؤلء استقروا في المدينة‬ ‫منذ تاسيسها‪ .‬وقد أكد الحسن بن محمد الوزان (اليون الفريقي) وجودهم في القرن العاشر‬ ‫الهجري وأوصلهم إلى ثلثمائة (الجغرافية ج ‪ 2‬ص ‪.)91‬‬ ‫‪Répertoire alphabétique des agglomérations du Maroc, ed 1936‬‬ ‫‪(p.689).‬‬ ‫‪Henri Godbarge : Deux corporations berbères à Fès‬‬ ‫ الكرابة والزرزاية‬‫‪)Le Tourneau, Fès (p.195‬‬ ‫وتدعـى جماعات زرزايـة تربيعات تختار امينهـا لمدة سـتة أشهـر ويختار المناء‬ ‫رئيسـا لمدة سـنة ويكون معترفـا بـه مـن المخزن كرئيـس للحنطـة للزرزازيـن أو الحمالة‬ ‫(محمد الخضر مجلة هسبريس ‪.)XIX Hespris‬‬ ‫‪ -‬الزرقطون‪ câpre :‬أ صله بزرقطو نا أو بزرقبار‪ ،‬و هو زهرة ال كبر تك بس في‬

‫‪35‬‬

‫النحل وتتبل بها الطعمة‪ .‬وتوجد عائلة الزرقطوني وهو بائع الزرقطون‪.‬‬ ‫ الزز‪ :‬عرفـه الونشريسـي فـي المعيار (ج ‪2‬ص ‪ )398‬بأنـه مـا جرى بـه عمـل‬‫القضاة في التعز ير من (ضرب الق فا مجردا من ساتر بال كف) و قد عده الونشري سي من‬ ‫الجهل‪.‬‬ ‫ الزليجطي أو الزليطج‪( ،‬ابـن سـعيد (النفـح ج ‪ 1‬ص‪ 187 :‬ط ‪ :)1949‬ويصـنع‬‫بالندلس نوع مـن المفضـض المعروف فـي الشرق بالفسـيفساء ونوع يبسـط بـه قاعات‬ ‫ديارهم يعرف بالزليجي يشبه المفضض‪.‬‬ ‫وقد سمي ‪ 0‬في المغرب والندلس بالزليجي بدل الزليج (السلوة ج ‪ 3‬ص ‪/133‬ج‬ ‫‪ 3‬ص ‪ )355‬نفـح الطيـب ج ‪ 1‬ص ‪( 187‬طبعـة ‪ )1949‬وسـماه المقري الزليـج (أزهار‬ ‫الرياض ج ‪ 1‬ص ‪ )46‬ويعرف بمصر بالزليزلي (السلوة ج ‪ 3‬ص ‪/533‬ج ‪3‬ص ‪.)355‬‬ ‫والزلي جي أو الزل يج إذن نوع من الف سيفساء مدهون ملون كالقاشا ني (م تن الل غة‬ ‫وصبح العشى ج ‪ 5‬ص ‪ )156‬ولعله من زلج المكان فهو زليج أي زلق‪.‬‬ ‫والزلي جي الفا سي نوع من التر صيع الخز في الندل سي ال صل وهذا النوع من‬ ‫المفضض هو المعروف في الشرق بالفسيفساء ‪.‬‬ ‫وقد جلب الحكم الموي الفسيفساء ( عام ‪ 354‬هـ ) من ملك الروم اقتداء بالوليد‬ ‫في بناء م سجد دم شق فر جع و فد الح كم بال صانع وم عه من الف سيفساء ‪ 320‬قنطار هد ية‬ ‫فر تب جملة من الممال يك لتعلم ال صناعة فأبدعوا و أربوا على ال صانع الذي صدر راج عا‬ ‫عند الستغناء عنه (البيان لبن عذارى ج ‪ 2‬ص ‪. ) 354‬‬

‫‪36‬‬

‫ الزليطج ( نماذج منـه قديمـة فـي وليلي الرومانيـة ) مجلة هسـبريس ص‪276 :‬‬‫مجلد ‪ 34‬عام ‪.1947‬‬ ‫الزليج ( راجع المزهري وهو نوع من الزليج )‬ ‫الزليج بالندلس ( إسبانيا المسلمة ص ‪) 184‬‬ ‫و قد عر ضت نم ـاذج من الزلي جي في المعرض الذي أقا مه ( نابليون الثالث )‬ ‫(عام ‪1285‬هـ ‪ 1868 /‬م ) بباريس مع معلمين يباشرون ترصيعه ومثل المغرب آنذاك‬ ‫محمـد بـن العربــي القبــاج الفاسـي المعروف بالفرنسـوي لمعرفتـه اللغـة الفرنسـية‬ ‫(الستقصا ج ‪ 4‬ص ‪ ) 232‬الساباط سقيفة بين حائطين تحتها ممر نافذ وسوق السباط‬ ‫بالمغرب هو الذي تباع فيه غالبا الحذية و البلغي وكلمة ‪ sabot‬الفرنسية معناها الخف‬ ‫وقد أطلقت كلمة ( ساباط ) أول ما أطلقت على قنطرة والقاضي عام ‪ 447‬هـ ‪1055 /‬م‬ ‫(تتمة ‪( )Huici, Historia p : 200/‬والقاضي الذي تنسب إليه هو علي بن ثوبة الذي‬ ‫ولي القضاء لباديس ابن حبوس‪.‬‬ ‫ سبطريين ‪ :‬باعة خيوط وما يشبهها واحدها سبطري‬‫ السكافة ‪ :‬صناعة الخزف والحذية والبلغي ‪ (cordonnerie‬هسبريس ص‬‫‪ 13‬عام ‪ )1946‬والخصافة أو الخرازة هي خصف النعل أي إطباق مثلها عليها وخرزها‬ ‫بالمخصف وهي صناعة لم يكن بعض كبار العلماء يانفون من ممارستها فالمام الخصاف‬ ‫أحمد بن عمر بن مهير كان يؤلف للمهتدى بال (كتاب الخراج) ويصنف كتبه القيمة في‬ ‫الفقه في حين يعيش من خصف النعال‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫ السكر ‪ :‬كان السكر يصنع في شقي العروبة بإفريقيا ‪ :‬المغرب ومصر ‪ .‬وقد‬‫حدثنا المقريزى أنه كان بسمهود سبعة عشر حجرا لعصر القصب ‪ ،‬كما كان بملوى عدة‬ ‫أحجار ( الخطـط ج ‪ 1‬ص ‪ ) 203‬وكذلك فـي قابـس وجلول ( البكري فـي المسـالك جزء‬ ‫إفريقية والمغرب ص ‪ 17‬و ‪ ( ) 32‬راجع سكر فاس أيام الموحدين ) ‪.‬‬ ‫ويو جد نص ر سالة موج هة من مولي مح مد بن ع بد ال الغالب – الم سلوخ –‬ ‫عن إذن والده إلى ملك فرنسا مؤرخة من قصر الدار البيضاء ( فاس الجديد ) في رجب‬ ‫‪ 968‬هــ( مارس ‪ 1591‬م ) حول اسـتعداد المغرب للسـماح للملك شارل التاسـع باحتكار‬ ‫سكر المغرب بشرط دفع ثمنه بالسعر المغربي مع زيادة نسبة في المائة ‪ ،‬وكذلك إصدار‬ ‫النحاس لفرنسـا طبقـا لرغبـة ملكهـا بشرط دفـع ثمنـه سـلحا وعتادا ( السـلسلة الولى –‬ ‫السعديون ج ‪ 3‬ص ‪) 746‬‬ ‫ ال سوق ‪ :‬تمتاز كل منا طق المغرب بأ سواق بعض ها متخ صص وبعض ها في‬‫سوس خاص بالنساء ولكل منطقة سوق في أحد أيام السبوع توجد داخل المدينة أسواق‬ ‫يخصص لها يوم مثل سوق الغزل و (سوق الحد) بالرباط‪.‬‬ ‫ سوق العطار ين بفاس ‪ :‬احترق عام ‪ 723‬ه ـ ‪ 1323 /‬م فجدده ال سلطان أبو‬‫سعيد من باب مدر سة العطار ين إلى رأس عق بة الجزار ين وع قد عل يه هنالك با با ضخ ما‬ ‫وأفرده للعطارين دون غيرهم ( الستقصا ج ‪ 2‬ص ‪.) 88‬‬ ‫ سوق المرقطاني ين ‪ :‬ي سميه ( ا بن صاحب ال صلة ) بالن سبة للندلس سوق‬‫المراكطيين ( المن بالمامة ص ‪ ) 485‬فهل هم باعة الثياب المستعملة ‪.‬‬ ‫‪ -‬أسواق المرقطان ومطرزات فاس ‪:‬‬

‫‪38‬‬

‫)‪P Ricard-France, Maroc n° 1 (1917‬‬ ‫ الشاشية ‪( :‬الطربوش في القرن العاشر الهجري )‬‫‪, - Bonnet de Tunis‬‬

‫‪Bonnet de Marseille‬‬

‫(دوكاستر ـ س‪.‬أ ـ السعديون ـ انجلترا ص‪).21 :‬‬ ‫والشوا شي ما أهدى يو سف بن تاشف ين إلى ا بن ع مه أ بي ب كر بن ع مر (الحلل‬ ‫الموشية في ذكر الخبار المراكشية نشر علوش ‪ 1936‬ص ‪ )16‬وقد ألفت الحلل في ‪12‬‬ ‫ربيع الول ‪( 783‬ص ‪.)151‬‬ ‫وقد لقب بذلك الشواشي محمد بن عمر الشلبي الشاعر المقرئ)‪.‬‬ ‫ شاش قرية بالري‪( :‬معجم البلدان ج ‪ 5‬ص‪ )212 :‬وربما نسبت إليها الشاشية‬‫المغربية‪ ،‬وهي طاقية (أصلها تقية تقي الرأس من الحرارة والبرد) خفيفة‪.‬‬ ‫الشعرة‪ :‬خيوط ال صوف الممزو جة بخيوط الحر ير ي صنع من ها الن سيج الرف يع‬‫(الجلليب المعروفة بجلليب الشعرة وكانت تجلب من فرنسا) وتصنع في (بزو)‪.‬‬ ‫ الشمسية أو الشماسة ‪ :‬نافذة مغلقة بترخيمات من الجبص لها ثقوب ينفذ منها‬‫النور‪ ،‬ولعلها هي المسماة بالقمرية في الشام‪ .‬وهي نوافذ من بلور ممسوك بجبص محكم‬ ‫على قدر النافذة (الجذوة ص ‪/42‬قاموس الصـناعات الشاميـة لجمال الديـن القاسـمي ج ‪2‬‬ ‫ص ‪.)363‬‬ ‫ الشوار ‪ :‬مـا تقدمـه العروس لزوجهـا لتجهيـز البيـت‪ .‬وقـد وقـف المحسـنون‬‫رباعا لمساعدة المعوزين على قضاء أسبوع الزفاف في بيت حبسي إذا لم يكونوا قادرين‬

‫‪39‬‬

‫على تجهيز البيت الجديد ‪.‬‬ ‫أربع وثائق ( ظهائر ) علوية ضد بدع الشورة والفراح للستاذ محمد المنوني‬ ‫مجلة دعوة الحق عدد ‪ 3‬العام ‪) 1971 – 1391 ( 14‬‬ ‫وهـو مـا يعرف بجهاز العروس وكان بسـيطا أول المـر خاصـة فـي الباديـة ثـم‬ ‫تنافس الناس في تطويره وقد استقدم المنصور الموحدي إلى مراكش ابن اللجام محمد بن‬ ‫أح مد اللخ مى التلم ساني وكل فه بال سهر على تجه يز ضعيفات البنات ( بغ ية الرواد م ‪/ 27‬‬ ‫تعر يف الخلف ج ‪ 2‬ص ‪ ) 352‬وكا نت بفاس دار خاصـة مجهزة رهـن إشارة المعوز ين‬ ‫لقضاء شهر العسل فيه‪.‬‬ ‫ الصطابون ‪ :‬بلغ عدد دور الصـابون بفاس سـبعا وأربعيـن فـي عهـد المنصـور‬‫والناصر الموحديين أي القرن السابع الهجري ( زهرة الس ص ‪.) 33‬‬ ‫وكانـت ( بنـو مزكلدة ) تعتـبر مختصـة فـي صـنع الصـابون فـي القرن العاشـر‬ ‫الهجري ( الحسن الوزان – ماسينيون ص ‪) 96‬‬ ‫وقـد خول ثلثـة مـن اليهود احتكار صـنع الصـابون وبيعـه فـي كـل مـن تطوان‬ ‫وطنجـة عام ‪ 1267‬هــ ( وثيقـة محمـد المكـي القباج مبعوث السـلطان لجمـع تركـة آل‬ ‫أشعاش (تاريـخ تطوان ج ‪ 3‬م ‪ ) 313‬وفـي عام ‪ 1891‬أسـس مواطـن فرنسـي مصـنعا‬ ‫للصابون برباط الفتح‪.‬‬ ‫ صطاحب الصطاغة ‪ :‬يشرف بالندلس على ( دار الصـناعة ) ( إسـبانيا المسـلمة‬‫ص ‪ ( .) 55‬البيان المعرب ج ‪ 2‬ص ‪. ) 277‬‬

‫‪40‬‬

‫في حين كان يشرف بالمغرب على الصياغين ومعظمهم يهود في بعض المدن ‪.‬‬ ‫ الصباغ ‪ :‬هو الصانع الذي يحترف الصباغة وهي مهنة الدهانين ‪ ،‬وكان نفس‬‫ال سم ي ستعمل في الندلس ( إ سبانيا الم سلمة ص ‪ . ) 189‬و قد بلغ عدد دور ال صباغين‬ ‫بفاس في ع هد النا صر والمنت صر الموحدي ين ( ‪ ( ) 161‬زهرة الس ص ‪ 33‬و ‪، ) 82‬‬ ‫كما بلغ عدد هذه الدور عشرة في سل والرباط في عهد المولى عبد الرحمان ‪.‬‬ ‫ الصبر ‪ :‬والصبار (‪ ) aloés‬نباتات أمريكية جلبها السبان منذ ثلثة أو أربعة‬‫قرون إلى المغرب ( كوتيـي ‪ -‬العصـور الغامضـة ص ‪ ، ) 9‬وتعرف بالصـابرة فـي‬ ‫المغرب وهي حرير دون الحرير المستخلص من دودة القز ‪.‬‬ ‫ الصداق ‪ :‬وهو المهر أي ما يدفعه الزوج لزوجته ليحل الزفاف ‪ .‬وقد حدد في‬‫عهد السلطان سيدي محمد بن عبد ال بأربعين مثقال ‪.‬‬ ‫( التحاف ج ‪ 3‬ص ‪. ) 200‬‬ ‫وذلك تشجيعا للزواج وتخفيفا على المعوزين من التكاليف ‪.‬‬ ‫ ال صقلي ‪ :‬خيوط م صنوعة من ورق الذ هب أو مغشاة به ت ستعمل في الطرز‬‫وفيها أيضا نوع أبيض يغشى بورق النقرة ( أي الفضة ) ‪.‬‬ ‫الصلة الجامعة في السواق‬ ‫كا نت ال صلة الجام عة مفرو ضة في ال سواق ك ما هو الحال اليوم في الممل كة‬ ‫ال سعودية وكان يعقوب المن صور يؤم الناس و قد أقام مناد ين يدعون في ال سواق طالب ين‬ ‫من الناس المبادرة إلى ال صلة جما عة (المع جب ـ ع بد الوا حد المراك شي ص‪ 175 :‬ـ‬ ‫‪41‬‬

‫طب عة سل ‪ /‬ال ستفصا ج ‪ 2‬ص‪ )178 :‬وذلك في نطاق العنا ية بال سنة و في ضمن ها سنة‬ ‫إعذار الطفال وقد أمر المنصور به (عام ‪ 595‬هـ ‪ 1198/‬م) بمراكش وأن يجعل في يد‬ ‫كل واحد منهم دينارا من الذهب ودرهما من الفضة وحبة من الفاكهة الخضراء ليشتغل به‬ ‫الطفل عن ألمه ويصرف الدينار في مداواته‪.‬‬ ‫ الطباعطة ‪ :‬أول مـا عرف منهـا بالمغرب الطباعـة الحجريـة بفاس أيام المولى‬‫محمد بن عبد الرحمن وروى ابن البار أن عبد الرحمن بدر من وزراء أو الناصر كان‬ ‫ينفرد بالوليات بإفريق ية فيك تب ال سجلت في داره ثم يبعث ها للط بع فتط بع وتخرج إل يه‬ ‫فيبعث بها إلى أطراف المملكة (الحلة السيراء ص ‪.)137‬‬ ‫وذلك قبل اختراع ‪ Gutemberg‬للطباعة عام ‪1436‬م بحوالي أربعة قرون‪.‬‬ ‫و قد أ كد لروس وجود طبا عة في أور با في القرن الحادي ع شر (را جع غابر‬ ‫الندلس وحاضرها لمحمد كرد علي (القاهرة ‪)1923‬‬ ‫ الغنباز حسب دوزي صنف مر الملبوس غليظ يستر العنق وذكر جيرمانو أنه‬‫من جلد ‪ D. Germano de silesia p : 276‬والكل مة م ستعملة في الشرق و هي تع ني‬ ‫نوع كسـاء يختلف عنـه فـي المغرب والندلس والواقـع أن الغنباز المغربـي أسـلوب فـي‬ ‫الخياطة معروف خاصة بالنسبة للجلليب‪.‬‬ ‫ الفرج ية أو الدرا عة هي ج بة مشقو قة المقدم ت صنع من ال صوف وكا نت من‬‫رسـوم السـتيزار (أي توليـة الوزارة) فـي بغداد تبدأ بخلع الوزارة وهـي قميـص أطلس‬ ‫ي سمى فرج ية ( سبط ا بن الجوزي ف ‪ 2‬ص ‪ / 525‬الف صاح في ف قه الل غة ال صعيدي‬ ‫وحسين موسى ص‪ 163 :‬ـ القاهرة ـ ‪ 1925‬وقد لحظ القلقشندي في صبح العشى ج‬

‫‪42‬‬

‫‪ 4‬ص‪ )42 :‬أنهـا ملبوس القضاة والعلماء بمصـر وكانـت مسـتعملة بكثرة خاصـة عنـد‬ ‫العلماء ورجال المخزن‪.‬‬ ‫ قيسارية ‪ :‬مجموع دكاكين لبيع نوع واحد من السلع أو أنواع مختلفة كما يقع‬‫اليوم وكا نت مغطاة من خ شب م ما كان سببا في الحرائق ف في عام (‪ 607‬ه ـ‪1210 /‬م)‬ ‫شب حريق بقيسارية مراكش وما اتصل بها فتمكنت النيران بيابس العيدان وشفوف الثياب‬ ‫وأسـرعت كالشهاب عنهـا شهاب فـي سـقف السـواق فخرج الناصـر مسـرعا مـن قصـره‬ ‫وتخ طى إلى ال صعود ب صومعة الجا مع المت صل به أي الكتب ية وأ كد النا صر في جبر هذه‬ ‫ال سواق وإقامت ها وإعادت ها إلى ما كا نت عل يه من أح سن هيئت ها فإن ها كا نت كالمرآة في‬ ‫وجه القصر ( البيان لبن عذاري ج ‪ 3‬ص ‪ 235‬طبعة الرباط ‪.) 1960‬‬ ‫ـة‬ ‫ـة وأغطيـ‬ ‫ـن أحزمـ‬ ‫ـج الحرائر مـ‬ ‫طة الزردخان نول خاص بفاس لنسـ‬ ‫ مرمط‬‫وحائطيات ( خاميات ) وأعلم ‪.‬‬ ‫‪Hesperis : 1-2 trimestre, 1950‬‬ ‫ مروج القصارين ‪ :‬مكان بضفتي وادي فاس أشار إليه أبو السعود الفاسي في‬‫نوازله ( ج ‪ 2‬ص ‪ ) 101‬ملحظـا أنهـا لم تكـن ملكـا لحـد وأنهـا مـن الشياء التـي فيهـا‬ ‫مجرد النتفاع دون ملك ول تحبيس ‪.‬‬ ‫ المزهري ‪ :‬نوع من الزل يج المغربـي أشار إلى وجوده فضـل ال العمري فـي‬‫حديثه عن فاس أيام أبى الحسن المريني (راجع المسالك في ترجمة ابن فضل ال العمري)‬ ‫ المعمار ‪ :‬هو المهندس المعماري ‪ architecte‬وقد ازدهر أوائل القرن الثامن‬‫الهجري في عهد السلطان ابي الربيع سليمان بن أبي عامرعبد ال ابن يوسف بن يعقوب‬ ‫‪43‬‬

‫المرينـي الذي دخـل مدينـة فاس ( عام ‪ 708‬هــ ‪ 1308 /‬م) ‪ .‬وقـد وقـع الغلء آنذاك ‪،‬‬ ‫وانتف حت للناس أبواب المعاش والترف ‪ ،‬وتغالوا في أثمان العقار فبيعت الدار بفاس بألف‬ ‫دينار مـن الذهـب العيـن ‪ .‬وتنافـس الناس فـي البناء ونأنقوا فيهـا بالزليـج والرخام وأنواع‬ ‫النقوش‪ ،‬وتناغوا في لبس الحرير وركوب الفار وأكل الطيب واقتناء الحلي (الستقصا ج‬ ‫‪ 2‬ص ‪.)48‬‬ ‫مواد التصنيع ‪:‬‬ ‫كانت مختلف الحرف والصنائع محتاجة إلى مواد أولية معظمها موجود بالمغرب‬ ‫كالرخام والر صاص والف ضة والق طن والكتان والنحاس وق صب ال سكر ولكن ها كا نت أ قل‬ ‫منها اليوم فقد عثر عام ‪ 1977‬على معدن للرصاص في إقليم تطوان كما عثر نفس السنة‬ ‫على معدن الف ضة بمنط قة واد لو ( بوحا مد ) والمنط قة الواق عة ب ين الح سيمة والشاو ية‬ ‫وتعرف بخميس الدواهلية وقد بلغ عدد دور النحاس والحديد بفاس أيام المنصور والناصر‬ ‫الموحدي ين اث ني ع شر م صنعا ( زهرة الس م ‪ ) 33‬أ ما الكتان فكان موجودا في الب صرة‬ ‫ال تي سميت ( ب صرة الكتان ) و قد خر بت و هي واق عة على ب عد ن حو ( ‪ 18‬كلم ) شر قي‬ ‫سوق الربعاء وكذلك القطن الذي توافر في تادلة وسل وماسينة على بعد مرحلة من فاس‬ ‫( المعرب للبكري ص ‪) 155‬‬ ‫ الن سيج ‪ :‬بلغ عدد أطرزة الن سيج بفاس في عهدالنا صر والمنت صر الموحدي ين‬‫ثلثـة آلف وأربعـة وتسـعين طرازا ( زهرة الس ص ‪ ) 33‬وكانـت ناحيـة فاس تجلب‬ ‫النسـجة الغليظـة المصـنوعة فـي الهبـط والريـف وتازة وكذلك صـوفيات زرهون وبنـي‬ ‫ياز غة ومدي نة بو العوان و هي أ صواف في م ثل ليو نة الحر ير و قد أق يم من سج للثياب‬

‫‪44‬‬

‫برباط الف تح ف ـي ع ـهد الح سـن الول ال ـذي كان يشج عه باقتناء منتجا ته من ها ‪3000‬‬ ‫قطعـة كلف المحتسـب بتوزيعهـا على سـكان الرباط عام ‪ 1892‬ولحـظ الحسـن الوزان‬ ‫(المغرب في أوائل القرن السادس عشر ‪ :‬ماسنيون ص ‪ / / 231‬ليون الفريقي جغرافية‬ ‫ج ‪ 2‬ص ‪ ) 108‬أن صناعة النسيج الكبرى في القرن العاشر الهجري كانت مركزة بفاس‬ ‫حول قنوات ساقية م صمودة ووادي فاس ح يث قام ‪ 520‬معمل للن سيج ( درازة ) ت ستخدم‬ ‫عشرين ألف عامل ‪.‬‬ ‫‪K Benadbdeljalil -, le commerce des tissus à Fès , avant le‬‬ ‫‪Protectorat, mémoire de stage pédagogique inédit.‬‬ ‫‪Le Tourneau et Civaire, les tisserands de Fés, (inédit).j.‬‬ ‫)‪Lappanne-joinville Hesp XXVII (1940‬‬

‫مناويل النسيج بفاس‬

‫الن سيج بفاس (ه سبريس ‪( Hesperis 1950‬مجلد ‪ /)2-1( )37‬الن سيج بالندلس‬ ‫(اسبانيا المسلمة ص‪.)56 :‬‬ ‫ النواع ير ‪ :‬يو جد و صف للنواع ير بفاس في ع هد أ بي عنان المري ني (را جع‬‫رحلة أ بي عنان الم سماة "ف يض العباب" لبراه يم بن ع بد ال حول الناعورة ال كبرى بفاس‬ ‫(مع قنطرة ماء المشور)‪.‬‬ ‫‪J. Delarozuère et H. Bressolette, IVe congrès de la Fedération‬‬ ‫‪des soc.sav.d’Afrique du nord, II, 627.‬‬ ‫النواعير بالندلس (اسبانيا المسلمة ص‪)166 :‬‬ ‫‪ -‬الورق (راجع الكاغد)‬

‫‪45‬‬

‫ع ثر عام ‪ 1983‬في أرٍمين ية على مخطوط ير جع تاري خه إلى ألف سنة مكتوب‬ ‫على الورق‪ ،‬مما يدل على أن هذه المادة استعملت في هذه المنطقة منذ ذلك التاريخ‪.‬‬

‫الورق الشطبي بالندلس‬ ‫‪Idrissi , description p : 192‬‬ ‫‪Goutier-Moeurs … p : 249‬‬ ‫صناعة الورق بالندلس (إسبانيا المسلمة ص ‪)185‬‬ ‫(فاس المدينة التجارية) ‪Jos Vattier, 1920‬‬ ‫‪j. Berque, deux ans d’action artisanale à Fès, in questions Nord‬‬‫‪Africaines, 1939, n° 15, tiré à part, Paris, 1940 (28 pp).‬‬

‫وقد اشتهر أيضا كل من الورق الفاسي والورق الشطبي (نسبـة علـى شاطبـة‬ ‫(‪ )Jativa‬بالندلس ويظ هر من مخطوط عر بي ع ثر عل يه الم ستشرق ال سباني كازيري(‬ ‫‪ )Casiri‬باليسـكور كتـب أوائل القرن الحادي عشـر الميلدي ممـا يدل على أن العرب‬ ‫اكتشفوا الورق في هذا التاريخ‪.‬‬

‫نماذج من رجالت الحسبة‬ ‫ابراه يم بن ع بد ال الغاف جي الندل سي ولي الح سبة عام ‪ 395‬ه ـ ‪ 1004‬أيام‬ ‫الحاكم العبيدي وتوفي بدمشق عام ‪ 404‬هـ‪1013/‬م كان مالكيا معتزا قال فيه المقري في‬ ‫(نفـح الطيـب ج ‪ 1‬ص ‪" :)638‬مـا سـمعت بمالكـي معتزلي غيـر هذا ولعله كان مالكيـا‬

‫‪46‬‬

‫بالمغرب فل دخل في خدمته الشيعة حصل منه ما حصل"‪.‬‬ ‫ابراهيم التازي محتسب رباط الفتح‬ ‫ بوحموش بومد ين محت سب سل فق يه فل كي مشارك وذلك ب عد ادر يس عمور (‬‫‪ 1380‬هـ‪1960/‬م) و محمد المصلوحي السلوي محتسب سل في العهد السليماني عام‬ ‫‪( 1224‬الضعيف ص‪)1347 :‬‬ ‫ابن البار رشح لقضاء تطوان دون أن يتوله بالفعل وع ين محتسبا بتطوان (عام‬ ‫‪ 1331‬هــ) ولم تكـن له أجرة معينـة فـي ذلك العهـد وكذلك غيره مـن المحتسـبين (ص‪:‬‬ ‫‪, )130‬‬ ‫ابن الجبار أبو عبد ال محتسب سبتة ‪:‬‬ ‫ترجمة ابنته عائشة في مجلة تطوان ‪1964‬‬ ‫عدد ‪ 9‬ص ‪( 187‬توفي عام ‪ 818‬هـ‪ 1415/‬م)‪.‬‬ ‫فقد كانت عارفة بالطب والعقاقير بصيرة بالماء وعلماته ‪hydrologue‬‬ ‫ ابطن زاكور الحاج محمطد‪ :‬محتسـب فاس عام ‪ 1212‬هــ أمـر المولى سـليمان‬‫بإعانة الطلبة على حفظ مختصر خليل فعرضهم المختصر وأعطى لكل طالب (‪ )100‬ر‬ ‫وأعطى (‪ )200‬لمن يحفظ حمزة والمختصر‪.‬‬ ‫(تاريخ الضعيف ص ‪)309‬‬ ‫‪ -‬أ بو الرب يع سليمان الزرهو ني‪ :‬محت سب شرا قة والمحت سب كان يطلق أي ضا‬

‫‪47‬‬

‫على ر جل ال سلطة عمو ما أو الش يخ الرئ يس وكان سليمان بن مح مد الشر يف الزرهو ني‬ ‫محتسـبا على شراقـة حوالي (‪ 1020‬هــ) وهـو الذي ثار بفاس ضـد السـلطان زيدان‬ ‫(الستقصا ج ‪ 3‬م ‪)120‬‬ ‫أ بو القا سم الديوري‪ :‬محت سب فاس في الع هد ال سليماني اخ تص بقضا يا الملح‬ ‫و سكانه بالضا فة إلى مهام الح سبة فا صطدم مع قا ضي فاس فع ين قاضا هم ب سل (تار يخ‬ ‫الضعيف)‬ ‫ بومدين بوحموش الفقيه الفلكي المشارك محتسب سل توفي (عام ‪ 1380‬هـ‪/‬‬‫‪1960‬م)‪.‬‬ ‫أبطو المكارم منديطل بطن زنبطق‪ :‬كان يحرض الناس على الصـلة فـي أوقاتهـا‬‫ويضربهم بالسياط والمقارع بأمر السلطان ابي عنان المريني) (بيوتات فاس الكبرى ص‪:‬‬ ‫‪)150‬‬ ‫بوهلل محمد بن الطيب بن الحسن التطواني‪ :‬أمين مستفاد مراكش في العهد‬‫العزيزي ثـم بديوانتـي أسـفي ومليليـة ثـم محتسـبا وناظـر الحباس بتطوان كان على رأس‬ ‫الهيئة الوطن ية ال تي عر ضت مطالب ال مة إلى رئ يس الجمهور ية ال سبانية عام ‪ 1931‬م‬ ‫(توفي عام ‪ )1932‬وأبنه الستاذ الطريس ووصفه بشيخ الوطنية‬ ‫عمدة الراوين ج ‪ 3‬ص ‪ 21‬و ‪ /55‬وثائق الحركة الوطنية ابن عزوز حكيم)‬ ‫ بويعقوب ( سيدي‪ )...‬محت سب بلدة داي قرب ب ني ملل تو في عام (‪ 557‬هـ‪/‬‬‫‪ 1162‬م) (التشوف للتادلي ص ‪ / 187‬حلية الولياء ج ‪ 7‬ص‪.)219 :‬‬

‫‪48‬‬

‫أجا نا مح مد بن العر بي أم ين ال صائر بمكناس أوا سط عام ‪ 1294‬ه ـ‪ 1877 /‬م‬ ‫ومحتسبها بين ‪ 1298‬هـ‪1881/‬م إلى وفاته ‪ 1306‬هـ‪ 1889/‬م)‪.‬‬ ‫أقام خطة الحسبة على قواعدها وأعرافها وقد أسس روضا يحمل اسمه (رياض‬ ‫أجا نا) تحول إلى مدر سة ابتدائ ية في حي ال صباغين كان بإحدى حجرات ها (الن عل النبوي‬ ‫الذي أهداه إلى المولى عبـد العزيـز (المنزع اللطيـف لبـن زيدان (خـع ‪ 595‬ج‪ /‬الزيانـي‪:‬‬ ‫جمهرة التيجان ( خع ‪ 1220‬ك‪ /‬خ طة الح سبة في المغرب (المنا هل عدد ‪ 14‬ص ‪-209‬‬ ‫‪)230‬‬ ‫ أحمطد بطن سطعيد التونسطي محتسـب درعـة كان حيـا آخـر القرن العاشـر (درة‬‫الحجال ج ‪ 1‬ص‪.)91 :‬‬ ‫ أحمد بنعبد ال تولى الحسبة بالرباط نيابة عن محتسبها الحاج عبد الخالق فرج‬‫تول ها بعده أخوه الحاج العر بي أوائل القرن الثالث ع شر الميلدي و في عام ‪ 1328‬ه ـ‬ ‫أع فى ال سيد ع بد الخالق فرج من ها ل كبر سنه"‪( .‬مجالس النب ساط ص‪ )203 :‬وكان من‬ ‫تلميذ‪ ،‬وأصحاب أبي المواهب سيدي العربي بن السائح‪.‬‬ ‫ أحمطد بطن عبطد ال الدغوغطي صـاحب الحسـبة بتارودانـت‬‫(الستقصا ج ‪ 3‬ص‪)43 :‬‬ ‫ أحمد بن محمد غيلن ‪( :‬العمدة ج ‪ )4‬محتسب تطوان عوضا‬‫عن ال سيد ع بد ال سلم بنو نة الم ستعفي من ها ثم تولى حجا بة‬ ‫ال صدارة عام ‪ 1341‬ه وخل فه على الح سبة سيدي مح مد ا بن‬ ‫العلمـة محمـد المؤدن العلمـي ثـم خلفـه أشعاش (العمدة ج ‪2‬‬

‫‪49‬‬

‫ص‪.)141 :‬‬ ‫ احمطد بطن محمطد المختار بطن عمطر التاشفي ني الفاسطي الفق يه‬‫المحتسب كان حيا عام ‪ 1223‬هـ‪1808/‬م) من تلميذ المولى‬ ‫سليمان‬ ‫جوهرة التيجان ـ الزياني ـ مخطوط خح ‪6778‬‬ ‫ أح مد بن الم كي بن الحاج الح سين التراب مارس خ طة الح سبة أوائل الع هد‬‫اليو سفي (تو في عام ‪ 1365‬ه ـ‪ )1945/‬و قد خل فه ولده ال كبر مح مد في خ طة الح سبة‬ ‫ومـا معهـا إلى أن توفـي بمكناس عام ‪ 1378‬هــ ‪ 1958/‬م وكذلك أخوه محمـد المنزع‬ ‫اللطيف لبن زيدان ـ طبعة الدار البيضاء ص‪/214 :‬العز والصولة ج ‪ 1‬ص‪.24:‬‬ ‫ أحمطد الشرايطبي الفاسطي ولي الحسـبة بالرباط عام ‪ 1329‬هــ ثـم أعفـي عام‬‫‪ 1330‬وتولى مكان العربي الزبدي‬ ‫ أشعاش محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن عين محتسبا بتطوان عام‬‫‪ 1934‬فن ظم ال سواق وحارب ال غش والتطف يف والتدل يس ورا قب ال سلع وال سعار و في‬ ‫عام ‪ 1937‬أعفـي مـن الحسـبة وعيـن باشـا تطوان وعزل لمواقفـه الوطنيـة عام ‪1951‬‬ ‫(وثائق عائلية ومعلومات شفوية لمحمد بوخبزة )‪,‬‬ ‫ حجاج الح سن العمراي التطوا ني أم ين مرس العرائش ومحت سب تطوان ح يث‬‫حارب الغـش وغيـر المنكـر وشدد الخناق على العابثيـن بالموال والعراض والرواح‬ ‫حتى سئم الناس جده وضجوا منه فأعفي من وظيفة الحسبة وقد امتحن بالسجن والتعذيب‬

‫‪50‬‬

‫بسبب لطمه لمحتسب تطوان محمد السراج توفي عام ‪1912‬م‪1331/‬هـ (عمدة الراوين‬ ‫ج ‪ 7‬ص‪)13:‬‬ ‫ حروج محتسب الرباط عام ‪1914‬‬‫ حسن بكريم له كتاب اسمه "الحسبة" ‪ :‬تطورها قديما وحديثا طبعة المحمدية مطبعة‬‫فضالة ‪ ،1990‬حمدون بن ع بد الرحمان ا بن الحاج العل مة الحا فظ تا جر بقي سارية‬ ‫فاس ومدرسا للمولى سليمان بسجلماسة ومحتسبا بفاس ( ‪ 1232‬هـ‪1817/‬م) ‪.‬‬ ‫(محمد الطالب ابن الحاج‪ ،‬الشراف على بعض بفاس من مشاهير الشراف)‬ ‫(طبع الجزء الول عام ‪ - 2004‬مطبعة الخليج العربي‪ -‬تطوان‪.)-‬‬ ‫وقـد عينـه تلميذة المولى سـليمان فأشتهـر بالشدة فـي الحـق والمبالغـة بالمـر‬ ‫بالمعروف والنهـي عـن المنكـر وقـد جمـع بيـن التدريـس فـي القروييـن والتجارة فـي‬ ‫قيسارية فاس‪.‬‬ ‫ بادو (آل‪ )..‬ت سلسلت في هم الح سبة بمكناس أز يد من ن صف‬‫قرن تقلد ها الحاج الطا هر بادو في الع هد ال سليماني ثم أولد‬ ‫اب نه الحاج مح مد واب نه الثا ني أحمد (‪ 1278‬ه ـ –‪ )1861‬ثم‬ ‫ادريـس بـن أحمـد ثـم تحولت الحسـبة إلى الطيـب غريـط ثـم‬ ‫المختار بن أحمد بادو إلى عام ‪ 1298‬هـ‪1881/‬م‪.‬‬ ‫وبادو جبـل فـي كتامـة بالريـف يمتاز بغابـة الرز وبادو أيضـا جبـل وسـط‬ ‫الطلس الكـبير حيـث بدأت المقاومـة عام ‪ 1914‬بقيادة مبارك بـن حسـن التوز نينـي‬

‫‪51‬‬

‫القاوى تافيللت ثم ج بل صاغرو عام ‪ 1933‬وأعالي مكو نة وا ستمرت المقاو مة إلى‬ ‫عام ‪.1936‬‬ ‫ رضوان بن الحاج محمد بلفريج ولي الحسبة عام ‪ 1334‬هـ واعفي في‬‫نفس السنة (مجالس النبساط ص‪.)203 :‬‬ ‫ سعيد الوفرا ني محت سب مراكش (عام ‪ 1200‬ه ـ) كا نت ل تأخذه في ال‬‫لومـة لئم فحاول قاضـي مراكـش عزوز بـن حمزة التشويـه بـه لعزله فناصـر أهـل‬ ‫مراكـش محتسـبهم طلبـة وصـناعا وفقراء فتنازل القاضـي وأتباعـه مؤقتـا ثـم سـجن‬ ‫المحتسب لتواصل الدسائس ضده وتوفي بمكناسة (تاريخ الضعيف ص‪.)190 :‬‬ ‫ السعيدي الشنتاق الندلسي محتسب الرباط في عهد المولى سليمان (تاريخ‬‫الضعيـف ص‪ )258 :‬عزله السـلطان عام (‪ 1209‬هــ) وولى مكانـه الحاج الجيللي‬ ‫قريون الندلسي (ص ‪.)458‬‬ ‫ صطالح (الحاج ‪ )...‬محتسـب عدوة الندلس عام ‪1049‬هــ بفاس بالسـهر‬‫على مطاردة المدخنين فقطع ممارسة الدخان في عهد السعديين ومنع بيع آلت الطرب‬ ‫للنساء وألزم الناس بالصلة وفرض التستر في الحمامات‪.‬‬ ‫ الطيب الريحاني محتسب فاس عزله المولى محمد بن عبد ال (عام ‪1174‬‬‫هـ) وولى مكانه‪ ،‬المدعو الحاج عبد ال وكانت قيمة الدرهم الشرعي في عهده أربع‬ ‫موزونات (تاريخ الضعيف ص‪.)169 :‬‬ ‫وقد كان لفاس محتسبان أحدهما بفاس البالي والخر بفاس الجديد‬

‫‪52‬‬

‫ الطاهر بادو محتسب مكناس عينه المولى سليمان أميرا لركب‬‫الحجاج عام ‪ 1212‬وذلك نكا ية في أ هل فاس الذي كان أم ير‬ ‫الر كب منه ـم ع ـام (‪ 1211‬ه ـ) و هو الحاج قدور صفيرة‬ ‫لنه أكل مال الحجاج وجمع منهم مال كثيرا (تاريخ الضعيف‬ ‫ص‪ )305 :‬ثـم بدا للسـلطان أن يبقـى بادو على صـائر داره‬ ‫وأمرا على ركب الحاج العربي الشرايبي‬ ‫ العباس مرينطو محتسـب الرباط قتله أهـل رباط الفتـح عام‬‫‪ 1209‬هــ) حيـث شايـع مولي مسـلمة عام ‪ 1206‬هــ‪/‬‬ ‫‪1791‬م) ضد المولى سليمان و سانده كل من مح مد الزعري‬ ‫ومحمد المكي بن العربي فرج وقد قتل في الواقعة التي شبت‬ ‫بيـن أهـل الرباط وجيـش المولى الطيـب أخـي السـلطان‬ ‫( الستقصا ج ‪ 4‬ص ‪)131‬‬ ‫ ع بد الرحمان الفا سي‪ :‬له خ طة الح سبة في الن ظر والت طبيق‬‫والتدوين (طبعة الدار البيضاء عام ‪.)1984‬‬ ‫ عبطد الرحمان بطن محمطد بطن أحمطد الشرفطي‪ :‬محتسـب فاس‬‫وسفير المولى محمد بن عبد الرحمن ( ‪ 1304‬هـ ‪ 1886 /‬م‬ ‫‪.‬‬ ‫ت صدر في ديوان النشاء ( الشر في ن سبة الى ج بل الشرف الم طل على اشبيل ية‬ ‫(الدرر البهية ‪/‬الزهار العاطرة النفاس)‬

‫‪53‬‬

‫ ع بد الرحمان المتو كي محت سب مرا كش كان نائ به هو اح مد‬‫بلقزير المركشي وقد تولى الحسبة بأبي الجعد‪.‬‬ ‫ عبد السلم بنونة ‪ :‬تولى عام ‪ 1915‬أمانة المستفاد تطوان ثم‬‫الح سبة ب ها بظه ير مهدوي عام ‪ 1916‬ثم وزيرا للمال ية (ب ين‬ ‫‪ 1922‬و ‪ )1923‬على رأس الربعيـن لمحمـد داود ج ‪ 1‬ص‬ ‫‪)149‬‬ ‫ عبطد السطلم البوعنانطي التلسطاني الصـل الفاسـي الدار وله‬‫المولى ع بد الرحمان بن هشام عام ( ‪1245‬ه ـ ‪ 1829 /‬م )‬ ‫محتسـبا على تلسـمان بعـد دخول فرنسـا الجزائر وبيعـة أهـل‬ ‫تلسمان للسلطان ( الستقصا ج ‪ 4‬ص ‪) 187‬‬ ‫ عبد الكريم المضرومي محتسب فاس من قبل المولى سليمان‬‫م نذ عام ‪1206‬ه ـ إلى ‪ 1209‬ح يث عزله ال سلطان ( تار يخ‬ ‫الضعيف ص ‪245‬و ‪)267‬‬ ‫ عبطد ال أحكيطم محتسـب فاس توفـي ( عام ‪ 1179‬هــ ) فـي‬‫عهـد المولى محمـد بـن عبـد ال فولي بعده الحاج محمـد‬ ‫العتروسى ( تاريخ الضعيف ص ‪) 173‬‬ ‫ عبطد ال لبريطس نجـل العلمـة المشارك اللغوي الفلكـي‬‫الحيسـوبي عبـد الرحمان الذي قرأ بفاس أربـع سـنوات وقام‬ ‫بالتدريـس فـي الرباط مـع تعاطـي التجارة فـي سـوق البـز‬

‫‪54‬‬

‫(الغتباط لبي جندار ص ‪) 307‬‬ ‫ عبطد المالك الزيزون عامـل تارودانـت ومرسـي أكاديـر تولى‬‫الحسبة بالرباط وقتل عام ‪ 1209‬هـ ) ( تاريخ الضعيف ص‬ ‫‪) 260‬‬ ‫ عبد النبي الحنان العلمة محتسب مكناس‬‫ العدلني محتسب الرباط عام ‪ 1298‬هـ‬‫ العربطي بنعبطد ال محتسـب الرباط أوائل القرن العشريـن (‬‫‪ )1902‬عرف بنزاهتـه واسـتقامته ألزم بتولي الحسـبة وكان‬ ‫نفورا منها وقد قدم إليه أعيان المدينة ووجهاؤها هدية بمناسبة‬ ‫ازدياد مولود له فقوم ثمنها ودفعه إليهم‪.‬‬ ‫ العربي بن علي بلكناوي خليفة لمحتسب الرباط وكاتب للخليفة‬‫السـلطاني بالرباط مولي رشيـد توفـي عام ( ‪ 1243‬هــ‪/‬‬ ‫‪ 1828‬م ) (تعطير البساط ج ‪ 2‬ص ‪)272‬‬ ‫ العربطي الزيدي ( ‪1344‬هــ ) ولي الحسـبة بالرباط وأعفـي‬‫منها عام ‪ ( / 1329‬مجالس النبساط ص ‪) 203‬‬ ‫ علل بطن جلون الفاسطي دارا الكوقـي لقباولي الحسـبة بفاس‬‫توفـي عام ‪ 1298‬هــ وكان مقـر الحسـبة بسـوق الفقازيـن‬ ‫( كشف الحجاب – سكيرج ص ‪)514‬‬

‫‪55‬‬

‫غالب على بن محمد اللخمي أبو تمام طبيب‪ :‬من أهل غرناطة حج وقرأ الطب‬ ‫بالقاهرة وزاول العلج عام ‪ 741‬هــ ‪ 1340/‬م وولي الحسـبة بفاس توفـي بسـبتة عنـد‬ ‫حركة مخدومه أبي الحسن المريني (الجذوة ص ‪ )313‬له تآليف قيمة في الطب لم ينص‬ ‫عليهـا العلم للزركلي ج ‪ 3‬ص ‪/303‬لوكليـر ــ تاريـخ الطـب العربـي ــ باريـس ص‬ ‫‪.)243‬‬ ‫وهو من شقورة ‪ Segura de la Sierra‬الواقعة شمالي قرباقة‬ ‫ فرج عبطد الخالق بطن الحاج محمطد بطن العربطي الرباططي (‪1332‬هــ) دفيـن‬‫الزاو ية النا صرية تقلب في وظائف كالما نة بمر سى الرباط والح سبة بالرباط‬ ‫ووليـة النيابـة عـن الغرباء واليتام بالرباط والوقوف على بناء البرج الكـبير‬ ‫والصائر عليه ونظارة الحباس كانت العامة تهابه لصرامته في الحكم (مجالس‬ ‫النبساط ص ‪.)310‬‬ ‫ فرج مح مد بن أح مد ولي ح سبة الرباط عام ‪ 1330‬ه ـ مكان أح مد الشرا يبي‬‫وأعفـي عام ‪ 1334‬هــ وخلفـه رضوان بـن الحاج أحمـد بلفريـج (مجالس‬ ‫النبساط ص ‪.)203‬‬ ‫ فرج المكطي بطن العربطي كان محت سبا بالرباط عام ‪ 1206‬ه ـ) قام إلى جا نب‬‫المولى مسـلمة ضـد المولى سـليمان فانهزم جيـش مسـلمة الذي كان يقوده محمـد الزعري‬ ‫فلجأ المحتسب إلى الزاوية التهامية‪.‬‬ ‫ الفندوشطي‪ :‬محتسـب فاس عام ‪ 1211‬هــ بعـد تسـريحه مـن السـجن (تاريـخ‬‫الضعيف ص ‪)294‬‬

‫‪56‬‬

‫محمد فتحا بناني ‪ 1327(:‬هـ ‪1909/‬م) محتسب مكناس (محمد المنونى معلمة‬ ‫المغرب ج ‪ 5‬ص ‪ )1186‬و قد أشار سكيرج إلى مح مد فت حا بنا ني جد ال سيد أح مد بنا ني‬ ‫الذي كان محتسب فاس (رفع النقاب ح ‪ 1‬ص ‪)105‬‬ ‫ محمد بن الجيللي‪ :‬قريون محتسب رباط الفتح (تاريخ الضعيف ص ‪)335‬‬‫ محمد بن العباس الرباطي ‪ :‬محتسب الرباط خلف لمحمد بناني عام ‪ 1266‬ه‪/‬‬‫‪ 1851‬وقد ظل في الحسبة ستا وعشرين سنة إلى عام ‪( 1875‬مجالس النبساط دينية)‬ ‫ مح مد بن ع بد ال سلم بنا ني‪ 1345(:‬ه ـ‪ )1926/‬كا تب لزم محت سب الرباط‬‫عبد الخالق فرج (الغتباط ج ‪ 2‬ص ‪)419‬‬ ‫ محمطد بطن محمطد الزهنطي اليازغطي‪ :‬محتسـب مراكـش فـي عهـد المولى عبـد‬‫الرحمن (العلم ج ‪ 5‬ص‪ 293 :‬ـ الطبعة الولى ‪/‬ج ‪ 6‬ص ‪ 289‬ـ ط‪ .‬الرباط)‪.‬‬ ‫ محمد الحمير‪ :‬محتسب الرباط ‪ 1224‬هـ (مقدمة الفتح أبو جندار ص ‪)188‬‬‫نقل عن أبي السعود الكناني‪.‬‬ ‫ محمطد لحيمطر‪ :‬تولى الحسـبة فـي رباط الفتـح عام ‪ 1219‬هــ) مكان محمـد‬‫قريون (تاريخ الضعيف ص ‪)337‬‬ ‫ محمد الزكي‪ :‬والفقيه محتسب الرباط (الغتباط ص ‪)283‬‬‫ محمد السقطي المالكي له (رسالة في آداب الحبسة) (طبعة باريس ‪)1931‬‬‫‪ -‬محمد بن الغربي‪ :‬أجانا المكنسي محتسب مكناس (راجع أجازانا)‪.‬‬

‫‪57‬‬

‫ مح مد الشاط ‪( :‬ويقال المشاط) محت سب فاس حوالي (‪ 1279‬ه ـ‪ )1862/‬و قد‬‫أسندت إليه أيضا نظارة المساكين بفاس (راجع كتاب الناظر في الندلس المؤرخ الفرنسي‬ ‫ليفي بروفنسال (اسبانيا المسلمة ص‪.)99 :‬‬ ‫ محمطد العتروسطي ‪ :‬تولى الحسـبة بفاس عام (‪ 1179‬هــ) فـي عهـد المولى‬‫محمد بن عبد ال بعد وفاة عبد ال أحكيم (تاريخ الضعيف ص ‪.)173‬‬ ‫ محمـد العفيانـي التلمسـاني‪ :‬له (جهـة المطـر وعتبـة الذاكـر فـي حفـظ الشعائر‬‫وتغيير المناكر) تحقيق غلي الشنوفي (مجلة معهد الدراسات الشرقية بدمشق ‪.)1967‬‬ ‫ مح مد الم صلوحي ال سلوي ‪ :‬محت سب سل في الع هد ال سليماني (عام ‪1224‬‬‫ه ـ) (تار يخ الضع يف ص ‪ )347‬و هو الذي أمره المولى سليمان بن قل النق ير" (الحا جز‬ ‫النحاسي) الذي كان على ضريح والده المولى محمد بن عبد ال بأكدال إلى شالة على قبر‬ ‫السلطان عبد الحق المريني ملحظا أن النقير ليس بسنة (تاريخ الضعيف ص ‪.)307‬‬ ‫راجـع كتاب محمـد العقبانـي التلمسـاني (تحفـة الناظـر وغنيـة الذاكـر فـي حفـظ‬ ‫الشعائر وتغي ير المنا كر)تحق يق على الشنو في ـ مجلة مع هد الدرا سات الشرق ية بدم شق (‬ ‫‪.)1967‬‬ ‫ محمطد الطالب الوجانطي‪ :‬محتسـب فاس فـي عهـد المولى عبـد ال بـن المولى‬‫اسماعيل عزله أهل فاس (عام ‪ 1170‬هـ ) (تاريخ الضعيف ص ‪)161‬‬ ‫ محمد المغراوي‪ :‬له( ملحظات حول مسألة الحسبة في الدولة الموحدية (مجلة‬‫دراسات بكلية ا|لداب بأكادير عدد ‪ 2‬عام ‪.1988‬‬

‫‪58‬‬

‫ مروان بن عبد المالك‪ :‬الفقيه القائد اللمنوني المتوفي بمراكش عام ‪ 571‬هـ‪/‬‬‫‪ 1175‬م) وق يل ‪ 572‬ه ـ ش خص من فاس إلى مرا كش لتولي خ طة الح سبة (الجذوة ص‬ ‫‪ /208‬العلم للمراكشي ج ‪ 7‬ص ‪ – 248‬طبعة الرباط)‬ ‫ مصطفى بن الحاج والزهرا‪ :‬تولى حسبة الرباط عام ‪ 1344‬هـ بدل مصطفى‬‫بلفريج (مجالس النبساط ص‪.)203 :‬‬ ‫ المع طي بو عبدلي‪ :‬محت سب مرا كش عام ‪ 1211‬في الع هد ال سليماني (تار يخ‬‫الضعيف ص ‪)285‬‬ ‫ مفضل العذري‪ :‬قاضي الجماعة بفاس وله أبو يوسف بن عبد الحق المريني‪،‬‬‫وجعل له النظر على صاحبي الشرطة مع الحسبة وهو أول من سن بناء المدارس بفاس‬ ‫(الجذوة ص ‪ )220‬وهو تلميذ عز الدين بن عبد السلم سلطان العلماء وابن عساكر وابن‬ ‫خلكان وهو باني مدرسة الحلفاويين بفاس‪.‬‬ ‫ المهدي بن مح مد بنا ني‪ :‬محت سب فاس ق ضى في الح سبة ثلث ين سنة ض بط‬‫خللها أسواق فاس وقاوم الغش والتدليس قلده الحسبة المولى عبد الرحمان بن هشام (عام‬ ‫‪ 1275‬ه ـ ‪ )1859/‬و ظل يزاول ها إلي أن تو في (عام ‪ 1305‬ه ـ ‪1888/‬م) وخل فه في ها‬ ‫محمد بن محمد ابن الحفيد الشامي (إتحاف المطالع لبن سودة ص‪.)305 :‬‬ ‫ الهاش مي بن ع بد العز يز فن يش‪ :‬محت سب سل أول ع هد المولى سليمان (عام‬‫‪ )1206‬وكان من أنصار البيعة لمولي مسلمة (تاريخ الضعيف ص ‪)248‬‬ ‫‪ -‬وليح يى بن ع مر الندل سي‪( :‬أحكام ال سوق) تحق يق محمود على م كي (مجلة‬

‫‪59‬‬

‫المع هد الم صري للدرا سات ال سلمية بمدر يد عرد ‪ 4‬عام ‪ 1956‬وهكذا نشا هد وحدة في‬ ‫الف كر والت طبيق ب ين مختلف مدن المغرب وبواد يه في ن صوص مه مة المحت سب وإن كان‬ ‫هنالك مز يد من الم سؤولية ت سند إلى المحت سب كمنظارة أحباس الم ساكين والفراد بال مر‬ ‫بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك ولنقارن هنا بين هذه المراكز‪.‬‬ ‫ يعقوب بن عبد ال الخافاني الفاسي كلف بمهمة المر بالمعروف والن هي عن‬‫المنكر وردع المفسدين (الضوء اللمع ج ‪ 15‬ص ‪.)115‬‬ ‫و قد ذ كر أ بو جندار في مقد مة ن الف تح (ص ‪ )229‬جملة من المحت سبين بالرباط‬ ‫يت سمون ب سمة ما من هم مح مد بنا ني ثم ا بن ع مه الحاج مح مد بنا ني ثم مح مد بن العباس‬ ‫الزكي (بين ‪ 1266‬و ‪ )1292‬والجيلني العدلني إلى عام ‪ 1398‬هـ) ثم عبد الخالق فرج‬ ‫وأحمد بنعبد ال وأخوه العربي إلى عام ‪ 1328‬هـ ثم العربي الزبدي إلى ‪ 1329‬ثم محمد‬ ‫بن محمد المريني إلى ‪ 332‬هـ ثم أحمد فرج ‪ 1334‬هـ ثم رضوان بل فريج‪.‬‬ ‫أما الحسبة في الصويرة‪ ،‬فقد كان التجار الجانب يخضعون لقوانين السوق تحت‬ ‫إشراف المحتسب‪ ،‬في جميع المراسي حتى في مدينة الصويرة التي كان اليهود بها يمثلون‬ ‫ما ب ين ‪ 30‬و ‪ 40%‬من ال سكان ول كن المحت سب لم ي كن يت صل مباشرة باليهود ولم يدخل‬ ‫الملح ح تى يشرف ش يخ اليهود الذي كان يتولى في ب عض الحالت أ مر مراق بة ال سعار‬ ‫داخـل الملح مكان المحتسـب ممارسـا نفـس السـلطة التـي يمارسـها المحتسـب بالنسـبة‬ ‫للمسلمين في تطبيق مهامه التنظيمية ولو بالسجن‪.‬‬ ‫والح سبة بمرا كش احتكرت ها أ سرة البوكيلي المنتم ية ل بن وك يل دف ين واد ز يز‬ ‫وأ صلهم من واد زاد ب سجلماسة و قد اشت هر من ها محت سبان بمرا كش ه ما مولي ابراه يم‬

‫‪60‬‬

‫البوكيلي وابنه مولي عبد ال‬ ‫والسـلطان المولى عبـد الرحمـن بـن هشام هـو الذي أسـند مهمـة الحسـبة لمولي‬ ‫ابراه يم المل قب بال سوارت (المفات يح) حوالي ‪ 1260‬ه ـ) مع الهتمام بإ سعاف المنكور ين‬ ‫بالصـويرة والوقوف على إصـلح جامـع الكتـبيين بمراكـش عام ‪ 1269‬وهذا يدل على أن‬ ‫خطة الحسبة كانت تشمل كثيرا من الخدمات الجتماعية يقوم بها نفس الشخص في مناطق‬ ‫مختل فة ك ما يتشرف على كل العمال المال ية والتجار ية للمخزن ح يث اشرف مولي ع بد‬ ‫ال على بناء معمل صنع القرطاس بأكدال عام ‪ 1304‬هـ‪.‬‬ ‫و في أ سفى نل حظ مثل أن اخت صاص المحت سب في الف قه أض يف إل يه النت ساب‬ ‫إلى ولي صوفي كبير م ثل محت سب أ سفي الفق يه ابراه يم بن عبد ال الح سني ال سفي (ت‬ ‫‪ 1270‬ه ـ) و هو من أولد النا ظر ال سفيين حفدة الولي ال صالح يو سف بن ع بد ال صمد‬ ‫الدريسـي وابـن الخطيـب السـليماني أبـو الضياء منيـر بـن أحمـد الجزيري نزيـل آسـفي‬ ‫ومحتسبها وناظر مارسنانها (نفاضة الجراب ص ‪ 72‬طبعة القاهرة)‬ ‫وعبد ال بن محمد بنهيمة محتسب أسفي عام ‪ 1337‬هـ‪ 1913/‬م وهو منتسب‬ ‫إلى أسرة كان فيها ولة ووزراء‬ ‫و في خ صوص الح سبة في تيندوف نل حظ أ نه ب عد أن تجده بناء تيندوف حوالي‬ ‫‪ 1256‬ه ـ‪ 1840/‬م على يد الشيخ مح مد المختار بلعمش عالم تجكا نت وتلميذ مح مد بن‬ ‫المختار الكنتـي مـا لبثـت تيندوف أن أصـبحت بورصـة التسـعير (علوة على رسـالتها‬ ‫كعاصمة دينية) للصحراء فقد أبرز المؤرخ كاميل دولس ‪ Camille Douls‬صلحية كل‬ ‫من المحتسب والقاضي في المنطقة على دعم المستوى التجاري بها وضمان قدرة تيندوف‬

‫‪61‬‬

‫على التحزين كأول مستودع جهوي وقد زار دولس المدينة عام ‪ 1887‬فلحظ قيام التجار‬ ‫أنفسهم على عمليات التقليب والتسعير بهذا الموقع القتصادي الستراتيجي‪.‬‬ ‫‪C. Douls, Voyages dans le Sahara occidental et le Sud‬‬ ‫)‪Marocain, société normale de géog. (Janvier-fév 1888‬‬ ‫و في الرباط مح مد الحم ير محت سب الرباط بتار يخ ‪ 1224‬ه ـ ب عد عزل قريون‬ ‫عن ها وءال الحم ير (بالت صغير) فر يق من المحرزي ين من هم مح مد بن ع بد ال المحرزي‬ ‫عدل بالرباط‪ ،‬آخر القرن الثاني عشر (مقدمة الفتح لبي جندار (‪.)1880‬‬ ‫ك ما احتكر ها في مكناس آل بادو مدة ن صف قرن وح تى ب عد أن تحولت الح سبة‬ ‫إلى الحاج الطيـب غريـط عنـد وفاة المحتسـب أحمـد بادو أعيدت إلى ولده المختار عام‬ ‫‪.1298‬‬

‫المكاييل والوزان‬ ‫كانـت المكاييـل مسـتعملة فـي مجموع المغرب وخاصـة مدينـة فاس ‪ .‬وكان أهـل‬ ‫الصحراء يستعملون المكاييل خاصة لتقدير مياه السقي ‪ ،‬فكانوا في البداية يعيرون بالعين‬ ‫دون مكيال خاص ولول مرة فـي عهـد السـلطان مولي الرشيـد العلوي جاء الجابـي‬ ‫الم سؤول عن إح صاء مقاد ير المياه من أ جل تحد يد الزكوات والعشار بلو حة من نحاس‬ ‫لتقدير المياه ‪ .‬وكانت هذه اللوحة مستعملة في مناطق أخرى من المغرب وهذا هو أصل‬ ‫ما يسمى بالكيل الصفر‪ .‬ووحدة الكيل في هذا النظام هي الحبة أو الصبع أي كمية الماء‬ ‫التـي تمـر خلل يومـه وليلة مـن ثقـب فـي اللوحـة النحاسـية له مقاس محدد تقريبـا بحجـم‬ ‫البهام ‪ .‬غيـر أن أطوال هذا الثقـب تختلف باختلف الدوائر مـن تسـعة ميليمتـر فــي‬

‫‪62‬‬

‫(تامست) ومن سبعة وعشرين ميليمتر في ( سلى ) ‪ .‬وبعضهم استعمل مصطلحات أخرى‬ ‫غير الحبة مثل كلمة قيراط في ( تيمى )‪ ،‬وأصبع في ( تصابيت ) وغيرها ‪ ،‬وخرق (أي‬ ‫ثقب ) في أولف وتيط ) ‪.‬‬ ‫ويمكن تقدير معدل صبيب الحب بثلثة لترات ونصف في الدقيقة ‪ ،‬والحبة تعادل‬ ‫‪ 24‬قيرا طا أو ‪ 96‬دره ما ( أرب عة درا هم ل كل قيراط ) أو ‪ 144‬خرو بة ( ست خروبات‬ ‫لكل قيراط ) أو ‪ 576‬مكيال القمح ‪ :‬اثنا عشر رطل ونصف ‪.‬‬ ‫ الذراع ‪ :‬قام ملوك بني مرين بوضع مقاس رسمي للطرزة والنسيج ‪ ،‬فسجلوا‬‫طول الذراع في صفحتين من المر مر خت مت أحداه ما في سيدي فرج بفاس قرب مك تب‬ ‫المحتسـب ‪ ،‬والخرى ب ين دكان ين ب سوق العطار ين ‪ .‬ويظ هر إن الصـفحتين شوه تا فـي‬ ‫حريـق شـب عام ‪ 1323‬هــ ‪ 1905 /‬م وآخـر عام ‪ . 1945‬ثـم مدد السـلطان المولى‬ ‫سليمان عام ‪ 1234‬هـ ‪ 1819 /‬م طول " القالة " بالنسبة للمنسوجات المستوردة وسجلها‬ ‫على جدار أحد الدكاكين بسوق القطنيات‪.‬‬ ‫الر طل ‪ :‬كا نت قيم ته تختلف باختلف المنا طق فالر طل البقالي كان ي ساوي بفاس‬ ‫‪ 759‬جرام وفي صفرو ‪ 955‬جرام وكان للرطل الجزاري وكذلك الرطل الخضاري نفس‬ ‫الوزن بفاس وهو كيلو واحد و ‪ 12‬جرام بينما كان الرطل الجزاري يعادل بصفرو كيلو و‬ ‫‪ 145‬جرام كمـا يسـاوي الرطـل الخضاري بهـا كيلو و ‪ 210‬جرام فكان مـن اللزم القيام‬ ‫بالمعادلت بن الوزان في المناطق المختلفة‪.‬‬ ‫الصطاع ‪ :‬مكيال مـن أربعـة أمداد وفـي عام ‪ 693‬هــ ‪ 1293 /‬م أمـر السـلطان‬ ‫يوسـف المرينـي بتبديـل الصـيعان وجعلهـا على مـد الرسـول عليـه السـلم وكان ذلك عام‬

‫‪63‬‬

‫المجاعة بفاس على يد الفقيه عبد العزيز الملزوزي الشاعر ( الستقصا ج ‪ 2‬ص ‪.) 44‬‬ ‫ال صفحة ‪ :‬في المغرب ا سم مكيال وز نه اث نا ع شر قنطار أو ستون مدا ( ر سالة‬ ‫الحسبة لبن عبد الرؤوف ص ‪ 105‬و ( دوزي ) ( ج ‪ 1‬ص ‪) 820‬‬ ‫‪H . Sauvaire , j . A . , 1887 / . 78 p .‬‬ ‫‪Un manuel hispanique de hisba , glossaire p :42‬‬ ‫الصطروف ‪ :‬هـي الصـنجات فـي لهجـة المغرب ‪ .‬كانـت توزن بحضور الشهود‬ ‫ومعاينة الر طل الذي يصنعه المحت سب من الحد يد مطبوعا ‪ ،‬ويكون أم ين المعتمر ين من‬ ‫بقالة أو خضارة حاضرا للموافقة ‪ .‬وقد نشر ابن زيدان نماذج لذلك في ( العز والصولة ج‬ ‫‪ 2‬ص ‪.) 68‬‬ ‫الطارة‪ :‬تطلق على ما يطرح من الميزان ما ج عل عل يه لتعد يل الكفت ين وا صله‬ ‫الطرحة ومنه أخذ الوربيون كلمتي (‪.)tare-tara‬‬ ‫القالة‪ :‬كان أصـحاب الطرزة ( الدرازة ) يسـتعملون نظاميـن لقياس النسـجة‬ ‫أحدهما خاص لها للمستوردات وضعه السلطان المولى سليمان عام ‪ 1234‬هـ ‪ 1819 /‬م‬ ‫فالقالة الدرازيـة أو القالة الدريسـية ( قالة مولى إدريـس ) أو المعروفـة بالذراع و ( وإن‬ ‫كانـت العادة أصـبحت تخصـص الذراع للنسـجة المحليـة ) فقالة التجارة طولهـا سـتة‬ ‫وأربعون سنتيما وقالة الدرازة أطول بقل يل و هي تنق سم إلى ن صف ذراع ر بع ذراع وث من‬ ‫ذراع وتقاس الن سجة الم ستوردة بالقالة الكتان ية المعرو فة أي ضا بالقالة ال سوسية وطول ها‬ ‫خمسة وخمسون سنتيما مع نفس التقسيمات إلى نصف وربع الخ‬ ‫وقالة الملف والبز والحرير‪ ،‬تقاس بـ ‪ 55‬سنتيم وقالة الطراز خاصة بالنسيج بها‬ ‫‪64‬‬

‫‪ 51‬سنتيم وقد تركت ولم يبق إلى المتر ‪.‬‬ ‫( العز والصولة لبن زيدان ج ‪ 2‬ص ‪) 67‬‬ ‫القامة ‪ :‬هي طول الرجل قائما أو طول ذراع يه ممدودت ين كما كان الحال بفاس‬ ‫فكا نت البناءات والجبال تقاس بالقا مة وكان الح بل مقيا سا لع مق البئر أو علو البناء وقياس‬ ‫القا مة يبلغ معدله مترا واحدا و ‪ 65‬س أ ما الذراع فطوله خم سة وخم سون سنتيما وال شبر‬ ‫أكثر بقليل من سبعة وعشرين سنتيما وهو تقريبا نصف الذراع‪.‬‬

‫‪65‬‬

‫العملة المغربية عبر العصور‬ ‫ويجد الباحث نتفا مبعثرة من تاريخ النقود المغربية في جملة المصنفات التاريخية‬ ‫والرحلت والتراجـم إل أن هنالك كتبـا أفاضـت فـي هذا الباب كرحلة الحسـن ابـن محمـد‬ ‫الوزان المعروف بليون الفريقي وإذا أضفنا إلى ذلك ما أورده ابـن بطوطة في رحلته‬ ‫(ج ‪ 4‬ص ‪ ) 336‬والمقريزي وابـن فضـل ال العمري والزيانـي ثـم مـا جاء فـي مصـادر‬ ‫أخرى ( ككتاب النميات والنقود السـلمية ) للسـتاذ صـوفير ( ‪ ) 1882 – 87‬والعملة‬ ‫السلمية لم ‪ .‬سآسى ( ‪ . ) 1797‬وشيني وبونفيل في دائرة المعارف النقدية (ص ‪)175‬‬ ‫وكذلك النماذج المحفوظـة فـي المتاحـف ودور الثار يمكننـا أن نرسـم صـورة عـن النقود‬ ‫المغربية وتطورها وشكليتها وقيمتها خلل العصور وقد ذكر الستاذ ماسينيون في التعليق‬ ‫الذي حرره حول رحلة ليون الفريقــي بعنوان ( المغرب فــي الســنوات الولى للقرن‬ ‫السـادس عشـر ) ( ص ‪ ) 100‬لئحـة لدور السـكة فـي المغرب أيام الحسـن الوزان أي‬ ‫أواخر القرن العاشر مشيرا إلى وجودها بفاس ( لسك الذهب والفضة ) ومراكش (كذلك)‬ ‫وتزنيت (الفضة) وتيوت بسوس (الحديد) وهسكورة ( الذهب ) وأزمور (الذهب) والفضة‬ ‫وسل (الذهب والفضة كذلك) ونون وسبتة (ما بين القرنين الحادي عشر والخامس عشر‬ ‫الميلدييـن) وسـجلماسة (الذهـب والفضـة مـا بيـن القرنيـن الحادي عشـر والخامـس عشـر‬ ‫الميلديين ) ‪.‬‬ ‫غ ير أن العملة لم ت كن إذا ذاك منتشرة في كل مكان لن المقاي ضة كان ل يزال‬ ‫العمل جاريا بها وقد ذكر الحسن بن محمد الوزان أن الفضة لم تكن تستعمل في عصره‬ ‫بسوس ومصمودة وهسكورة وتادل والحوز إل حليا للنساء ل للتعامل ‪.‬‬

‫‪66‬‬

‫وكان هنالك نوعان مـن النقود‪ ،‬نقود حقيقيـة مسـكوكة كالدينار الذهـبي والدرهـم‬ ‫الف ضي والفلس الم صنوع من معدن البليون ونقود معظم ها غ ير موجود وإن ما تت خذ أ سسا‬ ‫ومقيا سا لغير ها من النقود الموجودة مثال ذلك المثقال العر بي الذي كان ي ساوي في القرن‬ ‫الثاني ما بين ‪ 10‬و ‪ 15‬أوقية وما بين ‪ 40‬و ‪ 60‬موزنة ورغم أزمة الوفرة أو القلة التي‬ ‫طرأت على التتابـع بخصـوص الذهـب والفضـة بعـد القرون الوسـطى فإن قيمـة الفضـة‬ ‫الشرع ية ظلت على ما كا نت عل يه في الم صدر الول أي سبع قي مة الذ هب في ح ين أن‬ ‫المعدن ين كادت قيمته ما تتعادل بل تجاوزت قي مة الذ هب على إ ثر اكتشاف معادن البر يز‬ ‫ونضوب معين معادن الفضة القديمة ‪.‬‬ ‫والدينار كان وز نه يتراوح في ال صدر الول ب ين ‪ 4 ، 729‬غرامات و ‪4 ، 25‬‬ ‫ون قص وز نه أيام المرابط ين فأ صبح ‪ 3 , 960‬غرام ثم ارت فع وز نه أيام الموحد ين الذ ين‬ ‫حاولوا العودة إلى الوزن السـلفي وبتقليـد الوائل حتـى فـي العهـد العمري وظـل الدينار‬ ‫الموحدي مربعا طوال قرن كامل ثم تغير شكله إلى التدوير أيام المرينيين دون أن ينقص‬ ‫من وزنه وورد في (البيان المعرب) ( ج ‪ 3‬ص ‪ 154‬ط ‪ .‬الرباط ‪ " )1960‬أن المنصور‬ ‫الموحدي رأي " أن الدينار القديم يصغر عن مرأى ما ظهر في المملكة من المنازع العالية‬ ‫وأن جرمـه يقـل عمـا عارضـه مـن المناظـر الفخمـة الجاريـة فعظـم جرمـه ورفـع قدره‬ ‫بالتضعيـف وسـومه فجأة مـن النتائج الملوكيـة والختراعات السـرية جامعـا بيـن الفخامـة‬ ‫والنماء والطيب وشرف النتماء ‪. )...‬‬ ‫وكا نت بباب من صور العلج أيام ال سعديين بمكنا سة أرب عة ع شر مطر قة تضرب‬ ‫الدينار " دون ما هو معد لغير ذلك من صوغ القراص والحلي " ( النزهة ص ‪ ،) 95‬وقد‬ ‫عثر في أبي الجعد على اثنين وثمانين دينارا ذهبيا ‪ 28‬منها تزن ‪ 3 ، 80‬جرام ( ترجع‬

‫‪67‬‬

‫إلى ع هد مولي مح مد الم سلوخ ) و ‪ 55‬قط عة من وزن ‪ ( 4 ، 91‬ع هد مولي زيدان )‬ ‫أي أكثـر مـن الوزن الشرعـي الذي أوصـله البعـض إلى ‪ 4 ، 414‬غرام ( راجـع كتاب‬ ‫‪ Berthes‬حول النميات ) ‪ .‬وقـد أصـبح للدينار بعـد ( وقعـة وادي الخازن ) نفاق لدى‬ ‫التجار والنجليز الذين اغتنموا هزيمة البرتغاليين لبيع منسوجاتهم بالذهب ومبادلتها كذلك‬ ‫بال سكر والجلود المدبو غة وملح البارود و في أيام العلوي ين بلغ وزن الدينار ثل ثة غرامات‬ ‫ومند عهد المولى إسماعيل أبطل التعامل بالدينار الذهبي اللهم إل ذلك النوع الصغير التابع‬ ‫الذي ضرب بالرباط عام ( ‪ 1202‬هــ ‪ 1787 /‬م ) والذي كانـت قيمتـه تعادل أربعيـن‬ ‫( موزونة ) وهكذا انتهى عهد المغرب بالمثاقيل الذهبية التي استعيض عنها بمثاقيل قياسية‬ ‫مـن فضة فكان الدينار الفضي يزن ‪ 28‬غراما ما بين سنتي ( ‪ 1174‬هـ‪ 1202 /‬هـ )‬ ‫(‪ 1760‬و ‪ ) 1787‬ويـساوي ريـال عام ( ‪ 1266‬هـ ‪ 1849 /‬م ) ويـزن ‪ 26‬غراما‬ ‫( ‪ 1317‬ه ـ ‪ 1899 /‬م ) و صار وزن المثقال القيا سي يتنا قص ح تى بلغ ‪ 1 ، 78‬غر ما‬ ‫ما ب ين سنتي ( ‪ 1321‬ه ـ ‪ 1323 /‬م ( ‪ ،) 1905 – 1903‬أ ما بالن سبة للدر هم ف قد كان‬ ‫الدينار ي ساوي في ال صدر الول عشرة درا هم و ستمائة فلس وأيام المرابط ين والموحد ين‬ ‫مثقال وعشرة دراهـم وأيام المرينييـن والسـعديين والعلوييـن ‪ 15‬درهمـا ‪ .‬ولكـن فقهاء‬ ‫المذهب المالكي يشيرون إلى اختلف قيمة سعر الدينار تبعا لموضوع الصرف حيث قال‬ ‫شاعرهم ‪:‬‬ ‫والصرف في الدينار ( يب ) فاعلم‬ ‫في د ية ع قد نكاح ق سم ملحظ ين أن ال سعر هو ‪ ( 12‬يب ) في الديات والعقود‬ ‫والنكحة والقسم ويظهر أن اختلف قيمة الدينار راجع لخلوص هده العملة أوزيفها ويقدر‬ ‫اليوم الدينار بن صف ليرة فرن سية ذه با أو ن حو العشرة فرنكات ذهب ية وجاء في ( الخ طط‬

‫‪68‬‬

‫التوفيقية لعلي مبارك باشا ( ج ‪ 4‬ص ‪ ) 46‬أن قيمة الدينار خمسة عشر فرنكا ذهبيا ‪.‬‬ ‫ الدينار اليوسطفي‪ ( :‬المن سوب إلى الخلي فة يو سف الموحدي ) (ال من بالما مة‬‫ص ‪ / 484‬بن خلكان ( الستقصا ج ‪ 1‬ص ‪) 164‬‬ ‫ الدينار المريني ‪ :‬تتجلى قيمته في قوته الشرائية حيث حج الشيخ زروق بمائة‬‫وسبعين دينارا ( الجذوة ص ‪. ) 64‬‬ ‫ دينار ابن الطالب هو الدينار الفاسي المنسوب لحمد بن محمد بن الطالب أمين‬‫دار السكة بمراكش المتوفي عام ( ‪ 1011‬هـ ‪ 1602 /‬م ) ( العلم للمراكشي ج ‪ 2‬ص‬ ‫‪. ) 45‬‬ ‫ دينار جشمطي ( المـن بالمامـة ص ‪ ) 393‬هـل تعنـى المزيفـة ( كمـا فـي‬‫المعاجم ) أم الذهبية عند كايانكوس ( ‪ ( )gold Dinara‬ابن عذارى ج ‪ 1‬ص ‪. ) 2‬‬ ‫‪Provençal, Notes d’histoire Almohade Hesp .TX 1930 , p . 51‬‬ ‫‪A . Bel : Contribution à l’étude des dirhams de l’ Espagne‬‬ ‫‪Almohade , Hesp . TXVI , 1933 p . 7‬‬ ‫ الدنانير السجلماسية بالندلس ( ابن عذارى ج ‪ 2‬ص ‪) 344‬‬‫الدنانير الفضة العشرية ( البيان المعرب ج ‪ 3‬ص ‪ 412‬ط‪ .‬الرباط ‪) 1960‬‬ ‫ دينار يحي المعللي بسبتة‬‫‪Maten y Llopis – Dinares de Yahya Al – Mu’lali de Ceuta y‬‬ ‫‪mancuses barceloneses – Al – Andalus , volXI , fasc .2 ; 1946 id vol‬‬ ‫‪Xll , fasc .2 , 1947 .‬‬ ‫‪69‬‬

‫الدينار الندل سي عام ‪ 1861‬م ‪ 1278 /‬ه ـ ذ كر دوزي في كتا به ‪Hist .‬‬ ‫‪. des musul . D’Espagne . TI p 282 , 1947‬‬ ‫أن مسيحيي قرطبة أدوا يوما من اليام ضريبة فوق العادة بلغت مائة ألف دينار‬ ‫وقوم ها بأ حد ع شر مليون فر نك بقي مة ال صرف عام ‪ ( 1861‬مقد مة ا بن خلدون م ‪ 1‬ص‬ ‫‪ ( 464‬طبعـة بيروت ) ‪ /‬البيان لبـن عذارى ج ‪ 3‬ص ‪ 412‬ط الرباط ) ‪ /‬نزهـة الحادي‬ ‫ص ‪.95‬‬ ‫‪Massignon : Le Maroc dans les premières années du 16ème S.,‬‬ ‫‪1906 p . 102‬‬ ‫ دينار أبطي المهاجطر التابعطي ( السـتقصا ج ‪ 1‬ص ‪ – 36‬الحلة السـيراء ج ‪2‬‬‫ص ‪ ( 324‬ط ‪) 1963 .‬‬ ‫وكان الدينار يساوي‪:‬‬ ‫‪ ‬في الصدر الول عشرة دراهم وستمائة فلس‬ ‫‪ ‬وأيام المرابطين والموحدين مثقال وعشرة دراهم‬ ‫‪ ‬وأيام المرينيين والسعديين والعلويين ‪ 15‬درهما ‪.‬‬ ‫أما الدرهم فهو عملة فضية أصلها يوناني ( الدراخمة ) وقد استعملها الفرس قي‬ ‫ثل ثة أنواع من ها البغل ية وضرب الحجاج بن يو سف الثق في درا هم بالعراق وكان الدر هم‬ ‫البغلي ي ساوي ثمان ية دوا نق والمغر بي ثل ثة فأ مر سيدنا ع مر بن الخطاب بالن ظر إلى‬ ‫الغلب في التعامل فحددت قيمة وسطى وهي ستة دوانق والبغلية نسبة إلى بغل وهو اسم‬

‫‪70‬‬

‫يهودي ضرب تلك الدراهم ( راجع البرهان القاطع ومجمع البحرين ) ‪.‬‬ ‫و قد ع ثر في مدي نة وليلي الدري سية على ستة درا هم سكت في وا سط ( م قر‬ ‫الحجاج بيـن البصـرة والكوفـة ) عام ( ‪ 95‬هــ ‪ 713 /‬م ) ودراهـم ضربـت فـي مدينـة‬ ‫ال سلم عام ( ‪ 157‬ه ـ‪ 773 /‬م ) وأخرى على نوع ين ضر بت عام ( ‪ 171‬ه ـ‪ 787/‬م)‬ ‫ودر هم سكت با سم خلف بن الما ظي عام ( ‪ 175‬ه ـ ‪ 791 /‬م ) وأخ ـرى ضر بت في‬ ‫(وليلي) نفسـها باسـم المولى إدريـس الثانـي عام ( ‪ 181‬هــ ‪ 797 /‬م ) وأخرى باسـم‬ ‫المولى إدر يس عام ( ‪ 183‬ه ـ ‪ 799 /‬م وأخرى با سم ق يس بن يو سف عام ن يف ومائة‬ ‫وثمان ين هجر ية ن قش علي ها " ل إله إل ال وحده ل شر يك له " (ه سبريس ‪) Hesperis‬‬ ‫(ج ‪ 23‬عام ‪ ) 1936‬وبالعثور على درهم إدريسي يتأكد أن المغرب القصى هو أول بلد‬ ‫في المغرب العر بي والندلس سك الدرا هم خل فا ل ما ورد في تار يخ الذ هبي من أن أول‬ ‫من ضرب الدراهم في بلد المغرب هو عبد الرحمن بن الحكم الموي القائم بالندلس في‬ ‫القرن الثالث وإن ما كانوا يتعاملون ب ما يح مل إلي هم من درا هم المشرق ( الحاوي للفتاوى‬ ‫للسيوطي ج ‪ 1‬ص ‪.) 103‬‬ ‫وقد أمر المنصور السعدي بضرب السكة منحسة وسميت دراهم ( تاريخ الدولة‬ ‫السعدية ص ‪.).Chronique anonyme . de la D . s( 66‬‬ ‫وأول من أعاد تدوير الدرهم بالمغرب المأمون الموحدي عام ‪ 626‬هـ ‪1228 /‬‬ ‫م وكان المهدي قد ضربه من بعد( العلم للمراكشي ج ‪ 6‬ص ‪ 386‬خ ) ‪ .‬وكان الدرهم‬ ‫يعادل جزءا من عشرة أو خمسة عشر من الدينار الذهبي تبعا لخلوصها أو زيفها ( راجع‬ ‫دينار ) ك ما يعادل الوق ية ( را جع) الوفي مة وذ كر ا بن بطو طة في رحل ته ( ج ‪ 2‬ص‬

‫‪71‬‬

‫‪ ) 179‬أن درا هم المغرب صغيرة وفوائد ها كثيرة ( أي أن ل ها قوة اقتنائ ية كبرى (ك ما‬ ‫يقول رجال القتصاد) وإذا تأملت أسعار المغرب مع أسعار ديار مصر والشام لح فضل‬ ‫بلد المغرب فالدر هم الف ضي بم صر كان ي ساوي إذ ذاك ستة درا هم من درا هم المغرب‬ ‫ومع ذلك فإن نفس العدد من الوقيات من اللحم مثل كان يباع بمصر بدرهم وفي المغرب‬ ‫بدرهمين ‪ ..‬والفواكه أكثرها مجلوب من الشام وهي كثيرة إل أنها ببلد المغرب أرخص‬ ‫وقد كان الفلس المصري يساوي ثمن الدرهم المغربي والرطل هناك بثلثة أرطال مغربية‬ ‫وهكذا فبلد المغرب كانت أرخص بلد ال أسعارا ‪.‬‬ ‫وقـد ذكـر ( الحضيكـي ) فـي رحلتـه أنـه كان على الحاج أن يصـرف دراهمـه‬ ‫بالذهـب لنـه يروج فـي كـل بلد " بخلف هذه الدراهـم السـماعيلية فرواجهـا فـي عمالة‬ ‫المغرب فإذا خرجت منها فل تروج إل ببخس " ‪.‬‬ ‫وقد أمر المولى محمد بن عبد الرحمان بضرب الدرهم الشرعي عام ‪ 1285‬هـ‬ ‫‪ 1868 /‬م والعتماد عل يه وحده فـي المعاملت والنكحـة والعقود و قد أرجعهـا بذلك إلى‬ ‫أصلها الذي أسسه سلفه عام ‪ 1180‬هـ‪ 1766 /‬م وقيمته عشرة دراهم في المثقال ويعاقب‬ ‫كل من خالف ذلك ( الستقصا ج ‪ 4‬ص ‪. ) 231‬‬ ‫و( الدر هم الح سني ) أو ( الح سني ) ف قط كان ي ساوي الع شر الوا حد من الر (‬ ‫‪ ) 1 / 10‬و قد أضاف المولى ع بد العز يز إلى الدر هم أرب عة نقود من ( البرو نز ) هي‬ ‫الموزونة وقيمتها السمية سنتيم واحد والوجهين أي موزونتان اثنتان‪.‬‬ ‫وكان الدرهـم الفضـي الصـحراوي مربعـا فـي العهـد الموحدي يتعامـل بـه فـي‬ ‫الصحراء ولكنه في الغالب مدور الشكل يحمل في أحد وجهيه اسم مكان السك أو الضرب‬

‫‪72‬‬

‫( تطوان أو الرباط أو مراكش أو فاس ) وفي الوجه الخر قيمته وقد سك الدرهم المغربي‬ ‫الصحراوي في عهد السلطان مولي الرشيد والمولى سليمان وزيف وزنه من الفضة الذي‬ ‫انخفض إلى جرام ونصف بدل جرامين وربع وكان الدرهم يحمل اسم السلطان الذي سكه‬ ‫وقد استمر هذا النظام إلى عهد السلطان الحسن الول الذي ضرب العملة في أروبا ورفع‬ ‫الوزن الشرعي للدرهم إلى جرامين وربع أي ‪ 30‬سنتيم فرنسية ‪ ،‬وقد ذكر ( ابن حوقل )‬ ‫أن دار السـكة كانـت تضرب بالندلس كـل سـنة مـا قيمتـه مائتـا ألف دينار وكان الدرهـم‬ ‫ي ساوي ‪ ( 1 / 17‬جزء من سبعة ع شر جزءا من الدينار ) ( كتاب الم سالك والممالك )‬ ‫( طبعة ‪ Goege‬ص ‪ / ) 194‬النفح ج ‪ 1‬ص ‪ . ) 130‬ووزنه بالندلس ‪ 3 ،3‬جرام (‬ ‫راجع الرطل – ( ‪) W. Hinz Islamische… etc‬‬ ‫كما كان الدرهم يطلق أيضا على ثوب من الحرير والقطن ( رسالة الحسبة لبن‬ ‫عبد الرؤوف ص ‪ 86‬ودوزي ج ‪ 1‬ص ‪. ) 438‬‬ ‫" المرا هم في أحكام ف ساد الدرا هم " لح مد بن ع بد العز يز الهللي ( خم ر قم‬ ‫‪ / 4076‬رحلة ابن بطوطة ج ‪ 2‬ص ‪) 179‬‬ ‫ الدر هم والدينار ‪ :‬مقد مة ا بن خلدون ج ‪ 1‬ص ‪/ 456‬ال صداف المنف ضة عن‬‫حكـم صـناعة دينار الذهـب والفضـة " ألفـة أحمـد حمدون الجزنائي فـي دار السـكة أحمـد‬ ‫الذهـبي وصـف عمليـة سـبك الذهـب بهذه الــدار وأحكام السـكاكيـن ( نسـخة بالمكتبـة‬ ‫الكنونية بطنجة )‪.‬‬ ‫ الدراهم السعدية ( تاريخ الدولة السعدية ص ‪) 66‬‬‫‪ -‬الدر هم في الندلس ( أ سبانيا الم سلمة ص ‪ ( ) 76‬المو سوعة ال سلمية ج ‪2‬‬

‫‪73‬‬

‫ص ‪) 328‬‬ ‫ الدرهطم الشرعطي فـي عهـد السـلطان سـيدي محمـد بـن عبـد الرحمان العلوي‬‫( الستقصا ج ‪ 4‬ص ‪. ) 231‬‬ ‫ الدر هم والدينار – صحيفة مع هد الدرا سات ال سلمية في مدر يد ص‬‫‪( 6‬عدد ‪) 2 – 1‬‬ ‫‪Bel‬‬ ‫‪: Contribution à l’étude des dirhams de l’époque‬‬ ‫‪almohade , Hesp – T 16 , 1933 .‬‬ ‫ أربعة قرون من تاريخ المغرب – مارتان ص ‪. 12‬‬‫ثم صار الر يساوي عام ‪ ) 13 ( 1949‬درهما ونصف درهم و ‪ 1 ، 296‬فلسا‬ ‫وفـي عام ‪ 1899‬صـار الر يعادل عشريـن قرشـا و ‪ 3 ، 120‬مـن الفلوس وفـي عام‬ ‫‪ 1788‬ضربت في أسبانيا سلسلة من النقود المغربية وكانت هنالك نقود نسمى بالزلغي‬ ‫تتجزأ إلى نصف فلس وثلثه وربعه وخمسه ‪.‬‬ ‫وكان الدوبـل ( وهـو تكـبير دبلون عنـد السـبان ) يسـتعمل فـي فاس وهسـكورة‬ ‫وتونس وتساوي قيمته عند كل من المرينيين والحفصيين وبني الحمر في غرناطة ما‬ ‫يعادل ‪ 13 ، 50‬فرنكا ‪ .‬أما العملة التي كانت أساس التعامل بالمغرب في العهد الحسني‬ ‫ف ما ب عد ف قد و صفها الدكتور ف سجيربر في كتا به ( الدار البيضاء والشاو ية عام ‪) 1900‬‬ ‫ح يث ذ كر أن أ ساس نظام العملة كان هو المثقال الم ستعمل مثل في المعاملت العقار ية‬ ‫والبيوع بالمزايدة والذي كا نت قيم ته تعادل ‪ 30‬سنتيما فرن سيا بال صرف الوق تي إذ ذاك‬ ‫وكان المثقال يصرف هكذا ‪:‬‬

‫‪74‬‬

‫‪ ‬المثقال‬

‫=‬

‫‪ 10‬أوقيات‬

‫‪ ‬الوقية‬

‫=‬

‫‪ 4‬موزونات‬

‫‪ ‬الموزونة =‬ ‫‪ ‬الفلس‬

‫‪ 6‬فلوس‬ ‫=‬

‫‪ 6‬قواريط‬

‫غ ير أن هذه النقود كا نت مجرد عملة تقدير ية للح ساب أ ما العملة الرائ جة ف هي‪:‬‬ ‫النقود الذهبية ‪:‬‬ ‫اللويز ‪ 20‬فرنكا فرنسيا‬ ‫النقود الفضية‪:‬‬ ‫‪ ‬الر = الدورو ( السباني ) = ‪ 4‬فرنكات‬ ‫‪ ‬نصـف ر = ‪ 2‬بسـيطات = ‪ 2‬فرنكات ( أو فرنـك أو ‪60‬‬ ‫قرش )‬ ‫‪ ‬ربع ر = فرنك واحد‬ ‫‪ 1 / 10 ‬ر = ‪ 50‬س أسباني = ‪ 40‬س فرنسي‬ ‫‪ 1 / 20 ‬ر = ‪ 25‬س أسباني = ‪ 20‬س فرنسي‬ ‫عملة النحاس ‪:‬‬ ‫‪ ‬نقود أسبانية تساوي ‪ 10‬أو ‪ 5‬س‬

‫‪75‬‬

‫‪ ‬موزونة واحد تساوي أقل من سنتيم‬ ‫‪ ‬فلس يساوي عشر موزونة‬ ‫وقـد عثـر فـي الفنيدق عام ( ‪ ( ) 1955‬قرب باب سـبتة ) على مجموعـة مـن‬ ‫النقود الموحدية المربعة الشكل وتشير وثائق مدينة ( مافرة ‪ ) Mafra‬بالبرتغال إلى هذه‬ ‫النقود ‪.‬‬ ‫وم ند الحما ية وق عت أز مة عام ‪ 1917‬بخ صوص معدن الف ضة فلم يو جد العدد‬ ‫الكافي من العملة الحسنية الفضية للتعامل وأدى ارتفاع ثمن معدن الفضة عام ‪ 1919‬إلى‬ ‫ارتفاع السعر والمساواة في البنك المخزني بين " الحسني " والفرنك الفرنسي ‪.‬‬ ‫و في عام ‪ 1920‬انت هت الز مة ال تي اضطر بت من جرائ ها الحر كة التجار ية‬ ‫الدول ية و في (‪ 21‬يون يه) من ن فس ال سنة أل غت سلطات الحما ية (الح سني) وأقرت مكا نه‬ ‫(الفر نك الفرن سي) فد خل المغرب لول مرة في تاري خه ض من عملة أجنب ية و هي عملة‬ ‫استعمارية موحدة بين أقطار ما وراء البحار الخاضعة للنفوذ الفرنسي ‪.‬‬ ‫ويم كن أن نل خص في ما يلي تطور سك العملة المغرب ية في الع هد العلوي طوال‬ ‫ثلثة قرون والسباب التي دعت إلى كثير من التغيير في هذا المجال ففي آخر السعديين‬ ‫جرفـت بالمغرب أزمـة خطيرة سـياسية واجتماعيـة واقتصـادية وتمخـض الضطراب‬ ‫السـياسي وانحلل الحياة الحضريـة والحروب والوبئة عـن تأزم الوضـع المالي فتقلص‬ ‫الرصيد المعدني الذي كان في خزائن المخزن السعدي مما أدى إلى انهيار العملة وغياب‬ ‫الدينار الذهبي والدرهم الفضي من السوق نظرا لنعدام المعدنين وبذلك انهارت الحركة‬ ‫التجارية التي كانت مزدهرة في البحر البيض المتوسط وتحللت معها أسباب الرواج في‬

‫‪76‬‬

‫المغرب فاسـتحالت العملة إلى فلوس نحاسـية مزيفـة وأصـبحت تركـة بيـت المال مثقلة‬ ‫بالمشاكـل ع ند ظهور الدولة العلويـة فهـب المولى الرشيـد ( ‪ 1082 – 1075‬هــ ) إلى‬ ‫إنعاش الخزينـة الماليـة العامـة بسـك عملة متماسـكة ومراجعـة النظام الجبائي وحذف‬ ‫الضرائب الفاد حة ال تي كا نت تئن ت حت عبئ ها الطبقات الفقيرة و في عام ( ‪ 1077‬ه ـ ‪/‬‬ ‫‪ 1666‬م ) ضرب صنفا جديدا من الدر هم الف ضي هو الموزو نة ( تزن ‪ 0 ، 70‬غرام )‬ ‫للقضاء على المقايضات التي أصبحت أداة التبادل في السوق ثم عمد السلطان الشاب إلى‬ ‫مساعدة تجار الحواضر ومن بينها عاصمة فاس بسلف من ماله الخاص بلغ قدره خمسين‬ ‫طنا من الفضة المسكوكة فأسفر هذا الصلح الولى عن نوع من النطلق بدل الجمود‬ ‫الذي سـاد الحركـة التجاريـة وعـم النطلق سـك العملة الصـالحة فـي مضارب فاس‬ ‫وسجلماسة ومراكش والرباط ضمن لمركزية أعطت لكل إقليم استقلل في ضرب النقود‬ ‫لتشجيع التجارة الجهوية وبعد ذلك بأربع سنوات ( عام ‪ ) 1670‬بدأ سك العملة النحاسية‬ ‫الجديدة لل ستعاضة عن الفلوس الرائ جة وإقرار قيمت ها بالقضاء على التغييرات المحل ية‬ ‫وبذلك انت عش الر صيد الذ هبي المتم ثل في الدينار والذي أ صبحت تزخر به بيوت المال‬ ‫وانخفضت المعادلة بين الدينار والذهب إلى نصف السدس ( ‪ ) 1 / 12‬بدل العشر ( ‪10‬‬ ‫‪ ) 1 /‬ك ما كان ال مر في ع هد ال سعديين وكا نت هذه القي مة مخ صصة لب عض المجالت‬ ‫والصفقات هي الدية والعقود والنكحة والقسم كما يقول شاعر الفقهاء ‪:‬‬ ‫الصرف في الدينار ( يب ) فاعلم‬

‫‪77‬‬

‫في دية عقد نكاح قسم‬ ‫ولكنها عممت لمحو كل عوامل الفوضي والمضاربة وبوفاة المولى الرشيد عام‬ ‫( ‪ 1139‬ه ـ ) لم ي كن المغرب قد ا ستكمل بنيات كيا نه فت صدى ال سلطان الخلف المولى‬ ‫إ سماعيل ( ‪ 1082‬ه ـ – ‪ 1139‬ه ـ ) خلل زهاء ن صف قرن لتقو يم بقا يا الخلل الذي‬ ‫كان ينخـر دواليـب الدارة المخزنيـة ووسـائل الرواج القتصـادي حيـث شعـر بأن إقرار‬ ‫عملة قوبـة صـحيحة خاليـة مـن كـل زيـف هـي الذريعـة الوحيدة لضمان حيويـة التجارة‬ ‫واستقرار مدا خيل بيت المال فسك ( البندقي ) كأول دينار علوي مقتبس من البندقية التي‬ ‫كان للمغرب معها منذ قرون صلت تجارية عبر البحر البيض المتوسط فأصبح البندقي‬ ‫عملة ذات قيمة في هذا المجال الحيوي من المبادلت المتوسطية وبدأ سك البندقي الذهبي‬ ‫بمكناس العاصمة ثم فاس ومراكش بينما بقيت فلوس النحاس ودرهم الفضة تضرب في‬ ‫كل الحوا ضر م ثل الرباط وأ سفي فازد هر بذلك القت صاد المغر بي في روا جه الداخلي‬ ‫وتبادله مـع الخارج وبالرغم عن الزمة السياسية التي أعقبت وفاة المولى إسماعيل عام‬ ‫(‪1139‬هـ) بتناحر المراء حول العرش فإن الوضع المالي لم يعرف خلل ول اضطرابا‬ ‫لقوة هيكلته ‪.‬‬ ‫وبعد نحو ثلثين سنة خلع خللها السلطان المولى عبد ال بن المولى إسماعيل‬ ‫مرارا ارت قى أري كة العرش نجله وخليف ته ب ـمراكش المولى مح مد بن ع بد ال ( ‪1171‬‬ ‫هـ ‪ 1204 /‬هـ ) فتعددت النقود وتوافرت معامل سك العملة واتجه المير الشاب نحو‬ ‫تقليص النقود الجنبية الرائجة في المغرب وذلك بتقويم جديد للنقد الذهبي وتعزيز عملة‬ ‫( البند قي ) دون الم ساس بالموزو نة الذهب ية ولك نه أعاد للدر هم الف ضي وز نه الشر عي‬ ‫(وهـو ‪ 2 ، 93‬غرام ) أي مـا يقارب ثلثـة غرامات و( المثقال ) الذي أصـبح يسـاوي‬

‫‪78‬‬

‫ن صف البند قي غ ير أن الرواج لم ينت عش لن الثرياء عمدوا إلى خزن الذ هب والف ضة‬ ‫نظرا لقيمت ها فاض طر ال سلطان إلى توف ير كميات الم سكوكات ا ستعانة بمعا مل ال سك في‬ ‫مدريـد ولكنـه عاد إلى القتصـار على السـك المحلي لموجهـة تيار المبادلت الخارجيـة‬ ‫المت صاعدة وال تي نت جت عن المعاهدات ال تي أبرم ها مح مد الثالث مع الكث ير من دول‬ ‫أرو با و مع الوليات المتحدة المريك ية ال تي كان أول من اعترف با ستقللها وع قد مع ها‬ ‫أول اتفاقيـة تتجدد كـل تصـف قرن وكان العدول إلى القتصـار على معامـل الضرب‬ ‫المغربي راجعا إلى ثقل وطأة الر على اقتصاد البلد ‪.‬‬ ‫والوا قع أن ال ستقرار ال سياسي الذي عر فه المغرب في ع هد المولى مح مد بن‬ ‫عبد ال بدأ يتقلص بسبب اضطرابات جرفت بمختلف القبائل التي شجعها تناحر المراء‬ ‫على العرش على التمرد ضد السلطة المخزنية فاضطر المولى سليمان بن المولى محمد‬ ‫بن ع بد ال خلل ن حو ثلث ين سنة من قبض ته على زمام ال مر ( ‪ 1206‬ه ـ – ‪1238‬‬ ‫هـ ) إلى بذل جهد كبير لقرار المن وتطوير التجارة والمبادلت فسك صنفا جديدا من‬ ‫( البندقـي ) مـع درهـم أقـل وزنـا وظـل معدن الذهـب والفضـة المسـكوك مخزونـا فـي‬ ‫ال صناديق الخا صة ولم ت كن تروج في ال سواق سوى الفلوس غ ير الم سكوكة و ما لب ثت‬ ‫التجارة المغرب ية ب عد وفاة المولى إ سماعيل أن أ صبحت ضح ية لتهالك العملت الجنب ية‬ ‫على المراسي المغربية وخصوصا منها الر السباني والدينار الفرنسي( ‪ )écu‬الذين ما‬ ‫لبثا أن غمرا السوق في طليعة عملت المبادلت المغربية ‪.‬‬ ‫وكان الخرج في عهد المولى محمد عبد ال عبارة دول أروبا ل سيما بعد وقعة‬ ‫( إي سلي ) و سطو فرن سا على الجزائر على غ ير سماط الذ هب يحتوي على ألف جرح‬ ‫ي ضم ألف ين من الدنان ير (ال ستقصا ج ‪ 4‬ص ‪ )93‬وه نا تجرأت دول أور با ل سيما ب عد‬

‫‪79‬‬

‫وق عة (إي سلي) و سطو فرن سا على الجزائر على اختلق دوا عي الخلف والمناوشات في‬ ‫حدود ما ب ين المغرب والجزائر خا صة بوجدة ومدن وقرى ال صحراء الشرق ية المغرب ية‬ ‫فانش غل المغرب في الدفاع عن كيا نه ل سيما ب عد إجباره على التخلي عن أ سطوله في‬ ‫العهـد السـليماني ومـع ذلك فإن المغرب عرف اسـتقرا فـي عهـد السـلطان المولى عبـد‬ ‫الرحمان بـن هشام الذي قام بإصـلحات جذريـة وجدد نظام الجيـش وأنعـش الزراعـة‬ ‫والصـناعة بآلت عصـرية وقـد بلغ عدد رؤوس الغنام والبقار فـي آخـر عهده ( ‪) 48‬‬ ‫مليون رأس في حين ل يتجاوز هذا العدد في مجموع الشمال الفريقي ( ‪ ) 25‬مليون‪.‬‬ ‫وقـد اصـطدم المولى محمـد بـن عبـد الرحمان ( ‪ 1276‬هــ – ‪ 1290‬هــ)‬ ‫بعراقيل مختلفة داخل وخارجا فتت في عضده ل سيما بعد حرب تطوان ( ‪ 1276‬هـ –‬ ‫‪ ) 1859‬التـي لم تنفرج بانسـحاب العدو منهـا إل بعـد اللتزام بمـا سـمي آنذاك بنفقات‬ ‫الحرب قدر ها ( مائة مليون ب سيطة ) اض طر ال سلطان مع ها إلى القتراض من أنجلترا‬ ‫وإفراغ بيـت المال لمواجهـة نهـم السـبان وأطماعهـم فكان فـي ذلك انهيار محقـق‬ ‫لقت صاديات المغرب الذي كف عن سك النقود عدا فلوس النحاس ال تي ظلت نحوا من‬ ‫عشرين سنة هي عملة المبادلت الوحيدة فقيض ال للمغرب أميرا شابا عرف كيف يدافع‬ ‫بيـن الدول ظـل عرشـه فوق صـهوة جواده نحـو العقديـن مـن السـنين ضمـن " حركات "‬ ‫لتمهيد البلد وإعادة الطمأنينة والمن وهذا الشاب هو ( المولى الحسن الول ) ( ‪1290‬‬ ‫ه ـ – ‪ 1311‬ه ـ ) فغ ير العملة وخلق ( الر الح سني ) أك ثر وز نا من الر ال سباني‬ ‫فكان وزن هذا الخيـر ( ‪ ) 27‬غرامـا بينمـا بلغ وزن المثقال المغربـي ( ‪) 29, 11‬‬ ‫غراما‪.‬‬ ‫و قد سك ال صنف الول من الر المغر بي ببار يس عام (‪ 1299‬ه ـ‪ 1882/‬م)‬

‫‪80‬‬

‫بنقود فرعية تبلغ نصف الر وربعه وعشره ونصف عشره ثم توالت التفريعات في العهد‬ ‫العزيزي إلى أول القرن العشر ين ( ‪ ) 1900 – 1318‬وكان الق صد من ر فع وزن الر‬ ‫المغربي بالنسبة للر السباني الفضي أن ينافسه بسهولة وأن تستعيد العملة المغربية ما‬ ‫كان لها من ثقل ونفوذ بين العملت الجنبية ولكن الوضع السياسي المتردي في المغرب‬ ‫جعل الريالين يروجان في مستوى واحد قبل أن يتفوق الر الجنبي على العملة الوطنية‬ ‫فكثرت المضاربات وبيع الر المغربي بأبخس الثمان ليذوب ويسك من جديد في أسبانيا‬ ‫قبل أن يعود إلى المغرب وقد خفف وزنه ببعضة من الغرامات وهنا اضطروا (أبا حماد)‬ ‫الذي كان و صيا على العرش إلى التفك ير في و سيلة إ صلح هذا الحال ف تم خ فض وزن‬ ‫الر المغر بي إلى ( ‪ ) 25‬غرام على ن سق الوحدة ال تي كا نت أ ساس العملة اللتين ية ب ين‬ ‫دول البحر البيض المتوسط فظهر ( الر العزيزي ) بفلوسه الفرعية التي سكت بباريس‬ ‫وبرليـن وبيرمانغام وهنـا سـيطرت الدسـاس السـتعمارية على الوضـع القتصـادي فـي‬ ‫المغرب الذي ازداد انهيارا بالتفاقات السرية التي أبرمت بين الدول الستعمارية لتقسيم‬ ‫إفريقيا الشمالية (وفي ضمنها مصر) ومع ذلك ظل الر الحسني رائجا إبان الحماية إلى‬ ‫أن ألغـي ليقوم مقامـه الفرنـك الفرنسـي بعـد فترة قصـيرة ظهـر فيهـا عام (‪ )1920‬الر‬ ‫اليوسفي وموزونات النحاس فبلغ عدد النقود المسكوكة بين الحسن الول والمولى يوسف‬ ‫سبعة وثمانين (راجع الحسني)‪.‬‬ ‫وكان الدخل الفردي وهو ما يتقاضاه كل فرد من أفراد المجتمع المغربي شهريا‬ ‫أو سنويا يعلو ويسفل حسب العصور وتبعا لطبقات المة وقد اتضح من تحقيقات قام بها‬ ‫(دوكامبـو) صـاحب كتاب ( المغرب – مملكـة تنهار ) ( صـدر عام ‪ 1886‬م‪ 1304/‬م)‬ ‫أن أسرة مغربية مركبة من الولدين وستة أطفال كان دخلها يبلغ آنذاك ( ‪ ) 24‬فرنكا في‬

‫‪81‬‬

‫الشهر تنفق منها على كل حاجاتها ( ‪ ) 19‬وتقتصد خمسة‪.‬‬ ‫والمكوس هي الضرائب غ ير الشرع ية ومن ها المغارم والوظي فة والقبالة وكا نت‬ ‫البضائع المجلو بة للمدي نة خا صة لحقوق البواب و هي مكوس تقدرب ( ب سيطة ون صف‬ ‫ح سني ) ل كل ح مل في خ صوص المواد الم صنوعة و ( ب سيطة واحدة ) للمواد الفلح ية‬ ‫و( ن صف ب سيطة ) للمزروعات وثل ثة أرباع للحل فا وال سبيب النبا تي والفوا كه الطر ية‬ ‫و قد أعفى المخزن من هذه المكوس مواد كالع شب والتبن والف حم والخشب والخضروات‬ ‫الطرية وقد صدر ظهير شريف لضبط المكوس بتاريخ ( ‪ 10‬جمادى الثانية ‪ 1306‬هـ ‪/‬‬ ‫‪ 12‬فبراير ‪ 1889‬م ) فيبلغ ( ‪ )%10‬إلي أوائل هذا القرن بالن سبة للبضائع المجلو بة من‬ ‫أروبا غير أنها تراوحت بالنسبة للسلع الخرى بين ( ‪ ) 5%‬لنسجة الصوف والبلغي‬ ‫والمخدات المطرزة والجلبيـب والتمـر والحايـك و ( ‪ ) 12‬بسـيطة ونصـف للقنطار مـن‬ ‫مناطق الصوف والجلود ‪.‬‬ ‫وكانت المكوس تؤجر أي يباع حق جمعها بعد عرضها للمزاد العلني ويمضي‬ ‫المشتري عقدا يلتزم ف يه بالشروط ال تي قرر ها المخزن كاحترام قوان ين المكوس وأ سعار‬ ‫وقبول مراجعـة التقاعـد عنـد ظهور منافـس وأداء القدر الملتزم بـه كامل دون ادعاء‬ ‫الخ سارة وتولى الم ين مراق بة وا ستخلص الواجبات ( را جع ر سالة سلطانية إلى أمناء‬ ‫م ستفاد بمرا كش ( ‪ 1310‬ه ـ ‪ 1893 /‬م ) ( خع ‪ ) 136‬وأخرى إلى أمناء المدخولت‬ ‫بمرا كش ( ‪ 1305‬ه ـ‪ 1888/‬م ( خع ‪ ) 263‬وكان البا شا اح مد بن علي الري في عا مل‬ ‫تطوان يدفع إلى السلطان مولي إسماعيل حوالي(‪ )120‬قنطارا من الفضة أو (‪)40.000‬‬ ‫ليرة ذهبية ( راجع تاريخ المستربريت وايت الضابط النجليزي ص ‪ 42‬عام ‪ 1139‬هـ‬ ‫‪ 1726 /‬م ) تاريخ تطوان لداود ج ‪ 2‬م ‪.)179‬‬

‫‪82‬‬

‫وفي عام ( ‪ 1171‬هـ ‪ 1757 /‬م) وظف سيدي محمد بن عبد ال مكوسا على‬ ‫المواز ين في قاعات ال سمن والز يت وقدر ها بخ صوص فاس (‪ 300‬مثقال) في الش هر‬ ‫(الستقصا ج ‪ 4‬ص ‪ )93‬و(‪ )500 . 000‬مثقال سنويا أي نحو ( ‪ ) 2500 . 000‬فرنك‬ ‫حسب سعر الفرنك في ذلك العصر ‪.‬‬ ‫)‪(surdon, la France en Afrique du Nord p : 241‬‬ ‫و قد أ سقط المولى سليمان هذه المكوس ال تي كا نت كاف ية ل صوائر الدولة تعادل‬ ‫مال المرا سي وأعشار القبائل و قد ن تج من حذف الم كس ن مو المرا سي وتوا فر العشار‬ ‫ال تي بل غت في كل قبيلة ( ‪ ) 30. 000‬بدل ( ‪ ) 10 .000‬مثقال ( ال ستقصا ج ‪ 4‬ص‬ ‫‪)169‬‬ ‫و قد أحد ثه من جد يد المولى ع بد الرحمان ( عام ‪ 1266‬ه ـ ‪ 1849 /‬م ) في‬ ‫خصوص الجلد ثم البهائم واستـفحل فـي عهد ولده سيدي محمـد بـن عبد الرحمان‬ ‫ـ‪1861/‬م)‬ ‫ـث فرض على البواب ( عام ‪ 1288‬هــ‬ ‫ـتقصا ج ‪ 4‬ص ‪ ) 201‬حيـ‬ ‫(السـ‬ ‫وتعميمه ( عام ‪ 1299‬ه ـ‪ 1881/‬م) وبعدما سدد المغرب ديو نه إزاء ا سبانيا إ ثر حرب‬ ‫تطوان أوا خر (‪ 1303‬ه ـ‪1885/‬م) حذف مكوس البواب و هو ما سماه النا صري في‬ ‫الستقصا ج ‪ 4‬ص ‪ ) 264‬يرفع العطاء في سائر البواب‬ ‫را جع (ق مع أ هل الرعو نة في إطلق الم كس على التوظ يف والمعو نة لعلى بن‬ ‫محمد السمللي ( ‪ 1311‬هـ ‪ 1893 /‬م ) نسخة بخزافة دار المخزن بفاس( لسلوة ج ‪3‬‬ ‫ص ‪.)51‬‬

‫المانة والمناء‬

‫‪83‬‬

‫الميطن ‪ :‬اسـم يطلق على رئيـس الحرفـة فـي المغرب العربـي والندلس يقابله‬ ‫العريف في الشرق وإن كانت هذه الكلمة تستعمل عندنا أيضا بمعنى أمين بعض الحرف‬ ‫كعر يف الجزارة وكان ل كل حن طة أمين ها يختاره أعضاؤ ها من بين هم فيف صل بين هم في‬ ‫النزاعات وير فع أحكا مه للمحت سب للت صديق علي ها وإضفاء الطا بع التنفيذي علي ها ك ما‬ ‫يضمن العامل إذا كان من خارج المدينة إذ بدون هذه الضمانة يعتذر عليه ممارسة مهنته‬ ‫ولكن المانة اتخذت معاني أوسع‪.‬‬ ‫ أميطن المناء ‪ :‬لم يكـن وزيرا للماليـة وإنمـا كان يسـهر على تعييـن‬‫أمناء المراسـي والملك المخزنيـة والمسـتفادات وهـي الضرائب‬ ‫المباشرة وكان ي سمى الم ين ال كبير و قد أ صبح مركزه بالرباط ب عد‬ ‫أن صارت عا صمة ول عل النا ظر في العراق في الع صر العاب سي‬ ‫شبيه بالمين فالناظر هو الموظف المعنى بالمور المالية يرجع إليه‬ ‫أول ولي ته مقدار الضرائب على الموال في الول ية والمؤدى من ها‬ ‫حقا والباقي الخ ‪.‬‬ ‫وي سمى النا ظر مشار فا إل أن المشارف يز يد عل يه أن الحا صل من الم ستخرج‬ ‫يكون مودعا عنده وتحت إشرافه وكان أمين المناء عام (‪ 1283‬هـ‪ 1866/‬م) في عهد‬ ‫سيدي محمد بن عيد الرحمان هو السيد محمد بن المدني بنيس ‪.‬‬ ‫ أمين بيت المال ‪ :‬مثل عبد العزيز بن عبد ال الدمناتي السكتاني في‬‫عهد المنصور السعدي ( درة الحجال ج ‪ 2‬ص ‪ ( ) 378‬راجع بيت‬ ‫المال ) وأميـن بيـت مال مراكـش قبله سـليمان بـن إبراهيـم قاضـي‬

‫‪84‬‬

‫ـ‪ 1514/‬م) ( الدرة ص‬ ‫ـش المولود عام ( ‪ 920‬هــ‬ ‫ـبة مراكـ‬ ‫قصـ‬ ‫‪.) 479‬‬ ‫ أم ين الث غر ‪ :‬ا ستعمل هذا الل فظ أوا سط الدولة العلو ية بمع نى جا بي‬‫حقوق الجمرك بالمراسي ومراكز الحدود البرية حل محله لفظ أمين‬ ‫الديوانة ( ملحق العز والصولة ج ‪ 1‬ص ‪) 397‬‬ ‫ أم ين الحسابات العام ‪ :‬يتلقي سجلت الح سابات من أمناء المراسي‬‫ــــذ القرارات‬ ‫ونظار الحباس ووكلء الغياب ويشرف على تنفيـ‬ ‫والنظ مة المتعل قة بهذه الوظائف طب قا للمعاهدات المبر مة مع الدول‬ ‫الجنب ية ك ما يرا قب مداخ يل أعشار المحا صيل الزراع ية وح سابات‬ ‫قواد البوادي في خصوص أعشار قبائلهم وعزائب المخزن وما فيها‬ ‫مـن ماشيـة فهـو يشرف إذن على الحسـابات العامـة لدخـل الدولة‬ ‫ومصروفاتها ‪.‬‬ ‫ أمين الخرج ‪ :‬موظف مكلف بإخراج أرصدة محددة من بيت المال‪.‬‬‫ أمين الخرص ‪ :‬جاب يقوم في البادية مصحوبا بعدول زمن الحصاد‬‫ـيل‬ ‫ـة على المحاصـ‬ ‫ـة الموظفـ‬ ‫ـر الزكوات والعشار الشرعيـ‬ ‫لتقديـ‬ ‫الفلحية وقد خلفه نظام الترتيب في العهد العزيزي ‪.‬‬ ‫ أمين الدخل ‪ :‬موظف كان يصحب السلطان في حله وترحاله لتلقي‬‫أموال الموتى بها وتسجيلها في لئحتين تقدم إحداهما للصدر العظم‬ ‫مـن اجـل إطلع السـلطان عليهـا والخرى تحال على أميـن المناء‬

‫‪85‬‬

‫الذي كان عبارة عـن وزيـر الماليـة ويتولى الميـن دفـع هذا الدخـل‬ ‫أسبوعيا لبيت المال ( العز والصولة ج ‪ 2‬ص ‪. ) 397‬‬ ‫ أم ين الديوا نة ‪ :‬جاب يق بض الر سوم الجمرك ية بالمر سى ومرا كز‬‫الحدود البرية وكان يسمى أمين الثغر ‪.‬‬ ‫ أمين الشكارة ‪ :‬هو أمين العتبة المكلف بالنفاق على القصر الملكي‬‫مدة إقامة السلطان به ‪.‬‬ ‫ أميطن الصطائر ‪ :‬المكلف بالنفقـة على القصـور والسـرة المالكـة فـي‬‫المواقيت التي يقررها السلطان مشاهرة أومساهنة وكان أيضا مكلفا‬ ‫بصرف ما يسمى (التنافيذ) وهي الداءات بأمر من الصدر العظم‬ ‫وتنفيذا لمر سوم سلطاني وأداء مرتبات الموظف ين وأجور الج ند ب عد‬ ‫تأشير أمين المناء ‪.‬‬ ‫ أميطن الصطرة ‪ :‬هـو المؤتمـن على صـرة المال التـي يوجههـا الباب‬‫العالي إلى الحرمين وقد أمر السلطان سيدي محمد بن عبد ال ركب‬ ‫ال حج الذي ترأ سه الش يخ ع بد الكر يم بن يح يي عام ( ‪ 1199‬ه ـ‪/‬‬ ‫‪ 1784‬م) وحمــل معــه ‪ 350‬ألف مثقال إلى أشراف الحرميــن‬ ‫والحجار والي من أن ي مر بالق سطنطينية ح تى يرا فق إلى ال حج أم ين‬ ‫الصـرة العثمانـي ولم يكـن ذلك عاديـا وإنمـا فعله السـلطان حتـى ل‬ ‫يتعرض ولده (اليزيـد) هذا الركـب وينتزع منهـم المال فبعثهـم بحرا‬ ‫في ب عض قرا صين ال سلطان ع بد الحم يد فل ما و صلوا إلى العا صمة‬

‫‪86‬‬

‫العثمانية وجدوا أمين الصرة قد ذهب فأقاموا إلى العام المقبل‪.‬‬ ‫ أمين العتبة ‪ :‬هو أمين الصائر المكلف بالنفاق على القصر الملكي‬‫عندما يقيم به الملك ويسمى كذلك ( أمين الشكارة ) له مركز خاص‬ ‫فـي إحدى بنائق القصـر الملكـي يقوم بتنفيـذ النفقات عندمـا يتلقـى‬ ‫بطاقات من ال صدر أو أم ين المناء أو الحا جب فمهم ته هي ال سهر‬ ‫على مـا يطرأ مـن تغييرات على مواد القصـور السـلطانية وتسـجيل‬ ‫مسـتحقاتها وحاجاتهـا وتزويدهـا بذلك مـع مراقبـة الحسـابات الواردة‬ ‫عل يه من أمناء أو وكلء " ال صائر " ( أي النفقات ) في كل ق صر‬ ‫والتوق يع علي ها وانت ساخ صورة من كشوف النفقات ق بل أن يقدم ها‬ ‫المناء للسـلطان مـع مسـك مفاتـح صـناديق السـلطان والسـهر على‬ ‫محتواها وصرف أجور عبيد البخاري ‪.‬‬ ‫ أميطن العسطكر ‪ :‬الموظـف المكلف بالنفاق على الجنـد وهـو خاضـع‬‫للعلف ‪.‬‬ ‫ أميطن القاضطي ‪ :‬كان عمله عنـد العباسـيين هـو حفـظ أموال اليتام‬‫والعناية بها وكان يسمى أيضا أمين الحكام أو أمين الحكم وهذا عمل‬ ‫يقوم به القا ضي نف سه عند نا و قد يكلف به أ حد م ساعديه وخا صة‬ ‫خليفته ‪.‬‬ ‫ أمين الفرقوش ‪ :‬وهي الدواب المخزنية المستخدمة للنقل فهو يراقب‬‫الخيول والبغال والجمال التـي هـي ملك الدولة ويقوم بتعويـض مـا‬

‫‪87‬‬

‫هلك منها والسهر على تجهيزها وصيانتها ‪.‬‬ ‫ المين الكبير ‪ :‬أمين المناء أي وزير المالية ‪.‬‬‫ أميططن المرس ‪ :‬جاب تناط بــه مهمــة حيازة العشار والزكوات‬‫الفلحية ‪.‬‬ ‫ أم ين المر سى ‪ :‬كان للمرا سي المغرب ية الثمان ية أمناء وردت لئ حة‬‫أسمائهم بالنسبة لعهد محمد الثالث في كناشة الوزير محمد الطيب بن‬ ‫اليماني (أبي عشرين) ومن المناء العلمة عبد الرحمان بن عبد ال‬ ‫لبريس كان أمينا بمرسى الدار البيضاء وهذا المين هو حامي حقوق‬ ‫الجمرك أو الديوانـة بالمرسـى (العـز والصـولة ج ‪ )497‬بإشراف‬ ‫أمناء العتاب الشريفة بالقصر الملكي يدفعها لهم مقابل وصل يعين‬ ‫فيه قدر الوسق ( أي الصادر ) عن كل شهر أو ما دفعه المين من‬ ‫مبالغ ماليـة معينـة بأمـر السـلطان وهؤلء المناء هـم الذيـن يقدمون‬ ‫بمراجعة مدخول المستفاد ‪.‬‬ ‫ أميطن المسطتفاد ‪ :‬ظـل هذا المنصـب قائمـا إبان الحمايـة منـه محمـد‬‫البرجالي بسل المتوفى بالربعينات ( ‪Villes et tribus . Rabat‬‬ ‫‪./ et sa région‬المناء في العهد الموحدي قاعدة في الحسبة لبن‬ ‫تيمية‬ ‫ أ بو سالم العيا شي ( ‪ 1090‬ه ـ ‪ 1979 /‬م ) له " معو نة المكت سب‬‫وبغيـة التاجـر المحتسـب " ارجوزة مـع الشرح المذكور " ارشاد‬

‫‪88‬‬

‫المنتسب " خع ‪ 1957‬د ( ‪ 193‬ص ) ‪ /‬خم ‪. 6513‬‬ ‫ أحمـد بـن خالد الناصـري صـاحب " السـتقصا " له رسـالة صـغيرة‬‫حول "مقار نة مع الول ية والقضاء ( خم ‪ 2295‬د ( مجموع = ‪– 6‬‬ ‫‪)8‬‬ ‫ أح مد بن سعيد المجلدى ( ‪ 1094‬ه ـ ‪ 1682 /‬م ) ( سلوة النفاس‬‫ج ‪ 3‬م ‪ ) 206‬له التيسـير فـي أحكام التسـعيرة" تكلم فيـه عـن خطـة‬ ‫الحسبة وقوانينها بالمغرب (مخطوط متوافر )‪.‬‬ ‫ ال ستبصار مجهول المؤلف و قد كان من موافقـي يعقوب المن صور‬‫الموحدى تحدث عن القي سارية ال تي بنا ها بمرا كش يعقوب الموحدي‬ ‫عام ( ‪ 585‬هـ ‪ 1189 /‬م ) ( العلم للمراكشي ج ‪ 1‬م ‪) 64‬‬ ‫ عبـد الرحمان بـن عبـد القادر الفاسـي ( ‪ 1096‬هــ‪ 1685/‬م ) له‬‫( أرجوزة فـي علم الحسـبة) ( خـم ‪ 2013‬د ( = ‪ ) 14–2‬وهـو‬ ‫صـاحب العمليات الفاسـية ( ‪ 421‬د بيتـا) ( خـع ‪ 238‬د ‪/ 522 /‬‬ ‫‪ – 2315‬خع ‪ ) 2221 – 698‬وله أي ضا "تقي يد في المكوس" ( خع‬ ‫ـش‬ ‫ـه يزال غـ‬ ‫ـبة ‪ :‬علم بـ‬ ‫‪ 283‬د) ومطلع الرجوزة يعرف بالحسـ‬ ‫الباعة) ينظر في الميزان والصناعة ‪.‬‬ ‫ عبد الرحمان بن نصر الشيزري له ( نهاية الرتبة في طلب الحسبة‬‫ن شر الباز العري نى بإشراف مح مد م صطفى زيادة ( القاهرة مطب عة‬ ‫لجنة التأليف والترجمة والنشر ( ‪ 1365‬هـ ‪ 1946 /‬م )‬

‫‪89‬‬

‫ عمر بن عبد ال الفاسي له ( الجواب عن نازلة سعر الحليب ) خع‬. ) 97 – 96 ‫د (م‬ ) ‫ محمد بن علي الدكالي السلوي له ( الحسبة في السلم‬‫ للدكتور محمـد السـجلماسي مقدمـة بقلم‬:‫ الفنون التقليديـة بالمغرب‬Flammarion, ‫ــ طبعـة فلماريون ــ باريـس‬J.Duvigneau ‫ــن‬ ‫ مـ‬303 ‫ــحيفة و‬ ‫ صـ‬258 ‫ ويحتوي الكتاب على‬Paris1974 .‫الصور‬ ‫ د ) بالخزف‬3410 ‫ مجموعـة رسـائل إلى محتسـب مراكـش ( خـع‬.)1957 2 ‫السلمي القديم بالمغرب) مجلة تطوان ( عدد‬ -Amedroz, H.F., The hisba, Jurisidiction in the Ahkam sultaniyya of Mawardi, J.R.A.S. (1916), pp: 77-101, 287-314. A.Bel – les industries de la céramique à Fès, Paris 1918, catalogue de l’exposition de céramique marocaine-Manifacture nationale de Sèvres, déc.1927-Juin 1928, Paris, 1927 (66p). -J. Berque-Deux ans d’action artisanale à Fès, in question nord-africaine, 1939, n° 15, tiré à part, Paris, 1940 (28pp). -Carbonnier, Guyot, le Tourneau et Paye ‫ قرية غمارية في بني خالد‬: ‫ حول الدباغين‬-

90

-Colin un manuel hispanique de hisba, glossaire, 61 esp.mus 189/gs ; un document nouveau sur l’arabe dialectal d’Occident au XIIème s., 14 Colin et Levi Prov, Paris ‫ المحتسب مراقب مهنة الطب‬.J deverdum et M. Rouch)‫(حول كتاب السقطي المالقي‬ -Note sur de nouveaux documents de céramique marocaine découverts à Marrakech, hesperis , 3ème trim.1945. -Guyot , le tourneau et payé. -L’industrie de la tannerie au Maroc (n° 45, n° 13) -La corporation des tanneurs et l’industrie de la tannerie à Hès Hesp.(1933) (267-240) -Bull éc. du Maroc, vol II,n°9 (1935) -Claude caher et Mohammed Talbi : Hisba encyclopédie islamique, édit. 2 tome 3 p : 503. -levy Provençal, glossaire du Traite de hisba d’Ibn ‫عبدون‬ et Seville musulmane, 151 -Le Tourneau et Vicaire Hesp.XXIV (1937) Bull. econ. du Maroc , vol III (1936)‫الخيط المذهب وصناعته في فاس‬ -Le toutneau et vicaire ,les damasquineurs de fès ,1939 . ‫مذكرة للمؤتمر الخامس لتحاد الجمعيات العلمية بإفريقيا الشمالية‬

91

- G Marçais : (considération sur la ville musulmanie et notamment sur la fonction du Mohtasib, in Pecueils de la Société Jean Bodin, VI, Bruxelles 1954. - Massignon, Enquête sur les corporations d’artisants du Maroc (Revue du Monde musulman, 1924 T.L.VIII )‫ عنوانه (بين الحرف والصنائع بفاس‬1923 ‫(نقل عن تقرير لمحتسب فاس عام‬ - Mohammed Belmahjoub oL’institution de la Hisba de l’authenticité à la modernité (le cas du Maroc) )thèse de doctorat, Université de Montpellier I( - Ricard , les métiers manuels de Fès : 1-Hesperis IV (1924) (p :205-224) 2-L’artisan de Fès, France-Maroc (15 sept 1918) - Torrejon y Montero ,(Alejandro de …) éd Tanger, 1939 (38p) - Enquête de certains chercheurs ‫دباغة الجلود بفاس‬ )‫ الجزائر والمغرب‬،‫ أبحاث في الخزف في شمال افريقيا (تونس‬Van Gennep, Arnold, 1918. Les considération sur les villes musulmanes et notamment sur le rôle du Mohtasib, la Ville, vol VI; Brussels, 1955. L’industrie de la tannerie au Maroc (19.45. n° 13)

92

‫النظـام القـضـائـي‬ ‫‪-1‬القضاء المغربي ‪ :‬خواصه ومميزاته‬ ‫"يرجع اهتمامي بالقضاء وتاريخ القضاء بالمغرب اعقد كامل قبل الستقلل حيث‬ ‫نكببت بعد إنهاء دراستي القانونية في كلية الحقوق بالجزائر على درس فقه القضاء على‬ ‫قضاء جهابذة أمثال السيد عبدالرحمن الشفشاوني ومولي أحمد بن اليزيد البدراوي‬ ‫عضوي مجلس الستيناف الشرعي العلى ورئيسه السيد محمد المدني بن الحسني ووزير‬ ‫العدلية السيد محمد الرندة‪ .‬وقد انصبت قد حفظت عن ظهر قلب في الكتاب ‪ -‬منذ أواخر‬ ‫الثلثينات على نسق النظام القديم – معظم المتون المتعلقة بالعلوم السلمية ولغة القرآن‬ ‫وقد لحظت أن البون كان شاسعا بين القضاء كما عرفته من خلل هذه الدروس والقضاء‬ ‫كما عايشته في المغرب تحت الحماية حيث تقلصت أبعاد اختصاصات القضاء الشرعي‬ ‫وخضع لتوجيهات ومراقبات استعمارية‪ .‬وما كاد المغرب يستقل عام ‪ 1956‬حتى هب‬ ‫صاحب الجللة المرحوم محمد الخامس وسمو ولي عهده آنذاك جللة الحسن الثاني‬ ‫لصلح أول جهاز حضاري اجتماعي اقتصادي هو جهاز القضاء لوضع البنية الساسية‬ ‫والتفريعات العملية في نطاق معرب يستمد مسطرته من أصالة المغرب العربية السلمية‬ ‫مع تطعيمات اقتضاها تطور الفكر القانوني ضمن النساق الدولية‪ .‬وكانت تجربة جريئة‬ ‫‪93‬‬

‫رائدة حققت هدفين اثنين أولهما اقتباس الصلح مما عرفته العدوتان (المغرب والندلس)‬ ‫منذ عهد الموحدين وثانيهما توحيد القضاء بالنسبة لشعب موحد حاول الستعمار تمزيقه‬ ‫هو الشعب المغربي في صحرائه وجباله وسهوله‪.‬‬ ‫وقد جرؤ الستعمار على هذا التمزيق منذ أوائل الثلثينات عندما اضطرت‬ ‫المقاومة المغربية على وضع السلح بعد عام ‪ 1933‬ممهدا لذلك بالظهير البربري عام‬ ‫‪ 1930‬بدعوى غلبة (العرف) أو (إزرف) في معظم البلد مما حداه إلى إقامة (محاكم‬ ‫عرفية) قضت نهائيا على الحكام الشرعية‪.‬‬ ‫وقبيل إعطاء صورة عن مظاهر ومقومات القضاء المغربي عبدالعصور نشير‬ ‫أول بخصوص قضية (العرف) إلى ما حدثنا به الحسن بن محمد الوزان المعروف بليون‬ ‫الفريقي في القرن العاشر الهجري عن تجواله خلل القبائل البربرية حيث لمس رغبة‬ ‫الناس في طبع مظاهر حياتهم بالطابع السلمي واستعداد البربر ليمواء حملة الشريعة‬ ‫السلمية الذين تنقلهم الصدف إلى قراهم وتمنيتهم بالمال وقد حكموه هو شخصيا (وهو‬ ‫من علماء فاس) في نزاعاتهم وفي الطلس الكبير‪ .‬لحظ (الوزان) ان القبائل تصرف‬ ‫أموالهم طائلة على قضاة دائمين كما هو الحال في (مرنيسة) و(بني زروال) و(شيشاوة)‬ ‫و(تينمل) وكذلك (الريف) غير أن كثيرا من القبائل اضطرت إزاء عدم وجود قضاء‬ ‫شرعيين ذوي كفاءة على تحكيم جماعة العيان الذين كانوا يصدرون ‪ -‬نظرا لجهلهم‬ ‫بالشريعة ‪ -‬أحكاما حسب رأيهم فكان في ذلك ركون إلى أعراف تجمعت مع الجيال‬ ‫كتنحية المرأة من إرث بسبب ما يخشاه الناس من تسرب زوج أجنبي وتدخله في الملك‬ ‫العائلي أو ملك القبيلة‪.‬‬ ‫فالعرف إذن قانون قبلي يتخلف من ناحية لخرى ويندرج الكثير منه في العادات‬ ‫المحكمة من طرف الشرع طبقا لقاعدة (تكيم العرف) ومبدأ (المصالح المرسلة) عند المام‬ ‫مالك‪.‬‬

‫‪94‬‬

‫وقد استغلت فرنسا هذا الوضع فأدرجت هذه العراف ضمن قوانين مفتعلة كونت‬ ‫محاكم عرفية تحكم بمقتضاها وتساوق عمل إسبانيا – طبقا لتفاقات سرية مع فرنسا ‪-‬‬ ‫فنشر السبان تجربة ما سموه بالعرف الصحراوي في كل من (الساقية الحراء) و(وادي‬ ‫الذهب) قبل محاولة إعطائه المبغة القانونية بتقديم مشروع في الموضوع لمجلس‬ ‫(الكورطيس) عام ‪.1960‬‬ ‫ول يخالف أحد في مشروعية (العرف الصحيح) لنه كما قال (الونشريسي) في‬ ‫(المعيار)(ج ‪3‬ص ‪" )36‬كالشرط يقضي به لمن طلبه"‪.‬‬ ‫ففي خصوص الصحراء صنف الشيخ محمد يحيى بن محمد الشنقيطي الولتي‬ ‫المتوفى عام (‪1329‬هـ‪1911/‬م) كتابا اشترط فيه عدم معارضة العراف للشرع سماه‬ ‫(حسام العدل ولنصاف القاطع لكل مبتدع باتباع العراف) بين فيه حقيقة العرف وتقسيمه‬ ‫وكيفية استعماله عند الفقهاء في الحكام الشرعية (توجد نسخة من ه\ا الكتاب في مكتبة‬ ‫حسن حسني عبدالوهاب بتونس (رقم ‪ )17 986‬كما صنف في نفس السياق العلمة أحمد‬ ‫بن أحمد بابا السوداني المتوفى عام (‪1036‬هـ‪1627/‬م) أجوبته في شان القوانين العرفية‬ ‫(توجد نسخة في الخزانة الحسنية رقم ‪ .)5813‬وممن أيد العراف من الفقهاء في نطاقها‬ ‫الشرعي (كما وصفه الوزان) الشيخ الحسن بن عثمان التملي الجزولي تلميذ الشيح أحمد‬ ‫الونشريسي والشيخ ابن غازي المتوفى عام ‪933‬هـ) وعمر بن أحمد بن زكريا البعقيلي‬ ‫المعروف بمعرو المفتي تلميذ الونشريسي أيضا‪ .‬وقد أصدر منشورا بخط يده‬ ‫(عام ‪964‬هـ) يعد نموذجا لعراف (سوس) راجع (ألواح جزولة) (ص ‪ )106‬ثم محمد‬ ‫بن إبراهيم بن عمرو بن طلحة التمنارتي (المتوفى عام ‪971‬هـ) وعبدال بن مبارك‬ ‫القاوي (‪1015‬هـ) وعبدالواحد بن احمد مفتي مراكش‪ ،‬وقد وضع محمد البوعقيلي‬ ‫الهللي لوح حصن زاوية سيدي يعقوب وله كتاب في العراف‪.‬‬ ‫وهذا التأييد كله راجع لعدم مخالفة الكثير من العراف للشريعة على ان هنالك‬

‫‪95‬‬

‫ما يخالف الشريعة (كما هو الحال في بعض مناطق الطلس الوسط) حدا ثلة من العلماء‬ ‫إلى انكار (العرف) مثل الشيخ عبدالرحمن الجزولي ومحمد الهتشوكي وعبدالرحمن‬ ‫التمنارتي‪.‬‬ ‫وقد لحظ ذلك (ربير مونطاني) (البربر والمخزن ص ‪ )98‬موضحا انه منذ‬ ‫أربعة قرون قام الشرع مقام العرف بالجنوب‪.‬‬ ‫كما لخص سوردون في كتابة ‪ Institutions ...‬ص ‪ 28‬هذا التجاه في حديثه‬ ‫عن (إزرف) بمجموع المغرب مؤكدا "أن العادة تسمى عرفا أو شرعا لن الشرع هو‬ ‫العادة العامة التي هي رصيد (ازرق)"" كما يقول‪.‬‬ ‫وأول ما قام به المرابطون البرابرة "رد احكام البلد على القضاة واسقاط ما دون‬ ‫الحكام الشرعية (ابن أبي زرع ج ‪ 2‬ص ‪ )37‬بل "عدم القطع في أي امر دون مشاورة‬ ‫القضاء "الذين هم ممثلوا الشريعة (المعجب للمراكشي ص ‪ )102‬وقد لحظ (طيراس)‬ ‫‪ Terrasse‬في (تاريخ المغرب) أن المرابطين والموحدين قضوا على بقايا رواسب‬ ‫الوطنية في الطلس والريف والسهول البربرية وقطعوا أشواطا كبرى في بث الروح‬ ‫السلمية في النفوس والتمسك بالشريعة"‪.‬‬ ‫ومنذ عهد الموحدين (أي القرن السادس الهجري) أصبح لكل حاضرة كبرى‬ ‫قاض للجماعة يتولى اختيار نوابه في المراكز المحلية وكان الخليفة هو الذي يعين قضاة‬ ‫الجماعة وذلك في المغرب والندلس دون ادنى تدخل من الولة دعما لستقلل القضاء مع‬ ‫رعاية نوع من فضل السلط‪.‬‬ ‫ولم يكن عدد قضاة المغرب يتجاوز (الخمسة عشر) وإن كانت فاس ومراكش‬ ‫يتوفر كل منهما على ثلثة قضاة مع نواب عنهم في القبائل وكذلك رباط الفتح في عهد‬ ‫السلطان سيدي محمد بن عبدال‪.‬‬

‫‪96‬‬

‫وكان اختصاص القضاة يشمل كل الحوال الشخصية والمرافق الجتماعية‬ ‫والقتصادية والثقافية مع رعاية أموال اليتامى ومراقبة العدول ورجال التوثيق والعلماء‬ ‫ونظار الحباس وحتى التعليم حيث كان قاضي (السماط) بفاس يشرف على تراتيب‬ ‫العلماء وجامعة القرويين فكان للقاضي بذلك دور سياسي هام لهذا كان تعيين القضاة يحاط‬ ‫بعناية خاصة ولم يكن حكم التظلم خاضعا لمراجعة محكمة استئنافية عدا رفع التظلم إلى‬ ‫السلطان بواسطة (وزير الشكايات) لجمع العلماء والنظر في قيمة التظلم فقط دون إصدار‬ ‫حكم جديد وكان القاضي يتسم في غالب الحيان بالنزاهة والعدل يحرزه إيمانه كما يكبحه‬ ‫الرأي العام‪.‬‬ ‫وقضاء الجماعة بالمغرب يوازي منصب (قاضي القضاة) بالمشرق ولم يطلق‬ ‫المغرب وصف القضاة على غير الحكام الشرعيين ومنذ عصر المرابطين كانت زعامة‬ ‫القضاء راجعة لقاضي الحضرة (أي مراكش) الذي أصبحت له سلطة كبرى على قضاة‬ ‫المغرب والندلس وكانت هذه المشيخة تعطى أحيانا لقاضي سبتة وطنجة أو قرطبة وكان‬ ‫القضاة إبان وحدة المغرب الكبير في عهد الموحدين يأتون لتونس من مراكش في حين‬ ‫كان قضاة المغرب يختارون من سوس أيام السعديين (تاريخ الدولة السعدية ص ‪.)25‬‬ ‫وكان للقضاء منذ القرن الخامس الهجري مستشارون ‪ -‬كما يجري به المر في العصر‬ ‫الحديث ل يصدر القاضي حكما إل بموافقتهم تحريا للحق والعدالة ومن مظاهر التحري‬ ‫في عهد الموحدين أنهم كانوا ل يولون القضاة في منطقة ما (من تونس إلى مراكش) أكثر‬ ‫من عامين عمل بوصية الخليفة عمر بن الخطاب (تاريخ الدولتين ص ‪ )44‬وقد عرف‬ ‫المغرب منذ ذاك مظاهر للعدول والنصاف بين الماس مما كان يعطل القضاء فتظل‬ ‫(مقصورات القضاة) فارغة لحتكام الناس إلى أنفسهم‪ ،‬ولن القاضي كان يقضي غالبا‬ ‫باحد أمرين إما الصلح أو انزال شر عقاب بالظالم وكان للقاضي نفوذ واسع يستخدم لتنفيذ‬ ‫أحكامه كل القوى المتوفرة فكان قضاة الرباط مثل يخضعون لوامرهم جنود الطبجية أي‬ ‫المدفعية في عهد السلطان سيدي محمد بن عبدال الذي شعر‪ -‬مع استفحال تدخل‬

‫‪97‬‬

‫المستعمرين الجانب في الجيوب الساحلية ‪ -‬بنوع من الخلل والهلهلة في المسطرة‬ ‫القضائية فأصدر ظهيرا امر فيه القضاة بكتابة الحكام في كل قضية في رسمين "يأخذ‬ ‫المحكوم له رسما يبقى بيده حجة على خصمه والمحكوم عليه رسما ومن حكم ولم يكتب‬ ‫حكمه ولم يشهد عليه العدول فهو معزول "كما في نص الظهير وكان المخزن يرسل على‬ ‫كل قبيلة من يقوم باختيار قضاة البادية قبل تعيينهم حتى ل يتولى سياسة الرعية غير ذوي‬ ‫الكفاءة وتسجل نتائج المتحان في تقارير وبيانات ترفع إلى السلطان ليمدر امره بالتعيين‬ ‫(من ذلك ظهير صدر عام ‪1294‬هـ‪1877/‬م) اعتمد على تقييد لختبار عمال (دكالة)‬ ‫وقضاتهم وأشياخهم (الغر والصولة لبن زيدان ج ‪ 2‬ص ‪ .)8‬الذين تهافتوا على الخطة‬ ‫وقد كان المولى محمد بن عبدال بادرات قانونية ذات طابع دولي أشار إليها (كايي)‬ ‫‪ Caillé‬في كتابه حول العقود والمعاهدات في عهد السلطان سيدي محمد بن عبدال‪،‬‬ ‫فقضى على الرق وحاربة القرصنة في (البحر المتوسط) وسبق الغربيين إلى وضع مبادئ‬ ‫في القانون الدولي العام الذي كان (كايي) أستاذي فيه كما أرجع القضاء إلى مفهومه‬ ‫السلفي بتقليص مسطرته وضمان فعاليته‪.‬‬ ‫وقد لحظ المولى إسماعيل جهل الكثير من رجال القضاء الذين تهافتوا على‬ ‫الخطة فأمر بحبس بعضهم ممن امتحنوا فتأكد جهلهم وسجنهم في مشور فاس الجديد حتى‬ ‫تعلموا ضروريات الحكام‪ .‬ولم يكن العلم وحد كافيا في اختيار القضاة بل عن النزاهة‬ ‫والخبرة والفطنة كانت أهم الصفات في ميزان الختيار فعندما ترجم (ابن القاضي) في‬ ‫(درة الحجال ج ‪ )1/39‬لحمد بن محمد الطرون الفاسي ذكر أنه كان قاضيا بفاس وأنه لم‬ ‫يكن من أهل العلم وإنما ولي لنهم كانوا يولون القضاء من يكون مليا (أي ذا مال) وإن لم‬ ‫يكن ذا علم لينكف بماله عن أموال الناس وعن الرشوة لسيما وان القاضي كان محاطا‬ ‫بمستشارين من كبار العلماء والمفتين‪.‬‬ ‫وكانت مجالت القضاء وأصنافه مختلفة منها قضاء الحواضر وقضاء العساكر‬ ‫وقضاء الحجيج وقضاء النساء وقضاء السوق (وهو الحسبة) فكان المحتسب مثل يشرف‬ ‫‪98‬‬

‫بصفته قاضيا شرعيا على الشؤون القتصادية والحرف التقليدية ومختلف الحناطي‬ ‫التجارية والصناعية وقد لحظ (باليز) في (النشرة القتصادية والجتماعية) (عدد ‪ 49‬ص‬ ‫‪ )5‬ان هذا النوع من النظام القضائي كان يتسم في جميع العصور بالحرية لن المخزن‬ ‫كان يحترم مبدأ الحرية التجارية قبل صدور ظهير (‪1336‬هـ‪1917/‬م) وحرية هذا النظام‬ ‫لم يفسدها‪ .‬كما يقول (باليز) إل الحتكاك بالغربيين على ان القضاء في مجموعة كان‬ ‫يحظى بثقة الشعب نظرا لنزاهة رجاله وحسن أحدوثتهم وقد تحدث (جان موكي) "‬ ‫‪J.Mocquet" (1601-1609‬م) عن قضاة المغرب فنوه "بسرعة وعدالة المسطرة‬ ‫القضائية عندهم"‪.‬‬ ‫(الوثائق الغميسة – دوكاستري – السعديون ‪ -‬السلسة الولى ج ‪ 2‬ص ‪)400‬‬ ‫وقد استمر هذا الوضع غالبا إلى ما بعيد الحماية بقليل‪.‬‬ ‫وذكر لودفيك (‪ Ludvic de Campon‬في كتابه (المغرب المعاصر‬ ‫إمبراطورية تنهار) (ص ‪ )122‬ان كل فخذة من القبائل المغربية كانت تشتمل على بنيات‬ ‫ثلث ‪( :‬مسجد للصلة وكتاب لتحفيظ القرآن ومقصورة قاض لصدار الحكام)‪.‬‬ ‫وقد تعزز القضاء المغربي بمراجع تعد بالمآت تحلل المبادئ القضائية‬ ‫والمجريات المتجددة في نطاق الصالة المالكية والطابع المغربي الذي تتسم به الصلة‬ ‫الجتماعية في معاملت الفراد والجماعات وقد برع علماؤنا في إيجاد الحلول المواتية‬ ‫لهذه القضايا دون تنطع ول تعصب علماء لن الشريعة السلمية صالحة لكل زمان‬ ‫تتطور حسب مقتضيات العصور متشبثة بروح التشريع مع الحتفاظ بالصالة الفكرية‬ ‫والروحية ويكفي أن نشير إلى ثلثة من هذه الكتب هي (حديقة القضاء) للعربي بن عبدال‬ ‫المستاري رئيس البحر في عهد المولى محمد بن عبدال (نسخة منه في خع ‪1862‬د) و‬ ‫(قلدة التسجيلت والعقود وتصرف القاضي والشهود) كلهما لموسى بن عيسى العقيلي‬ ‫السوسي (‪ 791‬هـ) و(رسالة اصلح القضاء) أيام المولى محمد بن عبدال (خع ‪ 330‬د)‬

‫‪99‬‬

‫إلخ‪.‬‬ ‫وكان الملوك يشجعون الكفاءة من الشباب على اعتلء ارفع المناصب القضائية‬ ‫حيث استقضي الفقيه عمر بن عبدال ابن محمد الغماتي بفاس وهو ابن عشرين سنة‬ ‫وكذلك الفقيه عمر بن محمد بن حم كردس الدمناتي الذي استقضي بقصبة مراكش وهو‬ ‫ابن عشرين سنة أيضا ومحمد السعيد بن محمد بن عمر بن العياش قاضي الجماعة‬ ‫بمراكش استقضاه المولى سليمان بسجلماسة وهو ابن خمس وعشرين سنة‪( .‬العلم‬ ‫للمراكشي ج ‪ 7‬ص ‪ 5‬طبعة ‪ )1976‬والواقع ان خطة الفتاء كانت تعتبر فير الغالب سندا‬ ‫قويا لتعزيز القضاة ولحملهم على التحري خشية الصطدام بآراء مخالفة تستند إلى‬ ‫نصوص فقهية أقوى وأعلق بالموضوع‪ ،‬وقد ظهر الفتاء بالمغرب في عهد (محمد الشيخ‬ ‫السعدي) اقتباسا من (التراك) وإن كان المغرب قد توفر قبل ذلك مفتين ولكن دون صبغة‬ ‫رسمية وأصبح الفتاء من أسمى الوظائف ل يرخص فيه إل لذوي المروءة والدين فضل‬ ‫عن الضلعة في العلم وكان العزل والعقاب والتنكيل مآل من "طرأ عليه أو ظهر منه ما‬ ‫يخالف ذلك" وقد صدرت ظهائر شريفة في الموضوع أمر فيها المولى عبدالرحمن بن‬ ‫هشام برفع يد المفتين عن الفتوى بطنجة نظرا لفساد الحكام والتلبيس على العوام وذلك‬ ‫في ‪ 25‬رمضان ‪1274‬د‪.‬‬ ‫وقد وضع يعقوب الكوهن المعروف بالفاسي المتوفى (عام ‪404‬هـ‪1013/‬م)‬ ‫والمولود بقلعة ابن احمد قرب فاس تعليقا جديدا على (التلمود) في عشرين مجلدا يعتبر‬ ‫إلى اليوم من أهم مراجع التشريع العبري ضمنه (‪ )320‬فتوى بالعربية اقتبسها من‬ ‫الماجريات المالكية المغربية والفاسي هذا هو الذي أسس في (اليسانة) ‪( Lucena‬معقل‬ ‫ابنم رشد في الندلس (معهدا للدروس العليا التلمودية) وفي القرن الماضي جمع احد‬ ‫أساتذة القانون في مدريد (‪ )1151‬عقدا للنوازل التجارية محررا باللغة العربية وقد نص‬ ‫على ذلك صاحب المدجنون في طليطلة في القرنين الثاني والثالث عشر الميلدين)‪ .‬وقد‬ ‫علل (روبيرمونطاني) البربر والمخزن ص ‪ 12‬هذه الفعالية للغة العربية بكونها تشكل‬ ‫‪100‬‬

‫للحضارة والسياسي وقد سانده (ماسينبون) ملحظا "أن استمرار حياة اللغة العربية دوليا‬ ‫– لمن يعرفها طبعا ويدرك عمقها ‪ -‬يعد عنصر أساسيا لمستقبل السلم بين المم"‪ .‬وكان‬ ‫(مجلس المفتين)‪ ،‬بالمغرب يعمل تارة كمحكمة عليا للنقض والبرام وأخرى كهيئة‬ ‫استينافية وهذا المجلس يجمعه السلطان عند الحاجة للنظر في قضية فقهية قبل إحالتها‬ ‫على محكمة جديدة‪ .‬وكان السلطان يصدر الحكام مرة في الشهر ويتلقى طلبات الستيناف‬ ‫ويتقاضى أمامه الجانب أكثر من رعاياه وقد سقط آنذاك في أيدي بعض القناصلة‬ ‫الجانب الذين كانوا يطالبون بحرية التقاضي ضمن امتيازات ‪ capitulation‬في‬ ‫خصوص الجانب والمحميين من المغاربة‪.‬‬ ‫وكان لكل حاضرة أو إقليم رجل مكلف بالفتاء من طرف السلطان وأول قاض‬ ‫بعد السلطان هو المفتي الذي يتلقى طلبات الستياف وكان هنالك ثلثة مفتين بمراكش‬ ‫وفاس وتاروادانت‪ .‬وقد شلمت عناية ملوكنا العلويين (رجالت الفتاء) في سائر أنحاء‬ ‫العالم السلمي وخاصة في الحرمين الشريفين حيث حبس السلطان سيدي محمد ابن‬ ‫عبدال أموال طائلة على (رجال الفتاء) في المذاهب الربعة وطلبتهم بالمدينة المنورة‪.‬‬ ‫وكان المفتي يتلقى السئلة ولستفسارات والستيضاحات في القضايا الفقهية نمن‬ ‫مجموع المنطقة مثال ذلك الفقيه محمد بن إبراهيم السباعي رئيس قلم الفتاء بمراكش‬ ‫الذي كانت ترد عليه السئلة من سائر أنحاء المغرب بصفته (مفتي الحضرة) فيجب عنها‬ ‫دون تشدد يتصرف بحرية قائل تعقيبا على سلفه (هم رجال ونحن رجال)‪.‬‬ ‫وهذه الحرية في التصور والحكم كانت هي الطابع الذي امتاز به العمل الفاسي‬ ‫والعمل السجلماسي والعمل الرباطي إذهي مجموعة (نوازل) أشبه بما يعرف اليوم بـ(‬ ‫‪ )Jurispridence‬أي بما جرى به العمل وقد كتبت فيها مآت المجلدات أسهم في إعدادها‬ ‫فقهاء من حواضر المغرب وبواديه فتبلورت فيها آراء جريئة لفض نزاعات ومشاكل‬ ‫طريفة أغنت الفكر الفقهي السلمي وقد نشرنا نماذج لصحاب هذه النوازل في كتابنا‬

‫‪101‬‬

‫(معلمة الفقه المالكي) الذي نشرته (دار الغرب السلمي بيروت عام ‪1403‬هـ‪1983/‬م)‬ ‫وقد اثارت هذه النوازل إعجاب فقهاء العالم السلمي بما اتسمت به من جراة وحرية ل‬ ‫يحيدان عن (الشرع الصحيح والعقل الصريح) كما يقول الحافظ ابن تيمية) وقد حفلت‬ ‫(المكتبة العامة والمكتبة الحسنية بالرباط بالقيم النادر من هذه النوازل التي هي عبارة عن‬ ‫فسيفساء من الماجريات المتجددة) في جبال المغرب وسهوله وصحرائه من المحيط‬ ‫وسجلماسة إلى رسموكة إلى شتوكة ودرعة وورزازات ودكالة إلى زرهون وطنجة وفاس‬ ‫ومراكش ومكناس ووزان حسب مسقط رأس أصحابها‪.‬‬ ‫وما قلناه في كتب (النوازل) نقوله في كتب (الوثائق) وهي عقود يسجلها العدول‬ ‫وقد عرف ابن الخطيب الوثيقة في كتابه (مثلي الطريقة في ذم الوثيقة) أي وثيقة العدول‬ ‫غير النزهاء الذين كان العلماء لهم بالمرصاد حتى قال بعضهم (كل العدول غل العدول‬ ‫ولعل هنالك نسخة في خزانة زميلينا الستاذ محمد ابراهيم الكتاني وقد حفلت كذلك‬ ‫المكتبات العامة والخاصة في المغرب بعشرات المخطوطات الطريفة في الموضوع تعد‬ ‫هي ومخطوطات (النوازل) مراجع لتاريخ الحياة الجتماعية والقتصادية بالمغرب‪.‬‬ ‫ول أريد أن أطيل بسرد نماذج من هذه المخطوطات لن ذلك يتطلب مني إعطاء‬ ‫بطاقة هوية عن هذه المخطوطات مع بيان كيفية تطور الفكر الفقهي عبر العصور من‬ ‫أزيد من ألف عام تبعا لمحتوى كل مخطوط‪.‬‬ ‫ولن نختم هذا البحث دون أن نشير إلى نموذجين من الدراسات حول علم يندرج‬ ‫في فقه القضاء المسؤول عن المواريث والهلة لنتبين مدى شمولية الفقه بالضافة على‬ ‫علم منفصل يعد من فروعه هم علم التوقيت والفلك وكذلك الفرائض يشكل كلهما علما‬ ‫يدخل في الفقه والحساب برع فيه كثير من علماء المغرب نظرا لصلته الوثيقة بجانب هام‬ ‫من الشريعة السلمية وقد تحدث عنه ابن خلدون (ج ‪ 1 1‬ص ‪ )810‬ومن العلماء الذين‬ ‫برزوا فيه) ابن البناء احمد بن محمد الزدي المراكشي الرياضي الحيسوبي صاحب‬

‫‪102‬‬

‫(الفصول في الفرائض) الذي شرحه يعقوب نب أيوب بن عبد الواحد الموحدي‬ ‫(خع ‪.)539‬‬ ‫ابن رشد الحفيد محمد بن احمد الفيلسوف الطيب صاحب (المقدمة في الفرائض)‬ ‫على عقيدة المام (توجد نسخة في الجزائر ‪ 598‬و(الفاتكان ‪ )1416‬عليها عدة شروح‬ ‫منها شرح محمد بن ابراهيم التناني (المتحف البريطاني ‪ 827‬باريز ‪.)1061-1057‬‬ ‫تلك فذلكة مقتضبة تعطينا صورة عن مدى ثراء ثراثنا الفقهي الذي عرف العالم‬ ‫قيمته النسانية وهو تراث يعطي للفقه السلمي بعدا دوليا أبرزه المؤتمر العالمي للقانون‬ ‫المقارن ‪ Droit comparé‬عام ‪ 1651‬ملحظا صلحيته لكل متجدد من مفاهيم وتقنيات‬ ‫واستجابته لمتطلبات الحياة المعاصرة‪.‬‬ ‫‪-2‬قضائيات وفقهيات‬ ‫الجازة ‪:‬‬ ‫شهادة علمية تصدر عن عالم لخر وهي ان يقول المحدث لطالبه اجزت لك‬ ‫رواية لك رواية كذا عني وأخذ عن فلن وفلن مع بيان ما يجاز له به بدقة ومعارضة‬ ‫النسخة المجازة بأصلها‪.‬‬ ‫فهي إذن عبارة عن وثيقة مكتوبة يشهد موقعها من كبار العلماء بكفاءة حاملها‬ ‫وقد توافرت خاصة في حواضر كالرباط وتطوان والدار البيضاء‪ ،‬وأسفي إلخ أي المدن‬ ‫التي ل توجد فيها جامعة لجامعة القرويين بفاس وكلية ابن يوسف بمراكش فكان العلماء‬ ‫المشرقون على الدراسات السلمية والعربية في هذه الحواضر يصدون من حصل على‬ ‫ملكة عملية بارزة من الطلبة بمكتوب قد يعزز بإجازات صادرة عن علماء حواضر‬ ‫أخرى أو حتى بعض مناطق العالم السلمي‪.‬‬ ‫ومن أمثلتها بكر بن عبدالرحمن القندوسي (العلم للمواكشي ج ‪ 6‬ص ‪)486‬‬

‫‪103‬‬

‫‪":‬أجاز المسند السيد التهامي بن المالكي بن رحمون في جميع ما تجوز له وعنده روايته‬ ‫أو تنسب إليه معرفته ودرايته من مقروء ومسموع ومفرق ومجموع وإجازة ووجادة‬ ‫ورحلة ومشيخة وإفادة ومروج ومناول وغريب ومداول من سائر المؤلفات والمجموعات‬ ‫بالجمع والشتات‪"...‬‬ ‫الجازة (منهجتها في المغرب) (مناهل الصفا ‪ -‬مختصر الجزء الثاني‬ ‫ص ‪ )204‬سفر في الجازات لمحمد بن الحاج عبدالسلم المدني بن جلون (‪1298‬هـ‪/‬‬ ‫‪1881‬م) جمع فيه اجازات أشياخه (فهرس الفهارس ج ‪ 2‬ص ‪.)385‬‬ ‫كتاب "الوجازة في صحة القول باحكام الجازة" لبي العباس الوليد بن بكر رد‬ ‫فيه على من نسب للشافعي قوله بعدم جواز الرواية عن طريق الجازة بدون سماع العلم‬ ‫مباشر من المدرس والوليد المذكور هو أبو العباس الغمري من اهل سرقسطة سمع بصر‬ ‫الحسن أبي رشيق وسافر في طلب العلم إلى الشام والعراق وخراسات وما وراء النهر‬ ‫(جذوة المقتبس – طبعة ‪ 1952‬ص ‪ )339‬إجازات السماع في المخطوطات القديمة للمنجد‬ ‫في ‪( Rima‬ج ‪1‬ص ‪ 232‬عام ‪( )1955‬وفيها أيضا لعبد العزيز الهواني كتب برامج‬ ‫العلماء بالندلس ص ‪.)91‬‬ ‫لبن الصابوني قاسم بن ابراهيم حاكم لبلة (‪446‬هـ ‪1054‬م) كتاب المناولة‬ ‫والجازة (الصلة ص ‪ )460‬انموذج للجازة المغربية في خع ‪ 2091‬د (م = ‪- 109‬‬ ‫‪.)113‬‬ ‫إجازة الشيخ عبدالحفيظ بن محمد الطاهر بن عبدالكريم الفاسي للطيب بن الشليح‬ ‫السلوي ومن اعتناء المصنور السعدي بالجازة انه كتب إلى علماء مصر سيجيزهم‬ ‫رغبة في اتصال حبل السند وممن أجازه محمد البكري يجمع ما يجوز له وعنه رواية‬ ‫بشرطه المعتبر عند أهل المر وكذلكم مجموع اهل العصر اجازة عام يعام (الجازة‬ ‫مؤرخة بعام ‪992‬هـ) كما استجاز محمدا بن يحيى المصري الشهير ببدر الدين القرافي‬

‫‪104‬‬

‫صاحب الديباج فاجازه مادحا إيبال بقصيدة ذكرها صاحب الستقصا (ج ‪ 3‬ص ‪.)55‬‬

‫‪105‬‬

Related Documents


More Documents from ""

June 2020 3
Nadaratalbouchikhi
June 2020 2
June 2020 8
June 2020 8
June 2020 8
June 2020 10