ﺳﻠﺴﻠﺔ دراﺳﺎت ﻧﻔﻮﺳﻴﺔ )(١
ﻣﻮﺣﻤﺪ ؤ ﻣﺎدي
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﻗﺒﻞ ان اﺷــﺮع ﻓﻲ إﺳــﺘﺨﺮاج اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﳌﺮﺟــﻮة ﻣﻦ اﻣﻬﺎت اﻟﻜﺘــﺐ واﻄﻮﻃﺎت اﻹﺑﺎﺿﻴﺔ
أود ان اﻧﺒــﻪ اﻟﻰ أن ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﺑﺎﻟﻠﻐــﺔ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻟﺪى اﻻﺑﺎﺿﻴﲔ ﻗﺪﱘ ﻗﺪم ﺗﻮاﺟﺪ اﳌﺬﻫﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﲔ ﻇﻬﺮاﻧﻲ اﻟﻨﻔﻮﺳﻴﲔ ،وﻫﺬا اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻳﺄﺧﺬ ﻋﺪة أﺷﻜﺎل ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺼﻨﻒ ﻣﻔﺮد ﻓــﻲ ﻣﻮﺿﻮﻋﻪ وأﺷــﻬﺮُ ﻫﺬه اﻷﻧﻮاع ﻣــﻦ اﻟﺘﺼﺎﻧﻴﻒ ﻫﻮ ﻛﺘﺎب اﻟﺘﻮﺣﻴــﺪ) (1اﳌﺆﻟﻒ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﻬﺠﺮي ،إﻻ أن اﻟﺪرﺟﻴﻨﻲ ﻳﺬﻛﺮ ﻛﺘﺎب ﺳــﺎﺑﻖ ﻟﻬﺬا وﻫﻮ ﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻣﻬﺪي اﻟﻨﻔﻮﺳــﻲ
اﻟﻮﻳﻐﻮي )ت 196ﻫـ( وﻟﻜﻨﻪ ﻻﻳﺰال ﻓﻲ ﻋﺪاد اﳌﻔﻘﻮدﻳﻦ ،اﻻ وﻫﻮ ﻛﺘﺎب رد اﺑﺎﻃﻴﻞ ﻧﻔﺎث ﺑﻦ ﻧﺼﺮ، ﻳﻘﻮل اﻟﺪرﺟﻴﻨﻲ "إﳕﺎ وﺿﻌﻬﺎ واﺿﻌﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﺴــﺎن اﻟﺒﺮﺑﺮي ﻟﻴﺘﻨﺎﻗﻠﻬﺎ اﻟﺒﺮﺑﺮ ،ﻓﻜﺎﻟﻬﻢ ﺑﺼﺎﻋﻬﻢ، ﻟــﻢ ﻳﻄﻔــﻒ وﻟــﻢ ﻳﺒﺨﺲ وﻟﻢ ﻳﻌــﺪ ﻣﻦ اﻻﻟﻔﺎظ ﻣــﺎ ﻳﻔﻬﻤﻮﻧــﻪ ،وﻻ اﻋﺮب وﻻ اﻏــﺮب ﺑﺤﻴﺚ ) (1ـ دﻳﻮان ﺷﻌﺮي ﻓﻲ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻋﻠﻰ اراء اﻻﺑﺎﺿﻴﺔ ،ﻗﺎم ﺑﺘﺮﺟﻤﺘﻪ اﻟﻰ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﺟﻤﻴﻊ )ق 7ﻫـ( وﻗﺪ ﺷﺮح ﻫﺬا اﳌﱳ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﻦ اﺷﻬﺮﻫﻢ اﺑﻮ اﻟﻌﺒﺎس اﺣﻤﺪ اﻟﺸﻤﺎﺧﻲ اﻟﻨﻔﻮﺳﻲ ) ت 928ﻫـ( ﻓﻲ وﺟﻮد ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ
ﻫﺬه اﻄﻮﻃﺔ ﻳﻘﻮل اﻷﺳﺘﺎذ ﺻﻼح اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺘﻼﺗﻲ "وﺑﻌﺪ ﻓﺈﻧﻲ وﺟﺪت ﻫﺬه اﻟﻨﺴﺨﺔ ـ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ـ ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ ﺑﺎﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ" وﻛﺘﺒﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﺮوﺣﺎ ﻋﺪﻳﺪة ،وﻣﺎزاﻟﺖ ﻣﻌﺘﻤﺪة ﻋﻨﺪ اﻻﺑﺎﺿﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﻴﻮم " .ﺟﺮﺑﺔ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﻠﻮﺗﻮﻓﺎج ـ اﻻﺳﺘﺎذ
ﺻﻼح اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺘﻼﺗﻠﻲ ص 41راﺟﻊ ﻛﺬﻟﻚ اﻟﻨﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﻪ ﻣﺨﻄﻮﻃﺎت ﺣﺪﻳﺜﺔ اﻟﻌﻬﺪ ﺑﺎﻻﻛﺘﺸﺎف.
-1-
)(1 ﻒ ﻧﺜﺮا ) (2وﻫﻨﺎك ﻃﺒﻌﺎ ﻳﺘﻮﻫﻤﻮﻧــﻪ ".وﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب اﻗﺪم ﻛﺘﺎب اﺑﺎﺿﻲ ﺑﺎﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ اُﻟِ َ
ﻣﺆﻟﻔﺎت اﺑﻮ ﺳــﻬﻞ اﻟﻨﻔﻮﺳــﻲ )ق 3ﻫـ( اﳌﻌﺮوف ﺑﺄﺑﻲ ﺳﻬﻞ اﻟﻔﺎرﺳــﻲ ،وﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﺑﻔﺎرﺳﻲ، "ﻓﺪون ﻷﻫﻞ اﻟﺪﻋﻮة اﺛﻨﻲ ﻋﺸــﺮ ﻛﺘﺎﺑﺎ وﻋﻈﺎ ﺑﻞ ﻧﻔﻮﺳــﻲ ﺑﺈﺟﻤﺎع اﳌﺆرﺧﲔ ،ﻳﻘﻮل اﻟﺸــﻤﺎﺧﻲ ّ
وﺗﺎرﻳﺨﺎ ً ﻧﻈﻤﺎ ﺑﺎﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ" ) ، (3او أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﻜﻮن ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻟﻜﺘﺎب ﻛﺘﺮﺟﻤﺔ ﻣﺪوﻧﺔ اﺑﻲ ﻏﺎﱎ اﳌﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺈﺳــﻢ )اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻜﺒﺮ( ) ،(4وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻓﻲ أﺣﺎﻳﲔ ﻛﺜﻴــﺮة ﺟﺰء ﻣﻦ ﻣﺼﻨﻒ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﺑﺼﺪد اﳊﺪﻳــﺚ ﻋﻨﻪ ﺑﺈﺳــﻬﺎب ،ﻓﺄﻗﺪم ﻣﺎ وﺻﻞ اﻟﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت دﻳﻨﻴــﺔ اﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻣﻀﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﻣﺆﻟﻒ إﺑﺎﺿﻲ ﻧﻔﻮﺳــﻲ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﻘﻠﻪ ﺑﻦ ﺳﻼم اﻻﺑﺎﺿﻲ )اﳌﺘﻮﻓﻲ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ 273ﻫـ( ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻼم)،(5 اﳌﻌﺮوف ﺑﺘﺎرﻳﺦ ﺑﻦ ﺳ ّ وﺗﻮﺟــﺪ ﻛﺘﺐ وﻣﺨﻄﻮﻃﺎت ﻛﺜﻴﺮة ﻻﳝﻜﻨﻨﺎ إﺣﺼﺎؤﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻮع اﻟﺬي ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻧﺼﻮﺻﺎ ً وإﺻﻄﻼﺣــﺎت أﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻣﻮزﻋﺔ ﻓﻲ ﻃﻴﺎﺗﻬﺎ ،وﻫﻲ اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ اﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺐ اﻹﺑﺎﺿﻴﺔ ،وﻫﺬا اﻟﺼﻨﻒ أو اﻟﻨﻮع ﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﺑﺼﺪد ﺗﺨﺼﻴﺺ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳊﻠﻘﺎت ﺣﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ، وإﺧﺘﺮﻧﺎ دﻳﻮان اﻷﺷﻴﺎخ ﻟﻴﻜﻮن أول ﻣﺆﻟﱠﻒ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﺎب.
) (1ـ ﻃﺒﻘﺎت اﳌﺸﺎﻳﺦ ،اﻟﺪرﺟﻴﻨﻲ6/1 )(2ـ ﻣﻌﺠﻢ اﻋﻼم اﻻﺑﺎﺿﻴﺔ 427 /2 ﻣﺤ ﱠﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ _»ﻣﻦ أرد ﺷﻌﺮ اﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺑﺸﻌﺮ أﺑﻲ ﺳﻬﻞ اﻟﻔﺎرﺳﻲ« وﻳﺬﻛﺮ ) (3ـ ﻗﺎل ﻓﻴﻪ أﺑﻮ َ اﻟﺪرﺟﻴﻨﻲ )اﻟﺪرﺟﻴﻨﻲ :ﻃﺒﻘﺎت اﳌﺸﺎﻳﺦ (352/2 :أن ﻫﺬا اﻟﺪﻳﻮان ﻗﺪ اﺧﺘﻠﺲ ﻧﻜﺎري ﻣﻨﻪ ﺳﺘﺔ أﺟﺰاء ،وأُﺣﺮق ﻗﻴﺪ ﻣﺎ وﺟﺪه ﻓﻲ ﺻﺪر اﻟﻌﺰاﺑﺔ .واﻟﺪﻳﻮان ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﺎ وﺟﺪ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻊ ﻗﻠﻌﺔ ﺑﻨﻲ درﺟﲔ ،إِﻻﱠ أن أﺑﺎ ﻋﺒﺪ اﷲ ﱠ ﺑﻪ 12ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻓﻲ اﳌﻮاﻋﻆ وﺟﻤﻞ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ أﻫﻞ اﻟﺪﻋﻮة .وﻓﻴﻪ ﻫﻤﻞ اﻟﺪﻣﻮع ورﺛﺎء اﻟﺪﻳﻦ وأﻫﻠﻪ .وﻳﺒﺪو أن ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺒﺮﺑﺮي اﳌﻮﺟﻮد ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻘﺎت واﳌﺘﺮﺟﻢ إﻟﻰ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻮان. راﺟﻊ ﻛﺘﺎب اﻵراء اﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﻋﻨﺪ اﻹﺑﺎﺿﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﻬﺠﺮي ،ﺗﺄﻟﻴﻒ اﺑﻦ ادرﻳﺴﻮ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ ص 318 )(4ـ ﻳﻘﻮل اﻟﺸﻴﺦ ﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻃﻔﻴﺶ )وﻟﻘﺪ رأﻳﺖ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ اﺑﻲ ﻏﺎﱎ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﻏﺎﱎ اﳋﺮﺳﺎﻧﻲ ـ اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﻣﺘﺮﺟﻤﺔ ﺑﺎﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ( ﻛﺘﺎب اﻟﻮﺿﻊ ـ ﻣﺨﺘﺼﺮ ﻓﻲ اﻷﺻﻮل و اﻟﻔﻘﻪ ـ ﺗﺄﻟﻴﻒ اﻻﻣﺎم اﺑﻲ اﳋﻴﺮ اﳉﻨﺎوﻧﻲ ـ ﺗﻌﻠﻴﻖ اﺑﻮ اﺳﺤﺎق ﻃﻔﻴﺶ ص 11 اﳌﺪوﻧﺔ ﻣﻮﺟﻮدة ﺑﻜﻤﺎﻟﻬﺎ ﺑﺎﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻓﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ وﻗﺎم ﺑﻮﺿﻊ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﺣﻮﻟﻬﺎ A. Bosoutrotﻓﻲ ﻣﻘﺎل ﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ Revue Tunisiennﺑﻌﻨﻮان Mudawaanah di ibn Ganim (Vocabulair berbere ancien ،- dialecte du djebel Nefoussa - ( publie et traduit de l'arabeوﻗﺎم ﻣﻮﺗﻴﻠﻨﺴﻜﻲ ﺑﻨﻘﻞ اﺟﺰاء ﻣﻨﻬﺎ ﺧﺎﺻﺎ ً ﺑﻬﺎ ﻻﺣﻘﺎ ً ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت. ﻓﻲ ﻣﺬﻛﺮة وﺳﻮف ﻧﻔﺮد ﺑﺤﺜﺎ ّ ) (5ـ اﻻﺳﻢ اﳊﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎب ﻫﻮ )ﺑﺪء اﻻﺳﻼم وﺷﺮاﺋﻊ اﻟﺪﻳﻦ( ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻧﻪ اﺷﺘﻬﺮ ﺑﺈﺳﻢ ﺗﺎرﻳﺦ ﺑﻦ ﺳﻼّم. ﻳﻘﻮل ﻋﻨﻪ اﻻﺳﺘﺎذ ﺣﺴﻦ ﺣﺴﻨﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻮﻫﺎب " أﻗﺪم اﳌﺆرﺧﲔ اﻹﻓﺮﻳﻘﻴﲔ " .ﻛﺘﺎب اﻟﻮرﻗﺎت ،ﻗﺴﻢ 1ص 80
-2-
ﺗﻮﻃﺌﺔ
ﲟــﺎ إﻧﻨﺎ ﺑﺼﺪد اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﳌﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴــﺔ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻓﻲ اﻄﻮﻃﺎت اﻹﺑﺎﺿﻴﺔ ،أرى
ﻣﻦ اﻻﻧﺴــﺐ ان اﻧﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﺮق رﺳــﻢ اﻟﻠﻐﺔ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﺑﺎﳊﺮوف اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻷن ﻛﻞ اﻄﻮﻃﺎت اﻻﺑﺎﺿﻴﺔ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻣﺮﻗﻮﻧﺔ ﺑﺎﳊﺮف اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻣﻊ ﲢﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﺷــﻜﻠﻪ اﻻﺻﻠﻲ ﲟﺎ ﻳﺘﻨﺎﺳــﺐ ﻣﻊ ﻧﻈﺎم ﻣﺨﺎرج اﳊﺮوف ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ ارى ﻣﻦ اﻻﻧﺴــﺐ ان اﺑﲔ ﺑﺸــﻜﻞ ﺳــﺮﻳﻊ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎت اﳋﻂ اﳌﻐﺮﺑﻲ) (1ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ،ﻻﻧﻪ ﻫﻮ اﳋﻂ اﻟﺬي ﻳﺴــﺘﻌﻤﻠﻪ ال ﻧﻔﻮﺳــﺔ ﻓﻲ ﺟﻞ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻬﻢ اﻟﻘﺪﳝﺔ.
اﳋﻂ اﳌﻐﺮﺑﻲ
ان اﳋﻂ اﻟﻨﺴــﺨﻲ اﻟﺬي ﻧﺴــﺘﻌﻤﻠﻪ اﻟﻴﻮم – ﻣﺎ اﻛﺘﺐ ﺑﻪ ﻫﻨﺎ -واﻟﺬي ﻫﻮ ﻣﻦ إﺻﻼح اﻟﻮزﻳﺮ
اﺑــﻮ ﻋﻠــﻲ ﺑﻦ ﻣﻘﻠﺔ)(2
) 328ﻫـــ( ﻣﻦ اﳋﻂ اﻟﻜﻮﻓــﻲ ،او ﺑﺎﻻﺻﺢ ﺑﺨﻂ ﻋﺎدي ﺳــﺮﻳﻊ ،ﺗﺨﻴﻠﻪ
ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻜﻮﻓﺔ واﻗﺘﺒﺴــﻮه ﻣﺒﺎﺷــﺮة ﻣﻦ اﺣــﺪ اﳋﻄﻮط اﻻراﻣﻴﺔ اﻟﻘﺪﳝــﺔ) ،(3وان ﻧﻌﺘﻪ ﺑﺎﳋﻂ اﳌﻮﻟﺪ)(4
اﻟﺬي اﻃﻠﻘﻪ اﳌﺆﻟﻔﻮن اﳌﺴﻠﻤﻮن اﻻواﺋﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺼﻨﻒ اﳉﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ،ﻳﺒﲔ
اﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻄﺎﺑﻘﺎ ً ﻟﻠﻤﺜﺎل اﻷﺻﻠﻲ ،وأﻧﻪ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺷﻜﻼً ﻣﺒﺘﻌﺪا ﻋﻨﻪ ،وﲟﺎ ان اﻻﺳﻼم واﻟﺘﺪوﻳﻦ ّ
ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴــﺔ ﻓﻲ ﺟﺒﻞ ﻧﻔﻮﺳــﺔ ،اﻗﺪم ﻣﻦ ﻫﺬه اﶈﺎوﻻت اﻻﺻﻼﺣﻴﺔ ﻟﻠﺨــﻂ اﻟﻜﻮﻓﻲ ،ﻓﻠﻘﺪ ﻧﻘﻞ اﺑﻨﺎء ﻧﻔﻮﺳﺔ ،ﻣﻦ أﻣﺜﺎل ﺑﻦ ﻣﻐﻄﻴﺮ
اﳉﻨﺎوﻧﻲ)(5
)ﺣﻲ ﺑﻌﺪ 160ﻫـ( ،اﻟﺬي درس ﺑﺎﻟﺒﺼﺮة اﳋﻂ
) (1ـ ﻳُﺴﻤﻰ اﳋﻂ اﳌﻐﺮﺑﻲ وﻳﻘﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﻧﺴﺒﺘﻪ ﻟﻠﻤﻐﺮب اﻻﺳﻼﻣﻲ وﻟﻴﺲ اﳌﻐﺮب اﻻﻗﺼﻰ ،ﻣﻊ إن اﻻﺳﻢ اﻟﺬي ﻳﺘﺪاوﻟﻪ اﳌﺆرﺧﻮن ﻫﻮ اﳋﻂ اﻟﻘﻴﺮواﻧﻲ ،وﻟﻜﻦ ﻏﻠﺐ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ اﳊﺎﺿﺮ إﺳﻢ اﳋﻂ اﳌﻐﺮﺑﻲ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻮف ﻧﻌﺘﻤﺪه ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ. ) (2ـ اﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻣﻘﻠﺔ ،اﳌﻌﺮوف ﺑﺎﻟﻮزﻳﺮ اﳋﻄﺎط. ) (3ـ ﻳﻘﻮل اﻻﺳﺘﺎذ -ﺑﻼل ﻋﺒﺪاﻟﻮﻫﺎب اﻟﺮﻓﺎﻋﻲ ،ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﳋﻂ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺗﺎرﻳﺨﻪ وﺣﺎﺿﺮه ،ص " 26اﻧﺘﻘﻠﺖ ﻫﺬه اﻻﺑﺠﺪﻳﺔ اﻟﻰ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻻراﻣﻴﺔ واﻟﻨﺒﻄﻴﺔ ﻓﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻻوﻟﻰ ﻓﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ". ) (4ـ ﻳﻘﻮل ﺑﻦ اﻟﺸﺤﻨﺔ" :واﺑﻦ ﻣﻘﻠﺔ ﻫﺬا ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ اﳋﻂ اﳊﺴﻦ اﳌﺸﻬﻮر ،وﻫﻮ أول ﻣﻦ ﻧﻘﻞ اﳋﻂ اﻟﻜﻮﻓﻲ اﳌﻮﻟﺪ إﻟﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳊﺴﻨﺔ ،وﻛﺎن ﺑﻌﺪه اﺑﻦ اﻟﺒﻮاب ،ﻓﺰاد ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﺒﻪ وﺑﻠﻎ اﻟﻐﺎﻳﺔ ﺑﻪ ".ﻣﻌﺠﻢ اﳌﺆﻟﻔﲔ، ﻋﻤﺮ رﺿﺎ ﻛﺤﺎﻟﺔ 258/7 ) (5ـ ﻫﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﳊﻤﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﻐﻄﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﺋﺠﻨﺎون ﺑﺠﺒﻞ ﻧﻔﻮﺳﺔ ﻳﻌﺘﺒﺮ اول ﻣﻦ رﺣﻞ اﻟﻰ اﳌﺸﺮق ﻟﻠﺘﻌﻠﻢ ،ﻗﺒﻞ ﺣﻤﻠﺔ اﻟﻌﻠﻢ اﳋﻤﺴﺔ وﻗﺒﻞ ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ،ﻓﺪرس ﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﺑﻲ ﻋﺒﻴﺪة ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ اﺑﻲ ﻛﺮﳝﺔ. راﺟﻊ ﻓﻲ ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ ﻣﻌﺠﻢ اﻋﻼم اﻻﺑﺎﺿﻴﺔ 835 ﻓﺎﺋﺪة ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ رأﻳﺖ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻷﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻳﺮى اﻟﺸﻴﺦ ﻋﻤﺮو اﻟﻨﺎﻣﻲ اﻟﻨﻔﻮﺳﻲ رﺣﻤﻪ اﷲ ان اﳌﺬﻫﺐ اﻻﺑﺎﺿﻴﺔ او اﻻراء اﳌﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﺟﺒﻞ ﻧﻔﻮﺳﺔ ﻗﺒﻞ ان ﻳﺠﻲ ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ اﻟﻴﻪ وﳑﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻫﺬا اﻻﺣﺘﻤﺎل ﻫﻮ ذﻫﺎب ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻟﻠﺒﺼﺮة ﻟﺘﻠﻘﻲ ﻣﺒﺎدئ اﳌﺬﻫﺐ ﻗﺒﻞ ﻣﺠﻴﺌﻪ .راﺟﻊ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺮاﺋﻊ اﻻراء اﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﻋﻨﺪ اﻻﺑﺎﺿﻴﺔ ﺣﺘﻰ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﻬﺠﺮي ،ﺑﻦ درﻳﺴﻮ ص 50
-3-
اﻟﻜﻮﻓﻲ اﻻول ،ﻗﺒﻞ إﺟﺮاء ﺑﻦ ﻣﻘﻠﺔ اﻻﺻﻼﺣﺎت اﳌﻌﺮوﻓﺔ ﻋﻠﻴﻪ. ﻓﺎﳋﻂ اﻟﻜﻮﻓﻲ ﻣﻌﺮوف ﺑﺼﻼﺑﺔ ﺧﻄﻮﻃﻪ
وإﻣﺘﺪادﻫﺎ(1)،
واﻧﻌﺪام اﻟﺘﻨﻘﻴﻂ ،وﻧﺤﻮﻫﺎ ﳑﺎ ﻫﻮ
اﻟﻘﺪﱘ(2)،
ﻗﺒﻞ ان اﺟﺮى اﻟﻌﻠﻤﺎء اﳌﻐﺎرﺑﺔ أي
ﻣﻌﺮوف ﻓﻲ ﺑﺎﺑﻪ ،وﻫﻲ ﻧﻔﺲ ﳑﻴﺰات اﳋﻂ اﳌﻐﺮﺑﻲ
اﺻﻼﺣﺎت ﻋﻠﻴﻪ (3)،وﻫﻲ إدﺧﺎل اﻟﻨﻘﻄﺔ ﻓﻮق اﻟﻘﺎف – أي ﻧﻘﻄﺔ واﺣﺪة ـ } ﻓـ { واﻟﻔﺎء ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻦ اﺳﻔﻞ } ٠ﻓـ { ،وﻻﻳﻮﺟﺪ ﻫﻤﺰة ﻋﻠﻰ اﻻﻟﻒ } ا { وﻻ اﻟﻴﺎء } ﻳـ { او اﻟﻮاو }ـﻮ{ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻓﻲ
وﺳــﻂ اﻟﻜﻠﻤﺔ ،وﻻ ﺗﻮﺿﻊ اﻟﻬﻤﺰة ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎف } ﻛـ { ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ ،وأزاﻟﻮا اﻟﺘﻨﻘﻴﻂ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻜﻠﻤﺎت ،واﻟﺘﻲ ﻣﻴﺰوا ﺣﺮوﻓﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﳑﻴﺰ ﻟﻨﻬﺎﻳﺘﻬﺎ. ﺳــﺒﺐ ﻋﺪم وﺿﻊ اﻟﻬﻤﺰة ﻋﻠﻰ اﳊﺮوف راﺟﻊ ﻓﻲ ﻇﻨــﻲ اﻟﻰ ﻛﻮن اﻟﻠﻐﺔ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻻﺗﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻤﺰة ﻗﺎﻃﻌﺔ (4)،وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻔﺴــﺮ ﻓﻲ ﻧﻈﺮي ﺗﺒﻨﻲ ﻛﻞ ﻣﺘﺤﺪﺛﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ رواﻳﺔ ورش اﳌﺴﻬﻠﺔ اﻟﻬﻤﺰ (5)،ﻟﺘﻄﺎﺑﻘﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﺨﺎرج اﳊﺮوف ﻟﺪﻳﻬﻢ. ) (1ـ راﺟﻊ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻛﺘﺎب دﻟﻴﻞ ﺗﻄﻮر اﳋﻂ اﻟﻌﺮﺑﻲ ص 21-17ﻣﺎ ﻳﻠﻲ "وﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﳋﻂ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺘﻪ ﻧﻮﻋﲔ اﺣﺪﻫﻤﺎ اﳌﺒﺴﻮط وﻫﻮ اﳌﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻟﻴﺎﺑﺲ وﳝﻴﻞ اﻟﻰ اﻟﺘﺮﺑﻴﻊ وﻫﻮ اﻻﺻﻞ ﻓﻲ اﳋﻂ اﻟﻜﻮﻓﻲ ،وﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻘﺮآن واﺧﺒﺎر اﳌﻠﻮك واﳌﻜﺎﺗﺒﺎت اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ واﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﻬﺎﻣﺔ ،وﺛﺎﻧﻴﻬﻤﺎ وﻫﻮ اﳌﻘﻮر اﳌﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻟﻠﲔ اﻟﻰ اﻻﺳﺘﺪارة ،وﻫﻮ اﻻﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﺴﺦ وﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ واﻻﻏﺮاض اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ واﳌﺬﻛﺮات اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ". ) (2ـ راﺟﻊ ﻓﻲ ﻫﺬا رﺳﺎﻟﺔ أﻫﻞ ﻧﻔﻮﺳﺔ اﻟﻰ اﻹﻣﺎم ﻋﺒﺪ اﻟﻮﻫﺎب ،وﻫﻲ ﻣﺨﻄﻮﻃﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻘﻄﺔ ﲢﻤﻞ رﻗﻢ 121ﺑﺎﳌﻜﺘﺒﺔ اﻟﺒﺎروﻧﻴﺔ ،ﲤﻠﻚ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﺎواﻟﺖ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻨﻬﺎ. ) (3ـ ﻳﺮى O. Houdasﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﺔ Essai sur l'Ecriture Maghrébineاﳌﻨﺸﻮر ﻓﻲ Nouveaux Mélanges Orientaux Sept 1886ان اﳋﻂ اﳌﻐﺮﺑﻲ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺻﻨﻴﻊ اﳌﻐﺎرﺑﺔ اﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﻇﺮوف ﻣﺘﻌﺪدة ادت إﻟﻰ ﺑﺮوزه ﺑﻬﺬا اﻟﺸﻜﻞ ،ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﺮأي اﻟﺴﺎﺋﺪ اﳌﻘﺘﺒﺲ ﻣﻦ ﺑﻦ ﺧﻠﺪون ان اﳋﻂ اﳌﻐﺮﺑﻲ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ اﻻﻧﺪﻟﺴﻴﲔ، وﻣﻦ اﻫﻢ اﻟﻨﻘﺎط اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﺠﻴﺞ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻄﺘﻪ ﻫﺬه ﻫﻲ ان اﳋﻂ اﻻﻧﺪﻟﺴﻲ ﻣﺎزال ﻣﺘﺪاوﻻ رﻏﻢ وﺟﻮد اﳋﻂ اﳌﻐﺮﺑﻲ ﺑﺈﺳﻤﲔ ﻣﺘﻘﺎﺑﻠﲔ ﳑﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ ان اﳌﻐﺎرﺑﺔ ﻳﻌﺘﺒﺮون ﺧﻄﻬﻢ ﻏﻴﺮ اﳋﻂ اﻻﻧﺪﻟﺴﻲ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﺷﺘﺮاﻛﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻧﻮاﺣﻲ ﻋﺪﻳﺪة ،وﻫﻮ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺮأي -وأﻧﺎ أواﻓﻘﻪ -ﻣﺎ ﻧﻘﻠﻪ ﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻪ. ﻧﺺ ﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﻓﻲ اﳌﻘﺪﻣﺔ ﻫﻮ " :وﻏﻠﺐ ﺧﻄﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﳋﻂ اﻻﻓﺮﻳﻘﻲ وﻋﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ وﻧﺴﻲ ﺧﻂ اﻟﻘﻴﺮوان واﳌﻬﺪﻳﺔ" اﳌﻘﺪﻣﺔ ص 295وﻛﻼم ﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﻫﺬا ﻳﺪل دﻻﻟﺔ واﺿﺤﺔ ان ﻫﻨﺎك ﺧﻄﺎن اﻧﺪﻟﺴﻲ وﻗﻴﺮواﻧﻲ. وﻓﻲ اﺷﺘﻘﺎق اﳋﻂ اﳌﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ اﻟﻜﻮﻓﻲ ﻳﻘﻮل ﺑﺎﺳﻢ داﻧﻮن ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻣﻦ اﻓﺎق اﳋﻂ اﻟﻌﺮﺑﻲ "اﳋﻂ اﳌﻐﺮﺑﻲ ﻛﺎن ﻳﺴﻤﻰ ان ذاك ﺑﺎﳋﻂ اﻟﻘﻴﺮاواﻧﻲ...ﻧﻼﺣﻆ ان اﳋﻂ اﳌﻐﺮﺑﻲ اﻟﺬي اﺷﺘﻖ ﻓﻲ اﻻﺻﻞ ﻣﻦ اﳋﻂ اﻟﻜﻮﻓﻲ اﻛﺜﺮ ﻣﻴﻼ اﻟﻰ اﻻﺳﺘﺪارة واﺷﺪ ﻟﻴﻨﺎ ﻣﻦ اﻻﺻﻞ اﻟﺬي ﺧﺮج ﻣﻨﻪ" ص 60 ) (4ـ اﻗﺼﺪ ﻓﻲ اﻟﻨﻄﻖ ،وإﻻ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺗﻮﺟﺪ ﻟﺘﻌﻄﻲ اﳊﺮف ﻧﻄﻘﺎ ﺻﺤﻴﺤﺎ راﺟﻊ ﻓﻲ ﻫﺬا :ﻣﺤﻤﺪ ﺷﻔﻴﻖ اﳌﻌﺠﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻲ ص ، 21ودروﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻟﻬﺠﺔ ﻧﻔﻮﺳﺔ ﻓﻲ ﺻﻔﺤﺎت ﺗﺎواﻟﺖ. ) (5ـ ﻳﻘﻮل اﻻﺳﺘﺎذ ﻣﺤﻤﺪ ﺷﻔﻴﻖ ﻓﻲ ﻣﻌﺮض ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻦ اﻧﻌﺪام اﻟﻬﻤﺰة اﻟﻘﺎﻃﻌﺔ ﻟﺪى اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﲔ "ﻟﻢ ﺗﺒﻨﻰ اﳌﻐﺎرﺑﺔ ﻗﺮاءة ورش ﺑﺎﻷوﻟﻮﻳﺔ" ـ اﻟﺪارﺟﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﺠﺎل ﺗﻮارد ﺑﲔ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻳﻜﻦ ﺑﺎﳌﺼﺎدﻓﺔ ان ّ ص 17
-4-
ﻣﺤﻮر، ﻫــﺬا ﻋﻦ اﳋﻂ اﳌﻐﺮﺑﻲ ،اﻣﺎ ﻋﻦ اﳋﻂ اﳌﻐﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻠﻐﺔ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻓﻬﻮ اﻳﻀﺎ ﱠ
ﻻ ﻓﻲ وﻓﻲ اﳊﻘﻴﻘﺔ ﻟﻢ ﺗﻮﺿﻊ ﻗﻮاﻋﺪ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻠﻐﺔ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﺑﺎﳋﻂ اﻟﻌﺮﺑﻲ ا ّ اواﺧﺮ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸــﺮ ﻋﻠﻰ ﻏﺮار ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻠﻐﺔ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴــﺔ ﺑﺎﳊﺮف اﻟﻼﺗﻴﻨﻲ .ﻏﻴﺮ ان اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻠﻐــﻮي اﻟﻬﻮﻟﻨــﺪي) Nico Van Den Boogert (1ﻳــﺮى "ان اﻟﺸــﻮاﻫﺪ واﻻدﻟــﺔ اﳌﺘﻜﺮرة ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ اﻟﻘﺪﱘ ﺗﻔﻴﺪ ﺑﺄن اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ اﻟﻘﺪﳝﺔ ﻟﻬﺎ ﻗﻮاﻋﺪ ﻣﺤﺪدة" .وإن ﻟﻢ ﺗﺼﻞ إﻟﻴﻨﺎ أي ﻛﺘﺎﺑﺎت ﺑﺸﺄن اﻟﺘﻘﻌﻴﺪ اﻟﺬي أﺳﺘﺨﺪﻣﻪ اﻟﻘﺪاﻣﻰ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﺑﺎﳋﻂ اﻟﻌﺮﺑﻲ. ﻋﻠــﻰ أي ﺣــﺎل ﻓﻜﺘﺎﺑﺔ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﺑﺎﳋﻂ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺬي ﻧﻌﺮﻓﻪ اﻟﻴﻮم ﻫﻮ ﻣﻦ إﺑﺪاع وﺗﻨﺴــﻴﻖ )اﳉﻤﻌﻴــﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴــﺔ ﻟﻠﺒﺤــﺚ واﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺜﻘﺎﻓــﻲ( ،ﺑﺎﳌﻐــﺮب اﻻﻗﺼﻰ ﻋﻠﻰ ﻏــﺮار اﻄﻮﻃﺎت اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴــﺔ ﻋﻨﺪﻫــﻢ(2)،
)ﺋﺮاﺗﻦ() (3ﺷــﻴﺌﺎ ﻣﺎ ﻟﺘﺘﻨﺎﺳــﺐ ﻣﻊ اﻟﺒﺤﻮث وﺣﻮرت ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ّ
اﻟﻠﺴــﺎﻧﻴﺔ اﳌﻌﺎﺻــﺮة ﻟﻠﻐﺔ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴــﺔ ،وﺗَ َﺒ َﻨﻰ ﻫﺬه اﻟﻘﻮاﻋﺪ ﻣﻊ ﺷــﻴﺊ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ اﺳــﺘﺎذ
اﻟﻠﺴﺎﻧﻴﺎت اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺷﻔﻴﻖ ،ﻓﻲ ﻣﻌﺠﻤﻪ اﳌﻌﺮوف ﺑﺎﳌﻌﺠﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻲ ،وﻟﻜﻦ اﻟﺬي ﻳﻬﻤﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ: ﻛﻴﻒ ﻛﺘﺐ أﻣﺎزﻳﻎ ﺟﺒﻞ ﻧﻔﻮﺳﺔ؛ وﺑﺎﻻﺧﺺ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت اﻻﺑﺎﺿﻴﺔ ،اﻟﻠﻐﺔ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﺑﺎﳋﻂ اﳌﻐﺮﺑﻲ اﶈﻮر ؟
ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻣﺨﺎرج اﳊﺮوف ﻟﺪى ﻧﻔﻮﺳﺔ
ﻓــﻲ اﳊﻘﻴﻘﺔ ﺗﺰﻳﺪ اﻟﻠﻐــﺔ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ )ﻟﻬﺠﺔ ﻧﻔﻮﺳــﺔ( ﻋﻦ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺤﺮﻓــﲔ إﺛﻨﲔ وﻫﻤﺎ:
اﻟﮕﺎء اﳌﻌﻜﻮﻓﺔ ،واﻟﮋاي اﳌﻔﺨﻤﺔ ،ﻓﺎﻻوﻟﻰ ﺗﻨﻄﻖ ﻣﺎﺑﲔ اﻟﻘﺎف واﳉﻴﻢ)(4 اﻟﺰﻳــﻦ واﻟﻈﺎء اﳌﻌﺠﻤﺔ(5)،
واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻨﻄﻖ ﻣﺎﺑﲔ
وﻓﻲ ﻫﺬا ﻻﻧﺮى أي ﻣﻦ اﳌﺆﻟﻔﲔ اﻟﻘﺪاﻣﻰ ﳝﻴﺰون ﻫﺎذﻳﻦ اﳊﺮﻓﲔ ﺑﺄي
) (1ـ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﳌﻌﻨﻮن e Berber Literary Tradition of the Sous ) (2ـ ﺳﻮف اﻓﺮد ﺑﺤﺜﺎ ﻓﻲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺮﻳﺐ ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﺎﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ واﳌﻐﺮب واﳉﺰاﺋﺮ ﻋﺒﺮ اﻟﻌﺼﻮر. ) (3ـ راﺟﻊ ﻣﺠﻠﺔ اﻣﻮد اﻟﻌﺪد اﻻول ،اﳉﻤﻌﻴﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ واﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ. ) (4ـ ﺑﺤﺎل اﳉﻴﻢ اﳌﺼﺮﻳﺔ. ) (5ـ ﻫﻲ زﻳﻦ ﻣﻔﺨﻤﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻨﺎ زﻟﻴﻄﻦ وزﺑﻂ وﻧﺤﻮﻫﻤﺎ.
-5-
ﻋﻼﻣﺔ ﳑﻴﺰة ،اﻻ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻧﺬر ،ﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺸﻤﺎﺧﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﺴﻴﺮ ،ﻳﻜﺘﺐ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺎژﻣﻴﻂ) (1ﺑﻀﺎء ﻓﻲ داﺧﻠﻬﺎ زﻳﻦ ،وﻫﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻪ ،وﻟﻸﺳــﻒ اﻟﺸــﺪﻳﺪ ﻛﻞ ﻣﻦ اﺧﺮج اﻟﻜﻨﻮز اﻻﺑﺎﺿﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ اﻄﻮﻃﺎت اﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ اﳌﻄﺒــﻮع ﻻ ﻳﻌﻴﺮون أي اﻫﺘﻤــﺎم ﻟﻬﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ(2).
اﻣﺎ اﻟﻘﺎف اﳌﻌﻘﻮﻓــﺔ ﻓﻼ ﳝﻴﺰوﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ
اﻋﻠﻢ ﺑﺄي ﻋﻼﻣﺔ ﳑﻴﺰة ﺳــﻮى ﻣﺎ ﻧﻘﻠﻪ اﳌﺘﺄﺧﺮون(3)،
ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﺨﻄﻮﻃﺎﺗﻬﻢ وﻻ اﺣﺴــﺒﻪ اﻻ
ﺗﻘﻠﻴﺪ
ﻟﻠﺸــﺮﻗﻴﲔ)(4
ﻓﻲ ﺗﻌﺠﻴﻤﻬﻢ ﻟﻠﻘﺎف ،ﻟﺘﺼﺒﺢ } ﭬـ { ﻓﻮﻗﻬﺎ ﺛﻼث ﻧﻘﺎط وﻫﺬا رﲟﺎ راﺟﻊ
ﻹﻋﺘﻤﺎدﻫﻢ )أي اﳌﺘﻘﺪﻣﲔ( ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻄﻖ اﻟﺴــﻠﻴﻘﻲ ﻟﻬﺬه اﻻﻟﻔﺎظ ،وﲟﺎ ان ﻛﺘﺒﻬﻢ ﻻ ﺗﺘﺪاوال اﻻ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﺮوا اﳊﺎﺟﺔ ﻓﻲ ﲤﻴﻴﺰ ﻫﺬه اﻻﻟﻔﺎظ ﺑﻌﻼﻣﺎت ﻣﻴﻴﺰة ﻟﻜﻲ ﻳﻔﻬﻤﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺤﺪﺛﻲ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ. وﻫﻨﺎك ﻃﺒﻌﺎ اﻟﺘﺸﺪﻳﺪ واﻟﻬﻤﺰ واﻻف اﳌﻜﺴﻮرة ،وﻧﺤﻮﻫﺎ ﳑﺎ ﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﻣﺠﺎل ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻪ.
ﻟﻠﺠ ِ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻬﻢ ﻤﻞ )(Transcription ُ
اﳊﻘﻴﻘــﺔ ﻟﻢ ﻳﺘﺒﻊ اﻟﻨﻔﻮﺳــﻴﲔ ﻓﻲ ﻫــﺬا أي ﻗﺎﻋﺪة اﻳﻀــﺎً ،ﺑﻞ ﻛﺘﺒﻮا ﺑﻄﺮق ﻏﻴﺮ ُﻣﻨﺴــﻘﺔ
)ﻏﻴﺮ ُﻣﻘﻌﺪة( ،ﻓﺘﺮاﻫﻢ ﻳﺮﺑﻄﻮن اﳊﺎل ﺑﺎﻟﻀﻤﻴﺮ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،واﺣﻴﺎﻧﺎ اﺧﺮى ،ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﳉُﻤﻞِ اﺳــﻢ اﻻﺷــﺎرة ﺑﺎﳊﺮف واﻻﺳــﻢ وﻧﺤﻮﻫﺎ ،ﳑﺎ ﺳﻮف ﻧﺸــﺎﻫﺪ ﻓﻲ اﻻﻣﺜﻠﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ،وﳑﺎ ﻳﻠﻔﺚ اﻻﻧﺘﺒﺎه
اﻳﻀﺎ ﺗﺨﺼﻴﺼﻬﻢ اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﻓﻲ ﺟﻞ اﻻﺣﻮال ،ﻣﻊ ان اﻟﻠﻐﺔ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻻ ﺗﻘﺘﺪي اﳌﺪ ،ﻓﺘﺮاﻫﻢ ﻳﺸﻜﻠﻮن اﻟﻜﻠﻤﺎت وﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ وﺣﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻠﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻟﺘﻤﻴﻴﺰﻫﺎ. ) (1ـ راﺟﻊ اﻟﺴﻴﺮ ﻣﺨﻄﻮط ورﻗﺔ ،64وﻫﺬا ﻓﻲ اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﻬﺎ اﻟﺸﻤﺎﺧﻲ ﺑﻴﺪه أﻣﺎ اﻟﻨﺴﺎخ ﻣﻦ ﺑﻌﺪه ﻓﻠﻘﺪ اﻫﻤﻠﻮا ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ اﻋﻠﻢ. ) (2ـ ﻣﻌﻀﻢ ﻫﺬه اﻄﻮﻃﺎت ﰎ ﻃﺒﺎﻋﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ ﻓﻲ اﻳﺎم اﳌﻄﺒﻌﺔ اﻟﺒﺎروﻧﻴﺔ وﻻﺳﺒﺎب ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻓﻲ وﻗﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻮف ﺿﻴﺎع ﻫﺬا اﳌﻮروث وﻧﺤﻮﻫﺎ. ) (3ـ ﺧﻴﺮ ﻣﺜﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻫﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻴﻤﺎن ﺑﺎﺷﺎ اﻟﺒﺎروﻧﻲ ﻓﻲ اﻷزﻫﺎر اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ،واﻟﺸﻴﺦ ﺑﺮاﻫﻴﻢ ؤ ﺳﻠﻴﻤﺎن اﻟﺸﻤﺎﺧﻲ ﻓﻲ ﺋﻐﺎﺳﺮا د ﺋﺒﺮﻳﺪن. ) (4ـ إﺷﺘﻘﺎق اﻟﻜﺎف اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺎف ﻻ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﻟﺴﺒﺒﲔ ،اوﻟﻬﻤﺎ ان اﻏﻠﺐ اﻟﮕﺎءات اﳌﻌﻘﻮف ﻫﻲ ﲢﺮﻳﻒ ﻣﺮﻓﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﻠﻜﺎف ﻣﺎﺑﲔ اﻟﺸﲔ واﻟﻴﺎء وﻻزاﻟﺖ ﺗﻨﻄﻖ ﻋﻨﺪ ﺳﻜﺎن اﻷﻃﻠﺲ اﳌﺘﻮﺳﻂ ﻓﻲ اﳌﻐﺮب اﻷﻗﺼﻰ ،واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻫﻮ أن اﻟﻘﺎف اﳌﺜﻠﺜﺔ اﳌﺸﺮﻗﻴﺔ ﲢﺮﻳﻒ ﻣﻦ اﻟﻘﺎف ﻓﻬﻲ ﺗﺴﺘﻘﻴﻢ ﻋﻨﺪﻫﻢ وﻻ ﺗﺴﺘﻘﻴﻢ ﻓﻲ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ،ﻹﺧﺘﻼف اﳌﺼﺪر.
-6-
ﻣﺜﺎل ﳉﻤﻠﺔ اﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺴــﻘﺔ ،ﻣﻊ اﻋﻄﺎء اﻣﺜﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻧﻔﺲ اﳉﻤﻠﺔ ،وﻫﻲ ورﻗﺔ 34ﻣﻦ اﻄﻮط اﻟﺬي ﻧﺤﻦ ﺑﺼﺪد اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻨﻪ ﺑﺈﺳﻬﺎب ﻻﺣﻘﺎ:
وذﻛﺮ ان رﺟﻼ ﺗﻔﻘﺪ اﻟﻘﺘﻼ ﻟﻴﻼ ﻳﺮا ان ﻛﺎن اﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﳝﺖ ﻓﺴﻤﻊ ﻗﺎﻳﻼ ﻳﻘﻮل:
ﻴﻠﻲ) (1ﻳ ْﻔ َﺘﺎ ِ ﻋﻤﺮو اﻟ َﻨ ِ ﺲ ﺗﺮﺟﻠﲔ. ﻼل إِﻳَ ْﻮﻃﺎ ْ أوِ ْﻳ َ اﻟﻌﺰ ّﻧ ْ أم َو ْﻳ ْ ﻤ ِ ْ ﻨﻐ ْﻦ اﺑﻮ ُ ﻚ ْ َ أﻓ َﺘﺎﻧ َﺘ ْ
ﺴ ِﻨﻴﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻫﻲ ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ: اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ وﻓﻖ اﳌﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﻠُ ُ
ﻟﻌﺰ ّﻧﻚ ،أم وي ﻻل أﻳـ ؤﻃﺎ ﻓﺘﺎﻧﺖ ـﺎس ﺗﺮﮔﺎﻟﲔ. أ وي ﻧﻐﻦ أﺑﻮ ﻋﻮﻣﺮ ّﳕﻴﻠﻲ ﻳﻔﺘﺎ ّ
ﻻﺣﻆ وﻗﺎرن ﺑﲔ اﳉﻤﻠﺘﲔ ،ﻓﺎﳉﻤﻠﺔ اﻻوﻟﻰ ﲢﻮي ﻛﻞ ﻣﺎ ذﻛﺮﻧﺎه ﺳﺎﺑﻘﺎً ،ﻓﺠﻤﻠﺔ )ا وي ﻧﻐﻦ(
اﺻﻠﻬــﺎ ﺛﻼث ﻛﻠﻤــﺎت ،اﻻوﻟﻰ ﻳﺎء اﻟﻨﺪاء ﻓــﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻫﻲ أ ،واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ وي ﲟﻌﻨﻰ ﻫﺆﻻء إﺳــﻢ
ﻨﻐ ْﻦ وﻫﺬا اﺷــﺎرة واﻟﺜﺎﻟﺜــﺔ ﻧﻐﻦ ﻓﻌﻞ ﲟﻌﻨﻰ ﻗﺘﻠﻮا ،وﺿﻌﻮﻫﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﻓــﻲ ﻛﻠﻤﺔ واﺣﺪة أوِ ْﻳ َ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﳉﻤﻠﺔ.
إذا ً ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻗﺮاءة اﻄﻮﻃﺎت اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﲟﻜﺎن ،وﻻ ﻳﺠﺐ ان ﻳﺨﻮض ﻓﻴﻬﺎ اﻻ ﻣــﻦ ﲤﺮس ﻓﻲ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻠﻐــﺔ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ،وﻳﺠﺐ ان ﻳﻜﻮن اﶈﻘﻖ ﻋﻠﻰ دراﻳﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﺑﺎﳋﻂ اﳌﻐﺮﺑﻲ واﺻﻮﻟﻪ. وﺧﻴﺮ ﻣﺜﺎل ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺪام ﻫﺬا اﻻﺳﻠﻮب ﻓﻲ اﻟﺘﺸﻜﻴﻞ واﻟﻜﺘﺎب وﻟﻮ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺔ اﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ) (1ـ ﻳﺒﺪو ﻟﻲ ان ﻫﺬه اﻟﻌﺒﺎرة راﺟﻌﺔ ﻟﻠﻘﺮن اﳋﺎﻣﺲ اﻟﻬﺠﺮي ،وذﻟﻚ ﻷن أﺑﻮ ﻋﻤﺮو اﻟﻨﻤﻴﻠﻲ اﻟﺰواﻏﻲ ﺗﻮﻓﻲ ﺳﻨﺔ 431ﻫـ ﻗﺘﻠﻪ ﺑﻨﻮ وﺗﺮان زوﻳﻠﺔ ﺟﻴﺶ اﳌﻌﺰ ﺑﻦ ﺑﺎدﻳﺲ اﻟﺼﻨﻬﺎﺟﻲ.
-7-
اﻟﻨﺺ ،ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻨﻘﻠﻪ اﳌﺆﻟﻒ ﻣﻦ اﺳــﻤﺎء اﻻﻋﻼم اﻻﺑﺎﺿﻴﺔ اﻟﻨﻔﻮﺳــﻴﲔ ﳑﻦ ﻟﻬﻢ واﺣــﺪة ﻓــﻲ ّ اﺳﻤﺎء اﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ وﻛﻴﻒ ﻳﻔﺮدﻫﺎ ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﻳﺔ واﻟﺘﺸﻜﻴﻞ. اﻄﻮط ورﻗﺔ 39وورﻗﺔ : 40
أن ﮔﻠﻤﺎم اﳌﻌﺮوف ﺑﺈﺑﻦ ﺋﺰرزر ﺑﺎع ﺷﺎة ﻟﻪ ﺑﺄرﺑﻌﺔ ...ﺋﺰرزر ﻛﻠﻤﺔ اﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ اﻟﻐﺰال. ّ
وﻓﻲ اﳉﻤﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻴﻬﺎ ﺳــﻌﺪ ﺑﻦ ﺗﻴﻔﺎو) (1ﻓﻲ ﻣﺴــﺎﻟﺔ اﻟﺜﻮر اﻟﺬي اﻛﻞ ﻟـ وارﺳﻔﻼس ﻣﺎ
اﺧﺬ ...ﻓﺈﺳــﻢ ﺗﻴﻔﺎو اﻣﺎزﻳﻐﻲ ﻳﻌﻨﻲ اﳌﻨﻴﺮ أو اﳌﻀﻲء ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻻﺳــﻢ اﳌﺘﺪاول ﺳﻴﻔﺎو ﻣﻦ
ﺻﻴﻐﺔ اﻟﺘﻔﻌﻴﻞ ﻳﻴﻔﺎو.
وارﺳـﻔﻼس) (2اﺳــﻢ اﻣﺎزﻳﻐﻲ اﺧــﺮ ﻟﻢ اﲤﻜﻦ ﻣﻦ ﲢﺪﻳــﺪ ﻣﻌﻨﺎه اﻻ ان وار ﻓﻲ اﻻﺳــﻤﺎء
اﻻﻣﺎزﻳﻐﻲ ﺗﺄﺗﻲ داﺋﻤﺎ ﲟﻌﻨﻰ دﻓﻊ اﻟﻀﺪ). (3
ُ ِ ﻴﺐ ﺑﺎﻟﺸــﺒﺎب اﻻﻣﺎزﻳﻐﻲ ان ﻳﻬﺘﻤــﻮا وﻳﻌﺘﻨﻮا ﺑﺎﳌﺆﻟﻔﺎت اﻻﺑﺎﺿﻴﺔ، ﻫﻨﺎ اﻏﺘﻨﻢ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻷﻫ َ ) (1ـ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺗﻴﻔﺎو ،واﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﻜﺘﺐ ﻳﻴﻔﺎو واﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﻏﻴﺮ ان اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﲡﻌﻞ اﻻﺳﻢ ﻣﺒﻨﻲ ﻟﻠﻤﺠﻬﻮل" ،ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻘﺮن اﳋﻤﺲ اﻟﻬﺠﺮي ،ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺣﻠﻘﺔ ﻋﻠﻢ ﻓﻲ اﻣﺴﻨﺎن ﺑﺠﺒﻞ ﻧﻔﻮﺳﺔ" ،ﻣﻌﺠﻢ اﻋﻼم اﻻﺑﺎﺿﻴﺔ 375 ) (2ـ إﻣﺎم ﻣﻦ أﺋﻤﺔ اﳉﺒﻞ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ وﻳﻐﻮ ﺗﻮﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻒ اﻻول ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﳋﺎﻣﺲ اﻟﻬﺠﺮي ،ﻳﺤﺪث ﻋﻨﻪ اﻧﻪ اﻋﺘﻜﻒ ﻋﻠﻰ ﻗﺮاءة اﻟﻜﺘﺐ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻗﺼﺮ ؤﻟﻢ ﺑﺠﺒﻞ ﻧﻔﻮﺳﺔ إﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ ﻳﻄﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ ،ﻣﻌﺠﻢ اﻋﻼم اﻻﺑﺎﺿﻴﺔ 964 ذﻛﺮ ﻫﺬا اﻹﺳﻢ Lewickiﻓﻲ ﲢﻘﻴﻘﻪ ﻄﻮﻃﺔ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺷﻴﻮخ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﻧﻔﻮﺳﺔ ،وﻗﺎر َ َن ﺑﲔ ادات اﻻﺑﺘﺪاء وار ﻓﻲ اﺳﻤﺎء ﻋﺪﻳﺪة ﻓﻲ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻓﺮاﺟﻌﻪ ﻓﻬﻮ ﺑﺤﺚ ﻗﻴﻢ ﺑﻌﻨﻮان Stuia Ibadyckie Polonoco-Afrykanskie, 1955 pp. 45ﻟﻘﺪ ﺗﺮﺟﻤﻨﺎ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﺎواﻟﺖ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ وﺳﻮف ﻧﺨﺮﺟﻪ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻛﺘﻴﺐ ﺗﺒﺎﻋﺎ ً. ) (3ـ ﻣﺤﻤﺪ ﺷﻔﻴﻖ ،ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ اﻟﻠﻐﺔ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ص 17
-8-
اﳌﻄﺒﻮﻋﺔ واﻄﻮﻃﺔ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻟﻴﺨﺮﺟﻮا ﻟﻨﺎ ﺗﺮاﺛﻨﺎ ﺳﻮاء ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ،أو اﺳﻤﺎء اﻻﻋﻼم اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴــﺔ اﻟﺘــﻲ ﻣﺎ ﻋــﺎدت ﻣﺘﺪاوﻟﺔ ،أو ﺣﺘــﻰ ﻓﻲ اﺳــﻤﺎء اﻻﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻓــﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻟﻠﺘﻼﺷﻲ.
اﻄﻮط اﳌﺰﻣﻊ اﺳﺘﺨﺮاج اﻟﻔﺎظ اﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ دﻳﻨﻴﺔ ﻣﻨﻪ
اﳊﻘﻴﻘﺔ اول ﻣﻦ اﻟﻘﻰ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﳌﺴــﺄﻟﺔ ﻫﻮ اﳌﺘﺸــﺮق اﻟﺒﻮﻟﻨﺪي T. Lewickiﻓﻲ
ﺑﺤﺚ ﻟﻪ ﺑﻌﻨﻮان Biographies de Wisyaniوﻗﺎم اﳌﺴﺘﺸــﺮق اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ Motylinski 1905 ﺑﻨﻘﻞ ﻫﺬه اﻟﻨﺼﻮص ﺑﺨﻂ ﻳﺪه ،وﻗﺎم ﻣﻦ ﺑﻌﺪه اﻻﺳــﺘﺎذ Ouhami Ould-Brahamﺑﻨﻘﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻣــﺎ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟــﺔ واﺣﺪة ﺑﻌﻨــﻮان Sur Une Chronique Arabo-Berbere Des Ibadites Medievauxوﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻫﺬا ﻓﻼ اﳌﺴﺘﺸــﺮﻗﲔ وﻻ اﻟﺴﻴﺪ Ouhamiﻧﻔﺴﻪ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﺺ ،او ﺣﺘﻰ اﻋﺎدة ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻨﺺ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﲡﺐ ان ﺗﻜﻮن ﻋﻠﻴﻪ .ﻛﻞ ﻣﺎﻗﺎﻣﻮا ﺑﻪ ﻫﻮ ﻧﻘﻞ اﻟﻨﺺ ﻧﻔﺴــﺔ ،وﲢﺪﺛﻮا ﻋﻦ اﳌﺆﻟﻒ ،وﺗﺎرﻳﺦ اﳌﺬﻫﺐ اﻻﺑﺎﺿﻲ ﻓﺤﺴــﺐ .وﻟﻬﺬا رأﻳﺖ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻻﻧﺴــﺐ أن أﺑﺘﺪئ ﺑﻬﺬا اﻄﻮط ﻓﻲ ﺳﻠﺴــﻠﺔ دراﺳــﺎﺗﻲ ﻋﻦ اﻟﻠﻐــﺔ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻓﻲ أدﻋﻲ أن أﻛﻮن أول ﻣــﻦ ﻛﺘﺐ ﻓﻲ اﻻﻟﻔﺎظ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ اﻟﻜﺘــﺐ اﻻﺑﺎﺿﻴــﺔ ﻗﺪﳝﻬﺎ وﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ،وﻻ ّ
زراد ،ﺑﺤﺚ راﺋﻌﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺗﻔﺴــﻴﺮه اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﻓﻬﺬا اﳌﻮﺿﻮع اﻓﺮد ﻟﻪ اﻻﺳــﺘﺎذ ﻛﻤﺎل ﻧـ اﻳﺖ ّ
ﻋﻢ و ﺗﺒﺎرك {) ، (1ﻛﻤﺎ ﺧﺮج ﻣﺆﺧﺮا ﺗﻔﺴﻴﺮا ﻛﺎﻣﻼ ﻟﻠﻘﺮآن اﻟﻜﺮﱘ ﺑﺎﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻟﻠﺠﻬﺎدي ﳉﺰﺋﻲ } ّ ﺣﺴــﲔ (2)،ﻓﻤﺤﺎوﻟﺘﻲ ﻫﺬه ﻟﻴﺴــﺖ ﺗﻜﺮار ﳌﺎ ﻗﺎم ﺑﻪ اﻟﺴﻴﺪان اﻻﻧﻒ ذﻛﺮﻫﻤﺎ ،ﺑﻞ ﻫﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ
ﻟﻔﺘــﺢ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻣﺎم دراﺳــﺎت اﻋﻤــﻖ وأوﻓﺮ ﻟﻠﻬﺠﺔ اﻟﻨﻔﻮﺳــﻴﺔ ﻣﻦ ﺧــﻼل ﻣﻮروﺛﻬﺎ اﻄﻮط، وﻛﺬﻟﻚ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻔﻬﻢ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﳌﻮرﻓﻮﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻟﻠﻐﺔ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻟﻬﺠﺔ ﻧﻔﻮﺳﺔ. اﻟﻨﺺ اﳌﺰﻣﻊ دراﺳﺘﻪ ﻫﻮ ورﻗﺘﺎن 293 – 292وﺟﺰء ﻣﻦ ورﻗﺘﲔ رﻗﻢ 278 - 277ﻣﻦ ﻣﺨﻄﻮط ﺑﻌﻨﻮان دﻳﻮان اﻻﺷــﻴﺎخ او اﳌﺸﺎﺋﺦ أﻋﺎرﻧﻴﻪ اﻟﺴﻴﺪ اﻷﺳﺘﺎذ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﺒﺎروﻧﻲ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﳌﻜﺘﺒﺔ اﻟﺒﺎروﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﺮﺑﺔ ،وﻫﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ 299ﺻﻔﺤﺔ ﻣﺒﺘﻮرة اﻻول واﻻﺧﺮ ، ،ﲟﻘﺎس 16 ﻓﻲ ، 20ﻣﺘﻮﺳﻂ 21ﺳﻄﺮ ﻓﻲ اﻟﺼﻔﺤﺔ ،ﻣﻜﺘﻮب ﺑﺨﻂ ﻣﻐﺮﺑﻲ واﺿﺢ ،ﲢﺖ رﻗﻢ .125 ) (1ـ Lexique religieux berbère et néologie: un essai de traduction partielle du Coranﺑﻘﻠﻢ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻲ Kamal Nait-Zerrad ) (2ـ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﱘ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ـ ﺟﻬﺎدي ﳊﺴﲔ اﻟﺒﺎﻋﻤﺮاﻧﻲ.
-9-
- 10 -
- 11 -
إﻋﺎدة ﺻﻴﺎﻏﺔ اﻟﺼﻔﺤﺘﲔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺘﲔ
...ذﻛﺮ اﻟﺸــﻴﺦ ﻋﻴﺴــﻰ ﺑﻦ ﺣﻤﺪان أن اﻟﺸﻴﺦ ﻋﻴﺴــﻰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻜﺮﺛﻲ اﳌﺼﻌﺒﻲ
رﺣﻤﺔ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻛﺘﺐ اﻟﻰ ﺷــﻴﻮخ وارﺟﻼن رﺣﻤﺔ اﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﺑﺨﻤﺲ ﻣﺴــﺎﺋﻞ أﻓﺮد أﺑﻮ ﻋﻤﺎر ﺟﻮاﺑﻬﺎ ﻣﻊ ﺟﻤﻠﺔ اﻟﺸــﻴﻮخ ،ﺳــﺎل ﻗﺎل :ﻣــﺎ اﻟﻴﻘﲔ واﻟﻘﺪر واﻟﻔﺮق ﺑﻴﻨﻬﻤــﺎ ؟ ﻗﺎل :اﻟﻴﻘﲔ ﻣﻦ اﻓﻀــﻞ اﻓﻌﺎل اﻟﻌﺒﺎد وﻗﺎل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴــﻼم اﻋﺒﺪوا اﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺿــﻰ واﻟﻴﻘﲔ ،واﻻ ﻓﻔﻲ اﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠــﻰ ﻣﺎ ﺗﻜﺮه ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻴﺮا ﻛﺜﻴﺮا ،وﻗﺎل :ﻟﻮ ازداد ﻳﻘﻴﻨﺎ ﳌﺸــﻰ ﻓﻲ اﻟﻬــﻮاء .اﻟﻘﺪر ﻓﻌﻞ اﷲ ،وﻗﺎل
ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم :ان ﺗﻮﻣﻦ ﺑﺎﻟﻘﺪر ﺧﻴﺮه وﺷﺮه اﻧﻪ ﻣﻦ اﷲ ،اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﻫﻞ ﻳﻘﺎل اﷲ أﻳﺮاد) (1ﺑﺎﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ؟ ﻓﺄﺟﺎب ﻓﻘﺎل :ﻣﺎﺳــﻤﻌﻨﺎ اﺣﺪ ﺟﻮزه ﻏﻴﺮ اﺑﻲ ﺳــﻬﻞ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨــﻪ ،وﻟﻌﻞ ﻫﺮوﺑﻬﻢ ﻋﻦ ﺟﻮازه ﻻﺷــﺘﺮاك اﻟﻠﻔﻆ ﻟﻘﻮﻟﻬــﻢ ﻟﻠﺪواﺟﻦ ﻣﻦ اﻟﺒﻬﺎﺋــﻢ ﺋﺮادن ،وﻗﻮﻟﻬﻢ ﻳﻴﺮدو ﳌــﻦ ﻳﺨﻠﻒ اﻟﻮﻋﺪ،
ﻼ. ﻳﻴﺮدي ﻓﻴﻬﺮب ﻣﻦ اﻻﺷﻜﺎل اﻟﻰ اﻟﻮﺿﻮح وﻣﻌﻨﻰ ﺷﻲء ﻣﻮﺟﻮد) (2ﺑﺎﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ﻳ ّ
واﻟﺮاﺑﻌــﺔ ﻣــﻦ ﻗــﺎل ان اﷲ ﻟﻴﺲ ﺑـ أﻳﻮش؟ ﻓﺄﺟﺎﺑــﻪ ﺑﺄن ﻣﻦ ﻗﺎل ذﻟﻚ ﻛﻤــﻦ ﻗﺎل ﻟﻴﺲ ﺑﺎﷲ وﻣﻦ ﻗﺎل اﷲ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﷲ) (3ﻓﻬﻮ ﻣﺸــﺮك ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﻣﻦ ﺣﻀﺮ :ﻟﻢ د ّرﺟﺖ اﳌﺴــﺄﻟﺔ ؟ ﻓﻘﺎل ﻟﻬﻢ: أو ﺗﺸــﻜﻮن ﻓﻲ رﺑﻜﻢ ؟ ﻓﻘﺎل ﺣﻴﻨﺌﺬ اﻟﺸــﻴﺦ أﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪاﷲ ﺑﻦ ﺳﺠﻤﻴﻤﺎن اﻟﻨﺼﺮي ﻋﻦ
أﺑــﻲ ﺳــﻠﻴﻤﺎن اﻳﻮب رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨــﻪ ،ﻣﻦ ﻗﺎل أﻳﻮش ﻫﻲ اﻟﺴــﻠﺤﻔﺎة ) ﺋﻔﻜﺮ ( اﺷــﺮك ﺑﺎﷲ اﻟﻌﻈﻴﻢ. وﺣــﺪ ﻓﻘﺎل أﻳﻮش وروي ﻋﻨــﻪ ﻋــﻦ اﺑﻲ ﻋﻤﺮو )ورﻗــﺔ (2ﻋﻦ اﺑﻲ زﻛﺮﻳﺎ ﻋــﻦ اﺑﻲ رﺑﻴﻊ ،أن ﻣﻦ ّ
ﺑﺎﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ﻓﺄﰎ اﳉﻤﻠﺔ ﻓﻬﻮ ﻣﻮﺣﺪ.
واﳋﺎﻣﺴــﺔ اﻋﻼم اﻟﺴــﺎﻋﺔ ؟ ﻓﺎﺟﺎﺑﻪ اﺑــﻮ ﻋﻤﺎر ﺑﺎن ﻗــﺎل :ﺧﻤﺲ اﺛﻨﺎن ﻣﻨﺼﻮﺻــﺎن ،واﺛﻨﺎن اﺳﺘﺨﺮاج ﻣﻦ اﻟﻨﺺ ،وﺣﺪﻳﺚ اﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ،اﻣﺎ اﳌﻨﺼﻮﺻﺎن ﻗﺎل ﻋﺰ وﺟﻞ}ﺣﺘﻰ اذا ﻓﺘﺤﺖ ) (1ـ ﻻزال ﻫﺬا اﻟﻠﻔﻆ ﻣﺘﺪاول ﻟﺪى إﺧﻮاﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﻏﺎت وﺟﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺟﻨﻮب ﻟﻴﺒﻴﺎ واﳉﺰاﺋﺮ. ) (2ـ ﺣﺬﻓﺔ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻮﺟﻮد ﻫﻨﺎ ﻟﻠﺘﻜﺮار. ) (3ـ ﻣﻘﺎرﻧﺘﻪ إﺳﻢ اﻳﻮش ﺑﺎﷲ ﻳﻌﻨﻲ ﺿﻤﻨﻴﺎ ﲡﻮﻳﺰه ﻟﻪ ،وﳑﺎ ﻳﺰﻳﺪ اﻻﻣﺮ ﺗﺄﻛﻴﺪا ان ﻣﻦ ﻗﺎﻟﻬﺎ )اﷲ ﻟﻴﺲ ﺑـ أﻳﻮش( ﺻﺎر ﻣﺸﺮﻛﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ رأي اﻻﻣﺎم.
- 12 -
ﻳﺎﺟﻮج وﻣﺎﺟﻮج {...اﻻﻳﺔ ،وﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻌﻴﺴــﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴــﻼم} :واﻧﻪ ﻟﻌﻠﻢ ﻟﻠﺴــﺎﻋﺔ{ ...
اﻻﻳﺔ ،وأﻣﺎ اﳌﺴــﺘﺨﺮﺟﺘﺎن ،ﻓﻄﻠﻮع اﻟﺸــﻤﺲ ﻣﻦ ﻣﻐﺮﺑﻬﺎ ،واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺧــﺮوج اﻟﺪاﺑﺔ ،ﻗﺎل اﷲ ﻋﺰ داﺑﺔ ﻣﻦ اﻻرض {...اﻻﻳﺔ ،واﻣﺎ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ رﺳﻮل اﷲ وﺟﻞ} :واذا وﻗﻊ اﻟﻘﻮل ﻋﻠﻴﻬﻢ اﺧﺮﺟﻨﺎ ﻟﻬﻢ ّ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ وﻧﺎر ﺗﺨﺮج ﻣﻦ ﻋﺪن ﺗﻄﺮد اﻟﻨﺎس اﻟﻰ ﻣﺤﺸﺮﻫﻢ ،وﺣﺒﺸﻲ ﻳﻌﻠﻮ اﻟﻜﻌﺒﺔ
ﺑﻔﺎس ﻳﻬﺪﻣﻬﺎ ،وﺧﺴﻒ ﺑﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮب. ّ أوﺷـﻴﺪ ﻳﺎرب أي اﻋﻄﻨﻲ ،وﻗﻴﻞ ان وﻗﺎل أﺑﻮ ﻋﻤﺮو رﺣﻤﻪ اﷲ ﻣﻌﻨﻰ اﳌﻌﻄﻲ ﻳﻘﺎل اﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ
ﻣﻌﻨﺎه اﻟﻌﻈﻴﻢ ،ﻗﺎل وان اول ﻣﺎ ﺧﺎﻃﺐ اﷲ ﺑﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﺣﲔ اﻧﺰل اﻟﺘﻮراة أﻧﺎ أﻳﻮش أي اﻟﻌﻈﻴﻢ،
وﻗﺎل ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﻌﻨﺎه اﻻﺣﺴــﻦ ﺑﻘﻮل اﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ﳌﻦ ﺷــﻜﺮوا ﻟﻪ أﻳﺶ ! أﻳﺶ! ﺣﺴــﻦ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ
ﺣﺴﻦ ﻣﺎﻓﻌﻠﺖ.
ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ
اﳊﻘﻴﻘﺔ ﻫﻨﺎ اود ان اﻧﺒﻪ اﻟﻰ ﻧﻘﻄﺘﲔ ﻣﻬﻤﺘﲔ اﻻوﻟﻰ :ﻋﻦ ﻟﻔﻆ أﻳﻮش ﺑﺎﻟﻴﺎء ،ﻣﻊ اﻧﻨﺎ ﻋﻨﺪﻧﺎ
ﻧــﺺ أﺧﺮ ﺑﺎﻟﻜﺎف أﻳﻜﻮش ﻓــﻲ ﻣﺨﻄﻮط ﺑﻌﻨﻮان أﻋﻼم ﺟﺒﻞ ﻧﻔﻮﺳــﺔ ،ورﻗﺔ ، (1)147ﻟﻺﻣﺎم اﻟﺒﻐﻄﻮري رﺣﻤﻪ اﷲ )ﻛﺘﺒﻪ 599ﻫـ( ،ﺣﻴﺚ ﻧﻘﻞ ﻟﻨﺎ ﻧﺺ ﻋﻦ اﺑﻲ ﻋﺒﻴﺪة) (2إﻣﺎم ﺟﺒﻞ ﻧﻔﻮﺳﺔ ،اﻧﻪ ﺣﻠﻒ ﻓﻘﺎل واﷲ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺳــ أﻳﻜﻮش ﺑﺎﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ وﺑﺎر دﻳﻮ ﺑﺎﳊﻀﺮﻳﺔ "...اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻻوﻟﻰ
ﻫﻨﺎ ﻫﻲ:
ﻫﻞ ﻧﻄﻖ اﻟﻨﻔﻮﺳﻴﲔ ﻟﻔﻆ اﳉﻼﻟﺔ ﺑﺎﻟﻴﺎء ام اﻟﻜﺎف؟ اﻟﮕﺎء ﺴــ ِﻨﻴﺔ ﻧﻈﻦ أن اﳊﺮف اﻟﺬي إﺧﺘﻔﻰ اﻟﻨﻄﻖ ﺑﻪ ﻟﺪى اﻟﻨﻔﻮﺳﻴﲔ وﻫﻮ ْ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟ ﱡﻠ ُ
اﳌﻌﻜﻮﻓــﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺛــﻼث ﻧﻘﺎط ،وﺗﻨﻄﻖ ﺑﲔ اﻟﻜﺎف واﻟﺸـﲔ واﻟﻴﺎء ) ،(3ﻫﻮ اﳊــﺮف اﻟﺬي أراد
اﻟﺒﻐﻄﻮري رﺳﻤﻪ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺔ ،ﺑﺠﻤﻌﻪ ﺑﲔ ﺣﺮﻓﻲ اﻟﻴﺎء واﻟﻜﺎف ،وﻫﻜﺬا ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﺰﻣﻦ ) (1ـ وذﻛﺮه ﻛﺬﻟﻚ اﻻﻣﺎم أﺑﻮ زﻛﺮﻳﺎ ،ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮ ص 124 ) (2ـ اﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪة ﺟﻠﺪﻳﻦ اﻟﺒﻐﻄﻮري ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ 400 – 350ﻫـ ،ﻋﺎﻟﻢ ﻣﻦ اﻫﻞ ﺑﻐﻄﻮرة ﺑﺠﺒﻞ ﻧﻔﻮﺳﺔ، أﺧﺬ اﻟﻌﻠﻢ ﻋﻦ أﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﺟﻠﺪاﺳﻦ اﻟﻠﻮاﺗﻲ ،ﻛﺎن ﺣﺎﻛﻤﺎ ﻋﻠﻰ أﻫﻞ ﻻﻟﻮت .ﻣﻌﺠﻢ اﻋﻼم اﻻﺑﺎﺿﻴﺔ 239 ) (3ـ ﻻزال اﻟﻨﻄﻖ ﺑﻬﺬا اﻟﻠﻔﻆ ﻣﻌﻤﻮﻻ ﺑﻪ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﳌﺘﺤﺪﺛﺔ ﺑﺎﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ،وﻣﻦ اﺑﺮزﻫﺎ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻻﻃﻠﺲ اﳌﺘﻮﺳﻂ ﺑﺎﳌﻐﺮب اﻻﻗﺼﻰ.
- 13 -
ﰎ اﻻﺳﺘﻘﺮار ﻋﻠﻰ اﻟﻴﺎء ﺑﺪل اﻟﻜﺎف أو اﻟﺸﲔ ،وﺷﻮاﻫﺪ ﻫﺬا ﻛﺜﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ،ﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﺳــﺒﻴﻞ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻻ اﳊﺼﺮ أﻳﺴـﻮم )اﻟﻠﺤﻢ( ﺗﻨﻄﻖ ﺑﺎﻟﻴﺎء ﻋﻨﺪ ﻧﻔﻮﺳﺔ ،وﺑﺎﻟﻜﺎف ﻋﻨﺪ
ﻏﺪاﻣﺲ أﻛﺴﻮم ،وﺑﺎﻟﺸﲔ أﺷﺴﻮم ﻋﻨﺪ ﻏﺎت) ، (1وﻣﺜﺎل أﺧﺮ ﻫﻮ )اﻟﺸﻤﺲ( ﺗﺎﻓﻮﻳﺖ ﺗﻨﻄﻖ ﻛﺎﻟﻌﺎدة ﺑﺎﻟﻴﺎء ﻋﻨﺪ ﻧﻔﻮﺳﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻨﻄﻖ ﺑﺎﻟﻜﺎف أو اﻟﻴﺎء ﻓﻲ اﻟﻠﻬﺠﺎت اﻻﺧﺮة ،ﺗﺎﻓﻮﻛﺖ / ﺗﺎﻓﻮﺷﺖ ...اﻟﻰ اﺧﺮه ﻣﻦ اﻻﻣﺜﻠﺔ.
ﻫﺬا ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ،وﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻻﺧﺮى ﻟﻘﺪ إﺳﺘﻤﺮ اﻟﻨﻔﻮﺳﻴﲔ ﻓﻲ ﻧﻄﻖ ﻟﻔﻆ اﳉﻼﻟﺔ ﺑﺎﻟﻴﺎء
أﻳﻮش إﻟﻰ ﻓﺘﺮاة ﻣﺘﺄﺧﺮة ﻛﻤﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ اﻄﻮﻃﺎت اﻟﺘﻲ ﺳــﻮف ﻧﺪرﺳــﻬﺎ ﻓﻲ
ﺣﻠﻘﺎت ﻻﺣﻘﺔ.
اﻟﻨﻘﻄــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴــﺔ :ﻓﻲ ﻣــﺎ أورده ﺑﻌﺾ اﻟﻔﻘﻬــﺎء ﻓﻲ ﻣﻨﻌﻬــﻢ اﻟﻠﻔــﻆ اﻷول أﻳﺮاد ،ﳑﺎ ﻟﻢ اﺳﺘﻐﺮﺑﻪ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﲡﻮﻳﺰ اﻷﻣﺎم أﺑﻲ ﺳﻬﻞ ﻟﻬﺬا اﻟﻠﻔﻂ ،وﻛﻴﻒ ﻻ وﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ اﳌﺘﻨﻮﻋﺔ ﻓــﻲ اﻟﻔﻘﻪ واﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺑﺎﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ،وﻫﻮ اﻟﺸــﺎﻋﺮ ،واﻷدﻳــﺐ ،واﻟﻠﻐﻮي اﻟﺬي ﻻ ُﳝﺎرى ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ،ﻋﻨﻪ ﻳﻘﻮل اﻟﺪرﺟﻴﻨﻲ "ﻣﻦ اراد ﺷــﻌﺮ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺑﺸــﻌﺮ اﺑﻲ ﺳــﻬﻞ
اﳌﻠﻘﺐ
اﻟﻔﺎرﺳﻲ"(2).
أﻣــﺎ ﻋﻦ ﻣﻨﻌﻬﻢ ﻟﻬــﺬا اﻟﻠﻔﻆ ﻣﻦ ﺑﺎب ﺳــﺪ اﻟﺪرﻳﻌﺔ وﺗﺸــﺎﺑﻬﻪ ﺑﺎﻷﻟﻔــﺎظ اﻷﺧﺮة ،ﻓﻬﺬا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﺿﺮب ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺚ ،ﻓﺮﲟﺎ ﻳﻨﻄﻠﻲ ﻫﺬا ﻋﻠﻰ أﺟﺪادﻧﺎ ﺑﺤﻴﺚ أﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻠـﻪ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﺟﺪا ﻣﻦ اﻟﻠﻔﻆ اﻟﻠﻬﻮ أو ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻠﻐﺎت ،ﻓﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺜﻼً :ﻟﻔﻆ اﳉﻼﻟﺔ ُ
ﻣﻊ ﻫﺬا ﻟﻢ ﻧﺮى أي إﺷــﺘﺒﺎه ﻓﻲ ﲤﻴﻴﺰه ﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻟــﻢ ﻧﺮى ﻣﻦ ﳝﻨﻌﻪ ﺑﻞ ﻫﻨﺎك اﻟﻔﺎظ ﻛﺜﻴﺮة ﺟــﺪا ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ،ﻓﺎﻟﺘﻘﺎرب ﻟﻴﺲ ﺳــﺒﺐ ﳌﻨﻊ أي ﻟﻔﻆ ﻣــﻦ اﻟﺘﺪاول ،ﻓﻠﻮا ﻓﺘﺤﻨﺎ ﻫﺬا اﻟﺒﺎب ﳌــﺎ إﻧﺘﻬﻰ اﳌﻨﻊ ﻓﻤﺜﻼً أﻛﻔﻮر ﺑﺎﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ اﻟﻘﺒﻌﺔ ﻗﺮﻳﺐ ﺟﺪا ﻣﻦ اﻟﻠﻔﻆ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻜﻔﺮ )ﺿﺪ اﻻﳝﺎن( ...وﻫﻠﻢ ﺟﺮا ً.
) (1ـ ﻏﺎت ﻗﺪ ﲡﻤﻊ ﻓﻲ اﻟﻠﻔﻆ اﻟﻮاﺣﺪ ﺑﲔ ﺣﺮﻓﲔ وﺧﻴﺮ ﻣﺜﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺸﻴﺴﻨﺖ )اﳌﻠﺢ( ﺣﻴﺚ ﺟﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﲔ اﻟﻴﺎء واﻟﺸﲔ ،ﺑﻴﻨﺎ ﻧﻔﻮﺳﺔ إﺧﺘﺎرت ﺣﺮﻓﺎ ً واﺣﺪا ً وﻫﻮ اﻟﻴﺎء ﻛﺎﻟﻌﺎدة ،ﻓﻴﻨﻄﻘﻮن اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺑـ ُ ﺗﻴﺴﻨﺖ. ) (2ـ اﻟﺪرﺟﻴﻨﻲ :ﻃﺒﻘﺎت اﳌﺸﺎﻳﺦ352/2 :
- 14 -
ﻓﺼﻞ ﻓﻲ اﺳﻤﺎء اﷲ اﳊﺴﻨﻰ ﺑﺎﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ
ﻗﺒــﻞ ان أﻓﺘــﺢ ﻣﻮﺿﻮع أﺳــﻤﺎء اﷲ اﳊﺴــﻨﻰ ﺑﺎﻷﻣﺎزﻳﻐﻴــﺔ أود أن أﻧﻘــﻞ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ
اﻄﻮط ﺟﺰء ﻣﻦ ورﻗﺔ 277و ورﻗﺔ 278وﻫﻲ أﻳﻀﺎ ً ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺳﺆال ﻷﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ.
ـﺪث أﺑﻮ ﻧﻮح وأﺑﻮ ﻋﺒﺪاﷲ أن أﺑﺎ ﻧﻮح ﺳــﻌﻴﺪ ﺑﻦ زﻧﻐﻴﻞ ﺳــﺎل ﺑﻠﻌﺰ ﺑــﻦ ﺣﺪوﻟﺖ اﻟﻴﻠﻴﺎﻧﻲ وﺣـ ّ
ﻳﺪر ،ﻗﺎل ﻟﻪ أﺑﻮ اﻟﻌﺰ إﳕﺎ أﻗﻮل ﺳﻤﻴﻊ، وﻛﺎن ﻋﺎﳌﺎ ً ﻛﺒﻴﺮاً ،ﻫﻞ ﻳﻘﺎل اﷲ ﺑﺎﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ﻳﺴـﻠﻲ ،ﻳ ّﻨﻲّ ،
ﺑﺼﻴﺮ ،ﺣﻲ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﻓﻠﺒﺒﻪ أﺑﻮ ﻧﻮح وﺟﺒﺮه ،وأﺑﻮ ﻧﻮح أﺻﻐﺮ ﻣﻨﻪ ﺳــﻨﺎً ،ﻗﻞ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﺑﺎﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ، ﻓﻘــﺎل أﺑﻮ اﻟﻌﺰ ﺳــﻤﻴﻊ ﺑﺼﻴﺮ ﺣــﻲ ،ﻫﻜﺬا أﻗﻮل ﻓﻘﺎل أﺑــﻮ ﻧﻮح ﻗﻞ ﻫﻜــﺬا ﺑﺎﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ،ﻓﻐﻀﺐ
- 15 -
أﺑﻮ اﻟﻌﺰ ﺣﲔ ﺟﺒﺮه ﻓﺘﻔﺮﻗﻮا ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻔﺮﻗﻮا ﺟﺎء اﺑﻮ ﻳﻌﻘﻮب ﻳﻮﺳــﻒ ﺑﻦ ﻧﻔﺎث إﻟﻰ اﺑﻲ اﻟﻌﺰ ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﻻ ﺗﺘﺤﻴﺮ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ اﻟﺸﻴﺦ ﺑﻞ إﳕﺎ ﻫﻮ ﲟﻨﺰﻟﺔ اﻹﻣﺎم ،ﻓﻘﺎل ﻟﻪ أﺑﻮ اﻟﻌﺰ ﻟﻮﻻ اﻷﺳﻼم ﻣﺎرﺟﻌﺖ ﻟﻪ ﻳﺪه ﺳﺎﳌﺔ ...
ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ
ﻣﻘﺼﺪﻧــﺎ ﻣــﻦ ﻧﻘﻞ ﻫﺬه اﳌﺴــﺎﺟﻠﺔ ﻫﻨﺎ ﻟﻴﺲ اﻟﺒﺚ ﻓــﻲ اﻟﺮأي اﻟﺪﻳﻨﻲ ﻓﻲ اﳌﺴــﺄﻟﺔ ﻓﻜﻤﺎ
ﺗﻼﺣﻈﻮن ﻓﺎﳌﺴــﺄﻟﺔ ﻫﻨﺎ ﻟﻴﺴــﺖ ﻣﺴــﺄﻟﺔ ﻧﺰاع ،ﺑﲔ اﻟﻔﻘﻬــﺎء أو ﺟﻮاب ﺑﺎﻟﺘﺤــﺮﱘ أو اﻟﻘﺒﻮل، ﻓﻤﻘﺼﺪﻧﺎ ﻫﻮ ﻧﻘﻞ أن اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﻮن ﺣﺘﻰ ُﻋﺼﻮر ﻣﺘﺄﺧﺮة ) (1ﻛﺎﻧﻮا وﻛﺎن ﻓﻘﻬﺎؤﻫﻢ ﻳﻨﻌﺘﻮن اﷲ ﺑﺄﺳــﻤﺎﺋﻪ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ،واﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺣﺮﻓﻴﺔ ﻋــﻦ ﻣﻘﺎﺑﻠﻬﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ .وﻣﺜﺎل أﺧﺮ
ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻧﻘﻞ اﻟﺸﻤﺎﺧﻲ رﺣﻤﻪ اﷲ) ، (2ﻣﺎ ﻧﺼﻪ: أﻣﻲ ﻋﺎﻣﺮ ﻳﺘﺴﻌﺰم دﻳﺲّ .ﻧﻄﻦ ﺳـ ﺋﺲ ﺋﺮوان، ﻣﻘﺮﻳﺖ ّﻣﺎﻟﻮن ـﺎس ّ "...ﲤﺰﮔﻴﺪا ّ ﻣﻘﺮ ﻳﻴﺴــﻲ ّ
ﺋﺒﮋﻳﻄﻦ ﻫﻮان ـﺪ ﺳـ ﻣﻘﺮ، ّﻣﺎﻟﻮن ﻏﻒ ـﺲ ّ "أوﺳــﺮ ؤل ﻳﻘﺪ ـﺸــﻲ أﻳـ ّﻛﺮ أﻳـ ّﻓﻎ .ؤﺳــﻮن اﺳــﺪ ّ ّ
أدو ـﺎس ،ﳝﻠﻮ ّرﺑﻲ ﺷﻚ د أﺟ ّﻠﻴﺪ أﻣﻘﺮان أﺗـ ﺳﻴﺮدد أﻣﻜﺎن ووه؟ ﻳﻮي ـﺪ ّرﺑﻲ ﲡﻨﻮﻳﺖ ﻧـ ]و[ﻧﮋار د ّ ﻃﻒ ﻳﺴــﻴﺮد ﺗﻦ ﺻﺒﻴﺢ ،ؤﺳﻮن ـﺪ أد ﺳﻄﺸﻦ ؤﻗﺪو ﻳﻴﻪ ؤل ﻳﺎب أﻳـ ّ ﻳﻮرو ﻛﺎﻣﻮر ﺳـــ ّ دﻧﮓ ـﺎسّ ،
أس ؤ". ﺗﺼﻮﺗﺸﻲ أن ّ
)(3
اﻟﺘﺮﺟﻤــﺔ اﳊﺮﻓﻴﺔ ﻟﻠﻜﻠﻤﺎت اﳌﺪﻛﻨﺔ أﺟ ّﻠﻴﺪ أﻣﻘﺮان ﻫﻮ :رﺑﻲ اﻧﺖ اﳌﻠﻚ اﻟﻜﺒﻴﺮ )اﻟﻌﻈﻴﻢ(،
ﻓﻬﺬا اﺑﻲ ﺳــﺎﻛﻦ ﻋﺎﻣﺮ اﻟﺸﻤﺎﺧﻲ رﺣﻤﻪ اﷲ ﻳﻄﻠﺐ اﷲ ﻓﻲ اﻋﺴﺮ ﻇﺮوﻓﻪ وﻳﻨﺎﺟﻴﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻪ وﺻﻔﺎﺗﻪ ﺑﺎﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ. واﻟﺸــﻮاﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻛﺜﻴﺮة ﺳــﻮف ﳕــﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﻄﻮﻃﺎت اﻟﺘﻲ ﺳــﻮف ﻧﺪرﺳــﻬﺎ ﻣﻌﺎ ً ﻻﺣﻘﺎ. ﻓﻲ اﳊﻠﻘﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﺳﻮف ﻧﻨﺎﻗﺶ إﺳﻢ اﳌﻼﺋﻜﺔ واﳊﺴﻨﺎت واﻟﺬﻧﻮب وﻣﺎ ﻳﻠﺤﻖ ﺑﻬﺎ ) (1ـ اﻟﻘﺮن اﳋﺎﻣﺲ اﻟﻬﺠﺮي ﻓﺎﻟﺸﻴﺦ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻧﻔﺎث اﻟﻘﻨﻄﺮاري اﻟﻨﻔﻮﺳﻲ ﺗﻮﻓﻲ ﺳﻨﺔ 440ﻫـ ) (2ـ واﻻﻣﺎم ﻋﺎﻣﺮ اﺑﻲ ﺳﺎﻛﻦ اﻟﺸﻤﺎﺧﻲ ﻣﻦ اﻋﻴﺎن اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ اﻟﻬﺠﺮي ﺗﻮﻓﻲ ﺳﻨﺔ 792ﻫـ ) (3ـ ﺋﻐﺎﺳﺮا د ﺋﺒﺮﻳﺪن ،ﺑﺮاﻫﻴﻢ ؤ ﺳﻠﻴﻤﺎن أ ﺷﻤﺎﺧﻲ ،ص 115
- 16 -
ﺳﻠﺴﻠﺔ دراﺳﺎت ﻧﻔﻮﺳﻴﺔ )(2
ﻣﻮﺣﻤﺪ ؤ ﻣﺎدي
ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻋﻦ أﻫﻤﻴﺔ دراﺳﺔ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ "ﻳﻌﺘﻤﺪ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﺼﺪرا أﺳﺎﺳــﻴﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﻳﺴــﺎﻋﺪ اﻟﺒﺎﺣﺚ أو اﳌﺆرخ اﳌﺎدي اﳌﻠﻤﻮس ﻟﻸﻓﻌﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﳊﻘﻴﻘﺔ ...ﻓﺎﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﲤﺜﻞ اﻷﺛﺮ ّ اﻹﻧﺴــﺎﻧﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ أﻳﻀﺎ ﲡﺴــﻴﺪا ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ أن ﺧﻠﻘﺖ
اﻷﺣﺪاث واﻟﻮﻗﺎﺋﻊ").(1 ﻓﺎﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﻗﻠﻴﻢ ﺟﺒﻞ ﻧﻔﻮﺳــﺔ ﺗﺘﻮزع ﻓﻲ ﺷــﺘﻰ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ ،وأﺳــﺒﺎب ﺗﻮزﻋﻬﺎ ﻛﺜﻴــﺮة ،وﻻﻣﺠﺎل ﻟﺬﻛﺮﻫــﺎ اﻵن .وﻟﻌﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻈﺎن ﺗﻠﻚ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ وﻛﻴﻔﻴﺔ اﺳــﺘﻐﻼﻟﻬﺎ وﺑﻌﺚ اﳊﻴﺎة ﻓﻴﻬﺎ ،ﻹﺛﺮاء ﺗﺎرﻳﺨﻨﺎ وﺣﻔﻆ ﺗﺮاﺛﻨﺎ ،أﻛﺜﺮ أﻫﻤﻴﺔ اﻵن ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻷﺳــﺒﺎب اﻟﺘﻲ أدت إﻟﻰ ﺗﻮزﻋﻬﺎ وﺗﺸﺘﺘﻬﺎ. ﻓﻔﻲ أﺛﻨﺎء رﺣﻼﺗﻲ ﻟﻠﺠﺰاﺋﺮ ،وﺗﻮﻧﺲ ،واﳌﻐﺮب ،وﻣﺼﺮ ،وﻣﺎﻟﻲ ،وﻣﻮرﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ،وإﺳــﺒﺎﻧﻴﺎ ،وﻓﺮﻧﺴــﺎ، وإﻳﻄﺎﻟﻴــﺎ ،وﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴــﺎ ﺧــﻼل اﻷﻋــﻮام 2003 – 1999م ﻟﻠﺒﺤــﺚ ﻓﻲ ﻣﻈﺎن اﻟﺘﺮاث اﻟﻨﻔﻮﺳــﻲ اﳌﺸــﺘﺖ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷﻗﻄﺎر ،وإﻋﺎدة ﲡﻤﻴﻌﻪ -ﻓﻲ رﺣﻠﺔ ﻣﻀﻤﻨﺔ ﻓﻲ أﻫﺪاف ﻣﺆﺳﺴــﺔ ﺗﺎواﻟﺖ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻹﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻟﺘﺮاﺛﻨﺎ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻲ اﻟﻠﻴﺒﻲ -ﺷﺪ اﻧﺘﺒﺎﻫﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ذات أﻫﻤﻴﺔ ّ ) (1ـ ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ـ اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺰ اﳉﻬﺎد اﻟﻠﻴﺒﻲ ـ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺳﻨﺔ 1987ص 23
-1-
¦3:
ﻣــﻦ اﻟﻮﺛﺎﺋــﻖ ،واﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ :رﺳــﺎﺋﻞ ﺷــﺨﺼﻴﺔ ﻳﻌﻮد ﺑﻌﻀﻬﺎ إﻟﻰ ﺳــﻨﺔ 132ﻫﺠﺮﻳﺔ أي
ﻣﺆﺳﺴــﺔ ﻣﻔﺪي زﻛﺮﻳﺎء ،اﻟﺬي ﻧﺴﺦ ﻟﻲ ﻫﺬه اﻟﻨﺴﺨﺔ ﻣﺸــﻜﻮرا ،ﻓﻠﻬﻢ اﻟﺸﻜﺮ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻓﻲ
ﺣﻮاﻟﻲ 750 – 749ﻣﻴﻼدﻳﺔ أي إﻧﻬﺎ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ ﺣﻮاﻟﻲ 1250ﺳﻨﺔ ﻣﻀﺖ ،وﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ
ﺣﺼﻮﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ.
ﺣﺠﺞ ﺑﻴﻊ ،وﺷــﺮاء ،وﻣﻌﺎﻣﻼت ﺷﺨﺼﻴﺔ وﻣﺮاﺳﻼت ﺑﲔ أﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ،ﺑﻞ ﻫﻨﺎك ﺗﺮﻛﺎت )ﻣﻴﺮاث( ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء ،ﻣﻦ أﻣﺜﺎل اﻟﺸﻴﺦ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ اﳉﻴﻄﺎﻟﻲ )ت 750ﻫـ 1349 /م( أي أن اﻟﻨﺴﺨﺔ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻋﻠﻰ أﻗﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺑﺴﻨﻮات ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻓﻴﻜﻮن وﺿﻌﻬﺎ ﺣﻮاﻟﻲ 650ﺳﻨﺔ ﻣﻀﺖ.
ﻓﺒﺎﻟﺮﻏــﻢ ﻣﻦ اﻷﻫﻤﻴــﺔ اﳋﺎﺻﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺮﻧﻬــﺎ اﳌﺆرﺧﻮن ﺑﺎﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴــﺔ ،وأﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺸــﻒ اﻷﺣــﺪاث اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ أو اﳌﻘﺘﺮﻧﺔ ﺑﺎﻷﺣــﺪاث اﳌﺼﺎﺣﺒﺔ ﻹﺻﺪار ﻫــﺬه اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ،إﻻ أﻧﻲ ﻟﻦ أﻧﺤﻰ اﳌﻨﺤﻰ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﻬﺬه اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ،وﻟﻜﻨﻲ ﺳــﻮف أﻫﺘﻢ ﺑﺸــﻜﻞ ﻣﺪﻗﻖ ﻓﻲ ﻫﺬه "اﻟﺴﻠﺴــﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت" ﲟﺎ ﻳﺨﺺ اﻟﻠﻐﺔ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ،اﳌﻨﺘﺸﺮة ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك ﻓﻲ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ
إن اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻣﺆﺳﺴــﺔ ﺗﺎواﻟﺖ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑﺘﺠﻤﻴﻌﻬــﺎ ،ﳝﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎر أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺎﻧﻴــﻒ ﻣﺨﺘﻠﻔــﺔ ،ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺎرﻳﺦ ﺻﺪورﻫﺎ ،ﻓﻤﻨﻬــﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺻﺎدر ﻓﻲ ﻋﻬﺪ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺮﺳــﺘﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﻌﺾ ووﻻﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﳉﺒﻞ ،أو اﻟﻌﻬﻮد اﻟﻼﺣﻘﺔ ﻟﺬﻟﻚ ،أو ﳝﻜﻦ ﺗﺼﻨﻴﻔﻬﺎ ﺣﺴــﺐ اﳉﻬﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻣﻨﻬﺎ ،ﻣﺜﻞ :رﺳــﺎﺋﻞ اﻷﻣﺎم ﻋﺒﺪ اﻟﻮﻫﺎب إﻣﺎم اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺮﺳﺘﻤﻴﺔ إﻟﻰ أﻫﻞ ﻧﻔﻮﺳﺔ ،أو رﺳﺎﺋﻞ اﻟﻨﻔﻮﺳﻴﲔ ﻟﻺﻣﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻴﻬﺮت ،وﺣﺘﻰ ﻻﺣﻘﺎ ً ﻣﻦ أﻣﺜﺎل رﺳﺎﺋﻞ أﻣﻴﺮ إﻳﺎﻟﺔ ﻃﺮاﺑﻠﺲ )أو اﳉﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﻄﺮاﺑﻠﺴﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ( ﺳﻠﻴﻤﺎن ﺑﺎﺷﺎ اﻟﺒﺎروﻧﻲ ،ﺑﻞ ﻫﻨﺎك رﺳﺎﺋﻞ ﻣﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﻋﺼﻮر ﻣﺘﺄﺧﺮة ﻛﺜﻴﺮا ﻋﻦ ذﻟﻚ :ﻣﺜﻞ رﺳﺎﺋﻞ اﻟﺸﻴﺦ ﻋﻤﺮو اﻟﻨﺎﻣﻲ ،واﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﻳﺤﻲ ﻣﻌﻤﺮ ،وﻏﻴﺮﻫﻢ ﻛﺜﻴﺮ ،و ﳝﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎر ﺗﺼﻨﻴﻔﻬﺎ ﺣﺴــﺐ اﻟﻠﻐﺔ اﳌﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﻬﺎ ﺳﻮاء أﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ،أو ﻋﺮﺑﻴﺔ ،أو ﺗﺮﻛﻴﺔ، أو إﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ،أو إﳒﻠﻴﺰﻳﺔ أو ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ أو ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻠﻐﺎت.
اﻟﻨﻔﻮﺳﻴﺔ. ﻓﺎﻟﻮﺛﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻨﺎ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ رﺳﺎﻟﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺑﻌﺚ ﺑﻬﺎ اﻟﺸﻴﺦ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎن اﻟﺸــﻤﺎﺧﻲ اﻟﻨﻔﻮﺳﻲ ،ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺘﺎب ﺋﻐﺎﺳــﺮا د ﺋﺒﺮﻳﺪن دي درارن ﻧـ ﺋﻨﻔﻮﺳﻦ ،إﻟﻰ اﳌﺴﺘﺸﺮق اﻟﺒﻮﻟﻨﺪي ﻣﻮﺗﻴﻠﻨﺴــﻜﻲ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺪراﺳــﺎت اﻟﻌﺪﻳــﺪة ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻴﺪة ،واﻟﺘﺎرﻳــﺦ اﻹﺑﺎﺿﻴﲔ ،ﻓﻲ أﺛﻨــﺎء إﻗﺎﻣﺘﻪ ﻓﻲ ﻏﺮداﻳــﺔ ،وﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ وﺻﻒ ﻷﺣــﻮال ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻃﺮاﺑﻠــﺲ) (1وﺗﺒﻠﻴﻎ أﺣﻮال أﺣﺪ أﺻﺪﻗﺎء ﻣﻮﺗﻴﻠﻨﺴــﻜﻲ )اﻟﻔﻮﻧﺴــﻮ( ،واﻟﻘﺎﻃﻦ ﻓﻲ ﻧﻮاﺣﻲ ﻃﺮاﺑﻠﺲ؛ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺸــﻴﺦ اﻟﺸﻤﺎﺧﻲ .وﻳﺒﺪوا أن ﻫﺬا اﻷﺧﻴﺮ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﺦ ﺗﺪوﻳﻦ ﺑﻌﺾ اﻷﺷﻌﺎر واﻷﻫﺎزﻳﺞ اﻟﻨﻔﻮﺳﻴﺔ ﻟﻪ )ﻫﺬا اﺳﺘﻨﺒﺎط ﻓﻘﻂ .وإﻻ ﻓﻼ ﻳﻮﺟﺪ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻓﻲ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺑﺬﻟﻚ(. ﻗﺒﻞ أن ﻧﻌﺮض اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ واﻷﺑﻴﺎت اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﲢﺘﻮﻳﻬﺎ؛ أود أن أﻧﺒﻪ إﻟﻰ ﻛﻮﻧﻲ ﺗﺼﺮﻓﺖ ﻓﻲ ﻋﺪﻟﺖ ﻓﻲ اﻟﺼﻴﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺼﺒﺢ ﺳﻠﺴــﺔ وﺳﻬﻠﺔ اﻟﺮﺳــﺎﻟﺔ اﳌﻨﺴــﻮﺧﺔ ،ﺣﻴﺚ إﻧﻲ ّ
اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﲔ أﻳﺪﻳﻨﺎ
اﻟﻘﺮاءة .وﺗﺴــﻬﻴﻼ ﻟﻠﻤﻘﺎرﻧﺔ ﺳﻮف ارﻓﻖ اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻛﻤﺎ وﺟﺪﺗﻬﺎ.
ﻣــﻦ ﺿﻤﻦ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ أﻫﻤﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟــﻲ ﻫﻲ وﺛﻴﻘﺔ ﲢﻤﻞ رﻗﻢ
وﺳــﻮف أﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻷﺳــﻠﻮب اﳌﻘﺎرن ﻓﻲ ﲢﻠﻴﻞ اﳌﺎدة اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ اﳌﻄﺮوﺣﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺮﺳــﺎﻟﺔ،
أ I-01 /ﲟﻜﺘﺒــﺔ أوزﻛــﺮي ،ﺑــﻮادي ﻣﺰاب ،ﺑﺎﻟﻘﻄﺮ اﳉﺰاﺋﺮي اﻟﺸــﻘﻴﻖ ،وﻫــﻲ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺤﻦ
ﺑﺤﻴــﺚ أﻧﻲ ﺳــﻮف أﻧﺒﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻔــﻮارق اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺑﲔ اﻟﻠﻐــﺔ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ اﳌﺘﺤــﺪث ﺑﻬﺎ ﻓﻲ زﻣﻦ
ﺑﺼــﺪد دراﺳــﺘﻬﺎ .وﻻ ﳝﻜﻨﻨــﻲ أن أﲢﺪث ﻋﻦ ﻫــﺬه اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أن أﻗﺪم ﺷــﻜﺮي اﳋﺎﻟﺺ
ﺻﻴﺎﻏﺔ اﻟﺮﺳــﺎﻟﺔ ،واﻟﻠﻐﺔ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ اﻟﻴﻮم ،ﻋﻠﻰ إﻋﺘﺒﺎر أن اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﻮن ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ
ﳉﻤﻌﻴﺔ أﺑﻮ إﺳــﺤﺎق ﻃﻔﻴﺶ ﻓﻲ ﻏﺮداﻳﺔ ،ورﺋﻴﺴﻬﺎ اﻷﺳــﺘﺎذ اﻟﻘﺪﻳﺮ ﻣﺤﻤﺪ إﻣﻨﺎﺳﻦ ،ﻋﻠﻰ ﻣﺎ
ﺳــﻨﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ ،ﺗﺄﺛﺮوا ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻔﻌــﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ واﻟﺘﻌﺮﻳﺐ اﻟﻘﺼﺮي ،أﻛﺜــﺮ ﻣﻦ أي زﻣﻦ ﻣﻀﻰ
ﻗﺪﻣــﻮه ﳌﺆﺳﺴــﺔ ﺗﺎواﻟﺖ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺎت ،وﻓﺘﺤﻬــﻢ أﺑﻮاب ﺟﻤﻌﻴﺘﻬﻢ ﻟﻠﺒﺤــﻮث اﻟﺘﻲ ﻗﻤﻨﺎ ﺑﻬﺎ ﻫﻨﺎك ،وﻛﺬﻟﻚ أﺧﻲ وﻋﺰﻳﺰي وﺻﺪﻳﻘﻲ ،اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﻘﺪﻳﺮ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﻦ اﳊﺎج ﺑﻜﻴﺮ ﺣﻤﻮدة رﺋﻴﺲ
-2-
) (1ـ ﻟﻘﺪ ورد ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﳌﺮﻓﻖ ﺑﺮﻗﻢ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻜﺘﺒﺔ اوزﻛﺮي أن اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ "اﳊﺼﺎر اﳌﻘﺎم ﻋﻠﻰ
ﻋﻠﻤﺎء ﻧﻔﻮﺳﺔ" وﻫﺬا ﻓﻲ اﳊﻘﻴﻘﺔ وﺻﻒ ﻏﻴﺮ دﻗﻴﻖ ﶈﺘﻮى اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ،وﺳﻮف ﺗﻄﻠﻊ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺘﻮى اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ.
-3-
¦3:
ﻓﺘﻜﻮن ﻫﺬه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺿﻤﻦ اﻟﺰﻣﻦ اﻟﺬي ﻳﺨﺪم ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ. ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﺳــﻠﻮب اﻟﻠﻐﻮي اﳌﻘﺎرن ،ﻟﻘﺪ ﻟﻔــﺖ اﻧﺘﺒﺎﻫﻲ ﻣﻨﺬ ﻣﺪة ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺻﺤﻔﻴﺔ ﺣﻮاش وﻛﺎن ﳑــﺎ ورد ﻓﻴﻬﺎ" :إن ﻛﻞ ﻣﺎ ﻣﻊ ﻓﻀﻴﻠﺔ اﻷﺳــﺘﺎذ واﳌﻨﺎﺿــﻞ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ّ ﻧﺴﺘﻌﻤﻠﻪ ﻓﻲ أﺣﺎدﻳﺜﻨﺎ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﻟﻐﺘﻨﺎ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ،ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺘﻌﺪى ﻓﻲ اﺣﺴﻦ اﻷﺣﻮال %30 ﻣﻦ اﻟﺮﺻﻴﺪ اﳌﻌﺠﻤﻲ ﻟﻠﻐﺘﻨﺎ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ،(1)" ...إذا ﻛﺎن ﻫﺬا ﺑﺎﺣﺚ ﺟﺰاﺋﺮي ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺗﺨﻮﻓﻪ ﻣﻦ ﺿﻴﺎع اﻟﻠﻐﺔ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﺑﺴــﺒﺐ ﻋﺪم اﻻﺳــﺘﻌﻤﺎل ،ﻣﻊ اﳌﺴــﺎﺣﺔ ﻣﻦ اﳊﺮﻳﺎت اﳌﺘﺎﺣﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻲ ﻫﻨﺎك ،ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﺗﻐﺘﺎل ﻓﻴﻪ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺻﺒﺎح ﻣﺴﺎء. ﺳــﻮف أﻗﻮم أﻳﻀﺎ ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ ﺑﻌﺾ اﻻﺑﻴﺎت اﻟﺸــﻌﺮﻳﺔ اﻟﻮاردة ﻓﻲ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻘﺘﻀﺐ، ﻟﺘﺒﻴﲔ اﳉﻮاﻧﺐ اﳊﻀﺎرﻳﺔ ﻟﻠﻐﺔ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ،ﻟﻴﺲ إﻻ ،وﺳــﻮف ارﺟﻲ ﲢﻠﻴﻞ اﻷﺷــﻌﺎر ﻛﺎﻣﻠﺔ إﻟﻰ ﻓﺘﺮة ﻻﺣﻘﺔ ﻟﻬﺬه اﳌﻘﺎﻟﺔ. ﻫﺬا وﻟﻜﻢ أﲤﻨﻰ أن ﻳﻔﻄﻦ أﺑﻨﺎء ﻧﻔﻮﺳﺔ ﻟﺘﺮاﺛﻨﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ،وﻳﺤﺸﺪوا اﻟﻬﻤﻢ ﻹﻋﺎدة ﺻﻴﺎﻏﺘﻪ، وإﻗﺎﻣــﺔ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﳌﻌﻤﻘﺔ ﻓﻲ وﺛﺎﺋﻘــﻪ ،وﻣﺨﻄﻮﻃﺎﺗﻪ اﻟﻘﺎﺑﻌﺔ ﻓﻲ اﳋﺰاﻧﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ، واﳌﻜﺘﺒﺎت اﳋﺎﺻﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﺗﺮاث ﺣﺮي ﺑﺄن ﻳُﺪرس وﻳُﺘﻤﻌﻦ ﻓﻴﻪ وﻳﺴــﺘﺨﺮج ﻣﻨﻪ ﺗﺎرﻳﺨﻨﺎ ،وﻣﺎ ﻗﺪﻣﻪ أﺟﺪادﻧﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﺘﺮاب اﻟﻄﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﻧﺎ اﳊﺒﻴﺐ ﻟﻴﺒﻴﺎ.
) (1ـ ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺔ Izmulenﺑﺘﺼﺮف ،اﻟﻌﺪد اﻷول 2001ص 41
-4-
-5-
¦3:
-7-
-6-
¦3: ﻣﺎ ﻳﺠﺮوه ﻋﻠﻴﻨﺎ ،ﻷﻧﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﳑﻨﻮﻋﲔ ﻣﻦ اﳋﺮوج ﻣﻦ اﳌﺪﻳﻨﺔ ،إن أردﻧﺎ }اﳋﺮوج{ ﻧﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ ) (...اﳊﺎﻛﻢ وﳝﻨﻌﻨﺎ ﻣﻦ اﳋﺮوج ،وإن
إﻋﺎدة ﺻﻴﺎﻏﺔ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ
ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﻮرة ،إن ﺻﺎر ﻟﻨﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻋﺎﺗﺒﻮﻧﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ،وأﻧﺖ اﻵن ﳕﻨﻌﻚ إﻟﻰ أن ﻧﺮا ﻣﺎ }ﻳﺤﺪث{. واﻣﺘﻨﻌﺖ… ووﺟﺪت أﻧﺎﺳــﺎ ﻣﻦ إﺧﻮاﻧﻨﺎ اﻟﻨﻔﻮﺳــﻴﺔ ،وﻗﻌﺪﻧﺎ ﻣﻌﻬﻢ وﺗﻨﺎﺟﻮﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻮﺑﻨﺎ ،ﻣﻦ ﻛﻼم اﻟﺒﺮﺑﺮ ﻓﻮﺟﺪﻧﺎ ﻋﻨﺪﻫــﻢ ﺑﻌﺾ اﳌــﻼزﱘ ،ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺪ وﻋﺪﺗﻬﻦ ﺗﺴــﻌﺔ ،وﺟﻤﻠﺘﻬﻦ ﻣﻮﺟــﻮدات ﻓﻲ اﳉﺒﻞ ،وأﻣﺮﻧﺎ ﻣــﻦ ﻳﺄﺗﻲ ﻟﻨﺎ ﺑﻬﻢ،
اﳊﻤﺪ ﷲ وﺣﺪه واﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ رﺳﻠﻪ ﻓﻲ 22ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ 1881م
وﺑﻐﻴﺮﻫﻢ ،وﻗﺎﻟﻮا اﻵن زﻣﺎن اﳊﺮث -واﻟﻨﺎس ﻣﺸﻐﻮﻟﲔ ﺑﺎﻟﺰراﻋﺔ -وﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ أﻳﺎم ﻧﺄﺗﻮا ﻟﻚ ﺑﻜﺘﺎب ﻣﻦ ﻗﺪر ﻋﺸﺮة ﻛﺮارﻳﺲ،
)(1
ﻏﻨﺎء ،وﻋﺪة ﻗﺼﺎﺋﺪ -ﻣﻨﻬﺎ واﺣﺪة ﻧﻔﻮﺳﻴﺔ – )ﻇﻠﻬﺎ( ﻋﻤﻨﺎ اﳌﺮﺣﻮم إﺑﺮاﻫﻴﻢ )اﺑﻮﻓﺎﻟﻐﺪ( وأوﻟﻬﺎ :
)(2
إﻟﻰ ﺣﻀﺮة ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﻣﻮﺗﻴﻠﻨﺴــﻜﻲ :اﻟﺴــﻼم ﻋﻠﻴﻜﻢ ،ﻣﻦ ﻣﺤﺒﻜﻢ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺳــﻠﻴﻤﺎن اﻟﺸــﻤﺎﺧﻲ ،ﻓﺈن }ﻣﻦ{ )(3
ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻨﻪ )(4
)(...
! إﻧﻪ ﻳﺤﻤﺪ اﷲ وﻳﺸﻜﺮه؛ ﻏﻴﺮ أﻧﻪ ﻣﺘﺸﻮق إﻟﻴﻚ أﺷﺪ اﻟﻮﺣﺸﺔ.
ﻟﻘﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﻗﺴــﻨﻄﻴﻨﺔ ﻳﻮم 20ﻓﻲ اﻟﺸــﻬﺮ ،وﻣﻌﻲ ﺷــﻲء ﻣﻦ اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ،وﻟﻢ أﻗﺎﺑﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺳﻜﻴﻜﺪه.
إﻧﺸﺎء اﷲ ﻧﺘﻮﺟﻪ إﻟﻴﻬﺎ. وأﻣﺎ ﺟﻮاﺑﺎﺗﻚ ﻛﻠﻬﻢ وﺻﻠﻮا ،واﺳــﺘﻔﺪت ﻣﻨﻬﻢ ﺣﺼﻮل اﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺴــﻚ ،وﺣﻤــﺪت اﷲ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ،وﻛﺘﺒﺖ ﻟﻚ ﺟﻮاﺑــﺎ ﻏﻴﺮ ﻫﺬا ﻣــﻦ ﻃﺮاﺑﻠﺲ اﻟﻐﺮب ،وأﻋﻠﻤﺖ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻷﺷــﻴﺎء اﺧﺘﺼﺎرا ،ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﺤــﻞ ﳑﻨﻮع اﻟﺘﻄﻮﻳﻞ ﻓﻴﻪ، وأﻋﻠﻤﺘﻚ أن أﻟﻔﻮﻧﺴﻮا ﻓﺮح ﺑﻲ ﻓﺮﺣﺎ ً ﺷﺪﻳﺪاً ،واﺳﺘﺸﺮﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺪوم إﻟﻰ اﳉﻤﻴﻞ ،وﻗﺎل ﻟﻲ: )(5
أﺧﺒﺮﻧﻲ اﻟﺴﻴﺪ ﻣﻮﺗﻴﻠﻴﻨﺴﻜﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺟﻮاﺑﻪ إﻟﻲ ،وﻟﻢ }ﻧﺴﺘﺮح ﻟﻮﺟﻮدك ﻣﻌﻨﺎ{ ،ﻻﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﻌﻠﻢ أﺣﻮال ﻃﺮاﺑﻠﺲ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ. اﻋﻠﻢ ﻳﺎ إﺑﺮاﻫﻴﻢ }أﻧﻪ{ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﺗﺴﻠﻤﻮا ﻣﻨﻚ اﻟﺒﺎﺳﺒﻮرت ﻓﻲ ﺷﺎﻃﺊ اﻟﺒﺤﺮ ،ﻛﻠﻔﻮا ﺟﻮاﺳﻴﺲ ﻳﻨﺘﻈﺮون أﻣﺮك ،وﻣﺎ )(6
ﺗﻔﻌــﻞ وأﻳﻦ ﻣﻮﺿﻌﻚ وﻣﻊ ﻣﻦ
)(7
ﺗﻘﻌﺪ ،إﻟــﻰ إن ﻧﻈﺮوا
دﺧﻠﺖ ﻫﻨﺎ ،ﻋﺮﻓﻮا أﻣﺮك ،وأﻧﻚ ﻣﻦ رﻓﻘﺘﻨﺎ (...) ،وﻳﺠﺮوا ﻋﻠﻴﻚ
) (1ـ ﻳﻘﺎﺑﻠﻪ ﺑﺎﻟﻬﺠﺮي )اﻷرﺑﻌﺎء 1ﻣﺤﺮم 1299ﻫـ(.
) (2ـ ﻣﺎﺑﲔ }{ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ إﺿﺎﻓﺘﻲ ﻓﻼ ﺗﺴﺘﻘﻴﻢ اﳉﻤﻠﺔ إﻻ ﺑﻪ. ) (3ـ اﳌﻘﺼﻮد أﻟﻔﻮﻧﺴﻮا اﻟﻘﺎدم ذﻛﺮه ،ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ.
) (4ـ ﻣﺎﺑﲔ ) (...ﺣﺬﻓﺘﻪ ﻟﻌﺪم ﻟﺰوﻣﻪ وﳝﻜﻨﻜﻢ ﻣﺮاﺟﻌﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﳌﺮﻓﻘﺔ.
) (5ـ ﻓﻲ اﻻﺻﻞ }ﻧﺴﺮﺣﻚ ﺗﺘﻮﺟﺪ{ ﻓﺒﺪﻟﺘﻬﺎ ﻟﺮﻛﺎﻛﺘﻬﺎ وﺗﻠﺒﻴﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻬﻢ. ) (6ـ ﻗﻠﺒﺘﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﻟﻴﺴﺘﻘﻴﻢ اﳌﻌﻨﻰ.
ّژا ّﻟﻮت أف أﻳﺴــﺮ ّژا ّﻟﻮت )أﻳﻔﺨﻼف( ،واﻟﺒﻮاﻗﻲ ﺟﺮﺑﻴﺎت وﻋﺪﺗﻬﻦ ﻛﺜﻴﺮات ،وأﻣﺎ اﻟﻐﻨﺎء ﺳــﺄذﻛﺮ ﻟﻚ اﻟﺘﺴﻊ اﳌﻼزﱘ ،وﺷﻲ ﳉﻤﺎري. روﻣﻴﺲ ﻧـ ﺑﺎﺑﺎ ﻣﺒﺮوك أ ﻳﮕﻮّ ،دوﻧﻴﺖ ّ ﻳﺴﻴﺮ ﻣﻦ اﺎرﻳﺪ ،أول ذﻟﻚّ : ﻣﻘﺮ ﻧﻎ ﻣﺸﻜﻮ ،ﻣﺒﺮوك ﺣﺎري ،ﻓﻨﺎس ّﻧﻚ ﺳﻲ ّ أﺧﺮى :ﺑﺎب ﻳﻮي ﻛﺮ ﺑﻮش ﺧﺎﻟﻲ ﻳﮕﻮ ﺳــﻼن ،ﻧﺘﺶ ﺗﺎوي أﺳــﻴﻒ ،ﲤﻞ ﺑﺎرﻛﺖ ﺑﺎرﻛﺖ ،ﻣﺎﻣﻮا ؤرﺗﺒﺎش وار داه وار داه ،أﺧﺮى: ﺗﻜﺮ ﺗﺨﻮا د ﻃﻮرو ﺑﺸﻴﻞ أدرف ،ﻣﺴﻌﻮد ّﻧﺲ ﻳﺘﻘﻮى وﻟﻴﺎﺑﺎش ﺳــﻌﺖ ّ أﺳــﻄﻴﻂ ّﻧﻮ ﺷﺒﺤﻎ ﺗﻴﺎ ﺑﻬﻼﺗﻨﺖ ﻧﻴﺖ ﺗﻌﻄﻒ ،دي ّ أﻳـ ﻃﺮف. أﺧﺮى :ﻳﺎ وﻋﺪ اﷲ ﻣﺎي ﺋﮕﻴﻎ ،ﺣﺼﻠﻎ د ﻃﻴﻎ د ﺟﻠﻴﻎ ،ﺣﺼﻠﻎ دد ﻫﺎف ،دد ﻃﻴﻎ ﺑﻌﺪ أل ﺟﺎف ،ﲤﻠﻴﺪ ﻟﻜﺎن ﺋﻜﺎف ،ﻣﺪت ﻋﻤﺮي ﻟﻜﺮﺧﻴﻊ ،ﺣﺼﻠﻎ ددﻳﺲ ،ﺳــﻠﻎ اﻣﺎن ّﻧﻮ ﺳــﻴﺲ ،ﺣﺘﻰ ﻧﺶ ﻣﻮش أﺧﺼﻴﺺ ،ﺳﺴــﻨﻤﻠﻎ ول ت ـ ژرﻳﻎ ،ﺷﻢ ﳝﻌﺒﻮر ، ﺗﺪارت ّﱎ أف ّدور ،ﲤﻠﻴﺪ ﺧﻠﺘﻴﻢ ﻣﻨﺼﻮر أﺗﻴﮓ ﻟﺒﺮﻣﺖ ﺗﺎﻓﺮﺗﺰﻳﻎ. ود ْم أم أَداي ،ﻧﺶ ﺳـ ﻣﺼﻌﺪ ﺷﻚ ﺳـ أداي ،ﻛﻤﺎ ﻏﺮك ﻧـ ﺗﻐﻮﺳﻴﻮﻳﻦ. أﺧﺮى :ﺗﺨﻠﻴﺪ ﲤﺪاي ﻓﻠﻚ ُد َ أﺧﺮى :ﺷﻢ أﺗﺮاس ّﱎ ﻣﻮش أﺗﺮاس ،ﻳﻮت ﺷﻢ دي ﮔﺎﺟﻲ ﺗﻘﻤﺪاس ،ﻧﻴﺖ أﺗﺮاس ّﱎ ووه أﻣﺒﺨﻮس ،أﻳﻨﻔﻖ دي ﺗﻴﺴﻨﺖ أرﻧﻲ دي أﻟﻮس ،ﻟَﻢِ دي ﳌﻌﺎد أﺧﻤﺎﺳﻲ د ﻟﻜﻨﺒﻮس ،ﻟﻌﻤﺮ ّﱎ ﻳﻜﻤﻞ وﻣﻴﮕﻮش أرﻛﺎس. أﺧﺮى :ﺷﻚ أﻧﻜﻴﺲ ﻗﻴﻢ دي أﻣﻜﺎن ّﻧﻚ ،ﳌﻲ ﺗﺼﺎر ﺗﺰوا اوي أف ﺋﻐﻒ ّﻧﻚ ،ﻳﻨﻐﻴﺪ ﻳﺤﻲ ﻣﺪاي ،ﻳﺎﻃﺰ دﻳﺲ أﻟﺲ ﻧﻎ ﻣﺎي ﻳﺤﻲ ﻳﺪﺻﻮا ﻳﺘﺒﺴــﻢ ﻳﻐﻤﺲ ﻳﺮوا ،ﻳﻜﻤﺎس أﻳﻘﻮا د ﻳﻘﻴﻞ ﺗﺴــﻘﻴﻔﺖ أن ﺟﺎي ،ﻳﺤﻲ ﳝﻼﺳﻦ ﻏﻴﺮ ﻟﻘ ّﻠﺖ ﳕﺴﺎﺳﻦ ،ﻣﺎي ﻧﮕﺎﺳــﻦ ،ﻧﻔﺰع ﻧﻮت ﺳــﻠﻮاي ،ﻳﺤﻲ ﻧـ ﺗﻮﻧﻲ ﳝﻮم أم ﺳــﺒﻊ ﻧـ ﺗﻨﻮﻳﻦ ،ﻧﻴﺖ ﻳﮕﻮ دد روﻳﻦ ،ﳝﺎل ﻧـ وي ﻳﮕﻮرن ﺟﺎي ،ﻳﺠﻲ ﻣﻴﻨﺞ ﻳﺪﺟﻮ ﻣﺎداي اﻓﺠﺞ ،ﻳﺨﻤﺮ ﻳﺨﻤﺞ ،ﻏﺲ أﻫﺒﺎد ﻧـ ﺗﺒﻠﺤﺎي ،ﻳﺤﻲ أﻣﺤﺪﻳﻖ ّزﻫﻮ ّﻧﺲ ﻏﻴﺮ أﺑﺮﻳﻖ. ﰎ ﻣﺎوﺟﺪت ﻣﻨﻪ
) (7ـ رأواك.
-8-
-9-
¦3:
أﻗﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ،واﺳــﺘﺤﻔﺾ ﻋﻨﻪ وﻻ ﺗﺰﻳﺪ ،إﻟﻰ أن ﻳﺠﻤﻊ اﷲ ﺑﻴﻨﻨﺎ ،ﻓﻲ ﺳــﺎﻋﺔ اﳋﻴﺮ إﻧﺸﺎء اﷲ ،وﻳﻜﻮن ﻓﻲ اﻟﺘﻞ ﻻ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء.
ﲢﻠﻴﻞ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ
ﺗﻘﺪﱘ
وأﻳﻀﺎ أﻋﻠﻤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﺄن اﻵﻣﺔ إن أﻧﺖ ﻗﺪرت ﺗﻜﻠﻒ أﺣﺪ ﻳﺒﻴﻌﻬﺎ ﻟﻨﺎ ،اﻓﻌﻞ ﲟﺎ ﻓﺘﺢ اﷲ ﻟﻨﺎ ،وأﺟﺘﻬﺪ ﻓﻲ ،وإﻻ أﺧﺒﺮﻧﺎ ﺑﺠﻮاب وﺻﻮل ﻫﺬا إﻟﻴﻚ ،وﻻ ﲤﻬﻞ ،وﺑﻠﻎ ﺳﻼﻣﻨﺎ إﻟﻰ ﻛﺎﻓﺔ أﺣﺒﺎﺑﻨﺎ ﻣﻦ اﳊﻜﺎم ،وﺑﻠﻎ اﻟﺴﻼم إﻟﻰ أﺧﻴﻨﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎن ﺑﻦ ﺣﺎﺟﻮا وﻻ ﺗﺮﻳﻪ ﻣﻦ ﻫﺬا ﺷﻴﺌﺎ.
ﺗﻨﺒﻪ :اﳌﻼزﱘ ،واﻟﺘﺠﺎرﻳﺪ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﺪى اﻟﻨﻔﻮﺳــﻴﲔ ،وﻫﻲ ﺗﺒﺪوا ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ﻣﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﲔ اﻟﺸﻤﺎﺧﻲ وﻣﻮﺗﻴﻠﻨﺴﻜﻲ ،او ﻋﻨﺪ ﻣﺘﺤﺪﺛﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺼﺮه ،وﺧﻴﺮ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ أن اﻟﺸﻤﺎﺧﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻌﺮض
وﺑﻠﻎ اﻟﺴﻼم إﻟﻰ ﻋﻤﻨﺎ اﳊﺎج اﺣﻤﺪ ﺑﻦ داود وإﻟﻰ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ واﻟﺴﻼم
)(1
ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ "ﺋﻐﺎﺳﺮا د ﺋﺒﺮﻳﺪن"
ﻟﻠﻤﺼﻄﻠﺤﺎت اﳌﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺼﺮه ﻟﻠﺸﻌﺮ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻲ.
_ 1ذﻛﺮ اﻟﺸﻤﺎﺧﻲ اﻟﺼﺪر اﻷول ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺮﺳﻞ ﺑﻬﺎ ﻻﺣﻘﺎ ﳌﻮﺗﻴﻠﻨﺴﻜﻲ ،وﻣﺴﺘﻬﻠﻬﺎ ﻳﻘﻮل:
ّژا ّﻟﻮت أف أﻳﺴﺮ ّژا ّﻟﻮت ﻳﺒﺪوا إﻧﻬﺎ ﺟﺰء ﻣﻦ أﻫﺎزﻳﺞ دﻳﻨﻴﺔ ،وﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺳــﻮى ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺖ ،واﻟﻼﻓﺖ ﻟﻠﻨﻈﺮ أن اﻟﺸــﻤﺎﺧﻲ اﺳﺘﺨﺪم ﻛﻠﻤﺔ ﺗﻌﺘﺒــﺮ ﻣﻨﻘﺮﺿﺔ ﻓﻲ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ،ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻫﻲ أﻳﺴـﺮ وردت ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﻋــﺪة ﻣﺨﻄﻮﻃﺎت وﻣﺆﻟﻔﺎت أﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ،وﻣﻦ أﺷــﻬﺮﻫﺎ ﻛﺘﺎب اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﻷﺑﻲ ﻏﺎﱎ ﺑﺸــﺮ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻏﺎﱎ اﳋﺮﺳــﺎﻧﻲ ،واﻟﺘﻲ ﻗﺎم اﻟﺸــﻴﺦ ﻣﺴــﻌﻮد ﺑﻦ )(2
ﻋﺒــﺪ اﻷﻋﻠــﻰ ﺗﻐﻤﺪه اﷲ ﺑﺮﺣﻤﺘﻪ ﺑﻮﺿﻊ ﻗﺎﻣﻮس ﺑﺎﳌﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﻮاردة ﻓﻴﻬﺎ
)وﻫﻮ ﺑﺤﻮزة ﻣﺆﺳﺴــﺔ ﺗﺎواﻟﺖ
اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ( واﻟﺘﻲ ﻧﺴــﺨﻬﺎ ﻋﻨﻪ اﻟﺸــﻴﺦ أﺑﻮ زﻛﺮﻳﺎ ﻳﺤﻲ اﻟﻴﻔﺮﻧﻲ ،ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳــﻊ اﻟﻬﺠﺮي ،أي ﺣﻮاﻟﻲ اﻟﻘﺮن اﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸــﺮ اﳌﻴﻼدي ،وذﻛﺮ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻄﻮﻃﺔ اﻧﻪ رﺗﺐ ﻛﻞ اﻟﻘﺎﻣﻮس ﺣﺴــﺐ اﳊﺮوف اﻷﺑﺠﺪﻳﺔ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ اﻟﺘﺴﻌﺔ ﻋﺸﺮ، إﻻ ﺧﻤﺲ ﻛﻠﻤﺎت وﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﳌﻘﺪﻣﺔ ﻷﻫﻤﻴﺘﻬﺎ وﻫﻲ: أﻳﻮش )ﻣﻔﺮد ﻻ ﺟﻤﻊ ﻟﻪ( ﻫﻮ اﷲ ﺳــﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ،أﳒﻠﻮﺳـﻦ )ﻣﻔﺮده( اﳒﻠﻮس وﻫﻢ اﳌﻼﺋﻜﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴــﻼم، ؤﻳﺴـﺎر )ﺟﻤﻌﻪ( ﺋﺴـﺎرن وﻫﻢ اﻷﻧﺒﻴﺎء رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻢ ،وﻫﺬا اﻷﺧﻴﺮ ﻫﻮ اﻟﺸــﺎﻫﺪ ﻓﻲ اﳌﻘﺎﻟﺔ .ﻳﺒﺪو ﻟﻲ أن اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﺘﻲ وردة ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺸــﻌﺮي اﳌﻘﺼﻮد ﺑﻬﺎ ﻫﻮ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳــﻠﻢ ،وإﳕﺎ وردة ﺑﺼﻴﻐﺔ اﻷﻟﻒ ﺑﺪل اﻟﻮاو ﻟﻌﺪم ﺗﻘﻴﺪ اﻟﺸﻤﺎﺧﻲ ﻟﻘﻮاﻋﺪ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ،وﻫﺬا واﺿﺢ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ "ﺋﻐﺎﺳﺮا د ﺋﺒﺮﻳﺪن" ،ﻓﻠﻘﺪ وﺟﺪﻧﺎ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ ﻓﻲ إﻋﺎدة ﺻﻴﺎﻏﺘﻪ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﳌﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻴﻮم ،ﺣﺘﻰ اﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﺒﻊ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﻨﻔﻮﺳــﻴﲔ ﻓﻲ اﻟﺘﺸــﻜﻴﻞ ،وإن ِ ﺴ ْﺮ ،ﳑﺎ ﻳﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ ﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻣﻮس. ُ ﺷﻜﱢ ﻠَﺖ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﺴﻮف ﺗﺼﺒﺢ ﻋﻠﻰ اﻗﺮب ﺗﻘﺪﻳﺮ ا ُ ْﻳ َ
) (1ـ اول ﻛﺘﺎب ﺗﻨﺸﺮه ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﺎواﻟﺖ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ. ) (2ـﺳﻮف ﻧﻘﻮم ﺑﻮﺿﻊ اﻟﻘﺎﻣﻮس ﺑﲔ ﻳﺪي اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ واﳌﻬﺘﻤﲔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻗﺮﻳﺒﺎ إﻧﺸﺎء اﷲ.
- 10 -
- 11 -
¦3:
ﲢﻠﻴﻞ اﻟﻮزن اﻟﺸﻌﺮي ﻟﻸﺑﻴﺎت
) _ 2واﻟﺒﻮاﻗﻲ ﺟﺮﺑﻴﺎت وﻋﺪﺗﻬﻦ ﻛﺜﻴﺮات ،وأﻣﺎ اﻟﻐﻨﺎء ﺳﺄذﻛﺮ ﻟﻚ اﻟﺘﺴﻊ اﳌﻼزﱘ ،وﺷﻲ ﻳﺴﻴﺮ ﻣﻦ اﺎرﻳﺪ(. ﺗﻨﺒﻴﻪ :ﻳﺒﺪو ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺼﻴﻐﺔ أن ﻣﺎ ﺳﻮف ﻳﺄﺗﻲ ذﻛﺮه ﻣﻦ اﻷﺑﻴﺎت ﺗﻨﺴﺐ ﳌﻨﻄﻘﺔ ﺟﺮﺑﺔ ،ﻓﻲ ﺟﻨﻮب ﺗﻮﻧﺲ ،وﻟﻜﻦ ﻓﻲ اﳊﻘﻴﻘﺔ اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺎﻗﻲ ﻣﺎ ﺳﻮف ﻳﺮﺳﻞ إﻟﻪ وﺳﻮف ﻳﺘﺒﲔ ﻟﻚ ذﻟﻚ ﻻﺣﻘﺎ ً.
ﻻ ﻳﻌﻴﺮ اﻟﻨﻔﻮﺳــﻴﲔ أﻫﻤﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﳌﺎ ﻳﺴــﻤﻰ اﻷوزان اﻟﺸــﻌﺮﻳﺔ ،وﻫﺬا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ اﻟﺒﺘﺔ اﻧﻬــﻢ ﻻ ﻳﺘﻘﻴﺪون ﺑﻬﺎ ،وﻟﻜﻦ )(1
ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺬﻟﻚ ،ﻋﻠﻰ ﻏﺮار ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ إﺧﻮاﻧﻬﻢ ﻓﻲ اﳉﺰاﺋﺮ واﳌﻐﺮب ،وﻋﻠﻰ اﳌﻘﺼﻮد أﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﻟﻢ ﻳﻀﻌﻮا ﻣﺼﻨﻔﺎ ّ أي ﺣﺎل ﻓـ ﺗﺎﻻﻻﻳﺖ أو اﻷوزان اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ،ﻋﻠﻢ ﻣﺴﺘﺤﺪث ﻓﺎﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺴﻠﻴﻘﺔ.
ﻳﻘﻮل اﻟﺒﻴﺖ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ:
ﻣﻘﺮ ﻧﻎ ﻣﺸﻜﻮ روﻣﻴﺲ ﻧـ ﺑﺎﺑﺎ ﻣﺒﺮوك أ ﻳﮕﻮدوﻧﻴﺖ ّ ّ ّ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﻘﻄﻊ اﻟﺸــﻌﺮي أود أن أﺑﲔ ﻣﺴــﺄﻟﺘﲔ ﻣﻬﻤﺘﲔ ﻟﻄﺎﳌﺎ ﻏﺎﺑﺖ ﻋﻦ أذﻫﺎن اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﺘﺤﺪﺛﻲ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ وﻫﻲ ﻣﺴــﺄﻟﺔ ،اﺧﺘﻼف اﻟﺘﻨﻮع )اﳌﺘﺸﺎﺑﻬﺎت اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ،(Sinonymesواﺧﺘﻼف اﻟﺘﻀﺎد )وﺿﻊ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﳌﻔﺮدة (Lexique ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ ،وﻫﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻮﻗﻊ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﻟﺒﺲ ﻣﻦ أﻣﺮﻫﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻮﺣﺪة اﻟﻠﻐﺔ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ. روﻣﻮ اﻟﻮاردة ﻓﻲ اﻵﺑﻴﺎت اﻟﺴــﺎﺑﻘﺔ وﻳﻘــﺎل ؤﻣﺎ ،واﻻﺧﺘﻼف ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻧﺎﰋ ﻣﺜــﺎل ﻋﻠــﻰ ذﻟﻚ :ﻳﻘﺎل ﻓﻲ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ّ
ِ روﻣﻮ ﺗﻌﻨﻴﺎن اﻷخ اﻟﺸﻘﻴﻖ ،ﻓﻬﻮ ﻣﻦ اﻟﻨﻮع اﻷول ﻣﻦ ﻋﻦ ﻏﻨﻰ اﳌﻌﺠﻢ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻲ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻷﻟﻔﺎظ ﻓـ ؤﻣﺎ أو ّ اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت -أي اﳌﺘﺸﺎﺑﻬﺎت اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻓﻲ ﻋﺠﺰ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺸــﻌﺮي ﳒﺪ ﻛﻠﻤﺔ ّ ﻣﻘﺮ واﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻣﺸﻚ واﻟﺘﻲ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﺑﺎﳌﻘﺎرﻧﺔ ﺑـ ّ ﻓﻬــﻲ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت ،ﻓﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ّ ﻓﺎﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺸـﻚ ﺗﻌﻨﻲ اﻟﺪﻗﻴﻖ اﳌﺘﻨﺎﻫﻲ اﻟﺪﻗﺔ ﻣﻦ اﻷﺷــﻴﺎء ، ّ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﲟﻌﻨﻰ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻋﻤﻮﻣﺎ ،واﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﮋّي وﻫﻲ ﻣﺎزاﻟﺖ ﻣﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻋﻨﺪ ﻏﺪاﻣﺲ وﻏﺎت وﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻣﻦ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﳌﺘﺤﺪﺛﺔ ﺑﺎﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ،ﻓﺘﻨﺎﺳــﻰ أﻫﻞ ﻧﻔﻮﺳﺔ اﻟﻠﻔﻆ ﻣﮋّي واﺳﺘﺒﺪﻟﻮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻠﻔﻆ ّ ﻣﺸﻚ ﳌﺎ أﺻﺎب ﻟﻐﺔ اﳋﻄﺎب اﻟﻴﻮﻣﻲ ﻣﻦ اﻧﺤﺴﺎر وﻗﻠﺔ اﺳﺘﻌﻤﺎل ،وﻫﻨﺎ ﻳﺄﺗﻲ دور اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﳌﺪرﺳﻲ ،واﻹﻋﻼم ﻓﻲ إﻋﺎدة اﺳﺘﺨﺪام اﻷﻟﻔﺎظ اﳌﻤﺎﺗﻪ. ﻣﻠﺤﻮﻇﺔ:
وﻟﻜﻲ ﳕﺜﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎذﻛﺮﻧﺎ إرﺗﺄﻳﻨﺎ أن ﻧﺰن ﻫﺬا اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺸﻌﺮي ،ﻟﻨﻮﺿﺢ اﳌﻘﺼﻮد ﺑـ ﺗﺎﻻﻻﻳﺖ . )(2
رو
ﳑﻲ
ﺳﻨﺐ
اب
ام
ﺑﺮو
ﻛﺄ ي
)(3
ﮔﻮدد
وﻧﻲ
ﰎ
ﻗﻘﺮ
ﻧﻎ
ﻣﺸﺸﻜﻮ
ﻻ
ﻻ
ﻻي
ﻻ
ﻟﻲ
ﻻ
ﻟﻲ
داي
ﻻ
ﻟﻲ
ﻻ
ﻻ
ﻻل
أ _ اﻟــﺪال ﻓــﻲ ﺻــﺪر اﻟﺒﻴــﺖ ﮔـﻮ ﺗﺒــﲔ اﻧﺘﻬــﺎء اﻟﺸــﻄﺮ ﺑـ ﺣــﺮف ﺻﺤﻴــﺢ وﻫــﻲ داﺋﻤــﺎ ﺗﺨﺘــﻢ ﺑﺎﳊــﺮوف اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ )ب/د/گ/ز/ج /ﻫـ(. اﳌﻀﻌﻔﺔ ﺑﺎﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺣﺮف واﺣﺪ ﺣﲔ وزﻧﻬﺎ. ب _ اﳊﺮوف ّ اﻟﺒﺤﺎث ج _ إن ﻫﺬا اﻟﻮزن ﺣﺴــﺐ ﺑﻌﺾ ُ
)(4
ﻫﻮ اﻟﻮزن اﳌﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻪ واﻷﻛﺜﺮ اﺳــﺘﺨﺪﻣﺎ ،ﻓﻲ اﻟﻘﺮﻧﲔ اﻟﺴــﺎدس ﻋﺸــﺮ
واﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ اﳌﻴﻼدﻳﲔ. - 3وأﺧﺮى
ﻼك د /وودم أم ؤداي ﺗﺨﻠﻴﺪ ﲤﺪاي ﻓ ّ أداي ﻧﺶ ﺳـ ﻣﺼﻌﺪ /ﺷﻚ ﺳـ ّ
ﲢﻠﻴﻞ اﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻲ ﺠﺎء اﻟﺸــﻌﺮي )ﺿﺪ اﳌﺪح( اﳌﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻠﻐﺎت ،واﻟﺬي ﻳﻬﻤﻨﺎ ﻫﻨﺎ اﻷﺑﻴﺎت اﻟﺴــﺎﺑﻖ ذﻛﺮﻫﺎ ﺗﻘﻊ ﺿﻤﻦ اﻟﻬِ َ
)(1
ﻳﺴــﺘﻐﻞ أﻋﺪاء اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ
وﻳﺴــﺎﻧﺪﻫﻢ ﺟﻬﻠﺔ ﻋﺎﻣــﺔ اﻷﻣﺎزﻳﻎ ﻓﻲ اﻟﻘﺪح ﻓﻲ اﻟﻠﻐــﺔ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ،وﻛﻮﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮد
ﻟﻬﺠــﺎت ﻻ ﳝﻜــﻦ أن ﺗﺮﺗﻘــﻲ ﻷن ﺗﻜﻮن ﻟﻐﺔ ﻋﻠــﻢ وﻛﺘﺎﺑﺔ ،وﻛﻮن ﻫﺬا اﳋــﻼف ﻧﺎﰋ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻟﻬﺠﺎت ﻣﺸــﺘﺘﺔ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺗﻮﺣﻴﺪﻫﺎ ،وﻳﺴــﺘﺨﺪﻣﻮن ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻟﻼﺳــﺘﺪﻻل ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻮﻻﺗﻬﻢ ،وﻫﺬا ﻧﺎﰋ إﻣﺎ ﻋﻦ ﺟﻬﻠﻬﻢ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ،
) (1ـ ﻣﻦ أﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻷوزان اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻫﻮ رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺘﻮراة ﻟﻸﺳﺘﺎذ ﺣﺴﲔ ﺟﻮاد ﺑﻌﻨﻮان Mètres et rythmes de la poésie oral en berbère Marocain 1986 ) (2ـ ﺗﺎﻻﻻﻳﺖ ،ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻌﻞ ﻟﻴﻠﻮ أي ﺗﻜﺮار اﻟﻠﻔﻆ ﻟﻮﻟﻮﻟﻲ ،واﻻﺻﻞ ﻓﻴﻪ اﻟﺰﻏﺮودة أو أﺳﻠﻴﻠﻮ ،وﻫﻲ ﻣﻌﺮوف
وﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻟﺪى ﻛﻞ اﻟﻠﻴﺒﻴﲔ ،ﻳﻘﻮل روﺑﺮﺗﺴﻮن ﺳﻤﻴﺚ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ دﻳﺎﻧﺔ اﻟﺴﺎﻣﻴﲔ ،ان ﻫﺬا اﻟﻐﻨﺎء اﻟﻄﻘﺴﻲ اﻟﻠﻴﺒﻲ
أو ﻧﻴﺔ ﻣﺒﻴﺘﺔ ﻓﻲ أﻧﻔﺴﻬﻢ.
)ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﺰﻏﺮودة( ﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﻄﻮر ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ واﻧﺘﻘﻞ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻴﻮﻧﺎن اﻟﻰ اﻟﻴﻬﻮد ،وﻋﺮف ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺼﺎرى ﺑﺈﺳﻢ
) (1ـ ﻣﻦ أﻣﺜﺎل ﻋﻠﻲ ﻓﻬﻤﻲ ﺧﺸﻴﻢ ،وﻋﺜﻤﺎن ﺳﻌﺪي وﻏﻴﺮﻫﻤﺎ.
) (3ـ أ ﻫﻨﺎ ﻧﺎﻗﺼﺔ وإﻻ اﻟﻮزن ﺳﻮف ﻳﺨﺘﻞ .اﻻﺻﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻮ أد أي ﮔﻮ ﻓﺤﺬﻓﺖ اﻟﺪال واﻻﻟﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻴﻬﺎ ﻟﻠﺘﺴﻬﻴﻞ.
"اﻟﻬﺎﻻﻟﻮﻳﻪ" ص 213ﻻﺣﻆ وﻗﺎرن ﺑﲔ إﺳﻢ اﻟﻔﻌﻞ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻲ أﺳﻠﻴﻠﻮ واﻟﻬﺎﻻﻟﻮﻳﺔ ،وﻛﺬاﻟﻚ اﻟﺘﻬﻠﻴﻠﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب.
- 12 -
) (4ـ راﺟﻊ Nico Van Den Boogertﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ e Berber Literary Tradition of the Sousص 54
- 13 -
اﻟﺮﻣﺰﻳﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻵﺑﻴﺎت وﻟﻌﻠﻪ ﻣﻦ اﻷﻓﻴﺪ أن ﻧﺒﲔ اﳌﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﺮﻣﺰﻳﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ. "اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ اﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﻫﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺳــﻤﺎء ،واﻷﻓﻌﺎل واﻟﺘﺮاﻛﻴﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﻨـﺰاح ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ،ﻟﺘﺴﺘﻤﺪ ﻣﻌﺎﻧــﻲ أﺧﺮى رﻣﺰﻳﺔ ﺗﻨﻬﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر ،وﻣﻨﺎﺑﻊ ﻣﺘﻌﺪدة ﻛﺎﻟﻄﻘﻮس ،واﳌﻌﺘﻘﺪات ،واﻟﻌﺎدات ،واﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ،وﻛﻞ اﻟﺘﺠﻠﻴﺎت )(1
اﳊﻀﺎرﻳﺔ" . ﻳﻌﺘﺒــﺮ ﺗﻮﻇﻴــﻒ اﻟﺮﻣﻮز ﻓﻲ اﻟﺸــﻌﺮ ﻣﻦ اﻷدوات اﻟﻔﻨﻴــﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻌﻴﺎر ﻣﺪى ﺑﺮاﻋﺔ اﻟﺸــﺎﻋﺮ ،وﻣــﺪى ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻻﺳــﺘﻔﺎدة ﻣــﻦ اﻟﻠﻐــﺔ اﻟﺮﻣﺰﻳﺔ .وﺑﻘﺪرة ﻫــﺬه اﻟﻠﻐﺔ ﻋﻠﻰ اﺳــﺘﺤﻀﺎر اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ اﻟﺮﻣﺰﻳﺔ اﳌﺸــﺘﺮﻛﺔ ﺑﲔ اﻟﺸــﺎﻋﺮ وﺑﲔ اﳌﺘﺬوﻗﲔ.
ﺳﻮف ﻧﻘﻮم ﺑﻮﺿﻊ ﲢﻠﻴﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﻟﻸﺑﻴﺎت اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟﻮاردة ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺮﺳﻠﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳌﻘﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺳﻮف ﺗﻨﺸﺮ ﺗﺒﺎﻋﺎ ً.
) (1ـ د .ﻋﻤﺮ أﻣﺮﻳﺮ ،رﻣﻮز اﻟﺸﻌﺮ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻲ وﺗﺄﺛﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺴﻼم ص 68
- 14 -
ﺳﻠﺴﻠﺔ دراﺳﺎت ﻧﻔﻮﺳﻴﺔ )(3
)(1
ﻣﻮﺣﻤﺪ ؤ ﻣﺎدي
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﻗﺼﺘﻲ ﻣﻊ ﻣﺪوﻧﺔ أﺑــﻲ ﻏﺎﱎ ﻗﺼﺔ ﻗﺪﳝﺔ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻌﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻌﻨﻮان ﺧﻼل اﺿﻄﻼﻋﻲ
ﻋﻠــﻰ ﻛﺘــﺎب اﻟﻮﺿﻊ ﻷﺑﻲ زﻛﺮﻳﺎ اﳉﻨﺎوﻧﻲ اﻟﻨﻔﻮﺳــﻲ ،ﺣﻴــﺚ ذﻛﺮ ﻣﺤﻘﻖ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺸــﻴﺦ أﺑﻮ إﺳﺤﺎق ﻃﻔﻴﺶ أﻧﻪ ":ﻗﺪ أﻟﻒ ﻋﻠﻤﺎء ﻧﻔﻮﺳﺔ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ ﺑﺎﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ،ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ وﺻﻞ إﻟﻴﻨﺎ، وﻣﻨﻬــﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺼﻞ إﻟﻴﻨﺎ ،ﻷن اﻟﻌﻮادي أﺗﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ...أﻣﺎ اﻟﻨﺜﺮ واﻟﻨﻘﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ﻓﻜﺜﻴﺮ ،وﻟﻘﺪ رأﻳﺖ ﻧﺴــﺨﺔ ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ أﺑﻲ ﻏﺎﱎ ﺑﺸــﺮ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻏﺎﱎ اﳋﺮﺳــﺎﻧﻲ -اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﻣﺘﺮﺟﻤﺔ إﻟﻰ اﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ" ) ،(2ﻏﻴﺮ أن اﻟﺸــﻴﺦ ﻃﻔﻴﺶ ﻟﻢ ﻳﺤﺪد أي ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت إﺿﺎﻓﻴﺔ ﺗﺪﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣــﻜﺎن وﺟﻮد ﻫــﺬا اﻄﻮط ،ﻓﺄﺧﺬت ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻲ اﺳــﺘﺨﺪام ﻛﻞ اﻟﺴــﺒﻞ اﳌﻤﻜﻨﺔ ﻟﻠﺤﺼﻮل ) (1ـ أﺑﻲ ﻏﺎﱎ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ أي ﻏﺎﱎ اﳋﺮﺳﺎﻧﻲ ،ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﻬﺠﺮة ﺑﺮز ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻹﺑﺎﺿﻴﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻘﺒﻮا
ﺑﺎﳋﺮﺳﺎﻧﻴﲔ ،إﻣﺎ ﺑﺎﻟﻮﻻدة ،أو ﺑﺎﻹﻗﺎﻣﺔ ،وأﺳﻬﻤﻮا ﺑﺤﻔﻆ اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻹﺑﺎﺿﻴﺔ وﺗﺪوﻳﻨﻬﺎ ﻋﻦ أﺑﻲ ﻋﺒﻴﺪه ﻣﺴﻠﻢ وﻣﻦ ﺑﲔ
ﻫﺆﻻء ﻋﺎﻟﻢ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺰﻣﻦ ،ﻫﻮ ﻣﺆﻟﻒ اﳌﺪوﻧﺔ ﻋﺎش ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺑﲔ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻨﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﻬﺠﺮة واﻟﻌﻘﻮد اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﻬﺠﺮي اﻟﺜﺎﻟﺚ ) 205 – 148ﻫـ 820 – 765 /م( .ﻋﻤﺮو ﺧﻠﻴﻔﺔ اﻟﻨﺎﻣﻲ ،دراﺳﺎت ﻋﻦ اﻹﺑﺎﺿﻴﺔ ص 133ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر
و ﻟﻌﻠﻤﺎء ﻧﻔﻮﺳﺔ اﻟﻔﻀﻞ ﻓﻲ اﳊﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﳌﺪوﻧﺔ ،وﻳﺮﺟﻊ اﻟﻔﻀﻞ ﻓﻲ ﻫﺬا أوﻻ ﻟﻌﻤﺮوس ﺑﻦ ﻓﺘﺢ اﻟﻨﻔﻮﺳﻲ ﻓﻲ إﻧﻘﺎذ
ﺗﻮﺟﻬﻪ إﻟﻰ ﺗﻴﻬﺮت ،ﻓﺎﺟﺘﻬﺪ ﻋﻤﺮوس ﻓﻲ اﳌﺪوﻧﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻗﺎم ﺑﺎﺳﺘﻨﺴﺎﺧﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮك أﺑﻮ ﻏﺎﱎ ﻋﻨﺪه ﻧﺴﺨﺔ أﺛﻨﺎء ّ ﺗﺪوﻳﻨﻬﺎ ﻣﺴﺘﻌﻴﻨﺎ ﺑﺄﺧﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﲤﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ ،وﻟﻮﻻه ﻷﺻﺒﺤﺖ ﻓﻲ ﻋﺪاد اﳌﻔﻘﻮدات .راﺟﻊ ﻃﺒﻘﺎت اﻟﺪرﺟﻴﻨﻲ 323/2 ) _ (2ﻛﺘﺎب اﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ اﻷﺻﻮل واﻟﻔﻘﻪ ،ﻷﺑﻲ زﻛﺮﻳﺎ ﻳﺤﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ اﳋﻴﺮ اﳉﻨﺎوﻧﻲ اﻟﻨﻔﻮﺳﻲ ص 11-10
-1-
ﻋﻠﻰ ﻧﺴــﺨﺔ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻄﻮط ،ﻓﺮاﺳــﻠﺖ ﻛﻞ اﳌﺮاﺟﻊ اﻟﺘﻲ أﻋﺘﻤــﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻄﻮﻃﺎت ،ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ واﳉﺰاﺋﺮ وﺗﻮﻧﺲ واﳌﻐﺮب ،وﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺑﺤﺚ وﻋﻨﺎء دام ﺳــﻨﺘﲔ ﻛﺎﻣﻠﺘﲔ ﻟﻢ ﻳﺼﻠﻨﻲ ﻣﻦ أﺟﻮﺑﺔ ،ﺳﻮى ﺗﺨﻤﻴﻨﺎت ﻋﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ وﺟﻮد ﻫﺬا اﻄﻮط ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك. وﺑﻌﺪ أن ﻓﻘﺪت ﺳﺒﻞ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻄﻮط ﺑﺎﻟﻄﺮق اﳌﺄﻟﻮﻓﺔ ﻟﺪي -ﻛﻤﺎ أﺳﻠﻔﺖ ، -وﺧﻼل ﻣﻄﺎﻟﻌﺘــﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب اﻟﺴــﻴﺮة وأﺧﺒﺎر اﻷﺋﻤﺔ اﳌﻌﺮوف ﺑﺎﺳــﻢ ﺳــﻴﺮ أﺑﻲ زﻛﺮﻳــﺎ ،ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤــﻦ أﻳﻮب ،ﺣﻴﺚ ذﻛﺮ ﻫﺬا اﻷﺧﻴﺮ أﻧﻪ اﺿﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻧﺴــﺨﺔ ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ اﳌﺬﻛﻮرة ﺑﺤﻮزة ﺑﻦ اﳌﺴﺘﺸﺮق اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﻮﺳﺘﺮو ) ،(1وذﻛﺮ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﻣﺎ ذﻛﺮه أن ﻫﺬا اﻷﺧﻴﺮ ورث ﻫﺬه اﻄﻮﻃﺎت ﻣــﻦ أﺑﻴﻪ اﻟــﺬي ﻛﺎن ﻗﺪ ﲢﺼــﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺧﻠﻞ إﻗﺎﻣﺘﻪ ﻓــﻲ ﺗﻮﻧﺲ ،وأﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜــﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ اﻟﻌﻠﻤﻴــﺔ ،وأﻧﻪ أراد ﺑﻴﻌﻬــﺎ ،ﻓﺎﻗﺘﺮح ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻴﻌﻬﺎ ﺑﻘﻴﻤﺔ رﻣﺰﻳﺔ ﻟﻜــﻲ ﻳﺘﻢ وﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻴﺘﻢ اﻻﺳــﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ،وﺑﻌﺪ أﺧﺬ ورد اﻗﺘﻨﻊ ﺑﻦ اﻟﺒﺎﺣﺚ واﳌﺴﺘﺸــﺮق ﺟﺎن دوﻧﻲ ﺑﻮﺳﺘﺮو ﺑﻮﺿﻊ اﻟﻨﺴﺨﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﺄودع اﻄﻮط ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﺔ "ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺪراﺳــﺎت اﻟﻠﺴــﺎﻧﻴﺔ واﻷدﺑﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ")(2
اﻟﺬي ﻳﺸــﺮف ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴــﻴﺪ دﻳﻔــﺪ ﻛﻮﻫﲔ اﻟﺘﺎﺑﻊ
ﻟﻠﻤﺮﻛــﺰ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺒﺤﻮث اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺑﺒﺎرﻳﺲ .ﻓﺘﻮﺟﻬﺖ ﻣﻦ ﻓﻮري إﻟﻰ اﳌﺮﻛﺰ اﳌﺬﻛﻮر وﻟﻸﺳــﻒ اﻟﺸــﺪﻳﺪ أﻋﻠﻤﺖ أﻧﻪ ﻗﺪ ﰎ إﻏﻼﻗﻪ ﻣﻨﺬ ﺳــﻨﺔ 82وﰎ ﺗﻮزﻳﻊ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻮدع ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺨﻄﻮﻃﺎت ﺑﲔ ﻣﺮاﻛﺰ ﻣﺘﻌﺪدة ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ .ﻓﻌﺪة إﻟﻰ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺼﻔﺮ ﻓﻲ ﺑﺤﺜﻲ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻄﻮط ،ﻓﺤﺎوﻟﺖ ﺟﺎﻫﺪا اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻗﻢ اﻟﻬﺎﺗﻔﻲ ﻷﺧﺮ ﻣﺪﻳﺮ ﻟﻬﺬا اﳌﺮﻛﺰ وﻫﻮ اﻟﺴﻴﺪ"داﻓﻴﺪ ﻛﻮﻫﲔ" ،واﻟﺬي ﻋﻠﻤــﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ أﻧــﻪ ﻛﺎن ﻣﺪﻳﺮ ﳌﺮﻛﺰ ﳑﺎﺛﻞ ﻟﺬﻟــﻚ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﻴﻮن ﻓﻲ اﳉﻨــﻮب اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﻓﺮﻧﺴﺎ ،ﻓﺎﺗﺼﻠﺖ ﺑﻪ ﻋﺪة ﻣﺮات وﻟﻢ أﲢﺼﻞ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻮاب إﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا. ﻓﻲ اﳊﻘﻴﻘﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﺪم ﺣﺼﻮﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻄﻮط ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﳌﺮﻛﺰ اﳌﺬﻛﻮر أﻧﻔﺎ ً ﻟﻴﺜﻨﻲ ﻋﺰﻣﻲ ﻓﻲ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻘﺮرت اﻧﺘﻬﺎج ﺳــﺒﻴﻞ أﺧﺮ وﻫــﻮ اﻻﺗﺼﺎل ﲟﺮﻛﺰ اﻄﻮﻃﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ ،وﻣﺮﻛﺰ اﻹﳕﺎء اﻟﻌﺮﺑﻲ)(2
وﺳﻂ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑﺎرﻳﺲ ﻛﺬﻟﻚ ،وﻟﻜﻦ ﻻ ﺣﻴﺎة ﳌﻦ ﺗﻨﺎدي ،ﻓﻼ اﳌﺴﺘﺸﺮق ﻫﻮ Jean-Auguste Bossoutrotـ )(1
(2) _ C.N.R.S .. Centre de littérature et de linguistique arabe.
) _ (3ﻣﺮﻛﺰ اﻹﳕﺎء اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻨﺎﻳﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﺟﺪا أﻗﺎﻣﺘﻬﺎ اﳊﻜﻮﻣﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ دراﺳﺎت وﺑﺤﻮث اﻟﻠﻐﺔ
واﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻳﻌﺮف اﺧﺘﺼﺎرا ﺑﺎﺳﻢ IMA
-2-
اﳌﺮﻛﺰ اﻷول أو اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻛﺎن ﳝﻠﻚ اﻄﻮط اﳌﺬﻛﻮر ،أو ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻨﻪ ﻧﺴﺨﺔ ،أو ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻢ ﺑﻮﺟﻮده أﺻــﻼً ،ﻓﻤﺮة اﻷﻳﺎم وأﻣﻠﻲ أن أﲢﺼــﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻄﻮط ﻗﺪ ﺿﻌﻒ ،وﻟﻜﻦ ﺧﻼل زﻳﺎرﺗﻲ ﳌﻜﺘﺒﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ "ﺷــﻮازي ﻟﻮروا" ﺗﺒﻌﺪ ﺣﻮاﻟﻲ 30ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑﺎرﻳﺲ ،ﺗﻌﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ ّ رﺟــﻞ وﻗﻮر ،ﻣﻦ ﺟﺒﺎل اﻷوراس ﻓﻲ اﳉﺰاﺋﺮ ،وﺑﻌــﺪ أن ﲡﺎذﺑﻨﺎ أﻃﺮاف اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻠﻐﺔ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ
واﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﻲ أﻗﻮم ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﺎل ،ذﻛﺮ ﻟﻲ أﻧﻪ اﺿﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﻄﻮﻃﺔ ﻧﻔﻮﺳﻴﺔ ﺑﻌﻨﻮان "ﻣﺪوﻧﺔ أﺑﻲ ﻏﺎﱎ" ﺧﻼل ﻓﺘﺮة ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺪراﺳﺎت اﻷﺳﻴﻮﻳﺔ ،ﻓﻄﺮت ﻓﺮﺣﺎ ﻟﺴﻤﺎﻋﻲ ﻫﺬا اﳋﺒــﺮ ،وﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ أﻧﻲ ﻳﺼﺎﺣﺒﻨﻲ ﻟﻬﺬا اﳌﺮﻛﺰ ﳌﻌﺮﻓﺘــﻪ اﻟﺘﺎﻣﺔ ﲟﻮﻗﻊ اﻄﻮط اﳌﺬﻛﻮر ،وﻓﻌﻼ وﺑﻌﺪ ﺟﻬﺪ وﺑﺤﺚ ﻃﻮﻳﻞ ﲢﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ اﻄﻮط اﳌﺬﻛﻮر. اﻟﺴــﺒﺐ ﻓﻲ ﺳــﺮدي اﳌﻄﻮل ﺣﻮل اﻟﺒﺤﺚ واﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻄﻮط رﲟﺎ ﻟﻘﻨﺎﻋﺘﻲ اﻟﺘﺎﻣﺔ أن اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻻ ﻳﻘﺪرون اﳉﻬﻮد اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ أي ﺑﺎﺣﺚ ﻓﻲ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻄﻮﻃﺎت ،وﻷﺷــﺤﺬ ﻫﻤﺔ اﻟﺸــﺒﺎب اﻷﻣﺎزﻳﻐﻲ ﺻﻮب اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺘﺠﻤﻴﻊ ﻣﻮروث اﻷﺟﺪاد اﻟﻌﺎﻣﺔ واﳋﺎﺻﺔ وﺑﻠﻐﺎت ﻣﺘﻌﺪدة. وإﺧﺮاج ﻫﺬه اﻟﻜﻨﻮز اﳌﻮدﻋﺔ ﻓﻲ اﳌﻜﺘﺒﺎت ّ
-3-
ﺣﻮل اﻄﻮط
اﻄــﻮط ﻫﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺷــﺮح ﻟﻠﻤﺨﻄــﻮط اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻟﻴﺲ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻟﻪ ﻛﻤﺎ ذﻛﺮ اﻟﺸــﻴﺦ أﺑﻮ
إﺳﺤﺎق ﻃﻔﻴﺶ ،وﻫﻮ ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ 594ﺻﻔﺤﺔ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ اﳊﺠﻢ وﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﺨﻂ ﻣﻐﺮﺑﻲ ﻗﺪﱘ، وﻗﺪ ﲢﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻜﻮﻣﻨﺪان روﺑﻴﻲ) (1ﻣﻦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺗﻮﻧﺲ آﻧﺬاك ﻗﺒﻞ ﺳﻨﺔ 1904وﺑﺪورﻫﺎ ﻧﻘﻠﻪ إﻟﻰ ﻓﺮﻧﺴــﺎ ،وﻫﺬا اﻄﻮط ﺑﺤﺎﻟﺔ ﺟﻴﺪة ...ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﺎ ﺳــﻮف أﻋﺮض ﻟﻪ ﻻﺣﻘﺎ ﻟﻠﻤﺨﻄﻮﻃﺎت اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ،ﻧﻘﻞ ﻓﻲ أﺧﺮ اﻄﻮط أن ﻧﺎﺳــﺨﻪ )ﻛﺎﺗﺒﻪ( ﻫﻮ اﻟﺸــﻴﺦ ﻣﺴﻌﻮد ﺑﻦ اﳊﺎج ﺻﺎﻟﺢ، اﻟﺬي ﺳــﻮف ﻧﺮى ﻻﺣﻘﺎ أﻧﻪ ﻫﻮ ﻧﻔﺴــﻪ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻘﺎﻣﻮس اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻲ اﳌﺴــﺘﺨﺮج ﻣﻦ اﳌﺪوﻧﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ وأﻧﻪ ﻧﻘﻠﻪ ﻋﻦ اﻟﺸﻴﺦ أﺑﻮ زﻛﺮﻳﺎ ﻳﺤﻲ اﻟﻴﻔﺮﻧﻲ ،ﺳﻮف ﻳﺘﻢ ﻋﺮض ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻣﻮس ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺳﻠﺴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻨﻔﻮﺳﻴﺔ.
} ...ﻧﺴــﺨﺖ{ ﻋﻠــﻰ ﻳﺪ ﻛﺎﺗﺒــﻪ اﻟﻔﻘﻴﺮ إﻟﻰ رﺣﻤﺔ رﺑﻪ اﻟﻐﻨﻲ ﻣﺴــﻌﻮد ﺑــﻦ اﳊﺎج ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﺳــﻠﻴﻤﺎن ﺑﻦ اﳊﺎج ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﺑﻦ اﳊﺎج إدرﻳﺲ ﺑﻦ اﳊﺎج أﺑﻮ اﻟﻘﺎﺳــﻢ ﺑﻦ اﳌﺮاﺑﻂ ﻋﺒﺪ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﻮﺳــﻰ ﺑﻦ ﻳﺨﻠﻒ ﺑﻦ ﺳــﻔﻴﺎن اﳌﻌﻘﻠﻲ ﻏﻔﺮ اﷲ ﻟﻪ وﻟﻮاﻟﺪﻳﻪ وﳉﻤﻴﻊ اﳌﺴــﻠﻤﲔ واﳌﺴﻠﻤﺎت أﺟﻤﻌﲔ واﳊﻤﺪ ﷲ رب اﻟﻌﺎﳌﲔ. وﻛﺎن اﻟﻔﺮاغ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺸﺎء اﻵﺧﺮ ،ﻓﻲ 20ﺷﻬﺮ اﷲ اﳌﺒﺎرك رﺟﺐ اﻷﺻﻢ 21} 1208ﻓﺒﺮاﻳﺮ 1794م{ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ وﻣﻴﺘﲔ وأﻟﻒ.. اﻟﺬي ﺑﺪوره أﻋﻄﺎﻫﺎ ﻟﻠﺴﻴﺪ ﺑﺮﺳﺘﺮو(1)_ M. le commandant Rebillet.
-4-
اﻄﻮط
ﺳــﻮف ﻧﺘﻨﺎول أﺟﺰاء ﻣﻦ اﻄﻮط وﻟﻴﺲ اﻄﻮط ﻛﺎﻣﻼ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺴــﺮﻳﻊ ،وﺳــﻮف
ﻳﻜــﻮن ﺗﻨﺎوﻟﻲ ﻣﺘﻌﻠﻘﺎ ﺑﺎﳌﺎدة اﳌﻌﺠﻤﻴﺔ ﻓﺤﺴــﺐ ،وﺑﺎﻷﺧﺺ اﳌــﺎدة اﳌﻌﺠﻤﻴﺔ اﳌﻤﺎﺗﺔ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ اﳋﻄﺎب اﻟﻴﻮﻣﻲ ،وﻟﻌﻞ اﻟﻘﺪر ﻳﻬﻴﺊ ﻟﻬﺬا اﻄﻮط وﻏﻴﺮه ﻣﻦ اﻄﻮﻃﺎت أﻫﻞ اﻟﺘﺨﺼﺺ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﻨﻲ ﺑﻬﺎ وﻳﺨﺮج ﻟﻨﺎ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﳉﻤﺔ. اﳌﻘﻄﻊ اﻷول اﻟﺬي ﺷﺪ اﻧﺘﺒﺎﻫﻲ ﻫﻮ ﻟﻔﻈﺔ أﺟﻤﻮض
ص - 425ﻓﺄﻓﻬﻢ ﻫﺬا ﻣﺬﻫﺒﻨﺎ واﺣﺪ /أﻛﺰ أﺟﻤﻮض ﻧﻎ ،أﺟﻤﻮض }د{)(1 ﺋﺠﻦ ّ ّ
ﺗﻨﻄﻖ ﻛﻠﻤﺔ أﭼﻤﻮض ﺑﺠﻴﻢ ﻣﻔﺨﻤﺔ ﻟﻠﺤﺎق اﻟﻀﺎد ﺑﻬﺎ واﻟﺘﻲ داﺋﻤﺎ ﺗﻔﺨﻢ اﳉﻴﻢ ﻛﻘﻮﻟﻨﺎ
أﭼﻀﻴـﺾ /ﻋﺼﻔﻮر وﻧﺤﻮﻫﺎ ،وﲡﻤﻊ إﻟﻰ ﺋﺠﻤﻮﺿﻦ ﻋﻠــﻰ وزن ﺋﺠﻀﻴﻀﻦ .أود أن أﻧﺒﻪ أن اﻷﺳــﺘﺎذ ﻣﺤﻤﺪ ﺷــﻔﻴﻖ ﻓﻲ ﻣﻌﺠﻤﻪ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻲ ﻻ ﻳﻮرد ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺔ ﲢﺖ ﻣﺬﻫﺐ ﺑﻞ
ﻳﻮرد ﻣﺮادف أﺧﺮ وﻫﻮ ﺗﻮردا /ج /ﺗﻮرداوﻳﻦ. اﳌﻘﻄﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻳﺘ ّﺘﺮ ﺋـ ﺗﻨﻜﻤﺎس .
ص – 468أ _ ﻛﻠﻤﺔ ﻳﺘﺘﺮ ﲟﻌﻨﻰ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﺎزاﻟﺖ ﻣﺘﺪاوﻟﺔ ﻛﺎﺳﻢ ﻓﻌﻞ ﻋﻨﺪ أﻫﺎﻟﻲ ﻏﺪاﻣﺲ
أﻣ ّﺘﺎر اﻟﻄﺎﻟﺐ )اﻟﻔﻘﻴﺮ اﻟﻌﺎﺋﺰ( وﻫﻲ ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﻃﻮﺑﻮﻧﻮﻣﻴﺎ ﺟﺒﻞ ﻧﻔﻮﺳــﺔ ﻓﻲ اﺳــﻢ ﻣﻌﺒﺪ ﺗﻴﻮاﺗﺮﻳﻮﻳــﻦ واﻟﺘــﻲ ﺗﻌﻨﻲ اﻟﺪﻋﺎء واﻟﺘﻲ ﻧﻌﺘﻘــﺪ أﻧﻬﺎ ﺟﺎءت ﻣﻦ اﻟﻔﻌــﻞ ت ت ر ﲟﻌﻨﻰ أﻃﻠﺐ،
وﲟﺮاﺟﻌﺔ ﻗﺎﻣﻮس ورﺟﻠﺔ ﺗﺒﲔ أن ﻛﻠﻤﺔ ﻳﺘﺘﺮ) (2ﲢﻤﻞ ﻧﻔﺲ اﳌﻌﻨﻰ ﻳﻄﻠﺐ أو ﻳﺪﻋﻮا.
ص _ 468ب – ﻛﻠﻤﺔ ﺗﻨﻜﻤﺎس ﲟﻌﻨﻰ اﳊﺎﺟﺔ)) (3أو ﺷــﺪة اﻟﻌﻮز( وﻣﻔﺮدﻫﺎ ﺗﺎﻧﻜﻤﺴﺖ ) _(1ﻣﺎ ﺑﲔ ﻗﻮﺳﻦ إﺿﺎﻓﺔ ﻣﻨﻲ ﺗﻘﺘﻀﻴﻬﺎ اﻟﻀﺮورة اﻟﻨﺤﻮﻳﺔ ،وأﻇﻨﻬﺎ ﺧﻄﺄ إﻣﻼﺋﻲ وﻟﻴﺲ ﲢﻮر (2) _ Agerraw n iwalen Taggargent – Tarumit pp. 336 ttw = yettwattar. ) _ (3اﳊﺎﺟﺔ ﲟﻌﻨﻰ اﻟﺸﻲء ﻫﻲ ﺗﻐﺎوﺳﺎ وﲡﻤﻊ ﺗﻴﻐﺎوﺳﻴﻮﻳﻦ
-5-
وﻳﺮادﻓﻬــﺎ ﻛﻠﻤﺔ أﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ أﺧﺮى ﻻزاﻟﺖ ﻣﺘﺪاوﻟﺔ ﻓﻲ اﻷﻧﻮﻣﻴﺎ) (1اﻟﻨﻔﻮﺳــﻴﺔ وﻫﻮ اﺳــﻢ ﻋﺎﺋﻠﺔ
ﻛﺎﺷﻮر) (2أو أﻛﺎﺷﻮر وﻫﻲ ﻓﻲ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻌﻨﻲ اﻟﻔﻘﺮ اﳌﺪﻗﻊ أو اﻟﺒﺆس.
ﻣﻴﺪن ﻣﻴﺪن ﺗﻴﺬت ﻏﻞ ﲤﺘﺎﻧﺖ ،أﳒﺎ ﻧـ وي ّﻣﺎﻟﻦ اﳌﻘﻄــﻊ اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺗﻴﻔﺮﻧﻲ ﻧـ وي ّﻣﺎﻟﻦ ّ ّ
ﻳﺪوﻧﻴﺖ ،ول ﺗﻴﺬت ﻏﻞ ﲤ ّﺘﺎﻧﺖ، ّ ﺳﺘﻘﺒﻠﻦ ﻏـ ﻻﺧﻴﺮت ،أوﺷﻦ ﺳـ ﺗﻴﻮاوا ّ أﺳـﻮﻳﺪﻳﻜﻦ ْ ﺗﻮ ّﺗﺎﻣﺎن أﺳـ ﻓﻮرﻏﺎن .
ص – 509اﻟﺘﺮﺟﻤــﺔ اﳊﺮﻓﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻫﻲ )ﺗﺨﻴﺮ اﻟﻨﺎس اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮن اﻟﺼﺪق ﻋﻨﺪ
اﳌﻮت( ﺗﻴﻔﺮﻧﻲ اﻟﺘﺨﻴﺮ ،ﺗﻴﺬت اﻟﺼﺪق وﺑﺎﻗﻲ اﳉﻤﻠﺔ واﺿﺢ.
رﲟﺎ أﻛﺘﻔﻲ ﻫﻨﺎ ﺑﻬﺬا اﻟﻘﺪر وأﲤﻨﻰ أن أﻗﻮم ﻗﺮﻳﺒﺎ ﺑﺘﺤﻘﻴﻘﻪ ﲢﻘﻴﻘﺎ ً ﻋﻠﻤﻴﺎ أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﺳﺮد ﻟﻜﺴﻴﻜﻲ )ﻣﻌﺠﻤﻲ( ﻟﻜﻞ اﻷﻟﻔﺎظ اﻟﻮاردة ﻓﻲ ﻫﺬا اﻄﻮط.
) _ (1أﺳﻤﺎء اﻹﻋﻼم اﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ أدرار ﻧﻔﻮﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻠﻲ أﻫﺎﻟﻲ ﻧﻔﻮﺳﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ واﺳﺘﺒﺪاﻟﻬﺎ ﺑﺄﻟﻔﺎظ أﺧﺮى ﻷﺳﺒﺎب ﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﻣﺠﺎل ﺷﺮﺣﻬﺎ ،ﻣﻬﻨﺎه ﺋﻨﻤﻮﺗﺎر ﻣﻔﺮدﻫﺎ أﳕﻮﺗﺮي واﻟﺘﻲ ﺗﺮﺟﻤﺖ ﻛﺈﺳﻢ ﻋﺎﺋﻠﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ
ؤﺷﻦ اﻟﺬي ﺗﺮﺟﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﺪﻳﺐ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﺳﻮف ﻧﻔﺮد ﻟﻪ ﻣﻘﺎل ﺧﺎص. اﳊﺮاس ،وإﺳﻢ ّ ) _ (2ﻣﺤﻤﺪ ﺷﻔﻴﻖ /اﳌﻌﺠﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻲ
-6-
ﺳﻠﺴﻠﺔ دراﺳﺎت ﻧﻔﻮﺳﻴﺔ )(4
ﻣﻮﺣﻤﺪ ؤ ﻣﺎدي
ﻣﻘﺪﻣﺔ
"اﻟﻄﻮﺑﻮﻧﻮﻣﻴــﺎ") (1ﻫــﺬا اﳌﻔﻬﻮم ﻫﻮ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻌﻠﻢ
Toponumymeiوﻫﻲ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺘﲔ Topoﲟﻌﻨﻰ اﳌﻜﺎن و Anomaاﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ اﻻﺳﻢ. ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ روﺑﺮت دوﻟﺮ ﺑﻘﻮﻟﻪ" :ﻋﻠﻢ ﻳﺪرس أﺳــﻤﺎء اﻷﻣﺎﻛﻦ واﳌﻮاﻗﻊ اﳉﻐﺮاﻓﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﺠﺎﻻت ارﺗﺒــﻂ ﺑﻬﺎ اﻹﻧﺴــﺎن وﺟﺪاﻧﻴــﺎ أو ﻓﻜﺮﻳــﺎ أو ﺧﻴﺎﻟﻴﺎ ﺑﻐﻴﺔ اﻟﻮﺻــﻮل إﻟﻰ ﻧﻮع اﻟﻌﻼﻗــﺔ اﻟﺮاﺑﻄﺔ ﺑﻴﻨﻬــﺎ") . (2ﻓﻲ اﳊﻘﻴﻘﺔ اﻟﻄﻮﺑﻮﻧﻮﻣﻴﺎ ﻛﻌﻠﻢ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬاﺗﻪ ﻟﻢ ﻳﺨﺮج ﻟﻠﻮﺟﻮد ﺣﺘﻰ ﻣﺆﲤﺮ ﺑﺎرﻳﺲ 1938ﻓﻜﺎن ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻛﺜﺮ ﺑﺪراﺳــﺔ أﺳــﻤﺎء اﻷﻣﺎﻛﻦ واﳌﻮاﻗــﻊ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺟﺰء ﻻ ﻳﺘﺠﺰأ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﻧﺴﺎن وﺑﻴﺌﺘﻪ). (3 ﻻ ادﻋــﻲ أن أﻛــﻮن أول ﻣــﻦ ﻳﻔﺮد ﻫــﺬا اﳌﻮﺿﻮع ﺑﺒﺤــﺚ ،وﺣﺪﻳﺜﻲ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺸــﺄن ﻟﻴﺲ إﻻ أﺿﻄﻠﻊ ﺣﺘﻰ ﺗﺎرﻳــﺦ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻫﺬه اﻟﻮرﻗﺔ ﻋﻠــﻰ أي ﺑﺤﺚ ﺧﺎص ﻣﻐﺎﻣــﺮة ،ﻓﻔــﻲ اﳊﻘﻴﻘﺔ ﻟــﻢ ّ ) _ (1رﲟﺎ ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻠﺒﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﺗﺴﻤﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻷﻣﺎﻛﻨﻴﺔ ،راﺟﻊ رﺷﻴﺪ اﳊﺴﲔ /وﺷﻢ اﻟﺬاﻛﺮة. ) _ (2روﺑﺮت دوﻟﺮ ،اﻟﻄﻮﺑﻮﻧﻮﻣﻴﺎ. ) _ (3أﺻﻮل اﻗﺪم اﻟﻠﻐﺎت ﻓﻲ أﺳﻤﺎء أﻣﺎﻛﻦ اﳉﺰاﺋﺮ.
-1-
ﻓــﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻄﻮﺑﻮﻧﻮﻣﻴﺎ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ) ، (1ﻓﻬﻨﺎك إﺷــﺎرات ﻣﻘﺘﻀﺒﺔ ﻫﻨــﺎ وﻫﻨﺎك ،ﻣﻦ أﻣﺜﺎل ﻣﺎ ذﻛﺮه اﻟﺸــﻴﺦ اﳌﺮﺣﻮم ﻃﺎﻫﺮ اﻟﺰاوي ﻓﻲ ﻣﻌﺮض ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻦ اﺳﻢ ﺗﺎﺟﻮرا ﻓﻘﺎل "ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺴﺤﺔ ﻣــﻦ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ،ﻻن ﻟﻔﻆ )اﻟﺴــﺎﺑﻘﺔ( )ﺗﺎ( ﻓــﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ﺗﺪﺧﻞ ﻋﻠــﻰ اﳌﺆﻧﺚ :ﻣﺜﻞ ﺗﺎورﻏــﺎ ،ﺗﺎردﻳﺔ ،ﺗﺎﻏﺮﻣﲔ ،ﺗﺎﻗﺮﻳﺼﺖ و ﻫﺬه اﻷﺳــﻤﺎء ﻛﺜﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ" (2).ﻓﻤﺜﻞ ﻫﺬه ﺧﺎﺻﺔ ،وﻟﻌﻠﻪ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﳌﻔﻴﺪ أن ﲡُ ﻤﻊ اﳌﻼﺣﻈﺎت ﳒﺪﻫﺎ ﻣﺘﻨﺎﺛﺮة ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك ﻓﻲ ﻛﺘﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ّ
ﺑﲔ دﻓﺘﻲ ﻛﺘﺎب واﺣﺪ.
وﻫﻨﺎك ﺑﺤــﺚ ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺘﻤﻞ ﻟﻠﻤﺴﺘﺸــﺮق اﻹﻳﻄﺎﻟــﻲ) Beguinot, Francesco (3اﳌﻌﺮوف ﺑﺪراﺳــﺎﺗﻬﺎ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ،وﻣﺆﺧﺮا ﻧﺸﺮت ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﺎواﻟﺖ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑﺤﺚ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻓــﻲ ﻣﻮﺿــﻮع اﻟﻄﻮﺑﻮﻧﻮﻣﻴــﺎ واﻻﻧﻮﻣﻴــﺎ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴــﺔ ،إﻻ أﻧــﻪ ﻳﺨﺘﺺ ﲟﻨﻄﻘﺔ ﺟﺒﻞ ﻧﻔﻮﺳــﺔ ُِ ـﻢ ﺑﺎﳌﻮﺿﻮع ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺟﻮاﻧﺒﻪ ،وﻟﻜﻦ ﺳــﻮف اﻋﺘﺒﺮ ﻫﺬه وﺣﺪﻫــﺎ (4).وﻟﻦ أدﻋﻲ أﻧﻲ ﺳــﻮف أﻟـ ُ
اﳌﻘﺎﻟﺔ ﻣﺠﺮد ﻟﻔﺘﺔ ﻧﻈﺮ ﳌﻮﺿﻮع ﻳﺤﺘﺎج ﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ودراﺳﺔ دﻗﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﺘﺼﲔ.
اﳉﺪوى ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻌﻠﻢ
اﳉﺪوى ﻣﻦ دراﺳــﺔ ﻋﻠﻢ اﻟﻄﻮﺑﻮﻧﻮﻣﻴﺎ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ اﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﺘﻲ ﳝﻜﻦ ﺗﻠﻤﺴــﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم
واﻟﻔﻨــﻮن اﻟﺘﻲ ﺗﺴــﺘﻌﲔ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻫﺠﻬــﺎ ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻔﺮﺿﻴــﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮﺣﻬﺎ " ...ﻓﺘﺴــﻤﻴﺔ اﻷﺷــﻴﺎء واﻟﻨﺎس ،ﻟﻴــﺲ ﻓﻘﻂ ﻣﺠﺮد ﻋﻤﻠﻴــﺔ اﺻﻄﻼﺣﻴﺔ ﺗﻔﺮﺿﻬــﺎ اﻟﻀﺮورة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﺮ اﻟﻌﺎدي ﻟﻨﻈﺎم اﳊﻴﺎة ،ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﻣﻊ اﻹﻧﺴﺎن ،ﺑﻞ ﺗﻮﻇﻴﻒ إرادي أو ﻻ ﺷﻌﻮري ﻟﻨــﻮع ﻫــﺬه اﻟﻌﻼﻗﺎت اﳌﺮﻏﻮب ﻓﻴﻬــﺎ أو اﳌﻔﺮوﺿﺔ ،ﻓــﻲ إﻃﺎر اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﻀﺮوري ﺑﲔ اﻹﻧﺴــﺎن ) (1ـ إﻻ ﻓﻲ اﳌﻐﺮب واﳉﺰاﺋﺮ ووﺟﺪت ﺑﺤﻮث ﻛﺜﻴﺮة ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﳌﻮﺿﻮع. ) (2ـ اﻟﻄﺎﻫﺮ اﻟﺰاوي ﻓﻲ ﻣﻌﺠﻢ اﻟﺒﻠﺪان ﺻﻔﺤﺔ .76 ) (3ـ ﻛﺘﺐ Beguinot, Francescoاﳌﻌﺮوف ﺑﺪراﺳﺎﺗﻬﺎ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﺑﻌﻨﻮانPer gli studi: .di toponomastica libico berberaوﺳﻮف ﺗﻘﻮم ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﺎواﻟﺖ ﺑﺘﺮﺟﻤﺔ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻟﻴﺘﻴﺢ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﲔ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﻣﺠﻬﻮدات ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻔﺬ. ) _ (4ﺣﺮر اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻲ اﻷﺻﻞ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ وﻗﺎم ﺑﺘﺮﺟﻤﺘﻪ اﻷﺳﺘﺎذ ﻋﺒﺪاﷲ زاروا ﲢﺖ ﻋﻨﻮان ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺷﻴﻮخ ﻧﻔﻮﺳﺔ وﻗﺮاﻫﻢ.
-2-
وﻣﺤﻴﻄﻪ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ واﻟﺒﺸــﺮي ،ﻓﺈﻃﻼق اﻻﺳــﻢ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺎ ،ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﺎ ﻣﻦ وﺑﲔ ـﻤﻰ .وﻣﻌﻠﻮم أن اﻟﻌﻼﻗــﺔ واﳌﻮﻗﻒ ﻓﻲ ﻫــﺬه اﳊﺎﻟﺔ ﻳﺘﻐﻴــﺮان ﺑﺘﻐﻴﺮ اﻷﺣﻮال، اﳌﺴـ ﱢ ـﻤﻲ واﳌﺴـ ﱠ وﺗﻐﻴﺮﻫﺎ ﻫﺬا ﻳﺆدي ﺣﺘﻤﺎ إﻟﻰ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺷــﻜﻞ وﻣﻀﻤﻮن اﻷﺳــﻤﺎء ...وﻣﻦ ﻫﺬا ﺗﺴــﺘﻤﺪ
اﻷﺳﻤﺎء ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ اﻟﻮﺛﺎﺋﻘﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﳌﺆرخ(1)".
وﳒﺪ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺑﲔ اﻟﻌﻠﻮم واﳌﻌﺎرف اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ اﻟﻄﻮﺑﻮﻧﻮﻣﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻻ اﳊﺼﺮ :ﻋﻠﻢ اﳉﻐﺮاﻓﻴﺎ ،ﻋﻠﻢ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ،اﻟﻠﺴﺎﻧﻴﺎت وﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع ﲟﺨﺘﻠﻒ ﺗﺨﺼﺼﺎﺗﻪ ،ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻻﻧﺘﺮﺑﻮﻟﻮﺟﻴﻲ ،وﻋﻠﻢ اﻵﺛﺎر ،وﻋﻠﻢ اﻟﻬﻨﺪﺳﺔ اﳌﺎﺋﻴﺔ ،وﻋﻠﻢ اﻟﻨﺒﺎت ،ﻋﻠﻢ اﳌﻌﺎدن، ﻋﻠﻢ اﻟﺴﻜﺎن ،ﻋﻠﻢ اﻟﻬﻨﺪﺳﺔ اﳌﻌﻤﺎرﻳﺔ ،وأﺣﻴﺎﻧﺎ ﲡﻤﻊ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﺑﲔ اﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻌﻠﻮم. ﻋﻮدة إﻟﻰ اﻹﺑﺎﺿﻴﺔ واﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﻄﻮﺑﻮﻧﻮﻣﻴﺎ ،ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻋﻨﺎﻳﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻌﺎﻧﻲ أﺳﻤﺎء اﻷﻣﺎﻛﻦ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗﻬﺎ ،وﻟﻜﻦ ﻷﻏﺮاض ﺗﺨﺪم اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺘﻲ أﻟﻔﻮا ﻓﻴﻬﺎ ،وأﻛﺜﺮﻫﺎ دﻳﻨﻴﺔ، أﻣــﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺨﺺ ﺟﺒﻞ ﻧﻔﻮﺳــﺔ ﻓﻠﻘﺪ درﺟﺖ اﻟﻌﺎدة ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺴــﻤﻴﺔ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ،ﻓﺄﻧﺖ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﺑﲔ ﻣﻜﺎﻧﲔ ﻻ ﻳﻔﺼﻠﻬﻤﺎ إﻻ ﻋﺪة أﻣﺘﺎر وﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ اﺳﻤﻪ اﳋﺎص. ﳑﺎ ﲡﺪر اﻹﺷــﺎرة إﻟﻴــﻪ ﻫﻮ ووﺟﻮد ﻣﻘﻄﻮﻋﺎت ﻣﺸــﺘﺮﻛﺔ ﺑﲔ ﻫﺬه اﻟﺘﺴــﻤﻴﺎت ،أي وﺟﻮد ﻣﺎ ﻳﺴــﻤﻰ ﺑﺎﻟﺴــﻮاﺑﻖ واﻟﻠﻮاﺣﻖ ﻟﻬــﺬه اﻟﻜﻠﻤﺎت -أو اﻟﺘﺴــﻤﻴﺎت -ذﻟﻚ ﻻن اﻟﻠﻐــﺔ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﺗﺴــﺘﺨﺪم ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻨﺤﺖ اﻟﻠﻐﻮي ﻟﺘﺨﻠﻖ ﻛﻠﻤﺎت ﺟﺪﻳﺪة ،ﻳﺴــﻤﻴﻬﺎ اﻟﻠﻐﻮﻳﲔ اﻟﻌﺮب اﻟﺼﻮادر، واﻟﻜﻮاﺳــﻊ -وﺑﺎﻹﳒﻠﻴﺰﻳــﺔ ﻫــﻲ suffixو - ،prefixوﻟﻜــﻦ ﻫــﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة ﻟﻴﺴــﺖ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﳌﺘﺤﺪﺛﺔ ﺑﺎﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻓﺤﺴــﺐ ،ﺑﻞ أﺛﺎرﻫﺎ ﻣﻮﺟــﻮدة ﻓﻲ ﻛﻞ رﻛﻦ ﻣﻦ أرﻛﺎن ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻛﻤﺎ ﺳــﺘﺮا ﻻﺣﻘﺎ ،ﳌﺎ ﻻ وﻗﺪ ﻧﻘﻞ ﻟﻨﺎ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﻗﺎﺋﻼً إن "ﻫﺬا اﳉﻴﻞ ﻣﻦ اﻵدﻣﻴﲔ ـ ﻋﺎﻧﻴﺎ ﺋﻤﺎزﻳﻐﻦ ـ ﻫﻢ ﺳــﻜﺎن اﳌﻐﺮب اﻟﻘﺪﱘ ﻣﻼءو اﻟﺒﺴﺎﺋﻂ واﳉﺒﺎل ﻣﻦ ﺗﻠﻮﻟﻪ وأرﻳﺎﻓﻪ وﺿﻮاﺣﻴﻪ وأﻣﺼﺎره(2)"...
وﲟﺎ اﻧﻬﻢ ﻣﻼءو ﻛﻞ ﻫﺬه اﻷرﻛﺎن إذا ﻛﺎن ﻟﺰاﻣﺎ أن ﻳﺘﺮﻛﻮا ﻟﻨﺎ آﺛﺎرا ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷﻣﺎﻛﻦ. ) _ (1ﻋﻠﻲ ﺻﺪﻗﻲ أزاﻳﻜﻮ -ﺗﺎرﻳﺦ اﳌﻐﺮب أو اﻟﺘﺄوﻳﻼت اﳌﻤﻜﻨﺔ ص 11 ) (2ـ اﻠﺪ اﻟﺴﺎدس ص 175
-3-
ﲢﻠﻴﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺼﻮص
ﺣﺎوﻟﺖ أن أﺟﻤﻊ ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻲ اﻟﺘﻲ وﺟﺪﺗﻬﺎ ﻋﻨﺪ ُﻛ ّﺘﺎب اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺴــﻴﺮ اﻹﺑﺎﺿﻴﺔ ،ﻓﺘﺒﲔ ﻟﻲ
ﳑﺎ ﺟﻤﻌﺘﻪ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺨﺮج ﻋﻦ ﻧﻮﻋﲔ اﻷول :ذﻛﺮ ﻋﺎرض ﻻﺳــﻢ اﳌﻜﺎن ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﻔﺴــﻴﺮ ﻣﻌﻨﺎه ،أو ﺿﺒﻂ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻛﺘﺎﺑﺘﻬﺎ. اﻟﺜﺎﻧﻲ ذﻛﺮ اﺳﻢ اﳌﻜﺎن وﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﻌﻨﺎه وﻫﻮ ﺑﺪوره ﻳﻨﻘﺴﻢ إﻟﻰ ﻗﺴﻤﲔ: اﻷول :ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻨﺴــﻮب ﻟﻠﻘﺒﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ أو ﻟﺘﺰال ﺳــﺎﻛﻨﺔ ﺑﺘﻠﻚ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻓﻨﺴﺐ اﳌﻜﺎن إﻟﻴﻬﺎ وﻫﻮ ﻛﺜﻴﺮ ،وﺳﻴﺄﺗﻲ ذﻛﺮه. ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻮﺻﻒ اﳉﻐﺮاﻓﻲ ،أي ﻣﺎ ﻳﻨﺴﺐ إﻟﻰ ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﳉﻐﺮاﻓﻴﺔ. ﻟﻦ أﻋﺮج ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻮع اﻷول ﻓﻲ ﻫﺬه اﳌﻘﺎﻟﺔ ﻟﻌﺪم ارﺗﺒﺎﻃﻪ اﳌﺒﺎﺷــﺮ ﺑﺒﺤﺜﻲ ﻫﺬا ﻟﻜﻨﻲ ﺳﻮف أﻋﺮج ﻋﻠﻴﻪ ﻻﺣﻘﺎ إن أﻣﻜﻨﻨﻲ اﻷﻣﺮ. اﻟﻨـﻮع اﻟﺜﺎﻧﻲ اﳉﺰء اﻷول :ﺗﻮﺟﺪ أﻣﺎﻛﻦ ﻛﺜﻴﺮة ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﲢﻤﻞ اﺳــﻢ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ
اﻟﺘــﻲ ﻗﻄﻨﺖ ﺑﻬﺎ ﻓﻌﻠﻰ ﺳــﺒﻴﻞ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻻ اﳊﺼﺮ ﳒﺪ :ﻧﻔﻮﺳــﺎ )ﻧﻔﻮﺳــﺔ( ،ؤرﻓﻠــﺔ )ورﻓﻠﺔ(، ﻣﺴــﺮاﺗﺎ )ﻣﺼﺮاﺗﺔ( ،ؤرﺷــﻔﺎﻧﻦ )ؤرﺷــﻔﺎﻧﺔ( ﺋﺰﻧﺎﺗﻦ )اﻟﺰﻧﺘﺎن( ،ﻏﺮﻳﺎن ،أﻳــﺖ ﻋﺪﳝﺲ )ﻏﺪاﻣﺲ( )ودان( ﺗﺮﻫﻮﻧﺎ )ﺗﺮﻫﻮﻧﺔ( وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻛﺜﻴﺮ ...وﻟﻸﺳــﻒ ﻳﻌﺘﺮي ﺑﻌﺾ ﻫﺬه اﻟﺘﺴــﻤﻴﺎت ﺷــﻲء ؤدان ّ ّ ﻣــﻦ ﻟﻮي أﻋﻨﺎق اﻟﻨﺼﻮص ﻟﺘﺘﻼءم ﻣﻊ اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻟﻠﻤﻔﺴــﺮﻳﻦ ﻟﻬﺬه اﻷﺳــﻤﺎء، ﻣﺜــﻞ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻊ ﻏﺪاﻣــﺲ ﺣﻴﺚ أﺻﺒﺤﺖ "ﻏﺪي أﻣﺲ" وﻧﻔﻮﺳــﺔ اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺢ ﺗﻔﺴــﻴﺮﻫﺎ أﻧﻬﻢ "أﺳــﻠﻤﻮا ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ" ،ﺣﻴﺚ ﻳﻜﺘﺐ اﺳــﻢ ﻫﺬه اﻷﺧﻴﺮة ﻧﻔﻮﺳﺔ وﻛﺬﻟﻚ ﻧﻔﻮﺳﺎ ،وﻳﺒﺪوا أن اﻟﺸﻴﺦ ﻃﻔﻴﺶ ﻫﻮ ﻣﻦ أﻋﻄﻰ ﻫﺬا اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻻﺳﻢ ﻧﻔﻮﺳﺔ ﺣﲔ ﻗﺎل "أن ﻧﻔﻮﺳﺔ ﺳﻤﻴﺖ ﺑﻬﺬا اﻻﺳــﻢ ﻷن أﻓﺮادﻫﺎ أﺳﻠﻤﻮا ﺑﻨﻔﻮﺳﻬﻢ ،وأذﻋﻨﻮا ﻟﻺﺳﻼم ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎء أﻧﻔﺴﻬﻢ دون داﻋﻲ ﻗﺎﻫﺮ") ، (1وﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت ﻛﺜﻴﺮ ﺟﺪا ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻌﺘﻤﺪ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ) - (1ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ أﻃﻔﻴﺶ :رﺳﺎﻟﺔ ﺷﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ وادي ﻣﻴﺰاب ،ﻣﺨﻄﻮط ﲟﻜﺘﺒﺔ اﻟﻘﻄﺐ ،ﻏﺮداﻳﺔ )اﳉﺰاﺋﺮ( ،ص.11
-4-
اﳌﻨﻄﻘﻲ وﺗﺮد اﻻﻋﺘﺒﺎرات ﻟﻠﺘﺴﻠﺴــﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻟﻸﺣﺪاث ،ﻓﺎﺳﻢ ﻧﻔﻮﺳﺔ ﻣﻦ أﺳﻤﺎء اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ]ﻛﻮر ِﻳُﺒــﻮس ، [Corippusﺑﻠﻔﻆ ]ﻧَﺎﭘﻮﺳــﻲ [Navusi اﻟﻘﺪﳝــﺔ ﺟــﺪاً ،ﺣﻴﺚ ﳒــﺪه ﻋﻦ اﳌــﺆرخ ُ وﺣﺴــﺐ اﳌﺆرخ ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﻘﺒﻴﻠﺔ أﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻄــﻦ ﺣﻮاﻟﻲ 546م) (1وﻳﺬﻛﺮ اﳌﺆرﺧﻮن
اﳌﺴــﻠﻤﻮن اﻷواﺋﻞ أن ﻧﻔﻮﺳــﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻄﻦ ﻓﻲ ﺻﺒﺮة )ﺻﺒﺮاﺗﺔ() (2وﻛﺎﻧﺖ ﺳــﻮﻗﺎ ً ﻟﻬﻢ إذا ﻳﺘﺒﲔ ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻢ ﺗﺒﺪأ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﻧﻔﻮﺳﺔ اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ وﻻ اﳌﻜﺎن ﲟﺠﻲء اﻹﺳﻼم ﺑﻞ إﻧﻪ ﻗﺪﱘ ﻗﺪم اﳊﺎﺿﺮة ﻧﻔﺴﻬﺎ ،وﺑﺬﻟﻚ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ أي اﻋﺘﺒﺎر ٍ ﻫﻨﺎ. وﻋــﻦ أﻳﺖ ﻋﺪﳝــﺲ )ﻏﺪاﻣﺲ( ﻓﻘــﺪ وردت ﻓﻲ ﻣﺨﻄﻮﻃﺔ ﺑــﺪون ﻋﻨﻮان ﺗﻔﺴــﻴﺮا ً ﻟﻠﻔﻈﺔ ﻏﺪاﻣــﺲ " ...وﺟﺎزت ﻗﺎﻓﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻮادي وﻗﻴﻠﻮا ﻓﻲ اﻟﻮادي وﺗﻐﺪوا ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺛﻢ رﺣﻠﻮا وﺳــﺎروا اﻟﻰ أن ﺑﺎﺗــﻮا ﻓﻠﻤﺎ أﺻﺒﺤﻮا أرادوا اﻟﺮﺣﻴﻞ ﻓﻔﻘﺪوا آﻟﺔ ﻣﻦ اﻷﻛﻞ وﻗﺎل أﺣﺪﻫﻢ ﻧﺴــﻴﻨﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﻏﺪاﻧﺎ أﻣﺲ ﺛﻢ رﺟﻊ ﻓﺎرﺳﺎ (3)"...اﻟﺸﺎﻫﺪ ﻫﻮ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ ذﻟﻚ ،وﻳﺒﺪوا أن ﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﻳﺆﻳﺪ اﻟــﺮأي اﻟﻘﺎﺋﻞ أن ﻏﺪاﻣﺲ ﺑﻨﻴﺖ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ اﻹﺳــﻼم وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻲ ﻣﺒــﺮرا ﳌﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل " "ﻗﺼﻮر ﻏﺪاﻣﺲ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺮة ﻣﺮاﺣﻞ ﻗﺒﻞ ﺳﺮت وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺨﺘﻄﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ اﻹﺳــﻼم وﻫــﻲ ﺧﻄﺔ ﲤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﻮر وآﻃﺎم ﻋﺪﻳﺪة") ، (4اﻟــﺬي ﻳﺒﺪوا ﻟﻲ أﻧﻪ ﻛﺎن ﺣﺮﻳــﺎ ﺑﺎﺑﻦ ﺧﻠﺪون أن ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء وﻟﻴﺲ ﺑﻨﺎء ﻟﻸﺳــﺒﺎب اﻟﺘﺎﻟﻴــﺔ :أوﻟﻬﺎ أن ﻏﺪاﻣﺲ ﺣﺎﺿــﺮة اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ ﻋﺼﻮر ﻣﻮﻏﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺪم ﳑﺎ ﺗــﺪل ﻋﻠﻴﻪ اﻵﺛﺎر اﻟﺘﻲ ووﺟﺪت ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ – وﻫﺬا ﻟﻴﺲ ﻣﺤﻞ ﺑﺤﺜﻨﺎ – ﻏﻴﺮ أﻧﻲ ﺳﻮف أﻋﻮد ﻟﻠﺘﺴﻤﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﰎ ذﻛﺮ ﻏﺪاﻣﺲ ﻷول ﻣﺮة ﻓﻲ Plainﲢﺖ إﺳــﻢ Cydamusﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ اﳌﺪن اﻟﺘﻲ أﺧﻀﻌﻬﺎ Cornelius Balbus ﻟﻠﺠﻴﻮس اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ ﺣﻮاﻟﻲ اﻟﻌﺎم 19ﻣﻴﻼدي) (5أي أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳــﺘﻤﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﺠﻲ اﻟﻌﺮب واﳌﺴﻠﻤﲔ. (1) - Corippus, Johannis, T. II, p. 146
) (2ـ اﻠﺪ اﻟﺴﺎدس ص 175 ) _ (3ﻣﺨﻄﻮط ﺑﺪون ﻋﻨﻮان ﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺧﻮﺟﺔ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ رﻏﺒﺔ اﳌﺴﺘﺸﺮق اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ روﻧﻲ ﺑﺎﺳﻲ ورﻗﺔ 2 ) _ (4ﺗﺎرﻳﺦ اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ص 518 /1 ) _ (5ﻧﺼﻮص ﻟﻴﺒﻴﺔ /ﺗﺮﺟﻤﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﻠﻲ ﻓﻬﻤﻲ ﺧﺸﻴﻢ ص 122ـ .124
-5-
اﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻣﺎ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻮﺻﻒ اﳉﻐﺮاﻓﻲ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ ،واﻟﺘﺸــﻜﻴﻼت اﻟﺘﻀﺎرﻳﺴــﻴﺔ
ﻣﻦ ﺟﺒﺎل وﺳــﻬﻮل وأﻓﺠﺎج وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ أﻣﺜﺎل أﺳﻤﺎء اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :ﺗﺎﻣﺴﻨﺎ ،ﺑﺮﮔن )ﺑﺮﻗﻦ(، ﻳﺪر ،ﺳﺮت )ﺻﺮت( وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻛﺜﻴﺮ ،ﻓﻬﺬه اﻷﺧﻴﺮة ژﻟﻴﻄﻦ )ژﻟﻴﻄﻦ( ،ﺗﺎﺳﻴﻠﻲ ،ﺟﻨﺰور ،ﺗﺎﺟﻮرا ،ﺗﺎورﻏﺎّ ، ﺗﻜﺘــﺐ ﺻﺮت ﺑﺎﻟﺼﺎد ﻛﻤﺎ وردت ﻋﻨﺪ اﳊﻤﻴﺮي) (1وﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﺰﻣﻦ ﺻﺎرت ﺗﻜﺘﺐ ﺑﺎﻟﺴــﲔ
ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﳊﺎل ﻣﻊ ﻣﺴــﺮاﺗﺎ اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﺼﺮاﺗﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻛﺜﻴﺮ ...اﻟﺸــﺎﻫﺪ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ اﳌﺘﻌﺮﺑﲔ ﻓﻘــﻂ ﻣﻦ ﻳﻠﻮي أﻋﻨــﺎق اﻟﻨﺼﻮص ﺑﻞ ﺣﺘﻰ اﻟﺮوﻣﺎن ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻌﺼﺮ ﻓﻌﻠﻮا ﻧﻔﺲ اﻟﺸــﻲء ﻣﻊ اﻷﻟﻔﺎظ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻦ أﻣﺜﺎل ﻟﻮاﺗﺔ أﺻﺒﺤﺖ ﻟﺒﺘﻴﺲ ،وﺋﻐﺮم ﺻﺎرت ﺟﺮﻣﺎ )ﺟﺮﻣﺔ( واﻟﺘﻲ ﺳــﻮف ﻧﻌــﺮج ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻻﺣﻘــﺎ .ﺣﻴﺚ ﻧﺮى ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد Procopiusﻳﻘﻮل أن ﻛﻠﻤﺔ ﺳــﺮت ﺟﺎءت ﻣﻦ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ Suresthaiواﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ "اﻟﺘﻲ ﲡﻠﺐ اﻻﻣﻮاج" وزاد ﺳﺎﻟﻮﺳﺖ ﺑﻘﻮﻟﻪ أن ﺳﺮت ﺟﺎءت ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺟﺮف) Suren (2اﻟﺴﺆال اﻟﺬي ﻳﻄﺮح ﻧﻔﺴﻪ ﻫﻨﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺔ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﳌﺎذا ﻳﺤﺘــﺎج Procopiusإﻟﻰ ﺗﻔﺴــﻴﺮﻫﺎ إن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺴــﺘﻌﺼﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻬﻤﻬــﺎ ،وزد ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻛﻼم ﺳﺎﻟﻮﺳــﺖ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻲ واﻟﺬي ﻳﻈﻬﺮ أن اﻟﺮوﻣﺎن ﻛﺎﻧﻮ ﻳﺴــﻤﻮﻧﻬﺎ Euphrantaوﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ أﺣﺪ ﻣﻨﻬــﻢ ،وﻻ ﻣﻦ اﳌﺆرﺧﲔ اﳌﻌﺎﺻﺮﻳــﻦ ﻟﻠﻐﺔ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻟﻴﺠﺪوا ﺗﻔﺴــﻴﺮا ﳌﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻠﻔﻆ وﻳﻜﻔﻮا أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﻨﺎء ﻟﻒ أﻋﻨﺎق اﻟﻨﺼﻮص ﺣﻴﺚ أن ﻛﻠﻤﺔ ﺳﺮت )ﺻﺮت( ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ اﳋﻠﻴﺞ ﻓﻨﺠﺪ ﻣﺜﻼً ﻋﻨﺪ أﻫﻞ ﻧﻔﻮﺳﺔ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺻﺮت ﻛﺼﻔﺔ ﻣﻀﺎﻓﺎ ً إﻟﻴﻬﺎ اﻻﺳﻢ ﻓﻤﺜﻼ: ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺻﺮت ؤ وﻣﻨﻴﺶ ﻓﻲ ﻳﻔﺮن .ﻓﻜﻠﻤﺔ ﺳــﺮت إذا ﻫــﻲ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺟﻐﺮاﻓﻲ ﻳﻌﻨﻲ اﳋﻠﻴﺞ ،أﻣﺎ دﻋﻮى أﺻﻠﻬﺎ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ ﻓﻠﻘﺪ ﺣﺎوﻟﺖ أن أﺗﺘﺒﻊ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻘﺪﳝﺔ واﳋﺮاﺋﻂ ﻟﻌﻠﻲ أﺟﺪ ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ وﺟــﻮد ﻛﻠﻤﺔ ﺳــﺮت ﻓﻲ اﻟﻴﻮﻧﺎن اﻟﻘﺪﳝﺔ ﻓﻠﻢ أﺟﺪ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﺛــﺮ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ وﺟﻮد ﺛﻼث ﺧﻠﺠﺎن ﻋﻨﺪﻫﻢ. وأﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﻜﻮن ﺗﻔﺴــﻴﺮ أﺳــﻤﺎء ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺎﻛﻦ ﺑﺤﻮادث ﻃﺮأت ﻋﻠــﻰ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑﺪون ﻣﺮاﻋﺎة ﻟﻠﺠﺬرﻫﺎ أو اﻻﺷــﺘﻘﺎق اﻟﻠﻐﻮي ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻊ اﺳــﻢ ﺗﺎورﻏﺎ )ﺗﺎورﻏﺔ( ﺣﻴﺚ ﻳﺬﻛﺮ اﳌﺆرﺧﻮن ) _ (1اﻟﺮوض اﳌﻌﻄﺎر ﻓﻲ ﺧﺒﺮ اﻷﻗﻄﺎر ،ص 132 ) _ (2ﺣﺮب ﻳﻮﻏﺮﻃﺎ ص 161ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻳﻘﻮل اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺘﺎزي ﺳﻌﻮد اﻟﺼﻮاب أﻧﻬﺎ – أي ﺳﺮت – ﻟﻔﻆ ﻣﺤﻠﻲ ﻻ ﻏﻴﺮ.
-6-
اﻟﻘﺼــﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴــﺔ "وﺑﻠﻐﻨﺎ أن رﺟﻼً ﻣﻦ اﳊﻀــﺮ ﻟﻘﻲ رﺟﻼ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﺪﻋﻮة ،ﻓﻘــﺎل ﻟﻪ اﺎﻟﻒ ﻣﺎ ﺗﻔﺴــﻴﺮ ﺗﺎورﻏﺎ؟ )ﻳﻘﺮﻋﻪ ﲟﻘﺘﻞ أﺑﻲ اﳋﻄﺎب( وﻛﺎن ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﻓﻄﻴﻨﺎ ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ،ﺑﺎن ﻗﺎل ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ: ﻣﻐﻤﺪاس ﻓﻴﻪ أرﺑﻌﺔ أﻛﺪاس ﻓﻲ ﻛﻞ ﻛﺪس أرﺑﻌﺔ (1)"...اﻟﺸﺎﻫﺪ ﻫﻨﺎ أن ﺗﺎورﻏﺎ ﻟﻔﻈﺔ وﺻﻔﻴﺔ ﺑﺎﻷﻣﺎزﻳﻐﻴــﺔ ﻳﻘﻮل اﳊﻤــﻮي "ﲟﺪﻳﻨﺔ ﻧﻔﺰاوة ﻋﲔ ﺗﺴــﻤﻰ ﺗﺎورﻏﺎ ﺑﺎﻟﺒﺮﺑﺮﻳــﺔ") (2ﻓﻜﻠﻤﺔ ﺗﺎورﻏﺎ ﺑﺎﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ اﻟﺴــﺒﺨﺔ وﻧﺮى ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻳﺴــﻤﻰ ﻋﲔ اﳌﻜﺎن ﺑﺴــﺒﺨﺔ ﺗﺎورﻏﺎ أي ﺗﻔﺴــﻴﺮ اﻟﻠﻔﻈــﺔ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﺑﺄﺧﺮى ﻋﺮﺑﻴﺔ .وﻫﺬا ﻛﺜﻴﺮ اﳊﺪوث ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻊ اﺳــﻢ )وادي ﺳــﻮف اﳉــﲔ( ﺣﻴﺚ أن ﻛﻠﻤﺔ ﺳــﻮف ﺗﻌﻨﻲ اﻟــﻮادي ﺑﺎﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ،وﻛﺬاﻟﻚ ﻣﺎ ﻫــﻮ ﺣﺎﺻﻞ ﻣﻊ أﻟﻔﺎظ ﻋﺪﻳﺪة ﻣﻦ ﻫﻀﺒﺔ ﺗﺎﺳــﻴﻠﻲ ﺣﻴﺚ أن ﺗﺎﺳــﻴﻠﻰ ﺗﻌﻨــﻲ اﳌﺮﺗﻔﻊ إﻟﻰ ﻣﻨﺨﻔﺾ أﺳــﺮﻳﺮ ﻓﻜﻠﻤﺔ أﺳﺮﻳﺮ ﺑﺎﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ اﻻرض اﻟﻘﺎﺣﻠﺔ وأﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ. وﻫﺬا ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺄﺧﺬﻧﻲ إﻟﻰ ﻧﻮع أﺧﺮ ﻣﻦ اﻷﻟﺘﺒﺎس اﻟﻠﻔﻈﻲ ﻓﻤﺜﻼ ﺧﺬ ﻛﻠﻤﺔ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻫﻮ اﺳــﻢ اﳊﻀﺎرة اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ اﻟﻘﺪﳝﺔ ﻓﻲ اﳉﻨﻮب وﻫﻲ ﺣﻀﺎرة ﺟﺮﻣــﺔ ،ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ وﻫﻲ اﻟﻠﻐــﺔ اﻟﺘﻲ اﺧﺬت ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﺟﺮﻣﺔ ﳒﺪ اﻟﻜﻠﻤــﺔ Garamantesوﻳﺠﺐ اﻻﻧﺘﺒﺎه ﻋﻠﻰ أن tes ﻓــﻲ آﺧــﺮ ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺔ زاﺋﺪة إذا اﻟﻜﻠﻤﺔ ) (3ﻫــﻲ garamanواﻟﺘﻲ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻻﺣﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﺮﻣﺔ ﻻن اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﳊﺮف Gﻓﺈﺑﺪﻟﺖ إﻟﻰ ﺟﻴﻢ وﻟﻜﻦ اﻟﺴــﺆال اﻟﺬي ﻳﻄﺮح ﻧﻔﺴــﻪ ﻫﻮ ﻣﺎذا ﻛﺎن إﺳــﻤﻬﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ اﻟــﻰ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ،ﻓﻲ اﻟﻄﻮﺑﻮﻧﻮﻣﻴــﺎ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ إﻟﻰ اﻵن ﺗﻮﺟﺪ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ أدرار ﻧﻔﻮﺳﺔ ﲢﻤﻞ أﺳﻤﺎء ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻣﺜﻼ ﻓﻲ اﻟﺰﻧﺘﺎن ﺗﻮﺟﺪ ﻣﻨﻄﻘﺔ أﻣﺎﻛﻦ ﻛﺜﻴﺮة ّ ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ اﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﻮن إﻟﻰ اﻟﻴﻮم ﺗﻴﻐﺮﻣﲔ ﻣﻔﺮدﻫﺎ ﺋﻐﺮم وﺗﻮﺟﺪ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻠﻌﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ
ﻣﻦ ﻳﻔﺮن ﺗﺴــﻤﻰ ﺋﻐﺮم وﻫﻨﺎك ﺣﺼﻦ ﻣﻦ أﻳﺎم اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ وﺑﻪ ﻛﻨﻴﺴــﺔ ﻳﺴــﻤﻰ ﺋﻐﺮم وﻳﻨﺎن، وﻛﻠﻤﺔ ﺋﻐﺮم ﺑﺎﻻﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ اﳊﺼﻦ أو اﻟﻘﻠﻌﺔ ،أﻣﺎ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻨﻔﻮﺳﺔ ﻓﻴﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 5ﻣﻨﺎﻃﻖ ﲢﻤﻞ ﻧﻔﺲ اﻻﺳــﻢ ،ﺟﺮﻣﺔ /ﻏﺮﻣﺔ /ﮔﺮﻣﺔ ،أﺧﻲ ﻻﺣﻆ اﻟﺘﺸــﺎﺑﻪ ﺑﲔ ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺎت واﻟﺘﺸــﺎﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮان ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑﲔ ﻣﺎ ﻧﺴــﻤﻴﻪ اﻟﻴﻮم ﺟﺮﻣﺔ .وﻻﺣﻆ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ) _ (1اﻟﺪرﺟﻴﻨﻲ اﻟﻄﺒﻘﺎت ص 39-38/1اﻟﺸﻤﺎﺧﻲ :اﻟﺴﻴﺮ ص.203-142 ) (2ـ ﻣﻌﺠﻢ اﻟﺒﻠﺪان ج 5ص 296 ) _ (3راﺟﻊ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺤﻤﺪ ﺷﻔﻴﻖ ﺣﻔﺮﻳﺎت ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﻗﺪ ﺗﻔﻴﺪ اﳌﺮخ ص20
-7-
اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴــﺔ ﺣﺮف اﻟﻐﲔ ﻓﺈﺳــﺘﺒﺪﻟﻮﻫﺎ ﺑﺎﳉﺎء اﳌﻌﻘﻮﻓﺔ )گ( Gوﻣﻦ ﺛــﻢ ﰎ ﺗﻮرﻳﺪﻫﺎ إﻟﻴﻨﺎ ﺑﺎﳉﻴﻢ ﻷﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ أﻗﺮب ﻟﻔﻆ ﻟﻬﺎ ﻫﻮ اﳉﻴﻢ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﳊﺎل ﻣﻊ ﺟﻤﺎل )اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻄﻖ ﻋﻨﺪ اﳌﺼﺮﻳﲔ ﮔﻤﺎل( وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻛﺜﻴﺮ. ﻫــﺬا ﻓﻴــﺾ ﻣﻦ ﻏﻴﺾ ،وإﳕــﺎ أردت ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺒﺤــﺚ اﻟﻘﺼﻴﺮ أن أﻧﺒﻪ ﻟﻌﻠــﻢ ﻣﻬﻢ وﻣﺒﺤﺚ ﻟﻄﻴــﻒ ﻗﻞ ﺑــﻪ اﻹﻋﺘﻨﺎء ،وﻟﻌﻞ أﺣﺪ أﺑﻨــﺎء ﻟﻴﺒﻴﺎ اﻷﺑﺮار ﻳﺘﺼﺪى ﻟﻬﺬا اﳌﻮﺿــﻮع اﳌﻬﻢ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ ﺑﻜﺘﺎب ﺷــﺎﻓﻲ ﻛﺎﻓﻲ ﻳﺰﻳﺢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ اﻟﻠﺜﺎم ﻋﻦ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻟﻔﺎظ اﳌﺒﻬﻤﺔ وﻳﻮﺿﺢ ﻣﺎ ﻋﻠﻖ ﺑﺒﻌﺾ اﻷﺳﻤﺎء ﻣﻦ ﺧﺮاﻓﺎت. ﻣﻮﺣﻤﺪ ؤﻣﺎدي
-8-