129
ABCDEFG
c ba
X¹uJ« ‡ »«œü«Ë ÊuMH«Ë WUI¦K wMÞu« fK:« U¼—bB¹ W¹dNý WOUIŁ V² WKKÝ
اﳌﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﻨـ ــﻮن اﻷداء
ﺗﺄﻟﻴﻒ
ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﳉﻠﻴﻞ
ac b
X¹uJ« ‡ »«œü«Ë ÊuMH«Ë WUI¦K wMÞu« fK:« U¼—bB¹ W¹dNý WOUIŁ V² WKKÝ ﺻﺪرت اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﻓﻲ ﻳﻨﺎﻳﺮ ١٩٧٨ﺑﺈﺷﺮاف أﺣﻤﺪ ﻣﺸﺎري اﻟﻌﺪواﻧﻲ ١٩٢٣ـ ١٩٩٠
129
اﳌﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ
ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﳉﻠﻴﻞ
d³L²³Ý 1988
ABCDEFG
ا$ﻮاد ا$ﻨﺸﻮرة ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ رأي ﻛﺎﺗﺒﻬﺎ وﻻ ﺗﻌﺒﺮ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻋﻦ رأي اﺠﻤﻟﻠﺲ
M M M M
ﻣﺪﺧﻞ
٧
اﻟﻔﺼﻞ اﻷول: أﺻﻮل ا$ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
١٥
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺗﻄﻮﻳﺮ ا$ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
٢٣
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺑ< ا$ﻮﺷﺢ اﻟﺸﺮﻗﻲ وا$ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ا$ﻐﺮﺑﻴﺔ
٤١
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ: اﳉﺎﻧﺐ اﻵﻟﻲ ﻓﻲ ا$ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
٤٧
اﻟﻔﺼﻞ اﳋﺎﻣﺲ: ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻨﻮﺑﺔ
٥٣
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس: اﻟﻄﺒﻮع
٥٧
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ: ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ
٧٩
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ: ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ ا$ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
١٣٣
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ: ﻣﻮازﻳﻦ ا$ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
١٨٧
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻌﺎﺷﺮ: اﻵﻻت ا$ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻮق ا$ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
٢١٧
M M M M
ﺗﻌﺮﻳﻔﺎت
٢٤١
ا8ﺼﺎدر و ا8ﺮاﺟﻊ
٢٤٣
ﻫﻮاﻣﺶ
٢٤٧
ا8ﺆﻟﻒ ﻓﻲ ﺳﻄﻮر
٢٥٩
ﻣﺪﺧــﻞ
ﻣﺪﺧﻞ
اﳌﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻳﺒﺪو أن ا8ﻮﺳﻴـﻘـﺎ اﻷﻧـﺪﻟـﺴـﻴـﺔ ،اﻟـﺘـﻲ أﻗـﺘـﺒـﺴـﺖ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ا8ﻌﺠﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺎ8ﺸﺮق ،ﻟﻢ ﲢﻔﻆ ﻟﻜﻞ ﺗﻠﻚ ا8ﺼﻄﻠﺤﺎت ﻣﺪﻟـﻮﻻﺗـﻬـﺎ اﻷﺻـﻠـﻴـﺔ .ﻓـﻠـﻘـﺪ ﺗﻐﻴﺮت ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﺰﻣﻦ وﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ اﳊﻀﺎري. وﻟﻌﻞ ﺧﻴﺮ ﻣﺜﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ أﻧﻪ إذا ﻛﺎن ﻟﻔﻆ اﻟﻌـﺮاق ﻳﺪل ﻋﻠﻰ رﺑﻊ ا8ﺴﺎﻓﺔ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻓﻠﻴﺲ ﺣﺘﻤﺎ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ أن ﻳﻮﺟﺪ اﻟﺮﺑﻊ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺒﻨﻰ اﻷﳊﺎن ﻣﻦ ﻣﻘﺎم ﻋﺮاق اﻟﻌﺮب أو ﻋﺮاق اﻟﻌﺠﻢ اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻫﻤـﺎ ﻣـﻦ اﻟـﻄـﺒـﻮع ا8ـﺴـﺘـﻌـﻤـﻠـﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻨـﻮﺑـﺎت اﻹﺣﺪى ﻋﺸﺮة ا8ﺘﺪاوﻟﺔ ﻓـﻲ ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻷﻧـﺪﻟـﺴـﻴـﺔ ﺑﺎ8ﻐﺮب .وﻳﺆﻛﺪ ﻫﺬه اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻣﺎ أورده ﻋﻠﻲ دروﻳﺶ- أﺣﺪ أﻋﻼم ا8ﻮﺳﻴﻘـﺎ ﻓـﻲ ﺳـﻮرﻳـﺎ -١٩٥٢ -١٨٨٤-ﻓـﻲ ﻣﺨﻄﻮﻃﺘﻪ »اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﳊـﻘـﻴـﻘـﻴـﺔ« ﺣـﻴـﺚ ﻗـﺎل :إن درﺟﺔ اﻟﻌﺮاق ﻋﻨﺪﻧﺎ-ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻌﺮب ﻓﻲ اﻟﺸﺮق-ﻗﺮﻳﺒـﺔ ﻣﻦ ٣/٤اﻟﻄﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ).(١ وﻗﺪ أ8ﺢ إﺑـﺮاﻫـﻴـﻢ اﻟـﺘـﺎدﻟـﻲ ﻓـﻲ ﻣـﻘـﺪﻣـﺔ ﻛـﺘـﺎﺑـﻪ »أﻏﺎﻧﻲ اﻟﺴﻴﻘﺎ« إﻟﻰ ﻫﺬه اﳊﻘﻴﻘﺔ ،ﻓﻘﺎل ﻓﻲ ﺻﺪد ﻛﻼﻣﻪ ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺐ ا8ـﺆﻟـﻔـﺔ ﻓـﻲ ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ» :إن ﻛـﺘـﺐ اﻷﻗـﺪﻣـ rﻓـﻲ ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ ﻋـﺎرﻳـﺔ ﻋـﻦ أﺻـﻄـﻼﺣ ـﻬــﺎ وﻗﺎﻧﻮﻧﻬﺎ اﻟﻴﻮم ﺑﺎ8ﻐﺮب ﻟﻌﺎم ١٣٠٢ﻫـ وﻗﺒﻠﻪ ﺑﻜﺜﻴﺮ ،ﺑﻞ ﺣﺪث ﻓﻴﻪ اﻟﻴﻮم أﺻﻄـﻼﺣـﺎت وأﺳـﻤـﺎء ﻟـﻘـﻮاﻋـﺪ ﻻ 7
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻛﺘﺒﻬﻢ ،وﻟﻌﻠﻬﺎ ﺣﺪﺛﺖ زﻣﺎن ﻧﻔﺎق ﺳﻮق ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻏﺮﻧﺎﻃﺔ ،ﻓﻬﻲ ا8ﻌﺪودة ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﻰ وآﻻﺗﻪ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺑﻼد اﻷﻧﺪﻟﺲ وﻣﻨﻪ وﺻﻠﺖ ﻟﻔﺎس وﻧﺤﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﺑﻼد ا8ﻐﺮب اﻷﻗﺼﻰ ﻛﺘﻄﻮان واﻟﻌﺪوﺗ .rوﻋﻠﻰ اﺻﻄﻼح ﻓﺎس واﻟﻌﺪوﺗ) rﺳﻼ واﻟﺮﺑﺎط( أﻟﻒ اﻟـﻔـﻘـﻴـﻪ اﳊـﺎﻳـﻚ اﻟـﻘـﺎﺳـﻲ ﻛـﺘـﺎﺑـﻪ ﻓـﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ).(٢ وﻟﻴﺲ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﺄوﻳﻞ إﻻ أن ﻳﻜﻮن ﺑﻌﺾ اﻷﻟﻮان واﻟﻘـﻮاﻟـﺐ ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﻴـﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻐﻴﺮت ﻧﺘﻴﺠﺔ اﺗﺼﺎﻟﻬﺎ ﺑﺘﺮاث ﺟﻨﻮب إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ،وإن ﻟﻢ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻣﻌﻬﺎ أﺳﻤﺎؤﻫﺎ اﻷﺻﻠﻴﺔ .وﻟﻌﻞ أﺑﺮزﻫﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺛﺮ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ واﺻﻄﺒﺎﻏﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ اﻷﺻﻴﻞ ﻣﺎ ﻧﻼﺣﻈﻪ ﻣﻦ ﺧﻠﻮ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ا8ﺘﺪاوﻟﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ا8ﻐﺮب واﳉﺰاﺋﺮ اﻟﻴﻮم ﻣﻦ رﺑﻊ ا8ﺴﺎﻓﺔ اﻟﺬي ﻳﻌﺪ ﺑـﺤـﻖ أﻫـﻢ ﻣـﺎ ﻴﺰ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺎ ﻓﻴﻬﺎ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ-ﻣﻲ ﻧﺼﻒ ﺑﻴﻤﻮل وﺳﻲ ﻧﺼﻒ ﺑﻴﻤـﻮل ) (٣ﻓﺈن ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ا8ﻘﺎم اﻟﻄﺒﻴـﻌـﻲ )اﻟﺪﻳﺎﺗﻮﻧﻴﻚ( اﻟﺬي ﻻﻧﻜﺎد ﳒﺪه ﺑﻜﻴﻔـﻴـﺔ ﻣـﻼزﻣـﺔ وداﺋـﻤـﺔ إﻻ ﻓـﻲ ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻷوروﺑﻴﺔ. وﻣﻦ ﺛﻢ ﻧﻜﺎد ﻧﻌﻠﻦ أن ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ وإن ﻛﺎﻧـﺖ ﻣـﻦ ﺑـﻘـﺎﻳـﺎ ﺣـﻀـﺎرة اﻟﻌﺮب وﺗﺮاﺛﻬﻢ اﶈﻔﻮظ ﻓﻲ اﻟﺸﻖ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺣﻤﻠﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﺒﺮ اﻟﻌﺼﻮر ﺧﺼﺎﺋﺺ وﻴﺰات ﻇﻠﺖ ﺗﻄﺒﻊ ﺗﺮﻛﻴـﺐ أﳊـﺎﻧـﻬـﺎ وﻧـﻈـﺎم ﺗﺄﻟﻴﻔﻬﺎ ﺑﻄﺎﺑﻊ ﺧﺎص ﻫﻮ وﻟﻴﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻣﺘﺰاج ا8ﻮﺳﻴﻘـﺎ اﻟـﺸـﺮﻗـﻴـﺔ وا8ـﻐـﺮﺑـﻴـﺔ ﺑﺎ8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ اﻟﻘﺪﺔ. وﻟﺴﺖ أﺗﺼﻮر ﻛﻴﻒ ﻜﻦ أن ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑ rﻣﺬﻫﺒ rأو ﺑ rﻣﺪرﺳﺘr دون أن ﻳﻜﻮن ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻗﺪ أﺛﺮ ﻓﻲ اﻵﺧﺮ وﺗـﺄﺛـﺮ ﺑـﻪ .ﻟـﺬﻟـﻚ ﻳـﺼـﻌـﺐ ﻋـﻠـﻲ أن أﻃﻤﺌﻦ إﻟﻰ اﻟﺮأي اﻟﻘﺎﺋﻞ »إن ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺑـﺎﳉـﺎﻧـﺐ اﻹﺳﺒﺎﻧﻲ ،وإﺎ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ أﺛﺮت ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻜﻨـﺴـﻴـﺔ ـﺎ ﻻﻧـﺰال ﻧـﺴـﻤـﻌـﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻜﺮﻳﻜﻮرﻳﺔ« ).(٤ ﻟﻘﺪ ﺑﺬﻟﺖ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻷوروﺑﺎ ﺑﺴﺨﺎء ﻣﻨﺬ أن أﺳﺘﺘﺐ اﻷﻣﺮ ﻟﻠﻌﺮب ﻓﻲ اﻷﻧﺪﻟﺲ وﺻﻘﻠﻴﺔ وﻛﺮﻳﺖ ،ﻛﻤﺎ أﻓﺎﺿﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺧـﺼـﺎﺋـﺼـﻬـﺎ وﻃﺒﺎﺋﻌﻬﺎ وﻣﻼﻣﺤﻬﺎ ﺎ ﻻ ﻧﺰال ﻧﻠﻤﺲ أﺛﺮه ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎ ﻫﺬه اﻟﺒﻘﺎع ،وﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺤﻞ دون أن ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﺎ ﻳﻄﻌﻤﻬﺎ وﻳﺰﻳﺪﻫﺎ ﺛﺮاء وﺟﻤﺎﻻ. وﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أن ﻳﻔﻀﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣـﻞ واﻟـﺘـﻌـﺎﻳـﺶ ﺑـ rأـﺎط اﻟـﻔـﻦ 8
ﻣﺪﺧــﻞ
ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ إﻟﻰ ﺣﺼﻮل اﻟﺘﺒﺎدل ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﺒﺎﻳﻨﺖ ﻣﻌﻄﻴﺎﺗﻬﺎ .وإن ﻣـﻦ أﻣـﺜـﻠـﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﺘﻪ اﳉﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑـﻴـﺔ ﺑـﻌـﺪ ﻓـﺘـﺢ ﺑـﻼد ﻓـﺎرس واﻟـﺮوم ﻣـﻦ أﻟﻮان ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة اﺳﺘﺤﺪﺛﻬﺎ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﻮن اﻟﻌﺮب وا8ﻮاﻟﻲ ﻣﻌـﺎ ﻓـﻲ ﻇـﻞ اﳊﻜﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ. وﻫﻜﺬا ﻳﺴﺘﻤﻊ اﻟﻐﺮﻳﺾ إﻟﻰ ﻏﻨﺎء اﻟﺮﻫﺒﺎن ﻓﻲ دﻳﺮ ﻟﻬﻢ ﻓﻴﺴﺘﺤﺴﻨﻪ وﻳﺼﻮغ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻮاﻟﻪ ﳊﻨﺎ ﺟـﺪﻳـﺪا ) ،(٥وﻳﺴﺘﺤﺴﻦ أﻫﻞ ﻣﻜﺔ ﻏﻨﺎء اﻟﻌﺠﻢ وﻗﺪ أﻗـﺒـﻠـﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻌﺒﺔ ﻳﻌﺒﺪون ﺑﻨﺎءﻫﺎ ،ﻓﻴﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ اﺑﻦ ﺳﺮﻳﺢ ﺑـﻌـﻮده اﻟـﻔـﺎرﺳـﻲ، وﻳﻀﺮب ﺑﺄﳊﺎﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ ) .(٦وﻫﻜﺬا أﻳﻀﺎ ﻳﺄﺧﺬ اﺑﻦ ﻣﺤﺮز ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻧﻐﻢ اﻟﻔﺮس واﻟﺮوم ،ﻓﻴﻤﺰج ﺑﻌـﻀـﻬـﺎ ﺑـﺒـﻌـﺾ وﻳـﺆﻟـﻒ ﻣـﻨـﻬـﺎ أﻏـﺎﻧـﻲ ﺟﺪﻳﺪة )(٧ وإذا ﻛﻨﺎ ﻧﻘﺒﻞ ﺒﺪأ اﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺬي ﺣﺼﻞ ﻓﻲ اﻟـﺸـﺮق اﻟـﻌـﺮﺑـﻲ ﻋـﻠـﻰ أﺛـﺮ اﻟﻔﺘﻮﺣﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ا8ﻤﺘﺪة ﻓﻲ ﻓﺎرس واﻟﻬﻨﺪ ﺷﺮﻗﺎ ،وﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴـﺎ ﺷـﻤـﺎﻻ ﻓـﻤـﺎ ﻨﻌﻨﺎ أن ﻧﻘﺒﻞ ﺑﺎ8ﺒﺪأ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ أرض اﻷﻧﺪﻟﺲ اﻟﺘﻲ ﺳﻜﻨﻬﺎ اﻟﻌﺮب وﻋﺎﺷﻮا ﺑ rﻗﻮﻣﻬﺎ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻗﺮون?. وإن ﻟﻨﺎ ﻓﻲ زرﻳﺎب ﻣﺜﻼ ﺣﻴﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻣﺎ ﻧﺬﻫﺐ إﻟﻴﻪ »ﻓﻘﺪ ﻳﺴﺮت ﻟﻪ اﻷﻗﺪار أن ﻳﺘﺘﻠﻤﺬ ﻋﻠﻰ أ8ﻊ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻠﻚ اﻟﺮﺷﻴﺪ ،ﺛﻢ ﺗﻜﺮﻣﻪ اﻷﻗﺪار ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﺘﺘﻴﺢ ﻟﻪ ﻣﻐﺎدرة ﺑﻐﺪاد إﻟﻰ ﺟﻨﺔ اﻟﻌﺮب اﳉﺪﻳﺪة ﻓﻲ ﺑﻼد اﻷﻧﺪﻟـﺲ، ﻓﺈذا ﺑﻪ ﻳﻮازن وﻳﻘﺎرن وﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ أﻟﻮان اﳉﻤﺎل ا8ﻐﺮﺑﻲ ﻓﻴﻀﻴﻔﻬﺎ إﻟﻰ ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ ا8ﻤﺰوﺟﺔ ﺑﻌﺒﻘﺮﻳﺘﻪ اﻟﻔﺮدﻳﺔ« )(٨ وﻧﺤﻦ اﻟﻴﻮم ﺗﺴﺘﻬﻮﻳﻨﺎ ﺻﻴﺤﺎت اﻟﻔﻼﻣﻨﻜﻮ اﻹﺳﺒﺎﻧﻲ .ﻓﺈذا ﺗـﺴـﺎءﻟـﻨـﺎ ﻋـﻦ اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ذﻟﻚ أﻟﻔﻴﻨﺎ اﳉﻮاب ﻋﻨﺪ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻹﺳﺒﺎﻧﻲ اﻟﺸﻬﻴﺮ ﻓﺮﻳﺪ ﻳﺮﻳﻜـﻮ ﻛﺎرﺳﻴﺎ ﻟـﻮرﻛـﺎ ) (١٩٣٦ -١٨٩٩ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل :إن ﻣﻴﺰات وﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟـﻔـﻼﻣـﻨـﻜـﻮ ذاﺗﻬﺎ ﳒﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،وﻫﻲ أﻏﺎن ﻣﺎزاﻟﺖ ﲢﺘﻔﻆ ﺑﺸﺒﻪ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﺎ8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮف اﻵن ﺑﺎ8ﻐﺮب واﳉﺰاﺋﺮ وﺗﻮﻧﺲ ﺑﻬﺬا اﻻﺳﻢ ا8ﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻛﻞ ﻏﺮﻧﺎﻃﻲ ﻋﺮﻳﻖ أﻻ وﻫﻮ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎ ﻏﺮﻧﺎﻃﺔ. ﻋﻠﻰ أﻧﻨﺎ إذا ﻛﻨﺎ ﻧﻘﺒﻞ ﺒﺪأ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻓﻠﺴﻨﺎ ﻧﻮاﻓﻖ-إﻻ ﺑﻘﺪر ﻣﺤﺪود ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺮأي اﻟﺬي ﻳﻘﻮل» :إن ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﺘﻄﺒﻴـﻘـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ أدﺧـﻠـﻬـﺎ زرﻳـﺎب واﺑﻦ ﻓﺮﻧﺎس إﻟﻰ اﻷﻧﺪﻟﺲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺎرﺳـﻴـﺔ ﻋـﺮﺑـﻴـﺔ ،وﺑـﺘـﻮاﻟـﻲ اﻷﻋـﻮام أﺧـﺪت أﺻﻮل ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ واﻟﻔﻴﺸﺎﻏﻮرﻳﺔ ﲢﻞ ﻣﺤﻠﻬﺎ(٩) . 9
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﻓﻠﻘﺪ ﺣﺎﻓﻈﺖ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﺑﻌﻬﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻷﺻﻴﻞ ،وﻇـﻠـﺖ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺬوق اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻛﻤﺎ ﻇﻠﺖ ﻏﻴﺮ ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻷﺳﻠـﻮب اﻟـﻠـﺤـﻨـﻲ اﻟﺬي ﻳﺴﻮد ﻓﻲ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وﻫﻲ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﺗﻨﺤﺒﺲ-ﺎ ﲢﺘﻀﻨﻪ ﻣﻦ ﻃﺒﻮع ﻣﺘﻌﺪدة-ﻓﻲ ﺑﻮﺗﻘﺔ اﻷﺳﻠﻮب اﻟﻐﺮﺑﻲ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺨﺮج ﻋﻦ ﻣﻘﺎﻣـ rاﺛـﻨـr ﻫﻤﺎ :اﻟﻜﺒﻴﺮ واﻟﺼﻐﻴﺮ ،أو ا8ﺎﺟﻮر وا8ﻴﻨﻮر. وﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ ﺗﺮﺟﻴﺢ ﻣﺒﺪأ اﻟﺘﺒﺎدل ﺑ rا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﺑ rاﻷـﺎط ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺪاوﻟﺔ ﻓﻲ اﳉﺰﻳﺮة اﻻﻳﺒﻴﺮﻳﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﻔﺘﺢ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﺎ ذﻛﺮه أﺣﻤﺪ اﻟﺘﻴﻔﺎﺷﻲ ) ٦٥١-٥٨٠ﻫـ( ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ«ﻣﺘﻌﺔ اﻷﺳﻤﺎع ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﺴﻤﺎع »ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ أﺋﻤﺔ اﻟﻔﻦ ﺟﺎء ﻓﻴﻪ«وأن أﻫﻞ اﻷﻧﺪﻟﺲ ﻓﻲ اﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻏﻨﺎؤﻫﻢ إﻣﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻨﺼﺎرى ،وإﻣﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺣﺪاة اﻟﻌﺮب ،وﻟﻢ ﻳﻜـﻦ ﻋـﻨـﺪﻫـﻢ ﻗـﺎﻧـﻮن ﻳﻌﺘﻤﺪوت ﻋﻠﻴﻪ إﻟﻰ أن ﺗﺄﺛﻠﺖ اﻟﺪوﻟﺔ اﻷﻣﻮﻳﺔ .وﻛﺎن ذﻟﻚ زﻣﻦ اﳊﻜﻢ اﻟﺮﺑﻀﻲ، ﻓﻮﻓﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ا8ﺸﺮق وﻣﻦ إﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﻳﺤﺴﻦ ﻏﻨﺎء اﻟﺘﻼﺣ rا8ﺪﻧﻴﺔ ،ﻓﺄﺧﺬ اﻟﻨﺎس ﻋﻨﻬﻢ ،إﻟﻰ أن وﻓﺪ اﻹﻣﺎم ا8ﻘﺪم ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻧﺎﻓﻊ ا8ﻠﻘﺐ ﺑﺰرﻳﺎب ﻏﻼم إﺳﺤﺎق ا8ﻮﺻﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻴﺮ ﻋﺒﺪاﻟﺮﺣﻤﻦ اﻷوﺳﻂ ،ﻓﺠﺎء ﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﻬﺪه اﻷﺳﻤﺎع ،واﺗﺨﺬت ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﻣﺴﻠﻜﺎ وﻧﺴﻲ ﻏﻴﺮﻫﺎ ،إﻟﻰ أن ﻧﺸﺄ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ اﻹﻣﺎم اﻷﻋﻈﻢ واﻋﺘﻜﻒ ﻣﺪة ﺳﻨ rﻣﻊ ﺟﻮار ﻣﺤﺴﻨﺎت ،ﻓﻬﺬب اﻻﺳﺘﻬﻼل واﻟﻌﻤﻞ وﻣﺰج ﻏﻨﺎء اﻟﻨﺼﺎرى ﺑﻐﻨﺎء ا8ﺸﺮق ،واﻗﺘﺮح ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻻ ﺗـﻮﺟـﺪ إﻻ ﻓـﻲ اﻷﻧﺪﻟﺲ ﻣﺎل إﻟﻴﻬﺎ ﻃﺒﻊ أﻫﻠﻬﺎ ﻓﺮﻓﻀﻮا ﻣﺎ ﺳﻮاﻫﺎ ،ﺛﻢ ﺟﺎء ﺑﻌﺪه أﺑﻦ ﺟﻮدي واﺑﻦ اﳊﻤﺎرة وﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ،ﻓﺰادوا أﳊﺎﻧﻪ ﺗﻬﺬﻳﺒﺎ واﺧﺘﺮﻋﻮا ﻣﺎ ﻗﺪروا ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻷﳊﺎن ا8ﻄﺮﺑﺔ ،وﻛﺎن ﺧﺎﺔ ﻫﺬه اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ أﺑﻮ اﳊﺴ rﺑﻦ اﳊﺎﺳﺐ ا8ﺮﺳﻲ، ﻓﺈﻧﻪ أدرك ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎ وﻋﻤﻼ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺪرﻛﻪ أﺣﺪ .وﻟﻪ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﻛﺘﺎب ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺟﻤﻠﺔ أﺳﻔﺎر ،وﻛﻞ ﺗﻠﺤ rﻳﺴﻤﻊ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ وا8ﻐﺮب ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺻﻨﻌﺘﻪ« ).(١٠ وﻟﻘﺪ ﺟﺎءت ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻟﺘﻘﻴﻢ اﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﻮاﺿﺢ ﻋﻠﻰ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﺎ ﻣﻊ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ اﻟﻐﺮﺑﻲ ،وﻫﻮ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﻟﻢ ﻳﻔﻘﺪﻫﺎ ﻣﻴﺰاﺗﻬﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻓﺘﺢ أﻣﺎﻣﻬﺎ إﻣﻜﺎﻧﺎت ﺟﺪﻳﺪة أﺑﺮزﻫﺎ أﻧﻬﺎ أﺻﺒﺤﺖ أﻛﺜﺮ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻟﻴﻒ اﻟﻬﺮﻣﻮﻧﻲ واﻟﺘﺮﻛﻴﺐ اﻟﺒﻮﻟﻴﻔﻮﻧﻲ ﻣﻦ اﻷﳊـﺎن اﻟـﺸـﺮﻗـﻴـﺔ اﻟـﺼـﺮﻓـﺔ .وأﺣـﺴـﺐ ا8ﺴﺘﻤﻊ اﳊﺎذق ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ إدراك ﺗﻠﻚ اﻻرﲡﺎﻻت اﳊﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺴﺎق ﻣﻌﻬﺎ ﺑﻌﺾ ا8ﻨـﺸـﺪﻳـﻦ ،ﻓـﻴـﺒـﺪوا ﻛـﺄﻧـﻬـﻢ ﻗـﺪ ﺣـﺎدوا ﻋـﻦ اﻟـﻠـﺤـﻦ ا8ـﺮﺳـﻮم ،إن ﻫـﺬه 10
ﻣﺪﺧــﻞ
اﻻرﲡﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺎرﺳﻬﺎ ذوو اﳊﻨﺎﺟﺮ اﻟـﻘـﻮﻳـﺔ ﻓـﻲ ﻧـﻐـﻤـﺎت ﺻـﻮﺗـﻴـﺔ ﺣـﺎدة ﻟﻴـﺴـﺖ إﻻ أﺻـﺪاء ﻣـﺤـﺎوﻻت ﻗـﺪـﺔ ﻷزدواﺟـﻴـﺔ اﻟـﻠـﺤـﻦ ﻓـﻲ أﺑـﺴـﻂ ﺻـﻮره اﻟﺒﻮﻟﻴﻔﻮﻧﻴﺔ. وﻟﻘﺪ أﻗﺪم ﺑﻌﺾ اﻷوروﺑﻴ rﻦ أﻗﺎﻣﻮا ﻃﻮﻳﻼ ﻓﻲ ﺑﻠﺪان ا8ﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ وﺧﺼﻮا ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﺎﻻﻫﺘﻤﺎم واﻟﺪراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎوﻻت ﺟﺎدة ﻟﺼﻮغ ﺑﻌﺾ اﻷﳊﺎن اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻫﺮﻣﻮﻧﻲ ﺣﺪﻳﺚ .وﻣﻦ ﺑ rﻫﺆﻻء اﻟﺴﻴـﺪ اﻟﻴﻜﺴﻴﺲ ﺷﻮﺗﺎر A.Chottin .اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺸﻐﻞ ﻣﻨﺼﺐ ﻣﺪﻳﺮ ﻟﻠﻤﻌﻬﺪ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط .ﻓﻠﻘﺪ ﻋﻤﺪ إﻟﻰ ﺻﻨﺎﺋﻊ ﻣﻦ ﻧﻮﺑﺔ اﻟﻌﺸﺎق وأﻓﺮﻏﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻟﺐ ﻫﺮﻣﻮﻧﻲ، وﺿﻤﻦ ذﻟﻚ ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺘـﻪ ا8ـﻌـﺮوﻓـﺔ ﲢـﺖ اﺳـﻢ »ﻏـﻨـﺎء اﻷرواح ﻳـﺎ ذﻛـﺮى ﺑـﻠـﺪ اﻻﻧﺸﺮاح«وﻣﺎ ﻛﺎن ﺷﻮﺗﺎن ﻟﻴﻘﺪم ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﶈﺎوﻟـﺔ ﻟـﻮﻻ اﻗـﺘـﻨـﺎﻋـﻪ وﺷـﻌـﻮره ﺑﻘﺎﺑﻠﻴﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌـﺎﻣـﻞ ﻣـﻊ ﻗـﻮاﻋـﺪ اﻟـﺘـﺄﻟـﻴـﻒ اﻟـﻐـﺮﺑـﻲ .ﻏـﻴـﺮأن ﻣﺤﺎوﻟﺘﻪ-ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﺎ ﻳﻄﺒﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺔ-ﻟﻢ ﺗﻠﻖ ﳒﺎﺣﺎ ﻣﺬﻛﻮرا .وأﻋﺘﻘـﺪ أن ذﻟﻚ راﺟﻊ ﻓﻲ اﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ إﻟﻰ أن ا8ﺆﻟﻒ أﺛﻘﻞ اﻟﻠﺤﻦ اﻷﺻﻠﻲ ﺑﻜﺜﻴـﺮ ﻣﻦ ا8ﺮﻛﺒﺎت اﻟﺘـﻮاﻓـﻘـﻴـﺔ les accordsواﻷﳊﺎن اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ،وﺑﺬﻟﻚ ﻓـﻘـﺪ اﻟـﻠـﺤـﻦ إﺷﺮاﻗﺘﻪ وﺿﺎع ﻓﻲ وﺳﻂ ﳉﻲ ﺻﺎﺧﺐ ﻣﻦ اﻷﻧـﻐـﺎم ،ﻳـﻀـﺎف إﻟـﻰ ذﻟـﻚ أﻧـﻪ أﺿﺎع ﻛﻞ ﻴﺰات اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻣﻦ زﺧﺮﻓﺔ ﺻﻮﺗﻴﺔ وزﻏﺮدة ﻓﻲ اﻷداء وـﻮﺟـﺎت ﻓﻲ اﻟﻐﻨﺎء .وﻓﻲ رأﻳﻨﺎ أن اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑ rﻫﺬه اﶈﺴﻨﺎت اﻟﺼﻮﺗﻴﺔ وﻣﻘﺘـﻀـﻴـﺎت اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ اﻟﻠﺤﻨﻲ ﻳﻜﺎد ﻳﻜﻮن اﻟﻌﺮﻗﻠﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻓﻲ ﺳـﺒـﻴـﻞ اﺧـﻀـﺎع ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻟﻘﻮاﻧ rاﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﻬﺮﻣﻮﻧﻴﺔ .وﻓﻲ رأي أﻳﻀﺎ أن ﻣﺤﺎوﻻت اﻟﻬﺮﻣﻨﺔ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺒﺎﺷﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﳊﺬر ،ﺑـﺤـﻴـﺚ ﻻ ﺗـﺘـﻨـﺎﻓـﻰ ﻣـﻊ ﻃـﺒـﻴـﻌـﺔ ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ واﻟﺬوق ا8ﻐﺮﺑﻲ.
11
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
12
ﻣﺪﺧــﻞ
اﻟﺒﺎب اﻷول ﻗﻀﺎﻳﺎ اﳌﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
13
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
14
أﺻﻮل اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
1أﺻﻮل اﳌﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ا8ﺴﻤﺎة »اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« واﺣﺪة ﻣـﻦ اﻻﻣﺘﺪادات واﻟﺮواﻓﺪ اﻟﺘـﻲ ﺗـﻔـﺮﻋـﺖ ﻋـﻦ ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻔﻬﻮﻣﻬﺎ اﻟﻌﺎم ،وﻳﻌﺘﺒﺮ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﺜﺎﺑﺔ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻟﻮن ﺧﺎص وﻣﻌ rﻣﻦ أﻟﻮان ا8ﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وﻣـﻦ ﺛـﻢ ﻓـﻤـﻦ اﻟـﻄـﺒـﻴـﻌـﻲ أن ﺗـﺮﺗـﺒـﻂ ﻫـﺬه ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﺑﺎﻷﺻﻮل ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺘﻘﻲ ﻋﻨﺪﻫﺎ أﺻﻨﺎف ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ ﻋـﻤـﻮﻣـﺎ ،وإن ﺗـﻜـﻦ ﻗـﺪ ﺗـﻔــﺮدت ﺑﺨـﺼـﺎﺋـﺺ وـﻴـﺰات أﺳـﻬـﻤـﺖ ﻋـﻮاﻣـﻞ ﺷـﺘـﻰ ﻓـﻲ ﺧﻠﻘﻬﺎ. وﻛﺴﺎﺋﺮ اﻷﻟﻮان واﻟﻨﻤﺎذج ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺑﺪﻋﺘﻬﺎ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻻﻧـﺘـﺸـﺎر اﻟـﻮاﺳـﻊ ﻟـﻼﻣـﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﻌـﺘـﺒـﺮ ﻫـﺬه ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ ﺧـﻼﺻـﺔ اﻣـﺘـﺰاج وﺗﻼﻗﺢ ا8ﻌﻄﻴﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﻨﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ا8ﺘﺴﺎﻛﻨﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ وﻫﻲ اﻟﻌـﺮب واﻟﺒﺮﺑﺮ واﻟﻘﻮط واﻟﺼﻘﺎﻟﺒﺔ. -١وﻧﺒﺪأ ﺑـﺎﻟـﻌـﻨـﺼـﺮ اﻷول ﻓـﻨـﺠـﺪ أن ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ أﺷﻜﺎﻟﻬﺎ وﻗﻮاﻟﺒﻬﺎ ﻟﻌﻬﺪ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻹﺳﻼم وﻋﻬﺪ اﻟﻔﺘﻮﺣـﺎت اﻹﺳـﻼﻣـﻴـﺔ اﻷوﻟـﻰ ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗـﺸـﻜـﻞ ﺧﻼﺻﺔ ﻣﺎ أﳒﺒﺘﻪ ا8ﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻌﻤﻠـﻴـﺔ ﻓـﻲ ﻣـﺠـﺎﻻت اﻟﻐﻨﺎء واﻟﺘﺄﻟﻴﻒ واﻟﻌﺰف ﺑﻌﺪ اﻻﻧﻔﺘﺎح ﻋﻠﻰ ا8ﺆﺛﺮات اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ واﻟﻬﻨﺪﻳﺔ. 15
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
وﻗﺪ اﻧﺘﻘﻠﺖ ﻫﺬه اﻷﺷﻜﺎل واﻟﻘﻮاﻟﺐ اﻟـﻰ ا8ـﻐـﺮب واﻷﻧـﺪﻟـﺲ ﻣـﻊ اﻟـﻌـﺮب اﻟﻔﺎﲢ rﻟﺘﺤﻤﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻼﻣﺢ أﺻﻴﻠﺔ ﻻ ﺗﺰال آﺛﺎرﻫﺎ واﺿﺤﺔ ﺑﻴﻨﺔ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم، وﻫﻲ ﻣﻼﻣﺢ ﺣﻔﻈﺖ ﻟﻠـﻤـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻷﻧـﺪﻟـﺴـﻴـﺔ ﻃـﺎﺑـﻌـﻬـﺎ اﻟـﻌـﺮﺑـﻲ ﺑـﺎﻟـﺮﻏـﻢ ﻣـﻦ اﺳﺘﻴﻄﺎﻧﻬﺎ اﳉﺰﻳﺮة اﻻﻳﺒﺮﻳﺔ ﻋﺪة ﻗﺮون ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺪوام ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟـﻠـﺬوق اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وﻜﻦ اﺟﻤﺎل ا8ﻼﻣﺢ ا8ﺸﺮﻗﻴﺔ ﻓﻲ اﻵﺗﻲ:
ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻬﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ واﳌﻘﺎﻣﻴﺔ:
ﺳﻴﺎدة ﻇﺎﻫﺮة ﺗﻌﺪد اﻟﻄﺒﻮع ﻋﻠﻰ ﻏﺮار واﻗﻊ ﻋﻤﻮم ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻠﺤﻦ ا8ﻨﻔﺮد ذي اﳋﻂ ا8ﻮﻧﻮدي. -ﺗﺴﺮب ا8ﻘﺎﻣﺎت اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻛﺎﳊﺠﺎز واﻟﺰورﻛﻨﺪ.
ﻣﻦ وﺟﻬﺔ اﻷداء:
ﺳﻴﺎدة اﻷداء اﻟﺼﻮﺗﻲ .ﻓﺄﻛﺜﺮ اﻷﳊﺎن ﺗﺆدى ﻣﻐﻨﺎة ﻣﻦ ﻃﺮف اﻷﻓـﺮاد أو اﳉﻤﺎﻋﺎت ،وﻓﻴﻬﺎ ﺗﺘﻢ اﻻﺳﺘﻔﺎدة إﻟﻰ أﻗﺼﻰ ﺣﺪ ﻜﻦ ﻣﻦ اﻻﻣﻜﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﻨﺤﻬﺎ اﻟﺼﻮت اﻟﺒﺸﺮي وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﺸﺎدات اﻟﻔﺮدﻳﺔ.
ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ:
وﺟﻮد ﻓﻘﺮات ذات ﻃﺒﻴﻌﺔ ارﲡﺎﻟﻴﺔ .وﻳﻈﻬﺮ ذﻟﻚ ﻓﻲ: ا8ﺜﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﻲ-وإن ﻛﺎﻧﺖ أﳊﺎﻧﻬﺎ أﻟﻴﻮم ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ-ﺗﺸﻜﻞ وﻻ رﻳﺐ ﺑﻘـﺎﻳـﺎأﻋﻤﺎل ارﲡﺎﻟﻴﺔ ﻻﺷﻚ ﻓﻲ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻠﻴﺪا ﻣﺘﺒﻌﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪ ﻟﻠﻨﻮﺑﺎت. اﻻﻧﺸﺎد وا8ﻮاوﻳﻞ واﻟﺘﻘﺎﺳﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺮاﻓﻘﻬﺎ .وﻫﻮ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻻ ﻳﺰال ﻣﻌﻤﻮﻻﺑﻪ.
ﻓﻲ اﺠﻤﻟﺎل اﳌﻌﺠﻤﻲ:
أﺧﺬت ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﺎ8ﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺳﻮاء ﻣﻨﻬﺎ ذات ا8ﻔﻬﻮم اﻟﻔﺎرﺳﻲ أو اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﲢﻔﻆ ﻟﻬﺎ ﻣﺪﻟﻮﻻﺗﻬﺎ اﻻﺻﻴـﻠـﺔ ،وﻳـﺒـﻠـﻎ ﻋـﺪد ﻫﺬه ا8ﺼﻄﻠﺤﺎت ﻓﻲ ا8ﻌﺠﻢ اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﺣﻮاﻟﻲ ﻣـﺎﺋـﺔ ﻣـﺼـﻄـﻠـﺢ ﺗـﺸـﻜـﻞ رﺑـﻊ ا8ﻌﺠﻢ اﻻﻧﺪﻟﺴﻲ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ. -٢وإﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺬه ا8ﻼﻣﺢ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺷﺮﻗﻴﺔ اﻷﺻﻞ ﺗـﻌـﻜـﺲ ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻣﻼﻣﺢ ﻓﻨﻴﺔ ذات أﺻﻞ ﺑﺮﺑﺮي وإﻓﺮﻳﻘﻲ ﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻬﺎ اﳊﻀﻮر 16
أﺻﻮل اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
اﻟﻘﻮي وا8ﺴﺘﻤﺮ ﻟﻠﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ .ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻣﻦ اﳋﻄﺄ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن ا8ﺆﺛﺮات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ وﺣﺪﻫﺎ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻓﻲ اﻷﺎط اﻟﺜﻘﺎﻓـﻴـﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﻌﻨﺼﺮان ا8ﻐﺮﺑﻲ واﻻﻓﺮﻳﻘﻲ ﻣﻦ اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺑﺤﻴﺚ اﺳﺘﻄﺎﻋﺎ أن ﻳﺮﺳﻤﺎ ﻣﻼﻣﺤﻬﻤﺎ ﺑﻮﺿﻮح ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ اﻻﺑﺪاﻋﺎت واﻻﻧﺘﺎﺟﺎت اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ. وﻗﺪ اﺳﺘﻤﺮ ﺗـﻮاﻓـﺪ اﻟـﻌـﻨـﺎﺻـﺮ ا8ـﻐـﺮﺑـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻻﻧـﺪﻟـﺲ ﻋـﺒـﺮ ﻋـﺼـﻮرﻫـﺎ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻓﺒﻌﺪ اﳉﻴﺶ اﻟﻜﺜﻴﻒ اﻟﺬي راﻓﻖ ﻃﺎرق ﺑﻦ زﻳﺎد ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻔﺘﺢ واﻟﺬي ﺑﻠﻎ ﺗﻌﺪاده اﺛﻨﻲ ﻋﺸـﺮ أﻟـﻔـﺎ ) ،(١ﺣﻄﺖ ﺑﺒﻼد اﻻﻧﺪﻟﺲ ﺟﻤﻮع ﻏﻔـﻴـﺮة أﻳﺎم ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺪاﺧﻞ اﻟﺬي اﺳﺘﻘﺪم ﺑﺮاﺑﺮة ا8ﻐﺮب ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﺟﻴﻮﺷﻪ ،وأﻳﺎم ا8ﻨﺼﻮر ﺑﻦ أﺑﻲ ﻋﺎﻣﺮ اﻟﺬي ﻋﺰز ﺑﻬﻢ ﻗﻴﺎدات اﻟﻨﺎﺻﺮ اﻷﻣﻮي وﺟﻬﺎزه اﻹداري واﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ،ﺛﻢ زاد ﺣﺠﻢ اﻟﻮاﻓﺪﻳﻦ ﺗﻀﺨﻤﺎ ﻣﻊ اﳉﻨﻮد ﻓﻲ ا8ﻌﺎرك اﻟـﻜـﺒـﺮى ﻛﻤﻌﺮﻛﺔ اﻟﺰﻻﻗﺔ ووﻗﻌﺔ اﻻرك ،وﺑﺎ8ﻘﺎﺑﻞ ﺗﻌﺪدت اﻟﻬﺠﺮات ا8ﻌﺎﻛﺴﺔ ﻧﺤﻮ ا8ﻐﺮب ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺮن اﻟﺜـﺎﻧـﻲ ،ﻓـﻔـﻲ ﺳـﻨـﺔ ١٣٦ﻫـ أرﻏﻤﺖ اﺠﻤﻟﺎﻋﺔ اﳊـﺎدﺛـﺔ ﺑـﺎﻷﻧـﺪﻟـﺲ ﺟﻤﻮﻋﺎ ﻛﺜﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺒﺮﺑﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ أوﻃﺎﻧﻬﻢ ،وﻓﻲ ﻋﻬﺪ اﳊﻜﻢ اﻷﻣﻮي ﻧﺰﺣﺖ ﺣﻮاﻟﻲ أرﺑﻌﻤﺎﺋﺔ أﺳﺮة أﻧﺪﻟﺴﻴﺔ إﻟﻰ ﻓﺎس ﺑﻌﺪ ﻣﻮﻗﻌـﺔ اﻟـﺮﺑـﺾ .وﻗـﺪ ﺳﺎﻋﺪت ﻫﺬه اﳊﺮﻛﺔ ﻓﻲ اﲡﺎﻫﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﺮب ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ا8ﻌﺎرف وا8ﻌﻄﻴﺎت اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﻔﻨﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﺪوﺗ rﻣﻌﺎ ،وﻧﺘﺞ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺒﺎدل ﲡﺎوب ﻛﺎن ﻗﻤﻴﻨﺎ ﺑﺨﻠﻖ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ أﺳﻬﻢ ﻓﻲ اﺳﺘﻨﺒﺎﺗﻬﺎ وﺗﻐﺬﻳﺘﻬﺎ رﺟﺎل اﻟﻌﺪوﺗ .rوﻫﻜـﺬا ﻳﻘﻮى اﺣﺘﻤﺎل أن ﺗﻜﻮن ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻗﺪ ﺣﻤﻠﺖ ﺑﻌﺾ ﻣﻼﻣﺢ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ﻟﻌﻞ أوﺿﺤﻬﺎ ﻓﻲ واﻗﻊ ﻫﺬه ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻴﻮم: ﻗﻴﺎم ﺑﻌﺾ اﻷﳊﺎن اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻢ اﳋﻤﺎﺳﻲ .وﻫﻮ وإن ﻳﻜﻦ ﻗﺪﺗﻌﺮض ﻟﺒﻌﺾ اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت اﶈﻠﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﻇﻞ ﻨﺢ اﻷﳊﺎن ﻧﻜﻬﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺬﻛﺮ وﻻ رﻳﺐ ﺑﺒﻌﺾ اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﺑﺠﻨﻮب ا8ﻐﺮب ،ﻛﻤﺎ ﺗﺬﻛﺮ ﻮﺳﻴﻘﺎ دول اﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ. ﺗﻄﻌﻴﻢ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﺄﺻﻨﺎف ﺷﺘﻰ ﻣﻦ اﻻﻳﻘﺎﻋﺎت. اﺣﺘﻤﺎل أن ﻳﻜﻮن ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻨﻤﺎذج اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ أﺛﺮ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻗﺎﻟﺐاﻟﻨﻮﺑﺔ ،ﻣﺜﻞ رﻗﺼﺎت أﺣﻮاش وﺣﻴﺪوس وﻣﺎ ﻳﺮاﻓﻘﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻏﻨﺎء وﻋﺰف. وﻗﺪ ﺑﺮزت ﻓﻲ أوﺳﺎط اﻻﺳﺒﺎن ا8ﺴﻴﺤﻴ rﻇـﺎﻫـﺮة ﻓـﻨـﻴـﺔ ﻗـﺮاﺑـﺔ اﻟـﻘـﺮن اﻟﻌﺎﺷﺮ ،ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺜﻴﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺴﺎؤل ﻋﻦ ﻣـﺼـﺪرﻫـﺎ .ذﻟـﻚ أﻧـﻪ ﻗـﺎﻣـﺖ 17
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻣﺘﺠﻮﻟﺔ ﻋﺮﻓﺖ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻬﺴﺘﺮﻳﻮن ،Histrionوأﺧﺬت ﺗﺘﺠﻮل ﻓﻲ اﻟﺒﻮادي واﻟﻘﺮى ﺗﻨﻘﻞ اﻷﺧﺒﺎر وﻧﻮادر اﻟﻘﺼـﺺ وﲢـﻜـﻴـﻬـﺎ ﻋـﻠـﻰ ﻧـﻐـﻤـﺎت اﻟﻌﻮد واﻟﻘﺎﻧﻮن ،وﻳﺬﻛﺮ ﻣﻈﻬﺮ ﻫﺬه اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ ﺑﻔﺮق أﻣﺬﻳﺎزن وأﻣﻠﻜﺎزن واﻧﺸﺎذن اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ اﻟﺸﻬﻴﺮة ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺴﺎؤل ﻋﻦ اﺣﺘـﻤـﺎل أن ﺗﻜﻮن ﻫﺬه اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺎت ا8ﺴﺘﺤﺪﺛﺔ ﺻﻮرة ﻣﻨﻘﻮﻟﺔ ﻋﻦ اﻟﺒﺮﺑﺮ اﻟﻔﺎﲢ.r -٣ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﻦ اﻟﺴﺎﺑﻘ rﻋﻨﺼﺮ ﺛﺎﻟـﺖ وﻫـﻮ اﻟـﺘـﺮاث ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﻲ ﻟﻠﺸﻌﻮب اﻟﺘﻲ ﺳﻜﻨﺖ واﺳﺘﻮﻃﻨﺖ اﳉﺰﻳﺮة اﻻﻳﺒﻴﺮﻳﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﻔـﺘـﺢ اﻻﺳـﻼﻣـﻲ. ﻓﻠﻘﺪ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث ﻣﻊ أﻟﻮان ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻮاﻓﺪة إﻟﻰ اﳉﺰﻳﺮة إﺛﺮ اﻟﻔﺘـﺢ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،وﺣﺼﻞ ﺑ rﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﺎزج ﺷﺒﻴﻪ ﺑـﺎﻟـﺘـﻤـﺎزج اﻟـﺬي ﺣـﺼـﻞ ﻓـﻲ اﻟﺸﺮق اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑ rاﻟﻨﻤﺎذج اﻟﻐﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳉﺎﻫﻠﻴﺔ وﺑ rا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ اﺛﺮ ﺧﻀﻮﻋﻬﺎ ﻟﻠﺤﻜﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ .وﻳﺴﺘﻔﺎد ﻣﻦ ﻛﻼم اﻟﺘﻴﻔﺎﺷﻲ ﺳﺎﻟﻒ اﻟﺬﻛـﺮ أن اﻟﻔﺎﲢ rﻛﺎﻧﻮا ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻗﺒﻞ اﻧﺘﻘﺎل زرﻳﺎب إﻟﻰ اﻟﺪﻳﺎر اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻳﺠﺎرون أذواق اﻟﻔﺌﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،ﻓﻴﻐﻨﻮن وﻳﻠﺤﻨﻮن أﻏﺎﻧﻴﻬﻢ ﻋـﻠـﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﻨﺼﺎرى ،وﻟﻴﺲ ﻳﻌﻨﻲ ذﻟﻚ ﺳﻮى اﻟﻐﻨﺎء اﻟﺬي اﻧﺘﺸﺮ ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﻋﺎﻣﺔ وﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ اﳉﺰﻳﺮة اﻻﻳﺒﻴﺮﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺮﺿﺖ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ا8ﺴﻴـﺤـﻴـﺔ ﻧـﻔـﻮذﻫـﺎ وﺳﻠﻄﺎﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﳊﻴﺎة ﻓﻴﻬﺎ .وﻫﻮ اﻷﻧﺎﺷﻴﺪ اﻟﻐﺮﻳﻐﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ اﻟﺒـﺎﺑـﺎ ﻏـﺮﻳـﻐـﻮﻳـﻮس اﻻول أو اﻷﻛـﺒـﺮ ) ٦٠٤-٥٩٠م( أﺳﺎس ا8ﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻟﻜﻨﺴﻴﺔ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ. وﻫﻜﺬا ،وﲢﺖ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﺪﻣﺎج ﻓﻲ اﺠﻤﻟﺘـﻤـﻊ اﳉـﺪﻳـﺪ-وﺗـﻠـﻚ ﻣﻦ ﺳﻤﺎت ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻔﺘﻮﺣﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ-وﺟﺪ اﻟﻔﺎﲢﻮن اﻟﻌﺮب واﻟﺒﺮﺑﺮ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻨﺬ اﻟﻌﻬﻮد اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﻔﺘﺢ ﻣﻘﺒﻠ rﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺴﻼﻟﻢ وا8ﻘﺎﻣﺎت ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﶈﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻏﻨﺎﺋﻬﻢ ،وﺳﺎﻋﺪ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎل ا8ﺴﺘﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﻜ rﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﻮخ ﻓﻲ ﻧﻈﺎم اﻟﻄﺒﻮع اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ واﻻﻧﺪﻣﺎج ﻓﻲ ﺳﻠﻜﻬﺎ ،ﺛﻢ أﺻـﺒـﺢ ﻧـﺘـﺎج ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﻟﻌﺼﻮر ﻳﺸﻜﻞ وﺣﺪة ﻻ ﺗﺘﺠﺰأ ،وﻳﺒﻠﻮر اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟـﺼـﺎدق ﻋﻦ أذواق ا8ﺘﺴﺎﻛﻨ rﻓﻲ اﻷﻧﺪﻟﺲ ا8ﺴﻠﻤﺔ .وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺴﻼﻟﻢ ،أﺻﺒﺢ اﳉﻨﺲ-أو اﻟﺘﺘﺮاﻛﻮرد-ﻳﺸﻜﻞ اﳋﻠﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎء اﻟﻄﺒـﻊ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ وﻟﺘﺮﻛﻴﺐ اﳉﻤﻠﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴـﻘـﺎ اﻷﻧـﺪﻟـﺴـﻴـﺔ .وﺑـﺬﻟـﻚ ﻏـﺪا اﻟﺴﻠﻢ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺣﻠﻘﺔ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ اﻷﺟﻨﺎس اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻄﻬﺎ ارﺗﻜﺎزات ﺻﻮﺗﻴﺔ ﲢﺘﻞ درﺟﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻢ .وﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﻦ وﺟﻮه اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺑـ rا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ 18
أﺻﻮل اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻘﻮﻃﻴﺔ ﺑﺎﻻﻧﺪﻟﺲ ﳉﻮء ا8ﻨﺸﺪﻳﻦ-ﻓﻲ اﻟﺼﻨﺎﺋﻊ ا8ـﻮﺳـﻌـﺔ ﺧﺎﺻﺔ-إﻟﻰ اﺷﺒﺎع ﺣﺮوف ﻻ ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ﺣﺮف ﻣﺪ ،أو ﲡﺰﺋﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻮاﺣﺪة إﻟﻰ ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺮﺟﻊ ﻫﺬه ا8ﻘﺎﻃﻊ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ وﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ،وـﻜـﻦ ﻣﻼﺣﻈﺔ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺗﺼﺪرة ﺑﺴﻴﻂ رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ »ﺻﻠﻮا ﻳﺎﻋﺒﺎد« ﻓﺈن ﻛﻠﻤﺔ »ﺻﻠﻮا« وﺣﺪﻫﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﺣﺎﻓﻠﺔ ﺑﺎﻟﺸﻐﻞ اﻟﺬي ﻳﺘﺨﻠﻞ ﻣﻘﻄﻌﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻳﺒﺘﻌﺪ ﺑـﺄداﺋـﻬـﺎ ﻋﻦ اﻷﺳﻠﻮب اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻨﺸﺪ ﺣﺮف اﻟﺼﺎد ا8ﻔﺘﻮح وﺣﺮف اﻟﻼم ا8ﻤﺪود ﺿﻤﺎ ،ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻌﺰل ﻋﻦ اﻵﺧﺮ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ اﻧﺸﺎد اﻟﺼﻠﻮات اﻟﻜﻨﻴﺴﻴﺔ .وﻗﺪ ﻟﻔﺘﺖ ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة ﻧﻈﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺴﺒﺘـﻲ ﻣـﺤـﻤـﺪ ﺑـﻦ اﻟـﺪراج ا8ﺘﻮﻓـﻰ ﻋـﺎم ٦٩٣ﻫــ ١٢٩٣/م ،ﻓﻘﺎل ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑـﻪ »اﻻﻣـﺘـﺎع واﻻﻧـﺘـﻔـﺎع ﻓـﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺳﻤﺎع اﻟﺴﻤﺎع« وﻫﻮ ﺑﺼﺪد اﻟﻜﻼم ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ ﺿﺮب اﻟﺪف )اﻟﻄـﺎر(: »ان ﻛﺎن اﻟﻀﺮب ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ أﻫﻞ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﺑﺎﻟـﺘـﻠـﺤـ ،rوﺗـﻘـﻄـﻴـﻊ اﳊـﺮوف، واﻓﺴﺎد وزن اﻟﺸﻌﺮ ،واﻟﺘﻤﻄﻴﻂ ﻗﺼﺪ اﻟﻠﻬﻮ واﻟﻄﺮب ،وﺧﺮوﺟﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺬاﻫﺐ اﻟﻌﺮب ،ﻓﻬﺬا ﺎ أﺧﺘﻠﻒ ﻓﻴﻪ اﻟﻌﻠﻤﺎء« ).(٢ وﻗﺒﻞ اﺑﻦ اﻟﺪراج أﻧﻜﺮ إﺳﺤﺎق ا8ﻮﺻﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ا8ﻬﺪي ﻣﺬﻫﺒﻪ ﻓﻲ ﺪﻳﺪ اﳊﺮوف اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺘﻠﻮﻫﺎ اﺷﺒﺎع ﻋﻨﺪ ﻏﻨﺎﺋﻪ ،ﻓﻘﺎل ﶈﻤﺪ ﺑﻦ راﺷﺪ اﳋﻨﺎق» :أﻧﻄﻠﻖ اﻟﻰ اﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ا8ﻬﺪي ﺛﻢ ﻗﻞ ﻟﻪ :أﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻚ :ذﻫﺒﺖ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻣﺎ ذﻫﺒﺖ ﻣﻨﻲ أي ﺷﻲء ﻛﺎن ﻣﻌﻨﻰ ﺻﻨﻌﺘﻚ ﻓﻴﻪ? وأﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮز ﻓﻲ ﻏﻨﺎﺋﻚ اﻟﺬي ﺻﻨﻌﺘﻪ ﻓﻴﻪ إﻻ أن ﺗﻘﻮل«ذﻫﺒﺘﻮ« ،ﻓﺎن ﻗﻠـﺖ »ذﻫـﺒـﺖ« وﻟﻢ ﺪﻫﺎ اﻧﻘﻄﻊ اﻟﻠﺤﻦ واﻟﺸﻌﺮ ،وان ﻣﺪدﺗﻬﺎ ﻗﺒﺢ اﻟﻜﻼم وﺻﺎر ﻋﻠﻰ ﻛﻼم اﻟﻨﺒﻂ« .ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻎ ذﻟﻚ اﺑـﺮاﻫـﻴـﻢ أﺑـﻦ ا8ـﻬـﺪي ﻗـﺎل ﻟـﻠـﺨـﻨـﺎق» :ﻫـﺬا ﻣـﻦ ﻛـﻼم اﳉﺮﻣﻘﺎﻧﻲ اﺑﻦ اﻟﺰاﻧﻴﺔ )ﻳﻌـﻨـﻲ اﺳـﺤـﺎق( ﻗـﻞ ﻟـﻪ ﻋـﻨـﻲ :أﻧـﺘـﻢ ﺗـﺼـﻨـﻌـﻮن ﻫـﺬا ﻟﻠﺼﻨﺎﻋﺔ ،وﻧﺤﻦ ﻧﺼﻨﻌﻪ ﻟﻠﻬﻮ واﻟﻠﻌﺐ واﻟﻌﺒﺚ« ،ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﺟﻮاﺑﻪ اﺳﺤﺎق ﻗﺎل: »اﳉﺮﻣﻘﺎﻧﻲ واﻟﻠﻪ أﺷﺒﻬﻨﺎ ﺑﺎﳉﺮاﻣﻘﺔ ﻟﻐﺔ ،وﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﻘﻮل »ذﻫﺒﺘﻮ« ) (٣وﻓﻲ ﻫﺬا ا8ﻌﻨﻰ ورد ﻋﻦ أﺣﺪ اﻟﻔﻘﻬﺎء أﻧﻪ ﻗﺎل» :ا8ﺪ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﻠﻪ ﻳﺤﻮل اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻷﺻﻠﻲ إﻟﻰ ﻣﻌﻨﻰ آﺧﺮ ﻗﺪ ﻳﺴﻲء اﻟﺪﻻﻟﺔ .وﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ﻣﺪ ﺣﺮف اﻟﺒﺎء ا8ﻔﺘﻮﺣﺔ ﻓﻲ اﺳﻢ اﻟﺘﻔﻀﻴﻞ ﻣﻦ اﻷذان )أﻛﺒﺮ( ،ﻓﺎﻧﻪ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻌﻨﻰ ﺟﻤﻊ »ﻛﺒﺮ« وﻫﻮ اﻟـﻄـﺒـﻞ .وﻓـﻲ ﻫـﺬا ﻣـﺎ ﻳـﻔـﺴـﺪ ا8ـﻌـﻨـﻰ وﻳـﺆدي اﻟـﻰ ارﺗـﻜـﺎب اﳊﺮام .وﻧﻌﻮد إﻟﻰ ﺗﺼﺪرة ﺑﺴﻴﻂ رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﻫﺬه اﻟﺘﻌﻘﻴﺒﺎت، ﻟﻨﺴﺠﻞ أن ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﺬي ﺣﻘﻖ ﻓﻴﻪ ﻛﻨﺎش 19
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
اﳊﺎﻳﻚ اﻋﺘﺒﺮ ﻇﺎﻫﺮﺗﻲ اﻟﺘﻤﺪﻳﺪ واﻟﺘﻘﻄﻴﻊ ﲢﺮﻳﻔﺎ ﺗﺴﺮب إﻟﻰ ﻃـﺮﻳـﻘـﺔ أداء ا8ﻨﺸﺪﻳﻦ ﻟﻠﺼﻨﻌﺔ ،ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺎ أﺻﺎب ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺗـﻘـﻬـﻘـﺮ ﻓﻲ ﻓﺘﺮات اﻻﻧﺤﻄﺎط واﻟﺘﺄﺧﺮ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺴﺮب ﻣﻦ ﻗﺒﻞ إﻟﻰ أوﺳﺎط ا8ﺎدﺣ rﻓﻲ ﻓﻦ اﻟﺴﻤﺎع .وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻳﻬﻴﺐ ﺑﻬﺆﻻء وأوﻟﺌﻚ إﻟﻰ رﻛﻮب ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺘﺒﺼﺮ واﳊﺬر ﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﺨﻞ ﺑﺎ8ﻮﺳﻴﻘﺎ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ ).(٤ وﻟﻌﻞ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ أﻳﻀـﺎ ﻣـﺎ ﻧـﻠـﺤـﻈـﻪ ﻓـﻲ ﻣﺠﺎل اﻷداء اﻟﺼﻮﺗﻲ ﻣﻦ ﺗﺮدﻳﺪ ﻣﻘﺎﻃﻊ ﻻ ﲢﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻠﻬﺎ أي ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻐﻮي، ﺎ ﻧﺴﻤﻴﻪ ﻋﺎدة اﻟﺘﺮاﺗ .rوﻫﻲ اﻣﺘﺪادات ﳊﻨﻴﺔ ﻏﻨﺎﺋﻴﺔ ﺗﺘﺠﺎوز ﺣﺪود اﻟﻜﻠﻤﺎت ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ا8ﻨﻈﻮم ،ﻳﺮددﻫﺎ ا8ﻨﺸﺪون ﺧﻼل أداء اﻟﺼﻨﻌﺎت ا8ـﺸـﻐـﻮﻟـﺔ ،ﻋـﻠـﻰ ﻣﻘﺎﻃﻊ وﺻﻴﻎ ﻣﺘﻮاﺿﻊ ﻋﻠﻴـﻬـﺎ ﻣـﻦ ﻗـﺒـﻴـﻞ :ﻳـﺎﻻﻻن-ﻃـﻴـﺮي ﻃـﺎن ﻃـﺎر ﻻﻃـﻲ- ﻫﺎﻧﺎﻧﺎ ...وﻟﻌﻞ ﻟﻬﺬه »اﻟﺘﺮاﺗ «rﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮدﻳﺪات ا8ﺘﺪاوﻟﺔ ﻓﻲ اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﻮع ﻃﺮاﻻﻻ ،ﻣﺼﺪاﻗﺎ 8ﺎ ذﻛﺮه اﻟﺒﺤﺎﺛﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻔﺎﺳﻲ، وﻛﺄﺎ ﻛﺎن اﻟﻘﺼﺪ ﻣﻦ وراء ﺗﺮﺟﻴﻌﻬﺎ ﻣﻞء اﻟﻔﺮاغ اﻟﺬي ﻳﺤﺪﺛﻪ ﻃﻮل اﳉﻤﻞ اﻟﻠﺤﺘﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،أو ﻫﻮ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻟﺘﺤﺮر ﻣـﻦ ﻗـﻴـﺪ اﻷﺷـﻌـﺎر ا8ـﻮزوﻧـﺔ واﻟـﺘـﻲ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﺑﺤﻮرﻫﺎ وﺗﻔﻌﻴﻼﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻠﺤﻦ وﺗﻔﺮض ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﺑﻨﻬﺎﻳﺔ ﻛﻠﻤﺎت اﻟﺒﻴﺖ ا8ﻨﻈﻮم ،ﺛﻢ ﲢﻮﻟﺖ إﻟﻰ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻣﺘﺒﻊ .وﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ا8ﺒﺎﺷﺮ ﻳﺠﺮي ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﺔ اﻷﻧﺪﻟﺲ ﺑ rا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وأﻟﻮان ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﶈﻠﻴﺔ ﻛﺎن ﻓﻼﺳﻔﺔ اﻟﻌﺮب وﻣﻔﻜﺮوﻫﻢ اﻷواﺋﻞ ﻳﺪرﺳﻮن ا8ﻮﺳﻴﻘـﺎ اﻟـﻴـﻮﻧـﺎﻧـﻴـﺔ اﻟـﻘـﺪـﺔ وﻳـﻨـﻘـﻠـﻮن ﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺗﻬﺎ وﻧﻈﺮﻳﺎﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻓﻈﻬﺮت ﻛﺘﺐ اﻟﻜﻨﺪي ﻓﻲ اﻟـﻨـﻐـﻢ واﻟﻠﺤﻦ .وﺗﻠﺘﻬﺎ ﻛﺘﺐ ورﺳﺎﺋﻞ اﻟﻔﺎراﺑﻲ واﺑﻦ ﺳﻴـﻨـﺎ ،وﻫـﻜـﺬا ﺟـﺎءت ا8ـﺆﻟـﻔـﺎت ﻟﺘﻤﺪ ﺑﺪورﻫﺎ ﺟﺴﺮا آﺧﺮ ﻣﻦ ﺟﺴﻮر اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ا8ﺴﺘﻮى اﻟﻨﻈﺮي ،وواﻛﺐ ذﻟﻚ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ا8ﻤﺎرﺳﺔ واﻟﺘﻄﺒﻴﻖ. وﻫﻜﺬا ﻓﻘﺪ ﺳﺒﻖ اﻟﻌﺮب وأوروﺑﺎ اﳊﺪﻳﺜﺔ إﻟﻰ اﻟـﻜـﺸـﻒ ﻋـﻦ اﻟـﻨـﻈـﺮﻳـﺎت ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ واﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻬﺎ وإﻏﻨﺎﺋﻬﺎ ﻌﻄﻴﺎت ﺷﺮﻗﻴﺔ ﻣﺤﻀﺔ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ أﻗﺪر ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣـﻦ ا8ـﻌـﻄـﻴـﺎت اﻟـﻴـﻮﻧـﺎﻧـﻴـﺔ اﻟﻘﺪﺔ واﻟﻐﺮﻳﻐﻮرﻳﺔ اﻟﻮﺳﻴﻄﺔ وأﻗﺪر ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺟﻴﻪ ا8ﺴﺎر اﻟﻔﻨﻲ ﺑﺒﻼد اﻷﻧﺪﻟﺲ، ﺑﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺎج اﻷوروﺑﻲ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺷﺄن اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ ﺑﺈﺳﺒﺎﻧﻴﺎ وﺟﻨﻮب ﻓﺮﻧﺴﺎ ،وﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺷﺄن ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﻴﻮم ﻓﻲ ﺑﻨﻴﺎت 20
أﺻﻮل اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،واﻟﺘﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ واﻗﻌﻬﺎ ﺳﻮى ﺻﻴﻎ ﻣﺒﺎﺷﺮة أو ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .ﻓﺈن اﻟﺘﻘﺎرب اﻟﺸﻜﻠﻲ ﺑ rاﻟﻄﺒﻮع اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ واﻷﻧـﺪﻟـﺴـﻴـﺔ ﻇﻞ ﺑﺎرزا ﻋﻠﻰ ا8ﺴﺘﻮﻳ rاﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ واﻟﻌﻤﻠﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ا8ﺴﺘﻮى اﻟﻨﻈﺮي. وﻻ ﺑﺪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد ﻣﻦ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻣﺠﺮد اﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ ﺎذج ﳊﻨﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاﺛ rاﻻﻧﺪﻟﺴﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﻘﻮﻃﻲ اﻟﻘﺪ ﻗﺪ ﻳﺨﻠﻖ ﻟﺪى ا8ﺴﺘﻤﻊ ﻣﺸﺎﻋﺮ وأﺣﺎﺳﻴﺲ ﻣﺘﻘﺎرﺑﺔ ﺗﺒﻌﺜﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻘﺎﻣـﺎﺗـﻬـﺎ ا8ـﺘـﺸـﺎﺑـﻬـﺔ ،وﻣـﻦ ﺛـﻢ ﻓﻜﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ا8ﺴﺘﻮى اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ ﻣﻨﻄﻠﻘﺎ أﺻﻠﺢ وأﻧـﺴـﺐ ﻻﺟـﺮاء ا8ـﻘـﺎرﻧـﺔ ﺑ rاﻟﻨﻮﻋ rﺑﻐﻴﺔ اﺳﺘﺨﻼص اﻟﻘﻮاﺳﻢ ا8ﺸﺘﺮﻛـﺔ ﺑـﻴـﻨـﻬـﻤـﺎ ،ﻓـﻲ ﺣـ rﻳـﺸـﻮب اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ واﻟﻐﻤﻮض ﻫﺬه ا8ﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻮ ﺣﺎوﻟﻨﺎ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻨـﻈـﺮﻳـﺔ اﻟـﻴـﻮﻧـﺎﻧـﻴـﺔ اﺠﻤﻟﺮدة ﻋﻠﻰ واﻗﻊ اﻟﻄﺒﻮع اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،وذﻟﻚ ﻟﻌﺪة ﻋﻮاﻣﻞ ﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ اﳋﻠﻂ اﻟﻨﺎﰋ ﻣﻦ اﻟﻔﻬﻢ اﳋﺎﻃﻰء ﻟﺪى ﻧﻈﺮﻳﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻮﺳﻴﻂ ﻟﻠﻨﻈﺮﻳﺎت اﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ اﻟﻘﺪﺔ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺸﻌﺐ اﻟﺘﺄوﻳﻼت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت واﺧﺘﻼف ﺿﻮاﺑﻄﻬﺎ وﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻬﺎ ﻣﺎ ﺑ rاﻟﻌﻬﺪ اﻻﻏﺮﻳﻘﻲ واﻟﻌﻬﺪ اﻟﻐﺮﻳﻐﻮري وﻣﺎ ﺗﻼﻫﻤﺎ. ﻓﺎن ا8ﻘﺎم اﻟﻠﻴﺪي ﻣﺜﻼ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻧـﻐـﻤـﺔ ﺿـﻮ ﻋـﻨـﺪ اﻟـﻴـﻮﻧـﺎن وﻧـﻐـﻤـﺔ ﻓـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻮﺳﻴﻂ .وﻟﻬﺬا ﻓﻨﺤﻦ أﻛﺜﺮ اﻃﻤﺌﻨﺎﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﻮل إن اﻟﺘﻌﺎﻳﺶ اﻟﺬي ﻋﻠﻰ أرض اﻻﻧﺪﻟﺲ أدى اﻟﻰ ﺎزج اﻟﻨﻤﺎذج ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﶈﻠﻴﺔ ﻣﻊ ا8ﻮﺳﻴـﻘـﺎ اﻟﻮاﻓﺪة إﻟﻴﻬﺎ ﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ واﻻﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ،وإن ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻤﺎذج اﶈﻠﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺪورﻫﺎ ﺳﻮى ﺧﻼﺻﺔ اﻟﺘﻤﺎزج اﻟﺬي ﻇﻞ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ أرض اﳉﺰﻳﺮة اﻻﻳﺒﺮﻳﺔ ﻃﻴﻠﺔ ﻗﺮون ﻋﺪﻳﺪة ،وﻫﻮ ﺎزج اﻟﺘﻘﺖ ﻓـﻴـﻪ اﻟـﻨـﻈـﺮﻳـﺎت اﻹﻏـﺮﻳـﻘـﻴـﺔ ﺑﺎﻷﻧﺎﺷﻴﺪ اﻟﻐﺮﻳﻐﻮرﻳﺔ وﻣﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﺎط اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﻠﺸﻌﻮب اﻟﺘﻲ اﺳـﺘـﻮﻃـﻨـﺖ اﻷﻧﺪﻟﺲ ﻗﺒﻞ ﺣﻠﻮل اﻟﻔﺎﲢ rا8ﺴﻠﻤ rﺑﺮﺑﻮﻋﻬﺎ .وﻳﺒﻘﻰ اﻟﻠﻘﺎء ﺑ rا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨـﺤـﺼـﺮا ﻓـﻲ اﺠﻤﻟـﺎل اﻟـﻨـﻈـﺮي ،اﺿـﻄـﻠـﻌـﺖ ﺑـﻪ اﻷوﺳﺎط اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﺒﺮ داﺋﻤﺎ-وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ اﻷﻧﺪﻟﺲ- ﻋﻦ واﻗﻊ ا8ﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ. -٤ﺗﻠﻚ إذا ﻫﻲ أﺑﺮز ا8ﻌﻄﻴﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﺎﻓﺮت ﻣﻦ أﺟﻞ ﺧﻠﻖ وﺑﻠﻮرة اﻟﺘﺮاث ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ .ﻋﻠﻰ أن اﻟﺴـﺎﺣـﺔ اﻟـﻔـﻨـﻴـﺔ ﺑـﻬـﺬه اﻟـﺒـﻼد ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻬﺪ ﺑ rاﻟﻔﻴﻨﺔ واﻷﺧﺮى ﺻﻨﻮﻓﺎ وﺎذج ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ أﺧﺮى ،ﻟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻜﻮن ﻗﺪ ﻃﺒﻌﺖ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﺴﻤﺎت وا8ﻼﻣﺢ ،وﻃﻌﻤﺘﻬﺎ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﺴﺘﺠﺪة ﻓﻲ اﻷداء وأﻟﻮان ﻣﺴﺘﺤﺪﺛﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ. 21
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ﻧﺸﻴﺮ إﻟـﻰ إﺣـﺪى ﻣـﺸـﺎﻫـﺪات أﺑـﻲ ﺑـﻜـﺮ اﻟـﻄـﺮﻃـﻮﺷـﻲ ا8ﺘﻮﻓﻰ ﻋـﺎم ٥٢٠ﻫـ ،ﺳﺠﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب »اﳊﻮادث واﻟﺒـﺪع« ) .(٥ﻓﻠﻘﺪ ﲢـﺪث ﻫﺬا اﻟﻔﻘﻴﻪ ﻋﻦ اﺧﺘﺼﺎص اﻟﺼﻘﺎﻟﺒﺔ ) (٦ﺑﺄﳊﺎن ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎﻫﻢ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،اﺗﺨﺬوا ﻟﻬﺎ أﺳﻤﺎء ﺧـﺎﺻـﺔ ﻣـﻨـﻬـﺎ اﻟـﻠـﺤـﻦ »اﻟـﺼـﻘـﻠـﺒـﻲ« »واﻟﺮﻫﺐ« ،وﻫﻤﺎ-ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻳﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ وﺻﻒ اﻟﻄﺮﻃﻮﺷﻲ-أﺳﻠﻮﺑﺎن ﻣﺘﻤﻴﺰان ﻓﻲ اﻟﻐﻨﺎء .وﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﻄﺮﻃﻮﺷﻲ ﻏﻨﺎء اﻟﺼﻘﺎﻟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫـﺬا اﻟـﻨـﺤـﻮ ﻣـﻦ اﻟـﺒـﺪع ا8ﻨﻜﺮة اﻟﺘﻲ أﺣﺪﺛﻮﻫﺎ ﻓﻲ اﻷﻧﺪﻟﺲ ا8ﺴﻠﻤﺔ ،وذﻟﻚ ﻷﻧﻬﻢ اﺳﺘﻌﻤﻠﻮه ﻓﻲ ﺗﺮﺗﻴﻞ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮ ،ﻓﺈﻧﻬﻢ اﺳﺘﻌﻤﻠﻮا اﻟﻠﺤﻦ »اﻟﺼﻘﻠﺒﻲ« ﻓـﻲ ﻗـﺮاءة ﻗـﻮﻟـﻪ ﺗـﻌـﺎﻟـﻰ: »وإذ ﻗﻴﻞ إن وﻋﺪ اﻟﻠﻪ ﺣﻖ« ،أﺧﺬوا »ﻳﺮﻗﺼﻮن ﻓﻲ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ ﻛﺮﻗﺺ اﻟﺼﻘﺎﻟﺒﺔ ﺑﺄرﺟﻠﻬﻢ وﻓﻴﻬﺎ اﳋﻼﺧﻴﻞ ،وﻳﺼﻔﻘﻮن ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﻋﻠﻰ إﻳﻘﺎع اﻷرﺟﻞ ،وﻳﺮﺟﻔﻮن اﻷﺻﻮات ﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺗﺼﻔﻴﻖ اﻷﻳﺪي ورﻗﺺ اﻷرﺟﻞ ،ﻛـﻞ ذﻟـﻚ ﻋـﻠـﻰ ﻧـﻐـﻤـﺎت ﻣﺘﻮازﻧﺔ« ،ﻛﺎن ﻫﻢ ﻗﺮأوا اﻟﻘﺮآن ﻋﻠﻰ »اﻟﺮﻫﺐ« ﻧﻈﺮوا إﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻮﺿﻊ ذﻛﺮ ﻓﻴﻪ اﻟﻘﺮآن ا8ﺴﻴﺢ ،ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ» :إﺎ ا8ﺴﻴﺢ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮ« ،وﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: »وإذ ﻗﺎل اﻟﻠﺔ ﻳﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮ« ﻓﻤﺜﻠﻮا أﺻﻮاﺗﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﺑﺄﺻـﻮات اﻟـﻨـﺼـﺎرى واﻟﺮﻫﺒﺎن واﻷﺳﺎﻗﻔﺔ ﻓﻲ »اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ«. وﻣﺎ ﻧﺤﺴﺐ أن ﻫﺬا اﻟﻐﻨﺎء اﻟﺼﻘﻠﺒﻲ اﻟﺬي اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ أﳊﺎﻧﻪ أن ﺗﺘﺴﺮب إﻟﻰ ﺣﻈﻴﺮة »اﻟﺘﺠﻮﻳﺪ« ﺑﻘﻲ ﻌﺰل ﻣﻦ أن ﻳﻨﺪﻣﺞ ﻣﻊ ﻏﻴﺮه ﻣﻦ اﻷﻟﻮان ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﺑﺎﻟﺒﻼد ،وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓـﻲ اﻟـﻘـﺮن اﳋـﺎﻣـﺲ اﻟـﻬـﺠـﺮي ﺣـﻴـﻨـﻤـﺎ أﺻـﺒـﺢ اﻟﺼﻘﺎﻟﺒﺔ ﻳﺸﻜﻠﻮن ﻃﺒﻘﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻓﻲ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﺗﺸﺒـﻪ ﻓـﻲ ﻛـﺜـﻴـﺮ ﻣـﻦ ﻇﻮاﻫﺮﻫﺎ ﻃﺒﻘﺔ ا8ﻤﺎﻟﻴﻚ اﻷﺗﺮاك ﻓﻲ ا8ﺸﺮق اﻹﺳﻼﻣﻲ ،وأﺻﺒﺢ ﻓﻴﻬﻢ اﻷﻣﻨﺎء وﺻﺎﺣﺐ اﻟﺸﺮﻃﺔ ،وﺻﺎﺣﺐ اﳋﻴﻞ ،واﳊﺎﻛﻢ ،وﻗﺎﺋﺪ اﳉﻴﺶ ،ﺛﻢ أﺻﺒﺢ ﻟﻬﻢ دوﻟﺔ ذات ﻧﻔﻮذ ،وﺑﺮز ﻓﻴﻬﻢ اﻟﻌﻠﻤـﺎء واﻷدﺑـﺎء ،ﻛـﺎن ﻣـﻦ ﺑـﻴـﻨـﻬـﻢ اﻷدﻳـﺐ ﻓـﺎﺗـﻦ اﻟﺼﻘﻠﺒﻲ ا8ﺘﻮﻓﻰ ﻋـﺎم ٤٠٢ﻫـ ،وأﻣﻴﺮ داﻧﻴﺔ ،وﺟﺰر اﻟﺒﻠﻴﺎر ﻣﺠﺎﻫﺪ اﻟﻌـﺎﻣـﺮي اﻟﺼﻘﻠـﺒـﻲ ا8ـﺘـﻮﻓـﻰ ﻋـﺎم ٤٣٦ﻫـ وﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﻛـﺘـﺎب ﻓـﻲ اﻟـﻌـﺮوض ،وﺣـﺒـﻴـﺐ اﻟﺼﻘﻠﺒﻲ ﻣﺆﻟﻒ »ﻛﺘﺎب اﻻﺳﺘﻈﻬﺎر وا8ﻐﺎﻟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ أﻧﻜﺮ ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺼﻘﺎﻟﺒﺔ«، واﻟﺬي ﺗﻀﻤﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ وﻗﻒ ﻣﻨﻪ اﺑﻦ ﺑﺴﺎم ﻓﻲ اﻟﺬﺧﻴﺮة ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻣﻦ ا8ﻮﺷﺤﺎت ،ﻷن »ﺷﻌﺮﻫﻢ ﺧﺎرج ﻋﻦ ﺷﺮﻃﻨﺎ«.
22
ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
2ﺗﻄﻮﻳﺮ اﳌﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ وﻗﻒ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ا8ﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻷﻧـﺪﻟـﺴـﻴـﺔ ﻣـﻮاﻗـﻒ ﺷﺘﻰ ،ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ دﻋﺎ إﻟﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ وﲡﺪﻳﺪﻫﺎ ﺑﺤﺠﺔ أن ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺴﺎﻳـﺮة 8ـﻘـﺘـﻀـﻴـﺎت ﻋـﺼـﺮﻧـﺎ اﳊـﺎﺿـﺮ، وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ رأى ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻓﺪﻋﺎ إﻟﻰ ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ وﺣﻔﻈﻬﺎ ورﻋﺎﻳﺘﻬﺎ واﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﻜﻠﻬـﺎ ا8ـﺄﻟـﻮف .ﻓـﺄﻣـﺎ دﻋـﺎة اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻓﺈﻧـﻬـﻢ ﻳـﻨـﻄـﻠـﻘـﻮن ﻣـﻦ اﻟـﻔـﻜـﺮة اﻟـﻘـﺎﺋـﻠـﺔ إن ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ واﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ا8ﺘﻮارﺛﺔ ﺗﻠﻌﺐ دورا ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﺸﻌﻮب ) ،(١وﻟﺬﻟﻚ ﺑﺎت ﻣﻦ ا8ﻨـﺎﺳـﺐ أن ﺗـﻮﺟـﻪ اﻟـﺪﻋـﻮة إﻟـﻰ دراﺳـﺔ ﺗـﺮاﺛـﻨـﺎ ا8ــﻮﺳ ـﻴ ـﻘــﻲ ﻋــﺎﻣــﺔ واﻷﻧــﺪﻟ ـﺴــﻲ ﻣ ـﻨــﻪ ﻋ ـﻠــﻰ وﺟــﻪ اﳋﺼـﻮص ،ﻻ 8ـﻌـﺮﻓـﺔ ﺗـﺎرﻳـﺨـﻪ ﻓـﻘـﻂ ﺑـﻞ ﻹﺣـﻴـﺎﺋـﻪ وﺗﻄﻮﻳﺮه ) ،(٢ﻏﻴﺮ أن اﻹﻗﺪام ﻋﻠﻰ ﺧﻮض ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺒﻴﻞ ﻳﺴﺘﻠﺰم أن ﻳﻜﻮن اﻟﻌﻤﻞ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺲ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺒﻼد اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ رﻏﻢ اﻟﻔﺮوق اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑـ rﻫـﺬه اﻟـﺒـﻠـﺪان ) .(٣وﻳﻌﻨـﻲ ذﻟـﻚ ﺑـﻌـﺒـﺎرة أوﺿﺢ اﳋﺮوج ﺑﺎ8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻣﻦ ﺣﺪود اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﻀﻴﻘﺔ ﻟﺘﺼﺒﺢ اﻧﺘﺎﺟﺎ ﻣﺴﺘﺴﺎﻏﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻷﻗﻄﺎر اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺘﻠﺰم اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺟﻤﻊ اﻟﺘﺮاث اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي وﺗﺴﺠﻴﻠﻪ ،وإﺣﺼﺎء آﻻﺗﻪ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ وأدواﺗﻪ ا8ﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻪ ﻛﺎ8ﻼﺑﺲ وﻏﻴﺮﻫﺎ ،وﺗﻠﻘ rﺎذج ﻣﻨﺘﺨﺒﺔ ﻣﻨﻪ ﻟﻸﻃﻔﺎل ،واﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ ﻗـﻮاﻋـﺪه ﻓـﻲ 23
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﻣﻌﺎﻫﺪ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻣﺨﺘﺼﺔ ،وﺗﺸﺠﻴﻊ إﻗﺎﻣﺔ ا8ﻬﺮﺟﺎﻧﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻓﻲ ا8ﻮاﺳﻢ، وﺑﺬﻟﻚ ﺗﻜﻔﻞ ﻧﺸﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﺗﻌﺘـﻤـﺪ ﻋـﻠـﻰ ﻋـﻨـﺼـﺮ اﻟـﺘـﺄﻟـﻴـﻒ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﺬي ﻳﺴﻴﺮ وﻓﻖ أﺳﺲ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ اﻻرﲡﺎل وا8ﻮﻫﺒﺔ اﻟﻔﻄﺮﻳﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺼﺮ اﻷداء ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﺴﻠﻴﻢ وﻋﻨﺼﺮ اﻻﺳﺘﻤﺎع اﻟﻮاﻋﻲ).(٤ وإذا ﺟﺎز أن ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻓﻜﺮة ﻛﺎﻣﻞ اﻟﻘﺪﺳﻲ ﻋﻠﻰ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أﻧﻬﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﻣﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،وﻟﻮﻧﺎ ﻣﻦ أﺑﺮز أﻟﻮان اﻟﺘﺮاث ا8ﻐﺮﺑﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﺈن اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ وﲡﺪﻳﺪﻫﺎ ﺳـﻴـﺼـﺒـﺢ وﻻ رﻳﺐ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗـﺄﺧـﺬ اﻟـﻜـﺜـﻴـﺮ ﻣـﻦ اﻫـﺘـﻤـﺎم اﻟـﺪارﺳـr واﺨﻤﻟﺘﺼ ،rوذﻟﻚ ﻧﻈﺮا 8ﺎ ﻳﻜﺘـﻨـﻒ ﻫـﺬا ا8ـﻮﺿـﻮع ﻣـﻦ اﺧـﺘـﻼف ﻓـﻲ اﻟـﺮأي وﺗﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺮ. واﳊﻖ اﻟﺬي ﻻ ﻣﺮاء ﻓﻴﻪ أن ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻰ إﻣﻜـﺎﻧـﺎت ﻟـﻠـﺘـﻌـﺒـﻴـﺮ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻨﻔﺎذ إﻟﻰ ﻧﻔﻮس ا8ﺴﺘﻤﻌ ،rوﺗﻘﺪر ﻋﻠﻰ ﲢﺮﻳﻚ أدق ﻣﺸﺎﻋـﺮﻫـﻢ، وﻫﻮ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﺣﺎﻓﻞ ﺑﻌﻨﺎﺻﺮ ﺗﻜﺴﺒﻪ اﳊﻴﻮﻳﺔ وﻗﺎﺑﻠﻴﺔ اﻟﺘﻄﻮر ﺳﻮاء ﻓﻲ ﻧﻈﺎﻣﻪ ا8ﻘﺎﻣﻲ ،أو ﻓﻲ ﺗﺴﻠﺴﻞ ﺣﺮﻛﺎﺗﻪ أو ﺗﻌﺎﻗﺐ ﻣﻌﺰوﻓﺎﺗﻪ اﻵﻟﻴﺔ وﺻﻨﻌﺎﺗﻪ اﻟﻐﻨﺎﺋﻴﺔ أو ﺗﻮاﺗﺮ اﻳﻘﺎﻋﺎﺗﻪ وﻣﻮازﻳﻨﻪ. وﺳﻨﺤﺎول ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎوﻻت اﻟﺘـﻄـﻮﻳـﺮ اﻟـﺘـﻲ أﳒـﺰت ﻓـﻲ ﻫﺬه اﺠﻤﻟﺎﻻت وﻓﻲ ﻏﻴﺮﻫﺎ.
ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﳌﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ: -١اﺳﺘﺨﺪام اﻵﻻت اﻟﻬﻮاﺋﻴﺔ:
ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺗﻄﻮﻳﺮ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﺎ8ﻐﺮب ﳉﻮء ﺑﻌﺾ اﻷﺟﻮاق ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة اﻟﻰ اﺳﺘﺨﺪام آﻻت اﻟﻨﻔﺦ اﻟﻬﻮاﺋﻴﺔ ا8ﺘﺪاوﻟﺔ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴـﻘـﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻛﺎﻟﺴﺎﻛﺴﻔﻮن واﻟﻜﻼرﻳﻨﻴﺖ ،واﻟﺘﺮوﻣﺒﻴﺖ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ آﻟﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧﻮ. وﻋﻠﻰ رأس ﻫﺬه اﻻﺟﻮاق ﻳﻘﻒ ﺟﻮق ﺗﻄﻮان ﺣﺎﻣﻼ ﻟﻮاء اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ واﻟﺘـﻄـﻮﻳـﺮ ﺑﺪﻋﻮى اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﺳﻴﻊ آﻓﺎق اﻟﻌﺰف اﻵﻟﻲ وﺧﻠﻖ أﺻﺪاء ﺻﻮﺗﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة. وﻣﻦ وراء ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة ﺗﺮﺗﻔﻊ أﺻﻮات ﺑﺎﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ،وأﺧﺮى ﺻﺎرﺧﺔ ﺑﺎ8ﻌﺎرﺿﺔ واﻟﺘﻨﺪﻳﺪ ،وﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻫﺬه وﺗﻠﻚ ﺣﺠﺞ ﺗﺴﺘﻨﺪ إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺪﻋﻴﻢ ﻣﺎ ﺗﺬﻫﺐ اﻟﻴـﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺮ .ﻓﺄﻣﺎ دﻋﺎة اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ واﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻓﻬﻢ ﻳﺮون أن ﺟﻮق ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻛﺎن ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﻣﻦ اﻟﻌﻬﻮد ﻳﺤﺘـﻀـﻦ إﺣـﺪى وﺛـﻼﺛـ rآﻟـﺔ ،وﻗـﺪ ﺿـﺎع اﻟـﻴـﻮم 24
ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
ﺛﻠـﺜـﺎﻫـﺎ ) .(٥ﻓﻼﺿﻴﺮ أذآ أن ﺗﻄﻌﻢ اﻷﺟـﻮاق اﻷﻧـﺪﻟـﺴـﻴـﺔ ﻣـﻦ ﺟـﺪﻳـﺪ ـﺎ ﻗـﺪ ﻳﻌﻮض ﻫﺬا اﳋﺼﺎص اﳊﺎدث .وﻫﻢ ﻳﺮون أﻳﻀﺎ أن ادﺧﺎل اﻵﻻت اﻟﻐﺮﺑﻴـﺔ ﻛﺎﻟﻜﻼرﻳﻨﻴﺖ ،واﻟﻔﻠﻮت ،واﻟﺒﻴﺎﻧﻮ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﺤﻮل دون ﺧﻄﺮ ﺗﺴـﺮب »رﺑـﻊ اﻟﻨﻐﻤﺔ« إﻟﻰ اﻻﳊﺎن اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،وﻫﻮ أﻣﺮ أﺻﺒﺢ وﻻ ﺷﻚ ﻳﻘﻠﻖ ا8ﻬﺘﻤ rﺑﻬﺎ إﻟﻰ درﺟﺔ ﺣﺎدة .وﻫﻢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻳﺮون أن ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻗـﺪ اﺳـﺘـﻌـﺎدت ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ وﺗﻜﻴﻔﺖ ﻣﻊ اﻟﺬوق اﻟﺴﺎﺋﺪ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ،وﻓﺮﺿﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ أوﺳﺎط اﻟﺸﺒﺎب ﺧﺎﺻﺔ ،وأﻧﻬﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻟﻠﺤﻴﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ اﻛـﺘـﺴـﺒـﺘـﻬـﺎ ﺑـﻔـﻀـﻞ اﺳﺘﺨﺪام اﻵﻻت اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ).(٦ وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻮن أﺟﻮاق ا8ﻐﺮب اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻫﻲ أﻛﺜﺮ اﻷﺟﻮاق اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﺎ8ﻐﺮب إﻗﺒﺎﻻ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺪام اﻵﻻت اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺮﻓﺾ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺒﻴﺎﻧﻮ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﻷﻧﻪ ﻸ اﻷﺳﻤﺎع ﺑﺨﻠﻴﻂ ﻣﻦ اﻷﻧﻐـﺎم ﻻ ﻳـﺮﺿـﺎه اﻟـﺬوق اﻟـﻌـﺮﺑـﻲ اﻟﻌﺎم ،ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻓﺾ اﺳﺘﺨﺪام »آﻻت اﻟﻨﻔﺦ اﻟـﻘـﻮﻳـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻄـﻐـﻰ ﻋـﻠـﻰ اﻵﻻت اﻟﻮﺗﺮﻳﺔ« وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ ذﻟﻚ ﺗﻔﺴﺢ ﺻﺪرﻫﺎ »ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻴﺎﻧﻮ اﻟﻌـﺎدي وﻵﻻت اﻟﻨﻔﺦ اﻟﻌﺎدﻳﺔ« ).(٧ وأﻣﺎ أﺻﻮات ا8ﻌﺎرﺿﺔ ﻓﺈن ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻣﺒﺪء اﳊﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﺎﻟﺔ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ .وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﺗﺮى أﻧﻪ »ﻳﻠﺰم أن ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎﻧﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺗﺮاﺛﻨﺎ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﺑﻌﻬﺎ ،وﻃﺮﻳﻘﺔ أداﺋﻬﺎ ﺑﺎﻵﻻت اﻟﺘﻘﻠـﻴـﺪﻳـﺔ )(٨ ﻛﻤﺎ ﺗﺮى أن ﻓﻲ ادﺧﺎل اﻻﻻت اﻟﻐـﺮﺑـﻴـﺔ وﻣـﺎ ﺷـﺎﻛـﻞ ذﻟـﻚ ﻣـﻦ أﻋـﻤـﺎل أﺧـﺮى ﻛﺎﻟﻬﺎرﻣﻮﻧﻲ ﻣﺎ ﺴﺦ أﺻﺎﻟﺔ اﻟﺘﺮاث اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ وﺟﻤﺎﻟﻪ .وﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬا ﺑﻌـﺒـﺎرة أﺧﺮى أن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﺠﺄون إﻟﻰ اﺳﺘﻌﻤﺎل ﻫﺬه اﻵﻻت ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟـﺴـﻴـﺔ اﺎ«ﻳﻔﻘﺮوﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻳﺤﺴﺒﻮن اﻏﻨﺎءﻫﺎ ...ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ أن ﻫﺬه اﻵﻻت ﻋﺎﺟﺰة ﻋﻦ إﺑﺮاز اﻷﺑﻌﺎد اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻟﻬﺬه ا8ﻮﺳﻴﻘﻰ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﻜﺴﻮﻫﺎ رﺗﺎﺑﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ.. وأن اﻟﺘﻤﺎدي ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﺒﻴﻞ 8ﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﻔﺴﺪ ﺗﺬوق اﻟﺸﻌﺐ ﻟﻠﻤـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ، وﻣﻦ ﺛﻢ ﺳﻴﺼﺒﺢ ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺐ ذات ﻳﻮم ﻋﺎﺟﺰا ﻋﻦ اﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎه«).(٩ وﻣﻊ أن اﻻﺳﺘﺎذ اﻟﻄﺎﻫﺮ ﻋﺒﺪه ﻳﺮﻓﺾ ﺗﻌـﺎﻣـﻞ ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻷﻧـﺪﻟـﺴـﻴـﺔ ﻣـﻊ اﻵﻻت اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،ﻓﺈﻧﺎ ﳒﺪه ﻳﺪﻋﻮ ﺑﺤﻤﺎس اﻟﻰ ﻣﺴﺎﻳﺮة اﻟﺘﻄﻮرات اﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺎ8ﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ اﻟﻠﺤﻨﻲ ،وﻣﻮاﻛﺒﺔ اﻟﻘﻮاﻟﺐ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜـﻴـﺔ اﻟﻌﺎ8ﻴﺔ .وﻫﻮ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ دﻋﻮاه ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﲢﻤﻠﻪ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻓﻨﻴﺔ ﺗﺘﻼءم وﻗﻮاﻧ rاﻟﺘﺄﻟﻴﻒ اﻟﻌﺎ8ﻲ ،وﻳﻀﺮب ﻟﺬﻟﻚ اﻷﻣﺜﻠﺔ ،ﻓﻴﺴﺘﻮﺣﻲ ﻣﻦ 25
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﺗﺘﺎﺑﻊ اﻟﺼﻨﺎﺋﻊ ﻓﻲ ا8ﻴﺰان ﺻﻮرة ﻟﻠﻤﺘﺘﺎﺑﻌﺎت اﻟﺮاﻗﺼﺔ ) (Suite de dansesاﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﺧﻄﻮة ﻣﺒﺴﻄﺔ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ اﳊﺮ ،وﻳﺴﺘﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﻮاﺻﻞ أﻧﻐﺎم ا8ـﻘـﺎم ﺻﻮرة أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻘﺎﻟﺐ اﻟﻔﻮك ،وﻳﺴﺘﻘﻲ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﺣﺮﻛﺎت ا8ﻴﺰان اﻟﺜﻼث ﻣﺎ ﻳﻜﺎد ﻳﻜﻮن ﺻﻮرة ﻟﻘﺎﻟﺐ اﻟﺴﻮﻧﺎﺗﻪ .وأﺧﻴﺮا ﻓﻬﻮ ﻳﺠﺪ ﻓﻲ ا8ﺘﻨﻮﻋﺎت وا8ﺜﺎﻟﻴﺎت وأﻧﻮاع اﻟﺘﻮﺷﻴﺎت اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮﻛﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺮﻛﺔ ا8ﻮﺳﻊ ﻣـﺎ ﻳـﺸـﺒـﻪ ـﻮذﺟـﺎ ﺑﺴﻴﻄﺎ ﻟﻠﻔﻘﺮات اﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺎت اﻟﺴﻨﻔﻮﻧﻴﺔ ).(١٠ وﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﻫﺬا اﻟﻨﻘﺎش ﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮع اﺳﺘﺨﺪام آﻻت اﻟﻨﻔﺦ اﻟﻬﻮاﺋـﻴـﺔ أو ﻋﺪم اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻓﻲ أداء اﻷﳊﺎن اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،ﺗﻘـﻮم اﻟـﻔـﺮﻗـﺔ اﻟـﻨـﺤـﺎﺳـﻴـﺔ ﳉﻮق اﳋﻤﺴﺔ واﳋﻤﺴ rاﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﺮﺣﺎب اﻟﻘﺼﺮ ا8ﻠﻜﻲ ﻟﺘﺸﻜﻞ ﻇﺎﻫﺮة ﻓﻨﻴﺔ ﺣﺮﻳﺔ ﺑﺄن ﺗﻀﻊ ﺣﺪا ﻟﻬﺬا اﻟﻨﻘﺎش ،وذﻟﻚ ﻷن اﺳﺘﺨﺪاﻣـﻬـﺎ ﲢـﻮل اﻟـﻰ واﻗـﻊ ﻣﻠﻤﻮس وأﺻﺒﺢ ﺎ ﺗﻮﻓﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻓﻲ اﻷداء اﻵﻟﻲ أﻗﺪر ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻬﻮاء ﻧﻔﻮس ﻏﻴﺮ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ا8ﺴﺘﻤﻌ rوأﻗﺪر ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮز ﺑﺮﺿﺎﻫﻢ. واﻟﻮاﻗﻊ أن اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ أﺛﺒﺘﺖ اﺳﺘﺨﺪام اﻵﻻت اﻟﻨﺤﺎﺳﻴﺔ ﺑﺎ8ﻐﺮب ﻣﻨﺬ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﻌﺪي ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺒﻨﻰ ا8ﻮﻛﺐ ا8ﻠﻜﻲ اﳉﻮﻗﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﻨﺤﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﻘﻼﺗﻪ وﻓﻲ اﺳﺘﻌﺮاﺿﺎت اﳉﻴﻮش ) ،(١١ﻛﻤﺎ أﻛﺪت ا8ﺼﺎدر ا8ﻮﺛﻮﻗﺔ أن اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋـﺒـﺪ اﻟـﻠـﺔ ) (١٢٠٤-١١٣٤أﻧﺸﺄ ﺟﻮﻗﺔ ﺑﺎﻵﻻت اﻟﻨﺤﺎﺳـﻴـﺔ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﺳﻢ ﺟﻮﻗﺔ اﳋﻤﺴﺔ واﳋﻤﺴ ،rواﺗﺨﺬﻫﺎ-ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻳﺒﺪو ﻟﺘﻜـﻮن ﺣﻘﻼ ﲡﺮﻳﺒﻴﺎ 8ﺎ ﺗﻀﻤﻨﻪ ﻛﻨﺎش ﻣﺤﻤﺪ ﺑـﻦ اﳊـﺴـ rاﳊـﺎﻳـﻚ ا8ـﻮﺿـﻮع ﻓـﻲ ﻋﻬﺪه .وأﻣﺎم ﻫﺬه اﳊﻘﺎﺋﻖ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴـﺔ ﻓـﺈﻧـﻨـﺎ ﻻ ﻧـﺮى ﻣـﺎ ﻳـﺒـﺮر اﻟـﺘـﻤـﺎدي ﻓـﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﻮﺿﻮع اﺳﺘﺨﺪام اﻵﻻت اﻟﻬﻮاﺋﻴﺔ ﻓﻲ اﻷﺟﻮاق اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻃﺎ8ﺎ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺲ ﺟﻮﻫﺮ ﻫﺬه ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ وﻻ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﻃﻌﻤﻬﺎ وﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ،ﺛﻢ »ﺷﺮﻳﻄﺔ أن ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﻗﺒﻀﺔ ﻋﺎزﻓ rﻣﺎﻫﺮﻳﻦ« ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮ رﺋﻴﺲ ﺟﻮق اﻹذاﻋﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻟﻔﻨﺎن ﻣﻮﻻي أﺣﻤﺪ اﻟﻮﻛﻴﻠﻲ.
-٢ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﻨﺴﻮي ﻓﻲ اﻟﻐﻨﺎء:
وإﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻵﻟﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻄﻠﻊ ﺑﻬﺎ ﺑﻌـﺾ اﻷﺟـﻮاق ﻋﻠﻰ ا8ﺴﺘﻮى اﻟﻌﻤﻠﻲ ﻓﻘﺪ ﻋﻤﺪت إﻟﻰ إﺷﺮاك اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﻨـﺴـﻮي ﻓـﻲ ﺗـﺮدﻳـﺪ ا8ﻘﻄﻮﻋﺎت اﻟﻐﻨﺎﺋﻴﺔ ،وﻫﻲ ﻇﺎﻫﺮة ﻻ ﻳﺰال ﺟﻮق ا8ﺮﺣﻮم اﻟﺒﺮﻳﻬﻲ ﺑﻔﺎس-دون ﻏﻴﺮه-ﻳﺸﺬ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺪاﻓﻊ ﻣﻦ اﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ أﺻﺎﻟﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ .وﻳﺪﺧﻞ 26
ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
إﺷﺮاك اﻷﺻﻮات اﻟﻨﺴﻮﻳﺔ ﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ إﻣﻜﺎﻧﺎت ﺻﻮﺗﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻳﺮاد ﺑﻬﺎ ﲢﺴ rاﻷداء وإﻏﻨﺎء اﻟﻌﻄﺎء اﻟﻔﻨﻲ ﻟﻬﺬه ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺮﻏـﺒـﺔ ﻓﻲ أﺻﻼح ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻮر اﻹﻟﻘﺎء ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ ا8ﻨﺸﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻋﻴﻮب ﻣـﻨـﺸـﺆﻫـﺎ ﻋـﺪم اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺨﺎرج اﳊﺮوف .وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺟﻮق اﻹذاﻋﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن رﺋﻴﺴﻪ ﻣﻮﻻي أﺣﻤﺪ اﻟﻮﻛﻴﻠﻲ إذ ﻳﻘﻮل» :إن اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ اﻟﺬي ﻧﺴﻌﻰ إﻟﻴﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ إﺻﻼح ﻣﺎ أﻓﺴﺪه اﻟﺰﻣﻦ« ،ﻓﻬﻮ إذا ﻳﺮى اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻣﻦ زاوﻳﺔ اﻹﺻﻼح ﻛﺤﺪ أدﻧﻰ ،ﺛﻢ ﻳﺤﺪد ﻣﺠﺎﻻت ﻫﺬا اﻹﺻﻼح ﻓﻲ اﻻﻟﻘـﺎء اﻟﺸﻌﺮي واﻷداء اﻟﻠﺤﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ»اﻟﺬي ﺗﻠﻘﻴـﻨـﺎه ﻋـﻦ اﻟـﺒـﻘـﻴـﺔ اﻟـﺒـﺎﻗـﻴـﺔ ﻣـﻦ أﺷﻴﺎﺧﻨﺎ ا8ﻘﺘﺪرﻳﻦ« ،وﻳﻌﻨﻲ ذﻟﻚ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺠﺎﻧﺐ »اﻻﻟﻘﺎء اﻟﻐﻨﺎﺋﻲ وﻣﺨـﺎرج اﻷﻟﻔﺎظ وﻌﻦ اﻟﻜﻠﻤﺎت وﺗﻔﻬﻢ ا8ﻌﺎﻧـﻲ ﻣـﻦ ﺟـﻬـﺔ وﺟـﺎﻧـﺐ اﻷداء ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﻲ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ« .ﺛﻢ ﻳﻘﺘﺮح اﻟﻮﻛﻴﻠﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻹﺻﻼح ا8ﻨﺸﻮد إﺷﺮاك اﻟﻨﺴﺎء ﻓﻲ اﻟﻐﻨﺎء ،وﺗﺒﻨﻲ اﻟﻐﻨﺎء اﻟﻔﺮدي ،وﻫﻮ أﺳﻠﻮب ﻣﺒـﺘـﻜـﺮ ﻳـﻌـﺘـﻘـﺪ أﻧـﻪ ﻻ ﻳﻔﻘﺪ روﻋﺔ اﻟﻬﺎرﻣﻮﻧﻲ ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن اﻟﺼﻮت ﺟﻤﻴﻼ ).(١٢
-٣ﻧﻈﻢ اﻷﺷﻌﺎر:
وﻓﻲ ﺻﺪد ﺗﻄﻮﻳﺮ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ أﻳﻀﺎ ﻳﺄﺗﻲ رأي ﻟﻼﺳﺘـﺎذ ﻣـﺤـﻤـﺪ اﻟﻔﺎﺳـﻲ ورد ﻓـﻲ اﺳـﺘـﺠـﻮاب اذاﻋـﻲ أﺟـﺮى ﻋـﻠـﻰ ﻫـﺎﻣـﺶ ا8ـﺆـﺮ اﳋـﺎﻣـﺲ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ ﺑـﺎ8ـﻐـﺮب ) (١٣اﻗﺘﺮح ﻓﻴﻪ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﻢ أﺷـﻌـﺎر ﺟـﺪﻳـﺪة ﺗﺘﻨﺎول ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺗﻬﺎ ﻗﻀﺎﻳﺎ وأﺣﺪاﺛﺎ وﻃﻨﻴﺔ ،ﻋﻠـﻰ أن ﻳـﺠـﺮي اﻧـﺸـﺎدﻫـﺎ ﻋـﻠـﻰ اﻷﳊﺎن اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ا8ﺘﺪاوﻟﺔ .وﻗﺪ ﻃﺮح ﻫﺬا اﻻﻗﺘﺮاح ﻓﻲ ﻧﺪوة ﻓﻨﻴﺔ ﺿﻤـﺖ ﻧﺨﺒﺔ ﻣﻦ أﻗﻄﺎب ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﺎ8ﻐﺮب ،ﻓﻤـﺎل رأي ﻫـﺆﻻء إﻟـﻰ ﻗـﺒـﻮل ﻣﺒﺪأ ﺗﺄﻟﻴﻒ اﻻﺷﻌﺎر ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺒﻴﻞ ،وﻟﻜﻨﻬﻢ رﻓﻀﻮا أن ﺗﻐﻨﻰ ﻋﻠﻰ اﻷﳊﺎن ا8ﺘﺪاوﻟﺔ ﲡﻨﺒﺎ ﻟﻠﺘﻜﺮار ،واﻗﺘﺮﺣﻮا ﻛﺒﺪﻳﻞ ﻣﻦ ﻫﺬا أن ﺗﻠﺤﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺒﻮع اﻟﺘﻲ ﺿﺎﻋﺖ أﺷﻌﺎرﻫﺎ ﻛﻄﺒﻊ ا8ﺰﻣﻮم ،أو ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻟﻬﺎ أﺷﻌﺎر ﻣﻐﻨﺎة ).(١٤
-٤اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ :
وﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺗﻄﻮﻳﺮ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻓﻲ ا8ﻐﺮب ا8ﺴﺘﻘﺒﻞ ،أﻳﻀﺎ ،أن ﻋﻤﺪ ا8ﻠﺤﻦ اﻟﻔﻨﺎن ﻋﺒﺎس اﳋﻴﺎﻃﻲ إﻟﻰ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻗﻄﻊ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣـﻨـﻮال اﻻﻧﺘﺎج اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ ا8ﻮروث .وﻗﺪ أﺛﺎرت ﻫﺬه اﻟﺒﺎدرة ﻧﻘﺎﺷﺎ ﺣﺎدا ﺑ rا8ﻬﺘﻤr 27
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﺑﺎ8ﻮﺳﻴﻘﺎ ،واﻋﺘﺒﺮ ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻹﻗﺪام ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﻴﺎدا ﻋﻦ اﳉﺎدة وﺿﺮﺑﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاث .وﻟﺬﻟﻚ اﻧﻬﺎﻟﻮا ﻋﻠﻰ ا8ﻠﺤﻦ ﺑﺼﻨﻮف ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺪ اﻟﻼذع. وﻓﻲ رأﻳﻨﺎ أن اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي أﳒﺰه اﻟﻔﻨﺎن ﻋﺒـﺎس اﳋـﻴـﺎﻃـﻲ-ﺑـﺎﻟـﺮﻏـﻢ ـﺎ ﻜﻦ أن ﻳﻘﺎل ﻓﻴﻪ-ﻳﺸﻜﻞ ﻇﺎﻫﺮة ﺻﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ 8ﺴﺘﻘﺒﻞ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﻓﻲ ﺑﻼدﻧﺎ، وﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ ﻟﺮﻏﺒﺔ ﻛﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس ﻓﺌﺔ ﻏﻴﺮ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺜﻘﻔﻴﻨﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻄﻤﺤﻮن إﻟﻰ اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ وﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﻀﺮورة ﻣﻮاﻛﺒﺔ اﻟﺘﻄﻮر اﳊﺎﺻﻞ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت اﻻﺑﺪاع اﻟﻔﻨﻲ ﻟﻠﺨﺮوج ﻮﺳﻴﻘﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺮﻛﻮد واﳉﻤـﻮد .وﻓـﻲ ﻫﺬا ا8ﻌﻨﻰ ﻳﻘﻮل اﻟﻜﺎﺗﺐ ا8ﻐﺮﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﺠﻤﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﻠﻮن» :اﻟﺬي ﻧـﻨـﺘـﻈـﺮه ﻫـﻮ ﺧﻠﻖ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎ أﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻋﻠﻰ أﺳﺲ ﻣﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻟﻘﺪﺔ. ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ا8ﻌﻘﻮل أن ﻧﻄﺮب اﻟﻰ اﻷﺑﺪ ﺑﺄﻏﺎن رددﻫـﺎ أﺟـﺪادﻧـﺎ ،وأن ﻳـﻄـﺮب أﺣﻔﺎدﻧﺎ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ ﺑﻬﺬه اﻷﻏﺎﻧﻲ ﻧﻔـﺴـﻬـﺎ ،واـﺎ ﻳـﺠـﺐ ﺧـﻠـﻖ ﻫـﺬه ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﳉﺪﻳﺪة ﻓﻲ ﺻﻮرة ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ أوﺿـﺎﻋـﻨـﺎ اﻟـﺮاﻫـﻨـﺔ ،ﺧـﺎﻟـﻴـﺔ ﻣـﻦ اﻟﺮﺗﺎﺑﺔ واﻟﻄﻮل ،وﻣﺸﺘﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ا8ﻌﺎﻧﻲ اﳉﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺴﺮب إﻟﻰ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻣﻨﺬ أن وﺿﻌﺖ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻟﻘﺪﺔ وﻣﺎ أﻛﺜﺮﻫﺎ ،وﺗـﺒـﻘـﻰ ﻫـﺬه اﻟـﻘـﺪـﺔ ﺗﺮاﺛﺎ ﻓﻨﻴﺎ ﺗﺎرﻳـﺨـﻴـﺎ ﻧـﺤـﺎﻓـﻆ ﻋـﻠـﻴـﻪ ﻛـﻤـﺎ ﻧـﺤـﺎﻓـﻆ ﻋـﻠـﻰ ﺳـﺎﺋـﺮ أوﺟـﻪ ﺗـﺮاﺛـﻨـﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ«).(١٥ وإذا ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺮأي ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻣﺴﺘﻤﻊ ﺑﺎ8ﻮﺳـﻴـﻘـﺎ ﻫـﺎو وﻏـﻴـﺮ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺎت ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﺈن ﻣـﺤـﻤـﺪ اﺨﻤﻟـﺘـﺎر اﻟـﻌـﻠـﻤـﻲ-وﻫـﻮ ﻣـﻦ ا8ﻬﺘﻤ rﺑﺎ8ﻮﺳﻴﻘﺎ-ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻓﻲ ﺗﺄﻳﻴﺪه ﻻﺳﺘﻤﺮارﻳـﺔ »اﻟـﺘـﺄﻟـﻴـﻒ« ﻣـﻦ ﺿـﺮورات ﻳﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﺣﺘﻤﻴﺔ ،وﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ »ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻣﻴﻢ اﻟﺼﻨﺎﺋﻊ واﺳﺘﻜﻤﺎل اﻟﻨﻮﺑﺎت واﻟﺘﻠﺤ rﻓﻲ اﻟﻄﺒﻮع اﻷرﺑﻌﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ واﻻﻗﺘﺒﺎس ﻣﻦ أﳊﺎن اﻟﻨﻮﺑﺎت«. واﻋﺘﺒﺎرا ﻟﻬﺬا ﻓﻬﻮ ﻳﻨﻮه ﺑﺸﻴﻮخ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻟﺬﻳﻦ أﺿﺎﻓﻮا إﻟﻴﻬﺎ اﻷدراج، أو ﻋﻤﻠﻮا ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻜﻤﺎل ﻣﺎ ﻓﻘﺪه ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻮﺑﺎت ﻣﻦ ﻣﻮازﻳﻦ .وﻣﻦ ﻫﺆﻻء ﻋﻤﺮ اﳉﻌﺎﻳﺪي اﻟﺬي وﺿﻊ درج رﺻـﺪ اﻟـﺬﻳـﻞ ،وﻗـﺎﺋـﻢ وﻧـﺼـﻒ ﺣـﺠـﺎز ا8ـﺸـﺮﻗـﻲ، واﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺴﻴﺎر اﻟﺬي ﻧﺴﺐ إﻟـﻴـﻪ وﺿـﻊ ﻣـﻴـﺰان ﻗـﺎﺋـﻢ وﻧـﺼـﻒ اﻟـﺮﺻـﺪ»).(١٦ واﻋﺘﺒﺎرا ﻟﺬﻟﻚ أﻳﻀﺎ ،ﻓﻬﻮ ﻳﺰﻛﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي أﳒﺰه اﻻﺳﺘﺎذ ﻋﺒﺎس اﳋﻴﺎﻃﻲ أواﺋﻞ اﻟﺴﺘﻴﻨﺎت ﻏﻴﺮ أﻧﻪ ﻳﺄﺧﺬ ﻋﻠﻴﻪ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺎﻳﺮ أﺳﻠﻮب اﻟﺼﻨﻌﺎت اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺒﻬﺎ ا8ﺄﻟﻮف. اﻟﻮاﻗﻊ أن ا8ﻐﺎرﺑﺔ ﻟﻢ ﻳﻨﻘﻄﻌﻮا ﻓﻲ اﻟﻌﺼﻮر ا8ﺎﺿـﻴـﺔ ﻋـﻦ ا8ـﺴـﺎﻫـﻤـﺔ ﻓـﻲ 28
ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﺑﺪاع ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ ،ﻳﻮم ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻮق ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﻧﺸﻴﻄﺔ راﺋﺠﺔ .ﻓﻠﻤﺎ أﺻﺎﺑﻬﺎ اﻟﺮﻛﻮد ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﺠﻠﺔ اﻻﺑﺪاع ،واﻧﺤﺼﺮ اﻫﺘﻤﺎم أرﺑﺎب ﻫﺬا اﻟﻔﻦ ﻓـﻲ ﺣـﻔـﻆ وﺗﺮﺟﻴﻊ ﻣﺎ ﻛﺎن ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﺘﺪاوﻻ ،وأﺑﻮا ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺴﻬﻢ وﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻫﻢ اﻟﺰﻳﺎدة ﻓﻴﻪ، ﺑﺪﻋﻮى اﳊﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻻﺻﺎﻟﺔ .ﺛﻢ ﺑﻠﻎ ﺑﻬﻢ اﻹﻓﺮاط ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺒﻠﻐﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ، ﻓﺮاﺣﻮا ﻳﻨﻈﺮون ﺑﻌ rاﻻزدراء إﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﺮﻣﻲ إﻟﻰ وﺿﻊ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺟﺪﻳﺪ، ووﻗﻔﻮا ﻣﻮﻗﻒ ا8ﻨﺎوأة اﻟﺸﺪﻳﺪة ﻓﻲ وﺟﻪ ا8ﺒـﺪﻋـ rﻳـﺮﻓـﻀـﻮن أﻋـﻤـﺎﻟـﻬـﻢ وﻻ ﻳﻌﺘﺮﻓﻮن ﺑﻬﺎ. وﻓﻲ رأﻳﻨﺎ أن أﺻﺎﻟﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺣﺴﻦ اﺳﺘﺜﻤﺎر ا8ﻌﻄﻴﺎت ا8ﻘﺎﻣﻴﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻨﻮﺑﺎت ﺑﻄﺒﻮﻋﻬﺎ وﻣﻴﺎزﻳـﻨـﻬـﺎ. وأن ﻣﻦ ﺷﺄن ذﻟﻚ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﳊﺴﻦ أن ﻳﺤﻔﺰ ا8ﺒﺪﻋ rاﺨﻤﻟﺘﺼ rإﻟﻰ اﻏﻨﺎء اﻟﺘﺮاث اﶈﻔﻮظ ﺆﻟﻔﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﺗﺴﺎﻳﺮ أﺳﻠﻮب اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ا8ﺘﺪاول ﻓﻲ اﻟﻨﻮﺑﺎت ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،وأن ﻳﻘﻒ-ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى-ﻓﻲ وﺟﻪ ﻧﺰوع ﺑﻌﺾ اﻟﻌﺎزﻓ rإﻟﻰ اﻹﻓﺮاط ﻓﻲ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺰﺧﺮﻓﺔ ،ﺎ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻗﺼﻮرﻫﻢ دون ﺳﺒﺮ أﺳـﺮار اﻟـﻄـﺒـﻮع اﻟﻐﻨﻴﺔ ،وﻳﺆدي ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﻟﻰ ﻃﻤﺲ أﺻﺎﻟﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ ﺑﺒﻼدﻧﺎ. وﻓﻲ رأﻳﻨﺎ أﻳﻀﺎ أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻒ دوﻻب اﻻﻧﺘﺎج ،وﲡـﻤـﺪ ﺣـﺮﻛـﺔ اﻹﺑـﺪاع ﺗﺘﺤﻮل اﻻﻋﻤﺎل ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﻰ ﻣﺤﺎوﻻت ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺘﻘـﻠـﻴـﺪ ،وﻳـﻨـﺤـﺼـﺮ ﻋـﻄـﺎء ا8ﻮﺳﻴﻘﻴ rﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺰﺧﺮﻓﺔ واﻟﺘﺤﻠﻴﺔ واﻟﺘﻮﻟﻴﺪات اﳉﺰﺋﻴﺔ ،ﻓﻴﺘﺮك ذﻟـﻚ اﻧﻌﻜﺎﺳﺎت ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﳊﺎن ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻻ ﺗﻔﺘﺄ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ أن ﲢﺮﻓﻬﺎ وﺗﻨﺄى ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﺴﺎرﻫﺎ اﻷﺻﻴﻞ ،دون أن ﻳﻜﻮن ﻟﺬﻟﻚ ﻛﻠـﻪ أﺛـﺮ ﻓـﻲ ﺗـﻘـﺪم ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ وﺗﻄﻮرﻫﺎ .وﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻛﻠﻪ ﻻ ﻳﺴﻌﻨﺎ إﻻ أن ﻧﻨﻮه ﺑﺎﻟﻔﻨﺎﻧ rاﻟﺬﻳﻦ آﻧﺴﻮا ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ اﻟﻔﻨﻴﺔ ،ﻓﺄﻗﺒﻠﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺪان اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﺑﻌﺰﺔ ﻻ ﺗﻌﺮف اﻟﻬﻮادة ،ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺑﺌ rﺎ ﺗﻠﻮﻛﻪ أﻟﺴﻨﺔ ا8ﻌـﺎرﺿـ rوا8ـﻨـﺎوﺋـ ،rﻛـﻤـﺎ ﻻ ﻳﻔﻮﺗﻨﺎ-اﻋﺘﺮاﻓﺎ ﺑﺠﻤﻴﻞ ﻣﺎﺻﻨﻌﻮه-أن ﻧﺤﻠﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﺑﺬﻛﺮ أﺳﻤﺎﺋﻬﻢ .ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻻ ﻣﻨﺎص ﻣﻦ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن أﻋـﻤـﺎل ﺑـﻌـﺾ ﻫـﺆﻻء ﻻ ﺗـﺪﺧـﻞ ﻓـﻲ ﻧـﻄـﺎق اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ اﻟﺬي ﻧﻌﻨﻲ ﺑﻪ إﻏﻨﺎء اﻟﺘﺮاث اﻟﻘﺪ .وﺗﻄﻌﻴﻤﻪ ﺒﺘﻜﺮات واﺑﺪاﻋﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻷﳊﺎن .وﺑﻬﺬا ا8ﻔﻬﻮم ﺳﻨﺘﺠﺎوز اﻷﺳﻤﺎء اﻟﺘﻲ ﻧﺴﺐ إﻟﻴﻬﺎ ﺧﻄﺄ ﺑﻌﺾ ا8ﺆﻟﻔﺎت ،وإن ﻛﻨﺎ ﻻ ﻧﻨﻜﺮ ﻋﻠﻰ أﺻﺤـﺎﺑـﻬـﺎ ﻓـﻀـﻞ اﻇـﻬـﺎرﻫـﺎ إﻟـﻰ اﻟﻮﺟﻮد ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺿﺎﺋﻌﺔ ،أو إﻋﺎدة ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ وﺗﻨﺴﻴﻘﻬﺎ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻨﺎﺛﺮة. ﺗﻜﺎد ا8ﺼﺎدر اﻟﺘﻲ ﺑ rأﻳﺪﻳﻨﺎ اﻟﻴﻮم ﲡﻤﻊ ﻋـﻠـﻰ أن ا8ـﺆﻟـﻔـ rا8ـﺘـﺄﺧـﺮﻳـﻦ 29
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
وﺟﻬﻮا اﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻮاع ﻣﻦ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﺧﺎﺻﺔ وﻫﻲ :ﺗﻠﺤ rاﻟﺒﺮاول، واﺳﺘﻜﻤﺎل اﻻدراج ،وﺗﻌﻤﻴﺮ اﻟﺘﻮاﺷﻲ .وﻋﻠﺔ اﻹﻗﺒﺎل ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻟﻴﻒ اﻟﺒﺮاول أﻧﻬﺎ ﺟﺎءت ﻟﺘﺮﺿﻲ ﻣﻴﻼ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﻟﺪى ا8ﻐﺎرﺑﺔ اﻟـﻰ ﻧـﻈـﻢ اﻟـﺼـﻨـﻌـﺎت ﻓـﻲ أﺳـﻠـﻮب ﻣﻠﺤﻦ ﻳﺤﺎﻛﻲ اﻟﺰﺟﻞ اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ .وﻳﻘﺎرب ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎﺋﺘ rﺑﺮوﻟﺔ ﻳـﻮﺟـﺪ أﻏﻠﺒﻬﺎ ﺿﻤﻦ اﻻدراج واﻟﻘﺪادم .أﻣﺎ اﻻدراج ﻓﺘﻜﺎد ا8ﺼﺎدر ﻛﻠﻬﺎ ﲡﻤﻊ ﻋﻠـﻰ أﻧﻬﺎ اﺑﺘﻜﺎر ﻣﻐﺮﺑﻲ ﻣﺤﺾ ﻇﻬﺮت ﻣﻦ ﻗﺪ ﻓﻲ ا8ﺮددات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻛﻮزن ﻣﻦ اﻷوزان اﳋﻔﻴﻔﺔ اﶈﺒﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﻨﻔﻮس ،وﺗﺮددت ﻓﻲ أذﻛﺎر اﻟﺰواﻳﺎ وأﺻﺤـﺎب اﻟﻄﺮاﺋﻖ ،ﺛﻢ ﺷﻘﺖ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ إﻟﻰ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻫﺆﻻء ﻣﻨﺬ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﻌﺪي ،وأﺧﺬ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﻮن ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ ﻳﺆﻟﻔﻮن ﺻﻨﻌﺎﺗﻬـﺎ وﻳـﺪرﺟـﻮﻧـﻬـﺎ ﺿـﻤـﻦ اﻟﻨﻮﺑﺎت ﺑﻘﺼﺪ اﺳﺘﻜﻤﺎﻟﻬﺎ .وﻗﺪ آﺛﺮ ﻫﺆﻻء إﺿﺎﻓﺔ اﻷدراج إﻟﻰ اﻟﺒﻄﺎﻳﺤﻴﺎت، وﻟﻌﻞ ذﻟﻚ ﻳﻜﻮن ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﻘﺎرب اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﻴﻨﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻧـﻈـﺎم اﻻزﻣـﻨـﺔ ،إذ ﻳـﺸـﻜـﻞ اﻟﺪرج ) (٤/٤ﻧﺼﻒ زﻣﺎن اﻟﺒﻄﺎﻳﺤﻲ ).(٤ /٣ وﻳﺤﻖ ﻟﻠﺒﺎﺣﺚ ﻫﻨﺎ أن ﻳﺘـﺴـﺎءل ﻋـﻦ ﺳـﺒـﺐ إﺣـﺠـﺎم ﻣـﺤـﻤـﺪ ﺑـﻦ اﳊـﺴـr اﳊﺎﻳﻚ ﻋﻦ ذﻛﺮ اﻷدراج ﻓﻲ ﻛﻨﺎﺷﻪ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﺪاوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪه ﺳﻮاء ﻋﻠﻰ ا8ﺴﺘﻮى اﻟﺸﻌﺒﻲ ،أو ﻓﻲ اﻃﺎر ﺟﻮﻗﺔ اﳋﻤﺴﺔ واﳋﻤﺴ rاﻟﺘﻲ أﻗﺎﻣﻬﺎ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻲ رﺣﺎب ﻗﺼﺮه. وﻓﻲ رأي أن ذﻟﻚ راﺟﻊ إﻟﻰ ﻣﻮﻗﻒ اﳊﺎﻳﻚ ﻧﻔـﺴـﻪ ﻣـﻦ ﺗـﺄﻟـﻴـﻒ اﻻدراج، وﻫﻮ ﻣﻮﻗﻒ رﺎ ﻛﺎن ﻳﻌﻜﺲ اﻟﺮأي اﻟﺴﺎﺋﺪ ﻓﻲ أوﺳﺎط اﶈﺎﻓﻈ rﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻵﻟﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻳﻮﻣﺬاك ﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺮﻓﻀﻮن اﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ اﻋﺘﺎده اﻟﻨﺎس ﻣﻦ اﻟﺼﻨﻌﺎت وا8ﻴﺎزﻳﻦ. وﻫﺬا ﻣﻮﻗﻒ ﻳﺤﺎﻛﻲ ﻣﻮﻗﻒ أدﺑﺎء اﻷﻧﺪﻟﺲ ﻗﺪﺎ ﻣﻦ ا8ـﻮﺷـﺤـﺎت ﻟـﻜـﻮن »أوزان ﻫﺬه ا8ﻮﺷﺤﺎت أﻛﺜﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ أﻋﺎرﻳﺾ اﻟﻌﺮب« ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮ اﺑﻦ ﺑﺴﺎم ﻓﻲ اﻟﺪﺧﻴﺮة. وﻣﻦ ا8ﺘﺄﺧﺮﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ أﻟﻔﻮا ﺻﻨﺎﺋﻊ اﻻدراك ﻧﺬﻛﺮ: ا8ﺮﺣﻮم اﳊﺎج ادرﻳﺲ ﺑﻦ ﺟﻠﻮن رﺋﻴﺲ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻫﻮاة ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔا8ﻐﺮﺑﻴﺔ ،وا8ﺘﻮﻓﻰ ﻋﺎم .١٩٨٣ﻓﻘﺪ اﻧﻜﺐ ﻓﻲ اﻃﺎر ﻧﺸﺎﻃﻪ ﺑﺎﳉﻤﻌﻴﺔ ا8ﺬﻛﻮرة ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺤ rﺑﻌﺾ اﻟﺼﻨﻌﺎت وﺿﻤﻨﻬﺎ ادراج ﻧﻮﺑﺎت اﻟﻌﺸﺎق ،واﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ، وﻏﺮﻳـﺒـﺔ اﳊـﺴـ ،rواﻻﺻـﺒـﻬـﺎن ،ورﺻـﺪ اﻟـﺬﻳـﻞ واﻟـﺮﺻـﺪ .وﻗـﺪ ﺿـﻤـﻦ ﻫـﺬه اﻟﺼﻨﻌﺎت ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﺬي ﺣﻘﻖ وﻧﺴﻖ ﻓﻴﻪ ﻛﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ. 30
ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
اﻟﻔﻨﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر .ﻓﻘﺪ ﳊﻦ ﺻﻨﻌﺎت ﻣﻦ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﺿﻤﻨﻬﺎأدراج ﻧﻮﺑﺎت اﻷﺻﺒﻬﺎن ،ورﺻﺪ اﻟـﺬﻳـﻞ ،واﳊـﺼـﺎر ،ﻛـﻤـﺎ ﳊـﻦ ﺻـﻨـﻌـﺎت ﻣـﻦ اﻟﺒﺴﻴﻂ واﻟﺮﻣﻞ ﺿﻤﻨﻬﺎ أدراج رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ ،واﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗـﻲ ،واﻷﺻـﺒـﻬـﺎن، واﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ ،واﻟﻌﺸﺎق ،واﻟﺮﺻﺪ ،وﻋﺮاق اﻟﻌﺠﻢ ،وﻏﺮﻳﺒﺔ اﳊﺴ ،rوا8ﺎﻳﺔ. وﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺒﺮاول ﳊﻦ اﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر ﺧﻤـﺴـﺔ ﺑـﺮاول ﺿـﻤـﻨـﻬـﺎ أدراج ﻏـﺮﻳـﺒـﺔ اﳊﺴ ،rواﻟﺮﺻﺪ ،وا ﻷﺻﺒﻬﺎن ،ورﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ ،وا8ﺎﻳﺔ ،واﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ. أﻣﺎ ﺗﻌﻤﻴﺮ اﻟﺘﻮاﺷﻲ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎت ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﺒﻌﺜﻪ اﳊﺮص ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻆ اﻷﳊﺎن ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻀﻴﺎع ،ﻓﻲ ﻏﻴﺒﺔ ﻛﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻟﻠﺘﺪوﻳﻦ .وﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ﺻﻨﻴﻊ اﻟﻌﺎﻟﻢ واﻟﺸﺎﻋﺮ ا8ﻐﺮﺑﻲ ﺣﻤﺪون اﺑﻦ اﳊﺎج ا8ﺘﻮﻓﻰ ﻋﺎم ١٢٣٢ﻫـ ﺑﺘﻮﺷﻴﺘ،r أوﻻﻫﻤﺎ ﺗﻮﺷﻴﺔ ﻣﻴﺰان ﺑﺴﻴﻂ ﻏﺮﻳﺒﺔ اﳊﺴ ،rوﻣﻄﻠﻌﻬﺎ: ﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪاوي اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮى ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪاوي ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼ واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻮﺷﻴﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺻﻨﻌﺔ »أﻧﺎ ﻛﻠﻲ ﻣﻠﻚ ﻟﻜﻢ« ﻣﻦ ﻗﺪام ا8ﺎﻳﺔ. وﻣﻄﻠﻌﻬﺎ: اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻚ اﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ واﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻚ ا $ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ وﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻷدراج واﻟﺒﺮاول ﺗﺒﺪو اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ أﳒﺰﻫﺎ ا8ﺘﺄﺧﺮون ﻣﺤﺪودة ﺟﺪا ،ﻓﻨﺤﻦ إذا ﲡﺎوزﻧﺎ ﺳﺮد أﻋﻤﺎل ،ﻧﺴﺒﺖ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴ ،rﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ »ﺗﺄﻟﻴﻒ« وﻫﻲ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻓﻨﻼﺣـﻆ ﺗـﻘـﻠـﺺ ﺣـﺠـﻢ ﻣـﺎ أﻟـﻔـﻪ ا8ﻐﺎرﺑﺔ وأﺿﺎﻓﻮه إﻟﻰ اﻟﺘﺮاث اﻟﻘﺪ .وﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﺎدر اﻟﻘﻠﻴﻞ اﻷﻋﻤﺎل ا8ﻨﺴﻮﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﻔﻨﺎﻧ rاﻵﺗﻲ ذﻛﺮﻫﻢ: ا8ﺮﺣﻮم ﻣﺤﻤﺪ اﳉﻌﻴﺪي اﻟﺬي أﺧﺮج ﻗﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ ا8ﺸﺮﻗﻲ. ا8ﺮﺣﻮم ﻣﻮﻻي اﻟـﻌـﺮﺑـﻲ اﻟـﻮزاﻧـﻲ ا8ـﺘـﻮﻓـﻰ ﻋـﺎم ١٩٨٣اﻟﺬي وﺿـﻊ ﺳـﺒـﻊﺻﻨﻌﺎت ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻣﻴﺰاﻧﺎ ﺟﺪﻳﺪا ﺳﻤﺎه »ﻗﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ اﻟﻨﻬﺎوﻧﺪ« .وﻳﺬﻛﺮ اﻟﻮزاﻧﻲ أﻧﻪ أﻟﻒ ﻫﺬه اﻟﺼﻨﻌﺎت ﻋﻠﻰ ﻧﺴﻖ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ا8ﻐﺮﺑﻲ ا8ﻌﺮوف ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟﺘﺄﺛﺮ ﺑﺄﺳﻠﻮب اﻟﺘﻮاﺷﻴﺢ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺳﻮاء ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟـﺸـﻌـﺮ أم اﻟـﻐـﻨـﺎء ،أم اﻟـﺘـﺮﺗـﻴـﺐ واﻟﻮزن .وﻗﺪ ﻣﻬﺪ اﻟﻮزاﻧﻲ ﻟﻬﺬه اﻟﺼﻨﻌﺎت ﺜﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻊ ﻧﻔﺴﻪ. وﻗﺪ ﺟﺎءت ﺻﻨﻌﺎت ا8ﻴﺰان ا8ﻮﺿﻮع ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻨﺴﻖ اﳊﺮﻛﺎت اﻻﻳﻘﺎﻋﻴﺔ: ا8ﻮﺳﻊ وا8ﻬﺰوز وا8ﺼﺮف ،ﻓﺎﺣﺘﻠﺖ اﻟﺜﻼث اﻷوﻟﻰ ا8ﻮﺳﻊ ،واﺣﺘﻠﺖ اﻟﺮاﺑـﻌـﺔ 31
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
اﻟﻘﻨﻄﺮة ،واﺣﺘﻠﺖ اﻟﺜﻼث اﻟﺒﺎﻗﻴﺔ اﻻﻧﺼﺮاف. وﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ذﻟﻚ ﳊﻦ اﻟﻮزاﻧﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻮازﻳﻦ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻃﺒﻊ اﻟﺰورﻛﻨﺪ أواﺋﻞ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎت ،ودوﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻮﻃﺔ اﻟﻔﻨﺎن ادرﻳﺲ اﻟﺸﺮادي. اﻟﻔﻨﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر اﻟﺬي ﳊﻦ ﺧﻤﺲ ﺗﻮاﺷﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻣﺎتاﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ ،واﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ ،واﻟﺮﺻﺪ ،واﻻﺻﺒﻬﺎن ،وا8ﺎﻳﺔ ،وا8ﺰﻣﻮم، واﻻﺳﺘﻬﻼل. اﳊﺎج ادرﻳﺲ ﺑﻦ ﺟﻠﻮن اﻟﺬي أﻟﻒ ﺻﻨﻌﺘ rﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎم اﻟﻨﻬﺎوﻧﺪ ،أﺿﺎﻓﻬﻤﺎإﻟﻰ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﻪ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻮزاﻧﻲ ،ورﺗﺒﻬﻤﺎ ﺿﻤﻦ اﻟﻘﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ ﲢﺖ رﻗﻤﻲ ٤و .٦وﺑﺬﻟﻚ اﻛﺘﻤﻞ ا8ﻴﺰان وأﺻﺒﺢ ﻳﻀـﻢ ﺗـﺴـﻊ ﺻـﻨـﻌـﺎت ﻧـﺴـﻖ ﻟـﻬـﺎ اﺑـﻦ ﺟـﻠـﻮن ﺗﻮﺷﻴﺔ ،وﺿﻤﻨﻬﺎ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﺬي ﺣﻘﻖ ﻓﻴﻪ ﻣﺠﻤﻮع اﳊﺎﻳﻚ. وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﻫﻨﺎ ﺤﺎوﻟﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ أﳒﺰﻫﺎ ا8ﺮﺣﻮم اﳊـﺎج ﻋـﺜـﻤـﺎن اﻟﺘﺎزي ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻗﺪم ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺤ rﺻﻨﻌﺎت ﻋﻠﻰ ﻧﻐﻤﺔ اﻟﻨﻬﺎوﻧﺪ ،وأﻗﺎﻣـﻬـﺎ ﻋـﻠـﻰ ا8ﻴﺰان اﻟﻘﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ .وﻗﺪ ﻗﺪم اﻟﺘﺎزي ﻋﻤﻠﻪ ﻫﺬا ﻓﻲ ﺣﻔﻠﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﻔﺎس ﻋﺎم ١٩٣٩ﻨﺎﺳﺒﺔ اﻧﻌﻘﺎد ﻣﺆﺮ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ .وﻳﺬﻛﺮ اﳊﺎج ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ا8ﻠﻴﺢ-وﻫﻮ أﺣﺪ ﺷﻬﻮد ﻫﺬا اﳊﻔﻞ-أن اﳉﻤﻬﻮر اﻟﻔﺎﺳﻲ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺤﺴـﻦ ﻋـﻤـﻞ ا8ﺮﺣﻮم اﻟﺘﺎزي .ﻓﻬﻞ ﻳﻜﻮن ﺻﻨﻴﻊ اﻟﻮزاﻧﻲ واﺑﻦ ﺟﻠﻮن ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﺘﻜﺮﻳﺲ ﻣﺎ رﻓﻀﻪ ﺟﻤﻬﻮر ﻓﺎس ﻓﻲ اﻷرﺑﻌﻴﻨﺎت? وﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﳊﻦ اﺑﻦ ﺟﻠﻮن ﺻﻨﻌﺎت ﺟـﺪﻳـﺪة أدرﺟـﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻗـﺎﺋـﻢ وﻧﺼﻒ اﻟﺮﺻﺪ وﻗﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ اﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ .ﻳﻘﻮل ا8ﺮﺣﻮم اﺑﻦ ﺟﻠﻮن):(١٧ إن ﻣﻴﺰان اﻟﻘﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ )ﻟﻠﺤﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ( ﻳﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻗـﻄـﻊ ﻻ ﺷـﻚ ﻓـﻲ أﺻﻠﻬﺎ ،وﻋﻠﻰ ﻗﻄﻊ وﺿﻌﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﺤﻴﻨﻲ ا8ﺘﻮاﺿﻊ ﻛﺘﺠـﺮﺑـﺔ وﺗـﺨـﻄـﻴـﻂ ﻟـﻜـﻞ ﻓﻨﺎن ،وﺗﺸﺠﻴﻊ 8ﻦ أراد أن ﻳﻠﺤﻦ ﻗﻄﻌﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﻠﻮب اﻵﻟﺔ ا8ﻐـﺮﺑـﻴـﺔ ﺣـﺘـﻰ ﻻ ﻧﺒﻘﻰ ﻋﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻧﺎ ﻧﻠﻔﻖ ﻣﻦ أﻧﻐﺎﻣﻬﻢ أﳊﺎﻧﺎ ،أو ﻧﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﻏﻨﺎﺋﻬﻢ اﻟﺬي ﻻ ﻜﻦ أن ﻧﺆدﻳﻪ ﻣﺜﻠﻬﻢ ،وﻧﺘﺮك ﻓـﻨـﻨـﺎ اﻟـﺬي أﺛـﺒـﺘـﺖ اﻟـﺘـﺠـﺎرب أﻧـﻪ ﻓـﻦ أﺻـﻴـﻞ ﻳﻐﺒﻄﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺸﺮق واﻟﻐﺮب ...وﻫﻮ ﻳﺬﻛﺮ أﻧﻪ ﳊﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺻﻨﻌﺔ ﻣﻦ ﻣﻴﺰان ﻗﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ اﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ .وﻫﻲ اﻟﺘﻲ أﺷﺎر إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺬﻛﺮ ﻛﻠﻤﺔ )ﺗﻠﺤ (rإﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﻨﺎوﻳﻨﻬﺎ وﺗﺘﻀﻤﻨﻬﺎ اﻟﺼـﻔـﺤـﺎت اﻟـﻮاﻗـﻌـﺔ ﺑـ ٢٥٦ rو٢٦٣ وﻫﻲ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: -١ﻳﺎ ﺳﺎﺣﺮا ﻓﻮق ﻛﻞ ﺳﺎﺣﺮ 32
ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
-٢زاد ﻋﻠﻰ ﺑﻬﺠﺔ اﻟﻨﻬﺎر -٣ﻳﺎ ﻻﺋﻤﻲ ﻓﻲ ذا اﻟﻬﻮى -٤ﻳﺎ ﻏﺰاﻟﻲ ﺗﻪ ﻳﺎ ﻣﺸﻴﻚ -٥ﺧﻤﺮي اﻟﺮﺿﺎب واﳋﺪ -٦ﻟﻮ ﺟﺎد ﻣﻦ ﻧﻬﻮى ﺑﺮﺷﻒ رﺿﺎﺑﻪ -٧وﺟﻬﻚ اﻟﺒﺎﻫﻲ اﻻﻏﺮ -٨ﻳﺎ ﻣﻠﻴﺢ اﻟﻮﺟﻪ ﻳﺎ ﻣﻦ ﺟﻴﺪه -٩اﻓﻨﻴﺖ ﺑﺎﻟﻬﺠﺮ واﻟﺘﺠﻨﻲ -١٠أ أﺣﺮم ﻣﻨﻚ اﻟﺮﺿﺎ -١١ﻗﻠﺒﻲ ﻣﻦ اﻟﺒﻌﺪ اﻧﻜﻮى -١٢ﺑﺪاﺋﻊ اﳊﺴﻦ ﻓﻴﻪ ﻣﻔﺘﺮﻗﺔ -١٣اﻟﺮﺻﻴﻒ ﻣﻔﺮش -١٤ﻋﺬﺑﺖ ﻗﻠﺒﻲ ﺑﺤﺎﺟﺒr -١٥ﻳﺎ ﺟﻴﺮة ﻗﻮﺿﻮا اﳋﻴﺎم وﻗﺪ -١٦أﻧﺖ اﳊﻴﺎة وأﻧﺖ اﻟﺴﻤﻊ واﻟﺒﺼﺮ -١٧اﺧﺪم ﻟﻲ ﺳﻌﺪى -١٨ﻳﺎ ﻗﻠﺒﻲ واﺗﺮك اﻻﺣﺰان -١٩اﻣﻼ ﻳﺎ ﺳﺎﻗﻲ وﺟﺪد وﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﳊﻦ اﺑﻦ ﺟﻠﻮن أﻳﻀﺎ ﺳـﺒـﻊ ﺻـﻨـﻌـﺎت ﻣـﻦ درج اﳊـﺠـﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ: -١ﻳﺎ ﻣﻨﺎﻳﺎ وﻧﻔﺲ ﻣﻄﻠﻮﺑﻲ -٢ﻗﻠﺐ اﻟﻠﻲ ﻳﻬﻮاﻛﻢ -٣ﻋﺸﻘﺖ ﺳﻠﻄﺎن ا8ﻼح -٤ﻳﺎﺣﺒﻲ واﺻﻎ ﻟﻲ -٥ﻳﺎ ﺳﻜﻮﻧﺎ ﻓﻲ رﺑﻰ ﺧﻠﺪي -٦أﻳﺎ ﻣﻦ ﻓﺎق ﻛﻞ اﻟﻮرى ﻃﺮا -٧وﻋﺬار ﻗﺪ ﺗﺒﺪى ﺧﻄﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻨﺎ إذا ﻧﻈﺮﻧﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺼﻨﻌﻪ إﺧﻮاﻧﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﺮق ـ وﺧـﺼـﻮﺻـﺎ ﻓـﻲ ﺳﻮرﻳﺎ وﻟﺒﻨﺎن-أﻟﻔﻴﻨﺎ ﻋﺪدا ﻛﺒﻴﺮا وﻏﻴﺮ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻔﻨﺎﻧ rﻳﻘﺒﻠﻮن ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻟﻴﻒ 33
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ا8ﻮﺷﺤﺎت وﻳﻨﺸﺮوﻧﻬﺎ ﺑ rاﻟﻨﺎس وﻓﻲ ﺻﻔﻮف اﻟﺪارﺳ ،rوﻫـﻢ ﻓـﻲ ذﻟـﻚ ﻻ ﻳﻌﺎﻧﻮن أي ﻣﺮﻛﺐ ازاء اﻟـﺘـﺮاث ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﻲ ا8ـﻮروث ،ﺑـﻞ إن أﺣـﺪ ﻫـﺆﻻء-وﻫـﻮ ا8ﻠﺤﻦ اﻟﺴﻮري ﻋﻠﻲ دروﻳﺶ-ﺟﻤﻊ ﻣﻮﺷﺤﺎت ﻣﺘﻮارﺛﺔ ودوﻧﻬﺎ اﻟﺘﺪوﻳﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ اﳊﺪﻳـﺚ ) .(١٨وﻟﻘﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﻳﺔ اﻟﺴﻮرﻳ rﺑﺎ8ﻮﺷـﺤـﺎت ﻓـﻲ ﻣـﻄـﻠـﻊ اﻟـﻘـﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ أن أﻗﺒﻞ ﻓﻨﺎﻧﻮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻀﺮب ﻣﻦ اﻟﻐﻨﺎء اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻘﺪ، واﻧﻜﺒﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺠﻬﻮد ﻣﺸﻜﻮرة ﻛﺎن ﻟﻬﺎ ﻋﻈﻴﻢ اﻷﺛﺮ ﻓﻲ إﺣﻴﺎﺋﻪ واﻟﺴﻤﻮ ﺑﻪ إﻟﻰ درﺟﺎت ﻓﻨﻴﺔ ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ. وﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎ8ﻮﺷﺤﺎت ﻣﻘﺼﻮرا ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺟﻤﻊ اﻟﺘﺮاث وﺗﺪوﻳﻨﻪ ﺑﺎﻟﻨﻮﺗﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ا8ﻠﺤﻦ اﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ دروﻳﺶ ،ﺑﻞ ﻟﻘﺪ ﺑﺮز اﻟﺴﻮرﻳﻮن ﻓﻲ ﻣﻴﺪان اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻓﻠﺤﻨﻮا ﻋﺸﺮات ا8ﻮﺷﺤﺎت ،ودوﻧﻮﻫﺎ اﻟﺘﺪوﻳﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ اﳊﺪﻳﺚ وراﺣﻮا ﻳﻌﻠﻤﻮﻧﻬﺎ اﻟﺘﻼﻣﻴﺬ وا8ﺮﻳﺪﻳﻦ ،وﻛﺎن أﺑﺮزﻫﻢ ﻓﻲ ﻫﺬا اﺠﻤﻟﺎل اﻟﺸﻴﺦ ﻋﻤﺮ اﻟـﺒـﻄـﺶ ) (١٩٥٠ -١٨٨٥اﻟﺬي ﳊﻦ ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣـﻦ ﻣـﺎﺋـﺔ وأرﺑـﻌـr ﻣﻮﺷﺤﺎ ،واﻟﺬي وﺿﻊ ﺧﺎﻧﺎت ﻋﺪﻳﺪة 8ﻮﺷﺤﺎت ﺑﺪأﻫﺎ ﻣﻠﺤﻨﻮن آﺧﺮون أﻣﺜﺎل ﻋﻠﻲ دروﻳﺶ ،وﺑﺬﻟﻚ ﻛﺎن ﻧﺼﻴﺐ ﺳﻮرﻳﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﺤ rا8ﻮﺷـﺤـﺎت ﻛـﺒـﻴـﺮا ﺣـﺘـﻰ ﻧﺒﻐﺖ ﻓﻴﻪ وﺻﺎر ﻟﻬﺎ اﻟﻘﺪح ا8ﻌﻠﻰ .وﻫﻮ ﻧـﺒـﻮغ ﻻ ﻳـﻮازﻳـﻪ إﻻ ﻧـﺒـﻮغ ا8ـﺼـﺮﻳـr آﻧﺬاك ﻓﻲ ﻣﻴﺪان ﺗﻠﺤ rاﻷدوار .وﻻ ﻳﺰال ﻣﻠﺤﻨﻮ ﺳﻮرﻳﺔ إﻟﻰ اﻟﻴﻮم ﻳﻄﺮﻗﻮن ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺔ ﺑﺎب ا8ﻮﺷﺢ أﻣﺜﺎل ﻣﺠـﺪي اﻟـﻌـﻘـﻴـﻠـﻲ :وﻧـﺪ دروﻳـﺶ ،وﻋـﺪﻧـﺎن ﺑـﻦ ذرﻳﻞ) .(١٩و .وﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﻪ اﺧﻮان رﺣﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن ﺑﺎ8ﻮ اﻟﺸﻬﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﳊﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺮ اﺑﻦ اﳋـﻄـﻴـﺐ ﻟـﻨـﺪرك إﻟـﻰ أي ﺣـﺪ ﻳـﺴـﺎﻫـﻢ اﻟﺸﺮﻗﻴﻮن ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺗﺮاﺛﻬﻢ ﺗﻄﻮﻳـﺮا ﻳـﺮﻓـﻌـﻪ إﻟـﻰ ﻣـﺼـﺎف اﻻﻧـﺘـﺎج اﻟـﻌـﺎ8ـﻲ، وﻳﺠﻌﻠﻪ أﻛﺜﺮ ﻗﺒﻮﻻ واﺳﺘﺴﺎﻏﺔ ﻟﺪى ﻣﺴﺘﻤﻌﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ. اﻟﺘﺪوﻳﻦ :وﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺼﻞ ﻮﺿﻮع ﺗﻄﻮﻳﺮ ا8ﻮﺳﻴـﻘـﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﺪوﻳﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث ﺑﺎ8ﻮﺳﻴﻘﺎ .وﻳﻜﻤﻦ وﺟﻪ أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ أن اﻟﺘﺪوﻳﻦ-ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴـﺔ ﻗـﻄـﻌـﺎ ﻣـﻘـﻮﻟـﺒـﺔ ﻓـﻲ ﺻﻴﻎ ﻣﺤﺪدة وﺟﺎﻫﺰة ﻻﺳﺘﺜﻤﺎرﻫﺎ واﻻﺳﺘـﻔـﺎدة ﻣـﻨـﻬـﺎ ﻓـﻲ ﺻـﻔـﻮف ا8ـﻌـﺎﻫـﺪ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﻌﺼﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ اﻟﺘﺪوﻳﻦ أﺳﺎﺳﺎ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ-ﻳﺸﻜﻞ ﻋﺎﻣﻼ ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﻔﻆ أﳊﺎﻧﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻀﻴﺎع ﺑﻌﺪ أن ﺿﻌﻔﺖ اﻟﺬاﻛﺮة اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،وﺑﻌﺪ أن ﲢﻘﻖ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ اﻟﻜﺎﻣﻞ-أو ﺷﺒﻪ اﻟﻜﺎﻣﻞ-ﻟﻠﺘﺮاث ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺸﻜﻞ أرﺿﻴﺔ ﺻﺎﳊﺔ ﻹﳒﺎز ﻛﻞ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻫﺮﻣﻨﺔ اﻷﳊﺎن ﻣﻨﻔﺮدة 34
ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
ا8ﺴﺎر ،واﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻵﻟﻲ اﶈﻜﻢ .وإن ﻋﻤﻼء ﻫﺬا اﻟﻘﺒﻴﻞ ﻟﻘﻤ rأن ﻳﺘﻢ ﺣﺴﺐ ﺧﻄﺔ ﻣﺮﺳﻮﻣﺔ وﻣﺤﺪدة ا8ﻌﺎﻟﻢ ،وأن ﺗﻨﻬﺾ ﺑﺄﻋﺒﺎﺋﻪ ﻓﺌﺔ ﻣﻦ ﺷﺒﺎب ا8ﻐـﺮب، أﻓﻌﻤﺖ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺣﺒﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﺘﺮاث وإﺎﻧﺎ ﺑﻘﻴﻤﺘﻪ اﳊﻀﺎرﻳﺔ ،وﺟﻤﻌﻮا إﻟﻰ ذﻟﻚ دراﻳﺔ واﺳﻌﺔ ﺑﻄﺮاﺋﻖ اﻟﺘﺪوﻳﻦ ،وأذﻧﺎ واﻋﻴﺔ ﺑـﺎﻧـﻌـﺮاﺟـﺎت اﻟـﻠـﺤـﻦ اﻷﻧـﺪﻟـﺴـﻲ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻘﺎﻣﺎﺗﻪ ،ودرﺑﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺗﻮﺳﻴﺪ اﻷدوار ،وإدراﻛﺎ دﻗﻴﻘﺎ ﻟﻘﺎﻟﺐ ا8ﻴﺰان وﺑﻨﻴﺎت اﻟﺼﻨﻌﺎت ،وأن ﻳﺘﻢ ذﻟﻚ أﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﺿﻮء اﻋﺘﺒﺎرات ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﻣﺮاﻋﺎة اﳋﺼﺎﺋﺺ اﻟﻔﻨﻴﺔ وا8ﻤﻴﺰات ا8ﺰاﺟـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻳـﺤـﻤـﻠـﻬـﺎ اﻟﺘﺮاث اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ،واﳊﺬر ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺴﻼم اﻟﻼﻣﺸﺮوط ﻷﺳـﺎﻟـﻴـﺐ اﻟـﺘـﺪوﻳـﻦ اﳊﺪﻳﺜﺔ ،واﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ رواﻳﺎت اﻷﺷﻴﺎخ ،ﻣﻊ ﻋﺪم اﻹﻃﻤﺌﻨﺎن إﻟﻴﻬﺎ إﻻ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ وﺛﻮق ﻣﺼﺎدره ورﺳﻮخ أﺻﻮﻟﻬﺎ ،واﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑ rﺻﻮر اﻟﻠﺤﻦ وأﺷﻜﺎﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﻏﻨﺎﺋﻪ وﻋﻨﺪ ﻋﺰﻓﻪ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﳉﻮاﺑﺎت. وﻟﻘﺪ ﻋﺮﻓﺖ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﺤﺎوﻻت ﻟﻠﺘﺪوﻳﻦ ﺑﺎﻟﻨﻮﻃﺔ ﻛﺎن ﻣﻦ أﻗﺪﻣﻬﺎ ﺗﺪوﻳﻦ اﻟﺴﻴﺪ اﻟﻜﺴﻴﺲ ﺷﻮﺗﺎن ﺑﻌﺾ ﺻﻨﻌﺎت ﺑﺴﻴﻂ اﻟﻌﺸﺎق )(٢٠ ﻣﻦ إﻣﻼء ا8ﺮﺣﻮم ﻋﻤﺮ اﳉﻌﺎﻳﺪي .ﻟﻌﻞ ﻫﺬه ا8ﺪوﻧﺔ ﻫﻲ ذاﺗﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻋﺰﻓﺘﻬﺎ اﻟﻔﺮﻗﺔ اﻟﻨﺤﺎﺳﻴﺔ اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺑﻔﺎس ﻓﻲ اﻃﺎر ﻣﺆﺮ ا8ﻮﺳﻴﻘـﺎ ا8ـﻐـﺮﺑـﻴـﺔ اﻟـﺬي اﻧﻌﻘﺪ ﺑﻬﺎ ﻋﺎم .١٩٣٩وﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﶈﺎوﻻت أﻳﻀﺎ ﺗﺪوﻳﻦ ﺷﻮﺗﺎن ﻟﺘﺼﺪرة ﺑﺴﻴﻂ رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ )ﺻﻠﻮا ﻳﺎﻋﺒﺎد( وﺻﻨﻌﺔ )ﻳﺎ راﺣـﺔ اﻟـﻘـﻠـﺐ اﻟـﻌـﻠـﻴـﻞ( ﻣـﻦ اﺑـﻄـﺎﻳـﺤـﻲ اﻻﺳﺘﻬﻼل ﻣﻦ رواﻳﺔ اﳉﻌﺎﻳﺪي أﻳﻀﺎ ،وﻗﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ ا8ﺸﺮﻗﻲ ﻋﻦ ا8ـﺮﺣـﻮم ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﺮﺑﺎﻃﻲ )اﻟـﺰﻋـﻮق( ) .(٢١وﻣﻨﻬﺎ أﻳﻀﺎ ﺗﺪوﻳﻦ اﻟﺴﻴـﺪ أرﻛﺎدﻳﻮ ﻻرﻳﺎ ﺑﺎﻻﺛﻨ rﻟﻨﻮﺑﺔ اﺻﺒﻬﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎم ﺿﻮ ﻣﻊ ﻓﺎ دﻳﻴﺰ ) (٢٢وﻫﻮ ﻋﻤﻞ أﳒﺰه ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﻌﻬﺪ اﳉﻨﺮال ﻓﺮاﻧﻜﻮ ووزارة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﻔﻨﻮن اﳉﻤﻴﻠﺔ، وﺳﺎﻋﺪه ﻋﻠﻴﻪ أﻋﻀﺎء ﻣﻦ ﺟﻮق ا8ﻌﻬﺪ اﻹﺳﺒﺎﻧﻲ ا8ﻐﺮﺑﻲ ﺑﺘﻄﻮان ﻋﻠﻰ رأﺳﻬﻢ ﺳﻴﺪي ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﺑﻦ اﻷﻣ rاﻟﻌﻠﻤﻲ ﻣﺪﻳﺮ اﻟﻘﺴﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻤﻌﻬﺪ ،وا8ﺮﺣﻮم اﻟﻌﻴﺎﺷﻲ اﻟﻮرﻳﺎﻏﻠﻲ رﺋﻴﺲ ﺟﻮق ا8ﻌﻬﺪ. وﻗﺪ أﺳﺘﻔﺘﻴﻨﺎ ﺑﻌﺾ أﻗﻄﺎب ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻧـﺪوة ﺧـﺎﺻـﺔ ﺣـﻮل ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻷول اﻟﺬي أﳒﺰه ﺷﻮﺗﺎن وﺣﻮل ﻋﻤﻞ ﻻرﻳﺎ ﻓﻲ ﻧﻮﺑـﺔ اﺻـﺒـﻬـﺎن، ﻓﺄﺟﻤﻌﻮا ﻋﻠﻰ أن ﺻﻨﻴﻊ ﺷﻮﺗﺎن ﻗﻮﺑﻞ ﺑﺮﻓﺾ ا8ﺴﺘـﻤـﻊ ا8ـﻐـﺮﺑـﻲ ،وذﻟـﻚ ﻷﻧـﻪ أﺛﻘﻞ اﻷﳊﺎن اﻷﺻﻠﻴﺔ ﺑﺄﻋﻤﺎل ﺗﺮﻛﻴﺒﻴﺔ اﺻﻄﻨﺎﻋﻴﺔ أﻓﻘﺪﺗﻬﺎ إﺷﺮاﻗﺘـﻬـﺎ ،وأن ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻢ ﺗﻠﻖ ﺑﺪورﻫﺎ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻷن ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ أﻗﺎم اﻟﻨـﻮﺑـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻃـﺒـﻊ 35
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﻏﻴﺮ أﻧﺪﻟﺴﻲ ﺻﻤﻴﻢ. وﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺘﺪوﻳﻦ ﺳﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺪوة رأﻳﺎن اﺛﻨﺎن ،أوﻟﻬـﻤـﺎ :ﻳـﺮى أﻧـﻪ ﻣﻄﻤﺢ أﺳﺎﺳﻲ وﻻ رﻳﺐ ،وﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻜﻮن ﻋﻤـﻼ ﻣـﺴـﺘـﻌـﺠـﻼ ،ﺑـﻞ إن اﳊﻜﻤﺔ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﺘﺮوي ،وأن ﻳﺴﺒﻖ ﻛﻞ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻠﺘﺪوﻳﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﺻﻼح ﻧﺼﻮص ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،واﺗﻔﺎق أﻗﻄﺎﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻴﻎ ﻣﺤﺪدة ،ﺛﻢ ﺗﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﲢﺖ إﺷﺮاف ﻫﻴﺌﺔ ﻋﻠﻴﺎ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ ا8ﺴﺆوﻟﺔ ،وذﻟﻚ ﻟﻠﺤـﺪ ﻣﻦ ﺗﻌﺼﺐ اﳊﻔﺎظ .ﻏﻴـﺮ أن أﺻـﺤـﺎب ﻫـﺬا اﻟـﺮأي ﻳـﺸـﺘـﺮﻃـﻮن ﻓـﻲ ﺗـﺪوﻳـﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎر ﻋﻠﻰ اﻇﻬﺎر »اﻟﻨﻐﻤﺎت اﻟﻐﻠﻴﻈﺔ« ﻟﻠﺤﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ ﻣﻊ ﺗﺮك اﻟﺰﺧﺮﻓﺔ 8ﻬﺎرة اﻟﻌﺎزف وا8ﻐﻨﻲ .وﺗﻜﺮﻳﺴﺎ ﻟﻬـﺬا اﻟـﺮأي دﺧـﻞ ﺑـﻌـﺾ رﺟﺎل ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﲡﺮﺑﺔ اﻟﺘﺪوﻳﻦ ﺑﺎﻟﻨﻮﻃﺔ ،ﻓﺪون اﻷﺳﺘﺎذ ﻳﻮﻧﺲ اﻟﺸﺎﻣﻲ ﻧﻮﺑﺔ رﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ ﻣﻦ أﻣﻼء ا8ﺮﺣﻮم اﻟـﺘـﺎزي ﻟـﺒـﺰور ) ،(٢٣وﻧﻮﺑﺔ رﻣـﻞ ا8ﺎﻳﺔ ﻣﻦ إﻣﻼء اﻟﺸﻴﺦ أﺣﻤﺪ اﻟﺰﻳـﺘـﻮﻧـﻲ ) ،(٢٤واﻧﻜﺐ اﻷﺳﺘﺎذ ﻣﺤﻤﺪ اﺑـﺮﻳـﻮل ﺴﺎﻋﺪة ﺷﻴﺨﻪ اﳊﺎج ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮ اﻟﺮاﻳﺲ ﻋﻠﻰ ﺗـﺪوﻳـﻦ اﻟـﻨـﻮﺑـﺎت اﻹﺣـﺪى ﻋﺸﺮة اﻟﺘﻲ ﺻﺪر ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺪوﻧﺔ ﻧﻮﺑﺔ ﻏﺮﻳـﺒـﺔ اﳊـﺴـ .(٢٥) rوﻗﺪ ﺳﺒﻘـﺖ ﻫـﺬه اﻻﻋﻤﺎل ا8ﻜﺘﻤﻠﺔ ﻣﺤﺎوﻻت ﺟﺰﺋﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺗﺪوﻳﻦ ﺑﻌﺾ ا8ﻴﺎزﻳﻦ ،أﳒﺰﻫـﺎ اﻟﺴﺎدة ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻮﺟﺪة ،وأﺣﻤﺪ دﻳﻼن ﺑﺘﻄﻮان ،وإدرﻳﺲ اﻟﺸﺮادي ﻣﺪﻳﺮ ا8ﻌﻬﺪ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ ﺑﺎﻟﻌﺮاﺋﺶ ،وﻣﺤﻤﺪ اﻟﺮاﻳﺴـﻲ ﻣـﺪﻳـﺮ ا8ـﻌـﻬـﺪ اﻟـﻮﻃـﻨـﻲ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ ﺑﻄﻨﺠﺔ. أﻣﺎ اﻟﺮأي اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻴﻼزم أﺻﺤﺎﺑﻪ اﻟﺘﺤﻔﻆ ﻣﻦ اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ ﺗﺪوﻳﻦ أﳊﺎن ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،وذﻟﻚ ﻷن اﻟﺘﺪوﻳﻦ وإن ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﻣﺪ »اﻟﻨﻐﻤﺎت اﻟﻐﻠﻴﻈﺔ« ﻟﻠﺤﻦ ،ﻓﺎن وﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ ا8ﺪرج ﻟﻦ ﻳﻌﻜﺲ ا8ﻘﺎم اﳊﻘﻴﻘﻲ واﻷﺻﻴﻞ ﻟﻠـﻨـﻮﺑـﺎت اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ أن اﻷﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻴﻐﻴﺮ اﻟﻄﻌﻢ اﳋﺎص ﻟﻬﺬه ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ وﺳﻴﺤﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺰﺧﺮﻓﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﻋﻨﺼﺮا رﺋﻴﺴﺎ ﻓﻴﻬﺎ ،وﻣـﻦ ﺛـﻢ ﺗﻔﻘﺪﻫﺎ أﻫﻢ ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ وﻣﻴﺰاﺗﻬﺎ ).(٢٦ واﻟﻮاﻗﻊ أن اﻟﺮاﻏﺐ ﻓﻲ ﺗﺪوﻳﻦ أﳊﺎن ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺗﻮاﺟﻬﻪ ﺻﻌﻮﺑﺎت ﺟﻤﺔ. وﻟﻌﻞ أﺑﺮز ﻫﺬه اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﺧﺘﻼف اﻟﺼﻴﻎ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﺑ rﻣﺪرﺳﺔ وأﺧﺮى، ﻓﺈن اﻟﺼﻨﻌﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﺗﻨﺸﺪ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣـﺘـﺒـﺎﻳـﻨـﺔ ،ﻧـﺘـﻴـﺠـﺔ ﺗـﻮارﺛـﻬـﺎ اﻟﺸﻔﺎﻫﻲ ﻋﺒﺮ اﻷﺟﻴﺎل ﺣﺘﻰ ﻟﻴﺤﺎر ا8ﺪون أﻳﻬﺎ ﻫﻮ أﻗﺮب إﻟﻰ اﻻﺻﻞ وأﺟﺪر 36
ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
ﺑﺎﻟﺘﺪوﻳﻦ .وﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﻓﺈن ﻫﺬه اﻟﺼﻴﻎ ا8ﺘﻌﺪدة ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺎذج ﻓﻨـﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺣﺪ ذاﺗﻬﺎ ﺜﻞ ﻛﻞ واﺣﺪة ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺪرﺳﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ﻟﻬـﺎ ﻣـﻴـﺰاﺗـﻬـﺎ وﺧـﺼـﺎﺋـﺼـﻬـﺎ، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﺠﻌﻞ ا8ﻔﺎﺿﻠﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻴـﻞ اﻟـﺘـﻌـﺴـﻒ ﻓـﻀـﻼ ﻋـﻤـﺎ ﺗﻨﻄﻮي ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺴﺎوىء ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ اﻹﺧﻼل ﺑﺒﻨﻴﺎﺗﻬﺎ ،وإﺿﺎﻋﺔ ﻋﺪد ﻻ ﺑﺄس ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﻤﺎذج ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺰﺧﺮ ﺑﻬﺎ اﻷﺎط اﻟﻐﻨﺎﺋﻴﺔ اﶈﻠﻴـﺔ .وﻓـﻀـﻼ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻓﺈن إﻗﺮار ﺻﻨﻌﺔ ﻣﺎ وﺗﺪوﻳﻨﻬﺎ ﺑﺎ8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻴﻐﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻳﻌﺮﻳـﻬـﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻔﻮﻳﺔ ،وﻳﺤﻴﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ إﻟﻰ أﻏﻨﻴﺔ اﺻﻄﻨﺎﻋﻴﺔ ﻗﻠﻤﺎ ﺘﻠﻚ اﻷﺳﻤﺎع وﲡﺘﺬب اﻟﻘﻠﻮب ،وﺑﺬﻟﻚ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ روح اﻷﺻﺎﻟﺔ وﺗﻐﺪو ﺑﻬـﺮﺟـﺔ أو ﺣـﺬﻟـﻘـﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺪق .وﻫﻨﺎك رأي ﺗﻮﻓﻴﻘﻲ ﻳﻘﺘﺮح أﺻﺤﺎﺑﻪ اﻟﻠﺠﻮء إﻟـﻰ ﺗـﺪوﻳـﻦ اﻟﺼﻨﻌﺔ ﻓﻲ ﺻﻴﻐﺘﻬﺎ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ اﻷﻛﺜﺮ أﻧﺘﺸـﺎرا ،ﻋـﻠـﻰ أن ﺗـﺮﻓـﻖ ﻫـﺬه اﻟـﺼـﻴـﻐـﺔ ﺑﺎﻟﺼﻮر اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ا8ﻐﺎﻳﺮة واﻟﺘﻲ ﺗﺘﻔﺮد ﺑﻬﺎ أﻫﻢ اﻷﺟﻮاق اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﺎ8ﻐﺮب .وﻣﻊ ﻫﺬا وذاك ﻓﻼ ﺗﺰال أﻋﻤﺎل اﻟﺘﺪوﻳﻦ ،اﻟﺘﻲ أﳒﺰت ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم ،ﻗﺎﺻﺮة ﻋﻦ أن ﺗﺒﻠﻎ اﻟﻐﺎﻳﺔ اﻟﻘﺼﻮى ﻣﻦ وراﺋﻬﺎ ،ذﻟﻚ أن اﻻﻗﺘﺼﺎر ﻋﻠﻰ »اﻟﻨﻐﻤﺎت اﻟﻐﻠﻴﻈـﺔ« ﻷﳊﺎن اﻟﺼﻨﻌﺎت دون زﺧﺎرﻓﻬﺎ ﺳﻮف ﻟـﻦ ﻳـﺘـﺠـﺎوز ﺑـﺎﻟـﺮاﻏـﺒـ rﻓـﻲ اﻋـﺘـﻤـﺎد ا8ﺪوﻧﺎت ﺣﺪ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻷﳊﺎن ،ﻛﻤﺎ ﻳﺆدﻳﻬﺎ ا8ﻨﺸﺪون ﺑﺄﺻﻮاﺗﻬﻢ ،وﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﻳﺆدﻳﻬﺎ اﻟﻌﺎزﻓﻮن ﺑﺂﻻﺗـﻬـﻢ ﻓـﻲ ﻛـﻞ ﻣـﻦ اﳉـﻮاب اﻷول واﳉـﻮاب اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ. وﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬا أﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻓﻲ ﻣﻜﻨﺔ ﻏﻴﺮ أﺻﺤﺎب ﻫﺬا اﻟﻔﻦ أن ﻳﺆدوا اﻟﺼﻨﻌﺎت ﻋﻠﻰ ﺻﻮرﻫﺎ اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ،وأﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺪوﻳﻦ إﻻ ﻣﻦ ﺎرس اﻟﻌﻤـﻞ ﻓﻲ ﺣﻈﻴﺮة اﻷﺟﻮاق اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،وأﻏﻠﺐ ﻫﺆﻻء اﻟﻴـﻮم ﻓـﻲ ﻏـﻨـﻰ ﻋـﻦ اﻋـﺘـﻤـﺎد اﻟﺘﺪوﻳﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ ﻋﻨﺪ ﻋﺰف ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ. وأﻣﺎم ﻫﺬا ﻓﻠﻴﺲ ﺴﺘﺒﻌﺪ أن ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﻳﻨﻌﺖ ا8ﺪوﻧﺎت ا8ﻨﺠﺰة ﺑـﻜـﻮﻧـﻬـﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﳉﻬﻮد اﺠﻤﻟﺎﻧﻴﺔ ،واﻟﺘﻲ ﺳﻴﻨﺘﻬﻲ ﺑﻬﺎ ا8ﻄﺎف إﻟﻰ اﻹﻫﻤﺎل واﻟﻨﺴﻴﺎن ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋﺪم اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ .وﻟﻬﺬا ﻟﻴﺲ ﺴﺘﺒﻌﺪ أﻳﻀﺎ أن ﺗﺮﺗﻔﻊ اﻷﺻﻮات ﻣﻨﺎﺷﺪة ﺑﻀﺮورة إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﺑﺠﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع ﺗﺪوﻳﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،وذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ إﳒﺎز ﻣﺪوﻧﺎت ﺗﻌﻜﺲ اﻟﺼﻮرة اﻷﻛﺜﺮ ﺷﻴﻮﻋﺎ واﻧﺘﺸـﺎرا ﻋـﻠـﻰ اﻷداء اﻟﺼﻨﻌﺎت ﺳﻮاء ﻓﻲ إﻧﺸﺎد أﺑﻴﺎﺗﻬﺎ ،أو ﻋﺰف أﳊﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠـﻒ اﳉـﻮاﺑـﺎت اﻵﻟﻴﺔ. وإﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺬا ،ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﲡﺮﺑﺔ ﺗـﻮﻧـﺲ ﻓـﻲ ﻫـﺬا اﺠﻤﻟـﺎل، وﻫﻲ ﲡﺮﺑﺔ راﺋﺪة وﻻ رﻳﺐ ،أﻗﺪﻣﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ رﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﺣﻴﺪ اﻟﺼﻴﻎ اﻟﻠﺤﻨﻴـﺔ 37
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﻟﻠﻤﺄﻟﻮف وﻧﺸﺮﻫﺎ ﻓﻲ اﻷوﺳﺎط ا8ﺪرﺳﻴﺔ ،وأﺳﺴﺖ ﻓﻲ ﻣﻮازاة ذﻟﻚ أﺟﻮاﻗـﺎ ﻓﺘﻴﺔ ﺳﻤﺘﻬﺎ أﺟﻮاق اﻟﺸﺒﻴﺒﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ .وﻟﻘﺪ ﺗﺄﺗﻰ ﻟﻠﻤـﻐـﺎرﺑـﺔ أن ﻳـﺤـﺘـﻀـﻨـﻮا ﻫﺬه اﻷﺟﻮاق وﻳﺴﺘﻤﻌﻮا إﻟﻰ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻄﺎق اﻟﻠﻘﺎءات اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ا8ﺘﺒﺎدﻟﺔ ﺑr ﺑﻠﺪﻳﻨﺎ .واﻟﺬي ﻻ ﺎرى أﺣﺪ ﻓﻴﻪ ﻫﻮ أن ا8ﺴﺘﻮى اﻟﻔﻨﻲ ﻟﻬﺬه اﻷﺟﻮاق ﺑﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺷﺄوا ﺑﻌﻴﺪا ،وﻟﻜﻦ اﻟﺬي ﻳﺆﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ أﻧﻬﺎ أﺣﺎﻟﺖ ﺻﻨﻌﺎت ا8ﺎﻟﻮف اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ إﻟﻰ ﺻﻴﻎ ﺛﺎﺑﺘﺔ وﺗﺎرة ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻘﻮاﻟﺐ ﻣﻌﺼﺮﻧﺔ ﲡﺎﻓﻲ اﻷﺻﺎﻟﺔ، وﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ اﻻﺻﻄﻨﺎع واﻟﺘﻌﺴﻒ ﻓﻲ أداﺋﻬﺎ .وﻟﻌﻠﻲ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﻌﺪ ﻫﺬا إﻟﻰ اﻟﻘﻮل إن ﺗﺪوﻳﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻳﺸﻜﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣـﺘـﻄـﻮرة ﻓـﻲ ﻣـﺠـﺎل اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻬﺬه ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ،وﻟﻜﻦ اﻹﻗﺪام ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺴﺘﻠﺰم اﻟﺘﺤﻠﻲ ﺑﺎﻟﺘﺒﺼﺮ واﻟﺘﺼﺮف ﺑﺤﻜﻤﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻧﺴﻲء إﻟﻰ اﻟﺘﺮاث ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻧﺮﻳﺪ اﻟﻨﻬﻮض ﺑﻪ .وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﻳﻜﻮن اﻟﺘﺪوﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮى ﻳﺤﻔﻆ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ وﻻ ﻳﻌﺮﻳﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻔﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧـﺖ وﻻ ﺗـﺰال اﻟـﺴـﻤـﺔ ا8ـﻤـﻴـﺰة ﻟـﻬـﺎ ﻣـﻦ ﺟـﻬـﺔ، وﻳﺼﻮﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧـﺮى ﻣـﻦ أن ﺗـﺼـﺒـﺢ ﻣـﻘـﺼـﻮرة ﻋـﻠـﻰ ـﺎرﺳـﻲ اﻟـﻌـﺰف اﻻرﻛﺴﺘﺮاﻟﻲ اﳊﺪﻳﺚ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﶈﺎﻓﻞ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ.
-٦ﻫﺮﻣﻨﺔ أﳊﺎن اﳌﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ:
ﻟﻘﺪ ﲡﺎوز اﻫﺘﻤﺎم ﺑﻌﺾ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴ rﺑﺎﻟﺘﺮاث اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﺣﺪ ﺗﺪوﻳﻨﻪ ﺑﺎﻟﻨﻮﻃﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻬﺮﻣﻨﺔ أﳊﺎﻧﻪ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ،وذﻟﻚ ﺑﻘﺼﺪ اﻋﻄﺎﺋﻬـﺎ ﻧـﻔـﺴـﺎ ﺟـﺪﻳـﺪا وإﻣﻜﺎﻧﺎت ﻣﺴﺘﺤﺪﺛﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﻔﻨﻲ وإﻏﻨـﺎء اﳋـﺰاﻧـﺔ ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﻴـﺔ. وﻓﻲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر ﺗﻨﺪرج اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ أﳒﺰﻫﺎ ﺑﻌﺾ اﻷﺟﺎﻧﺐ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺎﻣﻠﻮا ﻣﻊ اﻟﺘﺮاث اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﺗﻜﺮﻳﺴﺎ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻃﺎ8ﺎ روﺟﻮا ﻟﻬﺎ ،وﻫﻲ أن ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث أوروﺑﻲ اﶈﺘﺪ ،ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺴﻤﺎت واﳋﺼﺎﺋﺺ ﺑﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﲢﻤﻠﻬﺎ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻘﺎﺑﻠﻴﺔ أﳊﺎﻧﻪ ﻟﻠﻬﺮﻣﻨﺔ واﻟﺘﺮﻛﻴﺒﺎت اﻟﺘﻮاﻓﻘﻴﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﻧﺴﺒﺘﻪ اﻷوروﺑﻴﺔ وﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﻮﺛﻴﻖ اﻟﺼﻠﺔ ﺑﻴﻨﻪ وﺑ rذﻟﻚ اﶈﺘﺪ ا8ﺰﻋـﻮم .وﻗـﺪ ﺗـﺄﺗـﻰ ﻷﻋـﻤـﺎل ﻫﺆﻻء اﻷﺟﺎﻧﺐ أن ﺗﻌﺮض ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﺣﻀﺮوﻫﺎ ﻣﻦ اﻷﺟﺎﻧﺐ .وﺎ زاد ﻓﻲ إﻋﻄﺎﺋﻬﺎ ﻃﺎﺑﻊ ا8ﺆﻟﻒ اﻟﻐﺮﺑﻲ اﻟﺼﺮف ﲢﻮﻳﻠـﻬـﺎ إﻟﻰ أﻏﻨﻴﺔ أﺷﺒﻪ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﺑﺎﻟﺮوﻣﺎﻧﺲ ،واﺿﻄﻼع ﺻﻮت أﺟﻨﺒﻲ ﻣﻦ اﻟﻜﺎﻧﺘﺮاﻟﺘﻮ ﺑﺄداﺋﻬﺎ ،اﻟﺸﻰء اﻟﺬي أﻓﻘﺪﻫﺎ ﻛﻞ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺼﻨـﻌـﺔ اﻷﻧـﺪﻟـﺴـﻴـﺔ وﺣـﺎل دوﻧـﻬـﺎ ودون أن ﲢﺮك اﻫﺘﻤﺎم اﳉﻤﻬﻮر ا8ﻐﺮﺑﻲ. 38
ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
وﻓﻲ إﻃﺎر ﻫﺮﻣﻨﺔ اﻷﳊﺎن اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ أﻳﻀـﺎ ـﻜـﻦ إدراج اﻷﻋـﻤـﺎل اﻟـﺘـﻲ أﳒﺰﻫﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﺒﺎب ا8ﻐﺮﺑﻲ ﻦ ﺗﻠﻘﻮا ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ ﺑﺎ8ﻌـﺎﻫـﺪ اﻟـﻌـﺼـﺮﻳـﺔ ﻓـﻲ ا8ﻐﺮب أو ﺧﺎرﺟﻪ .وﻫﻲ أﻋﻤﺎل ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﻣﻦ ا8ﺴﺘﻤﻊ درﺟﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﻋﻲ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ اﻟﻬﺎرﻣﻮﻧﻲ وﺗﻌﻮدا ﻋﻠﻰ ﺳﻤﺎع ا8ﺆﻟﻔﺎت اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ .وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻫﺬا وذاك ﻳﺒﻘﻰ اﻟﺘﺠﺎوب ﻣﻊ أﻏﻠﺒﻬﺎ ﻣﻨﺤﺼﺮا ﻓﻲ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﺤﺪودة ﻣﻦ ا8ﺴﺘﻤﻌ rوﻳﺒﻘﻰ أﻣﺮ رواﺟﻬﺎ وﺷﻴﻮﻋﻬﺎ ﻓﻲ اﻷوﺳﺎط رﻫﻨﺎ ﺑﺎﻧﺘﺸﺎر اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ، ﻻ ﻧﻜﺎد ﻧﺴﺘﺜﻨﻲ ﻣﻨﻬﺎ إﻻ اﻟﻨﺎدر ﻣﻦ ا8ﺆﻟﻔﺎت اﻟﺘﻲ ﻠﻚ ﻣﻦ اﳋﺼﺎﺋﺺ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻔﻀﻠﻪ اﺳﺘﻘﻄﺎب ﺟﻤﻬﻮر أوﺳﻊ. واذ ﻳﺸﻖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺣﺼﺮ اﻷﻋﻤﺎل ا8ﻨﺠﺰة ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻫﺮﻣﻨﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻓﺴﻮف ﻧﻜﺘﻔﻲ ﺑﺬﻛﺮ ﺑﻌﻀﻬﺎ: ﺻﻨﻌﺘﺎن ﻣﻦ ﻧﻮﺑﺔ اﻟﻌﺸﺎق ﻣﻦ اﳒﺎز أﻟﻜﺴﻴـﺲ ﺷـﻮﺗـﺎن ا8ـﺪﻳـﺮ اﻟـﺴـﺎﺑـﻖﻟﻠﻤﻌﻬﺪ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط .أﺧﺮاﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﺪوﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﲢﺖ ﻋﻨﻮان »ﻏـﺪاء اﻷرواح ﻓﻲ ذﻛﺮى ﺑﻠﺪ اﻻﻧﺸﺮاح« ).(٢٧ ﺻﻨﺎﺋﻊ ﻣﻨﺘﺨﺒﺔ ﻣﻦ ﺑﺴﻴﻂ اﻟﻌﺸـﺎق ،ﻣـﻦ إﳒـﺎز اﻟـﻄـﺎﻫـﺮ ﻋـﺒـﺪه ا8ـﺪﻳـﺮاﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻠﻤﻌﻬﺪ اﻟﺒﻠﺪي ﺑﺎﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء ،وﺗﺪوﻳﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﺧﺸﺎف ،ورواﻳﺔ ا8ﺮﺣﻮم ﻣﺤﻤﺪ اﳉﻌﻴﺪي. ﺗﻮﺷﻴﺔ اﻟﻔﺮﻳﺨﺔ ﻣﻦ إﳒﺎز أﺣﻤﺪ ﻋﻮاﻃﻒ ﻣﺪﻳﺮ ا8ﻌﻬﺪ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط. ﺑﺴﻴﻂ ﻧﻮﺑﺔ اﻟﻌﺸﺎق ﻣﻦ إﳒﺎز اﻷﺳﺘﺎذ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺮاﻳﺴـﻲ ﻣـﺪﻳـﺮ ا8ـﻌـﻬـﺪاﻟﻮﻃﻨﻲ ﺑﻄﻨﺠﺔ.
39
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
40
ﺑ" اﻮﺷﺢ اﻟﺸﺮﻗﻲ واﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
3ﺑﲔ اﳌﻮﺷـﺢ اﻟﺸﺮﻗــﻲ واﳌﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ أﻣﺎ وﻗﺪ اﻧﺘﻬﻴـﺖ إﻟـﻰ اﳊـﺪﻳـﺚ ﻋـﻦ ا8ـﻮﺷـﺤـﺎت اﻷﻧـﺪﻟـﺴـﻴـﺔ ﻓـﺈﻧـﻲ أود أن أﺳـﺘـﻮﻗـﻒ اﻟـﻘـﺎرىء ﻋـﻨــﺪ ا8ﻼﺣﻈﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ،وﻫﻲ أﻧﻨﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﺤﺪث ﻓﻲ ا8ﻐﺮب ﻋﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻌﻨﻲ اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻹﺣﺪى ﻋﺸﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ اﳋﻤﺴﺔ واﳋﻤﺴ rﻣﻴـﺰاﻧـﺎ ﻻ ﻏﻴﺮ ،وﻻ ﻧﺪﺧﻞ ا8ﻮﺷﺤﺎت ﻓﻲ ا8ﻔﻬﻮم اﶈﻠﻲ ﻟﻬﺬه ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ .أﻣﺎ ا8ﻮﺷﺤﺎت ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﳊـﺪﻳـﺜـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻧﻈﻤﻬﺎ ﺑﻌﺾ ا8ﻠﺤﻨ rﻓﻲ ا8ﻐﺮب ﻓﺄﻋﺘﻘﺪ أﻧﻬﺎ ﺻﻨﻌﺖ وﻻ ﺗﺰال ﺗﺼﻨﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻮال ﻣﺎ ﻳـﺴـﻤـﻰ »ا8ـﻮﺷـﺤـﺎت اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« ا8ﻨﺘﺸﺮة ﻓﻲ ا8ﺸـﺮق اﻟـﻌـﺮﺑـﻲ .وﻣـﻦ ﺛـﻢ ﺟﺎءت ﺗﻘﻠﻴﺪا ﻣﻜﺸﻮﻓﺎ 8ﺎ ﺗﻠﻘﻴﻨﺎه ﻣﻨﺬ ﺑﺪء اﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎت ﻣﻦ أﻋﻤﺎل دروﻳﺶ وﺳﻼﻣﺔ ﺣﺠﺎزي وﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ـﺎ اﻧﺘﻬﻰ إﻟﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﻟـﻔـﺮق اﻟـﺸـﺮﻗـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ أﺧـﺬت ﺗﺘﻮارد ﻋﻠﻰ ﺑﻼدﻧﺎ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ ،١٩٢٥وﻫﻮﺗﻘﻠﻴﺪ ﻳﻌﻜﺲ ﺑﺠﻼء ا8ﻼﻣﺢ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟـﻠـﻤـﻮﺷـﺤـﺎت اﻟـﺸـﺮﻗـﻴـﺔ وﻣـﻦ أﺑﺮزﻫﺎ اﻟﺘﺰام اﻟﺴﻠﻢ اﻟﺸﺮﻗﻲ ا8ﺘﻀﻤﻦ ﺛﻼﺛﺔ أرﺑـﺎع اﻟﻨﻐﻤﺔ ،ﻓﻬﻞ ﺜﻞ ا8ﻮﺷﺤﺎت اﻷﻧﺪﻟﺴﻴـﺔ اﻟـﺸـﺮﻗـﻴـﺔ وﺟﻬﺎ آﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﺮاث اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﻛﺎن ﻣﻦ ﺣﻆ اﻟﺸﺮق اﻟﻌﺮﺑﻲ دون ﺑﻼد ا8ﻐﺮب? 41
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
إن ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ رﺟﺎل ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻓﻲ ا8ﻐﺮب ﻳﺮﻓﻀﻮن ﻫﺬا اﻟﺴﺆال ﻣﻦ أﺳﺎﺳﻪ ) ،(١وذﻟﻚ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻨﻜﺮون أن ﺖ »ا8ﻮﺷﺢ اﻟﺸﺮﻗﻲ« إﻟﻰ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ ﺑﺼﻠﺔ ﻣﺎ ،وﻳﻌﺘﺒﺮون ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ذاﺗﻬﺎ ﺧﻄﺄ إن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﲢﺎﻣﻼ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ .وﺣﺠﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬا ﺧﻠﻮ ا8ﻮﺷﺢ اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﻦ اﳋﺼﺎﺋـﺺ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ واﻻﻳﻘﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﲢﺪدﻫﺎ ﻃﺒﻮع وﻣﻴﺎزﻳﻦ اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﺑﺎ8ﻐﺮب .واﻟﻮاﻗﻊ أن ﻫﺬه اﳊﺠـﺔ ﻏـﻴـﺮ ﻛـﺎﻓـﻴـﺔ ﻟـﺮﻓـﺾ اﻟـﺴـﺆال ا8ـﻄـﺮوح أو اﺳﺘﺒﻌﺎد اﻻﺣﺘﻤﺎل ا8ﺬﻛـﻮر .ﻓـﺈن ﻣـﺎﻟـﻮف ﺗـﻮﻧـﺲ ﻫـﻮ أﻳـﻀـﺎ ﻓـﻘـﺪ ﻛـﺜـﻴـﺮا ﻣـﻦ اﳋﺼﺎﺋﺺ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻣﻨﺬ إن ﺗﺴﺮﺑﺖ إﻟﻴﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮات ﲢﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ا8ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻠﻴﺲ ﻷﺣﺪ أن ﻳﻨﻜﺮ ﺻﻠﺘﻪ ﺑﺎ8ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ. وإذا ﻛﺎن اﻻﺣﺘﻤﺎل اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﺜﻴﺮ ﻟﺪى ا8ﻬﺘﻤـ rﺑـﺎ8ـﻮﺳـﻴـﻘـﻰ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﺘﺴﺎؤﻻت ﻋﻦ ﻇﺮوف اﻧﺘﻘﺎل ﻫﺬا اﻟﻔﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ إﻟﻰ ﺑﻼد اﻟﺸﺎم واﻷﺳﺒﺎب ا8ﻬﻴﺌﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ ا8ﺼﺎدر ا8ﻮﺛﻮق ﺑﻬﺎ ﺗﺴﻌﻔﻨﺎ ﻓﻲ ﺗﺒـr ﺑﻌﺾ ﻫﺬه اﻷﺳﺒﺎب وﺗﻠﻚ اﻟﻈﺮوف .ﻓﻘﺪ ذﻛﺮ ا8ﺴـﺘـﺸـﺮق اﻷﺳـﺒـﺎﻧـﻲ آﻧـﺨـﻞ ﻛﻮﻧﺜﺎﻟﺚ ﺑﺎﻟﻨﺜﻴﺎ ) (٢أﻧﻪ ﻓﻲ ﺧﻼل اﻟﻘﺮﻧ rاﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ واﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ ا8ﻴﻼدﻳr ﺗﻮﺟﻪ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻷﻧﺪﻟﺲ ﻧﻔﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﻬﺎء ،وا8ﺘﺼﻮﻓ ،rواﻷﻃﺒﺎء ،وأﻫﻞ اﻷدب إﻟﻰ ا8ﺸﺮق ،وﻛﺎن ﻟﻬﻢ أﺛﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﻫﻨﺎك .وﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻫﺆﻻء اﻧﺘﻘﻞ اﻟﺰﺟﻞ إﻟﻰ ا8ﺸﺮق ،وﻛﺎن أول ﻣﻦ ﻋﻠﻢ أﻫﻠﻪ ﺻﻨﺎﻋﺘـﻪ أﺑـﻮ ﻣـﺮوان ﺑـﻦ زﻫـﺮ اﻟـﺬي ﻣـﺎرس اﻟﻄﺐ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاد ،وأﺑﻮ ﻋﻠﻲ اﻟﺸﻠﻮﺑ rاﻟﻨﺤﻮي ،وﻋﺒﺪ ا8ـﻨـﻌـﻢ ﺑـﻦ ﻋـﻤـﺮ وﻛـﺎن ﻣﻠﺤﻨﺎ وﻓﻴﻠﺴﻮﻓﺎ .وأﺻﻠﻪ ﻣﻦ ﺟﻴﺎن ،وأﺻﺒﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺷﺎﻋـﺮ ﺻـﻼح اﻟـﺪﻳـﻦ اﻷﻳﻮﺑﻲ ،واﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﻐﺮﻧﺎﻃﻲ اﻟﺬي اﺟﺘﻤﻊ ﻓﻲ ا8ﺸﺮق ﺑﺸﻌﺮاء أﻧﺪﻟـﺴـﻴـr ﻫﺎﺟﺮوا ﻣﻦ ﺑﻼدﻫﻢ واﻧﺼﺮﻓﻮا إﻟﻰ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺰﺟﻞ ﻓﻲ ﻣﻬﺎﺟﺮﻫﻢ ،وﻣﻦ أوﻟﺌﻚ أﺑﻮ اﳊﺠﺎج »ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻋﻘﺒﺔ« .وﻳﻌﻘﺐ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒﺎس اﳉﺮاري ) (٣ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻘﻮل ﻓﻴﻈﻬﺮ أن ا8ﺆﻟﻒ »ﻻ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﺰﺟﻞ ﻧﻮع اﻟﺸﻌـﺮ ا8ـﻨـﻈـﻮم ﺑـﺎﻟـﻌـﺎﻣـﻴـﺔ، وإﺎ ﻳﻘﺼﺪ ا8ﻮﺷﺤﺎت ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻣﻦ ذﻛﺮﻫﻢ«. )(٦ وﻳﺨﺒﺮﻧﺎ اﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ) ،(٤وﻋﺜﻤﺎن اﻟﻜﻌﺎك ) ،(٥واﻟﺼﺎدق اﻟﺮزﻗﻲ أن أﻣﻴﺔ ﺑﻦ أﺑﻲ اﻟﺼﻠﺖ اﻻﺷﺒﻴﻠـﻲ ا8ـﺘـﻮﻓـﻰ ﺳـﻨـﺔ ٥٢٩ﻫـ ﻟﻘﻦ أﻫﻞ إﻓﺮﻳـﻘـﻴـﺔ اﻷﳊـﺎن اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ وﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ا8ﻮﺷﺤﺎت ،وأﻧﻪ ﻗﻀﻰ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻛﺮﺳﻬﺎ ﻟﻠﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﺣﺘﻰ ﺑﺮع ﻓﻲ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ واﻟﻄﺐ واﻟﺘﻠﺤ .rﻓﺈذا أﺿﻔﻨﺎ إﻟﻰ ذﻟﻚ 42
ﺑ" اﻮﺷﺢ اﻟﺸﺮﻗﻲ واﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﻣﺎ رواه اﺑﻦ أﺑﻲ أﺻﺒﻴﻌﻪ ) (٧ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺘﺎب »ﻋﻴﻮن اﻷﻧﺒﺎء ﻓﻲ ﻃﺒﻘﺎت اﻷﻃﺒﺎء ﻣﻦ اﻧﺘﻘﺎل أﺑﻲ اﻟﻔﻀﻞ اﻟﻐﺴﺎﻧﻲ-وﻫﻮ ﻣﻦ أﻃﺒﺎء اﻷﻧﺪﻟﺲ وأدﺑﺎﺋﻬﺎ وﺷﻌﺮاﺋﻬﺎ- إﻟﻰ اﻟﺸﺎم وإﻗﺎﻣﺘﻪ ﺑﺪﻣﺸﻖ ﲡﻤﻌﺖ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺮواﻳﺎت ﻫﻲ ﺧﻠﻴـﻘـﺔ ﺑﺄن ﺗﺰﻛﻲ ﻣﺎ ﻧﺬﻫﺐ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ اﻧﺘﻘﺎل ا8ﻮﺷﺤﺎت اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﺄﳊﺎﻧﻬﺎ إﻟﻰ ﺑﻼد ا8ﺸﺮق وﺧﺼﻮﺻﺎ اﻟﺸﺎم اﻟﺘـﻲ ﻣـﺎ ﻋـﺘـﻤـﺖ أن 8ـﻌـﺖ ﻓـﻴـﻬـﺎ أﺳـﻤـﺎء وﺷـﺎﺣـr ﺑﺎرزﻳﻦ«ﻛﺴﺮاج اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد اﳊﻠﺒﻲ ا8ﺘﻮﻓﻰ ﺳﻨﺔ ٧١١ﻫــ وﺧﻠﻴﻞ ﺑﻦ اﻳﺒﻚ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ا8ﻌﺮوف ﺑﺎﻟﺼﻼح اﻟﺼﻔﺪي ا8ﺘﻮﻓﻰ ﺑﺪﻣﺸﻖ ﺳﻨﺔ ٧٦٤ﻫـ، وﻛﺎن ﻣﺘﺼﻼ ﺑﺎ8ﻮﺷﺢ اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺣﻴﺎن ا8ﺘﻮﻓﻰ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮة، وﻟﻌﻠﻪ اﺳﺘﻔﺎد ﻣﻨﻪ ﻛﺜﻴﺮا ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺬا اﻟﻔﻦ ») .(٨وﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﻳﺔ اﻟﺼﻔﺪي ﺑﺎﻟﻔﻦ أﻧﻪ أﻟﻒ ﻓﻴﻪ ﻛﺘﺎﺑﻪ »ﺗﻮﺷﻴﺢ اﻟﺘﻮﺷﻴﺢ« ﺟﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﺳﺘ rﻣﻮﺷﺤﺎ ﻟﻮﺷﺎﺣr أﻧﺪﻟﺴﻴ rوﻣﺼﺮﻳ rوﺷﺎﻣﻴ.(٩) «r وﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ أن ﻳﺼﻴﺐ ا8ﻮﺷﺢ ﻓﻲ ﺑﻼد ا8ﺸﺮق ﻣﻦ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ واﻟﺘﺤﺮﻳﻒ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ أﺻﺎب ﻋﻤﻮم ا8ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻘﺮت ﺧﺎرج ﺑﻼد ا8ﻐﺮب اﻷﻗﺼﻰ ،ﻓﻜﺎن ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ذﻟﻚ أن اﺑﺘﻌﺪ ﻋﻦ أﺳﻠﻮﺑﻪ اﻟﻠﺤﻨﻲ واﻻﻳﻘﺎﻋﻲ ﻓﻘﺪ ذﻛﺮ اﻷﺳﺘﺎذ ﻣﺤﻤﻮد اﳊﻔﻨﻲ ﻓﻲ اﺠﻤﻟﻠﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ أﻧﻪ »8ﺎ أﺧﺬت ﻣﺼﺮ ﻫﺬه ا8ﻮﺷﺤﺎت ﺳﺎرت ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ،وﺣـﻔـﻈـﺖ أﺻـﻮﻟـﻪ وﻧﻈﺮﻳﺎﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن اﻟﻌﺮب ﻳﺪرﺟﻮن ﻋﻠﻴـﻬـﺎ ﻓـﻲ ﺣـﻮاﺿـﺮ ﺑـﻼدﻫـﻢ .ﻏـﻴـﺮ أﻧـﻪ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﻌﺮض ﻫﺬا اﻟﺘﺮاث ﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ا8ﻘﺎﻣﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺎ ﲢﺘﻀﻨﻪ ﻣﻦ أرﺑﺎع اﻟﻨﻐﻤﺔ وﺛﻼﺛﺔ أرﺑﺎﻋﻬﺎ ﻓﻜﺎن أن ﺗﻐﻴﺮ ﻣﺠﺮاه اﻟﻠﺤﻨﻲ. وﻟﻘﺪ أﺻﺎب اﻟﻨﺼﻮص ﻣﺜﻞ ﻣﺎ أﺻﺎب اﻷﳊﺎن ﻣﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮ ،ﻓﺰﻳﺪت ﻓـﻴـﻬـﺎ ﻛﻠﻤﺎت ﺗﺮﻛﻴﺔ واﺳﺘﺤﺪﺛﺖ ﺗﺮﻧﻴﻤﺎت ﺟﺪﻳـﺪة ﻻ ﻳـﺰال اﺳـﺘـﻌـﻤـﺎﻟـﻬـﺎ ﺟـﺎرﻳـﺎ ﻓـﻲ اﻧﺸﺎد ا8ﻮﺷﺤﺎت .وﻟﻌﻞ ذﻟﻚ ﻛﺎن ﻻرﺿﺎء اﳊﻜﺎم اﻻﺗﺮاك اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺠﻬﻠﻮن اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺰﻳﺎدات :أﻣﺎن-ﻳﺎﻟﻼﻟﻲ .وﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ﺗﻮاﺿﻊ ا8ﺸﺎرﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻮاﻟﺐ اﻳﻘﺎﻋﻴﺔ وﺻﻴﻎ ﻣﻘﺎﻣﻴﺔ رﻛﺒﻮا ﻓﻴﻬﺎ ﻣـﻮﺷـﺤـﺎﺗـﻬـﻢ ـﺎ ﻻ ﻳـﻨـﺎﺳـﺐ ﻣﻮازﻳﻦ وﻃﺒﻮع ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻢ-ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ اﻟﺸﻘﺔ وﻋﻤﻖ ﻫﻮة اﳋﻼف-ﻇﻠﻮا ﻣﺘﻤﺴﻜ rﺑﺒﻌﺾ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﻐﻨﺎء اﻷﻧﺪﻟﺴـﻲ اﻟـﻘـﺪ ،وﻣـﻦ ذﻟﻚ ﺗﺮك اﻷوﻟﻴﺔ ﻟﻠﻐﻨﺎء اﳉﻤﺎﻋﻲ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺸﺘﺮك ا8ﻨﺸﺪون رﺟﺎﻻ وﻧﺴﺎء ﻓﻲ اﻷداء اﻟﺼﻮﺗﻲ ،وﻣﻼزﻣﺔ ا8ﻘﺎم اﻟﺬي اﺳﺘﻮت ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻮﺻﻠﺔ ) (١٠ﺑﺤﻴﺚ ﻗﻞ أن ﻳﺤﻴﺪوا ﻋﻨﻪ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺠﺎوره ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻣﺎت. 43
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
وﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺗﻮاﺟﺪ ا8ﻮﺷﺤﺎت ﺑﺎﻟﺸﺮق اﻟﻌـﺮﺑـﻲ ﻓـﻲ ا8ـﺎﺿـﻲ »ﻣـﺎ ﻋـﺮﻓـﺘـﻪ ﻣﺼﺮ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻣﻦ أﻏﺎﻧﻲ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﻛﺎن ﻳﻐﻨﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻔﺘﻴﺎن »اﳉﺪﻋـﺎن« ا8ـﻐـﻨـr ﻓﻲ »اﻟﺼﻬﺒﺎت« .وﻳﺮادب »اﻟﺼﻬﺒﺎت« ﺟﻮﻗﺎت ﻣﻦ اﻟﻬﻮاة ،ﻛﻞ ﺟﻮﻗﺔ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﺔ أﻧﻔﺎر أو أﻛﺜﺮ ،ﻳﺮأﺳﻬﻢ ﻣﻐﻦ ﺣﺎذق ﺑﻐﻨﺎء ا8ﻮﺷﺤﺎت اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻟﻘﺪﺔ ﻳﻐﻨﻮﻧﻬﺎ ﻣﻌﻪ .وا8ﺸﻬﻮر ﻣﻦ ﻫﺬه اﳉﻮﻗﺎت ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ا8ﺮﺣﻮم ﻋﺒﺪه اﳊﻤـﻮﻟـﻲ ) (١٩٠١-١٨٤٥ﺣﺘﻰ اﻵن »ﺟﻮﻗﺔ ﻋﺒﺪ اﳊﻤﻴﺪ اﻟﺸﺒﺎﺷﻲ« ،و»ﺟـﻮﻗـﺔ اﻷﺳـﻄـﻰ ﺣﺴﻨ rا8ﻜﻮﺟﻲ وﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳـﺰ رﺿـﻮان اﻟـﺸـﻬـﻴـﺮ ﺑـﻌـﺰوز« ) .(١١وﻟﻘﺪ اﻋـﺘـﺮى ا8ﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ اﻋﺘﺮى اﻟﻠﺤﻦ واﻻﻳﻘﺎع واﻟﻨﺺ اﻟﺸﻌﺮي .ﻓﺈﻧﺎ ﳒﺪ ﻣﻠﺤﻨﻲ ا8ﺸﺮق ﻳﻄﻠﻘﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻴﺖ اﻷول ﻣﻦ ا8ﻮﺷﺤﺔ أو اﻟﺰﺟﻞ »اﻟﺪور« ،وﻳﻌﻨﻮن ﺑﻪ اﻟﻘﺴﻢ اﻷول ﻣﻦ أﻗﺴﺎم ا8ﻮﺷﺢ اﻟﺜﻼﺛﺔ ،ﻓﻲ ﺣr ﲢﺘﻔﻆ ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻌﻨﺎﻫﺎ اﻷﺻﻴﻞ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﺎ8ﻐﺮب ،وﻫـﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻨﻘﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺰﻣﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺎس ﺑﻬﺎ اﻣﺘﺪاد اﻟﻠﺤﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ ) .(١٢وﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻣﺎ ﻧﺬﻫﺐ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ اﻧﺘﻘﺎل »ا8ﻮﺷﺢ اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ« اﻟﻰ ا8ﺸﺮق واﺳﺘﺌﺜﺎر ا8ﺸﺎرﻗﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻐﻨﺎء-ﺣﺘﻰ ﻋﺪوه ﺑﺤﻖ أﻫﻢ ﻣﺎ ورﺛﻮه ﻋﻦ اﻟﻔﺮدوس ا8ﻔﻘﻮد ﻓﻲ دﻧﻴﺎ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ-ﻣﺎ أورده اﻟﺒﺎرون رودوﻟﻒ دﻳﺮ ﻻﳒﻴﻪ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮه اﻟﺬي ﺗﻘﺪم ﺑﻪ اﻟﻰ ﻣﺆﺮ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮة ﺳﻨﺔ ١٩٣٢ﻋﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﺒﻠـﺪان ا8ـﻐـﺮب اﻟـﻌـﺮﺑـﻲ ﺣـﻴـﺚ ﻗـﺎل» :إذا ﻛـﺎن ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﻮ ﻣﺼﺮ ودﻣﺸﻖ وﺣﻠﺐ ﻳﺤﺘﻔﻈﻮن ﺑﺬﻛﺮى ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ-اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ا8ﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ا8ﻮﺷﺤﺎت ﻓﺈن ﻣﻮﺳﻴﻘﺎ ا8ﻐﺮب )ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻠﺪان ا8ﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ( ﻳﻘﺮون أﻧﻬﻢ أﺧﺬوا ﻋﻦ اﻷﻧﺪﻟﺲ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎﻫﻢ اﻟـﻘـﺪـﺔ ﺟـﻤـﻌـﺎء ا8ـﺮﻛـﺒـﺔ ﻣـﻦ اﻟـﻨـﻮﺑـﺔ وﻣﻠﺤﻘﺎﺗﻬﺎ ،واﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎم واﺣﺪ ﻻ ﻳﻔﺮق ﺑﻴﻨﻬﺎ إﻻ ﻃﺮﻳﻘﺔ أوزاﻧـﻬـﺎ. ﻟﺬﻟﻚ رأﻳﻨﺎ ﺳﻜﺎن ﻓﺎس وﺗﻠﻤﺴﺎن ،واﳉﺰاﺋﺮ ،وﺗﻮﻧـﺲ ﻳـﺤـﺮﺻـﻮن ﻋـﻠـﻰ ﻫـﺬه ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ،وﻳﻌﺘﺒﺮوﻧﻬﺎ ﺑﺤﻖ أروع وأﻧﻘﻰ أﻧﻮاع ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ).(١٣ وﻧﺤﻦ اﻟﻴﻮم ﻻ ﻧﻜﺎد ﻧﺬﻛﺮ »ا8ﻮﺷﺤﺎت اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« ﺣﺘﻰ ﻧﺘﺤﻮل ﻣﻌﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺸﺮق اﻟﻌﺮﺑﻲ-وﺧﺼﻮﺻﺎ ﺳﻮرﻳﺎ وﻟﺒﻨﺎن-ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻧﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﺗﻮﻧﺲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺬﻛﺮ ا8ﺎﻟﻮف ،أو إﻟﻰ اﳉﺰاﺋﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺬﻛﺮ اﻟﻐﺮﻧﺎﻃﻲ ،أو إﻟﻰ ا8ﻐﺮب ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺬﻛﺮ »اﻻﻟﺔ«. وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ أﺳﺒﺎب ﻫﺬه اﻟﻔﺮوق أن ﺑﻌﺾ اﻟﻄﻮاﺋﻒ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗﻬﺎﺟﺮ ﻋﻠﻰ دﻓﻌﺎت ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ إﻟﻰ اﻟﺒﻼد اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﺤﻴﺜﻤﺎ اﺳﺘﻘﺮت ﻃـﺎﺋـﻔـﺔ 44
ﺑ" اﻮﺷﺢ اﻟﺸﺮﻗﻲ واﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
اﺳﺘﻘﺮ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻨﻬﺎ. وﻟﻦ ﻳﻐﺾ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﻫﺬا اﻟﺮأي أن ﻳﻘﺎل :إﻧﻨـﺎ ﻻ ﻧـﻌـﺪم أن ﳒـﺪ ﻣـﻦ ﺑـr ا8ﻘﻄﻮﻋﺎت ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ا8ﻐﻨﺎة ﺑﺎ8ﻐـﺮب أﺷـﻌـﺎرا ﻣـﻦ ﻗـﺒـﻴـﻞ ا8ـﻮﺷـﺤـﺎت وﻻ أن ﻳﻘﺎل :إﻧﻪ ﻛﺎن ﻟﺸﻌﺮاء ا8ﻐﺮب ﻓﻲ اﻟﻌﻬﻮد اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺟﻮﻻت ﻣﻮﻓﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﺠـﺎل اﻟﺘﻮﺷﻴﺢ ﻻﺗﺰال أﺳﻔﺎر اﻷدب ﺣﺎﻓﻠﺔ ﺑﻬﺎ ،ﻓﻜﻼ اﻟﺮدﻳﻦ وﻻ رﻳﺐ ﻳﻘﻴﻢ اﻟﺒﺮﻫﺎن ﻋﻠﻰ وﺟﻮد ا8ﻮﺷﺢ ﻛﻔﻦ أدﺑﻲ أﺧﺬ ﻣﻜـﺎﻧـﻪ ﻣـﻦ ﺑـ rﻓـﻨـﻮن اﻟـﺸـﻌـﺮ ا8ـﻌـﺮوﻓـﺔ، وﺧﺪم اﻷﻏﺮاض اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻼﻓﻬﺎ ،وﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻘﻴﻢ اﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟـﺒـ rﻋـﻠـﻰ وﺟﻮد ا8ﻮﺷﺢ ﻛﻘﺎﻟﺐ ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ ﻟﻪ ﺧﺼﺎﺋﺼﻪ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ واﻟﺒﻨﻴـﻮﻳـﺔ اﻟـﺘـﻲ ـﻴـﺰه ﻋﻦ ﻏﻴﺮه ﻣﻦ ﺑ rﻃﺒﻮع اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻹﺣﺪى ﻋﺸﺮة ،ﻣﺜـﻠـﻤـﺎ ـﻴـﺰه ﻓـﻲ ا8ـﺸـﺮق اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻘﻮاﻟﺐ اﻟـﻐـﻨـﺎﺋـﻴـﺔ ا8ـﺘـﺪاوﻟـﺔ ،وإذا ﺛـﺒـﺖ أن ﻓـﻲ ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻮﺷﺤﺎت »ﻳﺒﺘﺪىء ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻠﺤﻦ ﺛﻢ ﻓﻲ ﻣﻘﻄﻊ ﺛـﺎن ﻳـﻨـﺘـﻘـﻞ إﻟﻰ ﳊﻦ ﻣﻐﺎﻳـﺮ ،ﺛـﻢ ﻳـﺮﺟـﻊ إﻟـﻰ اﻷول« ) (١٤ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒـﻴـﺮ اﻷﺳـﺘـﺎذ أﺣـﻤـﺪ اﻟﺒﻴﻀﺎوي ،ﻓﺈﺎ ﻫﻲ ﺻﻨﻌﺎت ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺮ ﺑﺬﻟﻚ اﶈﺎﺿﺮ ﻧﻔﺴﻪ ،وﺷﺘﺎن ﻣﺎ ﺑr اﻟﺼﻨﻌﺔ وا8ﻮﺷﺤﺔ ا8ﺸﺮﻗﻴﺔ ﻓﺈن اﻟﺼﻨﻌـﺔ ﻣـﻘـﻄـﻮﻋـﺔ ﺳـﻦ ا8ـﻴـﺰان اﻟـﺬي ﻫـﻮ ﺑﺪوره أﺣﺪ أﻗﺴﺎم اﻟﻨﻮﺑﺔ ،ﻓﻲ ﺣ rﺗﻘﻮم ا8ﻮﺷﺤﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺑﺬاﺗﻬﺎ ﻣﺴﺘـﻘـﻠـﺔ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ،ﻟﻬﺎ ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ا8ﻘﺎﻣﻴﺔ وﻴﺰاﺗﻬـﺎ اﻻﻳـﻘـﺎﻋـﻴـﺔ .وﻟـﻴـﺲ ﻳﻐﺾ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ رأﻳﻨﺎ أﻳﻀﺎ أن ﻳﻘﺎل» :إن ا8ﻐﺮب ﺷﻬﺪ ﻧﻬﻀﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮب اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ا8ﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ا8ﻮﺷﺤﺎت واﻷزﺟﺎل ..وأن ﻫﺬه اﳊﺮﻛﺔ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ أﺛﺮ ﻓﻲ ازدﻫﺎر ﻓﻦ اﻟﺘـﻮﺷـﻴـﺢ« ) ،(١٥وﻻ ﻳﻘﺎل» :إن اﻷدﻳﺐ ا8ﺆرخ أﺑـﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺼﻐﻴﺮ اﻻﻓﺮاﻧﻲ ا8ﺮاﻛﺸﻲ وﺿﻊ ﺷﺮﺣـﺎ ﻋـﻠـﻰ ﻣـﻮﺷـﺢ اﺑـﻦ ﺳﻬﻞ ا8ﺸﻬﻮر« ﻫﻞ درى ﻇﺒﻲ اﳊﻤﻰ »ﺳﻤﺎه ا8ﺴﻠﻚ اﻟﺴﻬﻞ ﻓﻲ ﺷﺮح ﺗﻮﺷﻴﺢ اﺑﻦ ﺳﻬﻞ« ﲢﺪث )ﻓﻴﻪ( ﻋﻦ اﻟﻨﻐﻤﺎت واﻟﻄﺒﻮع اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ أداؤه») (١٦ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻻ ﻳﻌﺪو أن ﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﺗﻌﺪد اﻷﺳﻤﺎء 8ﺴﻤﻰ واﺣﺪ ﻫﻮ »اﻵﻟﺔ« ،وأﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻓﻲ ﺷﻰء ا8ﻮﺷﺤﺎت اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ اﻟﺘـﻲ ﺗـﻨـﻔـﺮد ﺑـﺨـﺼـﺎﺋـﺼـﻬـﺎ اﻟـﻠـﺤـﻨـﻴـﺔ وﻴﺰاﺗﻬﺎ اﻻﻳﻘﺎﻋﻴﺔ.
45
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
46
اﳉﺎﻧﺐ اﻵﻟﻲ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
4اﳉﺎﻧﺐ اﻵﻟﻲ ﻓﻲ اﳌﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻳﺠﺪر ﺑﻨﺎ اﻵن أن ﻧﻘﻒ ﻗﻠﻴﻼ ﻟﻨﺘﺄﻣﻞ اﻟـﺘـﺴـﻤـﻴـﺔ اﻟﺘﻲ أﻃﻠﻘﻬﺎ ا8ﻐﺎرﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﳉﺎﻧـﺐ اﻟـﺬي ورﺛـﻮه ﻣـﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ وﻛﺬا دواﻋﻲ ﻫﺬا اﻻﻃﻼق .ﻓﺄﻣﺎ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻓﻬﻲ »اﻻﻟﺔ« ،وأﻣﺎ وﺟﻬﻬﺎ ﻓﺬﻟﻚ »أﻧﻨـﺎ ﻛـﻨـﺎ ﻧﺴﻤﻴﻬﺎ ﺑﻠﻐﺘﻨﺎ اﻟﻌﺎﻣﻴﺔ »اﻵﻟﺔ« ﻴﻴﺰا ﻟﻬﺎ ﻋﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟـﺘـﻲ ﺗــﺆدى ﻣــﻦ دون آﻻت .أﻣــﺎ اﺳــﻢ »ا8ــﻮﺳ ـﻴ ـﻘــﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« ﻓﻬﻮ اﺻﻄﻼح ﻓﺮﻧﺴﻲ أو أوروﺑـﻲ ﻋـﻠـﻰ وﺟـﻪ اﻟـﻌـﻤــﻮم ») .(١واذا ﻓـﻘـﺪ ﻛـﺎﻧـﺖ أﻏـﻠـﺐ ﻧــﻮﺑــﺎت ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ وﻃﺌﺖ أﻗـﺪام ﺣـﺎﻣـﻠـﻴـﻬـﺎ أرض ا8ﻐﺮب ﻣﻮﺳﻴﻘﺎ آﻟﻴﺔ ،وﻛﺎﻧﺖ أﻗﻠﻬﺎ ﻣﻐﻨﻰ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻏﻠﺒﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺑﺎﻵﻟﺔ .وإذا ﻣﺎ ﺣﺎوﻟﻨﺎ أن ﻧﺤﺪد ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻬﺠﺮات اﻷﺧﻴﺮة إﻟﻰ ا8ﻐﺮب أﻣﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻀﻊ اﺻﺒﻌﻨﺎ ﺑﺎﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻣﺎ ﺑ rﻋﺎﻣﻲ ١٥٧٠و ١٦٦٠واﻟﺘﻲ ﻠﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺘﺎﻟﻲ ﻓﻴﻠﻴﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ ،وﺑﺎ8ﻐﺮب ﻣﻠﻮك اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺴﻌﺪﻳﺔ ،وﻫﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ ﺳﺎد ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻈﺎم اﻟﺘﻔﺘﻴﺶ اﻟﺬي ﻓﺮﺿﺘﻪ اﻟﻜﻨﻴـﺴـﺔ وﻋـﻀـﺪﺗـﻪ اﻟـﺪواﺋـﺮ اﳊـﻜـﻮﻣـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ أﺛـﺮ ﺣﻤﻼت اﻟﺘﻬﺠﻴﺮ إﻟﻰ ﺑﻼد ا8ﻐﺮب. وﺎ ﻧﻜﺎد ﳒﺰم ﺑﻪ ان ﻇﺎﻫـﺮة اﻟـﺘـﺄﻟـﻴـﻒ اﻵﻟـﻲ 47
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ا8ﻠﺤﻨ rاﻟﻌﺮب ﺑﺎﻷﻧـﺪﻟـﺲ ،وأن ﻃـﺒـﻴـﻌـﺔ اﻟـﻌـﺰف ﻛـﺎﻧـﺖ ﻏﺎﻟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ا8ﻴﻞ إﻟﻰ اﻟﻐﻨﺎء ،ﻳﻌﻠﻞ ﻫﺬا ﻣﺎ أﺛﺒﺘﻪ اﻟﺒـﺎﺣـﺜـﻮن ﻣـﻦ »ﳉـﻮء ﺑـﻌـﺾ اﻟﻬﻮاة إﻟﻰ ﺗﻌﻤﻴﺮ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﺑﺎﻟﻜﻼم ،وﻣﻦ ذﻟﻚ ﺗﻮﺷﻴﺔ ﻏﺮﻳـﺒـﺔ اﳊـﺴـ rاﻟـﺘـﻲ ﻋﻤﺮﻫﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺳﻴﺪي ﺣﻤﺪون ﺑﻦ اﳊﺎج رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ«» ...ﻷن أداءﻫﺎ ﻣﻦ دون ﻛﻼم ﻋﺮﺿﻬﺎ ﳋﻄﺮ اﻟﻀﻴـﺎع«» (٢) .واﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻜﻼم ﻛﻠﻪ ﻟـﻢ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ إﻻ ﺣﻔﻆ اﻟﻨﻐﻤﺎت ﻫﻮ أن ﻛﻞ ﻗﻄﻌﺔ ﺗﻐﻨﻰ أوﻻ ﺑﺎﻷﻟﻔﺎظ ،ﺛﻢ ﺗﻌﺰف ﺛﺎﻧﻴﺎ ﺑﺎﻻﻻت ﻓﻘﻂ ،وذﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ )اﳉﻮاب( .وﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﻊ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ أﺻﻠﻬﺎ ﻣﺠﺮدة ﻣﻦ اﻟﻜﻼم-وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ اﻟﺘﻮﺷﻴﺔ-ﻗﺪ ﺿﺎﻋﺖ«)،(٣ ﺧﺼﻮﺻﺎ إذا ﻋﻠﻤﻨﺎ أن اﻟﺘﺪوﻳﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺷﺎﺋﻌﺎ ﺑ rﻣﺤﺘﺮﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .وﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ ﺗﺄﻛﻴﺪ ذﻟﻚ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻧﻈﻢ ا8ﻮﺷﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﻛـﺎن اﻟـﻘـﺼـﺪ ﻣﻦ وراء اﺑﺘﻜﺎرﻫﺎ ﻛﺴﺮ اﻟﻘﻴﻮد اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻌﺮوﺿﻴﺔ ا8ﺘﺪاوﻟﺔ ،وإﺧﻀﺎع اﻟﺸﻌﺮ ﻟﻠﻨﻐﻢ ،ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎن اﻟﺒﺤﺮ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺻﻮغ اﻟﻠﺤﻦ ،وﻛﺎﻧﺖ ﺗـﻔـﻌـﻴـﻼت اﻟـﺒـﻴـﺖ ﺗﻘﺮر ﻋﺪد ﻣﻘﺎﻃﻌﻪ. وﻛﺄﺎ ﻳﺨﻴﻞ إﻟﻴﻨﺎ أن ا8ﻠﺤﻦ ﻛﺎن ﻳﺼﻨﻊ اﻟﻠﺤﻦ ،ﺛﻢ ﻳﺨﺎﻣﺮه ﺷﻌﻮر ﺑﺎﳋﻮف ﻣﻦ ﺿﻴﺎﻋﻪ ،ﻓﻴﺮوح ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺷﺎﻋﺮ ﻳﻨﻈﻢ ﻟﻪ ﺑﻌﺾ اﻷﺑﻴﺎت ﻟﻴﻔﺮغ ﻓﻴﻬﺎ ﳊﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻀﻴﻊ ،وذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻴﺾ ﻣﺎ أﺛﺮ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺷﻌﺮاء اﳊﺠﺎز أﻳﺎم ﺑﻨﻲ أﻣﻴﺔ إذ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻨﻈﻤﻮن اﻟﻘﺼﻴﺪة ،ﺛﻢ ﻳﻄﻠﺒﻮن ﻣﻐﻨﻴﺎ ﻳﺼﻮﻏﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻟﺐ ﳊﻨﻲ ﺑﻐﻴﺔ ﻧﺸﺮﻫﺎ وإﺷﻬﺎرﻫﺎ. وﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎل ﻓﻼ ﻳﺰال اﳉﺎﻧﺐ اﻵﻟﻲ اﺠﻤﻟﺮد ﻣﻦ اﻟﻜﻼم ﻏﺎﻟﺒﺎ وﻣﺴﻴﻄﺮا ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ ا8ﻘﺪﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻬﻞ ﺑﻬﺎ اﻟﻨﻮﺑـﺎت، واﻟﺘﻲ ﻜﻦ أن ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺑﺤﻖ ﻣﺠﺎﻻ ﻟﺘﻨﺎﻓﺲ اﻟﻌﺎزﻓ rوإﻇﻬﺎر ﻛﻔﺎءاﺗﻬﻢ وﻣﻮاﻫﺒﻬﻢ. وإذا ﻋﻠﻤﻨﺎ أن ا8ﻌﺰوﻓﺎت اﻵﻟﻴﺔ اﺠﻤﻟﺮدة ﻣﻦ اﻟﻐـﻨـﺎء اﻟـﺼـﻮﺗـﻲ ﻟـﻢ ﺗـﻈـﻬـﺮ ﻓـﻲ أوروﺑﺎ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺑﺬاﺗﻬﺎ وﻛﻴﺎﻧﻬﺎ إﻻ ﺑﻌﺪ اﻟﻨﺼﻒ اﻟﺜـﺎﻧـﻲ ﻣـﻦ اﻟـﻘـﺮن اﳋـﺎﻣـﺲ ﻋﺸﺮ أدرﻛﻨﺎ أن ﻋﺮب اﻷﻧﺪﻟـﺲ ﻛـﺎﻧـﻮا ﺳـﺒـﺎﻗـ rاﻟـﻰ ارﺗـﻴـﺎد ﻋـﺎﻟـﻢ اﻟـﺘـﺄﻟـﻴـﻒ اﻻرﻛﺴﺘﺮاﻟﻲ ،وﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻀﻊ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﺸﻚ ﻗﻴﻤﺔ اﳊﻜﻢ اﻟﺬي ﻣﺎ اﻧـﻔـﻚ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻳﺮددوﻧﻪ ،وﻫﻮ أن ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺮﻛﺐ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﺤﺮر ﻣﻦ ﻗﻴﻮد اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻻ ﻣﻊ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ. وﻟﻄﺎ8ﺎ أﻧﺤﻰ اﻟﻨﻘﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺆﻟﻔﻴﻨﺎ اﻟﻴﻮم ﺑﺎﻟﻠﻮم ﻷﻧﻬﻢ ﻻﻳﺒﺬﻟﻮن ﺟﻬﺪا ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﲢﺮﻳﺮ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﺳﻴﻄﺮة اﻟﻜﻠﻤـﺔ .وﻟـﻴـﺲ ـﺎ ﻳـﻐـﻔـﺮ ﻟـﻬـﺆﻻء 48
اﳉﺎﻧﺐ اﻵﻟﻲ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
إﻗﺒﺎﻟﻬﻢ اﻟﺪاﺋﺐ ﻋﻠﻰ اﺗﺨﺎذ اﻟﻜﻠﻤﺔ إﻃﺎرا ﻷﳊﺎﻧـﻬـﻢ أن ﻳـﻘـﻮﻟـﻮا :إن اﻷﳊـﺎن ﻔﺮدﻫﺎ ﻻ ﻳﺴﻌﻬﺎ أن ﺗﻨﻘﻞ ﻣﻦ ا8ﻌﺎﻧﻲ واﻟﻌﻮاﻃﻒ ﻣﺎ ﻳﺴﻊ اﻟﻜﻠﻤﺔ أن ﺗﻨﻘﻠﻪ، وﻻ أن ﲢﻤﻞ ﻣﻦ اﻟﺸﺤﻨﺎت اﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﻣﺎ ﲢـﻤـﻠـﻪ اﻟـﻌـﺒـﺎرة .واﻟـﻮاﻗـﻊ إن ﻫـﺬه اﻟﻨﻈﺮة ﺗﻜﺎد ﺗﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﻋﻼﻗﺎﺗﻨﺎ ﺑﺎﻟﻔﻨﻮن .ﻓﺈﻧﺎ ﻻ ﻧﻜﺎد ﻧﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻠﻮﺣﺔ ا8ﺮﺳﻮﻣﺔ ﺣﺘﻰ ﻧﻐﺮق ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻛﻠﻤﺔ أو ﻋﺒﺎرة ﻧﻌـﻨـﻮن ﺑـﻬـﺎ ﻫـﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻔﻨﻲ ،وﻻ ﻧﻜﺎد ﻧﻠﺘﻘﻂ اﻟﻠﺤﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ ﺣﺘﻰ ﻧﺄﺧﺬ ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺻﺒﻪ ﻓﻲ اﻟﻜﻠﻤﺎت ،وﻛﺄﺎ ﻧﺸﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﻣﻦ أن ﻧﺴﺘﻐﺮق ﻓﻲ رؤى ﲡﺮﻳﺪﻳﺔ ﻻ ﺗﺮﺑﻄﻬﺎ ﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ ا8ﻠﻤﻮس إﻻ ﺧﻴﻮط وﻫﻤﻴﺔ. وﻟﻌﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻷﳊﺎن ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﺠﻤﻟﺮدة أن ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ا8ﻌﺎﻧﻲ واﻟﻌﻮاﻃﻒ وا8ﻮاﻗﻒ ،وإﺎ ﺣﺴﺒﻨﺎ أن ﻧﺜﻴﺮ اﻻﻧﺘﺒﺎه إﻟﻰ أن اﻟﺒﺎﺣﺜ rﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ ا8ﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻷﻧـﺪﻟـﺴـﻴـﺔ-وﻫـﻲ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺰﺧـﺮ ﺑﺎﻷﳊﺎن اﻵﻟﻴﺔ اﺠﻤﻟﺮدة ﻣﻦ اﻟﻜﻼم-ﻗﺪ أﺛﺒﺘﻮا أن ﻣﺆﻟﻔﻴﻬﺎ »ﺑﺜﻮﻫﺎ ﻣﻦ ا8ﻌﺎﻧﻲ واﻟﻌﻮاﻃﻒ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴـﻊ إدراﻛـﻪ ﻣـﻦ رﻫـﻒ ﺣـﺴـﻪ وﺻـﻔـﺎ ذوﻗـﻪ« ).(٤ وإﻧﻨﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻜﻦ أن ﻧﻘﻮل إن اﻹﺣﺴﺎس اﻟﺬي ﻳﺴﺘـﻮﻟـﻲ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻨـﻔـﺲ ﻋـﻨـﺪ ﻣﺸﺎﻫﺪة اﻟﻨﻘﻮش اﳉﺒـﺴـﻴـﺔ واﳋـﺸـﺒـﻴـﺔ ﻓـﻲ ا8ـﺪرﺳـﺔ اﻟـﻌـﻨـﺎﻧـﻴـﺔ ﺑـﻔـﺎس ﻫـﻮ اﻹﺣﺴﺎس ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي ﺗﻮﺣﻴﻪ أﳊﺎن اﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ ،وﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟـﺼـﺪف أن ﺗﻜﻮن اﻟﺘﻮاﺷﻲ اﻟﺴﺒﻊ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﻐﻤﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻋﻨﻮان اﻟﻔﻨﻮن ا8ﻐﺮﺑﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻹﻃﻼق ).(٥ وﻟﻦ ﻳﻀﻴﺮ ﻣﺆﻟﻔﻴﻨﺎ اﻟﻴﻮم أن ﻳﻠﺠﻮا ﻣﻴﺪان اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ اﻵﻟﻲ ﻛﻤﺎ وﳉﻪ أﺟﺪادﻧﺎ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﻣﻨﺬ ﻗﺮون ،ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻴﺪان ﻓﺴﻴﺢ اﻵﻓﺎق ،ﺗﻀﻴﻖ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﻦ أن ﺗﺮﺳﻢ ﻣﻌﺎ8ﻪ أو ﺗﻨﻔﺬ إﻟﻰ ﻏﻮره .وﻫﻮ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺴﻮي اﻟﺬي ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﻟﻨﺒﻠﻎ ﻮﺳﻴﻘﺎﻧﺎ أﺳﻤﺎع اﻟﻌﺎﻟﻢ ،وﻧﻜﺘـﺐ ﻟـﻬـﺎ اﳋـﻠـﻮد واﻻﺳـﺘـﻤـﺮار ﻛـﻤـﺎ ﻛـﺘـﺐ »ﻟﻶﻟﺔ« ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﻮارض اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ واﻟﺘﻘﻨﻴﺔ.
49
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
50
اﳉﺎﻧﺐ اﻵﻟﻲ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻧﻈﺎم اﻟﻨﻮﺑﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
51
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
52
ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻨﻮﺑﺔ
5ﻣﻔﻬـﻮم اﻟﻨﻮﺑــﺔ
ﻧﻈﺎم اﻟﻨﻮﺑﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ: ﻟـﻘـﺪ وﺟـﺪت ﻣـﻦ اﻟـﻀـﺮوري وأﻧﺎ ﻣﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﻟـﺒـﺤـﺚ ﻓـﻲ اﻟ ـﻨــﻮﺑــﺎت اﻷﻧــﺪﻟ ـﺴ ـﻴــﺔ ﻣ ــﻦ اﳉﺎﻧﺐ اﻟﺘﻘﻨﻲ ) (١أن أﺗﻨﺎول اﳊـﺪﻳـﺚ ﻋـﻨ ـﻬــﺎ ﻣــﻦ ﺧــﻼل ﻋ ـﻨــﺎﺻــﺮ ﻣ ـﺤــﺪدة ﺗــﻼﻓ ـﻴ ــﺎ ﻟﺘﺪاﺧﻞ اﻵراء وﺗﺮﺟﻴﻊ اﻟﻘﻮل ﻓﻴﻬﺎ وﻫﺬه اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻫﻲ: -١ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻨﻮﺑﺔ. -٢ﻃﺒﻮع اﻟﻨﻮﺑﺎت. -٣ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ.
ﻳﺒﺪو أن اﺳﺘﻌﻤﺎل ﻛﻠﻤﺔ»ﻧﻮﺑﺔ« ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻌﻬﻮد اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﻨﻬﻀﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎ8ﺸﺮق ،وﻣﻦ ﺛﻢ اﻧﺘﻘﻠﺖ إﻟﻰ ا8ـﻐـﺮب اﻹﺳـﻼﻣـﻲ ﻣـﻊ اﻟـﻔـﺎﲢـ rوﻣـﻦ ﺗﻼﻫﻢ ﻣﻦ رﺟﺎل ا8ﻮﺳﻴﻘـﺎ اﻟـﺬﻳـﻦ ﻧـﺰﺣـﻮا إﻟـﻰ ﺑـﻼد اﻷﻧﺪﻟﺲ .واﻟﻮاﺿﺢ أن ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻗﺪ اﻋﺘﺮى ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻐﻴﺮات ﻣﺎ ﻳﻌﺘﺮي ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﺳﺎﺋﺮ ا8ﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﻔﻨﻴﺔ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺴﺘﻘﺮ ﺑﻬﺎ ا8ﻄﺎف ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﻗﺎرة .وـﻜـﻦ إﺟـﻤـﺎل ﻫـﺬه اﻟـﺘـﻐـﻴـﺮات ﻓـﻲ اﻷﻃـﻮار اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻵﺗﻴﺔ: اﻟﻄﻮر اﻷول :ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﻮﺑﺔ ﺗﻌﻨﻲ اﻟﺪور اﻟﺬي ﻳﻨﺘﺎب ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﺑ rأدوار اﺠﻤﻟـﻤـﻮﻋـﺔ اﻟﺒﺎﻗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺸﻤﻠﻬﺎ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﻨﺸﺎط ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﺎ .وﻓﻲ ﻫﺬا ا8ﻌﻨﻰ ﻳﻘﻮل اﻷﺻﺒﻬﺎﻧﻲ»:ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﺴ rﺑﻦ اﻟﻀـﺤـﺎك ﻗـﺎل :ﻛـﺎﻧـﺖ ﻟـﻲ ﻧـﻮﺑـﺔ ﻓـﻲ دار اﻟﻮاﺛﻖ أﺣﻀﺮﻫﺎ ،ﺟﻠﺲ أو ﻟﻢ ﻳﺠﻠـﺲ .(٢) «...وﻓﻴـﻪ أﻳﻀﺎ ﻳﺮوي اﺑﻦ ﺑﺴﺎم-ﻧﻘﻼ ﻋﻦ اﺑﻦ ﺣﻴﺎن-وﺻﻔﺎ راﺋﻌﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﺠﻤﻟﻠﺲ أﻧﻪ ﻋﻘﺪه ا8ﺄﻣﻮن ﺑﻦ ذي اﻟـﻨـﻮن-أﺣـﺪ ﻣﻠﻮك اﻟﻄﻮاﺋﻒ-ﻓﻲ ﻗﺼﺮه ﺑﻄﻠﻴﻄﻠﺔ إذ ﻗﺎل»:وﻧﻈﻤﺖ ﻧﻮﺑـﺔ ا8ـﻐـﻨـ rزﻣـﺮا ،ﻓـﻬـﺎﺟـﻮا اﻷﻃـﺮاب واﺳـﺘـﺨـﻔـﻮا اﻷﻟـﺒـﺎب ..ﺛـﻢ ﻓـﺾ اﻟ ـﺼــﻼت واﳋ ـﻠــﻊ ﻓــﻲ ﺳــﺎﺋــﺮ اﻟـﻄـﺒـﻘـﺎت ،وﺗـﻨـﺎوب ا8ـﻐـﻨـﻮن ﺗـﻠـﻚ اﻟ ـﻠ ـﻴ ـﻠــﺔ اﻟ ـﻐ ـﻨــﺎء 53
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﻘﻄﻮﻋﺎت ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺧﻠﻴﻔـﺔ ا8ـﻠـﻘـﺐ ﺑـﺎ8ـﺼـﺮي« ) .(٣وﻟﻌﻞ ﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮم ﺗﻨﺎوب ا8ﻐﻨ rﻋﻠﻰ ا8ﺜﻮل ﺑ rأﻳﺪي اﻷﻣﺮاء ﻓﻲ اﺠﻤﻟﺎﻟﺲ ﻣﺎ ذﻛﺮه اﳊﻤﻴﺪي ﻓﻲ وﺻﻒ ﻣﺠﻠﺲ ﻟﻸﻣﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻷوﺳـﻂ ﺣﻴﺚ ﻗﺎل»:ﺛﻢ أﻣﺮ )أي اﻷﻣﻴﺮ( ﺮاﺗﺐ اﻟﻐﻨﺎء وآﻻت اﻟﺼﻬﺒﺎء« ).(٤ وﻟﻌﻞ ﻣﻦ أﻗﺪم اﻟﻨﺼـﻮص اﻟـﺸـﻌـﺮﻳـﺔ اﻟـﻮاردة ﻓـﻲ ﻫـﺬا ا8ـﻌـﻨـﻰ ﻗـﻮل أﺣـﺪ أﻋﻼم ا8ﺬﻫﺐ ا8ﺎﻟﻜﻲ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ وﻫﻮ ﻋﺒﺪ ا8ﻠﻚ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ اﻟﺴﻠﻤﻲ ا8ﺘـﻮﻓـﻰ ﻋﺎم ٢٣٨ﻫـ ،وﻫﻮ: ﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﻼح أﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺮي واﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﺬي اﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻫ ـ ـ ــ< ﻋـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ــﺮﺣـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ــﻦ ﻓ ـ ـ ــﻲ ﻗ ـ ـ ــﺪرﺗـ ـ ـ ــﻪ أﻟ ـ ـ ــﻒ ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﻟ ـ ـ ـ ـﺼ ـ ـ ـ ـﻔـ ـ ـ ــﺮ ،وأﻗ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ــﻞ ﺑ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ــﺎ ﻟ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ــﺎﻟـ ـ ـ ــﻢ أرﺑـ ـ ـ ــﻰ ﻋ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ــﻰ ﺑـ ـ ـ ـ ـﻐـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ــﻪ زرﻳـ ـ ـ ـ ــﺎب ﻗـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻳـ ـ ـ ـ ــﺄﺧـ ـ ـ ـ ــﺬﻫـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻗ ـ ـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـ ــﺔ وﺻـ ـ ـﻨـ ـ ـﻌـ ـ ـﺘـ ـ ــﻲ أﺷـ ـ ــﺮف ﻣـ ـ ــﻦ ﺻ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ـﺘـ ـ ــﻪ )(٥ وﻟﻘﺪ أورد اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎض رواﻳﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺒﻴﺖ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻘﺎل: ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ زرﻳﺎب ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ ).(٦ اﻟﻄﻮر اﻟﺜﺎﻧـﻲ :ﺗﻄﻮر ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻨﻮﺑﺔ ،ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ ﺟﺰء أو ﻣﻘـﻄـﻊ ﻣﻦ»اﻟﺼﻮت« اﻟﺬي ﻳـﺮادف ﻣـﻌـﻨـﺎه اﻷﻏـﻨـﻴـﺔ ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﻴـﺔ ﺣـﺴـﺐ اﻻﺳـﺘـﻌـﻤـﺎل ا8ﺸﺮﻗﻲ) .(٧وﻫﻜﺬا ﻓﺎﻟﻨﻮﺑﺔ ﺑﻬﺬا ا8ﻌﻨﻰ ﺗﻨﺎﺳﺐ ﻣﻔﻬﻮم»اﳊﺮﻛﺔ ا8ﻮﺳـﻴـﻘـﻴـﺔ« ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺟﺰءا ﻣﻦ ا8ﻌﺰوﻓﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﺴﻨﻔﻮﻧﻴﺔ .وﻟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ ﻫﺬا ا8ﻌﻨﻰ ﺎ أﺛﺮ ﻋﻦ زرﻳﺎب»أﻧﻪ ﻛﺎﻧﺖ اﳉﻦ ﺗﻌﻠﻤﻪ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﺎ ﺑـ rﻧـﻮﺑـﺔ أي دور إﻟـﻰ ﺻﻮت واﺣﺪ« ) .(٨وﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﻧﺴﺘﻨﺘﺠﻪ ﻣﻦ ﻗﻮل ﺟﺎرﻳﺔ اﺳﺘﻤﻊ إﻟﻴﻬﺎ ﻴﻢ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻴﻢ ا8ﻌﺰ اﻟﻔﺎﻃﻤﻲ ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻬﺎ أن ﺗﻄﻠﺐ ﻣﺎ ﺗﺘﻤﻨـﻰ ﻓـﺄﺟـﺎﺑـﺖ»:أن أﻏـﻨـﻲ ﻫﺬه اﻟﻨﻮﺑﺔ ﺑﺒﻐﺪاد« ﻓﺈن ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻌﺒﺎرة ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ ﺷﻴﻮع ﻛﻠﻤﺔ ﻧﻮﺑﺔ ﺼﺮ واﻟﻌﺮاق ﺧﻼل اﻟﻘﺮن اﻟﺮاﺑﻊ اﻟﻬﺠﺮي وﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻐﻨﻲ»اﻟﻘﻄﻌﺔ ا8ﻐﻨﺎة« ).(٩ اﻟﻄﻮر اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺗﻄﻮر ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻨﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه ا8ﺮﺣﻠﺔ ،ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ اﻧﺘﺎج ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ ﻛﺎﻣﻞ ﻟﻪ ﻣﻘﻮﻣﺎﺗﻪ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ واﻻﻳﻘﺎﻋﻴﺔ .وﻗﺪ اﻛﺘـﺴـﺒـﺖ اﻟـﻨـﻮﺑـﺔ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻫﺬا ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻴﻞ اﻻﻋﺘﻘﺎد إﻟﻰ أﻧﻪ ﺑﺪأ ﺑﻌﺪ ﲢﻮل زرﻳﺎب ﻣﻦ ﺑﻐﺪاد إﻟﻰ ﻗﺮﻃﺒﺔ ﺣﺎﺿﺮة اﳋﻼﻓﺔ اﻷﻣﻮﻳﺔ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ .وﻣﻨﺬ ذﻟﻚ 54
ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻨﻮﺑﺔ
اﳊ rدﺧﻠﺖ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻗﺎﻣﻮس ا8ﺼﻄﻠﺤﺎت ا8ﻮﺳـﻴـﻘـﻴـﺔ اﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ ،وأﺻـﺒـﺤـﺖ ﺑﺪورﻫﺎ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﻔﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ .وﻟﻌﻞ ﻣﻦ أﻗﺪم ﻫﺬه اﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎت ﺗﻌﺮﻳـﻒ أﺣﻤﺪ اﻟﺘﻔﺎﺷﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎﺑﻊ اﻟﻬﺠﺮي ،ﻓﻘﺪ ورد ﻓﻴﻪ أن»اﻟﻨﻮﺑﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠـﺔ ﻟﻠﻐﻨﺎء ﺑﺎ8ﻐﺮب ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻧﺸﻴﺪ ،واﺳﺘﻬﻼل ،وﻋﻤﻞ ،وﻣﺠﺮى ،وﻣﻮﺷﺤﺔ ،وزﺟﻞ. وﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻳﺘﺼﺮف ﻓﻲ ﻛﻞ ﺑﺤﺮ ﻣﻦ ﺑﺤﻮر )أي أدوار( اﻻﻏﺎﻧﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ« ) ،(١٠ﺛﻢ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﺬي ورد ﻓﻲ ﻛﺘﺎب»ﺟﺎﻣﻊ اﻷﳊﺎن« ﻟﻌﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ﺑﻦ ﻏﻴﺒﻲ ا8ﺘـﻮﻓـﻰ ﻋﺎم ١٤٣٥م ﻣﻦ أن اﻟﻨﻮﺑﺔ ﻫﻲ إﺣﺪى اﻟﺼﻮر اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﻐﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪ ا8ﺆﻟﻒ واﺳﻌﺔ اﻻﻧﺘﺸﺎر ،وأﻧﻬﺎ ﲢﺘﻮي ﻓﻲ ﻋﻬﺪه ﻋﻠﻰ أرﺑﻊ ﻗﻄﻊ ﺗﺴﻤﻰ: اﻟﻘﻮل ،واﻟﻐﺰل ،واﻟﺘﺮاﻧﺔ ،واﻟـﻔـﺮداوﺷـﺖ ) .(١١وﻟﻴﺲ ﻳﻬﻢ ﻓﻲ ﺷـﻰء أن ﻳـﻜـﻮن ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ واردا ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ﻣﺸﺮﻗﻲ ،ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﺒﺎدل ا8ﻌﺎرف ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺑ rﺷﻘﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻨﺬ اﻟﻘـﺪ ،وإـﺎ أن ﺗﺼﺒﺢ اﻟﻨﻮﺑﺔ-ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎ ﻋﻠﻤﻴﺎ ﻣﺴﺘﺤﺪﺛﺎ-ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻰ ﺑﺘﻌﺮﻳﻔﻪ ﻋﻠﻤﺎء ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ودارﺳﻮﻫﺎ. )(١٢ وﻟﻘﺪ ﻋﺮف اﻟﺘﺎدﻟﻲ اﻟﻨﻮﺑﺔ ﻓﻘﺎل»:ﻫﻲ ﻣﺠـﻤـﻮع ا8ـﻴـﺎزﻳـﻦ اﳋـﻤـﺴـﺔ« ، وﻋﺮﻓﻬﺎ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺿﻮن ﻓـﺮﻧـﺎﻧـﺪو ﺑـﻠـﺪراﻣـﺎ ﻣـﺮﺛـﻴـﻨـﻴـﺖ ا8ـﺴـﺘـﺸـﺮق اﻹﺳـﺒـﺎﻧـﻲ ﻓﻘﺎل»:ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﻋﺪة أﳊﺎن وﻧﻐﻤﺎت« .وﺑﻬﺬا ا8ﻌﻨـﻰ ﻓﻬﻲ ﺗﺒﺪو ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻏﺎﻧﻲ ا8ﺴﺘﻘﻠﺔ ،وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﻮﺿﻮع واﺣﺪ ﺿﻢ ﺑﻌﻀﻬﺎ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﻣﻊ اﻟﺰﻣﻦ ،ووﺻﻠﺖ إﻟﻴﻨﺎ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ ا8ﺆﻟﻒ ،ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﻜﺎﺗﺪراﺋﻴﺎت اﻟﻜﺒﺮى ﻧـﺘـﻴـﺠـﺔ ﺟـﻬـﻮد وأﺟـﻴـﺎل ،وﺛـﻤـﺮة ﻋـﻘـﻮل ورﺟﺎل ﻣﺠﻬﻮﻟ rإﻟﻰ اﻵن ) .(١٣وﺷﺒﻴﻪ ﺑﻬﺬا اﻟﻘﻮل ﻣﺎ ﺗﺮاه اﻟﺪﻛﺘﻮرة ﺳﻤﺤـﺔ أﻣ rاﳋﻮﻟﻲ إذ ﺗﻘﻮل»:إن اﻟﻨﻮﺑﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺗﻘﺎﺑﻞ ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ اﻟﻮﺻﻠﺔ ا8ﻌﺮوﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺮق .وﻫﻲ ﺜﻞ ﻧﻈﺎﻣﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻓﻲ ﺗﺘﺎﺑﻊ ا8ﻘﻄﻮﻋﺎت اﻟﻐﻨﺎﺋﻴﺔ وا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ أﺻﺒﺢ ﺗﻘﻠﻴﺪا ﻳﺘﻮارﺛﻪ أﺑﻨﺎء ا8ﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺎﺣﺘﺮام ﻋﻈﻴﻢ« ) .(١٤أﻣﺎ اﻷﺳﺘﺎذ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻔﺎﺳﻲ ﻓﻴﻌﺘﻘﺪ أن اﻟﻨﻮﺑﺔ وﺣﺪة ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﻴﺎزﻳﻨﻬﺎ .وأﻣﺎ ا8ﺴﺘﺸﺮق اﻹﳒﻠﻴﺰي ﻫﻨﺮي ﻓﺎرﻣﺮ ﻓﺮأﻳﻪ :أن اﻟﻨﻮﺑﺔ ﻫﻲ أﻋﻠﻰ ﺻﻮرة ﻓـﻨـﻴـﺔ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ) .(١٥وﻫﻲ ﻓﻲ رأﻳﻪ»ﺗﺸﻜﻞ أﻫﻢ ﻃﺒﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ...وﻫﻲ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎ ﻣﺠﺎﻟﺲ« ).(١٦ وﻟﻄﺎ8ﺎ اﺷﺘﺒﻪ اﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺎﺣﺜ rﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻓﺨﻠﻄﻮا ﺑ rاﻟﻨﻮﺑﺔ واﻟﻄﺒﻊ .وﻛﺎن ﻣﻦ ﻫﺆﻻء إدرﻳﺲ اﻹدرﻳﺴﻲ ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺘﺎب»ا8ﻨﺘﺨﺒﺎت 55
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ا8ﻮﺳﻴﻘﺔ« ،ﻓﻘﺪ ذﻛﺮ»أن اﻟﻄﺒﻊ ﻳﺘﺮﻛﺐ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻮازﻳﻦ« ) ،(١٧وﻛﺎن أﺣﺮى أن ﻳﻨﺴﺐ ذﻟﻚ إﻟﻰ اﻟﻨﻮﺑﺔ .وﻗﺪ ﻇﻞ ﻫﺬا اﳋﻠﻂ-وأﺣﺴﺒﻪ ﻻ ﻳﺰال ـ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻓﻲ أذﻫﺎن ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ رﺟﺎل ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﺎ8ﻐﺮب. وﻣﺠﻤﻞ اﻟﻘﻮل ﻓﺈن اﻟﻨﻮﺑﺔ ﺗﻌﻨﻲ اﻟﻘﺎﻟﺐ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ ا8ﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ .وﻫﻮ ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ ا8ﻘﺪﻣﺔ ﺑﺄﻗﺴﺎﻣﻬﺎ وا8ﻴﺎزﻳﻦ اﳋﻤﺴﺔ ﺎ ﲢﺘﻮي ﻣﻦ ﺻﻨﺎﺋﻊ .وﺳﻨـﻌـﻮد إﻟـﻰ ﺗـﻔـﺼـﻴـﻞ اﳊـﺪﻳـﺚ ﻋـﻦ ﻫـﺬه اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﻜﻼم ﻋﻦ ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ .وﻳﻨﻄﺒﻖ ﻟﻔﻆ اﻟﻨﻮﺑﺔ اﻟﻴﻮم ﻋﻠﻰ إﺣﺪى ﻋﺸﺮة ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ،وﻫﻲ ا8ﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﺎ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :ﻧﻮﺑﺔ رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ- ﻧﻮﺑﺔ اﻷﺻﺒﻬﺎن-ﻧﻮﺑﺔ ا8ﺎﻳﺔ-ﻧﻮﺑﺔ رﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ-ﻧﻮﺑﺔ اﻻﺳﺘـﻬـﻼل-ﻧـﻮﺑـﺔ اﻟـﺮﺻـﺪ- ﻧﻮﺑﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ اﳊﺴ-rﻧﻮﺑﺔ اﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ-ﻧﻮﺑﺔ اﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ-ﻧﻮﺑـﺔ ﻋـﺮاق اﻟﻌﺠﻢ-ﻧﻮﺑﺔ اﻟﻌﺸﺎق.
56
اﻟﻄﺒﻮع
6اﻟﻄﺒــﻮع ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻄﺒﻊ :ﻟﻢ ﺗﺮد ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﻟﺴﻴﻘﺎ ﻻﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺘﺎدﻟﻲ وﻻ ﻓﻲ ﻛﻨﺎش ﻣﺤﻤﺪ اﺑﻦ اﳊﺴ rاﳊﺎﻳـﻚ أي ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻹﻋﻄﺎء ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻋﻠﻤﻲ 8ﺼﻄﻠﺢ اﻟﻄـﺒـﻊ، ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن أوﻟﻬﻤﺎ ﺗﻨﺎوﻟﻪ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة وﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺑﺎب ).(١ وﺑـﺎﻟـﺮﻏـﻢ ﻣـﻦ ﻛـﻮن اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ ﺟـﻌــﻞ ﻣ ـﻨــﻪ اﶈــﻮر اﻷﺳﺎﺳﻲ 8ﺎ ﺣﻮاه ﻣﺠﻤﻮﻋﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت .وﻣﻦ ﺛـﻢ ﻓـﺈن إدرﻳـﺲ اﻹدرﻳـﺴــﻲ ﻓــﻲ ﻛ ـﺘــﺎﺑــﻪ »ا 8ـﻨ ـﺘ ـﺨ ـﺒــﺎت ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ«ﻳﻜﺎد ﻳﻨﻔﺮد ﺑﺘﻘﺪ ﻣﺤﺎوﻟﺔ أوﻟﻴﺔ ﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﻄﺒﻊ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ إذ ﻳﻘﻮل» :إﻧﻪ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﻄﺮب ا8ﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﻌﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺟﺰءا« ،ﺛﻢ ﻳﺒﺮر ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ اﻟﻄﺒﻊ ﻓﻴﻘﻮل» :ﺳﻤﻲ ﻃﺒﻌﺎ ﻷﻧﻪ ﻳﻮاﻓﻖ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﺎﺋﻊ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﻮاﻓﻖ«).(٢ أﻣﺎ ا8ﺆﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌـﺮﺑـﻴـﺔ ا8ـﻨـﻌـﻘـﺪ ﺑﻔﺎس ﻓﻘﺪ ﻗﺎﺑﻞ اﻟﻄـﺒـﻊ ﺑـﻠـﻔـﻆ ا8ـﻘـﺎم اﻟـﺴـﺎﺋـﺪ ﻓـﻲ اﻟﺸﺮق اﻟﻌﺮﺑﻲ ).(٣ أﺻﻞ ﺗﺴﻤﻴﺔ اﻟـﻄـﺒـﻊ :وﺑﻌﺪ اﺳﺘﻌﺮاض اﻟﻄـﺒـﻮع ا8ﺘﺪاوﻟﺔ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻧﺘﺒ rﻣﻨﻬﺎ ﻃﺒﻮﻋﺎ ﲢﻤﻞ أﺳﻤﺎء ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺷﺮﻗﻴﺔ ،وأﺧﺮى ﻓﺎرﺳﻴﺔ اﻷﺻﻞ ﺗﺒﻨﺘﻬﺎ ا8ﺼﻄﻠﺤﺎت ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓـﻲ اﻟـﺸـﺮق، ﺷﻘﺖ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ إﻟﻰ ا8ﻐﺮب واﻷﻧﺪﻟﺲ ﻣﻊ ا8ﻌﺎرف 57
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ،وإن ﺗﻜﻦ ﻛﻠﻬﺎ ﻗﺪ ﻓﻘﺪت ﻣﺪﻟﻮﻻﺗﻬﺎ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﺑﻌﺪ أن ﺧﻀﻊ ﺗﺮﻛﻴﺒﻬﺎ 8ﻘﺘﻀﻴﺎت ا8ﻘﺎﻣﺎت اﶈﻠﻴﺔ. وﻣﻦ ﻫﺬه ا8ﺼﻄﻠﺤﺎت ﻣﺎ أﻧﺘﻘﻞ ﻣﻔﺮدا وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ أﻧﺘﻘـﻞ ـﺰوﺟـﺎ .ﻓـﻤـﻦ ا8ﻔﺮد اﻟﻌﺸﺎق ،واﳊـﺴـ ،rواﳊـﺼـﺎر ،واﻟـﺰورﻛـﻨـﺪ ،واﻷﺻـﺒـﻬـﺎن ،وا8ـﺰﻣـﻮم، واﻟﺮﻣﻞ ،واﻟﺮﺻﺪ-ﺑﻌﺪ ﲢﺮﻳﻔﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﺮﺳﺖ ،واﻟﻌﺠﻢ ،واﺠﻤﻟﻨﺐ .وﻣﻦ ا8ﻤﺰوج ﻋﺮاق اﻟﻌﺮب ،وﻋﺮاق اﻟﻌﺠﻢ ،واﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ ،واﻟﺼﻴﻜﺔ ).(٤ وﻓﻲ اﳉﺪول اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺘﺼﻨﻴﻒ أﺳﻤﺎء اﻟﻄﺒﻮع ﺣﺴﺐ ﻣﺪﻟﻮﻻﺗﻬﺎ: وﻗﺪ ﺣﻔﻠﺖ ﻛﺘﺐ ا8ﺆﻟﻔ rا8ﻐﺎرﺑﺔ ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺎﺷﺮ ﻦ اﻫﺘﻤﻮا ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ وأﻋﻼﻣﻬﺎ ﺎ ﻳﻌﻜﺲ وﻟﻌﻬﻢ ﺑﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺮﺑﻂ ﺑ rاﻟﻄﺒﻮع ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ وﺑ rاﻟﻄﺒﺎع اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،واﺗﺨﺬ اﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﺑﻬﺬا ا8ﻮﺿﻮع ﺻﻮرة ﻣﻮﻏﻠﺔ ﻓﻲ اﻹﻏﺮاق وا8ﺒﺎﻟﻐﺔ ،ﺣﺘﻰ ﻟﻴﺨﻴﻞ ﻟﻠﻘﺎرىء أﺣﻴـﺎﻧـﺎ أن اﻟـﻄـﺒـﻮع إـﺎ ﺟـﺎءت ﻟﺘﺨﺪم ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻣﻌـﻴـﻨـﺔ أو ﲢـﺮك ﺷـﻌـﻮرا ﻣـﺤـﺪدا ،وﺣـﺘـﻰ ﻏـﺪت أﻏـﻠـﺐ ﻣﺆﻟﻔﺎت ﻫﺬا اﻟﻔﻦ ﲢﻤﻞ ﻣﻦ اﻷﺳﻤﺎء ﻣﺎ ﻳﻨﻢ ﻋﻦ ﺗﺸﺒﻊ ﻣﺆﻟﻔﻴﻬﺎ ﺑﻮﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ وﻣﺘﻴﻨﺔ ﺑ rاﻟﻄﺒﻮع واﻟﻄﺒﺎع. وﻣﻦ ﻫﺬه ا8ﺆﻟﻔﺎت :أرﺟﻮزة أﺑﻲ اﻟﺮﺑﻴﻊ ﺳﻠـﻴـﻤـﺎن اﳊـﻮات ا8ـﺘـﻮﻓـﻰ ﻋـﺎم ١٢٣١ﻫـ ،واﺳﻤﻬﺎ »ﻛﺸﻒ اﻟﻘﻨﺎع ﻋﻦ وﺟﻪ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻄﺒﻮع ﻓﻲ اﻟﻄﺒﺎع« ،و»دﻳﻮان اﻷﻣﺪاح اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ وذﻛﺮ اﻟﻨﻐﻤﺎت واﻟﻄﺒﻮع وﺑﻴﺎن ﺗﻌﻠﻘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﺒﺎﺋﻊ اﻷرﺑﻌﺔ«ﻻﺑـﻲ اﻟﻌﺒﺎس أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ أﺣﻀﺮي ﻣﻦ رﺟـﺎل أواﺧـﺮ اﻟـﻘـﺮن اﻟـﺜـﺎﻟـﺚ ﻋﺸﺮ. وﻳﺒﺪو أن اﻟﺮﺑﻂ ﺑ rاﻟﻄﺒﻮع واﻟﻄﺒﺎع ﺟﺎء ﻟﻴﻌﻜﺲ أﺻﺪاء ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻗﺪﺔ ﺗﺮﺟﻊ أﺻﻮﻟﻬﺎ اﻷوﻟﻰ إﻟﻰ ﻋﻬﺪ ﻓﻼﺳﻔﺔ اﻟﻴﻮﻧﺎن ،ﺛﻢ اﻧﺘﻘﻠﺖ إﻟﻰ اﻟـﻌـﺮب ﻣـﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗﺮﺟﻤﻮه ﻋﻦ أوﻟﺌﻚ. وﻣﻦ ﺛﻢ ﺷﺎﻋﺖ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﻓﻼﺳﻔﺔ اﻹﺳﻼم اﻷوﻟ rﻛﺎﻟﻜﻨـﺪي واﻟـﻔـﺎراﺑـﻲ واﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ ،ﺛﻢ اﻧﺘﺸﺮت ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺎﻧﺘﺸﺎر ا8ﻌﺎرف واﻟﻨﻈـﺮﻳـﺎت ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﻴـﺔ. وﻟﻘﺪ ﻏﺪت أرض ا8ﻐﺮب واﻷﻧﺪﻟﺲ ﻣﺮﺗﻌﺎ ﺧﺼﺒﺎ ﻟﺘﺮوﻳﺞ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑr اﻟﻄﺒﻮع واﻟﻄﺒﺎع. وﻟﻢ ﻳﻨﺤﺼﺮ رواﺟﻬﺎ ﻓﻲ أوﺳﺎط ﻣﺤﺘﺮﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ واﻟﻐﻨﺎء ،ﺑﻞ ﲡﺎوزﻫﻢ إﻟﻰ أوﺳﺎط ا8ﺘﺼﻮﻓﺔ ،ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﻛﺘﺐ ﻫﺆﻻء ﺣﺎﻓﻠﺔ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ »ا8ﻨﺎﺳﺒﺔ ﺑ rاﻷﳊﺎن ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ وﺑ rاﻟﻨﻔﻮس«).(٥ 58
اﻟﻄﺒﻮع
!" #$
)( ) (1
)(6
)( ) (2
"!
"#
)( )$"# (2
%& '*+
"#
"! ,-.#
!/03
) (3) (57
"8 9
".
)< (4) (;/
)( ) (5
> )(
).$% & ' ?-@ *+ ,-/ !$/ - 01 -23 3 5$ (AB1) $7 058 *+ 6 9 (1 ) D$E FG1 H 01 01 ' I J "K ;$ ' LM 6 (;LH NI K) $7 3 O (2 ).Q ,R6J B5% (3 ). !"# (4 ).$% & ' *+ ,-/ 01 -23 3 5$ (6) $7 058 *+ 6 9 (5 ).;$ ' < -= -3 (6
وﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ أن ﻳﻨﻌﻜﺲ ﻫﺬا اﻟﻠﻮن ﻣﻦ ا8ﻌﺮﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﺒـﺎن ﻧﺘﻴﺠﺔ اﺣﺘﻜﺎﻛﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﺮب وﻣﻌﺎرﻓﻬﻢ ،وﻫﻜﺬا أﻟﻒ ﻛﺎﺳﻴﻮدورس ﺑﺎﺳﻢ ﺗﻴﻮدورﻳﻚ ﻣﻠﻚ اﻟﻘﻮط ﺧﻄﺎﺑﺎ أﺧﻼﻗﻴﺎ ﺗﻄﺮق ﻓﻴﻪ إﻟﻰ اﻟﻄﺎﺑـﻊ اﻷﺧـﻼﻗـﻲ اﻟـﺬي ﻛـﺎﻧـﺖ ﲢﻤﻠﻪ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﺒﻮﻟﻴﻔﻮﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻷﻟﻒ اﻟـﺴـﻨـﺔ ا8ـﻴـﻼدﻳـﺔ .وﻗـﺪ ـﺤـﻮر ﻫـﺬا اﳋﻄﺎب ﺣﻮل ﻓﻜﺮة أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﺤﻮاﻫﺎ أن ﻫﺬه ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﻠﻚ ﻣﻦ اﳋﺼﺎﺋﺺ ﻣﺎﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﲢﺮﻳﻚ ﺗﺄﺛﻴﺮات ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺗـﺨـﺘـﻠـﻒ ﺑـﺎﺧـﺘـﻼف ا8ـﻘـﺎﻣـﺎت اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ اﻟﻘﺪﺔ اﳋﻤﺲ ،وﻫﻲ اﻟـﺪورﻳـﺎﻧـﻲ اﻟـﺬي ﻳـﺤـﺮك ﻓـﻲ ا8ـﺮء اﻟـﻌـﻔـﺔ واﳊﻴﺎء ،واﻟﻔﺮﻳﺠﻲ اﻟﺬي ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻰ اﻟﻘﺘﺎل وﻳﺜﻴﺮ ﻛﻮاﻣﻦ اﻟﻐﻀﺐ ،واﻻﻳـﻮﻟـﻲ اﻟﺬي ﻳﺸﻴﻊ ﻓﻲ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻬﺪوء ،واﻷﻳﺎﺳﺘﻴﻘﻲ اﻟﺬي ﻳﺸﺤﺬ اﻟﺒﺼﻴﺮة اﳋﺎﻣﻠﺔ، واﻟﻠﻴﺪي اﻟﺬي ﻳﺨﻔﻒ ﻣﻦ اﻟﻬﻢ ) .(٦وﻗﺪ ﻋﻠﻖ روﻻﻧﺪ ﻛﺎﻧﺪي ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻛﺎﺳﻴﻮدورس ﺑﺮﺳﻢ ا8ﻠﻚ اﻟﻘﻮﻃﻲ ﺗﻴﻮدورﻳﻚ ﻓﻲ أﺛﻴﻨﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ» :إﻧﻬﺎ 59
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﺗﺸﺒﻪ اﻟﻨﺼﻮص ا8ﻌﺮوﻓﺔ ﻋﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻄﺒﻮع ﻓﻲ اﻟﻄﺒﺎع ،وﻟﻴﺲ ﺑﻌﻴﺪا أن ﺗﻜﻮن ﻣﻨﻘﻮﻟﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺘﻲ ﳒﺪ ﺎذج ﻟﻬﺎ ﻣﻨﺜﻮرة ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮة ﻛﻜﺘﺐ اﻟﻜﻨﺪي ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ«).(٧ اﺑﺘﻜﺎر اﻟﻄﺒﻮع :وﻳﻔﻀﻲ ﺑﻨﺎ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻄﺒﻮع وﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﺒﺎع إﻟـﻰ ﺗﻨﺎول ﻣﻮﺿﻮع آﺧﺮ ﻃﺎ8ﺎ ﻛﺎن ﻣﺜﺎر ﻧﻘﺎش ﺑﻠﻎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن درﺟﺔ ﻗﺼﻮى ﻣﻦ اﳊﺪة واﻟﻌﻨﻒ .وﻫﻮ ﻣﺎ ﻜﻦ أن ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﺑﺘﻜﺎر اﻟﻄﺒﻮع .ﻓﺈن اﻟﻘﺎرىء ا8ﺘﺘﺒﻊ ﻓﺼﻮل ﻛﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ ﻳﻼﺣﻆ أن ا8ﺆﻟﻒ ﻛﻠﻤﺎ ﻗﺪم ﻃﺒﻌﺎ ﻧﺴﺐ اﺳﺘﺨﺮاﺟﻪ واﺑﺘﻜﺎره إﻟﻰ ﺷﺨﺺ ﺑﻌﻴﻨﻪ .وﻗﺪ ﻳﺤﺪد ﺑﻠﺪﺗﻪ وﻣﻮﺿﻊ اﺳﺘﺨﺮاﺟﻪ. وإن ﺎ ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻰ اﻟﻌﺠﺐ ﺣﻘﺎ أن ﻳﺘﻨﺎﻗﻞ اﻟﻨﺎس ﻣﺎ ﺣﻜﺎه اﳊﺎﻳﻚ ،وﻛﺄن ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء ا8ﺴﻠﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺘﻄﺮق اﻟﺸـﻚ إﻟـﻰ ﺻـﺤـﺘـﻬـﺎ .وﻓـﻲ وﺳـﻌـﻨـﺎ ﻣـﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ اﳊﺎﻳﻚ وﻣﻦ ﺣﺬا ﺣﺬوه أن ﻧﻀﺒﻂ اﻟﻼﺋﺤﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺑﺄﺳﻤـﺎء اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺴﺐ إﻟﻴﻬﻢ اﺑﺘﻜﺎر اﻟﻄﺒﻮع .ﻓﺈذا ﻧﻈﺮﻧﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌ rاﻟﺘﺒﺼﺮ واﻟﺘﻤﺤﻴﺺ أﻣﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: -١أﻧﻪ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﳊﺎج ﻋﻼل اﻟﺒﻄﻠﺔ ،اﻟﺬي ﲡـﻤـﻊ أﻏـﻠـﺐ ا8ـﺼـﺎدر ﻋـﻠـﻰ ﺻﺤﺔ ﻫﻮﻳﺘﻪ ﻛﻔﻨﺎن ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﺣﺎﺷﻴﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎن اﻟـﺴـﻌـﺪي ﻣـﺤـﻤـﺪ اﻟـﺸـﻴـﺦ، ﺗﻈﻞ ﺑﺎﻗﻲ اﻷﺳﻤﺎء اﻟﻮاردة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ ﻳﺸﻖ-ﺑﻞ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ-اﻻﻫـﺘـﺪاء إﻟﻰ ﲢﺪﻳﺪ ﻫﻮﻳﺔ أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ. -٢أن ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻷﺧﺒﺎر ا8ﻨﻘﻮﻟﺔ ﻋﻦ ﻣﺨﺘﺮﻋﻲ اﻟﻄﺒﻮع ﲢﻤﻞ ﻃﺎﺑﻊ اﻟﻐﺮاﺑﺔ، وﻻ ﻜﻦ اﻻﻃﻤﺌﻨﺎن ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ إﻟﻰ ﺻﺤﺘﻬﺎ ،ﻣـﺜـﺎل ذﻟـﻚ ﻣـﺎﻳـﺮوى ﻋـﻦ ﻣـﺒـﺘـﻜـﺮ اﳊﺴ rواﻟﻐﺮﻳﺒﺔ اﶈﺮرة .ﻓﻬﻮ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﻠﻚ ﻣﻐﺮم ﺑﺠﺎرﻳﺔ ﻟﻪ ﺗﺪﻋﻰ اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ، وﻫﻮ أﺣﻴﺎﻧﺎ أﺧﺮى اﳉﺎرﻳﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ. -٣أن ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻄﺒﻮع ﻣـﻬـﺰوز ﻣـﻦ أﺳـﺎﺳـﻪ ﻷﻧـﻪ ﻳـﻨـﻄـﻮي ﻋـﻠـﻰ ﻣﺰاﻋﻢ ﻣﺘﻀﺎرﺑﺔ .ﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻋﻦ ﻃﺒﻊ اﳊﺠـﺎز اﻟـﻜـﺒـﻴـﺮ اﻟـﺬي ﺗـﺰﻋـﻢ رواﻳﺔ اﳊﺎﻳﻚ أن »أﻫﻞ ا8ﺸﺮق ﻻ ﺣﺠﺎز ﻋﻨﺪﻫﻢ« ،ﺛﻢ ﺗﻀﻴﻒ أن »ﻣﺴﺘﺨﺮﺟﻪ رﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻴﻤﻦ ﻛﺎن ﻧﺰﻳﻼ ﺑﺒﻼد ﺳﻨﺎن إﺣﺪى ﻣﺪن اﻟﻌﺮاق ).(٨ -٤أن ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺴﺐ إﻟﻴﻬﺎ ﻇﻬﻮر اﻟﻄﺒﻮع ﻳﺼﻌـﺐ ﲢـﺪﻳـﺪ ﻣﻮاﻗﻌﻬﺎ«ﻋﻠﻰ اﳋﺮﻳﻄﺔ ،ﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ﺑﻼد ﺳﻨﺎن ﺑﺎﻟﻌﺮاق. وﻗﺪ ﺗﻨﺒﻪ إﻟﻰ ﺿﻌـﻒ أﻗـﻮال اﳊـﺎﻳـﻚ ﻓـﻲ ﻫـﺬا ا8ـﻮﺿـﻮع ا8ـﺆرخ ا8ـﻐـﺮﺑـﻲ أﺣﻤﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮي ﻓﻘﺎل» :وﻗﺪ وﻗﻔﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺻﻐﻴﺮ ﻣﻨﺴﻮب إﻟﻰ ﻣﺤـﻤـﺪ 60
اﻟﻄﺒﻮع
ﺑﻦ اﳊﺴﻦ اﳊﺎﻳﻚ ،ﻓﺮأﻳﺖ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺑـﻴـﺎن ﻣـﻦ اﺳـﺘـﻨـﺒـﻂ ﻫـﺬه اﻟـﻄـﺒـﻮع ووﺟـﻪ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﺑﻬﺬه اﻷﺳﻤﺎء ﻛﻼﻣﺎ ﻻ ﻳﺼﺪر إﻻ ﻋﻦ اﳊﺎﻛﺔ ،وﻗﻠﺪه ﻓﻲ ذﻟﻚ أﻧﺎس أﻟﻔﻮا ﺑﺰﻋﻤﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻔﻦ«) .(٩واﻟﻮاﻗﻊ أﻧﻪ ﻻ داﻋﻲ إﻟﻰ ﲢﻤﻞ ﻋﻨﺎء اﻻﻧﺴﻴﺎق وراء اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻤﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻣﺪى ﺳﻼﻣﺔ أﻗﻮال اﳊﺎﻳﻚ ﻋﻦ ﻧـﺴـﺒـﺔ اﻟـﻄـﺒـﻮع إﻟـﻰ أﺷﺨﺎص ﻣﻌﻴﻨ ،rﻓﺈن ا8ﻘﺎﻣﺎت ا8ﺘﺪاوﻟﺔ ﻓﻲ أﳊﺎن ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟـﺴـﻴـﺔ ﻻ ﺗﻌﺪو أن ﺗﺸﻜﻞ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ وﺗﺮﻛﻴﺒﻬﺎ ﺧﻼﺻﺔ ﻣﺎ أﺳﻔﺮ ﻋﻨﻪ اﻟﺘﻼﻗﺢ اﻟـﺬي ﻋﻠﻰ أرض اﳉﺰﻳﺮة اﻷﺑﻴﺮﻳﺔ ﺑﻴﺖ ﻣﻌﺎرف ﻧﻈﺮﻳﺔ وﺎرﺳﺎت ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ا8ﺸﺎرب واﻟﺬي ﺗﻌﺎﻧﻘﺖ ﻓﻴﻪ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﺴﻠﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻘﺪ ﻣﻊ ﺧـﺼـﺎﺋـﺺ اﻟﺴﻼﻟﻢ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ واﻟﻐﺮﻳﻐﻮرﻳﺔ واﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ. ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﻄﺒﻮع :ﺳﻠﻚ أﺻﺤﺎب اﻟﺘﺮﺗﻴﺒﺎت ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻟﻄﺒﻮع اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻣﺴﺎرﻳﻦ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨ:r أوﻟﻬﻤـﺎ :ﺗﺼﻨﻴﻒ ﻳﻌﺘﻤﺪ اﻟﻄﺒﻮع اﻷﺻﻮل ﻣﺤﻮرا أﺳﺎﺳﻴﺎ )اﻟـﺬﻳـﻞ وا8ـﺎﻳـﺔ وا8ﺰﻣﻮم واﻟﺰﻳﺪان( ﺗﺘﻔﺮع ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻄﺒﻮع اﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ،ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﻃﺒﻊ اﶈﺮرة اﻟﺬي ﻳﻌﺘﺒﺮ أﺻﻼ ﺑﻼ ﻓﺮع .وﻗﺪ أﻗﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﳊﺴ rاﳊﺎﻳﻚ ﻫﺬا اﻟﺘﺼﻨﻴـﻒ، ورﺗﺐ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻪ ﻣﺠﻤﻮﻋﻪ اﻟﺬي ﺣﻮى ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﺘﺪاوﻻ ﻣـﻦ ا8ـﻴـﺎزﻳـﻦ ﺣـﺘـﻰ ﻋﻬﺪه .وﺗﻜﺮﻳﺴﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ وﺿﻊ اﳊﺎﻳﻚ ﺷﺠﺮة اﻟﻄﺒﻮع ،ﻣﺮاﻋﻴﺎ ﻧﺴﺒﺘﻬﺎ إﻟﻰ أﺻﻮﻟﻬﺎ ،وﻧﺴﺒﺔ ﻫﺬه اﻷﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﻄﺒﺎﺋﻊ اﻷرﺑﻊ ،وﻫﻲ اﻟﺴﻮداء ﻟﻠﺬﻳﻞ، واﻟﺒﻠﻐﻢ ﻟﻠﺰﻳﺪان ،واﻟﺪم ﻟﻠﻤﺎﻳﺔ ،واﻟﺼﻔﺮاء ﻟﻠﻤﺰﻣﻮم. واﻟﻮاﻗﻊ أن ﺗﺮﺗﻴﺐ اﳊﺎﻳﻚ ﻟﻠﻄﺒﻮع ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﺟﺎء ﺗﻜﺮﻳﺴﺎ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻄﺒﻮع إﻟﻰ اﻟﻄﺒﺎع ،وﺑﺬﻟﻚ ﻇﻞ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ أن ﻳﺨﺪم اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﺴﻼﻟﻢ وﻃﺒﻴﻌﺔ أﺟﻨﺎﺳﻬﺎ وارﺗﻜﺎزاﺗﻬﺎ ﻛﻘﺎﻋـﺪة أﺳـﺎﺳـﻴـﺔ ﻟﺪراﺳﺔ ا8ﻘﺎﻣﺎت دراﺳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺻﺮﻓﺔ. ﺛﺎﻧﻴﻬﻤﺎ :وﻳﺒﺪو أن رﺟﺎل اﻟﻔﻦ اﻧﺘﺒﻬﻮا إﻟﻰ ﻋﻘﻢ اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ اﻟﺬي أﻋﺘﻤﺪه اﳊﺎﻳﻚ ﻟﻠﻄﺒﻮع ،ﻓﺎﻗﺘﺮﺣﻮا ﺗﺮﺗﻴﺒﺎ ﺟﺪﻳﺪا ﻟﻬﺎ ﻳـﻨـﻄـﻠـﻖ ﻣـﻦ ﺗـﻘـﺎرب اﻟـﻨـﻐـﻤـﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎﻣﺎت ﺎﻣﺎ ﻛﺘﻘﺎرب ﻣﺨﺎرج اﳊﺮوف ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺒﻌﻀﻬﺎ .وﻗـﺪ أﺻﺒﺢ ﻫﺬا اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ اﶈﺪث وﺣـﺪه ا8ـﻌـﻮل ﻋـﻠـﻴـﻪ ﻋـﻨـﺪ أﺻـﺤـﺎب اﻟـﻔـﻦ دون ﺳﻮاه ،وﺧﺼﻮﺻﺎ ﺪﻳﻨـﺔ ﻓـﺎس ،ﻛـﻤـﺎ أﺻـﺒـﺢ اﻟـﻌـﻤـﻞ ﺑـﻪ ﺟـﺎرﻳـﺎ ﻓـﻲ أوﺳـﺎط »اﻵﻟﻴ«rو»ا8ﺴﻤﻌ.(١٠)«r وﻗﺪ أﻓﻀﻰ ﺗﺒﻨﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﳉﺪﻳﺪ ﻟﻠﻄﺒﻮع إﻟﻰ ﻋﺪول أﺻﺤﺎب اﻟﺘﺮﺗﻴﺒﺎت 61
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻋﻦ ﻧﻈﺎم ﺷﺠﺮة اﻟﻄﺒﻮع اﻟﺬي وﺿﻌﻪ اﳊﺎﻳﻚ وﻣﻦ ﺳﺒﻘﻪ ،وأﺻﺒﺤﺖ اﻟﻄﺒﻮع ﻘﺘﻀﻰ ذﻟﻚ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﻳﺮﺑﻂ ﺑr أﺟﺰاﺋﻬﺎ ﺗﻘﺎرب ﻧﻐﻤﺎت ﻗﺮاراﺗﻬﺎ .وﻫﻜﺬا اﻧﺘﻈﻤـﺖ اﻟـﻨـﻮﺑـﺎت اﻹﺣـﺪى ﻋـﺸـﺮة ﺑﻄﺒﻮﻋﻬﺎ ،وﺿﻤﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺻﻨﺎﺋﻊ اﻟﻄﺒﻮع اﻟﺘﻲ ﺿـﺎﻋـﺖ ﻧـﻮﺑـﺎﺗـﻬـﺎ .وإﻟـﻰ ﻫـﺬا اﻟﻨﻈﺎم اﳉﺪﻳﺪ ﻳﺸﻴﺮ أﺑﻮ اﻟﺮﺑﻴﻊ ﺳﻠﻴﻤﺎن اﳊﻮات ا8ﺘـﻮﻓـﻰ ﻋـﺎم ١٢٣١ﻫـ ﻓﻲ أرﺟﻮزة ﻟﻪ ﺟﺎء ﻓﻴﻬﺎ: ﻓـ ـ ـﺼ ـ ــﻞ وﻋـ ـ ـﻨ ـ ــﺪ أﻫ ـ ــﻞ ﻋـ ـ ـﻠـ ـ ــﻢ ا$ـ ـ ــﻮﺳ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـﻘـ ـ ــﺎ ﺗ ـ ـ ــﺮﺗ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ــﺐ آﺧـ ـ ـ ــﺮ ﺑـ ـ ـ ــﺪﻳـ ـ ـ ــﻊ ﻳ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ــﻰ ﻋ ـ ـﻠـ ــﻰ وﻓـ ــﺎق ﻣ ـ ــﺎ اﻗـ ـ ـﺘـ ـ ـﻀ ـ ــﻰ ﻗ ـ ــﺮب اﻟـ ـ ـﻨـ ـ ـﻐ ـ ــﻢ ﻛ ـ ـ ـﻘـ ـ ــﺮب ﻣ ـ ـ ـﺨـ ـ ــﺮج اﳊـ ـ ــﺮوف ﻓـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ـﻠـ ـ ــﻢ وﻫـ ـ ــﻮ اﻟـ ـ ــﺬي اﻟ ـ ـ ـﻴـ ـ ــﻮم ﻋ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ــﻪ اﻟـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ــﻞ ﻋ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ــﺪ اﻟ ـ ـ ـ ـﻐ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ــﺎء ،وﺳـ ـ ـ ــﻮاه ﻣـ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ــﻞ وﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻮ ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ـ ـ ــﺎس وﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻲ أم اﻻﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر ﻣ ـ ـﺴ ـ ـﺘ ـ ـﻌ ـ ـﻤـ ــﻞ ﻓـ ــﻲ ﻟ ـ ـﻴ ـ ـﻠ ـ ـﻬـ ــﺎ وﻓـ ــﻲ اﻟـ ـ ـﻨـ ـ ـﻬ ـ ــﺎر ﻗـ ـ ـ ـ ــﺎﻣـ ـ ـ ـ ــﺖ ﺑـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺂﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺔ أوﻏـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻃـ ـ ــﻮاﺋـ ـ ــﻒ اﺧ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ــﺖ ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺳـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ــﺮﻫ ـ ـ ــﺎ وﻫـ ـ ـ ــﺎ أﻧـ ـ ـ ــﺎ رﺗ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ـﻈـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ــﺔ ﻧـ ـ ـ ـﻈ ـ ـ ــﻢ ﻵل ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺳـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ــﻮك ﻣـ ـ ـ ـﺤ ـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ــﻪ ﻋـ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ــﺎق ،ذﻳـ ـ ـ ــﻞ ،رﻣ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ــﺔ ،ﻟـ ـ ـ ــﺮﺻـ ـ ـ ــﺪ ذﻳـ ـ ـ ــﻞ ﻋـ ـ ــﺮاق ﻋ ـ ـ ـﺠـ ـ ــﻢ ،ﺛـ ـ ــﻢ ﻋ ـ ـ ــﺮب ،ﻓ ـ ـ ــﺎﺳـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ــﻞ ﻣـ ـ ــﺎﻳـ ـ ــﺔ ان ﺻ ـ ـ ـﻜـ ـ ــﺖ ،ﻏـ ـ ــﺮﻳـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ــﺔ اﳊـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ــ< ﺣـ ـ ـ ـ ــﺮرﻫـ ـ ـ ـ ــﺎ ،ﺣ ـ ـ ـ ـ ـﺠـ ـ ـ ـ ــﺎز ﺷـ ـ ـ ـ ــﺮق ،دون ﻣ ـ ـ ـ ـ ــ< ﻓ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـﺤ ـ ـ ـﻤـ ـ ــﺪ اﻟـ ـ ــﺰﻳـ ـ ــﺪان ،رﺻـ ـ ــﺪا ﺣـ ـ ــﺎﺻ ـ ـ ــﺮه زورﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ،زم ،ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎز أﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮه ان ﺟ ـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ــﺐ ،ا $ـ ـ ـ ـ ـﺸـ ـ ـ ـ ــﺮق ﻻﺻ ـ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﺛـ ــﻢ ﻟـ ــﺮﻣـ ـ ـﻠـ ـ ـﻬ ـ ــﺎ ،اﻧـ ـ ـﻘ ـ ــﻼﺑ ـ ــﻪ ،اﳊـ ـ ـﺴ ـ ــ< ﺛ ـ ــﻢ ﻓـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ــﺬه اﳋـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟ ـ ـ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ـ ـ ـﺸـ ـ ـ ـ ــﺮون ﺟـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﺣ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ــﺚ ﻻﺗـ ـ ـ ــﺪرون ﺟﺪول ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﻄﺒﻮع ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻘﺎرب ﻧﻐﻤﺔ اﻟﻘﺮار: 62
اﻟﻄﺒﻮع
اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻷوﻟﻰ )(١١ ﻋﺸﺎق
رﻣﻞ اﻟﺬﻳﻞ
ذﻳﻞ
اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ )(٤ رﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ)(١٠ ﻋﺮاق اﻟﻌﺠﻢ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ)(٥ ﻋﺮاق اﻟﻌﺮب
اﻹﺳﺘﻬﻼل
اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﳋﺎﻣﺴﺔ )(٣ ا8ﺎﻳﺔ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔاﻟﺴﺎدﺳﺔ )(٧ غ اﳊﺴr
ﺳﻴﻜﺎه
غ اﶈﺮرة
اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ )(٩ ﺣﺠﺎزي ﻣﺸﺮﻗﻲ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ )(٦
اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ )(٢
زﻳﺪان
رﺻﺪ
ﺣﺼﺎر
ﻣﺰﻣﺰوم
اﺻﺒﻬﺎن زورﻛﻨﺪ 63
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ )(٢ ﺣﺠﺎز ﻛﺒﻴﺮ
ﻣﺸﺮﻗﻲ ﺻﻐﻴﺮ
ﻣﺠﻨﺐ اﻟﺬﻳﻞ
اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﳊﺎدﻳﺔ ﻋﺸﺮة )(١ رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ اﻧﻘﻼب اﻟﺮﻣﻞ
اﳊﺴr
ﺣﻤﺪان
وﻗﺪ ﺗﻌﺮض ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﻨﺒﺮات اﻟﻰ ا8ﺮاﺟﻌﺔ وﻣﻌﺎودة اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻧـﺨـﺒـﺔ ﻣﻦ رﺟﺎل اﻟﻔﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ،ﺛـﻢ ﻋـﻠـﻰ ﻋـﻬـﺪ اﻟﺴﻠﻄﺎن اﳊﺴﻦ اﻻول. ﻏﻴﺮ أن ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﲡﻪ ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺺ إﻟﻰ اﻋﺎدة ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻻﺣﺪى ﻋﺸﺮة واﻟﺼﻨﻌﺎت ا8ﻠﺤﻘﺔ ﺑﻬﺎ ،ﻗﺼﺪ ﺗﻴﺴﻴـﺮ ﺣـﻔـﻈـﻬـﺎ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺮواد ،دون أن ﺲ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻄﺒﻮع ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ. وﻣﺎ زال ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﻨﻮﺑﺎت وﺻﻨﺎﺋﻌﻬﺎ اﻷﺻﻠﻴﺔ وا8ﻠﺤﻘـﺔ ﻣﺤﻮر اﻫﺘﻤﺎم ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ رﺟﺎل ﻓﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ا8ﻌﺎﺻﺮﻳـﻦ ،وذﻟـﻚ ﻣـﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﻇﻬﻮر ﻛﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ ﻓﻲ ﻃﺒﻌﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﻛﺎن أﺳﺒﻘﻬﺎ إﻟﻰ ارﺗـﻴـﺎد دور اﻟﻄﺒﻊ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺬي أﳒﺰه اﻻﺳﺘﺎذ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ﺑﻦ ﻣﻨـﺼـﻮر ) ،(١٢ﺛﻢ ﺗـﻼه ﻛﺘﺎب »اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ا8ﻐﺮﺑﻲ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ«).(١٣ وﻫﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ دراﺳﺔ وﺗﻨﺴﻴﻖ وﺗـﺼـﺤـﻴـﺢ ﻟـﻜـﻨـﺎش اﳊـﺎﻳـﻚ ﻣـﻦ اﳒـﺎز ا8ﺮﺣﻮم اﳊﺎج ادرﻳﺲ ﺑﻦ ﺟﻠﻮن ،ﻧﺤﺎ ﻓﻴﻪ ﻧـﺤـﻮا ﺟـﺪﻳـﺪا ﺣـﻴـﺚ »ﻋـﻤـﻞ ﻋـﻠـﻰ ﺗﺼﺤﻴﺤﻪ ورده إﻟـﻰ أﺻـﻠـﻪ«) (١٤ﺛﻢ ﻛﺘﺎب »ﻣﻦ وﺣﻲ اﻟﺮﺑﺎب«اﻟﺬي ﺟـﻤـﻊ ﻓـﻴـﻪ اﻟﻔﻨﺎن اﳊﺎج ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮ اﻟﺮاﻳﺲ رﺋﻴﺲ ﺟﻮق اﻟﺒﺮﻳﻬﻲ ﺑﻔﺎس أﺷﻌﺎر وأزﺟﺎل ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻃﺒﻖ اﺨﻤﻟﺘﺼﺮ اﻟﺬي أﳒﺰ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ اﻟـﺴـﻠـﻄـﺎن اﳊـﺴـﻦ اﻷول ) ،(١٥ﻏﻴﺮ أن ﻛﺘﺎﺑﻲ اﺑﻦ ﻣـﻨـﺼـﻮر واﺑـﻦ ﺟـﻠـﻮن ﻳـﺒـﻘـﻴـﺎن أﻛـﺜـﺮ اﻫـﺘـﻤـﺎﻣـﺎ ﻻﺣﺘﻮاﺋﻬﻤﺎ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﳊﺎﻳﻚ. وﻧﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﻄﺒﻮع ،ﻓﻨﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﺘـﺼـﻨـﻴـﻔـﻬـﺎ ﺗـﻨـﻄـﻠـﻖ ﻣـﻦ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻨﻐﻤﻴﺔ ﻟﻘﺮار اﻟﺴﻠﻢ .وﻗﺪ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ اﻟﻔﻨﺎن ا8ـﻌـﺎﺻـﺮ ﻣـﻮﻻي اﻟـﻌـﺮﺑـﻲ اﻟﻮزاﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﻋﺎم ،(١٦) ١٩٦٦ﺣﻴﺚ ﻋﻤﺪ إﻟﻰ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﻄﺒﻮع ﻓﻲ 64
اﻟﻄﺒﻮع
ﺳﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﺗﻨﺘﻤﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ إﻟﻰ اﻟﻨﻐﻤﺎت اﻟﺴﺘـﺔ اﻟـﺘـﺎﻟـﻴـﺔ :ﺿـﻮ-ري- ﻣﻲ-ﻓﺎ-ﺻﻮل-ﻻ. اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻷوﻟﻰ :ﺳﺘﺔ ﻃﺒﻮع ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻐﻤﺔ ﺿﻮ ،وﻫﻲ :اﻟﺬﻳـﻞ-رﺻـﺪ اﻟﺬﻳﻞ-ا8ﺎﻳﺔ-اﻻﺳﺘﻬﻼﻟﻲ اﻧﻘﻼب اﻟﺮﻣﻞ-ﻏﺮﻳﺒﺔ اﳊﺴ.r اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :اﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ ﻃﺒﻌﺎ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻐﻤﺔ ري ،وﻫﻲ :رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ اﻻﺻﺒﻬﺎن-اﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ ،اﻟﺮﺻﺪ ،اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ اﶈﺮرة ،ا8ﺸـﺮﻗـﻲ اﻟـﺼـﻐـﻴـﺮ- ﻟﺰورﻛﻨﺪ-اﻟﺰﻳﺪان-اﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ-اﳊﺼﺎر-رﻣﻞ اﻟﺬﻳﻞ-ا8ﺸﺮﻗﻰ. اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﻃﺒﻌﺎن ﻗﺎﺋﻤﺎن ﻋﻠﻰ ﻧﻐﻤﺔ ﻣﻲ ،وﻫﻤﺎ اﻟﺼﻴﻜـﺔ وﻋـﺮاق اﻟﻌﺮب. اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ :ﻃﺒﻊ واﺣﺪ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﻐﻢ ﻓﺎ ،وﻫﻮ ﺣﻤﺪان. اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﳋﺎﻣﺴﺔ :أرﺑﻌﺔ ﻃﺒﻮع ﻋﻠﻰ ﻧﻐﻤﺔ ﺻﻮل ،وﻫﻲ :ا8ﺰﻣﻮم-ﻋـﺮاق اﻟﻌﺠﻢ-ﻣﺠﻨﺐ اﻟﺬﻳﻞ-اﻟﻌﺸﺎق. اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ :ﻃﺒﻊ واﺣﺪ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﻐﻢ ﻻ ،وﻫﻮ اﳊﺴ.r وﻳﻼﺣﻆ أن اﻟﻮزاﻧﻲ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻮة ﻟﻬﺬا اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﻣﻦ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﻧﻐـﻤـﺎت اﻟﻘﺮار ،وﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻘﻴﻢ أي اﻋﺘﺒﺎر دﻻﻟﺔ ا8ﻔﺎﺗﻴﺢ وﻻ ﻟﻠﺪور اﻟﺬي ﺗﻠﻌﺒﻪ ﻋﻼﻣﺎت اﻟﺘﺤﻮﻳﻞ اﻟﻘﺎرة واﻟﻌﺎرﺿﺔ ﻓـﻲ ﺗـﺸـﺨـﻴـﺺ وﺗـﻠـﻮﻳـﻦ اﻟـﺴـﻠـﻢ وإﻋـﻄـﺎﺋـﻪ ﻫـﻮﻳـﺘـﻪ اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ. وﺑﺬﻟﻚ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﺤﺎوﻟﺘﻪ ﻗﺎﺻﺮة ﻋﻦ أن ﺗﺮﻗﻰ إﻟﻰ ﺻﻒ اﻟﺘﺼﻨﻴﻔﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺼﺮﻓﺔ. وﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟﺘﺮﺗﻴﺒﺎت اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤﺪﻫﺎ ا8ﻐﺎرﺑﺔ اﻟﻘﺪﻣﺎء وا8ﻌﺎﺻﺮون ﻟﻄﺒﻮع ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺗﻌﻤﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﺪراﺳﺎت اﳊﺪﻳﺜﺔ إﻟﻰ ﺗﺼﻨﻴﻔﻬﺎ اﻧـﻄـﻼﻗـﺎ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺴﻼﻟﻢ ا8ﻨﺘﻤﻴﺔ إﻟﻰ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﺸﻌﻮب اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺴـﺎﻛـﻨـﺖ ﻓـﻲ اﻷﻧﺪﻟﺲ. أو أﺛﺮت ﻓﻴﻤﻦ ﺳﻜﻨﻮﻫﺎ ﻗﺒﻞ ﺣﻠﻮل اﻟﻌﺮب ﺑﻬﺎ. وﻫﻲ ﺗﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﺑﻮﺣﻲ ﻣﻦ اﻗﺘﻨﺎﻋﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﻋﻼت اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ ﻋـﻠـﻰ أرض اﻷﻧﺪﻟﺲ ﺑ rﻣﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻔﺎﲢ-rﻋﺮﺑﺎ وﺑﺮﺑﺮا-وﺑ rﻣﻮﺳﻴﻘﺎت ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ اﻷوﻟ.r وﻻﺑﺪ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺎ أﺷـﺮﻧـﺎ إﻟـﻴـﻪ ﺳـﺎﺑـﻘـﺎ ﻣـﻦ وﺟـﻮه اﻟـﺘـﻔـﺎﻋـﻞ ﺑـr اﻷﻟﻮان ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﻮاﻓﺪة إﻟﻰ اﻷﻧﺪﻟﺲ ﻣﻊ اﻟﻔـﺎﲢـ rا8ـﺴـﻠـﻤـ rوﻣـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻟﻘﻮط اﻟﺘﻲ ﲡﻤﻌﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺼﻴﻠﺔ ا8ﻌﺎرف اﻟﻨـﻈـﺮﻳـﺔ وا8ـﻤـﺎرﺳـﺎت اﻟـﻌـﻤـﻠـﻴـﺔ 65
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ واﻟﻐﺮﻳﻐﻮرﻳﺔ. ﻓﻠﻘﺪ أﺛﺒﺘﺖ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت وﺟﻮد ﺻﻼت ﺗﺮﺑﻂ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺒﻌﺾ أﺻﻮل ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻘﺪﺔ).(١٧ وﻓﻲ وﺳﻌﻨﺎ أن ﻧﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﳋﺼﺎﺋﺺ ا8ﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑ rاﻟﻄﺒﻊ اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ واﻟﺴﻠﻢ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻼت .وﻣﻨﻬﺎ: -١ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻣﻘﺎﻣﻴﺔ وﻧﻐﻤﻴﺔ .وذﻟﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ. -٢ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻟﺴﻠﻢ اﻟﻄـﺒـﻴـﻌـﻲ .وﻫـﺬا ﻣـﻦ ﺧـﺼـﺎﺋـﺺ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ أﻳﻀﺎ. -٣ﻳﺸﻜﻞ اﳉﻨﺲ أو اﳋﻠﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻊ اﻷﻧﺪﻟﺴـﻲ واﻟﺴﻠﻢ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ،وﺗﻜﻮن ﻫﺬه اﳋﻠﻴﺔ ذات ﺑﻌﺪ ﺛﺎﻟﺚ tricordeأو راﺑﻊ tetracorde أو ﺧﺎﻣﺲ pentacorde -٤ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺪرﺟﺔ اﳋﺎﻣﺴﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻢ واﻟﻄﺒﻊ ﻣﻌﺎ ﺜﺎﺑﺔ اﻻرﺗﻜﺎز اﻟﺼﻮﺗﻲ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺋﻬﻤﺎ. وﻫﻲ ﻧﻘﻄﺔ ﺗﻮﻗﻒ ﻣﺆﻗﺘﺔ وﺛﺎﻧﻮﻳﺔ .وﺗﺸﻜﻞ ﻧﻘﻄﺔ اﻧﻄﻼق اﳉﻨﺲ اﻟﺜـﺎﻧـﻲ ﻓﻴﻬﻤﺎ ،وﺗﻌﺮف ﺑﺎﻟﻐﻤﺎز ﻓﻲ ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻷﻧـﺪﻟـﺴـﻴـﺔ أو ا8ـﻴـﺰ Meseﻓﻲ اﻟﺴـﻠـﻢ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ. وﻗﺪ ﺗﺼﺒﺢ ﻫﺬه اﻟﺪرﺟﺔ ذاﺗﻬﺎ ﻣﻨﻄﻠـﻘـﺎ ﻟـﻄـﺒـﻊ ﺟـﺪﻳـﺪ ،وذﻟـﻚ ﻣـﺎ ﻳـﻌـﺮف ﺑﺎﺳﻢ اﺠﻤﻟﻨﺐ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ وﻫﻮ اﻻﻧﺤﺮاف ﻋﻦ ﻣﻘﺎم اﻟﻄﺒﻊ واﻻرﺗﻜﺎز ﻋﻠﻰ ﻏﻤﺎزه ،ﻓﻤﺠﻨﺐ اﻟﺬﻳﻞ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻧﻐﻤﺔ ﺻﻮل ،وﻫﻲ ذاﺗﻬﺎ ﺧﺎﻣﺴﺔ اﻟﺬﻳﻞ اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻧﻐﻤﺔ ﺿﻮ. وﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻜﻦ ارﺟﺎع اﻟﻄﺒﻮل اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﺻﻮل: -١اﻟﻄﺒﻮع ذات اﻷﺻﻞ اﻟﻔﻴﺘﺎﻏﻮري. وﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ أﳊﺎن ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻐﺮﻳﻐﻮرﻳﺔ اﻟﻜﻨﺴﻴﺔ ،واﻟﺘﻲ ﻧﻘﻠﺖ ﻣﻦ اﻟﺴﻼﻟﻢ اﻻﻏﺮﻳﻘﻴﺔ اﻟﻘﺪﺔ ﺑﻌﺪ إدﺧﺎل ﲢﻮﻳﻼت ﺑﺴﻴﻄـﺔ ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ ﻣﺴﺖ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ اﻟﺪرﺟﺘ rاﻷﺳﺎﺳﻴﺔ وا8ﺴﻴـﻄـﺮة .وﺗـﺘـﻤـﻴـﺰ ﻫـﺬه اﻟـﺴـﻼﻟـﻢ ﺑﻜﻮن ﻋﻘﻮدﻫﺎ اﻟﺴﻔﻠﻰ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻣﻦ أﺑﻌﺎد اﻟﺴﻠﻢ اﻟﺪﻳﺎﺗﻮﻧﻲ ،وﻫﻲ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻜﺒﻴﺮة ﻻ ﻏﻴـﺮ ) ،(Tonet 1,2 tonوﺗﻨﺪرج ﺿﻤﻦ ﻫﺬا اﻟﺼﻨﻒ ﻣﺠﻤـﻮﻋـﺔ ﻣـﻦ اﻟﻄﺒﻮع ﻜﻦ ﺗﻘﺴﻴﻤﻬﺎ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﺻﻨﺎف. 66
اﻟﻄﺒﻮع
اﻟﺼﻨﻒ اﻷول ﻃﺒﻮع ﺗﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣـﻊ اﻟـﺴـﻼﻟـﻢ اﻟـﻴـﻮﻧـﺎﻧـﻴـﺔ اﻟـﻘـﺪـﺔ ﻣـﻦ ﺣـﻴـﺚ ﻧـﻮع اﻷﺑـﻌـﺎد وﻣﻮاﺿﻴﻌﻬﺎ ،وﻛﺬا ﻧﻐﻤﺔ اﻟﻘﺮار .وﺑﻴﺎن ذﻟﻚ ﻓﻲ اﳉﺪول اﻟﺘﺎﻟﻲ:
"
"
!
#
*)('&
"
+, -
"
2 1/2 3 1/2
" 1 1/2 3 1/2 1
" "
1/2 3 1/2 2 "
$% " "
اﻟﺼﻨﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻃﺒﻮع ﺗﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ اﻟﺴﻼﻟﻢ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻷﺑﻌﺎد وﻧﻐﻤﺔ اﻟﻘﺮار ﻟﻮﻻ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻮر اﻷﳊﺎن اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﲢﻮﻳﻞ ﻋـﺎرض ﻋـﻨـﺪ ﻧـﺰوﻟـﻬـﺎ ﻧـﺤـﻮ اﻟـﻘـﺮار. وﺑﻴﺎن ذﻟﻚ ﻓﻲ اﳉﺪول اﻟﺘﺎﻟﻲ:
!
" 11/231/21
21/221/22
"
"
"
!#$
('&%
21/221/21
)
b b
b
67
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
اﻟﺼﻨﻒ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻃﺒﻮع ﺗﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ اﻟﺴﻼﻟﻢ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺗـﺮﺗـﻴـﺐ اﻷﺑـﻌـﺎد ،ﻏـﻴـﺮ أن ﻧـﻐـﻤـﺔ اﻟﻘﺮار ﻣﺘﺒﺎﻧﻴﺔ ،وﻛﺄن اﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﻌﺪو أن ﻳﻜﻮن ﲢﻮﻳﻼ ﻟﻠﻤﻘﺎم.
!
21\231\2
21\231\3
21\231\4
-٢ﻃﺒﻊ اﻓﺮﻳﻘـﻲ اﻻﺻـﻞ .وﻫﻮ ﻃﺒﻊ اﻟﺮﺻﺪ اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻞ ﻣـﻼﻣـﺢ اﻟـﺴـﻠـﻢ اﻻﻓﺮﻳﻘﻲ ،وﺑﺬﻟﻚ ﻳﺤﺎﻛﻲ اﻟﺴﻠﻢ اﳋﻤﺎﺳﻲ اﻟﺸﺎﺋﻊ اﺳـﺘـﻌـﻤـﺎﻟـﻪ ﻓـﻲ ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ ﺳﻮس ﺑﺎﻷﻃﻠﺲ اﻟﺼﻐﻴﺮ .أو ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎ ﻛﻨﺎوة ذات اﻷﺻﻞ اﻟﺬي ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻰ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ. -٣ﻃﺒﻮع uﺰوﺟﺔ أو اﺻﻄﻨﺎﻋﻴﺔ .وﻫﻲ ﺳﻼﻟﻢ ﻜﻦ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺄﻟﻴﻒ أﺟﻨﺎس ﻣﺄﺧﻮذة ﻣﻦ ﺳﻼﻟﻢ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺎ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﻮﻟﻴﺪ ﻧﻮع ﺟﺪﻳﺪ ﻳﻜﺘﺴﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ ا8ﺰج واﻻﺻﻄﻨﺎع وﲢﻤﻞ ﻫﺬه اﻟﺴﻼﻟﻢ ﻣﻼﻣﺢ ﺷﺮﻗﻴﺔ أﺑﺮزﻫﺎ - .ﻗﻴﺎم درﺟﺎت ﺳﻠﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺑﻌﺎد ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻓﺌﺔ ﻃﻨ rوﻧﺼﻔﻪ ،وﻃﻨr وﻧﺼﻒ ﻃﻨ - .rﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻣﺘﺰاج ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻳﻨﺘﻤﻴﺎن إﻟﻰ ﻣﻘﺎﻣ rﻣﺨﺘﻠﻔ.r وﻫﺬا أﻣﺮ ﻳﻜﺴﻮﻫﺎ ﻣﺴﺤﺔ ﺗﺼﻮﻳﺮﻳﺔ -.اﻋـﺘـﺮاض اﻟـﺜـﺎﻧـﻴـﺔ اﻟـﺰاﺋـﺪة ﻟـﺪرﺟـﺎت ﻋﻘﻮدﻫﺎ اﻟﺴﻔﻠﻰ ،ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻋﻨﺪ ﻧﺰول اﻟﻠﺤﻦ ﻧﺤﻮ اﻟﻘـﺮار.وﺗـﻨـﺪرج ﻓـﻲ ﻫـﺬا اﻟﻨﻮع ﻃﺒﻮع اﻟﺰورﻛﻨﺪ ،وﻣﺠﻨﺐ اﻟﺬﻳﻞ ،واﻟﻌﺸﺎق ،واﻟﻄﺒﻮع اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻦ ﻓﺼﻴﻠﺔ اﳊﺠﺎز ﻛﺎﻟﺰﻳﺪان ،واﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴـﺮ ،واﳊـﺠـﺎز ا8ـﺸـﺮﻗـﻲ .وﻣـﻦ ﺧـﻼل ﻫـﺬه اﳉﺪاول ﺳﻴﻜﻮن ﻓﻲ وﺳﻌﻨﺎ أن ﻧﺘﺒ rوﺟﻮه اﻟﺸﺒﻪ ﺑـ rاﻟـﻄـﺒـﻮع اﻷﻧـﺪﻟـﺴـﻴـﺔ واﻟﺴﻼﻟﻢ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ اﻟﻘﺪﺔ ،ﻋﻠﻰ أﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻄﻤﻊ ﻓـﻲ أن ﺗـﻜـﻮن ﻫـﺬه ا8ـﻘـﺎﺑـﻠـﺔ ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ وﺣﺎﺳﻤﺔ ،وذﻟﻚ 8ﺎ أﺻﺎب اﻟﺴﻼﻟﻢ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ذاﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻧـﺘـﻴـﺠـﺔ اﻟﺘﺄوﻳﻼت اﻟﻌﺸﻮاﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ ،ﺛﻢ ﳋﻠﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎت اﻟﺘﺤﻮﻳﻞ اﻟﻌﺎرﺿﺔ ﻋﻨﺪ ﻧﺰول اﻟﻠﺤﻦ أو ﺻﻌﻮده ،واﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻃﺒﻮع ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻠﻮﻳﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻔﻲ ﻋﻠـﻰ اﻷﳊـﺎن 68
اﻟﻄﺒﻮع
ﻟﻮﻧﺎ ﻣﺘﻤﻴﺰا وﻨﺤﻬﺎ ﻃﻌﻤﺎ ﺧﺎﺻﺎ .وﲡﺪر اﻹﺷﺎرة ﻫﻨﺎ إﻟﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﺷﻐﻠﺖ- وﻻ ﺗﺰال ﺗﺸﻐﻞ-ﺑﺎل ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜ rاﻟﻐﺮﺑﻴ rا8ﺘﺨﺼﺼ rﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺎت ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻻﻏﺮﻳﻘﻴﺔ اﻟﻘﺪﺔ .وﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﺧﺘﻼف ﻫﺆﻻء ﺣﻮل ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺴﻠﻢ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ اﻟﻘﺪ )ﻣﻲ-ﻣﻲ( ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ا8ﻘﺎﻣﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة )ﻣﻴﻨﻮر( أو اﻟﻜـﺒـﻴـﺮة )ﻣﺎﺟﻮر( ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺸﺄن ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻔﺮﻳﺠﻲ )رى-رى( ،وا8ﻴﻜﺴﻮﻟﻴـﺪي )ﺳـﻲ- ﺳﻲ( واﻟﻬﻴﺒﻮدورﻳﺎن ﻻ-ﻻ( ،وذﻟﻚ اﻋﺘﺒﺎرا ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺗﺒﺘـﺪىء ﺑـﺒـﻌـﺪ ﺛـﺎك ﺻﻐﻴﺮ )ﻣﻲ-ﺻﻮل( )رى-ﻓﺎ( )ﺳﻲ-رى( )ﻻ-ﺿﻮ( ،وﻟﻮ أﻧﻬـﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ ﺧـﺎﻟـﻴـﺔ ﻣـﻦ اﻟﺪرﺟﺔ اﳊﺴـﺎﺳـﺔ ) .(١٨ﻓﻔﻴﻤﺎ ﻳﺮى أﻏﻠﺐ اﻟﺒﺎﺣﺜـ rأن اﻟـﺴـﻠـﻢ اﻟـﺪروﻳـﺎﻧـﻲ- ﻛﺎﻟﺴﻼﻟﻢ اﻷﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻮان اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻳﻌﺘﻘﺪ اﻟﻨﺎﻗﺪ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ روﺑﻴﺮ ﻃﺎﻧﻴﺮ أن ﻫﺬا اﳊﻜﻢ ﻻ ﻳﻌﺪو أن ﻳﻜﻮن ﻧﺎﺑﻌﺎ ﻣﻦ اﻧﻄﺒﺎع وﻫﻤﻲ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﻪ »اﻟﻨـﺸـﻴـﺪ اﻟﺪﻳﻠﻔﻲ ا8ﻬﺪي اﻟﻰ آﺑﻮﻟﻮن« ،وﻫﻮ ا8ﺪوﻧﺔ اﻻﻏﺮﻳﻘﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻋـﺜـﺮ ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ ﻓـﻲ أﻧﻘﺎض ﻣﺪﻳﻨﺔ دﻳﻠﻔﻴﺲ .وﻫﻮ اﻧﻄﺒﺎع ﻧﺎﰋ ﻣﻦ ﻗﺮاءة ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻟﻠﺴﻠﻢ اﻟﺪورﻳﺎﻧﻲ، ﻏﻴﺮت ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻠﺤﻦ اﻟﻘﺪ ،وأﺿﻔﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺪوﻧﺘﻪ ﺳﻤﺔ اﻟﻜﺂﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ا8ﻘﺎم اﻟﺼﻐﻴﺮ .وﻟﻜﻲ ﻳﺼﺤﺢ اﻟﻨﺎﻗﺪ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻫﺬا ا8ﻔﻬﻮم اﳋﺎﻃﻰء ﻓﻬﻮ ﻳﻘﺘﺮح أن ﻧﻨﻄﻠﻖ ﻓﻲ ﻗﺮاءة اﻟﺴﻠﻢ اﻟﺪورﻳﺎﻧﻲ ﻣﻦ أﻋﻠﻰ إﻟﻰ أﺳﻔﻞ ،وﺑﺬﻟﻚ ﻳﺼﺒﺢ وﺿﻊ اﻷﺑﻌﺎد ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ: ﻣﻲ -ري
-
دو
-
ﺳﻲ
-
ﻻ -
ﺻﻮل
-
ﻓﺎ -ﻣﻲ
أي :درﺟﺘﺎن ﻓﻨﺼﻒ درﺟﺔ ،ﻓﺜﻼث درﺟﺎت ،ﻓﻨﺼﻒ درﺟﺔ .وﺑﺬﻟﻚ ﻳﺼﺒﺢ ا8ﻘﺎم ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻮان اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﺪل ﻗﺮاءﺗﻪ ﻣﻦ أﺳﻔﻞ إﻟﻰ أﻋﻠﻰ ،وﻫﻲ ﻗﺮاءة ﻳـﻨـﺘـﺞ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻸﺑﻌﺎد: ﻣﻲ -ري
-
دو
-
ﺳﻲ
-
ﻻ -
ﺻﻮل
-
ﻓﺎ -ﻣﻲ
69
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
أي ﻧﺼﻒ درﺟﺔ ،ﻓﺜﻼث درﺟﺎت ،ﻓﻨﺼﻒ درﺟﺔ ،ﻓﺪرﺟﺘﺎن .وﻫﻮ ﺳـﻴـﺎق اﻷﺑﻌﺎد ﻓﻲ ا8ﻘﺎم ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻮان اﻟﺼﻐﻴﺮ ).(١٩ واﻟﻮاﻗﻊ أن اﻟﺬي أوﻗﻊ اﻟﺒﺎﺣﺜ rاﻟﻐﺮﺑﻴ rﻓﻲ ﻫﺬا اﻻﺧﺘﻼف ﻫﻮ اﻋﺘﻤﺎدﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﺸﺨﻴﺺ اﻟﺴﻼﻟﻢ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ اﻟﻘﺪﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﻘﻞ ﻋﻦ ﻓﻼﺳﻔﺔ اﻻﻏﺮﻳـﻖ اﻟﻘﺪﻣﺎء ﻣﻦ وﺻﻒ ﻧﻈﺮي ﻟﻬﺎ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈن ا8ﺪوﻧـﺎت اﻟـﻘـﻠـﻴـﻠـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻋـﺜـﺮوا ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﻌﻔﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﺒ rﻣﺴﺎراﺗﻬﺎ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ،ﻓﺮاﺣﻮا ﻓﻲ ﺗﻠﻤـﺲ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻳﺤﻄﺒﻮن ﺣﻄﺐ ﻟﻴﻞ ،ﻣﻌﺘﻤﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﳊﺪس واﻟﺘﺨﻤ ،rﻃﺎ8ﺎ أﻧـﻬـﺎ ﻟﻢ ﺗﻨﺘﻪ إﻟﻴﻬﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺴﻤﺎع ا8ﺒﺎﺷﺮ. وﻟﻮ أن ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻧﺘﻬﺖ إﻟﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺪوﻧﺎت ﻣﻨﻘﻮﺷﺔ-ﻛﻤـﺎ ﻫﻮ ﺷﺄن ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ اﻟﻘﺪﺔ8-ﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ ا8ﺴﺘﺒﻌﺪ أن ﻧﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ وﻗﻊ ﻓﻴﻪ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن اﻟﻐﺮﺑﻴﻮن ا8ﻌﺎﺻﺮون ،وأن ﻧﻀﻴﻊ ﻓﻲ ﻣﺘﺎﻫﺎت ﻣﻦ اﻟﺘﺄوﻳﻼت اﻟﻌﺸﻮاﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﻀﻲ وﻻ رﻳﺐ إﻟﻰ اﺧﺘﻼف وﺟﻮه اﻟﻨﻈﺮ وﺗﺸﻌﺒﻬﺎ .وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻠﻦ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ا8ﺴﺘﺤﻴﻞ أﻳﻀﺎ أن ﻧﻨﻌﺖ ﻃﺒﻌﻲ اﻟﺼﻴﻜﺔ وﻋﺮاق اﻟـﻌـﺮب ﺑﺄﻧﻬﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻮان اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻟﺘﻤﺚ ﺑﻬﻤﺎ ﻣﻊ ا8ﻘﺎم اﻟﺪورﻳﺎﻧﻲ. وﻟﻌﻞ ﻓﻲ وﺳﻌﻨﺎ-ﻧﺤﻦ اﻟﺬﻳﻦ اﻧﺘﻬﺖ اﻟﻴﻨﺎ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻋـﻦ ﻃـﺮﻳـﻖ اﻟﺴﻤﺎع-أن ﻧﻮﻓﻖ إﻟﻰ ادراك اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠـﺴـﻼﻟـﻢ اﻟـﻴـﻮﻧـﺎﻧـﻴـﺔ ،وذﻟـﻚ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺑﺎﻟﺘﺸﺎﺑﻪ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑ rﺑﻨﻴﺎت اﻷﺟﻨﺎس اﻟﺘـﻲ ﺗـﺸـﻜـﻞ ﺑـﻌـﺾ ا8ﻘﺎﻣﺎت اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ وﺗﺮﻛﻴﺐ اﻟﺴﻼﻟﻢ اﻻﻏﺮﻳﻘﻴﺔ وﺣﺘﻰ اﻟﻐﺮﻳﻐﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺮﻋﺖ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻓﺈن ﻫﺬأ اﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﻳﺤﻤﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮل إن اﻟﺴﻼﻟﻢ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ-وﻋﻠﻰ اﻷﺧﺺ اﻟﺴﻠﻢ اﻟﺪورﻳﺎﻧﻲ ا8ﻌﺮوف ﺑﺎ8ﻘﺎم اﻟﻮﻃﻨﻲ ،واﻟﺬي ﻫﻮ أﺻﻞ اﻟﺴﻼﻟﻢ اﻷﺧﺮى، ﺑﻞ ﺣﺘﻰ اﻟﺴﻠﻢ اﻟﻔﺮﻳﺠﻲ اﻟﺬي ﻳﻄﺎﺑﻖ ﻧﻈﺎم أﺑﻌﺎده ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ ﻃﺒﻮﻋﻨﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ- ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﻴﺪة ﻛﻞ اﻟﺒﻌﺪ ﻋـﻦ اﻟـﻠـﻮن اﳊـﺰﻳـﻦ اﻟـﺬي ﻫـﻮ ﻣـﻦ ﻃـﺒـﻴـﻌـﺔ ا8ـﻘـﺎم ﻣـﻦ اﻟﺪﻳﻮان اﻟﺼﻐﻴﺮ. وﻟﻮ أن ﺣﺒﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑ rﻗﺪﻣﺎء اﻹﻏﺮﻳﻖ وﺟﻴﻞ اﻟﺒﺎﺣﺜ rا8ﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﻇﻞ ﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺎ ،ﻓﺎﻧﺘﻬﺖ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎ أوﻟﺌﻚ إﻟﻰ أﺳـﻤـﺎع ﻫـﺆﻻء ،ﻛـﻤـﺎ ﺣـﺪث ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ 8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﻣﺴﻠﻤﻲ اﻷﻧﺪﻟﺲ ﻟﻜﺎن ﻣﻦ ﺷﺄن ﻫﺬا أن ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻻﺣـﺘـﻤـﺎل اﻟﺬي ﻧﺬﻫﺐ إﻟﻴﻪ. وﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻟﻮ اﻗﺘﻄﻌﻨﺎ ﻣﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ-ﻓﺮﺿﺎ-اﳉﻤﻠﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺻﺪر ﺻﻨﻌﺔ »ﻣﺤﻤﺪ ذو ا8ﺰاﻳﺎ«ﻣﻦ اﺑﻄﺎﻳﺤـﻲ رﻣـﻞ 70
اﻟﻄﺒﻮع
ا8ﺎﻳﺔ ،ﺛﻢ دوﻧﺎﻫﺎ ﺑﺎﻟﻨﻮﻃﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ:
ﺛﻢ ﻋﺮﺿﻨﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ ﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻪ أن اﺳﺘﻤﻊ إﻟﻰ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ، ﻟﻨﻌﺮف رأﻳﻪ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻘﺎﻣﻬﺎ ،ﻟﻜﺎن ﻣﻦ اﶈﺘﻤﻞ ﺟﺪأ أن ﻳﻘﻮل ﻋﻨﻪ إﻧﻪ ﻣﻘﺎم رى اﻟﺼﻐﻴﺮوإن ﻳﻜﻦ ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺔ اﳊﺴﺎﺳﺔ ،وﺑﺬﻟﻚ ﻳﻮﻗﻌﻨﺎ ﻫﺬا ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ أوﻗﻊ ﻓﻴﻪ رﻳﻨﺎخ ﻧﻔﺴﻪ وﻏﻴﺮه ) (٢٠ﻋﻨﺪﻣﺎ دون اﻟﻨﺸﻴﺪ اﻟﺪﻳﻠﻔﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﺎم ﻣﻲ اﻟﺼﻐـﻴـﺮ) .(٢١وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻋﺼﻢ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎﻧﺎ ﻣﻦ اﻟـﻮﻗـﻮع ﻓـﻲ ﻣـﺜـﻞ ﻫـﺬا اﳉﺪل ﻫﻮ أﻧﻬﺎ ﻗﺪ اﻧﺘﻬﺖ اﻟﻴﻨﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺴﻤﺎع واﻟﺘﺪاول اﻟﺸﻔﺎﻫﻲ ،وﻟﻴﺲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﺨﻤ ،rوأن ﺗﻜﻮن اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻨـﺎوﻟـﺘـﻬـﺎ ﺑـﺎﻟـﺒـﺤـﺚ ﻣﻨﻄﻠﻘﺔ ﻣﻦ اﻵﺛﺎر ا8ﺴﻤﻮﻋﺔ ،وﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻮص ا8ﺪوﻧﺔ ﻓﻲ ﺻﺨﻮر اﻻﻧﻘﺎض. وﻧﻌﻮد إﻟﻰ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﻄﺒﻮع ﻟﻨﻘﺪم اﳉﺪول ا8ﻔﺼﻞ ﻟﻠﻤﻘﺎﻣﺎت اﻷﻧﺪﻟﺴـﻴـﺔ، ﺣﺴﺒﻤﺎ أﻗﺮه ﻣﺆﺮ ﻓﺎس ﻟﺴﻨﺔ ،١٩٦٩وﻫﻮ ﺟﺪول ﻻ أدﻋﻲ أﻧﻪ ﻧﻬﺎﺋﻲ وﺣﺎﺳﻢ ﻟﻠﻨﻘﺎش .ﻓﺈن ﻣﻦ ﺑ rا8ﻌﻨﻴ rﻣﻦ ﻻ ﻳﻄﻤﺌﻦ إﻟﻰ ﻣﺎ أﻗﺮه ا8ﺆﺮ ا8ﺬﻛﻮر )،(٢٢ وﻟﻜﻨﻪ ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻋﻤﻞ ﻳﺸﻜﻞ ﻟﺒﻨﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء ﻫﻴﻜﻞ اﻟﻄﺒـﻮع اﻷﻧـﺪﻟـﺴـﻴـﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ ﻋﻠﻤﻲ واﺿﺢ ،وﻳﻌﻜﺲ »ﺷﺠﺮة اﻟﻄﺒﻮع«ﻓﻲ ﺻﻮرة أﻛﺜﺮ ﺣﺪاﺛﺔ وأﻗﺮب إﻟﻰ اﻻﺳﻠﻮب اﻟﻌﻠﻤﻲ.
71
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
اﳌﻘﺎﻣﺎت اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺣﺴﺐ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎل اﳌﻐﺮﺑﻲ ﺗﺒﻌﺎ ﳌﺎ أﻗﺮه اﳌﺆﲤﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻔﺎس ﻋﺎم ١٩٦٩ اﻟﻨﻮﺑﺔ اﻷوﻟﻰ :رﻣﻞ ا8ﺎﻳﻪ
-١ﻓﺮع ﻣﻦ ا8ﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ وﺗﺮ ا8ﺎﻳﻪ )ا8ﺜﻠﺚ( ﻣﻊ ﺳﻲ ط ﻧﺰوﻻ -٢ﻓـﺮع ﻣـﻦ ا8ـﺎﻳـﻪ ﻋـﻠـﻰ وﺗـﺮ اﳊـﺴــr )اﻟﺒﻢ( ﻣﻊ ﺳﻲ ط ﻧﺰوﻻ ،ﺻﻨﺎﺋﻌﻪ ﻣﻠﺤﻘﻪ -٣ﻓﺮع ﻣﻦ ا8ﺎﻳﻪ ﻋﻠﻰ وﺗﺮ ا8ﺎﻳﺔ )اﻟﺰﻳﺮ( ﻣﻊ ﺳﻲ ط ﻧﺰوﻻ ،ﺻﻨﺎﺋﻌﻪ ﻣﻠﺤﻘﻪ -٤ﻓﺮع ﻣﻦ ا8ﺎﻳﻪ ﻋﻠﻰ وﺗﺮ ا8ﺎﻳﻪ )ا8ﺜﻠﺚ( ﺻﻨﺎﺋﻌﻪ ﻣﻠﺤﻘﻪ اﻟﻨﻮﺑﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :اﻷﺻﺒﻬﺎن -٥ﻓـﺮع ﻣـﻦ اﻟـﺰﻳـﺪان ﻋـﻠـﻰ وﺗــﺮ ا8ــﺎﻳــﻪ )ا8ﺜﻠﺚ( -٦ﻓـﺮع ﻣـﻦ اﻟـﺰﻳـﺪان ﻋـﻠـﻰ وﺗــﺮ ا8ــﺎﻳــﻪ )ا8ﺜﻠﺚ( ﻣﻊ ﻓﺎ ط ﻧﺰوﻻ اﻟﻨﻮﺑﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ا8ﺎﻳﻪ -٧أﺻﻞ ﻋﻠﻰ وﺗﺮ اﻟﺬﻳﻞ )اﻟﺰﻳﺮ( ﻣﻊ ﺳﻰ ط ﻧﺰوﻻ اﻟﻨﻮﺑﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ :رﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ -٨أﺻﻞ ﻋﻠﻰ وﺗﺮ اﻟﺬﻳﻞ )اﻟﺰﻳﺮ( اﻟﻨﻮﺑﺔ اﳋﺎﻣﺴﺔ :اﻻﺳﺘﻬﻼل -٩ﻓﺮع ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻞ ﻋﻠﻰ وﺗﺮ اﻟﺬﻳﻞ )اﻟﺰﻳﺮ( -١٠ﻓـﺮع ﻣـﻦ اﻟـﺬﻳـﻞ ﻋ ـﻠــﻰ وﺗــﺮ ا8ــﺎﻳــﻪ )ا8ﺜﻠﺚ( ﺻﻨﺎﺋﻌﻪ ﻣﻠﺤﻘﻪ اﻟﻨﻮﺑﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ :اﻟﺮﺻﺪ -١١ﻓـﺮع ﻣـﻦ ا8ـﺎﻳـﻪ ﻋـﻠـﻰ وﺗـﺮ ا8ـﺎﻳــﻪ. )ا8ﺜﻠﺚ( -١٢ﻓﺮع ﻣﻦ اﻟﺰﻳﺪان ﻋﻠـﻰ وﺗـﺮ ا8ـﺎﻳـﻪ )ا8ﺜﻠﺚ( ﻣﻊ ﺳﻲ ط ﻧﺰوﻻ ،ﺻﺎﺋﻌﻪ ﻣﻠﺤﻘﻪ
72
اﻟﻄﺒﻮع
-١٣أﺻﻞ ﻋﻠﻰ وﺗﺮ ا8ﺎﻳﻪ )ا8ﺜﻠﺚ( ﻣﻊ ﺳﻲ ط ﻧﺰوﻻ -١٤أﺻﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻣﻞ اﻟﻨﻮﺑﺔ اﻟـﺴـﺎﺑـﻌـﺔ :ﻏـﺮﻳـﺒـﺔ اﳊﺴr -١٥ﻓﺮع ﻣﻦ ا8ﺰﻣﻮم -١٦أﺻــﻞ ،ﺻ ـﻨــﺎﺋ ـﻌ ـﻬــﺎ ﻣﻠﺤﻘﻪ -١٧ﺻﻨﺎﺋﻌﻬﺎ ﻣﻠﺤﻘﻪ اﻟﻨﻮﺑﺔ اﻟﺜـﺎﻣـﻨـﺔ :اﳊـﺠـﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ -١٨ﻓﺮع ﻣﻦ اﻟﺰﻳﺪان ﻣﻊ ﺳﻲ ط وﻣﻲ ط ﻧﺰوﻻ -١٩ﻓـﺮع ﻣـﻦ اﻟـﺬﻳـﻞ ﻣـﻊ ﻣﻲ ط ﻧﺰوﻻ ﺻﻨﺎﺋﻌﻪ ﻣﻠﺤﻘﻪ -٢٠ﻓ ــﺮع ﻣـ ــﻦ اﻟـ ــﺬﻳـ ــﻞ، ﺻﻨﺎﺋﻌﻪ ﻣﻠﺤﻘﻪ اﻟﻨﻮﺑﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ :اﳊـﺠـﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ -٢١ﻓﺮع ﻣﻦ اﻟﺰﻳﺪان ﻣﻊ ﻣﻲ ط ﻧﺰوﻻ اﻟـﻨـﻮﺑـﺔ اﻟـﻌـﺎﺷـﺮة :ﻋـﺮاق اﻟﻌﺠﻢ -٢٣ﻓﺮع ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻞ
73
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﻨﻮﺑﺔ اﳊﺎدﻳـﺔ ﻋـﺸـﺮة: اﻟﻌﺸﺎق -٢٤ﻓـﺮع ﻣـﻦ اﻟـﺰﻳــﺪان ﻓﺎ ﻏﻴﺮ ﻗﺎره -٢٥ﻓــﺮع ﻣــﻦ اﻟــﺬﻳ ــﻞ. اﳊﻘﺖ ﺻﻨﺎﺋﻌﻪ ﺑﺎﻟﻨﻮﺑﺔ -٢٧أﺻــﻞ ﻋـ ـﻠ ــﻰ وﺗ ــﺮ اﻟﺬﻳﻞ )اﻟﺰﻳﺮ(
إن ﻧﻈـﺮة دﻗـﻴـﻘـﺔ وﻓـﺎﺣـﺼـﺔ إﻟـﻰ ﻫـﺬه ا8ـﻘـﺎﻣـﺎت ﺗـﺆدي إﻟـﻰ اﺳـﺘـﺨـﻼص ا8ﻼﺣﻈﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: أ-ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻮن ﺑﻌﺾ اﻟﻄﺒﻮع ﺗﺒﺪو ﻣﺘﺤﺪة ا8ﻘﺎم إﻻ أن أﳊﺎﻧﻬﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ اﺧﺘﻼﻓﺎ ﺑﻴﻨﺎ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﺾ ،ﻟﻴﺲ ذﻟﻚ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺼﻴﺎﻏﺔ واﻟﺘﺮﻛﻴﺐ، وﻟﻜﻦ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ وﻧﻮع اﻟﺘﺄﺛـﻴـﺮ اﻟـﺬي ﺗـﺘـﺮﻛـﻪ أو ا8ـﺸـﺎﻋـﺮ اﻟـﺘـﻲ ﲢﺮﻛﻬﺎ ﻓﻲ ا8ﺴﺘﻤﻊ ،وﻳﺮﺟﻊ ﻫﺬا اﻻﺧﺘﻼف إﻟﻰ ﺳﺒﺒ rاﺛﻨ:r أوﻟﻬﻤﺎ :ﻣﺎ ﻳﻌﺘﺮض درﺟﺎت اﻟﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻫﺬه اﻟـﻄـﺒـﻮع ﻣـﻦ ﻋـﻼﻣـﺎت ﲢﻮﻳﻞ ﺻﻌﻮدا آﻧﺎ وﻧﺰوﻻ آﻧﺎ آﺧﺮ .ﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ﻃـﺒـﻮع اﻟـﺬﻳـﻞ ،ورﺻـﺪ اﻟـﺬﻳـﻞ، واﻻﺳﺘﻬﻼل ،وﻏﺮﻳﺒﺔ اﳊﺴ ،rوا8ﺎﻳﺔ ،واﻧﻘﻼب اﻟﺮﻣﻞ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻧﻐﻤﺔ ﺿﻮ .واﻷﺑﻌﺎد اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑ rدرﺟﺎﺗﻬﺎ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ ،إﻻ أن اﻟﺴﻠﻢ ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ ﻟﻠﻄﺒﻮع اﻷرﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ﺳﺎﻟﻢ ﻻ ﺗﻌﺘﺮﺿﻪ أي ﻋﻼﻣﺔ ﲢﻮﻳﻞ ،ﻓﻬﻮ إذا ﻣـﻄـﺎﺑـﻖ ﻟﺴﻠﻢ ﺿﻮ اﻟﻜﺒﻴﺮ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﺴﻠﻢ ﻓﻲ ا8ﺎﻳﺔ واﻧﻘﻼب اﻟﺮﻣﻞ ﺗﻌﺘﺮﺿﻪ ﺳﻲ ﺑﻴﻤﻮل ﻋﻨﺪ ﻧﺰول اﻻﳊﺎن .ﻣﺜﺎل ذﻟﻚ أﻳﻀﺎ ﻃﺒﻮع ا8ﺰﻣﻮم ،وﻣﺠﻨﺐ اﻟـﺬﻳـﻞ ،وﻋـﺮاق اﻟﻌﺠﻢ ،واﻟﻌﺸﺎق اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻐﻤﺔ »ﺿﻮ« .ﻓﺈﻧﻬﺎ وإن اﺣﺘﻮى دﻟﻴﻞ ﻣـﻘـﺎﻣـﻬـﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺎدﻳﻴﺰ ﻓﺈن ﻋﻼﻣﺎت اﳋﻔﺾ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮض ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺗﻜﺴﻮ أﳊﺎﻧﻬﺎ ﻃﻌﻤﺎ ﻣﻐﺎﻳﺮا .واﻷﻣﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻘﺎل ﻋﻦ ﻃﺒﻮع اﻟﺰورﻛﻨﺪ ،واﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ ،وا8ﺸﺮﻗﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮ ،واﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ ،ورﻣﻞ اﻟﺬﻳﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻐﻤﺔ رى وﻳﺤﻤﻞ دﻟﻴﻞ ﻣﻘﺎﻣﺎﺗﻬﺎ ﻋﻼﻣﺔ ﻓﺎدﻳﻴﺰ .وﺛﺎﻧﻴﻬﻤﺎ :ﺗﻔﺎوت أﻫﻤﻴﺔ درﺟﺎت اﻟﺴﻼﻟﻢ ﻣﺘﻔﻘﺔ اﻟﻘﺮار ،ﻧﺘﻴﺠﺔ اﺧﺘﻼف ﻣﻮاﻗﻊ اﻻرﺗﻜﺎز ﻓﻴﻬﺎ .ﻓﻔﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﻘﻮى اﻻرﺗﻜﺎز ﻋﻠﻰ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﳋﺎﻣﺴﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﻘﺮار ،وﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻵﺧﺮ ﻳﻘﻮى اﻻرﺗﻜﺎز ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻌﺔ 74
اﻟﻄﺒﻮع
ﺑﻌﺪ اﻟﻘﺮار ،وﻫﻜﺬا ،..وﺗﻠﻚ اﺧﺘﻼﻓﺎت ﻳﻨﺘﺞ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻠﻮﻳﻦ اﻷﳊﺎن ﺑﺄﻟﻮان ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ وﺣﺪة ﻣﻘﺎﻣﺎﺗﻬﺎ. ب-ﻳﻘﻮم ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻃﺒﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻟـﻢ ﻳـﺨـﻠـﻮ دﻟـﻴـﻞ ﻣـﻘـﺎﻣـﺎﺗـﻬـﺎ ﻣـﻦ أي ﻋﻼﻣﺔ ﻟﻠﺘﺤﻮل .وﻳﺘﻀﺢ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻛﻮن أﳊﺎﻧﻬﺎ ﻗﺎﺑﻠـﺔ ﻟـﺘـﺆدى ﻋـﻠـﻰ اﻷﻗـﺮاص اﻟﺒﻴﻀﺎء ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﻮ دون اﻟﺴﻮداء .وﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﻫﻨﺎ ﺎ ﻳﻠﻲ :اﻟﺬﻳﻞ ،و اﻟﺴﻴﻜﺎه، وﻏﺮﻳﺒﺔ اﳊﺴ ،rواﻟﻐﺮﻳﺒﺔ اﶈﺮرة ،ورﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ ،واﻟﺮﺻﺪ ،واﳊﺼﺎر ،وﻋﺮاق اﻟﻌﺮب ،واﻻﺳﺘﻬﻼل ،وأﺻﺒﻬﺎن ،وا8ﺎﻳﺔ ،ورﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ ،واﻧﻘﻼب اﻟﺮﻣﻞ ،واﳊﺴ،r واﻟﻌﺸﺎق .وﻳﺸﻜﻞ ﻫﺬا اﻟﻌﺪد أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ اﻟﻄﺒﻮع ا8ﻌﺮوﻓﺔ. ﺟـ-ﻻ ﻳﺤﻤﻞ دﻟﻴﻞ ا8ﻘﺎم ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻮع اﻟﺒﺎﻗﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺔ ﲢﻮﻳﻞ واﺣﺪة. وﻫﺬه اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺧﺎﻓﻀﺔ ﻓﻲ ﻃﺒﻌﻲ ﺣﻤﺪان وا8ﺸﺮﻗﻲ )ﺳﻲ( وﻫﻲ راﻓﻌـﺔ ﻓـﻲ ﻃﺒﻮع اﻟﺰورﻛـﻨـﺪ ،واﻟـﺰﻳـﺪان ،وا8ـﺰﻣـﻮم ،واﳊـﺠـﺎز اﻟـﻜـﺒـﻴـﺮ ،وﻣـﺠـﻨـﺐ اﻟـﺬﻳـﻞ، وا8ﺸﺮﻗﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮ ،واﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ ،وﻋﺮاق اﻟﻌﺠﻢ ،ورﻣﻞ اﻟﺬﻳﻞ )ﻓﺎ .(# د-ﻳﺠﻨﺢ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﳊﺎن ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻧﺰوﻟﻬﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﻘﺮار إﻟﻰ اﻻﻧﻜﺴﺎر ،ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻌﺮﺿﻬﺎ ﻟﻌﻼﻣﺔ ﲢﻮﻳﻞ ﺧﺎﻓﻀﺔ ،وذﻟﻚ ﺑﺎﺿﺎﻓﺔ ﺳﻲ bأو ﻣﻲ bأوﻛﺴﺮ )ﻓﺎ .(# ﻫـ-ﻻ ﻳﻘﻮم أي ﻃﺒﻊ أﻧﺪﻟﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻐﻤﺔ ﺳﻲ .وأﻛﺜﺮ اﻟﻄﺒﻮع اﻟﺘـﻲ ﺗـﺮﺗـﻜـﺰ ﻋﻠﻰ ﻧﻐﻤﺔ رى ) ،(١٢ﺗﻠﻴﻬﺎ ا8ﺮﺗﻜﺰة ﻋﻠﻰ ﺿﻮ ) ،(٦ﻓﺎ8ﺮﺗﻜﺰة ﻋﻠﻰ ﺻﻮل ) ،(٤ﺛﻢ ﻣﻲ ) ،(٢وﻓﺎ ).(١ و-ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ادراج اﻟﻄﺒﻮع اﻟﺘﻲ ﺿﺎﻋﺖ ﻧـﻮﺑـﺎﺗـﻬـﺎ ﺿـﻤـﻦ اﻟـﻨـﻮﺑـﺎت اﻹﺣـﺪى ﻋﺸﺮة ﻣﻦ ﺗﻌﺴﻒ .وﻫﻮ ﺗﻌﺴﻒ أﺷﺎر إﻟﻴﻪ أﻛﺜﺮﻣﻦ ﺑﺎﺣﺚ .وﻣﻦ ﻫﺆﻻء ا8ﺮﺣﻮم ﻣﻮﻻي اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ اﻟﻮزاﻧﻲ .ﻓﻘﺪ ﺗﺴﺎءل-ﻣﺜﻼ-ﻋﻦ ﺳﺒﺐ أدﻣﺎج ا8ﺸﺮﻗﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ اﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ رﻏـﻢ ﻣـﺎ ﺑـ rﻃـﺒـﻌـﻴـﻬـﻤـﺎ ﻣـﻦ ﺗـﻨـﺎﻓـﺮ وﻋـﺪم اﻧﺴﺠﺎم ).(٢٣ ز-ﺗﺒﺪو ﺑﻌﺾ اﻟﻄﺒﻮع ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻢ ﻳـﺘـﺄرﺟـﺢ ﺑـ rﻣـﻘـﺎﻣـ .rوﻗـﺪ أﺷﺎر إﻟﻰ ﻇﺎﻫـﺮة اﻟـﺘـﺄرﺟـﺢ ﻫـﺬه اﻟـﺒـﺎﺣـﺚ ﺳـﺎﺑـﻖ اﻟـﺬﻛـﺮ ) ،(٢٤ﻓﺬﻛـﺮ أن ﻓـﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻃﺒﻮﻋﺎ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﻃﺒﻌ ،rواﺳﺘﻌﺮض أﺳﻤﺎءﻫﺎ ،وﺿﺮب ﻟﻬﺎ أﻣﺜﻠﺔ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﺼﻨﺎﺋﻊ ،وﻫﺬه اﻟﻄﺒﻮع ﻫﻲ: -١ﻃﺒﻊ اﻟﺰورﻛﻨﺪ ا8ﻠﺤﻖ ﺑﻨﻮﺑﺔ اﻷﺻﺒﻬﺎن ،ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﻃﺒﻊ اﻷﺻﺒﻬﺎن وﻃﺒﻊ اﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ. 75
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
-٢ﻃﺒﻊ ﻋـﺮاق اﻟـﻌـﺮب ،ا8ـﻠـﺤـﻖ ﺑـﻨـﻮﺑـﺔ اﻻﺳـﺘـﻬـﻼل ،ﻣـﺰﻳـﺞ ﻣـﻦ اﻟـﺼـﻴـﻜـﺔ واﻻﺳﺘﻬﻼل. -٣ﻃﺒﻊ اﻟﺼﻴﻜﺔ ا8ﺪﻣﺞ ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ اﳊﺴ ،rﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻌ rﻣﻌﺎ. -٤ﻃﺒﻊ اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ اﶈﺮرة ا8ﺪﻣﺞ ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ اﳊﺴ ،rﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ وﻏﺮﻳﺒﺔ اﳊﺴ.r -٥ﻃﺒﻊ اﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ ا8ﺸﺮﻗﻲ واﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ. )(٢٥ -٦ﻃﺒﻊ اﻟﻌﺸﺎق ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﻃﺒﻊ اﻟﺬﻳﻞ وﻃﺒﻊ اﳊﺠﺎز ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺼﻨﺎﺋﻊ . وﻓﻲ وﺳﻌﻨﺎ أن ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﻣﻼﺣﻈﺎت اﻟﻮزاﻧﻲ ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮل ﺑﻀﺮورة ﺗﻘﻠﻴﺺ ﻋﺪد اﻟﻄﺒﻮع ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،وﻫﻮ اﺳﺘﻨﺘﺎج ﻳﺆﻛﺪه رأي آﺧـﺮ ﻟﻪ ﺟﺎء ﻓﻴﻪ» :وﻓﻲ ﻧﻈﺮي أﻧﻪ ﻻ ﻓـﺮق ﺑـ rا8ـﺰﻣـﻮم وﻋـﺮاق اﻟـﻌـﺠـﻢ وﻣـﺠـﻨـﺐ اﻟﺬﻳﻞ .واﻟﺬي أراه أن اﻟﻄﺒﻊ واﺣﺪ .وﺗﻌﺪد اﻻﺳﻤﺎء اﺎ ﻫﻮ ﻧﺎﰋ ﻣﻦ ا8ﻠﺤﻨr ﻓﻴﻪ ،وﻫﻢ ﻣﻦ ﺟﻬﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ«).(٢٦ ﻏﻴﺮ أن اﻟﻮزاﻧﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻄﺎﻟﻌﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮات ﻣﻦ إﺻﺪار ﻫﺬه ا8ﻘﺎﻟﺔ ﺑﺮأي ﺟﺪﻳﺪ ﻳﻜﺎد ﻳﻨﻘﺾ ﻓﻴﻪ ﻣﻮﻗﻔﻪ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺣﻴﻨﻤﺎ دﻋﺎ إﻟﻰ إﻋﺎدة ﺗﺼﻨﻴﻒ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ »ﺣﺴﺐ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﻄﺒﻮع ﻗﺪﺎ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﺘﻲ رﺗﺒﻬﺎ اﻟﻔﻘﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﳊﺴ rاﳊﺎﻳﻚ رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺳـﻨـﺔ ١٢١٤ﻫـ«وﻫﻮ ﻳﻌﻠﻞ رأﻳـﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ »إذا رﺟﻌﻨﺎ إﻟﻰ ﻧﻈﺎم ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﻄﺒﻮع أﻣﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﺘﺔ وﻋﺸﺮﻳﻦ ﻧﻮﺑﺔ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﺣﺪى ﻋﺸﺮة ﻧﻮﺑﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺘﻤﻜﻦ اﻟﻬﻮاة ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺟﻤﻴﻊ أﺳﻤﺎء اﻟﻄﺒﻮع وارﺗﻜـﺎزاﺗـﻬـﺎ«) .(٢٧وﻳﻨﻄﻠﻖ اﻟﻮزاﻧﻲ ﻣﻦ ﻳﻘﻴﻨـﻪ أن ﻋـﻤـﻞ اﳊﺎﻳﻚ ﻛﺎن ﻳﺸﺎﺑﻪ ﻣﺮﺣﻠﺔ أوﻟﻴﺔ ﺷﻜـﻠـﺖ ﻣـﺮﺣـﻠـﺔ اﻟـﺘـﺠـﻤـﻴـﻊ .أﻣـﺎ وﻗـﺪ ـﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺠﻤﻴﻊ ﻫﺬه ﻓﻘﺪ أﺻﺒﺢ ﻣﻦ اﻟﻼزم إﻋﺎدة ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻷﻋﻤﺎل ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻄﺒﻮع ،أي ا8ﻘﺎﻣﺎت ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺸﺄن ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺎج ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﻐﺮﺑﻲ. وﻻ ﺷﻚ أن ﻋﻤﻼ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﻣﺎ دﻋﺎ إﻟﻴﻪ اﻟﻮزاﻧﻲ ﺳﻴﺆدي ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻮ ﲢـﻘـﻖ إﻟﻰ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: ارﺗﻔﺎع ﻋﺪد اﻟﻨﻮﺑﺎت ﻣﻦ إﺣﺪى ﻋﺸﺮة ﻧﻮﺑﺔ إﻟﻰ ﺳﺘﺔ وﻋـﺸـﺮﻳـﻦ ،ﺑـﻌـﺪداﻟﻄﺒﻮع ا8ﺘﺪاوﻟﺔ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ. ﺳﻠﺦ اﻟﺼﻨﺎﺋﻊ اﻟﻴﺘﻴﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﺘﻲ أدﻣﺠﺖ ﻓﻴﻬﺎ. إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء ﻫﻴﻜﻞ اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﻀﺎﺋﻌﺔ.وﻧﻨﺘﻬﻲ اﻵن إﻟﻰ اﻟﺘﺴﺎؤل ﻋﻦ ﻧﻮع اﻻﻧـﻔـﻌـﺎﻻت اﻟـﺘـﻲ ﲢـﺮﻛـﻬـﺎ ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ 76
اﻟﻄﺒﻮع
اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ .وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد أورد رأﻳﺎ ﻟﻠﺰﻋﻴﻢ اﻟﺮاﺣﻞ ا8ﺮﺣﻮم .ﻋﻼل اﻟﻔﺎﺳﻲ وﻫﻮ رأي ﺘﺎز ﺑﺎﻟﺘﻌﻤﻖ ﻓﻲ اﺳـﺘـﺠـﻼء أﺳـﺮار ﻫـﺬه ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻟـﺘـﻲ »ﺟـﺎءت ﻣﻌﺮﺑﺔ ﻋﻦ ﺣﻴﺎة اﻟﻘﺼﻮر وﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﺬخ وﺗﺮف ﻏﻨﻴﺔ ﺑﺎﻷﺣﻼم واﻷﺷﻮاق، واﻟﺘﺒﺎرﻳﺢ وﺠﻴﺪ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ...ﻛﻞ ﻫﺬا ﻣﻊ ﺷﻌﻮر ﺑﺎﻟﻬﺠﺮة ،وﺣﻨ rﻧﺎﻋﻢ إﻟـﻰ اﻟﻮﻃﻦ ،واﻟﺘﻐﻨﻲ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻧﺨﻮة وﻋﺰة وﻛﺒﺮﻳﺎء« .ﺛﻢ ﻳﻌﻠﻞ ﻋﻼل اﻟﻔﺎﺳﻲ اﻗﺘﺼﺎر ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﻫﺬه اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت ﺑـﺘـﺄﺛـﻴـﺮ اﻟـﺒـﻴـﺌـﺔ ،وﻇـﺮوف ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ .وﻳﺨﻠﺺ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ إﻟﻰ اﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻫـﺬه ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ ﺑـﺄﻧـﻬـﺎ »ﻻ ﺗـﻬـﺘـﻢ ﺑﻨﻮاﺣﻲ اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ،واﻟﺼﺮاع اﻟﻮﺟﻮدي وا8ﻠﺤﻤﻲ واﻟﻘﻠﻖ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻮاﺣﻲ اﻟﺘﻲ اﻫﺘﻤﺖ ﺑﻬﺎ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ واﻟﻌﺼﺮﻳﺔ« ،وﻟﺬﻟـﻚ ﺟﺎءت ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن »ﻫﺎدﺋﺔ رﺗﻴﺒﺔ ،ﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﻄ rﻣﺘﻮازﻳ ،rﺗﺒﻌﺚ أﺣﻴﺎﻧﺎ ا8ﻠﻞ واﻟﺴﺄم ﻟﻌﺪم ﲡﺎوﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻣﻊ ا8ﺴﺘﻤﻊ ،وﻓﻲ ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ ﻳﺘﻌﻄﻞ اﻟﻮﺟﺪان«).(٢٨
77
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
78
ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ
7ﻗﺎﻟــﺐ اﻟﻨﻮﺑــﺔ اﻛﺘﻤﻞ ا8ﻔﻬﻮم ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ ﻟﻠﻨﻮﺑﺔ ﻣﻨﺬ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﻌﻨﻲ ﻗﺎﻟﺒﺎ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺎ ﻟﻪ ﻣﻌﺎ8ﻪ اﳋﺎﺻﺔ .وﻳﻬـﻤـﻨـﺎ اﻵن أن ﻧﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻟﺐ اﻟﺬي ﺑﻠﻐﺖ اﻟﻨﻬﻀﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺑﺎﺑﺘﻜﺎره ﻓﻲ اﻷﻧﺪﻟﺲ ذروﺗﻬﺎ اﻟـﻌـﻠـﻴـﺎ ).(١ وﺳﻮف أﺗﻨﺎول ﻫﺬا ا8ـﻮﺿـﻮع ﻋـﻠـﻰ أﺳـﺎس ﺗـﻘـﺴـﻴـﻢ اﻟﻨـﻮﺑـﺔ إﻟـﻰ ﻗـﺴـﻤـ rأﺳـﺎﺳـﻴـ ،rﻫـﻤـﺎ ا8ـﻘـﺪﻣـﺎت و ا8ﻴﺎزﻳﻦ ،ﺛﻢ أﳊﻖ ﺑﻬﻤﺎ ﻓﺼﻼ ﻋﻦ اﻻﺿﺎﻓﺎت اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﻟﻨﺘﺒ rﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻟﻬﻴﻜﻞ اﻟﻌﺎم اﻟﺬي ﻳﻨﺒﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ...
-١اﻟﻘﺴﻢ اﻷول:
ا$ﻘـﺪﻣـﺎت :ﻗﺒﻞ اﻟـﺒـﺪء ﻓـﻲ أداء ا8ـﻴـﺎزﻳـﻦ ﻳـﻌـﻤـﺪ اﳉﻮق اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ إﻟﻰ ﻋـﺮض ﻣـﻘـﺪﻣـﺎت ﻣـﻮﺳـﻴـﻘـﻴـﺔ ﺗﺴﺘﻬﻞ ﺑﻬﺎ اﻟﻨﻮﺑﺔ وﻫﻲ ﻣﻌﺰوﻓﺎت آﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻠﻬﺎ، وﲢﺘﻀﻦ ﺛﻼﺛﺔ أﺻﻨﺎف. -١ا$ﺸﺎﻟﻴﺔ :ﻫﻲ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻻﻓﺘﺘﺎح اﻟﺬي ﻳﺘﻢ ﺧﻼﻟﻪ ﲢﻘﻴﻖ اﻻﻧﺴـﺠـﺎم ﺑـ rاﻵﻻت ا8ـﺸـﺎرﻛـﺔ ﻓـﻲ ﻋـﺰف اﻟﻨﻮﺑﺔ .وﻳﻘﻮل ﻋﻨﻬﺎ ﺷﻮﺗﺎن» :إﻧﻬﺎ ﲢﺘـﻮي ﻋـﻠـﻰ ﻛـﻞ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﻨﻮﺑﺎت« .وﻗﺪ ذﻛﺮ اﻟﺒﺤﺎﺛﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻻﺳﺘﺎذ ﻣـﺤـﻤـﺪ اﻟـﻔـﺎﺳـﻲ أن ا8ـﺸـﺎﻟـﻴـﺔ »ﻛـﺎﻧـﺖ ﻓـﻲ ا8ـﺎﺿـﻲ ﺗﺼﻄﺒـﻎ ﺑـﺼـﺒـﻐـﺔ ارﲡـﺎل ﻳـﻘـﻮم ﺑـﻪ رﺋـﻴـﺲ اﳉـﻮق، 79
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﻓﻴﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻧﻐﻤﺔ إﻟﻰ ﻧﻐﻤﺔ ،ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻘﻴﺪ ﺑﻘﺎﻋﺪة وﻻ ﻣﻴﺰان ﺧﺎص .وﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﻣﻊ اﻧﺨﻔﺎض ا8ﻮاﻫﺐ آل إﻟﻰ ﻧﺤﻮ ﻓﻮﺿﻰ ﻻ ﺗﻠﻴﻖ ـﺎ ﻳـﺠـﺐ أن ﺗـﺘـﺼـﻒ ﺑـﻪ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﻣﻦ اﻧﺘﻈﺎم وﺗﻨﺎﺳﻖ ،ﻓﻔﻜﺮ أﺣﺪ ﻛﺒﺎر ا8ﻮﺳﻴﻘﻴ-rوﻫﻮ ﺳﻴﺪي ﻋـﻤـﺮ اﳉﻌﻴﺪي رﺣﻤﻪ اﻟﻠـﻪ )-(٢ﻓﻲ إدﺧﺎل إﺻﻼح ﻋﻠﻰ ا8ﺸﺎﻟﻴﺔ ،وذﻟﻚ ﺑـﺄن ﻳـﺮﺗـﺐ اﻟﻌﺰف اﻟﺼﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻄﻊ ﺗﻨﺘﺨﺐ ﻣﻦ ﻋﺪة ﻧﻐﻤﺎت« ).(٣ وﻳﺒﺪو ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻮﺻﻒ أن ا8ﺸﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ أﺻﻠﻬﺎ ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺎ ﻛﺎن ﻳﺠﺮي ﻓﻲ ا8ﻌﺰوﻓﺎت اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺧﻼل اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺎ ﻋﺮف ﺑﺎﺳﻢ »اﻟﻜﺎداﻧﺴـﺎ«. ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ا8ﺆﻟﻔﻮن أﻣﺜﺎل ﻫﺎﻳﺪن وﻣﻮﺗﺴﺎرت ﻻ ﻳﻜﺘﺒﻮن ﻫﺬا اﳉﺰء ذا اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻻرﲡﺎﻟﻲ اﳊﺮ ،واﻟﺬي ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻓﻴﻪ اﻻرﻛﺴﺘﺮا وﺗﺘﺮﻛﺰ اﻵذان واﻟﻌﻴﻮن ﻋـﻠـﻰ اﻟﻌﺎزف ا8ﻨﻔﺮد وآﻟﺘﻪ اﻟﻌﺠﻴﺒﺔ وﻫﻮ ﻳﺆدي اﻟﻜﺎداﻧﺴﺎ. وﻣﻦ ﻋﺠﻴﺐ ا8ﻔﺎرﻗﺎت أن ﻳﻜﻮن اﻧﺨﻔﺎض ا8ﺴﺘﻮى ﻓـﻲ ﻣـﺠـﺎل اﻻرﲡـﺎل اﳊﺮ ،وﺟﻨﻮح اﻟﻌﺎزﻓ rا8ﻨﻔﺮدﻳﻦ إﻟﻰ اﻻﻃﺎﻟﺔ ا8ﻤﻠﺔ ﺳﺒـﺒـ rﻣـﺸـﺘـﺮﻛـ rﺑـr ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ وا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜـﻴـﺔ ﻳـﺆدﻳـﺎن إﻟـﻰ إﻟـﻐـﺎء ﻫـﺬه اﻟﻌﺎدة ،ﻓﺘﻌﻮض ا8ﺸﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﻌﺮاض ﻣﻨﺘﺨﺒﺎت ﺗﻌﺰف ﺑﺎﻟﺘﺘﺎﻟـﻲ ﻓـﻲ ا8ـﻘـﺪﻣـﺔ ﻬﻴﺪا ﻟﻠﺪﺧﻮل ﻓﻲ ﻋﺰف ا8ﻴﺰان اﻷول ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﻤﺪ ا8ﺆﻟﻔﻮن اﻟﻐﺮﺑﻴـﻮن إﻟـﻰ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻜﺎداﻧﺴﺎ اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ. وﻗﺪ ﺟﻌﻞ اﻻﺳﺘﺎذ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻔﺎﺳﻲ ا8ﺸﺎﻟﻴﺔ ﻧﻮﻋ :rﻛﺒﺮى وﺻﻐﻴﺮة .ﻓﺄﻣﺎ ا8ﺸﺎﻟﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻬﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻌﺮض ﻓﻮاﺻـﻞ ﻣـﻨـﺘـﻘـﺎة ﻣـﻦ ﺳـﺘـﺔ ﻃـﺒـﻮع ﻫـﻲ ﺑﺎﻟﺘﺘﺎﻟﻲ :ﻋﺮاق اﻟﻌﺠﻢ ،ورﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ ،وﻋﺮاق اﻟﻌﺠﻢ ﻣﺮة ﺛﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﺎﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ، واﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ ،ﻓﺎﻟﻌﺸﺎق ،ﺛﻢ اﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ ﻣﺮة ﺛﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﺮﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ، ﻓﺎﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ ﻟﻠﻤﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ .وأﻣﺎ ا8ﺸﺎﻟﻴﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻓﻴﻘﺘﺼﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺘﺨﺒﺎت ﻣﻦ ﻃﺒﻊ اﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ ) .(٤وﻳﻘﺎﺑﻞ ا8ﺜﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻮف ﺗﻮﻧﺲ ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﻻﺳﺘﺨﺒﺎر ،وﻫﻮ ﻣﻌﺰوﻓﺔ آﻟﻴﺔ ﻳﺒﺮز ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻌﺎزف ﻣﻘﺪرﺗﻪ اﻟﻔﻨﻴﺔ وا8ﺎﻣﻪ ﺑﺎ8ﻘﺎﻣﺎت )اﻟﻄﺒﻮع( اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻋﺒﺮﻫـﺎ ﻛـﻤـﺎ ﻳـﺸـﺎء .واذا ﻛـﺎﻧـﺖ ا8ـﺜـﺎﻟـﻴـﺔ ﻓـﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ ﺗﺸﻜﻞ اﻟﻴﻮم ﺟﻤﻼ ﳊﻨﻴﺔ ﻣﻨﺘﺨﺒﺔ ﻣﻦ ﻋﺪة ﻧﻐﻤﺎت ﻓﺈن اﻻﺳﺘﺨﺒﺎر ﻓﻲ ا8ـﺎﻟـﻮف ﻳـﺆﻛـﺪ اﺳـﺘـﻤـﺮار ﻃـﺒـﻴـﻌـﺔ اﻻرﲡـﺎل ﻓـﻲ اﻟـﺘـﺮاث اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺘﻮﻧﺲ ،وﺑﺬﻟﻚ ﻳﺤﻖ اﻋﺘـﺒـﺎره ﻧـﻮﻋـﺎ ﻣـﻦ اﻟـﺘـﻘـﺎﺳـﻴـﻢ اﻵﻟـﻴـﺔ ا8ﺮﲡﻠﺔ. ٢ـ اﻟﺒﻐﻴﺔ :ﻫﻲ ﻣﻌﺰوﻓﺔ آﻟﻴﺔ ﺗﺴﺘﻬﻞ ﺑﻬﺎ اﻟﻨﻮﺑﺔ ،وﺗﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ ﻓﻮاﺻﻞ اﻟﻨﻮﺑﺔ 80
ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ
اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪم ﻟﻬﺎ .وﻟﻜﻞ ﻧﻮﺑﺔ ﺑﻐﻴﺘﻬﺎ ﲢﺪد ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ ا8ﻘﺎﻣﻴﺔ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﺗﺮﻛﻴـﺐ أﳊﺎﻧﻬﺎ .وﻣﻦ ﺛﻢ ﺳﻤﺎﻫﺎ اﻟﺒﻌﺾ »ﻋﻨﻮان اﻟﻨﻮﺑﺔ« .وﻳﻼﺣﻆ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ا8ﺸﺎﻟﻴﺔ واﻟﺒﻐﻴﺔ ﺧﻠﻮﻫﻤﺎ ﻣﻦ أي ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺒﻨﺎء ﻓﻘﺮات ﳊﻨـﻴـﺔ واﺿـﺤـﺔ ا8ـﻌـﺎﻟـﻢ ،ﻛـﻤـﺎ ﻳﻼﺣﻆ ﺧﻠﻮﻫﻤﺎ ﻣﻦ أي اﻳﻘﺎع ﻳﻀﺒﻂ أزﻣـﻨـﺔ أﻧـﻐـﺎﻣـﻬـﺎ .وﺑـﺎﻟـﺮﻏـﻢ ﻣـﻦ ﺳـﻤـﺔ اﻻرﲡﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺒﻊ أداء ا8ﺸﺎﻟﻴﺔ واﻟﺒﻐﻴﺔ إﻻ أن أداء أﻧﻐﺎﻣـﻬـﻤـﺎ ﻋـﻠـﻰ ـﻂ واﺣﺪ ﻣﺤﻔﻮظ ﺟﻌﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ اﻟﻘﻄﻌﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟـﻘـﺎرة .وﻓـﻴـﻤـﺎ ﻳـﻠـﻲ ﻮذﺟﺎن ﻣﺪوﻧﺎن ﻟﺒﻐﻴﺔ ﻋﺮاق اﻟﻌﺠﻢ وﺑﻐﻴﺔ اﻟﻌﺸﺎق .وﻟﻌﻞ اﻟﻘﺎرىء ﻳـﻼﺣـﻆ ﺟﻨﻮح اﻟﻔﻘﺮة اﳋﺘﺎﻣﻴﺔ ﻣﻨﻬﻤﺎ إﻟﻰ اﻻﺳﺘـﻘـﺎﻣـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻣـﺎ ﻳـﻜـﺎد ﻳـﻜـﻮن اﻳـﻘـﺎﻋـﺎ ﻣﺘﻮازﻧﺎ وﻣﻀﺒﻮﻃﺎ ﻬﻴﺪا ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻠﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻟﺘﻮﺷﻴﺔ ا8ﻮزوﻧﺔ.
ﺑﻐﻴﺔ ﻋﺮاق اﻟﻌﺠﻢ
-٣اﻟﺘﻮﺷﻴﺔ :ﻣﻌﺰوﻓﺔ آﻟﻴﺔ ﻣﻮﻗﻌﺔ ﻳﺴﻴﺮ اﻳﻘﺎﻋﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ وﻓﻖ ﻣـﻴـﺰان اﻟﺒﺴﻴﻂ .وﻟﻌﻞ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﺗﻮاردﻫﺎ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻬﻞ ﻣﻴﺰان اﻟﺒﺴﻴﻂ ،وﻗﺪ ﲢﺪث ﻋﻨﻬﺎ إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺘﺎدﻟﻲ ﻓﺬﻛﺮ أﻧﻬﺎ ﻣﺠﺎل ﻟﺘﻔﺎﺿﻞ ا8ﻌﻠﻤ .rﻓﺎ8ﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﺪه ﺛﻼث ﺗﻮاش ﻓﺄﻛﺜﺮ ،ﻛﻞ ﺗﻮﺷﻴﺔ ﻳﻄﻮل زﻣﺎﻧﻬﺎ ﺑﺴﻤﺎع اﻷوﺗـﺎر ﻓـﻘـﻂ ،ﺛـﻢ ﻳﺮدﻓﻬﺎ ﺑﺄﺧﺮى ﻓﻲ ﻂ آﺧﺮ ،ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻣﻘﺪﻣﺎت واﻋـﻼﻣـﺎت ﺑـﺎﻟـﻄـﺒـﻊ اﻟـﺬي ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻗﺒﻞ اﻟﺸﺮوع ﻓﻴﻪ)(٥
ﺑﻐﻴﺔ اﻟﻌﺸﺎق
وﺗﻠﻌﺐ اﻟﺘﻮاﺷﻲ دورا ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﻨﻮﺑﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ا8ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﺬي ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻪ ،ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻛﻤﺜﻞ ا8ﻄﺎﻟﻊ اﻟﻐﺰﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻬﻞ ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ، أو ﻫـﻲ »ﻛـﺒـﺮاﻋـﺔ اﻻﺳـﺘـﻬـﻼل ﻓـﻲ ﻋـﻠـﻢ اﻟـﺒـﻴـﺎن اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺨـﺒــﺮ أول اﻟ ـﺘــﺄﻟ ـﻴــﻒ ﻘﺼﻮده«) .(٦وﻳﺒﻠﻎ ﺑﻌﻀﻬﺎ درﺟﺔ ﻗﺼﻮى ﻣﻦ اﻟﺮوﻋﺔ واﳉﻤﺎل ،ﻧﺎﻫﻴﻚ 81
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﺑﺎﻟﺘﻮاﺷﻲ اﻟﺴﺒﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﺑﻬﺎ ﻧﻮﺑﺔ اﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ .وﻫﻲ ﻣﻘﻄﻮﻋﺎت رﺷﻴﻘﺔ ﺗﻌﺰف ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﲡﻨﺢ ﺑﺎ8ﺴـﺘـﻤـﻊ إﻟـﻰ اﻟـﺮﻗـﺺ ا8ـﻮﻗـﻊ، وﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺆدي ﻓﻲ ﺣﺼﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺑﺬاﺗﻬﺎ ﺗﺴـﺘـﻐـﺮق زﻫـﺎء ﻧـﺼـﻒ اﻟـﺴـﺎﻋـﺔ. وﺗﺘﺤﻜﻢ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﻮﺷﻴﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺘﻮاﺷﻲ .ﻓﺘﺄﺗﻲ ﻫﺬه اﻷﺧﻴﺮة وﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻮﻟﻴﺪ ﻷﳊﺎن اﻷوﻟﻰ .وﺗﻨﺘﻤﻲ اﻟﺘﻮاﺷﻲ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻮاع ﻫﻲ: -١ﺗﻮاﺷﻲ اﻟﻨﻮﺑـﺎت :وﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺰف ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻬﻞ اﻟﻨﻮﺑﺎت ﻗﺒـﻞ اﻟـﺪﺧـﻮل ﻓﻲ ا8ﻴﺎزﻳﻦ )×(وﻳﺘﺠﻠﻰ ﻣﻦ ﻋﺒﺎرة واردة ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻛﻨﺎش اﳊـﺎﻳـﻚ أﻧـﻪ ﻛـﺎن ﻟﻜﻞ ﻧﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪه ﺗﻮﺷﻴﺔ وﺑﻐﻴﺔ ،وذﻟﻚ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل» :ﻟﻜـﻞ ﺗـﻮﺷـﻴـﺔ وﺑـﻐـﻴـﺔ« ﻏﻴﺮ أن أﻏﻠﺐ اﻟﺘﻮاﺷﻲ ﺿﺎع وﻟﻢ ﻳﺤﻔﻆ اﻟﺘﺪاول اﻟﺸﻔﺎﻫﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﻮى ﺳـﺖ ﻋﺸﺮة ﺗﻮﺷﻴﺔ ﻣﻮزﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ: ﺗﻮﺷﻴﺔ واﺣﺪة ﻟﻜﻞ ﻧﻮﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﺜﻼث اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :ا8ﺎﻳﺔ ،ورﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ، واﻟﻌﺸﺎق. ﺗﻮﺷﻴﺘﺎن ﻟﻜﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﺜﻼث اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :اﻻﺳﺘﻬﻼل ،وﻏﺮﻳﺒﺔ اﳊﺴـ،r واﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ. ﺳﺒﻊ ﺗﻮاش ﻟﻨﻮﺑﺔ اﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ. 82
ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ
وﻗﺪ رﻓﻊ اﻻﺳﺘﺎذ ﻣﺤـﻤـﺪ اﻟـﻔـﺎﺳـﻲ ﻫـﺬا اﻟـﻌـﺪد إﻟـﻰ ٢١ﺗﻮﺷﻴـﺔ ﺑـﺎﺿـﺎﻓـﺔ ﺗﻮﺷﻴﺔ واﺣﺪة إﻟﻰ ﻧﻮﺑﺎت اﻟﺮﺻﺪ ،ورﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ ،واﻻﺻﺒﻬﺎن ،وﺗﻮﺷﻴﺘ rاﺛﻨﺘr إﻟﻰ ﻧﻮﺑﺔ ﻋﺮق ﻋﺠﻢ ).(٧ -٢ﺗﻮاﺷﻲ ا$ﻴﺎزﻳﻦ :وﻳﺮاد ﺑﻬﺎ ا8ﻌﺰوﻓﺎت ا8ﻮزوﻧﺔ اﻟﺘﻲ ﻬﺪ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﺪﺧﻮل ﻓﻲ ﻣﻴﺎزﻳﻦ اﻟﻨﻮﺑﺎت×× .وﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ وزﻧﻬـﺎ أن ﻳـﻜـﻮن ﻣـﻦ ﺟـﻨـﺲ وزن ا8ـﻴـﺰان ذاﺗﻪ .وﻳﺒﻠﻎ ﻣﺠﻤﻮع ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﺪاول ٢٨ﺗﻮﺷﻴﺔ ﺗﻮزﻳﻌﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ: 8 ١٠ﻴﺎزﻳﻦ اﻟﻘﺎﺛﻢ وﻧﺼﻒ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﻧﻮﺑﺔ اﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ. -٢ﺑﻄﺎﻳﺤﻲ اﻟﺮﺻﺪ واﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺣﺴﺐ اﺳﺘﻌﻤﺎل ﺟﻮق ا8ﺮﺣﻮم اﻟﺒﺮﻳﻬﻲ ﺑﻘﻴﺎدة اﳊﺎج ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮ اﻟﺮاﻳﺲ. -٣ﻻدراج رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ ،ورﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ ،واﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ ،واﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ، واﻟﻌﺸﺎق .ﺣﺴﺐ اﺳﺘﻌﻤﺎﻻت اﻟﺮاﻳﺲ واﳊﺎج ادرﻳﺲ ﺑﻦ ﺟﻠﻮن ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻴﻬﻤﺎ. ١١ﻟﺴﺎﺋﺮ ﻣﻴﺎزﻳﻦ اﻟﻘﺪام. أﻣﺎ اﻻﺳﺘﺎذ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻔﺎﺳـﻲ ﻓـﻘـﺪ ﺣـﺼـﺮ ﻋـﺪد ﺗـﻮاﺷـﻲ ا8ـﻴـﺎزﻳـﻦ ﻓـﻲ ١٨ ﺗﻮﺷﻴﺔ ،إﺣﺪى ﻋﺸﺮة ﻣﻨﻬﺎ 8ﻴﺎزﻳﻦ اﻟﻘﺪام وﺳﺒﻌﺔ 8ﻴﺎزﻳﻦ اﻟﻘﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ ﻣـﻦ ﻧﻮﺑﺎت رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ ،واﻻﺻﺒﻬﺎن ،وا8ﺎﻳﺔ ،ورﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ ،واﻻﺳﺘﻬﻼل ،وا ﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ ،واﻟﻌﺸﺎق ).(٨ -٣ﺗﻮاﺷﻲ اﻟﺼﻨﻌﺎت :وﻫﻲ ﻓﻘﺮات رﺷﻴﻘﺔ ﺗﺘﻮﺳﻂ ﺑﻌﺾ ﺻﻨﻌﺎت ا8ﻴﺰان وﺗﻘﻊ ﻣﻦ أﺑﻴﺎﺗﻬﺎ ﻣﻮﻗﻊ اﳊﺠﺎرة اﻟﻜﺮﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻼﺋﺪ اﻟﺜﻤﻴﻨﺔ .وﺗﺴﻤﻰ اﻟﺘﻮاﺷﻲ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ× .وﻗﺪ أﺣﺼﻴﺖ ﻫﺬه اﻟﺘﻮاﺷﻲ ﺑـﺎﻟـﺮﺟـﻮع إﻟـﻰ ﻧـﺴـﺦ اﳊـﺎﻳـﻚ اﻟـﺘـﻲ ﺣﻘﻘﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ اﳊﺎج ادرﻳﺲ ﺑﻦ ﺟﻠﻮن ،واﻟﻔﻨﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄـﻴـﻒ ﺑـﻦ ﻣـﻨـﺼـﻮر، واﻟﻔﻨﺎن اﳊﺎج ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮ اﻟﺮاﻳﺲ ﻓﻮﻗﻔﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ زﻫﺎء ﺧﻤﺴ rﻣﻌﺰوﻓﺔ أﻏﻠﺒﻬﺎ ﻴﺎزﻳﻦ اﻟﻘﺪام ) (٩وﻓﻲ اﳉﺪول اﻟﺘﺎﻟﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺼﻨﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﺳﻄﻬﺎ اﻟﺘﻮاﺷﻲ :ﻗﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ اﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ :ﻳﺎ ﺳﺎﻛﻨﺎ ﻗﻠﺒﻲ ا8ﻌﻨﻰ. ﺑﻄﺎﻳﺤﻲ اﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ :إن اﻟﻬﻮى ﻗﺪ ﻣﻠﻚ ﻓﺆادي-أﺑﺸﺮ ﺑﺎﻟﻬﻨﺎ ﻳﺎ ﻗﻠﺒﻲ. ﺑﻄﺎﻳﺤﻲ ا8ﺎﻳﺔ :ﻳﺎﻟﻬﺎ ﻋﺸﻴﺔ. درج اﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ :ﻳﺎ ﻣﻠﻴﺢ أﺷﻔﻖ. ﻗﺪام رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ :ﻧﻌﺸﻖ ﻣﺤﻤﺪ-ﺗﺸﻔﻊ إﻟـﻰ ا8ـﻮﻟـﻰ-ﻣـﺎ ﻛـﻨـﺰي واﻋـﺘـﻤـﺎدي- أﺻﻠﻲ ﺻﻼة-ﻣﺘﻰ أرى-ﺻﺒﺮﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺠﺮان-ﻳﺎ ﺧﻴﺮ اﻻﻧﺎم-وﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﻮادي- 83
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
اﻟﻠﻪ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺸﺎء-ﻳﺎ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ-ﺻﻠﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺎدي. ﻗﺪام اﻷﺻﺒﻬـﺎن :ﻗﺪ ذﺑﺖ ﻣﻦ اﻷﺷﻮاق-ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﻠﺖ اﳋﻴـﺎم-أﻧـﺎ ا8ـﺴـﻲء ﻟﻨﻔﺴﻲ-ﻋﻠﻰ ﺑﺎب ﻟﻴﻠﻲ. ﻗﺪام ا8ﺎﻳﺔ :ﻗﻠﺖ ﻳﺎ ﻋﺸﻴﺔ-أﻳﺎ ﻣﻨﺎدي ﺑﺎﳊﻤﻰ-أﻧﺎ ﻛﻠﻲ ﻣﻠﻚ ﻟﻜﻢ. ﻗﺪام رﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ :ﺗﻪ دﻻﻻ-ﻃﺎل اﻏﺘـﺮاﺑـﻲ-ﻳـﺎ ﻣـﻠـﻮك اﳉـﻤـﺎل-ﻻ ﺗـﺴـﺄﻟـﻦ اﻟﻨﺴﻴﻢ. ﻗﺪام اﻻﺳﺘﻬﻼل :أﻧﺘﻢ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ-ﻛﻴﻒ اﻟﺴﻠﻮ. ﻗﺪام اﻟﺮﺻﺪ :ﻳﺎ ﻃﻠﻌﺔ اﻟﺒﺪر أﻣﺶ ﻳﺎ رﺳﻮل-أوﺣﺸﺖ ﻣﺬ ﻏﺒﺖ-ﻳﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ. ﻗﺪام ﻏﺮﻳﺒﺔ اﳊﺴ :rوﻧﻮرﻛﻢ ﻳﻬﺪي اﻟﺴﺎري-ﻳﺎ ﻣﺎﻧﻌﺎ ﻋﻦ ﻣﻘﻠﺘﻲ-ﻣﺘﻰ ﻧﺴﺘﺮﻳﺢ- اﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ. ﻗﺪام اﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ :ﺗﻪ دﻻﻻ-ﺗﻌﺸﻘﺖ ﻇﺒﻴﺎ-ﻳﺎ ﺣﺒﺬا اﻟﺜﻐﺮ-ﻣﺘﻰ ﻧﺴﺘﺮﻳﺢ. ﻗﺪام اﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ :ﻗﺎل ﻟﻲ ﺻﺎح ﻣﻦ اﻟﻨﺎس. ﻗﺪام ﻋﺮق ﻋﺠﻢ :ﺗﺎﻟﺘﻪ ﻻ ﺣﻠﺖ. ﻗﺪام اﻟﻌﺸﺎق :ﲢﻴﺎ ﺑﻜﻢ ﻛﻞ أرض-ﻓﻖ ﻣﻦ اﻟﻨﻮم. وﻗﺪ ﳉﺄ ﺑﻌﺾ ا8ﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء ا8ﻐﺎرﺑﺔ إﻟﻰ ﺗﻌﻤﻴﺮ أﳊـﺎن ﺑـﻌـﺾ اﻟﺘﻮاﺷﻲ ﺑﺄﺑﻴﺎت ﺷﻌﺮﻳﺔ ،وﺑﺬﻟﻚ ﺣﻮﻟﻮﻫﺎ إﻟﻰ ﺻﻨﻌﺎت ﻏﻨﺎﺋﻴﺔ ،ﺣﻔﻈﺎ ﻷﳊﺎﻧﻬﺎ ﻣﻦ أن ﺗﻀﻴﻊ .وﻳﺆﻛﺪ ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة اﳊﻘﻴﻘﻴـﺔ اﻟـﺘـﺎﻟـﻴـﺔ ،وﻫـﻲ أن ﻛـﺜـﻴـﺮا ﻣـﻦ اﻟﺘﻮﺷﻴﺎت اﻵﻟﻴﺔ أﺻﺎﺑﻬﺎ اﻟﻀﻴﺎع واﻻﻧﺪﺛﺎر. وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺔ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﻪ اﻟﺸﺎﻋﺮ ا8ﻐﺮﺑﻲ ا8ﺘﺼﻮف ﺣـﻤـﺪون ﺑـﻦ اﳊـﺎج اﻟﺬي ﻋﻤﺮ ﺗﻮﺷﻴﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ اﳊﺴ:r ﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪاوي اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮى ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪاوي ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼ
84
ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ
ﻏﺮﺑﻴﺔ اﳊﺴr
اﻟﺘﻮﺷﻴﺔ اﻷوﻟﻰ
Moderato - 92
85
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﺗﻮﺷﻴ ـ ـ ــﺔ ﻗﺪام رﻣﻞ ا$ﺎﻳﺔ
واﺻﻞ
Fin
86
Adagio - 58
ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ
ﻻ ﺗﺴﺄﻟﻦ اﻟﻨﺴﻴﻢ ﻵ ﺗ ـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ــﺄﻟـ ـ ـ ــﻦ اﻟ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ــﻢ ﻋ ـ ـ ـ ــﻦ أ $ـ ـ ـ ــﻲ ﻋـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ــﻲ ﺑـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ــﺖ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻓ ـ ـ ــﺮَاﻗـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ــﻢ ﺑ ـ ـ ــﺪم أﻧـ ـ ـ ــﺎ اﻟ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ــﻞ وﻗـ ـ ـ ــﺂﺗـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ــﻲ ﻗـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ــﺮ ﻵواﺧ ـ ـ ـ ــﺬ اﻟـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ــﻪ ﻗ ـ ـ ـ ــﺎﺗ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺑـ ـ ـ ـ ــﺪﻣـ ـ ـ ـ ــﻲ أﻧـ ـ ـﺘ ـ ــﻢ ﺑـ ـ ـﻨـ ـ ـﻴ ـ ـ ـﺘـ ـ ــﻢ ﻓـ ـ ــﻲ ﺣ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـﻜـ ـ ــﻢ ﺣـ ـ ــﺮﻣـ ـ ــﺂ ﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺠـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ إﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮاﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻷw اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ ا8ﻴﺰان ﻣﻦ اﻟﺪم
Moderato 0 - 84
87
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ:
ا$ﻴﺎزﻳﻦ: ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﻨﻮﺑﺔ-ﺑﻌﺪ ا8ﻘﺪﻣﺎت اﻵﻟﻴﺔ-ﺧﻤﺴﺔ أﻗﺴﺎم ،ﻳﺴﻤﻰ اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻨـﻬـﺎ ﻣﻴﺰاﻧﺎ .وﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ :اﻟﺒﺴﻴﻂ ،واﻟﻘﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ ،واﻟﺒﻄﺎﻳـﺤـﻲ ،واﻟـﺪرج، واﻟﻘﺪام ،وﻳﺘﻜﻮن ا8ﻴﺰان ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﻊ اﻵﻟﻴﺔ واﻟﻐﻨﺎﺋﻴﺔ ﺗﺨﻀﻊ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻟﻄﺒﻊ ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ﻻ ﻳﺘﻐﻴﺮ .وﻳﻐﻠﺐ ﺗﻮارد ا8ﻴﺎزﻳﻦ اﳋـﻤـﺴـﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻨـﻮﺑـﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ اﻟﺬي ذﻛﺮﺗﻪ ،ﻏﻴﺮ أن اﻟﺘﺎدﻟﻲ ذﻛﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »أﻏﺎﻧﻲ اﻟﺴﻘﺎ« أن ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﻐﻴﺮ ﺣﺴﺐ رﻏﺒﺔ اﻟﻌﺎزﻓ rوا8ﺴﺘﻤﻌ .(١٠) rوﻗﺪ أﻛﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن أن أﻫﻞ اﻷﻧﺪﻟﺲ اﻧﺤﺼﺮوا ﻓﻲ أرﺑﻌﺔ ﻣﻴﺎزﻳﻦ ،ﻫﻲ اﻟﺒﺴﻴﻂ ،واﻟﻘﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ، واﻟﺒﻄﺎﻳﺤﻲ ،واﻟﻘﺪام ،وأن ا8ﻐﺎرﺑﺔ أﺿﺎﻓﻮا ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺴﻌﺪي ﻣﻴﺰاﻧﺎ ﺧﺎﻣﺴﺎ ﻫﻮ اﻟﺪرج اﻟﺬي ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻨﻪ اﻟﻐﺮﻧﺎﻃﻲ ﺑﺎﳉﺰاﺋﺮ وا8ﺎﻟـﻮف ﻳـﺘـﻮﻧـﺲ .وﻳـﺒـﺪو أن اﻟﺪرج أﻛﺘﺴﺐ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﻫﺬه ﻣﻦ ﻛـﻮن ﺻـﻨـﺎﺋـﻌـﻪ ا8ـﺒـﺘـﻜـﺮة ﻗـﺪ أدرﺟـﺖ ﺿـﻤـﻦ ﺻﻨﺎﺋﻊ ﻣﻴﺰان اﻟﺒﻄﺎﻳﺤﻲ ،وذﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ اﻟﻘﻮﻟﺔ اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ أوﺳﺎط اﻟﻄﻠﺐ اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ :اﻟﺒﻄﺎﻳﺤﻲ ﺑﺄدراﺟـﻪ ) .(١١وإذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﻮﺑﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﲢﺘﻮي ﻋـﻠـﻰ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻴﺎزﻳﻦ ﻓﺴﺘﺪرك ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺣﺴﺎﺑﻴﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ أن ﻋﺪد ﻣﻴﺎزﻳﻦ ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﺎ8ﻐﺮب ﻫﻮ ﺧﻤﺴﺔ وﺧﻤﺴﻮن ﻣﻴﺰاﻧﺎ ،وﻣﻦ ﺛﻢ اﻛﺘﺴﺒﺖ ﺗﺴﻤﻴـﺘـﻬـﺎ ﻮﺳﻴﻘﻰ اﳋﻤﺴﺔ واﳋﻤﺴ.r ﻳﺤﺘﻮي ا8ﻴﺰان ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻨﻌﺎت ﻻ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻌﺪد ﻣﺤﺪد ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﻳﺘﻔﺎوت ﻟﺪى اﳊﻔﺎظ وا8ﻨﺸﺪﻳﻦ .وﺗﻨﺪرج ﻫﺬه اﻟﺼﻨﻌﺎت ﲢﺖ ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺴﺎم ﻛﺒﺮى ﻜﻨﻨﺎ ﲡﺎوزا ﺗﺴﻤﻴﺘﻬـﺎ »ﺣـﺮﻛـﺎت ا8ـﻴـﺰان« .وﻳـﻜـﻤـﻦ اﻟـﻔـﺮق ﺑـ rﻫـﺬه اﳊﺮﻛﺎت اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻓﻲ إﻳﻘﺎﻋﺎﺗﻬﺎ ﻻ ﻓﻲ ﻧﻐﻤﺎﺗﻬﺎ وﻃﺒﻮﻋﻬﺎ .وﻟﺒﻴﺎن ذﻟﻚ اﻓﺘﺮض أﻧﻚ أﺧﺬت ﺗﺴﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻚ إﻟﻰ ﻣﻴﺰان ﻧﻮﺑﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻛﻨﻮﺑﺔ اﻻﺳﺘﻬﻼل ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻹذاﻋﺔ ،وﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺣ rﻵﺧﺮ ﺗﻐﺎدر اﻟﻐﺮﻓﺔ ،ﺛﻢ ﺗﻌﻮد إﻟﻴﻬﺎ ،وأﻧﺖ ﺧﻼل ﲢﺮﻛﺎﺗﻚ ﻫﺬه ﺗﺘﺮ £ﺑﺄﳊﺎن ا8ﻴﺰان ا8ﺬاع ،ﻓﺴﺘﻼﺣﻆ ﻛﻠﻤﺎ ﻋﺪت إﻟﻴﻬـﺎ أن أﺻﺪاء اﻷﳊﺎن اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮ £ﺑﻬﺎ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺒﻊ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ ﻧـﻔـﺴـﻬـﺎ 8ـﻴـﺰان اﻟﻨﻮﺑﺔ ،وﻟﻦ ﻳﻔﺎﺟﺌﻚ أي ﺗﻐﻴﺮ إﻻ ﻓﻲ إﻳﻘﺎع اﻷﳊﺎن ﺑﺴﺒﺐ اﻧـﺘـﻘـﺎل ﺻـﻨـﻌـﺎت ا8ﻴﺰان ﻋﺒﺮ اﳊﺮﻛﺎت اﻹﻳﻘﺎﻋﻴﺔ اﻟﺜﻼث ،وﻫﻲ اﻟﺘﺼﺪرة واﻟﻘﻨﻄﺮة واﻻﻧﺼﺮاف. وﻳﺘﻢ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺔ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﺼﻨـﻌـﺎت اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺪرة ﺗﺆدى ﺑﺒﻂء ﻛﺒﻴﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺼﻨﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ا8ﻴﺰان، 88
ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ
وﻫﻜﺬا ﺗﺘﻀﺎﻋﻒ اﻟﺴﺮﻋﺔ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ،وﻛﻠﻤﺎ اﻗﺘﺮﺑﻨﺎ ﻣﻦ اﻻﻧﺼﺮاف اﺣﺘﺪت اﻟﺴﺮﻋﺔ ﻟﺘﺒﻠﻎ ﻣﻨﺘﻬﺎﻫﺎ ﻋﻨﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ ا8ﻴﺰان. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺴﺘﻤﻊ ﺑﺎﻣﻌﺎن إﻟﻰ ا8ﻴﺰان ﻛﺎﻣﻼ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻼﺣﻆ أﻧﻪ ﻳﺘﺮﻛـﺐ ﺳـﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻨﻌﺎت ،وﻫﻲ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﺪدﻫﺎ ﻓﻲ ا8ﻴﺰان ﺗﺆدي إﻟﻰ اﻟﻨﺴﻖ اﻟﺘﺎﻟﻲ:
-١اﻟﺘﺼﺪرة واﻟﺼﻨﻌﺎت اﳌﻮﺳﻌﺔ:
أﻣﺎ اﻟﺘﺼﺪرة ﻓﻬﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻨﻌﺎت ا8ﺸﻐﻮﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻛﺔ ﺑﻄﻴﺌﺔ ﺟﺪا .وﻳﺼﺪر ﺑﻬﺎ ا8ﻴﺰان ﺑﻌﺪ أداء اﳉﻮق ﻟﺘﻮﺷﻴﺔ آﻟﻴﺔ ﺑﻌـﺰﻓـﻬـﺎ ﻋـﻠـﻰ إﻳﻘﺎع اﻟﺼﻨﻌﺎت ﻧﻔﺴﻪ .وأﻣﺎ اﻟﺼﻨﻌﺎت ا8ﻮﺳﻌﺔ ﻓﻬﻲ ﻗﻄﻊ ﺑﻄﻴـﺌـﺔ اﻷداء وإن ﺗﻜﻦ أﺧﻒ ﻣﻦ ﺳﺎﺑﻘﺎﺗﻬﺎ.
-٢اﻟﻘﻨﻄﺮة:
ﻫﻲ ﺻﻨﻌﺎت وﺳﻄﻰ أﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ،ﺗﺘﺪرج ﻋﺎدة ﻣﻦ اﻟﺒﻂء ﻧﺤﻮ اﻟﺴﺮﻋﺔ ،وﺗﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ اﻟﻘﻨﻄﺮة اﻷوﻟﻰ ،ﺗﻠﻴﻬﺎ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺻﻨﻌﺔ واﺣﺪة إﻟﻰ أرﺑﻊ ﺻﻨﻌﺎت، ﺛﻢ اﻟﻘﻨﻄﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺘﺤﻮل ﻣﻦ اﻟـﺒـﻂء ﻧـﺤـﻮ اﻟﺴﺮﻋﺔ .ﻓﻜﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻰ »اﻟﻘﻨﻄﺮة« ﻣﻄﻠﻘﺎ.
-٣اﻻﻧﺼﺮاف واﻟﻘﻔﻞ:
ﻳﻄﻠﻖ اﻻﻧﺼﺮاف ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮع اﻟﺼﻨﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻲ اﻟﻘﻨﻄﺮة .وﻫﻲ ﺗﻌﺰف ﻓﻲ إﻳﻘﺎع ﺣﺜﻴﺚ ،وﺗﺘﻀﺎﻋﻒ ﺳﺮﻋﺘﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎ اﻗﺘﺮب اﳉﻮق ﻣﻦ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ .واﻟﻘﻔﻞ ﺻﻨﻌﺔ واﺣﺪة ﻳﺨﺘﻢ ﺑﻬﺎ ا8ﻴﺰان ،وﺗﻌﺰف ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻛﺴﺎﺋﺮ ﺻﻨﻌـﺎت اﻻﻧـﺼـﺮاف اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻏﻴﺮ أﻧﻬﺎ ﲡﻨﺢ إﻟﻰ اﻟﺒﻂء ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،ﻬﻴﺪا ﻟﻼﻧﺘﻘﺎل إﻟﻰ ا8ﻴﺰان ا8ﻮاﻟﻲ وﻋﻤﻼ ﺑﺎﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻟﺬي ﻠﻴﻪ ا8ﺜﻞ اﻟﺴﺎﺋﺮ ﺑ rأﺻﺤﺎب »اﻵﻟﺔ« ،واﻟﺬي ﻳﻘﻮل» :ﻛﻤﺎ ﺑﺪأت اﻟﻌﻤﻞ ﻓﺎﺧﺘﻤﻪ« وﻫﻮ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻻ ﻳﺸﺬ ﻋﻨﻪ إﻻ اﻧﺼﺮاف اﻟﻘﺪام اﻟﺬي ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﻪ اﻟﻨﻮﺑﺔ. وﻓﻲ رأﻳﻨﺎ أن ﺗﻌﺎﻗﺐ اﻟﺼﻨﻌﺎت ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﻤـﻂ ا8ـﺮﺳـﻮم ﻟـﻴـﺲ ﻣـﺤـﺾ ﺻﺪﻓﺔ وﻻ .وﻟﻴﺪ ﻋﻔﻮﻳﺔ ،وﻟﻜﻨﻪ وﺟﻪ آﺧﺮ ﻣﻦ وﺟﻮه اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺬي ﺣﺼﻞ ﺑr ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ وﻣﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﺸﻌﻮب اﻷوروﺑﻴﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ ،وﺷـﻌـﻮب اﳉـﺰﻳـﺮة 89
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
اﻻﻳﺒﺮﻳﺔ ﺧﺼﻮﺻﺎ :ﻓﺈن اﻟﻨﺎﻇﺮ إﻟﻰ ﻗﺎﻟﺐ اﻟﺴﻮﻧﺎﺗﺔ ا8ﻜﺘﻮﺑﺔ ﻟﻠﻜﻤﺎن ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ روادﻫﺎ اﻷواﺋﻞ أﻣﺜﺎل ﻛﻮرﻳﻠﻲ ،وﻓﻴﻔﺎﻟﺪي اﻻﻳﻄـﺎﻟـﻴـ،r وﻟﻮﻛﻠﻴﺮ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻟﻴﻘﻒ ﻣﺸﺪوﻫﺎ أﻣﺎم اﻟﺸﺒﻪ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑ rﺣﺮﻛﺎت اﻟﺴﻮﻧـﺎﺗـﺔ وﺻﻨﻌﺎت ا8ﻴﺰان .ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﻮﻧﺎﺗﺔ آﻧﺬاك ﺗﺘﺮﻛﺐ ﻣﻦ أرﺑﻊ ﺣﺮﻛﺎت ﻫﻲ: -١اﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻴﺔ :وﺗﺆدى ﻓﻲ إﻳﻘﺎع ﺑﻄﻲء ووﻗﻮر. -٢اﻟﻠﻴﺠﺮو :وﻫﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ. -٣أداﺟﻴﻮ :وﻫﻲ أﻗﻞ ﺳﺮﻋﺔ ﻣﻦ ﺳﺎﺑﻘﺘﻬﺎ. -٤اﻟﻠﻴﺠﺮو أو ﻓﻴﻔﺎﺗﺸﻲ :وﻫﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺟﺪا ،وﺗﺆدى ﺑﺨﻔﺔ وﺣﻴﻮﻳﺔ. وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺆﻛﺪ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻟﻠﻨﻮﺑﺔ ﻗﺎﻟﺐ ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ ﻣﺤـﺪد ،وأﻧـﻬـﺎ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ازدﻫﺎرﻫﺎ ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ﻃﺒﻌﺖ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷوروﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ا8ـﺪارس اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺘﺄﻟﻴﻒ اﻵﻟﻲ ﺆﺛﺮات ﻇﻬﺮت ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﺴﻮﻧﺎﺗﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺪدت اﻟﻘﺎﻟﺐ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ ﻟﻸﺷﻜﺎل ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ،وﻟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺨﻠﺺ ﺑﻌﺪ ﻫﺬه ا8ﻘﺎرﻧﺔ إﻟﻰ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻫﻨﺮي ﻓﺎرﻣﺮ ،وﻫﻲ أن اﻟﻨﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺻﻮرﺗﻬﺎ اﳊﺎﻟﻴﺔ ﺗﻀﺎﻫﻲ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﻓﻲ أوروﺑﺎ دورة اﳊﺮﻛﺎت ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ )Suites de (١٢ piecesوﻟﻴﺲ ﻳﻌﻨﻲ ﻓﺎرﻣﺮ ﺑﺎﳊﺮﻛﺎت ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻼﻣﻪ ﻏﻴﺮ ﺻﻨﺎﺋﻊ ا8ﻴﺰان اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮاﻟﻰ اﻟﻮاﺣﺪة ﺑﻌﺪ اﻷﺧﺮى ﻣﻦ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻨﻮﺑﺔ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ. وﻧﺮﺟﻊ إﻟﻰ ا8ﺘﺘﺎﺑﻌﺎت ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ،ﻓﻨﺠﺪ أﻧﻬﺎ ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﻊ اﻵﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺰف ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎم واﺣﺪ ،وإن ﺗﻜﻦ ﻣﺨﺘﻠـﻔـﺔ ﻓـﻲ ﻃـﺒـﺎﺋـﻌـﻬـﺎ وإﻳﻘﺎﻋﺎﺗﻬﺎ .وﺎ أن أﻫﻢ ﻋﻨﺎﺻﺮ ا8ﺘﺘﺎﺑﻌﺎت ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺑﺤﺮﻛﺎت اﻟﺮﻗﺺ ﻓﻘﺪ ﺳﻤﻴﺖ ﻫﺬه ا8ﻌﺰوﻓﺎت ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺎت اﻟﺮﻗﺺ اﻵﻟﻴﺔ .وﻗﺪ ﻛـﺎن ﻫـﺬا اﻻﺳـﻢ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ ا8ﺆﻟﻔﺎت ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﻧـ rاﻟـﺴـﺎدس ﻋـﺸـﺮ واﻟـﺴـﺎﺑـﻊ ﻋﺸﺮ ،ﺣﺘﻰ اﻟﺘﻲ ﺳﻤﺎﻫﺎ ﻣﺆﻟﻔﻮﻫﺎ ﺳﻮﻧﺎﺗﺔ أو ﺳﻨﻔﻮﻧﻴﺔ ) .(١٣وﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ ﺗﺄﻛﻴﺪ وﺟﻮه اﻟﺸﺒﻪ ﺑ rا8ﺘﺘﺎﺑﻌﺎت وﺑ rﻣﻴﺎزﻳﻦ اﻟﻨﻮﺑﺔ أن اﻟﻘﻄﻌﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﺗﺒـﺘـﺪىء ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺑﺎﻓﺘﺘﺎﺣﻴﺔ ﺣﺮة ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻃﺎﺑﻊ اﻻرﲡﺎل ،وﻳﺴﻮي اﻟﻌﺎزﻓﻮن ﺧﻼﻟﻬـﺎ ﻋﻴﺪاﻧﻬﻢ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﺪء ﻓﻲ اﳊﺮﻛﺎت )-(١٤وﻫﺬه وﻻ رﻳﺐ ﺻﻮرة ﻣﻦ ا8ﺜﺎﻟﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ اﻟﻨﻮﺑﺔ-ﺗﺘﻠﻮﻫﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﻊ ﲢﻤﻞ أﺳﻤﺎء ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺣﺴﺐ ﻣـﻨـﺎﻃـﻖ اﻟﻨﻔﻮذ اﻷوروﺑﻲ ،ﻣـﺜـﻞ Lessonﺑﺎﻧﻜـﻠـﺘـﺮا ،و Partitaﺑﺄ8ﺎﻧﻴﺎ واﻳﻄـﺎﻟـﻴـﺎ ،وOrder ﺑﻔﺮﻧﺴﺎ .،ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻳﺠﻮز ﺣﺬف ﺑﻌﻀﻬﺎ أو ﺗﻌـﻮﻳـﻀـﻬـﺎ ﺑـﺄﺧـﺮى ﺣـﺴـﺐ أذواق اﻟﻌﺎزﻓ .rﻫﻜﺬا ﻛﺎﻧﺖ ا8ﺘﺘﺎﺑﻌﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ ،وﻋﻨﺪﻣﺎ اﻛﺘﻤﻠﺖ ﻟﻬﺎ 90
ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ
ا8ﻴﺰات اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻟﻮﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ اﳊﺮﻛﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ. -١اﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻴﺔ :وﻫﻲ اﺧﺘﻴﺎرﻳﺔ .وأﺳﻠﻮﺑﻬﺎ ارﲡﺎﻟﻲ. -٢اﻷ$ﺎﻧﻴﺔ L’Allemande :ﻣﻌﺘﺪﻟﺔ اﻟﺴﺮﻋﺔ .ﻣﻴﺰاﻧﻬﺎ ﺛﻨﺎﺋﻲ /٤ ٤/٤ -٢/٢ ٢أﺻﻠﻬﺎ ﻣﻦ أ8ﺎﻧﻴﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺬﻟﻚ اﺳﻤﻬﺎ .وﺗﻌﺘﺒﺮ ﺑﺪاﻳﺔ ﻟﻠﻤﺘﺘﺎﺑﻌـﺎت ،ﻛـﻤـﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ أﺳﺎﺳﺎ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺎت اﻟﺴﻮﻧﺎﺗﺔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ. -٣ﻛﻮراﻧﺖ )اﳉﺎرﻳـﺔ( Courante:وﻫﻲ ﻧﻮﻋﺎن :اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ واﻳﻘﺎﻋﻬﺎ ﺛﻨـﺎﺋـﻲ ،٤/٤وﺳﻴﺮﻫﺎ ﺳﺮﻳﻊ .واﻻﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ،وﻫﻲ ﻣﺘﻔﺮﻋﺔ ﻋﻦ اﻷوﻟﻰ ،وﻟﻜﻨـﻬـﺎ ﺗـﺘـﻤـﻴـﺰ ﺑﺎﻳﻘﺎﻋﻬﺎ اﻟﺜﻼﺛﻲ ٤/٤أو ،٣/٤وﻛﺬا ﺑﺤﺮﻛﺘﻬﺎ اﻟﺴﺮﻳﻌﺔ. -٤ﺳﺎراﺑﺎﻧﺪ Sarabande: :رﻗﺼﺔ ﺑﻄﻴﺌﺔ اﳊﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﻣـﻴـﺰان ٣/٢أو .٣/٤ اﺷﺘﻘﺖ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﺳﻢ ﻣﺒﺘﻜﺮﻫﺎ زاراﺑﺎﻧﺪا اﻟﺮاﻗﺺ اﻹﺳﺒﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻈﻦ أﻧﻪ أﺧﺬﻫﺎ ﻋﻦ اﻟﻌﺮب ﻓﻲ اﻷﻧﺪﻟﺲ» .واﻧﺘﺸﺮت ﺑﺎﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ،أواﺳﻂ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ ،ﻓﻲ أﺳﻠﻮب ﺷﺪﻳﺪ اﻹﺛﺎرة ﻳﺆﻛﺪ أﺻﻠﻬﺎ اﻟﺸﺮﻗﻲ« ).(١٥ وﺗﻌﺘﺒﺮ اﳊﺮﻛﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻣﻦ ﺑ rا8ﺘﺘﺎﺑﻌﺎت ،ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺪ أﺻﻞ اﳊﺮﻛﺔ اﻟﺒﻄـﻴـﺌـﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻮﻧﺎﺗﺔ. -٥ﺟﻴﻚ Gigue:رﻗﺼﺔ إﻳﻄﺎﻟﻴﺔ أو اﳒﻠﻴﺰﻳﺔ اﻷﺻﻞ .ﻣﻴﺰاﻧﻬـﺎ ﺛـﻨـﺎﺋـﻲ أو ﺛﻼﺛﻲ وﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﺛﻼﺛﻲ اﻟﺘﻮﻗـﻴـﻊ ) ٣/٨أو .(٨ /٦ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺟﺪا وﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺤﺎﻛﺎة ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ،ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺟﻴﻊ ﺟﻤـﻞ ﻣـﻮﺳـﻴـﻘـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻧﻐﻤﻴﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ .وﺑﻬﺎ ﺗﺨﺘﻢ ا8ﺘﺘﺎﺑﻌﺎت. وﻣﻬﻤﺎ ﺗﺘﺴﻊ اﻟﻔﺮﻗﺔ ﺑ rاﻟﺘﺴﻤﻴﺎت اﻻﺻﻄﻼﺣﻴﺔ ﻷﺟﺰاء اﻟﻨﻮﺑﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ وﻗﻄﻊ ا8ﺘﺘﺎﺑﻌﺎت اﻷوروﺑﻴﺔ ﻓﺈن ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺸﺒﻪ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﻟﺘﺆﻛﺪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ، وﻫﻲ أن اﻷوروﺑﻴ rﺗﺄﺛﺮوا ﻣﺒﺎﺷﺮة أو ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴ rاﻹﺳﺒﺎن ﺑﻨﻈﺎم اﻟﻨﻮﺑﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺣﺘﻰ أن اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻓﺎرﻣﺮ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ أي ﺣﺮج ﻓﻲ أن ﻳﻘﻮل» :إن ﻣﻦ اﻟﺮاﺟﺢ أن اﻻﺻﻄﻼح اﻷوروﺑﻲ ) (Suiteﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻨﻘﻮﻻ ﻋﻦ اﻟﻠﻔﻆ اﻟﻌﺮﺑﻲ )ﻧﻮﺑﺔ( ) (١٦إذ إن ﻣﻌﻨﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ) (Suiteوﻧﻮﺑﺔ واﺣﺪ ﺎﻣﺎ .وﻟﻴﺲ ﺛﻤﺔ أي ﺷﻚ ﻓﻲ ﻧﺸﺄة اﻟﻨﻮﺑﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺒﻞ أﻟﻒ ﺳﻨﺔ ا8ﺎﺿﻴﺔ ،ﻓﻼ ﻜﻦ أن ﻳﻜـﻮن اﻟـﻌـﺮب ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﻘﻠﻮا اﺻﻄﻼﺣﻬﻢ ﻋﻦ أوروﺑﺎ ) .(١٧وﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ اﺳﺘﻌﺮاض أﻫﻢ وﺟﻮه ذﻟﻚ اﻟﺸﺒﻪ. ﺗﺘﻮاﻟﻰ اﻟﺮﻗﺼﺎت ﻓﻲ ا8ﺘﺘﺎﺑﻌﺎت ﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻮاﻟﻰ اﻟﺼﻨﻌﺎت ﻓﻲ ا8ﻴﺰان. 91
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﻻ ﻳﺘﻐﻴﺮ ا8ﻘﺎم ﻓﻲ ﻣﻴﺎزﻳﻦ اﻟﻨﻮﺑﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ،وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺸﺄن ﻓﻲ ا8ﺘﺘﺎﺑﻌﺎت. ﻳﺘﻨﻮع اﻻﻳﻘﺎع ﻣﻦ ﻣﻴﺰان ﻵﺧﺮ ،واﻷﻣﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ ا8ﺘﺘﺎﺑﻌﺎت. ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻛﻞ ﻣﻴﺰان ﻋﻠﻰ ﺻﻨﺎﺋﻊ ﻣﻦ اﳋﻔﻴﻒ وأﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺜﻘﻴﻞ .وﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺤﺎﻛﻲ ﻧﻈﺎم ﺑﻌﺾ رﻗﺼﺎت اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻮﺳﻴـﻂ اﻟـﺘـﻲ ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗـﻌـﺮض ﻣـﺜـﻨـﻰ )اﻷوﻟﻰ ﺑﻄﻴﺌﺔ ،واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺧﻔﻴﻔﺔ(. ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻷوزان ﺑﺪورﻫﺎ ﻋﻨﺼﺮا ﻣﺸﺘﺮﻛﺎ ﺑ rاﻟﺼﻨﻌﺎت وﺑﻌﺾ ا8ﺘﺘﺎﺑﻌﺎت،وﺧﺼﻮﺻﺎ اﻷوزان اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :اﻟﻜﻮراﻧﺖ اﻻﻳﻄﺎﻟﻴﺔ وﻗﻨﻄﺮة اﻟﺒﺴﻴﻂ = .٣/٤ اﳉﻴﻚ واﻧﺼﺮاف اﻟﻘﺪام= .٦/٨ ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﻨﺴﻖ اﻟﻌﺎم اﻟﺬي ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻪ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﺼﻨﻌﺎت ﻓﻲ ا8ﻴﺰان اﻟﻮاﺣﺪ، وﻫﻮ ﻧﺴﻖ ﻻ ﲢﻴﺪ ﻋﻨﻪ إﻻ ﺻﻨﻌﺎت ﻣﻴﺰان اﻟﺪرج اﻟﺬي ﻳﻜﺎد ﻳﺤﺎﻓﻆ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎم اﻳﻘﺎﻋﻲ ﻣﺘﻮاﺗﺮ ﺗﺘﺮﻧﺢ ﺳﺮﻋﺘﻪ ﺑ rاﻫﺘﺰاز اﻟﻘﻨﻄﺮة وﺧﻔﺔ اﻻﻧﺼﺮاف. وﻋﻠﺔ ﻴﺰ اﻟﺪرج ﺑﻬﺬه اﳋﺼﻮﺻﻴﺔ أﻧﻪ ﻳﺤﺘﻀﻦ أﻏﻠﺐ اﻟﺒﺮاول اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻦ اﺑﺘﻜﺎر ﺷﻌﺮاء ﻣﻐﺎرﺑﺔ .وﻫﻲ ﺻﻨﻌﺎت أرﻳﺪ ﻟﻬﺎ أن ﺗﻜﻮن ﺧﻔﻴﻔﺔ اﻷداء ﻣـﺮﺣـﺔ اﳊﺮﻛﺔ .وﻋﻠﺔ أﺧﺮى ﻟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﻛﻮن ﻣﻴﺰان اﻟﺪرج ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻬﺪ ﺑﺎﻻﺑﺘﻜﺎر، وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﺤﻤﻞ ﻛﻞ اﳋﺼﺎﺋﺺ اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﲢﻤﻠﻬـﺎ ا8ـﻴـﺎزﻳـﻦ اﻷرﺑـﻌـﺔ اﻷﺧﺮى ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﺤﺘﻮاه ﻣﻦ اﻟﺼﻨﻌﺎت ﻣﺎ ﺑﻠﻐﻪ ﺣﺠﻢ ﺗﻠﻚ ا8ﻴﺎزﻳﻦ ،وﻣﻦ ﺛﻢ أﻳﻀﺎ ﻏﺪا ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ،ﺑﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺴﻒ أن ﺗﺼﻨﻒ ﺻﻨﻌﺎﺗﻪ ﺿﻤﻦ اﳊﺮﻛﺎت اﻟﺜﻼث ،اﻟﺘﺼﺪرة ا8ﻮﺳﻌﺔ ،ﻓﺎﻟﻘﻨﻄﺮة ا8ﻬﺰوزة ،ﻓﺎﻻﻧﺼﺮاف اﻟﺴﺮﻳﻊ.
اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻟﻠﺼﻨﻌﺔ:
وﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻘﺼﻲ اﻟﺼﻨﻌﺎت ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﲢﺘﻀﻨﻬﺎ ﻣﻴﺎزﻳﻦ اﻟـﻨـﻮﺑـﺎت ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺗﺮﻛﻴﺒﻬﺎ اﻟﻠﺤﻨﻲ واﻻﻳﻘﺎﻋﻲ .وﻧﺮﻳﺪ ﻫﻨﺎ أن ﻧﻠﻘﻲ ﻧﻈﺮة ﻛﺎﺷﻔﺔ ﻋﻠﻰ أﺎط ا8ﺼﻨﻌﺎت ا8ﻐﻨﺎة ﻗﺼﺪ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻫﻴﻜﻠﻬﺎ اﻟﻠﺤﻨﻲ، ﻣﺮﺟﺌ rاﻟﻜﻼم ﻓﻲ ﺑﻨﻴﺘﻬﺎ اﻻﻳﻘﺎﻋﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﻔﺼﻞ اﳋﺎص ﻮازﻳﻦ اﻟﺼﻨﻌﺎت: ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺼﻨﻌﺔ ﺜﺎﻳﺔ اﻟﻮﺣﺪة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﻴﺰان ،وﻫﻲ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺑﻴـﺘـr ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ وﺳﺒﻌﺔ أﺑﻴﺎت ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺜﺮ .وﺗﻌﺮف ﺑﻌﺪد أﺑﻴﺎﺗﻬﺎ ،ﻓﻴﻘﺎل ﻟﻠﺼـﻨـﻌـﺔ ذات اﻟﺒﻴﺘ rﺻﻨﻌﺔ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ،وﻟﺬات اﻷﺑﻴﺎت اﻟﺜﻼﺛﺔ ﺻﻨﻌﺔ ﺛﻼﺛﻴﺔ ،وﻫﻜﺬا ).(١٨ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺼﻨﻌﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﻋﺪد أﺑﻴﺎﺗﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز ﳊﻨ rﻣﻮﺳﻴﻘﻴ rﻳﺨﻀﻌﺎن ﻟﻄﺒﻊ اﻟﻨﻮﺑﺔ ،أو ﻟﻄﺒﻊ اﻟﺼﻨﻌﺔ ا8ﻠﺤﻘﺔ ﺑﻬﺎ ،وﻳﺨﺘﻠـﻒ وﺿـﻊ ﻫـﺬﻳـﻦ اﻟـﻠـﺤـﻨـr 92
ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ
ﺑﺎﺧﺘﻼف اﻟﺼﻨﻌﺎت وﻋﺪد أﺑﻴﺎﺗﻬﺎ: اﻟﺼﻨﻌﺔ اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ :ﻳﻌﺘﺒﺮ اﳊﺎج ادرﻳﺲ ﺑﻦ ﺟﻠﻮن اﻟﺼﻨﻌﺔ اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ رﺑﺎﻋﻴﺔ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻋﺪد أﺷﻄﺮﻫﺎ ،وﻫﻮ ﻳﺮى أن ﳊﻨﻬﺎ اﻷول ﻳﺤﺘﻞ ﺷﻄﺮﻳﻬﺎ اﻷوﻟr وﺷﻄﺮﻫﺎ اﻟﺮاﺑﻊ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺸﻐﻞ ﳊﻨﻬﺎ اﻟﺜﺎﻧـﻲ ﻛـﺮﺳـﻴـﻬـﺎ أي ﺷـﻄـﺮﻫـﺎ اﻟـﺜـﺎﻟـﺚ، وﻳﻨﻄﺒﻖ ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺸﺎد. اﻟﺼﻨﻌﺔ اﻟﺜﻼﺛـﻴـﺔ :ﺗﻐﻨﻰ اﻷﺑﻴﺎت ﻋﻠﻰ ﳊﻦ واﺣﺪ .وﻗﺪ ﻳﻘـﺘـﺼـﺮ ﻋـﻠـﻰاﻧﺸﺎد ﺑﻴﺘ rﻓﻘﻂ دﻓﻌﺎ ﻟﻠﺘﻜﺮار .وﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ﺻﻨﻌﺔ »إن أﺣﺴﻨﻮا ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ« ،وﺻﻨﻌﺔ ﻻ ﻳﺎ ﻋﺸﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﺴﻴﻂ رﺻـﺪ اﻟـﺬﻳـﻞ ،وﺻـﻨـﻌـﺔ ﻗـﻢ واﻧـﻈـﺮ ﻣـﻦ ﻗـﺪام ﻏـﺮﻳـﺒـﺔ اﳊﺴ.r اﻟﺼﻨﻌﺔ اﻟﺮﺑﺎﻋـﻴـﺔ :ﻳﻠﺤﻘﻬﺎ اﳊﺎج ادرﻳﺲ ﺑﻦ ﺟﻠﻮن ﺑﺎﻟﺼﻨﻌﺔ اﻟﺜـﻨـﺎﺋـﻴـﺔذات اﻷﺷﻄﺎر اﻷرﺑﻌﺔ .وﻗﺪ ﺳﺠﻞ وﺟﻮد ﺻﻨﻌﺎت رﺑﺎﻋﻴﺔ اﻷﺷﻄﺎر ﺗﻨﺸﺪ ﻋﻠﻰ ﳊﻦ واﺣﺪ ﻻ ﻳﺘﻐﻴﺮ ،ﻓﺬﻛﺮ أن ا8ﻨﺸﺪﻳﻦ أﺿﺎﻋﻮا ﻛﺮﺳﻴﻬﺎ ) .(١٩وﻫﻨﺎك ﺻﻨﻌﺎت رﺑﺎﻋﻴﺔ ﻳﺸﻐﻞ ﻛﺮﺳﻴﻬﺎ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺜﺎﻟﺚ ،وﻫﻲ ﺑﺬﻟﻚ أﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﺼﻨﻌﺔ اﳋﻤﺎﺳـﻴـﺔ اﻟﺘﻲ أﺟﺘﺰىء ﺑﻴﺖ ﻣﻦ ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ ،وﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ﺻﻨﻌﺔ »ﻳﺎ ﻟﻴﻞ ﻃﻞ أوﻻ ﺗﻄﻞ« ﻣﻦ درج رﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ .ﻛﻤﺎ أن ﻫﻨﺎك ﺻﻨﻌﺎت أﺧﺮى رﺑﺎﻋﻴﺔ ﻳﺸﻐﻞ ﻛﺮﺳﻴﻬﺎ ﺑﻴﺘﻬﺎ اﻟﺮاﺑﻊ، ﻓﺘﺄﺗﻲ أﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﺼﻨﻌﺔ اﳋﻤﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻘﺼﻬﺎ ﺧﺮوﺟﻬﺎ ،وﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ﺻﻨﻌﺔ »ﻻ ﻳﺎ ﻋﺸﻴﺔ« ﻣﻦ ﻗﺪام رﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ. اﻟﺼﻨﻌﺔ اﳋﻤﺎﺳﻴﺔ :ﻳﺸﻐﻞ ﳊﻨﻬﺎ اﻷول دﺧﻮﻟﻬﺎ ،أي أﺑﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻷوﻟﻰ، وﺧﺮوﺟﻬﺎ أي ﺑﻴﺘﻬﺎ اﳋﺎﻣﺲ .وﻳﺸﻐﻞ ﳊﻨﻬﺎ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺗﻐﻄﻴﺘﻬﺎ ،أي ﺑﻴﺘﻬﺎ اﻟﺮاﺑﻊ، وﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ﺻﻨﻌﺔ ﻋﺮوس ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺑﺴﻴﻂ رﻣﻞ ا8ﺎﻳـﺔ .وﻫـﻨـﺎك ﺻـﻨـﻌـﺎت ﻧﺎدرة ﻳﺘﻮزع ﳊﻨﺎﻫﺎ ﺻﺪور وأﻋﺠﺎز أﺑﻴﺎﺗﻬﺎ اﳋﻤﺴﺔ. اﻟﺼﻨﻌﺔ اﻟﺴﺪاﺳﻴﺔ :ﻳﺸﻐﻞ ﳊﻨﻬﺎ اﻷول أﺑﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓـﺔ إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻬﺎ اﻟﺴﺎدس ،وﻳﺸﻐﻞ ﳊﻨﻬﺎ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﻴﺘﻴﻬﺎ اﻟـﺮاﺑـﻊ واﳋـﺎﻣـﺲ .وﻫـﻨـﺎك ﺻﻨﻌﺎت ﻧﺎدرة ﻳﺸﻐﻞ ﳊﻨﻬﺎ اﻷول أﺑﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻷوﻟﻰ وﻳﺸﻐﻞ ﳊﻨﻬﺎ اﻟﺜﺎﻧﻲ أﺑﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻷﺧﻴﺮة .وﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ﺑﺮوﻟﺔ »ﻳﺎ ﻟﻌﺎﻛﻔﺎ ﻓﺎﺳﻤﺎوى« ﻣـﻦ درج رﺻـﺪ اﻟﺬﻳﻞ ،وﺻﻨﻌﺔ »أن ﻗﻴﻞ زر« ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ رﻣﻞ ا8ﺎﻳـﺔ ،وﻫـﻲ ﻓـﻲ ﻧـﻈـﺎم ﺗﺴﻠﺴﻞ ﳊﻨﻬﺎ ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﺎﻟﺼﻨﻌﺎت اﳋﻤﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻘﺼﻬﺎ ﺧﺮوﺟﻬﺎ. اﻟﺼﻨﻌﺔ اﻟﺴﺒﺎﻋـﻴـﺔ :ﻳﺮﻛﺐ ﳊﻨﻬﺎ اﻷول ﺑﻴﺘﻴﻬﺎ اﻷول واﻟﺴـﺎدس ،وﻳـﺮﻛـﺐ ﳊﻨﻬﺎ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻛﺮﺷﻬﺎ أي أﺑﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ ) (،٥ ٬٤ ٬٣ ٬٢وﺧﺮوﺟﻬﺎ أي ﺑﻴﺘﻬﺎ 93
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
اﻷﺧﻴﺮ .وﻫﻨﺎك ﺻﻨﻌﺎت ﻧﺎدرة ﻳﺮدد ﳊﻨﻬﺎ اﻷول ﻣﻊ ﺑﻴﺘﻴﻬﺎ اﻷوﻟ rوﺑﻴـﺘـﻴـﻬـﺎ اﻷﺧﻴﺮﻳﻦ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻐﻄﻲ ﳊﻨﻬﺎ اﻟﺜﺎﻧﻲ أﺑﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ اﻟﺒﺎﻗﻴﺔ .وﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ﺻﻨﻌﺔ »ﻬﺠﺘﻲ ﺗﻴﺎه« ﻣﻦ اﻧﺼﺮاف اﺑﻄﺎﻳﺤﻲ رﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ .وﺑـﺠـﺮى أداء اﻟـﺼـﻨـﻌـﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ: اﻟﺼﻨﻌﺔ اﳋﻤﺎﺳﻴﺔ(٢٠) :اﻟﺒﻴﺖ اﻷول :ﻳﻐﻨﻰ ﺛﻢ ﻳﻌﺎد ﳊﻨﻪ ﻋﺰﻓﺎ ).(٢١ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻳﻐﻨﻰ ﺛﻢ ﻳﻌﺎد ﳊﻨﻪ ﻋﺰﻓﺎ. اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻳﻐﻨﻰ ﻻ ﻏﻴﺮ. اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺮاﺑﻊ :ﻳﻐﻨﻰ ﺻﺪره ﺛﻢ ﻳﻌﺎد ﳊﻨﻪ ﻋﺰﻓﺎ ،ﺛﻢ ﻳﻐﻨﻰ ﻋﺠﺰه. اﻟﺒﻴﺖ اﳋﺎﻣﺲ :ﻳﻐﻨﻰ ﻛﺎﻣﻼ ﻻ ﻏﻴﺮ. اﻟﺒﻴﺖ اﻷول :ﻳﻐﻨﻰ ﺻﺪره ،ﺛﻢ ﻳﻌﺎد ﳊﻨﻪ ﻋﺰﻓﺎ ،ﺛﻢ ﻳﻐﻨﻰ ﻋﺠﺰه. اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻳﻐﻨﻰ ﻛﺎﻣﻼ ﻻ ﻏﻴﺮ. اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻳﻐﻨﻰ ﻛﺎﻣﻼ ،ﺛﻢ ﻳﻌﺎد ﳊﻨﻪ ﻋﺰﻓﺎ. اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺮاﺑﻊ :ﻳﻐﻨﻰ ﻛﺎﻣﻼ ،ﺛﻢ ﻳﻌﺎد ﳊﻨﻪ ﻋﺰﻓﺎ. اﻟﺒﻴﺖ اﳋﺎﻣﺲ :ﻳﻐﻨﻰ ﻛﺎﻣﻼ ﻻ ﻏﻴﺮ. اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺴﺎدس :ﻳﺆدى ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ اﻟﺒﻴﺖ اﻷول. اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺴﺎﺑﻊ :ﻳﺆدى ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ. وﻟﺘﺴﻤﻴﺔ أﳊﺎن اﻟﺼﻨﻌﺎت ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ أرﺑﺎب اﻟﻔﻦ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻳﺒﻠﻎ ﺗﻌﺪادﻫﺎ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ،ﺳﺘﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﲢﻤﻞ ﻣﻔﻬﻮﻣﺎ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺎ ،وﻫﻲ :اﻟﻜﺮﺳﻲ ،واﻟﻜﺮﺳﻲ اﻷول ،واﻟﻜﺮﺳﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،واﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ،واﻟﻜﺮش ،واﻟﻮﺳﻂ ،واﺛﻨﺎن ﻳﺤﻤﻼن ﻣﻔﻬﻮﻣﺎ ﻋﺮوﺿﻴﺎ وﻫﻤﺎ اﻟﺪﺧﻮل واﳋﺮوج. وﻳﻼﺣﻆ ﻓﻲ اﻃﻼق ﻫﺬه ا8ﺼﻄﻠﺤﺎت ﻣﺎﻳﻠﻲ: -١أن ا8ﺼﻄﻠﺢ اﻟﻮاﺣﺪ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻣﺪﻟﻮﻟﻪ ﺑﺘﻐـﻴـﺮ ﻣـﻮﻗـﻊ اﻟـﻠـﺤـﻦ اﻟـﺬي ﻳـﻄـﻠـﻖ ﻋﻠﻴﻪ. -٢أن ﺗﺴﻤﻴﺔ اﻟﻠﺤﻦ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼف ﻣﻮﻗﻌﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﻨﻌﺔ. وﻜﻦ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﻫﺬه ا8ﺼﻄﻠﺤﺎت إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﺻﻨﺎف: اﻟﺼﻨﻒ اﻷول :ﻣﺎ ﻳﺨﺘﺺ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﺼﻨﻌﺎت اﻟﺴﺒﺎﻋﻴﺔ .وﺑﻴﺎﻧﻪ ﻛﺎﻵﺗﻲ:
94
ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ
5432
اﻟﺼﻨﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻴﻤﺎ دون اﻟﺼﻨﻌﺔ اﻟﺴﺒﺎﻋﻴﺔ .وﺑﻴﺎﻧﻪ ﻛﺎﻵﺗﻲ ا8ﺼﻄﻠﺢ
اﻃﻼﻗﻪ
اﻟﻜﺮﺳﻲ
ﳊﻦ ب
اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ
ﳊﻦ ب
ﻣﻮﻗﻌﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﻨﻌﺔ اﻟﺸﻄﺮ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ اﻟﺼﻨﻌﺔ اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ اﻟﺼﻨﻌﺔ اﻟﺮﺑﺎﻋﻴﺔ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻦ اﻟﺼﻨﻌﺔ اﳋﻤﺎﺳﻴﺔ اﻟﺒﻴﺘﺎن اﻟﺮاﺑﻊ واﳋﺎﻣﺲ ﻣﻦ اﻟﺼﻨﻌﺔ اﻟﺴﺪاﺳﻴﺔ
واﻷﻧﺴﺐ أن ﻳﻄﻠﻖ ﻟﻔﻆ »اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ« ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺤﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ إذا ﻛﺎن ﻣﻦ ﺟﻨﺲ اﻟﻠﺤﻦ اﻷول ،ﻓﺈن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺟﻨﺴﻪ ﻧﺎﺳﺐ أن ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻔﻆ »اﻟﻜﺮﺳﻲ«. اﻟﺼﻨﻒ اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﺼﻨﻌﺎت اﳋﻤﺎﺳﻴﺔ واﻟﺴـﺒـﺎﻋـﻴـﺔ ﻣـﻌـﺎ. وﺑﻴﺎﻧﻪ ﻛﺎﻵﺗﻲ:
"!
#
$
95
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
وﻗﺪ ﺳﺠﻞ اﳊﺎﺻﻞ ادرﻳﺲ ﺑﻦ ﺟﻠﻮن ﻣﻼﺣﻈﺔ دﻗﻴﻘﺔ ﻟﺪى ﲢﻘﻴﻘﻪ ﻟﻜﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ ،ﻫﻲ أن ا8ﻨﺸﺪﻳﻦ ﺿﻴﻌﻮا ﻣﻄﺎﻟﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﺼﻨﻌﺎت اﻟﺴﺒﺎﻋﻴﺔ ،وﺻﻴﺮوﻫﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﺧﻤﺎﺳﻴﺔ .وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻫﺬا ﻓﻬﻢ ﻳﺒﺪأون ﺑﺈﻧـﺸـﺎد اﻟـﻠـﺤـﻦ اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ اﻟـﺬي ﻫـﻮ ﻛﺮش اﻟﺼﻨﻌﺔ ،ﺛﻢ ﻳﻨﺘﻘﻠﻮن إﻟﻰ اﻟﻜﺮﺳﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،وﻳﺨﺘﻤﻮن اﻟﺼـﻨـﻌـﺔ ﺑـﺎﻟـﻌـﻮدة إﻟﻰ اﻟﻠﺤﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،وﻣﺜﺎل ﻫﺬه اﻟﺼﻨﻌﺎت »أﺣﻤﺪ اﻟﻬﺎدي اﻟﺮﺳﻮل« وﻫﻲ ﺗﺼﺪرة ﻗﺪام رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ» ،واﻟﻠﻴﻞ ﻟﻴﻞ ﻋﺠﻴﺐ« وﻫﻲ ﺗﺼﺪرة ﻗـﺪام اﻟـﺮﺻـﺪ ،و»ﻓـﻖ ﻳـﺎ ﻧﺪ« وﻫﻲ ﺗﺼﺪرة ﻗﺪام رﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ. وﻗﺪ ذﻛﺮ اﺑﻦ ﺟﻠﻮن أﻧﻪ ﻋﻤﻞ ﺑﺎﺗﻔﺎق ﻣﻊ أﺳﺎﺗﺬة اﻟﻔﻦ ﻋﻠﻰ إرﺟـﺎع ﺑـﻌـﺾ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻨﻌﺎت إﻟﻰ أﺻﻠﻬﺎ. وﻣﻦ ا8ﻼﺣﻆ أن اﻟﺼﻨﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻣﻄﺎﻟﻌﻬﺎ ﻟﻠـﻀـﻴـﺎع ﺗـﺸـﻜـﻞ ﻓـﻲ ﻣﺠﻤﻠﻬﺎ اﻟﺘﺼﺪرات ا8ﻮﺳﻌﺔ ﻟﻠﻤﻴﺎزﻳﻦ .وﻫﻮ أﻣﺮ ﻳﺤـﻤـﻞ ﻋـﻠـﻰ اﻻﻋـﺘـﻘـﺎد ﺑـﺄن اﻟﻘﻮم رﺎ أرادوا اﺧﺘﺼﺎر ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻨﻌﺎت ﻟﻄﻮﻟﻬﺎ ،ﻓﺎﺳﺘـﻐـﻨـﻮا ﻋـﻦ ﻛـﺮﺳـﻴـﻬـﺎ اﻷول ،ﺛﻢ أﺻﺒﺢ ذﻟﻚ ﺗﻘﻠﻴﺪا ﻣﺘﺒﻌﺎ اﻧﺘﻬﻰ ﺑﻬﻢ إﻟﻰ ﻧﺴﻴﺎن ﻣﻄﺎﻟﻌﻬﺎ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟـﻲ اﺿﺎﻋﺘﻬﺎ. وﻣﺎ دﻣﻨﺎ ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﻬﻴﻜﻞ اﻟﻠﺤﻨﻲ ﻟﻠﺼﻨﻌﺎت اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،ﻓﺈن ﻓﻲ وﺳﻊ ا8ﺴﺘﻤﻊ اﻟﻮاﻋﻲ أن ﻳﻼﺣﻆ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺻﻨﻌﺔ ﻣﺎ وﺟﻮد ﺗﻐﻴﺮات ﺗﻌﺘﺮي اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﳉﻤﻠﺘﻬﺎ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ أﺛﻨﺎء أداﺋﻬﺎ ﻋﺰﻓﺎ وإﻧﺸﺎدا :ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺗﺘﺴﻢ اﻟﺼﻴﻐﺔ ا8ﻐﻨﺎة ﻟﻬﺬه اﳉﻤﻠﺔ ﺑﺎﻟﺒﺴﺎﻃﺔ واﻟﺴﻬﻮﻟﺔ ﻳﻼﺣـﻆ ﺗـﻄـﻮر واﺿـﺢ ﻓـﻲ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﻧﻐﻤﺎﺗﻬﺎ ﺧﻼل اﳉﻮاب اﻵﻟﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﺨﺬ ﺻﻮرة أﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪا .وﻫﻜﺬا، ﻓﺒﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﻮارد ا8ﺴﺘﻤﺮ ﻟﻠﺠﻤﻠﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﻨﻌﺔ ﻓﻲ ﻋﻮداﺗﻬﺎ ﻟﺼﻨﻮف ﻣﻦ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺲ أﺳﻠﻮب ﻧﺒﺮﻫﺎ وﻃﺮاﺋﻖ أداﺋﻬﺎ ،وﺑﺬﻟﻚ ﺗﺼﺒﺢ ﻟﻠﺠﻤﻠﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﺻﻴﻎ ﻣﺘﻌﺪدة ﺗﺒﻌﺪ ﻋﻦ ا8ﺴﺘﻤﻊ ﻛﻞ ﺷﻌﻮر ﺑﺎﻟﺮﺗﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،وﺗﺒﺪو-ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى-ﻛﺄﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﻛﻴﺎﻧﺎت ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ وان ﺗﻜﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﻤـﻠـﻬـﺎ ﺧـﺎﺿـﻌـﺔ 8ـﻴـﺰات ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ .وﻓﻲ وﺳﻌﻨﺎ أن ﻧﺘﺼﻮر اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻠﺤﻨﻲ ﻟﻠﺼﻨﻌﺎت ﻓﻲ اﻷﻣﺜﻠﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: -١ﺻﻨﻌﺔ ﺧﻤﺎﺳﻴﺔ اﻷﺑﻴﺎت ﻣﻦ درج اﻟﻌﺸﺎق .وﺗﻐﻄﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﳊﻨﻬـﺎ اﻷول: ﻣﺎ ﻫﺐ رﻳﺢ اﻟﻘﺮب ﻣـ ـ ــﺎﻫـ ـ ــﺐ رﻳ ـ ـ ــﺢ اﻟـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ــﺮب ﻟـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـﺸـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ــﺎق إﻻ ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻜـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﻋـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻷﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮاق 96
ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ
ﻫ ـ ـ ـﺒـ ـ ــﺖ ﻋ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـﻴـ ـ ــﻪ ﻧ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـﻤـ ـ ــﺔ ﺳ ـ ـ ـﺤـ ـ ــﺮﻳـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎق إﻻ وﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻵﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎق ﻣـ ـﻠـ ـﻘـ ـﻴـ ـﻌـ ـﻠ ــﻰ ﻓ ــﺮش اﻟـ ـﺴـ ـﻘ ــﺎم ﻣ ــﻦ اﻟ ـ ـﻀ ـ ـﻨـ ــﻰ ﻳ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ــﺪﻣ ـ ـ ــﺎء ﺑ ـ ـ ــﺪﻣـ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ــﻪ ا$ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ــﺮاق إن ﻛـ ـ ــﺎﻧـ ـ ــﺖ اﻟـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ــﺎق ﻣ ـ ـ ــﻦ أﺷ ـ ـ ــﻮاﻗـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ــﻢ ﺟـ ـﻌ ـ ـﻠـ ــﻮا اﻟ ـ ـﻨ ـ ـﺴ ـ ـﻴـ ــﻢ إﻟـ ــﻰ اﳊ ـ ـﺒ ـ ـﻴـ ــﺐ رﺳـ ــﻮﻻ ﻓ ـ ــﺄﻧ ـ ــﺎ اﻟ ـ ــﺬي أﺗـ ـ ـﻠ ـ ــﻮ ﻟ ـ ـ ـﻬـ ـ ــﻢ ﻳـ ـ ــﺎﻟ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـﻨـ ـ ــﻲ ﻛـ ـ ـﻨ ـ ــﺖ اﺗـ ـ ـﺨ ـ ــﺬت ﻣـ ـ ــﻊ اﻟـ ـ ــﺮﺳـ ـ ــﻮل ﺳ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـﻴـ ـ ــﻼ )اﻟﺘﺪوﻳﻦ(
اﳉﻮاب .اﻻﻋﺎدة .اﳉﻮاب .اﻻﻋﺎدة إﻟﻰ X ٢ ٢ ) اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ Xﳊﻦ ب
97
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
-٢ﺻﻨﻌﺔ اﻷﺑﻴﺎت ﻣﻦ ﺑﺴﻴﻂ رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ .وﻛﺮﺳﻴـﻬـﺎ )ب( ﻣـﻦ ﻏـﻴـﺮ ﺟـﻨـﺐ ﳊﻨﻬﺎ اﻷول: ﺷﺪ اﳊﻤﻮل ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﳊـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮل و أﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺰم ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدي اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ أن ﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪم ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻹﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن أﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮى زﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺰم وﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ذى اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر واﻃ ـ ــﻮﻫ ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﺎﻟـ ـ ـﻘ ـ ــﺮب ﻣـ ـ ـﺤـ ـ ـﻤ ـ ــﺪ اﻟـ ـ ـﻌـ ـ ــﺮﺑـ ـ ــﻲ )اﻟﺘﺪوﻳﻦ(
ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻳﺎ ﺟﻮﻫﺮة ﻋﻘﺪي ﻳ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ـﺤـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ــﺪ ﻳـ ـ ـ ــﺎ ﺟـ ـ ـ ــﻮﻫـ ـ ـ ــﺮة ﻋ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ــﺪي ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼل اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم اﶈـ ـ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻗ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻫـ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـ ـﺠ ـ ـ ـ ـ ــﺖ وﺟ ـ ـ ـ ـ ــﺪي وﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮام أﻧـ ـ ـ ــﺖ أﺳ ـ ـ ـ ـﻜـ ـ ـ ــﺮﺗ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ــﻲ ﻋ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ــﻰ ﺳـ ـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ـ ــﺮي ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮاب 98
ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ
ﺛـ ـ ـ ـ ــﻢ ﺧـ ـ ـ ـ ــﺎﻃ ـ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أدري ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ اﳋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻄ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎب ﺛـ ـ ـ ـ ــﻢ ﺷـ ـ ـ ـ ــﺎﻫـ ـ ـ ـ ــﺪت وﺟ ـ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ـ ــﻚ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـ ــﺪري ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ رﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ اﳊ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎب ﻧ ـ ـ ـﻠـ ـ ــﺖ ﺳـ ـ ــﺆاﻟـ ـ ــﻲ و ﻣ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ــﻰ ﻗـ ـ ـ ـﺼ ـ ـ ــﺪي وﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻐـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ا$ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮام ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪرة اﺠﻤﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎج اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮام
وﻫﻨﺎك ﻇﺎﻫﺮة ﳊﻨﻴﺔ ﺗﺴﺘﻠﻔﺖ ﻧﻈﺮ ا8ﺴﺘﻤﻊ اﻟﻮاﻋﻲ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ، وﻫﻲ ﲢﺎﻛﻲ ﻣﺎ ﻳـﻌـﺮف ﺑــ »اﻟـﻠـﺤـﻦ اﻟـﺪال« »ﻓـﻲ أﻋـﻤـﺎل ﻓـﺎﺟـﻨـﺮ ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﻴـﺔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ .وﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻓﻘﺮة ﳊﻨﻴﺔ ﻣـﻌـﻴـﻨـﺔ ﺗـﺮﺗـﺒـﻂ ﺑـﺸـﺨـﺺ ﻣـﺎ ﻣـﻦ أﺷﺨﺎص اﻟﺪراﻣﺎ أو ﻮﻗﻒ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﻮاﻗﻔـﻬـﺎ ،ﺗـﺮﺟـﻊ ﻣـﻦ ﺣـ rﻵﺧـﺮ داﺧـﻞ اﻟﻌﻤﻞ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ .وﻜﻦ اﻟﻮﻗﻮف ﻓﻲ ا8ﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻷﻧـﺪﻟـﺴـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻣـﺎ ﻳـﺸـﺒـﻪ ﻇﺎﻫﺮة« اﻟﻠﺤﻦ اﻟﺪال »ﻣـﻦ ﺧـﻼل ﻓـﻘـﺮات ﳊـﻨـﻴـﺔ أو ﻗـﻔـﻼت ﺑـﻌـﺾ اﳉـﻤـﻞ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻮﺣﻲ ﺗﺮﺟﻴﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻴﻎ ﻣﺘﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺒﻨﺎء ﺑﻮﺟﻮد وﺣﺪة ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ا8ﺴﺘﻮى اﻟﻠﺤﻨﻲ ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻠﻘﻬﺎ وﺣﺪة ا8ﻀﻤﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ .وﻏـﺎﻟـﺒـﺎ ﻣـﺎ ﻳـﺴـﻨـﺪ أداء ﻫـﺬه اﻟـﻔـﻘـﺮات واﻟـﻘـﻔـﻼت إﻟـﻰ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻵﻟﻴﺔ ،ﺎ ﻳﺒﻠﻮر دور اﻟﻌﺰف ﻓـﻲ ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻷﻧـﺪﻟـﺴـﻴـﺔ وـﻨـﺤـﻪ ﻣﻘﺎﻣﺎ ﻳﻌﻠﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎم اﻟﻐﻨﺎء ﻓﻲ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﻮال. وﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺘﺒﻊ ا8ﺘﻘﺼﻲ ﻷﳊﺎن ﺑﻌﺾ اﻟﺼﻨﻌﺎت ﻜﻦ اﻟﻮﻗﻮف ﻋـﻠـﻰ ﺎذج اﻟﻮﺣﺪة ا8ﻮﺿﻮﻋﻴﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ .وﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺼﻨﻌﺎت اﻟﺜﻼث اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ 99
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ رﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ :ﻟﻮﻻك ﻣﺎ ﻫـﻤـﺖ وﺟـﺪا-ﻳـﺎ رﺑـﺮﺑـﻲ-ﺳـﻤـﻌـﻲ 8ـﺎ ﻗﻠﺘﻪ .ﻓﻔﻲ ﻫﺬه اﻟﺼﻨﻌﺎت ا8ﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﺗﺘﺮدد ﺟﻤﻞ ﳊﻨﻴﺔ ﻣﺘـﺸـﺎﺑـﻬـﺔ ﺗـﻘـﻮم ﻋـﻠـﻰ اﻻﻧﺴﺠﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺔ ذﻟﻚ ﻗﻔﻠﺔ اﻟﺼﻨﻌﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﺑﻄﺎﻳﺤﻲ اﻟﺮﺻﺪ :أﺑﺸﺮ ﺑﺎﻟﻬﻨﺎ- اﻟﻠﻪ ﻳﺎ رﺑﻲ ﻗﺎم ﻣﻦ ﻧﻌﺎﺳﻪ .ﻗﺈﻧﻬﺎ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﻴﺞ ﻣﺘﺸﺎﺑﻪ ﻗﻮاﻣﻪ ﻫﺬه اﻟﻨﻌﻤﺎت:
وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺔ ذﻟﻚ أﻳﻀﺎ دﺧﻮل اﻟﺼﻨﻌﺎت اﻟﺜﻼث اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ ﺑﻄﺎﻳﺤﻲ اﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ وﻧﺴﻴﺠﻪ ﻛﺎﻵﺗﻲ:
ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻟﻠﺼﻨﻌﺎت ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ .وﻻ ﻳﺸﺬ ﻋﻨﻬﺎ إﻻ اﻟﺘﺨﻠﻴﻠﻴﺔ .وﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺑﻴﺘ rﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﺒﺴﻴﻂ ،ﻳـﻨـﺸـﺪان ﻋـﻠـﻰ ﳊـﻦ ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ واﺣﺪ ﺳﻬﻞ وﺧﺎل ﻣﻦ اﻟﺘﺮاﺗ .rوﻳﺄﺗﻲ اﻧﺸﺎد اﻟﺘﺨﻠﻴﻠﺔ ﻋﺎدة ﻟﻠﻔﺼﻞ ﺑ rاﻟﺼﻨﻌﺎت ا8ﻮﺳﻌﺔ ا8ﺸﻐﻮﻟﺔ ،وذﻟﻚ ﺑﻘﺼﺪ اﻟﺘﺮوﻳﺢ ﻋـﻦ ا8ـﺴـﺘـﻌـﻤـ rﻣـﻦ ﺟﻬﺔ واراﺣﺔ ا8ﻨﺸﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى. وﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺻﻤﻴﻢ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﻟﻠﺤﻨﻲ ﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺼﻨﻌﺎت ﻇﺎﻫﺮﺗﺎن ﻓﻨﻴﺘﺎن ﺗﻄﺒﻌﺎن أﳊﺎﻧﻬﺎ ﺑﺴﻤﺎت ﺧﺎﺻﺔ ،وﺗﺴﺎﻫﻤﺎن ﺑﺸﻜﻞ ﻗﻮي ﻓﻲ اﺛﺮاﺋﻬﺎ وﺗﻠﻮﻳﻨﻬﺎ .وﻫـﻤـﺎ اﻟﺸﻐﻞ واﳉﻮاب. 100
ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ
اﻟﺸﻐﻞ :ﻫﻮ ﺗﻄﻌﻴﻢ أﺑﻴﺎت اﻟﺼﻨﻌﺔ ﺑﺄﻟﻔﺎظ وﻣﻘﺎﻃﻊ ﻣﺘﻮاﺿﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻌﺮف ﺑﺎﻟﺘﺮاﺗ ،rﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ آﻧﺎﻧﺎ-ﻫﺎﻧﺎﻧﺎ-ﻃﻴﺮي ﻃﺎن-ﻳﺎﻻﻻن وﻳﺮاد ﺑﺎﻟﺸﻐﻞ إﺷﺒﺎع اﳉﻤﻠﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺘﺪ وﺗﻄﻮل وﺗﺼﺒﺢ اﻟﻜﻠﻤﺎت ا8ﻨﻈﻮﻣﺔ ﻗﺎﺻﺮة ﻋﻦ اﻻﻳﻔﺎء ﺑﻬﺎ واﺳﺘﻴﻌﺎب ﻓﻘﺮاﺗﻬﺎ .وﻓﻲ ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ ﺗﺪﻋﻰ اﻟﺼﻨﻌﺔ »ﺻﻨﻌﺔ ﻣﺸﻐﻮﻟﺔ«. وﻳﺒﺪو أن ﺗﺨﻠﻴﻞ ا8ﻘﻄﻮﻋﺎت اﻟﻐﻨﺎﺋﻴﺔ ﺑﺄﻟﻔﺎظ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺒﻴﻞ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺿﺎرب ﻓﻲ ﻋﻤﻖ ا8ﺎﺿﻲ ،ﻓﻠﻘﺪ أﺷﺎر إﻟﻴﻪ اﺑﻦ ﺳﻨﺎء ا8ﻠﻚ ﻓﻲ »دار اﻟﻄﺮاز« ﺣﻴـﻨـﻤـﺎ ﻗﺴﻢ ا8ﻮﺷﺢ إﻟﻰ ﻗﺴﻤ» :rﻗﺴﻢ ﻳﺴﺘﻘﻞ اﻟﺘﻠﺤ rﺑﻪ ،وﻻ ﻳﻔﺘﻘﺮ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻌﻴﻨﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﻫﻮ أﻛﺜﺮﻫﺎ ،وﻗﺴﻢ ﻻ ﻳﺤﺘﻤﻠﻪ اﻟﺘﻠﺤ rوﻻ ﺸﻲ ﺑﻪ إﻻ ﺑﺄن ﻳﺘﻮﻛﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﻔﻈﻪ ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻬﺎ ﺗﻜﻮن دﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﻠﺤ rوﻋﻜﺎزا ﻟﻠﻤﻐﻨﻲ« )(٢٢ وﻳﻀﺮب اﺑﻦ ﺳﻨﺎء ا8ﻠﻚ ﻣﺜﺎﻻ ﻟﺬﻟﻚ ﺑﻘﻮل اﺑﻦ ﺑﻘﻲ ا8ﺘﻮﻓﻰ ﺳﻨﺔ ٥٤٠ﻫـ. ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻃ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ ﺛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻇـ ـ ـﺒـ ـ ـﻴ ـ ــﺎت اﳊ ـ ــﺪوج ﻓـ ـ ـﺘ ـ ــﺎﻧ ـ ــﺎت اﳊـ ـ ـﺠ ـ ـ ـﻴـ ـ ــﺞ ﺛﻢ ﻳﻘﻮل» :ﻓﺈن اﻟﺘﻠﺤ rﻻ ﻳـﺴـﺘـﻘـﻴـﻢ إﻻ ﺑـﺄن ﻳـﻘـﻮل )ﻻﻻ( ﺑـ ،rاﳉـﺰأﻳـﻦ اﳉﻴﻤﻴ rﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﻔﻞ« .وﺗﺨﺘﻠﻒ ﺻﻴﻎ اﻟﺘﺮاﺗ rﺑﺎﺧـﺘـﻼف ﻣـﻮاﻗـﻌـﻬـﺎ ﻣـﻦ اﻟﺼﻨﻌﺔ ا8ﻐﻨﺎة: ﻓﺈن ﺟﺎءت ﻓﺎﺻﻠﺔ ﺑ rﻣﻘﺎﻃﻊ اﻟﻠـﻔـﻆ ﻛـﺎﻧـﺖ ﻋـﻠـﻰ ﺣـﺮف »ن« ﻣـﺤـﺮﻛـﺎﺑﺤﺮﻛﺔ اﳊﺮف اﻟﺬي ﻗﺒﻠﻪ. وان ﺟﺎءت ﻓﻲ آﺧﺮ اﻟﻔﻘﺮات ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ »ﻳﺎ ﻻﻻن«)(٢٣ وان ﺷﻐﻠﺖ ﺟﻤﻠﺔ ﳊﻨﻴﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ »ﻫﺎﻧﺎﻧﺎ-ﻃﻴﺮي ﻃﺎن«...وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻫﺬه اﻟﺼﻴﻎ اﻟﺘﻲ ﻻ ﲢﻤﻞ أي ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻐﻮي ﺗﻮﺟﺪ ﻛﻠـﻤـﺎت وﻋﺒﺎرات ذات ﻣﺪﻟﻮﻻت ﻟﻐﻮﻳﺔ ،وﻫﻲ ﲡﺮى ﻣـﺠـﺮى اﻟـﺘـﺮاﺗـ rﻣـﻦ اﻟـﺼـﻨـﻌـﺔ، وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻧﻲ أﺑﻴﺎﺗﻬﺎ ﻻ ﺑﻘﻠﻴﻞ وﻻ ﺑﻜﺜﻴﺮ .وﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺎت :اﻟﻠﻪ ﺗﻮﺑﺔ-ﺳﻌﺪي ﻳﺎﻧﺎ-واﺟﺐ ﻳﺎ ﻣﻮﻻي... اﳉﻮاب :ﻫﻮ اﻹﻋﺎدة اﻵﻟﻴﺔ ﻟﻠﻔﻘﺮات اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ اﻟﺘـﻲ ﺗـﻨـﺸـﺪ ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ أﺑـﻴـﺎت اﻟﺼﻨﻌﺔ .وﻳﺘﻜﺮر أداء ﻫﺬه اﻟﻔﻘﺮات ﻓﻲ اﻟﺼﻨﻌﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﺣﺴﺐ ﻧﻈﺎم ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼف ﻋﺪد أﺑﻴﺎﺗﻬﺎ: ﻓﻔﻲ اﻟﺼﻨﻌﺔ اﳋﻤﺎﺳﻴﺔ ﻳﻌﺰف ﺟﻮاب اﻟﻠﺤﻦ )آ( ﻣﺮﺗ ،rأوﻻﻫﻤـﺎ ﺑـﻌـﺪاﻟﺒﻴﺖ اﻷول ،وﺛﺎﻧﻴﺘﻬﻤﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ .وﻳـﻌـﺰف ﺟـﻮاب اﻟـﻠـﺤـﻦ )ب( ﺑـﻌـﺪ 101
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
اﻧﺸﺎد ﺻﺪر ﺑﻴﺘﻬﺎ اﻟﺮاﺑﻊ. أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﻨﻌﺔ اﻟﺴﺒﺎﻋﻴﺔ ﻓﻴﺄﺗﻲ ﺟﻮاب اﻟﻠﺤﻦ )آ( ﺑـﻌـﺪ ﺻـﺪر ﻛـﻞ ﻣـﻦاﻟﻜﺮﺳﻲ اﻷول واﻟﻜﺮﺳﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺟﻮاب اﻟﻠﺤﻦ )ب( ﺑﻌـﺪ ﻛـﻞ ﻣـﻦ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ واﻟﺒﻴﺖ اﻟﺜﺎﻟﺚ واﻟﺒﻴﺖ اﻟﺮاﺑﻊ. وﺗﻘﻀﻲ اﻟﻌﺎدة أن ﺗﻌﺰف اﻷﺟﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺻﻮر ﻣﺘﺒﺎﻧﻴﺔ ﻜﻦ ﺣﺼﺮﻫﺎ ﻛﺎﻵﺗﻲ: ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺼﻨﻌﺔ اﳋﻤﺎﺳﻴﺔ ﻳﺄﺗﻲ ﺟﻮاب اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ ا8ﺮة اﻷوﻟﻰ ﻣﻄﺎﺑﻘﺎﻟﻬﻴﺌﺔ اﻧﺸﺎده ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻓﻲ ا8ﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺣﺎﻓﻼ ﺑﺎﻟﺘﻌﻤﻴﺮ واﻟﺘﺜﻨﻴﺔ. وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺼﻨﻌﺔ اﻟﺴﺒﺎﻋﻴﺔ ﻳﺄﺗﻲ ﺟﻮاب اﻟﻜﺮش ﻓﻲ ا8ﺮة اﻷوﻟﻰ ﺳﺎذﺟﺎﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ اﻧﺸﺎد اﻟﺒﻴﺖ اﻷول ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺤﻔﻞ ﺑﺎﻟﺘﻌﻤﻴﺮ واﻟﺘﺜﻨﻴﺔ وﻳﺠﻨﺢ أداؤه إﻟﻰ اﻟﺴﺮﻋﺔ واﳊﻴﻮﻳﺔ ﻓﻲ ا8ﺮﺗ rاﻷﺧﺮﻳ.r أﻣﺎ أﺟﻮﺑﺔ اﻟﺘﻐﺎﻃﻲ واﻟﻜﺮاﺳﻲ ﻓﺘﻌﺰف ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺐ اﻷﺣـﻴـﺎن ﻋـﻠـﻰ ﺷـﺎﻛـﻠـﺔ اﻧﺸﺎدﻫﺎ ﻏﻴﺮ أن ﺟﻮاب اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺼـﻨـﻌـﺔ اﳋـﻤـﺎﺳـﻴـﺔ ﻗـﺪ ﻳـﺘـﻤـﻴـﺰ أداؤه ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻟﻠﺠﻮق ﻋﺎزﻓﻮن ﻣﻬﺮة ،وذﻟﻚ ﺑﺄن ﻳﻨﻔﺮد ﻫﺆﻻء ﺑﺄداﺋﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺧﺎل ﻣﻦ اﻻﻳﻘﺎع ،وﻳﻀﻔﻲ ﻋﻠﻴﻪ أﻟﻮاﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﺰﺧﺮف واﻟﺘﻠﻮﻳﻦ اﻟﻨﻐﻤﻲ وﺑﺬﻟﻚ ﻳﻄﺒﻌﻪ ﺑﺴﻤﺎت اﻻرﲡﺎل اﳊﺮ. وإﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺸﻐﻞ واﳉﻮاب ﻳﺄﺗﻲ اﻟﺘﺨﻠﻴﻞ ﺑﺪوره ﻟﻴﺸﻜـﻞ ﺗـﻘـﻠـﻴـﺪا دأﺑـﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺠﻪ اﻷﺟﻮاق اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻓﻲ إﻧﺸﺎد ﺑـﻌـﺾ اﻟـﺼـﻨـﻌـﺎت ،ﻣـﻨـﻬـﺎ اﻟـﺒـﺮاول ﺧﺎﺻﺔ .وﻧﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﺘﺨﻠﻴﻞ ﻫﻨﺎ ادراج ﺻﻨﻌﺔ داﺧﻞ ﺻﻨﻌﺔ أﺧﺮى ،ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻨﺸـﺪ وﺳﻄﻬﺎ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻛﺸﺄن اﻟﺘﻮﺷﻴﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺰف وﺳﻂ ﺑﻌﺾ اﻟﺼﻨﻌﺎت. وﻣﻦ ﺎذج ﻫﺬا اﻟﺘﺨﻠﻴﻞ: ﺗﺨﻠﻴﻞ ﺻﻨﻌﺔ »إن ﻛﺎن وﺻﺎﻟﻚ« ﻣﻦ اﻧﺼﺮاف اﺑـﻄـﺎﻳـﺤـﻲ رﺻـﺪ اﻟـﺬﻳـﻞﺑﺒﺮوﻟﺔ »اﻟﻬﻮى ﻣﻜﻨﻲ وأﻧﺎ ﺻﻐﻴﺮ ﻓﻲ ذاﺗﻲ«. ﺗﺨﻠﻴﻞ ﺑﺮوﻟﺔ »ﻣﺤﺒﻮب اﻟﻘﻠﺐ ﺳﻴﺪﻧﺎ« ﻣﻦ ﻗﺪام رﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ ﺑﺼﻨﻌﺔ »اﻟﻠﻪﻳﻌﻠﻢ أن اﻟﺮوح ﻗﺪ ﻓﻨﻴﺖ«. ﺗﺨﻠﻴﻞ ﺑﺮوﻟﺔ »ﻴﺎت أﻟﻒ ﻛﻴﺲ« ﻣﻦ ﻗﺪام ﻋﺮق ﻋﺠﻢ ﺑﺼﻨﻌﺔ »ﻟﻮﻛﺎن ﻟﻲﻣﻠﻚ ﻣﺼﺮ واﻟﻌﺮاق ﻣﻌﺎ«. وﻫﻨﺎك ﺻﻨﻌﺎت ﺗﻨﺘﻤﻲ ﻓﻲ أﺻﻠﻬﺎ إﻟﻰ اﻟـﻨـﻮﺑـﺎت ا8ـﺘـﻼﺷـﻴـﺔ وﺗـﻘـﻮم ﻋـﻠـﻰ ﻃﺒﻮﻋﻬﺎ ،وإذ ﺧﺎف اﻟﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﺿﻴﺎﻋﻬﺎ ﻓﻘﺪ درﺟﻮا ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ اﳊﺎﻳﻚ ﻋﻠـﻰ ادﻣﺎﺟﻬﺎ ﺿﻤﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻹﺣﺪى ﻋﺸﺮة وأﻃﻠﻘﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ اﺳﻢ اﻟﺼﻨﻌﺎت 102
ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ
اﻟﻴﺘﻴﻤﺔ ،ﻣﺮاﻋ rﻓﻲ ذﻟﻚ ﺗﻘﺎرب اﻟﻄﺒﻮع وﺗﻨﺎﺳﺐ رﻛﻮزﻫﺎ .اﻟﻨﻐﻤﻴﺔ .وﻫﻜـﺬا ﻓﺒﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﻧﻮﺑﺎت ا8ﺎﻳﺔ ،ورﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ ،وﻋﺮاق اﻟﻌﺠﻢ ،واﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ )(٢٤ ﻓﺈن ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﺒﺎﻗﻴﺔ أﺻﺒﺤﺖ ﲢﺘﻀﻦ ﺻﻨﻌﺎت أﺟﻨﺒﻴﺔ ﻋﻨﻬﺎ. وﻟﻴﺲ ﻓﻲ وﺳﻌﻨﺎ اﺣﺼﺎء ﻫﺬه اﻟﺼﻨﻌﺎت إﻻ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻘﺼﻲ ا8ﺒﺎﺷـﺮ ﻟﺴﺎﺋﺮ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎت ا8ﻴﺎزﻳﻦ ،وﻟﺬﻟﻚ ﺳﻨﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﺳﺘﻌﺮاض ﺎذج ﻣﻨﻬﺎ ،ﻧﺴﻮﻗﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﻘﺼﺪ اﳒﺎز ﺟﺮد ﻧﻬـﺎﺋـﻲ وﺣـﺎﺳـﻢ ﻓـﻲ ا8ـﻮﺿـﻮع ،واـﺎ ﺠﻤﻟـﺮد ﺿـﺮب ا8ﺜﺎل. ﻧﻮﺑﺔ رﻣﻞ ا$ﺎﻳﺔ ﻃﺒﻊ اﳊﺴ :rﻣﻴﺰان اﻟﺒﺴﻴﻂ :ﺧﺎ اﻟﺮﺳﻞ-ﻗﻠﺒﻲ ﺑـﻚ ﻣـﻮﻟـﻊ-وﺧـﻴـﺮ ﻣـﻦ ﺗﺄﺗﻲ-ﻻ ﺟﻤﺎل إﻻ ﺟﻤﺎﻟﻪ. ﻣﻴﺰان اﻟﺒﻄﺎﻳﺤﻲ :ﺷﻤﺮ ﻳﺎ راﺧﻲ اﻟﺬﻳﻮل. ﻃﺒﻊ اﻧﻘﻼب اﻟﺮﻣﻞ :ﻣﻴﺰان اﻟﻘﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ :ﺻﻠﻮا ﻋﻠﻰ ﺷﻤﺲ اﻟﻨﺒﻮة-ﻛـﻞ اﻟﺸﺮف ،ﻣﻴﺰان اﻟﻘﺪام :ﺻﻠﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺎدي. ﻃﺒﻊ ﺣﻤﺪان :ﻣﻴﺰان اﻟﺒﺴﻴﻂ :ﻣﺎ راﺣﺘﻲ-ﺻﻠﻲ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻪ اﻟﻌﺮش. ﻣﻴﺰان اﻟﻘﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ :ﺳﻌﺪ اﻟﺬي زار اﳊﺒﻴﺐ. ﻣﻴﺰان اﻟﺪرج :ﻳﺎ رﺳﻮل أﻻﻟﻪ-ﻳﺎ ﳒﻲ اﻻﻟﻪ. ﻣﻴﺰان اﻟﻘﺪام :ﻗﻠﺒﻲ ﻋﺎﺷﻖ. ﻧﻮﺑﺔ اﺻﺒﻬﺎن ﻃﺒﻊ اﻟﺰورﻛﻨﺪ :ﻣﻴﺰان اﻟﻘﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ :ﺑﺎﻟﺘﻪ ﻳﺎ زﻳﻦ اﻟﺼﻐﺎر »اﻟﺒﻄﺎﻳﺤﻲ :ﻳﺎ ﺣﺒﻲ ﻣﻪ )ﻋﻨﺪ ﻛﺮش اﻟﺼﻨﻌﺔ( ﻧﻮﺑﺔ اﻻﺳﺘﻬﻼل ﻃﺒﻊ ﻋﺮاق اﻟﻌﺮب :ﻣﻴﺰان اﻟﺒﺴﻴـﻂ :ﺣـﺒـﻲ اﻟـﺬي ﻛـﻨـﻌـﺸـﻘـﻪ )ﻋـﻨـﺪ ﻛـﺮش اﻟﺼﻨﻌﺔ( »اﻟﺒﻄﺎﻳﺤﻲ :ﺑﺮﺑﻲ اﻟﺬي ﻓﺮج ﻋﻠﻰ أﻳﻮب )ﻋﻨﺪ ﻛﺮش اﻟﺼﻨﻌﺔ( »اﻟﺪرج :ﺑﺮوﻟﺔ أﻛﺎﻣﻞ إﻟﻴﻬﺎ )ﻋﻨﺪ اﻟﻜﺮش(. ﻧﻮﺑﺔ اﻟﺮﺷﺪ ﻃﺒﻊ اﳊﺼﺎر :ﻣﻴﺰان اﻟﺒﻄﺎﻳﺤﻲ :اﻣﻨﻊ رﻗﺎدي ﻃﺒﻊ اﻟﺰﻳﺪان :ﻣﻴﺰان اﻟﻘﺪام :ﻛﺘﻤﺖ اﶈﺒﺔ ﺳﻨr ﻧﻮﺑﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ اﳊﺴ< 103
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﻃﺒﻊ اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ اﶈﺮرة :ﻣﻴﺰان اﻟـﺒـﺴـﻴـﻂ :ﻗـﺪ ﻧـﻠـﺖ ﺣـﺒـﻲ-أﻣـﺰج اﻷﻛـﻮاس- ﳊﻈﻚ ﻳﺎ ﻇﺎﻟﻢ ﻣﻴﺰان اﻟﺒﻄﺎﻳﺤﻲ :ﺗﻴﻬﺘﻨﻲ-اﻟﺸﻮق ﻋﻠﻤﻨﻲ اﻟﺴﻬﺮ-ﻳﺎ ﺷﺎذن اﻻﻧﺲ ﻣﻴﺰان اﻟﺪرج :ﻛﻢ دﻋﻴﻨﺎ ﻟﻐﻴﺮﻛﻢ-ﻛﺪا ﻋﻼم ﻓﻲ ﻧﻬﺎر اﻟﻐﺎرة« ﻣﻴﺰان اﻟﻘﺪام :وﻧﻮرﻛﻢ ﻳﻬﺘﺪى-ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﻏﺎﺋﺒ-rﻓﻼ ﻛﺎن ﻇﻨﻲ-ﻗﻢ وأﻧﻈﺮ. ﻃﺒﻊ اﻟﺼﻴﻜﺔ :ﻣﻴﺰان اﻟﺒﺴﻴﻂ :ﻧﻜﺘﺐ ﻛﺘﺎب-ﻛﻞ ﻟﻪ ﻫﻮاك-أ ﻳﺒﻖ ﻋﺬول-أﻣﺎ أﻧﺎ-ﻳﺎ ﻏﺮﻳﺮا-ﻗﻠﺒﻲ ﺣﺼﻞ-ﻳﺎ ﻣﺎﻧﻌﺎ ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻧﺴﺘﺮﻳﺢ8-ﻦ ﻳﺸﺘﻜﻲ-ﺳﻬﻢ ﻋﻴﻨﻲ ﻣﻠﻴﺢ اﶈﻴﺎ-اﻧﺸﺮح وﻃﺐ-ﺳﻄﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﻄﺮف-ﻗﻞ ﻟﻠﺤﺒﻴﺐ-ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺌﺖ ﻟﻠﺪﻳﺎر رﺿﺎﻛﻢ ﻣﻨﻰ ﻗﻠﺒﻲ. ﻣﻴﺰان اﻟﻘﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ :ﻳﺎ واﺣﺪ اﻟﻌﺼﺮ-ﺟﻤﺎﻟﻪ ﻳﻬﻮى-أدر ﻟﻨﺎ-وﺣﻖ ﺣﺴﻨﻚ- ﺷﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﺣﺒﻚ-وﺻﻠﻚ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺟﺮح ﻗﻠﺒﻲ-ﻣﺎ ﻧﻨﺴﻰ ﺣـﺒـﻴـﺒـﻲ-ﻳـﺎ ﻋـﺠـﺒـﻲ-أن ﺗﻬﺠﺮوا-ﻣﺎ ﻛﻨﺖ أدري-ﺻﺒﺮي ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻧﻌﺸﻘﻪ-أﻧﺖ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻌﻨﻰ. ﻣﻴﺰان اﻟﺒﻄﺎﻳﺤﻲ :إﻟﻰ ﻣﺘﻰ-ﻣﻦ ﻟﻲ ﻫﺎﺋﻢ-ﻫﻞ ﺗﺴﺘﻌﺎد-زارﻧﻲ ا8ﻠﻴﺢ-ﺳـﻄـﺎ ﺑﺎﳉﻤﺎل-أﺑﺸﺮ ﺑﺎﻟﻬﻨﺎ-ﺟﻔﻮﻧﻲ-ﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ ﻣﻮﺿﻊ ﻟﻠﺤﺒﻴﺐ. ﻣﻴﺰان اﻟﺪرج :أﺻﺒﺤﺖ ﻓﻲ وادي ﻫﻮاﻛﻢ-ﻣﻴﺮ اﻟﻐﺮام-ﻗﻞ 8ﻦ دان ﺑﻬﺠﺮي- أﻻ ﻳﺎ ﺳﺎﻗﻲ اﳊﻤﻴﺎ-ان اﻻﺣﺒﺔ-زور ﻓﺰور-ﺣﺒﻲ ﻣﺎ أﺣﻼه-ﺑﻲ ﻣﻦ ﺣﻮى اﳊﺴﻦ- ﻛﻞ ﺷﻰء ﻟﻪ اﻧﺘﻬﺎء. ﻣﻴﺰان اﻟﻘﺪام :ﻳﺎ ﻛﺤﻴﻞ اﻻﺣﺪاق-ﲢﻴﺎ ﺑﻜﻢ-ان اﻟﻌﺬار-ﻛﻞ ﺻﻌﺐ-ﻗﺪ ﺑﺸﺮت- ﻓﻤﺎ ﻛﺎن ﻇﻨﻲ-ﻋﺎﺑﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ-ﺗﻪ دﻻﻻ-ﻛﻠﻔﺖ ﺑﺒﺪر-ﻳﺎ ﺣﺒـﻴـﺒـﻲ-ﺣـﺪﻳـﺚ ﻫـﻮاك. ﻋﺸﻴﺔ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻋﻘﻴﺎن-ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ زرﻧﻲ-ﻳﺎ ﻣﺪﻳﺮ اﳊﻤﻴﺎ-ﻳﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ-ﻳﺎ ﻏﺰاﻻ ﺑﺎﳊﻤﻰ- ﻳﺎ ﻣﻠﻴﻜﺎ ﻟﻚ اﻟﻨﺼﺮ-ﻣﺘﻰ ﻧﺴﺘﺮﻳﺢ-أي ﻇﺒﻲ-اﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ).(٢٥ ﻧﻮﺑﺔ اﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻃﺒﻊ ا8ﺸﺮﻗﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮ :ﻣﻴﺰان اﻟﺒﻄﺎﻳﺤﻲ :ﻫﺬا اﻟﻠﻴﻞ وﻟﻰ ﻃﺒﻊ ﻣﺠﻨﺐ اﻟﺬﻳﻞ :ﻣﻴﺰان اﻟﺒﻄﺎﻳﺤﻲ :ﺑﺬا اﳊﺐ ﻧﻌﻤﺮ ﻗﻠﺒﻲ ﻣﻴﺰان اﻟﻘﺪام :ﻻ زﻟﺖ ﻧﺴﻜﺮ ﻳﺎ ﺻﺎح ﻧﻮﺑﺔ اﻟﻌﺸﺎق ﻃﺒﻊ اﻟﺬﻳﻞ :ﻣﻴﺰان اﻟﺒﺴﻴﻂ :ﻻ وﻓﺮع-ﻣﺎ ﻟﻪ أﺻﺒﺢ-ﺷﻖ اﳉﻴﺐ اﻟﻠﻴﻞ-ﻫﺬا زﻣﺎن اﻟﺘﻼﻗﻲ. ﻣﻴﺰان اﻟﻘﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ :ﻗﺪ ﺟﺎر ﻋﻠﻲ )ﻛﺮﺷﻬﺎ ﻋﻠﻰ رﻣﻞ اﻟﺬﻳﻞ(. 104
ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ
ﻣﻴﺰان اﻟﺒﻄﺎﻳﺤﻲ :ﻗﺪ ﻫﺐ اﻟﻨﺴﻴﻢ-اﺳﻤﺮ ﺳـﻤـﺮ اﻟـﻠـﻴـﺎﻟـﻲ )اﻟـﻜـﺮش ﻋـﻠـﻰ اﻟﻌﺸﺎق( ﺣﺒﻲ ﺣ rﻧﺮﻣﻘﻪ-ﻬﺠﺘﻲ ﺗﻴﺎه-ﺟﻞ ﺟﻞ ﺗﺮى. ﻃﺒﻊ رﻣﻞ اﻟﺬﻳﻞ :ﻣﻴﺰان اﻟﺒﺴﻴﻂ :ﻗﻢ ﻳﺎ ﺧﻠﻴﻠﻲ-ﻗﻢ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻣﻚ-اﻟﺮوض ﻓﻲ ﺣﻠﺔ-ﻣﺎ أﺑﺪع-ﻳﺎ أﻣﻠﺢ اﻟﻨﺎس-وﻟﻰ ﻇﻼم اﻟﺪﺟﻰ-ﻫـﺐ اﻟـﻨـﺴـﻴـﻢ-اﻟـﺼـﺒـﺎح ﻧـﺸـﺮ ﻋﻼﻣﻪ-ﻻح اﻟﻔﺠﺮ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻼم. ﻣﻴﺰان اﻟﻘﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ: ﺳﻞ ﻫﻤﻮﻣﻚ-اﻟﺰﻫﺮ ﺑﺎﺳﻢ-أدر ﺣﻤﻴﺎ اﻟﻜﺎس-إذا ﺗﺮى اﻟﺼﺒﺢ ﻗﺪ ﻻح. ﻣﻴﺰان اﻟﺒﻄﺎﻳﺤﻲ: اﻟﻠﻪ ﻳﺎ رﺑﻲ-ﻛﺬا ﻫﻮ ا8ﺴﺎ-دار ا8ﺪام )اﻟﻜﺮش واﳋﺮوج( ﻳﺎ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﻲ اﳋﻼﻋﺔ- اﻟﻠﻴﻞ ﺟﻴﺸﻪ ﻳﺰﻫﻖ )اﻟﻜﺮش واﳋﺮوج(-اﺳﻘﻨﻲ اﳊﻤﻴﺎ )اﻟﻜﺮش ﻋﻠﻰ اﻟﺬﻳﻞ(- زد واﺳﻘﻨﻲ-ﺣﺴﻨﻚ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺑﻴﺎ-ﺳﻴﺪي اﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﺗﺸﺎ )اﻟﻜﺮش ﻋﻠﻰ اﻟﺬﻳﻞ(-ﻫﺐ اﻟﻨﺴﻴﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻄﺎح-ﺳﻜﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﻫﻮاﻛﻢ. وﻧﺸﻴﺮ ﻫﻨﺎ إﻟﻰ وﺟﻮد ﺻﻨﻌﺎت-ﻧﺎدرة-ﲢﻤﻞ اﻻدﻣﺎج داﺧﻠﻬﺎ .وﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ﺻﻨﻌﺔ »ﻻ ﺟﻤﺎل إﻻ ﺟﻤﺎﻟﻪ« اﳋﻤﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺑـﺴـﻴـﻂ رﻣـﻞ ا8ـﺎﻳـﺔ .ﻓـﺈن ﳊـﻨـﻬـﺎ اﻷول ﻣﺤﻤﻮل ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻊ اﳊﺴ rا8ﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﻨﻮﺑﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺤـﻤـﻞ ﳊـﻨـﻬـﺎ اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ ﻓـﻲ ﺗﻐﻄﻴﺔ اﻟﺼﻨﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺒﻊ اﻷﺻﻠﻲ ﻟﻠﻨﻮﺑﺔ. وﻧﺴﺠﻞ ﻫﻨﺎ ﻇﺎﻫﺮة ﺗﺴﺘﻠﻔﺖ اﻧـﺘـﺒـﺎه ا8ـﺴـﺘـﻤـﻊ ،وﻫـﻲ أن ﺑـﻌـﺾ اﻷﺟـﻮاق ﺗﻌﻤﺪ إﻟﻰ ادراج ﺑﻌﺾ اﻟﺼﻨﻌﺎت ﻣﻦ ﻣﻴﺰان ﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻴﺰان آﺧﺮ ،وﲢﻮﻟﻬﺎ ﻋﻨﺪ اﻧﺸﺎدﻫﺎ إﻟﻰ ﻃﺒﻊ اﻟﻨﻮﺑﺔ اﻟﺘﻲ أدرﺟﺖ ﻓﻴﻬﺎ ،وﺑﺬﻟﻚ ﺰج ﻓﻲ ﻣـﻴـﺰان واﺣـﺪ ﺑ rﻃﺒﻌ rﻳﻨﺘﻤﻴﺎن إﻟﻰ ﻧﻮﺑﺘ rﻣﺨﺘﻠﻔﺘ .rوﻜﻦ ﻣﻼﺣﻈﺔ ذﻟﻚ ﻓﻲ ا8ﻴﺎزﻳﻦ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: -١اﺑﻄﺎﻳﺤﻲ اﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺬي ﺗـﻀـﺎف إﻟـﻴـﻪ ﺻـﻨـﻌـﺎت ﻣـﻦ اﻧـﺼـﺮاف اﺑﻄﺎﻳﺤﻲ رﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ. -٢ﻗﺪام ﻋﺮق ﻋﺠﻢ اﻟﺬي ﻳﻄﻌﻢ ﺑﺼﻨﻌﺎت ﻣﻦ اﻗﺪام اﻻﺳﺘﻬﻼك. -٣ﻗﺪام اﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺬي ﺗﻀﺎف إﻟﻴﻪ ﺻﻨﻌﺎت ﻣﻦ اﻧﺼﺮاف اﻟﻌﺸﺎق. وﺗﻨﻔﺮد اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺸﻔﺸﺎوﻧﻴﺔ ﻋﻦ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺮواﻳﺎت ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ اﻷﺧﺮى ﺑﺎﺣﺘﻔﺎﻇﻬﺎ ﺑﻄﺒﻮع اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻷﺻﻠﻴﺔ وﻋﺪم أﻧﺤﺮاﻓﻬﺎ إﻟﻰ ﻃﺒﻮع اﻟﺼﻨﻌﺎت ا8ﻠـﺤـﻘـﺔ ﺑـﻬـﺎ. وأﻫﻞ ﺷﻔﺸﺎون ﻳﻌﺘﺒﺮون ﻫﺬا ﻣﻦ اﳋﺼﻮﺻﻴـﺎت اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺪل ﻋـﻠـﻰ ـﺴـﻜـﻬـﻢ واﻟﺘﺰاﻣﻬﻢ ﺑﺎﻷﺻﻮل ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪون أن اﻟـﺘـﺤـﻮل ﻋـﻦ اﻟـﻄـﺒـﻊ اﻷﺻـﻠـﻲ ﻣـﺨـﻞ 105
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﺑﺎﻟﻨﻮﺑﺎت ،وﻳﺮﻓﻀﻮن أن ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﺗﻄﻌﻴﻤﻬﺎ ).(٢٦
ﺧﺎﲤﺔ:
ﺣﺎوﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ أن ﻧﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﻘﺎﻟﺐ اﻟﻠﺤﻨﻲ ﻟﻠﺼﻨﻌﺔ .وﻟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺨﻠﺺ إﻟﻰ اﻟﻨـﺘـﻴـﺠـﺔ اﻟـﺘـﺎﻟـﻴـﺔ ،وﻫـﻲ أن ﺗﺸﺎﺑﻪ اﻟﻨﺴﻖ اﻟﻠﺤﻨﻲ ﺑ rﺻﻨﻌﺎت ا8ﻴﺰان ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻷﻧﺪﻟﺴـﻴـﺔ )ﳊـﻦ آ وﳊﻦ ب( ﻳﺆﻛﺪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﻳﺘﻄﺮق إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺸﻚ ،وﻫﻲ أن واﺿﻌﻲ أﳊﺎن ﻫﺬه اﻟﺼﻨﻌﺎت ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮك ﻧﻬﺞ دﻗﻴﻖ ﻓﻲ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ،ﻇﻠﻮا ﺣﺮﻳﺼ rﻋﻠﻰ اﺣﺘﺮاﻣﻪ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ،ﺗﺜﻴﺮ اﻟﻌﺠﺐ اﻟﻴﻮم ﻓﻲ أوﺳﺎط اﻟﺪارﺳ rا8ﻬﺘﻤ.r وإذا ﺟﺎز أن ﻧﻘﻮل إن ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﺟﺎء ﻟﻴﻌﻜـﺲ ﻧـﺰوع اﻟـﻘـﻮم إﻟﻰ ﺗﺄﻟﻴﻒ ا8ﻘﻄﻮﻋﺎت اﻟﻘﺼﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻌﺮض ﺗﺒـﺎﻋـﺎ ﺧـﻼل ﻓـﺘـﺮات اﻟﺮاﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺄوى إﻟﻴﻬﺎ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﺳﻤﺮﻫﻢ ارﺿﺎء ﻟﻌﻮاﻣﻞ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﺎ أدى إﻟﻰ ﻧﺸﻮء ﻇﺎﻫﺮ ﺗﻨﺎوب ﻋﺪد ﻣﻦ ا8ﻨﺸﺪﻳﻦ واﻟﻌﺎزﻓ rﻓﻲ اﳉﻠﺴﺔ اﻟﻮاﺣﺪة، ﻓﺈن ﺟﻨﻮﺣﻬﻢ إﻟﻰ ﺷﻐﻞ ﺗﻠﻚ ا8ﻘﻄﻮﻋﺎت ﺑﺎﻟﺘﺮاﺗ rاﻟﺘﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ إﻻ ﻣﻄﻴﺔ ﻟﺘﻤﺪﻳﺪ اﻟﻠﺤﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ وﺗﻮﻟﻴﺪه ،ﻟﻴﺸﻜـﻞ ﻣـﻈـﻬـﺮا ﻟـﻠـﺜـﺮوة اﻹﺑـﺪاﻋـﻴـﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﺘﻨﺰﻫﺎ ﻗﺮاﺋﺢ ﻣﺆﻟﻔﻲ اﻷﳊﺎن اﻷﻧﺪﻟﺴـﻴـﺔ ،وﺗـﻠـﻚ ﺛـﺮوة ﳒـﺪ ﻣـﺎ ﻳﺆﻛﺪﻫﺎ ﻓﻲ اﻻﻧﺸﺎدات وا8ﻮاوﻳﻞ ،وﻛﺬا ﻓﻲ اﳉﻮاﺑﺎت اﻵﻟﻴﺔ ﻷﺑﻴﺎت اﻟﺼﻨﻌﺎت ﺑﺄﻧﻮاﻋﻬﺎ. وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﺘﺄﻛﺪ ﻟﻨﺎ ﺟﻠﻴﺎ ﻗﻴـﻤـﺔ اﻹﺑـﺪاع اﻟـﻠـﺤـﻨـﻲ ﻓـﻲ اﻟـﺘـﺮاث ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﻲ اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ.
اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ :اﻹﺿﺎﻓﺎت
ﻧﻌﻨﻲ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺎت ﻫﻨﺎ اﻻﻧﺸﺎدات واﻟﺘﻘﺎﺳﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻄﻠﻊ ﺑﺄداﺋﻬﺎ ﺑﻌـﺾ أﻋﻀﺎء اﳉﻮق دون ﻏﻴﺮﻫﻢ .وﻫﻲ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗﺴـﺎﻫـﻢ ﻓـﻲ اﺳـﺘـﻜـﻤـﺎل اﻟﺼﻮرة اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻘﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ ا8ﻴﺰان. ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﻻ ﲢﺘﻞ ﻣﻨﻪ ﻣﻮاﻗﻊ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺑﺎﻟﺬات ،واﺎ ﺗﺘﺨﻠﻞ ﺑﻌﺾ ﺻﻨﻌـﺎﺗـﻪ ﺑﺸﻜﻞ أﺧﺘﻴﺎري وﺣﺴﺐ رﻏﺒﺔ رﺋﻴﺲ اﳉﻮق. وﺗﺄﺗﻲ اﻹﺿﺎﻓﺎت ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻷﻏﺮاض اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: اﻟﺘﺮوﻳﺢ ﻋﻦ ا8ﺴﺘﻤﻌ rﻣﻦ ﺗﻌﺎﻗﺐ اﻟﻐﻨﺎء اﳉﻤﺎﻋﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﻄﻠﺐ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ106
ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ
ا8ﺴﺘﻤﺮ ﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺘﻄﻮر اﳊﺎﺻﻞ ﻓﻲ ﺗﺴﻠﺴﻞ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻔﻨﻲ ﻟﻠﻤﻴﺰان. اﻟﺘﺮوﻳﺢ ﻋﻦ أﻋﻀﺎء اﳉﻮق ﻨﺤﻬﻢ ﻓﺮﺻﺎ ﻟﻼﺳﺘﺮاﺣﺔ ﻣﻦ ﻋﻨﺎء اﻟﻌﺰفواﻻﻧﺸﺎد. إﻋﻄﺎء اﻟﻔﺮﺻﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﺎزﻓ rوا8ﻨﺸﺪﻳﻦ ﻛﻲ ﻳﻈﻬﺮوا ﻣﻬﺎرﺗﻬﻢ وﺑﺮاﻋﺘﻬﻢﻓﻲ اﻻﻧﺸﺎد واﻟﻌﺰف اﻟﻔﺮدﻳ.r رﻏﺒﺔ اﳉﻮق ﻓﻲ اﺧﺘﺼﺎر ا8ﻴﺰان ،أو اﳋﺮوج ﻣﻨﻪ إﻟﻰ ﻣﻴﺰان آﺧﺮ ﻣـﻦاﻟﻨﻮﺑﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ. وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑ rﻫﺬه اﻻﺿﺎﻓﺎت واﻟﺰﺧﺎرف اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻬﺎ اﻟﻌﺎزﻓﻮن وا8ﻨﺸﺪون ،ﻓﺈن ﻫﺬه اﻷﺧﻴﺮة ﺗﺸﻜﻞ ﺟﺰءا ﻻ ﻳﺘﺠﺰأ ﻣﻦ اﻟﺼﻨﻌـﺎت ا8ﻨﺪرﺟﺔ ﻓﻲ ا8ﻴﺰان ،وﻟﻬﺎ ﻣﻮاﻗﻊ ﻣﺤﺪدة ﻣﻨﻬﺎ ﻻ ﲢﻴﺪ ﻋﻨﻬﺎ أﺑﺪا ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺳﻤﺎت اﻻرﲡﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺒﻊ أداءﻫﺎ.
اﻹﻧﺸﺎدات ﻓﻲ اﳌﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻹﻧﺸﺎد: اﻹﻧﺸﺎد ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻓﻘﺮة ﻏﻨﺎﺋﻴﺔ ﻳﻘﻮم ﺑﺄداﺋﻬﺎ ﻣﻨﺸﺪ ﻣﻨﻔﺮد ﻋﻠﻰ ﺑﻴـﺖ أو ﺑﻴﺘ rﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻔﺼﻴﺢ. ﺗﺎرﻳﺦ ﻇﻬﻮره: ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺟﺪا ﲢﺪﻳﺪ ﻓﺘﺮة ﻇﻬﻮر اﻹﻧﺸﺎدات ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ، وﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪو أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ اﻷﺻﻞ ﺗﻘﻠﻴﺪا ﺟـﺮت ﻋـﻠـﻴـﻪ أوﺳـﺎط ا8ـﺎدﺣـ rﻣـﻦ أﺻﺤﺎب ﻓﻦ اﻟﺴﻤﺎع. وﻫﻮ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻓﺮﺿﺘﻪ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻷداء اﻟﺼﻮﺗـﻲ اﻟـﺴـﺎﺋـﺪة ﻓـﻲ ﻫـﺬا اﻟـﻠـﻮن ﻣـﻦ اﻟﻐﻨﺎء ،ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﻘﻮم ﻟﻶﻻت ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ وﺟﻮد إﻻ ﻓﻲ اﻟﻨﺎدر ﻣﻦ اﳊﺎﻻت. وﻗﺪ أﺷﺎر ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﻔﺸﺘﺎﻟﻲ ﻣﺆرخ دوﻟﺔ ا8ﻨـﺼـﻮر اﻟـﺴـﻌـﺪي إﻟـﻰ ﻇـﺎﻫـﺮة إﻧﺸﺎد اﻟﺒﻴﺘ rﺑ rأوﺳﺎط ا8ﺎدﺣ rا8ﺴﻤﻌ rﻣﻦ أﺻﺤﺎب ا8ﻮﻟﺪﻳﺎت ا8ﻠﺤﻨﺔ، وذﻟﻚ ﻋﻨﺪ وﺻﻔﻪ اﺣﺘﻔﺎل ا8ﻨﺼﻮر ﺑﻠﻴﻠﺔ ا8ﻮﻟﺪ اﻟﻨﺒﻮي. ﻗﺎل اﻟﻔﺸﺘﺎﻟﻲ: »ﻓﺈذا أﺧﺬت اﻟﻨﻔﻮس ﺣﻈﻬﺎ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﺑﺄﳊﺎن ا8ﻮﻟﺪﻳﺎت اﻟـﻜـﺮـﺔ، ﺗﻘﺪم أﻫﻞ اﻟﺬﻛﺮ ا8ﺰﻣﺰﻣﻮن ﺑﺎﻟﺮﻗﻴﻖ ﻣﻦ ﻛﻼم اﻟﺸﻴﺦ أﺑﻲ اﳊﺴﻦ اﻟﺸﺸﺘﺮي رﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ،وﻛﻼم اﻟﻘﻮم ﻣﻦ ا8ﺘﺼﻮﻓﺔ أﻫﻞ اﻟﺮﻗـﺎﺋـﻖ ،ﻛـﻞ ذﻟـﻚ ﺗـﺘـﺨـﻠـﻠـﻪ 107
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﻧﻮﺑﺎت ا8ﻨﺸﺪﻳﻦ ﻟﻠﺒﻴﺘ rﻣﻦ ﻧﻔﻴﺲ اﻟﺸﻌﺮ« ).(٢٧ وﻫﺬه ﺷﻬﺎدة ﻋﻴﺎن ﺗﺜﺒﺖ ﺷﻴﻮع ﻋﺎدة إﻧﺸﺎد اﻟﺒﻴﺘ rﺑ rأﺻﺤﺎب اﻟﺴﻤﺎع ﻣﻨﺬ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﻌﺪي-ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ-وﻟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺆﻛﺪ ﻣﺎﻳﻠﻲ أوﻻ :أن إﻧﺸﺎد اﻟﺒﻴﺘ rارﺗﺒﻂ ﺑﻔﻦ ا8ﻮﻟﺪﻳﺎت وﻻزﻣﻪ. ﺛﺎﻧﻴﺎ :أﻧﻪ اﻧﺘﻘﻞ ﻣﻦ أوﺳﺎط اﻟﺴﻤﺎع إﻟﻰ أوﺳﺎط »اﻵﻟﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ«. ﺛﺎﻟﺜﺎ :أﻧﻪ ﻛﺎن ﻓﺮدﻳﺎ ﻳﻀﻄﻠﻊ ﺑﻪ أﺟﻮد ا8ﻨﺸﺪﻳﻦ ﺻﻮﺗﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺘﻨﺎوب. وﻟﻘﺪ دأﺑﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ا8ﺎدﺣ rﻣﻨﺬ اﻟﻘﺪ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﻄﺎب ﻣﻬﺮة ا8ﻨﺸﺪﻳﻦ ﻣﻦ ذوى اﻷﺻﻮات اﳉﻤﻴﻠﺔ .وإذ ﺗﺴﺮب ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء إﻟﻰ اﻷﺟﻮاق اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻓﻘﺪ اﻧﺘﻘﻠﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﻋﺎدة اﻹﻧﺸﺎد اﻟﻔﺮدي وأﺻـﺒـﺢ ﻫـﺆﻻء ﻳـﻨـﻔـﺮدون ﺑـﺎرﲡـﺎل أﳊﺎن ﺣﺮة ﻻ ﻳﻘﻴﺪﻫﺎ وزن ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺖ أو ﺑﻴـﺘـ rﻣـﻦ اﻟـﺸـﻌـﺮ ،وﻳـﻜـﻮن ذﻟـﻚ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻳﺴﺘﺮﻳﺢ ﺧﻼﻟﻬﺎ أﻋﻀﺎء اﳉﻮق ،ﺛﻢ 8ﺎ ﺗﻀﺎءﻟﺖ ﻗﺪرة ا8ﻨﺸﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻻرﲡﺎل اﻗﺘﺼﺮ ﻫﺆﻻء ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺟﻴﻊ اﻹﻧﺸﺎدات اﻟﻘﺪﺔ اﶈﻔﻮﻇﺔ ،وأﺻﺒـﺢ ﻋﻤﻠﻬﻢ ذاك ﺗﻘﻠﻴﺪا ﻣﺘﻮارﺛﺎ. وﻟﻌﻞ ﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻗﺪم ﻫﺬا اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻓﻲ أوﺳﺎط ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ أن ﻧﺮى ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﳊﺴ rاﳊﺎﻳﻚ ﻳﺪون ﻓﻲ ﻣﻄﺎﻟﻊ اﻟﻨﻮﺑﺎت إﻧﺸﺎدات اﻟﻄﺒﻮع ،وﻛﺄﺎ ﻛﺎن ﻳﺮﻳﺪ ﺿﺒﻄﻬﺎ وﺣﺼﺮﻫﺎ ﺣﻔﻈﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻀﻴﺎع ،وﺳﻴﺮا ﻋﻠﻰ ﻧﻬـﺠـﻪ ﻓـﻲ ﺟﻤﻊ اﻟﺼﻨﻌﺎت وﺗﺪوﻳﻦ ﻧﺼﻮﺻﻬﺎ. وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻌﺪد اﻹﻧﺸﺎدات اﻟﻮاردة ﻓﻲ ﻛﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ وﻣﺨﺘﺼﺮاﺗﻪ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺸﻜﻞ ﺳﻮى اﻟﻨﺰر اﻟﻘﻠﻴﻞ ،ذﻟﻚ أن أﻛﺜﺮﻫﺎ ﺗﻌﺮض ﻟﻠﻨﺴﻴﺎن واﻟﻀﻴﺎع، ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻧﻘﻄﺎع ﺗﺪاوﻟﻬﺎ .وﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﺣﺘﻰ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﳊﺎﻟﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك إﻧﺸﺎدات ﻣﺘﺪاوﻟﺔ ﺑ rﻣﻬﺮة ا8ﻨﺸﺪﻳﻦ ﺑﺎ8ﻐﺮب. ﻳﺪل ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻣﺎ ذﻛﺮه ﺷﻮﺗﺎن ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »ﻟﻮﺣﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ« ﻓﻘـﺪ ﻋ rﻃﺒﻮﻋﻬﺎ وﻧﻮﺑﺎﺗﻬﺎ اﻷﺻﻠﻴﺔ أو اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ،ورﻓﻊ ﻋﺪدﻫﺎ إﻟﻰ ﺛﻤﺎﻧﻴـﺔ ﻋـﺸـﺮ إﻧﺸﺎدا ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ إﻧﺸﺎدﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻊ ﻏﻴﺮ أﺻﻴﻞ ﻫﻮ ﻃﺒﻊ اﳉﺮﻛﺔ. واﻟﻌﺎدة ﺗﻘﻀﻲ أن ﻳﻘﺪم ﻷداء اﻹﻧﺸﺎدات أﻣﻬﺮ ا8ﻐﻨ rﻓﻲ اﳉﻮﻗﺔ وأﺣﻼﻫﻢ ﺻﻮﺗﺎ ،وأﻗﻮاﻫﻢ ﻋﺎرﺿﺔ ،وأﻋﺬﺑﻬﻢ ﻧﺒﺮات ،وأﻃﻮﻟﻬـﻢ ﻧـﻔـﺴـﺎ وأﻗـﺪرﻫـﻢ ﻋـﻠـﻰ اﻟﺘﺼﺮف ﻓﻲ اﻟﻠﺤﻦ. وﺎ ﻳﻀﺎﻋﻒ ﻣﻦ ﺣﻈﻮظ ﳒﺎح ا8ﻨﺸﺪ أن ﻳﻮﻓﻖ ﻓـﻲ اﺧـﺘـﻴـﺎر اﻟـﺸـﻌـﺮ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻘﻄﻊ ا8ﻐﻨﺎة ،ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻛﺎن وﻻ ﻳﺰال ﻣـﻦ دﻻﺋـﻞ 108
ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ
اﻗﺘﺪار ا8ﻨﺸﺪ وﺷﺪة ﺣﺬﻗﻪ وﻣﻀﺎء ذﻛﺎﺋﻪ وﺳﻌﺔ ﺣﺎﻓﻈﺘﻪ. وﻗﺪ ﻛﺎن ﺗﺼﻴﺪ »اﻟﺒﻴﺘ «rا8ﻨﺎﺳﺒ rﺗﻘﻠﻴﺪا دأب ﻋﻠﻴﻪ ا8ﻨﺸﺪون ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺪ. وﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻔﺸﺘﺎﻟﻲ ﻣﺮة أﺧﺮى ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﻮل ﻋﻦ ﻫﺆﻻء: »ﻳﺘﺤﻴﻨﻮن ﺑﻪ )أي ﺑﻨﻔﻴﺲ اﻟﺸﻌﺮ( ا8ﻨﺎﺳﺒﺔ ﺑﻴﻨﻪ وﺑ rﻣﺎ ﻳﺘﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﻜﻼم ﻋﻨﺪ اﻹﻧﺸﺎد ﻣﻦ ﻧﺴﻴﺐ ،أو ﻏﺰل ،أو ا8ﺎم ﺑﻨﺸﻴﺢ ،أو ﺗﺸﻮﻳﻖ ﻟﻠﻤﻌﺎﻫﺪ اﻟﺸﺮﻳﻔﺔ، أو ﻣﺪﻳﺢ ﻧﺒﻮي.(٢٨) «... أﻧﻮاع اﻹﻧﺸﺎدات :ﺗﻨﺤﺼﺮ اﻹﻧﺸﺎدات ﻓﻲ أرﺑﻌﺔ أﻧﻮاع .وﻫﻲ: إﻧﺸﺎء اﻟﻄﺒﻊ. إﻧﺸﺎء اﻟﻨﻮﺑﺔ. ا8ﻮال. إﻧﺸﺎد اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ أو اﻟﻜﺮﺳﻲ.وﺗﺘﻤﻴﺰ ﻫﺬه اﻹﻧﺸﺎدات ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺨﺼﺎﺋﺺ ﻓﻨﻴﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺄﺳﻠﻮب اﻷداء وﻧﻮع ا8ﺼﺎﺣﺒﺔ اﻵﻟﻴﺔ وأﻏﺮاض اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺬي ﻳﺘﻐﻨﻰ ﺑﻪ وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ. اﻟﻨﻮع اﻷول: إﻧﺸﺎد اﻟﻄﺒﻊ: وﻫﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻏﻨﺎء ﺑﻴﺘ rﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻔﺼﻴﺢ ،ﻳﺆدﻳﻬﻤﺎ ا8ﻨﺸﺪ ا8ﻨﻔـﺮد ﻋﻠﻰ ﳊﻦ ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ ﺛﺎﺑﺖ ﻣﺤﻔﻮظ وﻋﺎر ﻋﻦ ﻛﻞ إﻳﻘﺎع ﻣﻨﺘﻈﻢ. وﻻ ﻳﺠﻮز ﻟﻪ أن ﻳﺘﺼﺮف ﻓﻲ اﻟﻠﺤﻦ ﺑﺰﻳﺎدة أو ﻧﻘﺼﺎن .ﻣﺜﺎل ذﻟﻚ إﻧﺸﺎد ﻃﺒﻊ ﻏﺮﻳﺒﺔ اﳊﺴ:r رﻋ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ـﻠ ـ ــﻪ ﻣ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـﺸـ ـ ــﺪا ﺟـ ـ ــﺎء ﺑ ـ ـ ـﻐـ ـ ــﺮﻳ ـ ـ ـﺒـ ـ ــﺔ ﻋـ ـ ـﻠـ ـ ـﻴـ ـ ـﻨ ـ ــﺎ وﻧـ ـ ـﺤ ـ ــﻦ ﻓ ـ ــﻲ ﻣـ ـ ـﻘ ـ ــﺎم ﻣ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ـﻈـ ـ ــﻢ وأﻧ ـ ـ ــﺲ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻛ ـ ـ ــﺎن اﻟ ـ ـ ـ ـﻐـ ـ ـ ــﺮام ﺑ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـﺠـ ــﺎء ﻋ ـ ـﻠـ ــﻰ ﻗـ ـ ـﺼ ـ ــﺪ اﳊـ ـ ـﺒـ ـ ـﻴ ـ ــﺐ اﶈـ ـ ـﻜ ـ ــﻢ
109
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
إﻧﺸﺎد ﻃﺒﻊ ﻏﺮﻳﺒﺔ اﳊﺴ<
وﻳﺮاد ﺑﻬﺬا اﻟﻨﻮع ﺗﻘﺪ اﻟﻄﺒﻊ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﺬي ﺗﺮﺗـﻜـﺰ ﻋـﻠـﻴـﻪ اﻟـﺼـﻨـﻌـﺎت ا8ﻌﺮوﺿﺔ ،وﺑﺬﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻳﻘﻮم ﺑﺎﻟﺪور ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي ﺗﻀﻄﻠﻊ ﺑﻪ اﻟﺒﻐﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﻄﺒﻊ اﻟﻨﻮﺑﺔ ووﺿﻊ ا8ﺴﺘﻤﻊ ﻓﻲ أﺟﻮاﺋﻬﺎ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،وﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺪور ﻋﺎﻣﻼن اﺛﻨﺎن :أوﻟﻬﻤﺎ أن اﳊﺎﻳﻚ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ ﻟﻠﻨﻮﺑﺎت اﻹﺣﺪى ﻋﺸـﺮة ﻗـﺪم 110
ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ
ﻟﻜﻞ ﻧﻮﺑﺔ ﺑﺬﻛﺮ إﻧﺸﺎد ﻃﺒﻌﻬﺎ ،وﺛﺎﻧﻴﻬﻤﺎ أن ﻛﻠﻤﺎت اﻟﺒﻴﺘ rﻧـﻔـﺴـﻬـﺎ ﺗـﺄﺗـﻲ ﻓـﻲ اﻹﺷﺎدة ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻴﻪ اﻹﻧﺸﺎد ،وذﻛﺮ ﻣﺎﻟﻪ ﻣﻦ أﺛﺮ ﺟﻤﻴﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس ا8ﺴﺘﻤﻌ.r وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﻤﻦ اﶈﺘﻤـﻞ أن ﻳـﻜـﻮن ﻋـﺪد إﻧـﺸـﺎدات اﻟـﻄـﺒـﻮع ﻗـﺪـﺎ ﻛـﻌـﺪد اﻟﻨﻮﺑﺎت ،ﺛﻢ أﺻﺎﺑﻬﺎ ﻣﺎ أﺻﺎب اﻟﻨﻮﺑﺎت ذاﺗﻬﺎ ،ﻓﻀﺎع ﺑﻌﻀﻬﺎ ،وأدﻣﺞ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻹﺣﺪى ﻋﺸﺮة ﻋﻠﻰ ﻏﺮار ﻣﺎ ﺣـﺪث ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ ﻟـﻠـﺼـﻨـﻌـﺎت اﻟﻴﺘﻴﻤﺔ. وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻻﺷﻜﺎل اﻟﻮاﻗـﻌـﺔ ﻓـﻲ ﻧـﺼـﻮص اﻷﺑـﻴـﺎت اﻟﻮاردة ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻹﻧﺸﺎدات ،وﻫﻲ ﺗﺘﺨﺬ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﺻﻮرة اﳋﻄﺄ اﻟﻌﺮوﺿﻲ وأﺣﻴﺎﻧﺎ أﺧﺮى ﺻﻮرة اﻻﺷﻜﺎل ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﺬي ﻳﻜﺴﻮ ا8ﻌﻨﻰ ﻏﻤﻮﺿﺎ واﺑﻬﺎﻣﺎ. ﻋﻠﻰ أن أﻫﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻮر ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﺗﺒﺎﻳﻦ اﻟﻨﺺ اﻟـﺸـﻌـﺮي ﻓـﻲ اﻹﻧـﺸـﺎد اﻟﻮاﺣﺪ .ﻣﺜﺎل ذﻟﻚ إﻧﺸﺎد ﻃﺒﻊ ﻋﺮاق اﻟﻌﺠﻢ .ﻓﻬﻮ ﺣﻴﻨﺎ ﻫﻜﺬا: أﻻ ﻗـ ـ ـ ــﻢ وﻋ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ــﻞ ﺑـ ـ ـ ــﺎﻟ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ــﺮ ﺳـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ــﺪي وأﻃـ ــﺮب وأﻧ ـ ـﺸـ ــﺪﻧـ ــﻲ ﻋـ ــﺮاق ﺑـ ـ ـﻨ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ـﻌـ ـ ـﺠ ـ ــﻢ وﺑـ ـ ـ ــﺎدر وروﻧ ـ ـ ـ ــﻲ ﻛ ـ ـ ـ ــﺆوس ﺑـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ــﺖ اﻟـ ـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ـ ــﺮم ﻓ ـﺠ ـﻴــﺶ اﻟ ــﺪﺟ ــﻰ وﻟ ــﻰ ﻋ ــﻦ اﻟـ ـﻔـ ـﺠ ــﺮ واﻧـ ـﻬ ــﺰم وﻫﻮ ﺣﻴﻨﺎ آﺧﺮ ﻫﻜﺬا: أﻻ ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ وﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺠﻤﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ ﺳ ـﻴــﺪي ورﻣــﻞ واﻧ ـﺸــﺪﻧــﻲ ﻋــﺮاق ﺑ ـﻨــﻲ اﻟـ ـﻌـ ـﺠ ــﻢ وﻧـ ـ ـﺒ ـ ــﻪ أﺧ ـ ــﺎ اﻟـ ـ ـﻐ ـ ــﺰﻻن ﻣ ـ ــﻦ ﺳـ ـ ـﻨ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ـﻜـ ـ ــﺮى ﻓ ـﺠ ـﻴــﺶ اﻟ ــﺪﺟ ــﻰ وﻟ ــﻰ ﻋ ــﻦ اﻟـ ـﻔـ ـﺠ ــﺮ واﻧـ ـﻬ ــﺰم وﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﻚ ﻓﻲ أن اﻟﺘﺪاول اﻟﺸﻔﺎﻫﻲ ﻟﻺﻧﺸﺎدات ﻛﺎن ﻣﻦ أﻫﻢ أﺳﺒﺎب ﻣﺎ أﺻﺎب ﻧﺼﻮﺻﻬﺎ ﻣﻦ ﲢﺮﻳﻒ وﺗﻐﻴﻴﺮ .وﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺼﻨﻴﻒ إﻧﺸـﺎدات اﻟـﻄـﺒـﻮع ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘ:r -١ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻹﻧﺸﺎدات اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﻃﺒﻮع اﻟـﻨـﻮﺑـﺎت اﻹﺣـﺪى ﻋـﺸـﺮة ا8ﻜﺘﻤﻠﺔ. -٢ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻹﻧﺸﺎدات اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ اﻟﻄﺒﻮع ا8ﺪﻣﺠﺔ. إﻧﺸﺎدات اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻷوﻟﻰ: )(٢٩ (١إﻧﺸﺎد ﻃﺒﻊ رﻣﻞ ا8ﺎدﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺮ اﻟﻄﻮﻳﻞ: 111
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
أﻻ ﻏـ ـ ـﻨ ـ ـ ـﻨـ ـ ــﻲ ﻳـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـﺸـ ـ ــﺪي رﻣـ ـ ــﻞ ﻣـ ـ ــﺎﻳـ ـ ــﺔ وأﻃـ ــﺮب ﻋ ـ ـﻘـ ــﻮل اﳉـ ــﺎﻟ ـ ـﺴـ ــ< ذوى اﻟ ـ ـﻔ ـ ـﻀـ ــﻞ ودع ﻋـ ـ ـﻨ ـ ــﻚ ﺷ ـ ــﺮب اﻟ ـ ــﺮاح واﺻ ـ ــﻎ ﻟـ ـ ـﻠـ ـ ـﺤـ ـ ـﻨ ـ ــﻪ ﻓـ ـﻨـ ـﻐـ ـﻤـ ـﺘ ــﻪ ﲢـ ـﻜ ــﻲ اﻟـ ـﺴ ــﻼﻓـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟ ـ ـﻔ ـ ـﻌـ ــﻞ (٢إﻧﺸﺎد ﻃﺒﻊ اﻷﺻﺒﻬﺎن ،ﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ: أﻳ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻦ إذا ﻣـ ـ ـ ــﺎ رن ﻫ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ــﺖ ﺻ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ــﺎﺑـ ـ ـ ــﺔ وﻫـ ـ ـﻴ ـ ــﺞ وﺟ ـ ــﺪي واﺷـ ـ ـﺘـ ـ ـﻴ ـ ــﺎﻗـ ـ ــﻲ وﻟـ ـ ــﻮﻋ ـ ـ ـﺘـ ـ ــﻲ ﻟ ـ ـﻘـ ــﺪ ﻫ ـ ـﻠ ـ ـﺘ ـ ـﻨـ ــﻲ ﺑ ـ ــﺎﻷﺻـ ـ ـﺒـ ـ ـﻬ ـ ــﺎن اﻟ ـ ــﺬي ﺑ ـ ــﻪ ﺷ ـ ـ ــﺪت ﺣ ـ ـ ــﻮر ﻋ ـ ـ ــ< ﻓ ـ ـ ــﻲ اﳉ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ــﺎن ورﻧـ ـ ـ ــﺖ وﻳﻨﺸﺪ ﺻﺪر اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻫﻜﺬا :أزل ﻋﻠﺘﻲ ﺑﺎﻷﺻﺒﻬﺎن اﻟﺬي ﺑﻪ. (٣إﻧﺸﺎد ﻃﺒﻊ ا8ﺎﻳﺔ :ﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ. إذا اﺻـ ـﻔ ــﺮ ﻗ ــﺮص اﻟ ـ ـﺸ ـ ـﻤـ ــﺲ ﺣـ ــ< ﻓـ ــﺮاﻗ ـ ـﻬـ ــﺎ ﻓـ ـﻜ ــﻦ ﻣـ ـﻨـ ـﺸـ ــﺪا ﻟ ـ ـﻠ ـ ـﻤـ ــﺎﻳـ ــﺔ ﻳـ ــﺎ أﺧـ ــﺎ اﻟ ـ ـﻄـ ــﺮب وﺑ ـ ـ ــﺎدر ﺑ ـ ـ ــﺈﺣـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ــﺎن اﻟ ـ ـ ـ ـﻜـ ـ ـ ــﺆوس وﻧـ ـ ـ ــﺰﻫـ ـ ـ ــﻦ ﻋـ ـ ـﻴـ ـ ــﻮﻧـ ـ ــﻚ ﻓـ ـ ــﻲ ﺛـ ـ ــﻮب اﻷﺻ ـ ـ ـﻴـ ـ ــﻞ ا$ـ ـ ــﺬﻫـ ـ ــﺐ وﻳﻨﺸﺪ أول اﻟﺒﻴﺘ rﻫﻜﺬا: إذا اﻟ ـ ـﺸ ـ ـﻤـ ــﺲ ﻗـ ــﺪ ﻣـ ــﺎﻟ ـ ــﺖ وﺣ ـ ــﺎن ﻓ ـ ــﺮاﻗـ ـ ـﻬ ـ ــﺎ ﻓـ ـﻜ ــﻦ ﻣ ـ ـﻨ ـ ـﺸـ ــﺪا ﻟـ ــﻲ ﻣـ ــﺎﻳـ ــﺔ ﻳـ ــﺎ أﺧـ ــﺎ اﻟ ـ ـﻌـ ــﺮب وﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ أﻳﻀﺎ: أﻻ ﻏ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـﻨـ ـ ــﻲ ﻳـ ـ ــﺎﺻ ـ ـ ــﺎح ﺑ ـ ـ ــﺎ $ـ ـ ــﺎﻳ ـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ــﻲ ﲢ ـ ـ ــﺮك وﺟ ـ ـ ــﺪ اﻟـ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ــﺎﺷـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ــ< وﺗ ـ ـ ـ ـﻄـ ـ ـ ــﺮب وردد ﺑـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ــﺎ ذﻛ ـ ـ ــﺮ اﳊـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ــﺐ وﺣـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ــﻪ ﻓـ ــﺈﻧـ ــﻲ ﻟ ـ ـﻬـ ــﺬا اﻟـ ـ ـﻄـ ـ ـﺒ ـ ــﻊ أﺻـ ـ ـﻐ ـ ــﻲ وأﻋـ ـ ـﺠ ـ ــﺐ (٤إﻧﺸﺎد ﻃﺒﻊ رﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ ،ﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ: إذا ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ذا ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ـ ـ ــﻖ ووﺟ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ورﻗـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻋ ـ ـﻠ ـ ـﻴـ ــﻚ ﺑـ ــﺮﺻـ ــﺪ اﻟـ ــﺬﻳـ ــﻞ ﻛـ ــﻦ ﺑـ ــﻪ ﻣ ـ ـﻨ ـ ـﺸـ ــﺪا ﻓﻨﻐﻤﺘﺔ ﲢﻲ اﻟﻨﻔﻮس وﺗﺸﻔﻰ اﻟﺼﺪور وﺗﺼﻔﻲ اﻟﻘﻠﻮب ﻣﻦ اﻟﺼﺪى وﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺧﻠﻞ ﻟﻌﻠﻪ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﺑﻨﺤﻮ أن ﻳﻘﺎل: ﻓﻨﻐﻤﺘﻪ ﲢﻲ اﻟﻨﻔﻮس وﺗﺸﻔﻰ اﻟﺼﺪور وﺗﺼﻔﻲ اﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﻏـﻠـﺔ اﻟـﺼـﺪى 112
ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ
وﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ أﻳﻀﺎ: إذا ﻣ ـ ــﺎ أردت اﻟـ ـ ـﻨـ ـ ـﺸ ـ ــﺪ ﺗ ـ ـ ـﻈ ـ ـ ـﻬـ ـ ــﺮ ﺣ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـﻨـ ـ ــﻪ ﻓـ ـﻌ ــﺮج ﺑ ــﺮﺻ ــﺪ اﻟـ ــﺬﻳـ ــﻞ ﻓـ ــﻲ اﻟ ـ ـﺴـ ــﺮ واﳉ ـ ـﻬـ ــﺮ ﻓ ـ ــﺮوﺣ ـ ــﻲ ﺑ ـ ــﻪ راﺣ ـ ــﺖ وﻗـ ـ ـﻠ ـ ـ ـﺒـ ـ ــﻲ ﻟـ ـ ــﻪ ﺻ ـ ـ ـﺒـ ـ ــﺎ وإﻧ ـ ـ ـﺸـ ـ ــﺎده ﻳ ـ ـ ـﻐ ـ ـ ـﻨـ ـ ــﻲ ﻋـ ـ ــﻦ اﻟـ ـ ــﺪر واﻟ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ــﺮ (٥إﻧﺸﺎد ﻃﺒﻊ اﻻﺳﺘﻬﻼل :ﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ. ﺑ ـ ـ ــﺎﻻﺳـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ــﻼل اﻟ ـ ـ ــﺬي ﺗـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ــﻖ ذﻛ ـ ـ ــﺮه ﺑـ ـ ـﺤـ ـ ـﻀ ـ ــﺮة ﻓ ـ ــﺎس أﺻـ ـ ـﻠ ـ ــﻪ ﻋ ـ ــﻦ ذوى اﻟـ ـ ـﻜـ ـ ــﺮم ﺗ ـ ـ ــﺮ ﺑ ـ ـ ــﻪ واﻧـ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ــﺪ وﻛ ـ ـ ــﻦ ﺑ ـ ـ ــﻪ ﻣ ـ ـ ــﻮﻟـ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ــﺎ ﻓـ ـﻨـ ـﻐـ ـﻤـ ـﺘ ــﻪ اﳊـ ـﺴـ ـﻨ ــﺎ ﺗـ ـﻬـ ـﻴ ــﺢ ﻟ ــﻲ اﻟـ ـﻐ ــﺮام)(٣٠ وﻳﻌﺘﻮر ﺑﻴﺘﻪ اﻷول ﺧﻠﻞ ﻓﻲ اﻟﻮزن ،ﻟﻌﻠﻪ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ إذا ﺻﻴﻎ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ: ﺗ ـ ـ ـﻐـ ـ ــﻦ ﺑـ ـ ــﺎﻻﺳ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـﻬـ ـ ــﻼل واﺻ ـ ـ ــﺪع ﺑ ـ ـ ــﺬﻛ ـ ـ ــﺮه ﺑ ـ ـ ـﺤ ـ ـ ـﻀـ ـ ــﺮة ﻓـ ـ ــﺎس أﺻ ـ ـ ـﻠـ ـ ــﻪ ﻟـ ـ ــﺬوى اﻟ ـ ـ ـﻜـ ـ ــﺮم وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻄﺒﻊ: أﻳ ــﺎ ﻣ ــﻦ ﻏـ ــﺪا ﻓـ ــﻲ ﺣ ـ ـﻀـ ــﺮة اﻷﻧـ ــﺲ ﻣ ـ ـﻨ ـ ـﺸـ ــﺪا ﻋـ ـﻠـ ـﻴ ــﻚ ﺑ ــﺎﻻﺳـ ـﺘـ ـﻬ ــﻼل ان رﻣـ ــﺖ ﻣ ـ ـﺠ ـ ـﻠ ـ ـﺴـ ــﻲ ﻓـ ـ ـ ـ ــﺈﻧـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻟـ ـ ـ ـ ــﻪ أﺻ ـ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـ ــﻮ وأرﻧ ـ ـ ـ ـ ــﻮ إذا رﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑ ــﻪ ﻣ ــﻦ ﻳـ ـﻜ ــﻦ ﻓ ــﻲ ﺣـ ـﻀ ــﺮة اﻷﻧ ــﺲ ﻣـ ــﺆﻧ ـ ـﺴـ ــﻲ (٦إﻧﺸﺎد ﻃﺒﻊ اﻟﺮﺻﺪ ،ﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ. أﻳـ ــﺎ ﻣ ـ ـﻄـ ــﺮﺑـ ــﺎ ﺑـ ــﺎﻟـ ــﺮﺻـ ــﺪ ﻳـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ﻟـ ــﻪ ﺻ ـ ـﺒ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ــﺆادي وﻓـ ـ ـ ــﻲ ﻗ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ــﻲ ﺛـ ـ ـ ــﻮى وﺗـ ـ ـ ــﺮـ ـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ــﺪﻳ ـ ـ ـﺘـ ـ ــﻚ إذا ﻃـ ـ ــﺮﺑ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـﻨـ ـ ــﻲ ﺑ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـﻐ ـ ـ ــﺎﻣ ـ ـ ــﻪ وﺧ ـ ـﻠ ـ ـﻔ ـ ـﺘ ـ ـﻨـ ــﻲ ﺻ ـ ـﺒـ ــﺎ ﻛـ ـ ـﺌـ ـ ـﻴـ ـ ـﺒ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـﺘـ ـ ـﻴـ ـ ـﻤ ـ ــﺎ وﻗﺪ ﺟﺎء اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ: ﻓ ـ ـ ــﺪﻳـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ــﻚ إذﻋـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ــﻪ ﺑ ـ ـ ـ ـﺤ ـ ـ ـ ـﺼـ ـ ـ ــﺎره وﺧ ـ ـﻠ ـ ـﻴ ـ ـﺘ ـ ـﻨـ ــﻲ ﺻ ـ ـﺒ ـ ــﺎ ﻛـ ـ ـﺌـ ـ ـﻴـ ـ ـﺒ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـﺘـ ـ ـﻴـ ـ ـﻤ ـ ــﺎ (٧إﻧﺸﺎد ﻃﺒﻊ ﻏﺮﻳﺒﺔ اﳊﺴ :rﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ. رﻋ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ـﻠـ ـ ــﻪ ﻣ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـﺸـ ـ ــﺪا ﺟـ ـ ــﺎد ﺑ ـ ـ ـﻐـ ـ ــﺮﻳ ـ ـ ـﺒـ ـ ــﺔ ﻋـ ـ ـﻠـ ـ ـﻴـ ـ ـﻨ ـ ــﺎ وﻧـ ـ ـﺤ ـ ــﻦ ﻓ ـ ــﻲ ﻣـ ـ ـﻘ ـ ــﺎم ﻣ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ـﻈـ ـ ــﻢ 113
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
وآﻧ ـ ـ ــﺲ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻛ ـ ـ ــﺎن اﻟ ـ ـ ـ ـﻐـ ـ ـ ــﺮام ﺑ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ــﻪ ﻓـﺠــﺎء ﻋ ـﻠــﻰ ﻗ ـﺼــﺪ اﳊ ـﺒ ـﻴــﺐ اﶈ ـﻜــﻢ )ا $ـﻜــﺮم( وﻓﻲ ا8ﻄﻠﻊ ﺧﻠﻞ رﺎ اﺳﺘﻘﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ: رﻋـ ــﻰ اﻟ ـ ـﻠـ ــﻪ ﻣ ـ ـﻨـ ـ ـﺸ ـ ــﺪا ﺷ ـ ــﺪا ﺑـ ـ ـﻐ ـ ــﺮﻳـ ـ ـﺒ ـ ــﺔ وﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ أﻳﻀﺎ: ﺷ ـ ـﻔـ ــﻰ ﻣ ـ ـﻬ ـ ـﺠ ـ ـﺘـ ــﻲ ﻃ ـ ـﺒـ ــﻊ اﻟ ـ ـﻐـ ــﺮﻳ ـ ـﺒ ـ ــﺔ رﻗ ـ ــﺔ وﻗـ ـ ـ ــﺪ راق ﻣ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ــﺎ ﺣ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ــﺔ وﻧ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ــﺐ ﻓ ـ ـﻠ ـ ـﻠـ ــﻪ ﻓـ ــﺎﻧ ـ ـﺸـ ــﺪﻧـ ــﻲ اﻟ ـ ـﻐـ ــﺮﻳ ـ ــﺐ ﺑـ ـ ـﻴ ـ ــﻮﺗـ ـ ـﻬ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ـﻜـ ـ ــﻞ ﻏـ ـ ــﺮﻳـ ـ ــﺐ ﻟ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـﻐ ـ ـ ــﺮﻳ ـ ـ ــﺐ ﻧـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ــﺐ (٨إﻧﺸﺎد ﻃﺒﻊ اﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ :ﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ. أدرﻫـ ـ ــﺎ ﻛ ـ ـ ـﻠـ ـ ــﻮن اﻟـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ــﺮ ﻧ ـ ـ ــﻮرا وﻏ ـ ـ ــﻦ ﻟ ـ ـ ــﻲ ﺑـ ـ ــﺄﻟ ـ ـ ـﻄـ ـ ــﺎف ﻣـ ـ ــﺎ ﺷـ ـ ــﺎدت ﺑـ ـ ــﻪ اﻟ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـﻐ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ــﺎت ﺑ ـ ـ ـﻄ ـ ـ ـﺒـ ـ ــﻊ اﳊـ ـ ـ ـﺠ ـ ـ ــﺎز ا$ـ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ــﺮﻗ ـ ـ ــﻲ ﻓ ـ ـ ــﺎﻧ ـ ـ ــﻪ ﺑـ ـ ــﻪ وﺑ ـ ـ ـﻬـ ـ ــﺎ ﺗ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـﺠـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ــﺐ اﻟـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ــﻮات وﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ أﻳﻀﺎ: أﻻ ﻳـ ـ ـ ــﺎ ﻧـ ـ ـ ــﺪـ ـ ـ ــﺎ ﺣـ ـ ـ ــﻞ ﺑـ ـ ـ ــﺎﻟ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ــﺐ وده ﺑ ـ ـ ـﺤ ـ ـ ـﻘـ ـ ــﻚ ﻋ ـ ـ ـﻠـ ـ ــﻞ ﻗ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـﺒـ ـ ــﻲ ا $ـ ـ ـﺘـ ـ ــﻮﻟـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ــﺎ وردد ﺣـ ـ ـ ـﺠ ـ ـ ــﺎزا ﻣ ـ ـ ـ ـﺸـ ـ ـ ــﺮﻗ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ـ ــﺈﻧ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ــﻲ إﻟـ ـ ـﻴ ـ ــﻪ أﺧ ـ ــﺎ وﺟـ ـ ــﺪ ﺗ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـﻴـ ـ ــﻢ ﺑـ ـ ــﻪ اﻟ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـﻬـ ـ ــﻰ (٩إﻧﺸﺎد ﻃﺒﻊ ﻋﺮاق اﻟﻌﺠﻢ :ﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ. أﻻ ﻗـ ـ ـ ــﻢ وﻋ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ــﻞ ﺑـ ـ ـ ــﺎﻟ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ــﺮ ﺳـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ــﺪي وأﻃـ ــﺮب وأﻧ ـ ـﺸـ ــﺪﻧـ ــﻲ ﻋـ ــﺮاق ﺑـ ـ ـﻨ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ـﻌـ ـ ـﺠ ـ ــﻢ وﺑـ ـ ـ ــﺎدر وروﻧ ـ ـ ـ ــﻲ ﻛ ـ ـ ـ ــﺆوس ﺑـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ــﺖ اﻟـ ـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ـ ــﺮم ﻓ ـﺠ ـﻴــﺶ اﻟ ــﺪﺟ ــﻰ وﻟ ــﻰ ﻋ ــﻦ اﻟـ ـﻔـ ـﺠ ــﺮ واﻧـ ـﻬ ــﺰم وﻗﺪ ﺟﺎء ﻫﺬا اﻹﻧﺸﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ: أﻻ ﻗـ ـ ـ ــﻢ وﻋ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ــﻞ ﺑـ ـ ـ ــﺎﺠﻤﻟ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ــﺐ ﺳـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ــﺪي ورﻣ ـ ــﻞ واﻧـ ـ ـﺸ ـ ــﺪﻧ ـ ــﻲ ﻋ ـ ــﺮاق ﺑـ ـ ـﻨ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ـﻌـ ـ ـﺠـ ـ ــﻢ وﻧـ ـ ـﺒ ـ ــﻪ أﺧ ـ ــﺎ اﻟـ ـ ـﻐ ـ ــﺰﻻن ﻣ ـ ــﻦ ﺳـ ـ ـﻨ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ـﻜـ ـ ــﺮى ﻓ ـﺠ ـﻴــﺶ اﻟ ــﺪﺟ ــﻰ وﻟ ــﻲ ﻋ ــﻦ اﻟـ ـﻔـ ـﺠ ــﺮ واﻧـ ـﻬ ــﺰم 114
ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ
(١٠إﻧﺸﺎد ﻃﺒﻊ اﻟﻌﺸﺎق :ﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ. أﻻ ﻓ ــﺎﺷ ــﺪ ﺑ ــﺎﻟ ـ ـﻌ ـ ـﺸـ ــﺎق ﻓـ ــﺎﻟ ـ ـﺼ ـ ـﺒـ ــﺢ ﻗـ ــﺪ ﺑـ ــﺪا ورﺟـ ـ ــﻊ ﺑـ ـ ــﺬﻳـ ـ ــﻞ ﻓـ ـ ــﺎﻟـ ـ ـ ـﻈ ـ ـ ــﻼم ﻗ ـ ـ ــﺪ ارﺗـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ــﻊ أﻣـ ــﺎ ﺗ ـ ـﻨ ـ ـﻈـ ــﺮ اﻟـ ــﻮرق اﳊ ـ ـﺴ ـ ــﺎن ﻏ ـ ــﺪت ﻋـ ـ ـﻠ ـ ــﻰ ﻣـ ـ ـﻨ ـ ــﺎﺑـ ـ ــﺮﻫـ ـ ــﺎ ﺻـ ـ ــﺎح ﺗ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـﺒـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ــﻦ ﻫ ـ ـ ـﺠـ ـ ــﻊ أﻣﺎ اﻧﺸﺎد ﻃﺒﻊ اﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻘﺪ ﺿﺎع. إﻧﺸﺎدات اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: (١إﻧﺸﺎد ﻃﺒﻊ ﺣﻤﺪان ) .(٣١وﻫﻮ ﻣﺪرج ﺿﻤﻦ ﻧﻮﺑﺔ اﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ .ﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ. أﻳـ ــﺎ ﻣ ـ ـﻨ ـ ـﺸـ ــﺪي ﺣ ـ ـﻤـ ــﺪان ﻻ ﺧـ ــﺎﻧـ ــﻚ اﻟـ ــﺪﻫ ـ ــﺮ وﻻ ﺟـ ـ ـﻌ ـ ــﻞ اﶈـ ـ ـﺒ ـ ــﻮب ﻳ ـ ــﺬﻳـ ـ ـﻘ ـ ــﻚ اﻟـ ـ ـﻬـ ـ ـﺠـ ـ ــﺮ وان أﺿـ ـ ــﺮم اﻟـ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ــﻮق ﻓ ـ ـ ــﻲ ﻗـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ــﻚ ﻧ ـ ـ ــﺎره ﻓـ ــﻼ ﻣـ ــﺆﻧ ـ ـﺴـ ــﺎ ﻳ ـ ـﻠ ـ ـﻴـ ــﻖ ﺑـ ــﻚ ﺳـ ــﻮى اﻟ ـ ـﺼـ ـ ـﺒ ـ ــﺮ (٢إﻧﺸﺎد ﻃﺒﻊ اﳊﺴ rﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ. أﻳـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــﻦ ﺣ ـ ـ ـﻜـ ـ ــﻰ داود ﺻـ ـ ــﻮﺗـ ـ ــﺎ وﻳـ ـ ــﻮﺳ ـ ـ ـﻔـ ـ ــﺎ ﺟ ـ ـﻤـ ــﺎﻻ وﻟ ـ ـﻘ ـ ـﻤـ ــﺎن اﳊ ـ ـﻜ ـ ـﻴـ ــﻢ ﺑ ـ ـﺤ ـ ـﻜ ـ ـﻤ ـ ـﺘ ـ ــﻪ ﺳـ ـ ـﻠـ ـ ـﺒ ـ ــﺖ ﺣـ ـ ـﺠ ـ ــﺎي ﺑـ ـ ــﺎﳊ ـ ـ ـﺴـ ـ ــ< وزدﺗ ـ ـ ـﻨـ ـ ــﻲ )(٣٢ ﺑ ـﺘ ــﺮﺟـ ـﻴـ ـﻌ ــﻪ ﺷ ــﻮﻗ ــﺎ إﻟ ــﻰ ﺣـ ـﺴ ــﻦ ﻧـ ـﻐـ ـﻤـ ـﺘ ــﻪ وﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ أﻳﻀﺎ ،وﻫﻮ ﻣﻔﻘﻮد: وﻣ ـ ــﺎ ﺣـ ـ ـﺴ ـ ــﻦ ﻣـ ـ ـﺜ ـ ــﻞ اﳊ ـ ـ ـﺴـ ـ ــ< ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـﺸـ ـ ــﺪ ﻓ ـ ــﺰﻣ ـ ــﺰم ﺑـ ـ ــﻪ ﻳـ ـ ــﺎ ﺣـ ـ ــﺎدي اﻟـ ـ ــﺮﻛـ ـ ــﺐ واﻧ ـ ـ ـﺸـ ـ ــﺪ وروح ﺑـ ـ ــﻪ ﻗـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ــﺎ ﺗـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ــﻪ اﻟـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ــﻮى وروح ﺑ ـ ـ ـ ــﻪ ﺟـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ــﺶ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ــﻮم وﺑـ ـ ـ ـ ــﺪد (٣إﻧﺸﺎد ﻃﺒﻊ ﻋـﺮاق اﻟـﻌـﺮب .وﻫـﻮ ﻣـﺪرج ﺿـﻤـﻦ ﻧـﻮﺑـﺔ اﻻﺳـﺘـﻬـﻼل ،ﻣـﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ: أﻻ ﺑـ ـ ـﻌ ـ ــﺮاق اﻟ ـ ـ ـﻌـ ـ ــﺮب ﻳـ ـ ــﺎ ﺧ ـ ـ ـﻴـ ـ ــﺮ ﻣ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـﺸـ ـ ــﺪ ﺑـ ـﺤ ــﻖ اﻟـ ـﻬ ــﻮى ﻛ ــﻦ ﻟ ــﻲ ﻣـ ـﺠـ ـﻴ ـ ـﺒـ ــﺎ وﻣ ـ ـﻨ ـ ـﺸـ ــﺪا ﻓ ـ ــﺪﻳـ ـ ـﺘ ـ ــﻚ ﻋـ ـ ـﻠـ ـ ـﻠـ ـ ـﻨ ـ ــﻲ أرﻳ ـ ــﺢ ﻣـ ـ ــﻦ اﻟ ـ ـ ـﻬـ ـ ــﻮى وأﻧ ـ ــﺲ ﻏ ـ ــﺮﻳـ ـ ـﺒ ـ ــﺎ ﻻ زﻟ ـ ــﺖ ﻟـ ـ ـﻨ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﺮﺷ ـ ــﺪا )(٣٣ 115
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
(٤إﻧﺸﺎد ﻃﺒﻊ اﳊﺼﺎر .وﻫﻮ ﻣﺪرج ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ اﻟﺮﺻﺪ ﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ: ﺑ ـ ـﻄ ـ ـﺒـ ــﻊ اﳊ ـ ـﺼـ ــﺎر ﻓـ ــﺎﻧ ـ ـﺸـ ــﺪن ﻳـ ــﺎﻣـ ــﺆﻧ ـ ـﺴ ـ ــﻲ وروح ﻧـ ـ ـﻔ ـ ــﻮس اﻟـ ـ ـﻌ ـ ــﺎﺷ ـ ـ ـﻘـ ـ ــ< ﻣـ ـ ــﻦ اﻟ ـ ـ ـﻐـ ـ ــﺮام وﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎوﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄس اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر ﻓــﺎﻧــﻪ ﻳــﺪاوي اﻟ ـﻀ ـﻨــﻰ وﻳـ ـﻔـ ـﻨ ــﻲ ﺷـ ـﻴ ــﺐ اﻟـ ـﻬ ــﺮم وﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ أﻳﻀﺎ: ﺧ ـ ـﻠـ ـ ـﻴـ ـ ـﻠ ـ ــﻲ أﻧـ ـ ـﺸ ـ ــﺪﻧ ـ ــﻲ اﳊـ ـ ـﺼ ـ ــﺎر ﺑـ ـ ـﺤـ ـ ـﻠ ـ ــﺔ ﺗـ ــﺰان ﺑ ـ ـﻬ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـﺜ ـ ــﻞ اﻟـ ـ ـﻘ ـ ــﻼﺋ ـ ــﺪ ﻓ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ـﻄ ـ ــﻼ وﻋـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ــﻪ ﺑ ـ ـ ـ ــﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ـﻄ ـ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـ ــﻊ اﺠﻤﻟ ـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ــﺐ اﻧــﻪ ﻟ ـﻴ ـﻔ ـﻌــﻞ ﻓ ــﻲ اﻷﻟـ ـﺒ ــﺎب ﻣ ــﺎﺗـ ـﻔـ ـﻌ ــﻞ اﻟـ ـﻄ ــﻼ (٥إﻧﺸﺎد ﻃﺒﻊ ا8ﺰﻣﻮم .وﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ ﻋﺮاق اﻟﻌﺠﻢ .ﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ: أﻳـ ــﺎ ﻣـ ـ ـﻨـ ـ ـﺸ ـ ــﺪ ا $ـ ــﺰﻣ ـ ــﻮم ﻻ ﺧ ـ ــﺎﻧ ـ ــﻚ اﻟ ـ ــﺪﻫ ـ ــﺮ وﻻ ﺣ ـ ــﺎم ﻣ ـ ــﺎ ﲢـ ـ ـﻤـ ـ ـﻴـ ـ ــﻪ ﻋ ـ ـ ـﺴـ ـ ــﺮ وﻻ ﺿ ـ ـ ـﻴـ ـ ــﺮ وﻣ ـ ـ ــﺎ زﻟ ـ ـ ــﺖ ﻓ ـ ـ ــﻲ ﻋ ـ ـ ــﺰ ﻋـ ـ ـ ـﻈـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ــﻢ ورﻓـ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ــﺔ ﻳ ـ ـﻌ ـ ـﻤ ـ ـﻬـ ــﺎ اﻟ ـ ـﺘـ ــﺄﻳ ـ ـﻴـ ــﺪ واﻟ ـ ـﻔ ـ ـﺘـ ــﺢ واﻟ ـ ـﻨـ ـ ـﺼ ـ ــﺮ (٦إﻧﺸﺎد ﻃﺒﻊ اﻟﺴﻴﻜﺎه وﻫﻮ ﻳﻨﺸﺪ ﺿﻤﻦ ﻧﻮﺑﺔ ا8ﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ: إذا ﻣ ـ ـ ــﺎ ﺷ ـ ـ ــﺪا ﺷ ـ ـ ــﺎد ﺑـ ـ ـ ـﺼـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ــﺔ ﳊـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ــﻪ ﲢـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ أرواح ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬب ﻓـ ـﻨ ـ ـﻌ ـ ـﻤ ـ ـﺘـ ــﻪ اﳊ ـ ـﺴ ـ ـﻨـ ــﺎء ﺗ ـ ـﻨ ـ ـﻌـ ــﺶ ﻣـ ــﻦ ﺷـ ــﺪا ﺑ ــﺬﻛ ــﺮ اﻟـ ـﻨ ـ ـﺒـ ــﻲ اﻟ ـ ـﻬـ ــﺎدي اﳊ ـ ـﺒ ـ ـﻴـ ــﺐ ا $ـ ـﻘـ ــﺮب وﻟﻄﺒﻊ اﻟﺴﻴﻜﺎه إﻧﺸﺎد آﺧﺮ وﻫﻮ: إذا ﺟ ـ ــﺎءك اﶈـ ـ ـﺒ ـ ــﻮب ﻓ ـ ــﺎﻧـ ـ ـﺸـ ـ ــﺪه ﺻ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـﻜـ ـ ــﺔ ورﺣ ـ ـ ــﺐ ﺑ ـ ـ ــﻪ وﺳ ـ ـ ــﺎوﻳ ـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـ ــﻲ ا $ـ ـ ــﺎل واﻷﻫ ـ ـ ــﻞ وﺑـ ـ ـ ـ ــﺎدر ﻟـ ـ ـ ـ ــﻪ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗ ـ ـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺳـ ـ ـ ـ ــﺮﻋـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻓـ ــﺈن ذﻟـ ــﻚ ﻣـ ــﻦ ﺷ ـ ـﻴ ـ ـﻤ ـ ــﺔ ذوى اﻟـ ـ ـﻔـ ـ ـﻀ ـ ــﻞ )(٣٤ (٧إﻧﺸﺎد ﻃﺒﻊ ا8ﺸﺮﻗﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮ .وﻫﻮ ﻣﺪﻣﺞ ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ اﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ: أﻳـ ــﺎ ﺟ ـ ـﻤ ـ ـﻠـ ــﺔ اﻟ ـ ـﻌـ ـ ـﺸ ـ ــﺎق أﻧـ ـ ـﺸ ـ ــﺪوا ﺟـ ـ ـﻤـ ـ ـﻠ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ـﻬ ـ ــﺬا ا$ـ ـ ـﺸ ـ ــﺮﻗـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ـﺼ ـ ـ ـﻐ ـ ـ ـﻴـ ـ ــﺮ ا$ـ ـ ــﺮﺟـ ـ ــﻊ 116
ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ
ﻓـ ـﻨـ ـﻐـ ـﻤـ ـﺘ ــﻪ ﺗـ ـﺴـ ـﺒ ــﻲ اﻟـ ـﻌـ ـﺸـ ـﻴ ــﻖ ﻓـ ـﻴـ ـﺸ ـ ـﺘ ـ ـﻬـ ــﻲ ﻣ ـ ـ ــﻼزﻣ ـ ـ ــﺔ اﻷﺣـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ــﺎب دوﻣ ـ ـ ــﺎ وﻳـ ـ ـ ـﺨـ ـ ـ ـﻀـ ـ ـ ــﻊ (٨إﻧﺸﺎد ﻃﺒﻊ ﻣﺠﻨﺐ اﻟﺬﻳﻞ .وﻫﻮ ﻣﺪﻣﺞ ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ اﳊﺠـﺎز اﻟـﻜـﺒـﻴـﺮ ،ﻣـﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ: ـ ـﺠ ـ ـﻨـ ــﺐ ذﻳـ ــﻞ ﻓ ـ ـﻠ ـ ـﺘ ـ ـﻜ ـ ــﻦ ﻟـ ـ ـﻨ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـﻨـ ـ ـﺸ ـ ــﺪا وأﻃ ـ ــﺮب ﻋـ ـ ـﻘ ـ ــﻮل اﳉ ـ ــﺎﻟـ ـ ـﺴ ـ ــ< ذوى اﻟ ـ ـ ـﻘـ ـ ــﺪر ﻓ ــﺄﻧـ ـﻐ ــﺎﻣ ــﻪ ﺗـ ـﺸـ ـﻔ ــﻲ اﻟـ ـﻨـ ـﻔ ــﻮس ﻣ ــﻦ اﻟـ ـﺼ ـ ـﻔـ ــﺎ وﺗ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ــﻢ أرواح اﻷﺣ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ــﺪر وﻗﺪ ﺟﺎء اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻐﺎﻳﺮا ﻫﻜﺬا: وﻛ ـ ــﻦ ﻣ ـ ــﺎﺟ ـ ــﺪا ﻟـ ـ ـﺒـ ـ ـﻴـ ـ ـﺒ ـ ــﺎ وأﺣـ ـ ـﺴ ـ ــﻦ ﻋـ ـ ـﺒ ـ ــﺎرة ﻓـ ـﻬـ ــﺬا ﻣ ـ ـﺤـ ــﻞ اﳉـ ــﻮد واﻟ ـ ـﻔ ـ ـﻀـ ــﻞ واﻟ ـ ـﻔ ـ ـﺨـ ــﺮ (٩اﻧﺸﺎد ﻃﺒﻊ اﻟﺬﻳﻞ .وﻫﻮ ﻣﺪﻣﺞ ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ اﻟﻌﺸﺎق ﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ: أﻳـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـﺸـ ـ ــﺪا ﻳ ـ ـ ـﺸـ ـ ــﺪو ﺑـ ـ ــﺬﻳـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ــﺮﺟ ـ ـ ــﻊ ﻟـ ـﻘ ــﺪ ﻫـ ـﻴـ ـﺠ ــﺖ ﺷ ــﻮﻗ ــﻲ و وﺟـ ــﺪي و ﻟـ ــﻮﻋ ـ ـﺘـ ــﻲ أﻣ ـ ــﺎ ﺗ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـﻈـ ـ ــﺮن اﻟ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ـﺠـ ـ ــﺮ ﻗـ ـ ــﺪ ﻻح ﺿـ ـ ــﻮؤه و رﻧـ ــﺖ ﻋ ـ ـﻠ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ـﻘـ ـ ـﻀ ـ ــﺐ اﳊـ ـ ـﻤ ـ ــﺎم وﻏـ ـ ـﻨ ـ ــﺖ و ﻟﻌﻞ اﻟﺼﻮاب ﻓـﻲ ﻋـﺠـﺰ اﻟـﺒـﻴـﺖ اﻷول أن ﻳـﻘـﺎل :ﻟـﻘـﺪ ﻫـﺠـﺖ أﺷـﻮاﻗـﻲ ووﺟﺪي وﻟﻮﻋﺘﻲ. (١٠إﻧﺸﺎد ﻃﺒﻊ رﻣﻞ اﻟﺬﻳﻞ .وﻫﻮ ﻣﺪﻣﺞ ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ اﻟﻌﺸﺎق ﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ: ﻓ ـﻨـ ـﻐـ ـﻤ ــﺔ رﻣ ــﻞ اﻟ ــﺬﻳ ــﻞ ﻓ ــﺎﻧـ ـﺸ ــﺪ ﻳ ــﺎ ﻣ ــﺆﻧـ ـﺴ ــﻲ ﻓـ ـﻨـ ـﻐـ ـﻤـ ـﺘ ــﻪ اﳊ ـ ـﺴ ـ ـﻨـ ــﺎء ﺗ ـ ـﺨ ـ ـﺒـ ــﺮ ﺑـ ــﺎﻟ ـ ـﻔ ـ ـﺠـ ــﺮ وأﻧـ ـﻬ ــﺾ ﺑ ـ ـﻜـ ــﺄس اﳋ ـ ـﻤـ ــﺮ ﻣـ ــﻦ ﻛـ ــﺎن ﻧـ ــﺎﺋ ـ ـﻤـ ــﺎ واﺳـ ـﺘـ ـﻨـ ـﺸ ــﻖ ﻣ ــﻦ اﻟـ ـﺒـ ـﺴـ ـﺘ ــﺎن راﺋـ ـﺤ ــﺔ اﻟـ ــﺰﻫـ ــﺮ و ﻟﻬﺬا اﻟﻄﺒﻊ اﻧﺸﺎد آﺧﺮ ،و ﻫﻮ ﻧﺎدر ﻻ ﻳﺤﻔﻈﻪ إﻻ ﻗﻠﺔ ﻣﻦ ا8ﻨﺸﺪﻳﻦ: أﺣـ ـ ــﻦ ﻟـ ـ ــﺮﻣـ ـ ــﻞ اﻟـ ـ ــﺬﻳـ ـ ــﻞ ﻃ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـﻌـ ـ ــﺎ إذا ﺷ ـ ـ ــﺪا ﺑ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـﻐ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـﺘـ ـ ــﻪ اﳊ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـﻨـ ـ ــﺎء ﻣـ ـ ــﻦ ﻳـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ــﺮ ﻓ ـ ــﻼ ﺗـ ـ ـﻨـ ـ ـﻜـ ـ ــﺮوا وﺟـ ـ ــﺪي ﺑـ ـ ــﻪ وﺻ ـ ـ ـﺒـ ـ ــﺎﺑ ـ ـ ـﺘـ ـ ــﻲ ﻓ ـ ـ ــﺈﻧ ـ ـ ــﻲ ﺑـ ـ ـ ــﻪ ﻃـ ـ ـ ــﻮل اﻟـ ـ ـ ــﺰﻣـ ـ ـ ــﺎن ﻣ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ــﻢ ﻫﺬه ﻫﻲ إﻧﺸﺎدات اﻟﻄﺒﻮع اﻟﺘﻲ أﻣﻜﻨﻨﻲ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻴﻬﺎ .أﻣﺎ اﻟﻄﺒﻮع اﳋﻤﺴﺔ 117
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
اﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﺿﺎﻋﺖ اﻧﺸﺎداﺗﻬﺎ .وﻫﻲ ﻃﺒﻊ ﻧﻮﺑﺔ اﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ ،وﻃﺒﻮع اﻧﻘﻼب ا ﻟﺮﻣﻞ ،واﻟﺰورﻛﻨﺪ ،واﻟﺰﻳﺪان ،واﻟﻐﺮﻳﺒﺔ اﶈـﺮرة.ﺧـﺼـﺎﺋـﺺ إﻧـﺸـﺎد اﻟـﻄـﺒـﻊ: ﻳﺘﻤﻴﺰ إﻧﺸﺎد اﻟﻄﺒﻊ ﺑﺨﺼﺎﺋﺺ ﻓﻨﻴﺔ ﳒﻤﻠﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ: ﻳﻘﻮم إﻧﺸﺎد اﻟﻄﺒﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺘ rﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﻄﻮﻳﻞ ،وﻻ ﻳﻌﺪل ﻋﻨﻪ إﻟﻰ ﻏﻴﺮهﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮر إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻧﺎدرة ﺟﺪا. ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺒﻴﺘ rﻓﻲ اﻹﺷﺎدة ﺑﺎﻟﻄـﺒـﻊ وذﻛـﺮ ﻣـﺎ ﻟـﻪ ﻣـﻦ ﺗـﺄﺛـﻴـﺮ ﻓـﻲاﻟﻨﻔﻮس .وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟﺒﻴﺖ اﻷول ﻣﺨﺎﻃﺒﺔ ا8ﻨﺸﺪ ورﺟﺎءه أن ﻳـﺘـﻐـﻨـﻰ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺒﻊ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻴﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻧﻮع اﻟﺘـﺄﺛـﻴـﺮاﻟـﺬي ﻳﺘﺮﻛﻪ ذﻟﻚ اﻟﻄﺒﻊ ﻓﻲ اﻟﻨﻔﺲ ،ﻓﻨﺮاه ﻃﻮرا ﻳﺄﺧﺬ ﺑﻠﺐ ا8ﺴﺘﻤﻊ ،وآﻧﺎ ﻳﺤﻤﻠﻪ إﻟﻰ ﻋﻮاﻟﻢ ﻣﻦ اﳋﻴﺎل ،أو ﻳﻌﻴﺪ اﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ إﻟﻰ اﻟﻨﻔﻮس اﳊﺎﺋﺮة ،أو ﻳﺸﻔﻲ اﻟﺼﺪور اﻟﻌﻠﻴﻠﺔ ،أو ﻳﺤﺮك ﻛﻮاﻣﻦ اﻟﻐﺮام أو ﻳﺆﻧﺲ اﻟﻌﺎﺷﻖ ﻓﻲ وﺣﺪﺗﻪ ،وﻳﺠﻠﺐ اﻟﻨﺸﻮة إﻟﻰ اﻟﻘﻠﺐ اﻟﻮﻟﻬﺎن .وﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﺈن إﻧﺸﺎدات اﻟﻄﺒﻮع ﺗﻜﺮس ﻧﻈﺮﻳﺔ ارﺗﺒﺎط اﻟﻄﺒﻮع ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺑﺎﻟﻄﺒﺎﺋﻊ اﻷرﺑﻊ. ﺘﺪ اﻟﻠﺤﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﺬي ﻳﺸﻐﻞ اﻟـﺒـﻴـﺘـ rﻛـﺎﻣـﺘـﺪاد اﻟـﺒـﺤـﺮ اﻟـﻄـﻮﻳـﻞﺑﺘﻔﻌﻴﻼﺗﻪ اﻟﺜﻤﺎﻧﻲ وﻳﺰﻳﺪ ﻃﻮل ﻧﻔﺴﻪ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﺗﺮﺟﻴﻊ ﺑﻌﺾ ﻣﻘﺎﻃﻊ اﻟﺒﻴﺘ rأﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة واﺣﺪة ،وﺷﻐﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺮاﺗ.r ﻳﺄﺗﻲ إﻧﺸﺎده ﺑﻌﺪ ا8ﺸﺎﻟﻴﺔ أو ﺑﻌﺪ اﻟﺒﻐﻴﺔ أﺣﻴﺎﻧﺎ.اﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎﻧﻲ :إﻧﺸﺎد اﻟﻨﻮﺑﺔ وﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﺎﻟﺒﺎ »اﻟﺒﻴﺘ .«rوﻳﺮاد ﺑﻬﺬا اﻟﻨﻮع ﻏﻨﺎء ﺑﻴﺖ واﺣﺪ أو ﺑﻴﺘ rاﺛﻨ rﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻔﺼﻴﺢ أو ﻏﻴﺮه ،وﻳﻘﻮم ﺑﻪ ﻣﻨﺸﺪ ﻣﻨﻔﺮد ﻋﻠﻰ ﳊﻦ ﺛﺎﺑﺖ واﻳﻘﺎع ﺣﺮ .وﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻛﺎن ﻟﻜﻞ ﻧﻮﺑﺔ إﻧﺸﺎدﻫﺎ ،ﺛﻢ ﺿﺎع ﺟﻞ ﻫﺬه اﻹﻧﺸﺎدات ﻏﻴﺮ أن ﻫﻨﺎك ﻧﻮﺑﺎت ﻳﻐﻨﻰ ﻓﻴﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ إﻧﺸﺎد واﺣﺪ. وﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺼﻨﻴﻒ إﻧﻪ ادات اﻟﻨﻮﺑﺎت ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘ rﻫﻤﺎ إﻧﺸﺎدات اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻹﺣﺪى ﻋﺸﺮة اﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ،وإﻧﺸﺎدات اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﻀﺎﺋﻌﺔ.اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻷوﻟﻰ :ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻫﺬه اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻹﻧﺸﺎدات اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: (١ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ .وﻫﻮ ﻓﻲ ﻧﻐﻤﺔ اﻟﻨﻮﺑﺔ ،وﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﺒﺴﻴﻂ: اﻷﻧـ ـ ـ ــﻮار ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﻧـ ـ ـ ــﻮره ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﻧـ ـ ـ ــﻮره ﻏ ـ ـ ـ ــﺮﻗ ـ ـ ـ ــﺖ واﻟ ــﻮﺟ ــﻪ ﻣـ ـﻨـ ــﻪ ﻃ ـ ـﻠـ ــﻮع اﻟ ـ ـﺸ ـ ـﻤـ ــﺲ واﻟ ـ ـﻘ ـ ـﻤـ ــﺮ روح ﻣـ ــﻦ اﻟ ـ ـﻨ ـ ــﻮر ﻓ ـ ــﻲ ﺟـ ـ ـﺴ ـ ــﻢ ﻣ ـ ــﻦ اﻟـ ـ ـﻘـ ـ ـﻤ ـ ــﺮ ﻛـ ـ ـﺤـ ـ ـﻠ ـ ــﺔ ﻧـ ـ ـﺴـ ـ ـﺠـ ـ ــﺖ ﻓـ ـ ــﻲ اﻷﳒـ ـ ــﻢ اﻟـ ـ ــﺰﻫـ ـ ــﺮ 118
ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ
وﻣﻦ اﻟﺒﺴﻴﻂ أﻳﻀﺎ: ﻓ ــﻲ ﺣ ــﺎﻟـ ــﺔ اﻟ ـ ـﺒ ـ ـﻌـ ــﺪ روﺣـ ــﻲ ﻛ ـ ـﻨـ ــﺖ أرﺳ ـ ـﻠ ـ ـﻬـ ــﺎ ﺗـ ـ ـﻘـ ـ ـﺒـ ـ ــﻞ اﻷرض ﻋ ـ ـ ـﻨـ ـ ــﻲ وﻫـ ـ ــﻲ ﻧـ ـ ــﺎﺋ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـﺘـ ـ ــﻲ وﻫ ـ ـ ــﺬه ﻧ ـ ـ ــﻮﺑ ـ ـ ــﺔ اﻷﺷـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ــﺎح ﻗ ـ ـ ــﺪ ﺣـ ـ ـ ـﻀـ ـ ـ ــﺮت ﻓ ــﺎﻣ ــﺪد ـ ـﻴـ ـﻨ ــﻚ ﻛ ــﻲ ﲢـ ـﻈ ــﻰ ﺑـ ـﻬ ــﺎ ﺷـ ـﻔـ ـﺘـ ــﻲ (٢ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ أﺻﺒﻬﺎن .إﻧﺸﺎد ﻓﻲ ﻃﺒﻊ اﻟﻨﻮﺑﺔ ،وﻫﻮ ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﻄﻮﻳﻞ: ﺳ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـﻴـ ـ ــﺖ اﻟـ ـ ــﻮرى ﻃـ ـ ــﺮا وأﻧـ ـ ــﺖ ﻣ ـ ـ ـﺤ ـ ـ ـﺠ ـ ـ ــﺐ ﻓ ـ ـﻜ ـ ـﻴ ـ ــﻒ ـ ــﻦ ﻳـ ـ ـﻬ ـ ــﻮاك إن زاﻟ ـ ــﺖ اﳊـ ـ ـﺠ ـ ــﺐ وآﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ: ﺳ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـﻴـ ـ ــﺖ اﻟـ ـ ــﻮرى ﻃـ ـ ــﺮا وأﻧـ ـ ــﺖ ﻣ ـ ـ ـﺤ ـ ـ ـﺠ ـ ـ ــﺐ ﻓ ـ ـﻜ ـ ـﻴ ـ ــﻒ ـ ــﻦ ﻳـ ـ ـﻬ ـ ــﻮاك إن زاﻟ ـ ــﺖ اﳊـ ـ ـﺠ ـ ــﺐ وأﺻـ ـﺒـ ـﺤـ ــﺖ ﻣ ـ ـﻌ ـ ـﺸـ ــﻮق اﻟ ـ ـﻘ ـ ـﻠـ ــﻮب ﺑـ ــﺄﺳـ ــﺮﻫـ ــﺎ وﻻ ذرة ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ـ ــﻮن إﻻ ﻟـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﻗـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ــﺐ إﻧﺸﺎد ﻣﻦ ﺑﺤﺮاﺠﻤﻟﺘﺚ: ﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬرت ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎح ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪا ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ وﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮم ﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮاك ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ< ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺤـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮي وﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺤـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮي إﻧﺸﺎد ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﻮاﻓﺮ: وأﺟ ـ ـ ـﻤـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ـﻨـ ـ ــﻚ ﻟـ ـ ــﻢ ﺗـ ـ ــﺮ ﻗـ ـ ــﻂ ﻋ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ــﻲ وأﻛ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ــﻚ أﺗـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـ ــﺎء إﻧﺸﺎد ﻣﻦ ﺑﺤﺮ ا8ﺪﻳﺪ: إن ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎده ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ ﻣ ـ ـ ـ ــﺎﻟ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ اﳊـ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـ ــﻦ ﻣـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـﺜـ ـ ـ ـ ــﻞ أم أزل ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﳊ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ أﻣـ ـ ـ ـ ــﺰج اﻟ ـ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـ ــﻮﺣـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟـ ـ ـ ـ ـ ـﻐ ـ ـ ـ ـ ــﺰل وﻓﻲ وﻃﺒﻌﻬﺎ أﻳﻀﺎ اﻧﺸﺎد آﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ: إﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﻚ اﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﺎراﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ وأﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬي أﻫــﻮى وأﻧــﺖ ﺣــﺪﻳ ـﺜــﻲ ﺑ ــ< أﻫ ــﻞ اﻟـ ـﻬ ــﻮى ﻳ ــﺮوى 119
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
(٣ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ اﻻﺳﺘﻬﻼل .وﻫﻮ ﻓﻲ ﻧﻐﻤﺔ اﻟﻨﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﻜﺎﻣﻞ: $ـ ــﺎ اﺳ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـﻬـ ـ ــﻞ ﻫـ ـ ــﻼل وﺟـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ــﻦ ارﺗ ـ ـ ـﻀـ ـ ــﻰ ﻓ ـ ــﻲ اﳊـ ـ ـﺴ ـ ــﻦ أﻗ ـ ــﻮى اﻟ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـﺤـ ـ ــﺮ واﻻﺟـ ـ ــﻼل ﻫـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ــﺎ ﺑـ ـ ـ ــﻪ ﻃـ ـ ـ ــﺮﺑـ ـ ـ ــﺎ وﻻ ﻋ ـ ـ ـ ـﺠ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ــﺎ إذا ﻣـ ـ ـ ــﺎل اﻣـ ـ ـ ــﺮؤ ﻃـ ـ ـ ــﺮﺑـ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ـ ــﺎﻻﺳـ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ــﻼل (٤ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ اﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ .ﺗﻨﺪرج ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻨﻮﺑﺔ ﻋﺪة اﻧﺸﺎدات وﻗﻔﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ: إﻧﺸﺎد ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﳋﻔﻴﻒ:اﺳ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ــﻲ ﺧ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ــﺮة اﻟـ ـ ـ ــﺪﻧـ ـ ـ ــﺎن ﻓـ ـ ـ ــﺎﻧـ ـ ـ ــﻲ ﻓـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ــﻮاﻫـ ـ ــﺎ أﻓ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـﻴـ ـ ــﺖ ﺻـ ـ ــﺎح ﺷ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ــﺎﺑ ـ ـ ــﻲ واﻧـ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ــﺪن اﳊـ ـ ـ ـﺠ ـ ـ ــﺎز ﻳ ـ ـ ــﺎ ﺻـ ـ ـ ــﺎح ﺟ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ــﺮا ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـﻐ ـ ـ ـ ـ ــﺮاﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻗ ـ ـ ـ ـ ــﺪ أﻃ ـ ـ ـ ـ ــﺎل ﻋ ـ ـ ـ ـ ــﺬاﺑ ـ ـ ـ ـ ــﻲ إﻧﺸﺎد ﻣﻦ ﺑﺤﺮ ا8ﺪﻳﺪ:ﻗ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ــﺮ ﻣـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻓـ ـ ـ ـ ــﻮق ﻏ ـ ـ ـ ـ ـﺼـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻧ ـ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـﺠـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ــﻲ ﺳـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـﺤ ـ ـ ــﺎن ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ــﺎ اﻧﺸﺎد ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﻄﻮﻳﻞ:ﻗ ـ ــﺪ ذﺑـ ـ ــﺖ ﻓـ ـ ــﻲ اﻷﺷـ ـ ــﻮاق ﺷـ ـ ــﻮﻗـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـﺠـ ـ ــﺪدا وأﺳ ـ ـ ـﻬـ ـ ــﺮ ﻓـ ـ ــﻲ ﺟ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ـﻨـ ـ ــﻲ وﺑـ ـ ــﺖ ﻣ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ــﺪا إﻧﺸﺎد ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﻮاﻓﺮ:إذا ﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ـ ـ ــﻮد ﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺎح وأﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺎح ﻓـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ــﻢ ﻳ ـ ـ ــﺎ ﺻ ـ ـ ــﺎح ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻧـ ـ ـ ـﻔـ ـ ـ ـﺤ ـ ـ ــﺎت ﻋ ـ ـ ــﻮد وأﻧـ ـ ـ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻧ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﳊـ ـ ـ ـ ـ ـﺠ ـ ـ ـ ـ ــﺎز وﺷ ـ ـ ـ ـ ــﺮب راح وﺣ ـ ـ ـ ــﻲ اﳉ ـ ـ ـ ــﺎﻟـ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـ ــ< ﺑـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ــﺮ ﻋـ ـ ـ ـ ــﻮد (٥ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ اﻟﻌﺸﺎق .إﻧﺸﺎد ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﻄﻮﻳﻞ: أﻋـ ــﺪ ﻧ ـ ـﻈـ ــﺮا ﻳـ ــﺎﺻـ ــﺎح ﻗ ـ ــﺪ ﻃـ ـ ـﻠ ـ ــﻊ اﻟـ ـ ـﻔـ ـ ـﺠ ـ ــﺮ وﻫ ــﻞ ﻟـ ـﻨـ ـﺴـ ـﻴ ــﻢ اﻟـ ـﺼـ ـﺒ ــﺢ ﻗ ــﺪ ﻣـ ــﺪح اﻟ ـ ـﻄ ـ ـﻴـ ــﺮ إﻧﺸﺎد ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﻜﺎﻣﻞ: ﻟ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺷـ ـ ـ ـ ــﺎد ﺟـ ـ ـ ـ ــﺎد ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـﺸـ ـ ـ ـ ــﺎﻗـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻛ ـ ـ ـ ــﻢ ﺳ ـ ـ ـ ــﺎق ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﺷ ـ ـ ـ ــﻮق اﻟ ـ ـ ـ ــﻰ وﺳـ ـ ـ ـ ــﺎﻗـ ـ ـ ـ ــﺎ 120
ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ
ﻣ ـ ــﻦ ﻛ ـ ــﺎن ﻣـ ـ ـﻐ ـ ــﺮى ﺑـ ـ ــﺎﳊ ـ ـ ـﺴـ ـ ــﺎن ﺻ ـ ـ ـﺒـ ـ ــﺎﺑـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ــﺄﻧ ـ ـ ــﺎ اﻟ ـ ـ ــﺬي أﺗـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ــﻖ اﻟـ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ـ ـﺸـ ـ ـ ــﺎﻗـ ـ ـ ــﺎ (٦ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ ا8ﺎﻳﺔ :إﻧﺸﺎد ﻣﻦ اﻟﺴﺮﻳﻊ: روﺣ ـ ـ ـ ــﻲ إذا أﺳ ـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ــﺎﻳـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺗ ـ ـ ـ ــﺮﺗ ـ ـ ـ ــﺎح واﻟـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ــﺐ ﻟـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﺷ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ــﻖ ﻓـ ـ ـ ــﺎﻧ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ــﻲ أﺻ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ــﻮ إﻟـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﻛـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ــﺎ أن اﺳـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ــﺎﻋ ـ ـ ــﻲ إﻟ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ــﺎ ﻳ ـ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ـ ـﺸـ ـ ـ ــﻖ وآﺧﺮ ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﺮﻣﻞ: اﻟـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـﺸـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ــﺔ أﻗـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ــﺖ ﺑـ ـ ـ ــﺎﻻﺻ ـ ـ ـ ـﻔـ ـ ـ ــﺮار وﻛـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ــﺖ أﻟ ـ ـ ــﻮاﻧـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ــﺎ ﺗـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ــﻚ اﻟ ـ ـ ـ ـﺜ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ــﺎر (٧ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ اﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ .إﻧﺸﺎد ﻓﻲ ﻃﺒﻊ اﻟﻨﻮﺑﺔ ،وﻫﻮ ﻣﻦ اﻟﻄﻮﻳﻞ: درى اﻟـ ـﻘـ ـﻠ ــﺐ ﻣ ــﻦ ﻳـ ـﻬ ــﻮى ﻓـ ـﻄ ــﺎب ﻟ ــﻪ اﻟ ـ ـﻬـ ــﻮى وﻣـ ــﻦ ﻛـ ــﺎن ﻳ ـ ـﻬـ ــﻮى ﺳ ـ ـﻴـ ــﺪ اﻟـ ــﺮﺳـ ــﻞ ﻳـ ـ ـﺴـ ـ ـﻌ ـ ــﺪ دﻣـ ـ ــﺎء ﻣـ ـ ــﺰﺟ ـ ـ ـﻨـ ـ ــﺎﻫ ـ ـ ــﺎ ﺑـ ـ ـ ـﺤ ـ ـ ــﺐ ﻣـ ـ ـ ـﺤـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ــﺪ وأﻛ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ــﺎدﻧـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﺷـ ـ ـ ــﻮﻗ ـ ـ ـ ــﻪ ﺗـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ــﻮﻗ ـ ـ ـ ــﺪ (٨ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ اﳊﺴ :rإﻧﺸﺎد ﻣﻦ ﻣﺠﺰوء اﻟﺮﻣﻞ: ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮام إﻻ ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬروﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ أﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎره ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ اﳉ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ وآﺧﺮ ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﳋﻔﻴﻒ: ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ دﻻﻻ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ أﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬاك وﲢ ـ ـ ـ ـﻜـ ـ ـ ــﻢ ﻓـ ـ ـ ــﺎﳊ ـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ــﻦ ﻗـ ـ ـ ــﺪ أﻋـ ـ ـ ـ ـﻄ ـ ـ ـ ــﺎك (٩ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ ﻋﺮق ﻋﺠﻢ إﻧﺸﺎد ﻣﻦ ﺑﺤﺮ ا8ﺘﻘﺎرب: ﺑ ـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـ ـﻐـ ـ ـ ـ ــﺖ ﻣـ ـ ـ ـ ــﺮادي وﻧ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ــﺖ ا $ـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ــﻰ وزاد ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮوري وزاد اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ إﻧﺸﺎدات اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﻀﺎﺋﻌﺔ ﻣﺎﻳﻠﻲ: (١إﻧﺸﺎد اﻧﻘﻼب اﻟﺮﻣﻞ. ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﺮﻣﻞ .وﻳﻨﺸﺪ ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ اﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ 121
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﺑـ ـ ـ ــﺎﻧ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ــﻼب اﻟـ ـ ـ ــﺮﻣـ ـ ـ ــﻞ ﻋ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ــﻲ إذا ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗ ـ ـ ـ ــﺮﺷـ ـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ـ ــﺖ ﻧـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ــﺮات اﻟـ ـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ـ ــﺆوس ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ< ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮد ورﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎب وﻇ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن وأﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼء ﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮس )(٣٥ (٢إﻧﺸﺎد اﻟﺰورﻛﻨﺪ ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﺮﻣﻞ .وﻳﻨﺸﺪ ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ اﺻﺒﻬﺎن: ﺑ ـ ـ ـ ــﺎﻟ ـ ـ ـ ــﺰورﻛ ـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟـ ـ ـ ـ ــﺬي أﻃـ ـ ـ ـ ــﺮﺑ ـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ــﻲ وﺑ ـ ـ ـ ــﺮاﻧ ـ ـ ـ ــﻲ وﺳـ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ــﻰ اﳊـ ـ ـ ـ ـﺠـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻋ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ــﻲ ﻛ ـ ـ ـ ــﻲ ﻧ ـ ـ ـ ــﺮﺟ ـ ـ ـ ــﻲ ﺳـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ــﺪي ﻓ ـ ـ ـ ـﻔـ ـ ـ ــﺆادي اﻟ ـ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ـ ـﺠـ ـ ـ ــﻰ ﻣ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ــﻪ ﺳ ـ ـ ـ ـﺠـ ـ ـ ــﺎ (٣إﻧﺸﺎد اﻟﺰﻳﺪان ،ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﻮاﻓﺮ ،وﻳﻨﺸﺪ ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ اﻟﺮﺻﺪ: أﻻ رﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺰﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪان إذا ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺳ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ــﺖ ﺻـ ـ ـ ــﺎح أﺻ ـ ـ ـ ــﻮات ا$ـ ـ ـ ـ ـﺜ ـ ـ ـ ــﺎﻧ ـ ـ ـ ــﻲ أدر ﺻـ ـ ـ ــﺮف ا$ـ ـ ـ ــﺪاﻣـ ـ ـ ــﺔ واﺳـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ـﻴ ـ ــﻮﻣـ ـ ـﻨ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﺎ ﻟ ـ ــﻪ ﻓ ـ ــﻲ اﳊ ـ ـ ـﺴـ ـ ــﻦ ﺛـ ـ ــﺎﻧـ ـ ــﻲ إﻧﺸﺎد ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﺒﺴﻴﻂ: ﻳ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـﺸـ ـ ــﺪا ﻏ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـﻨـ ـ ــﻲ ﺑ ـ ـ ـﻄ ـ ـ ـﺒـ ـ ــﻊ زﻳـ ـ ــﺪان ﻓـ ـ ـ ـ ــﺎﻧـ ـ ـ ـ ــﻪ راﺣـ ـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـ ــﻲ وروح رﻳـ ـ ـ ـ ـ ـﺤ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻳـ ـ ـﻐـ ـ ـﻨـ ـ ـﻴ ـ ــﻚ ﻋ ـ ــﻦ روﺿ ـ ــﺔ ﻏ ـ ـ ـﻨـ ـ ــﺎء ﻧـ ـ ــﺎﻋ ـ ـ ـﻤـ ـ ــﺔ وﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪام وﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮر ووﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪان (٤إﻧﺸﺎد اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ اﶈﺮرة ،ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﳋـﻔـﻴـﻒ وﻳـﻨـﺸـﺪ ﻓـﻲ ﻧـﻮﺑـﺔ ﻏـﺮﻳـﺒـﺔ اﳊﺴ:r ﺑـ ـ ـ ــﺎﻟ ـ ـ ـ ـﻐـ ـ ـ ــﺮﻳ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ــﺔ اﶈـ ـ ـ ــﺮرة ﻓ ـ ـ ـ ــﺎﻧـ ـ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ـ ــﺪن وأﻧ ـ ـ ـ ـﺸـ ـ ـ ــﺪن ﻏ ـ ـ ـ ــﺮﻳـ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـﺤـ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـ ــ< واﺳﻘﻨﻲ ﺧﻤﺮة ﻣﻌﺘﻘﺔ اﻟﻠﻮن ﻓﺘﻠﻚ ا8ﻨﻰ وﻗﺮة ﻋﻴﻨﻲ وﻫﻨﺎك إﻧﺸﺎد آﺧﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺰوء اﻟﺮﻣﻞ: ﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬا اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ وإﻻ ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ واﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﺎز ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﻮاﻏ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ وﶈـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ 122
ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ
(٥إﻧﺸﺎد ا8ﺰﻣﻮم ،ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﻄﻮﻳﻞ .وﻳﻨﺸﺪ ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ ﻋﺮاق اﻟﻌﺠﻢ: ﺣ ـ ـﺒ ـ ـﻴ ـ ـﺒـ ــﻲ وﻣ ـ ـﺤـ ـ ـﺒ ـ ــﻮﺑ ـ ــﻲ وراﺣ ـ ــﻲ وراﺣـ ـ ـﺘ ـ ــﻲ وﻛ ــﺄﺳ ــﻲ وﻣ ـ ـﺸـ ــﺮوﺑـ ــﻲ ﺑـ ــﻪ اﻟ ـ ـﻐ ـ ـﺼـ ــﻦ ﻳ ـ ـﻠ ـ ـﻘـ ــﺢ أﻫ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ــﻢ ﺑـ ـ ـ ــﻪ وﺟـ ـ ـ ــﺪا وﺷـ ـ ـ ــﻮﻗ ـ ـ ـ ــﺎ وﻟ ـ ـ ـ ــﻮﻋ ـ ـ ـ ــﺔ وأرﻗـ ـ ـ ــﺺ ﻣـ ـ ـ ــﻦ ذﻛـ ـ ـ ــﺮ اﳊ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ــﺐ وأﻓ ـ ـ ـ ــﺮح (٦إﻧﺸﺎدات ﺣﻤﺪان ،وﻣﻨﻬﺎ إﻧﺸﺎد ﻓﻲ ﺑﺤﺮ اﻟﻄﻮﻳﻞ: أﺣـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ــﺔ ﻗـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ــﻲ واﶈـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ــﺔ ﺷ ـ ـ ــﺎﻓـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ــﻲ ﻟ ــﺪﻳـ ـﻜ ــﻢ إذا ﺷـ ـﺌـ ـﺘ ــﻢ ﺑـ ـﻬـ ــﺎ اﺗ ـ ـﺼـ ــﻞ اﳊ ـ ـﺒـ ــﻞ أو ﺻ ـﺒــﺮﻧــﺎ ﻋ ـﻠــﻰ اﻟ ـﻬـ ـﺠ ــﺮان ﺣـ ـﺘ ــﻰ دﻧ ــﺎ اﻟ ــﻮﺻ ــﻞ وﻗ ـ ــﺪ زار ﻣ ـ ــﻦ ﻧـ ـ ـﻬ ـ ــﻮاه واﻧـ ـ ـﺘـ ـ ـﻈ ـ ــﻢ اﻟـ ـ ـﺸـ ـ ـﻤ ـ ــﻞ إﻧﺸﺎد ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﻜﺎﻣﻞ :وﻗﺪ ﺿﺎع ﳊﻨﻪ: ﻳـ ــﺎ أﻳـ ـ ـﻬ ـ ــﺎ اﻟـ ـ ـﻌ ـ ــﺬب اﻟـ ـ ـﻔـ ـ ـﺼـ ـ ـﻴ ـ ــﺢ اﻟـ ـ ـﻐ ـ ــﺎﻧ ـ ــﻲ أﻧـ ـ ـﺸـ ـ ــﺪ ﻟ ـ ـ ـﻨـ ـ ــﺎ ﻃ ـ ـ ـﺒـ ـ ــﻊ اﻟـ ـ ــﺮﺿـ ـ ــﻰ ﺣ ـ ـ ـﻤـ ـ ــﺪان ﻓـ ـ ـﻠ ـ ــﻪ ـ ـ ـﻴـ ـ ــﻞ اﻟ ـ ـ ـﻌـ ـ ــﺎﺷ ـ ـ ـﻘـ ـ ــﻮن وﻏ ـ ـ ـﻴـ ـ ــﺮﻫـ ـ ــﻢ وﻏـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ــﺎؤه ﻳـ ـ ـ ـ ـﻐـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ــﻚ ﻋـ ـ ـ ـ ــﻦ أﳊـ ـ ـ ـ ــﺎن وآﺧﺮ ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﻄﻮﻳﻞ: ﻣـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ــﺎي ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟ ـ ـ ــﺪﻧـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ــﺎ أﻗـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ــﻞ ﻗـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ــﺮه وأﺑـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ــﻰ ذﻧـ ـ ـ ــﻮﺑـ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ــﻦ أﻫ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ــﻢ وﺗﻮﺟﺪ ﻋﺪة إﻧﺸﺎدات ﺗﻌﺮف ﺑﺎﻟﺮﻣـﻞ اﻟـﺘـﻄـﻮاﻧـﻲ ،وﻫـﻲ ﻣـﻦ ﺑـﺤـﺮ اﻟـﺮﻣـﻞ وﻣﻨﻬﺎ: إن ﻳـ ـ ـ ــﻮﻣـ ـ ـ ــﺎ ﺟ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ــﻊ اﻟ ـ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ــﻞ ﺑـ ـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ـ ــﻢ ﻟـ ـ ـ ــﺮﺧ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ــﺺ ﺑ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ــﺲ اﻟ ـ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ــﺮ وﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻧ ـ ـ ــﻮره ﻛـ ـ ـ ــﺎﻟ ـ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ــﺲ ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﺷـ ـ ـ ــﺮاﻗ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ــﺎ وﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪارة اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ وﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ــﺲ ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻷﻣـ ـ ـ ــﺮ ﺣ ـ ـ ـ ـﻜـ ـ ـ ــﻢ ﺑ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ــﺪﻣـ ـ ـ ــﺎ ﺣـ ـ ــﻞ ﻓـ ـ ــﻲ ﻧ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ــﻲ ﻣـ ـ ـ ـﺤ ـ ـ ــﻞ اﻟـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ــﺲ 123
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
وﻣﻦ اﻹﻧﺸﺎدات ﻣﺎ ﺗﺨﻠﻞ ﺑﻪ اﻟﺘﻮاﺷﻲ اﻟﺴﺒﻊ ﻋﻨﺪ ﻋﺰﻓﻬﺎ .وﻣﻨﻬﺎ إﻧﺸﺎد ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﺒﺴﻴﻂ: ﻣ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ــ< ﻣـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ــﺮك اﻷﺣ ـ ـ ــﺪاق وا $ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ــﺞ أﻧـ ـ ـ ــﺎ اﻟ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ــﻞ ﺑ ـ ـ ـ ــﻼ إﺛ ـ ـ ـ ــﻢ وﻻ ﺣ ـ ـ ـ ــﺮج ودﻋ ـ ــﺖ ﻗـ ـ ـﺒ ـ ــﻞ اﻟـ ـ ـﻬ ـ ــﻮى روﺣـ ـ ــﻲ $ـ ـ ــﺎ ﻧ ـ ـ ـﻈـ ـ ــﺮت ﻋـ ـﻴـ ـﻨ ــﺎي ﻣ ــﻦ ﺣـ ـﺴ ــﻦ ذاك ا$ـ ـﻨـ ـﻈ ــﺮ اﻟـ ـﺒـ ـﻬـ ـﻴ ــﺞ (٧إﻧﺸﺎد ﻋﺮاق اﻟﻌﺮب ﻣﻦ ا8ﺘﻘﺎرب وﻳﻨﺸﺪ ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ اﻻﺳﺘﻬﻼل: أﻳ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـﺸـ ـ ـ ــﺪا ﺷـ ـ ـ ــﺎد رﺳـ ـ ـ ــﻢ اﻟ ـ ـ ـ ـﺼ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ــﺎ وأﺣ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ــﺎ اﻟـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ــﺪاﻣ ـ ـ ــﻰ ﺑـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ــﺄس ا$ـ ـ ـ ـﻄ ـ ـ ــﺮب إذا ﻻح ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮق اﳊـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎز اﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ و رﺟ ـ ـ ـ ـ ــﻊ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﻮت ﻋـ ـ ـ ـ ـ ــﺮاق اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺮب (٨إﻧﺸﺎد ﻣﺠﻨﺐ اﻟﺬﻳﻞ :ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﺒﺴﻴﻂ ﻳﻨﺸﺪ ﻓﻲ ﻃﺒﻊ اﻟﺬﻳﻞ. ﻣ ــﻦ رام رﻗ ــﺺ اﻟ ــﻮرى ﻛـ ــﻲ ﻳ ـ ـﺤ ـ ـﺴـ ــﻦ اﻟ ـ ـﻄـ ــﺮب ﻣـ ـ ـ ـﺠـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ــﺐ اﻟ ـ ـ ــﺬﻳ ـ ـ ــﻞ ﻓ ـ ـ ــﻲ إﻧ ـ ـ ـ ـﺸـ ـ ـ ــﺎده اﻷرب ﺑـ ـ ـ ــﻪ ﺗ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ــﺎل اﻟـ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـ ــﺮور وﻫ ـ ـ ـ ــﻲ ﻧ ـ ـ ـ ــﺎزﺣ ـ ـ ـ ــﺔ وﻳـ ـ ــﺬﻫـ ـ ــﺐ اﻟ ـ ـ ـﻐـ ـ ــﻢ ﻣ ـ ـ ــﻦ أﺳـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ــﻪ واﻟـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ــﺮب -٩إﻧﺸﺎد اﳊﺴ .rﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﻜﺎﻣﻞ :وﻫﻮ ﺿﺎﺋﻊ. ﻃ ـ ـﺒـ ــﻊ اﳊ ـ ـﺴ ـ ــ< ﻫ ـ ــﻮﻳـ ـ ـﺘ ـ ــﻪ زﻣ ـ ــﻦ اﻟـ ـ ـﺼـ ـ ـﺒ ـ ــﺎ وأﺗ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ا $ـ ـ ـ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ وﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ أزل أﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﻮاه ﻓ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـﻌـ ـ ــﺬروﻧـ ـ ــﻲ إذا ﻛ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ــﺖ ﺑـ ـ ـ ـﺤـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ــﻪ ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ـ ـ ـﻄـ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ــﻮع أرق ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﺷ ـ ـ ـ ــﺪواه وﻫﻨﺎك إﻧﺸﺎد آﺧﺮ ﻟﻠﺤﺴ rﻣﻦ اﻟﻜﺎﻣﻞ أﻳﻀﺎ .وﻫﻮ ﺑﺪوره ﺿﺎﺋﻊ: ﻃـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ اﳊـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ــ< إذا ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪاﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣـ ـﻨـ ـﺸ ــﺪ ﻓ ــﻲ ﻣ ـ ـﺠ ـ ـﻠـ ــﺲ ﺗ ـ ـﻐ ـ ـﻨـ ــﻮ ﻟـ ــﻪ اﻷﳊـ ــﺎن ﺗ ـ ـ ـﻐـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ــﻚ ﻋ ـ ـ ــﻦ ﻧـ ـ ـ ـﻐـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ــﺎت ﻛ ـ ـ ــﻞ ﺗ ـ ـ ــﺮ ﻧـ ـ ـ ـ ـﻐـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ــﺎﺗ ـ ـ ـ ــﻪ ﻳ ـ ـ ـ ــﺎ أﻳـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ــﺎ اﻻﻧ ـ ـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ــﺎن (١٠إﻧﺸﺎد ا8ﺸﺮﻗﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮ .ﻣﻦ اﻟﻮاﻓﺮ :وﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ رﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ. أﻗ ـ ـ ـ ــﻮل $ـ ـ ـ ــﻦ ﻳ ـ ـ ـ ــﺮوم اﻟـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ـ ــﺪ ﺣ ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ــﻢ وﺟـ ـ ـ ــﺪا ﺑ ـ ـ ـ ـﻄ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ــﻊ ا$ـ ـ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ـ ــﺮﻗ ـ ـ ـ ــﻲ 124
ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ
ورﺟ ـ ـ ــﻊ ﻣ ـ ـ ــﺎ اﺳـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـﻄـ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ــﺖ ﺑـ ـ ـ ــﻪ ﺟ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ــﺎرا ﻓـ ـ ـ ـﻔـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ــﻪ راﺣ ـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ــﺐ اﻟ ـ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ـ ـﺠـ ـ ـ ــﻲ (١١إﻧﺸﺎد اﻟﺬﻳﻞ ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﺒﺴﻴﻂ: ﻟ ـ ـﻠـ ــﺬﻳـ ــﻞ أﺻ ـ ـﺒـ ــﻮ وﻳ ـ ـﺼ ـ ـﺒـ ــﻮ ﻛـ ــﻞ ﻣ ـ ـﺴ ـ ـﺘ ـ ـﻤ ـ ــﻊ وﻃ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـﻌـ ـ ــﻪ ﻳ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ــﻞ ﻛ ـ ـ ــﻞ إﻧـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ــﺎن ﻳ ـ ـ ـﻐ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـﻴـ ـ ــﻚ ﻋـ ـ ــﻦ زﻫـ ـ ــﺮ ﻛ ـ ـ ــﻞ ﻣـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ــﺔ وﻋ ـ ـ ــﻦ ﻗ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ــﺎن وﻋـ ـ ـ ــﻦ ﺷ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ــﻊ وﻋ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ــﺪان ﺧﺼﺎﺋﺺ إﻧﺸﺎد اﻟﻨﻮﺑﺔ :ﻳﺤﻤﻞ إﻧﺸﺎد اﻟﻨﻮﺑﺔ ﻣﻴﺰات ﺧﺎﺻﺔ ﳒﻤﻠﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ: ﻋﺪم اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺒﺤﺮ ﻋﺮوﺿﻲ ﻣﻌ ،rوذﻟﻚ ﻧﻘﻴﺾ إﻧﺸﺎد اﻟﻄﺒﻊ اﻟﺬي ﻻﻳﺨﺮج ﻋﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﻄﻮﻳﻞ إﻻ ﻧﺎدرا. ﻋﺪم اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻔﺼﻴﺢ .ﻓﻘﺪ ﻳﺄﺗﻲ اﻹﻧﺸﺎد ﻋﻠﻰ أﺳﻠﻮباﻟﺘﻮﺷﻴﺢ اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺸﺄن ﻓﻲ إﻧﺸﺎدي اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ اﶈﺮرة. اﻻﻗﺘﺼﺎر ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺖ واﺣﺪ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺑﻴﺘ.r ﻋﺪم اﻟﺘﻘﻴﺪ ﺑﻐﺮض ﺷﻌﺮي ﻣﻌ .rوأﻧﺴﺐ اﻻﻧﺸﺎدات ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻮﺿﻮﻋﻪﻣﻨﺎﺳﺒﺎ 8ﻮﺿﻮع اﻟﺼﻨﻌﺔ اﻟﺘﻲ وﻗﻒ ﻋﻨﺪﻫﺎ اﳉﻮق. ﻗﺼﺮ ﳊﻦ إﻧﺸﺎد اﻟﻨﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻹﻧﺸﺎد اﻟﻄﺒﻊ. أداؤه ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺒﻐﻴﺔ.وﻗﺪ أﺻﺒﺤﺖ أﻧﺸﺎدات اﻟﻨﻮﺑﺎت أﻛﺜﺮ أﺳﺘﻌﻤﺎﻻ ﻣﻦ إﻧﺸﺎدات اﻟﻄﺒﻮع ﻓﻲ اﶈﺎﻓﻞ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ .وﻋﻠﺔ ﻫﺬا ﺳﻌﺔ ﻣﺠﺎل اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻣﻦ ﺟـﻬـﺔ ،واﻟـﺮﻏـﺒـﺔ ﻓـﻲ ﲢﻘﻴﻖ ﻧﻮع اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎ8ﻮﺿﻮع اﻟﺸﻌﺮي ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ،ﻓﺈن ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺼﻨﻌﺎت ا8ﻐﻨﺎة ﻓﻲ اﻟﺘﻐﺰل ﻛﺎن أﻧﺴﺐ أن ﻳﺘﻠﻮﻫـﺎ أﻧـﺸـﺎد ﻓـﻲ اﻟـﺘـﻐـﺰل ،وإن ﻛـﺎﻧـﺖ ﻓـﻲ ا8ﺪﻳﺢ ﻧﺎﺳﺒﻬﺎ إﻧﺸﺎد ﻓﻲ ا8ﺪﻳﺢ ،وﻫﻜﺬا... وﻗﺪ ﻏﺪا رﻛﻮب ﻫﺬا اﻟﻨﻬﺞ ﻣﻘـﻴـﺎﺳـﺎ ﳊـﺬق ا8ـﻨـﺸـﺪ وﻗـﺪرﺗـﻪ وﻣـﻌـﺮﻓـﺘـﻪ ﻀﺎﻣ rاﻻﺷﻌﺎر.
اﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎﻟﺚ :إﻧﺸﺎد اﳌﻮال
ﻋﺮف ا8ﻮال ﻗﺪﺎ ﺑﺎ8ﻮاﻟﻴﺎ .وﻫﻮ أﺣﺪ اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﺴﺒﻌﺔ :اﻟﻘﺮﻳﺾ، وا8ﻮﺷﺢ ،واﻟﺪوﺑﻴﺖ ،واﻟﻜﺎن ﻛﺎن ،واﻟﻘﻮﻣﺎ ،واﻟﺰﺟﻞ ،وا8ﻮاﻟﻴﺎ .وﻗﺪ ﻧﺴﺐ اﺑﺘﻜﺎر 125
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ا8ﻮاﻟﻴﺎ اﻟﻰ ﺟﺎرﻳﺔ ﻧﺪﺑﺖ اﻟﺒﺮاﻣﻜﺔ ﺑﻌﺪ أن أوﻗﻊ ﺑﻬﻢ ﺑﻨﻮ اﻟﻌﺒﺎس ﺛﻢ اﻧﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﺳﺎﺋﺮ اﳉﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﺑﻼد ﻣﺼﺮ ،وﺗﻮﻟﺪت ﻣﻨﻪ أﻧﻮاع ﻣﺘﻌﺪدة ﺗﺨﺘـﻠـﻒ ﻣـﻦ ﺣﻴﺚ ﻋﺪد أﺷﻄﺮﻫﺎ .ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺮﺑﺎﻋﻲ ،وﻫﻮ أﺻﻞ ا8ﻮاﻟﻴـﺎ ،وﻣـﻨـﻬـﺎ اﳋـﻤـﺎﺳـﻲ، وﻳﻌﺮف ﺑﺎﻷﻋﺮج ،وﻣﻨﻬﺎ ا8ﻮاوﻳﻞ اﳋﻀﺮ ،وا8ﻮاوﻳﻞ اﳊﻤﺮ ،وﻫﺬه ﺷﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ ﺻﻌﻴﺪ ﻣﺼﺮ ،وا8ﻮال اﻟﺒﻐﺪادي أو اﻟﺰﻫﻴﺮي ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق وﺳﻮرﻳﺎ ودول اﳋﻠﻴﺞ، وﻫﻮ ذو ﺳﺒﻌﺔ أﺷﻄﺮ ،وﻳﻘﺎﺑﻠﻪ اﻟﻨﻌﻤﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ. واﻟﻌﺎدة أن ﺗﻜﻮن ا8ﻮاوﻳﻞ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﺤﺮ اﻟﺒﺴﻴﻂ ،وأن ﺗﻨﻈﻢ ﺑﺎﻟـﻠـﻐـﺔ اﻟﻌﺎﻣﻴﺔ ،ﻣﺘﻀﻤﻨﺔ ﺻﻮرا ﻣﻦ اﳉﻨﺎس. وﻗﺪ اﻧﺘﻘﻞ ا8ﻮال ﻣﻦ ا8ﺸﺮق اﻟﻌﺮﺑﻲ إﻟﻰ ﺑﻼد ا8ﻐﺮب ،وأﺻـﺒـﺢ ﻣـﺘـﺪاوﻻ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻔﻨﻮن ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ ،ﻓﺘﺠﺪه ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴـﺔ وﻏـﻨـﺎء ا8ﺎدﺣ ،rوأذﻛﺎر اﻟﻄﺮﻗﻴ ،rﻛﻤﺎ ﳒﺪه ﻓﻲ أﺎط اﻟﻐﻨﺎء اﻟﺸﻌﺒﻲ واﻻﻣﺎزﻳﻐﻲ. أﻣﺎ ا8ﻮال ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻓﻬﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ اﻧﺸﺎد ﺑﻴﺘ rأو ﺛﻼﺛﺔ أو أرﺑﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻔﺼﻴﺢ ﻳﻐﻨﻴﻬﺎ ا8ﻨﺸﺪ ﻣﻨﻔﺮدا ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻊ اﻟﻨﻮﺑﺔ ،أو اﻟﻄﺒﻮع ا8ﺪﻣﺠﺔ ﻓﻴﻬﺎ ،وﻋﻠﻰ ﳊﻦ ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ ﺣﺮ وﻏﻴﺮ ﻣﻘﻴﺪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻮزن واﻻﻳﻘﺎع. وﻣﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻜﺎن ﲢﺪﻳﺪ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ دﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ا8ﻮال ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ. ﻓﻜﺘﺐ اﻟﺒﺎﺣﺜ-rوﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﳊﺎﻳﻚ-ﻋﺎرﻳﺔ ﻋـﻦ ذﻛـﺮه .ﻏـﻴـﺮ أن ا8ﻮاوﻳﻞ اﻟﺘﻲ اﻧﺘﻬﺖ إﻟﻴﻨﺎ-ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺘﻬﺎ-واﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳـﻨـﺸـﺪﻫـﺎ ا8ـﺎدﺣـﻮن ﻛـﺎﳊـﺎج أدرﻳﺲ اﻟﻔﺎﲢﻲ ﺑﺮادة ،وﺷﻮﻳﻜﺔ ﻣﻨﺬ ﺣﻮاﻟﻲ ﻧﺼﻒ ﻗﺮن اﺗﺴﻤﺖ ﻓﻲ أداﺋـﻬـﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻻ رﻳﺐ ﻓﻲ أﻧﻬﺎ ﺷﻜﻠﺖ ﺗﻘﻠﻴﺪا ﻣﺘﻮارﺛﺎ ﺑـ rا8ـﻨـﺸـﺪﻳـﻦ ،وﻫـﻮ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺘﻨﺎع ﺑﺄن ا8ﻮال ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟـﺴـﻴـﺔ رـﺎ ﺗﺴﺮب اﻟﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ا8ﺎدﺣ rأﺻﺤﺎب اﻟﺴﻤﺎع اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﺗﻔﺘﺤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮاﻟﺐ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ اﺣﺘﻼل ﻫﺆﻻء ﻟﺘﻮﻧﺲ واﳉﺰاﺋﺮ. وﻗﺪ ذﻛﺮ اﻟﺒﺎﺣﺚ ا8ﻐﺮﺑﻲ ﻣﻮﻻي اﻟﻮزاﻧﻲ أن ا8ﻮاوﻳﻞ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ ا8ﺴﺘﻌـﻤـﻠـﺔ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺧﻤﺴﺔ ،وﻫﻲ واردة ﻓﻲ ﻃﺒﻮع اﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ واﻟﺼﻴﻜﺔ ورﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ واﻻﺳﺘﻬﻼل وا8ﺰﻣﻮم. وأﻋﺘﻘﺪ أن ﺣﺮص اﳉﻤﻬﻮر ﻋﻠﻰ ﺳﻤﺎع ا8ﻮاوﻳﻞ ﻓﻲ اﳊﻔﻼت ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺣﺪا ﺑﺒﻌﺾ ا8ﻨﺸﺪﻳﻦ إﻟﻰ إدﺧﺎل ﻫﺬا اﻟﻠﻮن ﻣﻦ اﻹﻧﺸﺎد ﻓﻲ ﻃﺒﻮع أﺧﺮى وﻫﻮ ﺣﺪث ﻳﻌﺘﺒﺮه اﶈﺎﻓﻈﻮن ﺧﺮوﺟﺎ ﻋﻦ ا8ﺎﻟﻮف ا8ﻌﺘﺎد. 126
ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ
ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻧﺸﺎد اﳌﻮال:
ﻟﻠﻤﻮال ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﳊﻦ ﺛـﺎﺑـﺖ ﻳـﺘـﻨـﺎﻗـﻠـﻪ اﳊـﻔـﺎظ ﺑـﺎﻟـﺘـﺪاول اﻟﺸﻔﺎﻫﻲ. ﻏﻴﺮ أﻧﻪ ﻳﺒﺎع ﻟﻠﻤﻨﺸﺪ أن ﻳﺮﲡﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﺰﻳﺎدات اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳـﻀـﻴـﻔـﻬـﺎ إﻟﻰ اﻟﻠﺤﻦ اﻷﺻﻠﻲ ﻟﻠﻤﻮال ،وذﻟﻚ ﺑﻬﺪف ﲢﻠﻴﺘﻪ وﺗﻄﻌﻴﻤﻪ ﺑﺘﻠﻮﻳﻨﺎت زﺧﺮﻓﻴﺔ. وﻗﺪ ﻋﺮف ا8ﻮال ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة ﺗﻄﻮرات ﺟﺪﻳﺪة أﻓﻀﺖ ﺑﻪ إﻟﻰ اﻛﺘﺴﺎب ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻴﺰة ﻜﻦ إﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ: أﺻﺒﺢ ا8ﻮال وإﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ اﻵﻟـﻲ ا8ـﻨـﻔـﺮد ﻳـﺸـﻜـﻼن ﻋـﻨـﺼـﺮﻳـﻦﺿﺮورﻳﻦ ﻟﻘﻴﺎم ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻹﻧﺸﺎد .وﻗﺪ ﺗﺘﻌﺪد ا8ﻮاوﻳﻞ ،ﻓﺘﺘﻌﺪد اﻟﺘﻘﺎﺳﻴﻢ ﺑﺪورﻫﺎ ،وﺑﺬﻟﻚ ﺗﻄﻮل اﶈﺎورة ﺑ rﻫﺬﻳﻦ اﻟﻌﻨـﺼـﺮﻳـﻦ ﻟـﺘـﺨـﻠـﻖ ﺟـﻮا ﻧـﻔـﺴـﻴـﺎ ﻳﺨﻠﺪ ﻓﻴﻪ أﻋﻀﺎء اﳉﻮق إﻟﻰ اﻟﺮاﺣﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻐﺮق اﳉﻤﻬﻮر ا8ﺄﺧﻮذ ﺑـﺴـﺤـﺮ اﻟﻌﺰف واﻹﻧﺸﺎد ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻳﺴﻮده اﻟﻬﺪوء ا8ﻄﻠـﻖ واﻟـﺬي ﺗـﺸـﻘـﻪ ﺑـ rاﻟـﻔـﻴـﻨـﺔ واﻷﺧﺮى ﺻﻴﺤﺎت اﻹﻋﺠﺎب واﻻﻧﺒﻬﺎر. ﻻ ﻳﺘﻘﻴﺪ ا8ﻮال ﺑﺎﻟﺰﻣﺎن ،ﻓﻘﺪ ﻳﺴﺘﻐﺮق ﻣﺪة ﻃﻮﻳﻠﺔ ،وذﻟـﻚ ﻋـﻠـﻰ ﻋـﻜـﺲاﻧﺸﺎدات اﻟﻄﺒﻮع واﻟﻨﻮﺑﺎت. ﻳﺘﺠﺎوز ا8ﻨﺸﺪون ﻣﺠﺎل اﻟﻨﺼﻮص اﶈﻔﻮﻇﺔ ﻟﻠﻤﻮاوﻳﻞ ،وﻳﻨﺴﺎﻗﻮن ﻓـﻲارﲡﺎﻻت ﺣﺮة ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺛﺮاﺋﻬﺎ ﲡﺎوب ا8ﺴﺘﻤﻌ rوﺣﻤﺎﺳﻬﻢ وﺗﺸﺠﻴﻌﻬﻢ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻌﺪد ا8ﻮاوﻳﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺮض ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﻮاﺣﺪ ،ﻳﻌﻤﺪ اﻟﻌﺎزﻓﻮن إﻟﻰ اﻟﺘﻨﺎوب ﻋﻠﻰ أداء اﻟﺘﻘﺎﺳﻴﻢ ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺪﺧﻞ آﻻت اﻟﻌـﻮد واﻟـﻜـﻤـﻨـﺠـﺔ واﻟـﻘـﺎﻧـﻮن واﻟﺒﻴﺎﻧﻮ .وﻗﺪ ﺗﻄﻮل ﻓﺘﺮة ﻫﺬا اﳊﻮار ﺗﺒﻌﺎ 8ﺪى ﲡﺎوب اﳉﻤﻬﻮر ﻣﻊ ا8ﻨﺸﺪ. اﺳﺘﺤﺪث ا8ﻨﺸﺪون ا8ﺘﺄﺧﺮون ﻋﺎدة ﺟﺪﻳﺪة ﺗﻘﻀﻲ ﺑﺎﳋﺮوج ﻋﻦ اﻟﻄﺒـﻊ اﻷﺻﻠﻲ ﻟﻠﻤﻮال ،واﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻨﻪ إﻟﻰ اﻟـﻄـﺒـﻮع ا8ـﻘـﺎرﺑـﺔ ﻟـﻪ .وﻗـﺪ أﻓـﻀـﻰ ﻫـﺬا اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﶈﺪث إﻟﻰ إدﺧﺎل ا8ﻘﺎﻣﺎت اﻟﺸـﺮﻗـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﲢـﺘـﻀـﻦ ﺛـﻼﺛـﺔ أرﺑـﺎع اﻟﻨﻐﻤﺎت ،وأﺻﺒﺢ ذﻟﻚ ﺎ ﻳﺴﺘﺤﺴﻨﻪ اﳉﻤﻬﻮر وﻳﻄﺮب ﻟﺴﻤﺎﻋﻪ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺘﺮب ا8ﻨﺸﺪ ﻣﻦ ﻧﻬـﺎﻳـﺔ ا8ـﻮال ،ﻳـﺄﺧـﺬ ﻓـﻲ اﻹﻧـﺸـﺎد ﻋـﻠـﻰ ﻛـﻠـﻤـﺔ »ﻳﺎﻟﻴﻞ«. وﻫﻨﺎ ﻳﻌﻮد أﻋﻀﺎء اﳉﻮق ﳊﻤﻞ آﻻﺗﻬﻢ واﺳﺘﻌﺎدة وﺿﻌﻬﻢ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ،ﺗﺄﻫﺒﺎ واﺳﺘﻌﺪادا ﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﻌﺰف واﻟﻐﻨﺎء اﳉﻤﺎﻋﻴ.r وﻳﺬﻛﺮ ﻫﺬا اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﺷﺎﺋﻌﺎ ﻟﺪى ﻣﻨﺸﺪي ا8ﻮاوﻳﻞ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ 127
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﺎﻟﺰﻏﺮدة اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺤﺪﺛﻬﺎ ﻋﺎزف اﻟﻜﺎداﻧﺴﺎ ا8ﻨﻔﺮد ﻓﻲ ا8ﺆﻟﻔﺎت اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺮر اﻧﻬﺎء ارﲡﺎﻻﺗﻪ اﳊﺮة واﻟﻌﻮدة إﻟﻰ ﺣﻈﻴﺮة اﳉـﻮق ﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﻌﺰف اﳉﻤﺎﻋﻲ.
اﻟﻨﻮع اﻟﺮاﺑﻊ :إﻧﺸﺎد اﻟﺘﻐﺎﻃﻲ واﻟﻜﺮاﺳﻲ.
ﻫﻮ ﺎ ﻜﻦ اﳊﺎﻗﻪ ﺑﺎﻹﻧﺸﺎدات وا8ﻮاوﻳﻞ .وﻳﺮاد ﺑﺎﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻟﻠﺤـﻦ ﻓـﻲ اﻟﺼﻨﻌﺔ اﳋﻤﺎﺳﻴﺔ واﻟﺬي ﻳﺸﻐﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﺻﺪر ﺑﻴﺘﻬﺎ اﻟﺮاﺑﻊ .أﻣﺎ اﻟﻜﺮﺳﻲ ﻓﻬﻮ ﺑﺪوره اﻟﻠﺤﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﺼﻨﻌﺔ اﻟﺴﺒﺎﻋﻴﺔ واﻟﺬي ﻳﺸﻐﻞ ﺑﻴﺘﻬﺎ اﻟﺴﺎدس. وﻳﻘﻀﻲ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ا8ﺘﺒﻊ أن ﻳﻀﻄﻠﻊ ﺑﺈﻧﺸﺎد اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ واﻟﻜﺮﺳﻲ أﺣﺪ ا8ﻨﺸﺪﻳـﻦ دون ﺑﺎﻗﻲ أﻋﻀﺎء اﳉﻮق ،وأن ﻳﻘﻮم أﺣﺪ اﻟﻌـﺎزﻓـ rا8ـﻬـﺮة ﻓـﻲ اﳉـﻮق ـﻦ ﻳﻌﻴﻨﻬﻢ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﺎﺟﺎﺑﺔ ا8ﻨﺸﺪ ،ﻣﺮددا اﻟﻠﺤﻦ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي ﻏﻨﺎه ،وﻣﻀﻴﻔﺎ إﻟﻴﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﺰﺧﺮف واﻟﺘﻠﻮﻳﻦ اﻟﻠﺤﻨﻲ. وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻹﺷﺎرة ﻫﻨﺎ إﻟﻰ أن إﻧﺸﺎد اﻟﺘـﻐـﻄـﻴـﺔ واﻟـﻜـﺮﺳـﻲ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻨـﺤـﻮ ا8ﺬﻛﻮر ﻟﻴﺲ أﻣﺮا ﻻزﻣﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﺼﻨﻌﺎت ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ،وإﺎ ﻫﻮ ﻣﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻟﺪى اﻷﺟﻮاق اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺸﺪﻳﻦ ﻣﺎﻫـﺮﻳـﻦ .وﻋـﻠـﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻗﺼﺮ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻐﺮﻗﻬﺎ أداء ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ واﻟﻜﺮﺳﻲ إﻻ أﻧﻬﺎ ﳊﻈﺔ إﻧﺸﺎدﻫﻤﺎ واﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ أﺣﺮج اﻟﻔﺘﺮات ﻓﻲ أداء ﺑﻌﺾ اﻟﺼﻨﻌﺎت ﺳﻮاء ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻨﺸﺪ أم ﻟﻠﻌﺎزف ،وﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ ،ﻣﻦ أﺣﺐ اﻟﻔﺘﺮات إﻟﻰ اﳉﻤﻬﻮر ا8ﺴﺘﻤﻊ ،إذ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎﻳﺘﺮﻗﺒﻬﺎ ﺑﺸﻮق ﻋﻈﻴﻢ ،وﻳﺼﻐﻲ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﺟﻮارﺣﻪ. وﻛﺴﺎﺋﺮ أﻧﻮاع اﻻﻧﺸﺎدات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻓﺈن اﻹﻧﺸﺎد اﻟﻔﺮدي ﻟﻠﺘﻐﻄﻴﺔ واﻟﻜﺮﺳﻲ ﻳﺨﻠﻮ ﺑﺪوره ﻣﻦ أي إﻳﻘﺎع ﻳﻀﺒﻂ ﺣﺮﻛﺘﻬﻤﺎ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈن اﺠﻤﻟﺎل ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎ أﻣﺎم ا8ﻨﺸﺪ واﻟﻌﺎزف ﻟﻴﺆدي ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻓﻘﺮﺗﻪ ﺑﺤﺮﻳﺔ وﻟﻴﺘﺼﺮف ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺸﺎء، وﺗﺒﻌﺎ 8ﺎ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﻪ اﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻪ واﺳﺘﻌﺪاداﺗﻪ اﻟﻔﻨﻴﺔ ،ﻏﻴﺮ أن ﺣﺮﻳﺔ ا8ﻨﺸﺪ واﻟﻌﺎزف ﺗﻈﻞ ﻣﺤﺼﻮرة ﻓﻲ ﺣﺪود ا8ﺪة اﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺴﺘﻐﺮﻗﻬﺎ اﳉﻤـﻠـﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﻄﻴﺔ ،أو اﻟﻜﺮﺳﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻮ أدﻳﺖ أداء ﻋﺎدﻳﺎ .وﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬا اﳊﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪد اﻷﺻﻠﻲ ﻷدوار اﻟﻜﺮﺳﻲ أو اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ،وﻃﺒﻴﻌﻲ أن ﻋﻤﻼ ﻣـﻦ ﻫـﺬا اﻟﻘﺒﻴﻞ ﻻﻜﻦ أن ﻳﻀﻄﻠﻊ ﺑﻪ إﻻ ﻣﻦ ﻛﺎن ﻋﺎرﻓﺎ ﺑﺄدوار اﻷوزان ،ﻣﻠﻤﺎ ﺑﺄﺳﺮارﻫﺎ، ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺼﺮف ﻓﻴﻬﺎ دون اﻻﺧﻼل ﺑﻬﺎ .وﻫﺬه ﺻﻔﺎت ﻋﺰ وﺟﻮدﻫـﺎ ﻓـﻲ 128
ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ
وﻗﺘﻨﺎ اﻟﺮاﻫﻦ .وﻗﺪ ﻛﺎن ﻟﻌﺎزف اﻻﻟﻄﻮ اﻟﺸـﻬـﻴـﺮ أﺣـﻤـﺪ اﻟـﺒـﺎرودي اﻟـﺴـﻼوي ا8ﺘﻮﻓـﻰ ﻋـﺎم ١٩٥٠أﺳﻠﻮب ﻣﺘﻤﻴﺰ ﻓﻲ ﺗﻨﺎول اﻟـﻜـﺮاﺳـﻲ »ﻳـﻘـﻀـﻲ ﺑـﺄن ﻳـﻄـﻴـﻞ اﻟﻌﺰف ﻓﻲ إﺟﺎﺑﺔ ا8ﻨﺸﺪ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘـﻐـﺮق أﻛـﺜـﺮﻣـﻦ زﻣـﻨـﻪ اﻷﺻـﻠـﻲ« ) .(٣٦وﻫـﻮ أﺳﻠﻮب ﻃﺎ8ﺎ أﺛﺎر ﻓﻲ ﻧﻔﻮس ﻫﻮاة ﻫﺬا اﻟﻔﻦ اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﳋﻮف ﻣﻦ اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻳﻘﺎع اﻟﺼﻨﻌﺔ .وﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻟﻔﻨﺎن ﻣﻮﻻي اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻮزاﻧﻲ اﻟﺬي ﻛـﺘـﺐ ﻳـﻘـﻮل ﻋﻦ اﻟﺒﺎرودي» :وﻗﺪ ﻛﻨﺖ أﺗﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﻄﻴﻄﻪ ﻓﻲ ﻋﺰف اﻟﻜﺮﺳﻲ اﻟﺬي ﻜﻦ أن ﻳﻔﺴﺪ اﻻﻳﻘﺎع ،وﻟﻜﻨﻨﻲ ﺑﻌﺪ ﻣﺪة رأﻳﺖ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﻘﻴﺪ ﺑـﺎﻻﻳـﻘـﺎع ﻋـﻨـﺪ ﻋـﺰف اﻟﻜﺮﺳﻲ ،ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﺮوع ﻓﻲ ﻋﺰﻓﻪ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺻﺎﺣﺐ اﻹﻳﻘﺎع« اﻟﻄﺮار »× ﻋﻦ ﺿﺮﺑﺎﺗﻪ .وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﺟﻮﻟﺘـﻪ ﻫـﺎﺗـﻪ ﻳـﺴـﺘـﺄﻧـﻒ »اﻟـﻄـﺮار« ﺿـﺮﺑـﺎت اﻻﻳﻘﺎع ﻟﻴﻠﺘﻘﻲ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﻣﺪرب ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ. وﻫﻲ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﻻﺗﺘﻔﻖ إﻻ إذا ﻛﺎن ﻫﻨﺎﻟﻚ اﻧﺴﺠﺎم ﺗﺎم ﺑ rﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﺎزف وﺻﺎﺣﺐ اﻹﻳﻘﺎع »أي ا ﻟﻄﺮار« ).(٣٧
ﻣﻮاﻗﻊ اﻹﻧﺸﺎدات ﻓﻲ اﳌﻴﺰان:
ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﻟﺘﻐﺎﻃﻲ واﻟﻜﺮاﺳﻲ اﻟﺘﻲ ﻻﺗﺘﻐﻴﺮ ﻣﻮاﻗﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﻨﻌﺎت ،ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻮاﻗﻊ ﻣﺤﺪدة ﻳﻔﺮض ﻓﻴﻬﺎ أداء اﻻﻧﺸﺎدات وا8ﻮاوﻳﻞ ﻓﻲ ا8ﻴﺰان ،ﻏﻴﺮ أﻧﻪ ﻓﻲ وﺳﻊ اﻟﺒﺎﺣﺚ ا8ﻬﺘﻢ أن ﻳﺴﺠﻞ ا8ﻼﺣﻈﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ،وﻫﻲ أن ﻣﺤﻤﺪ ﺑـﻦ اﳊﺴ rاﳊﺎﻳﻚ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﻪ ذﻛﺮ اﻻﻧﺸﺎدات ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ اﻟﻄﺒﻮع ،أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺪرﺟﻬﺎ ﺿﻤﻦ ﺻﻨﺎﺋﻊ ا8ﻴﺎزﻳﻦ .أﻣﺎ ا8ﻮاﻻت ﻓﻠﻢ ﻳﺸـﺮ إﻟـﻴـﻬـﺎ ﺑﺎ8ﺮة. وﻓﻲ ﻫﺬا ﻣﺎﻳﺪل ﻋﻠﻰ ﺷﻴﺌ rاﺛﻨ:r أوﻟﻬﻤﺎ أن اﻧﺸﺎدات اﻟﻄﺒﻮع ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻐﻨﻲ ﺑـﻌـﺪ أداء ا8ـﻘـﺪﻣـﺎت اﻵﻟـﻴـﺔ أوﺧﻼﻟﻬﺎ. ﺛﺎﻧﻴﻬﻤﺎ أن إﻧﺸﺎدات اﻟﻨﻮﺑﺎت ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﺪ ﺟﻮﻫﺮ ا8ﻴﺰان .وﻟـﺬﻟـﻚ ﻓـﻘـﺪﺗﺮك أﻣﺮ اﺧﺘﻴﺎر أﺷﻌﺎرﻫﺎ وﲢﺪﻳﺪ ﻣﻮاﻗﻌﻬﺎ ﻣـﻦ اﻟـﺼـﻨـﺎﺋـﻊ ﻻﺟـﺘـﻬـﺎد رؤﺳـﺎء اﻷﺟﻮاق ،ﺗﺒﻌﺎ ﻻﺳﺘﻌﺪاد اﳉﻤﻬﻮر وﻣﺪى ﲡﺎوﺑﻪ ،واﻟﻐﺎﻟﺐ أﻧﻬﺎ ﺗﻨﺸﺪ وﺳـﻂ ا8ﻴﺰان ،وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﻨﻄﺮة اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑ rاﻟﺼﻨﻌﺎت ا8ﻮﺳﻌﺔ واﻟﺼﻨﻌﺎت ذات اﻻﻳﻘﺎع ا8ﻬﺰوز .وﻗﺪ ﺗﻨﺸﺪ ﻓﻲ آﺧﺮ ا8ﻴﺰان .وﻫﻲ ﻓﻲ ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﺗﺘﻠﻮﻫﺎ ﺻﻨﻌﺔ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﺗﻌﺮف ﺑﺎﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ،ﻳﺮاﻋﻰ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎرﻫﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺷﻌﺮﻫﺎ 129
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
8ﻮﺿﻮع اﻹﻧﺸﺎد .أﻣﺎ ا8ﻮال ﻓﺎﻟﻐﺎﻟﺐ ﻓﻴﻪ أن ﻳﻨﺸﺪ وﺳـﻂ ا8ـﻴـﺰان .وﺗـﻘـﻀـﻲ اﻟﻌﺎدة أن ﻳﻌﺰف اﳉﻮق ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺸﺎد أو ا8ﻮال ﺻﻨﻌﺔ ﺗﺪﻋﻰ ﺗﻐﻄﻴﺔ اﻹﻧﺸﺎد أو ا8ﻮال .وﺗﻜﻮن اﻟﺼﻨﻌﺔ ﺜﺎﺑﺔ ﻣﻄﻴﺔ ﻳﻨﺘﻘﻞ اﳉﻮق ﻋﺒﺮﻫﺎ إﻟﻰ اﳉﺰء ا8ﻮاﻟـﻲ ﻣﻦ اﳊﺼﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ا8ﻌﺰوﻓﺔ.
أداء اﻹﻧﺸﺎدات:
ﻳﻀﻄﻠﻊ ﺑﺄداء اﻹﻧﺸﺎدات ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﻣﻐـﻦ ﻣـﻨـﻔـﺮد .ﻳـﻮاﻛـﺐ ﻏـﻨـﺎءه ﻋـﺎزف ﻋﻠﻰ إﺣﺪى اﻵﻻت اﻟﻮﺗﺮﻳﺔ ﻛﺎﻟﻌﻮد واﻟﻜﻤﺎن واﻟﻘﺎﻧﻮن .وﻳﺨﺘﻠـﻒ دور اﻟـﻌـﺎزف ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻨﻮع اﻹﻧﺸﺎد .ﻓﻔﻲ إﻧﺸﺎدات اﻟﻄﺒﻮع واﻟﻨﻮﺑﺎت ﻳﻘـﻮم اﻟـﻌـﺎزف ـﺮاﻓـﻘـﺔ ا8ﻨﺸﺪ أﺛﻨﺎء ﻏﻨﺎﺋﻪ ،وذﻟﻚ ﺑﻌﺰف ﻗﺮار اﻟﻄﺒﻊ ورﻛـﻮزه ا8ـﻘـﺎﻣـﻴـﺔ ،أو ﺑـﺘـﺮﺟـﻴـﻊ ﻓﻘﺮات ﻣﻘﺘﻀﺒﺔ ﻣﻦ اﳉﻤﻠﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺆدﻳﻬﺎ ا8ﻨﺸﺪ ﺗﺒﺪو ﻛﺄﻧﻬﺎ أﺻـﺪاء ﻟﻬﺎ ،وﻻ ﲢﺎول أﺑﺪا اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻴﻬﺎ .أﻣـﺎ ﻓـﻲ ا8ـﻮاوﻳـﻞ ﻓـﺪور اﻟـﻌـﺎزف أﺷـﺪ ﺑﺮوزا ،ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻳﺴﺘﻘﻞ ﺑﺎرﲡﺎل ﺗﻘﺎﺳﻴﻢ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻋﻠﻰ آﻟﺘﻪ ،ﻳﻌﺰﻓﻬﺎ ﻣﻨﻔﺮدا ﻓﻲ ﻓﺘﺮات اﺳﺘﺮاﺣﺔ ا8ﻨﺸﺪ .وﻣﻦ ﲢﺎور اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﻦ ﻣﻌﺎ ﻳﺘﺸﻜﻞ اﳒﺎز ﻓﻨـﻲ راﺋﻊ .وﻣﻦ ﺧﻼل ا8ﻘﺎرﻧﺔ ﺑ rدور اﻟﻌﺎزف ﻓﻲ ﻣﺼﺎﺣﺒﺔ اﻹﻧـﺸـﺎد ودوره ﻓـﻲ ﺗﻘﺴﻴﻢ ا8ﻮال ﻳﺘﺠﻠﻰ واﺿﺤﺎ أﻧﻪ ﻓﻲ اﻷول ﻳﻘﻮم ﺎ ﻳـﺸـﺒـﻪ أن ﻳـﻜـﻮن دﻋـﻤـﺎ ﻟﺼﻮت ا8ﻨﺸﺪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺤﻴﺪ ﻋﻦ اﻟﻄﺒﻊ اﻟﺬي ﻳﻐـﻨـﻲ ﻋـﻠـﻴـﻪ ،وأﻧـﻪ ﻓـﻲ اﻵﺧـﺮ ﻣﺒﺪع ﻳﺴﺎﻫﻢ ﺑﺪوره ﻓﻲ إﺛﺮاء اﻟﻌـﻤـﻞ ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﻲ ﻣـﻦ ﺧـﻼل ﻣـﺎ ﻳـﺮﲡـﻠـﻪ ﻣـﻦ أﳊﺎن. وﺗﻘﻀﻲ اﻟﻌﺎدة أن ﻳﻀﻄﻠﻊ ﺑﺎﻹﻧﺸﺎد ﻣﻐﻦ واﺣﺪ .ﻓﺈن ﺿﻢ اﳊﻔﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﺸﺪ ﺟﺎز أن ﻳﺸﺘﺮك ﻓﻲ أداﺋﻪ ﻣﻐﻨﻴﺎن ﻳﻨﺸﺪ أﺣﺪﻫﻤﺎ اﻟﺒﻴﺖ اﻷول وﻳﻨﺸﺪ اﻵﺧﺮ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺜﺎﻧﻲ. وﻳﻨﻔﺮد اﻧﺸﺎد ﻃﺒﻊ اﳊﺠﺎز ا8ﺸـﺮﻗـﻲ ﺑـﻈـﺎﻫـﺮة ﻣـﺘـﻤـﻴـﺰة وﻫـﻲ أداؤه ﻣـﻦ ﻃﺮف اﳉﻤﺎﻋﺔ ،وﺑﺬﻟﻚ ﻳﺸﺬ ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ اﻻﻧﺸﺎدات اﻟﺘﻲ ﻳﺆدﻳﻬﺎ ا8ﻨﺸﺪ ﻣﻨﻔﺮدا. وإذ ﻳﺨﻠﻮ اﻹﻧﺸﺎد ﻣﻦ اﻹﻳﻘﺎع اﻟﺬي ﻳﻀﺒﻂ ﻣﻘﺎﻃﻊ اﻟﺘﻔﻌﻴﻼت ﻓﺎن ا8ﺴـﺘـﻤـﻊ إﻟﻰ اﻷداء اﳉﻤﺎﻋﻲ ﻹﻧﺸﺎد اﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ ﻳﻼﺣﻆ أن أﺻﻮات ا8ﻨﺸﺪﻳﻦ ﺗﺘﻔﺎوت ﻓﻲ وﻗﻮﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻃﻊ اﻟﻜﻠﻤﺎت وأن ﻫﺬا اﻟﺘﻔﺎوت ﻳﺆدي اﻟﻰ ﺣﺪوث ﺗﺪاﺧﻞ ﺑ rاﳊﺮوف واﻟﻨﻐﻤﺎت ،وﺗﻠﻚ ﻇﺎﻫﺮة ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳـﺸـﺒـﻪ أن ﻳـﻜـﻮن ﻏﻨﺎء ﺑﻮﻟﻴﻔﻮﻧﻴﺎ ﺗﺘﻌﺪد ﻓﻴﻪ اﻟﻨﻐﻤﺎت ﺑﺘﻌﺪد اﻷﺻﻮات ا8ﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﺸﺎد. 130
ﻗﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮﺑﺔ
وﻳﺒﺪو أن اﻻداء اﳉﻤﺎﻋﻲ ﻹﻧﺸﺎد ﻃﺒﻊ ا8ﺸﺮﻗﻲ ﻳﺸﻜﻞ وﺟـﻬـﺎ ﻣـﻦ وﺟـﻮه ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎ ا8ﺴﻤﻌ rوا8ﺎدﺣ rﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ .وﻳﺄﺗـﻲ اﻟـﺼـﻮت اﻟﺒﺸﺮي ﻓﻲ اﻹﻧﺸﺎدات وا8ﻮاوﻳﻞ ﻣﻮﻇﻔﺎ ﺳﺎﺋﺮ اﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻪ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ وا8ﻜﺘﺴﺒﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﺼﺮف ﻓﻲ اﻟﻠﺤﻦ وﺗﻮﻟﻴﺪه وزﺧﺮﻓـﺘـﻪ وﺗـﻠـﻮﻳـﻨـﻪ ،وﻛـﺄﻧـﻪ ﻓـﻲ رﺣـﻠـﺔ اﺳﺘﻜﺸﺎﻓﻴﺔ ﻠﺆﻫﺎ ا8ﻐﺎﻣﺮات وا 8ﻔﺎﺟﺂت. وﺗﺘﻤﻴﺰ اﳉﻤﻞ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﺸﺎد ﺑﺎﻋﺘﻤﺎدﻫﺎ ﻋﻠﻰ رﻛﻮز اﻟﺴﻠﻢ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ، وﻫﻲ درﺟﺎﺗﻪ ا8ﻘﺎﻣﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻟﻘﺮار وراﺑﻌﺔ اﳉﻨﺲ اﻷول ودرﺟﺔ اﳉﻮاب. وﺑﻔﻀﻞ ﻫﺬه اﻟﺮﻛﻮز ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ا8ﻨﺸﺪ ﺗﻮﻟﻴﺪ اﻟﻠﺤﻦ واﻻﺑﺘﻌـﺎد ﺑـﻪ ﻋـﻤـﺎ ﻳـﻮﺣـﻲ ﺑﺎﻟﺮﺗﺎﺑﺔ واﻟﺘﻜﺮار. وﻫﻜﺬا ﻳﺒﺮز اﻟﻠﺤﻦ واﻟﻜﻠﻤﺔ ﻟﻴﺸﻜﻼ ﻣﻌﺎ اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﻦ اﻟﻠﺬﻳﻦ ﺗﺘﻤﺤﻮر ﺣﻮﻟﻬﻤﺎ ا8ﻮاوﻳﻞ واﻹﻧﺸﺎدات واﻟﺘﻘﺎﺳﻴﻢ ﻓﻲ ﻏﻴﺎب ﺗﺎم ﻟﻌﻨﺼﺮ اﻹﻳﻘﺎع.
131
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
132
ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
8ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈــﻢ ﻓــﻲ اﳌﻮﺳﻴﻘــﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴــﺔ ﻣﺪﺧﻞ:
ﻣﻨﺬ أن أﻗﺪم ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﳊﺴ rاﳊﺎﻳـﻚ ﻋـﻠـﻰ وﺿﻊ ﻛﻨﺎﺷﻪ اﻟﺬي ﺟﻤﻊ ﻓـﻴـﻪ ﻣـﺎ ﺗـﻔـﺮق ﻓـﻲ ﺻـﺪور اﳊﻔﻈﺔ وﻛﻨﺎﻧﻴﺶ اﻟﻬﻮاة واﶈﺘﺮﻓ rأﺻﺒﺢ ﻣﺠﻤﻮﻋﻪ ا8ﺮﺟﻊ ا8ﻔﻀﻞ واﻷﻣـ rﻟـﻜـﻞ اﻟـﺮاﻏـﺒـ rﻓـﻲ ﺣـﻔـﻆ أﺷﻌﺎر اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،وﺗﺪاول اﻟﻨﺎس اﺳﺘﻨﺴﺎﺧﻪ ﺟﻴﻼ ﺑﻌﺪ ﺟﻴﻞ ،وﻣﺎزاﻟﻮا ﺣﺘﻰ وﻗﺘﻨﺎ اﳊﺎﺿﺮ ﻳﻔﻌﻠﻮن ذﻟﻚ .وﻗﺪ أﻓﻀﻰ ﺗﻌﺪد ﻧﺴﺦ ﻣﺠﻤـﻮع اﳊـﺎﻳـﻚ إﻟـﻰ وﻗﻮع ﺻﻨﻮف ﻣﻦ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﺴﺖ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ آﻧﺎ ،وﺗﺮﺗﻴﺐ أﺑﻴﺎﺗﻬﺎ ﻃﻮرا ،وﺗـﺮﺗـﻴـﺐ اﻟـﺼـﻨـﻌـﺎت ﻓـﻲ اﻟﻨﻮﺑﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﻃﻮرا آﺧﺮ ،ﻛﻤﺎ ﻣﺴﺖ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﻨﻮﺑﺎت ذاﺗـﻬـﺎ ﺣـﺘـﻰ أﺻـﺒـﺢ ﻟـﻜـﻞ ﻣـﺮﻛـﺰ ﻣـﻦ ﻣـﺮاﻛـﺰ »اﻵﻟـﺔ« ﺑﺎ8ﻐﺮب ﻧﺴﺨﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ ،وﺣﺘﻰ ﻏﺪا ﻣﻦ اﻟـﻌـﺴـﻴـﺮ أﻳﻀﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ أي ﻫﺬه اﻟﻨﺴﺦ ﻫﻲ أﻗﺮب إﻟﻰ اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ. وﻳﺒﺪو أن اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت اﻟﺘـﻲ أدﺧـﻠـﺖ ﻋـﻠـﻰ ﻛـﻨـﺎش اﳊﺎﻳﻚ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻣﺤﻤﺪ اﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﺮﺣﻤﻦ » ١٢٩٠ -١٢٧٦ﻫـ« ،ﺛﻢ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ اﳊﺴﻦ اﻷول ﻋﻠﻰ ﻳﺪ وزﻳﺮه ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﳉﺎﻣﻌﻲ ﻓﺘﺤﺖ اﻟﺒﺎب واﺳﻌﺎ 133
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
أﻣﺎم أﻛﺜﺮ ﻣﻦ واﺣﺪ ﻟﻴﺘﻨﺎول ﻛﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ ﺑﺎ8ﺮاﺟﻌﺔ أو اﻟﺘﻠﺨﻴﺺ ﻛﻞ ﺣﺴﺐ ﻣﺎﻠﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﲡﺮﺑﺘﻪ وﺧﺒﺮﺗﻪ اﻟﻔﻨﻴﺔ .وإن ﺎ ﻳﺆﻳﺪ ﻫـﺬا أن ﻧـﻌـﻠـﻢ أن ﻣـﺆرخ اﻟﺮﺑﺎط وأدﻳﺒﻬﺎ أﺑﺎ ﺟﻨﺪار ﻧﺴﺐ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »اﻻﻏﺘﺒﺎط« إﻟﻰ ﻋﻼﻣﺔ ﻫﺬه ا8ﺪﻳﻨﺔ اﻟﺸﻴﺦ إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺘﺎدﻟﻲ ا8ﺘﻮﻓﻰ ١٣١١ﻫـ وﺿﻊ ﻣﺨﺘﺼﺮ ﻟﻠﺤﺎﻳﻚ. وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻨﺴﺦ اﻟﺘﻲ أﻣﻜﻦ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز ﻓﻲ أﺣﺴﻦ اﻷﺣﻮال اﻟﺴﺒﻊ ،وﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ: ﻛﻨﺎش ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﳊﺴ rاﳊﺎﻳﻚ اﻟﺘﻄﻮاﻧﻲ اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ .ﻃﺒﻌﺔ ﻣﺼـﻮرةﻋﻦ ﻧﺴﺨﺔ ﺧﻄﻴﺔ ﻛﺎن اﻟﻔﺮاغ ﻣﻦ ﻧﺴﺨﻬﺎ ﻳﻮم اﳉﻤﻌﺔ ا8ﺒﺎرﻛﺔ ١٥ﺷﻮال ﻋﺎم ١٣٢٥ﻫـ. وﻗﺪ ورث أﺻﻞ ﻫﺬا اﻟﻜﻨﺎش ﻋﻦ ا8ﺮﺣﻮم اﳊﺎج ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﺑﻦ اﳊﺴﻦ اﻟﺮﻗﻴﻮاق ﺑﻄﻨﺠﺔ .ذﻳﻠﺖ ﻫﺬه اﻟﻄﺒﻌـﺔ ا8ـﻨـﺠـﺰة ﻓـﻲ ٣٠أﻛﺘﻮﺑﺮ ١٩٨١م ﺑﻌﺒـﺎرة ﻣﺤﺮرة ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺟﺎء ﻓﻴﻬﺎ أن ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﳊﺴ rاﳊﺎﻳﻚ ﺟﻤﻊ اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻹﺣﺪى ﻋﺸﺮة ﻋﺎم ١١٣٠ﻫـ ١٧٠١ /م .وﻫﺬه ﻋﺒﺎرة ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻤﺎ أﺟﻤﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ ا8ﺼﺎدر وﻫﻮ أن ﺟﻤﻊ اﳊﺎﻳﻚ ﻟﻜﻨﺎﺷﻪ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ .١٨٠٠ -١٧٩٩ /١٢١٤ وﲢﺘﻮي ﻧﺴﺨﺔ اﻟﺮﻗﻴﻮاق ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﳊﺎﻳﻚ ﺑﺄﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﺣﺘﻮاﺋﻬﺎ أﺷﻌﺎر ﻧﻮﺑﻪ رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ ،وﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﻐﺰل ووﺻﻒ اﻟﻌﺸﻲ .وﻣﻦ ﺟـﻬـﺔ أﺧﺮى ﻓﻬﻲ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ اﻟﺮﺻﺪ ،وﻗﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ اﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ ﻛﻤﺎ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ اﻷدراج واﻟﺒﺮاول. ﻣﺨﺘﺼﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﳊﺎﻳﻚ اﻟﺬي أﳒﺰ ﻋﻠـﻰ ﻳـﺪ اﻟـﻮزﻳـﺮ اﳉـﺎﻣـﻌـﻲ ﺳـﻨـﺔ ١٣٥٣ﻫـ ١٨٨٥ /م .وﻗﺪ أﺳﻘﻄﺖ ﻣﻨﻪ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﻜﺘﺎب واﻷﺷﻌﺎر ﻧﺎدرة اﻻﺳﺘﻌﻤﺎل، واﺳﺘﺒﺪﻟﺖ أﺷﻌﺎر ﻧﻮﺑﺔ رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ ﺑﺄﺧﺮى ﻓﻲ ا8ﺪﻳﺢ اﻟﻨﺒﻮي .وﻗﺪ أﻋﻴﺪ ﻧﺸﺮ ﻫﺬا اﺨﻤﻟﺘﺼﺮ ﻓﻲ ﻛﻨﺎش ﲢﺖ ﻋﻨـﻮان» :ﻣـﻦ وﺣـﻲ اﻟـﺮﺑـﺎب« ﺟـﻤـﻌـﻪ وﺣـﻘـﻘـﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﳊﺎﻟﻲ ﳉﻮق ا8ﺮﺣﻮم اﻟﺒﺮﻳﻬﻲ اﻟﻔﻨﺎن اﳊﺎج ﻋﺒﺪاﻟﻜﺮ اﻟﺮاﻳﺔ ﺳﻨﺔ ١٩٨٢م .وﺗﺨﻠﻮ ﻫﺬه اﻟﻄﺒﻌﺔ ﺑﺪورﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ اﻟﺮﺻﺪ وﻗﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ ا8ﺸﺮﻗﻲ ،ﻏﻴﺮ أﻧﻬﺎ ﲢﺘﻮي ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺮاول واﻷﻣﺪاح ،وﺜﻞ ﻣﺠﻤﻮع اﳉﺎﻣﻌـﻲ ﻣﺴﺘﻌﻤﻼت ا8ﺪرﺳﺔ اﻟﻔﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻧﺸﺎد اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ. »ﻣﺠﻤﻮع اﻷﻏﺎﻧﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ا8ـﻌـﺮوف ﺑـﺎﳊـﺎﻳـﻚ« ،وﻫـﻮ ﻋـﻤـﻞ أﳒﺰه ﻋﺎم ١٣٥٤ﻫـ١٩٣٥ /م .اﻟﻔﻨﺎن اﻟﺮﺑﺎﻃﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﳊﺎج أﺣﻤﺪ اﻟﺪﻛﺎﻟﻲ اﻟﺸﻬﻴﺮ »ﺑﺤﺒﻴﺒﻲ ﻣﺒﻴﺮﻛﻮ« » ١٣٨٢ /١٣١١ﻫـ« ﺿﻤﻦ ﺻﻔﺤﺎﺗﻪ اﻟﻰ ١٨٢أﺷﻌﺎر 134
ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
ﺳﺖ ﻧﻮﺑﺎت ﻫﻲ :رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ ،واﻟﻌﺸﺎق ،واﻻﺻﺒﻬﺎن ،وﻏﺮﻳﺒﺔ اﳊﺴ ،rواﻟﺮﺻﺪ، ورﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ. وﻟﻌﻞ ﻫﺬا اﺠﻤﻟﻤﻮع ﻫﻮ اﻟﺬي أﺷﺎر إﻟﻴﻪ ا8ـﺆرخ ا8ـﻐـﺮﺑـﻲ ﻋـﺒـﺪاﻟـﺴـﻼم ﺑـﻦ ﺳﻮدة ﻓﻲ »دﻟﻴﻠﻪ« ﺣﻴﺚ ذﻛـﺮ أﻧـﻪ »ﻃـﺒـﻊ ﻣـﻨـﻪ ﺳـﺒـﻊ ﻧـﻮب ،ﻛـﻞ ﻧـﻮﺑـﺔ ﻓـﻲ ﺟـﺰء ﺻﻐﻴﺮ ،ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط ﺑﺎ8ﻄﺒﻌﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺳﻨﺔ .(١) ١٩٣٤ /١٣٥٣ ﻣﺠﻤﻮع أزﺟﺎل وﺗﻮاﺷﻴﺢ وأﺷﻌﺎر ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ا8ـﻐـﺮﺑـﻴـﺔ ا8ـﻌـﺮوف ﺑﺎﳊﺎﻳﻚ ،وﻗﺪ أﻋﺪ ورﺗﺐ ﻣﻴﺎزﻳﻨﻪ وﻧﺴﻖ ﺻﻨﻌﺎﺗﻪ وﺣﻘﻘﻬﺎ اﻷﺳﺘﺎذ ﻋﺒﺪاﻟﻠﻄﻴﻒ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر ﺳﻨـﺔ ١٩٧٧ /١٣٩٧م ،وﻗﺪ ﻣﻬﺪ ﻟﻪ ﻘﺪﻣﺔ اﳊﺎﻳﻚ ،وذﻳﻠـﻪ ﻠﺤﻖ ذﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ ﻣـﻦ ا8ـﻼﺣـﻈـﺎت ﻋـﺮض ﻓـﻴـﻬـﺎ ﻷﺧـﻄـﺎء اﻟـﻨـﺴـﺎخ وا8ﻨﺸﺪﻳﻦ. اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ا8ﻐﺮﺑﻲ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ-ﻣﺴﺘﻌﻤﻼت ﻧﻮﺑﺎت اﻟﻄﺮب اﻷﻧﺪﻟﺴﻲا8ﻐﺮﺑﻲ :ﺷﻌﺮ-ﺗﻮﺷﻴﺢ-أزﺟﺎﻟﻰ ﺑﺮاول .دراﺳﺔ وﺗﻨﺴﻴﻖ وﺗﺼﺤﻴﺢ ﻛﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ. وﻗﺪ أﳒﺰ ﻫﺬا اﺠﻤﻟﻤﻮع ا8ﺮﺣﻮم اﳊﺎج إدرﻳﺲ ﺑﻦ ﺟﻠﻮن اﻟﺘﻮﻲ ﺳﻨﺔ ١٩٨١م، وﻣﻬﺪ ﻟﻪ ﻘﺪﻣﺔ اﺳﺘﻌﺮض ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﺠﺰات ا8ﺆﺮ اﻟﺜﺎﻧـﻲ ﻟـﻠـﻤـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻔﺎس ﻋﺎم ١٩٦٩م. وﻳﺘﻤﻴﺰ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي أﳒﺰه ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻔﻨﺎن اﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر وا8ﺮﺣﻮم اﺑﻦ ﺟﻠﻮن ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻳﺠﻨﺢ اﻟﻰ اﺳﺘﻜﻤﺎل أﺷﻌﺎر اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻹﺣﺪى ﻋﺸﺮة ﺑﺴﺎﺋﺮ ﻣﻴـﺎزﻳـﻨـﻬـﺎ. وﻫﻜﺬا ﻓﻘﺪ ﺗﻀﻤﻦ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺎن ﻣﻴﺰان ﻗﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ اﻟـﺮﺻـﺪ وﻗـﺎﺋـﻢ وﻧـﺼـﻒ اﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ اﻋﺘﻤﺎدا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻔﺮق ﻓﻲ دواوﻳﻦ اﻟﺸﻌـﺮ وﻓـﻲ ﻣـﻘـﺪﻣـﺘـﻬـﺎ ﻛﻨﺎش ﻛﺎن ﻓﻲ ﺣﻮزة ﻣﺆرخ ﺗﻄﻮان ا8ﺮﺣـﻮم ﻣـﺤـﻤـﺪ داود ،ﻋـﻠـﻴـﻪ ﺗـﺎرﻳـﺦ ﺳـﻨـﺔ ،١٧٧٨ﻛﻤﺎ ﺗﻀﻤﻨﺎ أدراج اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﺖ ﺻﻨﻌﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺑ rﻣﺴﺘﻌﻤـﻼت أرﺑﺎب اﻟﻔﻦ.
إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﻫﻮﻳﺔ اﻟﺸﻌﺮاء:
ﻳﻌﺴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﺿﺒـﻂ ا8ـﺼـﺎدر اﻟـﺘـﻲ ﻧـﻘـﻠـﺖ ﻣـﻨـﻬـﺎ أﺷـﻌـﺎر اﻟـﻨـﻮﺑـﺎت اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺴﺮ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ أﺳﻤﺎء ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﺬﻳﻦ ﻧﻈﻤﻮﻫﺎ، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﻘﻮى اﺣﺘﻤﺎل أن ﻳﻜﻮن ﺟﻞ ﻫﺬه اﻷﺷﻌﺎر ﺎ ﻧﻈﻤﻪ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﻮن أﻧﻔﺴﻬﻢ وﳊﻨﻮه ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺲ أﻧﺴﻬﻢ وﻣﺤﺎﻓﻞ ﻃﺮﺑﻬﻢ. وﻗﺪ اﺟﺘﻬﺪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺑﺎﺣﺚ ﻋﻨﻰ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻛﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ ﻓﻲ ﻧﺴﺒﺔ اﻷﺷﻌﺎر 135
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
إﻟﻰ ﻧﺎﻇﻤﻴﻬﺎ ،وأﺧﺺ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮاﻟﻔﻨﺎن ﻋﺒﺪاﻟﻠﻄﻴﻒ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر وا8ﺮﺣﻮم اﳊﺎج إدرﻳﺲ ﺑﻦ ﺟﻠﻮن اﻟﻠﺬﻳﻦ وﺿﻌﺎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﻨﺎوﻳﻦ اﻟﺼﻨﻌﺎت أﺳﻤﺎء اﻟﺸﻌﺮاء واﻟﻮﺷﺎﺣ rواﻟﺰﺟﺎﻟ rاﻟﺬﻳﻦ اﻫﺘﺪﻳﺎ إﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ .وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﺎ ﻳﻌﺘﻮر ﻫﺬه اﻷﺳﻤﺎء أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﲢﺮﻳﻒ أو ﻧﻘﺺ ﻓﻲ ﺿﺒﻄﻬﺎ إﻻ أن ﻋﻤﻼ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻳﺸﻜﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ أوﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺼﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺔ اﻟﻨﺎﻇﻤ rأﺷﻌﺎر اﻟﻨـﻮﺑـﺎت، وﻫﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺣﺮﻳﺔ أن ﲢﺚ ذوي اﻻﺧﺘﺼﺎص ﻋﻠﻰ ﺑﻬﺬل ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﳉﻬﺪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﺒﻴﻞ. وﻓﻲ وﺳﻌﻨﺎ أن ﻧﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻨﻈـﺮ ﻓـﻲ أﺳـﻤـﺎء ﻫـﺆﻻء اﻟـﺸـﻌـﺮاء ا8ﻼﺣﻈﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: أﺳﻨﺪت ﺑﻌﺾ اﻷﺷﻌﺎر إﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺋﻠﻴﻬﺎ .ﻣﺜﺎل ذﻟـﻚ ﺻـﻨـﻌـﺔ ﻣـﺤـﻦ ﻗـﺎﺋـﻢ وﻧﺼﻒ ا8ﺎﻳﺔ ،ﻗﻮاﻣﻬﺎ ﺑﻴﺘﺎن ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﳋﻔﻴﻒ ﻧﺴﺒﺎ ﺧﻄﺄ إﻟﻰ اﻟﺸﺎﻋﺮ ا8ﺘﻨﺒﻲ، وﻫﻤﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮدﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻮان. أول اﻟﺒﻴﺘ:r ﺑ ـ ـ ـ ــﺬﻣ ـ ـ ـ ــﺎم اﻟ ـ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ـ ــﻮى وﺣ ـ ـ ـ ـ ـﻔـ ـ ـ ـ ــﻆ اﻟـ ـ ـ ـ ــﻮداد )(٢ ارﺣ ـ ـ ـﻤـ ـ ــﻮا ﻏـ ـ ــﺮﺑ ـ ـ ـﺘـ ـ ــﻲ وﻃـ ـ ــﻮل اﻧ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ــﺮادي ﻳﺒﻠﻎ ﻋﺪد اﻟﺸﻌﺮاء اﶈﺪدة أﺳﻤﺎؤﻫﻢ ﻣﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﻪ ٨١ﺷﺎﻋﺮا .وﻫﺬا ﻋﺪد ﺿﺌﻴﻞ ﺟﺪا ﺑﺎ8ﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻀﺨﺎﻣﺔ ﺣﺠﻢ ا8ﻘﻄﻮﻋﺎت اﻟﺸﻌﺮﻳـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻳـﺘـﻀـﻤـﻨـﻬـﺎ ﻛﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ .وﻧﺴﺐ إﻟﻰ ﻫﺆﻻء اﻟﺸﻌﺮاء ﻣﺎ ﻳﻨﺎﻫﺰ ﺛﻼﺛ rﻣﻘﻄﻮﻋﺔ ﲢـﺘـﻞ اﻷﺷﻌﺎر ا8ﻮزوﻧﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﺎﻳﺘﺠﺎوز ﻧﺼﻒ ﻫﺬا اﻟﻌﺪد. ﻜﻦ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﻫﺆﻻء اﻟﻨﺎﻇﻤ rﻓﻲ ﻓﺌﺘ rﻓﺌﺔ ا8ﻐﺎرﺑﺔ واﻷﻧﺪﻟﺴﻴ ،rوﻓﺌﺔ ا8ﺸﺎرﻗﺔ .وﻣﻦ ﺑ rﻫﺆﻻء وأوﻟﺌﻚ ﺗﻮﺟﺪ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء ا8ﻌﺎﺻﺮﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ أﳊﻘﺖ أﺷﻌﺎرﻫﻢ ﺑﻨﺴﺦ اﳊﺎﻳﻚ ا8ﺘﺄﺧﺮة. ﺗﺘﻜﻮن أﻏﻠﺒﻴﺔ ﻫﺆﻻء اﻟﺸﻌﺮاء ﻣﻦ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴ rوا8ﻐﺎرﺑﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﻠﻎ ﻋﺪدﻫﻢ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ وارﺑﻌ rﻧﺎﻇﻤﺎ. أﻏﻠﺒﻴﺔ اﻷﺷﻌﺎر ا8ﻨﺴﻮﺑﺔ ﺗﺮﺟﻊ إﻟﻰ ﺷﻌﺮاء اﻷﻧﺪﻟﺲ وا8ﻐﺮب ،وﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ اﻷﺷﻌﺎر ا8ﻮزوﻧﺔ ،ﺛﻢ ﺗﻠﻴﻬﺎ اﻷزﺟﺎل ،ﻓﺎ8ﻮﺷﺤﺎت ﻓﺎﻟﺒﺮاول. ﻳﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ رأس اﻟﺸﻌﺮاء أﺑﻮ اﳊﺴﻦ اﻟﺸﺸﺘﺮي ﺑﺎﺛﻨ rوﺳﺘ rﻣﻨﻈﻮﻣﺔأﻏﻠﺒﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺷﻴﺤﺎت ،وﻳﻠﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ اﳊﺮاق ﺑﺜﻼث وﺛـﻼﺛـ rﻣـﻨـﻈـﻮﻣـﺔ ﻣـﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺳﺖ ﻋﺸﺮة ﺻﻨﻌﺔ ﻣﻮزوﻧﺔ وﺛﻼث ﻋﺸﺮة ﺑﺮوﻟﺔ ،ﺛﻢ اﺑﻦ اﻟﻔﺎرض ﺑﺘﺴـﻊ 136
ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
ﻋﺸﺮة ﻣﻘﻄﻮﻋﺔ ﻣﻮزوﻧﺔ ،ﻓﺎﺑﻦ اﳋﻄﻴﺐ ﺑﺎﺛﻨﺘﻲ ﻋﺸﺮة ﻗﻄﻌﺔ أﻏﻠﺒﻬﺎ ﻣﻦ ا8ﻮزون، ﻧﺎﺑﻦ زﻫﺮ اﳊﻔﻴﺪ ﺑﺈﺣﺪى ﻋﺸﺮة ﻣﻘﻄﻮﻋﺔ أﻏﻠﺒﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ ا8ﻮزون. وﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺟﺮد ﻋﺎم ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻟﺸﻌﺮاء واﻟﻮﺷﺎﺣ rواﻟﺰﺟﺎﻟ rﻣﺮﺗﺒﺔ ﺣﺴﺐ ﻋﺼﻮرﻫﻢ ،ﻣﻊ ﺑﻴﺎن ﻣﺎﻧﺴﺐ إﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﻣﺎت ﺑﺄﻧﻮاﻋﻬﺎ اﻷرﺑﻌﺔ :اﻟﻌﺮوﺿﻴﺔ وا8ﻮﺷﺤﺔ واﻟﺰﺟﻠﻴﺔ واﻟﺒﺮوﻟﺔ. "! :
اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻷوﻟﻰ :ﺷﻌﺮاء ا8ﻐﺮب واﻷﻧﺪﻟﺲ
463 394
477
480
" !
488 431
!'"(( '&!#$ %
520
)*%' +,
525
'"-./' :
536
<; &
545 540
6 1 1 1 1 3 1 1
137
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
1 11 3 1
1 1 4 9 62 1 1
12 3 2 7 1 1
546
595
!"# $%
)"#+ !"# $",%
&' ( )*(
$"- 603
.# /
615 <8= > ?
27"8 $":;
627
-" @ AB
656+ 649 I
EF' G H
668
J88 # .
745
.#,L - MN $"O
="S $% ET+
PQ ("R
776
UV - $"#
780
-W "X - YZ
796 ] 737
[' - \=
866
^ "J G H
870 ] 804
.'": R' @
=) `: a"S [' (7",
138
ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
.
!" 1102 #
( '& $%
&)* +, $
2
2 1
( - /34 67
!" 1120 # !" 1134 #
* 9' :
;< = $
( ?> /34
!" 1179 & B 3
*9CD EF :
!" 1191 #
G :
!" 1232 #
*H / I :
!" 1250 #
K
!" 1261 #
9'M* NOPF
!" 1276 #
Q)R
!" 1280 #
T HP
!" 1310 #
*IDF :
U
/V
4 1 2
1 1 1 1 33 1 1 1 4 1
139
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
1
2
1970
4
1982 $%& 16 '
!" #
1
1983 '
(")*" %+
: !
2
/5 54 '
,"- !" .
1
/5 198 '
;<5 !" ! "=
1
B 831 '
> ?)@ A"@
1
/5 204 F 150
#C !" %+ D& B E
1
/5 231 '
)= !" G BH "=
2
/5 345 '
@= *I JK "=
2
/5 354 '
LMN GO "=
2
/5 428 '
% P
4
QR # I !
$ J.
1
/5 419 F 339
%+ !" !S
140
ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
636 656
4
661 ! "# $%
2
688 695
& ' ( )* + , -
710 ; 634 750
." )- /0
19 13
1 3 4 1 2 2
10 1 2 1 2 1
768
..< = + >? @A
859
B CD
882
E?F G 0 $H
1120 I J
= = /0
1143
K*L M N O+ P"*
1143
ED Q
1185
L* RS"T )K<
1256
1 1
QE= ' * U /0 JB 'X @A
3
141
YK $ Z 1932
[- /0
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﻧﺎﻇﻤ rﻣﺠﻬﻮﻟﻲ اﻟﻬﻮﻳﺔ ،ﺟﺎء ذﻛﺮﻫـﻢ ﻓـﻲ ﻣﺠﻤﻮع اﺑﻦ ﺟﻠﻮن وﻣﺠﻤﻮع اﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر ،وﻫﺆﻻء ﻫﻢ :أﺑﻮ ﻋﻨﺘﺮة أو اﺑﻦ ﻋﻨﺘﺮ، واﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪي ﻋﻴﺎش ،وﺑﻼل ﺑﻦ ﺣﻤﺎﻣﺔ ،واﳊﻜﻢ ﺑﻦ ﻗﻨﺒﺮة ،وإﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ اﳉﻌﺒﺮي ،وﻗﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﻮد اﻟﺮﻳﺎﺣﻲ ،واﻟﻠﺒﺎﺑﻴﺪي.
ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﺷﻌﺮاء اﳌﻐﺮب ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻨﻈﻢ:
ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﺑﻮﺿﻮح ﻓﻲ أﻏﻠﺐ اﻷزﺟﺎل وا8ﻮﺷﺤـﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﻀﻨﻬﺎ ﻛﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ .وﻫﺬا أﻣﺮ ﻳﺆﻛـﺪ-وﻻ رﻳـﺐ-ﻧـﺴـﺒـﺔ أﻏـﻠـﺐ ﻫـﺬه اﻷﺷﻌﺎر إﻟﻰ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴ ،rوﻳﺠﺪ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻤﻪ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﺗﻮارد أﺳـﻤـﺎء ا8ـﻮاﻗـﻊ واﻷﻋﻼم اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﻬﺎ وﻏﻠﺒﺔ اﻟﻠﻬﺠﺔ اﶈﻠﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ .وﻣـﻦ اﻟـﺼـﻨـﻌـﺎت اﻟـﺘـﻲ ﺣﻔﻠﺖ ﺑﺬﻛﺮ ا8ﻮاﻗﻊ: زﺟﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ اﻻﺳﺘﻬﻼل .ورد ﻓﻴﻪ ذﻛﺮ ﻏﺮﻧﺎﻃﺔ:ﻳﺎزﻳﻦ اﻟﺼﻐﺎر ﻏﺮﻧﺎﻃﺔ وﺣﺪك وﺣﺴﻨﻚ اﺷﺘﻬﺮ ﻓﻲ ﺗﺴﻘﻲ ا$ﻼح ﺑﻴﺪك ﻛﺆوس اﻟﻌﻘﺎر وﻗﻢ ﻓﻲ اﻟﺴﺤﺮ ﻳﺸﺮق ﺿﻴﺎ ﺧﺪك ﻛﺸﻤﺲ اﻟﻨﻬﺎر اﻟﺦ... وﺣ< ﺗﻨﻘﺮ وﺗﺮ زﺟﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ اﻟﺮﺻﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻌﻪ:وﻟﻴﺎﻟﻴﻨﺎ أﻳﺎﻣﻨﺎ ﺑﺎﳋﻠﻴﺞ ﻫﻞ ﺗﺴﺘﻌﺎد ﺗﻮﺷﻴﺢ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ا8ﻴﺰان ﺟﺎء ﻓﻴﻪ:ﻗ ـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻳ ـ ـ ـ ـ ـﺨـ ـ ـ ـ ــﺎف ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـﻐ ـ ـ ـ ـ ــﺮام واﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻖ أﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮى وﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮف ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﳊ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮ اﳉ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺰﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮة ﺗﻮﺷﻴﺢ ﻣﻦ ﻗﺪام ا8ﺎﻳﺔ ﺟﺎء ﻓﻴﻪ:ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎوادي اﳉ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮاﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪع واﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻚ ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ رﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮاﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮل ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻚ وإﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﺎ ﻧﻈﻤﻪ اﻟﺸﻌﺮاء اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﻮن ،ﻓﺈن ﻣﻦ ا8ﺆﻛﺪ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻟﺸﻌﺮاء ا8ﻐﺮب أﺳﻬﺎم ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻧﻈﻢ اﻷﺷﻌﺎر ﻗﺼﺪ اﻟﺘﻐﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻞ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ 142
ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ. وﻗﺪ ﻟﻘﻲ ﻓﻦ اﻟﺘﻮﺷﻴﺢ وﻣﻦ ﺑﻌﺪه اﻟﺰﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ا8ﻮﺣﺪﻳﻦ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺸﺠﻴﻌﺎ ﻳﺜﻴﺮ اﻹﻋﺠﺎب ﻓﻲ وﻗﺖ ﻛﺎن أدﺑﺎء ا اﻷﻧﺪﻟﺲ وﻣﺆرﺧﻮ آداﺑﻬﺎ ﻳﺒﺪون اﻟﺘﺤﻔﻆ إزاء ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻠﻮﻧ rا8ﺴﺘﺤﺪﺛ ،rﺣﺘﻰ ﻟﻨﻮﺷﻚ أن ﻧﺰﻋﻢ أﻧﻪ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟـﻬـﻤـﺎ أن ﻳﻨﻬﻀﺎ ﻟﻮأ ﲢﺘﻀﻨﻬﻤﺎ ﻗﺼﻮر اﳋﻠﻔﺎء وﻣﺠﺎﻟﺲ اﻷﻣﺮاء ﺑﺎ8ﻐـﺮب واﻷﻧـﺪﻟـﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮاء .ﺑﻞ إن ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜ rﻣﻦ ﻳﺮى أن ﺑﻌﺾ ﺷﻌﺮاء اﻷﻧﺪﻟﺲ ا8ﺬﻛﻮرﻳﻦ ﻓﻲ ﻛﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ ﻫﻢ ﻣﻐﺎرﺑﺔ ﺑﺤﻜﻢ إﻗﺎﻣﺘﻬﻢ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ا8ﻐﺮب ،أو أﻧﻘﻄﺎﻋﻬﻢ ﳋﺪﻣﺔ ﻣﻠﻮﻛﻪ وأﻣﺮاﺋﻪ ،ﻓﻬﺬا أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ زﻫﺮ ﻳﻨﻘﻄﻊ إﻟﻰ ﻳﻌﻘـﻮب ا8ـﻨـﺼـﻮر، ﻣﺜﻠﻤﺎ أﻧﻘﻄﻊ اﺑﻦ ﺑﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ إﻟﻰ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺗﺎﻓﻠﻮﻳﺖ ا8ﺮاﺑﻄﻲ أﻣﻴﺮ ﺳﺮ ﻗﺴﻄﺔ ،وﻫﺬا أﺑﻮ اﳊﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﳊﺒﺎرة اﻟﻐﺮﻧﺎﻃﻲ ﺗﻠـﻤـﻴـﺬ اﺑـﻦ ﺑـﺎﺟـﺔ ﻓـﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﻳﺤﻞ ﺑﺴﻼ وﻳﻨﺰل ﺑﻴﺖ ﻗﺎﺿﻴﻬﺎ أﺑﻲ اﻟﻌﺒﺎس ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻋﺸﺮة. وﻫﺬا أﺑﻮ اﳊﺴﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﺸﺸﺘﺮي اﻟﺬي إن ﻛﺎن ﻧﺴﺒﻪ اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﺎ ﻻ ﻳﺘﻄﺮق إﻟﻴﻪ اﻟﺸﻚ ﻓﺈن أﻏﻠﺐ ﻣﺎ ﻧﻈﻤﻪ ﻣﻦ اﻷزﺟﺎل وا8ﻮﺷﺤﺎت ﻛﺎن ﺧﻼل ﲡـﻮاﻟـﻪ ﻓﻲ اﳊﻮاﺿﺮ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ ،ﺣﺘﻰ ﻋﺪ ﺷﺎﻋﺮا ﻣﻐﺮﺑﻴﺎ. وﻗﺪ ﺑﺪأت ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﺷﻌﺮاء ا8ﻐﺮب ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ ﻣﺒﻜﺮ ﻟﻌﻠﻪ ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻌﻬﺪ ا8ﺮاﺑﻄﻲ اﻟﺬي ﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﻮﺣﺪة ﺑـ rاﻟـﻌـﺪوﺗـ ،rوﻋـﻠـﻰ أن ﻫـﺬه ا8ـﺴـﺎﻫـﻤـﺔ ﺗﺒﻠﻮرت ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺑﺸﻜﻞ أﺑﺮز ،،ﺧـﺎﺻـﺔ ﻋـﻠـﻰ أﺛـﺮ ﺳـﻘـﻮط ﻏـﺮﻧـﺎﻃـﺔ وﻫـﺠـﺮة أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ إﻟﻰ ا8ﻐﺮب ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ .وﻣﻨﺬﺋﺬ أﺧﺬت اﻟﻠﻬﺠﺔ ا8ﻐﺮﺑﻴـﺔ اﻟﻌﺎﻣﻴﺔ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﺑﺪورﻫﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﻠﻮب ﻧﻈﻢ اﻷزﺟﺎل وا8ﻮﺷﺤﺎت ،وﺷﻖ ﺷـﻌـﺮ ا8ﻠﺤﻮن ا8ﻐﺮﺑﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ إﻟﻰ ﻣﺤﺎﻓﻞ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟـﺴـﻴـﺔ ﲢـﺖ اﺳـﻢ ﺟـﺪﻳـﺪ ﻣﺒﺘﻜﺮ ﻫﻮ »اﻟﺒﺮاول« ،وﺗﺒﺪو اﻟﻠﻬﺠﺔ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑـﻬـﺬه ا8ـﻨـﻈـﻮﻣـﺎت .وﻣـﻦ أﻣـﺜـﻠـﺔ ذﻟﻚ: زﺟﻞ ﻣﻐﺮﺑﻲ اﻟﻠﻬﺠﺔ ،وﻫﻮ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ أﺻﺒﻬﺎن:ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ وﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل أﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ واﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺰال ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ 143
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪراﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻜـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮن ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ واﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ زرﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻄـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ زادﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮداد ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮا ﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺆاد ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ زادت ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ زﺟﻞ ﻣﻦ ﻧﻈﻢ ا8ﻔﻀﻞ أﻓﻴﻼل ،ﻟﻌﻠﻪ ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﻋﺎرض ﺑﻪ زﺟﻼ أﻧﺪﻟﺴﻴﺎﻳﻐﻨﻲ ﻓﻲ درج اﻷﺻﺒﻬﺎن. ﻣـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻛ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ــﺎل ﻋ ـ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺮزﻳ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻫـ ـ ـ ـ ــﺎم ﻓ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ــﻦ وﺻ ـ ـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺰﻳ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ واﳊـ ـ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـ ـ ــﻦ واﻹﺣـ ـ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ $ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ< ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ آش ذاك $ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ودك ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻗـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ــﺖ ﻟ ـ ـ ــﻪ ﺑ ـ ـ ــﺎﻟـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ــﻪ ﺳ ـ ـ ــﺎﻣ ـ ـ ــﺢ ﻋـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ــﺪك ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻀـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻗ ـ ـ ـ ـ ــﺎل ﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـ ـ ــﻖ ﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺪك وأﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ دﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮان اﶈـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ< ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻄ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـ ـ ــ< 144
ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
اﻟ ـ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ واﳊـ ـ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـ ـ ــﻦ واﻹﺣـ ـ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ $ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ< ﺗﻮﺷﻴﺢ ﺟﺎء ﻓﻴﻪ ذﻛﺮ ﻓﺎس ،ﻣﻦ ﻗﺪام ﻏﺮﻳﺒﺔ اﳊﺴ:rاﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺰﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ واﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮرد ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪه ا$ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮر ﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎزاﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪه ا $ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻚ ا$ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮر ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻚ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻄ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮا ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ أﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس وﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮا ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻃ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮاﻷﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس... زﺟﻞ ﻣﻦ ﺑﻄﺎﻳﺤﻲ ا8ﺸﺮﻗﻲ ،ﻗﺎﺋﻢ وﻧـﺼـﻒ ا8ـﺎﻳـﺔ .ورد ﻓـﻴـﻪ ذﻛـﺮ ﻓـﺎسأﻳﻀﺎ: ﻗـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺣـ ـ ـ ـ ــﻼﻟـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺧ ـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ــﺮ ﻛـ ـ ـ ـ ــﺄﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻲ واﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ آﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺑ ـ ـ ـ ـ ــ< ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـﻀـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺮه ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺮق ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس ﻃـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ أﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ وﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﻓﻘﺪ ﺳﺎﻋﺪ ﺗﻄﻮر اﻟﺘﻴﺎر اﻟﺪﻳﻨﻲ وازدﻫﺎر ﺣﻠﻘﺎت اﻟﺬﻛﺮ وﺣﻔﻼت ا8ﻮﻟﺪ اﻟﻨﺒﻮي-ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ا8ﺮﻳﻨﻴ rواﻟـﺴـﻌـﺪﻳـ rﺧـﺎﺻـﺔ-ﻋـﻠـﻰ إﻋـﺪاد ﺟﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء ا8ﻐـﺎرﺑـﺔ أﻏـﻨـﻮا دﻳـﻮان »ﻣـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻵﻟـﺔ« ـﺎ أﺿـﺎﻓـﻮه ﻣـﻦ ﻣﻨﻈﻮﻣﺎت ﺷﻌﺮﻳﺔ ﻣﻮزوﻧﺔ وﻏﻴﺮ ﻣﻮزوﻧﺔ ،وﻧﺒﺘﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟـﻔـﻨـﻴـﺔ ﻧـﺰﻋـﺔ ﺟﺪﻳﺪة إﻟﻰ ارﺗﻴـﺎد ﻣـﺠـﺎل اﻟـﻨـﻈـﻢ ﻓـﻲ ا8ـﻌـﺎﻧـﻲ اﻟـﺼـﻮﻓـﻴـﺔ ،ﻓـﻈـﻬـﺮت أزﺟـﺎل وﻣﻮﺷﺤﺎت وﺑﺮاول ﺳﺎر ﻧﺎﻇﻤﻮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ اﻟﺸﺸﺘﺮي ،واﲡﻪ اﻻﻫﺘﻤﺎم إﻟﻴﻬﺎ ﻟﺪرﺟﺔ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻻ ﻳﻔﺴﺮﻫﺎ إﻻ ﻏﺰارة ا8ﻨﻈﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﲢﺘﻀﻨﻬﺎ اﻟﻨﺴﺦ ا8ﺘﺄﺧﺮة ﻟﻜﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ. وﻟﻘﺪ آﺛﺮ اﻟﺸﻌﺮاء ا8ﺘﺄﺧﺮون إدراج ﻣﻨﻈﻮﻣﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻘﺪادم ﺣﺘـﻰ ﻏـﺪت ﻫﺬه ا8ﻴﺎزﻳﻦ أﻃﻮل أﻗﺴﺎم اﻟﻨﻮﺑﺔ. وﻓﻲ وﺳﻌﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﳉﺪول اﻟﺘﺎﻟﻲ أن ﻧـﺘـﻌـﺮف ﻋـﻠـﻰ أﻫـﻤـﻴـﺔ ﻣـﻴـﺎزﻳـﻦ اﻟﻘﺪام إذا ﻣﺎ ﻗﺎرﻧﺎ ﺑ rﻋﺪد ﺻﻨﻌﺎﺗﻬﺎ وﺻﻨﻌﺎت ا8ﻴﺎزﻳﻦ اﻷﺧﺮى ﻓﻲ اﻟﻨﻮﺑﺎت 145
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
اﻹﺣﺪى ﻋﺸﺮة:
$
!
"#
12 18 24
16
11
17
18
25
14
19
16
11 13 14 %&'( "*+
10
24
12
13
18
29
23
11
12 19 15
14
29
25
19
26
25
19
13
.
9 10
13
9
21
14
16
9
24
18
13
(1) 2+
31 38 30
34
31
28
31
37
29
35
28
30 41 34
38
37
26
33
45
20
47
26
,-
وﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻟﺼﻌﻮﺑﺔ اﻟﻠﻬﺠﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴـﺔ واﻧـﻘـﻄـﺎع اﻟـﻌـﻬـﺪ ﺑـﻬـﺎ ﺑـﻌـﺪ ﻫـﺠـﺮة اﻷﻧﺪﻟﺴﻴ rإﻟﻰ ا8ﻐﺮب أﺛﺮ ﻓﻲ ﺣﺚ اﻟﺸﻌﺮاء وا8ﻐﺎرﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻬﻮد ا8ـﺘـﺄﺧـﺮة ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺒﺪال اﻷزﺟﺎل اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﺄزﺟﺎل أﺧﺮى ﻣـﻐـﺮﺑـﻴـﺔ اﻟـﻠـﻬـﺠـﺔ ﻻ ﻳـﺸـﻖ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﺳﻢ اﻟﺒﺮاول .وﻣﻦ ﺛﻢ أﺻﺒﺤﺖ ﻏﺎﻟﺒﻴـﺔ ﻫـﺬا اﻟﺘﺮاث ﺗﺸﻜﻞ-ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮ اﺑﻦ ﺟﻠﻮن»-رﺻﻴﺪا ﻣﻐﺮﺑﻴﺎ ...ﻻ ﻜﻦ أن ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ أﻧﺪﻟﺴﻴﺎ إﻻ ﺗﺬﻛﻴﺮا ﺑﺎﻟﻔﺮدوس ا8ﻔﻘﻮد« ).(٤ وﻳﻜﻔﻲ ﻛﻤﺜﺎل 8ﺎ أﺳﻬﻢ ﺑﻪ اﻟﺸﻌﺮاء ا8ﻐﺎرﺑﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﺠﻤﻟﺎل أن ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﻋﻠﻤ rﻣﻦ أﻋﻼم ﻣﻮﺳﻴﻘﺎ اﻵﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻌﻠﻮي ،وﻫﻤﺎ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﺒﺪاﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻔﺎﺳﻲ ا8ﺘﻮﻓﻰ ﺑـﻔـﺎس ﻋـﺎم ١٠٤٠ﻫـ ،واﳊﺎج ﺣﺪو ﺑﻦ ﺟﻠﻮن ﺷﻴـﺦ ﺟـﻤـﺎﻋـﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺎ ﺑﻔﺎس ،وأﺣﺪ أﻗﻄﺎب ا8ﺪرﺳﺔ اﻟﻔﺎﺳﻴﺔ .أﻣﺎ اﻟﻔﺎﺳﻲ ﻓﻘﺪ ﻗﻴﻞ :إن ﺷﻌﺮه ﻛﺎن ﺎ ﻳﺘﻐﻨﻰ ﺑﻪ ا8ﻨﺸﺪون ﻣﻠﺤﻨﺎ ) (١ﻛﻤﺎ ﻧﺴﺐ إﻟﻴﻪ أﻧﻪ ﳊﻦ ﺻﻨﻌﺎت ﻓﻲ ﻃﺒﻊ رﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ ) .(٢وأﻣﺎ اﳊﺎج ﺣﺪو ﺑﻦ ﺟﻠﻮن ﻓﻘﺪ ﻧﺴﺐ إﻟﻴﻪ أﻧﻪ وﺿﻊ أﺷﻌﺎر ﻗﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ ﻏﺮﻳﺒﺔ اﳊﺴ rاﻟﻀﺎﺋﻌﺔ. وﻗﺪ ﻇﻞ اﻧﺸﺎد اﻟﺒﺮاول اﻟﺘﻲ اﺑﺘﻜﺮﻫﺎ ا8ﻐﺎرﺑﺔ ﻓﻲ ﺑﺎدىء اﻷﻣﺮ ﻣﺤﺼﻮرا ﻓﻲ أوﺳﺎط أرﺑﺎب اﻟﺰواﻳﺎ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ وﺑﺬﻟﻚ ﻟـﻢ ﻳـﻀـﻤـﻬـﺎ ﻣـﺤـﻤـﺪ ﺑـﻦ اﳊـﺴـr 146
ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
اﳊﺎﻳﻚ إﻟﻰ ﻛﻨﺎﺷﻪ .ﻓﻠﻤﺎ آل ﻫﺬأ اﻟﻜـﻨـﺎش إﻟـﻰ ﳉـﻨـﺔ ا8ـﺮاﺟـﻌـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻋـﻬـﺪ اﳊﺴﻦ اﻷول ﺿﻤﺖ إﻟﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﺮاول ،وأﺻـﺒـﺢ ﺗـﺪاوﻟـﻬـﺎ ﺷـﺎﺋـﻌـﺎ ﺑـr ﻣﻨﺸﺪي اﻵﻟﺔ. وﻳﺒﻠﻎ ﺗﻌﺪاد اﻟﺒﺮاول اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻨﻬﺎ اﻟﻨﺴﺦ اﳊﺪﻳﺜـﺔ ﻣـﻦ ﻛـﻨـﺎش اﳊـﺎﻳـﻚ ﺧﻤﺴﺎ وﺳﺘ rﺑﺮوﻟﺔ ﻣﻮزﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ ﻣﻴﺎزﻳﻦ اﻟﺪرج واﻟﻘﺪام ﻓـﻲ اﻟـﻨـﻮﺑـﺎت اﻹﺣﺪى ﻋﺸﺮة ) ،(٣ﻧﺴﺒﺖ ﺛﻼث ﻋﺸﺮة ﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺤﻤﺪ اﳊﺮاق ا8ﺘﻮﻓﻰ ﻋﺎم ٢٦١أﻫـ ،واﺛﻨﺘﺎن إﻟﻰ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻼل اﻟﺸﺮاﺑﻠﻲ أﺣﺪ ﻣﺘﺼﻮﻓﻲ ﻣـﺮاﻛـﺶ ﻓـﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ اﻟﻬﺠﺮي ،وﺑﺮوﻟﺔ واﺣﺪة ﻷﺣﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﺎﺷﻮر ا8ﺘﻮﻓﻰ ﻋﺎم ١٢٥٠ﻫـ ،وأﺧﺮى ﻟﻠﺤﺎج ادرﻳﺲ ﺑﻦ ﺟﻠﻮن. وﻻ ﺑﺪ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﺒﻴﻪ إﻟﻰ أن ﺑﻌﺾ »اﻟﺒﺮاول« اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺘـﻀـﻤـﻨـﻬـﺎ اﻟـﻨـﺴـﺦ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻟﻜﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ ﺗﺸﻜﻞ ﻓﻲ واﻗﻊ اﻷﻣﺮ ﻣﻘﻄﻌـﺎت ﻣـﻦ ﺑـﺮوﻟـﺔ وأﺣـﺪة ﺗﺮد ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﻓﻲ ا8ﻴﺎزﻳﻦ .وﻛﻤﺜﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺑﺮوﻟﺔ »ﻣﻴﺮ اﳊﺐ أﺣﺮج ﻣﻬﺠﺘﻲ«. ﻓﺈن ﻗﺴﻤﻴﻬﺎ اﻷوﻟ rﻳﺴﺘﻌﻤﻼن ﺑﺪرج رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺑﺎﻗﻲ أﻗﺴﺎﻣﻬﺎ ﺑﺪرج اﻟﺮﺻﺪ .وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺰﺋﺔ ﻓﺈن ﻋﺪد اﻟﺒﺮاول ﻳﺘﻘـﻠـﺺ إﻟـﻰ ﻣـﺎ دون ﺧﻤﺲ وﺳﺘ rﺑﺮوﻟﺔ ،ﺗﺘﻮارد أﻏﻠﺒﻴﺔ ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ ﻋـﺒـﺮ اﻷدراج واﻟـﻘـﺪادم ﺳـﺒـﻌـﺎ وﺗﺴﻌ rﻣﺮة ،ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻮﺿﻌﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻣﻦ اﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر واﺑﻦ ﺟﻠﻮن ،ﻛﻤﺎ ﻳﺒﺪو ﻣﻦ ﺧﻼل اﳉﺪول اﻟﺘﺎﻟﻲ: وﻛﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﺸﻌﺮاء ا8ﻐﺎرﺑﺔ ﻳﺴﺘﺒﺪﻟﻮن اﻷزﺟﺎل اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﺄﺧﺮى ﻣﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﻠﻬﺠﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻋﻤﺪ ﺑﻌﻀﻬﻢ إﻟﻰ ﺗﻌﻤﻴﺮ أﳊﺎن ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻮاﺷﻲ اﻵﻟـﻴـﺔ ﺑـﺄﺑـﻴـﺎت ﺷﻌﺮﻳﺔ ،ﺣﻔﺎﻇﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ أن ﺗﻀﻴﻊ ،وذﻟﻚ ﻓﻲ ﻏﻴـﺎب وﺳـﺎﺋـﻞ اﻟـﺘـﺪوﻳـﻦ ﻋـﻦ ﻣﺠﺎل ﺎرﺳﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﺎ8ﻐﺮب ﻳﻮﻣﺌﺬ. وﻣﻦ ﺑ rﺷﻌﺮاء ا8ﻐﺮب اﻟﺬﻳﻦ اﺷﺘﻬﺮوا ﺑﺘﻌﻤﻴﺮ اﻟﺘﻮاﺷﻲ ﺣﻤﺪون ﺑﻦ اﳊﺎج ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻧﻲ وأدﻳﺒﻪ. وﻗﺪ أﺳﻬﻢ ا8ﻐﺎرﺑﺔ ا8ﺘﺄﺧﺮون ﻓﻲ ﻧﻈﻢ ﺗﻮﺷﻴﺤﺎت وأزﺟﺎل ﻋﺎرﺿـﻮا ﺑـﻬـﺎ ﺑﻌﺾ أﻋﻤﺎل ﺷﻌﺮاء اﻷﻧﺪﻟﺲ. وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺔ ذﻟﻚ زﺟﻞ ﻻﺑﻦ زاﻛﻮر ﻧﻈﻤﻪ ﻋﻠﻰ وزن زﺟﻞ اﺑﻦ ﺳﻬﻞ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ اﻟﺸﻬﻴﺮ »ﻟﻴﻞ اﻟﻬﻮى ﻳﻘﻈﺎن« .ﻳﻘﻮل ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻌﻪ: واﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮرق ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻷﻏـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ< اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ 147
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
3
3
3
3
4
4
2
10 4
!
6
7
4
4
2
"#
7
6
$%
2
2
5
7
5
4
148
ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
ﺗﻮﺷﻴﺢ ﻟﻪ أﻳﻀﺎ وﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ وزن ﺗﻮﺷﻴﺢ ﺻﻔﻲ اﻟﺪﻳﻦ اﳊﻠﻲ »ﺷﻖ ﺟﻴﺐاﻟﻠﻴﻞ ﻋﻦ ﻧﻬﺮ اﻟﺼﺒﺎح« .وأوﻟﻪ. ﻋـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ــﻼﻧ ـ ـ ــﻲ ﻓـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ــﺪ ﺟ ـ ـ ــﺎء اﻟـ ـ ـ ـﺼـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ــﺎح ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼف اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮاح ﺗﻮﺷﻴﺢ ﻟﻠﻌﻠﻤﻲ ﻋﻠﻰ وزن »ﻳﺎﻟﻴﻠﺔ اﻟﻮﺻﻞ وﻛﺄس اﻟﻌﻘﺎر« ﻟﺸﻬـﺎب اﻟـﺪﻳـﻦاﻟﻌﺰاري وأوﻟﻪ: ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻜـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ وﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮم اﳋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر وﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻧﻄﺎق ﲡﺪﻳﺪ أﺷﻌﺎر اﻟﻨﻮﺑـﺎت ﻣـﺎ ﺻـﻨـﻌـﻪ أﺣـﺪ رﺟـﺎل اﻟـﺒـﻴـﺖ اﻟﻔﺎﺳﻲ اﻟﻔﻬﺮي ﺣﻴﻨﻤﺎ اﺳﺘـﺒـﺪل أﺷـﻌـﺎر ﻧـﻮﺑـﺔ رﻣـﻞ ا8ـﺎﻳـﺔ و»ﻋـﺎرض اﻷﺻـﻞ ﺜﻠﻪ وزﻧﺎ وﻗﺎﻓﻴﺔ وﻣﻮﺷﺤﺎ وﻏﻴﺮه ﻓﻲ ﻣﺪح اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠـﻢ، ﻷﺟﻞ أن ﻳﺬﻛﺮ ذﻟﻚ ﻓﻲ زاوﻳﺘﻬﻢ ا8ﺒﺎرﻛﺔ ﺑﺎﻟﻘﻠﻘﻠﻴ rﻓﻲ ﻳﻮم ﻋﻴﺪ ا8ﻮﻟﺪ« ).(١ وﻳﻌﺘﻘﺪ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻷﺳﺘﺎذ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻔﺎﺳﻲ أن اﻟﻔﺎﺳﻲ ﻫـﺬا ﻫـﻮ أﺣـﻤـﺪ ﺑـﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻘﺎدر اﻟﻔﺎﺳﻲ ا8ﺘﻮﻓﻰ ﻋﺎم ١١٦٤ﻫـ ).(٢ وﺗﺴﻌﻔﻨﺎ اﻟﻨﺴﺦ اﻟﻘﺪﺔ ﻟﻜﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ ،وﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻧﺴﺨﺔ ورﺛﺔ اﻟﺮﻗﻴﻮاق اﻟﻄﻨﺠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻷﺻﻠﻴـﺔ ﻟـﻨـﻮﺑـﺔ رﻣـﻞ ا8ـﺎﻳـﺔ. وﻫﻲ أﺷﻌﺎر ﺟﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻐﺰل ووﺻﻒ اﻟﻌﺸﺎﻳﺎ واﻟﻐﺮوب ،ﻛﻤﺎ ﺗﺴﻌﻔﻨﺎ اﻟـﻨـﺴـﺦ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺻﻒ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻷﺷﻌـﺎر ﻻ ﻳـﺘـﺠـﺎوز اﻟـﺴـﺘـﺔ، أﺑﻘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻟﻢ ﻳﻠﺤﻘﻬﺎ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ،ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺧﺮوج ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺗﻬﺎ وﻧﺒﺆ أﻏﺮاﺿﻬﺎ ﻋﻦ ا8ﺪﻳﺢ اﻟﻨﺒﻮي .وﻫﺬه اﻟﺼﻨﻌﺎت ﻫﻲ: -١ﺗﻮﺷﻴﺢ ﻻﺑﻦ اﳋﻄﻴﺐ .وﻫﻮ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻊ اﻟﺒﺴﻴﻂ: رب ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻇ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻔـ ـ ـ ـ ـ ــﺮت ﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪر وﳒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮم اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪر ﺣ ـﻔــﻆ اﻟ ـﻠ ــﻪ ﻟـ ـﻴـ ـﻠـ ـﻨ ــﺎ ورﻋ ــﻰ أي ﺷ ـﻤــﻞ ﻟ ـﻨــﺎ ﻗــﺪ اﺟ ـﺘ ـﻤ ـﻌ ــﺎ ﻏـﻔـﻞ اﻟــﺪﻫــﺮ واﻟــﺮﻗ ـﻴــﺐ ﻣ ـﻌــﺎ ﻟ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ــﺖ ﻧ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ــﺮاﻟ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ــﺎر ﻟ ـ ـ ـ ــﻢ ﻳـ ـ ـ ـ ـﺠ ـ ـ ـ ــﺮ ﺣـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ــﻢ اﻟـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ــﻪ ﻟ ـ ـ ــﻲ ﻋ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ـ ـﺠـ ـ ـ ــﺮ -٢ﺗﻮﺷﻴﺢ ﻓﻲ اﻟﻐﺰل ﻟﻌﺒﺪاﻟﺮﺣﻴﻢ اﻟﺒﺮﻋﻲ ..وﻗﻴﻞ ﻟﻠﺸﺸﺘﺮي .وﻳﻐﻨﻲ ﻋﻠﻰ 149
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﻃﺒﻊ ﺣﻤﺪان ا8ﻠﺤﻖ ﺑﻨﻮﺑﺔ رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ .وﻫﻮ ﻣﻦ ﻣﻴﺰان اﻟﺒﺴﻴﻂ. ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ راﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ إﻻ ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻷﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎب ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮاﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮن ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎب أﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻃـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎب ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻄـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ وﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ إذا ﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ ﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮة ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ ﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ -٣ﺗﻮﺷﻴﺢ ﻓﻲ اﻟﻐﺰل ﻻﺑﻦ زﻫﺮ اﳊﻔﻴﺪ .ﻣﻦ اﻟﺒﺴﻴﻂ: ﻳﺎ ﻟﻪ ﺳﻜﺮان ﻣﻦ ﺳﻜﺮه ﻻ ﻳﻔﻴﻖ ﻣﺎ ﻟﻠﻤﻮﻟﻪ وﻟﻴﺎﻟﻴﻨﺎ أﻳﺎﻣﻨﺎ ﺑﺎﳋﻠﻴﺞ ﻫﻞ ﺗﺴﺘﻌﺎد ﻣﺴﻚ دارﻳﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﻴﻢ اﻷرﻳﺞ إذ ﻳﺴﺘﻔﺎد ان ﻳﺤﻴﻴﻨﺎ ﺣﺴﻦ ا$ﻜﺎن اﻟﺒﻬﻴﺞ أو ﻫﻞ ﻳﻜﺎد ﻣﻮرق اﻷﻓﻨﺎن دوح ﻋﻠﻴﻪ أﻧﻴﻖ روض أﻇﻠﻪ ﻣﻦ ﺟﻨﻰ اﻟﺮﻳﺤﺎن وﻋﺎﺋﻢ وﻏﺮﻳﻖ وا$ﺎء ﻳﺠﺮي -٤ﺗﺨﻠﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﻐﺰل ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﺒﺴﻴﻂ ،ﻟﺸﻤﺲ اﻟﺪﻳـﻦ ﻣـﺤـﻤـﺪ اﻟـﻨـﻮاﺟـﻲ ا8ﺼﺮي .وﻫﻮ ﻓﻲ ﻣﻴﺰان اﻟﺪرج: ﻳـ ـ ـ ــﺎ رﺑـ ـ ـ ــﺔ اﳋـ ـ ـ ــﺎل ﻳـ ـ ـ ــﺎذات اﳉ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ــﺎل وﻳ ـ ـ ـ ــﺎ ﺣ ـ ـﺒ ـ ـﻴ ـ ـﺒـ ــﺔ اﻟ ـ ـﻘـ ـ ـﻠ ـ ــﺐ ﻳ ـ ــﺎ أﻗـ ـ ـﺼ ـ ــﻰ أﻣ ـ ــﺎﻧـ ـ ـﻴ ـ ــﻪ ﻫ ـ ــﻼ رﻋـ ـ ـﻴ ـ ــﺖ رﻋـ ـ ــﺎك اﻟ ـ ـ ـﻠـ ـ ــﻪ ﻋ ـ ـ ـﻬـ ـ ــﺪ ﻓ ـ ـ ـﺘـ ـ ــﻰ ﻣ ـ ـﻀ ـ ـﻨـ ــﻰ اﻟ ـ ـﻔـ ــﺆاد ﻗـ ــﺮﻳـ ــﺢ اﳉ ـ ـﻔـ ــﻦ ﺑـ ــﺎﻛ ـ ـﻴ ـ ــﺔ ردي ﻋ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـﻴـ ـ ــﻪ ﻣ ـ ـ ـﻨـ ـ ــﻰ ﻣـ ـ ــﺎ ﻛـ ـ ــﺎن ﻳـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ــﺪه ﻟـ ـ ـﻌـ ـ ــﻞ ﻃ ـ ـ ـﻴـ ـ ــﻒ ﺧ ـ ـ ـﻴـ ـ ــﺎل ﻣ ـ ـ ـﻨـ ـ ــﻚ ﻳـ ـ ــﺄﺗ ـ ـ ـﻴـ ـ ــﻪ -٥ﺻﻨﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﺰل ﻣﻦ اﻟﻘﺪام .وﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﺤﺮ اﻟﻄﻮﻳﻞ: ﺻ ـﺒــﺮﻧــﺎ ﻋ ـﻠــﻰ اﻟ ـﻬـ ـﺠ ــﺮان ﺣـ ـﺘ ــﻰ دﻧ ــﺎ اﻟ ــﻮﺻ ــﻞ وﻗ ـ ــﺪ زار ﻣ ـ ــﻦ ﻧـ ـ ـﻬ ـ ــﻮاه واﻧـ ـ ـﺘـ ـ ـﻈ ـ ــﻢ اﻟـ ـ ـﺸـ ـ ـﻤ ـ ــﻞ 150
ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
وﻋ ـ ـ ــﻮدﻧ ـ ـ ــﻲ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻛ ـ ـ ــﺎن ﺑـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ــﻲ وﺑـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ــﻪ وﻋ ــﺎﺗـ ـﺒـ ـﻨ ــﻲ واﻟـ ـﻌـ ـﺘ ــﺐ ﻋـ ـﻨ ــﺪ اﻟـ ـﻠ ـ ـﻘـ ــﺎ ﻳ ـ ـﺤ ـ ـﻠـ ــﻮ -٦زﺟﻞ ﻓﻲ وﺻﻒ اﻟﻌﺸﻴﺔ .وﻫﻮ ﻣﻦ اﻟﻘﺪام: روﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻖ ﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬه اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻷرض ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ وﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎع اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺲ ﻏـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪا ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻐـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮوب أرﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮب ﻋﻠﻤﺘﻨﻲ ﻛﻴﻒ ﻧﻌﺸﻖ وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻌﺮاء ا8ﺘﺄﺧﺮﻳﻦ وﺿﻌﻮا ﻟﻬﺬه اﻷﺷﻌﺎر ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع ا8ﺪﻳﺢ اﻟﻨﺒﻮي إﻻ أن ﻋﺎﻣﺔ اﻷﺟﻮاق اﳊﺎﻟﻴﺔ ﺗﺆﺛﺮ اﻻﺑﻘﺎء ﻋﻠﻴﻬﺎ. وﻗﺪ اﺧﺘﻴﺎر اﻷﺷﻌﺎر اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ ﻣﻦ دواوﻳﻦ ﺷﻌﺮاء ﻣﻦ ا8ﻐﺮب واﻷﻧﺪﻟﺲ وا8ﺸﺮق ،وأرﺗﻔﻌـﺖ ﻗـﺎﺋـﻤـﺔ اﻟـﺬﻳـﻦ ﻋـﺮﻓـﻮا ﻣـﻦ ﻫـﺆﻻء إﻟـﻰ أرﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻧﺎﻇﻤﺎ ،وﻫﻮ ﻋﺪد ﻳﺸﻜﻞ ﺑﺎ8ﻘﺎرﻧـﺔ ﺑـﺎﻟـﻌـﺪد اﻹﺟـﻤـﺎﻟـﻲ ﻟـﻠـﺸـﻌـﺮاء ا8ﻌﺮوﻓﺔ أﺳﻤﺎؤﻫﻢ ) (٨٢ﻧﺴﺒﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﲡﻌﻞ ﻧﻮﺑﺔ رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺻﻮرﺗﻬﺎ اﳉﺪﻳﺪة ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻹﺣﺪى ﻋﺸﺮة ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟـﻮﺟـﻪ .وﻧـﺬﻛـﺮ ﻣـﻦ ﺑـ rﻫـﺆﻻء اﻟﺸﻌﺮاء أﺑﺎ اﳊﺴﻦ اﻟﺸﺸﺘﺮي )ت ٦٦٨ﻫـ( ،واﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ اﻟﺮﻓﺎﻋﻲ )ت ١٢٥٦ ﻫـ( ،واﻹﻣﺎم اﻟﺒﻮﺻﻴﺮي )ت ٦٩٥ﻫـ( ،وﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﻔﺎرض )ت ٦٣٦ﻫـ( ،وﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻗﺎﺳﻢ ﺑﻦ زاﻛﻮر اﻟﺬي ﻧﻈﻢ ﺗﺼﺪﻳﺮة ﺑﺴﻴﻂ ﻫﺬه اﻟﻨﻮﺑﺔ.
اﺧﺘﻼف اﻟﺮواﻳﺎت ﻓﻲ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻷﺷﻌﺎر:
ﺗﺘﺨﺬ ﻇﺎﻫﺮة اﺧﺘﻼف اﻟﺮواﻳﺎت ﻓﻲ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻷﺷﻌﺎر ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻣﺘﻌـﺪدة. وﻫﻲ ﺗﺘﻔﺎوت ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﳊﺠﻢ واﻷﻫﻤﻴﺔ ﺗﺒﻌﺎ 8ﻨﺎﻃﻖ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺘﺮاث اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ وﻣﺎ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ وﺟﻮه اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ. وﻓﻲ وﺳﻌﻨﺎ أن ﻧﻀﻊ أﻳﺪﻳﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: -١ﺗﺒﺎﻳﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻘﺪﺔ ،ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻐﻴﺮ اﳊﺎﺻﻞ 151
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﻓﻲ اﻟﺒﻨﻴﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن أوﺳﺎط ا8ﻤﺎرﺳ .rوﻳﺘﺠﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﺜﻼ ﻓﻲ ﳉﻮء ﺑﻌﺾ اﻟﻔﻨﺎﻧ rا8ﻐﺎرﺑﺔ ا8ﺘﺄﺧﺮﻳـﻦ إﻟـﻰ اﺳـﺘـﺒـﺪال اﻷزﺟـﺎل اﻷﻧـﺪﻟـﺴـﻴـﺔ ﺑﺄﺧﺮى ﻣﻐﺮﺑﻴﺔ ﻧﻈﺮا ﻟﺼـﻌـﻮﺑـﺔ اﻷوﻟـﻰ وﺗـﺒـﺎﻋـﺪ ﻋـﻬـﺪ اﻟـﺘـﻌـﺎﻣـﻞ ﻣـﻊ اﻟـﻠـﻬـﺠـﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ. -٢ﺗﻌﺪد ﻧﺴﺦ ﻛﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ وﻣﺎ ﻳﻌﺘﺮﻳﻬﺎ ﻣﻦ أﺧﻄﺎء وﲢﺮﻳﻔﺎت ﺷﺘﻰ. -٣وﻟﻊ ا8ﻐﺎرﺑﺔ ﺑﺎﺳﺘﺒﺪال اﻷﺷﻌﺎر اﻟﻘﺪﺔ .وﻳﺘﺠﻠﻰ ذﻟﻚ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻮﻟﺖ أﺷﻌﺎرﻫﺎ اﻷﺻﻠﻴﺔ ووﺿﻌﺖ ﻣﺤﻠﻬﺎ أﺷﻌـﺎر أﺧـﺮى ﻓـﻲ ا8ﺪﻳﺢ اﻟﻨﺒﻮي. -٤ﺗﺴﺮب ا8ﺎدﺣ rإﻟﻰ أوﺳﺎط اﻵﻟﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،وﻣﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﲢﻮﻳﻞ ﻟﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﺼﻨﻌﺎت وا8ﻘﻄﻌﺎت اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻛـﺎن اﻧـﺸـﺎدﻫـﺎ ﻣـﻨـﺤـﺼـﺮا ﻓـﻲ اﻟﺰواﻳﺎ وﺑ rأﺻﺤﺎب اﻟﺴﻤﺎع. وﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻘﺼﻲ ﺑﻌﺾ ﻧﺴﺦ اﳊﺎﻳﻚ أﻣﻜﻨﻨﺎ اﻟﻮﻗـﻮف ﻋـﻠـﻰ ﺟـﻤـﻠـﺔ ﻣـﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﺧﺘﻼف اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ،وﳒﻤﻞ أﻫﻤﻬﺎ ﻓﻲ اﻵﺗﻲ ).(١ -١اﺳﺘﺒﺪال اﻟﻨﺼﻮص :وﻳﺄﺗﻲ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮﻳﻦ: اﻟﻨﺤﻮ اﻷول :ﻳﺘﺠﻪ إﻟﻰ اﺳﺘﺒﺪال اﻟﻨﺺ اﻷﺻﻠﻲ ﺑﻨﺺ آﺧﺮ ﻣﻊ اﳊـﻔـﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺮض اﻟﺸﻌﺮي ﻧﻔﺴﻪ .وﻣﺜﺎل ذﻟﻚ زﺟﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ اﻷﺻﺒﻬـﺎن. ﻣﻮﺿﻮﻋﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﻐﺰل واﻻﺳﺘﻌﻄﺎف .ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﻧﺴﺨﺔ اﻟﺮﻗﻴﻮاق ﻫﻜﺬا: اﻗﺼﺮا ﺷﻴﺎ إﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﺗﻌﺬﻻن ﻳﺎ ﻋﺎذﻟﻴﺎ ﻣﻴﺖ ﺣﻴﺎ وا$ﺒﺘﻠﻰ ﺑﺎﻟﻐﻮان ﻗﺪﻣﺖ ﺣﻴﺎ ﻋﺎﻃﺮ اﻟﺮﻳﺎ ﺣﻠﻮ اﻟﻠﻤﻰ وا$ﻌﺎﻧﻲ ﺳﻄﺎ ﻋﻠﻴﺎ ﺳﺎﺋﺮاﻟﻐﺰﻻن ﻏﺰال أﻧﺲ ﻳﻔﻮق ﻫﻼل ﻛﻠﻪ أو إﻟﻰ اﻟﺴﻠﻮان ﻳﺎ ﻟﻴﺖ ﺷﻌﺮي ﻫﻞ ﻟﻲ إﻟﻴﻪ ﻃﺮﻳﻖ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻨﺪ اﺑﻦ ﺟﻠﻮن ﻫﻜﺬا: وﺑﺴﺎﺗﻴﻨﻲ ..اﻟﺦ )(١ وﺻﻠﻚ ﺣﻴﺎﺗﻲ وﺟﻨﺘﻲ وﻧﻌﻴﻤﻲ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻳﺘﺠﻪ إﻟﻰ اﺳﺘﺒﺪال اﻟﻨﺺ اﻷﺻﻠﻲ ﺷﻜﻼ وﻣﻀﻤﻮﻧـﺎ .وﻫـﻮ ﺻﻨﻔﺎن: اﻟﺼﻨﻒ اﻷول ﺲ ﺑﻌﺾ ﺻﻨﻌﺎت ا8ﻴﺰان ،وﻫﻮ ﻛﺜﻴﺮ ﺷﺎﺋﻊ وﻣﺜﺎﻟﻪ ﺗﻮﺷﻴﺢ ﻣﻦ ﻗﺪام رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ ﻣﻄﻠﻌﻪ ،اﻟﻨﻮر ﻟﻠﻌﺮش ﻳﺴﻌﺪ ،ﻓﺈن أﺻﻠﻪ ﻓﻲ ﻧﺴﺨﺔ اﻟﺮﻗﻴﻮاق ﻓﻲ اﻟﻐﺰل وﻧﺼﻪ: 152
ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ أﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎك ﻳـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻳـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ رﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮاك ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﲢ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺞ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﳊ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ واﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻚ ﻏـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺞ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ أﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ< ا $ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ واﳊ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ اﻷزج ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ أﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻒ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﳊ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻜـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ذا ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬاك ﻳـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻳـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ رﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮاك وﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع أﻳﻀﺎ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺷﻌﺮ ﻗﻔﻞ ا8ﻴﺰان ،وأﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ اﻷﻗﻔﺎل اﻟﻌﺮوﺿﻴﺔ .وﻣﺜﺎل ﻗﻔﻞ ﻗﺪام ﻋﺮق ﻋﺠﻢ ﻋﻠﻰ وزن ا8ﺘﻘﺎرب ،ﻓﻬﻮ ﻣﺮة: أﺗ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ــﻲ زﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أرﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻀـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻓـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ــﺎﻟـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ــﻪ ﻳـ ـ ـ ــﺎ دﻫـ ـ ـ ــﺮ ﻻ ﺗ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ـﻀـ ـ ـ ــﻲ وﻣﺮة: رأﻳ ـ ـ ـ ــﺖ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ـ ــﻼل ووﺟـ ـ ـ ـ ــﻪ اﳊ ـ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ــﺐ ﻓـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ــﺎﻧ ـ ـ ــﺎ ﻫ ـ ـ ــﻼﻟـ ـ ـ ــ< ﻋ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ــﺪ اﻟ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـﻈـ ـ ـ ــﺮ وﻣﺮة: إذا ﻛ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ــﺖ ﺗ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ــﻮى ﺣ ـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ــﺎن اﻟ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ــﺪود ﻓـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ــﻚ أﻓـ ـ ـ ــﺎﻧـ ـ ـ ــﻲ وﻓ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ــﻮن وﻣﺮة: رﻋ ـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ــﻪ ﻋ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ــﺪا ﺣـ ـ ـ ــﻮى ﻣـ ـ ـ ــﺎ ﺣـ ـ ـ ــﻮى ﻷﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮداد وأﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮى وﻗﺪ ﻳﺄﺧﺬ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺻﻮرة أﺧﺮى ،ﻓﺘﻨﺸﺪ اﻟﺼﻨـﻌـﺔ اﻟـﻮاﺣـﺪة ﻋـﻠـﻰ أﺑـﻴـﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﻗﺼﻴﺪة واﺣﺪة ،وﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ﻗﻔﻞ ﻗﺪام اﻟﻌـﺸـﺎق 153
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﺣﻴﺚ أﺑﻴﺎت اﻟﺸﻌﺮ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة راﺋﻴﺔ ﻣﻦ ا8ﺘﻘﺎرب ﻟﺒﻬﺎء اﻟـﺪﻳـﻦ زﻫـﻴـﺮ ﻓـﻬـﻲ ﻣﺮة: رﻋـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻋ ـ ـ ـ ـ ــﺔ وﺻ ـ ـ ـ ـ ــﻞ أﺗ ـ ـ ـ ـ ــﺖ وﻣـ ـ ــﺎ ﺧـ ـ ــﺎﻟـ ـ ــﻂ اﻟـ ـ ـ ـﺼـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ــﻮ ﻓـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ــﺎ ﻛ ـ ـ ــﺪر وﻫﻲ ﻣﺮة أﺧﺮى: ﻓ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ــﺎ ﻟ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ـ ــﺬا ﻫـ ـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ـ ــﺬا و ﺑ ـ ـ ــﺎﻟـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ــﻪ ﺑـ ـ ـ ــﺎﻟ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ــﻪ ﻗـ ـ ـ ــﻒ ﻳـ ـ ـ ــﺎ ﺳ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ــﺮ واﻟﺮواﻳﺘﺎن ﻣﻌﺎ ﺗﺸﺘﺮﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺼﻨﻌﺔ وﻫﻮ: ﺧﻠﻮﻧﺎ وﻣﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺛﺎﻟﺚ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺴﻴﻢ اﳋﺒﺮ واﻟﻨﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﻐﻄﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺻﻨﻌﺎت اﻟﻨﻮﺑﺔ .وﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ أﺷﻌﺎر ﻧﻮﺑﺔ رﻣﻞ ا8ﺎﻳـﺔ اﻟـﺘـﻲ اﺳـﺘـﺒـﺪﻟـﺖ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ،وﺣﻮﻟﺖ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺗﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ اﻟﻐﺰل ووﺻﻒ اﻟﻌﺸﺎﻳﺎ واﻟﻐﺮوب إﻟﻰ أﺧﺮى ﻳﻨﺤﺼﺮ ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻓﻲ ﻣﺪح ا8ﻘﺎم اﻟﻨﺒـﻮي واﻟـﺘـﺸـﻮق إﻟـﻰ زﻳﺎرة ﻗﺒﺮه ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ،وذﻟﻚ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﺳﺖ ﺻﻨﻌﺎت أﺑﻘﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻟﻢ ﻳﻠﺤﻖ ﻧﺼﻮﺻﻬﺎ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ،وإن ﺗﻜﻦ اﻟﺮواﻳﺎت ﻗﺪ ﻋﻤﺪت إﻟﻰ اﻗﺘﺮاح ﻧﺼﻮص أﺧﺮى ﻛﺒﺪﻳﻞ ﻣﻨﻬﺎ رﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﻮﺣﺪة ا8ﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻮﺑﺔ. وﻣﻦ ا8ﻼﺣﻆ أﻧﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﻧﻮع اﻻﺳﺘﺒﺪال ﻓـﺈن اﻷﺷـﻌـﺎر ﻻ ﺗـﺨـﺮج ﻋـﻦ أﻧﻮاع اﻟﻨﻈﻢ اﻷﺻﻠﻴﺔ ،وﻫﻜﺬا ﻳﺴﺘﺒﺪل اﻟﺘﻮﺷﻴﺢ ﺑﺘﻮﺷﻴﺢ ﻣﺜﻠﻪ واﻟﺰﺟﻞ ﺑﻨﻈﻴﺮه. -٢اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﳉﺰﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻮص :وﻫﻮ أﻧﻮاع: -١ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺲ رﺳﻢ اﻟﻜﻠﻤﺎت وﻻ ﻳﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ .وﻣﺜﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺑﻄﺎﻳـﺤـﻲ أﺻﺒﻬﺎن: ﻧﻌﺸﻖ ﺑﺎﻟﻮاﺟﺐ ﻣﻦ ﻳﻌﺮف اﻟﻮاﺟﺐ ﻓﻲ رواﻳﺔ اﺑﻦ ﺟﻠﻮن ،ﺑﺪل ﻧﻌﺸﻖ ﺑﻮاﺟﺐ ﻣﻦ ﻳﻌﺮف اﻟﻮاﺟﺐ ﻓﻲ رواﻳﺔ اﻟﺮﻗﻴﻮاق. ب-ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺑﺰﻳﺎدة ﻓﻲ اﻷﺻﻞ أو ﻧﻘﺺ ﻓﻴﻪ ،وﻣﺜﺎل اﻟﺰﻳﺎدة ﻓﻲ زﺟﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ اﻷﺻﺒﻬﺎن: آه 8ﺎ ﺷﻂ اﻟﻨﻮى ﻓﻲ رواﻳﺔ اﺑﻦ ﺟﻠﻮل .ﺑﺪل. آه ﻣﺎ ﺷﻂ اﻟﻨﻮي ﻓﻲ رواﻳﺔ اﻟﺮﻗﻴﻮاق. وﻣﺜﺎل اﻟﻨﻘﺼﺎن ﻣﻦ اﻟﺼﻨﻌﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ: ذاب اﻟﻘﻠﺐ واﻧﻜﻮى ،ﺑﺪل ذاب ذا اﻟﻘﻠﺐ واﻧﻜﻮى وﻗﺪ ﻳﺠﺘﻤﻊ اﻟﻨﻘﺺ واﻟﺰﻳﺎدة ﻓﻲ ﺑﻴﺖ واﺣﺪ ،ﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺼﻨﻌﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ: 154
ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
أﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ أﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮى ﻗـ ـ ـ ــﻞ ﻟ ـ ـ ـ ــﻲ ﺑ ـ ـ ـ ــﺎﻟـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ــﻪ آش ﺣـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ــﻲ ﻓﻲ رواﻳﺔ اﺑﻦ ﺟﻠﻮن ،ﺑﺪل: وﻧـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺎح ﺧ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻧ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ـ ــﻮى ﻗـ ـ ـ ـ ــﻞ ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟـ ـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻪ وآش ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﺮﻗﻴﻮاق: وﻧﻘﺪم ﺗﻮﺷﻴﺤﺎ ﻣﻦ اﺑﻄﺎﻳﺤﻲ أﺻﺒﻬﺎن )وردات ﻋﻠﻰ ﺧﺪه( ﻛﻤﺎ ورد ﻋﻨـﺪ اﺑﻦ ﺟﻠﻮن واﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر وﻓﻲ ﻧﺴﺨﺔ اﻟﺮﻗﻴﻮاق ﻟﻨﻘﻒ ﻋﻠﻰ وﺟﻮه اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺔ واﺣﺪة. ﻓﻲ ﻧﺴﺨﺔ اﻟﺮﻗﻴﻮاق وردت ﻋﻠﻰ ﺧﺪ ﻳﻄﺮز ﺑﺎﺛﻨ rﺑﻬﻢ اﻧﻜﻤﻞ ﺳﻌـﺪ اﻟـﺰﻳـﻦ و اﻟـﺰﻳـﻦ وﺳـﻮرة اﳊﻤﺪ ﺗﻨﺠﻴﻪ ﻣﻦ اﻷﻋﻴﺎن زان اﻻﻟﻪ واﺳﻜﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﺻﺪري إذا ﻳـﻐـﻴـﺐ ﻋـﻨـﻲ ﻳﻐﻤﻰ ﻋﻠﻰ ﺑﺼﺮي. ﺻﻮرﺗﻬﺎ ﻋﻨﺪ اﺑﻦ ﺟﻠﻮن وردات ﻋﻠﻰ ﺧﺪه ﻃﺮازﻫﺎ ﻧﺴﺮﻳﻦ ﺑﻬﺎ ﺳﻌﺪ... وﺻﻮرة اﳊﻤﺪ ﺗﻨﺠﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﻴﻨ rزاﻧﻪ اﻵﻟﻪ... ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻨﻲ ﺑﺼﺮي. ﺻﻮرﺗﻬﺎ ﻋﻨﺪ اﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر ...ﻃﺮزت اﻻﺛﻨ rﺑﻬﺎ.... .. وﺳﻮرة....ﺗﺮد ﻋﻨﻪ اﻟﻌ rﻗﺪ زاﻧﻪ اﻻﻟﻪ... ...ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻨﻲ ﺑﺼﺮي. ج-ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻛﻠﻤﺔ واﺳﺘﺒﺪاﻟﻬﺎ ﺑﺄﺧﺮى ﺎ ﻳﻐﻴﺮ ا8ﻌﻨﻰ أو ﻳﻌﻤـﻴـﻪ .ﻓـﻤـﻦ ﺑـﺎب اﻟﺘﻌﻤﻴﺔ: ﻳﺎ ﻛﻮﻛﺐ اﻷﺣﻼك .ﺑﺪل ﻳﺎﻛﻮﻛﺐ اﻷﻓﻼك ،وﻣﻨﻪ أﻳﻀﺎ ﻳﻐﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﺼﺮي، ﺑﺪل ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﺑﺼﺮي ﻣﻦ ﻗﺪام أﺻﺒﻬﺎن وﻣﻦ ﺑﺎب ﺗﻐﻴﻴﺮ ا8ﻌﻨﻰ: وردات ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪه ﻃ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮازﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪل وردات ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪه ﻃ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮزت اﻻﺛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ< 155
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
د-اﺧﺘﺼﺎر اﻟﺼﻨﻌﺔ :ﻳﺄﺗﻲ ذﻟﻚ ﺑﺤﺬف ﺑﻌﺾ أﺑﻴﺎﺗﻬﺎ .وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻫﺬا ﻓﻲ اﻟﺼﻨﻌﺎت اﻟﺴﺒﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻘﺼﻬﺎ ﺑﻴﺘﺎﻫﺎ اﻷوﻻن .وﻳﻨﻌﻜﺲ ﻫﺬا اﻻﺧﺘﺼﺎر ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ إﻧﺸﺎد اﻟﺼﻨﻌﺔ اﻟﺬي ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﳊﻨﻬﺎ اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﻳﻐﻄﻲ اﻟﻜﺮش. وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺔ ذﻟﻚ اﻟﺼﻨﻌﺎت اﻟﺜﻼث اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﺴﻴﻂ رﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ: ﻳﺎ ﻗﻠﺒﻲ ﺑﺸﺮى ﻫﻨﻴﺎ :ﻓﻬﻲ ﻋﻨﺪ اﺑﻦ ﺟﻠﻮن واﻟﺮاﻳﺔ واﻟﺘﺎزي ﻟﺒﺰور ﺳﺒﺎﻋﻴﺔﻛﺎﻣﻠﺔ اﻷﺑﻴﺎت ،وﻫﻲ ﻋﻨﺪ اﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر ﻧﺎﻗﺼﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺒﺪأ ﺑﺎﻟـﻜـﺮش )ﺷـﻤـﻠـﻲ اﺟﺘﻤﻊ ﺑﺤﺒﻴﺒﻲ(. ﻳﺎ ﻧﺎﺻﺤﺎ رام أن ﻳﻘﻴﻨﻲ :ﻓﻬﻲ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻨﺪ اﺑﻦ ﺟﻠﻮن واﻟﺘﺎزي وﻧـﺎﻗـﺼـﺔا8ﻄﻠﻊ ﻋﻨﺪ اﻟﺮاﻳﺲ واﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر. ﻻ ﻳﺎ ﻋﺸﻴﺔ :ﻓﻬﻲ ﻋﻨﺪ اﺑﻦ ﺟﻠﻮن واﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر ﺳﺒﺎﻋﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،ﻗﻮاﻣـﻬـﺎﻗﻔﻞ ،ﻓﺒﻴﺖ ﻓﻘﻔﻞ وﻳﺨﻀﻊ إﻧﺸﺎدﻫﺎ ﻟﻨﻈﺎم ﺗﻌﺎﻗـﺐ اﻟـﻠـﺤـﻨـ :rأ-ب-أ-ب .أﻣـﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﺎزي ﻓﻬﻲ ﻧﺎﻗﺼﺔ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﳊﻦ واﺣﺪ ﻳﺘﻜﺮر أداؤه ﻣﻊ أﻗﺴﺎم اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺜﻼﺛﺔ. وﻧﻈﺮا ﻟﻮﺣﺪة ﳊﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﻮﺷﻴﺢ ﳉﺄت اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺒﺮﻳﻬﻴﺔ إﻟـﻰ اﺧـﺘـﺼـﺎر أﻗﺴﺎﻣﻪ اﻟﺜﻼﺛﺔ إﻟﻰ ﻗﺴﻤ) rﺑﻴﺘﺎن ﺑﺪل ﺛـﻼﺛـﺔ( ﺗـﻼﻓـﻴـﺎ ﻟـﻺﻋـﺎدة واﻟـﺘـﻜـﺮار، وﺑﺬﻟﻚ أﺻﺒﺢ ﺜﺎﺑﺔ اﻟﺘﺨﻠﻴﻞ. -٣ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﺼﻨﻌﺎت ﻓﻲ ا8ﻴﺰان :وﺜﻞ ﻟﺬﻟﻚ ﻴﺰان اﻟﺒﺴﻴﻂ ﻣـﻦ ﻧـﻮﺑـﺔ رﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺻﻨﻌﺎﺗﻪ ﻋﻨﺪ اﺑﻦ ﺟﻠﻮن واﻟﺮاﻳﺲ واﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر. ﺻﻨﻌﺔ :ﻳﺎ أﺧﻲ ﻗﻢ ﺗﺮى ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻋﻨﺪ أﺑﻦ ﺟﻠﻮن ،ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻓﻲ رواﻳﺔ اﻟﺒﺮﻳﻬﻲ. ﺻﻨﻌﺔ :ﻧﻜﺘﺐ ﻛﺘﺎب :ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﺑﻦ ﺟﻠﻮن ،ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻓﻲ راوﻳﺔ اﻟﺒﺮﻳﻬﻲ. ﺻﻨﻌﺔ :ﻳﺎ ﻗﻠﺒﻲ ﺑﺸﺮى ١٣ :ﻋﻨﺪ اﺑﻦ ﺟﻠﻮن ١٤ ،ﻓﻲ راوﻳﺔ اﻟﺒﺮﻳﻬﻲ. ﺻﻨﻌﺔ :ﻳﺎ ﻧﺎﺻﺤﺎ ﻟﻢ ١٢ :ﻋﻨﺪ اﺑﻦ ﺟﻠﻮن ١٤ ،ﻋﻨﺪ اﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر. ﺻﻨﻌﺔ :ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻋﺎﻗﻞ ١٤ :ﻋﻨﺪ اﺑﻦ ﺟﻠﻮن ١٣ ،ﻓﻲ رواﻳﺔ اﻟﺒﺮﻳﻬﻲ. ﺻﻨﻌﺔ :ﺳﺒﺤﺎن رﺑﻲ ١٥ :ﻋﻨﺪ اﺑﻦ ﺟﻠﻮن ١٤ ،ﻋﻨﺪ اﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر. -٤ﺗﻄﻌﻴﻢ ا8ﻴﺎزﻳﻦ :وﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬا أن ﺑﻌﺾ اﻷﺟﻮاق ﺗﻌﻤﺪ إﻟﻰ ﺗﻄﻌﻴﻢ ا8ﻴﺰان ﺑﺼﻨﻌﺎت ﻣﻦ ﻣﻴﺰان آﺧﺮ .وﻳﺤﺪث ذﻟﻚ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻴﺎزﻳـﻦ اﻟـﺼـﻐـﺮى ذات اﻟﺼﻨﻌﺎت اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ. وﻳﺄﺗﻲ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺻﻮرﺗ:r اﻷوﻟﻰ :إﻧﺸﺎد اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺴﻴﺞ ﳊﻨﻲ واﺣﺪ .وﻣﺜﺎﻟﻪ 156
157 A
A
R 0S 0 CS< ;' TUN %K 0] %K!^ . T_
R0V WH X Y Z %N 0 [ : ` a N Cb 0 %K 3
! " 4
! " 20
C; :` -< z r-
..
MF q c0 v
;?@ &
< }I WH # * q + 0 k WH E" & 9< r~
k 29 Z %Ygb Q
2 ? !?@ { lU E
% K 0 Wk < x #K
X) G,$ &@ ;@ gd R@V
pi E9< + Z q r;<
N 8s t 8 K K! n< \0
2u! 8 0 @]u E v
" ; & \t %NI 17
2 ? 0 & H
X ; i V < R) I %b
; < cd@ E e f (
< + N0 C O P9
)DN +" Q P9 - ;
(g< ?$' .$9 VN0 .
8 ! & 9 :; < C; ? D EF G? * &
% ) H < )I J &KI &
&$' ( & )
8 ! = ' >? & @
* & +, - ./ 0
! "#
X? j k 4 < l;b )b
E N P-00 10
! " 4
! " 7
mK n )b G ,F 10
! " 17
! " 7
! " 17
%&'''''''''''''''''''''
( )* + %,-. /
10 35
13
9
7
6
3
17
13
4
2
23
7
17
l %"<
\! &<
x9 ;y
(9
\! &<
(9
2@M %;@
$
C;
B;
234
#$ %
ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﺻﻨﻌﺔ »اﻧﺸﺮح وﻃﺐ« ﻓﺈن ﻧﺴﺠﻬﺎ اﻟﻠﺤﻨﻲ ﻓﻲ ﺑﺴﻴﻂ اﻷﺻﺒﻬﺎن ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺑﺴﻴﻂ اﻟﺮﺻﺪ. اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :إﻧﺸﺎد اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﻴﺞ اﻟﻠﺤﻨﻲ ﻧﻔﺴﻪ .وﻫﻮ ﻧﻮﻋﺎن: اﻟﻨﻮع اﻷول ﺗﺎم اﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ،وﻣﺜﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎت-أﻧﺎ ﻛﻠﻲ ﻣﻠـﻚ ﻟـﻜـﻢ-ﻳـﺎ أﻣـﻠـﺢ اﻟﻨﺎس-أﺗﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﳋﻠﺪ-ﻓﻲ ﻋﺸﻘﺘﻲ ﺣﺎر اﻟﻄﺒﻴﺐ-وﻣﻬﻔﻬﻒ ﻗﺎل اﻵﻟﻪ ﳊﺴﻨﻪ- 8ﻦ ﻳﺸﺘﻜﻲ ا8ﻈﻠﻮم. ﻓﺈن ﻫﺬه اﻟﺼﻨﻌﺎت ﺗﻨﺸﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﻴﺞ اﻟﻠﺤﻨﻲ ﻧﻔـﺴـﻪ ﻓـﻲ ﻛـﻞ ﻣـﻦ ﻗـﺪام ﻋﺮق ﻋﺠﻢ وﻗﺪام اﻻﺳﺘﻬﻼل ،ﻋﻠﻰ أن ﻣﻘﺎﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻬﻼل ﻳﺄﺗﻲ ﻣﺤﻤـﻮﻻ ﻋﻠﻰ ﻧﻐﻤﺔ »ﺿﻮ« ﺑﺪل ﻧﻐﻤﺔ »ﺻﻮل« أي أﻧﻪ ﻣﺤﻮل إﻟﻰ اﳋﺎﻣﺴﺔ اﻟﺴﻔﻠﻰ. اﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻏﻴﺮ ﺗﺎم اﻟﺘﺸﺎﺑﻪ .وﻣﺜﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺔ »ﻳﺎﺣﺒﻲ ﻣﻪ« ،ﻗﻔﻞ أﺑﻄﺎﻳﺤﻲ ﻧﻮﺑﺘﻲ اﻟﺮﺻﺪ واﻷﺻﺒﻬﺎن. ﻓﺈن ﳊﻨﻬﻤﺎ واﺣﺪ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻧﻐﻤﺔ ري ،وﻫﻲ ذاﺗﻬﺎ ﻗﺮار ﻃﺒﻌﻲ اﻟﺮﺻﺪ واﻟﺰورﻛﻨﺪ ،ﻏﻴﺮ أن ﺳﻴﺎق اﳉﻤﻠﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻗﻠﻴﻼ ،وذﻟﻚ ﻣﺮاﻋﺎة ﻟﺮﻛﻮز اﻟﻄﺒﻌ rا8ﺬﻛﻮرﻳﻦ. وأﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﺗﻄﻌﻢ ا8ﻴﺎزﻳﻦ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻴﻼت. وﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺟﺪول ﺑﺒﻴﺎن اﺧﺘﻼف اﻟﺮواﻳﺎت ﻓﻲ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ وذﻟﻚ ﺑﺎ8ﻘﺎرﻧﺔ ﺑ rﻛﻞ ﻣﻦ ﻧﺴﺦ ا8ﺮﺣﻮم اﺑﻦ ﺟﻠﻮن واﻷﺳﺘﺎذ اﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر واﳊﺎج ﻋﺒﺪاﻟﻜﺮ اﻟﺮاﻳﺲ .وﺳﻴﻜﻮن اﳉﺪول ﻣﺄﺧﻮذا ﻣﻦ ﻧﻮﺑﺔ اﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ -٥اﻟﺘﻔﺮد ﺑﺎﻟﺼﻨﻌﺔ: وﻧﻌﻨﻲ ﺑﺬﻟﻚ أن ﺑﻌﺾ اﻟﺮواﻳﺎت ﺗﻨﻔﺮد ﺑـﺈﻧـﺸـﺎد ﺻـﻨـﻌـﺎت ﻣـﻌـﻴـﻨـﺔ داﺧـﻞ ا8ﻴﺰان ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺮواﻳﺎت اﻷﺧﺮى وﻣﺜﺎل ذﻟﻚ: أﻻ ﻳﺎ ﺳﺎﻗﻲ اﳊﻤﻴﺎ ان ﳒﻢ اﻟﻠﻴﻞ ﻗﺮب .ﻳﻨﻔﺮد ﻟﺒﺰور ﺑﺎﻳﺮادﻫﺎ ﻓﻲ ﺑﺴﻴﻂ رﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ. ﺑﺮوﻟﺔ ﺻﻞ ﻳﺎرب ﺑﺎﻟﺪوام ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺎدي ﺻﺎﺣﺐ ا8ﺰﻳﺎ .ﻳﻨﻔﺮد ﺑﺬﻛﺮﻫﺎ اﺑﻦﻣﻨﺼﻮر ﻓﻲ ﻗﺪام رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ. ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻔﺮد ﺑﺎﻟﺼﻨﻌﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ا8ﻴﺰان ﻧﻔﺴﻪ. ﻫﻮ اﻟﺬي اﺧﺘﺎره اﻟﺒﺎري وأرﺳﻠﻪ. ﻳﺎ ﻋﺎﺷﻘ rﻟﻘﺪ دﻫﺎﻧﻲ.. ﻳﺎ ﻣﺴﻤﻰ ﺑﺎﻻﺳﺎﻣﻲ...158
ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
-٦ﺗﻮارد اﻟﺼﻨﻌﺔ ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻴﺰان: وأﻣﺜﻠﺔ ذﻟﻚ ﻛﺜﻴﺮة ﻣﻨﻬﺎ: ﺷﻤﺲ اﻟﻨﻬﺎر ﻣﺎ ﺗﺼﺒﺮ:ﺑـﺴ ـﻴــﻂ رﺻــﺪ اﻟــﺬﻳــﻞ ﻗـ ــﺪام رﺻـ ــﺪ اﻟـ ــﺬﻳـ ــﻞ ﻻ ﺗﺴﺄﻟﻦ اﻟﻨﺴﻴﻢ ﻋﻦ أ8ﻲ:ﺑـﺴ ـﻴــﻂ رﺻــﺪ اﻟــﺬﻳــﻞ ﻗـ ــﺪام رﺻـ ــﺪ اﻟـ ــﺬﻳـ ــﻞ أﺗﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﳋﻠﺪ:ﻗﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ اﻷﺻﺒﻬﺎن ﻗـ ــﺪام رﺻـ ــﺪ اﻟـ ــﺬﻳـ ــﻞ ﻗﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ اﻻﺳﺘﻬﻼل ﻗـﺎﺋـﻢ وﻧـﺼـﻒ اﻟـﺮﺻـﺪ
ﻇﺎﻫﺮة ﺗﺼﺤﻴﺢ اﻷﺷﻌﺎر ﻓﻲ اﻟﺼﻨﻌﺎت:
رأﻳﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻛﻴﻒ أﻓﻀﻰ اﻻﻗﺒﺎل ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻨﺴﺎخ ﻛﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ إﻟﻰ وﻗﻮع ﺻﻨﻮف ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺮﻳـﻒ وأﻟـﻮان ﻣـﻦ اﻟـﺘـﺸـﻮﻳـﻪ ﻣـﺴـﺖ-ﻓـﻴـﻤـﺎ ﻣﺴﺖ-اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ووﺿﻊ أﺑﻴﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﻨﻌﺔ .وﻗﺪ ﺑـﺎت اﻟـﻨـﻈـﺮ ﻓـﻲ ﻫﺬه اﻟﻨﺼﻮص وﻣﺮاﺟﻌﺘﻬﺎ ﺑﻐﺮض اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ واﻟﺘـﻘـﻮ ـﺎ ﻋـﻨـﻲ ﺑـﻪ ﺑـﻌـﺾ اﻟﺪارﺳ rﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ .ﺑﻞ إن ﻣﻦ ﻫﺆﻻء ﻣﻦ ﻳﻨﺎدي ﺑـﻀـﺮورة وﺟـﻮد ﺗﻜﺎﻣﻞ ﻓﻲ دراﺳﺘﻬﺎ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ »ﺗﻌﺎون ﺑ rاﻟﻨﺎﺣﻴﺘـ rا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﻴـﺔ واﻷدﺑـﻴـﺔ«، وﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬا أن ﻳﻮاﻛﺐ اﻻﻗﺒﺎل ﻋﻠﻰ ﺗﺪوﻳﻦ أﳊﺎن اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﻧﺼﻮﺻﻬﺎ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ) .(١وﺗﻨﺪرج ﻫﺬه اﻷﻋﻤﺎل ﲢﺖ ﺻﻨﻔ rﻣﻦ اﻻﺻﻼح: اﻟﺼﻨـﻒ اﻷول :اﺻـﻼح ﻳـﺮاد ﺑـﻪ ﺗـﻘـﻮ اﻷﺑـﻴـﺎت اﻟـﺸـﻌـﺮﻳـﺔ ﻣـﻦ اﻟـﻮﺟـﻬـﺔ اﻟﻌﺮوﺿﻴﺔ وﺗﺼﺤﻴﺢ ﻣﺎ ﻋﻠﻖ ﺑﻬﺎ ﻋﻠـﻰ أﻟـﺴـﻨـﺔ ا8ـﻨـﺸـﺪﻳـﻦ-وﺧـﺼـﻮﺻـﺎ ﻣـﻨـﻬـﻢ اﻷﻣﻴﻮن-ﻣﻦ أﺧﻄﺎء ،وذﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻹرﺟﺎع اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ إﻟﻰ ﺻﻮرﻫﺎ اﻷﺻﻠﻴﺔ. وﺜﻞ ﻫﺬا اﻻﲡﺎه اﻷﺳﺘﺎذ ﻋﺒﺪاﻟﻠﻄﻴﻒ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر اﻟﺬي ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﻋﺘﺒﺎره ﺑﺤﻖ راﺋﺪ ﻓﻜﺮة اﺳﺘﺼﻼح اﻷﺷﻌﺎر .ﻓﻘﺪ اﻧﻄﻠﻖ ﻳﻘﺎﺑﻞ اﻟﻨﺼﻮص وﻳﻘﻮم اﻷﺷﻄﺮ 159
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ وﺗﻔﻌﻴﻼت اﻷﺑﻴﺎت وﻳﻀﺒﻂ اﻷزﺟﺎل واﻟﺘﻮﺷﻴﺤﺎت ،وﻳﻨﺴﻖ ﺑ rﻗﻮاﻓﻴﻬﺎ وﻳﺴﺘﻔﺘﻲ ا8ﺮاﺟﻊ واﻟﺪواوﻳﻦ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧﺴﺒﺘﻬﺎ إﻟﻰ ﻧﺎﻇﻤﻴﻬﺎ واﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺒﺤﻮرﻫﺎ وﲢﺪﻳﺪ ﻋﺮوﺿﻬﺎ ) .(٢وﻗﺪ ﻋﻘﺪ اﶈﻘﻖ ﻓﺼﻼ ﺧﺎﺻﺎ أﳊﻘﻪ ﺑﺎﺠﻤﻟﻤﻮع ذﻛﺮ ﻓﻲ ﻣﺪﺧﻠﻪ ﻋﺎﻣﺔ ا8ﻼﺣﻈﺎت اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻨﺒﻄﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻼزﻣﺘﻪ اﻟﻄـﻮﻳـﻠـﺔ ﻟـﻜـﻨـﺎش اﳊﺎﻳﻚ ،ﺛﻢ اﺗﺒﻌﻪ ﺑﺄﻫﻢ ﺗﻠﻚ ا8ﻼﺣﻈﺎت ﲢﻘﻴﻘﺎ وﺗﺼﺮﻓﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ا8ﻘﻄﻮﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺮاءى ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻼل ﺧﺎﻟﻪ ﻻ ﻳﻮاﻓﻖ اﻟﺬوق اﻟﺴﻠـﻴـﻢ واﻟـﻨـﻈـﺎم اﻟـﻨـﻐـﻤـﻲ، وذﻫﺐ ﺑﻪ اﳉﻬﺪ واﻻﺟﺘﻬﺎد إﻟﻰ أدﺧﺎل اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻋﻠﻰ ا8ﻘﻄﻮﻋﺎت ).(٣ وﻳﺆﻛﺪ اﶈﻘﻖ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻬﻞ »ﻣﻠﺤﻘﻪ« ﻋﻠﻰ أن اﻟﻐﺎﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮﺧﺎﻫﺎ ﺗﺴﺘﻬﺪف إزاﻟﺔ ﻣﺎ ﻋﻠﻖ ﺑﻜﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ ﻣﻦ ﺧﻠﻞ ،واﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻷﺧﻄﺎء واﻟﻬﻔﻮات اﻟﺘﻲ ﻻﺗﺰال ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم ﺟﺎرﻳﺔ ﻋﻠﻰ أﻟﺴﻨـﺔ ا8ـﻄـﺮﺑـ rواﻟـﻬـﻮاة ،ﺣـﺮﺻـﺎ ﻣـﻨـﻪ ﻋـﻠـﻰ اﳋﺮوج ﺑﺤﺎﻳﻚ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺮﺿﻰ ﻋﻨﻪ اﻟﺬوق اﻟﺴﻠﻴﻢ واﻟﺴﻤﻊ اﻟﺮﻗﻴﻖ. وﻜﻦ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﻣﺴﻌﻰ اﶈﻘﻖ ﻓﻲ اﻟﻨﻘﻂ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: -١ﻓﻬﻮ ﻳﺮﻓﺾ ﺑﻘﻮة ﻃﺮﻳﻘﺔ أداء ﺑﻌﺾ ا8ﻘﺎﻃﻊ ،وﻫﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻳﺠﻨﺢ ﻓﻴﻬﺎ ا8ﻨﺸﺪون إﻟﻰ ﺪﻳﺪ اﻟﻮاوات ا8ﺮﻓﻮﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻟﻬﻢ »ﺻﻠﻮا« ﻓﻲ ﺗﺼﺪﻳﺮة ﺑﺴﻴﻂ رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ ،أو اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻨﺪ أﻧﺼﺎف ا8ﻘﺎﻃﻊ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ وﻗﻮﻓﻬﻢ ا8ﺒﺎﻏﺖ ﻋﻨﺪ ﻛﻠﻤﺔ »ﻋﺒﺪ« ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﺗﻮﺷﻴﺢ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ رﻣﻞ ا8ـﺎﻳـﺔ: ﺟﺌﺘﻚ داﺧﻞ ﻳﺎ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ .وﺗﻠﻚ ﻃﺮاﺋﻖ وأﺳﺎﻟﻴﺐ ﻓﻲ اﻟﻐﻨﺎء ﺣﺮﻳﺔ ﺑﺄن ﺗﺜﻴﺮ اﻟﻀﺤﻚ واﻷﺳﻰ ﻣﻌﺎ ،وﻫﻲ ﺎ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮل اﻟﺸﺎﻋﺮ: أﻣﻮر ﻳﻀﺤﻚ اﻟﺴﻔﻬﺎء ﻣﻨﻬﺎ وﻳﺒﻜﻲ ﻣﻦ ﺷﻨﺎﻋﺘﻬﺎ اﻟﻌﻠﻴﻢ -٢وﻫﻮ ﻳﺮﻓﺾ ﳉﻮء ﺑﻌﺾ ا8ﻨﺸﺪﻳﻦ إﻟﻰ »ﺗﻔﺼﻴﺢ« ا8ﻘﺎﻃـﻊ واﻋـﻄـﺎﺋـﻬـﺎ ﻗﺎﻟﺒﺎ ﻋﺮﺑﻴﺎ ﻓﺼﻴﺤﺎ ،ﻓﻲ ﺣ rأن ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ زﺟﻠﻴﺔ ﻣﺤﻀﺔ ﻻﻏﺒﺎر ﻋﻠﻴﻬﺎ .واﶈﻘﻖ إذ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا »اﻟﺘﻔﺎﺻﺢ« ﲡﻨﻴﺎ وﺗﻌﺴﻔﺎ ﻓﻬﻮ ﻳﺒﺮىء ﺳﺎﺣﺘﻪ ﺎ ﻋﺴﻰ أن ﻳﻠﺼﻖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺗﺰﻣﺖ ﻓﻴﻘﻮل» :وﻣـﺎ ﻛـﻨـﺖ ﻷﻗـﻮل ـﺠـﺎﻓـﺎة اﻹﻋـﺮاب ،وﻟـﻜـﻨـﻨـﻲ أﺑﻐﺾ اﻟﺘﻌﺼﺐ اﻷﻋﻤﻰ ا8ﺆدي ﺣﺘﻤﺎ إﻟﻰ ﻓﺴـﺎد اﻟـﻐـﻨـﺎء أوﻻ واﻟـﺬوق ﺛـﺎﻧـﻴـﺎ، وﻣﻦ ﻧﺎﻓﻠﺔ اﻟﻘﻮل اﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﺄن اﻹﻋﺮاب ﻻ ﻳﺠﻮز ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻓﻲ ﺳﺠﻌﺔ اﻟﺘﻮﺷﻴـﺢ وﻗﺎﻓﻴﺘﻪ(١) «.. -٣وﻫﻮ ﻳﺒﻴﺢ ﻟﻨﻔﺴﻪ اﻟﺘﺼﺮف ﻓﻲ اﻷﺑﻴﺎت وا8ﻘﺎﻃـﻊ ﺗـﻌـﺪﻳـﻼ وﲡـﺮﻳـﺤـﺎ، 160
ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
ﻓﻴﺰﻳﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎت وﻳﺤﺬف أو ﻳﺴﺘﺒﺪل أﺧـﺮى ﺗـﺎرة ﻟـﺘـﻘـﻮ اﻟـﻮزن ،وأﺧـﺮى ﻟﺘﻘﻮ ا8ﻌﻨﻰ. وﻫﻮ إذ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻜﻠﻤﺎت وا8ﻘﺎﻃﻊ ،ﻓﻘﺪ ﻓﻌﻞ ﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﻄﻊ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ذاﺗﻬﺎ ،ﺣﻴﻨﻤﺎ أﺿﺎف إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮع اﳊﺎﻳﻚ ﺻﻨﻌﺎت وأدوارا ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺎت اﻟﺬﻛﺮ ،ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻮﺷﺤﺎت وﺑﺮاول وﻗﺼﺎﺋﺪ ﻟﺒﻌـﺾ رﺟﺎﻻت اﻟﺼﻮﻓﻴﺔ وﺷﻌﺮاﺋﻬﺎ ،ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻦ أﺻﻞ اﺠﻤﻟﻤﻮع .وﻧﻘﺘﻄﻒ ﻣﻦ ﻣﻠﺤﻖ اﶈﻘﻖ ﻮذﺟﺎ ﻣﻦ ﲢﻘﻴﻘﺎﺗﻪ .وﻳﺘﻌﻠﻖ ذﻟﻚ ﻮﺷـﺢ ﻟـﻠـﺸـﺎﻋـﺮ اﻟـﻮﺷـﺎح ﺑـﻬـﺎء اﻟﺪﻳﻦ زﻫﻴﺮ ﻳﻘﻮل ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻌﻪ: ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻜـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮوح واﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪن ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻜـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ واﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ أﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻜـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﺛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮى ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ أﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ $ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ? أﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮ ﻧﻲ ،وﻟﻜﻦ ﺑﻼ ﺛﻤﻦ ﻓﻠﻘﺪ ﻓﻌﻞ اﻟﺘﺤﺮﻳﻒ ﺑﻬﺬه اﻟﻜﻠﻤﺎت ﻓﻌﻼ ﻏﺮﻳﺒﺎ ،ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﻋﻠﻰ اﻟـﺸـﻜـﻞ اﻟﺘﺎﻟﻲ: أﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻚ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ أﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ $ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ أﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ـ ــﺪا ﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ رﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼ ﺛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ -٤واﶈﻘﻖ ﻓﻲ ﲢﻘﻴﻘﻪ اﻟﻨﺼﻮص ﻻ ﻳﺘﺮدد ﻓﻲ ﻣﺮاﺟﻌﺔ دواوﻳﻦ اﻟﺸﻌﺮاء إن ﻟﻢ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎدرﻫﺎ ﺳﺒﺢ ﻓﻲ ﳉﺔ اﻷوزان واﻟـﺘـﻔـﻌـﻴـﻼت وﲡـﻮل ﺑـr أﻋﺎرﻳﻀﻬﺎ ﻳﻌﻴﺪ ﺗﺮﻛﻴﺐ اﻟﻨﺺ ﺎ ﻳﺤﻔﻆ ﻟﻪ ﻣﻌﻨﺎه ،وﻳﻨﺴﻖ ﻣﺒﻨﺎه. -٥وﻫﻮ ﻳﺘﺤﺮى اﻟﺪﻗﺔ واﻟﻀﺒﻂ ﻓﻲ ﻋﻨﻮﻧﺔ اﻟﺼﻨﻌﺎت ،ﻓﻴﻌ rﻧﻮﻋﻬﺎ ﺑﺤﺴﺐ ﻧﻈﻤﻬﺎ ،إن ﻛﺎن زﺟﻼ أو ﺗﻮﺷﻴﺤﺎ أو ﻓﺼﻴﺤﺎ أو ﺑﺮوﻟﺔ ،وﻳﺤﺪد ﺑﺤﻮراﻟﻔﺼﻴﺢ ﻣﻨﻬﺎ ،وﻫﻮ ﻓﻲ ﻫﺬا اﺠﻤﻟﺎل أﻛﺜﺮ دﻗﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺻﺮه ا8ﺮﺣﻮم اﳊﺎج إدرﻳﺲ ﺑﻦ ﺟﻠﻮن اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺴﻠﻢ ﻣﻦ اﳋﻠﻂ ﺑ rاﻷزﺟﺎل واﻟﺘﻮاﺷﻴﺢ. -٦وﻫﻮ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ا8ﻠﺤﻖ ﻳﻘﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﺗﺰال ﺑﻜﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ ﻫﻔﻮات ﺗﺘﺮﺻﺪ ﻟﻬﺎ اﻟﻨﻈﺮة ﺗﻠﻮ اﻟﻨﻈﺮة ،وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﳉﻨﺔ ﻓﻨﻴـﺔ ﻟـﻠـﻤـﺮاﺟـﻌـﺔ 161
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
اﻗﺘﻨﺎﻋﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﺄن إﺻﻼح اﻷداء ﻣﻨﻮط ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ ﺑﺈﺻﻼح اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ. اﻟﺼﻨﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﺻﻼح ﻳﺮاد ﺑﻪ ارﺟﺎع ﺑﻌﺾ اﻟﺼﻨﻌﺎت إﻟـﻰ أﺻـﻠـﻬـﺎ ﻣـﻦ ﺣﻴﺚ اﺳﺘﻜﻤﺎل أﺑﻴﺎﺗﻬﺎ .وﺜﻞ ﻫـﺬا اﻻﲡـﺎه اﳊـﺎج إدرﻳـﺲ ﺑـﻦ ﺟـﻠـﻮن .وﻗـﺪ ﻓﺮﺿﺖ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻟﻠﺼﻨﻌﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻻﺣﻆ اﶈـﻘـﻖ أن ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﺼﻨﻌﺎت ﺳﺒﺎﻋﻴﺔ اﻷﺑﻴﺎت-وﺧﺼﻮﺻﺎ ﺗﺼﺪﻳﺮات ا8ﻴﺎزﻳـﻦ-ﻣـﺒـﺘـﻮرة ﻓﻘﺪت دﺧﻮﻟﻬﺎ )،(١ واﺻﺒﺤﺖ ﺧﻤﺎﺳﻴﺔ اﻷﺑﻴﺎت ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟـﺸـﺄن ﻓـﻲ ﺗـﺼـﺪﻳـﺮات ﻗـﺪام رﻣـﻞ ا8ﺎﻳﺔ وﻗﺪام اﻟﺮﺻﺪ وﻗﺪام اﳊﺠﺎز ،وﺑﻄﺎﻳﺤﻲ ا8ﺎﻳﺔ وﺑﻄﺎﻳﺤﻲ اﻟﺮﺻﺪ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ا8ﻴﺎزﻳﻦ. وﻗﺪ أﻓﻀﻰ ﺿﻴﺎع »اﻟﺪﺧﻮل« إﻟﻰ اﻟﺒﺪء ﺑﺎﻧﺸﺎد اﻟﻠﺤﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﺼﻨﻌﺔ ﺑﺪل اﻟﻠﺤﻦ اﻷول ،وﻫﻮ وﺿﻊ ﻏﻴﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﺼﻨﻌﺔ اﻟﺴﺒﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘـﻲ ﺗـﻘـﻮم ﺑﻨﻴﺘﻬﺎ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﻖ اﻟﺘﺎﻟﻲ: اﻟﺒﻴﺖ اﻷول ﳊﻦ آ اﻷﺑﻴﺎت اﻷرﺑﻌﺔ ا$ﻮاﻟﻴﺔ ﳊﻦ ب اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺴﺎدس ﳊﻦ آ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﳊﻦ ب وﻗﺪ اﺟﺘﻬﺪ اﶈﻘﻖ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﺳﺘﻜﻤﺎل اﻟﺼﻨﻌﺎت اﻟﺴﺒﺎﻋﻴـﺔ اﻟـﻨـﺎﻗـﺼـﺔ، وذﻟﻚ ﺿﻤﻦ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻷدﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻬﺪ إﻟﻴﻬﺎ أﻣﺮ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﻨﻮﺑﺎت وﺗﺴﺠﻴﻠﻬﺎ، وﻓﻲ اﻃﺎر ﺟﻬﻮده اﳋﺎﺻﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﺴﺘﻔﺘﻲ اﻟﻌﺎرﻓ rﺑﺪواوﻳﻦ اﻟﺸﻌﺮ .ﻓﺈن ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻗﺎم ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ »ﺑﻨﻈﻢ ﻣﺎ ﻳﺴﺪ ﻫﺬا اﻟﻔﺮاغ« .وﻣﻦ اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋـﻠـﻰ ذﻟـﻚ ﺑﻴﺘﺎن ﻧﻈﻤﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻛﺪﺧﻮل ﻓﻲ ﺗﺼﺪﻳﺮة ﻗﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ .وﻫﻲ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻧﺴﺦ اﳊﺎﻳﻚ ا8ﺘﺪاوﻟﺔ ﺗﺒﺘﺪىء ﺑﺄﺑﻴﺎت اﻟﻜﺮش: ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺣﺎدي اﻟﻨﻴﺎق ..اﻟﺦ.. وﻫﻤﺎ: ﺟـ ـ ـﺌـ ـ ـﺘـ ـ ــﻚ دﺧ ـ ـ ـﻴـ ـ ــﻞ ﻳـ ـ ــﺎ اﺑـ ـ ــﻦ ﻋ ـ ـ ـﺒـ ـ ــﺪاﻟ ـ ـ ـﻠـ ـ ــﻪ وأﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ا $ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ ﻣ ـ ــﻦ ﻳـ ـ ـﻘـ ـ ـﺼ ـ ــﺪ ﻟـ ـ ـﺒ ـ ــﺎب اﻟـ ـ ـﻔ ـ ــﻼح ﻳـ ـ ـﻨ ـ ـ ـﺸـ ـ ــﺮح وﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻎ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪه )(١ وﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﻓﻘﺪ ﻋﻤﻞ اﺑﻦ ﺟﻠﻮن ﻓﻲ ﲢﻘﻴﻘﻪ ﻣﺠﻤﻮع اﳊﺎﻳﻚ ﻋﻠـﻰ 162
ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
ﺷﻜﻞ اﻷﺷﻌﺎر »ﻟﺘﻤﺎم اﻟﻔﺎﺋﺪة وﺗﺴﻬﻴﻞ ﻓﻬﻢ ﻣﻌﺎﻧﻲ« اﻷﺷﻌﺎر ﺧﺼﻮﺻﺎ اﻟﺘﻮاﺷﻴﺢ واﻷزﺟﺎل واﻟﺒﺮاول اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻠﺘﺰم إﻋﺮاﺑﺎ ) ،(٢وﻧﺘﺮك ﻟﻠﻤﺤﻘﻖ ﻧﻔﺴﻪ أﻣﺮ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ إذ ﻳﻘﻮل ﻋﻨﻪ» :إذا ﻛﺎن ﺳﻬﻼ ﻓﻲ اﻷﺷﻌﺎر ا8ﻌﺮﺑﺔ ﻓﻬﻮ ﺻﻌﺐ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺎ ﻛﻠﻔﻨﻲ ﻣﺸﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ وا8ﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ اﺿﻄـﺮﺗـﻨـﻲ إﻟـﻰ ﻛﺘﺎﺑﺘﻪ ﺑﺎﳋﻂ ﻟﻌﺪم وﺟﻮد ﻣﻄﺎﺑﻊ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ أو ﻫﻲ ﻗﻠﻴﻠﺔ.(١) «...
أﻧﻮاع اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻟﺼﻨﻌﺎت:
ﻻ ﺗﺨﺮج اﻟﺼﻨﻌﺎت ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻘـﺎﻟـﺐ اﻟـﺸـﻌـﺮي ﻋﻦ أﻧﻮاع أرﺑﻌﺔ ﻫﻲ :اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻔﺼﻴﺢ ا8ﻮزون ،واﻟﺘﻮﺷﻴﺢ ،واﻟﺰﺟﻞ ،واﻟﺒﺮوﻟﺔ. ﻓﺎﻟﻔﺼﻴﺢ ا8ﻮزون ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻨﻈﻮﻣﺎ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺒـﺤـﻮر اﻟـﻌـﺮوﺿـﻴـﺔ ،وﺗـﻌـﺮفا8ﻘﻄﻮﻋﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﺑﺤﺮﻫﺎ ﻓﻴﻘﺎل ﻣﺜﻼ :ﺻﻨﻌﺔ ﻛﺎﻣﻞ أو ﺻﻨﻌﺔ ﺑﺴﻴﻂ .وﻣﺜﺎﻟـﻬـﺎ ﺗﺼﺪﻳﺮة درج رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﻜﺎﻣﻞ: ﻗ ـ ــﺪ ﻃ ـ ــﺎل ﺷ ـ ــﻮﻗـ ـ ــﻲ ﻟ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـﺒـ ـ ــﻲ ﻣ ـ ـ ـﺤ ـ ـ ـﻤـ ـ ــﺪ ﻓـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ــﻰ إﻟ ـ ـ ـ ــﻰ ذاك ا$ـ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ــﺎم وﺻ ـ ـ ـ ــﻮل? وﻟ ـ ـ ـﻘـ ـ ــﺪ ﻓ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ــﻰ ﺻـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ــﺮي وزاد ﺗـ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ــﻮﻗ ـ ـ ــﻲ ﻧ ـ ـﺤ ـ ــﻮ اﳊـ ـ ـﺒـ ـ ـﻴ ـ ــﺐ ﻓـ ـ ـﻬ ـ ــﻞ إﻟـ ـ ـﻴ ـ ــﻪ ﺳـ ـ ـﺒـ ـ ـﻴ ـ ــﻞ? أﺗ ـ ـ ـ ــﺮى أﻣ ـ ـ ـ ــﺮا وﺟـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ــﻲ ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﺗ ـ ـ ـ ــﺮﺑ ـ ـ ـ ــﻪ وأﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮذ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮح ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ وأﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮل: ﻫـ ــﺬا اﻟ ـ ـﻨـ ـ ـﺒ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ـﻬ ـ ــﺎﺷـ ـ ـﻤ ـ ــﻲ ا$ـ ـ ـﺼـ ـ ـﻄـ ـ ـﻔ ـ ــﻰ ﻫ ـ ـ ـ ــﺬا ﻟـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻛـ ـ ـ ـ ــﻞ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ــﻮب ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻫ ـ ـ ــﺬا رﺳ ـ ـ ــﻮل اﻟـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ــﻪ ﺻـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ــﻮة ﺧ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ــﻪ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻟ ـ ـ ــﺮﺳ ـ ـ ــﻮل إﻟ ـ ـ ــﻰ اﳉ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ــﺎن دﻟ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ــﻞ وﺗﺨﻀﻊ أﺷﻌﺎر ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﻟﺒﺤـﺮ ﻋـﺮوﺿـﻲ واﺣـﺪ ،وﻗـﺎﻓـﻴـﺔ ﻻ ﺗﺘﻐﻴﺮ .وأﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻠﻴﻼت ،واﻟﺼﻨﻌﺎت اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ،واﳋﻤﺎﺳﻴﺔ ،وﻗﺪ ﺗﺘﺠﺎوز أﺑﻴﺎﺗﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﻌﺪد ﻓﻲ أﻗﻔﺎل ا8ﻴﺎزﻳﻦ ا8ﻨﻈﻮﻣﺔ ﻋﻠـﻰ ﺑـﺤـﺮ ا8ـﺘـﻘـﺎرب وﻫﻲ ﻛﻘﻔﻞ ﻗﺪام اﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ ،وﻗﻔﻞ ﻗﺪام اﳊﺠﺎز ا8ﺸـﺮﻗـﻲ ،وﻗـﻔـﻞ درج رﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ. واﻟﺘﻮﺷﻴﺢ ﻣـﺎ ﻛـﺎن ﺷـﻌـﺮه ﻓـﺼـﻴـﺤـﺎ وﻣـﻨـﻈـﻮﻣـﺎ ﻋـﻠـﻰ أوزان ا8ـﻮﺷـﺤـﺎتﺑﺄﻏﺼﺎﻧﻬﺎ وأﺳﻤﺎﻃﻬﺎ. 163
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
وﻳﻌﺮف ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻧﻈﻤﻪ ،ﻓﻴﻘﺎل :ﺻﻨﻌﺔ ﺗﻮﺷﻴﺢ .وﻣﺜﺎﻟﻪ اﻟﺼﻨﻌﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﺑﻄﺎﻳﺤﻲ اﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ: أﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﳋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻏ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺰﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ رﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻐـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮه ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﳉ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ وزاﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﳋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻧ ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـ ـﻄ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ـ ــﺮ ورده ﺛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮوﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋـ ـ ـ ـ ـ ــﻖ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن راﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮوﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮارم اﻷﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن وﺗﻐﻄﻲ ا8ﻮﺷﺤﺎت ﺑﻨﻮﻋﻴﻬﺎ ا8ﻮزون وﻏﻴﺮ ا8ﻮزون اﳉﺰء اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻛﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ ،وﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﻮع ا8ﻮزون ﺗﺮﻛﺐ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺒﺤﻮر اﳋﻠﻴﻠﻴﺔ. وﻻ ﺑﺪ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﺒﻴﻪ إﻟﻰ أن اﻟﺘﻮﺷﻴﺤﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﻮﻳﻬﺎ ﻛﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ ﻻ ﺗﺸﻜﻞ ﻓﻲ واﻗﻌﻬﺎ ﺳﻮى ﻣﻘﺘﻄﻔﺎت ﻣﻨﺘﺨﺒﺔ ﻣﻦ ا8ﻮﺷﺢ ﺑﻨﻮﻋﻴﻪ اﻟﺘﺎم واﻷﻗﺮع. وﻻ ﺗﺨﺮج ﻫﺬه ا8ﻘﺘﻄﻔﺎت ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻠﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﺼﻮر اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: -١اﻟﺼـﻮرة اﻷوﻟـﻰ :ﺗﻮﺷﻴﺢ ﻳﻘﻮم ﻋـﻠـﻰ ﻗـﻔـﻞ واﺣـﺪ ) ،(١وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳـﻌـﺮف- ﲡﺎوزا-ﺑﺎﻟﺼﻨﻌﺔ اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن أﺟﺰاءه ﻫﻲ ﺜﺎﺑﺔ أﺷﻄﺮ ﺗـﻜـﻮن ﺑـﻴـﺘـr ﻋﺮوﺿﻴ .rوﻣﺜﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺑﺴﻴﻂ اﻻﺳﺘﻬﻼل: ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ$ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻜـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮا ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ و ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ أﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬال اﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﻮا ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ -٢اﻟﺼﻮرة اﻟﺜﺎﻧـﻴـﺔ :ﺗﻮﺷﻴﺢ ﻳﻘﻮم ﻋﻠـﻰ ﺑـﻴـﺖ واﺣـﺪ ) .(٢وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌـﺮف- ﲡﺎوزا-ﺑﺎﻟﺼﻨﻌﺔ اﻟﺜﻼﺛﻴﺔ اﻋﺘﺒﺎرا ﻟﻜﻮن أﺟﺰاﺋﻪ ﻫﻲ ﺜﺎﺑﺔ أﺷﻄﺮ ﺗﻜﻮن ﺛﻼﺛﺔ أﺑﻴﺎت ﻋﺮوﺿﻴﺔ .وﻣﺜﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺪام اﻷﺻﺒﻬﺎن: ﻳﺎ ﻣﺪﻳﺮ اﳊﻤﻴﺎ ﻗﻞ ﻟﻲ ﺑﺸﺮى ﻫﻨﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻊ اﻟﻌﺬار ﻓﻲ ﻫﻮاك ﻳﺎ ﻗﻤﺮ اﻟﻨﺠﻮم ﻣﻊ اﻟﺜﺮﻳﺎ ﻛﻠﻬﻢ ﺷﻬﺪوا ﻋﻠﻴﺎ 164
ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
ﻳﺎ ﻃﻠﻌﺔ ﳒﻢ ا$ﻀﻴﺎ ﻳﺎ ﻫﻼل ﺑ< اﻟﺒﺸﺮ ﺳﻴﺪي واﻋﻄﻒ ﻋﻠﻴﺎ -٣اﻟﺼﻮرة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﺗﻮﺷﻴﺢ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺖ وﻗﻔﻞ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺮف-ﲡﺎوزا- ﺑﺎﻟﺼﻨﻌﺔ اﳋﻤﺎﺳﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن أﺟﺰاءه ﻫﻲ ﺜﺎﺑﺔ أﺷﻄﺮ ﺗﻜﻮن ﺧﻤﺴﺔ أﺑﻴﺎت ﻋﺮوﺿﻴﺔ .وﻣﺜﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺑﺴﻴﻂ اﻻﺳﺘﻬﻼل ﺗﻮﺷﻴﺢ ﺑﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻓﻴﺔ اﻟﻬﺎء: ﻣﺎ ﻛﺎن أﺣﻼه ﻟﻴﻞ ﻋﺠﻴﺐ ﻻ رده اﻟﻠﻪ ﻏﺎب اﻟﺮﻗﻴﺐ ﻳﺎﺳﻌﺪ ﻣﻦ راه وﺟﻪ اﳊﺒﻴﺐ وﻗﻔﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻓﻴﺔ اﻟﻨﻮن: ﻗﺪ ﻫﻴﺞ أﺷﺠﺎﻧﻲ ﺑﺪر اﻟﺘﻤﺎم ﻟﻠﻌﺎﺷﻖ اﻟﻔﺎﻧﻲ ﻳﻘﻀﻲ ﻫﻴﺎم اﻟﺼﻮرة اﻟﺮاﺑﻌﺔ :ﺗﻮﺷﻴﺢ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻗﻔﻠ rﻋﻠﻰ ﻗﺎﻓﻴﺔ واﺣﺪة ﻳﺘﻮﺳﻄﻬﻤـﺎ ﺑﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻓﻴﺔ ﻣﻐﺎﻳﺮة وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺮف-ﲡﺎوزا-ﺑﺎﻟﺼﻨﻌﺔ اﻟﺴﺒﺎﻋﻴﺔ ) (١ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن أﺟﺰاءه ﺗﻜﻮن ﺳﺒﻌﺔ أﺑﻴﺎت ﻋﺮوﺿﻴﺔ .وﻣﺜﺎﻟﻪ ﺗﻮﺷﻴﺢ ﻣﻦ ﺑﺴﻴﻂ اﻻﺳﺘﻬﻼل. ﻗﻔﻠﻪ اﻷول: ﺑﺄﺑﺪع اﻟﺘﺮﻧ< اﻟﻌﻮد ﻗﺪ ﺗﺮ رﻳﺎض اﻟﺒﺴﺎﺗ< وﺳﻘﺖ ا$ﺬاﻧﺐ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﻴﺐ اﻟﺒﺎن وﻏﻨﺖ اﻟﻄﻴﻮر ﻋﻮاﺑﺲ ا$ﻴﺪان واﺿﺤﻚ اﻟﺴﺮور ﻣﻦ ﺻﺎح وﻧﺸﻮان وﻛﻠﻨﺎ ﻳﺪور وﻗﻔﻠﻪ اﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺑﺄﺑﺪع اﻟﺘﻠﺤ< وﺷﺎدن ﻗﺪ ﺗﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻳﺎﺣ< وﻃﺎﺋﺮ ﻳﺠﺎوب وﻣﻦ اﻟﻨﺎدر أن ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﺘﻮﺷﻴﺤﺎت ﻓﻲ ﻛﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ أﻛـﺜـﺮ ـﺎ ﺳـﺒـﻖ، وﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﺎدر ﺗﻮﺷﻴﺢ ﻣﻦ اﻧﺼﺮاف ﻗﺪام اﻻﺳﺘﻬﻼل أوﻟﻪ: ﳊـ ـ ـ ـ ـ ـﻈ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﳊـ ـ ـ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻀ ـ ـ ـ ـ ــﻲ راﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻖ ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم... ﻓﻘﺪ ﺿﻢ ﻫﺬا اﻟﺘﻮﺷﻴﺢ أرﺑﻌﺔ أﻗﻔﺎل وﺛﻼﺛﺔ أﺑﻴﺎت. واﻟﺰﺟﻞ ﻣﺎ ﻧﻈﻢ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻋﺎﻣﺔ اﻷﻧﺪﻟﺲ .وﻳﻘﺎل ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ :ﺻﻨﻌﺔ زﺟﻞ.وﻣﺜﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺪام رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ: 165
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ــﺪح ﻣ ـﺤ ـﻤــﺪ ﺳ ـﻴــﺪ أﻫــﻞ اﻟ ـﺴ ـﻤ ــﺎ واﻷرض ﻣــﻦ ﺟــﺎءﻧــﺎ ﺑــﺎﻟ ـﺸــﺮاﺋــﻊ واﻟ ـﺴــ واﻟـ ـﻔ ــﺮض واﻃـﻮى اﻷرض اﻟـﺒـﺴـﻴـﻄـﺔ ﻃـﻮﻟـﻬـﺎ واﻟـﻌــﺮض وﻗﺪ ﺗﺴﻴﺮ اﻷزﺟﺎل ﻓﻲ ﻧﻈﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﻠﻮب ا8ﻮﺷﺤﺎت ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﺒﻨـﻴـﻬـﺎ ﻧﻈﺎم اﻷﻗﻔﺎل واﻷﺑﻴﺎت .وﻣﺜﺎﻟﻪ زﺟﻞ ﻣﻦ ﻗﺪام رﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ. ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺲ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺜ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر ﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ< ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ ﻻش ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻻ ﺗ ـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ــﻲ أﻧـ ـ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـﻀ ـ ـ ـ ـ ــﻰ وﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄس ا$ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪام ﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼ ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ $ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر أﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼ ﻳ ـ ـ ـ ـ ــﻮﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻀـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﻣﺜﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺑﺴﻴﻂ اﻻﺳﺘﻬﻼل: إن اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮل ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮب إﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎك ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮل uـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮع أو ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮب وﻻ ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺰول ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ وﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮب ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ وﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ وﻛﻞ ﺷﻰء ﻣﻦ ﺻﻨﻊ اﻟﺼﺎﻧﻊ ﻣﻌﻄﻲ وﻣﺎﻧﻊ واﻟﺒﺮوﻟﺔ أو اﻟﺒﺮﻳﻮﻟﺔ ،ﻣﻘﻄﻮﻋﺔ ﻧﻈﻤﺖ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻋﺎﻣﺔ ا8ﻐﺮب ﻛﻨﻈﻢ ا8ﻠﺤﻮن.وﻫﻲ ﺎ أﺣﺪﺛﻪ ا8ﻐﺎرﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻬﻮد ا8ـﺘـﺄﺧـﺮة ا8ـﻮاﻟـﻴـﺔ ﻟـﺴـﻘـﻮط اﻷﻧـﺪﻟـﺲ. وﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ﺑﺮوﻟﺔ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ اﳊﺮاق ﻣﻦ ﻗﺪام اﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ ،ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ: 166
ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
ﺣـ ــﻲ رﺳـ ــﻢ اﻷﺣ ـ ـﺒـ ــﺎب ﻳـ ــﺎ زاﻳـ ــﺮﻫـ ــﻢ ﻳ ـ ــﺎ ﺳ ـ ــﻼم ﻇـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ــﺖ أﺣـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ــﺎﺑ ـ ـ ــﻲ ﻣ ـ ـ ــﺎ أﻧـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ــﺎوﻧـ ـ ـ ــﻲ وﻗﺪ ﺗﺄﺗﻲ اﻟﺒﺮوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻮرة ا8ﻮﺷﺢ ﻣﻦ ﺣﻴـﺚ ﺗـﺒـﻨـﻴـﻬـﺎ ﻧـﻈـﺎم ﺗـﺴـﻠـﺴـﻞ اﻷﻗﻔﺎل واﻷﺑﻴﺎت .وﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺪام رﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ ﻟﻠﺸﻴﺦ اﳊﺮاق أﻳﻀﺎ: وﲢﻼ ﺑﺎﻟﺴﻌﺪ ﺣ< ﺻﺎب ﻣﻨﺎه ﺟﺎد اﻟﺰﻣﺎن واﺳﺘﺒﺸﺮ ﻗﻠﺐ اﻟﻬﺎ واﺻﺒﺢ ﻳﺘﺒﺨﺘﺮ ﻓﻲ ﺛﻴﺎب اﻫﻨﺎه أﻧﻜﻰ اﳊﺴﻮد واﻇﻔﺮ ﺑﺎﻟﻌﺰ اﻟﺪا ﺑﻴﺺ اﻟﻨﺤﻮر ﻣﻊ اﻟﺒﺪور ﻃﺎب اﻟﺴﺮور ﻫﺎ ﺣﺒﻴﺒﻚ زار أﻏﻨﻢ ﻛﺄس اﻟﺮاح ﻃﻮل اﻟﺪﻫﻮر واﻧﻒ اﻟﺸﺮور اﺳﻖ ودور ﻓﺎﺋﺪة اﻷﻋﻤﺎر... ﺳﺎﻋﺔ اﻟﺴﻠﻮان
ﻋﻨﻮﻧﺔ اﳌﻘﻄﻮﻋﺎت اﻟﻐﻨﺎﺋﻴﺔ:
دأب ﻧﺎﺳﺨﻮ ﻛﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ-وﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻣﺤﻘﻘـﻮه-ﻋـﻠـﻰ ﻋـﻨـﻮﻧـﺔ اﻷﺷـﻌـﺎر ا8ﻐﻨﺎة ،وﺟﺮى ﻋﻤﻠﻬﻢ ﻫﺬا ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺠ rﻣﺘﺒﺎﻧﻴ:r اﻟﻨﻬﺞ اﻷول :رﻛﺒﻪ اﻟﻨﺎﺳﺨﻮن اﻷواﺋﻞ .وﻟﻌﻞ ذﻟﻚ ﻳﻜﻮن ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ اﻟﺬي ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﻟﻮزﻳﺮ اﳉﺎﻣﻌﻲ .وﲡﺮى ﻋﻨﻮﻧﺔ اﻟﺼﻨﻌـﺎت ﻟـﺪى ﻫـﺆﻻء ﻋـﻠـﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ: اﻟﺸﻐﻞ :وﻳﺮاد ﺑﻪ اﻟﺼﻨﻌﺎت اﻟﻔﺼﻴﺤﺔ ا8ﻮزوﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺤﻮر اﳋﻠﻴﻠﻴﺔ. اﻟﺘﻮﺷﻴﺢ :وﻳﺮاد ﺑﻪ ا8ﻮﺷﺤﺎت اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ. اﻟﺰﺟﻞ :وﻳﺮاد ﺑﻪ اﻟﺼﻨﻌﺎت ذات اﻟﻠﻬﺠﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ.وﺗﺨﻠﻮ ﻫﺬه اﻟﻨﺴﺦ ﻣﻦ اﻟـﺒـﺮاول ،ﻛـﻤـﺎ أﻧـﻬـﺎ ﻻ ﺗـﺬﻛـﺮ اﻟـﺒـﺤـﻮر وﻻ أﺳـﻤـﺎء اﻟﺸﻌﺮاء ،وﻻ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻣﺼﻄﻠﺢ »ﺻﻨﻌﺔ« ﻓـﻲ ﻋـﻨـﻮﻧـﺔ ا8ـﻘـﻄـﻮﻋـﺎت ،وﻻ ﺗـﺰال ﻧﺴﺨﺔ ورﻗﺔ اﻟﺮﻗﻴﻮاق اﻟﻄﻨﺠﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻛﻨﻤﻮذج ﻟﻬﺬا اﻟﻨﻬﺞ. اﻟﻨﻬﺞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :رﻛﺒﻪ اﻟﻨﺎﺳﺨﻮن ﺑﺪءا ﺑﻌﻬﺪ اﻟﻮزﻳﺮ اﳉﺎﻣﻌﻲ ،وﺗﺒﻨﺎه اﶈﻘﻘﻮن ا8ﻌﺎﺻﺮون ﻟﻜﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ ،وﻗﺪ ﳉﺄ إﻟﻰ ﻋﻨﻮﻧﺔ اﻟﺼﻨﻌﺎت ﺑﺤﺴـﺐ أﺳـﻠـﻮب ﻧﻈﻤﻬﺎ ،واﺳﺘﻌﻤﻠﻮا ﻣﺼﻄﻠﺤﻲ اﻟﺘﻮﺷﻴﺢ واﻟﺰﺟﻞ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ا8ﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: اﻟﺼﻨﻌﺔ ،وﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ ا8ﻘﻄﻮﻋﺎت ﺑﺎﺳﺜﻨﺎء اﻟﺒﺮوﻟﺔ. اﻟﺸﻐﻞ ،وﻳﺮاد ﺑﻪ اﻟﺼﻨﻌﺔ ا8ﺸﻐﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮاﺗ.r167
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
اﻟﺘﺨﻠﻴﻞ ،وﻫﻮ ﺻﻨﻌﺔ ﺧﻔﻴﻔﺔ اﻹﻳﻘﺎع ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻐﻞ ،ﺗﺨﻠﻞ ﺑﻬﺎ اﻟﺼﻨﻌﺎتا8ﻮﺳﻌﺔ ﻓﻲ ا8ﻴﺎزﻳﻦ. وأﻣﺎم ﺳﻴﻄﺮة اﻟﻈﺎﻫﺮة اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﻮﻧﺔ اﻟﺼﻨﻌﺎت ا8ﻮﺳﻴﻘﻴـﺔ ﺗـﺼـﺒـﺢ وﻇﻴﻔﺔ ا8ﺼﻄﻠﺤﺎت ا8ﺘﺪاوﻟﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﺠﻤﻟﺎل ﻣﻨﺤﺼﺮة ﻓﻲ ﻃـﺮح ا8ـﻔـﺎﻫـﻴـﻢ اﻟﻌﺮوﺿﻴﺔ واﻹﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻘﻄﻮﻋﺎت اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ،وﻻ ﺗﻜﺎد ﻧﺘﻴﺠﺔ ذﻟﻚ ﲢﻤﻞ أي دﻻﻟﺔ ﺗﻌﻜﺲ ا8ﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﻀﻤﻨﻴﺔ ﻟﻬﺎ .وﻣـﻦ ﺛـﻢ ﻳـﺘـﻮارد ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺒـﺎﺣـﺚ ﺑـﺎﳊـﺎح ﺷﺪﻳﺪ أﻛﺜﺮ ﻣـﻦ ﺳـﺆال ﺣـﻮل ﺟـﺪوى ﻫـﺬه ا8ـﺼـﻄـﻠـﺤـﺎت ﻓـﻲ اﻟـﺘـﺪﻟـﻴـﻞ ﻋـﻠـﻰ ا8ﻮﺿﻮﻋﺎت واﻷﻏﺮاض اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻄﻮي ﻋﻠﻴﻬﺎ ا8ﻘﻄﻮﻋﺎت اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ. وﻳﻘﻀﻲ ﺑﻨﺎ ﻫﺬا ا8ﻮﺿﻮع إﻟﻰ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻨﺪ ﻇﺎﻫﺮة ذات أﻫﻤﻴﺔ ﻗﺼﻮى، وﻫﻲ ﻇﺎﻫﺮة ﺳﻴﻄﺮة اﻟﻠﺤﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺼﺮ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﻌﺮي ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻟﺪرﺟﺔ ﺗﻨﻄﻔﻰء ﻣﻌﻬﺎ اﺷﺮاﻗﺔ اﻟﻜﻠﻤﺎت .وﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ﻓﺈن ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﻠﺤﻦ واﻻﻳﻘﺎع واﻟﺰﺧﺎرف ﺗﻄﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺼﺮ اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺘـﻲ ﻳـﺼـﺒـﺢ دورﻫـﺎ ﺿﻤﻦ اﻷداء اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺼﻨﻌﺔ ﺛﺎﻧﻮﻳﺎ ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﺴﺘﺮﻋﻲ اﻫﺘﻤﺎم اﻟﺴﺎﻣﻌ rإﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻧﺎدرة. واﻟﻮاﻗﻊ أﻧﻪ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﺎ ﻜﻦ أن ﻳﻘﺎل ﻋﻦ اﻟﻘـﻴـﻤـﺔ اﻷدﺑـﻴـﺔ واﳉـﻤـﺎﻟـﻴـﺔ ﻟﻠﻤﻮﺷﺤﺎت وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ا8ﻘﻄﻮﻋﺎت اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﲢﺘﻀﻨﻬﺎ ﻣﻴﺎزﻳﻦ »اﻵﻟﺔ« إﻻ أن اﺷﺮاﻗﺘﻬﺎ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﻨﻄﻔﻰء ،وﻳﻀﻴﻊ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺑﻬﺎﺋﻬﺎ أﻣﺎم اﻟﻮﺳﺎﺋـﻞ واﻟﻘﻴﻢ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ،وﺗﻠﻚ ﻇﺎﻫﺮة ﺗﺮﺟﻊ أﺳﺒﺎﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﻋﻮاﻣﻞ ﻋﺪة ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ: ﺗﻘﻄﻴﻊ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺸﻌﺮي ﻋﻨﺪ اﻹﻧﺸﺎد ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺮﺿﻲ اﻟﻨﺴﻖ اﻟﻠﺤﻨﻲ واﳋﻂا8ﻴﻠﻮدي ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻟﻮﺣﺪة ا8ﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺒﻴﺖ أو ا8ﻘﻄﻊ. ﺗﻘﻄﻴﻊ اﻟﻜﻠﻤﺎت أﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻞء ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ ﺑﺎﻟﺸﻐﻞ. ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻬﻢ اﻟﻠﻬﺠﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻓﻲ اﻷزﺟﺎل ﺧﺎﺻﺔ. ﻋﺴﺮ ﻓﻬﻢ اﻟﺒﺮاول ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﺼﻌﻮﺑﺔ أﺳﻠﻮﺑﻬﺎ.وﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻫﺬه اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻌﻒ دور اﻟﻜﻠﻤﺎت ﺗﺒﺪو اﻷﳊـﺎن أﻛـﺜـﺮ اﻧﺴﻴﺎﺑﺎ ،وﺗﻐﺮى ﺳﻬﻮﻟﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﻨﻌﺎت ا8ﻬﺰوزة وا8ﺼﺮوﻓﺔ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﺤﻔﻈﻬﺎ واﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻬﺎ ،وﺗﺄﺗﻲ ﺗﻮﻟﻴﺪاﺗﻬﺎ اﻟﻐﻨﻴﺔ ﻟﺘﻤﻸ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﻣﻊ ﺟﻮارﺣﻪ وﺗﺄﺧﺬ ﺑﻠﺒﻪ وﺗﻠﻬﻴﻪ ﻋﻦ ﻣﺠﺎراة اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺎل ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺘﻘﻄﻴﻊ واﻟﺘﻔﻜﻴﻚ ﻣﻨﺎﻻ ﺷﺪﻳﺪا. وﻗﺪ أدت ﻫﺬه اﻷﺳﺒﺎب وﻏﻴﺮﻫـﺎ إﻟـﻰ اﻏـﻀـﺎء ا8ـﺴـﺘـﻤـﻌـ rﻋـﻦ اﳉـﺎﻧـﺐ 168
ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
اﻟﻨﻈﻤﻲ ﻟﻠﺼﻨﻌﺎت ،وأﺻﺒﺤﻮا ﻟﺬﻟﻚ أﻛﺜﺮ ﲡﺎوﺑﺎ ﻣﻊ اﻷﳊـﺎن ﻳـﻨـﺴـﺎﻗـﻮن ﻣـﻊ ﺗﻴﺎرﻫﺎ ﻃﻮﻋﺎ ﻻ ﻛﺮﻫﺎ ،وﻫﻢ ﻓﻲ ﻏﻔﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﻏﻔـﻠـﺔ اﶈـﺐ ا8ـﻮﻟـﻪ ﻋـﻦ اﻟﺮﻗﻴﺐ واﻟﻌﺎذل .وﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺣﺪة ﻫﺬه اﻟﻈـﺎﻫـﺮة أﺧـﺬ ﺑـﻌـﺾ ا8ـﺸـﺮﻓـr ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ ا8ﻬﺮﺟﺎﻧﺎت واﳊﻔﻼت ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻳﻠﺠﺄون إﻟﻰ ﻃﺒﻊ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ا8ﻐﻨﺎة ﻓﻲ دﻓﺎﺗﺮ وﻧﺸﺮات ﺧﺎﺻﺔ ﻳﺘﻢ ﺗﻮزﻳﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﳉﻤﻬﻮر ،ﺑﻘﺼﺪ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺘﺒﻊ اﻷﺷﻌﺎر ،وﺗﻘﺮﻳﺐ ﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻬﺎ إﻟﻴﻪ .وﻫﺬه ﻣﺒﺎدرة ﻣﺤﻤﻮدة ﺑﺪأت ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺗﺆﺗﻲ أﻛﻠﻬﺎ ﺎ ﺗﻬﻴﺌﻪ ﻟﻬﻮاة ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ وﻋﺸـﺎﻗـﻬـﺎ ﻣـﻦ ﻓﺮص اﻟﺘﺠﺎوب ﻣﻊ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ا8ﻐﻨﺎة ،وﺎ ﻋﺴﺎﻫﺎ أن ﺗﺘﻴﺤﻪ ﻟـﻬـﺬه اﻟﻨﺼﻮص ذاﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻈﻮظ اﺳﺘﻌﺎدة ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﻓﻲ أوﺳﺎط ا8ﺴﺘﻤﻌ.r وﻓﻲ وﺳﻊ ا8ﺘﻘﺼﻲ ﻟﻸﺷﻌﺎر ا8ﺒﺜﻮﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻹﺣﺪى ﻋﺸﺮة أن ﻳﺨﺮج ﺑﺘﺼﻮر ﻋﺎم ﻟﻠﺒﺤﻮر اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ وأﺻﻨﺎف اﻟﻨﻈﻢ اﻟﻮاردة ﻓﻲ ا8ﻴﺎزﻳـﻦ اﳋـﻤـﺴـﺔ واﳋﻤﺴ ،rوﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺟﺪاول ﺑﻴﺎن ذﻟﻚ: ﻳﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻫﺬا اﳉﺪول ﻣﺎ ﻳﻠﻲ: أﻛﺜﺮ اﻷﺷﻌﺎر اﺳﺘﻌﻤﺎﻻ ﻓﻲ ﺗﺼﺪﻳﺮات ا8ﻴﺎزﻳﻦ اﳋﻤﺴﺔ واﳋﻤﺴ rﻫﻲﻣﻦ ا8ﻮﺷﺤﺎت اﻟﻌﺮوﺿﻴﺔ ) ،(٢٨وﺗﻠﻴﻬﺎ اﻷﺑﺤﺮ اﻟﻌﺮوﺿﻴﺔ ) ،(١٧ﻓﺎﻟﺘﻮﺷﻴﺤﺎت اﳊﺮة ) ،(٩ﻓﺎﻟﺰﺟﻞ ).(٢) ،(١ أﻛﺜﺮ اﻷﺷﻌﺎر اﺳﺘﻌﻤﺎﻻ ﻓﻲ أﻗﻔﺎل ا8ﻴﺎزﻳﻦ اﳋﻤﺴﺔ واﳋﻤﺴ rﺗﻌﺘﻤـﺪﻋﻠﻰ اﻷﺑﺤﺮ اﻟﻌﺮوﺿـﻴـﺔ ) ،(٢٢وﺗﻠﻴﻬﺎ ا8ﻮﺷﺤـﺎت اﳊـﺮة ) ،(١٤ﻓﺎ8ﻮﺷـﺤـﺎت ا ﻟﻌﺮوﺿﻴﺔ ) ،(١٠ﻓﺎﻷزﺟﺎل ).(٩ ﺳﺎﺋﺮ ﺗﺼﺪﻳﺮات اﻷدراج ﺻﻨﻌﺎت ﺧﻤﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﻜﺎﻣﻞ. أﻗﻔﺎل ﻣﻴﺎزﻳﻦ اﻟﻘﺪام ﻣﻦ ﺑﺤﺮ ا8ﺘـﻘـﺎرب ،ﺑـﺎﺳـﺘـﺜـﻨـﺎء ﻗـﻔـﻠـﻲ رﻣـﻞ ا8ـﺎﻳـﺔوا8ﺎﻳﺔ ،ﻓﻬﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺴﻴﻂ. اﻗﻔﺎل اﻷدراج ﻣﻦ اﻷﺑﺤﺮ اﻟﻌﺮوﺿﻴﺔ ،ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﻗﻔﻞ ا8ﺎﻳﺔ ،ﻓﻬﻮ زﺟﻞ. ﺳﺎﺋﺮ ﺗﺼﺪﻳﺮات وأﻗﻔﺎل اﻟﺒﻄﺎﻳﺤﻲ ﺗﻮﺷﻴﺤﺎت. ﺳﺎﺋﺮ أﻗﻔﺎل اﻟﺒﺴﻴﻂ ﺗﻮﺷﻴﺤﺎت ،ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﻗﻔﻞ رﻣﻞ ا8ـﺎﻳـﺔ ،ﻓـﻬـﻮ ﺑـﺤـﺮﻋﺮوﺿﻲ. ﻧﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺟﺪول رﻗﻢ ٢ا8ﻼﺣﻈﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: ﻳﺒﻠﻎ اﻟﻌﺪد اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﺼﻨﻌﺎت اﻟﻌﺮوﺿﻴﺔ ا8ﺪرﺟﺔ ﻓﻲ ا8ﻴﺎزﻳﻦ ).(٢٧٧ أﻛﺜﺮ اﻷﺑﺤﺮ ﺗﺪاوﻻ ﻓﻲ اﻟﺼﻨﻌﺎت ا8ﻮزوﻧﺔ ﺑﺤﺮ اﻟﺒﺴﻴﻂ ،ﺛﻢ اﻟﻜﺎﻣﻞ،169
170
8
7
(1 6 50 43 '+ 2 0& / # . )1
= <%
;( 0:9
!
>/
!
"
?4 2
!" $ # $ # '&% ()* )$ * '+
)1( &9A @ ? !>& &=< 1; :98 &76 &5 *43 2 10/ - , (+ *) ( ' &%$#.
)2( P 7 &%L H (+ 1; ,&0 ,L &%L/ % &5 ) 0 %+ ON ) *76 M/ 1; LKJ & 2 I(H &71G @ "4& &%F&".
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
5
4
-.$
19
5
H,8A
65
1
5
4
6
8
M
8
60
3
BE,KL 10
41
6
8
7
: 1
49
-EF G H. B& C 3
13 3
2
14
7
14
5
/01
16
3
)JG
/01
19
4
603
5
=)2
72
7+
23
2
3
1
1
1
"! *+,$ %&' ) ( %&' # $
;/ -=$8 > 4?&= @A B& C 2
171
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﻓﺎﻟﻄﻮﻳﻞ ،ﻓﺎﳋﻔﻴﻒ ،ﻓﺎ8ﺘﻘﺎرب ،ﻓﺎﻟﺴﺮﻳﻊ .وﺗﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑـﺎﻗـﻲ اﻷﺑـﺤـﺮ ﻧﺎدرة ﻻ ﺗﺒﻠﻎ ﺻﻨﻌﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺸﺮ. ﺗﻌﻜﺴﻪ اﻷرﻗﺎم ا8ﺴﺠﻠﺔ ﻓﻲ اﳉﺪول ﻋﺪد اﻟﺼﻨﻌﺎت ﻓﻲ ا8ﻴﺎزﻳﻦ ،ﻋﻠﻤﺎﺑﺄن اﻟﺼﻨﻌﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﻗﺪ ﺗﺮد ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻴﺰان واﺣﺪ. ﻳﺒﺪو أن ﺑﺤﺮ اﻟﺒﺴﻴﻂ أﻧﺴﺐ اﻷﺑﺤﺮ ﻹﻧﺸﺎد اﻟﺼﻨﻌﺎت ﻣﻬﺰوزة اﻹﻳﻘﺎع،وذﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻧﺪرة اﻋﺘﻤﺎده ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺼﺮاﻓﺎت ،وﻣﻦ ﺟـﻬـﺔ أﺧـﺮى اﻋﺘﻤﺎده ﻋﻠﻰ إﻧﺸﺎد اﻟﺘﺨﻠﻴﻼت .وﻗﺪ ﻳﺸﺬ اﻟﺘﺨﻠﻴﻞ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﺎﻋﺪة ،ﻓﻴﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﺤﻮر أﺧﺮى ﻛﺎﻟﻄﻮﻳﻞ وا8ﻨﺴﺮح واﳋﻔﻴﻒ وا8ﺪﻳﺪ وا8ﺘﺪارك .ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻘﺼﻲ ﻣﻮاﻗﻊ ﻫﺬه اﻟﺘﺨﻠﻴﻼت ﻳﺘﺒ rﻣﺎﻳﻠﻲ: أن اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﻳﻜﺎد ﻳﻨﺤﺼﺮ ﻓﻲ ﻣﻴﺎزﻳﻦ اﻟﻘﺪام ) ،(٤٤واﻟﺪرج ).(٢٨ أن ﻋﺪدﻫﺎ ﻻ ﻳﺘﺠﺎوز ﺛﻼﺛﺔ ﻓﻲ ﻣﻴﺰان اﻟﺒﻄﺎﻳﺤﻲ )اﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ ورﺻﺪاﻟﺬﻳﻞ( واﺛﻨ rﻓﻲ اﻟﺒﺴﻴﻂ )اﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴـﺮ واﻟـﻌـﺸـﺎق( وواﺣـﺪا ﻓـﻲ اﻟـﻘـﺎﺋـﻢ وﻧﺼﻒ )اﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ(. وﺷﺒﻴﻪ ﺑﺎﻟﺘﺨﻠﻴﻞ ا8ﺰج ﺑ rﺑﺮوﻟـﺘـ rاﺛـﻨـﺘـ ،rوﻣـﺜـﺎل ذﻟـﻚ وارد ﻓـﻲ ﻗـﺪام رﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ :ﻓﺈن ا8ﻨﺸﺪﻳﻦ ﻳﻨﺸﺪون اﻟـﺒـﻴـﺖ اﻷول ﻣـﻦ ﺑـﺮوﻟـﺔ »ﺣـﺒـﻚ ﻳـﺎزﻳـﻦ اﻟﻘﺪ« ﺛﻢ ﻳﺘﺤﻮﻟﻮن إﻟﻰ ﺑﺮوﻟـﺔ أﺧـﺮى ،وﻫـﻲ »ﺳـﻴـﻒ اﳊـﺮوف ﲡـﺮﺣـﻨـﻲ ﻓـﻲ اﻟﺬات واﻟﻌﻘﻴﻞ« ،ﻓﻴﻨﺸﺪوﻧﻬﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،ﻟﻴﻌـﻮدوا ﺑـﻌـﺪ ذﻟـﻚ إﻟـﻰ إﻧـﺸـﺎد اﻷﺑـﻴـﺎت اﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺮوﻟﺔ اﻷوﻟﻰ. ﻧﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﳉﺪول رﻗﻢ ٤ﻣﺎ ﻳﻠﻲ: أن اﻟﺘﻮﺷﻴﺤﺎت ﺑﻨﻮﻋﻴﻬﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﺼﻨﻌﺎت ﻓﻲ اﻟﻨـﻮﺑـﺎت اﻹﺣـﺪىﻋﺸﺮة ).(٥٨٧ أن أﻏﻠﺒﻴﺔ اﻟﺒﺮاول واﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻴﺎزﻳﻦ اﻟﻘﺪام واﻟﺪرج ،وأن اﻟـﻨـﺎدر ﻣـﻨـﻬـﺎﻳﺮد ﻓﻲ ﻣﻴﺰان اﻟﻘﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ وﻣﻴﺰان اﻟﺒﻄﺎﻳﺤﻲ ﻣﻦ ﻧﻮﺑﺎت ﻏﺮﻳﺒﺔ اﳊﺴـr ورﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ واﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ.
ﺑﺤﻮر اﻹﻧﺸﺎدات:
وإﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺼﻨﻌﺎت اﻟﻮاردة ﻓﻲ ا8ﻴﺎزﻳﻦ ﺨﺘﻠﻒ ﻗﻮاﻟﺒﻬﺎ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻷرﺑﻌﺔ اﻟﺴﺎﻟﻒ ﺑﻴﺎﻧﻬﺎ ،ﺗﻌﺘﻤﺪ اﻹﻧﺸﺎدات ﺑﺪورﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮر اﻟﻌﺮوﺿﻴﺔ ﻜﻦ ﺗﺒﻴﺎﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﳉﺪول رﻗﻢ :٥ 172
ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
-1
/0
'*+
!,- %
'*+
6
6
14
31
8
5
19
21
9
16
25
26
9
5
16
28
12
16
23
40
16
19
20
36
6
17
20
26
2 3 4 /5- 6 7+' -/ 8 4
13
13
31
38
4
15
34
35
!" #
9
2
15
27
$
11
5
26
36
#%
103
119
243
344
)('&
173
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ (5) *+# ,-
29
6
6
5
4
4
3
2
!
2
"# $%
2
'&%
1
29
اﻷﻏﺮاض اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
35
ﺗﺘﻌﺪد اﻷﻏﺮاض اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻄﺮق إﻟﻴﻬﺎ ﺷﻌﺮ اﻟﺼﻨﻌﺎت ﻓﻲ اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ. وأﻫﻢ ﻫﺬه اﻷﻏﺮاض وﺻﻒ اﻟﻄﺒﻴﻌـﺔ وﻣـﺤـﺎﺳـﻨـﻬـﺎ ﻣـﻦ ﻣـﺎء رﻗـﺮاق وﺟـﺪاول ﻣﻨﺴﺎﺑﺔ وأﺷﺠﺎر ﺑﺎﺳﻘﺔ وزﻫﻮر ﻳﺎﻧﻌﺔ وورود ﻣﺘﻔﺘﺤﺔ ،...ووﺻﻒ اﻟﻠﻴﻞ ﺑﻨﺠﻮﻣﻪ ا8ﺘﻸﻟﺌﺔ وﻗﻤﺮه اﻟﻮﺿﺎء ،واﻟﻔﺠﺮ ﻋﻨﺪ اﻧﺒﺜـﺎﻗـﻪ واﻟـﺼـﺒـﺢ ﻓـﻲ إﺷـﺮاق أﻧـﻮاره، ووﺻﻒ اﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﻃﻠﻮﻋﻬﺎ وﻋﻨﺪ اﻷﺻﻴﻞ وﻓﻲ ﻏﺮوﺑﻬﺎ ﺑ rﺣﻤﺮة اﻟﺸﻔﻖ... واﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ذﻟﻚ ﻳﻄﺮق ﺷﻌﺮ اﻟﺼﻨﻌﺎت أﻏﺮاﺿﺎ أﺧﺮى ﻛﺎﻟﻐـﺰل واﻟـﺘـﺸـﺒـﻴـﺐ ووﺻﻒ ﻣﺠﺎﻻ اﻷﻧﺲ واﻟﻄﺮب ،ووﺻﻒ اﳋﻤﺮ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻄﺮق ﺑﺎب ا8ﺪﻳﺢ اﻟﻨﺒﻮي وﻳﻨﻘﻞ اﻟﻘﺎرىء إﻟﻰ أﺟﻮاء اﻟﺼﻮﻓﻴﺔ اﻟﻨﻘﻴﺔ وﻣﺪح ا8ﻠﻮك واﻷﻣﺮاء .وﻫـﻮ إﻟـﻰ ذﻟﻚ ﺣﺎﻓﻞ ﺑﺬﻛﺮ ا8ﺼﻄﻠﺤﺎت ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ وأﺳﻤﺎء آﻻﺗـﻬـﺎ .وﻣـﻦ ا8ـﻼﺣـﻆ أن أﺷﻌﺎر ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻻ ﺗﻄﺮق أﻏﺮاض اﻟﻔـﺨـﺮ واﻟـﻬـﺠـﺎء واﻟـﻄـﺮد ،وﻻ 174
ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
ﺗﺜﻴﺮ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﻫﻤﻮم اﳊﻴﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ .وﻻ ﻧﻜﺎد ﻧﺴﺘﺜﻨﻲ إﻻ ﺗﺨﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﺘ rوردا ﻓﻲ درج ا8ﺎﻳﺔ ،وﻫﻤﺎ ﻣﻄﻠﻊ ﻗﺼﻴﺪة ﻷﺑﻲ ﻧﻮاس ﻋﺮض ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺑﺮﻓﻴﻖ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ اﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﻨﻈﺎم ﻋﻨﺪﻣﺎ دﻋـﺎه إﻟـﻰ اﻋـﺘـﻨـﺎق ﻣـﺬﻫـﺐ اﻻﻋـﺘـﺰال وﻫﺠﺮ ﺷﺮب اﳋﻤﺮ ،واﻟﺒﻴﺘﺎن ﻫﻤﺎ: دع ﻋـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ــﻚ ﻟ ـ ـ ــﻮﻣ ـ ـ ــﻲ ﻓ ـ ـ ــﺈن اﻟـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ــﻮم اﻏـ ـ ـ ــﺮاء وداوﻧ ـ ـ ــﻲ ﺑـ ـ ـ ــﺎﻟ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ــﻲ ﻛـ ـ ـ ــﺎﻧـ ـ ـ ــﺖ ﻫـ ـ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ـ ــﺪاء ﺻـ ـ ـﻬـ ـ ـﺒ ـ ــﺎء ﻻ ﺗـ ـ ـﻨ ـ ــﺰل اﻷﺣ ـ ــﺰان ﺳ ـ ــﺎﺣـ ـ ـﺘـ ـ ـﻬـ ـ ــﺎ ﻟ ـ ــﻮ ﻣـ ـ ـﺴـ ـ ـﻬ ـ ــﺎ ﺣ ـ ـ ـﺠـ ـ ــﺮ ﻣ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـﺘـ ـ ــﻪ ﺳـ ـ ــﺮاء )(١ وﻗﺪ اﺧﺘﻴﺎر ا8ﻘﻄﻮﻋﺎت اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻣﻦ دواوﻳﻦ ﻣﺸﺮﻗﻴﺔ وﻣﻐﺮﺑﻴﺔ ﺟﺮى اﻗﺘﻄﺎﻋﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪ وﻣﻮﺷﺤﺎت وأزﺟﺎل ﻟﺸﻌﺮاء ووﺷﺎﺣ rوزﺟﺎﻟ rﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ﻋﺼﻮر وﺑﻠﺪان ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺔ ذﻟﻚ ﺻﻨﻌﺔ ﻣﺸﻐﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ اﻻﺳﺘﻬﻼل ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺘ rأﺧﺬا ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة ﻗﻮاﻣﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ وأرﺑﻌﻮن ﺑﻴﺘﺎ ﻻﺑﻲ اﻟﻄﻴﺐ ا8ﺘﻨﺒﻲ ﻓﻲ ﻣﺪح اﻟﻘﺎﺿﻲ أﺑﻲ اﻟﻔﻀﻞ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒـﺪاﻟـﻠـﻪ اﻻﻧـﻄـﺎﻛـﻲ ) .(٢أول اﻟﺒﻴﺘ rﻣﻄﻠﻊ اﻟﻘﺼﻴﺪة: ﻟ ـ ــﻚ ﻳ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـﻨ ـ ــﺎزل ﻓـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـﻠـ ـ ــﻮب ﻣ ـ ـ ـﻨـ ـ ــﺎزل اﻗـ ـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ـ ــﺮت أﻧ ـ ـ ـ ــﺖ وﻫ ـ ـ ـ ــﻦ ﻣـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ــﻚ أواﻫـ ـ ـ ـ ــﻞ وﻫﻮ دﺧﻮل اﻟﺼﻨﻌﺔ. وﺛﺎﻧﻴﻬﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺘﺎﺳﻊ واﻟﺜﻼﺛﻮن ﻣﻦ اﻟﻘﺼﻴﺪة: وإذا أﺗ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ــﻚ ﻣـ ـ ـ ــﺬﻣ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ــﻲ ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﻧـ ـ ـ ــﺎﻗـ ـ ـ ــﺺ ﻓ ـ ـ ـﻬـ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ـ ـﺸـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ــﺎدة ﻟ ـ ـ ــﻲ ﺑ ـ ـ ــﺄﻧ ـ ـ ــﻲ ﻛ ـ ـ ــﺎﻣ ـ ـ ــﻞ وﻳﺤﺘﻞ ﻣﻦ اﻟﺼﻨﻌﺔ ﻛﺮﺳﻴﻬﺎ. وﺗﺘﺤﻜﻢ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻟﻠﺼﻨﻌﺔ ﻓـﻲ ﲢـﺪﻳـﺪ ﻋـﺪد اﻷﺑـﻴـﺎت اﺠﻤﻟـﺘـﺰاة ﻣـﻦ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻷم ،ﻓﺈن ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺒﻨﻴﺔ ذات ﻂ ﺧﻤﺎس ﻛﺎن ﻋﺪد اﻷﺑﻴﺎت ﺧﻤﺴﺔ، وإن ﻛﺎﻧﺖ ذات ﻂ ﺳﺒﺎﻋﻲ ﻛﺎن ﻋﺪدﻫﺎ ﺳﺒﻌﺔ ،وإن ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺼﻨﻌﺔ ﺗـﺨـﻠـﻴـﻼ اﻗﺘﻄﻊ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻷم ﺑﻴﺘﺎن ﻏﺎﻟﺒﺎ أو ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺔ ،وﻫﻜﺬا ﺗﺘﺮﻛﺐ اﻟﺼﻨﻌﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ واﺣﺪ إﻟﻰ ﺳﺒﻌﺔ ،وﻗﺪ ﺗﺘﺠﺎوز ذﻟﻚ-ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺔ-ﻟﺘﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻷﺑﻴﺎت ﺳﺘﺔ ﻋﺸﺮ. وﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮع ﻫﺬه اﻷﺷﻌﺎر ﻳﻠﺘﺌﻢ دﻳﻮان ﻣﺘﻨﻮع ا8ﺸﺎرب ،ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻗﺎت ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻔﺼﻴﺢ ا8ﻮزون أو ا8ﻮﺷﺢ ذي اﻷﺳـﻤـﺎط واﻷﻏـﺼـﺎن ،وﺑـﻌـﻀـﻬـﺎ 175
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
زﺟﻞ أﻧﺪﻟﺴﻲ اﻟﻠﻬﺠﺔ أو ﺑﺮاول ﻣﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻠﺤﻮﻧﺔ ،ﺗﻨﺘﻘﻞ ﺑﺎ8ﺴﺘﻤﻊ وﺗﺘﺠﻮل ﻓﻴﻪ ﻓﻲ أﺟﻮاء أدﺑﻴﺔ ﺗﺬﻛﺮه ﺴﺎﻣﺮات اﻷدﺑﺎء وﻣﺠﺎﻟﺲ اﻷﻧﺲ واﻟﺴﻤﺮ وﻣﺤﺎﻓﻞ اﻟﻄﺮب واﻟﻐﻨﺎء. وﻟﻘﺪ روﻋﻲ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر اﻷﺷﻌﺎر ﻣﺎ ﻧﺎﺳـﺐ اﻟـﻐـﺮض اﻟـﺴـﺎﺋـﺪ ﻓـﻲ اﻟـﻨـﻮﺑـﺔ وواﻓﻖ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﻄﺒﻊ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﺬي ﺗﻨﺸﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻨﻌﺎﺗﻬﺎ .وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓـﻘـﺪ ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻰ أﺷﻌﺎر ﻧﻮﺑﺔ ا8ﺎﻳﺔ-ﻣﺜﻼ-أن ﺗﻜﻮن ﻓﻲ وﺻﻒ اﻟﻌﺸﻲ واﺻﻔﺮار اﻟﺸﻤﺲ واﻳﺬاﻧﻬﺎ ﺑﺎ8ﻐﻴﺐ ،ﲢﻘﻴﻘﺎ ﻟﻠﺘﺠﺎﻧﺲ ﻣﻊ ﻃﺒﻊ ا8ﺎﻳﺔ اﻟﺬي ﻳﻮﻗﻆ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﻳﺔ واﻻﻧﻘﺮاض ،ﻛﻤﺎ ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻰ أﺷﻌﺎر ﻧﻮﺑﺔ اﻟﻌﺸﺎق أن ﺗﻜـﻮن ﻓـﻲ ذﻛـﺮ اﻟـﺼـﺒـﺎح واﻧﺒﺜﺎق ﻧﻮر اﻟﻔﺠﺮ ﺗﻮﺧﻴﺎ ﻟﻠﺘﺠﺎوب ﻣـﻊ ﻃـﺒـﻊ ﻫـﺬه اﻟـﻨـﻮﺑـﺔ اﻟـﺬي ﻳـﺤـﺮك ﻓـﻲ اﻟﻨﻔﺲ اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﺒﺪء واﻟﻨﺸﻮء.
اﻟﻮﺣﺪة اﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ:
ﻳﺘﺤﺪث ﺑﻌﺾ ﻣﻦ اﻫﺘﻢ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﲢـﺘـﻀـﻨـﻬـﺎ ﻣﻴﺎزﻳﻦ اﻟﻨﻮﺑﺎت ﻋﻦ اﻷﻏﺮاض اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮﻗـﺖ إﻟـﻴـﻬـﺎ ﺗـﻠـﻚ اﻟـﻨـﺼـﻮص .وﻳـﻜـﺎد ﻳﻐﺮى ﻛﻼم ﻫﺆﻻء ﺎ ﻳﻮﻗﺮ اﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻷﻃﻤﺌﻨﺎن إﻟﻰ وﺟﻮد وﺣﺪة ﻣﻮﺿـﻮﻋـﻴـﺔ داﺧﻞ ﻛﻞ ﻧﻮﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻮﺑﺎت .وﻣﻦ ﺑ rﻫـﺆﻻء اﳊـﺎج إدرﻳـﺲ ﺑـﻦ ﺟـﻠـﻮن اﻟـﺬي ﻳﻘﻮل :ﻣﻦ ﺧﻼل دراﺳﺘﻲ ﻟﻬﺬا اﻟﻔﻦ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻇﻬﺮ ﻟﻲ أن اﻟﻘﺪﻣﺎء ﻛﺎﻧـﻮا ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻮن ﻟﻜﻞ ﻧﻮﺑﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ أﺷﻌﺎرا ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻻ ﺗﺘﻜﺮر ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻨﻮﺑﺎت ).(١ وﺗﻨﻄﻠﻖ اﻟﻮﺣﺪة ا8ﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ رأي ﻫﺆﻻء ﻣﻦ وﺣﺪة اﻟﻄـﺒـﻊ ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﻲ اﻟﺬي ﻳﺴﻮد ﻓﻲ اﻟﻨﻮﺑﺔ ،وﻣﻦ ﺛﻢ روﻋﻰ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر أﺷﻌﺎر اﻟﻨﻮﺑﺎت ﻣـﺎ ﻧـﺎﺳـﺐ ا8ﺸﺎﻋﺮ اﻟﺘﻲ ﲢﺮﻛﻬﺎ اﻟﻄﺒﺎع ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻬـﺎ اﻷﳊـﺎن .ﻏـﻴـﺮ أن ا8ﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﺧﻠﻄﻮا ﺑ rأﺷﻌﺎر اﻟﻨﻮﺑﺎت ﻷن أﻏﻠﺒﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا أﻣﻴ rوأﺷﺒﺎه أﻣﻴ،r ﻓﺠﺎء ﻋﻤﻠﻬـﻢ ﻣـﺨـﻼ ﺑـﺎ8ـﻌـﻨـﻰ اﻟـﻌـﺎم ﻟـﻠـﻨـﻮﺑـﺎت ،ووﻗـﻊ اﳋـﻠـﻂ ﺑـ rاﻷﻏـﺮاض وا8ﻮﺿﻮﻋﺎت وأﺻﺒﺤﺖ اﳋﻤﺮﻳﺔ ﲢﻞ ﻣﺤﻞ ا8ﺪح ،وا8ﺪح ﻣﺤﻞ اﻟـﻮﺻـﻒ أو اﻟﻐﺰل ).(١ وﻻ رﻳﺐ ﻓﻲ أن ادﻣﺎج ﻃﺒﻮع اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﻀﺎﺋﻌﺔ ﺑـﺼـﻨـﻌـﺎﺗـﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟـﻨـﻮﺑـﺎت اﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﺷﻜﻞ ﺳﺒﺒﺎ آﺧﺮ ﻣﻦ أﺳﺒﺎب ﺰق اﻟﻮﺣﺪة ا8ﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﻌﺮ اﻟﻨﻮﺑﺎت. وﻳﻨﻄﺒﻖ ﻫﺬا ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﲢﺘﻀﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻃﺒﻊ واﺣﺪ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺸﺄن ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺔ اﻟﻌﺸﺎق اﻟﺘﻲ ﲡﻤﻊ ﻃﺒﻮع اﻟﻌﺸﺎق واﻟﺬﻳﻞ ورﻣﻞ اﻟﺬﻳﻞ ،وﻧﻮﺑﺔ 176
ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
اﻟﺮﺻﺪ اﻟﺘﻲ ﲡﻤﻊ ﻃﺒﺎع اﻟﺮﺻﺪ واﳊﺼﺎر واﻟﺰﻳﺪان وا8ﺰﻣﻮم. وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻫﺬا وذاك ﻓﺈن ﻫﻨﺎك ﻧﻮﺑﺎت ﺗﻜﺎد ﺗﺄﺗﻠﻒ ﻣﻘﻄﻮﻋﺎﺗﻬﺎ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺣﻮل ﻏﺮض واﺣﺪ: -١وﺗﺄﺗﻲ ﻧﻮﺑﺔ رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻓـﻴـﻬـﺎ اﻟـﻮﺣـﺪة ا8ﻮﺿﻮﻋﻴﺔ وﻋﻠﺔ ذﻟﻚ أن أﺷﻌﺎرﻫﺎ اﻷﺻﻠﻴﺔ اﺳﺘﺒﺪﻟﺖ ﺑﺄﺧﺮى ﺗﺘﻤﺤﻮر ﻛـﻠـﻬـﺎ ﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮع واﺣﺪ ﻻ ﻳﺘﻐﻴـﺮ ،وﻫـﻮ ﻣـﺪح اﻟـﺮﺳـﻮل ﻋـﻠـﻴـﻪ اﻟـﺼـﻼة واﻟـﺴـﻼم، واﻹﺷﺎدة ﺑﺴﻤﻮ ﻗﺪره ،وﺟﻼل ﺳﻨﻪ ،ودﻣﺎﺛﺔ ﺧﻠﻘﻪ ،وﺗﻮﻗﺪ ﻧﻮره وﺣﻼوة ﻣﻨﻄﻘﻪ، وذﻛﺮ اﻟﺘﺸﻮق إﻟﻰ زﻳﺎرة ﻣﻘﺎﻣﻪ اﻟﻜﺮ وﻣﺴﺠﺪه اﻟﻌﻈﻴﻢ ،رﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻜﻔـﻴـﺮ ﻋﻦ اﻷوزار واﻵﺛﺎم ،ﻓﻬﻮ اﻟﺬي ﺣﺎز اﻟﺸﺮف ﻛﻠﻪ ،وﻫﻮ اﻟﺬي ﻣﻸ ﺣﺒﻪ اﻟﻘﻠﻮب دون ﺳﻮاه ،وﻫﻮ اﻟﺬي إذا ذﻛﺮ اﻧﻔﺮﺟﺖ اﻟﻜﺮوب ،وإذا ﺷﻔﻊ ﻟﻠﻨﺎس ﻳﻮم اﳊﺸﺮ أﺧﻴﺮوا ﻣﻦ ﻋﺬاب اﻟﻨﺎر. وﻳﺒﻠﻎ ﻋﺪد ﺻﻨﻌﺎت ﻫﺬه اﻟﻨﻮﺑﺔ زﻫﺎء ﺗﺴﻌ rﺻﻨﻌﺔ ﺟﻤﻌﺖ أﺷﻌﺎرﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﻤﻊ دﻗﻴﻘﺔ ﺑﺤﻴﺚ اﺧﺘﻴﺮت ﻣـﻦ دواوﻳـﻦ ﺷـﻌـﺮاء وزﺟـﺎﻟـ rﻣـﺨـﺘـﻠـﻔـr ﻓﻴﻬﻢ اﻟﻮﺷﺎح اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ واﻟﺰﺟﺎل ا8ﻐﺮﺑﻲ واﻟﺸﺎﻋﺮ ا8ﺸﺮﻗﻲ ،وﻓﻴﻬﻢ اﻟﻘـﺪ وا8ﻌﺎﺻﺮ. وﻗﺪ وردت ﻛﻞ ﻫﺬه اﻷﺷﻌﺎر ﻓﻲ اﻟﻐﺮض ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﺳـﺖ ﺻـﻨـﻌـﺎت ﺗﺮﻛﺖ ﻋﻠﻰ أﺻﻠﻬﺎ وﻟﻢ ﺴﺴﻬﺎ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ وﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻫﺎ ﻋﻨﺪ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﺳﻬﺎم ا8ﻐﺎرﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻧﻈﻢ اﻷﺷﻌﺎر ،وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺔ ﻫﺬه اﻟﻨﻮﺑﺔ: ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ ا8ﻮزون ﺻﻨﻌﺔ ﻣﻦ ﺑﺤـﺮ اﻟـﻜـﺎﻣـﻞ ﻻﺑـﻦ اﳋـﻄـﻴـﺐ .وﻫـﻲ ﻣـﻦﻣﻴﺰان اﻟﺒﺴﻴﻂ: ﻳـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـﺼ ـ ـ ـﻄ ـ ـ ـﻔـ ـ ــﻰ ﻣـ ـ ــﻦ ﻗ ـ ـ ـﺒـ ـ ــﻞ ﻧ ـ ـ ـﺸـ ـ ــﺄة آدم واﻟـ ـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ـ ــﻮن ﻟ ـ ـ ـ ــﻢ ﺗـ ـ ـ ـ ـﻔـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ــﺢ ﻟ ـ ـ ـ ــﻪ اﻏـ ـ ـ ـ ــﻼق أﻳ ـ ـ ــﺮوم ﻣـ ـ ـ ـﺨـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ــﻮق ﺛـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ــﺎءك ﺑ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ــﺪﻣـ ـ ـ ــﺎ اﺛـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ أﺧـ ـ ـ ـ ــﻼﻗـ ـ ـ ـ ــﻚ اﳋـ ـ ـ ـ ــﻼق وﻣﻦ اﻟﺘﻮﺷﻴﺤﺎت ﻓﻲ اﻟﺘﺸﻮق إﻟﻰ زﻳﺎرة ﻗﺒﺮ اﻟﻨﺒﻲ-وﻫﻮ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ- ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬي زار اﳊ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ وﻃ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎف وﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ وﺻـ ـ ـ ـ ــﺎر ﻳ ـ ـ ـ ـ ـﺤـ ـ ـ ـ ــﺪو ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟـ ـ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـ ـ ـﺠـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺐ ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ 177
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
وﻣ ـ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ـ ـﺼ ـ ـ ـ ـ ــﺪه ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺲ ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـﺨـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺐ وﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮب وﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎره وﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ اﳊـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮاﻷﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮد وﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎره وﻣﻦ اﻷزﺟﺎل ﻓﻲ ﻣﺪح ا8ﺼﻄﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ،وﻫﻮ ﻣﻦ اﻟﻘﺪام: ــﺪح ﻣـ ـﺤـ ـﻤ ــﺪ ﺳـ ـﻴ ــﺪ أﻫ ــﻞ اﻟ ـ ـﺴ ـ ـﻤـ ــﺎ واﻷرض ﻣ ــﻦ ﺟ ــﺎءﻧ ــﺎ ﺑ ــﺎﻟـ ـﺸ ــﺮاﺋ ــﻊ واﻟـ ـﺴـ ــ واﻟ ـ ـﻔـ ــﺮض وﻃــﻮى اﻷرض اﻟ ـﺒ ـﺴ ـﻴ ـﻄــﺔ ﻃــﻮﻟـ ـﻬ ــﺎ واﻟـ ـﻌ ــﺮض واﻗ ــﺮض ﺑـ ـﺴـ ـﻴـ ـﻔ ــﻪ ﻣ ـ ـﻠـ ــﻞ ا $ـ ـﺸـ ــﺮﻛـ ــ< أﻗـ ــﺮض وﻣﻦ اﻟﺒﺮاول ﻓﻲ ﺣﺐ اﻟﺮﺳﻮل ﻷﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋـﻼل اﻟـﺸـﺮاﺑـﻠـﻲ ،وﻫـﻲ ﻣـﻦاﻟﺪرج: ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ اﳊـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ أﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮج ﻣ ـ ـﻬ ـ ـﺠ ـ ـﺘـ ــﻲ ﻣ ـ ــﻦ ﺣ ـ ــﺮه ﺑ ـ ــﺎﻟـ ـ ـﻨ ـ ــﺎر اﺗـ ـ ـﻨـ ـ ـﻜ ـ ــﻮى ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻃـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮل اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪاج ﻧـ ــﻮم ﺟ ـ ـﻔ ـ ـﻨـ ــﻲ ﻃـ ــﺎﻳـ ــﺮ ﻣـ ــﻦ ﻟ ـ ـﻴـ ـ ـﻌ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ـﻬ ـ ــﻮى دﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻷﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮاج ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﺟـ ـ ـ ـ ـ ــﺪت ﳊـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ راﺣـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ وﻻ دوا أﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎج ﻏ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ــﺮ ﻋـ ـ ـ ــﺬرو ﺣـ ـ ـ ــﺎﻟـ ـ ـ ــﻲ ﻣـ ـ ـ ــﺎ ﺑـ ـ ـ ــﻲ اﻗ ـ ـ ـ ــﻮى -٢وﺗﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪ رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ ﻧﻮﺑﺔ ا8ﺎﻳﺔ ﻟﺘﻘـﺪم ﻟـﻨـﺎ ﻣـﻦ ﺧـﻼل ﻣـﺎ ﻳـﺮﺑـﻮ ﻋـﻠـﻰ ﺧﻤﺴ rﻣﻘﻄﻌﺔ ) (١ﻣﺜﺎﻻ آﺧﺮ ﻟﻮﺣﺪة اﻟﻐﺮض اﻟﺸﻌﺮي .واﻟﻮاﻗﻊ أﻧﻬﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﻘﻄﻮﻋﺎﺗﻬﺎ دﻳﻮاﻧﺎ ﺣﺎﻓﻼ ﺑﺘﻤﺠﻴﺪ اﻟﻌﺸﻴﺔ ،وﻫﻲ ﺗﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻮن ﺑﺸﻤﺴﻬﺎ اﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ،ﻓﺘﻜﺴﻮ اﻟﺜﻤﺎر أﻟﻮاﻧﺎ ﻣـﻦ اﻟـﺰﺑـﺮﺟـﺪ ،وﺗـﻐـﻄـﻲ اﳊـﻘـﻮل ﺑـﻮﺷـﺎح ﻣـﻦ اﳉﻠﻨﺎر ،وﺗﻨﻄﻠﻖ اﻷﺻﻮات ﻣﻌﻠﻨﺔ أن ﻗﺪ ﺗﺮدى وﺟﻪ اﻟﺸﻤﺲ ﺑﺤﻤﺮة اﻟﺸﻔﻖ إذ ﻣﺎﻟﺖ ﻧﺤﻮ ا8ﻐﻴﺐ وآذﻧﺖ ﺑﺎﻟﺘﻮاري ﻋﻦ اﻟﻌﻴـﻮن ،وﻋـﻮﻟـﺖ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻔـﺮاق ،ﻓـﻘـﻢ ﻳﺎﺳﺎﻗﻲ ،واﻣﻸ ﻛﺆوس اﻟﻌﻘﺎر ،واﺷﺮب ﻋﻠﻰ وردة وآس ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺧﺪ وﻋﺬار، ﻓﻬﺬه اﻟﺸﻤﺲ ﻋﻮﻟﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻔﺮ وﺑﺪا ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻐﺪر. 178
ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
وﻫﻜﺬا ﺗﻮﺣﻲ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﻫﺬه اﻷﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﻳﺔ واﻟﻮداع واﻻﻧـﻘـﺮاض ،ﻣـﺜـﻠـﻤـﺎ ﺗﻮﺣﻲ ﻧﻐﻤﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺸﻲ وﻗﺮب ا8ﻐﻴﺐ .ﺗﻘﻮل إﺣﺪى اﻟﺼﻨﻌﺎت ا8ـﻮزوﻧـﺔ ،وﻫـﻲ ﻣﻦ اﻟﻜﺎﻣﻞ: ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮب ا$ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـﻘــﺪوﻣــﻪ أﻣــﺎ اﻟ ـﻨ ـﻬــﺎر ﻗــﺪ اﻧ ـﻘ ـﻀــﻰ ﺑ ـﺴ ـﺒـ ـﻴـ ـﻠ ــﻪ اﻗ ـ ــﺮ اﻟـ ـ ـﺴ ـ ــﻼم إﻟ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ـﺒ ـ ـ ـﺴـ ـ ــﺎﺗـ ـ ــ< ﻛ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـﻬـ ـ ــﺎ وإﻟـ ــﻰ اﳊ ـ ـﺒ ـ ـﻴـ ــﺐ إذا اﻟ ـ ـﺘـ ـ ـﻘ ـ ــﻰ ﺑـ ـ ـﺤـ ـ ـﺒـ ـ ـﻴـ ـ ـﺒ ـ ــﻪ وﻣﻦ ا8ﻮﺷﺤﺎت )اﻟﺒﺴﻴﻂ(: اﻧ ـ ـ ـ ـ ـﻈـ ـ ـ ـ ــﺮوا ﺷ ـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺲ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـ ـ ـﺸـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ــﻒ ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺪا ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻐـ ـ ـ ـ ـ ــﺪر ﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮة وﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ ﻻش ﻳـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـ ــﺲ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪر ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻚ ﻇـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻫـ ـ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺔ أﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻗـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ا$ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮا ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ إﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ و اﻋ ـ ـ ـ ـ ـﻄ ـ ـ ـ ـ ـﻔـ ـ ـ ـ ــﻮا ﻋ ـ ـ ـ ـ ـﻄـ ـ ـ ـ ــﻒ اﳋـ ـ ـ ـ ــﻮاﺷ ـ ـ ـ ـ ــﻰ وﻣﻦ اﻟﺒﺮاول ﻟﻠﺸﻴﺦ اﳊﺮاق )اﻟﻘﺪام(: ﺟـ ــﺎد اﻟـ ــﺰﻣـ ــﺎن واﺳ ـ ـﺘ ـ ـﺒ ـ ـﺸ ـ ــﺮ ﻗـ ـ ـﻠ ـ ــﺐ اﻟـ ـ ـﻬ ـ ــﺎ وﲢـ ـ ـﻠ ـ ــﻰ ﺑ ـ ــﺎﻟـ ـ ـﺴـ ـ ـﻌـ ـ ــﺪ ﺣـ ـ ــ< ﺻـ ـ ــﺎب ﻣ ـ ـ ـﻨـ ـ ــﺎه اﻧ ـ ـﻜـ ــﻲ اﳊ ـ ـﺴ ـ ــﻮد واﻇـ ـ ـﻔ ـ ــﺮ ﺑ ـ ــﺎﻟـ ـ ـﻌ ـ ــﺰ اﻟ ـ ــﺪا وأﺻ ـ ـﺒ ـ ــﺢ ﻳـ ـ ـﺘـ ـ ـﺒـ ـ ـﺨـ ـ ـﺘ ـ ــﺮ ﻓ ـ ــﻲ ﺛـ ـ ـﻴ ـ ــﺎب ﻫـ ـ ـﻨ ـ ــﺎه -٣وﺗﺄﺗﻲ ﻧﻮﺑﺔ اﻟﻌﺸﺎق ﻟﺘﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﺼﺒﺎح ﻣﺤﻮرا 8ﺎ ﲢﻔﻞ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﻘﻄﻮﻋﺎت ﺷﻌﺮﻳﺔ ) (١ﻓﻬﻲ ﺗﻨﺒﻰء ﺑﺎﻧﻬﺰام ذﻳﻮل اﻟﻠﻴﻞ أﻣﺎم ﺟﻴﻮش اﻟﺼﺒﺎح ،وﻫﻲ ﺗﺼﻒ ﻛﻴﻒ وﻟﻰ ﻏﺮاب اﻟﻈﻼم أﻣﺎم ﺣﻤﺎم اﻟﺼﺒﺎح ،وﻛﻴﻒ أﻗﺒﻠﺖ ﺟﻮﻗﺎت اﻷﻃـﻴـﺎر ﺗﺸﺪو ﺑ rاﻷﻏﺼﺎن ﺑﺄﻟﺴﻦ ﻓﺼﺎح ،وﺗﺼﻔﻖ ﺑﺄﺟﻨﺤﺘﻬﺎ ﻣﺴﺒﺤﺔ ﻟﻠﻮاﺣﺪ اﻟﻘﻬﺎر. ﻓﻬﺬا اﻟﻔﺠﺮ ﻗﺪ ﻃﻠﻊ وﻻﺣﺖ ﺗﺒﺎﺷﻴﺮه ،وﻫﺬا زﻣـﺎن اﻟـﺘـﻼﻗـﻲ ﻳـﺘـﺠـﺪد ،وﻫـﺬه ﺟﻤﻮع اﻟﻌﺎﺷﻘ rوﻗﺪ ﻇﻠﻠﺘﻬﺎ راﻳﺎت اﻟﺼﺒﺎح اﳋﻔﺎﻗﺔ ،وﻣﻸت أﺳﻤﺎﻋﻬﺎ أﻧﺎﺷﻴﺪ 179
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
اﻷﻃﻴﺎر ﺑﺄﺻﻮاﺗﻬﺎ اﻟﺮﺧﻴﻤﺔ ،ﻳﺴﺄﻟﻮن اﻷﺣﺒﺔ أن ﻳﺴﻘﻮﻫﻢ ﺧﻤﺮة ﻗﺪﺔ ﺗﺮوي اﻟﻈﻤﺎء وﺗﺪﻧﻲ اﻟﺒﻌﻴﺪ وﲢﻴﻲ اﻟﻨﻔﻮس ،ﺛﻢ ﻳﺴﺘﺰﻳﺪون ﻣﺮة ﺑﻌﺪ أﺧﺮى ،ﻓﺎﻟﺮﻗﻴﺐ ﻗﺪ ﻏﺎب ،ووﻗﺖ اﻟﺴﺮور ﻗﺼﻴﺮ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻳﻨﻘﻀﻲ. وﻫﻜﺬا ﺗﺮﺗﺒﻂ أﺷﻌﺎر ﻧﻮﺑﺔ اﻟﻌﺸﺎق ﺑﺎﻧﺒﺜﺎق اﻟﺼﺒﺢ وﺗﻔﺘﺢ اﳊﻴﺎة ،ﻣﺜـﻠـﻤـﺎ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻧﻐﻤﺘﻬﺎ ﺑﻄﻠﻮع اﻟﻔﺠﺮ وﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﺒﺪاﻳﺔ واﻟﻨﺸﻮء. ﻓﻤﻦ اﻟﺸﻌﺮ ا8ﻮزون ﺻﻨﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺴﻴﻂ )ﺑﺴﻴﻂ اﻟﻌﺸﺎق( ﻗـ ــﻢ ﻳـ ــﺎ ﺧ ـ ـﻠ ـ ـﻴ ـ ـﻠـ ــﻲ إﻟ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ـﻠ ـ ــﺬات واﻟـ ـ ـﻄ ـ ــﺮب ﻻ ﺻ ـ ـﺒـ ــﺮ ﻟـ ــﻲ ﻋـ ــﻦ ﺑ ـ ـﻨـ ــﺎت اﻟ ـ ـﻜـ ــﺮم واﻟ ـ ـﻌ ـ ـﻨ ـ ــﺐ أﻣ ـ ــﺎ ﺗ ـ ــﺮى اﻟـ ـ ـﻠ ـ ـ ـﻴـ ـ ــﻞ ﻗـ ـ ــﺪ وﻟـ ـ ــﺖ ﻋ ـ ـ ـﺴـ ـ ــﺎﻛـ ـ ــﺮه ﻣ ـﻬــﺰوﻣ ــﺔ وﺟـ ـﻴ ــﻮش اﻟـ ـﺼـ ـﺒ ــﺢ ﻓ ــﻲ اﻟـ ـﻄـ ـﻠ ــﺐ!? اﺳـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ــﺎﻧـ ـ ـ ــﻲ ﻟ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ــﺪ ﺑـ ـ ـ ــﺪا اﻟ ـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ـ ـﺠـ ـ ـ ــﺮ وأﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ وﻣﻦ اﻟﺘﻮﺷﻴﺤﺎت )اﻟﺒﺴﻴﻂ( ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﻮة ﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وزر وﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ... وﻣﻦ اﻟﺒﺮاول )اﻟﺪرج(: ﻳـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺎح اﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺾ ﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻓ ـ ـ ـ ــﺎﻟـ ـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ـ ـ ـﺠـ ـ ـ ـ ــﺮ ﺣـ ـ ـ ـ ــ< ﺳـ ـ ـ ـ ــﻞ ﺣ ـ ـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ــﺎم وﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮد ﻣ ـ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ـ ــﺰوم واﻟ ـ ـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ـ ـ ــﻮاﻛ ـ ـ ـ ـ ــﺐ ﻏ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑ ـ ـ ـ ـ ــﻮا... وﻓﻲ وﺳﻊ اﻟﺒﺎﺣﺚ أن ﻳﺘﺮﺻﺪ ا8ﻘﻄﻮﻋﺎت اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ا8ﺒﺜﻮﺛﺔ ﻓـﻲ ﻣـﻴـﺎزﻳـﻦ اﻟﻨﻮﺑﺎت ﻟﻴﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أن ا8ﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ اﻷﺻﻞ ﻣﻮﺣﺪة اﻷﻏﺮاض ﻣﺘﺠﺎﻧﺴﺔ ا8ﻌﻨﻰ ،ﻏﻴﺮ أن ﻳﺪ اﻟﻌﺒﺚ ﺗﺴﺮﺑﺖ إﻟﻰ ﻫﺬه اﻷﺷﻌﺎر، ﻓﺄﺧﺬت ﺗﺴﺘﺒﺪ اﻻ ﺑﺄﺧﺮى ،ﺑﺪﻋﻮى اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ واﻻﻏﻨﺎء آﻧﺎ ،أو ﻟﻀﺮورة ا8ﻨﺎﺳﺒﺎت آﻧﺎ آﺧﺮ .وﻫﻜﺬا اﺧﺘﻠﻄﺖ ا8ﻮﺿﻮﻋﺎت وﺗﻌﺪدت أﻏﺮاﺿﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻮﺑﺔ اﻟﻮاﺣﺪة، وأﺻﺒﺤﺖ ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ أﺑﻴﺎت ﻓﻲ ا8ﺪح زج ﺑﻬﺎ ﺑ rﻣﻘﻄﻮﻋﺎت ﻏﺰﻟﻴﺔ ،أو ﻋﻠﻰ أﺑﻴﺎت ﻓﻲ ا8ﺪﻳﺢ اﻟﻨﺒﻮي أﻗﺤﻤﺖ ﺑ rأﺧﺮى .ﻓﻲ اﻟﻐﺰل. وﻣﻦ اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰال ﺑﻌﺾ ﺻﻨﻌﺎﺗﻬﺎ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻟﻢ ﺴﺴﻬـﺎاﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻧﻮﺑﺔ رﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ ،ﻓﺈن أﺷﻌﺎرﻫﺎ ﺗﻌﻜـﺲ ﺻـﻮرا ﻣـﻦ ﻣـﻌـﺎﻧـﺎة اﻟـﻌـﺎﺷـﻖ 180
ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
وﺻﺒﺮه ﻋﻠﻰ ﺟﻔﺎء اﻟﻌﺸﻴﻖ وﻧﻜﺎﻳﺔ اﻟﺮﻗـﻴـﺐ ،وﻗـﺪ اﺗـﺨـﺬ ﻣـﻦ اﻟـﻠـﻴـﻞ اﻟـﻄـﻮﻳـﻞ ﻣﻼذه ﻳﻘﻀﻴﻪ ﺳﺎﻫﺮا ﻓﻲ اﻧﺘﻈﺎر أن ﻳﻮاﻓﻴﻪ اﳊﺒﻴﺐ ﺑﻄﻠﻌﺘﻪ اﻟﺒﻬﻴﺔ ،ﻓﺈن ﻫﻮ واﻓﺎه ﺑﺎت ﻟﻴﻠﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﺮب ﻳﺘﻐﻨﻰ ﺎ ﺣﻤﻞ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺳﻌﺎدة اﻟﻠﻘﺎء واﻟﺘﺄﻟﻴﻒ، وﻳﺴﺄل أن ﻳﻄﻮل وﻻ ﻳﻨﻘﻀﻲ .ﺣﺘﻰ إذا ﺑﺰغ اﻟﺼﺒﺢ ﺑﻨﻮره أﻧﺤﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻠـﻮم وﺣﻤﻠﻪ ﺳﻮءات اﻟﻔﺮاق ،ﺛﻢ ﻧﺎﺷﺪه ﺑﺎﻟﻠﻪ أن ﻳﺘﻮب ﻋﻦ اﻟﺬﻧﺐ اﻟﺬي اﻗﺘﺮﻓﻪ. وﻣﻦ ﺑ rﺻﻨﻌﺎت ﻫﺬه اﻟﻨﻮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻮ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻤﺎﻧ rﺑﻘﻠﻴﻞ ﺗﻘﻒ ﺣﻮاﻟﻲ ﻋﺸﺮ ﺻﻨﻌﺎت ﺷﺎﻫﺪة ﻋﻠﻰ ﺻﺪق ا8ـﻘـﻮﻟـﺔ ا8ـﺄﺛـﻮرة» :إن ﻃـﺎل ﻋـﻠـﻴـﻚ اﻟـﻠـﻴـﻞ ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺑﺮﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ« ،ﻓﻬﻲ ﺗﻠﻬﻢ اﻟﺼﺒﺮ ،وﺗﻄﺮد ﻋﻦ اﻷﺟﻔﺎن دواﻋﻲ اﻟﻜﺮى، وﺎ ﻳﻨﺸﺪ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻨﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﺤﺮ ا8ﻨﺴﺮح: أﺣ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـﻨـ ـ ــﺖ ﻳ ـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ــﻞ ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺗ ـ ـ ــﺄﻟـ ـ ـ ـﻔـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟـ ـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻃـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ وزد وزد أﺳـ ـ ـ ــﺄت ﻳ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ــﻞ ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﺗـ ـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ـ ــﺮﻗـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑـ ـ ـ ــﺎﻟ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ــﻪ ﻳ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ــﻞ ﺗ ـ ـ ـ ــﺐ وﻻ ﺗـ ـ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ـ ــﺪ وﻣﻦ ﺗﻮﺷﻴﺤﺎﺗﻬﺎ ﻻﺑﻦ زﻳﺪون: ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻃ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ أوﻻ ﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻄ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻻ ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ أن أﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮك )(١ ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮي ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ أرﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮك ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻲ وﻟـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻄـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﻳـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﺟ ـ ـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣـ ـ ـ ـ ــﻮﻟـ ـ ـ ـ ــﻊ ﺑـ ـ ـ ـ ــﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺮ أﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ا$ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ أﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ا$ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ ﻻ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ــﻞ أو ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـﺤ ـ ـ ـ ـ ــﺮ رﻏـ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ أﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﻒ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺬول ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪري ادﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮك $ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮي ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪت أﺛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮك وﻣﻦ أزﺟﺎﻟﻬﺎ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ اﳊﺮاق: 181
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﺟــﻦ اﻟ ـﻠ ـﻴــﻞ ﻋ ـﻠ ـﻴــﺎ ﺣ ـﺘــﻰ ﻇ ـﻬــﺮوا ﻟــﻲ ﻛــﻮاﻛـ ـﺒ ــﻪ واﻟـ ـ ـ ـ ـﻄ ـ ـ ـ ــﻒ رﺑـ ـ ـ ـ ــﻲ واﻗـ ـ ـ ـ ــﺎﻧـ ـ ـ ـ ــﻲ ا$ـ ـ ـ ـ ــﺮﻏـ ـ ـ ـ ــﻮب ﺑ ــﺎن ﺣـ ـﺒـ ـﻴ ـ ـﺒـ ــﻲ ﻟ ـ ـﻴـ ــﺎ ﻣـ ــﺪاﻟـ ــﻲ وأﻧـ ــﺎ ﻧـ ــﺮاﻗ ـ ـﺒـ ــﻪ واﻟ ـ ـﻠـ ــﻲ ﻓـ ـ ـﻴ ـ ــﻪ اﻟـ ـ ـﻨـ ـ ـﻴ ـ ــﻪ ﺳـ ـ ـﻔ ـ ــﺮ ﺑ ـ ــﺎ $ـ ــﺮﻏ ـ ــﻮب روﺣــﻲ ﻟ ـﻴــﻪ ﻫــﺪﻳــﺎﻋ ـﻤــﺮي ﻓ ـﻴ ـﻬــﺎ ﻣــﺎ ﻧ ـﻄ ــﺎﻟـ ـﺒ ــﻪ إذا ﻳ ـ ـ ــﺮﺿ ـ ـ ــﻰ ﺑـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ــﺎ أﻧ ـ ـ ــﺎ ﻟ ـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ــﻮب وﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻮﺑﺎت أﻳﻀﺎ ﻧﻮﺑﺔ اﻻﺳﺘـﻬـﻼل ،ﻓـﺈﻧـﻚ ﺗـﺴـﺘـﻄـﻴـﻊ ﻣـﻦ ﺧـﻼلﻗﺮاءﺗﻚ أﺷﻌﺎرﻫﺎ أن ﺗﻨﺴﺞ ﻗﺼﺔ ﻫﺬا ﻣﺠﻤﻠﻬﺎ :ﻻ ﺟﻨﺎح ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺷﻖ ﻓﻲ أن ﻳﻌﻠﻦ ﻋﻦ ﺣﺒﻪ ،وﻻ ﻋﺬر ﻟﻪ ﻓﻲ أن ﻳﺒﻮح ﺑـﺸـﻜـﻮاه ،ﻓـﺈن اﻟـﺘـﺠـﻤـﻞ رﻣـﺰ اﳊـﺐ اﻟﺼﺎدق ،وﻫﻮ ﻣﻔﺘﺎح ﻟﻠﻔﺮج .ﻏﻴﺮ أن ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻔﺮج ﻃﻮﻳﻞ وﺷﺎق ،ﻓﻬﻮ ﻣﺤﻔﻮف ﺑﻠﻮم اﻟﻘﺮﻳﺐ وﺟﻔﺎء اﳊﺒﻴﺐ وﻧﻜﺎﻳﺔ اﻟﺮﻗﻴﺐ ،وﺑﻌﺪ ا8ﺰار وﻗﺴﻮة اﻟﻬﺠﺮ .وﻻ ﻣﻨﺎص ﻟﻠﻌﺎﺷﻖ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺴﻌﺪ ﺑﺎﻟﻠﻘﺎء وﻳﻬﻨﺄ ﺑﺎﻟﻮﺻـﺎل ﻣـﻦ أن ﻳـﻘـﺪم ﻣـﻬـﺠـﺘـﻪ ﻓﺪاء ﻟﻌﺸﻴﻘﻪ ،وأن ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ رﺿﺎه ﺳﻄـﻮة اﻟـﻐـﺮام وﻳـﺬوق ﻓـﻲ ﺣـﺒـﻪ ﻟﻈﻰ اﻟﻬﻴﺎم. ﻓﻬﺬا وﺷﺎح ﻳﻌﻠﻦ أن ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ اﶈﺐ ﻣﻦ ﺣـﺮج إذا ﻫـﻮ أﻋـﻠـﻦ ﻋـﻦ ﺣـﺒـﻪ ﻓﻴﻘﻮل: ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎري وأم اﳊ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ وﻃـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎري وﻃ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎراﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬاري وذاك ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄي ﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎح ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻖ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ ا$ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼح ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮق وﻫﺬا آﺧﺮ )اﻟﺒﻄﺎﻳﺤﻲ( ﻳﻌﻠﻦ أن اﻟﻬﻮى ﻟﻴﺲ ﻳﻜﺘﻢ: ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮة اﻷﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﳊ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺲ ﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ 182
ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
وﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻜـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮي ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ وﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ وﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪري أن اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮى ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺲ ﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻜـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ وﻫﺬا ﺷﺎﻋﺮ ﻳﺄﺑﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺷﻖ أن ﻳﺮﻓﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﺑﺎﻟﺸﻜﻮى )اﻟﻘﺪام( إن ﺷـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ــﻮت اﻟـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ــﻮى ﻓـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ــﺎ أﻧ ـ ـ ــﺖ ﻣـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ــﺎ اﺣ ـ ـ ـﻤـ ـ ــﻞ اﻟ ـ ـ ـﺼـ ـ ــﺪ واﳉ ـ ـ ـﻔـ ـ ــﺎ ﻳ ـ ـ ــﺎﻣـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ــﻰ ﺗـ ـ ــﺪﻋـ ـ ــﻲ ﻣـ ـ ــﺬﻫـ ـ ــﺐ اﻟ ـ ـ ـﻬـ ـ ــﻮى ﺛـ ـ ــﻢ ﺗ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ــﻮ أﻳـ ـ ـ ــﻦ دﻋـ ـ ـ ــﻮاك ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ــﻮى ﻗ ـ ـ ـ ــﻞ أﻳ ـ ـ ـ ــﻦ? ﻟ ـ ـ ـ ــﻮ وﺟ ـ ـ ـ ــﺪﻧ ـ ـ ـ ــﺎك ﺻ ـ ـ ـ ــﺎﺑ ـ ـ ـ ــﺮا ﻟـ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ـ ــﻮاﻧـ ـ ـ ـ ــﺎ $ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـﺤ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ــﺎك ﻛـ ـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗـ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ــﻰ
183
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
184
ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻮازﻳﻦ اﳌﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
185
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
186
ﻣﻮازﻳﻦ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
9ﻇﺎﻫﺮة اﻹﻳﻘﺎع ﻳﻌﺘـﺒـﺮ اﻹﻳـﻘـﺎع واﺣـﺪا ﻣـﻦ أﺑـﺮز ﻋـﻨـﺎﺻـﺮ اﻟـﻠـﻐـﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﺔ .ﻓﻬﻮ اﻟﺬي ﻳﻀﺒﻂ ﺣﺮﻛﺔ اﻷﳊﺎن ،وﻳﺴﻜﺐ ﻓﻴﻬﺎ اﳊﻴﺎة ،وﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺠﺴﺪﻫﺎ وﻨﺤﻬـﺎ ﻫـﻴـﻜـﻼ ﻣﻌﻴﻨﺎ .وﻟﻴﺲ اﻹﻳﻘﺎع ﺑﺪﻋﺔ أﺣﺪﺛﻬﺎ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﻮن ،وﻟﻜﻨﻪ ﻇﺎﻫﺮة ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺗﻌﺪدت ﻣﻈﺎﻫﺮﻫﺎ ﻓﻲ اﳊﻴﺎة ،وﲡﻠﺖ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺎت اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت واﺨﻤﻟﻠﻮﻗﺎت ،ﻓﻘﺼﻒ اﻟﺮﻳﺎح ،وﺧـﺮﻳـﺮ ا8ـﻴـﺎه ،وﺣـﻔـﻴـﻒ اﻷﺷـﺠـﺎر ،وﻫـﺪﻳـﺮ اﻟﺒﺤـﺎر ،ﻛـﻞ ذﻟـﻚ أﺻـﻮات ﻣـﻮﻗـﻌـﺔ ﺗـﺸـﻬـﺪ ﺑـﺄﺻـﺎﻟـﺔ اﻹﻳـﻘـﺎع ﻓـﻲ اﻟـﻄـﺒـﻴـﻌـﺔ ،وﺣـﺮﻛـﺎت اﻟـﻨـﺠـﻮم ،وﺗـﻮاﻟـﻲ اﻟﻔﺼﻮل ،وﺗﻌﺎﻗﺐ اﳉﺪﻳﺪﻳﻦ ،ﻛﺄﺎ ﻛﻞ ذﻟـﻚ ﻳـﻮﻗـﻊ ﻋﻠﻰ وﺗﺮ اﻟﺰﻣﺎن ﺣﺮﻛﺎت رﺗﻴﺒـﺔ اﻟـﻮزن .أﻣـﺎ اﻟـﻜـﺎﺋـﻦ اﳊﻲ ﻓﻜﻞ ﺷﻰء ﻓﻴﻪ ﻳﻮﻗﻊ ،ﻣﻦ ﺗﻨﻔﺲ وﺧﻔﻘﺎن ﻗﻠﺐ وﻧﺒﺾ ﻋﺮق وﺣﺪﻳﺚ ﻟﺴﺎن .ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎن اﻹﻳﻘﺎع أﺳﺎﺳﺎ ﳊﻴﺎة أﺟﺴﺎﻣﻨﺎ ورﻣﺰا ﻻﺳﺘﻤﺮارﻫﺎ ﻓﺈن ﻫـﻮ ﺗـﻮﻗـﻒ ﻳﻮﻣﺎ ﻛﺎن ذﻟﻚ اﻳﺬاﻧﺎ ﺑﺎﻟﻔﻨﺎء .وﻗﺪ أﺟﻤﻊ اﻟﺒﺎﺣـﺜـﻮن ﻋﻠﻰ أن اﻹﻳﻘﺎع ﻛﺎن أﺳﺒﻖ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﻠﻐﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴـﺔ إﻟﻰ اﻟﻮﺟﻮد ،وأﻧﻪ ﻛﺎن ﻓﻲ ﻃﻠﻴﻌﺔ ﻣﺎ اﻫﺘﺪى اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺒﺪاﺋﻲ إﻟﻰ إﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻌﺒـﻴـﺮ، وﻟﻌﻞ ﺎ ﻳﺪل ﻋـﻠـﻰ أﺻـﺎﻟـﺘـﻪ أن أوﻟـﻰ اﺳـﺘـﺠـﺎﺑـﺎت اﻟﻄﻔﻞ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ ﺗﻜﻮن اﻳﻘﺎﻋﻴـﺔ ،وﺗـﺒـﺪو ﻓـﻲ ـﺎﻳـﻞ رأﺳﻪ ﻣﻊ اﻹﻳﻘﺎﻋﺎت اﻟﺮﺗﻴﺒﺔ ا8ﺘﺸﺎﺑﻬﺔ. 187
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
أﻫﻤﻴﺔ اﻹﻳﻘﺎع:
ﻳﻠﻌﺐ اﻹﻳﻘﺎع دورا أﺳﺎﺳﻴﺎ ﻓﻲ ﲢﺪﻳﺪ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﺤﻦ ا8ﻮﺳـﻴـﻘـﻲ. وﻗﺪ إﻋﺘﺒﺮه ﻣﺆرﺧﻮ ا8ﻮﺳـﻴـﻘـﺎ وﻣـﻨـﻈـﺮوﻫـﺎ ﻣـﻘـﻴـﺎﺳـﺎ ﻋـﺪدﻳـﺎ ﻟـﺘـﻘـﺪﻳـﺮ أزﻣـﻨـﺔ اﻷﳊﺎن) ،(١ورﺑﻄﻮه ﺑﻌﻠﻢ اﻻرﺎﻃﻴﻘﻲ )اﳊﺴﺎب( ) ،(٢وﻣﻦ دوﻧﻪ ﺗﻈﻞ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻏﺎﻣﻀﺔ ﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺘﻘﻄﺖ ﻋﻔﻮا وﻛﺘﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻧﺴﻖ ﻣﻌ rﻻ ﻳﺠﺪ ﻟﻬﺎ اﻟﻘﺎرىء أي ﻣﻌﻨﻰ ﻷن ﻣﺆﻟﻔﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺪد ﻟﻬﺎ ﺑﺪوره أي ﻣﻌﻨﻰ ).(٣
اﻹﻳﻘﺎع ﻛﻤﺼﻄﻠﺢ:
وﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻘﺼﻴﻨﺎ ﻟﺒﻠﺘﻌﺮﻳﻔﺎت اﻟﺘﻲ أﻃﻠﻘﺘﻬﺎ ا8ﺼﺎدر اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ اﻟﻘﺪﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻳﻘﺎع ،ﺑﺪءا ﺑﺎﺳﺤﺎق ا8ـﻮﺻـﻠـﻲ ا8ـﺘـﻮﻓـﻰ ﻋـﺎم ٢٨٥ﻫـ واﻧﺘﻬﺎء ﺑـﻌـﺒـﺪ ا8ـﺆﻣـﻦ اﻷرﻣﻮي ا8ﺘﻮﻓﻰ ﻋﺎم ٦٩٣ﻫـ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﻨﺴﺞ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﳉﺎﻣﻊ :اﻹﻳﻘﺎع )(٦ »ﺣﺮﻛﺎت ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ اﻷدوار« ) ،(٤ﺗﻀﺒﻄﻬﺎ »ﻧﺴﺐ زﻣﺎﻧﻴﺔ )» (٥ﻣﺤﺪودة ا8ﻘﺎدﻳﺮ« ﻋﻠﻰ أﺻﻮات ﻣﺘﺮادﻓﺔ ﻓﻲ أزﻣﻨﺔ ﺗﺘﻮاﻟﻰ ﻣﺘـﺴـﺎوﻳـﺔ ﻛـﻞ واﺣـﺪة ﻣـﻨـﻬـﺎ ﺗـﺴـﻤـﻰ »دورا« ) ،(٧وﻫﻮ »ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻧﻘﺮات ﺗﺘﺨﻠﻠﻬﺎ أزﻣﻨﺔ ﻣﺤﺪودة ا8ﻘﺎدﻳﺮ ﻋﻠﻰ ﻧـﺴـﺐ وأوﺿﺎع ﻣﺨﺼﻮﺻﺔ ﺑﺄدوار ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ« ).(٨ وﻓﻲ وﺳﻌﻨﺎ أن ﻧﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ا8ﺮﻛﺐ أن اﻹﻳﻘﺎع ﻓﻲ ا8ﺼﺎدر اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻛﺎن واﺿﺤﺎ وﻣﺤﺪودا ،وأﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﺪﻗﺔ واﻟﺴﻌﺔ ﺑﺤـﻴـﺚ ﻳـﺸـﻤـﻞ ﺳﺎﺋﺮ ا8ﺼﻄﻠﺤﺎت اﻷﺧﺮى ﺎ ﻳﺠﺮي ﺗﺪاوﻟﻪ ﻋﻨﺪ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﳊﺮﻛﺔ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ وﺿﻮاﺑﻄﻬﺎ وﻣﻘﺎﻳﻴﺴﻬﺎ .وﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟـﻰ ا8ـﺼـﺎدر ا8ـﻐـﺮﺑـﻴـﺔ ﳒـﺪ أن ﻟﻔﻆ »اﻹﻳﻘﺎع« ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻔﻬﻮﻣﺎ أﻗﻞ دﻗﺔ وﻻ ﻳﺒـﻠـﻎ ﻣـﻦ اﻟـﺸـﻤـﻮﻟـﻴـﺔ ﻣـﺒـﻠـﻐـﻪ ﻓـﻲ ا8ﺼﺎدر اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ. وﻗﺪ أﻗﺮ اﻟﺘﺪاول واﻻﺳﺘﻌﻤﺎل-إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﺼﻄﻠﺢ »اﻹﻳﻘﺎع«-ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ا8ﺼﻄﻠﺤﺎت ﺗﻘﺎرﺑﺖ ﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻬﺎ ،وﺑﻠﻐﺖ ﻣﻦ اﻟﺘﺪاﺧﻞ ﻓﻲ ﺑـﻌـﺾ اﻷﺣـﻴـﺎن ﻣـﺎ ﺟﻌﻞ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺷﺎﻗﺎ وﻋﺴﻴﺮا ،وﻣﻦ ﻫﺬه ا8ﺼﻄـﻠـﺤـﺎت اﻟـﻮزن واﻟـﺰﻣـﺎن، واﻟﺪور واﻟﻨﻘﺮة وا8ﻮازﻳﻦ. وﻓﻴﻤﺎ ﻴﻞ ﻟﻔﻆ اﻹﻳﻘﺎع أﺣﻴﺎﻧﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﻓﻲ آن واﺣﺪ اﻟﻌﺰف ﻋـﻠـﻰ اﻵﻻت اﻟﻮﺗﺮﻳﺔ واﻟﻬﻮاﺋﻴﺔ ،وﺿﺮب اﻵﻻت اﻟﻨﻘﺮﻳﺔ ،ﻳﺒﺪو ﻟﻔﻆ »ا8ﻮازﻳﻦ« أوﺳﻊ ﺗﻠﻚ ا8ﺼﻄﻠﺤﺎت ﺷﻤﻮﻻ وأﻗﺮب إﻟﻰ أن ﻳﺤﺘﻞ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﺎ8ﻐﺮب ا8ﻘﺎم ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي اﺣﺘﻠﻪ ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻹﻳﻘﺎع ﻓﻲ ا8ﺸﺮق ﻗﺪﺎ. 188
ﻣﻮازﻳﻦ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
اﻹﻳﻘﺎع ﻓﻲ اﳌﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ:
ﻳﺸﻜﻞ اﻹﻳﻘﺎع ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻋﻨﺼﺮا ﻣﺴﺘﻘﻼ ﺑﺬاﺗﻪ ،وﺗﻀﻄﻠـﻊ ﺑﺎﺑﺮازه آﻟﺘﺎن ﺧﺎﺻﺘﺎن ﻫﻤﺎ اﻟﻄﺮ واﻟﺪرﺑﻮﻛﺔ .وﻫﻮ ﻷﻫﻤﻴﺘﻪ ﻫﺬه اﻋﺘﺒﺮ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﻪ »رﺋﻴﺲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ« واﻋﺘﺒﺮت آﻟﺘﻪ »ﳉﺎﻣﻬﺎ وأﺳﺎﺳﻬﺎ« ).(٩ وﻗﺪ وﻗﻒ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن اﻷوروﺑﻴﻮن أﻣﺎم اﻟﺜﺮوة اﻹﻳﻘـﺎﻋـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺰﺧـﺮ ﺑـﻬـﺎ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ وﻗﻔﺔ اﻧﺒﻬﺎر وإﻋﺠﺎب ،وراﺣـﻮا ﻳـﻘـﺎرﻧـﻮن ﺑـﻴـﻨـﻬـﺎ وﺑ rﻣﺎ أﻟﻔﻮه ﻓﻲ اﻳﻘﺎﻋﺎﺗﻬﻢ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻻ ﺗـﻌـﺪو أن ﺗـﻜـﻮن ﻣـﺠـﺮد أﺛـﺮ ﻟﻠﻤﺼﺎﺣﺒﺔ اﻵﻟﻴﺔ .وﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﻴﻴﺮ ﻓﻴﻠ rاﻟﺬي وﻗـﻒ ﻓـﻲ ا8ﺆﺮ اﻷول ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ ا8ﻨﻌﻘﺪ ﺑﻔـﺎس ﻓـﻲ ﻣـﺎﻳـﻮ ١٩٣٩م ﻟﻴﻌﻠﻦ دون ﺣﺮج أن »اﻟﺴﻤﺎع اﻟﻮاﻋﻲ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷوروﺑﻴﺔ ﻳﻜﺎد ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺄن اﻹﻳﻘﺎع ﻓﻴﻬﺎ ﻻ ﻳﺨﻀﻊ ﺑﺎ8ﺮة ﻷي ﻗﺎﻋﺪة ﻣﻌﻴﻨﺔ ،إذ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻮﻟﺪ ﻣﻦ ا8ﺼﺎﺣﺒﺔ اﻵﻟﻴﺔ ﻋـﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻷزﻣﻨﺔ ،وﻻ ﻳﺨﺮج ﻋﻦ اﻳﻘﺎﻋ rاﺛﻨ rﻫﻤﺎ اﻹﻳﻘﺎع اﻟﺜﻨﺎﺋﻲ واﻹﻳﻘﺎع اﻟﺜﻼﺛﻲ .أﻣﺎ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﺎﻹﻳﻘﺎع ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﻋﻨﺼﺮا أﺻﻴﻼ ،إن ﻟﻢ ﻧﻘﻞ ﻇﺎﻫﺮة أﺻﻴﻠﺔ ﺗﺘـﺠـﻠـﻰ ﻓـﻲ ﺳـﺎﺋـﺮ اﻷﺻـﻨـﺎف ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﻴـﺔ ﻟﻠﺸﻌﻮب اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،وﺗﺸﻜﻞ ﻋﻨﺼﺮا أﺳﺎﺳﻴﺎ ﻓﻲ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻬﺎ اﻟـﻔـﻨـﻴـﺔ واﳉﻤﺎﻟﻴﺔ« ).(١٠ وﻛﺄﺎ ﻳﻠﻤﺢ ﺑﻴﻴﺮ ﻓﻴﻠ-rوﻫﻮ ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺬه ا8ﻘﺎرﻧﺔ-إﻟﻰ ﻇﺎﻫﺮة ﻏﻴﺎب ﻋﻨﺼﺮ اﻹﻳﻘﺎع ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﺑﺄوروﺑﺎ ﻟﻔﺎﺋﺪة ﻋﻨﺼﺮ اﻟﻠﺤﻦ ،ﺎ ﻛﺎن ﻳﺪﻓﻊ ﺑﻘﺎﺋﺪي اﻻرﻛﺴﺘﺮات ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ إﻟﻰ اﺻﻄﻨـﺎع وﺳـﺎﺋـﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪة ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ذﻟﻚ اﳋﺼﺎص ،ﻣﺜﻞ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻜـﺎز واﻟـﻀـﺮب ﺑـﻪ ﻋـﻠـﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض ﺑﻘﺼﺪ ﺣﻤﻞ اﻟﻌﺎزﻓ rﻋﻠﻰ إﺣﺪاث ﺿﻐﻮط أﺛﻨﺎء اﻟﻌﺰف. وﻳﺒﺪو أن ﻫﺬه اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺮﺿﻲ اﳉـﻤـﻬـﻮر ﻳـﻮﻣـﺌـﺬ ،ﻓـﻘـﺪ أﻧـﻜـﺮﻫـﺎ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻴﺎن ﺣﻀﺮ ﺣﻔﻠﺔ ﺑﺎﻻوﺑﺮا أﺣﻴﺎﻫﺎ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎر اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻟـﻮﻟـﻲ )-١٦٣٢ (١٦٨٧ﺛﻢ ﺧﺮج ﻳﻘﻮل :إﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺴﻤﻊ ﻓﻲ اﻻوﺑﺮا ﺻﻮت اﻟﻌﻜﺎز أﻛﺜﺮ ﺎ ﻳﺴﻤﻊ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ذاﺗﻬﺎ ) ،(١١ﻛﻤﺎ أﻧﻜﺮﻫﺎ اﻟﻨﺎس ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻷﻧﻬﺎ أودت ﺑﺤﻴﺎة ﻟﻮﻟﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫﻮى ﺑﻌﻜﺎزﺗﻪ ﺧﻄﺄ ﻋﻠﻰ رﺟﻠﻪ ﻓﻤﺎت ﻣﻦ ﺟﺮاء ذﻟﻚ ).(١٢
وﻇﻴﻔﺔ اﻹﻳﻘﺎع ﻓﻲ اﳌﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ:
ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺒﺪي ا8ﺼﺎدر ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳـﺔ اﻫـﺘـﻤـﺎﻣـﺎ ﻣـﺘـﺰاﻳـﺪا-ﺑـﻞ 189
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
وﻣﺒﺎﻟﻐﺎ ﻓﻴﻪ-ﺑﺪور اﻟﻄﺒﻮع ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،ﻓﺘﺬﻫﺐ إﻟﻰ ﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ ﲢﻘﻴﻖ ﻏﺎﻳﺎت ﺷﺘﻰ ﻧﻔﺴﻴﺔ وﺧﻠﻘﻴﺔ ،وﺗﺮﺑﻄﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﺒﺎﺋﻊ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ وﺑﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻷرﺑﻌﺔ ،ﻓﺈن ﻫﺬه ا8ﺼﺎدر ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻻ ﺗﻜﺎد ﺗﺬﻛﺮ ﺷﻴـﺌـﺎ ﻋـﻦ وﻇـﻴـﻔـﺔ اﻹﻳﻘﺎع ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ إﻻ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ ﻗﻴﺎﻣﻪ ﺑﺤﻔﻆ ا8ﻴﺰان وﺿﺒﻂ ﺣﺮﻛﺔ اﻷﳊﺎن وﻫﻤﺎ ﺻﻔﺘﺎن ﻻ ﺗﺨﺘﺺ ﺑﻬﻤﺎ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ دون ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻷﻟﻮان ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎن ﻄﻬﺎ وﺟﻨﺴﻬﺎ ) .(١٣ﻏﻴﺮ أن اﻟﺘﻘﺼﻲ ا8ﺒﺎﺷﺮ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ أداء ا8ﻴﺎزﻳﻦ ﻳﻔﻀﻲ ﺑﺎﻟﺒﺎﺣﺚ إﻟﻰ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ا8ﻌﺎﻳﻴﺮ ﺗﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ اﻹﻳﻘﺎع ﻓﻲ ﻫﺬه ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ وﺗﺴﻤﻪ ﺑﺴﻤﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻨﺤﻪ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺪور ﻣﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻔﻨﻲ وﺧﻠﻖ أﺟﻮاء ﻧﻔـﺴـﻴـﺔ ﻣـﻌـﻴـﻨـﺔ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺴﺘﺤﻮذ ﻋﻠﻰ ا8ﺴﺘﻤﻊ ﻟﺘﺨﻠﻖ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻋﺎ8ﺎ ﻣﺘﻤﻴﺰا. وﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺗﻠﻚ ا8ﻌﺎﻳﻴﺮ واﻟﺴﻤﺎت ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺘﻤﺎﺛﻞ ،وﻧﻌﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳉﻤﻞ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺎم اﻳﻘﺎﻋﻲ واﺣﺪ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺗﺮﺟﻴـﻌـﻪ ﻣـﺪدا ﺗﻄﻮل وﺗﻘﺼﺮ ﺗﺒﻌﺎ ﳊﺠﻢ اﻟﺼﻨﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﲢﺘﻀﻨﻬﺎ ﺣﺮﻛﺎت ا8ﻴﺰان اﻟﺜﻼث: اﻟﺘﺼﺪرة واﻟﻘﻨﻄﺮة واﻻﻧﺼﺮاف. وﺗﺴﻬﻢ ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﻣﺎ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﻮﺣﺪة اﻟﺸﻌﻮر ﻟﺪى ا8ﺴﺘﻤﻌ rﲢﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺻﻴﻎ وﺗﺮﻛﻴﺒﺎت اﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ ﻳﺘﺤﺪد ﺗﻮاردﻫﺎ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﻷﺧﺮى ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺘﻮﻃﻦ اﻟﻨﻔﻮس ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎس ﺑﻬﺎ. وﺗﺘﻤﻴﺰ ﻫﺬه اﻟﺘﺮﻛﻴﺒﺎت ﺑـﻜـﻮﻧـﻬـﺎ-ﺣـﺘـﻰ ﻓـﻲ أﺷـﺪ اﻹﻳـﻘـﺎﻋـﺎت ﺗـﻮﺗـﺮا ﻋـﻨـﺪ اﻻﻧﺼﺮاﻓﺎت-ﺗﻈﻞ ﻣﺘﻔﺘﺤﺔ ﻋﻠﻰ اﳋﻄﻮط اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﺗﻌﺒﻴـﺮا وﺗـﺼـﻮﻳـﺮا، وﻻ ﺗﻄﻐﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻄﻐﻰ ﻓﻲ أﺎط ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻮازن ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻼ ﲢﺪ ﻣﻦ ﻓﻴﻀﻬﺎ وﻻ ﲢﻮل دون أن ﺗﻨﺴﺎب ﻋﺒﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﺪﻓﻖ ﻣﻄﺮد. وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﺗﺴﺎع ا8ﺴﺎﺣﺔ اﻹﻳﻘﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺴﺎب ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻷﳊـﺎن إﻻ أﻧﻨﺎ ﻧﻼﺣﻆ أﻧﻪ-ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﺻﻨﻌﺎت اﻟﺘﺼﺪرات ا8ﻮﺳﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗـﺴـﺘـﻬـﻞ ﺑـﻬـﺎ ا8ﻴﺎزﻳﻦ-ﻳﻈﻞ اﻟﺪور ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﺒﻨﻴﺎت اﻹﻳﻘﺎﻋﻴﺔ- ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ أن ﻳﺤﻔﻆ ﻟﻺﻳﻘﺎع أﻫﻤﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﲡﺬﻳﺮ وﻇﻴﻔﺘﻪ وﺗﺄﺻﻴـﻞ ﻣـﻬـﻤـﺘـﻪ، وذﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻘﻴﺾ ﻣﻦ واﻗﻌﻪ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻜﻼﺳـﻴـﻜـﻴـﺔ اﻟـﻐـﺮﺑـﻴـﺔ ﺣـﻴـﺚ ﻻ ﻳﺨﺮج ﻋﻦ ﺻﻨﻔ rاﺛﻨ) rﺛﻨﺎﺋﻲ وﺛﻼﺛﻲ( ،ﻳﺘﻀﺎءل أﺛـﺮﻫـﻤـﺎ اﻟـﺘـﻌـﺒـﻴـﺮي ﻋـﻨـﺪ اﻷداء إذا ﻣﺎ ﻗﻮرن ﺑﺪور اﳉﻤﻠﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮاد ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ 190
ﻣﻮازﻳﻦ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ أن ﺗﺘﺒﻮأ اﻟﺼﺪارة وﺗﻀﻄﻠﻊ ﺑﺘﺮﺟﻤﺔ ﻣﻀﺎﻣ rاﻟﻌﻤﻞ اﻟﻔﻨﻲ وﺗﺸﺨﻴﺺ ا8ﻮاﻗﻒ ،وذﻟﻚ ﺑﺎﻻرﺗﻜﺎز آﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟـﺼـﻮت اﻟـﺒـﺸـﺮي اﻟـﺬي ﻳـﻮﻇـﻒ ا8ـﻘـﺎﻃـﻊ اﻟﻜﻼﻣﻴﺔ ﻹﺣﺪاث اﻟﻨﺒﺮات ،وآﻧﺎ آﺧﺮ ﻋـﻠـﻰ ا8ـﺼـﺎﺣـﺒـﺔ اﻵﻟـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺘـﻮﺳـﻞ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﺒﺘﻜﺮة ﻓﻲ اﻷداء ﻛﺎﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻷزﻣﻨﺔ. وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﻮل إن اﻹﻳﻘﺎع ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻳﺸﻜﻞ ﻋﻨﺼﺮا ﻗﺎﺋﻢ اﻟﺬات ،وﻟﻜﻨﻪ ﻋﻨﺼﺮ ﺗﻜﺎﻣﻠﻲ ﻳﺴﺎﻫﻢ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻠﺤﻦ ا8ﻴﻠﻮدي ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻔﻨﻲ ﺣﺘﻰ ﻟﻴﻮﺷﻚ ﻛﻼﻫﻤﺎ أن ﻳﻜﻮن ﻓﻲ ﺧـﺪﻣـﺔ اﻵﺧـﺮ ،وﻳـﺮﺗـﺒـﻂ ﺑـﻪ ارﺗﺒﺎﻃﺎ ﻋﻀﻮﻳﺎ ،وﻳﻮﻃﻰء ﻟﻪ ا8ﺴﺎر اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ واﻷﻣﺜﻞ ،ﺑﻞ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺑﻨﻴﺘﻪ وﺗﺸﺨﻴﺺ ﺻﻮرﺗﻪ. وﻣﻦ ﻫﻨﺎ أﻳﻀﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﳉﺰم ﺑﺄن اﻹﻳﻘﺎع ﻳﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻮاﻟﻲ اﻷدوار ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﻮﺣﺪة ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻹﻳﻘﺎع ،ﺷﺒﻴﻬﺎ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻟﺪﻫﺎ وﺣﺪة اﻟﻄﺒﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻠﺤﻦ. وإذا ﻛﺎن ﺗﻮاﻟﻲ اﻷدوار ﻓﻲ ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻷﻧـﺪﻟـﺴـﻴـﺔ ﻳـﺨـﻠـﻖ ﻟـﺪى ا8ـﺴـﺘـﻤـﻊ اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺘﻮاﺗﺮ ﺳﻴﺎق اﻳﻘﺎﻋﻲ ﻣﻨﺘﻈﻢ وﻣﺘﺸﺎﺑﻪ ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻼﺣﻢ ﻣﻊ اﻷﳊﺎن ﻓﻤﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أن ﺗﺘﻮﻟﺪ ﻣﻨﻪ رﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﳊﺮﻛﺔ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺘﺤﻮل إﻟﻰ رﻏـﺒـﺔ ﻓﻲ اﻟﺮﻗﺺ ﺠﺮد اﻧﺘﻘﺎل اﳉﻮق ﻣﻦ ﺻﻨﻌﺎت اﻟﺘﺼﺪرة ا8ﻮﺳﻌﺔ إﻟﻰ ﺻﻨﻌﺎت اﻟﻘﻨﻄﺮة ا8ﻬﺰوزة .وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺪرك ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ أوﺟﻪ اﻟﺸﺒﻪ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑ rاﻟﺼﻨﻌﺎت ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ وا8ﺘﺘﺎﺑﻌﺎت اﻟﺮاﻗﺼﺔ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷوروﺑﻴﺔ اﻟﻮﺳﻴﻄﺔ. ﻋﻠﻰ أن ﻫﺬه اﻟﺮﻏﺒﺔ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﻌﻮد ﻟـﺘـﺘـﺒـﺪد ﻣـﻊ ﺑـﺪاﻳـﺔ ﺣـﺮﻛـﺔ اﻻﻧـﺼـﺮاف اﻟﺴﺮﻳﻌﺔ .وﻋﻠﺔ ذﻟﻚ أن وﻇﻴﻔﺔ اﻟﺮﻗﺺ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﲡﺎﻓﻲ اﳊﺮﻛﺔ اﻟﺼﺎﺧﺒﺔ ا8ﻨﺪﻓﻌﺔ وﺗﺮﻓﺾ اﻟﻌﻨﻒ واﳉﻤﻮح ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓـﻲ ﻣـﻘـﺎﺑـﻞ ذﻟـﻚ ﺗـﺒـﺪو أﻛﺜﺮ اﻧﺴﺠﺎﻣﺎ ﻣﻊ اﳊﺮﻛﺔ ا8ﺘﺮﻧﺤﺔ ،واﻟﻬﺰة ا8ﺘﻬﺎدﻳﺔ ،واﻻﻧﻌﻄـﺎﻓـﺔ ا8ـﺘـﺄﻧـﻴـﺔ، واﻻﻧﺤﻨﺎءة اﳊﺎ8ﺔ. وﻳﻀﻄﻠﻊ اﻹﻳﻘﺎع ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﺪور ﺗﻨﺸﻴﻂ ا8ﺴﺘﻤﻊ وﺗﺸﺠﻴﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﻛﺒﺔ اﻻﺳﺘﻤﺎع .وﻳﺘﺠﻠﻰ ذﻟﻚ ﺑﻮﺿﻮح ﻋﻨﺪ اﻧﺘﻘﺎل اﳉﻮق ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺪرة إﻟﻰ اﻟﻘﻨﻄﺮة ،ﺣﻴﺚ ﺗﻬﺘﺰ اﳊﺮﻛﺔ ﻓﻴﺸﻌﺮ ا8ﺴﺘﻤﻌﻮن-وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻏﻴﺮ ا8ﺘﻤﺮﺳr ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ »اﻵﻟﺔ«-ﺑﺎﻟﺮﻏﺒﺔ ﺗﺘﺠﺪد ﻓﻴﻬﻢ وﺑﺎﳊﻤـﺎس ﻳـﺴـﺮي ﺑـ rﺿـﻠـﻮﻋـﻬـﻢ. وﺗﺰداد ﺗﻠﻚ اﻟﺮﻏﺒﺔ وﻫﺬا اﻻﺣﺴﺎس اﺣﺘﺪاﻣﺎ وﻗﻮة ﻛـﻠـﻤـﺎ ﺗـﻮﻏـﻞ اﳉـﻮق ﻓـﻲ ﺻﻨﻌﺎت اﻻﻧﺼﺮاف. 191
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
أدوات اﻹﻳﻘﺎع ﻓﻲ اﳌﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ:
وﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﻄﺮ واﻟﺪرﺑﻮﻛﺔ-إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺘﻮﺳﻴﺪ-اﻷدوات اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻹﺣﺪاث اﻹﻳﻘﺎع ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ .ﻓﺄﻣﺎ اﻟﺘﻮﺳﻴﺪ ﻓﻬﻮ اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﺑﻜﻒ اﻟﻴﺪ اﻟﻴﻤﻨﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻴﺴﺮى أو ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺨﺬ .وﲡﺮي اﻟﻌﺎدة ﻋﻨﺪ ﺗﻠﻘ rا8ﺘﻌﻠﻤـ rا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ أن ﻳﺒﺪأ ﺑﺘﻤﺮﻳﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﺳﻴﺪ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺨﺬ ،وذﻟﻚ ﺑﻘﺼـﺪ ﺧﻠﻖ اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻹﻳﻘﺎع ﻟﺪﻳﻬﻢ .ﻓﺈذا أﻳﻘﻦ ا8ﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻣﻬﻢ أذن ﻟﻬﻢ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺪرﺑﻮﻛﺔ أوﻻ ،ﺛﻢ اﻟﻄﺮ ﻓﻲ ا8ﺮﺣﻠﺔ اﻷﺧﻴﺮة .وﻷﻫﻤﻴﺔ اﻟﻄﺎر ﻓـﺈن »ﺻـﺎﺣـﺒـﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻫﻮ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺬي ﻳﻨﺘﻘﻲ اﻟﺸﻌﺮ أوﻻ وﻧﻐﻤﺘﻪ« ).(١٤
ﻣﻮازﻳﻦ اﻟﻨﻮﺑﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ:
ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺆﺛﺮ ﻟﻬﺬا اﻟﺒﺤﺚ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺤﻮره »ﻣﻮازﻳﻦ اﻟﻨﻮﺑﺔ اﻷﻧـﺪﻟـﺴـﻴـﺔ«. وﻧﺮﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ أن ﳒﻨﺐ اﻟﻘﺎرىء اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ اﻻﻟﺘﺒﺎس اﻟﺬي ﻗﺪ ﺗﻮﺣﻲ ﺑﻪ ﻛﻠﻤﺘﺎ ا8ﻮازﻳﻦ وا8ﻴﺎزﻳﻦ .وﻟﺬا ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺪﻋﻮه إﻟﻰ أن ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻌﻨﺎ ﻣﻨﺬ اﻵن ﻋـﻠـﻰ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻔﻬﻮم ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ: ا8ﻴﺎزﻳﻦ :ﻣﻔﺮدﻫﺎ ﻣﻴﺰان .وﻫﻮ أﻗﺴﺎم اﻟﻨﻮﺑﺔ اﳋﻤﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ اﳊﺪﻳﺚﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب. ا8ﻮازﻳﻦ :ﺟﻤﻊ ﻣﻴﺰان أﻳﻀﺎ .وﻧﺮﻳﺪ ﺑﻬﺎ أﺻﻨﺎف اﻹﻳﻘﺎﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻀﺒﻂﺣﺮﻛﺔ اﻟﺼﻨﻌﺎت ا8ﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻓﻲ ﻣﻴﺎزﻳﻦ اﻟﻨﻮﺑﺔ وﺳﺘﻜﻮن ﻋﻤﺪﺗﻨﺎ ﻃﻴﻠﺔ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ا8ﺼﻄﻠﺤﺎت اﳋﺎﺻﺔ ﻛﺎﻹﻳﻘﺎع واﻟﺰﻣﺎن واﻟﺪور وﻏـﻴـﺮﻫـﺎ ﺎ ﺳﻨﻌﻮد إﻟﻰ ﺗﻔﺼﻴﻞ اﻟﻜﻼم ﻓﻴﻪ. وﻟﻘﺪ ﺗﺼﺪى اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ إﻟﻰ ﲢﻠﻴﻞ ﻣﻮازﻳﻦ »اﻵﻟﺔ« اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﻄﻴﺎت ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ،ﻣﺘﺄﺛﺮﻳﻦ ﺑﻨﻮﻋﻴﺔ ا8ﻔﺎﻫﻴـﻢ وﻣـﺴـﺘـﻮى ا8ـﻌـﺎرف اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻓﻲ ﻋﺼﻮرﻫﻢ أو ﺑﺄﻧﻮاع اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،أو ﺎ ﻫـﻮ ﻣﺘﺪاول ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ا8ﻤﺎرﺳ rﻫﻮاة وﻣﺤﺘﺮﻓ.r وﻫﻜﺬا ﺗﺒﻨﻰ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ اﻟﺘﺼﻨـﻴـﻒ اﻟـﻌـﺮﺑـﻲ اﻟـﻘـﺪ ﻷﺟـﻨـﺎس اﻹﻳـﻘـﺎع ﻣﺘﺄﺛﺮﻳﻦ ﺑﺄﺑﺤﺎث ﻓﻼﺳﻔﺔ اﻟﻌﺮب ﻛﺎﻟﻜﻨﺪي واﻟﻔـﺎراﺑـﻲ واﺑـﻦ ﺳـﻴـﻨـﺎ أو ﺑـﻌـﺾ أﻋﻼم ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﺎﻻرﻣﻮي اﻟﺒﻐﺪادي واﳊﺴ rﺑﻦ زﻳﻠﺔ ،ﺑﻴـﻨـﻤـﺎ ﺗـﺄﺛـﺮ اﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ﺑﺄﺑﺤﺎث اﻟﻠﻐﻮﻳ rاﻟﻌﺮوﺿﻴ rاﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺮﺑﻄﻮن رﺑﻄﺎ وﻇﻴﻔﻴﺎ ﺑ rاﻹﻳﻘﺎع اﻟﺸﻌﺮي واﻹﻳﻘﺎع ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ ،وﻳﻌﺘﺒﺮون اﻟﺘﻔﻌﻴﻠﺔ ـﺜـﺎﺑـﺔ اﻟـﻮﺣـﺪة 192
ﻣﻮازﻳﻦ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺮوض اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺸﻌﺮي ).(١٥ وﻟـﻘـﺪ ﺗـﺮك ﻫـﺬان اﻻﲡـﺎﻫـﺎن ﺑـﺼـﻤـﺎﺗـﻬـﻤـﺎ ﺑـﺎرزة ﻓـﻴـﻤـﺎ أﻟـﻔــﻪ ا 8ـﻐــﺎرﺑــﺔ واﻷﻧﺪﻟﺴﻴﻮن ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺎﺷـﺮ ﻟـﻠـﻬـﺠـﺮة ﺧـﺎﺻـﺔ .وﺳـﻴـﺘـﺎح ﻟـﻨـﺎ ﻣـﻦ ﺧـﻼل اﺳﺘﻌﺮاض ﻧﺘﺎج ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ أﻋﻼم ا8ﻐﺮب ﻓﻲ ﻫﺬا اﺠﻤﻟﺎل أن ﻧﻘﻒ ﻋﻠﻰ وﺟﻮه ﺗﺄﺛﺮﻫﻢ ﻘﻮﻻت ا8ﺸﺎرﻗﺔ اﻟﻘﺪﻣﺎء ،ﻛـﻤـﺎ ﺳـﻴـﺘـﺎح ﻟـﻨـﺎ أن ﻧـﻜـﺸـﻒ ﻋـﻦ ﻣـﺪى ﻣﺴﺎﻳﺮﺗﻬﻢ ﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ وﲡﺎوﺑﻬﻢ ﻣﻊ ا8ﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ. وﻫﺆﻻء ﻫﻢ :اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤـﻦ اﻟـﻔـﺎﺳـﻲ ا8ـﺘـﻮﻓـﻰ ﻋـﺎم ١٩٦٩م ،واﻟﻔﻘـﻴـﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﳊﺴ rاﳊﺎﻳﻚ اﻟـﺘـﻄـﻮاﻧـﻲ )ﻛـﺎن ﺣـﻴـﺎ ﻋـﺎم ١٢١٤ﻫـ( ،واﻟﻌـﻼﻣـﺔ اﻟﺮﺑﺎﻃﻲ اﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺘﺎدﻟﻲ ا8ﺘﻮﻓﻰ ﻋﺎم ١٣١١ﻫـ. وﻧﺒﺪأ ﺑﻌﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻔﺎﺳﻲ ﻓﻨﺠﺪ أﻧﻪ ﺧﺺ اﻟﻌﻠﻮم ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺑﺎﻫـﺘـﻤـﺎم ﺑﻠﻴﻎ ،ﺣﻴﺚ أﻓﺮد ﻟﻬﺎ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻗﻮاﻣﻬﺎ ﻣﺎﺋﺔ وﺧﻤﺴﺔ ﻣﻦ اﻷﺑﻴﺎت ﺳﻤﺎﻫﺎ »اﺠﻤﻟﻤﻮع ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ واﻟﻄﺒﻮع« ،ﻛﻤﺎ أﻓﺮد ﻟﻬﺎ ﺿﻤﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ »اﻻﻗﻨﻮم ﻓﻲ ﻣﺒـﺎدىء اﻟﻌﻠﻮم« ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ أﺧﺮى ﺗﺮﺑﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺔ ﺑﻴﺖ ).(١٦ وﻫﻮ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻦ »ﻋﻠﻢ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ« ) (١٧ﻳﺤﺎول إﻋﻄﺎء ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻟﻬﺬا اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻴﻘﻮل: ﻋـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ــﻢ ﺑ ـ ـ ــﻪ ﻳ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ــﺮف أﺣـ ـ ـ ــﻮال اﻟ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـﻐـ ـ ـ ــﻢ وﻣ ـ ـ ــﺎﻟـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺑ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ــﺪ أو ﻛ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ــﻒ وﻛـ ـ ـ ــﻢ وﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ ﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن أﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺰﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن وﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ا8ﻘﺘﻀﺐ ﻳﺬﻛﺮ ا8ﺒـﺎﺣـﺚ اﻟـﺘـﻲ ﻳـﻬـﺘـﻢ ﺑـﻬـﺎ ﻋـﻠـﻢ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ،وﻫﻲ ﻋﻨﺪه :أﺣﻮال اﻟﻨﻐﻢ ،وأﺑﻌﺎدﻫﺎ ،واﻳﻘﺎﻋﺎﺗﻬﺎ ،وأوزاﻧﻬﺎ اﻟﺰﻣﺎﻧﻴﺔ. ﺛﻢ ﻧﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ اﻟﺘﺎدﻟﻲ ﻟﻨﺠﺪ أﻧﻪ ﻳﺮى أن ﻋﻠﻢ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﻳﺒﺤﺚ ﻓﻲ أﻣﺮﻳﻦ، أوﻟﻬﻤﺎ ﻋﻠﻢ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠـﻖ ﺑـﺄﺣـﻮال اﻟـﻨـﻐـﻢ ﻣـﻦ ﻃـﻮل وﻗـﺼـﺮ وﻋـﻠـﻮ واﻧﺨﻔﺎض وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ .وﺛﺎﻧﻴﻬﻤـﺎ ﻋـﻠـﻢ اﻹﻳـﻘـﺎع وﻫـﻮ ﻣـﺎ ﺗـﻌـﻠـﻖ ﺑـﺎﻷزﻣـﻨـﺔ )،(١٨ وﺿﺒﻂ ا8ﻴﺰان اﻟﺬي ﻫﻮ »روح ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ« ).(١٩ وﻣﻦ ا8ﻼﺣﻆ أن اﻟﺘﺎدﻟﻲ ﺗﺒﻨﻰ ﺗﻌﺮﻳﻒ داود اﻷﻧﻄﺎﻛﻲ ﻟﻺﻳﻘﺎع وﺳﺎﻗﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ،وﻫﻮ »ﻋﻠﻢ اﻹﻳﻘﺎع ﻫﻮ ﺗﻨﺰﻳﻞ اﻷﺻﻮات واﻟﻨﻐـﻤـﺎت ﻋـﻠـﻰ اﻵﻻت وﻃـﺮق اﻟﻀﺮب« ) .(٢٠وﻓﻲ ﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺛﺮ اﻟﺘﺎدﻟﻲ ﺑﺎ8ﻔﻬﻮم اﻟﻌـﺮﺑـﻲ اﻟـﻘـﺪ ﻟﻠﻔﻆ اﻹﻳﻘﺎع ،واﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺸﻤﻞ ﻓﻲ آن واﺣﺪ اﻟﻌـﺰف ﻋـﻠـﻰ اﻵﻻت اﻟـﻮﺗـﺮﻳـﺔ 193
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
واﻟﻬﻮاﺋﻴﺔ ﻛﺎﻟﻌﻮد وا8ﺰﻣﺎر ،واﻟﻀﺮب ﻋﻠﻰ اﻵﻻت اﻟﻨﻘﺮﻳﺔ ﻛﺎﻟﻄﺒﻮل .وأﻣﺎ اﳊﺎﻳﻚ ﻓﻘﺪ أﻣﺴﻚ ﺑﺎ8ﺮة ﻋﻦ إﻋﻄﺎء أي ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻟﻺﻳﻘﺎع ،وإن ﻳﻜﻦ ﻗﺪ ﻋﺮف ﺑﺎ8ﻮازﻳﻦ وﺷﺮح اﻳﻘﺎﻋﺎﺗﻬﺎ. وﻓﻴﻤﺎ ﺴﻚ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻋﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻹﻳﻘﺎع ،ﲢﻔﻞ ﻣﺪوﻧﺎﺗﻬﻢ ﺠﻤﻮﻋﺔ ﻏﻴﺮ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ا8ﺼﻄﻠﺤﺎت ﻣﺸﺮﻗﻴﺔ اﶈﺘﺪ ،واﻟﺘﻲ ﺗﺘـﺼـﻞ ـﻮﺿـﻮع ﻫـﺬا اﻟـﻌـﻠـﻢ ﻛﺎ8ﻮﺻﻞ ،وا8ﻔﺼﻞ ،واﻟﻬﺰج ،واﻟﺜﻘﻴﻞ وﻏﻴﺮﻫﺎ .وﻫﺬه ﻇﺎﻫﺮة ﺗﺄﺗﻲ ﻟﺘﺆﻛﺪ ﻗﻮة ﺗﺄﺛﺮ ا8ﻐﺎرﺑﺔ ﻘﻮﻻت ا8ﺸﺎرﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻌﻠﻬﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮن ﻗﺪ اﻃﻠﻌﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ. وﻳﺒﺪو اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻔﺎﺳﻲ أﻛﺜﺮ اﻳﻐﺎﻻ ﻓﻲ ﺗﺒﻨﻲ ا8ﺼﻄـﻠـﺤـﺎت اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈن ﻣﻨﻈﻮﻣﺘﻪ ﻓﻲ »ﻋﻠﻢ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ« ﻻ ﺗﺴﻌﻔﻨـﺎ ﻓـﻲ ﻣـﻌـﺮﻓـﺔ ﻣﻮازﻳﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،ﺧﺼﻮﺻﺎ وأﻧﻬﺎ ﺗﺨﻠﻮ ﺑﺎ8ﺮة ﻣﻦ ذﻛﺮ ا8ﺼﻄﻠﺤﺎت اﻹﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ا8ﺘﺪاوﻟﺔ ﺑ rأرﺑﺎب ﻫﺬه ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﻛﺎﻟﺘﺼﺪرة واﻟﻘﻨﻄﺮة وﻏﻴﺮﻫﻤﺎ. وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻔﻴﺪ وﻻ رﻳﺐ-ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻹﻳﻘﺎع ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻋﻨﺼﺮا ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﻠﻐﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻬﻲ ﲢﺘﻔﻆ ﺑﺠﺪواﻫﺎ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،وﻻ ﺗﺘﺪﻧﻰ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﺠﻤﻟﺮدة. وﺣﺘﻰ ﻳﺘﺠﻠﻰ أﻣﺎم اﻟﻘﺎرىء ﻣﺪى ﺗﺄﺛﺮ اﻟﻔﺎﺳﻲ ﻘﻮﻻت ا8ﺸﺎرﻗﺔ ﻓﺴﻨﻌﻤﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ إﻟﻰ ﲢﻠﻴﻞ اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﻣﺘﻪ ﺣﻮل اﻹﻳﻘﺎﻋﺎت وﻣﻘﺎرﻧﺘﻬﺎ ﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺸﺮﻓﻴﺔ ﻟﺼﻔﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺪ ا8ﺆﻣﻦ اﻻرﻣﻮي اﻟﺒﻐـﺪادي ).(٢١ ﻳﻘﻮل اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻔﺎﺳﻲ ﻋﻦ اﻹﻳﻘﺎع: ﻣـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ـ ـ ــﻮﺻـ ـ ـ ـ ــﻞ ،ﻓـ ـ ـ ـ ــﺬا ﻗ ـ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـ ــﺎن ا $ـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺎوي ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻷزﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎن وا $ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ .واﻷول اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺰج ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ــﺲ ـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ــﻦ ﺑ ـ ـ ــﻪ ﺣـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ــﺚ ﺧـ ـ ـ ــﺮج ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﺑـ ـ ـ ـ ــ< ﻛـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻧ ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ــﺮﺗـ ـ ـ ـ ــ< ﻧ ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ــﺮه وذا ﺳ ـ ـ ـ ــﺮﻳ ـ ـ ـ ــﻊ اﻟـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ــﺰج ،ﺣـ ـ ـ ـ ـﺼ ـ ـ ـ ــﻞ أﻣـ ـ ـ ـ ــﺮه وﻣـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ــﻦ اﻟـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ــﺮة ﺳ ـ ـ ــﻢ ﺑـ ـ ـ ـﺨ ـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ــﻒ اﻟـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ــﺰج ،وﻫ ـ ـ ــﻮ ﻓ ـ ـ ــﻲ ﻧ ـ ـ ــﺪاﺋ ـ ـ ــﻪ ﻟـ ـ ـ ـﻄ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ــﻒ ﻓ ـ ـ ــﺎن ﻳ ـ ـ ــﻚ اﻻﻣـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ــﺎن ﺑ ـ ـ ــﺎﺛـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ــ< ﻳـ ـ ـ ـﺠـ ـ ـ ــﺰ ﻳـ ـ ـﺴـ ـ ـﻤ ـ ــﻰ ﺧـ ـ ـﻔـ ـ ـﻴـ ـ ـﻔ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ـﺜـ ـ ـﻘـ ـ ـﻴـ ـ ــﻞ اﻟ ـ ـ ـﻬـ ـ ــﺰج 194
ﻣﻮازﻳﻦ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
وﻟـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ــﻦ اﻟـ ـ ـ ـﺜ ـ ـ ــﻼث ﺳ ـ ـ ــﻢ ﺑ ـ ـ ــﺎﻟ ـ ـ ـ ـﺜ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ــﻞ وذا واﻷول ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣﺆدى ﻫﺬا اﻟﻜﻼم أن اﻹﻳﻘﺎع ا8ﻮﺻﻞ ﻳﻨﻘﺴﻢ إﻟﻰ ﻧﻮﻋ:r اﻷول :ﻣﺎ ﺗﺘﺴﺎوى ﻓﻴﻪ أزﻣﺎن اﻟﻨﻘﺮات .وﻳﻌﺮف ﺑﺎﻟﻬﺰج .وﻫﻮ أرﺑﻌﺔ أﻧﻮاع: اﻷول :ﺳﺮﻳﻊ اﻟﻬﺰج وﻫﻮ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻜﻦ ﺑﻪ إﺣﺪاث ﻧﻘﺮة ﺑ rﻛﻞ ﻧﻘﺮﺗ.r اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺧﻔﻴﻒ اﻟﻬﺰج وﻫﻮ ﻣﺎ ﻜﻦ إﺣﺪاث ﻧﻘﺮة ﺑ rﻛﻞ ﻧﻘﺮﺗ rﻣﻨﻪ. اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺧﻔﻴﻒ ﺛﻘﻴﻞ اﻟﻬﺰج وﻫﻮ ﻣﺎ ﻜﻦ إﺣﺪاث ﻧﻘﺮﺗ rﺑ rﻛﻞ ﻧﻘﺮﺗr اﻟﺮاﺑﻊ :ﺛﻘﻴﻞ اﻟﻬﺰج وﻫﻮ ﻣﺎ ﻜﻦ إﺣﺪاث ﺛﻼث ﻧﻘﺮات ﺑـ rﻛـﻞ ﻧـﻘـﺮﺗـr ﻣﻨﻪ. وﻟﻌﻤﺮي ﻓﺈن ﻫﺬا اﻟﻜﻼم ﻟﻴﺲ إﻻ ﺻﻮرة ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ وﻣﻮﺟﺰة ﻟﻠﺘﺤﻠﻴﻞ ا8ﺮﺳﻞ وا8ﻔﺼﻞ اﻟﺬي أورد اﻻرﻣﻮي ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺸﺮﻓﻴﺔ« ﺣﻴﺚ ﻗﺎل ):(٢٢ »ﻓﺼﻞ :ﻛﻞ ﺟﻤﺎﻋﻪ ﻧﻘﺮات ،إن ﻛﺎن ﺑﻴﻨﻬﺎ أزﻣﻨﺔ ﻣﺘـﺴـﺎوﻳـﺔ ﻓـﺈﻧـﻪ ﻳـﺴـﻤـﻴـﻪ اﻹﻳﻘﺎع ا8ﻮﺻﻞ ،وان ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻔﺎﺿﻠﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﻤﻴﻪ اﻹﻳﻘﺎع ا8ﻔﺼﻞ ).«(٢٣ وا8ﻮﺻﻞ :ان ﻛﺎن ﺑ rﻧﻘﺮﺗ rﻣﻨﻬﺎ زﻣﺎن ﻻ ﻜﻦ اﻧﻘﺴﺎﻣﻪ ،أي ﻻ ﻜـﻦ أن ﺗﻘﻊ ﺑ rﻛﻞ ﻧﻘﺮﺗ rﻣﻨﻬﺎ ﻧﻘﺮة ،ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ أﻗﺼﻰ اﻷزﻣﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﻗﺪر ﻣﺤﺴﻮس ﻓﺈن اﻟﺸﻴﺦ أﺑﺎ ﻧﺼﺮ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺳﺮﻳﻊ اﻟﻬﺰج ...وﻫﺬا اﻟﺰﻣﺎن أﺳﻤـﻴـﻪ زﻣﺎن )آ() .ﻣﺜﺎﻟﻪ :ﺗﻦ ﺗﻦ ﺗﻦ ﺗﻦ ﺗﻦ(. وإن ﻛﺎﻧﺖ اﻷزﻣﻨﺔ ا8ﺘﺴﺎوﻳﺔ ﺿﻌﻒ زﻣﺎن )آ( ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺧﻔﻴﻒ اﻟﻬﺰج...وﻫﺬا اﻟﺰﻣﺎن أﺳﻤﻴﻪ )ب() .ﻣﺜﺎﻟﻪ :ﺗﻦ ﺗﻦ ﺗﻦ ﺗﻦ(. وإن ﻛﺎﻧﺖ اﻷزﻣﻨﺔ ﺎ ﻜﻦ أن ﺗﺘﺨﻠﻬﺎ ﻧﻘﺮﺗﺎن ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺧﻔﻴﻒ ﺛﻘﻴﻞاﻟﻬﺰج ...وﻫﺬا اﻟﺰﻣﺎن أﺳﻤﻴﻪ زﻣﺎن )ج( ﻣﺜﺎﻟﻪ) :ﺗﻨ§ ﺗﻨ§ ﺗﻨ§(. وإن ﻛﺎن ﺑ rﻛﻞ ﻧﻘﺮﺗ rﻣﻨﻬﺎ ﻣﺴﺎغ ﻟﺜﻼث ﻧﻘﺮات ﻓﺈﻧﻪ ﻳـﺴـﻤـﻴـﻪ ﺛـﻘـﻴـﻞاﻟﻬﺰج ...وﻫﺬا اﻟﺰﻣﺎن أﺳﻤﻴﻪ زﻣﺎن )د( ﻣﺜﺎﻟﻪ) :ﺗﺘ¨ ﺗﺘ¨ ﺗﺘ¨(. وﻳﻘﻮل اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻔﺎﺳﻲ: وا$ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ،وذا ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼ أو ا $ـ ـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ـ ـ ـﺼـ ـ ـ ـ ــﻞ اﺗ ـ ـ ـ ـ ـﺼـ ـ ـ ـ ــﺎﻓـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺟ ـ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـ ــﻼ ﻟ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ــﺲ ﻣ ـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ـ ـﺼـ ـ ـ ــﻼ ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻻﻧ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ــﺎل ﻻ ﺟـ ـ ـ ــﻞ ﺳـ ـ ـ ــﻮم اﻻﻧ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ــﺎل اﻟـ ـ ـ ـ ـﺜ ـ ـ ـ ــﺎﻧ ـ ـ ـ ــﻲ ﺛـ ـ ـ ــﻢ ا $ـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ـ ـﺼـ ـ ـ ــﻞ اﻟـ ـ ـ ــﺬي ﺗـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ـﻔـ ـ ـ ـ ـﺼ ـ ـ ـ ــﻞ 195
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﺑـ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـ ـﻀـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ــﻦ ﺑـ ـ ـ ـ ــﺰﻣـ ـ ـ ـ ــﺎن أﻃـ ـ ـ ـ ــﻮل ﻣـ ـ ــﻦ ﻛـ ـ ــﻞ ﻣـ ـ ــﺎ ﻳ ـ ـ ـﻘـ ـ ــﻊ ﻓـ ـ ــﻲ ا $ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ــﺎﻟـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ــﻪ أزﻣـ ـ ـ ــﺎﻧـ ـ ـ ــﻪ وذا اﻟ ـ ـ ـ ــﺰﻣ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟـ ـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ـ ــﺎﺻـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ــﻪ ﺛـ ـ ـ ـ ــﻢ ا $ـ ـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ـ ـ ـﺼـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺎن: ﻓـ ـ ـ ــﺎ$ـ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـ ــﺎوي ﻣـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ اﻷزﻣ ـ ـ ـ ــﺎن ﻣـ ـ ـ ــﺎ ﻳ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ــﻮاﻟـ ـ ـ ــﻰ ﻧ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ــﺮﺗ ـ ـ ـ ــ< ﻣ ـ ـ ـ ــﺮﺗ ـ ـ ـ ــ< ﻓ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ــﻪ وذا اﻷول ﻳ ـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ــﻰ دون ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ< وﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺛـ ـ ـ ـ ــﻼﺛ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـﺜ ـ ـ ـ ـ ــﻼﺛ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺛ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻛ ـ ـ ــﺬا إﻟـ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ـ ـﺜـ ـ ـ ــﺎﻣـ ـ ـ ــﻦ ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ـ ـﺜ ـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ــﺎن وﻧﺤﻦ ﻧﺘﺠﺎوز ﻧﺜﺮ ﻫﺬه اﻷﺑﻴﺎت ﻟﻨﻄﺮح أﻣﺎم اﻟﻘﺎرىء ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻼم اﻻرﻣﻮي ) .(٢٤ﻗﺎل اﻻرﻣﻮي: وأﻣﺎ اﻹﻳﻘﺎع ا8ﻔﺼﻞ ،ﻓﻘﺪ ﻗﻠﻨﺎ آﻧﻔﺎ إﻧﻪ ﺟﻤﻠﺔ ﻧﻘﺮات ﺑﻴﻨﻬﺎ أزﻣﻨﺔ ﻣﺘﻔﺎﺿﻠﺔ. وﻫﻲ ﻋﻠﻰ أﻗﺴﺎم: ﻣﻨﻬﺎ أن ﺗﺘﻮاﻟﻰ ﻧﻘﺮﺗﺎن ،وﺑ rﻛﻞ زوﺟ rﻣﻨﻬﺎ زﻣﺎن أﻃﻮل. وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﺘﻮاﻟﻰ ﺛﻼﺛﺎ ﺛﻼﺛﺎ ﻳﻔﺼﻞ ﺑ rﻛﻞ ﺛﻼث ﻣﻨﻬﺎ زﻣﺎن أﻃﻮل. وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﺘﻮاﻟﻰ أرﺑﻌﺎ أرﺑﻌﺎ ،وﺑ rاﻷرﺑﻊ زﻣﺎن أﻃﻮل. ﻓﺄﻣﺎ اﻷول ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﻤﻴﻪ ا8ﻔﺼﻞ اﻷول ،واﻟﺜﺎﻧﻲ ا8ﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،واﻟﺜﺎﻟﺚا8ﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ...وﻗﺪ أﻣﺴﻚ ﻫﻨﺎ ﻋﻦ ذﻛﺮ اﻹﻳﻘﺎﻋﺎت ا8ﻔﺼﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘـﺠـﺎوز ﻧﻘﺮاﺗﻬﺎ اﳋﻤﺲ إﻟﻰ اﻟﺜﻤﺎﻧﻲ .وﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻓﻌﻞ ذﻟـﻚ ﻷن ﻫـﺬه اﻹﻳـﻘـﺎﻋـﺎت ﻟـﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺘﺪاوﻟﺔ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎل ،وﻳﻈﻬﺮ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ» :وأﻧﺖ ﻜﻨﻚ إﺑﻌﺎد اﻟﻨﻘﺮات ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،وﻟﻚ أن ﺗﺴﻤﻴﻪ ﺑﺄي اﺳﻢ ﺷﺌـﺖ ،ﻏـﻴـﺮ أﻧـﻨـﺎ ﻧﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻷزﻣﻨﺔ اﻷرﺑﻌﺔ« ).(٢٥ وﻳﻘﻮل اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻔﺎﺳﻲ: ﺛـ ـ ـ ـ ــﻢ ﻣـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻷول ﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻻ ﻳ ـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﺑ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ــﺮة زﻣـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ــﻢ وذا ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ،وﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ أن ﺗ ـ ــﺄﺗـ ـ ــﻲ ﺑـ ـ ــﻪ اﻟ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـﻘـ ـ ــﺮة ﺑـ ـ ــ< اﻟ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـﻘـ ـ ــﺮﺗـ ـ ــ< وﻫـ ـ ــﻮ ﺧ ـ ـ ـﻔـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ــﻪ ،وﺣـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ــﺚ ﻧـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ــﺮﺗ ـ ـ ــﺎن ﺑـ ـ ـﻴـ ـ ـﻨـ ـ ـﻬـ ـ ـﻤ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـﻜـ ـ ـﻨـ ـ ـﺘ ـ ــﺎ ﻋ ـ ـ ـﻨـ ـ ــﺪ اﻟ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـﻴـ ـ ــﺎن 196
ﻣﻮازﻳﻦ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
ﻓـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ــﻮ اﳋ ـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ــﻒ ﻟ ـ ـ ـ ـﺜ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ــﻪ وذا وﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗـ ـ ـ ـ ــﻼ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ـ ــﻂ ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻗ ـ ـ ـ ـ ــﺪ أﺧ ـ ـ ـ ـ ــﺬا وﻳﻘﺎﺑﻞ ﻫﺬه اﻷﺑﻴﺎت ﻣﻦ ﺷﺮح اﻻرﻣﻮي ﻗﻮﻟﻪ :ﺛﻢ ا8ﻔﺼﻞ اﻷول: إن ﻛﺎﻧﺖ اﻷزﻣﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺑ rﻛﻞ ﻧﻘﺮﺗ rﻧﻘﺮﺗ rﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ اﻻزﻣﻨﺔ اﻟﺘـﻲ ﻻﺗﻨﻘﺴﻢ وﻫﻮ اﻟﺰﻣﺎن اﻟﺬي ﻓﺮض ﻣﻜﻴﺎﻻ ،وﻫـﻮ اﻟـﺬي أﺳـﻤـﻴـﻪ زﻣـﺎن )آ( ﻓـﺈﻧـﻪ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺳﺮﻳﻊ ا8ﻔﺼﻞ اﻷول. وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ أزﻣﻨﺔ )ب( ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺧﻔﻴﻒ ا8ﻔﺼﻞ اﻷول. وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ أزﻣﻨﺔ )ج( ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺧﻔﻴﻒ ﺛﻘﻴﻞ ا8ﻔﺼﻞ اﻷول. وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ أزﻣﻨﺔ )د( ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺛﻘﻴﻞ ا8ﻔﺼﻞ اﻷول.وإﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع اﻷﺧﻴﺮ أﺷﺎر اﻟﻔﺎﺳﻲ ﺑﻘﻮﻟﻪ :وﻣﺎ ﺗﻼ )أي اﻟﺮاﺑﻊ(. وﻳﻘﻮل اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻔﺎﺳﻲ: وا$ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪى اﻷزﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ا$ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮاﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ وﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮاه اﺛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن وا $ـ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـ ــﻮاﻟـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـ ــﻪ .ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﺎ$ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ـ ــﺪم ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟ ـ ـ ـ ــﺰﻣ ـ ـ ـ ــﺎﻧ ـ ـ ـ ــ< ﻟـ ـ ـ ـ ــﺪﻳـ ـ ـ ـ ــﻪ أﻋ ـ ـ ـ ـ ـﻈـ ـ ـ ـ ــﻢ أو أﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ .وذا ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮاﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺛـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼث ﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮات وﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻻ وﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺎغ ﺷ ـ ـ ـ ـ ــﻰء ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ،وﻛـ ـ ـ ـ ـ ــﺬا أﻗ ـ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻗ ـ ـ ـ ـ ــﺪم ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﲢ ـ ـ ـ ـ ــﺬى وذو اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﺰﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻷﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻈـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ا $ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪم ﻛ ـ ـ ـ ــﺬاك ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻷﻗ ـ ـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ــﺎم واﻟ ـ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـ ــﻮﺳـ ـ ـ ـ ــﻢ واﻟ ـ ـ ـ ـﻜـ ـ ـ ــﻞ ﻳ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ــﺐ إﻟـ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ـﻘ ـ ـ ـ ــﺮات ﻛ ـ ـ ـ ــﺄرﺑ ـ ـ ـ ــﻊ ﺗـ ـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ـ ــﺮﺑ ـ ـ ـ ــﺎﻋـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ــﺎت وﻟ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ــﺲ ﻏ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ــﺮ ا$ـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ــﻮاﻟ ـ ـ ـ ــﻲ ﻳ ـ ـ ـ ــﺄﺗ ـ ـ ـ ــﻲ إﻻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺜ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼﺛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ﻳﺘﺤﺪث اﻟﻔﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷﺑﻴﺎت ﻋﻦ ا8ﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﻓﻴﺬﻛﺮ أﻧﻪ ﻳﻨﻘﺴﻢ إﻟﻰ ﻧﻮﻋ .rﻣﺘﻮاز ،وﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮال .وا8ﺘﻮاﻟﻲ ﻧﻮﻋﺎن :ﻣﺎ ﻳﻘﺪم أﺻﻐﺮ اﻟﺰﻣـﺎﻧـr ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ أﻋﻈﻤﻬﻤﺎ ،وﻧﻘﻴﻀﻪ .وﺗﺘﻮاﻟﻰ اﻟﻨﻘـﺮات ﺛـﻼﺛـﺎ ﺛـﻼﺛـﺎ .وﻳـﻘـﻞ ﻣـﻨـﺎ ﻟـﻪ ﻟﺼﻌﻮﺑﺘﻪ .وﻳﺴﻮغ ﻓﻴﻪ ﻣﺜﻞ اﻟﺬي ﻳﺴﻮغ ﻓﻲ اﻷﻗﺴﺎم اﻟﺴﺎﻟﻒ ذﻛﺮﻫﺎ. 197
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
وﻗﺪ أﻓﺮط اﻟﻔﺎﺳﻲ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻠﺨﻴﺺ واﻻﻳﺠﺎز ﻟﺪرﺟﺔ ﻳﺸﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎرىء أن ﻳﻠﻢ ﺑﺎ8ﻮازﻳﻦ اﻟﺘﻲ أراد ﺗﺒﻴﺎﻧﻬﺎ .وﻟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺮﻓﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﻐﻤﻮض إذا ﻣﺎ ﻋـﺪﻧـﺎ إﻟﻰ اﻻرﻣﻮي اﻟﺬي ﻳـﻘـﻮل (٢٦) :وأﻣﺎ ا8ﺘﻔﺎﺿﻞ ﻓﺼﻨﻔـﺎن :أﺣـﺪﻫـﻤـﺎ أن ﻳـﻘـﺪم اﻷﺻﻐﺮ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺎﻧ rﻋﻠﻰ اﻷﻋﻈﻢ ،وﺛﺎﻧﻴﻬﻤﺎ ﻋﻜﺴﻪ .وأﺻﻐﺮ اﻟـﺰﻣـﺎﻧـ rﻓـﻲ ﻛﻼ اﻟﺼﻨﻔ rإن ﻛﺎﻧﺎ ﺎ ﻻ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﻓﺈن أﻋﻈﻤﻬﻤﺎ إﻣﺎ ﺿﻌﻒ ﻣﺎﻻ ﻳﻨﻘﺴﻢ ،أو ﺛﻼﺛﺔ أﻣﺜﺎﻟﻪ ،أو أرﺑﻌﺔ أﻣﺜﺎﻟﻪ. وﺗﺘﻤﻴﺰ أﻋﻤﺎل اﳊﺎﻳﻚ واﻟﺘﺎدﻟﻲ ﻋﻦ أﻋﻤﺎل اﻟﻔﺎﺳﻲ ﺑـﻜـﻮﻧـﻬـﺎ ﲡـﻨـﺢ إﻟـﻰ رﻛﻮب ﻣﺴﻠﻚ آﺧﺮ ،ﻓﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﲢﻠﻴﻠﻬﻤﺎ 8ﻮازﻳﻦ »اﻵﻟﺔ« واﻳﻘﺎﻋﺎﺗﻬﺎ ﺘﺤﺎن ﻣﻦ ا8ﻌﺠﻢ اﻟﻌﺮوﺿﻲ ،وﻳﻌﺘﻤﺪان ﻓﻲ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﻧﻘﺮاﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﻌﻴﻠﺔ ﺑـﺄﺟـﺰاﺋـﻬـﺎ اﻟﺜﻼﺛﺔ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻘﺪ ﺣﻔﻠﺖ ﻣﺪوﻧﺎﺗﻬﻤﺎ-ﺑﺪورﻫﺎ-ﺼﻄﻠﺤﺎت ﻫﺬا اﻟﻔﻦ .وﻫﺬا ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻧﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﻣﺘﺤﻜﻤﺔ ﺑ rأرﺑﺎب ﻓﻦ اﻟﻌﺮوض ﻋﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ اﻟﺴﻴﻮﻃـﻲ ﻓﻲ ا8ﺰﻫﺮ ،وﻧﻘﻠﻬﺎ اﻟﺘﺎدﻟﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »أﻏﺎﻧﻲ اﻟﺴﻴﻘﺎ« ،وﻫﻲ أن »أﻫﻞ اﻟﻌﺮوض ﻣﺠﻤﻌﻮن ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻻ ﻓﺮق ﺑ rﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻌﺮوض وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻹﻳﻘﺎع) ،أي ﺿﺮب آﻻت اﻷوﺗﺎر وﻧﺤﻮﻫﺎ ﻛﺎﻟﻌﻮد واﻟﺮﺑﺎب واﻟﻄﺎر( إي أن ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻹﻳﻘﺎع ﺗﻘـﺴـﻢ اﻟﺰﻣﺎن ﺑﺎﻟﻨﻐﻢ ،وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻌﺮوض ﺗﻘﺴﻤﻪ ﺑﺎﳊﺮوف ا8ﺴﻤﻮﻋﺔ ).(٢٧ وﻗﺪ ذﻛﺮ اﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﻫﺬا ﻓﻲ ﻣﻌﺮض ﺳـﻮﻗـﻪ ﻟـﻮﺟـﻮه اﳊـﻜـﻤـﺔ ﻓـﻲ ﺗـﻨـﺰﻳـﻪ اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﻗﻮل اﻟﺸﻌﺮ .وﻟﺬﻟـﻚ ﻓـﻘـﺪ ﻋـﻘـﺐ ﺑـﻘـﻮﻟـﻪ: ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﺸﻌﺮ ذا ﻣﻴﺰان ﻳﻨﺎﺳﺐ اﻹﻳﻘﺎع ،واﻹﻳﻘﺎع ﺿﺮب ﻣـﻦ ا8ـﻼﻫـﻲ ،ﻟـﻢ ﻳﺼﻠﺢ ذﻟﻚ ﻟﺮﺳﻮل اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ،وﻗﺪ ﻗﺎل رﺳﻮل اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ» :ﻣﺎ أﻧﺎ ﻣﻦ دد وﻻ دد ﻣﻨﻲ« ).(٢٨ وﻟﻴﺲ ﻫﺬا اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﺑﺪﻋﺔ أﺗﺎﻫﺎ اﻟﻌﺮوﺿﻴﻮن ،وﻟﻜﻨـﻪ »ﺣـﻘـﻴـﻘـﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺗﺆﻛﺪﻫﺎ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺑ rﻋﻠﻢ اﻟﻌﺮوض وأوزاﻧﻪ وأﺟﺰاﺋﻪ ،وﻋﻠﻤﻲ اﻟﻨﻐﻢ واﻹﻳﻘﺎع وأوزاﻧﻬﻤﺎ وأﺟﺰاﺋﻬﻤﺎ .وﺗﺘﻀﺢ ﻫﺬه اﳊﻘﻴﻘﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺘﺒﻪ اﻟﻜﻨﺪي وﻣﺎ ذﻛﺮه إﺧﻮان اﻟﺼﻔﺎ ﻓﻲ ﻓﺼﻞ »أﺻﻮل اﻷﳊﺎن وﻗﻮاﻧﻴﻨﻬﺎ» ،ﺣﻴﺚ ﻳﻘﺎرﻧﻮن أو ﻳﻮازﻧﻮن ﻣﻮازﻧﺔ ﺗﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﺑ rأﺻﻮل اﻷﳊﺎن وأﺻﻮل اﻟﻌـﺮوض ﺑـﺄﺳـﻠـﻮب ﻳﻮﺿﺢ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺑ rاﻻﺛﻨ.(٢٩) r وﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﻧﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑـ rاﻟـﻌـﺮوض واﻹﻳـﻘـﺎع ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﻲ وﺟـﻮد ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ،وﻣﻦ ﻫﺬه ا8ﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺮﻣﻞ واﻟﻬﺰج ،ﻓﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺮوض اﺳﻤﺎن أﻃﻠﻘﻬﻤﺎ اﳋﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﺤﺮﻳﻦ ﺷﻌﺮﻳ ،rﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﻳـﻌـﻨـﻴـﺎن ﻓـﻲ 198
ﻣﻮازﻳﻦ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
ا8ﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻳـﻘـﺎﻋـ rﻣـﻦ أﺟـﻨـﺎس اﻹﻳـﻘـﺎﻋـﺎت اﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ اﻟـﺜـﻤـﺎﻧـﻴـﺔ ،وﻣـﻦ ﺗـﻠـﻚ ا8ﺼﻄﻠﺤﺎت أﻳﻀﺎ أﺟﺰاء اﻟﺘﻔﻌﻴﻠﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ :اﻟﺴﺒﺐ واﻟﻮﺗﺪ واﻟﻔﺎﺻـﻠـﺔ ،وﻫـﻲ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت اﻋﺘﻤﺪﻫﺎ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﻮ اﻹﺳﻼم ﻣﻨﺬ اﻟﻜﻨﺪي وﺣﺘﻰ اﺑﻦ زﻳﻠﺔ واﻻرﻣﻮي ﻓﻲ أﺑﺤﺎﺛﻬﻢ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ واﺗﺨﺬوﻫﺎ ﺜﺎﺑﺔ اﻟﻮﺣﺪات اﻟﺰﻣﺎﻧﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻹﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺤﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ اﺗﺨـﺬﻫـﺎ أﻫـﻞ اﻟـﻌـﺮوض ﺜﺎﺑﺔ اﻟﻮﺣﺪات اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻔﻌﻴﻼت اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺸﻌﺮي. وﻳﻜﺮس ﻫﺬا اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻛﻞ ﻣﻦ اﳊﺎﻳﻚ واﻟﺘﺎدﻟﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻴﻬﻤﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﻤﺪان إﻟﻰ ﺷﺮح ا8ﻮازﻳﻦ ،ﻓﻴﻘﻮل اﻷول-ﻣﺜﻼ-ﻋﻦ ﻣﻴﺰان اﻟﺒﺴﻴﻂ» :اﻟﺒﺴـﻴـﻂ ﻣـﺒـﻨـﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﺖ ﻧﻘﺮات ﻛﺄزﻣﻨﺔ اﻷﺳﺒﺎب ﻣﻦ اﻟﺴﺒﺐ اﳋﻔﻴﻒ ﻋﻨﺪ اﻟـﻌـﺮوﺿـﻴـ.«r وﻳﻘﻮل اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﻦ ا8ﻴﺰان اﻟﺜﻼﺛﻲ» :ﻫﻮ ﻛﺎﻟﻮﺗﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﺮوض« وﻋﻦ اﻟﺮﺑﺎﻋﻲ: »ﻫﻮ ﻛﻤﻴﺰان اﻟﺒﺴﻴﻂ«. وﻗﺪ ﻇﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﺑـ rا8ـﻬـﺘـﻤـ rﺑـﺪراﺳـﺔ ﻧـﻈـﺮﻳـﺎت ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺣﺘﻰ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺮن ،وﻟـﺬﻟـﻚ ﻧـﺮى ﻣـﻮﻻي اﻟـﻌـﺮﺑـﻲ اﻟﻮزاﻧﻲ ﻓﻲ ﲢﻠﻴﻠﻪ ﺷﺮوح اﳊﺎﻳﻚ ﻳﻨﺤﻮ ا8ﻨﺤﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻴﻘﻮل ﻋﻦ اﻟﺒﺴﻴـﻂ: »ﻫﻮﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻧﻘﺮﺗ rﻣﻨﻔﺼﻠﺘ ،rوﺛﻼث ﻧﻘﺮات ﻣﺘﺼﻼت ،وﻧﻘـﺮة ﻣـﻨـﻔـﺮدة، وﺳﻜﻮن .ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻟﻚ )ﻓﺎﻋﻠﻦ ﻣﺴﺘﻔﻌﻠﻦ(« ).(٣٠ وﻧﺮﻳﺪ ﻗﺒﻞ اﻟﺸﺮوع ﻓﻲ ﺷﺮح وﲢﻠﻴﻞ ﻣﻮازﻳﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧـﺪﻟـﺴـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﺿﻮء ا8ﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ أن ﻧﻌﺮض ﻟﺬﻛﺮ ا8ﺼﻄﻠـﺤـﺎت اﻟـﺘـﻲ ورد ذﻛـﺮﻫـﺎ ﻓـﻲ ﻛﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ وﻛﺘﺎب اﻟﺘﺎدﻟﻲ ،ﺑﻐﻴﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﻳﺘﺪاول ﻣﻨﻬﺎ ﻓـﻲ ﻋـﻬـﺪﻧـﺎ ﺑـr أرﺑﺎب ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،ودﻓﻌﺎ ﻟﻼﻟﺘﺒﺎس اﻟﺬي ﻻ ﻳﺰال ﻗﺎﺋﻤﺎ ﺣﻮل ﻣﻮازﻳﻨﻬﺎ. -١أﺟﺰاء اﻟﺘﻔﻌﻠﻴﺔ :ﻧﻌﻨﻲ ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺜﻼﺛﺔ ا8ﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﺘﻔﻌﻴﻼت ﺑﺄﻧﻮاﻋﻬﺎ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ،وﻫﻲ اﻟﺴﺒﺐ واﻟﻮﺗﺪ واﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ،وﺗﺸﻜﻞ ﺟﺰءا ﻣﻦ ﻣﺼﻄﻠـﺤـﺎت ا8ﻌﺠﻢ اﻟﻌﺮوﺿﻲ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻤﺪﻫﺎ ا8ﻐﺎرﺑﺔ ﻓﻲ وﺻﻒ وﲢﺪﻳﺪ اﻟﺒﻨﻴﺎت اﻹﻳﻘﺎﻋﻴﺔ 8ﻮازﻳﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ. وﻳﺠﺐ أن ﻧﺴﺠﻞ أن أﺳﺘﻌﻤﺎل أﺟﺰاء اﻟﺘﻔﻌﻴﻼت ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺟﺎرﻳﺎ ﺑ rﺎرﺳﻲ ﻫﺬا اﻟﻔﻦ ،وأن اﻳﺮادﻫﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺑﺤﺎث واﻟﻜﺘﺐ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻟﻴﺲ إﻻ ﺻﺪى ﺧﺎﻓﺘﺎ ﻟﻌﺎدة ﻳﺒﺪو أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺘﻰ ﻋﻬﺪ ﻗﺮﻳﺐ ﺷﺪﻳﺪة اﻟﺘﻤﻜﻦ. اﻟﺴﺒﺐ اﳋﻔﻴﻒ :ﻫﻮ ﻓﻲ اﻟﻌﺮوض ﻣﺘﺤﺮك ﻳﻠﻴﻪ ﺣﺮف ﺳﺎﻛﻦ ﻣﺜﻞ ﻗﻞ،ﻫﺐ .أﻣﺎ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﻓﻬﻮ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﺎدﻟﻲ ﻧﻘﺮة ﻳﻠﻴﻬﺎ ﺳﻜﻮن ﻛﺄﺟﺰاء اﻟـﻨـﺒـﺾ. 199
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
وﺻﻔﻪ اﻟﻜﻨﺪي ﻓﻘﺎل :ﻧﻘﺮة واﻣﺴﺎك ،وﻫﻮ ﺣﺮﻓﺎن :ﻣﺘﺤﺮك وﺳﺎﻛﻦ وﻳـﻠـﺰﻣـﻪ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ »ﻓﻊ« ورﻣﺰ ﳊﺮﻛﺘﻪ ﺑﻌﻼﻣﺔ ) (٠وﻟﺴﻜﻮﻧﻪ ﺑﻌﻼﻣﺔ ).(٣١) (- اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺜﻘﻴﻞ :ﻫﻮ ﻓﻲ اﻟﻌﺮوض ﺣﺮﻓﺎن ﻣﺘﺤﺮﻛﺎن ﻣﺜﻞ ﻟﻚ ،ﺑﻚ .أﻣﺎ ﻓﻲا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﻓﻬﻮ ﻧﻘﺮﺗﺎن ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺘﺎن .وﻗﺪ رﻣﺰ ﻟﻪ اﻟﻜﻨﺪي ﻫﻜﺬا ).(٣٢) (OO اﻟﻮﺗﺪ :ﻳﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ أﺣﺮف .وﻫﻮ ﻧﻮﻋﺎن: اﻟﻮﺗﺪ اﺠﻤﻟﻤﻮع :وﻫﻮ ﻓﻲ اﻟﻌﺮوض ﺣﺮﻓﺎن ﻣﺘﺤﺮﻛﺎن وﺣﺮف ﺳﺎﻛﻦ? أﻣﺎﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﻓﻬـﻮ ﻧـﻘـﺮﺗـﺎن واﻣـﺴـﺎك ) (٣٣ﻣﺜﻞ ﻓﻘﻞ ،ﺑﻠـﻰ .ووزﻧـﻪ ﻓـﻲ اﻟـﺸـﻌـﺮ »ﻓﻌﻞ« .ﺳﻤﺎه اﻟﺘﺎدﻟﻲ ا8ﻴﺰان اﻟﺜﻼﺛﻲ ،وﻣﺜﻞ ﻟﻪ ﺑﻀﺮب اﻟﻬـﺪاوﻳـ rأﺻـﺤـﺎب )(٣٤ ﺳﻴﺪي ﻫﺪي ،ﻓﺈن ﻧﺪﻓﻬﻢ ﻓﻲ اﻛﻮال ﺛﻼث ﻣﺮات ﻳﺸﻄﺤﻮن وﻳﻄﺮﺑﻮن ﻋﻠﻴﻪ ورﻣﺰه ﻋﻨﺪ اﻟﻜﻨﺪي ).(OO-)(٣٥ اﻟﻮﺗﺪ ا8ﻔﺮوق :ﻫﻮ ﻓﻲ اﻟﻌﺮوض ﺣﺮﻓﺎن ﻣﺘﺤﺮﻛﺎن ﺑﻴـﻨـﻬـﻤـﺎ ﺳـﺎﻛـﻦ .وﻓـﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﻧﻘﺮة وﺳﻜﻮن ﺛﻢ ﻧﻘﺮة ﻣﺜﻞ ﻃﺎب ،ﻏﺎب .ورﻣﺰه ﻋﻨﺪ اﻟﻜﻨﺪي )-O)(٣٦ .(O اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ اﻟﺼﻐﺮى :ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟـﻌـﺮوض ﺛـﻼﺛـﺔ أﺣـﺮف ﻣـﺘـﺤـﺮﻛـﺔ وﺣـﺮفﺳﺎﻛﻦ .وﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﺛﻼث ﻧﻘﺮات ﻓﺈﻣﺴﺎك .ﻗﺎل اﻟﺘﺎدﻟﻲ :ﻫﻲ ﺳﻜـﻮن ﺑـﻌـﺪ ﺛﻼث ،وﺗﻘﺎﺑﻞ ا8ﻴﺰان اﻟﺮﺑﺎﻋﻲ ﻛﻤﻴﺰان اﻟﺒﺴﻴﻂ أول ﻧﻮﺑﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ .ﻓﺈن ﻣﻴﺰاﻧﻪ أرﺑﻊ ﻧﺪﻓﺎت ﺛﻼث ﻣﺘﻮاﻟﻴﺎت ﻣﺘـﺮاﺧـﻴـﺔ ﻳـﺴـﻴـﺮا ﻋـﻨـﻬـﺎ ) (٣٧ﻳﺴﻤﻴﻬـﺎ اﻟـﻜـﻨـﺪي: اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ-ﻣﻄﻠﻘﺎ-ﻣﺜﻞ ﻋﻨﺒﻪ-وﻳﺮﻣﺰ ﻟﻬﺎ ﻫﻜﺬا ).(OOO)-(٣٨ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ اﻟﻜﺒﺮى :وﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺮوض أرﺑﻌـﺔ أﺣـﺮف ﻣـﺘـﺤـﺮﻛـﺔ وﺳـﺎﻛـﻦ.وﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ أرﺑﻊ ﻧﻘﺮات واﻣﺴﺎك .ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ اﻟﻜﻨﺪي اﻟـﻐـﺎﻳـﺔ ﻣـﺜـﻞ ﺣـﺒـﺴـﻬـﻢ ورﻣﺰﻫﺎ ﻋﻨﺪه ).(OOOO)-(٣٩ -٢اﻟﻨﻘﺮات وأﺷﻜﺎﻟﻬﺎ :ﻳﺮاد ﺑﺎﻟﻨﻘﺮات »اﻷﺻﻮات اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ اﻷزﻣﻨﺔ«).(٤٠ وﻳﻌﺘﻤﺪ إﺣﺪاﺛﻬﺎ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﺮب ﺑﺎﻟﻴﺪﻳﻦ أو اﻟﻨﻘﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎر واﻟﺪرﺑﻮﻛﺔ .وﺗﻜﻮن »ﺳﺎذﺟﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﻨﻐﻤﺔ ﻛﺼﻮت اﻟﺮﻋﺪ واﻟﺒﺮق« ) ،(٤٠وﺑﺬﻟﻚ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ اﻟﻨﻘﺮات اﻟﺘﻲ »ﺗﻜـﻮن ﻣـﻨـﻐـﻮﻣـﺔ ﻛـﻨـﻘـﺮات أوﺗـﺎر اﻟـﻌـﻮد وﺻﻮت اﻹﻧﺴـﺎن« ) .(٤٠وﺗﺘﺨﺬ اﻟﻨﻘﺮات أﺷﻜﺎﻻ ﻣﺘﻌﺪدة وﻣﺨﺘﻠـﻔـﺔ ﻣـﻦ ﺣـﻴـﺚ أﻟﻜﻢ واﻟﻜﻴﻒ .وﻗﺪ اﻧﻘﻄﻊ أﻏﻠﺐ أﺳﻤﺎﺋﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﺘﺪاول ﺑ rﺎرﺳﻲ اﻹﻳﻘﺎع ﻓﻲ اﻷﺟﻮاق اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،و ذﻟﻚ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻟﻔﺎﺋﺪة ا8ﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺮﺑﺖ إﻟﻰ اﻷوﺳﺎط ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻨﺬ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ. 200
ﻣﻮازﻳﻦ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
اﻟﺘﻮﺳﻴﺪ أو اﻟﺘﻮﺳﺎد :وﻫﻮ اﻟﻀﺮب ﺑﺎﻟﻴﺪ اﻟﻴﻤﻨﻰ ﻋﻠﻰ راﺣـﺔ اﻟـﻴـﺴـﺮى،وﻣﻬﻤﺘﻪ ﺿﺒﻂ اﻹﻳﻘﺎع وﺣﺴﺎب اﻷزﻣﻨﺔ. اﻟﺰﱋ أو اﻟﺼﻨﺞ :وﲢﺮﻳﻚ اﻟﻄﺎر ﺑﺎﻟﻴﺪ اﻟﻴﺴﺮى ﻟﻴﻈﻬﺮ ﺻﻮت ﺻﻔﺤﺎتاﻟﺼﻔﺮ اﻟﺼﻐﺎر ﻓﻲ ﺟﻮاﻧﺒـﻪ ) .(٤١وﻳﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ اﻻﺻﻄﻼح اﳉﺎري ﺑﻘﻮﻟﻬﻢ »ﺑ rاﻟﺰﻧﻮج«. )×( اﻟﺪف :ﻧﻘﺮ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﻄﺎر ،وﺗﻘﺎﺑﻠﻪ »اﻟﺘﻚ« ﻓﻲ اﻹﻳﻘﺎع اﻟﺸﺮﻗﻲ. اﻟﻨﺪف )×( :اﻟﻨﻘﺮ ﻓﻲ وﺳﻂ اﻟﻄﺎر ،وﺗﻘﺎﺑﻠﻪ »اﻟﺪﻣﺔ« ﻓﻲ اﻹﻳﻘﺎع اﻟﺸﺮﻗﻲ. اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻛﻞ :اﻟﺰﻣﺎن اﳋﺎﻟﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺮ ﻓـﻲ ا8ـﻴـﺰان ،وﻳـﻘـﺎﺑـﻞ اﻟـﺴـﻜـﻮناﻟﺬي ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺪور ،وﻫﻲ ﺗﻌﺮض ﻋﺎدة ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ا8ﻮﺳﻌﺎت ﺧﻼل اﻟﺘﻮﺳﻴﺪ ﺑﻀﺮﺑﺔ اﻟﻴﺪ ﻣﻌﻘﻮدة اﻷﺻﺎﺑﻊ. -٣اﻟﺪور :وﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﺪور ﺜﺎﺑﺔ اﻟﻮﺣﺪة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻬﻴﻜﻞ اﻹﻳﻘﺎﻋﻲ اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻠﺤﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ ،وﻫﻮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺤﺪودة ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺮات ﺑـﺄﻧـﻮاﻋـﻬـﺎ اﻟﺜﻼث اﻟﺘﺄﻣﺖ واﻧﺘﻈﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﻌ rﻟﺘﺘﺨﺬ »ﺻﻮرة ﻫﻨﺪﺳﻴﺔ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﳊﺮﻛﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ ﺻﺎرﻣﺔ ﻣﻦ أول ا8ﻴﺰان ﻓﻲ ﻗﺴﻤﻪ ا8ﻮﺳﻊ إﻟﻰ اﻟﻘﺴﻢ ا8ﻬﺰوز ،ﻓﺎﻻﻧﺼﺮاف )ﶈﻤﺪ اﻟﺮاﻳﺴﻲ-ﻓﻲ ﻣﺤـﺎﺿـﺮة أﻟـﻘـﺎﻫـﺎ ﻓـﻲ ﻣـﻬـﺮﺟـﺎن ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﺎﻟﺸﺎون-ﻳﻮﻟﻴـﻮ ١٩٨٤ﲢﺖ ﻋﻨﻮان ﺿﺮورة اﳊﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻷﺎط ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺪوﻳﻦ( .وﺗﺘﻌﺪد اﻷدوار ﻓﻲ اﳉﻤﻠﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻄﻮﻟﻬﺎ وﻗﺼﺮﻫﺎ ،ﻓﺘﺼﺒﺢ ﻣﻘﺎﺳﺎ ﻟﻠﻤﻨﺸﺪﻳﻦ واﻟﻌﺎزﻓr ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺿﺒﻂ ا8ﻴﺰان ،وﻳﻬﺪﻳﻬﻢ إﻟﻰ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﻘﻮة واﻟﻀﻌﻒ ﻓﻲ اﻷﳊﺎن. وﻷﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻫﺬه ﻓﻘﺪ ﻋﻤﺪ اﳊﺎﻳﻚ ﻓﻲ ﻛﻨﺎﺷﻪ إﻟﻰ وﺿﻊ أرﻗﺎم ﻋﻠﻰ ﺻﻨﻌﺎت ﻳﺮﻣﺰ ﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﻋﺪد ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻷدوار ،وﻛﻨﺖ »ﺗﺮى ا8ﻮﺳﻴﻘﻴ rإذا ﺗﻨﺎزﻋـﻮا ﻓﻲ ﻋﺪد أدوار ﺷﻐﻞ ﻣﺜﻼ ﺗﺮاﻓﻌﻮا ﻟﺬﻟﺪ اﻟﻜﺘﺎب ﺣﻜﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ« ).(٤٢ ﻫﺬه أﺑﺮز ا8ﺼﻄﻠﺤﺎت اﻹﻳﻘﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺮي اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﺑ rأرﺑﺎب »اﻵﻟﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« .وﻗﺪ اﻋﺘﻤﺪت ﻓﻲ ﺷﺮﺣﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ورد ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﻟﺴﻴﻘﺎ وﻣﻐﺎﻧﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﻹﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺘﺎدﻟﻲ ،وأردت ﺑﻌﺮﺿﻬﺎ اﻟﺘﻤﻬﻴـﺪ ﻛـﻤـﺎ أﺳـﻠـﻔـﺖ- ﻟﺒﻴﺎن ﻣﻮازﻳﻦ ﻫﺬا اﻟﻔﻦ ،ﻛﻴﻤﺎ ﺗﺘﻀﺢ ﺻﻮرﻫﺎ ﺑﺸﻜﻞ أﻛﺜﺮ ﺟﻼء. واﻟﻮاﻗﻊ أن اﻟﺸﺮوح اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ اﳊـﺎﻳـﻚ واﻟـﺘـﺎدﻟـﻲ وﻣـﻦ ﻧـﺤـﺎ ﻧـﺤـﻮﻫـﻤـﺎ 8ﻮازﻳﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻇﻠﺖ-ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﺎ ﻳﻄﺒﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻦ دﻗﺔ وﺗﺮﻛﻴـﺰ 201
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﻗﺎﺻﺮة ﻋﻦ أن ﺗﻌﻄﻴﻨﺎ ﺻﻮرة واﺿﺤﺔ ﻟﻨﺴﻖ اﻷدوار اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻣﻨﻬﺎ .وﻳﺮﺟﻊ ﻫﺬا ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻧﺎ إﻟﻰ ﻋﻮاﻣﻞ وأﺳﺒﺎب ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ. -١أن ﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺗﻬﻢ ﺗﻮﺣﻲ ﻓﻲ أﻏﻠﺒﻬﺎ ﺎ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻨﻪ أن ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺼﻨﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺄﻟﻒ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﻗﺴﻢ ﻣﻦ أﻗﺴﺎم اﻟﻨﻮﺑﺔ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻮزن واﺣﺪ ﻻ ﻳﺘﻐﻴﺮ .ﻓﻠﻠﺒﺴﻴﻂ وزن واﺣﺪ ،وﻟﻠﻘﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ وزن واﺣﺪ ،وﻟﺒـﺎﻗـﻲ ا8ـﻴـﺎزﻳـﻦ ﻣـﺜـﻞ ذﻟـﻚ .وﺑـﻬـﺬا ﻳﺘﻮﻫﻢ اﻟﻘﺎرىء ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎت أن ﻋﺪد ا8ﻮازﻳﻦ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻫﻮ ﺑﻌﺪد ﻣﻴﺎزﻳﻨﻬﺎ ،أي أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز اﳋﻤﺴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺣ rﺗﺒﻠـﻎ ﻓـﻲ ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﻬـﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ﻣﻴﺰاﻧﺎ ﻛﻤﺎ ﺳﻨﺮى ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ. -٢ﻣﺎ ﻳﺸﻮب ﻧﺴﺦ اﳊﺎﻳﻚ ﻣﻦ اﺧﺘﻼف وﺗﺒﺎﻳﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺎ أﺻﺎﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﻟﻨﺴﺎخ ﻣﻦ ﲢﺮﻳﻒ وﺗﺸﻮﻳﻪ ،ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺢ ﻟﻠﻨﺺ اﻟﻮاﺣﺪ ﺻﻴﻎ ﻣﺘﻌـﺪدة ﻳـﺸـﻖ اﻻﻃﻤﺌﻨﺎن إﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻨﻬﺎ. -٣ﻳﻀﺎف إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ اﻟﻐﻤﻮض اﻟﺬي ﻳﺴﻮد ﺷﺮوح اﻷوزان ﻋﻨﺪ اﳊﺎﻳﻚ واﻟﺘﺎدﻟﻲ واﻟﺬي ﻳﺼﻌﺐ ﻣﻌﻪ ﲢﺪﻳﺪ ﺑﻨﻴﺎﺗﻬﺎ اﻹﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ دﻗﻴﻖ .وﻛﻤـﺜـﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ أﺳﻮق ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ اﳊﺎﻳﻚ ﻋﻦ ﻣﻴﺰان اﻟﺒﻄﺎﻳﺤﻲ :ﻧﺪﻓﺎﺗﻪ ﺗﺨﺎﻟﻒ ﻧﺪﻓﺎت اﻟﻘﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ ،وأزﻣﻨﺘﻪ ﺗﺨﺘﻠﻒ ،ﻓﻠﺬﻟﻚ اﺣﺘﻴﺞ إﻟﻰ ردﻫﺎ إﻟﻰ أزﻣﻨﺔ )آ( ﻓﺘﺼﻴﺮ ﺳﺘﺔ ﻋﺸﺮ ﺗﺨﻔﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺛـﻼﺛـﺔ ،وﺗـﻈـﻬـﺮ واﺣـﺪا ،وﻛـﺬﻟـﻚ اﻟـﺸـﻄـﺮ .وﻫـﺬا ﻫـﻮ ﺑﺘﻘﺮﻳﺐ .وأﻣﺎ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻌﻤﻞ اﻵن ﻓﺼﻴﺮورة ﺗﻠﻚ اﻷزﻣﻨﺔ ﻛﻠﻬﺎ أرﺑﻌﺔ أزﻣﺎن-ج- وزﻣﺎن-د-ﻓﺎﺻﻠﺔ .ﻓﻴﺼﻴﺮ اﻟﺪف ﻣﻘﺎرﻧﺎ ﺑﺎﻻﺛﻨ rﻣﻦ زﻣﻦ-ج-اﻟﺜـﺎﻧـﻲ ،وﻛـﺬﻟـﻚ زﻣﺎﻧﺎ-ج-اﻟﺒﺎﻗﻴﺎن )ﻛﺬا( ،وزﻣﺎن-د-ﻓﺎﺻـﻠـﺔ ) .(٤٣وﻻ ﻳﻘﻞ ﺷﺮح اﳊﺎﻳﻚ 8ﻴﺰان اﻟﻘﺪام ﻋﻦ ﺷﺮﺣﻪ ﻟﻠﺒﻄﺎﻳﺤﻲ ﻏﻤﻮﺿﺎ واﻟﺘﺒﺎﺳﺎ ،ﻓـﻬـﻮ ﻳـﻘـﻮل ﻋـﻨـﻪ :ﻫـﻮ ﻋـﻠـﻰ أﻧﻮاع ،داﺋﺮﺗﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻦ داﺋﺮة ﻣﺜﻠﺜﺔ ﻣﺶ أزﻣﻨﺔ-ب-أﺣـﺪ اﻷﻧـﻮاع ﻣـﻨـﻪ ﻳـﺨـﻔـﻰ اﺛﻨﺎن وﺗﻈﻬﺮ اﻟﻮاﺣﺪة .واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﻜﺴﻪ ،واﻟﺜﺎﻟﺚ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻊ اﺳـﺮاع اﳊـﺚ ﻓـﻲ اﻟﻨﻘﺮ ).(٤٤ ﻓﺎﻷول اﻟﺪارج اﻟﺮﺣﺐ ،واﻟﺜﺎﻧﻲ ا8ﺰدوج ،واﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﻀﺮﺑﺔ اﻟﻴﺘﻴﻤﺔ ،ورﺎ ﺳﻤﻮه اﻟﺴﻤﺎﻋﻲ اﻧﺘﻬﻰ. ورﺎ أوﺣﻰ ﺗﻠﻤﻴﺢ اﳊﺎﻳﻚ إﻟﻰ أﻧﻮاع اﻟﻘﺪام ﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻐﻴﺮ اﻟـﺬي ﻳﻌﺘﺮي وزﻧﻪ ،ﻏﻴﺮ أن ﺗﺸﺨﻴﺺ ذﻟﻚ اﻟﺘﻐﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﻟﺘﻔﺴﻴﺮات اﻟﺘﻲ ذﻛﺮﻫﺎ ﻳﺒﺪو ﺻﻌﺒﺎ ﻳﺸﻖ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻪ .وﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ أن ﺳﻴﺎق اﳊﺪﻳـﺚ ﻋﻦ ﻣﻴﺰان اﻟﻘﺪام ﻳﻮﺣﻲ ﺎ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻨﻪ أن اﳊﺎﻳﻚ ﻛﺎن ﺑﺼﺪد ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ 202
ﻣﻮازﻳﻦ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
ﻋﻨﺪ ا8ﺸﺎرﻗﺔ ،وﻫﻮ اﺣﺘﻤﺎل ﻳﺮﺟﺤﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﻪ :ورﺎ ﺳﻤﻮه اﻟﺴﻤﺎﻋﻲ. وﻳﻜﻔﻲ أن ﻧﻘﺎرن ﺑ rاﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻘﻘﻬﺎ اﳊﺎج ادرﻳﺲ ﺑـﻦ ﺟـﻠـﻮن وﻣـﺎ ﻧﻘﻠﻪ اﻟﺘﺎدﻟﻲ ﻋﻦ اﳊﺎﻳﻚ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑـﻪ ،وﻣـﺎ ذﻛـﺮه ﻣـﻮﻻي اﻟـﻌـﺮﺑـﻲ اﻟـﻮزاﻧـﻲ ﻓـﻲ ﻛﺘﺎب ا8ﺆﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﻤﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ ﺑـﻔـﺎس ) ،(٤٥ﻟﻨﺮى إﻟﻰ أي ﺣـﺪ ﺑـﻠـﻎ ﲢﺮﻳﻒ ﻛﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﻟﻨﺴﺎخ. ﺗﻘﻮل ﻧﺴﺨﺔ اﳊﺎج ادرﻳﺲ ﻋﻦ ﻣـﻴـﺰان اﻟـﺒـﺴـﻴـﻂ :إﻧـﻪ ﻣـﺒـﻨـﻲ ﻋـﻠـﻰ ﺳـﺖ ﻧﻘﺮات أزﻣﻨﺔ »ب« .وﻫﻮ اﻟﺴﺒﺐ اﳋﻔﻴﻒ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮوﺿﻴ .rﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻓ:r ﻣﺘﺤﺮك وﺳﺎﻛﻦ .ﻣﺜﺎﻟﻪ :ﺗﻦ .ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﺖ ﻧﻘﺮﺗﺎن دﻓﺎ ،وﺗﻀـﻤـﺮ ﻧـﻘـﺮﺗـﺎن زﳒﺎ ،وﺗﻈﻬﺮ ﻧﻘﺮة ﻧﺪﻓﺎ ،وﺗﻀﻤﺮ أﺧﺮى ﻓﺎﺻﻠﺔ ).(٤٦ وﻳﻘﻮل اﻟﺘﺎدﻟﻲ ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﻧﺴﺨﺔ أﺧﺮى ﻣﻦ ﻛﻨـﺎش اﳊـﺎﻳـﻚ :إن اﻟـﺒـﺴـﻴـﻂ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﺖ ﻧﻘﺮات ﻛﺄزﻣﻨﺔ اﻷﺳﺒﺎب ﻣﻦ اﻟﺴﺒﺐ اﳋﻔﻴﻒ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮوﺿﻴr ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﺖ ﻧﻘﺮﺗﺎن ﻧﺪﻓﺎ .وﺗﻈـﻬـﺮ ﻧـﻘـﺮﺗـﺎن زﳒـﺎ ،وﺗـﻈـﻬـﺮ ﻧـﻘـﺮة ﻧـﺪﻓـﺎ، وﺗﻈﻬﺮ أﺧﺮى ﻓﺎﺻﻠﺔ ).(٤٧ وﻳﻘﻮل اﻟﻮزاﻧﻲ :ﻗﺎل رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ :اﻟﺒﺴﻴﻂ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﺘﺔ )ﻛﺬا( ﻧﻘـﺮات، ﻣﻦ أزﻣﻨﺔ )ﺑﺎء( ،وﻫﻮ اﻟﺴﺒﺐ اﳋﻔﻴﻒ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮوﺿﻴ .rﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻓ:r ﻣﺘﺤﺮك وﺳﺎﻛﻦ ،ﻣﺜﺎﻟﻪ )ﺗﻦ( ﻗـﺎل :ﺗـﻈـﻬـﺮ ﻣـﻦ اﻟـﺴـﺖ ﻧـﻘـﺮات :ﻧـﻘـﺮﺗـﺎن دﻓـﺎ، وﺗﻈﻬﺮ ﻧﻘﺮﺗﺎن ﺻﻨﺠﺎ ،وﻧﻘﺮﺗﺎن ﻧﺪﻓﺎ ).(٤٨ وﻧﺘﻴﺠﺔ ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ ،ﻓﺈن ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﻧﻘﺮات اﻷدوار ﻋﻠـﻰ آﻟـﺔ اﻟـﻄـﺎر ﻛﻤﺎ ﺷﺮﺣﻬﺎ اﳊﺎﻳﻚ ﺗﺼﻄﺪم ﺑﻌﺮاﻗﻴﻞ ﻛﺜﻴﺮة ﻣﻨﺸﺆﻫﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ: -١اﻻﺧﺘﻼف اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑ rﻧﺴﺦ اﳊﺎﻳﻚ-ﻛﻤﺎ أﺳﻠﻔﻨﺎ-وﻟﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﺮوح اﻵﻧﻒ ذﻛﺮﻫﺎ 8ﻴﺰان اﻟﺒﺴﻴﻂ ﻣﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﻣﺜﺎﻻ ﺣﻴﺎ ﻟﺬﻟﻚ اﻻﺧﺘﻼف :ﻓﺈن اﻟﻨﺼـﻮص اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻻ ﺗﺘﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﻀﻌﻒ واﻟﻘﻮة ﻓـﻲ اﻟـﺪور ،ﻛـﻤـﺎ ﻫـﻮ واﺿـﺢ ﻓـﻲ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﻨﺪﻓﺎت واﻟﺪﻓﺎت. -٢ﺻﻌﻮﺑﺔ ﲢﺪﻳﺪ ا8ﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﻌﺮوﺿﻴﺔ ﻟﻠـﺤـﺮوف اﻷرﺑـﻌـﺔ اﻟـﺘـﻲ رﻣـﺰ ﺑـﻬـﺎ اﳊﺎﻳﻚ ﻷﻧﻮاع اﻟﻨﻘﺮات ،وﻫﻲ اﻷﻟﻒ واﻟﺒﺎء واﳉﻴﻢ واﻟﺪال ،ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻮرد ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺷﺮوﺣﺎ ﻟﻬﺎ ،ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﺣﺮف اﻟﺒﺎء اﻟﺬي ﻗﺎﺑﻠـﻪ ﺑـﺎﻟـﺴـﺒـﺐ اﳋـﻔـﻴـﻒ وﻣﺜﻞ ﻟﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ :ﺗﻦ .وﻗﺪ أﺟﺘﻬﺪ اﻟﻮزاﻧﻲ ﻟﺪى ﺷـﺮﺣـﻪ ﻛـﻼم اﳊـﺎﻳـﻚ ﻓـﻘـﺎﺑـﻞ اﻻﻟﻒ ﺑﺎﻟﺴﺒﺐ اﳋﻔﻴﻒ )ﺗﻦ( ﻣﺨﺎﻟﻔﺎ ﻣـﺎ ﻧـﺺ ﻋـﻠـﻴـﻪ اﳊـﺎﻳـﻚ ،وﻗـﺎﺑـﻞ اﻟـﺒـﺎء 203
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﺑﺎﻟﻮﺗﺪ اﺠﻤﻟﻤﻮع )ﺗ§( ،وﻗﺎﺑﻞ اﳉﻴﻢ ﺑﺎﻟﻔﺎﺻﻠﺔ اﻟﺼﻐﺮى )ﺗﻨ§( وﻗﺎﺑـﻞ اﻟـﺪال ﺑﺎﻟﻔﺎﺻﻠﺔ اﻟﻜﺒﺮى )ﺗﻨﻨ§(. -٣ﻋﺪم ذﻛﺮ اﳊﺎﻳﻚ 8ﺎ ﻳﺮﻣﺰ ﳉﺰءﻳﻦ ﻣﻦ أﺟﺰاء اﻟﺘﻔﻌﻴﻠﺔ اﻟﺴﺘﺔ. -٤ﻋﺪم وﺟﻮد أي ﻣﺼﺪر ﻣﻐﺮﺑﻲ ﻣﻜـﺘـﻮب ﻳـﺤـﺪد ا8ـﺪى اﻟـﺰﻣـﻨـﻲ ﻷﺟـﺰاء اﻟﺘﻔﻌﻴﻠﺔ وﻫﻲ اﻟﺴﺒﺐ اﳋﻔﻴﻒ ،واﻟﺴﺒﺐ اﻟـﺜـﻘـﻴـﻞ ،واﻟـﻮﺗـﺪ اﺠﻤﻟـﻤـﻮع ،واﻟـﻮﺗـﺪ ا8ﻔﺮوق ،واﻟﻔﺎﺻﻠﺔ اﻟﺼﻐﺮى ،واﻟﻔﺎﺻﻠﺔ اﻟﻜﺒﺮى. وأﻣﺎم ﻫﺬه اﻟﻌﺮاﻗﻴﻞ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻻﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﻨﺤﻮ ﻣﻨﺤﻰ اﻟﻮزاﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﺸﺨﻴﺼﻪ ﻣﻮازﻳﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ دون أن ﻧﺄﻣﻦ اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ اﳋﻠـﻂ ،وﻻ أن ﻧـﻮاﻓـﻖ ﺑﺤﻤﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﺷـﺮوح اﳊـﺎﻳـﻚ ).(٤٩ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺘﺮﺟﻢ اﳊﺎﻳﻚ إﻟﻰ اﻟﺘﺪوﻳﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ ،اﻟﻠﻬﻢ إﻻ أن ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﻋﻤﻼ ﺗﻘﺮﻳﺒﻴﺎ ﻗـﺪ ﻳـﺠـﺎﻓـﻲ اﻟـﺼـﻮاب وﻳـﻮﻗـﻊ دون ﻣـﺎ رﻳـﺐ ﻓـﻲ اﳋﻠﻂ. وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻼ ﻣﻨﺎص 8ﻦ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ا8ﻮازﻳﻦ وﻧﻈﺎم أدوارﻫﺎ ﻣﻦ أن ﻳﺘﺘﺒﻊ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ ﻃﺮﻳﻘﺔ أرﺑﺎب ﻫﺬا اﻟﻔﻦ ﻓﻲ ﺗﻮﺳﻴﺪﻫﻢ ﺑﺎﻻﻛﻒ ،وﺿﺮﺑﻬﻢ ﻋﻠﻰ آﻟﺘﻲ اﻟﻄﺎر واﻟﺪرﺑﻮﻛﺔ ،وأن ﻳﺘﺮﺻﺪ أﺳﺎﻟﻴﺒﻬﻢ ا8ﺘﻨﻮﻋﺔ ﻓﻲ ﲢﺮﻳﻚ ﺻﻨﻮج اﻟﻄﺎر وﻧﻘﺮه ﺗﺎرة ﺑﺎ8ﻌﺼﻢ ،وأﺧﺮى ﺑﺎﻟﺴﺒﺎﺑﺔ ،آﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺘﻪ وآﻧﺎ ﻓﻲ وﺳﻄﻪ، وأن ﻳﺮاﻗﺐ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﻘﻮة واﻟﻀﻌﻒ واﻟﺴﻜﻮت ﻓﻲ ﻧﻘﺮاﺗﻬﻢ .وﻫﻨﺎ ﻳﺼﺒﺢ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ا8ﻮازﻳﻦ ذا ﻃﺎﺑﻊ ﻣﻴﺪاﻧﻲ ﻳﺴﺘﻠﺰم ا8ﻼﺣﻈﺔ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ وا8ﺘﺎﺑﻌﺔ ا8ﺘﺄﻧﻴﺔ. أدوار ا$ﻮازﻳﻦ :ﻳﺨﺘﺺ ﻛﻞ ﻣﻴﺰان ﻣﻦ ﻣﻴﺎزﻳﻦ اﻟﻨﻮﺑﺔ ﺑﺪور أﻳـﻘـﺎﻋـﻲ واﺣـﺪ ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ اﻣﺘﺪاد اﻟﺼﻨﻌﺎت ﻣﺴﻴﻄﺮا ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺮ اﻷﳊﺎن ،ﻳـﻀـﺒـﻂ ﺣـﺮﻛـﺘـﻬـﺎ وﻃﺮﻳﻘﺔ أداﺋﻬﺎ ،ﻏﻴﺮ أن ﺳﺮﻋﺔ ﻫﺬا اﻟﺪور داﺧﻞ ا8ﻴﺰان ﺗﺘﻀﺎﻋﻒ ﺑﺎﻟﺘﺪرﻳﺞ ﻣﻦ اﻟﺒﻂء ﻧﺤﻮ اﳋﻔﺔ ﺛﻢ ﻧﺤﻮ اﻟﺴﺮﻋﺔ ،ﻓﻴﺘﻐﻴﺮ اﻟﻨﺴﻖ اﻹﻳﻘﺎﻋﻲ داﺧﻞ اﻟﺪور، وﺗﺘﺤﻮل اﻟﻨﻘﺮات اﻟﻜﺒﺮى إﻟﻰ أﺟﺰاﺋﻬﺎ اﻟـﺼـﻐـﺮى ،وﺑـﺬﻟـﻚ ﻳـﺘـﻮﻟـﺪ ﻣـﻦ اﻟـﺪور اﻟﻮاﺣﺪ وزﻧﺎن ﻓﺮﻋﻴﺎن ،ﻓﻴﺼﺒﺢ ﻟﻜﻞ ﻣـﻴـﺰان ﺛـﻼث ﺻـﻴـﻎ ،ﺑـﺎﺳـﺘـﺜـﻨـﺎء ﻣـﻴـﺰان اﻟﺪرج اﻟﺬي ﻻ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻧﺴﻖ دوره .وﻫﻜﺬا ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻋﺪد اﻷوزان ﻓﻲ اﻟﻨﻮﺑﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ،ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻨﻬﺎ أدوار أﺻﻠﻴﺔ واﻟﺒﺎﻗﻴﺔ أوزان ﻓﺮﻋﻴﺔ. وﻧﺘﻴﺠﺔ ﺧﻀﻮع ﺻﻨﻌﺎت ا8ﻴﺰان ﻟﻠﺪور ﻓﻲ أﻃﻮاره اﻹﻳﻘﺎﻋﻴﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻓـﺈن ا8ﻴﺰان اﻟﻮاﺣﺪ ﺳﻴﺼﺒﺢ ﻣﺮﻛﺒﺎ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ أﺟﺰاء ﻳﺤﺘﻀﻦ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺠـﻤـﻮﻋـﺔ ﻣﻦ ا8ﻮﺷﺤﺎت واﻷزﺟﺎل واﻟﺒﺮاول اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻀﻊ ﻓﻲ ﺗﺄدﻳﺘـﻬـﺎ ﻟـﻨـﺴـﻖ إﻳـﻘـﺎﻋـﻲ 204
ﻣﻮازﻳﻦ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
ﺧﺎص وﻣﺘﻤﻴﺰ ،وﻫﻮ اﻟﻨﺴﻖ اﻟﺒﻄﻲء ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﺰء اﻷول ،واﻟﻨﺴﻖ اﳋﻔﻴـﻒ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ،واﻟﻨﺴﻖ اﻟﺴﺮﻳﻊ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟـﻠـﺠـﺰء اﻟـﺜـﺎﻟـﺚ .وﺣـﻴـﺚ إن ﻫﺬه اﻷﺟﺰاء ﺗﺘﻌﺎﻗﺐ ﻓﻲ إﻃﺎر ا8ﻴﺰان ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ ،ﻓﺈن ﻓﻲ اﻣﻜﺎﻧـﻨـﺎ أن ﻧـﺪﻋـﻮﻫـﺎ-ﲡـﺎوزا»-ﺣـﺮﻛـﺎت ا8ـﻴـﺰان« ،وذﻟـﻚ ﻋـﻠـﻰ ﻏـﺮار ﺗـﻘـﺴـﻴـﻢ اﻟـﺴـﻮﻧـﺎﺗــﺔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ إﻟﻰ ﺣﺮﻛﺎت ﲢﺪد أوزاﻧﻬﺎ وﻣﺪى ﺳﺮﻋﺘﻬﺎ ).(٥٠ واﻋﺘﺒﺎرا ﻟﻬﺬا اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﻀﺒﻂ ﻣـﻮازﻳـﻦ ا8ـﻴـﺰان ﻋـﻠـﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ: وﺗﺸﻜﻞ اﻷدوار ﺛـﺮوة اﻳـﻘـﺎﻋـﻴـﺔ ﻛـﺎن ﻣـﻮﺿـﻮﻋـﻬـﺎ-وﻻ ﻳـﺰاﻻ ﻣـﺤـﻂ ﻋـﻨـﺎﻳـﺔ اﻟﺪارﺳ rا8ﺘﺨﺼﺼ rﻳﺤﻠﻠﻮﻧﻬﺎ وﻳﻘﺎﺑﻠﻮﻧﻬﺎ ﺑﺎﻷوزان ا8ﺘﺪاوﻟﺔ ﻓﻲ ا8ﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻟﻌﺎ8ﻴﺔ ،ﻛﻞ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻠﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺬوﻗﻪ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴـﻴـﺔ وﲡـﺎوﺑـﻪ ﻣـﻊ ﺣﺮﻛﺎﺗﻬﺎ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ أن ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻫﺆﻻء ﻓﻲ ﺗﺄوﻳﻠﻬﺎ ،وأن ﻳﺬﻫﺒﻮا ﻓﻲ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﺪوﻧﺎﺗﻬﺎ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻣﺬاﻫﺐ ﺷﺘﻰ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺎ ﻻﺣﻈﻮه ﻣﻦ ﺗﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ ﻃﺮاﺋﻖ اﻟﻀﺮب ﻟﺪى أرﺑﺎب اﻹﻳﻘـﺎع ،وﻫـﻮ ﺗـﺒـﺎﻳـﻦ ﺗـﻌـﻮد أﺳـﺒـﺎب ﺣـﺪوﺛـﻪ إﻟـﻰ رﻛﻮب ﻫﺆﻻء أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﺒﺘﻜﺮة ﻓﻲ ﻧﻘﺮ اﻹﻳﻘﺎﻋﺎت .وأﺑﺮز ﻫـﺬه اﻷﺳـﺎﻟـﻴـﺐ ﻣـﺎ ﻳﻠﻲ:
) (
) (
!
! "#
$%&% + "#
)( '
*,- . /
"# 0
+4 1 23 5"6 $ 7 8 "# 9"7:
/ $%&% <(;
&"6
9"7: "9
205
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
-١اﺧﺘﻼف ﺿﺮﺑﺎت اﻟﺘﻮﺳﻴﺪ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﻵﺧﺮ ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻳـﺆدي إﻟـﻰ اﻧﺤﺮاف اﻷزﻣﻨﺔ اﻟﻘﻮﻳﺔ واﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻋﻦ ﻣﻮاﻗﻌﻬﺎ ﻣﻦ ا8ﻴﺰان ،ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ 8ﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ اﻟﻨﺎﻗﺮون ﻋﻠﻰ اﻵﻻت اﻹﻳﻘﺎﻋﻴﺔ. -٢ﺷﺤﻦ اﳉﻤﻞ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺰﺧﺮﻓﺔ واﻟﺘﺜﻨﻴﺔ ،وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ »اﳉﻮاﺑﺎت« اﻵﻟﻴﺔ ،وﻫﻮ ﺷﻰء ﻳﺆدي ﺑﺪوره إﻟﻰ ﺧﻠﻖ وﺣﺪات اﻳﻘـﺎﻋـﻴـﺔ ﺻـﻐـﻴـﺮة ﺗـﺴـﺘـﻠـﺰم إﺣﺪاث ﻧﻘﺮات ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻬﺎ. -٣ﺗﻌﻤﻴﺮ اﻟﻠﺤﻈﺎت اﻟﺼﺎﻣﺘﺔ-وﻫﻲ اﻟﻔﻮاﺻﻞ أو اﻟﺴﻜﻨﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻠﻮ ﻋﺎدة ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺮ ﺑﻨﻘﺮات اﺿﺎﻓﻴﺔ ،ﻳﺮاد ﺑﻬﺎ ﲢﻠﻴﺔ اﻟﻠﺤﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ. وﻫﻮ ﻣﺴﻠﻚ ﻳﻐﻴﺮ ﻣﻼﻣﺢ اﳉﻤﻠﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ وﻳﺠﺪد ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﺠﺮاﻫﺎ ،وﻳﻐﻴـﺮ اﻟﺼﻮرة اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻹﻳﻘﺎﻋﻬﺎ اﻟﺬي ﻳﺆدي ﺎ ﻳﺸﺒﻪ اﻟﻜﻮﻧﻄﺮوﻃﺎن )اﻟﺰﻣﺎن ا8ﻀﺎد( وﻫﻮ اﻳﻘﺎع ﻳﺤﻞ ﻓﻴﻪ اﻟﺴﻜﻮت ﻣﺤﻞ اﻟﻨﻘﺮة اﻟﻘﻮﻳﺔ. -٤ﻣﺰاﻣﻨﺔ اﻟﻄﺮار ﻟﺒﻌﺾ ﻧﻐﻤﺎت اﻟﻠﺤﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ ﺑﻨﻘﺮات ﻋﻠﻰ آﻟﺘﻪ .وﻫﻮ ﻓﻲ ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ ﻳﺤﻜﻢ ذوﻗﻪ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﻨﻐﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﺰاﻣﻨﺘﻬﺎ. وأﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﻠﺠﺄ إﻟﻰ ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﻓﻲ ﻣﻴﺰان اﻟﺒﺴﻴﻂ ).(٥١ -٥وﻗﺪ ﻳﻌﻤﺪ اﻟﻄﺮار إﻟﻰ ا8ﺰج ﺑ rاﻻﺳﻠﻮﺑ rاﻷﺧﻴﺮﻳﻦ ﻓﻲ أداﺋﻪ ا8ﻘﻄﻮﻋﺔ اﻟﻮاﺣﺪة. وﻫﻮ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﺨﻠﻖ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ ا8ﻮاﺟﻬﺔ ﺑـ rاﻟـﺰﺧـﺮﻓـﺔ اﻟـﻠـﺤـﻨـﻴـﺔ واﻟـﺰﺧـﺮﻓـﺔ اﻹﻳﻘﺎﻋﻴﺔ .وﻫﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ أﺳﻠﻮب اﻟﺘﻨﻀﻴﺪ آﻧﺎ ،وا8ﺰج آﻧﺎ آﺧﺮ ،واﻟﺘﻌﺎﻗﺐ ﻣﺮة أﺧﺮى. وﺑﺬﻟﻚ ﻳﻄﻌﻢ اﻟﻠﺤﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ ﺑﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ا8ﻘـﺎﻣـﻲ .وﻫـﻜـﺬا ﻓـﺈن اﻟﻨﺺ اﻹﻳﻘﺎﻋﻲ ﻗﻠﻤﺎ ﻳﺰاﻣﻦ اﻟﻨﺺ اﻟﻠﺤﻨﻲ ،وﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻣﻌـﺎ ﻳـﻜـﻮﻧـﺎن ﻧـﻮﻋـﺎ ﻣـﻦ اﻟﻄﺒﺎق اﻟﻠﺤﻨﻲ ).(٥٢ وأﻣﺎم ﺗﻌﺪد ﻧﻈﺮﻳﺎت ﻫﺆﻻء اﻟﺪارﺳ rوﺗﺸﻌﺐ ﻣﺬاﻫﺒﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ وﺗﺒﺎﻳﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻠﻮا إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻘﺪ رأﻳﺖ أن أﻗﺴﻤﻬﻢ ﻓﺌﺘ rﻴﺰ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ أﺳﻠﻮب اﻟﻌﻤﻞ وﻣﺴﺘﻮى اﻟﺒﺤﺚ وﻧﻮﻋﻴﺘﻪ وﻇﺮوف اﳒﺎزه. اﻟﻔﺌﺔ اﻷوﻟﻰ: ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻔﺮدﻳﺔ اﻟﺘﻲ أﳒﺰﻫﺎ ﺑﻌﺾ اﻷوروﺑﻴ rاﻟﺬﻳﻦ ﺗﻨﺎوﻟﻮا ﻣﻮﺿﻮع ا8ﻮازﻳﻦ ﺿﻤﻦ دراﺳﺎت وﻣﺆﻟﻔﺎت ﺧﺼﻮا ﺑﻬﺎ ا8ﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻷﻧـﺪﻟـﺴـﻴـﺔ ﺑﺎ8ﻐﺮب. 206
ﻣﻮازﻳﻦ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
وأﻏﻠﺐ ﻫﺆﻻء ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎن واﻟﻔﺮﻧﺴﻴ rاﻟﺬﻳﻦ أﻗﺎﻣﻮا ﺑﺎ8ﻐﺮب وﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﻢ ﺻﻼت ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﺮﺟﺎل ﻫﺬا اﻟﻔﻦ وﺷﻴﻮﺧﻪ .وﻣﻨﻬﻢ: )(٥٣ أرﻛﺎدﻳﻮ دي ﻻرﻳﺎ ﺑﺎﻻﺛ ،rواﺿﻊ ﻣﺪوﻧﺔ »ﻧﻮﺑﺔ اﻷﺻﺒﻬﺎن« . اﻷب ﺑﺎﺗﺮوﺳﻴﻨﻴﻮ ﻏﺎرﺳﻴﺎ ﻣﺆﻟﻒ ﻛﺘﺎب »ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﺳﺒﺎﻧﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴـﺔﺑﺎ8ﻐﺮب« ) (٥٤وﻗﺪ ﺳﻜﻦ ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻄﻮان. اﻟﻜﺴﻴﺲ ﺷﻮﺗﺎن ﻣﺆﻟﻒ ﻛﺘﺎب »ﻟﻮﺣﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ« ) .(٥٥وﻗﺪ ﺷﻐﻞﻣﻨﺼﺐ ﻣﺪﻳﺮ ا8ﻌﻬﺪ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط. )(٥٦ ﺑﻴﻴﺮ ﻓﻴﻠ ،rواﺿﻊ دراﺳﺔ ﻋﻦ »أوزان واﻳﻘﺎﻋﺎت ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« .وﻫﻮ أﺣﺪ أﻋﻀﺎء ا8ﺆﺮ اﻷول ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ ا8ﻐﺮﺑﻴـﺔ اﻟـﺬي اﻧـﻌـﻘـﺪ ﺑـﻔـﺎس ﻓـﻲ ﺷﻬﺮ ﻣﺎﻳﻮ .١٩٣٩ وﻓﻲ وﺳﻌﻨﺎ أن ﻧﻼﺣﻆ ﻣﻦ ﺧﻼل اﳉﺪول اﻟﺘﺎﻟﻲ اﻟﺬي أﻋﺮض ﻓﻴﻪ ﺧﻼﺻﺔ ﻣﺎ اﻧﺘﻬﻰ إﻟﻴﻪ ﻫﺆﻻء اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ا8ﻮازﻳﻦ أﻧﻬﻢ وﺿﻌﻮا ﻟﻜﻞ ﻣﻴﺰان ﻣﻦ ﻣﻴﺎزﻳﻦ اﻟﻨﻮﺑﺔ اﳋﻤﺴﺔ اﻳﻘﺎﻋﺎ واﺣﺪا ،ﺑﻘﻄﻊ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﻟﻔﻮارق اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑr ﺣﺮﻛﺎﺗﻪ اﻟﺜﻼث. وﻗﺪ ﻋﺒﺮ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﺑﻴﻴﺮ ﻓﻴﻠ rﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ ا8ﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺣﻴﺚ ﻗـﺎل: »ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺧﻤﺴﺔ أدوار ﻻ ﻏﻴﺮ«. وﻫﻢ ﻓﻲ ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ ﻳﻠﺘﻘﻮن ﻣﻊ اﻟﻨﻈﺮﻳ rاﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳ ،rﻏﻴـﺮ أﻧـﻬـﻢ ﳉـﺄوا إﻟﻰ ﺗﺄوﻳﻞ اﻷوزان اﻟﺘﻲ ﻗﺎﺑﻠﻮا ﺑﻬﺎ ا8ﻮازﻳﻦ ﺑﺄﺟﺰاﺋﻬﺎ اﻟﺼـﻐـﺮى ،وﻣـﺜـﺎل ذﻟـﻚ ﻣﻴﺰإن ٦/٤اﻟﺬي أوﻟﻪ ﺷﻮﺗﺎن إﻟـﻰ x ٣ ٢/٤وﻣﻴﺰان ٨/٤اﻟﺬي أوﻟﻪ اﻟﺒﺎﺣﺚ إﻟـﻰ .٤٢x/٤وﻳﺒﺪو ﻟﻲ أن ﻫﺬه اﻟﺘﺄوﻳﻼت ﻟﻴﺴـﺖ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺎت رﻳـﺎﺿـﻴـﺔ ذﻫـﻨـﻴـﺔ ﺑﺤﺘﺔ ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ ﺷﻌﻮرﻫﻢ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﺮ اﻟﺬي ﻳﺤﺪث ﻓـﻲ ﺳـﺮﻋـﺔ ﺻـﻨـﻌـﺎت ا8ﻴﺰان ،واﻟﺬي ﻳﻔﺴﺮه اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺔ ا8ﻮﺳﻊ إﻟﻰ ا8ﻬﺰوز ﻓﺎ8ﺼﺮف. اﻟﻔﺌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻔﺌﺔ ﻣﺎ أﳒﺰه ا8ﺆﺮ اﻷول ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ا8ﻨﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮة ﻋﺎم ،١٩٣٢وا8ﺆﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ا8ﻨﻌﻘﺪ ﺑﻔﺎس ﻋﺎم .١٩٦٩ وﺗﺘﻤﻴﺰ ﻣﻨﺠﺰات ا8ﺆﺮﻳﻦ ﺑﻜﻮﻧﻬﺎ أﻧﺒﺜﻘﺖ ﻣﻦ ﻣﻘﺮرات ﳉﺎن ﻓﻨﻴﺔ ﻣﺨﺘﺼﺔ، و اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺪﻣﻪ اﻷﺟﻮاق اﻷﻧﺪﻟﺴـﻴـﺔ ا8ـﺸـﺎرﻛـﺔ ﻓﻲ ا8ﺆﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﻨﻤﺎذج ،وﺑﻌﺪ ﻣﻮاﻓﻘﺔ رؤﺳﺎﺋﻬﺎ وأﻋﻀﺎﺋﻬﺎ. وﺳﻮف ﻧﺪرك أﻫﻤﻴﺔ ﺗﻠﻚ ا8ﻘﺮرات ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺮاﺟﻊ أﺳﻤﺎء اﻟﻔﻨﺎﻧ rا8ﻐﺎرﺑﺔ 207
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
اﻟﺬﻳﻦ ﺷﻜﻠﻮا اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﺆﺮي اﻟﻘﺎﻫﺮة وﻓﺎس ،ﻧﺎﻫﻴﻚ وﻗﺪ ﻛﺎن ﻓﻴﻬﻢ ﺼﺮ اﻟﻔﻘﻴﻪ ا8ﻄﻴﺮي وا8ﻌﻠﻢ ﻣﺒﻴﺮﻛﻮ وﻋﻤﺮ اﳉﻌﺎﻳﺪي ،وﺑﻔﺎس ﻧﺨﺒﺔ ﺘﺎزة ﻣﻦ رﺟﺎل ﻫﺬا اﻟﻔﻦ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﳊﺎﺿﺮ. وﺳﻮف ﻳﺘﺄﺗﻲ ﻟﻨﺎ ﺑﻌﺪ اﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ ﺟﺪول ا8ﻮازﻳﻦ اﻟﺘﻲ أﻗﺮﻫﺎ ا8ﺆﺮان أن ﻧﺴﺠﻞ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ا8ﻼﺣﻈﺎت ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ: -١أن ﻣﺆﺮ اﻟﻘﺎﻫﺮة وﻓﻖ إﻟﻰ اﻟﺘﻤﻴﻴـﺰ ﺑـ rﺣـﺮﻛـﺎت اﻟـﺒـﺴـﻴـﻂ اﻟـﺜـﻼث، وﺳﻤﺎﻫﺎ :اﻟﺒﺴﻴﻂ واﻟﻘﻨـﻄـﺮة وا8ـﻠـﺨـﺺ ودون اﻟـﻘـﺪام ﻓـﻲ ﺻـﻮرﺗـﻲ ا8ـﻮﺳـﻊ وا8ﺼﺮف دون ا8ﻬﺰوز ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﻟﻜﻞ ﻣـﻦ ا8ـﻴـﺎزﻳـﻦ اﻟـﺜـﻼﺛـﺔ اﻟـﺒـﺎﻗـﻴـﺔ وزﻧـﺎ واﺣﺪا ﻻ ﻏﻴﺮ. وﺑﺬﻟﻚ ﺣﺼﺮ ﻋﺪد ﻣﻮازﻳﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ. -٢أن ﻫﺬا ا8ﺆﺮ ﻛﺎن أﻛﺜﺮ دﻗﺔ ﻓﻲ ﺗﺪوﻳـﻦ اﻟـﻨـﻘـﺮات اﻟـﺼـﻐـﻴـﺮة ،وذﻟـﻚ ﻋﻜﺲ ﻣﺆﺮ ﻓﺎس اﻟﺬي ﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﺗﻌﻤﺪ اﻻﻛﺘﻔﺎء ﺑﺘﺪوﻳﻦ اﻟﻨﻘﺮات اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺪور دون ﺟﺰﺋﻴﺎﺗﻬﺎ. -٣أن ﻣﺆﺮ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﺗﺒﻨﻰ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺸﺮﻗـﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺗـﻌـﻴـ rﻣـﻮاﻗـﻊ اﻟـﻘـﻮة واﻟﻀﻌﻒ ﻓﻲ اﻟﺪور ،وذﻟﻚ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ اﻟﺪﻣﺎت واﻟﺘﻜﺎت وﻛﺘﺎﺑﺘﻬﺎ ﻓﻮق اﻟﻌﻼﻣﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ. -٤أن ﻣﺆﺮ ﻓﺎس دون ﺣﺮﻛﺎت ا8ﻴﺎزﻳﻦ ﻓﻲ ﺻﻮرﻫﺎ ا8ﻮﺳـﻌـﺔ وا8ـﻬـﺰوزة وا8ﺼﺮﻓﺔ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﻣﻴﺰان اﻟﺪرج اﻟﺬي ﺧﺼﻪ ﺑﺤﺮﻛﺔ ﻣـﻮﺳـﻌـﺔ ،وﺑـﺬﻟـﻚ رﻓـﻊ ﻋﺪد ا8ﻮازﻳﻦ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ. -٥أﻧﻪ وﺿﻊ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻷوزان ﻣﻘﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ا8ﺘﺮوﻧﻮم ،وﺣﺪد اﻟﻮﺣﺪات اﻟﺰﻣﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﺳﺒﻬﺎ. -٦أن ﻣﺆﺮ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﺗﺮﺟﻢ ﺳﺎﺋﺮ اﻷدوار إﻟﻰ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻨﻮع ا8ﺮﻛﺐ، ﺑﻴﻨﻤﺎ أوﻟﻬﺎ ﻣﺆﺮ ﻓﺎس إﻟﻰ اﻟﻨﻮع اﻟﺒﺴﻴﻂ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﻧﺼﺮاف ﻣﻴﺰان اﻟﻘﺪام. -٧أن ﻣﺆﺮ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﺗﺮﺟﻢ اﻻﻳﻘﺎﻋﺎت إﻟﻰ ﻣﻮازﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﻨﻮع ا8ﺮﻛﺐ ،ﻓﻲ ﺣ rاﻋﺘﻤﺪ ﻣﺆﺮ ﻓﺎس ا8ﻮازﻳﻦ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﻧﺼﺮاف اﻟﻘﺪام اﻟـﺬي ﺟﻌﻠﻪ ﻣﺮﻛﺒﺎ. وﻗﺪ أﻓﻀﻰ ﻇﻬﻮر ﻣﺪوﻧﺎت ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻮﺑﺎت إﻟﻰ ﻧﻬﺮ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﺟﻤﺔ اﻷدوار ﺑﺎ8ﻮازﻳﻦ اﳊﺪﻳﺜﺔ .وأﻫﻢ ﻫﺬه اﻷﻋﻤﺎل: ﺻﻨﻴﻊ اﻷﺳﺘﺎذ ﻳﻮﻧﺲ اﻟﺸﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﺗﺪوﻳﻨﻪ ﻧﻮﺑﺘﻲ رﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ ورﻣﻞ208
209
8 8
6 8
1 2 2 1 2 8
2 1 1 2 6
(10)
:
:
(11)
8 4
6 8
3 3 6 3 6 2 8 + = ++= 4 4 4 4 8 4 4
اام
125 : Y ;"Z[ "[ ;\- (5)
(3)
(6)
(5)
.29 _ 25 : Y ;OR[ .% ^ `Q %QU _ T ; (7)
113 : Y ]Z[ ;"T^ ;"OE> "[ (6)
(8)
2 2 1 3 4 12
:
12 6 = 8 4
6 6 6 += 4 4 4
(2×3) 6 = 4 4
.;"$bR- $ M IH,B ;- ;*c 7%^ dU : !"[ 57 &% (8)
(9)
3 3 2 8 16
:
(2×8) 16 = 8 8
3 3 3 4 16 +++= 4 8 8 8 8
(4×2) 8 = 4 4
!"# $%&
. 8/6 !"# $% (11)
.8 $N ;"HOP ,M QR,O S$7 2B 1 5%R?T$- T"U V R- I% L$"M W,?% (10)
.&'*,- 57 ;<> ;?@ A,?%B CDED F CGHD I%> J : EGK L$"M &*,% (9)
1 3 3 3 2 4 16
3 6 2 8 ++= 4 8 4 4
6 3 3 4 16 +++= 4 4 4 4 4
2 6 3 16 ++= 8 8 4 8
ﻣﻮازﻳﻦ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ا8ﺎﻳﺔ ،ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻌﺮض ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻛﺘﺎﺑﻪ ا8ﻮازﻳﻦ اﻟﺘﻲ أﻗﺮﻫﺎ ﻣﺆﺮ ﻓﺎس، وأﺿﺎف إﻟﻴﻬﺎ رواﻳﺎت أﺧﺮى ،أﺧﺬﻫﺎ ﻋﻦ اﻟﺸﻴﺦ أﺣﻤﺪ اﻟﺘﺎزي أو ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻋـﻦ ﻏﻴﺮه ،ﺑﻐﺮض إﻋﻄﺎء اﻟﻘﺎرىء ﻓﻜﺮة ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻦ ﻣﺨﺘﻠـﻒ ا8ـﻮازﻳـﻦ ا8ـﺴـﺘـﻌـﻤـﻠـﺔ ﺣﺎﻟﻴﺎ. ﺻﻨﻴﻊ اﻷﺳﺘﺎذ ﻣﺤﻤﺪ اﺑﺮﻳﻮل ﻓﻲ ﺗﺪوﻳﻨﻪ ﻧﻮﺑﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ اﳊﺴ.rوﻗﺪ ﻋﻤﺪ ا8ﺪوﻧﺎن إﻟﻰ اﺧﺘﺼﺎر ﺟـﺪول ﻓـﺎس ،ﻓـﺠـﻌـﻼ ﻟـﻜـﻞ ﻣـﻴـﺰان ﻣـﻦ ﻣﻴﺎزﻳﻦ اﻟﻨﻮﺑﺔ ﻣﻘﻴﺎﺳ rﺑﺪل ﺛﻼﺛﺔ ،أوﻟﻬﻤﺎ ﺗﺸﺘﺮك ﻓﻴﻪ ﺻﻨﻌﺎت ا8ﻮﺳﻊ وا8ﻬﺰوز وﻫﻮ ﻗﻴﺎس ا8ﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﺟﺪول ﻓﺎس وﻻ ﺗـﺨـﺘـﻠـﻒ ﻓـﻴـﻪ ﺻـﻨـﻌـﺎت ا8ـﻬـﺰوز ﻋـﻦ ﺳﺎﺑﻘﺘﻬﺎ إﻻ ﺑﺠﻨﻮﺣﻬﺎ إﻟﻰ ﺳﺮﻋﺔ اﻷداء .وﺛﺎﻧﻴﻬﻤﺎ ﺧﺎص ﺑﺎﻻﻧـﺼـﺮاف ،وﻫـﻮ ذاﺗﻪ اﻟﺬي أﻗﺮه ﻣﺆﺮ ﻓﺎس .أﻣﺎ اﻟﺪرج ﻓﻤﻘﻴﺎﺳـﻪ واﺣـﺪ ،وﻳـﺘـﻔـﺮع ﻣـﻨـﻪ ﻓـﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ا8ﻴﺰان ﻣﻘﻴﺎس أﺳﺮع ،ﺳﻤﺎه اﺑﺮﻳﻮل اﻟﺪرس اﳋﻔﻴﻒ ،وﺳﻤﺎه اﻟﺸﺎﻣﻲ اﻟﺪرج اﻟﻄﻴﺎر أو اﻟﺪرج اﻟﻄﺎﺋﺮ. وﻳﻨﻔﺮد اﻷﺳﺘﺎذ اﺑﺮﻳﻮل ﺑﺮﺳﻢ ﺟﺪاول ا8ﻮازﻳـﻦ ﺣـﺴـﺐ اﺧـﺘـﻼف ﻃـﺮاﺋـﻖ اﻻﻳﻘﺎع اﻟﺜﻼث: اﻟﺘﻮﺳﻴﺪ ،واﻟﻀﺮب ﺑﺎﻟﺪرﺑﻮﻛﺔ ،واﻟﻀﺮب ﺑﺎﻟﻄﺎر .وﻗﺪ رﻣـﺰ إﻟـﻰ ﻣـﻮاﻃـﻦ اﻷزﻣﻨﺔ اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻮﺳﻴﺪ ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ ذﻳﻞ ﻋﻼﻣﺔ اﻟﺘﺪوﻳﻦ إﻟﻰ اﻷﺳﻔﻞ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺒﻨﻰ اﻟﺪﻣﺔ واﻟﺘﻜﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺘ rﻓﻲ ﺟﺪوﻟﻲ اﻟﺪرﺑﻮﻛـﺔ واﻟـﻄـﺎر ،وﺑـﺬﻟـﻚ ـﻴـﺰ ﻋﻤﻠﻪ ﻋﻦ ﻣﺆﺮ ﻓﺎس اﻟﺬي ﺟﺎءت ﻣﻮازﻳﻨﻪ ﻣﺰﻳﺠﺎ ﻣﻦ ﻃﺮاﺋﻖ اﻻﻳﻘﺎع اﻟﺜﻼث دون اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑ rﺧﺼﻮﺻﻴﺎت ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ. وﻻ ﺑﺪ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﺴﺠﻴﻞ ا8ﻼﺣﻈﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ،وﻫﻲ أن ﻗﻴﺎس أدوار ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﺎﻷوزان وا8ﺎزورات× ا8ﺘﺪاوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺪوﻳﻦ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﺳﻴﻈﻞ ﺻﺎﳊﺎ ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻬﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻓﺤﺴﺐ ،ذﻟﻚ أن اﻟﻨـﻘـﺮات اﻟـﻘـﻮﻳـﺔ ﻓـﻲ ﻫـﺬه ا8ـﺎزورات ﺗﻘﺘﻀﻲ أن ﺗﻜﻮن داﺋﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﻀﺮﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻨﻬﺎ واﻟﻀﺮﺑﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ،ﻓﻲ ﺣ rﻧﻼﺣﻆ أن ﻣﻮاﻃﻦ اﻟﻘﻮة ﻓﻲ اﻷدوار ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻫﻲ اﻷزﻣﻨﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻓﺈن اﻟﺪﻣﺎت-وﻫﻲ اﻟﻨﻘﺮات اﻟﻘﻮﻳﺔ-ﲢﺘﻞ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻷدوار ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﻀﻌﻒ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﺪوﻳﻦ اﻟﻐﺮﺑﻲ. وﻗﺪ أدى ﻫﺬا اﻻﻟﺘﺒﺎس إﻟﻰ ﺣﺪوث ﺗﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ ﻃﺮاﺋﻖ ﺗﺪوﻳﻦ اﻷدوار ،ﻛﻤﺎ أدى إﻟﻰ ﺷﻴﻮع اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺪﻣﺎت واﻟﺘﻜﺎت ﺑ rأرﺑﺎب ا8ﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻷﻧـﺪﻟـﺴـﻴـﺔ ﻟﺘﻌﻴ rﻣﻮاﻗﻊ اﻟﻘﻮة واﻟﻀﻌﻒ ﻓﻲ اﻷدوار ،وﻫﻲ ﻣﻦ ا8ﺼﻄﻠﺤﺎت اﳋﺎﺻﺔ 210
ﻣﻮازﻳﻦ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
ﻣﻮازﻳﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻛﻤﺎ دوﻧﻬﺎ ﻣﺆﺮ اﻟﻘﺎﻫﺮة ا8ﻴﺎزﻳﻦ
اﳊﺮﻛﺎت
ا8ﻮازﻳﻦ أو ﻧﻈﺎم اﻷدوار
ا8ﻮﺳﻊ)(٥٧ اﻟﺒﺴﻴﻂ
ا8ﻬﺰوز )(٥٨ ا8ﺼﺮف)(٥٩
اﻟﻘﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ
)(٦٠
اﻟﺒﻄﺎﻳﺤﻲ
)(٦١
اﻟﺪرج
)(٦٢ ا8ﻮﺳﻊ
اﻟﻘﺪام ا8ﺼﺮف)(٦٣
ﺑﺎ8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ. وﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﻓﺈن اﻟﺪور ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻫﻮ ـﺜـﺎﺑـﺔ اﻟـﻮﺣـﺪة اﻻﻳﻘﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﺒﻂ ﻧﻈﺎم ﺗﺴﻠﺴﻞ اﳋﻂ ا8ﻴﻠﻮدي وﲢﺪد رﺳﻤﻪ وﺷﻜﻠﻪ. وﻜﻦ اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻨﻪ وﺑ rا8ﻘﻴﺎس ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺆﻫﻼ ﻻﺳﺘﻴﻌﺎب ﻋﺒﺎرة ﳊﻨﻴﺔ ذات ﻛﻴﺎن ﻣﻜﺘﻤﻞ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻼﻣﺢ ﺷﻌﻮرﻳﺔ واﺿـﺤـﺔ ،ﻓـﻲ ﺣـ rﻳـﻘـﻮم ا8ـﻘـﻴـﺎس ﺑﺘﻘﻄﻴﻊ اﳉﻤﻠﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ إﻟﻰ أﺟﺰاء ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ ﺗﺼﺒﺢ اﳉﻤﻠﺔ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻔﻜﻜﺔ وﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺒ rﺻﻮرﺗﻬﺎ اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ إﻻ ﺑﻌﺪ إﻧﺸﺎد ﺳﺎﺋﺮ أﺟﺰاﺋﻬﺎ. وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈن ﺗﺮﺟﻤﺔ اﻷدوار اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ إﻟﻰ ا8ﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﻜﻼﺳـﻴـﻜـﻴـﺔ ﻋـﻨـﺪ اﻟﺘﺪوﻳﻦ ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺳﻠﺒﻴﺎت ﻟﻌﻞ أﺑﺮزﻫﺎ أﻧﻬﺎ ﺳﺘﻐﻴﺮ وﺟﻪ اﻷﳊﺎن اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ وﺗﻌﻔﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺒﻊ أداءﻫﺎ ﻋﺰﻓﺎ وإﻧﺸﺎدا. وﻣﻊ ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻓﻤﻬﻤﺎ ﺗﺒﻠﻎ ﺣﺪة اﻟﻨﻘﺎش اﻟﺬي ﻳﺜﻴﺮه ﺟﺪول اﻻﻳﻘﺎﻋﺎت اﻟﺘﻲ أﻗﺮﻫﺎ ا8ﺆﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﻴﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻔﺎس ﻓﺈن ﻣﻦ اﳊﻖ اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺄن ﻫﺬا ا8ﺆﺮ اﺳﺘﻄﺎع أن ﻳﺘﺮﺟﻢ ﻣﻮازﻳﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ واﺿﺤﺔ 211
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﻣﻮازﻳﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻛﻤﺎ دوﻧﻬﺎ ﻣﺆﺮ ﻓﺎس ا8ﻴﺎزﻳﻦ
اﳊﺮﻛﺎت
)(٦٤
ا8ﻮازﻳﻦ أو ﻧﻈﺎم اﻷدوار
ا8ﻮﺳﻊ اﻟﺒﺴﻴﻂ
ا8ﻬﺰوز ا8ﺼﺮف ا8ﻮﺳﻊ
اﻟﻘﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ
اﻟﻘﻨﻄﺮة ا8ﺼﺮف ا8ﻮﺳﻊ
اﻟﺒﻄﺎﻳﺤﻲ
ا8ﻬﺰوز ا8ﺼﺮف
اﻟﺪرج
ا8ﻮﺳﻊ)(٦٥ ا8ﻮﺳﻊ)(٦٦
اﻟﻘﺪام
ا8ﻬﺰوز)(٦٧ ا8ﻬﺰوز)(٦٨ ا8ﺼﺮف
وﺷﺠﺎﻋﺔ ،وﺑﺄﺳﻠﻮب ﻋﻠﻤﻲ ﺣﺪﻳﺚ ،وأن ﻳﻔﺮض ﻋﻠﻰ ا8ﻬﺘﻤ rﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻫﺬا ا8ﻮﺿﻮع ﺳﻠﻮك ا8ﻨﻬﺞ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﻘﻮ ،ﺑﺪل اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي اﻟﺬي ﻣﺎ ﻓﺘﻰء ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻏﻴﺮ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜ rﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ اﳊﺎﻳﻚ. 212
ﻣﻮازﻳﻦ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
وﻣﻦ ﺛﻢ ،وﻓﻲ اﻧﺘﻈﺎر وﺿﻊ ﻣﻨﻬﺞ أﻛﺜﺮ ﻣﻼءﻣﺔ ﻟﻀﺒﻂ ﻣﻮازﻳﻦ ا8ﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻲ ذات اﻟﻮﻗﺖ أن ﺗﺮﺿﻲ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻷﻛﺎدﻴﺔ وأن ﲢﻔﻆ ﻟﻠﺪور ﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺗﻪ وﻴﺰاﺗﻪ ،ﻓﺈن ﻣﺪوﻧﻲ اﻟـﻨـﻮﺑـﺎت اﻷﻧـﺪﻟـﺴـﻴـﺔ ﺑﺎ8ﻐﺮب ﻻ ﻳﺠﺪون ﻣﻨﺎﺻﺎ ﻣﻦ اﻋﺘﻤـﺎد اﳉـﺪول اﻟـﺬي أﻗـﺮه ﻣـﺆـﺮ ﻓـﺎس أو ﻣﺆﺮ اﻟﻘﺎﻫﺮة.
213
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
214
ﻣﻮازﻳﻦ اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
اﻟﺒﺎب اﻟﺮاﺑﻊ اﻻﻻت اﳌﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻮق اﳌﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
215
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
216
اﻵﻻت اﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻮق اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
10اﻵﻻت اﳌﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻮق اﳌﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺗﻘﺪﱘ:
ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻵﻻت ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﻀﻨﻬﺎ ﺟﻮق اﻟﻄﺮب اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﺜﺎﺑﺔ ﻗﺮاءة أﺧﺮى ﻟﺘﺎرﻳﺦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،ذﻟـﻚ أن اﻵﻻت واﻛـﺒـﺖ ﺳﺎﺋﺮ ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮر ﻫﺬه ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻧﺸﻮﺋﻬﺎ وﺣﺘﻰ وﺿﻌﻬﺎ اﻟﻘﺎﺋﻢ اﻟﻴﻮم .وﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﻓﻬﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﻨﻔﺬا آﺧﺮ 8ـﻌـﺎودة اﻟـﻨـﻈـﺮ ﻓـﻲ ﻗـﻮاﻋـﺪ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ 8ﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ دور ﻓﻲ ﺑﻠﻮرة اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت وﺗﺸﺨﻴﺼﻬﺎ ﻋﻠﻰ ا8ﺴﺘﻮى اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ وإﺿﻔﺎء اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ .وﻟﺌﻦ ﻛﺎﻧـﺖ ﺑـﻌـﺾ اﻵﻻت ﻗـﺪ أﻛـﺪت ﺻﻠﺘﻬﺎ ﺑﺎ8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ واﺳﺘﺄﺛﺮت ﺑﻌﺰف أﳊﺎﻧﻬﺎ وﺿﺒـﻂ اﻳـﻘـﺎﻋـﺎﺗـﻬـﺎ ﻣـﻨـﺬ أول ﻇـﻬـﻮرﻫـﺎ ﻋـﻠـﻰ أرض اﻷﻧﺪﻟﺲ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺷﺄن اﻟﺮﺑﺎب واﻟﻌﻮد واﻟﻄﺮ ،ﻓﻠﻘﺪ ﺗﻬﻴﺄ ﻵﻻت أﺧﺮى أن ﺗﺘﺴﺮب إﻟﻰ اﳉﻮق اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ،وأن ﺗﻀﻄﻠﻊ ﺑﺄدوار ﺗﺘﻔﺎوت أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ،ﺑﻞ إن إﺣﺪاﻫﺎ وأﻋﻨﻲ ﺑﻬﺎ اﻟﻜﻤﺎن ﻳﺘﺴﻊ ﺣﺠﻢ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻟﺘﻜﺎد ﺗﺼﺒﺢ اﻵﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﲢﺘﻞ ﻣﺮﻛﺰ اﻟـﺼـﺪارة ﻣـﻦ ﺑـ rﻣـﺠـﻤـﻮع اﻵﻻت اﻟـﻮﺗـﺮﻳـﺔ ﻓـﻲ ا8ــﻮﺳ ـﻴ ـﻘ ـﻴــﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ .وﻟﻘـﺪ أﻓـﻀـﻰ دﺧـﻮل آﻻت ﺟـﺪﻳـﺪة إﻟـﻰ 217
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﺣﻈﻴﺮة اﳉﻮق اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﻋﺪد اﻟﻌﺎزﻓـ ،rوﻫـﻜـﺬا ﻓـﺒـﻌـﺪ أن ﻛـﺎن ﻋﺪد ﻫﺆﻻء ﻓﻲ اﳉﻮق اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﺣﺘﻰ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺮن ﻗﻠﻤﺎ ﺑﻠﻎ اﻟﻌﺸﺮة ،ﻓﻴﻬﻢ ﻋﺎزف اﻟﺮﺑﺎب ،وﻋﺎزﻓﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻤﻨﺠﺔ وآﺧـﺮان ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻌـﻮد، وﺻﺎﺣﺒﺎ اﻟﻄﺮ واﻟﺪرﺑﻮﻛﺔ ) ،(١ﻋﺮف اﳉﻮق اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﺗﻀﺨﻤﺎ ﻣﺘﺰاﻳﺪا ،وﺗﻜﺎﺛﺮ أﻋﻀﺎؤه ،وأﺻﺒﺢ ﻳﺸﻜﻞ ﺑﺤﻖ ﻣﺎ ﻳﻜﺎد ﻳﺸﺒﻪ إﻻرﻛﺴﺘﺮات اﻟﻐﺮﺑﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺗـﻌـﺪد آﻻﺗﻬﺎ ووﻓﺮة ﻣﻨﺸﺪﻳﻬﺎ. واﻟﻮاﻗﻊ أن ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ اﻟﻠﺤﻨﻲ اﻟﺬي ﺘﺎز ﺑﻪ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﺑ rأﺻﻨﺎف ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺳﺎﻋﺪت ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﻄﺎب ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛـﺒـﺮى ﻣـﻦ اﻵﻻت ﻣﺎ ﺑ rوﺗﺮﻳﺔ وﻫﻮاﺋﻴﺔ ﺧﻼل ﻣﺴﻴﺮﺗﻬﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ،ﺑﻞ إن ﻣـﻦ ا8ﻤﺎرﺳ rا8ﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺠﺪون أي ﺣﺮج ﻓﻲ اﺳﺘﻀﺎﻓﺔ آﻻت ﻏﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺻﻨﻒ اﻵﻻت ﺛﺎﺑﺘﺔ اﻷﻧﻐﺎم ﻣﺜﻞ اﻟﺒﻴﺎﻧﻮ وآﻻت اﻟﻨﻔﺦ اﻟﻨﺤﺎﺳـﻴـﺔ واﳋـﺸـﺒـﻴـﺔ، وﻫﻲ آﻻت اﺳﺘﺤﺎل اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ا8ﺎﻟﻮف اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻧﻈﺮا ﻟﻌﺠﺰﻫﺎ ﻋﻦ أداء درﺟﺎت ا8ﻘﺎﻣﺎت اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﺬه ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ. وﻻ ﻳﺰال ﻣﻮﺿﻮع ﺗﺒﻨﻲ اﻷﺟﻮاق اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻵﻻت اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻮﺿﻊ أﺧﺬ ورد ،ﻳﺜﻴﺮ ﻟﺪى ا8ﻌﺎرﺿ rﻣﻮﺟﺎت ﻣﻦ اﻟﺘﺬﻣﺮ ،وﻳﻠﻘﻰ ﻟﺪى اﻵﺧﺮﻳﻦ اﻟﺘﺮﺣﻴﺐ واﻟﺘﺄﻳﻴﺪ .وﻫﻮ ﻓﻲ ﺣﻤﺄة ﻫﺬا اﳉﺪال اﻟﺬي ﻳﺘﺴﻢ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﺎﻟـﻌـﻨـﻒ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ واﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ واﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻻﺻﺎﻟﺔ ﻣـﻦ ﺟـﻬـﺔ أﺧﺮى ).(٢
وﺿﻊ اﻵﻻت ﻓﻲ اﳉﻮق اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ:
ﺗﻜﻮن ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﺎزﻓ rﻓﻲ اﳉﻮق اﻷﻧﺪﻟـﺴـﻲ ﺷـﻜـﻞ ﻣـﻨـﺤـﻦ .وﻳـﺨـﻀـﻊ اﻟﻌﺎزﻓﻮن ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺘﻬﻢ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺘﺎﻟﻲ: ﻳﺤﺘﻞ رﺋﻴﺲ اﳉﻮق ﻣﻜﺎن اﻟﺼﺪارة ﻣﻦ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺘﺄﺗﻰ رؤﻳـﺘـﻪﺳﺎﺋﺮ اﻟﻌﺎزﻓ ،rوﻳﺘﺴﻨﻰ ﻟﻪ ﺑﺪوره اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﻢ ﺑﺴﻬـﻮﻟـﺔ ﻛـﺎﻣـﻠـﺔ .واﻟـﻌـﺎدة أن ﺴﻚ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﺂﻟﺔ اﻟﺮﺑﺎب أو اﻟﻌﻮد ،وأن ﻳﺘﻮﺳﻂ اﻟﻌﻮاد واﻟﻜﻤﻨﺠﻲ اﻷوﻟ.r ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ rرﺋﻴﺲ اﳉﻮق ﻋﺎزﻓﻮ اﻟﻜﻤﻨﺠﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻳﺴﺎره اﻟﻌﻮادون. ﻳﺠﻠﺲ ا8ﻨﺸﺪ واﻟﻄﺮار واﻟﺪراﺑﻜﻲ ﺑﺎﻟﺘﻮاﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻄﺮف اﻷﻗﺼﻰ ﻟﻴﺴﺎراﻟﺮﺋﻴﺲ. وﻗﺪ اﻗﺘﻀﻰ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺬي ﻋﺮﻓﻪ ﺗﺮﻛﻴﺐ اﳉﻮق اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ إدﺧﺎل ﺑـﻌـﺾ 218
اﻵﻻت اﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻮق اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻋﻠﻰ وﺿﻌﻴﺔ أﻋﻀﺎﺋﻪ ،ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻳﻀﻢ ﺻﻔ rأو أﻛﺜﺮ ،ﻳﺤـﺘـﻞ أوﻟـﻬـﻤـﺎ اﻟﻌﺎزﻓﻮن اﻟﺮﺋﻴﺴﻮن ،وأﺻﺤﺎب اﻻﻳﻘﺎع ،وا8ﻨﺸﺪ ،وﺣﺎﻣﻠﻮ اﻵﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻄﻠﻊ ﺑﺎﻟﺘﺤﺎور ﻣﻌﻪ ﻓﻲ اﻹﻧﺸﺎد وا8ﻮال ،وﻳﺤﺘﻞ ﺻﻔﻪ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺎﻗﻲ اﻟـﻌـﺎزﻓـ ،rـﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﻧﺎﻗﺮ اﻟﺸﻴﻠﻮ ،وإﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻬﻢ ا8ﻨﺸﺪون ا8ﺴﺎﻋﺪون.
أﺳﺮة اﻵﻻت ﻓﻲ اﳉﻮق اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي:
وﺳﻨﺮى ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﻌﺮاض أﺳﺮة اﻵﻻت ا8ﺘﺪاوﻟﺔ ﻓﻲ اﳉﻮق اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ اﻟﻴﻮم ﻣﺪى اﻟﺘﻄﻮر اﳊﺎﺻﻞ ﻓﻲ اﺳﺘﻘﻄﺎﺑﻪ آﻻت ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻷﻣﺲ اﻟﻘﺮﻳﺐ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﻏﻮب ﻓﻴﻬﺎ ،ﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ،ﻛﻤﺎ ﺳﻨﺮى أن ﻫـﻨـﺎك آﻻت ﺗﻮﻗﻒ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻷﺳﺒﺎب ﺗﻘﻨﻴﺔ ﺗﺮﺟﻊ ﻓﻲ ﻏـﺎﻟـﺐ اﻷﺣـﻴـﺎن إﻟـﻰ ﻋـﺪم ﺗﻮاﺻﻞ ﺣﺒﻞ ﺗﻠﻘ rاﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ .وﻳﺘﺠﻠﻰ ذﻟﻚ ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺑـﻌـﺾ أﻧـﻮاع اﻟﻜﻤﻨﺠﺔ اﻟﻌﺘﻴﻘﺔ.
اﻵﻻت اﻟﻮﺗﺮﻳﺔ:
اﻟﻌﻮد :ﻫﻮ دون ﻣﻨﺎزع أﻗﺪم آﻻت اﳉﻮق اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ،أﺟﻤﻌﺖ ﺳﺎﺋﺮ ا8ﺼﺎدر اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻨﻴﺖ ﺑﺎﻵﻻت ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻋﻠﻰ ذﻛﺮه واﳊـﻔـﺎوة ﺑـﺪوره ،واﻛـﺐ أدق ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮر ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻇـﻞ ﻳـﺤـﺘـﻞ ﻣـﻦ ﺑـ rﺳـﺎﺋـﺮآﻻﺗـﻬـﺎ اﻟﻌﺘﻴﻘﺔ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺼﺪارة ﻃﻴﻠﺔ ﻓﺘﺮات ﻃﻮﻳﻠﺔ .وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺻﻮﻟﺔ رﻧﺎت اﻟﻜﻤﺎن اﻟﺘﻲ ﺗﻄﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﺮات اﻟﻌﻮد ﻓﻼ ﺗﺰال ﻫﺬه اﻵﻟﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻳﺘﻤﺴﻚ ﺑﻬﺎ ﺷﻴﻮخ اﻟﻄﺮب اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ،وﻳﺘﻘﻠـﺪﻫـﺎ رؤﺳـﺎء ﺑـﻌـﺾ اﻷﺟـﻮاق اﻷﻧـﺪﻟـﺴـﻴـﺔ ﺑﺎ8ﻐﺮب ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺷﺄن ﺟﻮق اﻟﺮﺑﺎط. وﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ا8ﻜﺎﻧﺔ ا8ﺮﻣﻮﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺸﻐﻠﻬﺎ اﻟﻌﻮد ﻓﻲ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻵﻟـﻴـﺔ ﺑﺎﳉﻮق اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﺷﻜﻞ-وﻻ ﻳﺰال ﻳﺸﻜﻞ-اﻷرﺿﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ واﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻟﺒﻨﺎء اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺎد ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﻀﺎﺑﻄﺔ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،وذﻟﻚ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ اﻟﻜﻨﺪي ،ﺣﻴﺚ أﺻﺒﺤﺖ ﻫﺬه اﻵﻟﺔ ﺣﻘﻼ ﻻﺧﺘﺒﺎر اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت وﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ، وﻣﺠﺎﻻ ﻣﻔﻀﻼ ﻟﺪى اﻟﺒﺎﺣـﺜـ rﺧـﻼل ﻣـﺨـﺘـﻠـﻒ اﳊـﻘـﺐ 8ـﻨـﺎﻗـﺸـﺔ اﻟـﻘـﻮاﻋـﺪ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ. وﻟﻌﻞ ﻫﺬا ﻣﺎ ﺟﻌﻞ اﻟﻌﻮد ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻵﻟﺔ اﻷﻛﺜﺮ اﺳﺘﺌﺜـﺎرا ﺑﺎﻫﺘﻤﺎم ﺎرﺳﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻮع أﻟﻮاﻧﻬﺎ ،وﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻟـﺴـﺎن 219
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
اﻟﺸﻌﺮاء ﻳﺬﻛﺮون أﺟﺰاءه وﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺮﻛﻴﺒﻬﺎ وﻳﺼﻔﻮن ﻋـﺎزﻓـﻴـﻪ وﻃـﺮﻳـﻘـﺔ ﺣـﺲ أوﺗﺎره .وﻣﻦ أروع اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻣﺎ ذﻛﺮه اﺑﻦ زﻣﺮك ا8ﺘﻮﻓﻰ ﻋﺎم ٧٩٦ﻫـ ﻓﻲ وﺻﻒ ﻫﺬه اﻵﻟﺔ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة ﻣﺪح ﺑﻬﺎ اﻟﻐﻨﻲ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺻﺪر ﻋﺎم :٧٨٩ واﻟ ـ ـ ـﻌـ ـ ــﻮد ﻓـ ـ ــﻲ ﻛ ـ ـ ــﻒ اﻟـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ــﺪ ﺑـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ــﺮ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﺗ ـ ـﻠـ ـ ـﻘ ـ ــﻲ ﻟـ ـ ـﻨ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـﻨ ـ ــﻪ اﻷﻧ ـ ــﺎﻣ ـ ــﻞ ﻗ ـ ــﺪ ﺟـ ـ ـﻬ ـ ــﺮ ﻏـ ـ ـﻨ ـ ــﻰ ﻋـ ـ ـﻠـ ـ ـﻴـ ـ ــﻪ اﻟ ـ ـ ـﻄ ـ ـ ـﻴـ ـ ــﺮ وﻫـ ـ ــﻮ ﺑـ ـ ــﺪوﺣـ ـ ــﻪ واﻵن ﻏ ـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻓـ ـ ـ ـ ــﻮﻗ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻃـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺮ أﻏ ـ ـ ـ ـ ــﺮ ﻋ ـ ــﻮد ﺛ ـ ــﻮى ﺣـ ـ ـﺠ ـ ــﺮ اﻟـ ـ ـﻘـ ـ ـﻀـ ـ ـﻴ ـ ــﺐ رﻋ ـ ــﻰ ﻟـ ـ ــﻪ أﻳ ـ ــﺎم ﻛ ـ ــﺎﻧ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــﺮﻳ ـ ــﺎض ﻣ ـ ــﻊ اﻟـ ـ ـﺸ ـ ـ ـﺠـ ـ ــﺮ ﻻ ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺎ $ـ ـ ـ ـ ــﺎ رأى ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﺛـ ـ ـ ـ ـ ـﻐـ ـ ـ ـ ـ ــﺮه زﻫـ ـ ــﺮا ،وأﻳـ ـ ــﻦ اﻟـ ـ ــﺰﻫـ ـ ــﺮ ﻣـ ـ ــﻦ ﺗ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ــﻚ اﻟ ـ ـ ــﺪرر? وﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻈـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ أن ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬراه ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ آﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ وﻳ ـ ـ ـﻈـ ـ ــﻦ ﺗ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ــﺎح اﳋ ـ ـ ــﺪود ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟـ ـ ـ ـﺜـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ــﺮ ﻳ ـ ـﺴ ـ ـﺒـ ــﻲ اﻟ ـ ـﻘ ـ ـﻠـ ــﻮب ﺑ ـ ـﻠ ـ ـﻘ ـ ـﻈـ ــﻪ وﺑ ـ ـﻠ ـ ـﺤـ ـ ـﻈ ـ ــﻪ واﻓـ ـ ـﺘـ ـ ـﻨـ ـ ـﺘ ـ ــﻲ ﺑ ـ ــ< اﻟ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ـﻠـ ـ ــﻢ واﻟ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـﻈـ ـ ــﺮ ﻗـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻗ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ــﺪﺗـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻻﻧ ـ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أوﺗ ـ ـ ـ ـ ــﺎره ﻛـ ــﺎﻟ ـ ـﻈ ـ ـﺒـ ــﻲ ﻗ ـ ـﻴـ ــﺪ ﻓـ ــﻲ اﻟـ ـ ـﻜـ ـ ـﻨ ـ ــﺎس اذا ﻧـ ـ ـﻔ ـ ــﺮ ﻟـ ــﻢ ﻳ ـ ـﺒـ ــﻞ ﻗـ ـ ـﻠـ ـ ـﺒ ـ ــﻲ ﻗـ ـ ـﺒ ـ ــﻞ ﺳـ ـ ـﻤ ـ ــﻊ ﻏـ ـ ـﻨ ـ ــﺎﺋ ـ ــﻪ ـ ـ ـﻌ ـ ــﺬل ﺳـ ـ ـﻠ ـ ــﺐ اﻟـ ـ ـﻌ ـ ـ ـﻘـ ـ ــﻮل وﻣـ ـ ــﺎ اﻋ ـ ـ ـﺘـ ـ ــﺬر ﺟ ـ ـ ـ ــﺲ اﻟـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ــﻮب ﺑـ ـ ـ ـ ـﺠـ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـ ــﻪ أوﺗ ـ ـ ـ ــﺎره ﺣـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ــﻰ ﻛ ـ ـ ــﺄن ﻗـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ــﻮﺑـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ــ< اﻟـ ـ ـ ــﻮﺗـ ـ ـ ــﺮ ـ ـ ــﺖ ﻟـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ــﺎ أﳊ ـ ـ ــﺎﻧ ـ ـ ــﻪ ﺑـ ـ ـ ـﺠـ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ــﻊ ﻣـ ـ ـ ــﺎ ﻗـ ــﺪ أودﻋـ ــﺖ ﻓ ـ ـﻴـ ــﻪ اﻟـ ـ ـﻘـ ـ ـﻠ ـ ــﻮب ﻣ ـ ــﻦ اﻟـ ـ ـﻔـ ـ ـﻜ ـ ــﺮ ﻳـ ـ ــﺎ ﺻـ ـ ــﺎﻣ ـ ـ ـﺘـ ـ ــﺎ واﻟـ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ــﻮد ﲢ ـ ـ ــﺖ ﺑـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ــﺎﻧ ـ ـ ــﻪ ﻳـ ـﻐـ ـﻨـ ـﻴ ــﻚ ﻧـ ـﻄ ــﻖ اﳋ ـ ـﺒـ ــﺮ ﻓ ـ ـﻴـ ــﻪ ﻋـ ــﻦ اﳋ ـ ـﺒـ ــﺮ أﻏـ ـ ـﻨ ـ ــﻰ ﻏ ـ ـ ـﻨـ ـ ــﺎؤك ﻋـ ـ ــﻦ ﻣـ ـ ــﺪاﻣـ ـ ــﻚ ﻳـ ـ ــﺎ ﺗـ ـ ــﺮى ﻫ ــﻞ ﻣـ ــﻦ ﳊـ ــﺎﻇـ ــﻚ أم ﺑ ـ ـﻨـ ــﺎﻧـ ــﻚ ذا اﻟ ـ ـﺴ ـ ـﻜـ ــﺮ? ﺑ ـ ـ ــﺎﺣـ ـ ـ ــﺖ أﻧـ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ــﻚ اﻟ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ــﺪان ﺑ ـ ـ ـ ـﻜـ ـ ـ ــﻞ ﻣـ ــﺎ ﻛ ـ ــﺎن ا$ـ ـ ـﺘـ ـ ـﻴ ـ ــﻢ ﻓ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــﻮاه ﻗ ـ ــﺪ ﺳـ ـ ـﺘ ـ ــﺮ )(٣ 220
اﻵﻻت اﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻮق اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
وﻗﺪ ﺣﻞ اﻟﻌﻮد ﺑﺄرض ا8ﻐﺮب ﻣﻊ ﺣﻠﻮل اﻟﻌﺮب ا8ﺴﻠـﻤـ ،rﺛـﻢ اﻧـﺘـﻘـﻞ ﻣـﻊ اﻟﻔﺎﲢ rاﻷوﻟ rإﻟﻰ اﻷﻧﺪﻟﺲ ،ﻓﻜﺎن ﻋﻤﺪة ا8ﻮﺳﻴﻘﻴ rﻓﻲ ﻣﺼﺎﺣﺒﺔ ﻏﻨﺎﺋﻬﻢ، ﺣﺘﻰ إذا ﻧﺰل زرﻳﺎب ﻗﺮﻃﺒﺔ دار اﳋـﻼﻓـﺔ اﻷﻣـﻮﻳـﺔ ﺑـﺎﻷﻧـﺪﻟـﺲ-وﻫـﻮ اﻟـﻌـﺎزف ا8ﺎﻫﺮ اﻟﺬي أﺛﺎر ﺑﺤﻀﺮة اﻟﺮﺷﻴﺪ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاد ﺣﻔﻴﻈﺔ أﺳﺘﺎذه ا8ﻮﺻﻠـﻰ-ﻃـﻔـﺮ ﺑﻬﺬه اﻵﻟﺔ ﻃﻔﺮة ﻛﺒﺮى إﻟﻰ اﻷﻣﺎم ،وذﻟﻚ ﺑﺈﺿﺎﻓﺘﻪ وﺗﺮا ﺧﺎﻣﺴﺎ ﻣﺰدوﺟﺎ إﻟﻰ أوﺗﺎرﻫﺎ اﻷرﺑﻌﺔ. ﻳﻘﻮل اﻟﻴﻔﺮاﻧﻲ ﻣﺘﺤﺪﺛﺎ ﻋﻦ زرﻳﺎب ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺳﺒﻘﻪ :إﻧﻪ »اﺧﺘﺮع وﺗﺮا ﺧﺎﻣﺴﺎ أﺣﻤﺮ وأﺿﺎﻓﻪ إﻟﻰ اﻟﻮﺗﺮ اﻷوﺳﻂ اﻟﺪﻣﻮي ،ووﺿﻌﻪ ﲢﺖ ا8ﺜﻠﺚ وﻓﻮق ا8ﺜﻨﻲ ،ﻓﻜﻤﻞ ﻓﻲ ﻋﻮده ﻗﻮى اﻟﻄـﺒـﺎﺋـﻊ اﻷرﺑـﻊ ،وأﻗـﺎم اﳋـﺎﻣـﺲ ا8ـﺰﻳـﺪ ﻣﻘﺎم اﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ اﳉﺴﺪ« ).(٤ وﻗﺪ ﻓﺴﺮ اﻟﺒﺎرون دﻳﺮ ﻻﳒﻲ اﻟﺒﺤﺎﺛﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ ا8ﺸﻬـﻮر ﺻـﻨـﻴـﻊ زرﻳـﺎب ﻫﺬا ﻓﺬﻛﺮ أﻧﻪ أراد ﺑﺬﻟﻚ إﺣﻼل ﻫﺬه اﻵﻟﺔ ا8ﻜﺎﻧﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻓـﻲ اﻻرﻛـﺴـﺘـﺮا ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ أن ﻳﻜﻮن ﲢﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻴﻮﻧﺎن ،ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻤـﻠـﻪ ﻣـﻦ ﺟـﻨـﺲ ﻋـﻤـﻞ اﻟﻔﺎراﺑﻲ اﻟﺬي ﺣﺎول ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ اﻻﻗﺘﺮاب ﻣﻦ اﻟﻴﻮﻧﺎن ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﺰﻓﻬﻢ .وﻗﺪ ﻧﺴﺐ إﻟﻰ ﻣﺪرﺳﺔ زرﻳﺎب أﻧﻬﺎ ﺳﻤﺖ اﻟﻮﺗﺮ ا8ﻀﺎف اﻟﺰﻳﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،وﺟﻌﻠﺘﻪ أﻛﺜﺮ اﻷوﺗﺎر ﺣﺪة. وﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﺣﺪا ﺑﺰرﻳﺎب إﻟﻰ إﺿﺎﻓﺔ اﻟﻮﺗﺮ اﳋﺎﻣﺲ ﻋﺎﻣﻼن ﻣﻬﻤﺎن: أوﻟﻬﻤﺎ :رﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﲡﺎوز اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ اﻟﻘﺪﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧـﺖ ﺗـﻔـﺮض وﺟﻮد ﺗﻨﺎﺳﺐ ﻋﺪدي ﺑ rاﻟﻄﺒﺎﺋﻊ اﻷرﺑﻊ وأوﺗـﺎر اﻟـﻌـﻮد .ﻓـﻠـﻘـﺪ ﻛـﺎن اﻻﻟـﺘـﺰام ﺑﻬﺬه ا8ﻘﺎﺑﻠﺔ دﻳﺪن ﻓﻼﺳﻔﺔ اﻟﻌﺮب وﻣـﻔـﻜـﺮﻳـﻬـﻢ ،وﺟـﺎءت ﻓـﻲ ﻛـﺘـﺒـﻬـﻢ ﺷـﺮوح ﻣﻔﺼﻠﺔ ﻷﺻﻨﺎف اﻟﻄﺒﺎﺋﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺎﻛﻞ أوﺗﺎر اﻟﻌﻮد اﻷرﺑـﻌـﺔ ،ﻛـﺄرﺑـﺎع اﻟـﻔـﻠـﻚ، وأرﺑﺎع اﻟﺸﻬﺮ ،وأرﺑﺎع اﻟﻴﻮم ،وأرﺑﺎع اﻟﺒﺮوج ،وأرﺑﺎع اﻟﻘﻤﺮ ،وأرﺑﺎع اﻟﻌﻨﺎﺻـﺮ، وﻣﻬﺎب اﻟﺮﻳﺢ ،وﻓﺼﻮل اﻟﺴﻨﺔ ،وأرﻛﺎن اﻟﺒﺪن ،وأرﺑﺎع اﻷﺳﻨﺎن وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ).(٥ واﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺣﺮص زرﻳﺎب ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻴﻌﺎب ﻃﺒﻘﺎت ﺻﻮﺗﻴﺔ أوﺳﻊ ﻣﺪى وأﺑﻌﺪ ﻓﻲ درﺟﺎت اﳊﺪة ،وذﻟﻚ ﻧﺰوﻻ ﻋﻨﺪ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت ﻓﻨﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة وﲡﺴﻴﺪا ﻟﻠﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺑﺜﻬﺎ ﻣﻌﺎﺻﺮه اﻟﻜﻨﺪي ﻓﻲ رﺳﺎﺋﻠﻪ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ. وﻳﺒﺪو أن اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﻮغ اﻟﻨﻐﻤﺎت اﳊﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻮد ﻛﺎﻧﺖ ﺎ ﻣﻸ ﻧﻔﺲ زرﻳﺎب ﻣﻨﺬ وﺟﻮده ﺑﺤﺎﺿﺮة اﻟﻌﺮاق .ﻓﻠﻘﺪ ﺣﻜﻲ أﻧـﻪ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻗـﺪﻣـﻪ أﺳـﺘـﺎذه إﺳﺤﺎق ا8ﻮﺻﻠﻲ إﻟﻰ اﳋﻠﻴﻔﺔ اﻟـﺮﺷـﻴـﺪ أﺑـﻰ أن ﻳـﺴـﺘـﻌـﻤـﻞ ﻋـﻮد أﺳـﺘـﺎذه ﻓـﻲ 221
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﻣﺼﺎﺣﺒﺔ اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟﺘﻲ وﺿﻌﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ ،وأﺻﺮ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﻤـﺎل ﻋـﻮده ﻣـﺘـﻌـﻠـﻼ ﺑﺄﻧﻪ اﺗﺨﺬ اﻟﺒﻢ وا8ﺜﻠﺚ ﻣﻦ ﻣﺼﺮان ﺷﺒﻞ» .ﻓﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺮ £واﻟﺼﻔﺎء واﳉﻬﺎرة واﳊﺪة? ﺿﻌﺎف ﻣﺎ ﻟﻐﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺼﺮان ﺳﺎﺋﺮ اﳊﻴﻮان«. وﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ذﻟﻚ إﻟﻰ اﻷﻓﻬﺎم ﻧﻮرد ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺟﺪوﻻ ﺑﺒﻴﺎن أﺳﻤﺎء أوﺗﺎر اﻟﻌﻮد اﳋﻤﺴﺔ وﺗﻮزﻳﻊ اﻟﻨﻐﻤﺎت اﻻﺛﻨﺘﻲ ﻋﺸﺮة ﻟﻠﺪﻳﻮان ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ وردت ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻜﻨﺪي ا8ﻮﻣﺎ إﻟﻴﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ) .(٦ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄن اﻟﻜﻨﺪي ﻟﻢ ﻳﻀﻒ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻌﻠﻤﻲ وﺗﺮا ﺧﺎﻣﺴﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﻮد ،وإﺎ ﻛﺎن اﻟﺬي ﺻﻨﻌﻪ ﻣﺠﺮد ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻓﺘﺮاﺿﻴﺔ أراد ﺑﻬﺎ اﺳﺘﻜﻤﺎل اﻟﺪﻳﻮان اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺂﻟﺔ اﻟﻌﻮد ،وﺗﺒﻌﻪ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻔﺎراﺑﻲ ا8ﺘﻮﻓﻰ ﺳﻨﺔ ٢٦٠ﻫـ ،وأﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ ا8ﺘﻮﻓﻰ ﻋـﺎم ٤٢٩ﻫـ ،وﺗﻠﻤﻴﺬه اﺑﻦ زﻳﻠﺔ ا8ﺘﻮﻓـﻰ ﻋـﺎم ٤٤٠ﻫـ ،وﺻﻔﻲ اﻟﺪﻳﻦ اﻻرﻣﻮي ا8ﺘﻮﻓﻰ ﺳﻨﺔ ٦٢٥ﻫـ.
1
1
وﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺘﺒ rﻣﻦ ﻫﺬا اﳉﺪول ا8ـﺪى اﻟـﺼـﻮﺗـﻲ اﻟـﺬي ﺗـﻘـﻒ ﻋـﻨـﺪه اﻷوﺗﺎر اﻷرﺑﻌﺔ ،وﻫﻮ ﺑﻌﺪ ذى اﻷرﺑـﻊ ) (quarteﻣﻦ ﻣﻄﻠﻖ وﺗﺮ اﻟﺰﻳﺮ ،وأﻗـﺼـﺎه اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻣﻄﻠﻖ وﺗﺮ اﻟﺒﻢ إﺣﺪى وﻋﺸﺮون درﺟﺔ ﻛـﺮوﻣـﺎﺗـﻴـﺔ ،أي أﻗـﻞ ﻣـﻦ دﻳﻮاﻧ rﻛﺮوﻣﺎﺗﻴ ،rﻛﻤﺎ ﻧﺘﺒ rا8ﺪى اﻟﺼﻮﺗﻲ اﻟﻨﺎﰋ ﻣﻦ إﺿﺎﻓﺔ اﻟﻮﺗﺮ اﳋﺎﻣﺲ واﻟﺬي ﻳﺒﻠﻎ ﺑﺎﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺼﻮﺗـﻴـﺔ ﻟـﻠـﻌـﻮد ﺑـﻌـﺪ ذي اﳋـﻤـﺲ ) (quinteﻣﻦ ﻣﻄـﻠـﻖ اﻟﺰﻳﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،وأﻗﺼﺎه اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻣﻄﻠﻖ اﻟﺒﻢ دﻳﻮاﻧﺎن ﻛﺎﻣﻼن وﺛﻼث درﺟﺎت ﻛﺮوﻣﺎﺗﻴﺔ. 222
اﻵﻻت اﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻮق اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﻦ أﻋـﻤـﺎل زرﻳـﺎب ﻓـﺈن ﻣـﺎ ﻳـﺒـﺪو واﺿـﺤـﺎ أن ﻣـﺤـﺎوﻻﺗـﻪ اﻟﺮاﻣﻴﺔ إﻟﻰ ﺗﻮﺳﻴﻊ ا8ﺪى اﻟﺼﻮﺗﻲ ﻵﻟﺔ اﻟﻌﻮد ﻇﻠﺖ ﻣﺤﺪودة ،وﻟﻢ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻬﺎ أن ﺗﻐﺎﻟﺐ اﻟﻌﺎدة ا8ﺘﻤﻜﻨﺔ ﻣﻦ أذواق اﻟﻨﺎس ،ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﺗـﺴـﺘـﻄـﻊ اﻟـﻮﻗـﻮف ﻓـﻲ وﺟـﻪ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﺸﺮﻗﻲ اﻟﻮاﻓﺪ ﻋﻠﻰ ا8ﻐﺮب ﻣﻊ ﻋﺮب اﻟﻌﺮاق ﺧﺎﺻﺔ ،ﻓﺘﻨﺎﺳﻰ اﻟﻨﺎس اﺑﺘﻜﺎر زرﻳﺎب وﻋﺎد اﻟﻌﻮد إﻟﻰ وﺿﻌﻪ اﻷول ﻳﺤﻤﻞ أرﺑﻌﺔ أوﺗﺎر ،وﺑﺬﻟﻚ ﻏﺪت زﻳﺎدة اﻟﻮﺗﺮ اﳋﺎﻣﺲ ﻣﻨﺤﺼﺮة ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﻬﺎ اﻟﻨﻈﺮي ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ أول ﻣﺮة. وﻗﺪ أﺻﺒﺢ اﻟﻌﻮد ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ زرﻳﺎب )اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻠﻬﺠﺮة( ﻳﺤﺘﻞ ا8ﻜـﺎﻧـﺔ ا8ﺬﻛﻮرة ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎن دوره ﻣﺤﺼﻮرا ﻓﻲ ا8ﺼﺎﺣﺒﺔ اﻟﺒﺎردة ﻷﺻﻮات ا8ﻨﺸﺪﻳﻦ. ﺛﻢ اﻧﺘﻘﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ إﻟﻰ ا8ﻐﺮب ﻓﻴﻤﺎ ﺑـﻌـﺪ ،وأﺻـﺒـﺢ ﻣـﻦ ﺗـﻘـﺎﻟـﻴـﺪ اﻷﺟـﻮاق اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم أن ﻳﺨﺘﺺ أﻏﻠـﺐ رؤﺳـﺎﺋـﻬـﺎ ﺑـﺤـﻤـﻞ آﻟـﺔ اﻟـﻌـﻮد ،ﺑـﻞ إن اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ أﻧﻴﺴﻪ ﻻ ﻳﺴﻌﻪ أﻣﺎم أﻫﻤﻴﺔ دور اﻟﻌﻮد وﺳﻌﺔ اﻧﺘﺸﺎره إﻻ أن ﻳﻘﻮل: »ﻣﺎ ﻗﺪر أﺣﺪ ﻓﻲ اﻷ ªاﻟﺴﺎﺑﻘـﺔ أن ﻳـﻨـﺸـﻰء ﻓـﻲ ا8ـﻼﻫـﻲ أرﻓـﻊ ﻣـﻘـﺎﻣـﺎ ﻣـﻦ اﻟﻌﻮد .وﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﻮاه ﻓﻬﻮ ﻗﺎﺻﺮ ﻋﻦ ﳊﺎﻗﻪ ،واﳊﺎذق ﻓﻴﻪ ﻳﻘﺪم ﻋﻠﻰ اﳊﺎذق ﻓﻲ ﻏﻴﺮه« ).(٧
ﺗﺴﻮﻳﺔ اﻟﻌﻮدة:
ﻣﻨﺬ اﻟﻌﻬﻮد اﻟﻘﺪﺔ أﻋﺘﺒﺮ ﻓﻼﺳﻔﺔ اﻹﻏﺮﻳﻖ ﺗﺴﻮﻳﺔ اﻷوﺗﺎر ﻋﻼﻣﺔ اﻟﻜﻤﺎل واﳊﻴﺎة .وﻓﻲ ﻫﺬا ا8ﻌﻨﻰ ﻛﺎن ﺗﻼﻣﻴﺬ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ اﻟﻘﻤﺎﻳﻮن-وﻫـﻮ أﻧـﺒـﻪ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﻓـﻴـﺜـﺎﻏـﻮرس ) ٦٥ق .م(-ﻳﺸﺒﻬﻮن اﻟﺼﺤﺔ ﺑـﻘـﻴـﺜـﺎر ﺷـﺪت أوﺗـﺎره ﺷـﺪا ﻣﺘﺴﺎوﻳﺎ ﻓﺈذا ارﺗﺨﻰ أﺣﺪﻫﺎ زال اﻟﺘﻨﺎﻏﻢ وﻣﺎﺗﺖ اﻟﺮوح ﻗﺒﻞ ﻣﻮت اﻟﺒﺪن. وﻗﺪ ورث ا8ﻔﻜﺮون اﻟﻌﺮب ﻋﻦ اﻹﻏﺮﻳﻖ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﻮﺿﻮع ﺗﺴﻮﻳﺔ اﻵﻻت، وﺧﺼﻮه ﺒﺎﺣﺚ ﻣﺴﺘﻔﻴﻀﺔ ﻏﻴﺮ أﻧﻬﻢ رﻛﺰوا ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠـﻰ آﻟـﺔ اﻟـﻌـﻮد ﻟﻼﻋﺘﺒﺎرات اﻟﺘﻲ أﺳﻠﻔﻨﺎ ذﻛﺮﻫﺎ .وﻗﺪ اﻧﻌـﻜـﺲ ﻫـﺬا اﻻﻫـﺘـﻤـﺎم ﻋـﻠـﻰ أﺑـﺤـﺎث اﻷﻧﺪﻟﺴﻴ rوا8ﻐﺎرﺑﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﻌﺼﻮر ،ﻓﻜﺎن ﻣﻮﺿﻮع ﺗﺴﻮﻳﺔ اﻟﻌﻮد وﺿﺒﻂ أﻧﻐﺎﻣﻪ ﻣﻦ أﺑﺮز ﻣﺎ ﻋﻨﻮا ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﺒﺎﺣﺜﻬﻢ ،وﻟﻠﺘﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻧﺴﻮق ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﻫﺬا ا8ﻮﺿﻮع» :وﻌﺮﻓﺔ أﺧﺬ اﻟﻨﻐﻤﺎت ا8ﺬﻛﻮرة ﻣﻦ اﻷوﺗﺎر وﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻮاﻗﻌﻬﺎ وﻣﻼءﻣﺘﻬﺎ ﻳﺼﻴﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﺎرﻓﺎ ﺑﺘﻘﺪ اﻟﻌﻮد ﻣﻦ ﻏـﻴـﺮ أن ﻳـﺤـﺘـﺎج إﻟﻰ ﺿﺎﺑﻂ ﻓﻲ ذﻟﻚ وﻻ ﻗﺎﻋﺪة .وﻻ ﺑﺄس ﺑﺬﻛﺮ ﻗﺎﻋﺪة ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻳﺴﺘﻌﺎن ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻮﻪ ﻗﺒﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻮاﺿﻊ اﻟﻨﻐﻤﺎت وﻣﻮاﻗـﻌـﻬـﺎ :وذﻟـﻚ أن ﺗـﻘـﻮم ا8ـﺎﻳـﺔ 223
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻘﺔ ﻣﻌﺘﺪﻟﺔ ،ﺛﻢ ﺗﻀﻊ ﺳﺒﺎﺑﺘﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﺒﻨﺼﺮ ﻣﻨﻬﺎ ،وﺗﻀﻊ اﻟﺒﻨﺼﺮ ﺣﻴﺚ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ ا8ﺮﺗﺒﺔ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ،ﻓﻴﻜﻮن ﺑﻌﺪ اﻟﺮﻣﻞ ،ﻓﻘﻮﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﺎﺛﻠﻪ. ﺛﻢ ﺗﻀﻊ ﺳﺒﺎﺑﺘﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺮﻣﻞ ﻓﻴﻜﻮن ﺑﻌﺪ اﳊﺴ rﻓـﻘـﻮﻣـﻪ ﻋﻠﻴﻪ .ﺛﻢ ﺗﻀﻊ ﺳﺒﺎﺑﺘﻚ ﻋﻠﻰ اﳊﺴ rﺑﻮﺿﻌﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﻤﻞ وﺗﻀﻌﻬﺎ ﺑـﻌـﺪﻫـﺎ ﻮﺿﻌﻪ ﻓﻴﻜﻮن ﺑﻌﺪ اﻟﺬﻳﻞ ،إﻻ أﻧﻪ ﺷﻴﺦ ،ﻓﻘﻮﻣﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻠﺘﺌﻢ ﺷﺎب اﳊﺴ rﻣﻊ ﺷﻴﺦ اﻟﺬﻳﻞ ،وﻟﻚ أن ﺗﻘﻮم ﺑﺘﻘﻮ اﻟﺬﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻘﺔ ﻣﻌﺘﺪﻟﺔ وﺗﻀﻊ ﺳﺒـﺎﺑـﺘـﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﻓﻴﻜﻮن ﺑﻌﺪ ا8ﺎﻳﺔ ﻓﻘﻮﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ ،وﺳﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪم« ).(٨ وﻓﻲ وﺳﻌﻨﺎ أن ﻧﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ا8ﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻗﻬﺎ اﻟﻌـﻠـﻤـﻲ ﻓـﻲ ﻛـﺘـﺎﺑـﻪ ا8ﻮﻣﺄ إﻟﻴﻪ آﻧﻔﺎ-وﻫﻲ ذاﺗﻬﺎ اﻟﺪروس اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻣﺤﻤﺪ اﻟـﺒـﻮﻋـﺼـﺎﻣـﻲ ﻳـﻠـﻘـﻨـﻬـﺎ ﺗﻼﻣﺬﺗﻪ-أن اﻟﻌﻮد ﻛﺎن ﻓﻲ أﻳﺎﻣﻪ ﻳﺮﻛﺐ ﻋﻠﻰ أرﺑﻌﺔ أوﺗﺎر :ﻫﻲ اﻟﺬﻳﻞ ،واﳊﺴ،r وا8ﺎﻳﺔ ،واﻟﺮﻣﻞ ) .(٩وﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻘﻮم اﻟﻨﻐﻤﺎت اﻟﺜﻤﺎﻧﻲ وﺑﻴﺎن ذﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ: اﻟﻮﺗﺮ اﻷول :اﻟﺬﻳﻞ وﻧﻐﻤﺘﻪ )أ( ،وﻫﻲ أﺧﻔﺾ اﻟﻨﻐﻤﺎت ،ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻧﻐﻤﺔ اﻟﺒﻢ. وﻳﻨﻔﺮد ﺑﺎﻟﻀﺮب ﻋﻠﻴﻪ دون دس ،وﺑﺬﻟﻚ ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺳﻮى ﻧﻐﻤﺔ واﺣﺪة ﻻ ﻏﻴﺮ ﻧﻔﺘﺮض أﻧﻬﺎ ﻧﻐﻤﺔ »دو«. اﻟﻮﺗﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ :اﳊﺴ ،rوﻧﻐﻤﺘﻪ )و( .وﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑ rاﻟﻮﺗﺮ اﻷول ﺑﻌﺪ ﺳﺎدس. وﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻧﻐﻤﺔ اﻟﺰﻳﺮ. وﻳﺤﺪث ﻫﺬا اﻟﻮﺗﺮ ﺛﻼث ﻧﻐﻤﺎت :اﻷوﻟـﻰ ﺿـﺮﺑـﺎ وﻧـﻔـﺘـﺮﺿـﻬـﺎ ﻧـﻐـﻤـﺔ ﻻ. واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﺪس اﻟﺴﺒﺎﺑﺔ )ﺳﻲ( ،واﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺑﺪس اﻟﺒﻨﺼﺮ )دو(. اﻟﻮﺗﺮ اﻟﺜﺎﻟﺚ :ا8ﺎﻳﺔ .وﻧﻐﻤﺘﻪ )ب( .وﺗﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻧﻐﻤﺔ اﻟﺬﻳـﻞ ﺑـﺜـﺎﻧـﻴـﺔ ﻛـﺎﻣـﻠـﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ .ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻧﻐﻤﺔ ا8ﺜﻠﺚ. وﻳﺤﺪث ﻫﺬا اﻟﻮﺗﺮ ﺛﻼث ﻧﻐﻤﺎت :اﻷوﻟﻰ ﺿﺮﺑﺎ وﻧﻔﺘﺮﺿﻬﺎ ﻧﻐـﻤـﺔ )ري(، واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﺪس اﻟﺴﺒﺎﺑﺔ )ﻣﻲ( ،واﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺑﺎﻟﺪس ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻨﺼﺮ )ﻓﺎ(. اﻟﻮﺗﺮ اﻟﺮاﺑﻊ :اﻟﺮﻣﻞ :وﻧﻐﻤﺘﻪ )ﻫـ( .وﻳﺒﻌﺪ ﻋﻦ وﺗﺮ ا8ﺎﻳﺔ ﺑﺮاﺑﻌﺔ ﻋﻠﻴﺎ ،وﻋﻦ وﺗﺮ اﳊﺴ rﺑﺒﻌﺪ ﻃﻨﻴﻨﻲ وﺗﻘﺎﺑﻠﻪ ﻧﻐﻤﺔ ا8ﺜﻨﻰ .وﻳﻨﻔـﺮد ﻫـﺬا اﻟـﻮﺗـﺮ ﺑـﺈﺣـﺪاث ﻧﻐﻤﺔ واﺣﺪة ،ﲢﺪث ﺑﻀﺮﺑﻪ دوور دس ،ﻣﺜﻠﻪ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻛﻤﺜﻞ وﺗﺮ اﻟﺬﻳﻞ .وﻫﺬه اﻟﻨﻐﻤﺔ ﻫﻲ )ﺻﻮل(. وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﺷﺮﺣﻪ ﻳﺒﻠﻎ ا8ﺪى اﻟﺼﻮﺗﻲ ﻷوﺗﺎر اﻟـﻌـﻮد ﺣـﺴـﺒـﻤـﺎ ذﻛـﺮه 224
اﻵﻻت اﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻮق اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
اﻟﻌﻠﻤﻲ دﻳﻮاﻧﺎ واﺣﺪا ﻳﺘﻢ إﺣﺪاث ﻧﻐﻤﺎﺗﻪ اﻟﺜﻤﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ:
وﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ أن ﺗﺴﻮﻳﺔ أوﺗﺎر اﻟﻌﻮد ﻋﺮﻓﺖ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ اﻟﻌﻠﻤﻲ أوﺿﺎع ﻣﺘﻌﺪدة ﻗﺒﻞ أن ﺗﺴﺘﻘﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺿﻊ ا8ﻌﺮوف اﻟﻴﻮم ،وﻳﺒﺪو أن ذﻟﻚ ﻛـﺎن ﻣﻦ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ اﻷﺟﻮاق اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﺪد اﻟﻌﻴﺪان .وﻳﺪل ﻋـﻠـﻰ ﻫـﺬا ﻣـﺎ ﻻﺣﻈﻪ ا8ﺴﺘﺸﺮق اﻹﺳﺒﺎﻧﻲ أرﻛﺎدﻳﻮدي ﻻرﻳﺎ ﻓﻲ ﺗﺴﻮﻳﺔ أوﺗﺎر اﻟﻌﻴﺪان ﺑﺄﺟﻮاق اﻟﺸﻤﺎل ،ﺣﻴﺚ ذﻛﺮ أن اﻟﻮﺗﺮ اﻷﺳﻔﻞ )اﻟﻐﻠﻴﻈﺔ( ﺗﺴﻮى ﻋـﻠـﻰ ﺻـﻮل أو ﻻ ،أو دو ،أو ري. وﻗﺪ ﻋﻠﻞ ﻻرﻳﺎ ﺗﻌﺪد أﺻﻨﺎف اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﺑﻀﺮورة ﻣﻼءﻣﺔ اﻟﻌﻴﺪان أﺻـﻮات ا8ﻨﺸﺪﻳـﻦ ) .(١٠وﺎ ﻻﺷﻚ ﻓﻴﻪ أﻳﻀﺎ أن ﺗﻨﻮع ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺴﻮﻳـﺔ اﻟـﻌـﻮد ﺗـﻘـﻠـﻴـﺪ ﺗﻮارﺛﺘﻪ أﺟﻮاق ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﻬﺪ ﻗﺪ ،وﻫﻮ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻛﺎن ﻧﺎﺑﻌﺎ ﻣﻦ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ أﺟﻮاء ﺻﻮﺗﻴﺔ ﻣﺘﻌﺪدة .وﻟﻌﻠﻪ ﻳـﻜـﻮن ﻗـﺪ ارﺗـﻔـﻊ ﺑـﻌـﺪ ادﺧـﺎل اﻟﻜﻤﻨﺠﺔ إﻟﻰ ﺣﻈﻴﺮة اﻷﺟﻮاق اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ. وﻧﻌﻮد إﻟﻰ ﺗﺴﻮﻳﺔ أوﺗﺎر اﻟﻌﻮد ﻛﻤﺎ ﻧﻘـﻠـﻬـﺎ ﻻرﻳـﺎ ﻋـﻦ واﻗـﻊ أﺟـﻮاق ﺗـﻄـﻮان واﻟﺸﺎون ،ﻓﻨﺠﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺘﺎﻟﻲ: ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻧﻐﻤﺔ اﻟﻮﺗﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﻦ ﻧﻐﻤﺔ اﻟﻮﺗﺮ اﻷول ﺑﺒﻌﺪ ﺳﺪاﺳﻲ. ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻧﻐﻤﺔ اﻟﻮﺗﺮ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﻦ ﻧﻐﻤﺔ اﻟﻮﺗﺮ اﻷول ﺑﺒﻌﺪ ﻃﻨﻴﻨﻲ.( ١ )١ ﺗﻨﺨﻔﺾ ﻧﻐﻤﺔ اﻟﻮﺗﺮ اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﻦ ﻧﻐﻤﺔ اﻟﻮﺗﺮ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﺒﻌﺪ ﻃﻨﻴﻨﻲ .وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ أﺑﻌﺎد ﺗﻄﺎﺑﻖ ﺎم ا8ﻄﺎﺑﻘﺔ ﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺒﻮﻋﺼﺎﻣﻲ ﻳﻠﻘﻨﻪ ﺗﻼﻣﻴﺬه ،ﻓﺈن ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ-اﻧﻄـﻼﻗـﺎ ـﺎ ذﻛـﺮه ﻻرﻳـﺎ ﻋـﻦ واﻗﻊ أﺟﻮاق ﺗﻄﻮان وﺷﻔﺸﺎون-ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ أرﺑﻌﺔ ﻃﺮق ﻟﺘﺴﻮﻳﺔ 225
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
اﻟﻌﻮد ﻧﻘﺪم ﺻﻮرﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﳉﺪول اﻟﺘﺎﻟﻲ: اﻟﻮﺿﻊ اﻷول اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﻮﺗﺮ اﻟﺮاﺑﻊ اﻟﻮﺗﺮ اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﻮﺗﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﻮﺗﺮ اﻷول
ﻣﻲ ﺻﻮل
ﻻ
ﺻﻮل
ﻻ
ﻓﺎ
ﺳﻲ
ﻻ
اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺜﺎﻟﺚ دو
ﻻ
ري
دو
اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺮاﺑﻊ
وﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ وﺿﻊ اﻟﻌﻮد ا8ﻐﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ اﻟﺘﺎدﻟﻲ ﻳﺘﺠﻠﻰ أن ﻫﺬه اﻵﻟﺔ اﺳﺘﻘﺮت ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺻﻔﺎت وﻧﺴﺐ ﻣﺠﻤﻠﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ: أن أوﺗﺎر اﻟﻌﻮد اﻷرﺑﻌﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ﻓﻲ اﻷﻛﺜﺮ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس إﻟﻰﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ،وﺗﻠﻚ ﻋﻤﻠﻴﺔ أرﻳﺪ ﺑﻬﺎ وﻻ رﻳﺐ إﺣﺪاث اﻻرﺗﻌﺎش اﻟﻨﻐﻤﻲ )اﻟﺘﺮﻮﻟـﻮ اﻟﺬي ﻳﺰﻳﺪ اﻷﳊﺎن ﺟﻤﺎﻻ وﺗﻌﺒﻴﺮا. أن اﻟﻮﺗﺮ ﻳﺴﺎوي ﺣﺠﻢ اﻟﺬي ﻗﺒﻠﻪ ﺑﺰﻳﺎدة اﻟﺜﻠﺚ ،أي أن اﻷوﺗﺎر ا8ﺼﻨﻮﻋﺔﻣﻦ اﳊﺮﻳﺮ ﲢﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻣـﻦ اﳋـﻴـﻮط ﻳـﺰﻳـﺪ ﻋـﻦ اﻟـﺬي ﻗـﺒـﻠـﻪ ﺑـﺎﻟـﺜـﻠـﺚ، اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ اﳊﺪة ﻧﺤﻮ اﻟﻐﻠﻈﺔ. وﻫﻜﺬا ﻳﺤﺘﻮي وﺗﺮ اﻟﺰﻳﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻌﺔ وﻋﺸﺮﻳﻦ ﺧﻴﻄﺎ ،ووﺗﺮ ا8ﺜﻨﻰ ﻋـﻠـﻰ ﺳﺘﺔ وﺛﻼﺛ rوا8ﺜﻠﺚ ﻋﻠﻰ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ وارﺑﻌ.r واﻟﺒﻢ ﻋﻠﻰ أرﺑﻌﺔ وﺳﺘ.r وﻳﺮى أﻟﻜﺴﻴﺲ ﺷﻮﻃﺎن أن ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺘﺎدﻟﻲ ﻫـﺬه ﻻ ﺗـﺘـﻨـﺎﺳـﺐ واﻟـﻨـﺴـﺐ ا8ﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺎ8ﻐﺮب ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻬﻞ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ. ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ا8ﺘﺪاوﻟﺔ ﻓﻲ ﻓﺎس ﻗﺮاﺑﺔ ﺳﻨﺔ ١٩٢٠م ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎم »اﳋﺎﻣﺴﺔ ا8ﺘﻌﺎﻧﻘﺔ« ،ﺛﻢ أﺻﺒﺤﺖ )أي ﻓﻲ اﻷرﺑﻌﻴﻨﺎت( ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎم ﺗﺘﺎﻟﻲ اﻟﺮاﺑﻌﺎت ).(١٢ وﻳﻌﻮد ﺷﻮﻃﺎن ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻴﺴﺘﻌﺮض ﻃﺮاﺋﻖ ﺗﺴﻮﻳﺔ اﻟـﻌـﻮد ا8ـﺘـﺪاوﻟـﺔ ،ﻣـﻌـﻠـﻼ ﺗﻌﺪدﻫﺎ ﺑﺮﻏﺒﺔ اﻟﻌﺎزﻓ rﻓﻲ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ وﺿﻌﻴـﺔ ﻟـﻸﺻـﺎﺑـﻊ ﺗـﻜـﻮن أﺳـﻬـﻞ وأﻛﺜﺮ اﺣﺘﻮاء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻔﻖ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ دس .وأﺷﻬﺮ ﻫﺬه اﻟﻄﺮاﺋﻖ ﻣﺎﻳﻠﻲ:
226
اﻵﻻت اﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻮق اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
٤ اﻟﺮﻣﻞ
٣ ا8ﺎﻳﺔ
٢ اﳊﺴr
١ اﻟﺬﻳﻞ
-١ا8ﺴﺎوﻳﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ .وﺻﻮرﺗﻬﺎ:
-٢ﻣﺴﺎوﻳﺔ زاﻳﺪ ﻧﻘﻂ .وﺻﻮرﺗﻬﺎ:
-٣ﻣﺴﺎوﻳﺔ ا8ﺜﻠﺚ .وﺻﻮرﺗﻬﺎ:
-٤ﻣﺴﺎوﻳﺔ زاﻳﺪ ﻧﻘﻂ ﻋﻠﻰ ا8ﺜﻠـﺚ وﺻﻮرﺗﻬﺎ:
وأﻛﺜﺮ ﻫﺬه اﻟﻄﺮاﺋﻖ اﺳﺘﻌﻤﺎﻻ اﻷوﻟﻰ واﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﺮاﺑﻌﺔ ،وﻳﻼﺣﻆ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺘﺴﻮﻳﺎت اﻷرﺑﻊ أﻧﻬﺎ ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﺎﻷوﺿﺎع اﻟﺘﻲ أوردﻫﺎ ﻻرﻳﺎ ﻋﻦ ﺗﻄﻮان وﺷﻔﺸﺎون، ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﻧﻐﻤﺔ اﻟﻮﺗﺮ اﻟﺮاﺑﻊ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻘﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﻮاب اﻟﻮﺗﺮ اﻷول. وﻧﺨﺘﻢ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻌﻮد ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ ﺗﺴﻮﻳﺘﻪ ا8ﺘﺪاوﻟﺔ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺑ rأرﺑﺎب اﻟﻔﻦ ﻓﻨﻼﺣﻆ أن ﻋﺪد أوﺗﺎره ﻳﺒﻠﻎ ﺳﺘﺔ ،وﲡﺮى ﺗﺴﻮﻳﺘﻬﺎ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ اﻟﻮﺗﺮ اﳊﺎد ﻧﺤﻮ اﻟﻮﺗﺮ اﻟﻐﻠﻴﻆ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ اﻟﺘﺎﻟﻲ :دو-ﺻﻮل-ري-ﻻ)-ﺻـﻮل-ري(. وﻳﻼﺣﻆ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﻣﺎﻳﻠﻲ: -١أن أوﺗﺎر اﻟﻌﻮد ﻣﺰدوﺟﺔ ،ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء آﺧﺮﻫﺎ )اﻟﻐﻠﻴﻆ(. -٢أن اﻷوﺗﺎر اﻷرﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ﺗﺸﻜﻞ وﺣﺪة ﺗـﺎﻣـﺔ وﻣـﺴـﺘـﻘـﻠـﺔ .وﻫـﻲ ﻗـﺎﺑـﻠـﺔ ﻔﺮدﻫﺎ ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﳊﺎﺟﺔ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ،وأن اﻟﻮﺗﺮﻳﻦ اﻟﻐﻠﻴﻈ rﻳﻨﺤـﺼـﺮ دورﻫـﻤـﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺟﻴﻊ اﻟﺼﻮﺗﻲ ﻟﻠﻨﻐﻤﺎت اﶈﺪﺛﺔ ﻋﻠﻰ اﻷوﺗﺎر اﻷرﺑﻌﺔ ،وذﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﻣﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ إﻃﺎر ﲢﻠﻴﺔ اﳉﻤﻞ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ وﺷﺤﻨﻬﺎ ﺑﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ. -٣أن اﻟﺒﻌﺪ اﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑ rاﻷوﺗﺎر اﻷرﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺘﺴﺎو ،وﻫﻮ ﺑﻌﺪ اﳋﺎﻣﺴﺔ اﻟﺘﺎﻣﺔ وإن ﻳﻜﻦ وﺿﻊ ﻧﺼﻒ اﻟﻄﻨ rﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻵﺧﺮ. -٤أن اﻟﻮﺗﺮﻳﻦ اﳋﺎﻣﺲ واﻟﺴﺎدس ﻳﻘﺎﺑﻼن اﻟﻮﺗﺮﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧـﻲ واﻟـﺜـﺎﻟـﺚ ﻓـﻲ اﳉﻮاب اﻷﺳﻔﻞ ).(L’octave inferieure 227
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﺻﻮل
ري
ﺻﻮل
ري
وﻫﻨﺎك ﺗﺴﻮﻳﺔ أﺧﺮى ﻵﻟﺔ اﻟﻌﻮد ،ﺟـﺮى ﺗـﺪاوﻟـﻬـﺎ ﺧـﺼـﻮﺻـﺎ ﺑـ rﻋـﺎزﻓـﻲ ﺟﻮق ﻣﻮﻻي أﺣﻤﺪ اﻟﻮﻛﻴﻠﻲ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط .وﻫﻲ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺳﺎﺑﻘﺘﻬﺎ ﺑﻮﺿﻊ اﻟﻮﺗﺮﻳﻦ اﻷﺳﻔﻠ rﳊﻢ درﺟﺘﻲ »ﻣﻲ« و»ﺳﻲ« ،ﺑﺪل »ﺻﻮل« و»ري« .وﻟﻌﻞ أﺳﺒﺎب ﺗﺒﻨﻲ ﻫﺬه اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ: ﻣﺠﺎراة اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻟﺬي ﻛﺎن ﺷﺎﺋﻌﺎ ﻓﻲ أوﺳﺎط ﻋﺎزﻓﻲ »ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻐﺮﻧﺎﻃﻴﺔ«ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط ،ﺧﺼﻮﺻﺎ وأن أﻏﻠﺐ ﻫﺆﻻء ﻫﻢ أﻧﻔﺴﻬﻢ اﻟﺬﻳـﻦ ﺷـﻜـﻠـﻮا-ﻣـﻨـﺬ أواﺋـﻞ اﳋﻤﺴﻴﻨﺎت-ﺟﻮق اﻟﺮﺑﺎط ا8ﺬﻛﻮر. ﺗﺒﻨﻰ اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ اﻟـﺸـﺮﻗـﻴـﺔ ا8ـﺘـﺪاوﻟـﺔ ﻓـﻲ أوﺳـﺎط ـﺎرﺳـﻲ »ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﻰاﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ«. اﺗﺎﺣﺔ إﻣﻜﺎﻧﺎت ﺗﻌﺒﻴﺮﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻓﻲ اﻟﻌﺰف ﻋﻠﻰ آﻟﺔ اﻟﻌﻮد ،اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦاﻟﻌﻔﻖ ﺑﺎﻷﺻﺎﺑﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺗﺮﻳﻦ اﻷﺳﻔﻠ ،rوﻟﻴﺲ ﻓﺤﺴﺐ ﻧﻘـﺮﻫـﻤـﺎ ﻣـﻄـﻠـﻘـ،r وﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻮﺳﻊ اﺠﻤﻟﺎل اﻟﻨﻐﻤﻲ ﻟﺘﺮﺟﻴﻊ اﳉﻤﻞ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ،وﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ إﻏﻨﺎء ا8ﺎدة اﻟﺼﻮﺗﻴﺔ اﻻرﻛﺴﺘﺮاﻟﻴﺔ. وﻳﺒﺪو أن ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎوز ﺟﻮق اﻟﻮﻛﻴﻠﻲ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط ،ﻓﻔﻴﻤﺎ اﻋﺘﻤﺪ اﻟﻌﺎزف اﻟﺮﺑﺎﻃﻲ اﻟﺸﻬﻴﺮ ا8ﺮﺣﻮم اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻫﺬه اﻟﺘﺴـﻮﻳـﺔ ﺣـﺘـﻰ آﺧـﺮ ﺣـﻴـﺎﺗـﻪ ،ﻇـﻠـﺖ اﻷﺟﻮاق اﻷﺧﺮى ﺑﺎ8ﻐﺮب-وﺧﺼﻮﺻﺎ ﺟـﻮق ﺗـﻄـﻮان وﺟـﻮق اﻟـﺒـﺮﻳـﻬـﻲ ﺑـﻔـﺎس- ﻣﺘﻤﺴﻜﺔ ﺑﺎﻟﺘﺴﻮﻳﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﺣﺘﻀﺎن ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻮادﻳﺖ ﻣﺎﻫﺮﻳﻦ. اﻟﻜﻤﻨﺠﺔ :ﻟﻢ ﻳﺮد ﻟﻬﺬه اﻵﻟﺔ ذﻛﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﻷﻧﻴﺲ ا8ﻄﺮب ﻟﻠﻌﻠﻤﻲ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ أﺣﻠﻬﺎ اﻟﺘﺎدﻟﻲ اﻟﺮﺑﺎﻃﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ا8ﺮﺗﺒﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ اﻟـﻌـﻮد ﻣـﻦ ﺑـ rأﺣـﺴـﻦ آﻻت اﻟﻄـﺮب ) .(١٣وﻓﻲ ﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗـﻜـﻦ ﺷـﺎﺋـﻌـﺔ اﻻﺳـﺘـﻌـﻤـﺎل ﺑﺎ8ﻐﺮب ﻓﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻲ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﺄﻛﺪ ﺷﻴـﻮع اﺳـﺘـﻌـﻤـﺎﻟـﻬـﺎ ﻓـﻴـﻤـﺎ ﺑـﻌـﺪ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ. 228
اﻵﻻت اﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻮق اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
وﻳﻨﻔﺮد ا8ﻐﺮب ﻣﻦ ﺑ rدول اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻄﺮﻳـﻘـﺔ ﺧـﺎﺻـﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻌـﺰف ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻤﺎن ،ﺗﻘﻀﻲ ﺑﻮﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻋﻤﻮدي ﻋﻠﻰ رﻛﺒﺔ اﻟﻌﺎزف ،ﺑـﺪﻻ ﻣـﻦ وﺿﻊ ﻗﺎﻋﺪﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺬﻗﻦ وﻃﺮف اﻟﺘﺮﻗﻮة .وﻓـﻲ ذﻟـﻚ ﻣـﺎ ﻳـﺬﻛـﺮ ﺑــ »اﻟـﻐـﻴـﻮﻻ داﻛﺎﻣﺒﺎ« اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﻛﻤﺎن اﻟﺮﻛﺒﺔ ،ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ »اﻟﻔﻴﻮﻻ داﺑﺮاﺳﻴﻮ« اﻟﺘﻲ ﺗـﻌـﻨـﻲ ﻛﻤﺎن اﻟﻴﺪ ).(١٤ وﻳﺒﺪو أن ﻫﺬه اﻟﻄﺮﻳـﻘـﺔ ﻗـﺪ اﻧـﺤـﺪرت إﻟـﻰ ا8ـﻐـﺮب ﻣـﻦ اﻷﻧـﺪﻟـﺲ ،ﻓـﻘـﺪ ﻟﻮﺣﻆ ﻓﻲ ﻋﺰف ﺑﻌﺾ أﻏﺎﻧﻲ اﻟﻔﻼﻣﻨﻜﻮ ا8ﺴﺠﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺸﺮﻳﻨﺎت واﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎت ﻟﻔﺠﺮ اﺳﺒﺎﻧﻴﺎ أن ﻋﺎزﻓﻲ اﻟﻜﻤﺎن ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻀﻌﻮن ﻫﺬه اﻵﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻛﺒﺔ ﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺸﺄن ﻓﻲ أﺟﻮاق ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﺎ8ﻐـﺮب .وﻟـﻘـﺪ ﺷـﺎﻋـﺖ ﻫـﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺟـﻴـﻞ اﻟـﺒـﻮﺧـﺎرﻳـﻨـﺎ Alpujarrenaاﻟﻮاﻗﻊ ﺑﺎﻟـﺸـﺎرات ﻗـﺮب ﻏﺮﻧﺎﻃﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﻌﻴﺶ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻗﺪﻣﺎء ا8ﻮرﻳـﺴـﻜـﻮس ذوي اﻷﺻـﻞ اﻟـﻌـﺮﺑـﻲ ﺣﺴﺒﻤﺎ ذﻛﺮه اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻻﺳﺒﺎﻧﻲ ﻣﺎﻧﻮﻳﻞ ﻛﺎﻧﻮ ).(١٥ وﺗﺪل ﻫﺬه اﻟﺸﻬﺎدة اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﻮﻗﻬﺎ ﻣﺎﻧـﻮﻳـﻞ ﻛـﺎﻧـﻮ أﺳـﺘـﺎذ اﻟﻔﻼﻣﻨﻜﻮ ﺑﺎ8ﻌﻬﺪ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ ﻟﻐﺮﻧﺎﻃﺔ ﻋﻠﻰ أن اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻜﻤـﺎن ﻛـﺎن ﺷـﺎﺋـﻌـﺎ ﻓﻲ اﻷﻧﺪﻟﺲ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ا8ﺘﺄﺧﺮة ،أﺧﺬه اﻟﻐﺮﻧﺎﻃﻴﻮن-أو ا8ﻮرﻳﺴﻜﻴﻮن ﺑﻌﺪﻫﻢ ﺑﻘﻠﻴﻞ-ﻋﻦ اﻷوروﺑﻴ rاﻟﺬﻳﻦ رﻃﻮروه-وﻻ رﻳﺐ-ﻋﻦ اﻟﺮﺑﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﺛﻢ اﻧﺘﻘﻞ إﻟﻰ اﻟﻐﺮب ﻣﻊ ا8ﻮرﻳﺴﻜﻴ rا8ﺘﺄﺧﺮﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ اﺳﺘـﻘـﺮت ﻃـﺎﺋـﻔـﺔ ﻛـﺒـﺮى ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺮﺑﺎط ووﺟﺪة ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ ا8ﻴﻼدي. وﻳﺒﺪو أﻳﻀﺎ أن اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻜﻤﺎن ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺒﺪء ﻣﻨﺤﺼﺮا ﻓﻲ اﻃﺎر ﻫﺬﻳﻦ ا8ﺮﻛﺰﻳﻦ ،وذﻟﻚ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﻋﺪم ورود ذﻛﺮه ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﺬي ﻧﻌﻠﻢ أﻧﻪ أﺧﺬ ﻋﻦ اﻟﺒﻮﻋﺼﺎﻣﻲ وﻫﻮ أﺣﺪ رﺟﺎل ا8ﺪرﺳﺔ اﻟﻔﺎﺳﻴﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻘـﺮن اﻟـﺜـﺎﻣـﻦ ﻋﺸﺮ ،ﻓﻲ ﺣ rﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮه اﻟﺘﺎدﻟﻲ اﻟﺮﺑﺎﻃﻲ. واﻟﻮاﻗﻊ أﻧﻪ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻬﺬه اﻵﻟﺔ أن ﺗﺘـﺒـﻮأ ﻣـﻜـﺎﻧـﺘـﻬـﺎ ﻓـﻲ ﺣـﻈـﻴـﺮة اﻷﺟـﻮاق اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ذات اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﻔﺎﺳﻴﺔ إﻻ ﻣﻊ ﺑﺰوغ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ،وﻛﺎن ﺣﻤﻠﺘـﻬـﺎ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻣﻦ ﻓﻨﺎﻧﻲ اﻟﻌﺪوﺗ-rاﻟﺮﺑﺎط وﺳﻼ-اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ ا8ﺪرﺳﺔ اﻟﻐﺮﻧﺎﻃﻴﺔ. وﻣﻦ أﺑﺮز ﻫﺆﻻء: ا8ﻌﻠﻢ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺮﺑﺎﻃﻲ أﻣﻴﺮ اﻟﻜﻤﺎن .ﻓﻘﺪ ﻧﺴﺐ إﻟﻴﻪ أن ﻋﻤﺮ اﳉﻌﺎﻳﺪيأﺧﺬ ﻋﻨﻪ ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻘﺎﻟﻪ اﻟﻰ اﻟﺮﺑﺎط ،ﻛﻤﺎ ﻧﺴﺐ إﻟﻴﻪ أﻧﻪ ﻳﻌﺰف ﻋﻠﻰ اﻟﻜـﻤـﻨـﺠـﺔ ا8ﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺰاﻳﺪ ﻧﻘﻂ. 229
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
أﺣﻤﺪ ﺑﻦ اﶈﺠﻮب زﻧﻴﻴﺮ اﻟﺮﺑﺎﻃﻲ ا8ﺘﻮﻓﻲ ﻋﺎم ١٢٩٤ﻫـ .ﻓﻘﺪ ﻛﺎن آﻳﺔﻓﻲ ﻋﺰف اﻟﻜﻤﺎن ﺷﻬﺪ ﻟﻪ ﻣﻌﺎﺻﺮوه ﺑﺎﻟﺘﻔﻮق ﻓﻲ ذﻟﻚ. وﻗﺪ ﺗﻌﺪدت أﺻﻨﺎف آﻟﺔ اﻟﻜﻤﺎن ا8ﺘﺪاوﻟﺔ ﺑﺎ8ﻐﺮب ﺣـﺘـﻰ ﻣـﻨـﺘـﺼـﻒ ﻫـﺬا اﻟﻘﺮن ،وﺗﻌﺪدت ﻣﻌﻬﺎ ﻃﺮق ﺗﺴﻮﻳﺘﻬﺎ .وﻫﺬه ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺳﺠﻠﺘﻬﺎ ﺑـﻌـﺾ ا8ـﺼـﺎدر ا8ﻜﺘﻮﺑﺔ .وأﻫﻢ ﻫﺬه اﻷﺻﻨﺎف ﻣﺎ ﻳﻠﻲ. اﻟﻜﻤﻨﺠﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة .وﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺘﺴﻮﻳﺔ أوﺗﺎرﻫﺎ اﻷرﺑﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻷوروﺑﻴﺔاﳊﺪﻳﺜﺔ )ﻣﻲ-ﻻ ري-ﺻﻮل ﻧﺰة ﻻ( وﻣﺤﻮر ﻫﺬه اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﻧﻌﻤﺔ ا8ﺎﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺰل ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻋﻦ درﺟﺔ ﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻳﺎﺑﺎزون.
اﻟﻜﻤﻨﺠﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة ،وﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻮى ﻋﻠﻰ ﺛﻼث ﻃﺮاﺋﻖ: -١زاﻳﺪ ﻧﻘﻂ .وﻛﺎﻧﺖ أﻛﺜـﺮ اﻷﻧـﻮاع ﺗـﺪاوﻻ .وأوﺗـﺎرﻫـﺎ )ري-ﻻ-ﻣـﻲ--ﺳـﻲ( ﺻﻌﻮدا.
ﺳﻲ
ﺳﻲ
ﻻ
ري
-٢ا8ﻄﻠﻮﻗﺔ .و ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻮى ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ آﻟﺔ اﻻﻟﺘﻮ )ﻻ-ري-ﺻﻮل-دو-ﻧﺰوﻻ( وﺗﻘﺎرب ﻫﺬه اﻟﻜﻤﻨﺠﺔ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻜﻤﻨﺠﺔ اﻟﻮﻃﻴﺌـﺔ ،اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺴـﺘـﻤـﺪ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻧﺤﻔﺎض ﺻﻮﺗﻬﺎ .وﻗﺪ اﺷﺘﻬﺮ ﺑﻬﺎ ا8ﺮﺣﻮم ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻗﺪور ﺑـﻦ ﻏﺒﺮﻳﻂ أﺣﺪ أﻋﻀﺎء اﻟﺒﻌﺜﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ إﻟﻰ ﻣﺆﺮ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻋﺎم ١٩٣٢م. وﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ أﻣﺮ ﺗﻌﺪد ﻃﺮاﺋﻖ اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﻵﻟﺔ اﻟﻜﻤﺎن ﻓﻘـﺪ اﻧـﺤـﺼـﺮت ﻫﺬه اﻵﻟﺔ ﻓﻲ ﻧﻮﻋ rﻫﻤﺎ اﻟﻜﻤﻨﺠﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة وأﺧﺘﻬﺎ اﻟﺼﻐﻴﺮة ،وأوﺗﺎرﻫﻤﺎ ﻣﻌﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻚ ،ﻛﻤﺎ اﺳﺘﻘﺮت ﺗﺴﻮﻳﺘﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﻮﺣﺪة ﻫﻲ ذاﺗﻬﺎ اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ 230
اﻵﻻت اﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻮق اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
ﻻ
ري
ﺻﻮل
دو
-٣ا8ﺜﻠﺚ .وﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻮى ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﻜﻤﺎن اﻷوروﺑﻲ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻻوﻛﺘﺎف اﻷﺳﻔﻞ .وﻫﻲ ﺷﺎﺋﻌﺔ اﻟﺘﺪاول ﺑﺎ8ﻐﺮب.
ﻣﻲ
ﻻ
ري
ﺻﻮل
اﻷوروﺑﻴﺔ ﻣﻊ ﻓﺎرق ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻧﺴﺒﺔ اﳊﺪة واﻟﻐـﻠـﻄـﺔ .وﻗـﺪ ﻳـﻨـﻀـﻢ إﻟـﻰ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻨﻮﻋ rﻧﻮع ﺛﺎﻟﺚ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﺳﻢ ﻟﻮﺗﺎره ،وﻫﻮ ﻛﻤﺎن ﺗﺸﺪ ﻋﻠﻴﻪ أوﺗﺎر ﻣﻦ ا8ﺼﺮان. وﻳﻀﻄﻠﻊ ﻋﺎزف اﻟﻜﻤﺎن ﺑﺪور رﺋﻴﺲ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﺎرﺳﺘﻪ أﻧﻮاع ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻠﻴﺔ واﻟﺰﺧﺮﻓﺔ ﺗﻮاﻛﺐ اﻟﻐﻨﺎء ،وﺗﻠﺘﻒ ﺣﻮﻟﻪ اﻟﺘﻔﺎف اﳋﻤﺎﺋﻞ ﺣﻮل اﻷﻏﺼﺎن .وﺗﺒﺪو ﻫﺬه اﻟﺰﺧﺎرف أﻛﺜﺮ ﺗﻨﻮﻋﺎ ﻓﻲ اﳉﻮاﺑﺎت اﻵﻟﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﻤـﺪ اﻟـﻌـﺎزﻓـﻮن إﻟـﻰ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﻌﻘﺪة ﻓﻲ اﻷداء ﻛﺎﻟﺘﺜﻨﻴﺔ واﻟﺘﺜﻠﻴﺚ واﻟﺘﺮﻋﻴـﺪ ،ـﺎ ﻳـﻄـﺒـﻊ اﻷﳊـﺎن ﺑﺎﳊﻴﻮﻳﺔ وﻳﺴﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺠﺪد. اﻟﺮﺑﺎب :ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﺮﺑﺎب ﻣﻦ أﻗﺪم اﻵﻻت اﻟﻮﺗﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ اﻫﺘﺪى ﻋﺮب اﳉﺰﻳﺮة إﻟﻰ ﺻﻨﻌﻬﺎ ﻗﺒﻞ اﻹﺳﻼم .وﻗﺪ ﲢﺪث اﻟﻔﺎراﺑﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻜﺒﻴـﺮ« ﺎ ﻳﻔﻴﺪ أﻧﻪ ﻛﺎن أرﺑﻌﺔ أﻧﻮاع وﻫﻲ :اﻟﺮﺑـﺎب ذو اﻟـﻮﺗـﺮ اﻟـﻮاﺣـﺪ ،واﻟـﺮﺑـﺎب ذو اﻟﻮﺗﺮﻳﻦ ا8ﺘﺴﺎوﻳ rﻓﻲ اﻟﻐﻠﻈﺔ ،واﻟﺮﺑﺎب ذو اﻟﻮﺗﺮﻳﻦ ا8ﺘﻔﺎﺿﻠ rﻓﻴﻬﺎ ،واﻟﺮﺑﺎب ذو أرﺑﻌﺔ أوﺗﺎر ﻳﺘﻔﺎﺿﻞ ﻏﻠﻆ ﻛﻞ اﺛﻨ rﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮﻳﻦ ).(١٦ وﻗﺪ اﻧﺘﻘﻞ اﻟﺮﺑﺎب ﺑﺄﺷﻜﺎﻟﻪ ﻫﺬه ﻣﻊ اﻟﻔﺘﻮﺣﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻏﻄﺖ ﺷﻤﺎل اﳉﺰﻳﺮة واﲡﻬﺖ ﻧﺤﻮ اﻟﺸﻤﺎل اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ .وذﻟـﻚ ﻣـﺎ ﻳـﻔـﺴـﺮ ﺷـﻴـﻮع اﻧـﺘـﺸـﺎره ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم ﺑ rﺷﻌﻮب اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺎ8ﺸﺮق وﻛﺬا ﻓﻲ ﻣﺼﺮ وأﻗﻄﺎر اﻟﺸﻤﺎل اﻻﻓﺮﻳﻘﻲ ،ﺛﻢ ﺷﻖ اﻟﺮﺑﺎب ﻃﺮﻳﻘﺔ إﻟﻰ اﻟﺒﻼد اﻷوروﺑـﻴـﺔ ﻋـﻦ ﻃـﺮﻳـﻖ ﺻـﻘـﻠـﻴـﺔ 231
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
واﻷﻧﺪﻟﺲ ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺮن اﳊﺎدي ﻋﺸﺮ ا8ﻴﻼدي. وﻳﻌﺘﻘﺪ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﻮد اﳊﻔﻨﻲ أن اﻟﺮﺑﺎب اﻧﺘﻘﻞ إﻟﻰ اﻷﻧﺪﻟﺲ ﻓﻲ ﻧﻮﻋﻪ اﻷﺧﻴﺮ ذى اﻷوﺗﺎر اﻷرﺑﻌﺔ ) ،(١٧ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻧﺘﻘﻞ اﻟﺮﺑﺎب اﻟﺘﺮﻛﻲ ذو اﻷوﺗﺎر اﻟﺜﻼﺛﺔ إﻟﻰ ﺑﻼد اﻟﺒﻠﻘﺎن. وﻣﻦ ا8ﻌﺘﻘﺪ أﻳﻀﺎ أن اﻟﺮﺑﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﻇﻬﻮر آﻟﺔ اﻟﻔﻴﻮﻻ Viole ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ ا8ﻴﻼدي ،واﻟﺘﻲ ﺷﻜﻠﺖ اﻟﺼﻮرة ا8ﺘﻄﻮرة ﻟﻜـﻞ ﻣـﻦ اﻟﺮوﺑﻴﻼ Rubellaواﻟﺮوﺑﻴﻚ Rubecﺑﻔﺮﻧﺴﺎ ،واﻟﺮوﺑﻴﻜﺎ Rubecaواﻟﺮﻳﺒﻴﻚ Rubec ﺑﺈﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ،وﻫﺬه ﻛﻠﻬﺎ إن ﻫﻲ إﻻ ﺎذج ﻣـﻨـﻘـﻮﻟـﺔ ﻋـﻦ اﻟـﺮﺑـﺎب اﻟـﻌـﺮﺑـﻲ ﲡـﺮى ﺗﺴﻮﻳﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺗﺴﻮﻳﺔ آﻟﺔ اﻟﻌﻮد .وﻓﻴﻤﺎ اﲡﻬﺖ اﻟﻔﻴﻮﻻ اﻷوروﺑﻴﺔ اﲡﺎﻫﺎ ﺟﺪﻳﺪا اﻧﺘﻬﻰ ﺑﻬﺎ إﻟﻰ أن ﺗﺴﺘﻘﺮ ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ »اﻟﻜﻤﺎن«، ﻇﻞ اﻟﺮﺑﺎب ﻓﻲ ا8ﻐﺮب واﻷﻧﺪﻟﺲ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺘـﻪ اﻷﺻـﻠـﻴـﺔ ،وأﺻـﺒـﺢ إﻟـﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻌﻮد واﻟﻄﺮ ﻳﺸﻜﻞ أﺣﺪ رﻛﺎﺋﺰ اﳉﻮق اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ اﻟﺘﻘﻠـﻴـﺪي .وﻣـﻦ ﺛـﻢ ﻓﻘﺪ أﺣﻠﻪ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ »اﻷﻧﻴﺲ ا8ﻄﺮب« ا8ﻜﺎﻧﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﻮد ،ﺑﻴﻨﻤﺎ أﺣﻠﻪ اﻟﺘﺎدﻟﻲ ا8ﺮﺗﺒﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﻮد واﻟﻜﻤﻨﺠﺔ. وﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺳﻤﻮ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﺮﺑﺎب ﻓﻲ اﳉﻮق اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ أن أﺷـﻬـﺮ رﺟـﺎﻻت ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻦ ﻣﻬﺮة اﻟﻌﺎزﻓ rﻋﻠﻴﻪ .وﻣﻦ ﻫﺆﻻء ا8ﺮﺣﻮم ﻋﻤﺮ اﳉﻌﺎﻳﺪي ا8ﺘﻮﻓﻰ ﻋﺎم ،١٩٥٢واﻟﻔﻘﻴﻪ اﻟﺒﺮﻳﻬﻲ ا8ﺘﻮﻓﻲ ﻋـﺎم ،١٩٤٤وا8ﺮﺣﻮم ﻣﺒﻴﺮﻛﻮ اﻟـﺮﺑـﺎﻃـﻲ ا8ـﺪﻋـﻮ ﺣـﺒـﻴـﺒـﻲ ) ١٣٨٢ -١٣١١ﻫـ( ،وا8ﺮﺣـﻮم ﻋـﺒـﺪاﻟـﺴـﻼم اﳋﻴﺎﻃﻲ )ت ١٣٦١ﻫـ( ،وا8ﺮﺣﻮم ﻣﻮﻻي أﺣﻤﺪ اﻟﻮزاﻧﻲ أﺣﺪ أﻗﻄﺎب ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﻄﻨﺠﺔ ،وا8ﺮﺣﻮم اﻟﺘﺎزي اﻟﺒﺰور ا8ﺘﻮﻓﻰ ﻋﺎم ،١٩٨٣وﻻ ﺗﺰال ا8ﺪرﺳﺔ اﻟﻔﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﺨﺺ رﺋﻴﺲ ﺟﻮق اﻟﺒﺮﻳﻬﻲ ﻣﺘﻤﺴﻜﺔ ﺑﻬﺬه اﻵﻟﺔ ﺣﺘﻰ ﻋﻬـﺪﻧـﺎ، ﲢﻠﻬﺎ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻘﻴﺎدة ،وﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﺤﺬو ﺣﺬوﻫﺎ إﻻ ﻗﻠﺔ ﻣﻦ رؤﺳﺎء اﻷﺟﻮاق ﻓﻲ ا8ﺪن اﻷﺧﺮى ﻛﺎن ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ا8ﺮﺣﻮم ﻣﻮﻻي أﺣﻤﺪ ا8ﺬﻏﺮي ا8ﺘﻮﻓﻰ ﻜﻨﺎس ﻋﺎم ١٩٧٨واﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻦ ﻋﺎدﺗﻪ أن ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ اﻟﺮﺑﺎب ﻓﻲ ﻓﺘﺮات ﺗﻠﻘﻴﻨﻪ ا8ﻴﺎزﻳﻦ. ﻳﺤﺘﻮى اﻟﺮﺑﺎب ا8ﻐﺮﺑﻲ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧـﺪﻟـﺴـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ وﺗـﺮﻳـﻦ اﺛـﻨـ(١٨) r ﻳﺼﻨﻌﺎن ﻣﻦ أﻣﻌﺎء اﻟﻐﻨﻢ ،وﻳﺴﻮﻳﺎن ﻋﺎدة ﻋﻠﻰ ﻧﻐﻤﺘﻲ ري وﺻﻮل ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻔﺼﻞ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺪاه راﺑﻌﺔ ﺗﺎﻣﺔ ،وﻳﺠﺮي اﻟﻌﺰف ﻋﻠﻴﻬـﻤـﺎ ﺑـﻮاﺳـﻄـﺔ ﻗـﻮس وﺑـﺮى ﻧﺼﻒ داﺋﺮي. وﺘﺎز ﻫﺬه اﻵﻟﺔ ﺑﻌﻤﻖ ﺻﻮﺗﻬﺎ واﻣﺘﺪاد ﻧﻐﻤﺎﺗﻬﺎ ،وذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ اﻟﻌﻮد 232
اﻵﻻت اﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻮق اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
اﻟﺬي ﻳﺤﺪث أﻧﻐﺎﻣﺎ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻧﻘﺮ أوﺗﺎره ﺑﺎﻷﺻﺎﺑﻊ أو ا8ـﻀـﺮاب ،ﻛـﻤـﺎ ﺘﺎز ﺑﺠﻨﻮﺣﻬﺎ إﻟﻰ أداء اﻟﺼﻴﻎ اﻟﻠﺤﻨﻴﺔ ﻓﻲ أﻗﺮب ﺻـﻮر ﺗـﺄﻟـﻴـﻔـﻬـﺎ ،وﺗـﻨـﻔـﺮد ﺑﻌﺰف اﻟﻨﻐﻤﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺤﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ وﺳﻂ ﳉﺔ ﻣﻦ اﻷﺻﻮات ا8ﺘﺪاﺧﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﲢﺪﺛﻬﺎ اﻵﻻت اﻟﻮﺗﺮﻳﺔ اﻷﺧﺮى. اﻟﻘـﺎﻧـﻮن :ﻫﻮ إﺣﺪى اﻵﻻت اﻟﻮﺗﺮﻳﺔ اﻟﻘﺪـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻨـﺘـﻤـﻲ إﻟـﻰ اﻟـﺼـﻨـﺞ اﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻲ .وﻳﻌﻮد ﻟﻠﻌﺮب ﻓﻀﻞ اﺳﺘﻜﻤﺎﻟﻬﺎ وﻣﻨﺤﻬﺎ اﳋﺼﺎﺋﺺ اﻟﺘﻲ ﻴﺰﻫﺎ. ﺣﻤﻠﻪ اﻟﻌﺮب اﻟﻔﺎﲢﻮن إﻟﻰ ا8ﻐﺮب واﻷﻧﺪﻟﺲ ،وﻋﺮف ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺑﺎﺳﻢ اﻟـﻘـﺎﻧـﻮن آﻧﺎ واﻟﺴﻨﻄﻮر أو اﻟﺴﻨﻄﻴﺮ آﻧﺎ آﺧﺮ .ذﻛﺮه اﻟﺸﻘﻨﺪي ا8ﺘﻮﻓﻰ ﻋﺎم ٦٢٩ﻫـ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮن ،وذﻛﺮه ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺴﻨﻮات ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻟﻌـﻼﻣـﺔ اﺑـﻦ ﺧـﻠـﺪون ﻣـﻦ ﺑـ rآﻻت اﻟﻮﺗﺮ اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪه ﺑﺎ8ﻐﺮب ،أﻣﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺪراج اﻟﺴﺒﺘﻲ ا8ﺘﻮﻓﻲ ﺳﻨﺔ ٦٩٣ﻫـ ﻓﻠﻢ ﻳﻮرد ذﻛﺮه ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺘﻌﺪاد اﻵﻻت ووﺻﻔﻬﺎ .وﻗﺪ أﺣﻴﺎ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ »اﻻﻧﻴﺲ ا8ﻄﺮب« ذﻛﺮ ﻫﺬه اﻵﻟﺔ ﲢﺖ اﺳﻢ اﻟﺴﻨﻄﻴﺮ ،وأﺗﻰ ﺑﻌﺪه اﻟﺘﺎدﻟﻲ ﻓﺴﺎﻗﻬﺎ ﲢﺖ اﺳﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮن. وﻟﻌﻞ ﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﺗﻔﺮد اﻟﻌﻠﻤﻲ ﺑﺘﺴﻤﻴﺔ ﻫﺬه اﻵﻟﺔ ﺑﺎﻟﺴﻨﻄﻴﺮ ﺑﺪل اﻟﻘﺎﻧﻮن أن ﻳﻜﻮن أﺧﺬ ذﻟﻚ ﻋﻦ اﻟﺒﻮﻋﺼﺎﻣﻲ اﻟﺬي ﻧﻌﻠﻢ أﻧﻪ أﻗـﺎم ـﺼـﺮ ﺣـﻘـﺒـﺔ ﻣـﻦ اﻟﺰﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻠﻘﻰ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ا8ﻌﺎرف ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ وﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ أﺳﻤﺎء اﻵﻻت ذاﺗﻬﺎ .وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺈن اﺧﺘﻼف اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻟﻴﺲ إﻻ ﻣﻦ ﺑﺎب ﺗﻌﺪد اﻷﺳﻤﺎء ﺴﻤﻰ واﺣﺪ. وﻗﺪ ﺷﺎع اﺳﺘﻌﻤﺎل آﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻓﻲ أوﺳﺎط أﺟﻮاق ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻐـﺮﻧـﺎﻃـﻴـﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط ﻣﻨﺬ اﺳﺘﻘﺮار ا8ﻮرﻳﺴﻜﻮس ﺑﻬﺎ ،وﻫﻮ أﻣﺮ ﻳﺘـﺄﻛـﺪ ﻣـﻦ ﺧـﻼل ﺷـﻬـﺎدة ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺮﺑﺎط وﺳﻼ ﺳﻴﺪي إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺘﺎدﻟﻲ ا8ﺘﻮﻓﻰ ﻋﺎم ١٣٣١ﻫـ ،اﻟﺬي ﻣﻨﺢ ﻫﺬه اﻵﻟﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »أﻏﺎﻧﻲ اﻟﺴﻴﻘﺎ« ا8ـﺮﺗـﺒـﺔ اﻟـﺮاﺑـﻌـﺔ ﻣـﻦ ﺑـ rأﺣـﺴـﻦ آﻻت اﻟﻄﺮب ،ﻛﻤﺎ ﺗﺄﻛﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺒﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺸﺎﻫﺪة ﺳﺠﻠﻬﺎ ا8ﺆرخ ا8ﻐﺮﺑﻲ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻀﻌﻴﻒ ا8ﺘﻮﻓـﻰ ﻋـﺎم ١٢٣٣ﻫـ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎل» :ﻓﻲ ﻟﻴـﻠـﺔ اﻷﺣـﺪ ١٧ﺻﻔﺮ ﻋـﺎم ١٢٢٦ﻫـ ﺑﻌﺚ اﻟﺴﻠﻄﺎن ا8ﻮﻟﻰ ﺳﻠﻴﻤﺎن ﻓـﻲ ﻃـﻠـﺐ اﳊـﺎج أﺣـﻤـﺪ ﺑـﻦ اﻟـﻄـﻴـﺐ ﺑﻨﺎﻧﻲ اﻟﺮﺑﺎﻃﻲ ،ﻓﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻷﻧﻪ ﻳﻌﺮف ﺿـﺮب اﻟـﺴـﻨـﻄـﻴـﺮ ﻣـﻊ اﻵﻟـﺔ ،ﻓـﺒـﺎت ﻳﻀﺮب اﻟﺴﻨﻄﻴﺮ ﻣﻊ اﻟﻌﻮد واﻟﺮﺑﺎب ،ﻓﺄﻋﻄﻰ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻷﺻﺤﺎب اﻵﻟﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺜﻘﺎل ).(١٩ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺈن اﻟﻘـﻮل إن »أول ﻣـﻦ أدﺧـﻞ اﺳـﺘـﻌـﻤـﺎﻟـﻪ ﻓـﻲ ﻋـﺰف ا8ـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ 233
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻫﻮ ا8ﺮﺣﻮم اﻟﻔﻨﺎن ا8ﻌﻠﻢ أﺣﻤﺪ ﺑﻠﻤﺤﺠـﻮب زﻧـﻴـﻴـﺮ« ) (٢٠ﻗﺪ ﻳﻌﻨﻲ ﻧﻘﻞ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺣﻈﻴﺮة اﻟﻄﺮب اﻟﻐﺮﻧـﺎﻃـﻲ ﺑـﺎﻟـﺮﺑـﺎط إﻟـﻰ ﺣـﻈـﻴـﺮة »اﻵﻟـﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ« ﺑﺎ8ﺪﻳﻨﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻫﺬا اﻟﻔﻨﺎن اﻟﺬي ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ آن واﺣﺪ ﻣﻦ رواد اﻟﻄﺮب اﻟﻐﺮﻧﺎﻃﻲ ،وأﺣﺪ ﺗﻼﻣﻴﺬ ا8ﺪرﺳﺔ اﻟﻔﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﺘﻘﻠﺖ ﻣﺆﺛﺮاﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺮﺑﺎط ﺣﺪﻳﺜﺎ. وﺗﺴﻮى أوﺗﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻠﻢ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺰف ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ .وﻧﻈﺮا ﻟﻀﻌﻒ رﻧﺎﺗﻪ وﺧﻔﻮت ﺻﻮﺗﻪ ﻓﻐﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺴﻨﺪ إﻟﻴﻪ ﻣﺼﺎﺣﺒﺔ ﻣﻨﺸﺪي ا8ﻮاوﻳﻞ اﻟﺘﻲ ﺷﺠﻌﺖ ﻇﺎﻫـﺮة ادﺧـﺎل اﻷﻧـﻐـﺎم اﻟـﺸـﺮﻗـﻴـﺔ إﻟـﻰ »اﻵﻟـﺔ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ«.
اﻷﻻت اﻟﻨﻘﺮﻳﺔ:
اﻟﻄـﺮ :آﻟﺔ اﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ،ﻋﺮﻓﺖ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﺳﻢ واﺣـﺪ ،وﻣـﻨـﻬـﺎ ،اﻟـﺪف واﻟـﺮق وا8ﺰﻫﺮ وﺗﺨﺘﻠﻒ أﺷﻜﺎل اﻟﻄﺮ ﺑﺎﺧﺘﻼف أﺳﻤﺎﺋـﻪ آﻧـﺎ ،وﺗـﻨـﻮع ا8ـﺼـﺎدر اﻟـﺘـﻲ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻨﻪ آﻧﺎ آﺧـﺮ ) ،(٢١ﻏﻴﺮ أن أﻏﻠﺐ ا8ﺼﺎدر ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ ﲡﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻠـﺔ ﻣﻦ ا8ﻮاﺻﻔﺎت ﺗﻘﺮﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻴﻮم ﻓﻲ أوﺳﺎط ـﺎرﺳـﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﺎ8ﻐﺮب .وأﻫﻢ ﻣﺎ ﻴﺰ اﻟﻄﺮ ا8ﻐﺮﺑﻲ ﺧﺎﺻﻴﺘﺎن: أوﻻﻫﻤﺎ :ﺻﻐﺮ ﺣﺠﻤﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ إدارﺗﻪ ﺑﺨﻔﺔ أﺛﻨﺎء اﻟﻌﺰف. وﺛﺎﻧﻴﺘﻬﻤﺎ :اﺣﺘﻮاؤه ﻋﻠﻰ »ﻗﻄﻊ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺮ ﻣﺴﺘﺪﻳﺮة ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻓﻲ ﺟﻮاﻧﺐﻣﺠﺎورة ﻳﺴﻤﻊ ﻟﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﲢﺮﻳﻜﻪ وﻗﺮع ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﻀﺎ ﺗﺼﻮﻳﺖ وﺟﻠﺠﻠﺔ« ).(٢٢ وﻳﺤﺘﻞ اﻟﻄﺮ ﻣﻦ ﺑ rاﻵﻻت ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ اﳉﻮق اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﻣﻜﺎﻧﺔ رﺋﻴﺴﺔ ﻷﻧﻪ ﻳﻀﺒﻂ ﺣﺮﻛﺔ أﳊﺎﻧﻬﺎ وﻳﺤﺪد وزﻧﻬﺎ واﻳﻘﺎﻋﻬﺎ .وإﻟﻰ ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة ﻳﻠﻤﺢ اﺑﻦ ﺣﻤﺪﻳﺲ اﻟﺼﻘﻠﻲ إذ ﻳﻘﻮل: وراﻗ ـ ـ ـ ـ ـﺼـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟ ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـ ـﻄ ـ ـ ـ ـ ــﺖ رﺟـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـ ـﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺎب ﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـ ــﺮت ﻃـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓﺈن ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ »ﺣﺴﺎب ﻳﺪ« ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪ أﻫﻤﻴﺔ دور اﻟﻄﺮ ﻓﻲ ﺿﺒﻂ اﻻﻳـﻘـﺎع ﻋﻨﺪ اﻟﺮﻗﺺ ﻋﻠﻰ ﻧﻐﻤﺎت اﻷﳊﺎن .وإﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﺪور أﻳﻀﺎ ﻳﺸﻴﺮ اﻟـﺘـﺎدﻟـﻲ إذ ﻳﻨﻌﺖ اﻟﻄﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ أﻏﺎﻧﻲ اﻟﺴﻴﻘﺎ ﺑﺄﻧﻪ »ﳉﺎم ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ وأﺳﺎﺳﻬﺎ« ،وﻳﻨﻌﺖ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺑﺄﻧﻪ »رﺋﻴﺲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ وأن ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻫﻮ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺬي ﻳﻨﻔﻖ اﻟﺸﻌﺮ أوﻻ وﻧﻐﻤﺘﻪ ،وأﺻﺤﺎب اﻟﻌﻴﺪان واﻻرﺑﺒﺔ ﺗﺎﺑﻌﻮن ﻟﻪ« ).(٢٣ 234
اﻵﻻت اﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻮق اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
اﻟﺪرﺑﻮﻛﺔ :ﻟﻴﺴﺖ اﻟﺪرﺑﻮﻛﺔ ﻓﻲ اﳊﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ آﻻت اﳉﻮق اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ،وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺎ ﺗﺴﺮب اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ إﻟﻴﻪ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﺟﺪا .وﻳﺒﺪو أن ﻫﺬه اﻵﻟﺔ ﺷﻘﺖ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ إﻟﻰ ا8ﻐﺮب ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺗ rﻣﺘﻔﺎوﺗﺘ:r أوﻻﻫﻤﺎ :ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪ اﻻﺣﺘﻼل اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻟﻠﺠﺰاﺋﺮ .وﻓﻲ ﻫﺬه ا8ﺮﺣﻠﺔﻳﺘﺒ rﺗﺴﺮب اﻟﺪرﺑﻮﻛﺔ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ اﻷﺟﻮاق اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺼﺤﺮاء ا8ـﻐـﺮﺑـﻴـﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ. وﺛﺎﻧﻴﺘﻬﻤﺎ :ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ اﳋﺎﻣﺲ ﻣﻦ اﻟﻘـﺮن اﻟـﻌـﺸـﺮﻳـﻦ ،وذﻟـﻚ ﻋـﻦﻃﺮﻳﻖ اﻷﺟﻮاق اﻟﻌﺼﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮت ﺑﺎ8ﻐﺮب ﻓﻲ اﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎت ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺑﻌﺾ ﻋﺎزﻓﻴﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺠﻤﻌﻮن إﻟﻰ ﻋﺰﻓﻬﻢ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎ8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ. وﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﺴﺠﻞ ﻫﻨﺎ أن دﻋﻮة ﺑﻌﺾ اﻟﺪارﺳ rا8ﻐﺎرﺑﺔ اﻟﻴﻮم إﻟﻰ ﺗﺒﻨـﻲ ا8ﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻟﻠﺘﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ا8ﻔﺎﻫﻴﻢ اﻻﻳﻘﺎﻋﻴﺔ اﳋﺎﺻـﺔ ﺑـﺎ8ـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،إﺎ ﺗﺴﺠﻞ وﺟﻬﺎ آﺧﺮ أﻛﺜﺮ ﺣﺪاﺛﺔ ﻣﻦ وﺟﻮه اﻟﺘﺄﺛـﻴـﺮ اﻟـﺸـﺮﻗـﻲ، وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻻﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺪرﺑﻮﻛﺔ ،ﻫﺬه اﻵﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻗﻮام اﻷوزان اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ وﺿﺎﺑﻂ اﻳﻘﺎﻋﺎﺗﻬﺎ. وﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ أﻣﺮ ﻓﺈن دور اﻟﺪرﺑﻮﻛﺔ ﻓﻲ اﳉﻮق اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﺛﺎﻧﻮي ،وﻫﻲ وإن ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺿﺒﻂ اﻻﻳﻘﺎع ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز اﻟﻨﻘﺮات اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻧﺎدرة. ﻫﺬه ﻫﻲ اﻵﻻت ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ اﳉﻮق اﻷﻧـﺪﻟـﺴـﻲ اﻟـﺘـﻘـﻠـﻴـﺪي .وﻫـﻲ ﻓـﻲ ﺟﻤﻠﺘﻬﺎ ﺗﺘﻀﺎﻓﺮ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺧﻠﻖ ﻣﺎ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻵﻟﻲ ﻓﻲ وﻗﻊ ﺷﺪﻳﺪ اﻟـﻘـﺮب ـﺎ ﻳـﺤـﺪﺛـﻪ اﻟـﺮﺑـﺎﻋـﻲ ﻣـﻊ اﻟـﻬــﺎرب ﻣــﻊ ﻋــﺎزف واﺣــﺪ وﻫــﻮ ﻏ ـﻴــﺎب اﻟﺒﻮﻟﻴﻔﻮﻧﻴﺔ) .(٢٤وﻳﺘﻤﻴﺰ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻵﻟﻲ ﻓﻲ ﻧﻈﺎم ﻣﺤﻜﻢ وﻣﺘﻨﺎﺳﻖ ﺗﺴﺘﻘﻞ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ آﻟﺔ ﺑﺪورﻫﺎ ا8ﺘﻤﻴﺰ ﺗﺒﻌﺎ ﻷﻫﻤﻴﺘﻬﺎ وﻧﻮﻋﻴﺔ ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ :ﻓﻔﻴﻤﺎ ﻳﻨﺤﺼﺮ دور اﻟﺮﺑﺎب ﻓﻲ أداء اﻟﺪرﺟﺎت اﳉﻬﻴﺮة ﻣﻦ ﺳﻠﻢ اﻟﻠﺤﻦ ا8ﻮﺳـﻴـﻘـﻲ، وﻳﻔﺮض ﻗﺼﺮ ﻗﻮﺳﻪ ﲡﻨﺐ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺰﻣﺎﻧﻴﺔ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ،وﻓﻴﻤـﺎ ﻳـﻀـﻄـﻠـﻊ اﻟـﻌـﻮد ﺑﻌﺰف اﻟﻔﻘﺮ ا8ﺘﻮﺳﻄﺔ ،وﻳﻮﺣﻲ ﻧﻘﺮه اﳉﺎف آﻧﺎ وا8ﺮﺗﻌﺶ آﻧﺎ آﺧـﺮ ﺑـﻨـﺴـﻴـﺞ اﻳﻘﺎﻋﻲ ﺷﺒﻴﻪ ﺑﺎﻟﺬي ﲢﺪﺛﻪ آﻻت اﻟﻨﻘﺮ أو ارﺑﻴﺠﺎت اﻟﺒﻴﺎﻧﻮ ،ﺗﺄﺗﻲ اﻟﻜﻤﻨـﺠـﺔ ﻟﺘﺴﺘﺒﺪ ﺑﺄداء اﻷﺻﻮات اﻟﺼﺎدﺣﺔ ﻓﻲ أﺳﻠﻮب زﺧﺮﻓﻲ ﻣﺸﺮق وﺣﺮﻛﺔ ﻣﺮﺣﺔ راﻗﺼﺔ. 235
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻵﻻت اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ اﳉﻮق اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ اﻟﺘﻘـﻠـﻴـﺪي ﻋﻤﺪت ﺑﻌﺾ اﻷﺟﻮاق ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة إﻟﻰ اﺳﺘﺨﺪام آﻻت أﺧﺮى ﺷﺮﻗﻴﺔ وﻏﺮﺑﻴﺔ ،وذﻟﻚ ﺑﻬﺪف ﺧﻠﻖ ﻣﺠﺎﻻت ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﻔﻨﻲ .وأﺑﺮز ﻫﺬه اﻵﻻت ﻣﺎ ﻳﻠﻲ-:اﻟﺒﻴﺎﻧﻮ ،Piano :وﻫﻮ ﻣﻦ ﻓﺼﻴﻠﺔ اﻵﻻت اﻟﻮﺗﺮﻳﺔ ،وﻳﺨﺘﺺ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺟﻮق ﺗﻄﻮان وﺟﻮق اﻟﺮﺑﺎط ،وأن ﻳﻜﻦ اﻟﺘﻄﻮاﻧﻴﻮن أﺳﺒﻖ إﻟﻰ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﻟﻔﻨﺎن اﺠﻤﻟﺪد ا8ﺮﺣﻮم اﳊﺎج ﻋﺒﺪاﻟﻜﺮ ﺑﻨﻮﻧﺔ. آﻻت اﻟﻨﻔﺦ اﳋﺸﺒﻴﺔ :ﻛﺎﻟﻔﻠﻮت واﻟﻜﻼرﻳﻨﻴﺖ. آﻻت اﻟﻨﻔﺦ اﻟﻨﺤﺎﺳﻴﺔ :ﻛﺎﻟﺴﺎﻛﺴﻔﻮن. اﻻﻛﻮردﻳﻮن :ﺗﺴﺮب اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﻓﻲ »اﻵﻟﺔ« ﻣﻦ أﺟﻮاق ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺼﺮﻳﺔ.وﻗﺪ ﻟﻘﻴﺖ ﻫﺬه اﻵﻻت ﺧﺎﺻﺔ اﻹﻗﺒﺎل ﻣﻦ ﻃﺮف ﺟﻮﻗﻲ ﺗﻄﻮان واﻟﺮﺑﺎط ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺣ rﻇﻞ ﺟﻮق ا8ﺮﺣﻮم اﻟﺒﺮﻳﻬﻲ اﻟﺬي ﻳﺮأﺳﻪ ﺣﺎﻟﻴﺎ اﳊﺎج ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮ اﻟﺮاﻳﺲ ﺑﻔﺎس وﻓﻴﺎ ﻟﻶﻻت اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴـﺔ اﻟـﻘـﺪـﺔ وﻓـﺎءه ﻟﺴﺎﺋﺮ ا8ﻈﺎﻫﺮ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﻠﻄﺮب اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ. وﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ ﻫﺬه اﻷﺟﻮاق اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﻴﺰت ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻵت اﻟﻨﺤﺎﺳﻴﺔ واﳋﺸﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺰف ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ »ﺟﻮﻗﺔ اﳋﻤﺴﺔ واﳋﻤﺴ «rا8ﻨﺘﻤﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﺮﺣﺎب اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻘﺼﺮ ا8ﻠﻜﻲ .وﻗﺪ ﺗﻮارث ﻋﺎزﻓﻮ ﻫﺬه اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ ﻋﺎدة اﺳﺘﻌﻤﺎل ﻫﺬه اﻵﻻت ﻣﻨﺬ أن ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ ﻧﻮاﺗﻬﺎ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﺳﻴﺪي ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ. وان وﻗﻔﺔ ﻗﺼﻴﺮة ﻋﻨﺪ اﺳﺘـﺨـﺪام اﻵﻻت اﻟـﻐـﺮﺑـﻴـﺔ اﳊـﺪﻳـﺜـﺔ إﻟـﻰ ﺟـﺎﻧـﺐ اﻵﻻت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﺘﻬﺪﻳﻨﺎ إﻟﻰ اﺳﺘﺨﻼص ﻧﺘﻴﺠﺘ rاﺛﻨﺘ:r أوﻻﻫﻤﺎ :ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﺎ8ﻐﺮب ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻵﻻت اﻟﻐﺮﺑﻴـﺔ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ،وﻫﻮ دﻟﻴﻞ آﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻮ أﳊﺎﻧﻬﺎ ﻣﻦ أرﺑﺎع اﻟﻨـﻐـﻤـﺎت ﻃـﺎ8ـﺎ أن ﻫـﺬه اﻵﻻت ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻗﺎدرة ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ إﺣﺪاث ﻫﺬه اﻟﺪرﺟﺎت اﻟﺼﻮﺗﻴﺔ. وﺛﺎﻧﻴﺘﻬﻤﺎ :ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﺑﻌﺾ اﻵﻻت اﻟـﻐـﺮﺑـﻴـﺔ ﻟـﻠـﺘـﻜـﻴـﻒ ﻣـﻊ اﺠﻤﻟـﻤـﻮﻋـﺔ اﻵﻟـﻴـﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ. وﻣﻈﻬﺮ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻫﺬا ﻳﻜﺸﻒ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ ﺻﻮرة ﻣﻦ ﺻﻮر اﻟﺘﻄﻮر اﳊﺎﺻﻞ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ واﻟﺬي ﻻ ﻣﺮاء ﻓﻲ أﻧﻬﺎ ﺗﺘـﻤـﻴـﺰ ﺑـﻪ ﻋﻦ أﺧﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ. وﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﻓﻘﺪ أﻓﻀﻰ ﺗﻌﺪد اﻵﻻت وﺗﻨﻮﻋﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﺒﻨﻲ ﻧﻈﺎم اﻟﻌﺰف 236
اﻵﻻت اﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻮق اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
اﳉﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ أوﺳﺎط اﻷﺟﻮاق اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،وﻫﻜﺬا ﻋﺮﻓﺖ اﻻرﻛﺴﺘﺮا ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ أي ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ زرﻳـﺎب ﺑـﺎﻷﻧـﺪﻟـﺲ ،وأﺻـﺒـﺢ اﻷداء اﳉـﻤـﺎﻋـﻲ ﻣـﻦ ﻟـﻮازم اﳊﻔﻼت ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ،ودﺧﻠﺖ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﳉﻨﺎح اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﻬﺪا ﺟﺪﻳﺪا ،ﻫﻮ ﻋﻬﺪ ا8ﻌﺰوﻓﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺎرك ﻓﻲ أداﺋﻬـﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒﺮى ﻣﻦ اﻟﻌﺎزﻓ rوا8ﻨﺸﺪﻳﻦ وا8ﺮددﻳﻦ. أﻣﺎ اﻷداء اﻟﻔﺮدي ﻓﻘﺪ ﺗﻘﻠﺺ ﻇﻠﻪ ﻟﺪرﺟﺔ ﺑﻌﻴﺪة ،وﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺘﺎح ﻟﻪ اﻟﻔﺮص إﻻ ﻓﻲ ﻣﺼﺎﺣﺒﺘﻪ اﻧﺸﺎد اﻟﺒﻴﺘ rأو اﻟﺘﺤﺎور ﻣﻊ ا8ﻮاوﻳﻞ. وﻟﻌﻞ ﻫﺬا ﻳﻜﻮن ﺳﺒﻘﺎ ﻓﻨﻴﺎ ﻳﺴﺠﻞ ﻟﻠﻤﻐﺮب واﻷﻧﺪﻟﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮق اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺬي ﻇﻞ ﻳﺴﻮد أوﺳﺎﻃﻪ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻧﻈﺎم اﻟﻌﺰف اﻟﻔﺮدي ﻷﻣﺪ ﺑﻌﻴﺪ. وﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﻓﻘﺪ أﻓﻀﻰ ﺗﻌﺪد اﻵﻻت وﺗﻨﻮﻋﻬﺎ إﻟﻰ ازدﻫﺎر ﺻـﻨـﺎﻋـﺔ اﻵﻻت ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ،ﻓﻈﻬﺮت ﻓﻲ اﻷﻧﺪﻟﺲ وا8ﻐﺮب ﻣﺮاﻛﺰ ازدﻫﺮت ﻓﻴﻬﺎ ﻫـﺬه اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻛﺎن ﻣﻦ أﻧﺸﻄﻬﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﺷﺒﻴﻠﻴﺔ .وﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ ﻫﺬه ا8ﻘﻮﻟﺔ ا8ﺄﺛﻮرة ﻋﻦ اﺑﻦ رﺷﺪ ﻓﻲ ا8ﻔﺎﺿﻠﺔ ﺑ rﻗﺮﻃﺒﺔ واﺷﺒﻴﻠﻴﺔ »ﻣﺎ أدرى ﻣﺎ ﺗﻘﻮل ،ﻏﻴﺮ أﻧﻪ إذا ﻣﺎت ﻋﺎﻟﻢ ﺑﺎﺷﺒﻴﻠﻴﺔ وارﻳﺪ ﺑﻴﻊ ﻛﺘﺒﻪ ﺣﻤﻠﺖ إﻟﻰ ﻗﺮﻃﺒﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺒـﺎع ﻓـﻴـﻬـﺎ، وان ﻣﺎت ﻣﻄﺮب ﺑﻘﺮﻃﺒﺔ وأرﻳﺪ ﺑﻴﻊ آﻻﺗﻪ ﺣﻤﻠﺖ إﻟﻰ اﺷﺒﻴﻠﻴﺔ ) ،(٢٥وﻗﺪ ﻇﻠﺖ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺑﻨﻲ ﻋﺒﺎد ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻃـﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻳـﺪ اﻹﺳﺒﺎن. أﻣﺎ ﺑﺎ8ﻐﺮب ﻓﻘﺪ ﻧﺸﻄـﺖ ﻫـﺬه اﻟـﺼـﻨـﺎﻋـﺔ ﺧـﺼـﻮﺻـﺎ ﺑـﻌـﺪ ﺳـﻘـﻮط دوﻟـﺔ اﻷﻧﺪﻟﺲ ،وأﺻﺒﺤﺖ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮارث أﺳﺮارﻫﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﺎﺋﻼت ﻓﻲ اﳊﻮاﺿﺮ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى .وﻣﻦ ﻫﺬه اﻷﺳﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﻬﻮد ا8ﺘﺄﺧﺮة أﺳﺮة اﻟﻐﺎزي ﺑﺘﻄﻮان اﻟﺘﻲ أﺣﺪﺛﺖ ﻣﻌﻤﻼ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﻌﻮد واﻟﺮﺑﺎب واﻟﻘﺎﻧﻮن ،وأﺳﺮة ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﻟﺮﻳﺴﻮﻧﻲ ا8ﻌﺮوف ﺑﻠﻘـﺐ اﻟـﺴـﻴـﺪ اﻟـﺬي ﻧـﺴـﺐ إﻟـﻴـﻪ اﺑـﺘـﻜـﺎرآﻟـﺔ »اﻟﺴﻼﻛﺔ« أو»ﻣﺤﺴﻦ اﻟﻨﻐﻢ« ) ،(٢٦وﻟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻜﻮن اﻵﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺮض ﻟﻬﺎ اﻟﺘﺎدﻟﻲ ﻓﻲ »أﻏﺎﻧﻲ اﻟﺴﻴﻘﺎ« ﻓﺬﻛﺮ أﻧﻬﺎ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻋﻮد ذى وﺗﺮ واﺣﺪ ﻓﻲ أﻋﻼه ﺻﻔﺮ إذا ﻧﻘﺮ ﻋﻠﻴﻪ أﺑﻜﻲ اﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ) .(٢٧وﻣﻦ ﻫﺬه اﻷﺳﺮ أﻳﻀﺎ أﺳﺮة اﺑﻦ ﺣﺮﺑﻴﻂ ﺑﻔﺎس ،وأﺳﺮة ﺑﻨﺎﻧﻲ ﻜﻨﺎس ﺛﻢ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط .وﻗﺪ اﺷﺘﻬﺮﺗﺎ ﻣﻌﺎ ﺑﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﻌﻴﺪان. وﻻ ﺑﺪ ﻗﺒﻞ ﺧﺘﺎم ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻣﻦ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻇﺎﻫﺮة ﺗﺨﺘﺺ ﺑﻬﺎ اﻷﺟﻮاق اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ .وﻫﻲ ﺧﻠﻮﻫﺎ ﺑﺎ8ـﺮة ﻣـﻦ آﻻت اﻟـﻨـﻔـﺦ ﺑـﺴـﺎﺋـﺮ أﻧـﻮاﻋـﻬـﺎ. وﺗﻄﺮح ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة اﻟﺘﻲ ﲡﺪ ﻣﺎﻳﺸﺒﻬﻬﺎ ﻓﻲ أﺟﻮاق ا8ﻠﺤﻮن ا8ﻐﺮﺑﻲ ﺗﺴﺎؤﻻت 237
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﺣﻮل أﺳﺒﺎب ﻏﻴﺎب ﻫﺬه اﻵﻻت ﻋﻦ ﺣﻈﻴﺮة أﺟﻮاق »اﻵﻟﺔ« ،وذﻟﻚ أﻣﺎم وﻓﺮة ا8ﺼﺎدر اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﻷدﺑﻴﺔ وﺗﻌﺪد اﻟﻨﺼﻮص ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﲢﻔـﻞ ﺑـﺄﺧـﺒـﺎر اﻟﺰاﻣﺮﻳﻦ ووﺻﻒ ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻷﻧﺲ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻀﺮوﻧﻬﺎ ،وﺗﺴﺘﻌﺮض أﺳﻤﺎء اﻵﻻت ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺪاوﻟﺔ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎل ﻓﻲ ا8ﻐﺮب واﻷﻧﺪﻟﺲ ،وﻣﻦ ﺑﻴـﻨـﻬـﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻻ ﺑﺄس ﺑﻬﺎ ﻣﻦ آﻻت اﻟﻨﻔﺦ. أﻣﺎ أﺧﺒﺎر اﻟﺰاﻣﺮﻳﻦ وﻣﺠﺎﻟﺴﻬﻢ ﻓﻬﻲ أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ أن ﻳـﻠـﻢ ﺑـﻬـﺎ ﺑـﺤـﺚ ﻛـﻬـﺬا ﻳﺘﻮﺧﻰ اﻻﻳﺠﺎز واﻟﺘﺮﻛﻴﺰ .وﻣﻦ وراﺋﻬﺎ ﺗﺘﻜﺸﻒ ﻟﻨﺎ ﺣﻘﻴـﻘـﺔ ﻻ ﻳـﺘـﻄـﺮق إﻟـﻴـﻬـﺎ اﻟﺸﻚ ،وﻫﻲ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻵﻻت اﻟﻨﻔﺦ وأرﺑﺎﺑﻬﺎ ﺣﻀﻮر ﻗﻮي ﻓﻲ أوﺳﺎط ﺎرﺳﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﺑﺎﻟﻌﺪوﺗ .rﻓﻬﺬا أﺑﻮﻋﻠﻲ اﻟﻘﺎﻟﻲ ﻳﻌﻴﺐ ﻋﻠﻰ أﺣﺪ ﺗﻼﻣﻴﺬه اﺳـﺘـﻨـﺎده ﻓﻲ ﲢﻘﻴﻖ ﻟﻐﻮي ﻋﻠﻰ اﺑﻦ ﻣﻘﻴﻢ اﻟﺰاﻣﺮ ،وﻫﻮ ﻣﻦ ا8ﻄﺮﺑ rا8ﻠﻬ rﻓﻲ اﻷﻧﺪﻟﺲ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ اﳊﻜﻢ ا8ﺴﺘﻨﺼﺮ ) .(٢٨وﻫﺬا اﳊﻤﻴﺪي ﻳﺼﻒ ﻣﻮﻛﺐ ﻋﺮس ﺑﻘﺮﻃﺒﺔ ﻳﺘﻮﺳﻄﻪ اﻟﻨﻜﻮري اﻟﺰاﻣﺮ ،وﻗﺪ ﺳﺎﻳﺮه ﻓﻲ زﻣﺮه ﻣﻐﻦ ﻳﻐﻨـﻲ أﺑـﻴـﺎﺗـﺎ ﻣـﻦ ﺷـﻌـﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻛﻠﻴﺐ اﻟﻨﺤﻮي اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺟﺮت ﻋﻠﻰ اﻷﻟﺴﻨﺔ ) .(٢٩وﻫﺬا اﻟﻘﺎﺿﻲ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ا8ﻌﺎﻓﺮي ا8ـﺘـﻮﻓـﻰ ﺑـﻔـﺎس ﻋـﺎم ٥٤٣ﻫـ ﻳﺤﻜﻢ ﻋﻠـﻰ زاﻣـﺮ ﻓـ¨ اﻟﻨﺎس ﺑﺜﻘـﺐ أﺷـﺪاﻗـﻪ ) .(٣٠ﺛﻢ ﻫﺬه أﺑﻮاق اﻟﺰاﻣﺮﻳﻦ ﺗﻌﻠـﻮ ﺻـﻮاﻣـﻊ ﻓـﺎس ﻓـﻲ ﻟﻴﺎﻟﻲ رﻣﻀﺎن ،ﻓﺘﺴﺘﺤﺚ ﻓﻘﻬﺎء ا8ﺪﻳﻨﺔ وﻗﻀﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺼﺪار ﻓﺘﻮى ﺑﺒﻨﺎء أﺑﺮاج ﺧﺎﺻﺔ ﻳﺼﻌﺪ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺒﻮاﻗﻮن ﺑﺪل اﻋﺘﻼء ﺻﻮاﻣﻊ ا8ﺴﺎﺟﺪ اﳉﺎﻣﻌﺔ. ﻓﻬﺬه اﻷﺧﺒﺎر ،وﻛﺜﻴﺮ ﻏﻴﺮﻫﺎ ،ﲡﻤﻊ ﻋﻠﻰ أن ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻷﻧﺲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗـﻀـﻢ اﻟﻨﺎﻓﺨ rﻓﻲ ا8ﺰاﻣﻴﺮ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻌﺎزﻓ rﻋﻠﻰ اﻟﻌﻴﺪان ) ،(٣١ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﻢ ﻣﻐﻨﻴﺎت ﻳﻐﻨ rﻋﻠﻰ أﻧﻐﺎم اﻟﻌﻴﺪان ﻳﻀﺮﺑﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،أو ﻣﺰﻣﺎرا ﻳﻨﻔﺦ ﻓﻴﻪ زاﻣﺮ، أو ﺻﻨﺠﺎ ﻳﻘﻮم ﻣﻘﺎم اﻟﺰﻣﺮة 8ﺼﺎﺣﺒﺔ اﻟﺮاﻗﺼﺔ .وﻳﺬﻛﺮ اﻻﺳﺘﺎذ ﻟﻴﻔﻲ ﺑﺮوﻓﺘﺴﺎل أن ﻫﺬه اﺠﻤﻟﺎﻟﺲ ﲢﻮﻟﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ إﻟﻰ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻋﺎﻣﺔ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﻌﺮف ﺑﺄﺳﻢ زاﻣﺒﺮة ،Zambraوﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺮة ).(٣٢ أﻣﺎ آﻻت اﻟﻨﻔﺦ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺪاوﻟﺔ ﻓﻲ اﶈﺎﻓﻞ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﺘﺪل ا8ﺼﺎدر ﻋﻠﻰ ﻛﺜﺮﺗﻬﺎ وﺗﻌﺪد أﻧﻮاﻋﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﻳﺪع ﻣﺠﺎﻻ ﻟﻠﺸﻚ ﻓﻲ ﺳﻌﺔ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ، وﻣﻨﻬﺎ اﻟﺸﺒﺎﺑﺔ وا8ﺰﻣﺎر واﻟﻨﺎي واﻟﺒﻮق ) ،(٣٣واﻟﺸﻘﺮة واﻟﻨﻮرة ) ،(٣٤واﻟﻘﺮون)،(٣٥ واﻟﺼﻔﺎرة واﻟﻨﻔﻴﺮ ).(٣٦ وﻗﺪ ﻋﻨﻴﺖ ﻫﺬه ا8ﺼﺎدر وﻏﻴﺮﻫﺎ ﺑﻮﺻﻒ آﻻت اﻟﺰﻣﺮ وﻃـﺮاﺋـﻖ ﺻـﻨـﻌـﻬـﺎ واﻟﻨﻔﺦ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻧﻘﻠﺖ إﻟﻴﻨﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺸﻌـﺮﻳـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺸـﻴـﺪ 238
اﻵﻻت اﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻮق اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ
ﺑﺬﻛﺮﻫﺎ وﺑﺪورﻫﺎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ آﻟﺘﻲ اﻟﻌﻮد واﻟﺮﺑﺎب .ﻳﻘﻮل اﺑﻦ ﺣﻤﺪﻳﺲ اﻟﺼﻘﻠﻲ ﻓﻲ وﺻﻒ ﻣﺠﻠﺲ أﻧﺲ: وﻗـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺳ ـ ـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ــﺖ ﺣ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻛ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻷﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﲢ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮك أوﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـﻬـ ـ ـ ـ ــﺬي ﺗ ـ ـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـ ــﺎﻧـ ـ ـ ـ ــﻖ ﻟـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋ ـ ـ ـ ـ ــﻮدﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﺗـ ـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻚ ﺗـ ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـ ـﺒ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺰﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﻳﻘﻮل اﻟﻮزﻳﺮ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻦ أﺑﻴﺎت ﻳﺴﺘﺮﺿﻲ ﺑﻬﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻬﺠﺎء اﺨﻤﻟﺰوﻣﻲ )ﺗﻮﻓﻲ ﻋﺎم ٥٤٦ﻫـ( وﻳﺴﺘﺪﻋﻴﻪ إﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ ﻃﺮب: ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﺛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ واﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻜـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ وﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ وﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺲ إﻻ ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺚ ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ زﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ در وﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدن ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ رﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎب وزﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ وﻳﻘﻮل ﻋﺒﺪا8ﻠﻚ ﺑﻦ ﺳﻌﻴـﺪ ا8ـﺮادي اﳋـﺎزن ﻣـﻦ ﻗـﺼـﻴـﺪة ﻟـﻪ ﻓـﻲ وﺻـﻒ ﻧﺎﻋﻮرة: ﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ ﻃـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮرا ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ< ﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎي )(٣٧ وﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرة ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ زﺋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ ﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎري وﻳﻘﻮل أﺑﻮ اﳊﺴﻦ ﺑﻦ اﳉﺪ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة ﺪح ﺑـﻬـﺎ ﻳـﻮﺳـﻒ ﺑـﻦ ﺗـﺎﺷـﻔـr وﻳﻌﺮض ﻠﻮك اﻟﻄﻮاﺋﻒ: وﻛ ـ ـ ـﻴـ ـ ــﻒ ﻳ ـ ـ ـﺸ ـ ـ ـﻌـ ـ ــﺮ ﻣـ ـ ــﻦ ﻓـ ـ ــﻲ ﻛ ـ ـ ـﻔ ـ ـ ــﻪ ﻗ ـ ـ ــﺪح ﻳ ـ ـﺤـ ــﺪو ﺑ ـ ـﻬـ ــﺎ ﻣـ ـ ـﻠـ ـ ـﻬـ ـ ـﻴ ـ ــﺎه :اﻟـ ـ ـﻨ ـ ــﺎي واﻟ ـ ــﻮﺗ ـ ــﺮ ﻏﻴﺮ أن اﺳﺘﻌﻤﺎل ﻫﺬه اﻵﻻت ﻇﻞ ﻣﻨﺤﺼﺮا ﺧﺎرج ﻣﺠﺎل أﺟﻮاق ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ .وﻟﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻮص اﻟـﺸـﻌـﺮﻳـﺔ ﻟـﻠـﻨـﻮﺑـﺎت ﻣـﺎ ﻳـﺆﻛـﺪ ﻫـﺬه اﳊﻘﻴﻘﺔ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ أي إﺷﺎرة إﻟﻰ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟـﺰﻣـﺮ وآﻻﺗـﻪ ،ﻋـﻠـﻰ ﺣـr ﻳﺘﺮدد أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة ذﻛﺮ اﻟﻌﻮد واﻟﺮﺑﺎب واﻟﻄﺎر. وﻟﻌﻞ ﺎ ﻳﺒﺮر ﻏﻴﺎب ا8ﺰاﻣﻴﺮﻋﻦ ﻫﺬه اﻷﺟﻮاق أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻨﺴﺠـﻢ-ﻓـﻲ رأي ﺎرﺳﻲ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎ »اﻵﻟﺔ«-ﻣﻊ اﻷﺟﻮاء اﻟﻔﻨﻴﺔ ﺠﻤﻟﺎﻟﺲ اﻟﺴﻤﺮ ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻨﺴـﺠـﻢ ﻣﻌﻬﺎ اﻵﻻت اﻟﻮﺗﺮﻳﺔ ،وأﻧﻬﺎ-ﺑﺤﻜﻢ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ اﻷﺣﺎدﻳﺔ-ﺗﻌﺘﺒﺮ أﻗﻞ اﺋﺘﻼﻓﺎ 239
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
ﻣﻊ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻌﺰف اﳉﻤﺎﻋﻲ وا8ﺸﺘﺮك اﻟﺬي ﻳﻄﺒﻊ ا8ﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ .وﻗﺪ ﺣﺪا ﻫﺬا ﺑﺎﻻﺳﺘﺎذ ﻟﻴﻔﻲ ﺑﺮوﻓﺘﺴﺎل ﻣﺮة أﺧﺮى إﻟﻰ اﻻﻋـﺘـﻘـﺎد ﺑـﺄن ﻣـﺸـﺎﻫـﺪ اﻟﺰﻣﺮ اﻟﺮاﻗﺼﺔ اﻟﺘﻲ اﻟﺘﺰم ﺑﻬﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﻮن ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺷﻜﻠﺖ إرﺛﺎ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺎ ﻣﻦ ﻋﻬﻮد اﻷﻧﺪﻟـﺲ اﻟـﻘـﺪـﺔ أﻛـﺜـﺮ ـﺎ ﺷـﻜـﻠـﺖ ﻣـﺸـﺎﻫـﺪ ﳊـﻔـﻼت ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﻮع ﺣﻔﻼت زرﻳﺎب ).(٣٨ وﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ وأﺟﻮاﺋﻬﺎ ﻛﺎن ﻵﻻت اﻟﻨﻔﺦ ﺣﻀـﻮر ﻗـﻮي ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﶈﺎﻓﻞ اﻟﻔﻨﻴﺔ .ﻓﻔﻀﻼ ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻷﻧﺲ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﲢﺘﻀﻦ اﻟﺰاﻣﺮﻳﻦ ﻣﻦ أﻣﺜﺎل اﻟﻨﻜﻮري واﺑﻦ ﻣﻘﻴﻢ وﺑﺸﺎرة اﻟﺰاﻣﺮ ،ﺑﺎﻷﻧﺪﻟﺲ ،وﻓﻀـﻼ ﻋﻦ اﻟﺪور اﻟﺬي ﺗﻀﻄﻠﻊ ﺑﻪ ﻫﺬه اﻵﻻت ﺣﺘﻰ اﻟـﻴـﻮم ﻓـﻲ ﻛـﺜـﻴـﺮ ﻣـﻦ أﺻـﻨـﺎف ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﺎ8ﻐﺮب ﺳﺠﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ »أن ﺑﻌﺾ ﺣﻠﻘﺎت اﻟﺬﻛﺮ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺎم ﺑﻐﺮﻧﺎﻃﺔ ﻨﺎﺳﺒﺔ اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﺎﻷﻋﻴﺎد وا8ﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻛﺎن ﻳﺼﺎﺣﺒﻬﺎ اﻟﻌﺰف ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ا8ﺰاﻣﻴﺮ ا8ﺴﻤﺎة اﻟﺸﺒﺎﺑﺔ أو اﻟﻴﺮاﻋﺔ ) .(٣٩أﻣﺎ اﻷﺑﻮاق ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻗﺮع اﻟﻄﺒﻮل ﺷﻌﺎر ا8ﻠـﻮك ﻓـﻲ ﻣـﻮاﻃـﻦ ﺣـﺮوﺑـﻬـﻢ وﻣـﻈـﺎﻫـﺮ أﺑﻬﺘﻬﻢ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ وﻻ ﺗﺰال أداة إﻋﻼن اﻟﺴﺤﻮر ﻓﻲ ﻟﻴﺎﻟﻲ رﻣﻀﺎن.
240
ﺗﻌﺮﻳﻔــﺎت
ﺗﻌﺮﻳﻔﺎت
اﻷﻟﺔ: اﻟﻐﺮﻧﺎﻃﻲ: ا$ﺎﻟﻮف: اﻟﻄﺒﻮع: ا$ﻴﺎزﻳﻦ: ا$ﻮازﻳﻦ:
ا$ﻠﺤﻮن:
ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻓﻲ ا8ﻐﺮب. ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻓﻲ اﳉﺰاﺋﺮ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺗـﻮﻧــﺲ. ﺟﻤﻊ ﻃﺒﻊ وﻫﻮ اﺻﻄﻼح ﻣﻐﺮﺑﻲ ﻳﻌﻨﻲ )ا8ﻘﺎم ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﺑﺎﻟﺸﺮق. ﻣﻔﺮدﻫﺎ ﻣﻴﺰان وﻫﻮ أﻗﺴﺎم اﻟﻨﻮﺑﺔ اﳋﻤﺴﺔ. ﻣﻔﺮدﻫﺎ ﻣﻴﺰان أﻳﻀﺎ ،وﻳﺮاد ﺑﻬﺎ أﺻﻨﺎف اﻹﻳﻘﺎﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻀﺒﻂ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺼﻨﻌﺎت )اﻷﳊﺎن( ا8ﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻓﻲ ﻣﻴﺎزﻳﻦ اﻟﻨﻮﺑﺔ. ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺰﺟﻞ ﻓﻲ ا8ﻐﺮب وﻫﻮ ﻣﻦ )اﻟﻠﺤﻦ( ﻓﻲ اﻟﻜﻼم .ﻌﻨﻰ ﻋﺪم اﻹﻋﺮاب .وﻟﻴﺲ ﻣﻦ )اﻟﻠﺤﻦ( ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﻌﻨﻰ اﻟﻐﻨﺎء.
241
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
242
اﺼﺎدر و اﺮاﺟﻊ
اﳌﺼﺎدر واﳌﺮاﺟﻊ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ: اﻟﻜﺘﺐ:
اﺑﺮﻳﻮل ﻣﺤﻤﺪ) :ﻣﺪوﻧﺔ( ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ .ﻧﻮﺑﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ اﳊﺴ .rرواﻳﺔ واﻧﺸﺎد اﳊـﺎجﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮ اﻟﺮاﻳﺲ١٤٠٥ .ﻫـ ١٩٨٥/م. اﺑﻦ أﺑﻲ أﺻﻴﺒﻌﺔ :ﻋﻴﻮن اﻷﻧﺒﺎء ﻓﻲ ﻃﺒﻘﺎت اﻻﻃﺒﺎء .ﲢﻘﻴﻖ د .ﻧﺰار رﺿﺎ .ﻧﺸﺮ دار ﻣﻜﺘﺒﺔ اﳊﻴﺎة.ﺑﻴﺮوت .١٩٦٥ اﺑﻦ ﺑﺴﺎم :اﻟﺪﺧﻴﺮة ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺳﻦ أﻫﻞ اﳉﺰﻳﺮة. اﺑﻦ ﺟﻠﻮن ج .ادرﻳﺲ اﻟﺘﻮﻲ :اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ا8ﻐﺮﺑﻲ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ-ﻣﺴـﺘـﻌـﻤـﻼت ﻧـﻮﺑـﺎت اﻟـﻄـﺮباﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ا8ﻐﺮﺑﻲ-ﺷﻌﺮ-ﺗﻮﺷﻴﺢ-أزﺟﺎل-ﺑﺮاول-دراﺳﺔ وﺗﻨﺴﻴﻖ وﺗﺼﺤﻴﺢ ﻛﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ.١٩٨١ ، اﺑﻦ اﳋﻄﻴﺐ .ﻟﺴﺎن اﻟﺪﻳﻦ :روﺿﺔ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﳊﺐ اﻟﺸﺮﻳﻒ .ﲢﻘﻴﻖ د .ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻜﺘﺎﻧﻲ ج ،١اﻟﺪاراﻟﺒﻴﻀﺎء. اﺑﻦ ﺧﻠﺪون .ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ :ا8ﻘﺪﻣﺔ .ﻣﻄﺒﻌﺔ ا8ﻜﺘﺒﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﺼﺮ. اﺑﻦ دﺣﻴﺔ .ﻋﻤﺮ :ا8ﻄﺮب ﻣﻦ أﺷﻌﺎر ا8ﻐﺮب ط .دار اﻟﻌﻠﻢ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ. اﺑﻦ زﻳﺪون :اﻟﺪﻳﻮان. اﺑﻦ ﺳﻨﺎء ا8ﻠﻚ :دار اﻟﻄﺮاز ﻓﻲ ﻋﻤﻞ ا8ﻮﺷﺤﺎت-ﲢﻘﻴﻖ ﺟﻮدت اﻟﺮﻛﺎو-دﻣﺸﻖ.١٩٤٩ ، اﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ :ا8ﻐﺮب ﻓﻲ ﺣﻠﻲ ا8ﻐﺮب ،اﳉﺰء اﻷول. اﺑﻦ ﺳﻴﺪه :اﺨﻤﻟﺼﺺ ،اﳉﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ. اﺧﻮان اﻟﺼﻔﺎ :رﺳﺎﺋﻞ إﺧﻮان اﻟﺼﻔﺎ. اﻻدرﻳﺴﻲ .إدرﻳﺲ :ا8ﻨﺘﺨﺒﺎت ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ .ا8ﻄﺒﻌﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ،اﻟﺮﺑﺎط. اﻻرﻣﻮي .ﻋﺒﺪ ا8ﺆﻣﻦ :اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺸﺮﻓﻴﺔ .ﲢﻘﻴﻖ ج ﻫﺎﺷﻢ اﻟﺮﺟﺐ. اﻧﺨﻞ ﻛﺎﻧﺜﺎﻟﺖ ﺑﺎﻟﻨﺜﻴﺎ :ﺗﺎرﻳﺦ اﻷدب اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻻﺳﺒﺎﻧﻲ .ﺗﺮﺟﻤﺔ د .ﺣﺴ rﻣﺆﻧـﺲ ،اﻟـﻄـﺒـﻌـﺔ اﻷوﻟـﻰﻣﺼﺮ.١٩٥٥- اﻷﺻﺒﻬﺎﻧﻲ .أﺑﻮ اﻟﻔﺮج :اﻷﻏﺎﻧﻲ .اﺠﻤﻟﻠﺪات ،٧ -٥ -١ .د ار اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ-ﺑﻴﺮوت. اﻷﻓﺮاﻧﻲ .ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺼﻐﻴﺮ :ا8ﺴﻠﻚ اﻟﺴﻬﻞ ﻓﻲ ﺗﻮﺷﻴﺢ اﺑﻦ ﺳﻬﻞ ،ط ،ﺣﺠﺮﻳﺔ. اﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ :ﻣﺠﻤﻮع أزﺟﺎل وﺗﻮاﺷﻴﺢ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ ا8ﻌﺮوف ﺑﺎﳊﺎﻳﻚ، ١٣٩٧ﻫـ١٩٧٧/م. اﻟﺘﺎدﻟﻲ .إﺑﺮاﻫﻴﻢ :أﻏﺎﻧﻲ اﻟﺴﻴﻘﺎ وﻣﻐﺎﻧﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ،ط ﺣﺠﺮﻳﺔ-اﳋﺰاﻧﺔ اﻟـﻌـﺎﻣـﺔ ﺑـﺎﻟـﺮﺑـﺎط ،د ١٠٩اﺧﺘﺼﺎر ﺗﺬﻛﺮة داود اﻻﻧﻄﺎﻛﻲ. ﺟﺎرﺟﻲ .ﺳﻴﻤﻮن :ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﺎذا أﻋﺮف .ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻧﻌﻤﺎن. اﳉﺮاري .د .ﻋﺒﺎس :ﻣﻮﺷﺤﺎت ﻣﻐﺮﺑﻴﺔ. -اﳉﺮاري .ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ :ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ واﻟﺸﺒﺎب .ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻨﺠﺎح ١٣٩٦ ،ﻫـ.
243
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻫﻮاة ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺑﺎ8ﻐﺮب :ﻓﻲ ﻓﻦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ .ط .اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء. اﳊﺎﻳﻚ .ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﳊﺴ :rﻛﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ .ﻃﺒﻌﺔ ﻣﺼﻮرة ﻋﻦ ﻣﺨﻄﻮﻃﺔ ﺑﻴﺪ ورﺛﺔ اﳊﺎج ﻋـﺒـﺪاﻟﺴﻼم ﺑﻦ اﳊﺴﻦ اﻟﺮﻗﻴﻮاق .ﻃﻨﺠﺔ .أﻛﺘﻮﺑﺮ .١٩٨١ اﳊﺠﻲ .د ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ :ﺗﺎرﻳﺦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ. اﳊﻠﻮ .ﺳﻠﻴﻢ :ا8ﻮﺷﺤﺎت اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ .ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ وﺗﻄﻮرﻫﺎ .ﻣﻜﺘﺒﺔ اﳊﻴﺎة .ﺑﻴﺮوت .١٩٦٥ ،ﻛﺘﺎب ا8ﻮﺳﻴﻘﺎاﻟﻨﻈﺮﻳﺔ .ﻣﻜﺘﺒﺔ اﳊﻴﺎة .ﺑﻴﺮوت.١٩٥٢ ، اﳊﻔﻨﻲ .د .ﻣﺤﻤﻮد أﺣﻤﺪ :ﻋﻠﻢ اﻵﻻت ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ. اﳊﺴﻦ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ اﻟﻜﺎﺗﺐ :ﻛﻤﺎل أدب اﻟﻐﻨﺎء .ﲢﻘﻴﻖ زﻛﺮﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ. اﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻫﺎﻧﻰء .أﺑﻮ ﻧﻮاس :اﻟﺪﻳﻮان .ﲢﻘﻴﻖ أﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﺠﻤﻟﻴﺪ اﻟﻐﺰاﻟﻲ .ﻣﺼﺮ.١٩٥٣ . ﺣﺴﻦ ﺣﺴﻨﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻮﻫﺎب :ورﻗﺎت اﳊﻀﺎرة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻓﺮﻳﻘﻴﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ،ﻣﻜﺘﺒﺔ ا8ﻨﺎر .اﳉﺰءاﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﺗﻮﻧﺲ١٩٦٦ ، د .ﺣﺴ rﻋﻠﻲ ﻣﺤﻔﻮظ :ﻗﺎﻣﻮس ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. اﳋﺰاﻋﻲ ،أﺑﻮ اﳊﺴﻦ :ﻛﺘﺎب اﻟﺪﻻﻻت اﻟﺴﻤﻌﻴﺔ. اﻟﺪﻻﺋﻲ .ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ :ﻓﺘﺢ اﻷﻧﻮار ﻓﻲ ﺑﻴﺎن ﻣﺎ ﻳﻌ rﻋﻠﻰ ﻣﺪح اﻟﻨﺒﻲ اﺨﻤﻟﺘﺎر .ﻣﺨﻄﻮط خ .ع.د.٣٢٨٥ . اﻟﺮﻓﺎﻋﻲ .أﻧﻮر :اﻻﻧﺴﺎن اﻟﻌﺮﺑﻲ واﳊﻀﺎرة .دار اﻟﻔﻜﺮ. اﻟﻄﺮﻃﻮﺷﻲ .أﺑﻮ ﺑﻜﺮ :ﻛﺘﺎب اﳊﻮادث واﻟﺒﺪع .ﲢﻘﻴﻖ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻄﺎﻟﺒﻲ .ﺗﻮﻧﺲ.١٩٥٩ ، اﻟﻜﻨﺪي :رﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﺟﺰاء ﺧﺒﺮﻳﺔ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ .ﲢﻘﻴﻖ زﻛﺮﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ.ﻣﺆﻟﻔﺎت اﻟﻜﻨﺪي ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ .اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .ﲢﻘﻴﻖ زﻛﺮﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ. رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ أﺟﺰاء ﺧﺒﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ .ﲢﻘﻴﻖ د .ﻣﺤﻤﻮد أﺣﻤﺪ اﳊﻔﻨﻲ. ﻻﻳﺨﺘﻨﺜﺮﻳﺖ .ﻫﻮﺟﻮ :ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ واﳊﻀﺎرة .ﺗﺮﺟﻤﺔ أﺣﻤﺪ ﺣﻤﺪي ﻣﺤﻤﻮد .ﻣﺼﺮ. ا8ﺘﻨﺒﻲ .أﺑﻮ اﻟﻄﻴﺐ أﺣﻤﺪ :ﺷﺮح دﻳﻮان ا8ﺘﻨﺒﻲ ﻟﻌﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺒﺮﻗﻮﻗﻲ .اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ.١٩٣٨ ، ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺪراج اﻟﺴﺒﺘﻲ :اﻻﻣﺘﺎع واﻻﻧﺘﻔﺎع ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺳﻤﺎع اﻟﺴﻤﺎع .دراﺳﺔ وإﻋﺪاد ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦﺷﻘﺮون ،اﻟﺮﺑﺎط.١٩٨٢ ، ا8ﻘﺮى :أزﻫﺎر اﻟﺮﻳﺎض ،اﳉﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ.ﻧﻔﺢ اﻟﻄﻴﺐ ،اﻷﺟﺰاء.٥ ٬٣ ٬١ اﻟﻨﺎﺻﺮي أﺣﻤﺪ :زﻫﺮ اﻷﻓﻨﺎن ﻋﻦ ﺣﺪﻳﻘﺔ اﺑﻦ اﻟﻮﻧﺎن ،اﳉﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ. اﻟﺼﺎدق اﻟﺮزﻗﻲ :اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ .ﻃﺒﻌﺔ اﻟﺪار اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ.١٩٦٧ ، ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺸﺮﻗﻲ :أﺿﻮاء ﻋﻠﻰ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ. اﻟﺼﻔﺪي .ﺧﻠﻴﻞ ﺑﻦ اﻳﻴﻚ :ﺗﻮﺷﻴﺢ اﻟﺘﻮﺷﻴﺢ .ﲢﻘﻴﻖ ﺣﺒﻴﺐ ﻣﻄﻠﻖ .دار اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،ﺑﻴﺮوت١٩٦٦، اﻟﻀﺒﻲ .أﺣﻤﺪ :ﺑﻐﻴﺔ ا8ﻠﺘﻤﺲ :دار اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ.١٩٦٧ ، ﺿﻮن ﻓﺮﻧﺎ ﻧﺪو ﺑﻠﺪرا ﻣﺎﻣﺮﺛﻴﻨﻴﺚ :ﻛﺎش اﳊﺎﻳﻚ .ﻣﺤﺎﺿﺮة ،ﻃﺒﻌﺔ ﺗﻄﻮان.١٩٥٥ ، ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮ اﻟﺮاﻳﺲ :ﻣﻦ وﺣﻲ اﻟﺮﺑﺎب .ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﺷﻌﺎر وأزﺟﺎل ﻣﻮﺳﻴﻘﺎ اﻵﻟﺔ اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ٤ ٠٣ . ١ﻫـ ، .١٩٨٢/ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻨﺠﺎح اﳉﺪﻳﺪة ،اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء. ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﳉﻠﻴﻞ :ﻣﺪﺧﻞ إﻟﻰ ﺗﺎرﻳﺦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ .ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻋﺎﻟﻢ ا8ﻌﺮﻓﺔ .اﻟﻌﺪد،٦٥ ، .١٩٨٣ ﻋﺪﻧﺎن ﺑﻦ ذرﻳﻞ :ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ،ﻃﺒﻌﺔ .١٩٦٩
244
اﺼﺎدر و اﺮاﺟﻊ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻄﻴﺐ :اﻷﻧﻴﻖ ا8ﻄﺮب ﻓﻴﻤﻦ ﻟﻘﻴﺘﻪ ﻣﻦ أدﺑﺎء ا8ﻐﺮب .ﻃﺒﻌﺔ ﺣﺠﺮﻳﺔ. ﻋﻴﺎض اﻟﻘﺎﺿﻲ :ﺗﺮﺗﻴﺐ ا8ﺪارك ،اﳉﺰء اﻟﺮاﺑﻊ. اﻟﻔﺎراﺑﻲ :ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﲢﻘﻴﻖ د .ﻏﻄﺎس ﻋﺒﺪ ا8ﻠﻚ ﺧﺸﺒﺔ. ﻓﺎرﻣﺮ ﻫﺎﻧﺮي :ﺗﺎرﻳﺦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .ﺗﺮﺟﻤﺔ د .ﺣﺴ rﻧﺼﺎر .ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻣﺼﺮ.١٩٥٦ ، اﻟﻔﺎﺳﻲ .ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ :ﻛﺘﺎب اﻻﻗﻨﻮم ﻓﻲ ﻣﺒﺎدىء اﻟﻌﻠﻮم .ﻣﺨﻄﻮط اﳋﺰاﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ .رﻗﻢ .٥١٥ اﻟﻔﺸﺘﺎﻟﻲ .ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ :ﻓﺎﻫﻞ اﻟﺼﻔﺎ .دراﺳﺔ وﲢﻘﻴﻖ د .ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮ ﻛﺮ .ﻃﺒﻌﺔ وزارة اﻷو ﻗﺎف واﻟﺸﺆون اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. اﻟﻘﻠﻘﺸﺪﻧﻲ :ﺻﺒﺢ اﻻﻋﺸﻰ ،اﳉﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ. اﻟﺴﻴﻮﻃﻲ .ﺟﻼل اﻟﺪﻳﻦ :ا8ﺰﻫﺮ ﻓﻲ ﻋﻠﻮم اﻟﻠﻐﺔ وأﻧﻮاﻋﻬﺎ ،اﳉﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،دار إﺣﻴﺎء اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. اﻟﺸﺎﻣﻲ .ﻳﻮﻧﺲ :اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ ا8ﺪوﻧﺔ ﺑﺎﻟﻨﻮﻃﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ،اﳉﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﻧﻮﺑـﺔ رﺻـﺪ اﻟﺬﻳﻞ.١٤٠٠ ، ﻧﻮﺑﺎت اﻵﻟﺔ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ ا8ﺪوﻧﺔ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﳉﺰء اﻷول ﻧﻮﺑﺔ رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ.١٤٠٢، اﻟﺸﻘﻨﺪي :ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻷﻧﺪﻟﺲ.
اﻟﺪورﻳﺎت واﺠﻤﻟﻼت:
اﺑﻦ ﺟﻠﻮن .ج ادرﻳﺲ اﻟﺘﻮﻲ :ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻔﻨﻮن .وزارة اﻟﺪوﻟﺔ ا8ـﻜـﻠـﻔـﺔ ﺑـﺎﻟـﺸـﺆون اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﻴـﺔ .اﻟـﺴـﻨـﺔاﻷوﻟﻰ ،اﻟﻌﺪدات اﻟﺴﺎدس واﻟﺴﺎﺑﻊ ،ﻣﺎﻳﻮ ،ﻳﻮﻧﻴﻮ .١٩٧٤ اﺑﻦ ﺟﻠﻮن .ﻋﺒﺪ اﺠﻤﻟﻴﺪ :ﻣﺠﻠﺔ دﻋﻮة اﳊﻖ .اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻧﻲ ،دﻳﺴﻤﺒﺮ .١٩٦٥ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻫﻮاة ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ ﻜﻨﺎس :ﻧﺪوة ﻣﻜﻨﺎس .١٩٧٩/١٢/ ٢٣ .ﺷﺮﻳﻂ ﻣﺴﺠﻞوﺛﺎﺋﻖ اﳉﻤﻌﻴﺔ. اﳊﻔﻨﻲ .د .ﻣﺤﻤﻮد أﺣﻤﺪ :اﶈﻠﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ اﻟﻌﺪد اﳋﺎﻣﺲ ،ﻣﺎﻳﻮ ،١٩٧٧ﻣﺼﺮ د .ﺣﺴ rﻣﺆﻧﺲ .ﻣﺠﻠﺔ اﳉﻤﻌﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ا8ﺼﺮﻳﺔ .اﻟﺴﻨﺔ .١٩٧٥ -١٩٧٤ اﳋﻮﻟﻲ .د ﺳﻤﺤﺔ :ﻣﺠﻠﺔ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻔﻜﺮ .اﺠﻤﻟﻠـﺪ اﻟـﺴـﺎدس .اﻟـﻌـﺪد اﻷول .أﺑـﺮﻳـﻞ-ﻣـﺎﻳـﻮ ﻳـﻮﻧـﻴـﻮ ١٩٧٥اﻟﻜﻮﻳﺖ. اﻟﺰﺑﻴﺪي .ﻋﻠﻲ :ﻣﺠﻠﺔ ا8ﻮرد اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ .اﺠﻤﻟـﻠـﺪ اﻟـﺮاﺑـﻊ .اﻟـﻌـﺪد اﻟـﺮاﺑـﻊ ١٣٩٥ .ﻫـ -.١٩٧٥ /اﻟﻄﺎﻫـﺮﻋﺒﺪه :ا8ﺆﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻔﺎس ﻣﻦ ١٨ -٨أﺑﺮﻳﻞ .١٩٦٩ ﻛﺎﻣﻞ اﻟﻘﺪﺳﻲ :ا8ﺆﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻔﺎس ﻣﻦ ١٨ -٨اﺑﺮﻳﻞ.١٩٦٩ ، ﻛﺎﻧﻮﻣﺎﻧﻮﻳﻞ :ﻣﺠﻠﺔ اﳊﻴﺎة اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ .ﻳﻮﻧﻴﻮ ١٩٧٨ﺗﻮﻧﺲ. اﻟﻜﻌﺎك .ﻋﺜﻤﺎن :ﻣﺠﻠﺔ ا8ﻌﺮﻓﺔ .اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ ،ﺷﺒﺎط ،١٩٦٣ﺳﻮرﻳﺎ. ﻣﺠﻠﺔ اﻷﺑﺤﺎث :اﺠﻤﻟﻠﺪ ٢١اﻷﻋﺪاد ،٤ ٬٣ ٬٢دﻳﺴﻤﺒﺮ ١٩٦٨ ا8ﻨﻮﻧﻲ .ﻣﺤﻤﺪ :ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﻌﺪدان ١٤و ،١٥اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ.١٩٦٩ ، ﻧﺸﺮة ﺟﻤﻌﻴﺔ اﻟﺒﻌﺚ ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ :أﻋﻤﺎل ا8ﻬﺮﺟﺎن اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ .ﻓﺎس .١٩٨٢ اﻟﺼﻴﺎد أﺣﻤﺪ :ﻣﺠﻠﺔ اﻷﺳﺎس .اﻟﺮﺑﺎط. اﻟﻌﺒﺎدي .د .أﺣﻤﺪ ﻣﺨﺘﺎر :ﻣﺠﻠﺔ ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .اﺠﻤﻟﻠﺪ اﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ ،ﻣﺪرﻳﺪ. -ﻓﺎرﻣﺮ ﻫﻨﺮي :ﻣﺠﻠﺔ ا8ﺴﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ .اﻟﺴـﻨـﺔ اﻟـﻌـﺎﺷـﺮة .اﻻﻋـﺪاد ص .١٧٫١٩٥٠ -٧ﻫﻴﺌﺔ اﻹذاﻋـﺔ
245
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ .اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ .١٩٧٥ اﻟﻌﺪدان اﳋﺎﻣﺲ واﻟﺴﺎدس ﺳﻨﺔ١٩٦٢ ﺳﻨﺔ. اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎﺑﻊ. ﻣﺠﻠﺔ ﺗﻄﻮان: ﻣﺤﻤﺪ. اﻟﻔﺎﺳﻲ. اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء، م١٩٧٨ / ﻫـ١٣٩٨. اﻟﻌﺪد اﻷول. ﻧﺸﺮة اﻟﺮﺑﺎب: ﻋﻼل. اﻟﻔﺎراﺑﻲ.٨ ص،١٩٧٦/٧/٢٥ ﺟﺮﻳﺪة اﻟﻌﻠﻢ: ﺷﻘﺎرة ﻋﻤﺪ اﻟﺼﻤﺪﻮﺳﻴﻘﺎ8 ﺳﻼﻟﻢ وﻣﻘﺎﻣﺎت ا١٩٧٢/ ١٢ /٥ ﺮﻛﺒﺔ8 اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻄﺒﻮع ا: ﻣﻮﻻي اﻟﻌﺮﺑﻲ. اﻟﻮزاﻧﻲ ﻣﻦ وﺛﺎﺋﻖ ﺟﻤﻌﻴﺔ. اﳊﻔﺎط وﻏﻴﺮ اﳊﻔﺎظr أﺳﻠﻮب اﻟﻌﺎزﻓ.١٩٦٦ /١١ /٢٥ ﺟﺮﻳﺪة اﻟﻌﻠﻢ.اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻟﻌﺪد،ﻐﺮب8 إﺻﺪار راﺑﻄﺔ ﻋﻠﻤﺎء ا.ﻴﺜﺎق8 أرﻳﺪة ا:أﻳﻀﺎ-ﻐﺮﺑﻴﺔ ﻜﻨﺎس8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ا8ﻫﻮاة ا .١٩٧٨ /١٠/١٨ ، اﻟﺴﻨﺔ اﳋﺎﻣﺴﺔ ﻋﺸﺮة.٢٨٢
:ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ :اﻟﻜﺘﺐ - Arcadio de Larrea Palacin: NAWBA Isbahan-Ed. Marroqui 1956. - Chotin Alexisi:-Tableau de la musique Marocaine. Paris 1939. - Fascicule I. Nouabat de Ouchchak Prelude et 1 ere phase rythmique. Basit. - Editions Musicales Francaises. 1 er recueil ()ﻏﺬاء اﻷرواح ﻓﻲ ﺑﻠﺪ اﻻﻧﺸﺮاح - De Cande. Roland: Histoire universelle de Ia musique. T. I - Dictionnaire de musique. Edition do seuil 1963. - D‘ Indy. Vincent: Lart de Ia musique. Edition Seghers. - Lalo. Charles: Esquisse dune esthetique musicle scientifique. 1980. - Ministere de Linformation: Structure et evolution du Maroc moderne 1972 - Patrocinio. Garcia Barriuse: La musica hispane-musulmana en Marruecos. Madrid 1951. - Provincal. Levi: Histoire de Lespagne Musulmane. Tlll Paris 1953. - Reinach: La musique Grecque,Payot 1926 - Riemann: Dictionnaire de Ia musique. Trad. G. Humbert. Paris1931 -Vuillermoz. Emile: Histoire de Ia musique. 3eme edition
:اﺠﻤﻟﻼت - Feline. Pierre: La revue musicale,no195.21 eme Annee.1940,J 40,no 119.B.G.Rabat. - Migot. Jeorges: Revue Ia Musica. Janvier 1957. no34. - Tanner. Robert ,La revue musicale. no special248.1961.
246
اﻟﻬﻮاﻣﺶ
اﻟﻬﻮاﻣﺶ ﻫﻮاﻣﺶ اﳌﺪﺧﻞ
) (١ﻋﺪﻧﺎن ﺑﻦ ذرﻳﻞ .ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﻓﻲ ﺳـﻮرﻳـﺔ ،ص .٢٥ ) (٢أﻏﺎﻧﻲ اﻟﺴﻴﻘﺎ وﻣﻌﺎﻧﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ أو اﻻرﺗﻘﺎء إﻟﻰ ﻋﻠﻮم ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﻹﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺘﺎدﻟﻲ ،ﺣﺠﺮﻳﺔ ﺑﺎﳋﺰاﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑـﺎط ،رﻗـﻢ .١٠٩ ) (٣ﻣﺤﺎﺿﺮة أﺣﻤﺪ اﻟﺒﻴﻀﺎوي) .ﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﻴﻮم اﻟﻌﺎ8ﻲ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ أﺑﺮﻳﻞ .(١٩٧٤ ) (٤ﻣﺠﻠﺔ ﺗﻄﻮان ،اﻟﻌﺪد ،٧ﺳﻨﺔ .١٩٦٢ص ٩ ) (٥اﻻﻏﺎﻧﻲ-ج ٢ص -٣٥٤ﻣﻄﺒﻌﺔ دار اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﻴﺮوت ) (٦اﻷﻏـﺎﻧـﻲ-خ ،١ص .٢٣١ ) (٧اﻷﻏـﺎﻧـﻲ-خ ،١ص .٣٥٢ ) (٨زرﻳﺎب :د .م اﳊﻔﻨﻲ .اﺠﻤﻟﻠﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴـﺔ ﻋـﺪد .٥ﻣﺎﻳﻮ .١٩٧٧ ) (٩أﻧﻮر اﻟﺮﻓﺎﻋﻲ .اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻌﺮﺑﻲ واﳊﻀﺎرة .دار اﻟﻔـﻜـﺮ ص .٣٨٠-٣٧٩ ) (١٠ﻣﺤﻠﺔ اﻷﺑﺤﺎث ،م ،٢١أﻋﺪاد ،٤ -٣ -٢دﻳﺴﻤﺒﺮ ١٩٦٨ص.١١٥-١١٤-
ﻫﻮاﻣﺶ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
) (١ﻳﺬﻛﺮ د .ﺣﺴﻦ ﻣﺆﻧﺲ ﻓﻲ إﺣﺪى ﻣﻘﺎﻻﺗﻪ أن ﺟﻴﺶ ﻃﺎرق ﻛـﺎن ﻳـﻀـﻢ ﻋـﺸـﺮة آﻻف ﻣـﻦ اﻟـﺒـﺮﺑـﺮ وﺳﺒﻌﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻮدان-اﻧﻈﺮ اﺠﻤﻟﻠﺪ ١٨ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ اﳉﻤﻌﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ا8ﺼﺮﻳﺔ ،ﺳﻨﺔ ١٩٧٥ -١٩٧٤ص ١٢٨ ) (٢دراﺳﺔ واﻋﺪاد اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺷﻘﺮﻳﻂ .اﻟﺮﺑﺎط ،١٩٨٤ ،ﺻﺢ ١٤٣ ) (٣اﻷﻏﺎﻧﻲ .ج ،٥ص ) (٢٦١-٢٦٠دار اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ-ﺑﻴﺮوت ) (٤ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أزﺟﺎل وﺗﻮاﺷﻴﺢ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ا8ـﻐـﺮﺑـﻴـﺔ ا8ـﻌـﺮوﻓـﺔ ﺑـﺎﳊـﺎﻳـﻚ ،ص /١٣٩٧ ٬٣٩٨ .١٩٧٧ ) (٥ﲢﻘﻴﻖ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻄﺎﻟﺒﻲ .ص ،٧٨ -٧٧ﺗﻮﻧﺲ١٩٥٩ ، ) (٦ﻫﻢ اﻻرﻗﺎء اﺠﻤﻟﻠﻮﺑﻮن إﻟﻰ اﻷﻧﺪﻟﺲ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﺴﻼﻓﻴﺔ وإﻳﻄﺎﻟﻴﺎ وﺷﻤﺎل إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ .رﺑﺎﻫﻢ ) (٧اﻟﻌﺮب ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ إﺳﻼﻣﻴﺔ ،ودرﺑﻮﻫﻢ ﻋﻠﻰ أﻋﻤﺎل اﻟﻘﺼﻮر .وﻗﺪ ﺗﺰاﻳﺪ ﻋﺪدﻫﻢ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻋﺸﺮة آﻻف ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء وﻗﺪ ﻋﺮﻓﻮا ﻓﻲ اﻷﻧﺪﻟﺲ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻔﺘﻴﺎن.
ﻫﻮاﻣﺶ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
) (١ﻛﺎﻣﻞ اﻟﻘﺪﺳﻲ .ﺗﻄﻮﻳﺮ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺑﺤﺚ ﻗﺪﻣﻪ إﻟﻰ ا8ﺆﺮ اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ ﻟـﻠـﻤـﻮﺳـﻴـﻘـﺎ اﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ ﺑﻔﺎس ،ﺳﻨـﺔ ،١٩٦٩ﻛﺘﺎب ا8ﺆـﺮ ،ص .٤٥ ) (٢ﺗﺎرﻳﺦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ .دﻛﺘﻮر ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﻠﻲ اﳊﺠﻲ .ص ٩ ) (٣ﻛﺎﻣﻞ اﻟﻘﺪﺳﻲ ا8ﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﻔﺴﻪ ،ص ٤٥
247
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ ) (٤ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔـﺴـﻪ،ص .٤٥ ) (٥ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﳉﺮاري .ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ واﻟﺸﺒﺎب ،ص ،٣١ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻨﺠﺎح١٩٧٩ /١٣٩٦ ، ) (٦ﻧﺸﺮة وزارة اﻷﻧﺒﺎء ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ،١٩٧٢ص Structures et evolution du Maroc Moderne ٣٩٢-٣٤٤ ) (٧ﻋﺒﺪ اﻟﺼﻤﺪ ﺷﻘﺎرة وﺣﺪﻳﺚ أﺟﺮﺗﻪ ﻣﻌﻪ ﺟﺮﻳﺪة اﻟﻌﻠﻢ ،١٩٧٦/٧/٢٥ ،ص ٨ ) (٨اﻟﻄﺎﻫﺮ ﻋﺒﺪه-ا8ﺆﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ-ا8ـﻐـﺮب ١٨ -٨ ،أﺑﺮﻳﻞ ،١٩٦٩ص .١١١ ) (٩أﺣﻤﺪ اﻟﺼﻴﺎد .ﻣﺠﻠﺔ اﻷﺳﺎس ،اﻟﻌـﺪد ،٦دﻳﺴﻤﺒـﺮ ،١٩٧٧ص.,٢٨ ) (١٠ا8ﺆﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻔﺎس .ص /١١٢ﺑﺘﺼﺮف ) (١١ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﳉﻠﻴﻞ ﻣﺪﺧﻞ اﻟﻰ ﺗﺎرﻳﺦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ا8ﻐﺮﺑـﻴـﺔ ص .٩٦ ) (١٢ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﳉﺮاري ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ واﻟﺸـﺒـﺎب ،ص .٤٠-٣٨ ) (١٣أﻛﺘﻮﺑﺮ ١٩٧٧ ) (١٤ﻧﺪوة ﻣﻜـﻨـﺎس ،١٩٧٧١/١٢ /٢٣ﻣﻦ وﺛﺎﺋﻖ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻫﻮاة ا8ﻮﺳﻴﻘـــﺎ اﻷﻧـﺪﻟـﺴـﻴـﺔ ا8ـﻐـﺮﺑـﻴـﺔ 8ـﺪﻳـﻨـﺔ ﻣﻜﻨﺎس. ) (١٥ﻣﺠﻠﺔ دﻋﻮة اﳊﻖ ﻋـﺪد ،٢دﻳﺴﻤﺒـﺮ ،١٩٦٥ص .٢٨ ) (١٦ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺑﻌﺚ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻧﺸﺮة ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎ8ﻬﺮﺟﺎن اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﻰ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،ﻓﺎس، ﺳﻨﺔ ،١٩٨٢ص ٤٧ ) (١٧ﻓﻲ ﲢﻘﻴﻘﻪ ﻟﻜﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ ،ص ٢٥٥ ) (١٨ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﻪ ،ص ١٤١ ) (١٩ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺔ :ص .١٤٤ -١٤١ )(Fascicule I Noubat de Ouchchak) Prelude etlere phase rythmique Basit (20ﲢـﻘـﻴـﻖ اﳊـﺎﻳـﻚ ﻻ ﺑــﻦ ﺟﻠﻮن ،ص.255 ) (٢١دار اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ ،ﺗﻄﻮان١٩٥٦ ، ) (٢٢اﻟﻨﻮﺑﺎت اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ ا8ﺪوﻧﺔ ﺑﺎﻟﻨﻮﻃﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ،اﳉﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ١٤٠٠ ،ﻫـ. ) (٢٣ﻧﻮﺑﺎت اﻵﻟﺔ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ ا8ﺪوﻧﺔ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ،اﳊﺰء اﻷول ١٤٠٤ ،ﻫـ. ) (٢٤رواﻳﻪ واﻧﺸﺎد اﳊﺎج ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮ اﻟﺮاﻳﺲ ،ط أوﻟﻰ١٩٨٥ /١٤٠٥ ، ) (٢٥ﻧﺪوة ﻣﻜﻨﺎس ،٢٥/١٢/١٩٧٧وﺛﺎﺋﻖ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻫﻮاة ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ ﻜﻨﺎس. (26). Editions musicales Grancaises ler receuil
ﻫﻮاﻣﺶ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
) (١ﻧﺪوة ﻣﻜﻨﺎس ٢٣ ،دﻳﺴﻤﺮ ١٩٧٧ ) (٢ﺗﺎرﻳﺦ اﻷدب اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻻﺳﺒﺎﻧﻲ ،ﺗﺮﺟﻤﺔ دﻛﺘﻮر ﺣﺴ rﻣﺆﻧﺲ .ط ١ﻣﺼﺮ ،١٩٥٥ ،ص ١٦٦ ) (٣ﻣﻮﺷﺤﺎت ﻣﻐﺮﺑـﻴـﺔ ،ص .٩٤ )8١(٤ـﻐـﺮب ،ج ،١ص .٢٥٧ ) (٥ﻣﺠﻠﺔ ا8ﻌﺮﻓﺔ ،اﻟﻌـﺪد ،١٢ﺿﺒـﺎط .١٩٦٣ ) (٦اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ،ﻃﺒﻌﺔ اﻟﺪار اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﻟﻠﻨـﺸـﺮ ،١٩٦٧ ،ص .٤٢ ) (٧أﺣﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ اﳋﺰرﺟﻲ .ﲢـﻘـﻴـﻖ د .ﻧـﺰار رﺿـﺎ-ﻧـﺸـﺮ دار ﻣـﻜـﺘـﺒـﺔ اﳊـﻴـﺎة ،ﺑـﻴـﺮوت،١٩٦٥ ،
248
اﻟﻬﻮاﻣﺶ ص .٦٣٠ ) (٨ﻣﻮﺷﺤﺎت ﻣﻐﺮﺑﻴﺔ ،ص ١٠٠ -٩٩ ) (٩اﻟﺒﻴﺮ ﺣﺒﻴﺐ ﻣﻄﻠﻖ .دار اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،ﺑـﻴـﺮوت.١٩٦٦ ، ) (١٠اﻟﻮﺻﻠﺔ :اﻟﻔﻘﺮة اﻟﻐﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪ ﻏﻨﺎء ا8ﻮﺷﺤﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة. ) (١١أﺑﻮ اﻟﻔﺮج اﻷﺻﺒﻬﺎﻧﻲ وﻛﺘﺎﺑﻪ اﻷﻏﺎﻧﻲ-دراﺳﺔ ﲢﻠﻴﻞ ﺑﻘﻠﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﳉﻮاد اﻷﺻﻤﻌﻲ .ﻃﺒﻌﺔ دار ا8ﻌﺎرف-ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻣﻦ ﺻﻔـﺤـﺔ ،١٩٥١ ٬٢٥٧ ) (١٢ﺳﻠﻴﻢ ﳊﻠﻮ .ا8ﻮﺷﺤﺎت اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ .ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ وﺗﻄﻮرﻫﺎ ،ﺻﻔـﺤـﺔ .٨٦ ) (١٣ﺳﻠﻴﻢ ﳊﻠﻮ ،ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ. ) (١٤ﻣﺤﺎﺿﺮة أﺣﻤﺪ اﻟﺒﻴﻀﺎوي .اﺑـﺮﻳـﻞ .١٩٧٤ ) (١٥ﻣﻮﺷﺤﺎت أﻧﺪﻟﺴـﻴـﺔ ،ص ٣٣ا.١ ٣٤- ) (١٦ﻣﻮﺷﺤﺎت أﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،ص .١٣٤
ﻫﻮاﻣﺶ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ
) (١ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻔﺎﺳﻲ ،ﻣﺠﻠﺔ ﺗﻄـﻮان ،ﻋـﺪد ،١٩٦٢ ٬٧ص .٧ ) (٢ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔـﺴـﻪ ص .١٥ ) (٣ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔـﺴـﻪ ،ص .١١ ) (٤ا8ﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﻔﺴﻪ. ) (٥ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ .ص .١٨
ﻫﻮاﻣﺶ اﻟﻔﺼﻞ اﳋﺎﻣﺲ
) ( ١ﲢﺪﺛﺖ ﻋﻦ اﻟﻨﻮﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻬﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺠﺔ ﻓﻲ »ﻣﺪﺧﻞ إﻟﻰ ﺗﺎرﻳﺦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ« ﻓﻲ اﻟﻔﺼـﻞ اﳋﺎص ﺑﺎ8ﻮﺳﻴﻘﺎ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﻠﻮﻳﺔ ) (٢اﻻﻏﺎﻧﻲ .ﻣﺠﻠﺪ ،٧ص -١٨٥دار اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ-ﺑﻴﺮوت. ) (٣اﻟﺪﺧﻴﺮة ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺳﻦ أﻫﻞ اﳉﺰﻳﺮة اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺮاﺑﻊ .ص ١٠٧ -١٠٦ ) (٤ﺟﺪوة ا8ﻘﺘﺒﺲ اﻟﻘﺎﻫﺮة ،١٩٦٦ ،ص ٢٦٤ )(٥ﺗﻮﻓﻲ زرﻳﺎب ﺳﻨﺔ ٢٤٣ﻫـ ٨٥٧/م )(٦ﺗﺮﺗﻴـﺐ ا8ـﺪارك ج ،٤ص .١٤١ -١٢٢ )(٧اﻧﻈﺮ اﻷﻏﺎﻧﻲ. )(٨ا8ﻘـﺮي .ج ،٥ص ،١٢١أزﻫﺎر اﻟﺮﻳـﺎض ،ج .٣ )(٩ا8ﺼﺪر ﻧﻔﺴﻪ ،ﻓﻲ ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ ﶈﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ أﺑـﻲ اﻟـﺒـﺮﻛـﺎت ا8ـﻮﻟـﻮد ﻋـﺎم ٣٥٧ﻫـ .ص .٦٨ واﻧﻈﺮ أﻳﻀﺎ ﺑﻐﻴﺔ ا8ﻠﺘﻤﺲ ﻷﺣﻤﺪ اﻟﻀﺒﻲ .دار اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌـﺮﺑـﻲ ،١٩٦٤-ص -١٠٧ا8ﻄﺮب ﻣﻦ أﺷﻌﺎر أﻫﻞ ا8ﻐﺮب ﻻﺑﻦ دﺣﻴﺔ ،ط دار اﻟﻌﻠﻢ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻟﺒﻨﺎن ،ص ٦٣ ) (١٠ورﻗﺎت اﳊﻀﺎرة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻓﺮﻳﻘﻴﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ .ﺣﺴﻦ ﺣﺴ rﻋـﺒـﺪ اﻟـﻮﻫـﺎب .ﻣـﻜـﺘـﺒـﺔ ا8ـﻨـﺎر، ﺗـﻮﻧـﺲ ،١٩٦٦ج ،٢ص .٢٣٣ ) (١١ﻫﻨﺮي ﻓﺎرﻣﺮ .ﺗﺎرﻳﺦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ص ١٨١و ٢٣٥ ٬٢٣٣ ) (١٢أﻏﺎﻧﻲ اﻟﺴﻴﻘﺎ.
249
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ ) (١٣ﻣﺤﺎﺿﺮة أﻟﻘﺎﻫﺎ ﺑﺘﻄﻮان ﻋﺎم ١٩٥٥ﲢﺖ ﻋﻨﻮان ﻛﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ. ) (١٤ﻣﺠﻠﺔ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻔﻜﺮ ،اﺠﻤﻟﻠﺪ ٠ ٦اﻟﻌﺪد ،١أﺑﺮﻳﻞ ﻣﺎﻳﻮ /ﻳﻮﻟﻴﻮ ،١٩٧٥ص ،٢٠اﻟﻜﻮﻳﺖ ) (١٥ﻣﺠﻠﺔ ا8ﺴﺘﻤﻊ اﻟﻌـﺮﺑـﻲ .ص ،١٠ﻋﺪد ،١٩٥٧ ٬١٧ص .١٣ ) (١٦ﺗﺎرﻳﺦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑـﻴـﺔ ص.٢٣٤ : ) (١٧ا8ﻄﺒﻌﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ-اﻟﺮﺑﺎط.
ﻫﻮاﻣﺶ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس
) (١اﺳﺘﻐﺮق اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻄﺒﻮع ﻏﺎﻟﺐ اﻟﺒﺎﺑ rاﻷول واﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺳﺎﺋﺮ أﺳﺎس اﻟـﻜـﺘـﺎب ا8ﻤﺘﺪة ﻣﻦ اﻟﺮاﺑﻊ وﺣﺘﻰ اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ. ) (٢ﻣﺮ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﻜﺘﺎب ،ص ٦ -٣ ) (٣ﻓﺎس ،أﺑﺮﻳﻞ ١٩٦٩ ) (٤اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﻟﻔﻈ rﺳﻲ وﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺛﻼﺛﺔ ،وﻛﺎه وﻣﻌﻨﺎه اﻟﺪرﺟﺔ .وﺗﻌﻨﻲ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺑﺸﻄﺮﻳﻬﺎاﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻷﺳﺎﺳﻲ وﻫﻮ ﺳﻠﻢ اﻟﺮاﺳﺖ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻨﻲ ﻣﻘﺎﻣﺎ ﺷﺮﻗﻴﺎ ﻣﻌﻴﻨﺎ، ) (٥ﻋﻤﺪ أﺑﻦ اﳋﻄﻴﺐ ﻓﺼﻼ ﺧﺎﺻﺎ ﲢﺖ ﻫﺬا اﻟﻌﻨﻮان ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »روﺿﺔ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﳊﺐ اﻟﺸﺮﻳﻒ«، ﲢﻘﻴﻖ د .اﻟﻜﺘﺎﻧﻲ .اﻟﺒﻴـﻀـﺎء ج ،١ص .٣٩٠ -٣٨٧ ) (٦ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ واﳊﻀﺎرة ﻟﻬﻮﺟﻮﻻ ﻳﺨﺘﻨﺘﺮﻳﺖ ،ص ١٠٦ﺗﺮﺟﻤﺔ أﺣﻤﺪ ﺣﻤﺪي ﻣﺤﻤﻮد. ) (٧ﺗﺎرﻳﺦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺎ8ـﻴـﺔ ،ج .١ ) (٨ﻣﻦ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﳊﺎﻳﻚ ) (٩زﻫﺮ اﻟﻔﻨﺎن ﻣﻦ ﺣﺪﻳﻘﺔ اﺑﻦ اﻟـﻮﻧـﺎن ،ج ،٢ص.٣٧٢ ) (١٠ﻳﺮاد ﺑﺎﻵﻟﻴ rﺎرﺳﻮ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،وﺑﺎ8ﺴﻤﻌ rا8ﻨﺸﺪون واﻟﺰواﻳﺎ. ) (١١ﺗﺜﻴﺮ اﻻرﻗﺎم ﻣﻦ ١إﻟﻰ ١١إﻟﻰ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﻨﻮﺑﺎت ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎل اﳊﺎﻟﻲ ) (١٢ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أزﺟﺎل وﺗﻮاﺷﻴﺢ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ا8ﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺎﳊﺎﻳﻚ ١٣٩٧ ،ﻫـ ١٩٧٧م. ) (١٣ﻃﺒﻊ أواﺋﻞ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت. ) (١٤ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻔﻨـﻮن ،ص ،١ع ٦و .٧ﻣﺎﻳﻮ-ﻳﻮﻧﻴـﻮ .١٩٧٤ ) (١٥اﻟﻌﻠﻢ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ،١٩٨٢ -١٤٠٣ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﻨﺠﺎح-اﳉﺪﻳﺪة اﻟﺒﻴﻀﺎء. ) (١٦اﻟﻌﻠﻢ ٢٥/١١/١٩٦٦ ) (١٧ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ-ﺳﻴﻤﻮن ﺟﺎرﺣﻲ .ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﺎذا أﻋﺮف .ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻧﻌﻤﺎن ،ص .٥٨ (18) Ch.Lalo.Esquisse d‘une esthetique musicale scientifique 1908.H.Riemann.Dictionnaire de la musique. Trad.G.Hambert Paris, 1931 (19) R. Tanner la Musique Antique Greque la Revue Musicale N Special 248. 1961 (20) La musique Greque Payot, 1926. ) (٢١ﻳﻌﻘﺐ روﺑﻴﺮ ﻃﺎﻧﻴﺮﻋﻠﻰ ﺗﺪوﻳﺮ رﻳﻨﺎخ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺤـﻞ ﺷـﻚ ،ص .٥٧ ) (٢٢ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺸﺮﻗﻲ .أﺿﻮاء ﻋﻠﻰ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ا8ﻐﺮﺑـﻴـﺔ ،ص .٨٨ -٨٥ ) (٢٣ا8ﺆﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﺎس أﺑﺮﻳﻞ .١٩٦٩ﺻﺢ ١٢٥ ) (٢٤اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻄﺒﻮع ا8ﺮﻛﺒﺔ .ﻧﺸﺮة ﻣﺆرﺧﺔ ﻓﻲ .٥/١٢/١٩٧٢ﻣﻦ وﺛﺎﺋﻖ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻫﻮاة ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ ﻜﻨﺎس.
250
اﻟﻬﻮاﻣﺶ ) (٢٥ﻳﺤﺘﺎج اﻟﺘﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛﺮه اﻟﻮزاﻧﻲ إﻟﻰ ﲢﻠﻴﻞ اﻟﻄﺒﻮع ا8ﺬﻛﻮرة 8ﻌﺮﻓﺔ ﻋﻘـﻮدﻫـﺎ وأﺟـﻨـﺎﺳـﻬـﺎ وﻣﻮاﻗﻊ ارﺗﻜﺎزﻫﺎ ،وﻣﺎ ﻳﻌﺘﺮض أﳊﺎﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎت ﲢﻮﻳﻞ ﺧﺎﻓـﻀـﺔ أو راﻓـﻌـﺔ .وﻟـﻌـﻠـﻨـﺎ ﻧـﺴـﺘـﻄـﻴـﻊ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ أوﺟﻪ ذﻟﻚ اﻟﺘﺮاﻛﺐ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺘﺎﻟﻲ. ﺑﺎﻟﺸﺒﺔ ﻟﻄﺒﻊ اﻟﺰورﻛﻨﺪ ﻳﻜﻤﻦ وﺟﻪ ا8ﺰج ﻓﻲ ﺗﺮﻧﺢ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻢ )ﻓﺎ( ﺑ rاﻻرﺗﻔﺎع اﻟﺬيﻳﻘﺮب اﻟﻠﺤﻦ ﻣﻦ ﻃﺒﻊ اﳊﺠﺎز اﻟﻜﺒﻴﺮ ،واﻻﻧﺨﻔﺎض اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺪه إﻟﻰ ﻃﺒﻊ اﻻﺻﺒﻬﺎن. ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﺮاق اﻟﻌﺮب ﻳﻜﻤﻦ وﺟﻪ ا8ﺰج ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻣﻊ اﻟﺼـﻴـﻜـﺔ و ارﺗـﻜـﺎزﻫـﻤـﺎ ﻋـﻠـﻰ درﺟـﺎتاﻟﻘﺮار )ﻣﻲ( ،واﻟﺴﺎدﺳﺔ )ﺿﻮ( ،وﺟﻮاب اﻟﻘﺮار )ﻣﻲ( ،وﻳﻠﺘﻘﻲ ﻣﻊ اﻻﺳﺘﻬﻼل ﻓﻲ ارﺗﻜﺎزﻫﻤﺎ ﻣﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻐﻤﺘﻲ »ﺻﻮل« و»ﺿﻮ«. ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺼﻴﻜﺔ وﻏﺮﻳﺒﺔ اﳊﺴ rﻳﺒﺪو ا8ﺰج ﻓﻲ ارﺗﻜﺎزﻫﻤﺎ ﻣﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻐﻤﺘﻲ »ﻣﻲ« و »ﺿﻮ«. ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻐﺮﻳﺒﺔ اﶈﺮرة ﻳﻜﻤﻦ وﺟﻪ ا8ﺰج ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ وﺑ rرﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ ﻓﻲ ارﺗﻜﺎزﻫﻤﺎ ﻣﻌﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺪرﺟﺔاﳋﺎﻣﺴﺔ )ﻻ( ،ﺛﻢ ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑ rﻏﺮﻳﺒﺔ اﳊﺴ rﻓﻲ أرﺗﻜﺎزﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻐﻤﺘﻲ »ﻣﻲ« و »ﺿﻮ« ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺤﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ ﻳﻜﻤﻦ وﺟﻪ ا8ﺰج ﻓﻲ اﻟﺘﻘﺎﺋﻪ ﻣﻊ اﳊﺠﺎر اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﻘﺮار واﻟـﺮاﺑـﻌـﺔ،وﻣﻊ ا8ﺸﺮق ﻓﻲ اﻟﻘﺮار واﳋﺎﻣﺴﺔ. ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻄﺒﻊ اﻟﻌﺸﺎق ﻳﻜﻤﻦ وﺟﻪ ا8ﺰج ﻓﻲ أﻧﻪ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻣﻊ اﳊﺠﺎز ﻓـﻲ أرﺗـﻜـﺎزﻫـﻤـﺎ ﻋـﻠـﻰ »ﺻـﻮل«و»رى« ،وﻳﻠﺘﻘﻲ ﻣﻊ اﻟﺬﻳﻞ ﻓﻲ إرﺗﻜﺎزﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ »ﺻﻮل«. ) (٢٦ﺳﻼﻟﻢ وﻣﻘﺎﻣﺎت ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ .ﻧﺸﺮة ﻣﺆرﺧﺔ ﻓﻲ .١٩٦٦ /١١ /٢٥ﻣﻦ وﺛﺎﺋﻖ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻫﻮاة ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ ﻜﻨﺎس. ) (٢٧ﺟﺮﻳﺪة ا8ﻴﺜﺎق .إﺻﺪار راﺑﻄﺔ ﻋﻠﻤﺎء ا8ﻐﺮب .اﻟﻌﺪد ٠ ٢٨٢اﻟﺴﻨﺔ ،١٠/١٩٧٨ /١٨ ٬١٥ص ٥ ) (٢٨ﻧﺸﺮة اﻟﺮﺑﺎب .إﺻﺪار ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻫﻮاة ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴـﺔ ،اﻟـﻌـﺪد .١اﻟﺴﻨﺔ ١٣٩٨ﻫـ ١٩٧٨م ،ص .١٣
ﻫﻮاﻣﺶ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ
) (١ﻧﻮﺑﺔ اﺻﺒﻬﺎن أرﻛﺎدﻳﻮ دي ﻻرﻳﺎ .ا8ﻘﺪﻣﺔ. ) (٢وﻟﺪ ﻋﺎم ١٢٩٠ﻫـ ﺑﻔﺎس ،وﺗﻮﻓﻲ ﺑﺎﻟﺮﺑـﺎط ﻋـﺎم .١٩٥٢ ) (٣ﻣﺠﻠﺔ ﺗﻄﻮان ،اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎﺑﻊ ،ص ،١٤ﺳﻨﺔ ١٩٧٢ ) (٤ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺘـﺼـﺮف ،ص .١٤ ) (٥أﻏﺎﻧﻲ اﻟﺴﻴـﻘـﺎ ،ص .٨٤ ) (٦ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔـﺴـﻪ ،ص .٨٤ ) (٧ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ ا8ﺴﻤﺎة أﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،ﻣﺠﻠﺔ ﺗﻄﻮان ،اﻟﻌﺪد ،١٩٦٢ ٬٧ص .١٥ × اﻧﻈﺮ ﻣﺪوﻧﺔ اﻟﺘﻮﺷﻴﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻨﻮﺑﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ اﳊﺴﻴﺔ. ×× اﻧﻈﺮ ﻣﺪوﻧﺔ ﺗﻮﺷﻴﺔ ﻗﺪام رﻣﻞ ا8ﺎﻳﺔ. ) (٨ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ. ) (٩ﻳﺮﻓﻊ اﻻﺳﺘﺎذ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻔﺎﺳﻲ ﻋﺪد اﻟﺘﻮاﺷﻲ اﻟﺪاﺧﻠـﻴـﺔ إﻟـﻰ ٥٢ﺗﻮﺷﻴﺔ× ،اﻧﻈﺮ ﻣﺪوﻧﺔ ﺻﻨـﻌـﺔ ﻻ ﺗﺴﺄﻟﻦ اﻟﻨﺴﻴﻢ ﻣﻦ ﻗﺪام رﺻﺪ اﻟﺬﻳﻞ. ) (١٠اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻟﺚ. ) (١١ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻟﺪرج ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﻧﻮع اﻟﺘﻮﺷﻴﺢ ﻳﻀﺒﻄـﻬـﺎ ﻣـﻴـﺰان ﻣـﻦ اﻟـﻨـﻮع اﻟـﺜـﻼﺛـﻲ
251
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ وﻳﻌﻨﻲ ﻓﻲ اﳉﺰاﺋﺮ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ا8ﻮﺷﺤﺎت ﻳﺘﺮاوح ﻋﺪدﻫﺎ ﺑ ٣ rو ٦ﻳﻀﺒﻄﻬﺎ ﻣﻴﺰان إﻳﻘﺎﻋﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﻮع اﻟﺜﻼﺛﻲ) .ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﻗﺎﻣﻮس ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮر ﺣﺴ rﻋﻠﻲ ﻣﺤﻔﻮظ ،ص.(١٧٥ : ) (١٢ﻣﺠﻠﺔ ا8ﺴﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ .اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة .ﻋﺪد ،١٩٥٠ ٬١٧ﻫﻴﺌﺔ اﻻذاﻋﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ،ص ١٣ ، 232.ص١٩٦٣ﻣﻨﺸﻮرات ﻟﻮﺳﻮي(13) Dictionnaire de Musique . ) (١٤ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔـﺴـﻪ ،ص .٢٣٢ ) (١٥ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔـﺴـﻪ ،ص .٢٢١ ) (١٦ﻳﺬﻛﺮ أﻧﺨﻞ ﻛﻮﻧﺜﺎﻟﺚ ﺑﺎﻟﻨﺴﻴﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »ﺗﺎرﻳﺦ اﻷدب اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻻﺳﺒﺎﻧﻲ« أن ﻟﻔﻆ »ﻧﻮﺑﺔ« ﻳﻘﺎﺑـﻞ ﻟﻔﻆ »روﻧﺪو« .ﺗﻌﺮﻳﺐ د .ﺣﺴ rﻣـﺆﻧـﺲ ،ص .٦١٧ ) (١٧ا8ﺴﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة ،اﻟـﻌـﺪد ،١٩٥٠ ٬١٧ص .١٣ ) (١٨ﻧﺴﺘﻌﻤﻞ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺒﻴﺖ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ اﻟﻌﺮوﺿـﻲ اﳋـﻠـﻴـﻠـﻲ ،وﻟـﻴـﺲ ـﻌـﻨـﺎﻫـﺎ ا8ـﺴـﺘـﻌـﻤـﻞ ﻓـﻲ ا8ﺮﺷﺤﺎت .وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺈن اﻃﻼﻗﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺟﺰاء اﻟﺘﻮﺷﻴﺢ إﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﻟﺘﺠﺎوز. ) (١٩ﻛﻨﺎش اﳊـﺎﻳـﻚ ،ص .١٠ ) (٢٠ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻨﻈﺎم اﻟﺼﻨﻌﺔ اﳋﻤﺎﺳﻴﺔ اﻟﺼﻨﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺎﻛﺎﻟﻬﺎ. ) (٢١ﺗﺴﻤﻰ اﻻﻋﺎدة اﻵﻟﻴﺔ »اﳉﻮاب«. ) (٢٢دار اﻟـﻄـﺮاز ،ص .٣٧ ) (٢٣ﻧﻔـﺴـﻪ ،ص .٣٨ ) (٢٤اﻋﺘﺒﺮ اﳊﺎﻳﻚ ﻧﻮﺑﺔ اﳊﺠﺎز ا8ﺸﺮﻗﻲ وﺣﻴﺪة اﻟﻄﺒﻊ .ﻏﻴﺮ أن ا8ﺆﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘـﺎ ﺑـﻔـﺎس ﻛﺸﻒ ﻋﻦ وﺟﻮد ﻃﺒﻊ ﻣﻐﺎﻳﺮ ﻟﻄﺒﻊ اﻟﻨﻮﺑﺔ .أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﺳﻢ ﻃﺒﻊ ا8ﺸﺮﻗﻲ .وﻣﺜـﺎل ﺻـﻨـﻌـﺎﺗـﻪ» :ﻗـﻤـﺮ ﺗﻜﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺳﻌﺪه« ﻓﻲ ﺗﺼﺪرة اﻟﺪرج. ) (٢٥ﻳﺒﻠﻎ ﻋﺪد ﺻﻨﻌﺎت ﻫﺬه اﻟﻨﻮﺑﺔ زﻫﺎء اﻟﺘﺴﻌ ،rوﻳﻘﻮم أﻏﻠﺒﻬﺎ )ﻣﺎ ﻳﻔﺮق اﻟﺴﺒﻌـ (rﻋـﻠـﻰ ﻃـﺒـﻌـﻲ اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ اﶈﺮرة واﻟﺼﻴﻜﺔ. ) (٢٦ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﺨﻤﻟﺘﺎر اﻟﻌﻠﻤﻲ وﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﻔﻴﺎﻧﻲ .ﻧﺪوة ﺷﻔﺸﺎون ﺷﺘﻨـﺒـﺮ.١٩٨٥ ، ) (٢٧ﻣﻨﺎﻫﻞ اﻟﺼﻔﺎ .دراﺳﺔ وﲢﻘﻴﻖ د .ﻋﺒﺪاﻟﻜﺮ ﻛﺮ .ط وزارة اﻷوﻗﺎف واﻟﺸﺆون اﻻﺳﻼﻣـﻴـﺔ، ص ،٢٣٧ ) (٢٨ﻣﻨﺎﻫﻞ اﻟﺼﻔﺎ ،ص ٢٣٧ ) (٢٩اﻋﺘﺒﺮ اﻟﺒﻌﺾ إﻧﺸﺎد ﻫﺬا اﻟﻄﺒﻊ ﺿﺎﺋﻌﺎ .وﻛﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺧﺎل ﻣﻦ ذﻛﺮه .ﻏﻴﺮ أﻧﻪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻛﻨﺎش اﳉﺎﻣﻌﻲ اﻟﺬي ﻧﺸﺮه اﳊﺎج ﻋﺒﺪاﻟﻜﺮ اﻟﺮاﻳﺲ ﺑﺎﺳﻢ »ﻣﻦ وﺣﻲ اﻟﺮﺑﺎب« ) (٣٠وﻫﺮ إﻧﺸﺎد ﻧﺎدر. ) (٣١ﻻ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻹﻧﺸﺎد ﺳﻮى ﺑﻴﺖ واﺣﺪ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮع اﳉﺎﻣﻌﻲ. ) (٣٢ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬا اﻹﻧﺸﺎد ﻓﻲ ﻋﺪاد ا8ﻔﻘﻮد. ) (٣٣ﻓﻲ ﲢﻘﻴﻖ اﺑﻦ ﺟﻠﻮن ﻟﻠﺤﺎﻳﻚ :وأﻧﺎ ﻟﻐﺮﺑﺘﻲ ﻓﻼ زﻟﺖ ﻟﻨﺎ ﻣﺮﺷﺪا. ) (٣٤ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬا اﻹﻧﺸﺎد ﻧﺎدرا. ) (٣٥ﻣﻮﻻي اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻮزاﻧﻲ .ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻟﻪ ﲢﺖ ﻋﻨﻮان» :أﺳﻠﻮب اﻟﻌﺎزﻓ rاﳊﻔﺎظ وﻏﻴﺮ اﳊﻔﺎظ«، وﺛﺎﺋﻖ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻫﻮاة ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ ﻜﻨﺎس. ) (٣٦ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ × .اﻟﻄﺮار :اﻟﻌﺎزف ﻋﻠﻰ آﻟﺔ »اﻟﻄﺮ« اﻹﻳﻘﺎﻋﻴﺔ.
252
اﻟﻬﻮاﻣﺶ
ﻫﻮاﻣﺶ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ
) (١دﻟﻴﻞ ﻣﺆرخ ا8ﻐﺮب اﻷﻗﺼﻰ ،ج ،٢ .ص ٤٥٢ ) (٢ﻣﺠﻤﻮع اﳊﺎج ادرﻳﺲ ﺑﻦ ﺟﻠﻮن ،ص ٨٨ ) (٣اﻟﺮﻗﻢ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻘﺪام ﻋﻨﺪ أﺑﻦ ﺟﻠﻮن ،واﻟﺮﻗﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻨﻪ ﻋﻨﺪ اﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر. ) (٤ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﻜﺘﺎب ص ٥ ) (٥ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﺑﻦ ﺳﻮدة-دﻟﻴﻞ ﻣﺆرخ ا8ﻐﺮب اﻷﻗﺼﻰ .ج .٢ص ٤٥٢ ) (٦ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ا8ﺴﻤﺎة أﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﻣﺠﻠﺔ ﺗﻄﻮان اﻟﻌﺪد ،٧ص ٢٥ ) (٧اﻋﺘﻤﺪﻧﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﺦ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ .ﻧﺴﺨﺔ اﻟﺮﻗﻴﻮاق اﻟﻄﻨﺠﻲ ،وﻧﺴﺨﺔ اﻷﺳﺘﺎذ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ اﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮر ،وﻧﺴﺨﺔ اﳊﺎج ادرﻳﺲ ﺑﻦ ﺟﻠﻮن ،وﻧﺴﺨﺔ اﳊﺎج ﻋﺒـﺪاﻟـﻜـﺮ اﻟـﺮاﻳـﺲ ﺑـﺎﻹﺿـﺎﻓـﺔ إﻟـﻰ رواﻳﺔ اﻟﺘﺎزي ﻟﺒﺰور. ) (٨ﺻﻔـﺤـﺔ .٦٧ ) (٩ﻣﺤﻤﺪ ا8ﻨﻮﻧﻲ ،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﻌﺪدان ١٤و ،١٥اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ،١٩٦٠ ،ص ١٨٥ ) (١٠ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺼﻐﻴﺮ اﻻﻓﺮاﻧﻲ .ا8ﺴﻠﻚ اﻟﺴﻬﻞ ﻓﻲ ﺗﻮﺷﻴﺢ اﺑﻦ ﺳﻬﻠﻰ ،ا8ﻠﺰﻣﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ،ص ٤ ) (١١ﻳﺴﺘﺜﻨﻰ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺑﺮوﻟﺘﺎن ﺗﻨﺸﺪان ﻓﻲ ﺑﻄﺎﻳﺤﻲ رﺻـﺪ اﻟـﺬﻳـﻞ ،وﻫـﻤـﺎ ﺑـﺮوﻟـﺔ»-ﻳـﺎﻟـﻮاﻟـﻊ ﺑـﺎﳊـﺐ إذاﺻﻐﻴﺖ ﻟﻴﺎ« وﺑﺮوﻟﺔ »اﻟﻬﻮى ﻠﻜﻨﻲ وأﻧﺎ ﺻﻐﻴﺮ ﻓﻲ ذاﺗﻲ« ) (١٢د .ﺿﻮن ﻓﺮﻧﺎﻧﺪو ﺑﻠﺪراﻣﺎ ﻣﺮﺛﻴﻨﺖ .ﻣﺤﺎﺿﺮة ﺣﻮل ﻛﻨﺎش اﳊـﺎﻳـﻚ ،ص .٤٣-٤٢ ) (١٣ﻳﻔﻬﻢ ذﻟﻚ ﻣﻦ رﺳﺎﻟﺔ وﺟﻬﻬﺎ اﶈﻘﻖ ﺳﻨﺔ ١٩٥٩إﻟﻰ رﺋﻴﺲ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻫﻮاة ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ. ) (١٤ﻣﻘﺪﻣﺔ اﶈﻘـﻖ ،ص ٨اﻧﻈﺮ أﻳﻀﺎ اﻟﺼﻔﺤـﺎت .٤٤٥ -٣٩٦ ) (١٥ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ،ص ٤٠٣ ) (١٦ﻳﺮاد ﺑﺎﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻟﺼﻨﻌﺔ اﻟﺴﺒﺎﻋﻴﺔ ﺑﻴﺘﺎﻫﺎ اﻷوﻻن. ) (١٧ﻣﻘﺪﻣﺔ اﺠﻤﻟـﻤـﻮع ،ص .١٢ ) (١٨ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔـﺴـﻪ ،ص .١٣ ) (١٩ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ،ص ١٣ ) (٢٠اﻟﻘﻔﻞ ﻣﻘﻄﻊ ﻳﺘﺮدد ﺳﺖ ﻣﺮات ﻓﻲ ا8ﻮﺷﺢ اﻟﺘﺎم وﺧﻤﺲ ﻣﺮات ﻓﻲ ا8ﻮﺷﺢ اﻷﻗﺮع .وﻳﺘﺮﻛﺐ ﻣﻦ ﺟﺰأﻳﻦ ﻓﺼﺎﻋﺪا إﻟﻰ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ أﺟﺰاء .وﺗﺘﺸﺎﺑﻪ أﻗﻔﺎل ا8ﻮﺷﺢ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﻮزن وﻋﺪد اﻷﺟﺰاء. ) (٢١اﻟﺒﻴﺖ ﻣﻘﻄﻊ ﻳﺘﺮدد ﻓﻲ ا8ﻮﺷﺢ ﺑﻨﻮﻋﻴﻪ ﺧـﻤـﺲ ﻣـﺮات وﺗـﺘـﺮاوح أﺟـﺰاؤه-إﻻ ﻧـﺎدرا-ﺑـ rاﻟـﺜـﻼﺛـﺔ واﳋﻤﺴﺔ ،وﻫﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻔﺮدة أو ﻣﺮﻛﺒﺔ وﺗﺘﺸﺎﺑﻪ أﺑﻴﺎت ا8ﻮﺷﺢ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻮزن وﻋﺪد اﻷﺟﺰاء ،ﻏﻴﺮ أﻧﻬﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻘﺎﻓﻴﺔ )(٢٢ﻳﺨﺮج ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﺗﻮﺷﻴﺢ »ﻳﺎﻏﺰاﻻ ﺑﺎﳊﻤﻰ ﻣﺎ أﺟﻤﻠﻚ« ،ﻣﻦ ﻗﺪام ﻏﺮﻳـﺒـﺔ اﳊـﺴـ rاﻟـﺬي ﺟﺎء ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻓﻴﺔ واﺣﺪة ﻻ ﺗﺘﻐﻴﺮ. ) (٢٣اﻟﺪﻳﻮان ،ص ٦ ) (٢٤اﻟﺪﻳﻮان ،اﳉﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ ج ،٣ص ٤٥٥ ) (٢٥اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ ا8ﻐﺮﺑﻲ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴـﻘـﺎ ،ص .٩ ) (٢٦ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ. ) (٢٧ﻳﺒﻠﻎ ﻣﺠﻤﻮع ﺻﻨﻌﺎت ﻫﺬه اﻟﻨﻮﺑﺔ أرﺑﻌﺎ وﺗﺴﻌ rوأﻏﻠﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﻌﺸﻲ واﻗﻊ ﻴﺎزﻳﻦ اﻟﺒﺴﻴﻂ واﻟﻘﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ واﻟﺒﻄﺎﻳﺤﻲ.
253
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ ) (٢٨ﲢﺘﻀﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﻮﺑﺔ زﻫﺎء ﻣﺎﺋﺔ ﺻﻨﻌﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﻨﻬﺎ ﺑﻀﻊ وﺳﺘﻮن ﺻﻨﻌﺔ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﺼﺒﺎح. ) (٢٩ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻮان :ﻳﺎﻟﻴﻞ ﻃﻞ ﻻ أﺷﺘﻬﻲ اﻻ ﺑﻮﺻﻞ ﻗﺼﺮك
ﻫﻮاﻣﺶ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ
) (١أﺑﻦ ﺧﻠﺪون ،ا8ﻘﺪﻣﺔ ،اﻟﺒﺎب اﻟﺴﺎدس .اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ .ﻣﻄﺒﻌﺔ ا8ﻜﺘﺒﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﺼﺮ. ) (٢ﻓﺎﻧﺴﺎن داﻧﺪي L,art de la musique. Guy Bernard. Edition Seghers.P.٢٥٣ ) (٣ﻓﺎﻧﺴﺎن داﻧﺪي ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔـﺴـﻪ ،ص .٣٩٩ ) (٤اﺑﻦ ﺳﻴﺪة اﺨﻤﻟﺼﺺ .ج .١٣ﺑﺎب ا8ﻼﻫﻲ واﻟﻐﻨﺎء. ) (٥اﻟﻜﻨﺪي .رﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ أﺟﺰاء ﺧﺒﺮﺑﺔ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ .ﲢﻘﻴﻖ زﻛﺮﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ. ) (٦اﻟﻔﺎراﺑﻲ .ا8ﻮﺳﻴﻘﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ .ﺷﺮح د .ﻏﻄﺎس ﻋﺒﺪ ا8ﻠﻚ ﺧﺸـﺒـﺔ ،ص .٤٣٦ ) (٧اﳊﺴﻦ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ اﻟﻜﺎﺗﺐ .ﻛﻤﺎل أدب اﻟﻐﻨﺎء .ﲢﻘﻴﻖ زﻛﺮﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ .ﻣﺠﻠﺔ ا8ﻮرد اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ،ﻣﺠﻠﺪ ،٢اﻟـﻌـﺪد ،١ ٩٧٣ ٬٢ص .١٣٦ ) (٨اﻻرﻣﻮي اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺸﺮﻓﻴﺔ .ﲢﻘﻴﻖ ﻫﺎﺷﻢ اﻟـﺮﺟـﺐ ،ص .١٩٨ ) (٩اﻟﺘﺎدﻟﻲ :أﻏﺎﻧﻲ اﻟﺴﻴﻘﺎ. (10)La revue musicale.No. 195.21 annee. 1940,pp 36.42 bib. generale JNo.199. ) (١١ﺟﻮرج ﻣﻴﻜﻮGeorges Migot .Revue La Musica. Janvier1957,No34,P.25. ) (١٢ﻓﻮﻳﻠﻴﺮﻣﻮز.اﻴﻞHistoire de La musique, 3 eme edition,p.101. ) (١٣ﻛﺎن اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻗﺪﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪون أن اﻹﻳﻘﺎع ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻷﳊﺎن وﲡﺪﻳﺪﻫـﺎ .و ﻣـﻦ ﻫﺆﻻء إﺧﻮان اﻟﺼﻔﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺮون »أن اﳋﺮوج ﻣﻦ ﳊﻦ إﻟﻰ ﳊﻦ و اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻃﺮﻳﻖ إﻻ ﻋﻠﻰ أﺣﺪ اﻟﻮﺟﻬ :rإﻣـﺎ أن ﻳـﻘـﻄـﻊ وﻳـﺴـﻜـﺖ وﻳـﺼـﻠـﺢ اﻟـﺪﺳـﺎﺗـ rو اﻻوﺗـﺎر ﺑـﺎﳋـﺮق و اﻻرﺧـﺎء، وﻳﺒﺘﺪيء وﻳﺴﺘﺄﻧﻒ ﳊﻨﺎ آﺧﺮ ،و إﻣﺎ أن ﻳﺘﺮك اﻻﻣﺮ ﺑﺤﺎﻟﻪ و ﻳﺨﺮج ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﻠﺤﻦ إﻟﻰ ﳊﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﻪ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻟﻪ ،و ﻫﻮ أن ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ اﻟﺜﻘﻴﻞ إﻟﻰ ﺧﻔﻴﻔﺔ ،أو ﻣﻦ اﳋﻔﻴﻒ إﻟﻰ ﺛﻘﻴﻠﺔ ،أو إﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺮب ﻣﻨﻪ « .وﻛﺎﻧﻮا ﻳﺮون أﻳﻀﺎ أن أﺟﻨﺎس اﻹﻳﻘﺎع اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﻔﻴﻠﺔ ﺑﺄن ﺗﻮﻇﻒ ﻓـﻲ اﻟـﺘـﻌـﺒـﻴـﺮ ﻋـﻦ ﻣـﺨـﺘـﻠـﻒ ا8ﻌﺎﻧﻲ ،ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻛﻤﺜﻞ اﻻﳊﺎن ،وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻢ ﻳﻨﺼﺤﻮن ا8ﻠﺤﻦ ﺑﺄن ﻳـﻜـﺴـﻮ اﻻﺷـﻌـﺎر ﻣـﺎ ﻳـﺸـﺎﻛـﻠـﻬـﺎ ﻣـﻦ اﻻﻳﻘﺎﻋﺎت ) رﺳﺎﺋﻞ اﺧﻮان اﻟﺼﻔﺎ -ﻓﺼﻞ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺎت اﻷﳊﺎن .( - ) (١٤اﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺘﺎدﻟﻲ .اﺧﺘﺼﺎر ﺗﺬﻛﺮة داود اﻻﻧﻄﺎﻛﻲ. ) (١٥ﻳﻘﺎﺑﻞ إﺧﻮان اﻟﺼﻔﺎ اﻟﻨﻘﺮات ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺑﺎ8ﻔﺎﻋﻴﻞ اﻟﻌﺮوﺿﻴﺔ واﻟﻜﻠﻤﺎت ا8ﻨﻄﻘﻴﺔ ،ﻓﻴﺬﻛﺮون أن أﺻﻞ اﻹﻳﻘﺎﻋﺎت ﺣﺮﻛﺎت وﺳﻜﻮن ،وأن ا8ﻔﺎﻋﻴﻞ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب واﻟﻔﻮاﺻﻞ ،واﺻﻞ ﻫﺬه اﳊﺮوف ﻣﺘﺤﺮﻛﺎت وﺳﻮاﻛﻦ ،وأن اﻟﻜﻠﻤﺎت أﺳﻤﺎء وأﻓﻌﺎل وأدوات ،وﻛﻠـﻬـﺎ ﻣـﺮﻛـﺒـﺔ ﻣـﻦ اﳊـﺮوف ا8ـﺘـﺤـﺮﻛـﺎت واﻟﺴﻮاﻛﻦ ،ﺛﻢ ﻳﺒﻴﻨﻮن أن ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﻠﻢ أن ﻳﺮﺗﺎض ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﺤﻮ واﻟﻌﺮوض، اﻧﻈﺮ رﺳﺎﺋﻞ اﺧﻮان اﻟﺼﻔﺎ ،ﻓﺼﻞ ﻓﻲ أﺻﻮل اﻷﳊﺎن وﻗﻮاﻧﻴﻨﻬﺎ. ) (١٦ﻣﺨﻄﻮط ﺑﺎﳋﺰاﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ .رﻗﻢ ١٥ك ص ،١٤٩ -١٤٦وآﺧﺮ ﺑﺎﳋﺰاﻧﺔ اﻟﺼﺒﻴﺤﻴﺔ ﺑﺴﻼ ،رﻗﻢ ) (١٧اﻻﻗـﻨـﻮم ،ص .١٤٦ ) (١٨ﻛﺘﺎب اﻟﺴﻴﻘﺎ ﻓﻲ ﻣﻐﺎﻧﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘـﺎ .اﳋـﺰاﻧـﺔ اﻟـﻌـﺎﻣـﺔ ،رﻗـﻢ ،١٠٩اﻟﺒﺎب اﻷول ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘـﺔ ﻋـﻠـﻢ اﻟﺴﻤﺎع. ) (١٩ﺟﺎء ﻓﻲ ﻛﺘﺎب ﻓﺘﺢ اﻷﻧﻮار ﻓﻲ ﺑﻴﺎن ﻣﺎ ﻳﻌ rﻋﻠﻰ ﻣﺪح اﻟﻨﺒﻲ اﺨﻤﻟﺘﺎر»ﶈﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺪﻻﺋﻲ
254
اﻟﻬﻮاﻣﺶ اﻟﺮﺑﺎﻃﻲ« ا8ﺘﻮﻓﻲ ﻋﺎم ١٢٨٥ﻫـ أن اﻹﻳﻘﺎع ﻫﻮ ﺛﺎﻟﺚ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﻐﻨﺎء ﺑﻌﺪ اﻟﻜﻠﻤﺎت واﻟﻠﺤﻦ وأﻧﻪ ﻫﻮ »اﻟﻮزن ا8ﻔﺮغ ذﻟﻚ اﻟﺘﺮ £ﻓﻲ ﻗﺎﻟﺒﻪ« ،ﻣﺨﻄﻮط اﳋﺰاﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ،رﻗـﻢ :د .٣٢٨٥ ) (٢٠ﻛﺘﺎب اﻟﺴﻴﻘﺎ .اﻟﺒﺎب اﻟﺴﺎﺑﻊ .ﻓﺼﻞ ﻓﻲ ﺣﺪ ا8ﻮﺳﻴـﻘـﺎ ،ص .٦٩ ) (٢١ﺷﺮح وﲢﻘﻴﻖ اﳊﺎج ﻫﺎﺷﻢ اﻟﺮﺟﺐ اﻟـﻌـﺮاق.١٩٨٠ ، ) (٢٢ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔـﺴـﻪ ،ص .١٩٣ -١٩٢ ) (٢٣ﺿﻤﻴﺮ اﻟﻐﺎﺋﺐ ﻳﻌﻮد ﻋﻠﻰ أﺑﻲ ﻧﺼﺮ اﻟﻔﺎراﺑﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮة«. ) (٢٤اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺸﺮﻓـﻴـﺔ ،ص .١٩٤ -١٩٣ ) (٢٥ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔـﺴـﻪ ،ص .١٩٣ ) (٢٦ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ،ص ١٩٣ ) (٢٧أﻏﺎﻧﻲ اﻟﺴﻴﻘﺎ ،اﳋﺎﺔ .ص .٩٨ -٩١واﻟﻌﺒﺈرة ﺑ rﻫﻼﻟ rﻣﻦ زﻳﺎدة اﻟﺘﺎدﻟﻲ ﻟﻠﺸﺮح. ) (٢٨ﺟﻼل اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺴﻴﻮﻃﻲ .ا8ﺰﻫﺮ ﻓﻲ ﻋﻠﻮم اﻟﻠـﻐـﺔ وأﻧـﻮاﻋـﻬـﺎ ،ﺷـﺮح وﺗـﺼـﺤـﻴـﺢ ﺟـﻤـﺎﻋـﺔ ،اﳉـﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .دار إﺣﻴﺎء اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﺮﺑـﻴـﺔ ،ص .٤٧٠ ) (٢٩د .ﻋﻠﻲ اﻟﺰﺑﻴﺪي .اﳋﻠﻴﻞ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎر .ﻣﺠﻠﺔ ا8ﻮرد اﺠﻤﻟﻠﺪ اﻟﺮاﺑﻊ ،اﻟﻌﺪد اﻟﺮاﺑﻊ ١٣٩٥ ،ﻫـ١٩٧٥/ م. ) (٣٠ﻛﺘﺎب ا8ﺆﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑـﻔـﺎس ،١٩٦٩ ،ص .١٢٥ ) (٣١ﻣﺆﻟﻔﺎت اﻟﻜﻨﺪي ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ .اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .ﺟﻤﻊ وﲢﻘﻴﻖ زﻛﺮﻳﺎ ﻳـﻮﺳـﻒ ،ص .٨٠ ) (٣٢ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ. ) (٣٣ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ) (٣٤أﻏﺎﻧﻲ اﻟﺴﻴﻘﺎ .ﻓﺼﻞ ﻓﻲ ﺣﺪ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ. ) (٣٥ﻣﺆﻟﻔﺎت اﻟﻜﻨﺪي .اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧـﻴـﺔ ،ص .٣٠ ) (٣٦ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ. ) (٣٧أﻏﺎﻧﻲ اﻟﺴﻴﻘﺎ .اﻟﺒﺎب اﻟﺴﺎﺑﻊ ،ﻓﺼﻞ ﻓﻲ ﺣﺪ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ. ) (٣٨ا8ﺮﺟﻊ اﻟﺴـﺎﺑـﻖ ،ص .٨١ ) (٣٩ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ،ص٨٢ ) (٤٠ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ،اﻟﺒﺎب اﻷول. ) (٤١ا8ﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﻔﺴﻪ. × ﺗﺮﻣﺰ ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻟﻠﻤﺼﻄﻠﺢ اﻟﺬي اﻧﻘﻄﻊ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﺑ rاﻷﺟﻮاق. ) (٤٢اﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺘﺎدﻟﻲ ،أﻏﺎﻧﻲ اﻟﺴﻘﺎ ،اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ. ) (٤٣ﻛﻨﺎش اﳊﺎﻳﻚ ،ﲢﻘﻴﻖ اﳊﺎج ادرﻳﺲ ﺑﻦ ﺟـﻠـﻮن ،ص .٤١ ) (٤٤ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ. ) (٤٥وزارة اﻟﺪوﻟﺔ ا8ﻜﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺸﺆون اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ :أﺑﺮﻳﻞ ١٢٩ -١٢٧ ٬١٩٦٩ ) (٤٦ﻛﻨﺎش اﳊـﺎﻳـﻚ ،ص .٤٠ ) (٤٧ﻛﺘﺎب أﻛﺎﻧﻲ اﻟﺴﻴﻘﺎ .ﻓﺼﻞ ﻓﻲ ﺣﺪ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ. ) (٤٨ﻛﺘﺎب ا8ﺆﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻔﺎس-أﺑﺮﻳﻞ ،١٩٦٩ص ١٢٨ ) (٤٩ﺷﺨﺺ اﻟﻮزاﻧﻲ ﻣﻴﺰاﻧﻲ اﻟﺒﺴﻴﻂ واﻟﻘﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ دون ﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ، )ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ،ص (١٢٨-١٢٧ اﻟﺒﺴﻴﻂ :ﻧﻘﺮﺗﺎن دﻓﺎ )ﺟﻨﺐ اﻟﻄﺎر( ،ﻧﻘﺮﺗﺎن زﳒﺎ )ﲢﺮﻳﻚ اﻟـﺼـﻨـﻮج( ،ﻧـﻘـﺮة ﻧـﺪﻓـﺎ )وﺳـﻂ اﻟـﻄـﺎر(
255
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﺎﺻﻠﺔ اﻟﻘﺎﺋﻢ وﻧﺼﻒ :ﻣﺮة ﻧﺪﻓﺎ ،ﻧﻘﺮﺗﺎن زﳒﺎ ،ﻧﻘﺮة دﻓﺎ ،ﻧﻘﺮﺗﺎن زﳒﺎ .ﻓﺎﺻﻠﺔ. ) (٥٠اﻧﻈﺮ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ ) (٥١ﺳﺠﻞ ﻫﺬه ا8ﻼﺣﻈﺔ ﺑﻴﻴﺮ ﻓﻴﻠ rأﺣﺪ أﻋﻀﺎء ا8ﺆﺮ اﻷول ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ ا8ـﻐـﺮﺑـﻴـﺔ ﺑـﻔـﺎس ،ﻣـﺎﻳـﻮ .١٩٣٩اﺠﻤﻟﻠﺔ ا8ﻮﺳﻴـﻘـﻴـﺔ .رﻗـﻢ -١٩٥اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻮاﺣﺪة واﻟـﻌـﺸـﺮون .١٩٤٥-ص ،٤٢ -٣٦اﳋﺰاﻧﺔ اﻟـﻌـﺎﻣـﺔ .١١٩ ) (٥٢ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ. ) (٥٣دار اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ-ﺗـﻄـﻮان .١٩٥٦ ) (٥٤ﻣﺪرﻳﺪ .١٩٥١ص ١١٣وﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ. ) (٥٥ﻃﺒﻌﺔ ﺑﺎرﻳﺲ ١٩٣٩ .ص ١٢٥ ) (٥٦اﳋﺰاﻧﺔ إﻟﻌﺎﻣﺔ ا8ﺮﺟﻊ ا أﺳﺴﺎﺑﻖ. ) (٥٧أﺳﻤﺎه ا8ﺆﺮ :اﻟﺒﺴﻴﻂ .اﻟﻘﺴﻢ اﻟﻔﻨﻲ ﻣﻦ ﻛﺘﺎب ا8ﺆﺮ .اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ .اﻟـﻠـﺠـﺎن اﻟـﻔـﻨـﻴـﺔ ،ص ١٨٩م .ﻣﻄﺒﻮﻋﺎت اﺠﻤﻟﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ .ﺑـﻐـﺪاد .١٩٨٠ ) (٥٨أﺳﻤﺎه ا8ﺆﺮ :اﻟﻘﻨﻄﺮة ،ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ،ص ١٩٠م ) (٥٩أﺳﻤﺎه ا8ﺆﺮ :اﺨﻤﻟﻠﺺ .ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ،ص ١٩٠م ) (٦٠ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ. ) (٦١ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ،ص ١٩١م ) (٦٢ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ،ص ١٩١م ) (٦٣أﺳﻤﺎه ا8ﺆﺮ :اﻻﻧﺼﺮاف ،ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ،ص ١٩٢م ) (٦٤ﻋﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻴ rﻣﻮاﻗﻊ اﻟﻘﻮة واﻟﻀﻌﻒ ﻓﻲ ا8ﻮازﻳﻦ ﻻﺳﺘﺨﺪام ا8ﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ) (٦٥اﻗﺘﺼﺮ ا8ﺆﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺪوﻳﻦ ﻣﻴـﺰان اﻟـﺪرج ﻓـﻲ ﺣـﺮﻛـﺘـﻪ ا8ـﻮﺳـﻌـﺔ ،وﻗـﺪ ﲡـﻨـﺐ ﺗـﺪوﻳـﻦ ﺻـﻮرﺗـﻪ اﻟﺴﺮﻳﻌﺔ ا8ﻌﺮوﻓﺔ ب »اﻟﺪرج اﻟﻄﻴﺎ« ﻟﻨﺪرﺗﻬﺎ ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ،وﻷﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎت ا8ﻴﺎزﻳﻦ اﳊﻀﺮﻳﺔ وأذﻛﺎر اﻟﺰواﻳﺎ. ) (٦٦ﺗﻌﻤﺪ ﺑﻌﺾ اﻷﺟﻮاق إﻟﻰ ﺗﺨﻔﻴﻒ اﻟﺪﻣﺔ اﻷﺧﻴﺮة وذﻟﻚ ﺑﺘﺤﻮﻳﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﻜﺔ ) (٦٧ﺗﺴﻤﻰ ﻫﺬه اﳊﺮﻛﺔ اﻟﻘﻨﻄﺮة اﻷوﻟﻰ. ) (٦٨ﺗﺴﻤﻰ ﻫﺬه اﳊﺮﻛﺔ اﻟﻘﻨﻄﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .وﺣﺮﻛﺘﻬﺎ ﺗﺴﺎوي ﻧﺼﻒ زﻣﺎن ا8ـﻮﺳـﻊ ﺗـﻘـﺮﻳـﺒـﺎ ،ﻏـﻴـﺮ أن ا8ﺼﺮف ﻳﺒﻘﻰ أﺳﺮع ﻣﻨﻬﺎ. »ا8ﺎزورات« :ﻣﻘﻮﻻت اﻹﻳﻘﺎع.
ﻫﻮاﻣﺶ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻌﺎﺷﺮ
) (١ﻛﺎن اﳉﻮق اﻷﻧﺪﻟﺴﻲ اﻟﺬي ﻣﺜﻞ ا8ﻐﺮب ﻓﻲ ﻣﺆﺮ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻋﺎم ١٩٣٢ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ اﻋﻀﺎء ﻫﻢ :ﻣﺤﻤﺪ ﺷﻮﻳﻜﺔ ﻣﻨﺸﺪ اﳉﻮق ،وﻋﻤﺮ اﳉﻌﺎﻳﺪي ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺑﺎب ،وﻣﺒﺮﻛﻮ واﳊـﺎج ﻋـﺜـﻤـﺎن اﻟـﺘـﺎري، وﻣﺤﻤﺪ دادي ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻮد ،واﻟﻔﻘﻴﻪ ا8ﻄﻴﺮي ،وﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻗﺪور ﺑﻦ ﻏﺒﺮﻳﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻤﺎن ،وﻋﺒﺪاﻟﺴﻼم ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮ. ) (٢اﻧﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻛﺘﺎب »ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺗﻄﻮﻳﺮ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ«. ) (٣ﻧﻔﺢ اﻟﻄﻴﺐ ،ج ،٣ص ٩٧ ) (٤ا8ﺴﻠﻚ اﻟﺴﻬﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﺮح ﺗﻮﺷﻴﺢ اﺑﻦ ﺳﻬﻞ .ﻃﺒﻌﺔ ﺣﺠﺮﻳﺔ ا8ﻠﺰﻣﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ،ص ٧ -٢
256
اﻟﻬﻮاﻣﺶ ) (٥اﻧﻈﺮ»رﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ أﺟﺰاء ﺧﺒﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ« ﻟﻠﻜﻨﺪي ﲢﻘﻴﻖ د .ﻣﺤﻤﻮد أﺣﻤﺪ اﳊﻔﻨﻲ. ) (٦اﺳﺘﻌﻤﻞ اﻟﻜﻨﺪي اﻷﺑﺠﺪﻳﺔ ﻟﻠﺘﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻐﻤﺎت ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ) (٧اﻷﻧﻴﺲ ا8ﻄﺮب .اﻟﻄﺒﻌﺔ اﳊﺠـﺮﻳـﺔ .ص .١٧٨ ) (٨ص ٩٫١٧٦ ) (٩اﻷﻧﻴﺲ ا8ـﻄـﺮب ،ص .١٧٦ ) (١٠ﻧﻮﺑﺔ أﺻﺒﻬﺎن .ص ٣٦ﻣﻦ ا8ﻘﺪﻣﺔ. ) (١١ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ. (12)Tableau de la musique Marocainne.1939.Paris.PP 145-139. ) (١٣أﻏﺎﻧﻲ اﻟﺴﻴـﻘـﺎ ،ص .٧٤ ) (١٤أﻟﻜﺴﻴﺲ ﺷﻮﻃﺎن .ا8ﺮﺟﻊ اﻟﺴـﺎﺑـﻖ ،ص .١٤٠ ) (١٥ﻣﺎﻧﻮﻳﻞ ﻛﺎﻧﻮ-ﻣﺠﻠﺔ اﳊﻴﺎة اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ .ﺗﻮﻧﺲ ،اﻟﻌﺪد اﳋﺎص ﺑﺎ8ﻮﺳﻴﻘﺎ .ﺟﻮان ،١٩٧٨ص.١٣٧-١٣٢ ) (١٦ﻛﺘﺎب ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻜﺒـﻴـﺮ ،ص .٨٠١-٨٠٠ ) (١٧ﻋﻠﻢ اﻵﻻت ا8ﻮﺳﻴﻘـﻴـﺔ ،ص .٢١٩ ) (١٨ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ اﻟﺮﺑﺎب ﻓﻲ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ أﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻨﻄﻘﺔ ﺳﻮس. ) (١٩ﻳﻼﺣﻆ أن اﻟﺴﻨﻄﻴﺮ ﻛﺎن ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧﻮن ذاﺗﻪ. ) (٢٠ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺸﺮﻗﻲ-أﺿﻮاء ﻋﻠﻰ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ. ) (٢١ذﻛﺮ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎض ﻓـﻲ اﻟـﺒـﻐـﻴـﺔ ،ص ،١١٤أﻧﻪ ﻣﺮﺑﻊ ﺑﻮﺟﻬ ،rوذﻛﺮ اﻟﻘـﻠـﻘـﺸـﻨـﺪي ﻓـﻲ ﺻـﺒـﺢ اﻻﻋﺸﻰ ٢ :،ص ١٥٢أﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﺑﺼﻨﻮج وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﺑﻐﻴﺮ ﺻﻨﻮج. ) (٢٢أﺑﻮ اﳊﺴﻦ اﳋﺰاﻋﻲ ،ﻛﺘﺎب اﻟﺪﻻﻻت اﻟﺴﺒﻌـﻴـﺔ ،ص .٧٧٤ ) (٢٣اﺧﺘﺼﺎر ﺗﺬﻛﺮة داود اﻷﻧﻄﺎﻛﻲ. (24)Tableau de la musiqe Marocaine. A Chotiri,1939. paris p.142. ) (٢٥ﻧﻔﺢ اﻟﻄﻴـﺐ .اﳉـﺰء اﻷول .ص ٣٨و .٣٠٢ ) (٢٦ﻣﺠﻠﺔ ﺗﻄﻮان .اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،اﻟـﻌـﺪد ٥و .١٩٧٥ ٬٦ ) (٢٧أﻏﺎﻧﻲ اﻟﺴﻴﻘﺎ ﻋﻨﺪ اﳋﺎﺔ. ) (٢٨ﺟﺬوة 8ﻔﻴﺲ ﻟﻠﺤﻤﻴﺪي .ﲢﻘﻴﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺗﺎوﻳﺖ اﻟﻄﻨـﺠـﻲ .ط ،١.اﻟﻘﺎﻫﺮة ،١٩٥٢ص .٣٧٤ ) (٢٩ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔـﺴـﻪ ،ص .٣٩٨ ) (٣٠ا8ﻘﺮى .أزﻫﺎر اﻟـﺮﻳـﺎض ،ج ،٣ص .٨٨ ) (٣١ﻟﻴﻔﻲ ﺑﺮرﻓﻨﺴﺎلHistoire de I‘Espagne Musulmane.T. III Paris,1953,P.٤٤٨. ) (٣٢ا8ﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴـﻪ ،ﺻـﺢ.٤٥١ ) (٣٣ا8ﻘـﺪﻣـﺔ ،ص .٤٢٣ ) (٣٤اﻟﺸﻘﻨﺪي-ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻷﻧـﺪﻟـﺲ ،ص .٥٢ ) (٣٥ا8ﻘـﺪﻣـﺔ ،ص .٦٥٨ ) (٣٦اﺑﻦ اﻟﺪراج-اﻻﻣﺘﺎع واﻻﻧﺘﻔﺎع. ) (٣٧اﻟﻀﺒﻲ-ﺑﻐﻴﺔ ا8ﻠﺘﻤﺲ ،دار اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ ،١٩٦٧ ،ص .٣٨٠ (38)Histoire de I‘Espagne Musulmane,P. 451. ) (٣٩أﺣﻤﺪ ﻣﺨﺘﺎر اﻟﻌﺒﺎدي-اﻷﻋﻴﺎد ﻓﻲ ﻠﻜﺔ ﻏﺮﻧﺎﻃﺔ-ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ-ﻣﺪرﻳﺪ .اﺠﻤﻟﻠﺪ ،١٩٧٠ ٬١٥ص .١٤٧
257
اﻮﺳﻴﻘﺎ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ اﻐﺮﺑﻴﺔ
258
ا$ﺆﻟﻒ ﻓﻲ ﺳﻄﻮر: ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﳉﻠﻴﻞ × وﻟﺪ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎس ﻋﺎم .١٩٣١ × ﻋﻤﻞ ﻣﺪرﺳﺂ ﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻤﺪﻳﺮا ﻹﺣﺪى ا8ﺪارس اﻟﺜﺎﻧـﻮﻳـﺔ وﻫـﻮ اﻵن ﻣﺪﻳﺮ ا8ﻌﻬﺪ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﺎ. × ﺷﺎرك ﻓﻲ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻨﺪوات وا8ﺆﺮات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ. × ﻧﺸﺮ ﻋﺪدا ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث ،وﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺮﻫﺎ: × اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ا8ﻮﺳﻴﻘﻴﺔ 8ﻌﻠﻤﻲ ا8ﺪارس اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ،اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء١٩٦٦، × ﻣﺪﺧﻞ إﻟﻰ ﺗﺎرﻳﺦ ا8ﻮﺳﻴﻘﺎ ا8ﻐﺮﺑﻴﺔ-ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻋﺎﻟﻢ ا8ﻌﺮﻓﺔ-ﻋﺎم ١٩٨٣
اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻘﺎدم
اﻟﺘﻨﺒﺆ اﻟﻮراﺛﻲ
ﺗﺄﻟﻴﻒ :د .زوﻟﺖ ﻫﺎرﺳﻴﻨﺎي :رﻳﺘﺸﺎرد ﻫﺘﻮن ﺗﺮﺟﻤﺔ :د .ﻣﺼﻄﻔﻰ اﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻣﺮاﺟﻌﺔ :د .ﻣﺨﺘﺎر اﻟﻈﻮاﻫﺮي 259