Iijaz-no.-21.pdf

  • Uploaded by: Anonymous twbEyWs
  • 0
  • 0
  • May 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Iijaz-no.-21.pdf as PDF for free.

More details

  • Words: 35,033
  • Pages: 68
‫العدد احلادي والع�شرون ‪ -‬ال�سنة ال�ساد�سة ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م‬

‫جمعية علم وخبر ‪/279‬اد‪/2005/‬تعديل ‪/54‬اد‪2007/‬‬

‫الفهرس‬ ‫ال ي�أ�س مع الإميان‬ ‫هل �ستقوم القيامة هذا العام‬ ‫الإعجاز يف حترمي حلم اخلنزير‬ ‫كالب يف البيوت‬ ‫الكالب‪ ...‬جوانب علمية و�أحكام فقهية‬ ‫�إن حتمل عليه يلهث‬ ‫براز الكالب يل ّوث هواء املدن الأمريكية‬ ‫�أ�سرار لنب الإبل‬ ‫�أحكام الأطعمة وال�صيد‬ ‫�إعجاز القر�آن الكرمي لأهل الأدب اجلاهلي‬ ‫ال�شيخوخة‪� :‬أ�سرارها الطبية و�أهدافها الروحية‬ ‫هل تزيد الكالب من خطر الإ�صابة ب�سرطان الثدي؟‬ ‫الدين والعلم واحد‬

‫�أ‪�.‬صالح �سالم‬ ‫د‪ .‬م‪ .‬عبد الدائم الكحيل‬ ‫�أ‪ .‬عادل ال�صعدي‬ ‫�أ‪ .‬خالد حنون‬ ‫�أ‪ .‬د‪ .‬كارم ال�سيد غنيم‬ ‫د‪ .‬حممد دودح‬ ‫�أ‪ .‬هادي فتح اهلل‬ ‫�أ‪ .‬د‪« .‬معز الإ�سالم» فار�س‬ ‫ال�شيخ عي�سى الذياب‬ ‫�أ‪ .‬با�سم علي‬ ‫�أ‪� .‬سعد عواد احللبو�سي‬ ‫جامعة ميونيخ‬ ‫العميد الدكتور حممد فر�شوخ‬

‫�ص ‪4‬‬ ‫�ص ‪6‬‬ ‫�ص ‪13‬‬ ‫�ص ‪22‬‬ ‫�ص ‪24‬‬ ‫�ص ‪33‬‬ ‫�ص ‪34‬‬ ‫�ص ‪38‬‬ ‫�ص ‪45‬‬ ‫�ص ‪53‬‬ ‫�ص ‪56‬‬ ‫�ص ‪60‬‬ ‫�ص ‪65‬‬

‫رئيس التحرير‪ :‬العميد الدكتور محمد فرشوخ‬ ‫العالقات العامة‪ :‬األستاذ أحمد مختار الزاملي‬ ‫االشراف الفقهي واللغوي‪:‬القاضي املهندس أسامة منيمنة‬

‫‪87807446100206201‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪3 .‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫ال يأس مع اإلميان‬

‫االفتتاحية‬

‫أ ‪ .‬صالح سالم‬

‫‪4‬‬

‫كان للمواعظ في أيام دراستنا االبتدائية‪ ،‬آثارها العميقة في نفوس فتيان‬ ‫اجليل الذي أنتمي إليه وفي صالبة إراداته‪ .‬كانت تأتينا في سلسلة من القصص‬ ‫املع ّبرة والتجارب املؤثرة مدعمة باآليات الكرمية واألحاديث الشريفة واألبيات‬ ‫من الشعر واملنثور من احلكم‪.‬‬ ‫من تلك املواعظ اذكر قصة االسكندر وحصار مدينة صور الذي طال‪ ،‬والدرس‬ ‫في الصبر والتضحية الذي تعلمه القائد االغريقي من اجلسر الذي شبكه النمل‬ ‫املستميت بأجساده على سطح املاء كي يصل الناجون منهم إلى إناء العسل‪.‬‬ ‫ومن ِ‬ ‫العبر قصة األسير املظلوم الذي متكن من النجاة بعدما أمضى شهور ًا‬ ‫وهو يحفر مبفتاحه في جدار السجن حتى يتمكن من فتح ثغرة إلى احلرية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وحتضه على الصبر واملثابرة‪ ،‬منها حب البقاء‬ ‫دوافع ع ّدة حت ّفز اإلنسان‬ ‫والتوق إلى احلرية‪ ،‬والشوق إلى األهل وإلى األوالد واألحبة‪ ،‬وتعلق اإلنسان‬ ‫ببيته وأرض��ه وبلده‪ .‬وكل هذه اآلم��ال قد تنقطع في حلظة يأس‪ ،‬إال أن دافع ًا‬ ‫واحد ًا يشد العصب ويشحذ الهمم وتهون عنده التضحيات‪ ،‬إنه اإلميان بالله‬ ‫تعالى‪.‬‬ ‫هو اليقني بأن ما نقوم به يوافق ما أمر الله به‪ ،‬وأن الله يعني على اخلير‬ ‫والصواب وعلى احلق والعدل‪ ،‬وأن الله ال يضيع أجر من أحسن عم ً‬ ‫ال‪ ،‬وأن‬ ‫اإلنسان وإن ضحى بنفسه وبذل روحه‪ ،‬فإمنا يقضي هذه احلياة الدنيا وأنه‬ ‫سيبعث من جديد وسيحيا حياة طيبة خالد ًا فيها‪ ،‬جتمعه مع من يحب‪ .‬هناك‬ ‫ُيقتص من كل غاصب وظالم و ُيعوض لكل مقهور ومظلوم‪.‬‬ ‫قال صلى الله عليه وسلم‪« :‬وأن النصر مع الصبر»‪ ،‬لكن النصر غالب ًا ما‬ ‫يتأخر حتى يكاد اليأس يهيمن على القلوب‪ ،‬كما وصف الله تعالى حال املؤمنني‬ ‫في سورة األحزاب‪ :‬إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت األبصار‬ ‫وبلغت القلوب احلناجر وتظنون بالله الظنونا‪ ،‬هنالك اب ُتلي املؤمنون وزلزلوا‬ ‫زلزا ًال شديد ًا‪.‬‬ ‫لكن النصر ال ب ّد آت لقول الله تعالى في سورة يوسف‪ :‬حتى إذا استيأس‬ ‫الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء وال ُيرد بأسنا عن‬ ‫القوم املجرمني‪.‬‬ ‫ولرمبا كان تأخر النصر حلكمة يريدها الله تعالى‪ ،‬لعلها ترسيخ القلوب على‬ ‫التقوى أو تصويب النوايا صدق ًا وإخالص ًا لله دون سواه‪ ،‬واعتماد ًا على الله‬ ‫دون غيره‪ ،‬أو مكر ًا بأهل املكر فيزيدهم تورط ًا فيخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي‬ ‫املؤمنني‪ .‬أو أن الله تعالى يريد للناس أن يقدروا ثمن النصر العزيز فال يف ّرطوا‬ ‫مبكتسباتهم إذا بلغوها‪ ،‬وال يلتفتوا إال للمولى الذي أجندهم بالنصر‪.‬‬ ‫ولئن كان الصبر من جلد ال ّناس‪ ،‬فما النصر إال من عند الله العزيز احلكيم‪.‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫كلمة العدد‬

‫يختص برحمته من يشاء‬ ‫يأتي عدد من الناس يشكون متعجبني متعبني‪ ،‬يقول أحدهم أعياني أمر إبني وفشلت في إقناعه‬ ‫باملواظبة على الصالة‪ ،‬وتشكو سيدة صوامة قوامة أن زوجها ال مير عليه يوم دون أن يشرب شيئ ًأ من‬ ‫اخلمر عند كل مساء‪ ،‬وبكى شاب أمامي مرة وهو يحكي لي كيف يستهزيء به أبوه حني يراه قائم ًا في‬ ‫الصالة‪.‬‬ ‫طبع ًا ليست كل البيوت هكذا واحلمد لله‪ ،‬ولكنها تبقى مشكلة‪ ،‬والشاكي يريد ح ً‬ ‫ال ويبحث عن أمل‬ ‫في أن يجد من يحب وقد عاد إلى رشده واهتدى‪ .‬فما من أحد منا إال ويتمنى أن يعيش في بيت صالح‬ ‫تقام فيه الصالة ويدندن أهله بالقرآن‪ ،‬وتغمره السكينة وينعم قاطنوه بالهدوء والصفاء‪.‬‬ ‫بداي ًة‪ ،‬يجدر بكل واحد منا‪ ،‬صلح أمره وصلح أهله‪ ،‬أن يحمد الله تعالى على هذه النعمة التي ليس‬ ‫فوقها نعمة‪ ،‬فقير ًا كان أم غني ًا‪ ،‬صحيح اجلسم كان أو مريض ًا‪ ،‬وأن يسأل الله الثبات إلى املمات‪.‬‬ ‫ين}‪،‬‬ ‫وليتعظ من قول الله تعالى‪ِ { :‬إن ََّك اَل َت ْه ِدي َم ْن َأ ْح َب ْب َت َو َل ِك َّن ال َّل َه َي ْه ِدي َم ْن َي َشا ُء َو ُه َو َأ ْع َل ُم ب مِْال ُ ْه َت ِد َ‬ ‫ثم ليسأل هل ملثل هذه املسائل حل؟ واجلواب‪ :‬نعم وال!‬ ‫نعم‪ ،‬بوسيلتني‪ :‬األولى أن ينصح املؤمن ويصبر على غفلة حبيبه وقريبه ونسيبه‪ ،‬فال يفقد األمل‪.‬‬ ‫والرجاء من الله تعالى ال ينقطع‪ ،‬فال ينساه من الدعاء وال يقطعه فيتركه فريسة للشيطان‪ .‬والوسيلة‬ ‫الثانية أن يجهد بجمعه بأهل الصالح والتقوى من الصحبة الصاحلة ومن الدعاة‪ ،‬وال يفرضن عليه‬ ‫داع محدد باإلكراه‪ ،‬فالناس أجناس وليصبر حتى يعثر على من يناسبه ويتفاهم معه والقوالب اجلامدة‬ ‫ٍ‬ ‫في الدعوة إلى الله قلما جتدي‪.‬‬ ‫ثم نقول ال‪ ،‬ليس لنا من األمر شيء‪ ،‬ليس يأس ًا من رحمة الله‪ ،‬معاذ الله‪ ،‬وإمنا ألن بعض الغافلني‬ ‫أيسوا من رحمة الله‪ ،‬فال يرعوون عن ارتكاب املعاصي‪ ،‬وال يرجون توبة وال هدى‪ ،‬بل ويتجرؤون على‬ ‫املولى تعالى بشتم وكالم قبيح‪ ،‬وليتهم سكتوا وهم يرتكبون‪ .‬وفي أمثالهم قال الله تعالى‪َ { :‬أ َف َم ْن َكانَ‬ ‫ُم ْؤ ِم ًنا َك َم ْن َكانَ َف ِ‬ ‫اسقً ا؟ اَل َي ْس َت ُوونَ }‪ .‬ومع ذلك فإن لله تعالى في خلقه شؤون‪ ،‬وعنده أسباب ال نعرفها‬ ‫وقد ال نفقهها حتى لو عرفناها‪ ،‬ومن ذلك إهتداء أصعب العاصني بقدرة قادر وبطرفة عني‪ ،‬ولعل السبب‬ ‫قد يعود لعمل نبيل قام به ذلك الغافل في حلظة توفيق نزلت عند الله في موضع القبول فق ّربه وغفر له‪،‬‬ ‫مثل صنيع املعروف‪ ،‬وبر الوالدين ومد يد املروءة‪ ،‬وكفالة اليتيم وكلها قي ٌم في داخل االنسان قد تنقذه‬ ‫وتأخذ بيده في يوم من األيام‪.‬‬ ‫وال أجد أبلغ من حديث احلبيب املصطفى صلى الله عليه وسلم في هذه السانحة إذ يقول‪ِ «:‬إ ِّني لأَ َ َرى‬ ‫َّار ِإلَى جْ َ‬ ‫النَّةِ » ‪.‬‬ ‫السلاَ ِسلِ مِ َن الن ِ‬ ‫ُأ مَ ً‬ ‫ما ُت َقا ُد ِب َّ‬

‫رئيس التحرير‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫مقال حر‬

‫هل ستقوم القيامة هذا العام ؟‬

‫د‪.‬م‪ .‬عبد الدائم الكحيل*‬

‫‪6‬‬

‫وردت�ن��ي أسئلة كثيرة ح��ول ال�ع��ام ‪ 2012‬وأن التنبؤات التي ارتبطت بعام ‪ 2000‬ومضى عام‬ ‫العلماء يتحدثون عن عواصف مدمرة وأن كويكب ًا ‪ 2000‬ولم يحدث شيء! إذ ال يعلم الغيب إال الله‬ ‫اها‬ ‫الس َ‬ ‫اع ِة َأ َّيانَ ُم ْر َس َ‬ ‫عمالق ًا سيضرب األرض وأن ال��ري��اح الشمسية تعالى القائل‪َ { :‬ي ْس َأ ُلو َن َك َع ِن َّ‬ ‫يها ِل َو ْق ِت َها ِإ اَّل ُه َو َث ُق َل ْت‬ ‫ستعصف باألرض‪....‬‬ ‫ُقلْ ِإ مَّ َنا ِع ْل ُم َها ِع ْن َد َر ِّبي اَل ُي َج ِّل َ‬ ‫ض اَل َت ْأ ِت ُ‬ ‫ات َو أْ َ‬ ‫او ِ‬ ‫يك ْم ِإ اَّل َب ْغ َت ًة َي ْس َأ ُلو َن َك‬ ‫ال ْر ِ‬ ‫واإلسالم يوضح‪ :‬ال يعلم متى تقوم الساعة إال ِفي َّ‬ ‫الس َم َ‬ ‫الله تعالى! والعلم لن يصل إلى التنبؤ بنهاية العالم‪َ ،‬ك َأن ََّك َح ِف ٌّي َع ْن َها ُقلْ ِإ مَّ َنا ِع ْل ُم َها ِع ْن َد ال َّل ِه َو َل ِك َّن َأ ْك َث َر‬ ‫اس اَل َي ْع َل ُمونَ } [األعراف‪.]187 :‬‬ ‫وموعدها ٍ‬ ‫خاف على الناس‪ ،‬ألن الله تعالى يقول‪ :‬ال َّن ِ‬ ‫تؤكد لنا هذه اآلية الكرمية أنه ال يعلم متى يأتي يوم‬ ‫يها ِل ُت ْج َزى ُك ُّل َنفْ ٍس بمِ َا‬ ‫الس َ‬ ‫اع َة َآ ِت َي ٌة َأ َكا ُد ُأ ْخ ِف َ‬ ‫{ ِإ َّن َّ‬ ‫َت ْس َعى [‪َ ]15‬ف اَل َي ُصدَّ ن َ‬ ‫َّك َع ْن َها َم ْن اَل ُي ْؤ ِم ُن ب َِها َوات ََّب َع القيامة إال الله (لاَ ُي َج ِّلي َها ِل َو ْق ِت َها ِإلاَّ ُه َو)‪ ،‬وهذا اليوم‬ ‫يأتي من دون مقدمات (لاَ َتأْتِي ُك ْم ِإلاَّ َب ْغ َت ًة)‪ ...‬حتى‬ ‫َه َوا ُه َف َت ْر َدى[‪[ }]16‬طه‪.]16-15 :‬‬ ‫ومع أن هناك مؤشرات كثيرة على اقتراب يوم النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم متى‬ ‫املنجمني في َّدعون‬ ‫القيامة‪ ،‬بنص حديث رس��ول الله صلى الله عليه تقوم الساعة‪ ،‬ويأتي اليوم بعض‬ ‫ّ‬ ‫وس�ل��م‪ ،‬ف��إن أح ��د ًا ال يعلم متى ت�ق��وم الساعة إال معرفتهم للغيب وأن القيامة ستكون عام ‪.2012‬‬ ‫أخبار مبالغ فيها‬ ‫الله تعالى‪ .‬وجميع التنبؤات التي متأل صفحات‬ ‫اإلن�ت��رن��ت ع��ن ال�ع��ام ‪ 2012‬ل��ن تكون بأفضل من انتشر خبر علمي‪ ،‬وف��ي احلقيقة ليس له‬ ‫عالقة بالعلم‪ ،‬بشكل كبير على املواقع اإلخبارية‬ ‫ّ‬ ‫وملخصه‪« :‬نشرت مج ّلة نيوساينتيست األمريكية‬ ‫�ص�ص��ة ف��ي ال �ع �ل��وم وال�ت�ك�ن��ول��وج�ي��ا تقرير ًا‬ ‫امل�ت�خ� ّ‬ ‫أكادميي ًا أجراه فريق من العلماء أكدوا فيه أنه في‬ ‫ي��وم من أي��ام نهاية شهر سبتمبر من سنة ‪2012‬‬ ‫ستضرب الكرة األرضية عاصفة شمسية مدمرة‬ ‫بإمكانها أن تعيد العالم إلى عصر القرون الوسطى‪.‬‬ ‫وأرج��ع الباحثون هذه العاصفة إلى قيام أسراب‬ ‫من اجلسيمات شبه الفرعية املشحونة كهربائي ًا من‬ ‫الشمس بقرع األرض وما يحيط بها بصورة دورية‬ ‫منتظمة‪.‬‬ ‫املتخصصون إل��ى أن م��ن ظ��واه��ر هذه‬ ‫وأش ��ار‬ ‫ّ‬ ‫العاصفة‪ ،‬اكتظاظ السماء بوهج ناري كثيف إضافة‬ ‫وهاج‪ ،‬كما ستلوح‬ ‫إلى انتشار أعمدة مت ّوج أخضر ّ‬ ‫في األفق مت ّوجات برتقالية متالحقة خالل العرض‬ ‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫في القرآن‬

‫األب � ��رز ل�ل�ش�ف��ق ال�ق�ط�ب��ي الذي‬ ‫يشاهد في املنتصف الشمالي‬ ‫من الكرة األرضية‪».‬‬ ‫طبع ًا ه��ذا اخلبر غير دقيق‬ ‫علمي ًا‪ ،‬ألنه عبارة عن رأي شخصي ألحد العلماء‬ ‫ال يستند لبرهان علمي‪ .‬واحلقيقة لم يخبرنا هذا‬ ‫ال�ب��اح��ث م��ن أي��ن ج��اء ب�ه��ذه ال�ت�ن�ب��ؤات‪ ،‬وع�ل��ى أي‬ ‫أساس يقول مثل هذا الكالم! وكيف ميكن للعاصفة‬ ‫الشمسية والتي حتدث بشكل دائم أن تكون مدمرة‬ ‫لألرض؟ وملاذا ستتغير القوانني الفيزيائية التي نظم‬ ‫الله عليها الكون؟ ومن أين ستأتي الطاقة الالزمة‬ ‫لهذه اجلسيمات الشمسية كي تصل إلى األرض‬ ‫وتخترق الغالف اجل��وي‪ ،‬مع العلم أن��ه قد مضى‬ ‫على الشمس خمسة مليارات سنة‪ ،‬وحدثت فيها‬ ‫من قبل ماليني العواصف الشمسية‪...‬‬

‫والسنة‬

‫ال يعلم موعدها‬ ‫أحد إال الله وحده‬

‫لو حتدد موعدها سلف ًا لبطلت آيتها‬

‫مقال حر‬

‫‪ ..2012‬نظريات‬ ‫قيامة واهية!‬

‫نشر م��وق��ع س��ي إن إن هذا‬ ‫اخلبر حول نبوءة العام ‪:2012‬‬ ‫«بينما تنجلي م��ن مخيلتنا التنبؤات بشأن العام‬ ‫‪ ،2000‬وما أثير حوله من نهاية للعالم‪ ،‬بدأت تسري‬ ‫إلينا تكهنات بشأن نهاية دورة احلياة في ‪.2012‬‬ ‫فالبعض ي��رى أن ح�ل��ول ع��ام ‪ 2012‬يبشر بعهد‬ ‫جديد‪ ،‬بينما يرى آخرون أن هذا العام هو ال محالة‬ ‫نهاية دورة الكرة األرضية‪ ،‬وهو أمر تناقلته الكثير‬ ‫م��ن الكتب‪ ،‬وامل��واق��ع اإللكترونية التي تضع على‬ ‫صفحاتها ساعات توقيت تنازلي ليوم ‪ 21‬ديسمبر‪/‬‬ ‫كانون األول ‪ ،2012‬وهو اليوم املوعود‪.‬‬ ‫ويشير هذا التاريخ إلى نهاية دورة احلياة لدى‬ ‫حضارة املايا‪ ،‬والتي يبلغ طولها ‪ 5126‬سنة‪ .‬ولطاملا‬ ‫عرف عن حضارة املايا شغفهم بالفلك‬ ‫ومعرفتهم له معرفة عميقة‪ .‬ولم يعرف‬ ‫حتى اآلن ما إذا كان اختيار هذا اليوم‬ ‫ب��ال��ذات مت بسبب ح��دوث ك��ارث��ة كونية‬ ‫ستنهي العالم‪ ،‬وهو ما أشعل فتيل عدد‬ ‫من النظريات بشأن نهاية الكون‪.‬‬ ‫ي�ق��ول ديفيد س �ت��ورات‪ ،‬م��دي��ر مركز‬ ‫«ميسوأمريكا» في جامعة تكساس‪« :‬هناك‬ ‫الكثير من الناس ممن يعتقدون أن نهاية‬ ‫الكون مرتبطة باعتقادات املايا‪ ،‬وهذا أمر‬ ‫غير صائب‪ ،‬ألنه لم يكن هناك أي حكيم‬ ‫من شعب املايا‪ ،‬ذكر هذا األمر‪».‬‬ ‫وعلى صعيد آخر‪ ،‬إذا ما قمت بإدخال‬ ‫الرقم ‪ 2012‬في أي من محركات البحث‬ ‫على شبكة اإلنترنت‪ ،‬فإنك ستجد الكثير من‬ ‫املواقع املتعلقة بهذا املوضوع‪ ،‬فبعضها‬ ‫يقدم إرشادات حول كيفية النجاة من هذا‬ ‫ال �ي��وم‪ ،‬والبعض اآلخ��ر يعطي تعليمات‬ ‫ب �ش��أن م��ا ي�ج��ب علينا ارت � ��داؤه‪ ،‬ومنها‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪7 .‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫مقال حر‬

‫والتي حتمل عنوان ‪ ،2012‬وال‬ ‫قمصان كتب عليها «‪..2012‬‬ ‫ما يتردد عن الظواهر‬ ‫زالت املكتبات في انتظار املزيد‬ ‫النهاية»‪ ،‬أو «قيامة ‪.»2012‬‬ ‫فيه‬ ‫مبالغ‬ ‫الفلكية‬ ‫منها خ�ل�ال ال��ش��ه��ور القادمة‪.‬‬ ‫وتقول عدد من النظريات إن‬ ‫وم�����ن ب��ي�ن ه�����ذه ال���ك���ت���ب كتاب‬ ‫األرض في ذلك اليوم ستبدأ‬ ‫ب��ال��دوران العكسي‪ ،‬كما أن ه��ذا اليوم سيشهد ‪ ،Apocalypse 2012‬والذي يدرج فيه املؤلف‬ ‫الكثير من العواصف الشمسية التي ستؤدي إلى ل��ورن��س ج��وزي��ف مجموعة م��ن االح��ت��م��االت التي‬ ‫فوران البراكني‪ ،‬وذوبان الثلوج‪ .‬وإذا كنت تعتقد ميكن أن حتصل في ذلك اليوم‪ .‬إال أن جوزيف‬ ‫أن هذا كله ميكن أن يكون فيلم ًا أمريكي ًا رائع ًا‪ ،‬يعتقد أن هذا اليوم لن يشهد نهاية العالم‪.‬‬ ‫يذكر أن يوم ‪ 21‬ديسمبر‪/‬كانون األول ‪2012‬‬ ‫فأنت على حق‪ ،‬ألن هوليوود تستعد لذلك‪.‬‬ ‫ي��ح��اول األم��ري��ك��ي��ون استغالل ه��ذه الشائعة يتوافق مع يوم انقالب الشمس في الشتاء‪ ،‬كما أن‬ ‫إعالمي ًا لكسب مزيد من األموال! فاملخرج روالند هذا اليوم سيشهد توازي الشمس مع مجرة درب‬ ‫إمييريك‪ ،‬والنجم جون كوزاك‪ ،‬أطلقا فيلم ‪ 2012‬التبانة‪ ».‬كما فند العلماء مزاعم ح��دوث انقالب‬ ‫‪ ،‬حيث يعرض الفيلم في بدايته راهب ًا يتوجه إلى في قطبية األرض ومراكز جاذبيتها‪ ،‬قائلة إن هذه‬ ‫الكنيسة إلعالن قرب نهاية العالم بينما تبدأ ثلوج الظاهرة تقع كل ‪ 400‬ألف سنة تقريب ًا‪ ،‬وحدوثها‬ ‫الهماليا بالذوبان لتك ّون سي ً‬ ‫ال مائي ًا يقتل كل من مجدد ًا يستغرق آالف األعوام‪.‬‬ ‫يأتي أمامه‪.‬‬ ‫ما هي حقيقة األمر؟‬ ‫أما على صعيد الكتب‪ ،‬فقد مت نشر املئات منها‬ ‫لو رجعنا إلى موقع وكالة الفضاء األمريكية‬

‫‪8‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫مقال حر‬

‫ال����دورة ال��ق��ادم��ة ع��ام ‪2012‬‬ ‫ناسا جند أنهم ينشرون خبر ًا‬ ‫معروفة‬ ‫الشمسية‬ ‫العواصف‬ ‫وستكون أق��وى من سابقتها‬ ‫عادي ًا عن عاصفة شمسية حتدث‬ ‫محسوبة‬ ‫وأخطارها‬ ‫(الح��ظ��وا م��ع��ي ك��ي��ف تتكرر‬ ‫ب��اس��ت��م��رار وك��ل ف��ت��رة ‪ 11‬سنة‬ ‫هذه ال��دورة للشمس كل ‪11‬‬ ‫وتسمى ‪، Sunspot Cycle‬‬ ‫وعام ‪ 2012‬سيكون هناك حدوث لهذه العاصفة سنة تقريب ًا وتكون عادة قوية أو ضعيفة)‪ ،‬ارتفاع‬ ‫بشكل أق��وى من املعدل بحدود ‪ % 50-30‬وهذا اخلطوط احلمراء يعبر عن مدى شدة العاصفة‬ ‫الشمسية‪ ،‬ويظهر الرسم البياني أنه عام ‪1958‬‬ ‫أمر طبيعي جد ًا‪.‬‬ ‫ول��ك��ن ال���ذي ح���دث أن ب��ع��ض ال��ذي��ن يؤمنون حدثت عاصفة شمسية أش��د من التي ستحدث‬ ‫بأساطير املايا (وهي حضارة قدمية وجدت قبل عام ‪.2012‬‬ ‫آالف السنني في أمريكا)‪ ،‬هؤالء وجدوا في التوافق‬ ‫وكالة الفضاء األمريكية «ناسا»‬ ‫بني اليوم امل��وع��ود لديهم ع��ام ‪ 2012‬وب�ين دورة‬ ‫تنفي هذه املزاعم‬ ‫الشمس التي ستحدث في نفس العام‪ ،‬وجدوا في‬ ‫هذا التوافق فرصة لترويج أفكارهم ‪ ...‬وسوف‬ ‫أكد ديفيد موريسون‪ ،‬أخصائي علوم الفضاء‬ ‫تثبت ال��س��ن��وات ال��ق��ادم��ة ك��ذب ه���ؤالء املنجمني‪ ،‬ل��دى وك��ال��ة ال��ف��ض��اء األم��ري��ك��ي��ة «ن��اس��ا»‪ ،‬أن ما‬ ‫لسبب بسيط جد ًا وهو أن هذا التنبؤ ال يقوم على تتناقله الشائعات حول توقع حلول نهاية العالم‬ ‫أي أساس علمي إال املبالغات واملغالطات‪.‬‬ ‫في ديسمبر‪ /‬كانون األول ‪« 2012‬مجرد خدعة‬ ‫كبيرة»‪ ،‬نافي ًا وج��ود كوكب غامض على وشك‬ ‫تنبؤات مركز أبحاث الغالف اجلوي االصطدام باألرض في ذلك التاريخ‪.‬‬ ‫ودعا الناس إلى «االستمتاع بوقتهم» في ذلك‬ ‫‪UCAR‬‬ ‫التاريخ‪ ،‬واالستعداد ملا بعده باعتباره مجرد يوم‬ ‫جنح علماء من مركز أبحاث الغالف اجلوي ع��ادي‪ ،‬وذل��ك في إط��ار سعي «ن��اس��ا» إل��ى طمأنة‬ ‫‪ UCAR‬بالتنبؤ ب��ال��ع��اص��ف��ة الشمسية التي الناس في مختلف الدول حيال ما ُيبث من شائعات‬ ‫ستحدث ع��ام ‪ 2012‬وه��ذه العاصفة حت��دث كل ح��ول دم��ار سيلحق ب���األرض ف��ي ‪ ،2012‬والذي‬ ‫‪ 11‬سنة‪ ،‬والعاصفة القادمة قد تتسبب في بعض قادها إلى تخصيص صفحة على موقعها الرسمي‬ ‫األعطال ألقمار اصطناعية وقد تؤثر على بعض للرد على هذه التوقعات‪  .‬يؤكد العلماء أن ناسا ال‬ ‫شبكات الكهرباء‪ ،‬وذل��ك ألن بعض اجلسيمات تتوقع حدوث شيء في ذلك التاريخ‪ ،‬فالشائعات‬ ‫الشمسية التي تترافق م��ع العاصفة ق��د تنجح التي تتناقلها امل��واق��ع اإللكترونية وتنسبها إلى‬ ‫في التسلل عبر الغالف اجلوي وتؤثر على أنظمة أبحاث تستند إل��ى حضارة «امل��اي��ا» القدمية في‬ ‫االتصاالت‪ ،‬وهذه كلها تنبؤات قد حتدث بصورة أمريكا الوسطى‪ ،‬هي مجرد «خدعة كبيرة‪ ».‬وحول‬ ‫إمكانية اص��ط��دام كوكب غامض يسميه البعض‬ ‫أو بأخرى‪.‬‬ ‫لو تأملنا ما كتبه علماء ناسا جند أنهم يتحدثون «نيبرو» بكوكب األرض‪ ،‬قال العالم األمريكي‪« :‬ال‬ ‫ع��ن دورة للشمس ع���ام ‪ 2012‬س��ت��ك��ون أقوى يوجد كوكب يدعى نيبرو‪ ..‬هو غير م��وج��ود‪ ..‬ال‬ ‫بحدود ‪ % 50‬من سابقتها‪ ،‬وسيكون لها بعض تقلقوا حيال هذا اليوم واستمتعوا مبا بعده»‪.‬‬ ‫اآلث��ار اجلانبية على األرض‪ ،‬ويبني الشكل شدة‬ ‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫في القرآن‬

‫كذبة اآليات التي تظهر على جسد‬ ‫الطفل‬

‫والسنة‬

‫مقال حر‬

‫ق��ال‪ُ ( :‬بعثت أن��ا والساعة كهاتني‪ ...‬وأش��ار إلى‬ ‫اس َع ِن‬ ‫إصبعيه)‪ ،‬والله تعالى يقول‪َ { :‬ي ْس َأ ُل َك ال َّن ُ‬

‫اع ِة ُق ْل ِإ مَّ َن��ا ِع ْل ُم َها ِع ْن َد ال َّل ِه َو َما ُي ْدر َ‬ ‫ِيك َل َع َّل‬ ‫الس َ‬ ‫َّ‬ ‫ل�لأس��ف ي��ا أح��ب��ت��ي أن ك��ث��ي��ر ًا م��ن املسلمني‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اعة َتكونُ ق ِر ًيبا} [األحزاب‪.]63 :‬‬ ‫الس َ‬ ‫َّ‬ ‫ينجرفون وراء ه��ذه ال��ن��ظ��ري��ات قبل ال��ت��أك��د من‬

‫صدقها‪ ،‬ونصيحتي لكل أخ وأخت أن يتأكدوا من‬ ‫املعلومة قبل املساهمة في نشرها‪ .‬فكما أن نشر‬ ‫املعلومة الصحيحة فيه أجر وثواب عظيم‪ ،‬كذلك‬ ‫نشر املعلومة اخلاطئة فيه إض�لال كبير للناس‪.‬‬ ‫ورمبا من األشياء التي سمعتها مؤخر ًا والدة طفل‬ ‫ُكتبت على جسده آيات قرآنية بخط جميل! ومبجرد‬ ‫رؤية الصورة تبني أنها مجرد خدعة للبسطاء من‬ ‫املسلمني‪.‬‬ ‫واملضحك في األمر أن الذي اخترع هذه اخلدعة‬ ‫اختار آيات مؤثرة ومعبرة فاآلية التي ادعى أنها‬ ‫{س ُن ِريهِ ْم َآ َيا ِت َنا‬ ‫مكتوبة على جسد الطفل هي‪َ :‬‬

‫ِفي آْ َ‬ ‫ي َل ُه ْم َأ َّن ُه حْ َ‬ ‫القُّ }‬ ‫الفَاقِ َو ِفي َأ ْنف ُِسهِ ْم َح َّتى َي َت َب نَّ َ‬

‫وم���ا ن���راه ال��ي��وم م��ن ك����وارث بيئية وارتفاع‬ ‫لدرجات احلرارة وذوبان لكتل اجلليد وزيادة في‬ ‫التلوث شملت البر والبحر‪ ،‬ما هو إال من عالمات‬ ‫الساعة الصغرى‪ ،‬ولكن هناك عالمات كبرى البد‬ ‫أن تتحقق كما أخبرنا نبي الرحمة صلى الله عليه‬ ‫وسلم‪ ،‬منها ظهور الدجال ويأجوج ومأجوج ونزول‬ ‫املسيح عليه السالم ‪....‬‬ ‫وبانتظار ذلك اليوم ال��ذي ال نشك بقدومه‪ ،‬ال‬ ‫يصح أن نصدق املنجمني‪ ،‬بل ينبغي أن نكثر من‬ ‫العمل الصالح‪ ،‬وأن نقدم شيئ ًا خلدمة كتاب الله‪،‬‬ ‫وأقل ما نقدمه أن نساهم في نشر العلم النافع‪،‬‬ ‫فديننا عظيم ويستحق النشر وأن نعرف العالم كله‬ ‫بسماحة اإلسالم وروعته‪.‬‬ ‫نسأل الله تعالى أن يعلمنا علم ًا نافع ًا وأن‬ ‫يرزقنا اإلخالص في العلم والعمل ‪َ { ....‬ر َّب َنا اَل‬

‫[فصلت‪ .]53 :‬ولكي يضمن هذا املفتري على كتاب‬ ‫الله أن يصدقه الناس وأال ينكر هذه «املعجزة»‬ ‫{و َم ْن َي ْك ُت ْم َها َف ِإ َّن ُه‬ ‫أحد فقد كتب آية ثانية هي‪َ :‬‬ ‫ُت ِزغْ ُق ُلو َب َنا َب ْع َد ِإذْ َه َد ْي َت َنا َو َه ْب َل َنا ِم ْن َل ُد ْن َك َر ْح َمةً‬ ‫َآ ِث ٌم َق ْل ُب ُه} [البقرة‪.]283 :‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اب} [آل عمران‪.]7 :‬‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫َّك‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ً‬ ‫ال أملك إال أن أقول‪ :‬تعالى الله عن ذلك علوا ‪------------------‬‬ ‫كبير ًا‪ ،‬فالله تعالى أكبر من أن يختصر معجزته * وللراغبني مبتابعة البحث بكامله مراجعة املوقع‪:‬‬ ‫‪www.kaheel7.com‬‬ ‫في آيات ترسم على جسد طفل أو طفلة‪ ،‬أو رسم‬ ‫ املراجع‪:‬‬ ‫اسمه على أذن أو رأس مولود‪ ،‬أو على شجرة‬ ‫‪1. http://arabic.cnn.com/2009/scitech/1/28/‬‬ ‫أو ورقة أو غيمة‪ ...‬ولو كانت مثل هذه املعجزات‬ ‫‪apocalypse.world/index.html‬‬ ‫ ‪2. http://www.ucar.edu/news/r‬‬‫املزعومة صحيحة لظهرت في عصر النبي صلى‬ ‫‪leases/2006/sunspot.shtml‬‬ ‫الله عليه وسلم‪ ،‬وقد كان بأمس احلاجة ملعجزة‬ ‫‪3. http://science.nasa.gov/headlines/‬‬ ‫تثبت له ص��دق رسالته‪ ،‬ولكن الله أ ّي��ده بالقرآن‬ ‫‪y2006/10mar_stormwarning.htm‬‬ ‫وكفى به معجزة!‬ ‫‪4. http://www.nasa.gov/centers/goddard/‬‬

‫خالصة القول‬

‫‪10‬‬

‫ال ينبغي للمؤمن أن يصدق مثل هذه الشائعات‪،‬‬ ‫م��ع االع��ت��ق��اد ب��أن ي��وم القيامة ق��ري��ب كما أخبر‬ ‫بذلك سيد البشر عليه الصالة والسالم عندما‬ ‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫‪news/topstory/2006/solar_cycle.html‬‬ ‫‪5. http://www.newscientist.com/article/‬‬ ‫‪mg20127001.300-space-storm-alert-90‬‬‫‪seconds-from-catastrophe.html?full=true‬‬ ‫‪6. http://www.nasa.gov/centers/goddard/‬‬ ‫‪news/topstory/2006/solar_cycle.html‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫ّ‬ ‫طب‬

‫اآلداب اإلسالمية للوقاية‬ ‫من أنفلونزا اخلنازير‬ ‫األستاذ هاني إسماعيل محمد*‬

‫مل��ا كانت شريعة اإلس�ل�ام خ��امت ش��رائ��ع الله تعالى تعجبوا منها فقيل لسلمان الفارسي ‪ -‬رضي الله عنه ‪:-‬‬ ‫ال َف َق َ‬ ‫ال َ��را َء َة َق َ‬ ‫جاءت بالقسطاس املستقيم‪ ،‬واملنهاج القومي‪ ،‬فما تركت « َق ْد َع َّل َم ُك ْم َن ِب ُّي ُكمْ  ُك َّل َش ْي ٍء َح َّتى خْ ِ‬ ‫ال‬ ‫من صغيرة وال كبيرة إال وأرشدتنا إليها‪ ،‬وص��دق الله َأ َج ْل َل َق ْد َنهَ ا َنا َأنْ َن ْس َت ْق ِب َل ا ْلقِ ْب َل َة ل َِغائِ ٍط َأ ْو َب ْو ٍل َأ ْو‬ ‫ني َأ ْو َأنْ َن ْس َت ْن ِج َي ِب َأ َق َّل مِ نْ ثَلاَ َثةِ‬ ‫تعالى ح�ين ق ��ال‪{ :‬م��ا فرطنا ف��ي ال�ك�ت��اب م��ن شيء} َأنْ َن ْس َت ْن ِج َي ِبا ْل َيمِ ِ‬ ‫[األنعام‪ ]38 :‬ولقد أذهلت هذه احلقيقة أعداء الدين حتى َأ ْح َج ٍار َأ ْو َأنْ َن ْس َت ْن ِج َي ِب َر ِج ٍيع َأ ْو ِب َع ْظ ٍم» [رواه مسلم]‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪11 .‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫ّ‬ ‫طب‬

‫ومن ثم كان هذا املقال تأكي ًدا لهذه احلقيقة‪ ،‬ومحاولة الوضوء‪ ،‬وخلل بني األصابع ‪ ،‬وبالغ في االستنشاق‬ ‫الستنباط األسباب املنجية والوسائل العملية؛ للوقاية من إال أن تكون صائما» [صححه األل�ب��ان��ي ف��ي صحيح‬

‫أنفلونزا اخلنازير ‪ H1N1‬من خ�لال الوصايا النبوية‪ ،‬النسائي]‪.‬‬ ‫ ‪ .4‬عدم التنفس في اإلناء أو النفخ في الطعام‪ :‬عن‬ ‫واآلداب اإلسالمية‪ .‬ال يخفى على عاقل أن ما أصاب‬ ‫البشرية من أم��راض غريبة وعجيبة‪ ،‬ما هو إال النتيجة عبد الله بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم‪« :‬كان‬ ‫الطبيعية النتكاستها عن الفطرة السليمة‪ ،‬واعوجاجها ال ينفخ في طعام وال ش��راب وال يتنفس في اإلناء»‬ ‫عن التعاليم اإللهية‪ ،‬وقد أكد القرآن هذه احلقيقة فقال وعن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم «إذا شرب‬ ‫{ظ َهر ا ْلفَسا ُد ِفي ا ْلب ِّر َوا ْلب ْح ِر بمِ َا َكسب ْت أحدكم فال يتنفس فى اإلن��اء‪ ،‬و إذا أت��ى اخل�لاء فال‬ ‫ عز من قائل‪َ َ َ :‬‬‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫ض ا َّل ِذي َع ِم ُلوا َل َع َّل ُهم َيرجِ ُعونَ } مي��س ذك��ره بيمينه‪ ،‬وال يتمسح بيمينه» [صححه‬ ‫َأ ْي ِدي ال َّن ِ‬ ‫اس ِل ُي ِذيق َُه ْم َب ْع َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫{و َما َأ َصا َب ُكم ِم ْن ُم ِصيبةٍ األلباني في صحيح اجلامع]‬ ‫[الروم‪ ]41 :‬وقال ‪ -‬أيضا ‪َ :-‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ ‪ .5‬تغطية الفم واألنف عند العطاس‪ :‬عن أبي هريرة‬ ‫َفب َِما َك َس َب ْت َأ ْي ِد ُ‬ ‫يك ْم َو َي ْعفُو َع ْن َك ِث ٍير} [الشورى‪]30 :‬‬ ‫ومن حديث عبد الله بن عمر أن النبي ‪ -‬صلى الله عليه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم؛ «كان إذا‬ ‫وسلم ‪ -‬ق��ال‪« :‬ل��م تظهر الفاحشة في ق��وم قط حتى عطس‪ ،‬غطى وجهه بيده‪ ،‬أو بثوبه‪ ،‬وغض بها صوته»‬ ‫يعلنوا بها إال فشا فيهم الطاعون واألوجاع التي لم [رواه الترمذي‪ ،‬وقال حديث حسن صحيح]‪.‬‬ ‫‪ .6‬عدم البصق والتنخم في حضور اآلخرين‪ :‬عن‬ ‫تكن مضت في أسالفهم الذين مضوا» [حسنه األلباني‪،‬‬ ‫سعد بن أبي وقاص أن النبي قال‪« :‬من تنخم في املسجد‬ ‫في صحيح ابن ماجة]‪)...( .‬‬ ‫إال أن اآلداب اإلسالمية والوصايا النبوية الشريفة فليغيب نخامته أن تصيب جلد مؤمن أو ثوبه فتؤذيه»‬ ‫تقدم حلول جذرية‪ ،‬ووقاية فعالة من األوبئة واألمراض [رواه ابن حجر العسقالني في فتح الباري]‬ ‫ ‪ .7‬احلجر الطبي‪ :‬عن سعد بن أبي وقاص‪ :‬أنه سأل‬ ‫بصفة عامة‪ ،‬وفيما يلي بعض هذه اآلداب التي تعتبر وقاية‬ ‫فعالة من وباء أنفلونزا اخلنازير على وجه اخلصوص‪ ،‬أس��ام��ة ب��ن زي��د‪ :‬م��اذا سمعت م��ن رس��ول الله صلى الله‬ ‫وتعد إع�ج��از نبوي سبق توصيات وإرش ��ادات املنظمة عليه وسلم في الطاعون؟ فقال أسامة‪« :‬الطاعون رجس‪،‬‬ ‫أرسل على طائفة من بني إسرائيل‪ ،‬أو‪ :‬على من كان‬ ‫العاملية للصحة‪:‬‬ ‫قبلكم‪ ،‬فإذا سمعتم به بأرض فال تقدموا عليه‪ ،‬وإذا‬ ‫ ‪ .1‬النظافة عامة‪ :‬لقوله تعالى‪ِ { :‬إ َّن ال َّل َه ُي ِح ُّب ال َّت َّوا ِب َني‬ ‫وي ِحب مْالُت َطهرين} [البقرة‪ ]222 :‬ولقول النبي صلى الله وقع بأرض وأنتم بها فال تخرجوا فرارا منه»‪[ .‬رواه‬ ‫َ ُ ُّ َ ِّ ِ َ‬ ‫البخاري]‪.‬‬ ‫عليه وسلم‪« :‬ال يدخل اجلنة من كان في قلبه مثقال ذرة‬ ‫ ‪ .8‬ع��دم الهلع وال��ف��زع عند وق��وع املصائب‪ :‬عن‬ ‫من كبر‪ .‬قال رجل‪ :‬إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا‬ ‫ونعله حسنة»‪ .‬قال‪« :‬إن الله جميل يحب اجلمال‪ .‬الكبر عائشة رضي الله عنها سألت رسول الله صلى الله عليه‬ ‫وسلم عن الطاعون‪ ،‬فأخبرني أنه‪« :‬عذاب يبعثه الله على‬ ‫بطر احلق وغمط الناس» [رواه مسلم]‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫من يشاء‪ ،‬وأن الله جعله رحمة للمؤمنني‪ ،‬ليس من‬ ‫ ‪ .2‬النظافة الشخصية‪ :‬وعن عبد الله بن عمر عن‬ ‫أحد يقع الطاعون‪ ،‬فيمكث في بلده صابرا محتسبا‪،‬‬ ‫النبي ق��ال‪« :‬ال��ف��ط��رة خمس‪ ،‬أو خمس م��ن الفطرة‪:‬‬ ‫يعلم أنه ال يصيبه إال ما كتب الله له‪ ،‬إال كان مثل أجر‬ ‫اخلتان‪ ،‬االستحداد‪ ،‬ونتف اإلب��ط‪ ،‬وتقليم األظفار‪،‬‬ ‫شهيد» [رواه البخاري]‪.‬‬ ‫وقص الشارب» [رواه البخاري]‬ ‫‪--------------‬‬‫ ‪ .3‬املبالغة في االستنشاق‪ :‬ع��ن لقيط ب��ن صبرة * م��درس وخطيب‪ ،‬ماجستير في اللغة العربية‪ .‬وللراغبني مبتابعة‬ ‫البحث بكامله مراجعة املوقع‪www.quran-m.com :‬‬ ‫قلت‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬أخبرني عن الوضوء؟ فقال‪« :‬أسبغ‬ ‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫إعجاز طبي‬

‫اإلعجاز الطبي في حترمي حلم اخلنزير‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫احل�م��د ل�ل��ه رب ال�ع��امل�ين وال �ص�لاة وال �س�لام على‬ ‫أشرف األنبياء واملرسلني سيدنا ونبينا محمد وعلى آله‬ ‫وصحبه أجمعني ‪,‬‬ ‫أما بعد‪ :‬فإن من مقاصد هذا الدين احلنيف‬ ‫احلفاظ على الكليات اخلمس‪ ،‬وهي حفظ الدين‬ ‫والنفس والنسل والعقل وامل��ال‪ ,‬وج��اء لكل واحد‬ ‫منها تشريعات وأحكام خاصة به‪ .‬فنالحظ أن اإلسالم‬ ‫حافظ على النفس من خالل عدة أمور‪ ,‬منها احلفاظ على‬ ‫الصحة وحماية اإلن�س��ان من كل ما يسبب له الضرر‬ ‫والفساد في جسمه‪ .‬ولهذا ج��اءت النصوص القرآنية‬ ‫ال�ك��رمي��ة‪ ,‬واألح��ادي��ث النبوية الشريفة مبينة م��ا يحل‬ ‫وما يحرم من األطعمة واألشربة‪ ,‬ووضعت لذلك قاعدة‬ ‫عظيمة‪ ,‬وهي إباحة كل الطيبات وحت��رمي كل اخلبائث‪,‬‬ ‫وص��ارت هذه القاعدة عامة في كل ما يؤكل أو يشرب‪,‬‬ ‫{و ُي ِح ُّل َل ُه ُم َّ‬ ‫الط ِّي َب ِ‬ ‫ات َو ُي َح ِّر ُم‬ ‫يقول الله تبارك وتعالى‪َ :‬‬ ‫َع َل ْيهِ ُم خْ َ‬ ‫ال َبآ ِئث}[األعراف ‪.]157:‬‬ ‫وق��ال تعالى آم��ر ًا جميع البشر بأكل الطيبات على‬ ‫اس ُك ُلو ْا مِمَّا ِفي ا َأل ْر ِض َح َال ًال‬ ‫سبيل اإلباحة‪َ { :‬يا َأ ُّي َها ال َّن ُ‬

‫َط ِّيب ًا َو َال َت َّت ِب ُعو ْا خُ ُط َو ِ‬ ‫الش ْي َط ِ‬ ‫ات َّ‬ ‫ني}‬ ‫ان ِإ َّن ُه َل ُك ْم َع ُد ٌّو ُّم ِب ٌ‬

‫[البقرة ‪.]168:‬‬ ‫وبهذه اآليات املعجزات وضع الله سبحانه للبشرية‬ ‫جمعاء قانون ًا ثابت ًا وميزان ًا دقيق ًا ميكنهم من خالله قياس‬ ‫كل املستجدات بعد زم��ن ال��رس��ول الكرمي عليه أفضل‬ ‫ال�ص�لاة وال�س�لام وإل��ى قيام ال�س��اع��ة؛ ليعرفوا طيبها‬ ‫من خبيثها‪ ,‬ونافعها من ضارها‪ ,‬ف ُيقبلوا على الطيبات‬ ‫وضوح وجالء‬ ‫ويبتعدوا عن اخلبائث احملرمات‪ ،‬فأ ّكد بكل‬ ‫ٍ‬ ‫أنّ شريعة اإلسالم صاحلة لكل زمان ومكان‪.‬‬ ‫وسنتناول في هذا البحث بعض ًا من األسباب العديدة‬ ‫التي من أجلها حرم الله تعالى أكل حلم اخلنزير‪ ،‬مؤكدين‬

‫إعداد عادل الصعدي*‬

‫مراجعة عبد احلميد أحمد مرشد‬ ‫في هذا الصدد أنّ الدراسات املنشورة‪-‬على كثرتها‪-‬‬ ‫ال تظهر إ ّال ن��زر ًا يسير ًا من مضار أكل حلم اخلنزير‪،‬‬ ‫والتعايش مع هذا احليوان املوغل في القذارة‪ ,‬ونحن على‬ ‫يقني تام بأنّ السنوات القادمة ستكشف للناس مزيد ًا من‬ ‫جوانب اإلعجاز التشريعي في حترمي حلم اخلنـزير‪.‬‬ ‫لكن مهما بلغ التقدم العلمي‪ ,‬فسيبقى علم البشر‬ ‫قاصر ًا‪ ,‬وإدراكهم محدود ًا‪ ,‬والله هو العليم احلكيم‪.‬‬ ‫حترمي حلم اخلنزير في القرآن الكرمي‪:‬‬ ‫جاء حترمي حلم اخلنزير في أربع مواضع في القرآن‬ ‫العظيم ‪:‬‬ ‫‪ -1‬قال تعالى‪ِ { :‬إ مَّ َنا َح َّر َم َع َل ْي ُك ُم مْالَ ْي َت َة َوالدَّ َم َو حَ ْل َم‬

‫خْ ِ‬ ‫اض ُط َّر غَ ْي َر َب ٍاغ َو َال َعادٍ‬ ‫ال ِ‬ ‫نز ِير َو َما ُأ ِه َّل ِب ِه ِل َغ ْي ِر ال ّل ِه َف َم ِن ْ‬ ‫يم}‪[.‬البقرة‪.]173:‬‬ ‫َفال ِإث َْم َع َل ْي ِه ِإ َّن ال ّل َه غَ فُو ٌر َّر ِح ٌ‬ ‫{ح ِّر َم ْت َع َل ْي ُك ُم مْالَ ْي َت ُة َوا َّْل��د ُم َو حَ ْل ُم‬ ‫‪ -2‬قال تعالى‪ُ :‬‬ ‫خْ ِ‬ ‫ال ْن ِز ِير َو َما ُأ ِه َّل ِل َغ ْي ِر ال ّل ِه ِب ِه َو مْالُ ْنخَ ِن َق ُة َو مْالَ ْو ُقو َذ ُة َو مْالُ َت َر ِّد َي ُة‬ ‫الس ُب ُع ِإ َّال َما ذ ََّك ْي ُت ْم َو َم��ا ُذ ِب� َ�ح َع َلى‬ ‫َوال َّن ِط َ‬ ‫يح ُة َو َم��ا َأ َك��لَ َّ‬ ‫ال ُّن ُص ِب َو َأن َت ْس َتقْ ِس ُمو ْا ِب��ا َأل ْز َال ِم َذ ِل ُك ْم ِف ْس ٌق ا ْل َي ْو َم َي ِئ َس‬ ‫ين َكف َُرو ْا ِمن ِدي ِن ُك ْم َف َال تَخْ َش ْو ُه ْم َو َْاخ��ش� ْ�و ِن ا ْل َي ْو َم‬ ‫ا َّل ِذ َ‬ ‫يت َل ُك ُم‬ ‫َأ ْك َم ْل ُت َل ُك ْم ِدي َن ُك ْم َو َأ مْ َت ْم ُت َع َل ْي ُك ْم ِن ْع َم ِتي َو َر ِض ُ‬ ‫اض ُط َّر ِفي َمخْ َم َصةٍ غَ ْي َر ُم َت َجا ِن ٍف إِّ ِلث ٍْم‬ ‫ا ِإل ْس َال َم ِدين ًا َف َم ِن ْ‬ ‫يم}[املائدة‪.]3:‬‬ ‫َف ِإ َّن ال ّل َه غَ فُو ٌر َّر ِح ٌ‬ ‫‪ -3‬قال تعالى‪ُ { :‬قل َّال َأجِ ُد ِفي َما ُأ ْو ِح َي ِإ َل َّي ُم َح َّرم ًا‬ ‫َع َلى َطا ِع ٍم َي ْط َع ُم ُه ِإ َّال َأن َي ُكونَ َم ْي َت ًة َأ ْو َدم ًا َّم ْسفُوح ًا َأ ْو حَ ْل َم‬ ‫اض ُط َّر غَ ْي َر‬ ‫ِخ ِ‬ ‫نز ٍير َف ِإ َّن ُه ر ِْج ٌس َأ ْو ِف ْسق ًا ُأ ِه َّل ِل َغ ْي ِر ال ّل ِه ِب ِه َف َم ِن ْ‬ ‫َب ٍاغ َو َال َعادٍ َف ِإ َّن َر َّب َك غَ فُو ٌر َّر ِحيم}[األنعام ‪.]145:‬‬ ‫‪ -4‬قال تعالى‪ِ { :‬إ مَّ َنا َح َّر َم َع َل ْي ُك ُم مْالَ ْي َت َة َوا ْلدَّ َم َو حَ ْل َم‬ ‫خْ َ‬ ‫اض ُط َّر غَ ْي َر َب ٍاغ َو َال َعادٍ‬ ‫ال ِ‬ ‫نز ِير َو َما ُأ ِه َّل ِل َغ ْي ِر ال ّل ِه ِب ِه َف َم ِن ْ‬ ‫َف ِإ َّن ال ّل َه غَ فُو ٌر َّر ِحيم}[النحل‪.]115:‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪13.‬‬

‫في القرآن‬

‫ومما سبق نالحظ أن حلم اخلنزير ينفرد من بني جميع‬ ‫اللحوم املذكورة في آيات التحرمي بأنه حرام لذاته‪ ،‬أي لعلة‬ ‫مستقرة فيه‪ ،‬أو وصف الصق به‪ ،‬أما اللحوم األخرى فهي‬ ‫محرمة لعلة عارضة عليها‪ ،‬فالشاة مث ًال إذا ذكيت فلحمها‬ ‫حالل طيب وال حترم إال إذا كانت ميتة أو ذبحت لغير الله‪.‬‬ ‫ونحن نؤكد أن املؤمن ملتزم حني يأتيه األمر أو النهي من‬ ‫الله‪ ,‬وميكن أن جنتهد في تفهم علة األم��ر والنهي‪ ،‬لكن‬ ‫حترمي حلم اخلنزير بالذات حترمي معلل {فإنه رجس}‬ ‫فاجتهادنا محصور إذن في محاولة فهمنا خلبث ذلك‬ ‫احملرم ورجاسته حتى نزداد شكر ًا لله على نعمائه(‪.)1‬‬

‫حت � ��رمي حل� ��م اخل� �ن ��زي ��ر ف� ��ي األح� ��ادي� ��ث‬ ‫الشريفة‪:‬‬

‫‪14‬‬

‫ج��اءت األحاديث دال � ًة على حترمي بيع حلم اخلنزير‪,‬‬ ‫ومن تلك األحاديث ما جاء في صحيح مسلم عن جابر بن‬ ‫عبدالله أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عام‬ ‫الفتح وهو مبكة‪« :‬إن الله ورسوله حرم بيع اخلمر وامليتة‬ ‫واخلنزير واألصنام» فقيل‪ :‬يا رسول الله أرأي��ت شحوم‬ ‫امليتة فإنه يطلى بها السفن ويدهن بها اجللود ويستصبح‬ ‫بها الناس؟ فقال‪« :‬ال هو حرام»‪ ,‬ثم قال رسول الله صلى‬ ‫الله عليه وسلم عند ذلك‪« :‬قاتل الله اليهود إن الله عز‬ ‫وجل ملا حرم عليهم شحومها أجملوه ثم باعوه‬ ‫فأكلوا ثمنه»(‪ .)2‬وهذا احلديث فيه التصريح بتحرمي بيع‬ ‫اخلنزير أو االستفادة من أي جزء منه ‪ ,‬حتى لو كان ذلك‬ ‫بتحويله إلى شيء آخر ‪.‬‬ ‫ومما جاء في بيان شناعة هذا احليوان ما رواه سليمان‬ ‫بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم‬ ‫قال‪« :‬من لعب بالنردشير فكأمنا صبغ يده في‬ ‫(‪)4‬‬ ‫حلم خنزير ودمه»(‪ ,)3‬واحلديث يشبه اللعب بالنردشير‬ ‫بغمس اليد في حلم اخلنزير ودمه‪ ,‬ووجه الشبه هو القبح‬ ‫في كال األمرين‪ ,‬واملعروف عند أهل البالغة أن وجه الشبه‬ ‫يكون أقوى في املشبه به‪ ,‬أي أن مالمسة اليد للحم اخلنزير‬ ‫ودمه أشد قبح ًا‪ ,‬وسنشير إلى اخلطورة الكامنة في التعامل‬ ‫مع حلم اخلنزير وباقي منتجاته في هذا البحث‪.‬‬ ‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫والسنة‬

‫إعجاز طبي‬

‫أقوال العلماء في حلم اخلنزير ‪:‬‬ ‫أجمع العلماء على حترمي حلم اخلنزير‪ ,‬ولم يجعلوا‬ ‫التحرمي مقصور ًا على اللحم بل أفتوا بتحرمي كل أجزائه‪,‬‬ ‫فاآليات القرآنية نصت على حترمي حلمه على جهة القطع‪,‬‬ ‫أما بقية أجزائه فألنهم اعتبروا اخلنزير من النجاسات‬ ‫واخلبائث‪ ,‬وقد نص الله تعالى في كتابه الكرمي على حترمي‬ ‫اخلبائث‪ ,‬واخلنزير من جملة اخلبائث‪ ,‬وممن نقل اإلجماع‬ ‫على حترمي كل أجزائه اإلمام النووي فيقول‪»:‬وقد أجمع‬ ‫املسلمون على حترمي شحمه ودمه وسائر أجزائه»(‪.)5‬‬ ‫وكذلك اب��ن رش��د حيث‬ ‫ي � �ق� ��ول‪« :‬ف� ��أم� ��ا اخلنزير‬ ‫فاتفقوا على حترمي شحمه‬ ‫وحلمه وجلده»(‪.)6‬‬

‫ولكن م��اذا نعرف‬ ‫عن اخلنزير؟‬ ‫اخل�ن��زي��ر ح �ي��وان الحم‬ ‫عشبي جتتمع فيه الصفات‬ ‫السبعية والبهيمية‪ ،‬فهو آكل لكل شيء‪ ،‬وهو نهم كانس‬ ‫ك�ن��س احل �ق��ل وال��زري �ب��ة ف�ي��أك��ل ال�ق�م��ام��ات والفضالت‬ ‫والنجاسات بشراهة ون�ه��م‪ ،‬وه��و مفترس يأكل اجلرذ‬ ‫والفئران وغيرها كما يأكل اجليف حتى جيف أقرانه(‪,)7‬‬ ‫واخلنزير من احليوانات السريعة النمو إذ تضع اخلنزيرة‬ ‫ما بني عشرة إلى عشرين خنوص ًا‪ ,‬وينمو اخلنزير من أقل‬ ‫من كيلوجرامني عند الوالدة إلى أكثر من مائة كيلوجرام‬ ‫خالل مائتي يوم ‪ .‬وسبب هذا النمو السريع زيادة كبيرة‬ ‫في هرمونات النمو‪ ,Growth Hormone‬والهرمونات‬ ‫املنمية للغدد التناسلية ‪ ,Gonadotrophin‬وه��ذا األمر‬ ‫له عالقة بارتباط حلم اخلنزير وشحمه بأنواع السرطان‬ ‫التي تزداد لدى آكلي حلم اخلنزير وشحمه‪ ,‬ويوجد الدهن‬ ‫متداخ ً‬ ‫ال مع خاليا حلم اخلنزير بكميات كبيرة خالف ًا لبقية‬ ‫أن��واع اللحوم مثل البقر والغنم واملاعز والدجاج والتي‬ ‫يوجد فيها الدهن بشكل نسيج دهني شبه مستقل(‪.)8‬‬

‫في القرآن‬

‫األمراض التي ينقلها اخلنزير لإلنسان‪:‬‬ ‫يبلغ ع��دد األم ��راض التي تصيب اخلنزير (‪)450‬‬ ‫م��رض � ًا‪ ,‬منها (‪ )57‬م��رض � ًا ط�ف�ي�ل�ي� ًا‪ ,‬تنتقل م�ن��ه إلى‬ ‫اإلن�س��ان‪ ,‬بعضها خطير بل وق��ات��ل‪ ,‬ويختص اخلنزير‬ ‫مبفرده بنقل(‪ )27‬مرض ًا وبائي ًا إلى اإلنسان‪ ,‬وتشاركه‬ ‫بعض احليوانات األخ��رى في نقل بقية األم��راض‪ ,‬لكنه‬ ‫يبقى املخزن واملصدر الرئيسي لهذه األمراض‪ ,‬هذا عدا‬ ‫األمراض الكثيرة التي يسببها أكل حلمه كتل ّيف الكبد‪,‬‬ ‫وتصلب الشرايني‪ ,‬وضعف الذاكرة‪ ,‬والعقم‪ ,‬والتهاب‬ ‫املفاصل‪ ,‬والسرطانات املختلفة‪ ,‬وغيرها كثير(‪.)9‬ونحن‬ ‫على يقني بأن عدد األم��راض سيزداد مع م��رور األيام‪,‬‬ ‫وأن السنوات القادمة ستكشف أمراض ًا جديدة تنتقل‬ ‫من اخلنزير إلى اإلنسان(‪.)10‬‬ ‫وهذه األوبئة ميكن أن تنتقل من اخلنزير إلى اإلنسان‬ ‫بطرق مختلفة‪:‬‬ ‫األول‪ :‬عن طريق مخالطته أثناء تربيته أو التعامل‬ ‫مع منتجاته (وتعتبر أمراض ًا مهنية)‪ ,‬وهي ال تقل عن‬ ‫‪ 32‬وب ��اء ًا تصيب ف��ي األغ�ل��ب عمال ال��زرائ��ب واملجازر‬ ‫والبيطريني‪ ,‬ومنها‪ :‬أنواع من الفطور العميقة‪ ,‬والزحار‪,‬‬ ‫والديدان‪ ,‬والزحار الزقي‪ ,‬واحلمى اليابانية الدماغية‪,‬‬ ‫والتهاب الفم البثري الساري‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬عن طريق تلوث الطعام والشراب بفضالته‪,‬‬ ‫وهي ال تقل عن ‪ 28‬مرض ًا منها‪ :‬الزحار‪ ,‬واألسكاريس‪,‬‬ ‫واالن �س �م��ام ال��وش�ي�ق��ي‪ ,‬وال ��دي ��دان القنفذية والكبدية‬ ‫واملفلطحة وشوكية الرأس‪ ,‬والدودة املسلحة اخلنزيرية‬ ‫والشعيرات احللزونية وغيرها‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬عن طريق تناول حلمه ومنتجاته‪ ,‬وهي أكثر من‬ ‫‪ 16‬مرض ًا منها داء املبيضات داء احلويصالت اخلنزيرية‪،‬‬ ‫احلمى املالطية وال ��دودة الكبدية‪ ,‬وداء واي��ل‪ ,‬والدودة‬ ‫الشعرية احللزونية والشريطية والسل وغيرها(‪.)11‬‬ ‫ومما سبق يتضح لنا أن اخلطورة ليست قاصرة على‬ ‫تناول حلم اخلنزير فقط‪ ,‬بل هي تشمل كل أنواع التعامل‬ ‫مع هذا الكائن اخلبيث‪ ,‬وقد سبقت اإلشارة في احلديث‬ ‫النبوي السابق إلى حظر التعامل مع حلم اخلنزير أو‬

‫والسنة‬

‫إعجاز طبي‬

‫دم��ه ‪ ,‬وه��ذا يؤكد م��ا ذه��ب إليه العالم (ك ��رول) م��ن أن‬ ‫احلظر املفروض على املسلمني بعدم مالمسة اخلنازير‬ ‫ليس بحاجة إلى تبرير(‪.)12‬‬ ‫ومن هذه األمراض التي تنتقل من اخلنزير إلى‬ ‫اإلنسان‪:‬‬

‫أو ًال‪ :‬البريونات (‪:)Prions‬‬ ‫‪( -1‬مرض جنون البقر)‪ :‬يسبب هذا املرض الفتاك‬ ‫أجسام بروتينية صغيرة تسمى البريونات‪ ,‬وهذه األجسام‬ ‫لها قدرة على إحداث أمراض خطيرة للحيوانات وللبشر‬ ‫أيض ًا‪ ,‬ومصدر اخلطورة يكمن في قدرة البريونات على‬ ‫تغيير شكل البروتينات الطبيعية امل��وج��ودة في خاليا‬ ‫مناطق حساسة‪ -‬كالدماغ مث ً‬ ‫ال‪ -‬وحتويلها إلى بريونات‪,‬‬ ‫مسببة تلف الدماغ‪ ,‬فاجلنون ثم املوت‪.‬‬ ‫ولقد أكدت التقارير العلمية أنّ اخلنازير تصاب بهذا‬ ‫املرض‪ ،‬مما يجعل آكلي حلم اخلنـزير عرضة لإلصابة‬ ‫بهذا املرض (‪.)13‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬الفيروسات (‪:)Viruses‬‬ ‫يصيب اخلنـزير مجموعة كبيرة م��ن الفيروسات‪،‬‬ ‫منها ما تنقله اخلنازير إلى اإلنسان‪ ،‬فيسبب له أمراض ًا‬ ‫فيروسية خطيرة‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫‪ -2‬فيروس األنفلونـزا‪ :‬لقد ّ‬ ‫مت عزل فيروس األنفلونزا‬ ‫من عينات أخذت من اإلنسان واخليل واخلنازير والطيور‬ ‫الداجنة والبرية‪ ،‬وحتى من بعض الثدييات البحرية‪.‬‬ ‫وك��ان أخطر وب��اء أص��اب العالم من ه��ذه األنفلونزا‪:‬‬ ‫الوباء ال��ذي ح��دث ع��ام ‪1918‬م‪ ،‬وأطلق عليه آن��ذاك اسم‬ ‫«األنفلونزا األسبانية»‪ .‬فقد تفشى ه��ذا الوباء في شتى‬ ‫أنحاء املعمورة‪ ,‬مخ ِّلف ًا وراءه ماليني اجلثث‪ ،‬وناشر ًا الذعر‬ ‫والهلع في كل مكان‪.‬‬ ‫ويؤكد بعض الباحثني‪ ،‬بأنّ الفيروس املسبب لهذا الوباء‬ ‫حت��ور عن فيروس أنفلونزا اخلنازير في الواليات‬ ‫املهلك ّ‬ ‫املتحدة (‪.)14‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪15.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫إعجاز طبي‬

‫‪ - 3‬ف��ي��روس نيبا (‪Nipah‬‬ ‫اإلن� �س ��ان‪ .‬وي�س�ب��ب ه ��ذا الفيروس‬ ‫الدين‪:‬‬ ‫مقاصد‬ ‫‪ :)virus‬ل ��م ي �ع��رف ال �ع��ال��م هذا‬ ‫التهاب الدماغ في اإلن�س��ان‪ ،‬الذي‬ ‫حفظ الدين والنفس‬ ‫ال��ف��ي��روس امل �م �ي��ت ق �ب��ل أكتوبر‪/‬‬ ‫يكون مميت ًا في بعض األحيان(‪.)17‬‬ ‫تشرين أول م��ن ع��ام ‪1998‬م‪ ,‬فقد‬ ‫والنسل والعقل واملال‬ ‫‪-6‬فيروس اخلنـزير التقرحي‬ ‫عالج األطباء في ماليزيا ‪ 300‬إصابة‬ ‫(‪:)Swine Vesicular Virus‬‬ ‫مبا يشبه أعراض األنفلونزا‪ ،‬سرعان ما توفي ‪ 117‬مريض ًا‬ ‫ُس ِّجل أول ظهور لهذا الفيروس عام ‪1966‬م في إيطاليا‪،‬‬ ‫منهم بفيروس «نيبا» الغامض‪ ،‬وأصيب العشرات منهم ليظهر بشكل وبائي في بريطانيا عام ‪1972‬م‪ ،‬حيث أصاب‬ ‫بتلف دماغي‪ .‬ويعتقد األطباء املاليزيون أنّ الفيروس اخلطير خالل السنوات العشر التالية أكثر من ‪ 322‬ألف خنزير‬ ‫رمبا انتقل من خفاش الفواكه إلى اخلنازير‪ ،‬ومنها إلى في بريطانيا وحدها‪ .‬ينتقل هذا الفيروس من اخلنازير إلى‬ ‫اإلنسان‪ ,‬حيث أظهرت املتابعات الطبية أنّ جميع املصابني البشر عن طريق املخالطة‪ ،‬حيث يسبب حمى وآالم�ً�ا في‬ ‫باملرض كانت تربطهم عالقة قوية باخلنازير‪ ,‬مما حدا املفاصل والعضالت‪ ,‬يذكر أنّ اخلنـزير هو العائل الطبيعي‬ ‫بالدوائر الصحية في ماليزيا إلى قتل مليون خنزير(‪.)15‬‬ ‫الوحيد لهذا الفيروس(‪.)18‬‬ ‫‪-4‬فيروس احلمى القالعية‪:‬‬

‫فيما يبدو ليس من سبيل إلى وضع حد لوباء احلمى‬ ‫القالع ّية التي أهلكت ال�ث��روة احليوانية البريطانية في‬ ‫بداية عام ‪2001‬م‪ ,‬فبعد أيام قليلة على تشخيص األطباء‬ ‫البيطريني ‪ 27‬إصابة بني خنازير أحد املسالخ الريف ّية‪،‬‬ ‫فرضت احلكومة حظر ًا على كافة عمليات نقل احليوانات‪,‬‬ ‫ل�ك��ن ه��ذا اإلج� ��راء ل��م ي�ح��ل دون ان�ت�ش��ار امل ��رض خارج‬ ‫بريطانيا‪ ،‬فسرعان ما انتشر الوباء في القارة األوروبية‪,‬‬ ‫ول��م يجد البريطانيون مناص ًا من القيام بحملة واسعة‬ ‫النطاق للقضاء على اخلنازير املصابة‪ ،‬ذه��ب ضحيتها‬ ‫‪ 3.75‬مليون من حيوانات املزرعة‪.‬‬ ‫يذكر أنّ مرض احلمى القالعية انتشر عام ‪1997‬م‬ ‫في جزيرة تايوان برمتها‪ ،‬في ّ‬ ‫أقل من شهرين وطالت آثاره‬ ‫املدمرة ‪ 6000‬مزرعة‪ ،‬وأسفر عن ذبح ‪ 3.8‬مليون خنزير‪,‬‬ ‫وم��ن امل�ع��روف علمي ًا أنّ امل��رض ينتقل من اخلنازير إلى‬ ‫اإلنسان(‪.)16‬‬

‫‪-7‬فيروس إلتهاب الدماغ والقلب‬ ‫(‪ :)Encephalomyocarditis‬تعتبر اجلرذان مستودع‬ ‫هذا الفيروس اخلطير‪ ،‬كما تعتبر اخلنازير أكثر حيوانات‬ ‫احلظيرة إص��اب��ة ب��امل��رض‪ ,‬وع��ادة م��ا تنتقل ال�ع��دوى من‬ ‫اجلرذان إلى اخلنازير‪.‬‬ ‫يسبب هذا الفيروس التهاب الدماغ والقلب‪ ،‬مما قد‬ ‫يودي بحياة املرضى(‪.)19‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬البكتيريا (‪:)Bacteria‬‬

‫يصيب اخلنـزير مجموعة كبيرة من البكتيريا‪ ،‬حيث‬ ‫تنتقل منه إل��ى اإلن�س��ان‪ ،‬مسببة له أم��راض� ًا خطيرة‪ ،‬بل‬ ‫وقاتلة‪.‬‬ ‫وسنستعرض باختصار أهم األنواع املمرضة وعالقة‬ ‫اخلنزير بنقلها إلى اإلنسان‪:‬‬ ‫‪-8‬بكتيريا احلمى املالطية (‪ :)Brucellosis‬تسبب‬ ‫‪-5‬فيروس التهاب الدماغ الياباني (‪Japanese‬‬ ‫م��رض احلمى املالطية ثالثة أن��واع م��ن البكتيريا‪ ،‬وهي‬ ‫‪:)encephalitis‬‬ ‫ينتشر هذا الفيروس بني مربيي اخلنازير في مناطق تصيب املاشية واخلنازير‪ ،‬حيث تنتقل منها إلى اإلنسان‪.‬‬ ‫لكن أخطر الثالثة هو النوع الذي‬ ‫ّ‬ ‫ش��رق آس�ي��ا‪ ،‬وه��و يصيب الطيور‪،‬‬ ‫اخلنزير حيوان‬ ‫يصيب اخلنازير (‪،)Brucella suis‬‬ ‫وينتقل منها بواسطة البعوض إلى‬ ‫إذ إ ّن��ه يسبب للمصابني به من بني‬ ‫موغل في القذارة‬ ‫اخل�ن��ازي��ر‪ ،‬التي ب��دوره��ا تنقله إلى‬

‫‪16‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫إعجاز طبي‬

‫البشر التهاب السحايا‪،‬‬ ‫راب �ع � ًا‪ :‬األول �ي��ات‪ /‬وحيدة‬ ‫والتهاب يصاب اخلنزير بـ ‪ 450‬مرض ًا‬ ‫عضلة القلب‪ ،‬وال�ت�ه��اب املفاصل‪ ،‬ينقل منها الى اإلنسان ‪ 57‬اخللية (‪:)Protozoa‬‬ ‫وت � ��ورم ال��ط��ح��ال‪ ،‬وغ �ي��ر ذل� ��ك من‬

‫ينقل اخلنـزير لإلنسان مجموعة‬ ‫األمراض اخلطيرة(‪.)20‬‬ ‫من الكائنات األولية‪ ،‬بعضها يحدث اضطرابات خفيفة له‪،‬‬ ‫‪ -9‬بكتيريا الساملونيال (‪:)Salmonellosis‬‬ ‫تسبب ه��ذه البكتيريا لإلنسان ع��دة أم ��راض‪ ،‬مثل‪ :‬والبعض اآلخر يسبب أمراض ًا خطيرة ومميتة‪.‬‬ ‫ومن أبرز األمراض التي تسببها هذه األوليات‪ ،‬ودور‬ ‫التيفوئيد وبارا التيفوئيد والتسمم الغذائي(‪.)21‬‬ ‫‪-10‬بكتيريالستيريا(‪ :)Listeria monocytogenes‬اخلنزير في نقلها إلى اإلنسان‪:‬‬ ‫‪-13‬ال��زح��ار البلنتيدي‪ /‬الزقي (‪Balantidial‬‬ ‫تسبب ه��ذه البكتيريا م��رض االل �ت �ه��اب السحائي‬ ‫الدماغي‪ ,‬وم��وت األجنة‪ ،‬وتسمم ال��دم‪ ,‬وقد تبني أن هذه ‪:)Dysentery‬‬ ‫الطفيلي املسبب لهذا امل��رض هو ن��وع من األوليات‬ ‫اجلراثيم ش��دي��دة الفتك ب��اإلن�س��ان‪ ,‬إذ تسبب ل��ه التهاب‬ ‫السحايا‪ ،‬كما تفرز سموم ًا في دم املصاب‪ ،‬كما تبلغ نسبة الهدبية (لها أهداب)‪ ،‬يعرف بـ (‪ ,)Balantidium coli‬وهو‬ ‫الوفاة باملرض ‪ %40‬من احلاالت الشديدة‪ .‬والذين أصيبوا أكبر األوليات التي تصيب اإلنسان‪ ،‬وهو النوع الوحيد من‬ ‫بهذا املرض وجنوا من املوت بعد عالج شاق‪ ،‬عانوا الصمم األوليات الهدبية التي تصيب اإلنسان‪ ،‬كما أنّه من طفيليات‬ ‫األمعاء الغليظة (القولون) في اخلنازير والقردة وبخاصة‬ ‫الدائم وفقدان التوازن(‪.)22‬‬ ‫‪ -11‬ب��ك��ت��ي��ري��ا احل���م���رة اخل��ب��ي��ث��ة (‪ Bacillus‬الشمبانزي‪ ,‬وألنّ فرص اتصال اإلنسان بالقردة ضئيلة‪،‬‬ ‫فتبقى اخلنازير من الناحية العملية املصدر الوحيد لعدوى‬ ‫‪:)anthracis‬‬ ‫تنتقل بكتيريا احلمرة اخلنزيرية اخلبيثة من اخلنزير اإلنسان‪ .‬ويوجد هذا امليكروب في براز اخلنزير وينتقل إلى‬ ‫إلى اللحامني والدباغني‪ ,‬وتكون بشكل لوحة محمرة مؤملة طعام اإلنسان بطرق عديدة‪ ،‬ليستقر في األمعاء الغليظة‪،‬‬ ‫جد ًا‪ ،‬وحارقة على األيدي مع ارتفاع احلرارة والقشعريرة‪ ،‬فيحدث إسها ًال مصحوب ًا باملخاط والدم‪ ،‬قد يؤدي للوفاة‪.‬‬ ‫وعادة ال ينتشر الزحار البلنتيدي إال بني مريي اخلنازير أو‬ ‫والتهاب العقد واألوعية اللمفاوية(‪.)23‬‬ ‫املتعاملني معها (ذبحها ونقلها وجتارتها)‪ ،‬فتتلوث أيديهم‬ ‫‪-12‬بكتيريايرسينيا(‪:)Yersinia enterocolitis‬‬ ‫يصيب اإلن �س��ان ن��وع��ان م��ن بكتيريا يرسينيا هما‪ :‬بحوصالت الطفيلي املعدية(‪.)25‬‬ ‫‪ -14‬داء النوم اإلفريقي (‪African Sleeping‬‬ ‫(‪ )Yersinia enterocolitis‬ال�ت��ي تسبب ف��ي األطفال‬ ‫‪:)Sickness‬‬ ‫اإلسهاالت املصحوبة بالدم واملخاط‪.‬‬ ‫الطفيلي املسبب لهذا الداء الفتاك هو (‪Trypanosoma‬‬ ‫أما النوع الثاني فهو (‪)Yersinia poeudotuberculosis‬‬ ‫الذي يسبب أحيان ًا تسمم الدم والتهاب املفاصل‪ ،‬كما يسبب ‪ ,)gambiense‬تنقل ه��ذا الطفيلي ذب��اب��ة التسي‪-‬تسي‬ ‫أيض ًا أمل ًا معوي ًا يشبه إلى حد كبير التهاب الزائدة الدودية‪ ،‬بطريق احلقن‪ ،‬وذلك عندما تلدغ اإلنسان‪.‬‬ ‫يسبب الطفيلي اضطراب ًا دماغي ًا‪ ،‬ال يلبث أن يتطور‬ ‫األمر الذي قد يلتبس على األطباء فيخطئون التشخيص‪.‬‬ ‫إلى مرض النوم‪ ,‬وفي حال إهمال معاجلة املريض فإنّه‬ ‫ويعتبر اخلنـزير أكثر احليوانات‬ ‫يدخل في غيبوبة وميوت‪ ,‬وللخنزير‬ ‫نق ًال لنوعي يرسينيا لإلنسان‪ ،‬حيث‬ ‫يصاب املتعاملون بلحوم اخلنازير يتسبب أكل حلم اخلنزير دور كبير في نقل هذا املرض(‪.)26‬‬ ‫‪ -15‬مرض شاغاس (’‪Chagas‬‬ ‫بالسرطان والسمنة‬ ‫وآكلوها بنوعي بكتيريا يرسينيا(‪.)24‬‬

‫وأمراض الشرايني والقلب‬

‫‪:)Sickness‬‬

‫ه��ذا امل ��رض أش��د خ �ط��ورة من‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪17.‬‬

‫في القرآن‬ ‫(‪Trypanosoma‬‬

‫النوع األفريقي‪ ،‬والطفيلي املسبب له‬ ‫‪ )cruzi‬أشد فتك ًا‪ .‬ينتشر هذا املرض في أمريكا اجلنوبية‬ ‫والوسطى‪ ،‬وأعراضه مشابهة ألعراض داء النوم اإلفريقي‪،‬‬ ‫لكنه أكثر شراسة منه(‪.)27‬‬

‫والسنة‬

‫إعجاز طبي‬

‫ويرقان ًا شديد ًا ينتهي بالوفاة(‪.)30‬‬

‫سادس ًا‪ :‬الديدان الشريطية (‪:)Cestoda‬‬

‫ينقل اخلنـزير لإلنسان أن��واع� ًا متعددة من الديدان‬ ‫خامس ًا‪ :‬الديدان املفلطحة (‪ :)Trematoda‬الشريطية‪ ،‬بعضها بالغ اخلطورة على حياته‪ ،‬والبعض‬ ‫اآلخ ��ر يسبب ل��ه اض �ط��راب��ات ت �ت��راوح م��ا ب�ين اخلفيفة‬ ‫ً‬ ‫ينقل اخلنـزير لإلنسان ع��ددا من الديدان املفلطحة‪ ،‬والشديدة‪.‬‬ ‫غالبيتها يسبب له اضطرابات خطيرة‪.‬‬ ‫وأه��م ال��دي��دان الشريطية التي ينقلها اخلنزير إلى‬ ‫وأهم الديدان التي ينقلها اخلنزير إلى اإلنسان هي‪:‬‬ ‫اإلنسان هي‪:‬‬ ‫‪ -16‬ال���ب���ل���ه���ارس���ي���ا ال���ي���اب���ان���ي���ة‬ ‫(‪ :)Schistosoma japonicum‬تصيب‬

‫البلهارسيا أكثر م��ن ‪ 200‬مليون نسمة‪,‬‬ ‫ومي� ��وت ب�س�ب�ب�ه��ا ق��راب��ة امل �ل �ي��ون شخص‬ ‫سنوي ًا‪.‬‬ ‫تعيش هذه ال��دودة في األوعية الدموية‬ ‫امل� �ع ��وي ��ة‪ ،‬ح �ي��ث ت �ض��ع ب� �ي ��وض� � ًا تخترق‬ ‫ه��ذه األوع �ي��ة ال��دم��وي��ة‪ ،‬لتخرج إل��ى البيئة‬ ‫اخلارجية‪ ,‬وتعيش هذه الديدان في جسم‬ ‫اإلنسان م��دة تصل إل��ى ‪ 30‬سنة‪ ،‬وحتدث‬ ‫دم��ار ًا شديد ًا يؤدي أحيان ًا إلى املوت‪ .‬ويصاب اخلنزير‬ ‫بديدان البلهارسيا اليابانية والتي تنزل بويضاتها مع‬ ‫برازه‪ ،‬ومنه تنتقل لإلنسان في كثير من بلدان العالم(‪.)28‬‬

‫‪ -17‬ال��دودة املتوارقة البسكية (‪Fasciolopsis‬‬ ‫‪ :)buski‬وهي من الديدان املعوية‪-‬الكبدية‪ ،‬واخلنزير هو‬

‫العائل الرئيس لنشر العدوى‪ ,‬وتعيش الديدان البالغة في‬ ‫األمعاء محدثة التهابات موضعية ونزيف ًا وتقرحات في‬ ‫جذر املعي الدقيق‪ ،‬وتتسبب في حدوث إسهال مزمن وفقر‬ ‫دم وقد حتدث استسقاء البطن مؤدية إلى الوفاة(‪.)29‬‬ ‫‪ -18‬ال��دودة الكبدية الصينية (‪Chlonorchis‬‬ ‫‪ :)sinensis‬تنتشر ال��دودة الكبدية الصينية في بلدان‬

‫ال�ش��رق األق�ص��ى كاليابان وال �ص�ين‪ ،‬واخل�ن��زي��ر العائل‬ ‫الرئيسي لها‪ ,‬تعيش هذه الديدان في القنوات الصفراوية‬ ‫الكبدية‪ ،‬حيث تتكاثر بأعداد كبيرة‪ ,‬وإذا ما كثرت أعدادها‬ ‫عند املصاب‪ ،‬أحدثت تضخم ًا في الكبد وإسها ًال مزمن ًا‬

‫‪18‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫‪ -19‬ال����دودة الشريطية املسلحة‪/‬‬ ‫تينيا س��ول��ي��وم (‪:)Taenia solium‬‬

‫واملشهورة أيض ًا بالدودة الوحيدة‪ .‬يعيش‬ ‫ط��وره��ا البالغ ف��ي أم�ع��اء اإلن �س��ان‪ ،‬ويبلغ‬ ‫طولها من ‪ 3-2‬أمتار‪ ،‬لها رأس أصغر من‬ ‫الدبوس مزود بأربع ممصات ويطوق قمته‬ ‫طوق من األشواك‪ ،‬يلي الرأس عنق قصير‬ ‫ينمو منه باستمرار قطع أو أسالت صغيرة‬ ‫تنمو كلما بعدت عن الرأس مكونة شريط ًا‬ ‫يحتوي أكثر م��ن ‪ 1000‬قطعة ‪ ,‬وتنفصل‬ ‫األس�لات الناضجة املمتلئة ب��آالف البيوض‪ ،‬لتخرج مع‬ ‫براز املصاب‪ ،‬حيث تعيش في التربة الرطبة زمن ًا طوي ًال‬ ‫إلى أن يأتي خنزير فيلتهمها وما فيها من بيوض‪ .‬وتعمل‬ ‫عصارات أمعاء اخلنـزير الهاضمة على حل هذه البيوض‬ ‫لتنطلق منها األجنة‪ ،‬فتخترق ج��دار األمعاء‪ ،‬لتسبح مع‬ ‫ال��دورة الدموية إل��ى كل أنحاء اجلسم‪ .‬وتستقر األجنة‬ ‫ف��ي ع�ض�لات اخلنزير مكونة حويصالت ب�ط��ول ‪18-6‬‬ ‫ملم‪ ،‬في كل منها يرقانة لها رأس صالح لكي يكون دودة‬ ‫جديدة‪ .‬ف��إذا ما تناول اإلنسان من اللحم املصاب دون‬ ‫أن ينضجه متام ًا لقتل ما فيه من اليرقات‪ ،‬فإنها تنطلق‬ ‫من احلويصالت في أمعائه لتخترق جدارها‪ ،‬وتدخل إلى‬ ‫دورته الدموية‪ ،‬لتستقر بعد ذلك في العضالت أو الرئتني‬ ‫أو الكبد أو القلب أو العيون أو الدماغ‪.‬‬ ‫إنّ منو هذه احلويصالت في املخ يؤدي إلى اإلصابة‬ ‫بحاالت من الصرع‪ ،‬وإلى شلل عضوي جزئي‪ ،‬مع دوار‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫إعجاز طبي‬

‫واضطرابات عصبية حسية‪ .‬كما ينطلق منها إلى الدم‬ ‫ذيفانات سامة‪ ،‬قد تؤدي إلى املوت‪ ,‬وال يعرف لهذا املرض‬ ‫ع�لاج ناجع حتى يومنا ه��ذا‪ ,‬ويعتبر اخلنزير املصدر‬ ‫الوحيد لعدوى البشر (‪.)31‬‬ ‫‪-20‬الدودةالشريطيةالعوساءالعريضة(‪:)D.latum‬‬

‫يصاب اإلنسان بالطور البالغ لهذه ال��دودة‪ ،‬التي تعتبر‬ ‫واحدة من الديدان املعوية‪ ,‬ويبلغ طول الدودة البالغة ‪10‬‬ ‫أمتار‪ ،‬وتستطيع أن تضع عددا هائ ًالمن البيوض‪ ،‬يصل‬ ‫إلى مليون بويضة كل يوم(‪.)32‬‬ ‫‪-21‬ال�������������������������������������دودة ش��������وك��������ي��������ة ال���������������رأس‬ ‫(‪ :)Macracanthorynchus hirudinaceus‬هذا‬

‫النوع من الديدان شائع في اخلنزير‪ ،‬ولكنه أيضا يصيب‬ ‫اإلنسان‪ ،‬فقد اكتشف بني فالحي وادي الفوجلا في جنوبي‬ ‫أمعائه‪ ،‬لتنطلق منها أجنة سرعان ما تتطور في أمعائه إلى‬ ‫روسيا(‪.)33‬‬ ‫الديدان البالغة‪.‬‬ ‫والدودة الشعرية البالغة ليست مصدر اخلطر احلقيقي‬ ‫سابع ًا‪ :‬الديدان اخليطية أو االسطوانية‬ ‫على صحة اإلنسان‪ ،‬بل اليرقات هي اخلطر الداهم‪ .‬فبعد‬ ‫(‪:)Nematoda‬‬ ‫التزاوج متوت الذكور‪ ،‬وتبقى اإلناث امللقحة في جدران‬ ‫الديدان اخليطية أو االسطوانية التي ينقلها اخلنـزير‬ ‫ً األمعاء لتضع يرقاناتها بعد أسبوع واحد‪ .‬وال تلبث هذه‬ ‫لإلنسان متعددة األنواع‪ ،‬ومتفاوتة اخلطورة‪ ،‬لكنها جميعا‬ ‫اليرقانات وقت ًا طوي ًال قبل أن تخترق جدر األمعاء‪ ،‬لتسير‬ ‫ال تخلو من إشكاالت صحية تسببها للعائل‪ .‬أما أهم هذه‬ ‫مع الدم إلى جميع أجزاء بدن اإلنسان‪ ،‬حيث تستقر في‬ ‫الديدان التي يرتبط نقلها إلى اإلنسان بأكل حلوم اخلنازير‬ ‫عضالت احلجاب احلاجز واحلنجرة واللسان والعني‬ ‫أو التعايش معها فهي على النحو التالي‪:‬‬ ‫‪ - 22‬ال����دودة الشعرية احل��ل��زون��ي��ة‪ /‬ترايكني ّال والقلب‪ ،‬محدثة اجلنون أو الشلل أو العمى أو االختناق أو‬ ‫الذبحة القلبية(‪. )34‬‬ ‫(‪:)Trichinella spiralis‬‬

‫تعيش الديدان البالغة في أمعاء اإلنسان واخلنزير‪،‬‬ ‫وهي ديدان قصيرة يتراوح طولها بني ‪ 4-2‬ملم‪ .‬تتغلغل‬ ‫اإلناث املثقلة بالبيوض بني الزغابات املعوية لتضع اليرقات‬ ‫هناك ‪ ،‬فهي ال تضع بيض ًا‪ .‬تخترق اليرقانات جدر األمعاء‬ ‫إلى الدم وتطوف معه لتستقر في عضالت العائل‪ ,‬حيث‬ ‫تنمو إلى ‪ 1‬ملم‪ ،‬ثم تلتف على نفسها وتتحوصل‪ .‬تظل‬ ‫اليرقات املكيسة داخل العضالت حية ملدة تصل إلى ‪25‬‬ ‫سنة في اإلنسان‪ ،‬و ‪ 11‬سنة في اخلنزير‪ .‬وعندما يأكل‬ ‫إنسان حلم اخلنزير املصاب‪ ،‬فإنّ احلويصالت تنحل في‬

‫‪ -22‬ثعبان البطن اخلنزيري (‪:)Ascaris suum‬‬

‫تعيش الديدان البالغة في أمعاء اخلنزير‪ ،‬حيث تضع‬ ‫بيوضها‪ ،‬التي تخرج مع البراز إلى البيئة اخلارجية‪ .‬وإذا‬ ‫ما دخلت هذه البيوض جسم شخص ما (بطريق مخالطة‬ ‫اخلنازير)‪ ،‬فإنها تفقس وتخرج منها يرقات تخترق جدار‬ ‫األمعاء‪ ،‬ث ّم تسير محمولة مع ال��دم حتى تصل الرئتني‪،‬‬ ‫فتثقب األوع �ي��ة ال��دم��وي��ة ومت��وت داخ��ل ال��رئ�ت�ين‪ ،‬مسببة‬ ‫االلتهاب الرئوي اإلسكاريسي الذي يعتبر من األمراض‬ ‫القاتلة(‪.)35‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪19.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫إعجاز طبي‬

‫ذلك من تعقيدات مرضية خطيرة‪ ,‬وبذلك تترسب في جسم‬ ‫ثامن ًا‪ /‬أمراض جسمانية غير طفيلية ‪:‬‬ ‫آكليها من البشر‪ ،‬محدثة أضرار ًا بليغة(‪.)37‬‬ ‫يحتوي حلم اخلنزير على أن��واع عديدة من املركبات‬ ‫‪ -3‬التهاب املفاصل‪ :‬يحتوي حلم اخلنزير على كميات‬ ‫الكيميائية الضارة‪ ،‬التي ال تتناسب وال تنسجم مع مركبات‬ ‫ً كبيرة من حامض البوليك‪ ،‬ذلك ألنّ جسمه ال يتخلص إال‬ ‫جسم اإلنسان‪ ،‬وبالتالي فهي تسبب له أمراض ًا وعلال‬ ‫من قدر يسير من حامض البوليك‪ ،‬ال يتعدى ‪ ،%3‬بينما‬ ‫متنوعة‪ ،‬ت��زداد وطأتها كلما تزايد استهالك الشخص‬ ‫يتخلـص اإلنسان من ‪ %90‬من نفس احلامض‪ ,‬ونظرا لهذه‬ ‫للحوم ومنتجات اخلنـزير‪.‬‬ ‫النسبة العالية من حامض البوليك؛ فإن آكلي حلم اخلنزير‬ ‫وسنعرض إلى بعض هذه األمراض‪:‬‬ ‫يشكون ع��ادة من آالم روماتيزمية‪ ،‬والتهابات املفاصل‪،‬‬ ‫‪ -1‬ال��س��رط��ان��ات ‪ :‬ي �ح �ت��وي ج �س��م اخل �ن �ـ��زي��ر على ومشاكل في الكلى(‪.)38‬‬ ‫كميات كبيرة من هرمون النمو (‪)Growth Hormone‬‬ ‫‪-4‬األم����راض التحسسية ‪ :‬يحتوي حل��م اخلنزير‬ ‫والهرمونات املنمية للغدد التناسلية (‪ )Gonadotrophins‬على كميات عالية من مركبات الهستامني واإلميدازول‬ ‫‪ ,‬لذا تزداد اإلصابة بالسرطان لدى آكلي حلم اخلنزير‪ ،)histamine and imidazole( .‬حتدث عند آكليها أمراض ًا‬ ‫فقد بينت الدراسات وجود عالقة قوية‬ ‫حت �س �س �ي��ة ج� �ل ��دي ��ة‪ ،‬م �ث��ل األكزميا‬ ‫بني استهالك حلم اخلنزير وسرطان‬ ‫ّ‬ ‫تؤدي املواظبة على أكله وال �ش��رى وال �ت �ه��اب اجل �ل��د العصبي‬ ‫واحلكة وغيرها‪ .‬وإذا امتنع آكلوا حلم‬ ‫األمعاء الغليظة واملستقيم‪ ،‬وسرطان الى اإلصابة بالتهاب‬ ‫ال� �ب ��روس� �ت ��ات ��ا‪ ،‬وس� ��رط� ��ان الثدي‪،‬‬ ‫اخلنزير ع��ن أكله بشكل مطلق‪ ،‬فإن‬ ‫املفاصل والتحسس‬ ‫وس ��رط ��ان ال �ب �ن �ك��ري��اس‪ ،‬وسرطان‬ ‫هذه األمراض التحسسية تتالشى‪.‬‬ ‫عنق الرحم وبطانة الرحم‪ ،‬وسرطان‬ ‫‪-5‬أم��راض أوتار العضالت والغضاريف‪ :‬يحتوي‬ ‫املرارة‪ ،‬وسرطان الكبد(‪.)36‬‬ ‫حلم اخلنزير على مواد مخاطية نشوية فيها مادة الكبريت‪،‬‬ ‫‪ - 2‬السمنة وأمراض الشرايني والقلب‪ :‬يوجد الدهن التي تترسب في أوتار العضالت والنسيج الغضروفي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫متداخال مع خاليا حلم اخلنزير بكميات كبيرة‪ ،‬خالفا مسببة رخاوة تلك األنسجة ومحدثة تغيرات باثوجلية في‬ ‫للحوم البقر والغنم والدجاج‪ ،‬والتي يكون فيها الدهن على املفاصل والعمود الفقري(‪.)39‬‬ ‫شكل نسيج دهني شبه مفصول عن النسيج العضلي‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى ذلك فإن دهون اخلنزير ترتبط باملواد املخاطية خامتة ‪:‬‬ ‫النشوية‪ ،‬مما يجعل إزالتها من اجلسم أمر ًا عسي ًرا‪ ,‬ذلك‬ ‫وبعد هذا كله فإننا نقف أم��ام معجزة من معجزات‬ ‫ألن الدهون الغليسيريدية الثالثية للحيوانات آكلة العشب‪ ،‬التشريع اإلسالمي‪ .‬فتبارك الذي أحل لنا الطيبات‪ ,‬وحرم‬ ‫حتتوي على حمض دهني غير مشبع على ذرة اجللسرول علينا اخلبائث‪ ,‬وها هو العلم احلديث يكشف لنا كل هذه‬ ‫الثانية‪ ،‬وإنزميات اإلنسان الدهنية ق��ادرة على هضمها األم��راض التي يسببها وينقلها اخلنزير إلى اإلنسان‪,‬‬ ‫بسهولة‪ .‬أما الدهون الغليسيريدية الثالثية في اخلنزير وكل هذا يثبت التطابق بني ديننا وبني احلقائق العلمية‬ ‫وفي آكلة اللحوم‪ ،‬فتحتوي على حمض دهني مشبع على احلديثة‪ ,‬وأن هذا الدين نزل بعلم الله تعالى ‪.‬‬ ‫ذرة اجللسرول الثانية‪ ،‬فال تقدر إنزميات اإلنسان الدهنية ‪----------------‬‬ ‫على هضمها‪ ،‬ويسبب دهن اخلنزير مجموعة من األمراض * ول��ل��راغ��ب�ي�ن مب �ت��اب �ع��ة ال �ب �ح��ث ب �ك��ام �ل��ه م ��راج� �ع ��ة امل ��وق ��ع ‪www.‬‬ ‫‪jameataleman.org‬‬ ‫نحو تصلب الشرايني‪ ،‬الذبحة الصدرية‪ ،‬جلطات القلب‪،‬‬ ‫(‪ - )1‬الدكتور عبد احلافظ حلمي محمد عن مقالة « العلوم البيولوجية في‬ ‫ضغط ال��دم‪ ،‬سكري البول‪ ،‬وحصوات امل��رارة‪ ،‬وما يتبع‬ ‫خدمة تفسير القرآن» مجلة عالم الفكر املجلد ‪,12‬العدد ( ‪ ,)4‬الكويت‬

‫‪20‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫في القرآن‬

‫يناير ‪.1982‬‬ ‫(‪- )2‬صحيح مسلم (‪ ,)1207/3‬رقم‪)1581( :‬‬ ‫(‪ - )3‬صحيح مسلم (‪ ,)1770/4‬رقم‪. )2260( :‬‬ ‫(‪ -)4‬النردشير هو‪ :‬الزهر‪ ,‬وهي كلمة فارسية‪.‬‬ ‫(‪ - )5‬شرح صحيح مسلم لإلمام النووي (‪)96/13‬‬ ‫(‪ - )6‬بداية املجتهد (‪. )653/1‬‬ ‫(‪ - )7‬اخلنزير بني ميزان الشرع ومنظار العلم‪ ,‬للدكتور أحمد جواد‪.‬‬ ‫(‪ - )8‬األمراض غير املعدية واخلنزير‪ ,‬للدكتورين سفيان العسولي و محمد‬ ‫علي البار‪.‬‬ ‫(‪ - )9‬نظرات طبية في محرمات إسالمية‪ ,‬للدكتور أحمد حسن ضميري‬ ‫(ج ‪ ,)1‬دمشق ‪.1995‬‬ ‫(‪ - )10‬اإلع�ج��از التشريعي ف��ي حت��رمي حل��م اخلنزير ‪ ,‬للدكتور فهمي‬ ‫مصطفى محمود ‪.‬‬ ‫(‪ - )11‬اخلنزير بني ميزان الشرع ومنظار العلم‪ ,‬للدكتور أحمد جواد‪,‬‬ ‫دارالسالم ‪1987‬‬ ‫(‪ - )12‬نق ًال عن مقالة العلوم البيولوجية في خدمة تفسير القرآن ‪ ,‬للدكتور‬ ‫عبد احلافظ حلمي محمد ‪ ,‬مجلة عالم الفكر‪ ,‬املجلد ‪12‬ع ‪ ,4-‬الكويت‬ ‫يناير ‪.1982‬‬ ‫(‪ - )13‬اإلع�ج��از التشريعي ف��ي حت��رمي حل��م اخلنزير ‪ ,‬للدكتور فهمي‬ ‫مصطفى محمود ‪ ,‬نق ً‬ ‫ال عن‪Biology. Neil A. Campbell, Jane B. :‬‬ ‫‪Reece, and Lawrence G. Mitchell. Addisons-Wisely Publishing.‬‬ ‫‪.Fifth edition, 1999, pp. 329‬‬ ‫(‪ - )14‬املرجع السابق ‪ ,‬نق ًال عن‪Nichol S.T., Arikawa J., and Kawaoka Y. :‬‬ ‫‪(2000). Emerging Viral Diseases. Natl. Acad. Sci. USA, 97 (23):‬‬ ‫‪.12412-12411‬‬

‫(‪ - )15‬املرجع السابق ‪.‬‬ ‫(‪ - )16‬املرجع السابق‪ ,‬نق ًال عن‪http://www.fao.org/ag/ar/magazine/0206sp1. :‬‬ ‫‪htm‬‬

‫(‪ - )17‬املرجع السابق‪ ,‬نق ً‬ ‫ال عن‪http://www.islamset.com/hip/ :‬‬ ‫‪pork/index.html‬‬ ‫(‪ - )18‬املرجع السابق‪ ,‬نق ً‬ ‫ال عن‪http://www.islamset.com/hip/ :‬‬ ‫‪pork/index.html‬‬ ‫(‪ - )19‬امل��رج��ع ال �س��اب��ق‪ ,‬ن�ق� ً‬ ‫لا ع��ن‪http://www.thepigsite.com/ :‬‬ ‫‪DiseaseInfo/Default.asp?Display=35‬‬

‫(‪ - )20‬املرجع السابق‪ ,‬نق ًال عن‪:‬‬

‫‪http://www.alsehha.net/fiqh/0090.‬‬

‫‪htm‬‬

‫(‪ - )21‬املرجع السابق‪ ,‬نق ًال عن‪:‬‬

‫‪http://www.islamset.com/hip/pork/‬‬

‫والسنة‬

‫إعجاز طبي‬

‫‪htm l‬‬

‫(‪ - )25‬اإلع�ج��از التشريعي ف��ي حت��رمي حل��م اخلنزير ‪ ,‬للدكتور فهمي‬ ‫مصطفى محمود ‪ ,‬نق ً‬ ‫ال عن‪www.geocities.com/TIBNABAWI/ :‬‬ ‫‪new_page_12.htm‬‬

‫(‪ - )26‬امل��رج��ع السابق‪ ,‬نق ًال ع��ن‪:‬‬

‫‪health/conditions/inf_brain.htm‬‬

‫‪http://www.arabinow.com/sn/‬‬

‫والطب الوقائي في اإلسالم‪,‬‬

‫للدكاترة أحمد بربور وزمالؤه‪.‬‬ ‫(‪ - )27‬نفس املراجع السابقة‪.‬‬ ‫(‪ - )28‬اإلع�ج��از التشريعي ف��ي حت��رمي حل��م اخلنزير ‪ ,‬للدكتور فهمي‬ ‫مصطفى م�ح�م��ود ‪ ,‬ن�ق� ً‬ ‫لا ع��ن‪http://www.biosci.ohio-state. :‬‬ ‫‪edu/~parasite/schistosoma.html‬‬

‫(‪ - )29‬نق ًال عن مقالة العلوم البيولوجية في خدمة تفسير القرآن ‪ ,‬للدكتور‬ ‫عبد احلافظ حلمي محمد ‪ ,‬مجلة عالم الفكر‪ ,‬املجلد ‪12‬ع ‪ 4‬الكويت‬ ‫يناير ‪.1982‬‬ ‫(‪ - )30‬املرجع السابق‪ ,‬واإلعجاز التشريعي في حترمي حلم اخلنزير ‪,‬‬ ‫للدكتور فهمي مصطفى محمود ‪ ,‬نق ً‬ ‫ال عن‪http://www.science4islam. :‬‬ ‫‪04a.html-1-com/html/3‬‬

‫(‪ - )31‬اإلع�ج��از التشريعي ف��ي حت��رمي حل��م اخلنزير ‪ ,‬للدكتور فهمي‬ ‫مصطفى محمود ‪ ,‬نق ً‬ ‫ال ع��ن‪http://www.niaid.nih.gov/ictdr/ :‬‬ ‫‪projects/gilman.htm‬‬

‫مقالة العلوم البيولوجية في خدمة تفسير القرآن ‪ ,‬للدكتور عبد احلافظ حلمي‬ ‫محمد ‪ ,‬مجلة عالم الفكر‪ ,‬املجلد ‪12‬ع‪ ,4-‬الكويت يناير ‪.1982‬‬ ‫(‪ - )32‬اإلع�ج��از التشريعي ف��ي حت��رمي حل��م اخلنزير ‪ ,‬للدكتور فهمي‬ ‫مصطفى م�ح�م��ود ‪ ,‬ن�ق� ً‬ ‫لا ع��ن‪http://www.biosci.ohio-state. :‬‬ ‫‪edu/~parasite/diphyllobothrium.html‬‬

‫(‪ - )33‬املرجع السابق‪ ,‬و حترمي القرآن ألكل حلم اخلنزير‪ ,‬للدكتور محمد‬ ‫نزار الدقر ‪.‬‬ ‫(‪ - )34‬اإلع�ج��از التشريعي ف��ي حت��رمي حل��م اخلنزير ‪ ,‬للدكتور فهمي‬ ‫مصطفى محمود ‪ ,‬نق ً‬ ‫ال عن‪Encyclopedia Britannica (1990). 15th :‬‬ ‫‪.edition, Vol 11, page 920‬‬

‫و حترمي القرآن ألكل حلم اخلنزير‪ ,‬للدكتور محمد نزار الدقر‪ ,‬نق ًال عن‪:‬‬ ‫نظرات طبية في محرمات إسالمية‪ ,‬للدكتور أحمد حسن ضميري (ج‬ ‫‪ ,)1‬دمشق ‪.1995‬‬ ‫(‪ - )35‬اإلع�ج��از التشريعي ف��ي حت��رمي حل��م اخلنزير ‪ ,‬للدكتور فهمي‬ ‫مصطفى م�ح�م��ود ‪ ,‬ن�ق� ً‬ ‫لا ع��ن‪http://www.biosci.ohio-state. :‬‬ ‫‪edu/~parasite/enterobius.html‬‬

‫(‪ - )36‬املرجع السابق‪ ,‬و األم��راض غير املعدية واخلنزير للدكتورين‬ ‫‪index.html‬‬ ‫ً‬ ‫سفيان العسولي و محمد علي البار‪.‬‬ ‫(‪ - )22‬املرجع السابق‪ ,‬نقال ع��ن‪http://www.science4islam.com/ :‬‬ ‫(‪ - )37‬اإلع�ج��از التشريعي ف��ي حت��رمي حل��م اخلنزير ‪ ,‬للدكتور فهمي‬ ‫‪04a.html-1-html/3‬‬ ‫مصطفى محمود ‪.‬‬ ‫(‪ - )23‬الطب الوقائي في اإلسالم‪ ,‬للدكاترة أحمد بربور وزمالؤه‪.‬‬ ‫(‪ - )24‬اإلع�ج��از التشريعي ف��ي حت��رمي حل��م اخلنزير ‪ ,‬للدكتور فهمي (‪ - )38‬املرجع السابق‪.‬‬ ‫مصطفى محمود ‪ ,‬نق ًال عن‪ - )39( http://vm.cfsan.fda.gov/~mow/chap5. :‬املرجع السابق‪.‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪21.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫كالب في البيوت!‬

‫‪22‬‬

‫مقال حر‬

‫أ‪ .‬خالد حنون*‬

‫ال يخلو رص�ي��ف م��ن آث��اره��م‪ ،‬وال يخلو ح��ي من تقل أهمية عن «املهام القدمية»‪ ،‬إذ أنها تدفع األذى عن‬ ‫ط��رب�ه��م‪ ،‬عند س�م��اع ع ��واءٍ حتسبه ي�ص��در م��ن كلب الناس وعن األرزاق‪.‬‬ ‫وما أمرنا بإبعاد الكالب عن بيوتنا وعن أطفالنا‬ ‫«ش�ي��ان ل��و»‪ ،‬فيفاجئك ب��أن��ه ال يتعدى حجم الهرة‪.‬‬ ‫ينامون مع أصحابهم في الفراش نفسه‪ ،‬ويجلسون إال ألضرار يعلمها خالق اخللق ّ‬ ‫جل وعال‪ ،‬ن ّبه إليها‬ ‫في أحضانهم‪ ،‬فاستغنى بهم البعض عن الولد وحتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يكشف العلم‬ ‫عن الزوج‪ .‬يأكلون ما لذ وطاب من الطعام املعلب الذي والطب أن الكالب حتمل أمراض ًا معدية وتنقلها إلى‬ ‫كان ينبغي أن يصرف على األطفال الفقراء‪ ،‬يتنزهون غيرها من إنسان وحيوان ونبات‪.‬‬ ‫ فقد أكدت االختبارات العلمية احلديثة وجود‬ ‫كل صباح‪ ،‬وقبل الغروب‪ ،‬جارين أصحابهم معهم‪،‬‬ ‫يلبسون قطع ًا من القماش وجوارب وشرائط من الزينة ع �ش��رات األم� ��راض ال�ت��ي ينقلها ال�ك�ل��ب لإلنسان‪،‬‬ ‫وأط��واق � ًا ب��راق��ة ثمينة‪ ،‬يالطفهم األص�ح��اب ممالئة‪ ،‬ول�ه��ذا وض�ع��ت السلطات الصحية ف��ي معظم دول‬ ‫العالم قيود ًا مشددة على اقتناء‬ ‫ويداعبهم األغراب سخرية‪ ،‬حتى‬ ‫ال� �ك�ل�اب‪ ،‬وأل���زم���ت أصحابها‬ ‫بات العقالء من الناس يتساءلون‬ ‫شيطان‬ ‫األسود‬ ‫الكلب‬ ‫ب��وج��وب ت�ل�ق�ي�ح�ه��ا‪ ،‬واحلصول‬ ‫باستهزاء‪ ،‬أي��ن هو الزمن الذي‬ ‫ع�ل��ى ت��رخ�ي��ص ب��اق�ت�ن��ائ�ه��ا‪ ،‬بعـد‬ ‫كان فيه الكلب كل ًبا؟ كنا نادر ًا ما‬ ‫نرى هذه األنواع‪ ،‬فصار الناس يتنافسون في ثقافة إجـراء فحوص بيطرية لها للتثبت من خل ّوها من تلك‬ ‫تسمية الكالب وتربيتها‪ ،‬وصرنا نرى أحجام ًا مختلفة األمراض‪.‬‬ ‫وتأتي العدوى من الكلب عند مالطفته أو مداعبته‬ ‫م��ن «إك��س إك��س س�م��ول» حتى «إك��س إك��س الرج»‪،‬‬ ‫تسير في الشوارع أو تقف على شرفات املنازل زهو ًا دون االهتمام بحماية اجللد م��ن لعابه وق��د حذرنا‬ ‫ال��رس��ول األك��رم م��ن ذل��ك ودل�ن��ا على طريقة بسيطة‬ ‫وخيالء‪ ،‬ونكاية باملعوزين والفقراء‪.‬‬ ‫وتربية الكالب مشروطة شرع ًا‪ ،‬فقد أب��اح الدين لتالفي ذلك فقال‪َ :‬‬ ‫«طهُ و ُر ِإ َناءِ َأ َحدِ ُك ْم ِإ َذا َو َل َغ فِ يهِ‬ ‫اب»‪.‬‬ ‫للناس اقتناء الكالب وتربيتها بأضيق احلدود‪ .‬فقال ا ْل َك ْل ُب َأنْ َي ْغ ِس َل ُه َس ْب َع َم َّر ٍ‬ ‫ات ُأو َلهُ نَّ ِبال ُّت َر ِ‬ ‫ص ْي ٍد (رواه مسلم )‬ ‫«منْ ا َّت َخ َذ َك ْل ًبا ِإلاَّ َك ْل َب َ‬ ‫عليه الصالة والسالم‪َ :‬‬ ‫ص مِ نْ َع َملِهِ ُك َّل َي ْو ٍم قِ ي َر ٌ‬ ‫َأ ْو َز ْر ٍع َأ ْو َم ِ‬ ‫وقد تبني طبي ًا وبعد وقت طويل أن غسل اآلنية ال‬ ‫اط»‪.‬‬ ‫اش َي ٍة َن َق َ‬ ‫(س�نن ال�ن�س��ائ��ي)‪ .‬فاملقصود هنا م��ن اإلب��اح��ة دفع يكفي إال مبنظفات قوية‪ ،‬ألن لعاب الكلب يحتوي على‬ ‫الضرر ليس إال‪ .‬فال نوم‪ ،‬وال أكل‪ ،‬وال تقبيل‪ ،‬وال عناق جرثومة دقيقة بشكل شريط لعابي سائل‪ ،‬تعلق بجدار‬ ‫اإلن��اء وال ت��زال إال باحلك‪ ،‬كما « أن التراب يحتوي‬ ‫معه‪.‬‬ ‫ع�ل��ى م��ادت�ين قاتلتني للجراثيم‬ ‫وق��د زي��د ف��ي عصرنا «ملهام‬ ‫هما (تتراكسلني) و (التتاراليت)‬ ‫الكالب» املباحة‪ :‬كقيادة األعمى‬ ‫الكلب في البيت مينع‬ ‫وتستعمالن في عمليات التعقيم‬ ‫واقتفاء اثر املجرمني واكتشاف‬ ‫املالئكة‬ ‫دخول‬ ‫ضد بعض اجلراثيم»‪.‬‬ ‫املخدرات واملتفجرات‪ ...‬وهذه ال‬ ‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫مقال حر‬

‫وال �ص �ف��اء وال �ص �ح��ة واإلمي� ��ان‪،‬‬ ‫ي �ب �ق��ى الق��ت��ن��اء ال� �ك�ل�اب في‬ ‫تفقد‬ ‫البيوت‬ ‫ف��إن غ��اب��ت امل�لائ�ك��ة خ�لا البيت‬ ‫البيوت أثر خطير أبلغ من كل ما‬ ‫روحانيتها وسكينتها‬ ‫للشياطني‪ ،‬ومعنى ذلك أن البيئة‬ ‫سبق‪ ،‬تعلمناه من رسول السماء‬ ‫مهيئة للغفلة واملعصية والسؤم‬ ‫س�ي��دن��ا محمد ص�ل��ى ال �ل��ه عليه‬ ‫وسلم القائل‪« :‬لاَ َت ْد ُخ ُل املَلاَ ئِ َك ُة َب ْي ًتا فِ يهِ َك ْل ٌب َولاَ وال�ق�ل��ق وال �ب��ؤس وال�ت�ع��اس��ة‪ ،‬ح�ت��ى ول��و ك��ان البيت‬ ‫صو َر ُة تمَ َ اثِ َ‬ ‫مفروش ًا مزين ًا بأثمن األثاث‪ .‬وإذا كان وجود الكلب‬ ‫يل»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫وعن عائشة َر ِ‬ ‫ض َي الل ُه َعنْها قالت‪(( :‬واعد َر ُسول في املنزل محضرة للشياطني ف��إن «الكلب األسود‬ ‫ص َّلى ال َّل ُه َعلَ ْي ِه َو َس َّلم جبريل عليه السالم في ساعة شيطان» بذاته‪ ،‬كما أخبر سيد املرسلني‪ ،‬صلى الله‬ ‫ال َّل ِه َ‬ ‫أن يأتيه فجاءت تلك الساعة ولم يأته‪ ،‬قالت‪ :‬وكان بيده عليه وسلم‪ .‬هكذا فهمنا معنى حديث املصطفى صلى‬ ‫ص مِ نْ‬ ‫عصا فطرحها من يده وهو يقول‪« :‬ما يخلف ال َّله وعده الله عليه وسلم عن مقتني الكلب بقوله‪َ « :‬ن َق َ‬ ‫وال رس�ل��ه»‪ ،‬ثم التفت ف��إذا ج��رو كلب حتت سريره‪َ ،‬ع َملِهِ ُك َّل َي ْو ٍم قِ ي َر ٌ‬ ‫اط»‪.‬‬ ‫أم��ر آخ��ر وأخ�ي��ر‪ ،‬ملن أراد أن يتعظ وينتهي عما‬ ‫فقال‪« :‬متى دخل هذا الكلب؟» فقلت‪( :‬والله ما دريت‬ ‫به)‪ ،‬فأمر به فأخرج فجاءه جبريل عليه السالم‪ ،‬فقال نهى عنه الشرع احلنيف‪ ،‬هو ما يوحي به احلديث‬ ‫ص َّلى ال َّل ُه َعلَ ْي ِه َو َس َّلم‪« :‬وعدتني فجلست الشريف القائل‪« :‬إن إبليس له خرطوم كخرطوم‬ ‫له َر ُسول ال َّل ِه َ‬ ‫لك ولم تأتني»‪ ،‬فقال‪« :‬منعني الكلب ال��ذي كان في الكلب واضعه على قلب ابن آدم يذكره الشهوات‬ ‫بيتك؛ إنا ال ندخل بيت ًا فيه كلب وال صورة»))‪َ ( .‬ر َوا ُه واللذات ويأتيه باألماني ويأتيه بالوسوسة على‬ ‫قلبه ليشككه في ربه‪ ،‬فإذا قال العبد أعوذ بالله‬ ‫ُم ْس ِل ٌم)‪.‬‏‬ ‫وب��وج��ود املالئكة تغمر البيت الرحمة والسكينة السميع العليم من الشيطان الرجيم وأعوذ بالله‬ ‫أن يحضرون إن الله هو السميع العليم خنس‬ ‫اخلرطوم عن القلب» (الديلمي عن معاذ رضي الله‬

‫عنه)‪.‬‬ ‫وامل �ع �ن��ى أن خ�ط��م (ب� ��وز) ال�ك�ل��ب ي��ذك��رن��ا بخطم‬ ‫الشيطان فنجاسة األول مادية وجناسة الثاني روحية‪،‬‬ ‫فهل من يود أن يستأنس في بيته وفي سيارته وفي‬ ‫فراشه بشيطان أو مبا يستحضر الشياطني؟ ال حول‬ ‫وال قوة إال بالله‪.‬‬ ‫‪-----------------‬‬

‫* ‪[email protected]‬‬ ‫املراجع‪:‬‬ ‫‪ -1‬موقع‪ :‬نادي محبي احليوانات األليفة‪.‬‬ ‫‪http://ourpetclub.com/vb/showthread.‬‬ ‫‪1=page&61632=php?t‬‬ ‫‪ -2‬املوسوعة العربية العاملية‪.‬‬ ‫‪ -3‬موقع‪ :‬موسوعة اإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪ .‬جناسة‬ ‫الكلب‪ :‬بحث من إعداد فراس نور احلق‪.‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪23.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫عالم احليوان‬

‫الكالب‪ ...‬جوانب علمية‬ ‫وأحكام فقهية (بتصرف)‬ ‫تـمـهـيـد‪:‬‬

‫‪24‬‬

‫الكلب هو أ ّول حيوان استأنسه اإلن�س��ان‪ ،‬وارتبط‬ ‫كل منهما باآلخر‪ ،‬وتولدت بينهما صداقة أخذت تنمو‬ ‫خ�لال العصور‪ ،‬ملا يتمتع به الكلب من صفات الوفاء‬ ‫واإلخالص لإلنسان وقدرته الكبيرة في الصبر وحتمل‬ ‫املشاق والشجاعة‪...‬‬ ‫وال ت��زال اآلث��ار الباقية ت��دل على وج��ود الكلب مع‬ ‫اإلنسان منذ آالف السنني‪ ،‬منذ أن كان اإلنسان يعيش‬ ‫في الكهوف‪...‬‬ ‫وحتكي الكتب القدمية‪ ،‬واحلديثة‪ ،‬الكثير من النوادر‬ ‫والطرائف املثيرة عن الكالب‪ ،‬وكذلك الوقائع التي للكلب‬ ‫فيها دور قد يصل إلى مرتبة البطولة‪...‬‬ ‫وي�س�ت�ف�ي��د اإلن��س��ان م��ن ال �ك�لاب ف��ي أم���ور كثيرة‬ ‫كاحلراسة والصيد والزينة وتعقب املجرمني‪ ،‬وإرشاد‬ ‫العميان إلى الطريق اآلمن‪ ،‬وش ّد عربات املعاقني جسد ًيا‪،‬‬ ‫وش ّد الزحافات‪ ،‬وكشف املخدرات واملتفجرات إلخ‪...‬‬ ‫وتعيش الكالب البر ّية في جماعات‪ ،‬وتتعاون على‬ ‫الصيد‪...‬‬ ‫وي�ق��ود اجلماعة أكبر ال�ك�لاب سنًا وأكثرها خبرة‬ ‫وأعظمها شجاعة‪...‬‬ ‫وتتزاوج الكالب مع الكلبة فتنجب جرا ًء (جمع َجرو)‬ ‫بعد ف�ت��رة حمل تصل إل��ى ‪ 61‬ي��و ًم��ا‪ ،‬وال تقل ع��ن ‪60‬‬ ‫يو ًما‪...‬‬ ‫و ُيعرف عمر الكلب من أسنانه‪ ،‬فكلما اسو ّدت ّ‬ ‫دل ذلك‬ ‫على كبره‪ ،‬وكلما كبر عمره غلظ صوته‪...‬‬ ‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬كارم السيد غنيم*‬

‫الكلب في عالم احلــيوان‪:‬‬ ‫الكلبحيوانمناللبائناملشيمية‪،‬ويتبعفصيلةالكلبيات‬ ‫(‪ ،)Family: Canidae‬م��ن ال �ض��واري (‪mammals‬‬ ‫‪ ،)Placental‬واسمه العلمي ‪ .Canis familiaris‬وقد‬ ‫استأنسه اإلنسان منذ ‪15000-14000‬سنة‪.‬‬ ‫وق ��د وج ��دت ه�ي��اك��ل ع �ظ��ام ك�ل�اب ف��ي الدامنارك‬ ‫وإجنلترا واليابان وأملانيا والصني‪ ،‬ترجع لعصور ما‬ ‫قبل التاريخ‪.‬‬ ‫وقد ُوجدت ُساللة من الكالب السلجوقية في مقابر‬ ‫قدماء املصريني‪ ،‬وكانت تحُ نط منذ سنة ‪ 2100‬قبل‬

‫في القرآن‬

‫امليالد بجوار الفراعنة داخل األهرامات‪.‬‬ ‫واستطاع الرومان واإلغريق إنتاج سالالت منها‪...‬‬ ‫ويقال‪ :‬إن الكلب هو أول حيوان استأنسه اإلنسان‪ ،‬وكان‬ ‫لسكان الكهوف منذ آالف السنني كال ُبهم األليفة‪...‬‬ ‫والكالب والذئاب تربطها قرابة وثيقة‪...‬‬ ‫وتنتشر فصائل الكالب في جميع قارات العالم ما‬ ‫عدا القطب اجلنوبي وفي األحراش والغابات باملناطق‬ ‫املعتلة واملطيرة‪ ،‬وبالصحراء واجلبال والتندرا‪ .‬وتتجول‬ ‫ال �ك�لاب ف��ي مناطق شاسعة حلراستها م��ن الذئاب‬ ‫(‪ ،)Wolves‬أو للبحث عن الطعام‪....‬‬

‫منافع الـــكالب‪:‬‬

‫والسنة‬

‫عالم احليوان‬

‫م��ن ال �ك�لاب أن���واع وس�ل�االت ع��دي��دة‪ ،‬م �ث��ل‪ :‬كلب‬ ‫الصيد‪ ،‬كلب احلقول‪ ،‬كلب الرعاة‪ ،‬كلب احلراسة‪ ،‬كلب‬ ‫بوليسي‪ ،‬كلب الزالقات (جل ّر العربات على اجلليد)‪...‬‬ ‫وكان اإلنسان يتخذ الكالب في احلراسة والصيد وج ّر‬ ‫العربات‪ .‬كما كانت تُستخدم في احلرب للحراسة وحمل‬ ‫الرسائل‪ ...‬وهناك الكالب املدربة التي تقود العميان في‬ ‫الصم جلرس التليفون‬ ‫الشوارع‪ ،‬والعمل املنزلي كتنبيه ُ‬ ‫أو الباب‪ ،‬أو قيادة األعمى للتجول داخل البيت أو عبور‬ ‫ال �ش��ارع‪ ...‬وبعض أن��واع الكالب تتسم بحاسة شم‬ ‫قوية‪ ،‬ولهذا فإنها ُت��درب على مهام أخ��رى كالكشف‬ ‫عن املخدرات واملفرقعات والديناميت والنمل الفارسي‬ ‫والغرقى في أعماق املاء‪.‬‬ ‫ومي�ك��ن استعمال ال�ك�لاب امل��درب��ة ف��ي البحث عن‬

‫لقد شبه الله تعالى علماء السوء بأشنع وأقبح ما ميكن للخيال أن يتصوره‪ ،‬شبههم بصورة الكلب الالهث الذي ال يكف عن اللهث‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪25.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫عالم احليوان‬

‫املفقودين في ال��زالزل واحلرائق‪،‬‬ ‫َه َوا ُه َف َم َث ُل ُه َك َم َث ِل ا ْل َك ْل ِب ِإن حَ ْت ِملْ‬ ‫الضواري‬ ‫من‬ ‫الكالب‬ ‫وبعض ال�ك�لاب ميكنها التصنت‬ ‫َع َل ْي ِه َي ْل َه ْث َأ ْو َت ْت ُر ْك ُه َي ْل َهث َّذ ِل َك‬ ‫َم� َث� ُ�ل ا ْل � َق� ْ�و ِم ا َّل� ِ�ذي� َ�ن َك� َّ�ذ ُب��و ْا بِآ َيا ِت َنا‬ ‫على األص ��وات ال�ت��ي ال يسمعها‬ ‫ص َل َع َّل ُه ْم َي َتف ََّك ُرونَ [‪.}]176‬‬ ‫اإلنسان بأذنيه‪ ،‬حتى إن الكلب يستطيع أن يسمع دقات َفا ْق ُص ِص ا ْلق ََص َ‬ ‫جاء في «جـامع البيان في تفسير القرآن « للطــبري‬ ‫الساعة على ُبعد ‪ 40‬قد ًما‪....‬‬ ‫‪ ...‬واس�ت�خ��دم االن �س��ان ك�لاب ال��رع��ي منذ قرون (ت‪310‬ه��ـ) في قول الله عز وج��ل‪َ ( :‬ولَـكِ َّن ُه َأخْ �لَ� َد ِإلَى‬ ‫ض)‪ :‬أص ��ل اإلخ �ل�اد ف��ي ك�ل�ام ال �ع��رب اإلبطاء‬ ‫طويلة‪ ،‬حلماية األب�ق��ار واألغ �ن��ام وملنعها م��ن الهرب‪ ،‬األَ ْر ِ‬ ‫وحلماية حظائر املواشي من الذئاب‪ ،‬وهى من السالالت واإلقامة‪.‬‬ ‫وكان بعض البصريني (من أصحاب اللغة) يقول‪:‬‬ ‫األليفة‪...‬‬ ‫وتقسم معارض الكالب أصنافها إلى ست مجموعات‪ ،‬معنى قوله‪ « :‬أخلد»‪ :‬لزم وتقاعس وأبطأ‪ .‬واملخلد أيض ًا‪:‬‬ ‫يبطئ َش ْيب ُه من الرجال‪...‬‬ ‫هي‪ :‬الكالب الرياضية‪ ،‬الكالب غير الرياضية‪ ،‬الكالب هو الذي‬ ‫ُ‬ ‫وقد ع ّمم الطبري ضرب املثل بالكلب‪ ،‬وإن كان قد‬ ‫العاملة‪ ،‬كالب الصيد‪ ،‬كالب احلراسة‪ ،‬كالب التسلية‪...‬‬ ‫وتقسم كل مجموعة إلى عدة سالالت‪ ...‬ومن املعروف أش��ار إل��ى تخصيص البعض ل��ه مب��ن ُي��دع��ى (بلعام)‪،‬‬ ‫أن هناك كالب كبيرة احلجم‪ ،‬وأخرى صغيرة احلجم‪ ،‬فقال‪ ...:‬ثم اختلف أهل التأويـل فـي السبب ال��ذي من‬ ‫وكالب ناعمة الشعر‪ ،‬وأخرى مرحة الهية‪ ،‬وكالب ذات أجله جعل الله مثله كمثل الكلب‪ ،‬فقال بعضهم‪ :‬م َّثله به‬ ‫فـي اللهث لتركه العمل بكتاب الله‬ ‫أنفة وكبرياء‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫وآياته التـي آتاها إي��اه وإعراضه‬ ‫يرتبط أصلها بالذئاب‬ ‫و ُت �س �ت �خ��دم ال� �ك�ل�اب (أن� ��واع‬ ‫عن مواعظ الله التـي فـيها إعراض‬ ‫أو س�ل��االت خ��اص��ة م �ن �ه��ا) في‬ ‫ارتباط ًا وثيق ًا‬ ‫ً‬ ‫من لـم يؤته الله شيئا من ذلك‪ ،‬فقال‬ ‫االخ��ت��ب��ارات ال�ط�ب�ي��ة والتجارب‬ ‫ّ‬ ‫جل ثناؤه فـيه‪ :‬إذا كان سواء أمره ُوعظ بآيات الله التـي‬ ‫الدوائية‪ ،‬وحتى في بحوث علم النفس والسلوك‪ ،‬وعلى‬ ‫سبيل امل �ث��ال‪ ،‬ي�ق��وم ال�ب��اح�ث��ون ف��ي جامعة كمبريدج آتاها إياه‪ ،‬أم لـم ُيوعظ فـي أنه ال يتعظ بها‪ ،‬وال يترك الكفر‬ ‫بإجراء جتارب على اإلصابة بسرطان البروستاتا‪ ،‬من به‪ ،‬فمثله مثل الكلب الذي سواء أمره فـي لهثه‪ ،‬طرد أو لـم‬ ‫خالل تدريب الكالب على االستجابة خلاليا السرطان ُيطرد‪ ،‬إذ كان ال يترك اللهث بحال‪.‬‬ ‫ذكر من قال ذلك‪ :‬حدثنـي الـمثنى‪ ،‬قال‪ :‬ثنا عبد الله‬ ‫املوجودة في عينات البول‪ ،‬وهو أسلوب مبتكر للكشف‬ ‫بن صالـح‪ ،‬قال ثنـي معاوية‪ ،‬عن عل ّـي‪ ،‬عن ابن عبـاس‪،‬‬ ‫املبكر عن حاالت اإلصابة بسرطان البروستاتا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مِ‬ ‫ض���رب املَ��ـ��ث��ل ب��ال��ك��ل��ب‪ ،‬ك��م��ا ورد ف���ي كتب قوله‪( :‬ف َمثل ُه ك َمثلِ الكل ِب إ ْن ت َْـح ل َعلـ ْيهِ) الـحكمة لـم‬ ‫يحملها‪ ،‬وإن ترك لـم يهتد لـخير‪ ،‬كالكلب إن كان رابض ًا‬ ‫التفسير‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫استعمل القرآن الكرمي تشبيه ًا لعلماء السوء‪ ،‬وملن لهث وإن طرد لهث‪.‬‬ ‫ثم يأتي الفخر ال��رازي بعد الطبري بقرون‪ ،‬ليؤكد‬ ‫يلهث وراء أع��راض الدنيا الفانية‪ ،‬مبثل الكلب الذي‬ ‫ويفصل فيه‪ .‬يقول الفخر‬ ‫تعميم ضرب هذا املثل‪ ،‬بل‬ ‫ّ‬ ‫يلهث على كل حال‪ُ ،‬طورد أم لم ُيطارد‪...‬‬ ‫{وا ْت� ُ�ل َع َليهِ م َنب َأ ا َّل� ِ�ذ َي آ َتي َنا ُه (ت‪606‬ه��ـ) (ف��ي «التفسير الكبير») ‪ -‬بعد أن عرض‬ ‫يقول الله عز وجل‪َ :‬‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ِين لبعض اللغويات ومفردات اللغة في اآلية الكرمية‪...:‬‬ ‫انس َل َخ ِم ْن َها َف َأ ْت َب َع ُه َّ‬ ‫الش ْي َطانُ َف َكانَ ِم َن ا ْل َغاو َ‬ ‫آ َيا ِت َنا َف َ‬ ‫واعلم أن هذا التمثيل ما وقع بجميع الكالب‪ ،‬وإمنا‬ ‫[‪َ ]175‬و َل ْو ِش ْئ َنا َل َر َف ْع َنا ُه ب َِها َو َل ِـك َّن ُه َأ ْخ َل َد ِإ َلى ا َأل ْر ِض َوات ََّب َع‬

‫‪26‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫عالم احليوان‬

‫وق��ع بالكلب ال�لاه��ث‪ ،‬وأخ��س احل�ي��وان��ات ه��و الكلب‪،‬‬ ‫وأخس الكالب هو الكلب الالهث‪ ،‬فمن آتاه الله العلم‬ ‫والدين فمال إلى الدنيا‪ ،‬وأخلد إلى األرض‪ ،‬كان ُمشبه ًا‬ ‫بأخس احليوانات‪ ،‬وهو الكلب الالهث‪ .‬وفي تقرير هذا‬ ‫ّ‬ ‫التمثيل وجوه‪:‬‬ ‫األول‪ :‬أن كل شيء يلهث‪ ،‬فإمنا يلهث من إعياء أو‬ ‫عطش‪ ،‬إال الكلب الالهث فإنه يلهث في حال اإلعياء‪ ،‬وفي‬ ‫حال الراحة‪ ،‬وفي حال العطش‪ ،‬وفي حال الري‪ ،‬فكان‬ ‫ذلك عادة منه وطبيعة‪ ،‬وهو مواظب عليه كعادته األصلية‪،‬‬ ‫وطبيعته اخلسيسة‪ ،‬ال ألجل حاجة وضرورة‪ ،‬فكذلك من‬ ‫آتاه الله العلم والدين أغناه عن التع ّرض ألوساخ أموال‬ ‫الناس‪ ،‬ثم إنه مييل إلى طلب الدنيا‪ ،‬و ُيلقي نفسه فيها‪،‬‬ ‫كانت حاله كحال ذلك الالهث‪ ،‬حيث واظب على العمل‬ ‫اخلسيس‪ ،‬والفعل القبيح‪ ،‬ملجرد‬ ‫نفسه اخلبيثة‪ .‬وطبيعته اخلسيسة‪،‬‬ ‫حرارة‬ ‫إلطفاء‬ ‫يلهث‬ ‫الكلب‬ ‫جوانب علمية في ضرب‬ ‫ال ألجل احلاجة والضرورة‪.‬‬ ‫جدوى‬ ‫دومنا‬ ‫داخله‬ ‫في‬ ‫والثاني‪ :‬أن الرجل العالِم إذا‬ ‫املَـثل بالكلب‪:‬‬ ‫توسل بعلمه إلى طلب الدنيا‪ ،‬فذاك‬ ‫ّ‬ ‫إمن��ا يكون ألج��ل أن��ه ي��ورد (أي يعرض) عليهم أنواع‬ ‫• الــكلب يلهــث في كل أحــواله‪:‬‬ ‫علومه‪ ،‬ويظهر عندهم فضائل نفسه ومناقبها‪ ،‬وال شك‬ ‫حت��دث ع��دد من املفسرين القدامى واحمل��دث�ين عن‬ ‫أنه عند ذكر تلك الكلمات‪ ،‬وتقرير تلك العبارات يدلي لهث الكلب‪ ،‬وذلك في معرض تفسير اآلية (‪ )176‬من‬ ‫لسانه‪ ،‬ويخرجه‪ ،‬ألج��ل ما متكن في قلبه من حرارة سورة األعراف‪ ،‬وقد اقترب البعض مما توصل إليه علم‬ ‫احلرص وشدة العطش إلى الفوز بالدنيا‪ ،‬فكانت حالته وظائف األعضاء (الفسيولوجيا) حديثا‪.‬‬ ‫شبيهة بحالة ذلك الكلب الذي أخرج لسانه أبد ًا من غير‬ ‫ف�ه��ذا أب��و السعود (ت‪951‬ه � �ـ) ي�ق��ول ف��ي تفسيره‬ ‫حاجة وال ضرورة‪ ،‬بل مبجرد الطبيعة اخلسيسة‪.‬‬ ‫«إرشاد العقل السليم»‪ :‬واللهث إدالع اللسان بالتنفس‬ ‫والثالث‪ :‬أن الكلب الالهث ال يزال لهثه البتة‪ ،‬فكذلك الشديد‪ ،‬أي هو ضيق احلال‪ ،‬مكروب دائم اللهث‪ ،‬سواء‬ ‫اإلنسان احلريص ال يزال حرصه البتة‪....‬‬ ‫هيجته وأزعجته بالطرد العنيف‪ ،‬أو تركته على حاله‪،‬‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫أما قوله عز وجل‪ِ ( :‬إن تحَْمِ ل َعل ْي ِه َيل َهثْ ) فاملعنى أن فإنه في الكالب طبع‪ ،‬ال تقدر على نفض الهواء الساخن‬ ‫ً‬ ‫هذا الكلب إن ش ّد عليه ُ‬ ‫وهيج لهث‪ ،‬وإن تُرك أيضا لهث‪ ،‬وجلب الهواء البارد بسهولة‪ ،‬لضعف قلبها وانقطاع‬ ‫ألجل أن ذلك الفعل القبيح طبيعة أصلية له‪ ،‬فكذلك هذا فؤادها‪ ،‬بخالف سائر احليوانات‪ ،‬فإنها ال حتتاج إلى‬ ‫الكرب واملضايقة إال عند‬ ‫احلريص الضال إن وعظته فهو ض��ال‪ ،‬وإن لم تعظه التنفس الشديد وال يلحقها‬ ‫ُ‬ ‫فهو ضال‪ ،‬ألجل أن ذلك الضالل‬ ‫ّ‬ ‫واخلسة عادة أصلية التعب واإلعياء‪...‬‬ ‫وطبيعية ذاتية له‪.‬‬ ‫وهذا محمد الطاهر بن عاشور (ت‪1393‬ه �ـ) يقول‬

‫وق��د اختلف املفسرون ف��ي تعيني الشخص الذي‬ ‫نزلت فيه اآلي��ات‪ ،‬على أق��وال أقربها إل��ى احلقيقة أن‬ ‫يكون صاحب هذا النبأ ممن كان للعرب إملام مبجمل‬ ‫خبره‪ ،‬كأمية بن أبي الصلت الثقفي‪...‬‬ ‫وقد قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم (كاد أمية‬ ‫أبي الصلت أن ُيسلم) وهو الذي قال فيه النبي صلى‬ ‫(آمن شعره وكف َر قلبه ) يريد أن شعره‬ ‫الله عليه وسلم َ‬ ‫يوحد الله في شعره‪ ،‬ويذكر‬ ‫كشعر املؤمنني‪ ،‬وذلك أنه ّ‬ ‫دالئ��ل توحيده من خلق السموات واألرض‪ ،‬وأحوال‬ ‫اآلخ��رة‪ ،‬واجلنة النار‪ ،‬وال�ث��واب والعقاب‪ ،‬واس��م الله‬ ‫وأسماء األنبياء‪.‬‬ ‫مرض م َرض موته‪ :‬أنا أعلم‬ ‫وروى عن أمية أنه قال ملـــا ِ‬ ‫أن احلنيفية حق‪ ،‬ولكن الشك يداخلني في محمد (صلى‬ ‫الله عليه وسلم)‪.‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪27.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫عالم احليوان‬

‫ولكن بعد ب��ذل مجهود أو التعرض خلطر م��ا‪ ،‬فإنه‬ ‫في تفسيره «التحرير والتنوير»‪ :‬واللهث‪ :‬سرعة التنفس‬ ‫مع ام�ت��داد اللسان لضيق النفس‪ ،‬وفعله بفتح الهاء يلهث بأكثر من عشرة أضعاف ه��ذا امل�ع��دل‪ .‬ويضطر‬ ‫وبكسرها‪ ،‬ومضارعه بفتحها ال غير‪ ،‬واملصدر اللهث الكلب ألن يلهث‪ ،‬في التعب والراحة‪ ،‬لعدم وفرة غدده‬ ‫بفتح ال�لام والهاء ويقال اللهاث بضم ال�لام‪ ،‬ألنه من العرقية (التي ال توجد سوى في وسادات أقدامه)‪ ،‬فهى‬ ‫لذلك ال تسهم في خفض درجة حرارة جسمه إ ّال بقدر‬ ‫األدواء‪ ،‬وليس بصوت‪.‬‬ ‫وي��ذه��ب ال��ش��ع��راوي (ت‪1418‬ه� � � �ـ) ف��ي تفسيره ضئيل‪.‬‬ ‫وملزيد من التفصيل‪ ،‬فإن تدلي لسان الكلب وفتح‬ ‫«خواطر» إلى تف ّرد الكلب من بني احليوانات باللهث‬ ‫في كل أحواله‪ ،‬فاحليوانات تلهث إذا كانت جائعة أو فمه أثناء اللهث يؤدي إلى إدخال أكبر كمية ممكنة من‬ ‫متعبة أو مهاجمة‪ ،‬ولكن الكلب يلهث جائع ًا أو شبعانًا‪ ،‬الهواء اجلوي إلى اجلهاز التنفسي‪ ،‬وخاللها يتم تبخير‬ ‫عطشانًا أو غير عطشان‪ ،‬مزجور ًا أو غير مزجور‪ ،‬إنه جزء من املاء املوجود في األنسجة التي مي ّر بها الهواء‪،‬‬ ‫وبالتالي تنخفض درجة حرارة اجلسم‪...‬‬ ‫يلهث دائم ًا‪.‬‬ ‫كما يسلك الكلب مسل ًكا مساعد ًا‪ ،‬فيلحس أرجله‬ ‫ثم هو أيض ًا يصل إلى مغزى ضرب املثل القرآني‬ ‫من جسمه‪ ،‬ويبلل لسانه بلعابه‪،‬‬ ‫لتشبيه الذي أخلد إلى األرض بعد‬ ‫فيتبخر هذا اللعاب‪ ،‬وهو ما يفيده‬ ‫إذ أتاه الله آياته (علمه)‪ ،‬وذلك ألن‬ ‫االنسان يلهث كالكلب‬ ‫من حرارة احلرص وشدة في خفض درجة حرارة جسمه‪...‬‬ ‫ال��ذي يظهر بهذه ال�ص��ورة جتده‬ ‫مكرو ًبا دائ �م � ًا‪ ،‬ألن��ه متبع لهواه‪،‬‬ ‫بالدنيا‬ ‫الفوز‬ ‫إلى‬ ‫العطش‬ ‫• ال��ع��ب��ر امل��س��ت��ق��اة م��ن مثل‬ ‫وتتحكم فيه الشهوات‪.‬‬ ‫الناس الالهثة كالكالب‪:‬‬ ‫وح�ين تتحقق ل��ه ش�ه��وة اآلن‪،‬‬ ‫هو مثل مخزي لعلماء السوء‪ ،‬ص ّورهم بأشنع وأقبح‬ ‫يتساءل هل سيفعل مثلها غ��دا؟ وتتملك الشهوة كل‬ ‫وقته‪ ،‬لذلك يعيش في كـرب مستمر‪ ،‬ألنه يخاف أن يفوته ما ميكن للخيال أن يتصوره‪ ،‬ص��ورة الكلب الالهث‬ ‫النعيم أو أن يفوت هو النعيم‪ ،‬ويصير حاله كحال الكلب‪ ،‬الذي ال يكف عن اللهث‪ ،‬وال ينفك عن التمرغ في الطني‬ ‫يلهث آمن ًا أو غير آمن‪ ،‬جائع ًا أو غير جائع‪ ،‬عطشانًا أو واألوحال‪...‬‬ ‫ولتلك بحق أقبح صورة مزرية ملن رزقه الله العلم‬ ‫غير عطشان‪.‬‬ ‫النافع فاستعمله جلمع احلطام الفاني‪ ،‬وك��ان خز ًيا‬ ‫• لهــث الــكلب‪ ،‬من الناحية الفسيولوجية‪:‬‬ ‫ووبا ًال عليه‪ ،‬ألنه لم ينتفع بهذا العلم‪ ،‬ولم يستقم على‬ ‫تبلغ درجة احلرارة الطبيعية جلسم الكلب ‪38.6‬م‪ ،‬طريق اإلمي��ان‪ ،‬وانسلخ من النعمة‪ ،‬وأتبعه الشيطان‬ ‫وهى أعلى من درجة جسم اإلنسان املعتادة‪ ،‬والبالغة فكان من الغاوين‪.‬‬ ‫وفي تشبيه ذلك الضال في حال لهفه على الدنيا‬ ‫‪37‬م‪.‬‬ ‫وإذا كان جسم اإلنسان يفرز عر ًقا من غدده العرقية بالكلب في حال لهثه‪ِ ،‬س ٌّر بدي ٌع‪ ،‬وهو أنَّ هذا الذي حاله‬ ‫من أجل تبريد احلرارة إذا ارتفعت عن الدرجة املعتادة‪ ،‬ما ذكره الله مِ ن انسالخه مِ ن آياته واتباعه هواه‪ ،‬إمنا‬ ‫ف��إن الكلب يسلك مسل ًكا آخ��ر ه��و «ال�ل�ه��ث»‪ ،‬فيخرج كان لشدة لـهفه على الدنيا النقطاع قلبه عن الله والدار‬ ‫لسانه ويلهث حتى عند الراحة‪ ،‬فيلهث بسرعة ‪ 30 -10‬اآلخ��رة‪ ،‬فهو شديد اللهف عليها‪ ،‬ولـهفه نظير لـهف‬ ‫الكلب الدائم في حال إزعاجه وتركه‪ ،‬فإنه في الكالب‬ ‫لهثه (أو َن َف َس) في الدقيقة‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫في القرآن‬

‫طبع ال تقدر على نفض الهواء املتسخن‪ ،‬وجلب الهواء‬ ‫البارد بسهولة‪ ،‬لضعف قلبها وانقطاع فؤادها‪ ،‬بخالف‬ ‫سائر احليوانات‪ ،‬فإنها ال حتتاج إلى التنفس الشديد‬ ‫وال يلحقها الكرب واملضايقة إ ّال عند التعب واإلعياء‪.‬‬ ‫ولكن يبقى التشبيه حاو ًيا حلقيقة علمية لم يصل‬ ‫إليها علم اإلنسان إ ّال في العقود املتأخرة من القرن‬ ‫العشرين امل�ي�لادي‪ ،‬وم��ؤداه��ا أن الكلب هو احليوان‬ ‫الوحيد الذي يلهث بطريقة تكاد تكون مستمرة‪ ،‬وذلك‬ ‫في محاولة منه لتبريد جسده الذي ال يتوفر له شئ يذكر‬ ‫من الغدد العرقية إال في باطن أقدامه فقط‪ ،‬فيضطر‬ ‫إلى ذلك اللهاث في حاالت احل ّر أو العطش الشديد أو‬ ‫املرض العضوي أو النفسي‪ ،‬أو اإلجهاد واإلرهاق أو‬ ‫الفزع واالستثارة‪....‬‬ ‫• اقتــناء الــكالب وتربيـتها‪:‬‬

‫اقتناء الكالب وتربيتها وتدليلها حرام في الشريعة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬جاء حترميها في جملة من األحاديث النبوية‪،‬‬ ‫فعن أب��ي هريرة رض��ي الله عنه ق��ال‪ :‬ق��ال رس��ول الله‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪َ ( :‬منِ اقتنَى كل ًبا‪ ،‬إ ّال كلب ماشية‬ ‫ضار‪ ،‬نقص من عمله كل يوم قيراطان) متفق عليه‪.‬‬ ‫أو ٍ‬ ‫‪ ...‬وقد ر ّد ابن حجر العسقالني في «فتح الباري»‬ ‫على ابن عبد البر حني ذهب إلى أن اتخاذ الكلب مكروه‬ ‫وليس مبح ّرم‪ ،‬وساق أدلة على هذا‪.‬‬ ‫وف��ي فتوى للدكتور خالد محمد عبد ال�ق��ادر‪ ،‬فإن‬

‫والسنة‬

‫عالم احليوان‬

‫املراد بنقص األجر‪ ،‬أو اإلثم احلاصل باتخاذ الكلب‪،‬‬ ‫ي��وازي قدر قيراط‪ ،‬أو قيراطني من أج��ر‪ ،‬فينقص من‬ ‫ثواب عمل متخذه قدر ما يترتب عليه من اإلثم باتخاذه‪،‬‬ ‫وهو قيراط أو قيراطني‪...‬‬ ‫والتعليل ّ‬ ‫يدل على ُحرمة اتخاذ الكلب لغير ما ذكر‬ ‫احلديث‪ ،‬ال كراهيته‪ ...‬ومادام اقتناء الكلب لغير منفعة‬ ‫ضرورية يؤدي إلى نقصان أجر ممسكه‪ ،‬يكون إمساكه‪،‬‬ ‫أي اقتناؤه‪ ،‬إثم‪ ،‬ألنه ال ينقص األجر إ ّال اإلثم‪...‬‬ ‫‪ ‎‎‬وأما سبب نقصان األجر‪ ،‬فقيل‪ :‬المتناع املالئكة‬ ‫من دخول بيته‪ ،‬أو ملا يلحق املا ّرين من األذى‪ ،‬أو عقوبة‬ ‫له التخاذه ما نهي عن اتخاذه‪ ،‬أو لكثرة أكله النجاسات‪،‬‬ ‫أو ألن بعضها شيطان‪ ،‬أو لولوغها في األواني عند غفلة‬ ‫صاحبها‪ ،‬فرمبا تنجس الطاهر منها‪ ،‬فإذا استعمل في‬ ‫العبادة لم يقع موقع الطاهر‪ ،‬أو لكراهة رائحتها‪..‬‏‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬وأقربها إلى ظاهر‬ ‫ثم قال الدكتور عبد القادر‪ُ :‬‬ ‫احلديث‪ ،‬أن نقصان األجر عقوبة ملخالفة النهي‪ .‬أما‬ ‫سبب النهي فلجميع ما ُذكـــر‪ ،‬ويــزاد عليهـــا مــا يترتب‬ ‫على اقتنائها من أمراض خطيرة‪.‬‏‪..‬‬ ‫ثم انتهى إلى أن تربية الكالب للهواية ُمح ّرمة‪ ،‬كما‬ ‫أنها من العادات السيئة‪ ،‬وفيها إسراف باإلنفاق عليها‬ ‫ومعاجلتها‪ ،‬وانتقال األمراض منها إلى اإلنسان‪!!...‬‬ ‫‪-----------------‬‬‫* أستاذ بكلية العلوم جامعة األزهر‪.‬‬ ‫وللراغبني مبتابعة البحث بكامله مراجعة املوقع‪:‬‬ ‫‪www.quran-m.com‬‬

‫إ لـى األ حـبـة ا لـقـراء‪:‬‬ ‫يسر مجلة «اإلعجاز» تلقّ ي كل البحوث واملقاالت الهادفة الى تنوير‬ ‫ ‬ ‫ّ‬ ‫املجتمع وتثقيفه بصرف النظر عن هوية الكاتب‪ ،‬ومعتقده‪ ،‬وطائفته‪،‬‬ ‫وإنتمائه‪ .‬وال شرط لها إال أن يتقيد بأصول البحث العلمي‪ ،‬والبعد‬ ‫عن التحريض‪ ،‬والنقد الهدام‪ ،‬وعن السياسة‪ ،‬وأن يكون هاجسه بعث‬ ‫األمل في نفوس الناس لتخطي آثار احلرب وبناء املجتمع املتسامح‪.‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪29.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫عالم احليوان‬

‫اإلعجاز العلمي في حديث‬ ‫ولوغ الكلب في اإلناء‬ ‫شدد رسول الله صلى الله عليه وسلم في النهي عن مخالطة‬ ‫الكالب‪ ،‬وهي سباع مدجنة فيها من الطفيليات واجلراثيم الدقيقة‬ ‫الشيء الكثير‪ ،‬والتي قد تسبب لإلنسان أخطار ًا محققة‪ ,‬روى‬ ‫اإلمام مسلم وأبو داوود والبيهقي عن أبي طلحة رضي الله عنه‬ ‫أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‪« :‬ال تدخل املالئكة بيت ًا‬ ‫فيه كلب»(‪ .)1‬وقال أيض ًا‪« :‬من اتخذ كلب ًا إال كلب ماشية أو‬ ‫صيد أو زرع انتقص من أجره كل يوم قيراط»(‪ .)2‬وعن أبي‬ ‫ضي ال َّل ُه َع ْن ُه قال‪ :‬قال َر ُسول ال َّل ِه َص َّلى ال َّل ُه َعلَ ْي ِه َو َس َّلم‪:‬‬ ‫هريرة َر َ‬ ‫«من أمسك كلب ًا فإنه ينقص كل يوم من عمله قيراط إال كلب‬ ‫حرث أو ماشية»(‪ ,)3‬وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬ ‫«إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات أوالهن‬ ‫بالتراب»(‪ .)4‬وقال أيض ًا‪« :‬إذا شرب الكلب في إناء أحدكم‬ ‫فليغسله سبع ًا»(‪ ,)5‬ويشير هذان احلديثان األخيران الواردان‬

‫عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى ضرورة إراقة اإلناء الذي‬ ‫ولغ فيه الكلب وتطهير اإلناء الذي ولغ فيه الكلب بغسله سبع‬ ‫مرات أولها بالتراب‪)...( .‬‬

‫البيان العلمي‬

‫‪30‬‬

‫أ ّكد األطباء على ضرورة استعمال التراب في عمل ّية غسل‬ ‫اإلناء الذي ولغ فيه الكلب وبينوا سبب ذلك‪ ،‬حسب التفصيل‬ ‫اآلتي ‪ :‬بني األطباء السر في استعمال التراب دون غيره في‬ ‫مقال (للصحة العامة) جاء فيه‪ « :‬احلكمة في الغسل سبع مرات‬ ‫ومتناه في الصغر‪ ،‬ومن‬ ‫أوالهن بالتراب‪ :‬أن فيروس الكلب دقيق‬ ‫ٍ‬ ‫املعروف أنه كلما صغر حجم امليكروب كلما زادت فعالية سطحه‬ ‫للتعلق بجدار اإلناء و التصاقه به‪ ،‬و لعاب الكلب احملتوي على‬ ‫الفيروس يكون على هيئة شريط لعابي سائل‪ ،‬ودور التراب هنا‬ ‫هو امتصاص امليكروب – بااللتصاق السطحي – من اإلناء‬ ‫على سطح دقائقه(‪.)6‬‬ ‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫إعداد قسطاس إبراهيم النعيمي*‬ ‫راجعه عبد احلميد أحمد مرشد‬

‫و قد ثبت علمي ًا أن ال�ت��راب يحتوي على مادتني قاتلتني‬ ‫للجراثيم حيث‪ »:‬أثبت العلم احلديث أن التراب يحتوي على‬ ‫مادتني (تتراكسلني) و (التتاراليت) و تستعمالن في عمليات‬ ‫التعقيم ضد بعض اجلراثيم»(‪.)7‬‬ ‫إن احلمة املسببة للمرض متناهية في الصغر‪ ،‬و كلما َّ‬ ‫قل‬ ‫حجم احلمة ازداد خطرها‪ ،‬الزدياد إمكانية تعلقها بجدار اإلناء‪،‬‬ ‫والتصاقها به‪ ،‬والغسل بالتراب أقوى من الغسل باملاء‪ ،‬ألن‬ ‫بقوة‬ ‫التراب يسحب اللعاب و يسحب الفيروسات املوجودة فيه ٍ‬ ‫أكثر من إم��رار امل��اء‪ ،‬أو اليد على ج��دار اإلن��اء‪ ،‬وذل��ك بسبب‬ ‫الفرق في الضغط احللولي بني السائل (لعاب الكلب) وبني‬ ‫التراب‪ ،‬وكمثال على هذه احلقيقة الفيزيائية إمرار الطباشير‬ ‫على نقطة حبر(‪ ,)8‬ومعلوم أن مادة الطباشير وهي اجلبس هي‬ ‫أحد مكونات التراب‪.‬‬ ‫وتوقع بعض األطباء الباحثني أن يجدوا في تراب املقابر‬ ‫جراثيم معينة بسبب جثث املوتى‪ ،‬لكن التجارب والتحاليل‬ ‫أظهرت أن التراب عنصر فعال في قتل اجلراثيم‪ ...‬وهذا ما‬ ‫أعلنه مجموعة من األطباء بقولهم ‪ « :‬قام العلماء في العصر‬ ‫احلديث بتحليل تراب املقابر ليعرفوا ما فيه من اجلراثيم‪ ،‬وكانوا‬ ‫يتوقعون أن يجدوا فيه كثير ًا من اجلراثيم الضارة‪ ،‬وذلك ألن‬ ‫كثير ًا من البشر ميوتون باألمراض اإلنتانية اجلرثومية‪ ،‬ولكنهم‬ ‫لم يجدوا في التراب أث��ر ًا لتلك اجلراثيم الضارة املؤذية ‪...‬‬ ‫فاستنتجوا من ذلك أنّ للتراب خاصية قتل اجلراثيم الضارة‪،‬‬ ‫ولوال ذلك النتشر خطرها واستفحل أمرها‪ ،‬و قد سبقهم النبي‬ ‫صلى الله عليه و سلم إلى تقرير هذه احلقيقة بهذه األحاديث‬ ‫النبوية الشريفة»(‪.)9‬‬

‫في القرآن‬

‫الصمد‪« :‬وقد تبينّ اإلعجاز العلمي في‬ ‫قال محمد كامل عبد ّ‬ ‫السبع؛ فقد ثبت‬ ‫احلثّ على استعمال التراب في إحدى امل ّرات ّ‬ ‫أنّ التراب عامل كبير على إزالة البويضات واجلراثيم‪ ،‬و ذلك‬ ‫ألنّ ذ ّرات التراب تندمج معها فتس ّهل إزالتها جميع ًا(‪ ..)10‬كما قد‬ ‫يحتوي التراب على مواد قاتلة لهذه البويضات‪.»..‬‬ ‫و لقد توصل العلم إلى حقائق مذهلة فيما يتعلق بنجاسة‬ ‫الكالب وإليك بعض أقوال بعض أهل االختصاص‪:‬‬ ‫قال الدكتور اإلسمعالوي املهاجر‪« :‬أكد كشف طبي جديد‬ ‫حقيقة ما أوصى به نبي اإلسالم محمد‪ -‬صلى الله عليه و سلم‪-‬‬ ‫عندما حذر األطباء من أن ملس الكالب ومداعبتها والتعرض‬ ‫لفضالتها أو لعابها يزيد خطر اإلصابة بالعمى‪ ،‬فقد وجد أطباء‬ ‫بيطريون مختصون أن تربية الكالب والتعرض لفضالتها من‬ ‫براز وبول وغيرها‪ ،‬ينقل ديدان طفيلية تعرف باسم» توكسوكارا‬ ‫كانيس» التي تسبب ف�ق��دان البصر والعمى ألي إن�س��ان‪ ،‬و‬ ‫الحظ الدكتور إيان رايت‪ -‬أخصائي الطب البيطري في سومر‬ ‫سيت‪ -‬بعد فحص ‪ 60‬كلب ًا‪ ،‬أن ربع احليوانات حتمل بويضات‬ ‫تلك ال��دودة في فرائسها‪ ،‬حيث اكتشف وج��ود ‪ 180‬بويضة‬ ‫في الغرام الواحد من شعرها‪ ،‬وهي كمية أعلى بكثير مما هو‬ ‫موجود في عينات التربة‪ ،‬كما حمل ربعها اآلخ��ر ‪ 71‬بويضة‬ ‫حتتوي على أجنة نامية‪ ،‬وكانت ثالثة منها ناضجة تكفي إلصابة‬ ‫البشر‪ ،‬وأوض��ح اخلبراء في تقريرهم ال��ذي نشرته صحيفة‬ ‫«ديلي ميرور» البريطانية‪ ،‬أن بويضات هذه الدودة لزجة جد ًا‬ ‫ويبلغ طولها ملليمتر ًا واح��د ًا‪ ،‬وميكن أن تنتقل بسهولة عند‬ ‫مالمسة الكالب أو مداعبتها‪ ،‬لتنمو وتترعرع في املنطقة الواقعة‬ ‫خلف العني‪ ،‬وللوقاية من ذل��ك‪ ،‬ينصح األطباء بغسل اليدين‬ ‫جيد ًا قبل تناول الطعام و بعد مداعبة الكالب‪ ،‬خصوص ًا بعد‬ ‫أن قدرت اإلحصاءات ظهور ‪ 10‬آالف إصابة بتلك الديدان في‬ ‫الواليات املتحدة سنوي ًا‪ ،‬يقع معظمها بني األطفال‪ ،‬وقد أوصى‬ ‫نبي اإلسالم محمد‪ -‬صلى الله عليه و سلم‪ -‬منذ أكثر من ‪1400‬‬ ‫سنة‪ ،‬بعدم مالمسة الكالب و لعابها‪ ،‬ألن الكلب يلحس فروه أو‬ ‫جلده عدة مرات في اليوم‪ ،‬األمر الذي ينقل اجلراثيم إلى اجللد‬ ‫والفم واللعاب فيصبح مؤذي ًا للصحة‪.)11(« .‬‬ ‫وق��ال الدكتور عبد احلميد محمود طهماز ‪ »:‬ثبت علمي ًا‬ ‫أن الكلب ناقل لبعض األمراض اخلطرة‪ ،‬إذ تعيش في أمعائه‬

‫والسنة‬

‫عالم احليوان‬

‫دودة تدعى املكورة تخرج بيوضها مع برازه ‪ ،‬وعندما يلحس‬ ‫دبره بلسانه تنتقل هذه البيوض إليه‪ ،‬ثم تنتقل منه إلى األواني‬ ‫والصحون وأيدي أصحابه‪ ،‬ومنها تدخل إلى معدتهم فأمعائهم‪،‬‬ ‫فتنحل قشرة البيوض وتخرج منها األجنة التي تتسرب إلى الدم‬ ‫والبلغم‪ ،‬وتنتقل بهما إلى جميع أنحاء اجلسم‪ ،‬وبخاصة إلى‬ ‫الكبد ألنه املصفاة الرئيسية في اجلسم‪ ...‬ثم تنمو في العضو‬ ‫الذي تدخل إليه وتشكل كيس ًا مملوء ًا باألجنة األبناء‪ ،‬وقد يكبر‬ ‫الكيس حتى يصبح بحجم رأس اجلنني‪ ،‬ويسمى املرض‪ :‬داء‬ ‫الكيس املائي وتكون أعراضه على حسب العضو الذي تتبعض‬ ‫فيه‪ ،‬وأخطرها ما كان في الدماغ أو في عضلة القلب‪ ،‬ولم يكن له‬ ‫عالج ‪ ...‬سوى العملية اجلراحية»‪ .‬وقد أكد األطباء على خطورة‬ ‫هذه الدودة واللعاب الذي تسبح فيه فقرروا أن‪ « :‬املرض ينتقل‬ ‫في غالب األحيان إلى اإلنسان أو احليوان عن طريق دخول‬ ‫اللعاب احلامل للفيروس ‪...‬إث��ر عضة أو تلوث جرح بلعابه»‪,‬‬ ‫وقد بينّ مجموعة من األطباء مكان استقرار هذه ال��دودة من‬ ‫أجهزة اإلنسان بعد وصولها إلى اجلسم من طريق لعاب الكلب‬ ‫فذكروا أن‪ « :‬ال��دودة األكينوكوك ّية تستقر في الرئة‪ ،‬و أحيان ًا‬ ‫في الكبد وبعض األعضاء الداخلية األخ��رى إلى نشوء كيس‬ ‫مملوء بالسائل ومحاط من اخل��ارج بكبسولة من طبقتني‪ ،‬وقد‬ ‫يصل حجم الكيس أحيان ًا إلى حجم رأس الوليد‪ ،‬ويتطور املرض‬ ‫بشكل بطيء وحتتفظ الدودة األكينوكوك ّية بالنمو داخل الكيس‬ ‫لعدة سنوات‪ ،‬ويتم انتقال العدوى إلى اإلنسان من الكالب»(‪.)12‬‬

‫من أمراض الكالب‪:‬‬ ‫من خالل اإلطالع على أبحاث أهل االختصاص وأقوالهم‬ ‫ميكننا استنتاج اآلتي‪:‬‬ ‫‪ -1‬اح�ت��واء أمعاء الكالب على أع��داد كبيرة من الديدان‬ ‫الشريطية والتي تنتقل إلى اإلنسان عن طريق ابتالع بيضها‬ ‫املوجود في الطعام أو املاء امللوث ببراز الكالب‪.‬‬ ‫‪ -2‬داء ال َكلَب املعروف وبعض أنواع داء الليشمانيات‪ ,‬وداء‬ ‫راشحة‪ ،‬هي‬ ‫بحمة‬ ‫خمجي‬ ‫الكلَب مرض‬ ‫ٍ‬ ‫خطير ينجم عن اإلصابة ٍ‬ ‫ٌّ‬ ‫ٌ‬ ‫حمى الكلَب‪ ،‬هذه احلمى لها اجنذاب عصبي في حال دخولها‬ ‫للجسم‪ ،‬كما أن نهاية املرض مميت ٌة في كل األح��وال‪ .‬حتصل‬ ‫اإلصابة عند اإلنسان من ِّ‬ ‫عض احليوان املصاب وذلك بدخول‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪31.‬‬

‫في القرآن‬

‫لعابه إلى اجلرح‪ ،‬أي‪ :‬حتى يصاب اإلنسان يجب أن يالمس‬ ‫لعاب الكلب وكذلك أن توجد شج ٌة‪ ،‬أو جرح في اجللد‪ ،‬وفي‬ ‫هذه احلالة تنجذب احلمى إلى األعصاب‪ ،‬وتنتشر في اخلاليا‬ ‫العصبية‪ ،‬مؤدية إلى التهاب دماغي مميت‪.‬‬ ‫‪ -3‬مرض الكيسة املائية الكلبية والتي تكون الكالب فيها‬ ‫هي السبب الغالب في إصابة اإلنسان وحيواناته األليفة والتي‬ ‫تتغذى على اجليف‪ ،‬ذلك ألن الكلب ينظف أسته بلسانه فتنتقل‬ ‫بويضات ديدان (الشريطية املكورة املشوكة) والتي تعيش في‬ ‫أمعائه إلى اإلنسان عن طريق الطعام أو املاء امللوث بها وتسبب‬ ‫له (داء الكيسات املائية اخلطير)‪.‬‬ ‫‪ -4‬كثير من األمراض الطفيلية وأخطرها مرض (عداري)‬ ‫والتي تسببه الدودة الشريطية (أكنوكاوكاس جرانيولوساس)‬ ‫والتي توجد في كل مناطق العالم التي تعيش فيها الكالب على‬ ‫مقربة من احليوانات الداجنة آكلة العشب(‪.)13‬‬

‫وجه اإلعجاز‪:‬‬

‫‪32‬‬

‫والسنة‬

‫عالم احليوان‬

‫بسمومها وأسلحتها بقدرة الله ومشيئته‪.‬‬ ‫أميكن أن يتكلم بشر عن هذه احلقائق الدقيقة منذ أربعة‬ ‫عشر قرن ًا من الزمان؟ اللهم إال أن يكون كالمه وحي ًا يأتيه من‬ ‫عليم خبير بخلقه! حتى يرينا سبحانه آياته فنعرفها أنها من‬ ‫من علينا من تشريع وتكليف‪ .‬قال تعالى‪:‬‬ ‫ربنا فنحمده على ما ّ‬

‫{ َو ُق ِل حْ َ‬ ‫ال ْم ُد ل ّل ِه َس ُي ِر ُيك ْم آ َيا ِت ِه َف َت ْع ِر ُفو َن َها َو َما َر ّب َك ِب َغا ِف ٍل َع ّما‬ ‫َت ْع َم ُلونَ }[ النمل ‪.]93‬‬

‫وهكذا أثبت العلم سبق القرآن الكرمي والسنة النبوية‬ ‫في اإلشارة إلى الكائنات الدقيقة‪ ،‬ومسببات األمراض‪ ،‬وقد‬ ‫قدم اإلسالم للبشرية أيسر وأجنح السبل في القضاء عليها‬ ‫وحماية اإلنسان ووقايته من أخطارها‪ ،‬ورأى العلماء بأعينهم‬ ‫صدق وحي الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتقيق ًا‬ ‫لقوله تعالى‪َ { :‬و َي َرى ا ّل ِذ َين ُأو ُتو ْا ا ْل ِع ْل َم ا ّل ِذ َي ُأ ِنز َل ِإ َل ْي َك ِمن‬ ‫القّ َو َي ْه ِد َي ِإ َل َى ِص َر ِاط ا ْل َع ِز ِيز حْ َ‬ ‫ّر ّب َك ُه َو حْ َ‬ ‫ال ِم ِ‬ ‫يد} [سبأ‪.]6 :‬‬

‫‪------------------‬‬‫* وللراغبني مبتابعة البحث بكامله مراجعة املوقع‪:‬‬ ‫‪www.nooran.org‬‬ ‫‪ -1‬صحيح مسلم‪ ,1179/3 ,‬برقم‪.3053 :‬‬ ‫‪ -2‬مسلم ‪ ,1201/3‬برقم‪.1574 :‬‬ ‫‪ -3‬مسلم ‪ ,1203/3‬برقم‪.1575 :‬‬ ‫‪ -4‬رواه أحمد (‪ ،)427/2‬ومسلم (‪ )279‬كتاب الطهارة‪.‬‬ ‫‪ -5‬رواه البخاري (‪ )172‬كتاب الوضوء‪ ،‬ومسلم (‪ )279‬كتاب الطهارة‪.‬‬ ‫‪ -6‬املوسوعة العربية العاملية‪ :‬مجموعة من العلماء األط�ب��اء واألساتذة‪،‬‬ ‫مؤسسة أعمال املوسوعة للنشر والتوزيع – الرياض‪ -‬ط(‪1419( :)2‬‬ ‫هـ ‪1999 -‬م)‪.‬‬ ‫‪ -7‬د‪ /‬هشام ابراهيم اخلطيب‪ :‬املضار الصحية القتناء الكالب‪ ،‬الوعي‬ ‫اإلسالمي –مارس‪1986‬م‪.‬‬ ‫‪ -8‬اإلعجاز الطبي في السنة النبوية‪ -‬تأليف الدكتور‪ :‬كمال املويل‪ -‬دار ابن‬ ‫كثير‪ -‬دمشق‬ ‫‪ -9‬عبد احلميد محمود طهماز‪ :‬الكلب و اجلراثيم و التراب‪ ،‬األربعون العلمية‬ ‫– مجلة النهدي الثقافية‪ -‬دار القلم (‪)2004-2003‬أخ� ��ذا من موقع‪:‬‬ ‫‪. www.magazine.almahdi.ws‬‬ ‫‪ -10‬جناسة الكلب‪ ،‬أخذا من موقع‪:‬‬

‫أما أوجه اإلعجاز في هذه النصوص التي وردت في هذا‬ ‫املقال‪ -‬ومثلها كثير‪ -‬فاملتدبر فيها يالحظ اإلشارة اجللية أحيان ًا‬ ‫واإلشارة اخلفية أحيان ًا أخرى إلى عالم الكائنات الدقيقة وإلى‬ ‫املواد الضارة كمسببات لألمراض وحدوث العلل وانتشار األوبئة‬ ‫بينما كان الناس في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وقبل زمنه‬ ‫بل وبعده‪ -‬حتى اكتشاف (باستور) امليكروبات‪ -‬كانوا يعتقدون‬ ‫أن األمراض تسببها األرواح الشريرة والشياطني والنجوم وال‬ ‫عالقة لها بنظافة أو نظام أو سلوك وكانوا يطلبون لها العالج‬ ‫بالشعوذة واخلرافات‪ .‬لقد شرع اإلسالم للمسلم ووج ّهه إلى كل‬ ‫طرق الوقاية من األمراض واألخطار باجتناب أسبابها وتقوية‬ ‫كل وسائل الدفاع ملقاومتها والقضاء عليها‪ ،‬إن عالم الكائنات‬ ‫الدقيقة كان غيب ًا في زمن النبوة وبعده حتى القرن املاضي لكن‬ ‫التوجيهات اإلسالمية في الطهارة والوضوء والغسل والنظافة‬ ‫في امللبس واملسكن وأماكن التجمعات‪ ،‬والتوجيهات في املأكل‬ ‫واملشرب والسلوك اخللقي العام واخلاص واألوام��ر الكسبية ‪http://www.55a.net/firas/arabic /?pag...&select_page=6 :‬‬ ‫لتقوية اجلوانب اإلميانية في نفس اإلنسان لتشير كلها بطريق أو ‪ -11‬مقال بعنوان‪ :‬كشف طبي يؤكد التحذير النبوي م��ن مل��س الكالب‬ ‫‪– Ismaily.Online.htm‬‬ ‫بآخر إلى هذه العوالم اخلفية التي تعيش داخل أجسادنا وفوقه‬ ‫‪ -12‬املرجع السابق‪.‬‬ ‫وحوله وتهاجمنا وتهددنا وقد تفيدنا أو تهلكنا وهي موجودة ‪ -13‬الوقاية من انتشار األمراض واألوبئة أخذا من موقع‪:‬‬ ‫‪4O2.htm/http://www.nooran.org/O/4‬‬ ‫ب��أع��داد مذهلة وتتكاثر ب��أع��داد فائقة وتصيب ماليني البشر‬ ‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫عالم احليوان‬

‫إن حتمل عليه يلهث‬

‫يقول تعالى‪َ { :‬وا ْت ُل َع َل ْيهِ ْم َن َب َأ ا ّل ِذ َي آ َت ْي َنا ُه آ َيا ِت َنا َفا ْن َس َل َخ ِم ْن َها‬ ‫َف َأ ْت َب َع ُه ّ‬ ‫ِين‪َ .‬و َل ْو ِش ْئ َنا َل َر َف ْع َنا ُه ب َِها َو َلـَ ِك ّن ُه َأ ْخ َل َد‬ ‫الش ْي َطانُ َف َكانَ ِم َن ا ْل َغاو َ‬ ‫األر ِض َوات َّب َع َه َوا ُه َف َم َث ُل ُه َك َم َث ِل ا ْل َكل ِْب ِإن حَ ْت ِملْ َع َل ْي ِه َيل َْه ْث َأ ْو‬ ‫ِإ َلى ْ‬ ‫َت ْت ُر ْك ُه َيل َْهث ّذ ِل َك َم َث ُل ا ْلق َْو ِم ا ّل ِذ َين َك ّذ ُبو ْا بِآ َيا ِت َنا َفا ْق ُص ِص ا ْلق ََص َص‬ ‫َل َع ّل ُه ْم َي َتف َّك ُرونَ } ‪( ،‬سورة األعراف‪175 :‬و‪.)176‬‬

‫الداللة العلمية‪:‬‬

‫في جلد اإلنسان غ��دد عرقية تختص بتنظيم درج��ة احلرارة‬ ‫‪ ,Eccrine Sweat Glands‬وف��ي جلد الكلب غ��دد تختص‬ ‫بالترطيب ومتييز رائحة الكالب ‪,Apocrine Sweat Glands‬‬ ‫لكن الكلب ال ميلك غدد ًا تختص بتنظيم درجة احلرارة لذا ال ميلك إال‬ ‫اللهاث ‪ Panting‬دو ًما حتى ولو لم يخرج لسانه من فمه ليعرض‬ ‫أكبر مساحة حيث تخرج احلرارة مع بخار املاء‪.‬‬

‫الدكتور محمد دودح*‬

‫ال ميلك الكلب غدد ًا‬ ‫تختص بتنظيم‬ ‫درجة احلرارة‬ ‫يخرج لسانه من فمه ليعرض أكبر مساحة للتبرد‬

‫قال السيوطي‪« :‬عن قتادة‪ ..‬قال هذا مثل ضربه الله ملن ُع ِرض‬ ‫عليه الهدى فأبى أن يقبله وتركه»‪ ,‬وق��ال العيني في كتابه عمدة‬ ‫القاري‪َ (« :‬فان َْسلَخَ مِ ْن َها) اتبع ه��واه فانسلخ من اإلمي��ان»‪ ,‬وقال‬ ‫ابن القيم‪« :‬أي خرج منها كما تنسلخ احلية من جلدها‪ ...‬ولم يقل‬ ‫فسلخناه منها ألنه هو الذي تسبب إلى انسالخه منها باتباع هواه‪...‬‬

‫فلما انسلخ من آيات الله ظفر به الشيطان ظفر األسد بفريسته»‪,‬‬ ‫وق��ال ابن عاشور‪« :‬االنسالخ حقيقته خ��روج جسد احليوان من‬ ‫جلده حينما يسلخ عنه جلده والسلخ إزالة جلد احليوان امليت عن‬ ‫جسده»‪ ,‬وقال الكلبي‪(« :‬و)اللهث‪ ...‬تنفس بسرعة وحتريك أعضاء‬ ‫الفم وخروج اللسان وأكثر ما يعتري ذلك احليوانات مع احلر والتعب‬ ‫(ولكنها)‪ ..‬حالة دائمة للكلب ومعنى (إن حتمل عليه) إن تفعل معه‬ ‫ما يشق عليه‪( ...‬أو تتركه) ‪ ...‬فهو يلهث على كل حال»‪ ,‬وقال أبو‬ ‫السعود‪« :‬تشبيه‪ ...‬ما اعتراه بعد االنسالخ‪ ...‬مبا ُذكر من حال‬ ‫الكلب»‪ ,‬وقال الفخر الرازي‪« :‬عم بهذا التمثيل جميع املكذبني بآيات‬ ‫الله‪ ...‬فحصل التمثيل بينهم وبني الكلب ألنهم بقوا على الضالل في‬ ‫كل األحوال مثل هذا الكلب الذي بقي على اللهث في كل األحوال»‪.‬‬ ‫وتقوم الغدد العرقية في اجللد بإفراز العرق وخفض درجة احلرارة‬ ‫عندما يبذل اإلنسان جه ًدا زائ ًدا كالع ْدو الشديد وينهج خاصة في‬ ‫اجلو احلار‪ ,‬وجلد الكلب يخلو منها ولذا ال ميلك إال ال ُلهاث سواء‬ ‫بذل جه ًدا أو سكن‪ ,‬ويصور القرآن حال من يفر أمام دالئل الوحي‬ ‫بهالك فقد جلده الواقي ليصبح كالكلب بال‬ ‫وينسلخ من فطرة اإلميان ٍ‬ ‫عرق وال ميلك إال ال ُلهاث فض ًال عن كونه حيوانًا بال عقل‪.‬‬

‫يحتوي جلد اإلنسان على غدد عرقية تختص بتنظيم احلرارة الزائدة ‪Eccrine‬‬ ‫‪ .sweat Glands‬باملقابل ال يحتوي جلد الكلب على غدد عرق مهمتها تنظيم‬

‫‪-----------------‬‬‫* باحث متفرغ في الهيئة العاملية لالعجاز العلمي في القرآن والسنة‪.‬‬ ‫وللراغبني مبتابعة البحث بكامله مراجعة املوقع‪:‬‬ ‫‪  www.quran-m.com‬‬

‫التوافق مع العلوم احلديثة‪:‬‬

‫فسبحان اخلّل�اّ� ق العليم الذي شبه إنسالخ اإلنسان من‬ ‫إميانه‪ ،‬تشبيه ًا علمي ًا فص ّوره كالكلب ليس له ما يخرج له‬ ‫الرقي اإلنساني إلى‬ ‫حماوته (أي دناءته)‪ ،‬إال أن يلهث‪ ،‬فهبط من ّ‬ ‫احلياة احليوانية‪ ،‬ال يكف عن طلب الدنيا والدنيء بال انقطاع‪.‬‬

‫احلرارة الزائدة فال ميلك سوى اللهاث عند بذل اجلهد أو الراحة‪.‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪33.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫عالم احليوان‬

‫براز الكالب يل ّوث هواء املدن األميركية‬

‫ترجمة أ‪ .‬هادي فتح الله*‬

‫في ‪ 19‬يوليو‪/‬متوز ‪ 2011‬أعلن فريق من العلماء من بالفصول املناخية‪ ،‬بحيث تزداد نسبتها خالل فصل الشتاء‪.‬‬ ‫أخذت العينات من أربعة مواقع في الغرب األوسط من الواليات‬ ‫جامعة ك��ول��ورادو في ال��والي��ات املتحدة األميركية نتائج‬ ‫بحوثهم املطولة الكتشاف مصادر اجلراثيم التي تلوث املتحدة‪ ،‬واستغرقت احلملة حوالى ‪ 6‬أسابيع في منتصف صيف‬ ‫مناخ عدد من املدن األميركية‪ ،‬وخلصت إلى أن براز الكالب ‪ 2007‬و‪ 6‬أسابيع في منتصف شتاء ‪ .2007‬وقد مت جمع ما يقرب‬ ‫من ‪ 20‬حتي ‪ 30‬عينة في كل موقع‪ ،‬على فترة استمرت ‪ 3‬أيام‪ .‬وكان‬ ‫هو املصدر األول لهذا التلوث اخلطير‪.‬‬ ‫املوقع في «مايفيل» في منطقة سكنية حتيط بها حقول ال��ذرة‪ .‬أما‬ ‫وكان فريق البحث مؤلف ًا من العلماء التالية أسماؤهم‪:‬‬ ‫ روب��رت ب��اورز‪ ،‬قسم البيئة وعلم األح�ي��اء التطوري‪ ،‬جامعة املواقع الثالث األخرى فتقع في ممرات في املناطق احلضرية‪ ،‬مع‬‫كولورادو في بولدر‬ ‫«شيكاغو» و«ديترويت» و«كليفالند»‪ .‬ومت جمع العينات على ارتفاع‬ ‫ امي��ي سوليفان‪ ،‬قسم علوم ال�غ�لاف اجل��وي‪ ،‬جامعة والية متر واحد إلى متر ونصف في مايفيل وديترويت‪ ،‬وعلى ارتفاع أربعة‬‫كولورادو‬ ‫أمتار في شيكاغو‪ ،‬وكليفالند‪.‬‬ ‫وللبكتيريا احملمولة جوا تأثيرات هامة‬ ‫ إليزابيث كوستيلو‪ ،‬قسم األحياء الدقيقة‬‫وعلم املناعة‪ ،‬كلية الطب‪ ،‬جامعة ستانفورد‬ ‫على الصحة البشرية وعلى الدورة اإلنتاجية‬ ‫تبني في أجواء املدن‬ ‫ ج�ي��ف ك��ول�ي��ت االب� ��ن‪ ،‬ق�س��م الكيمياء‬‫للنظم اإليكولوجية الطبيعية‪ ،‬فالبكتيريا ميكن‬ ‫هائلة‬ ‫كميات‬ ‫األميركية‬ ‫أن تسبب‪ ،‬على سبيل امل�ث��ال‪ ،‬احلساسية‬ ‫وال�ك�ي�م�ي��اء احل �ي��وي��ة‪ ،‬ج��ام�ع��ة ك��ول��ورادو في‬ ‫وال��رب��و واحلساسية املوسمية‪ ،‬وأن تنقل‬ ‫بولدر‪،‬‬ ‫من بكتيريا براز الكالب‬ ‫ روب نايت‪ ،‬معهد هوارد هيوز الطبي‪،‬‬‫األم ��راض ال�ت��ي تنتشر بشكل م�ت��زاي��د في‬ ‫بولدر‬ ‫الدول املتقدمة‪ ،‬خصوصا الربو التحسسي الذي يؤثر حاليا على‬ ‫ نوح فرير‪ ،‬معهد للبحوث في مجال العلوم البيئية‪ ،‬جامعة املاليني من الناس في الواليات املتحدة ‪.‬‬‫وأش� ��ارت ال�ن�ت��ائ��ج إل��ى أن ال�غ��ائ��ط‪ ،‬وب ��راز ال �ك�لاب ع�ل��ى وجه‬ ‫كولورادو في بولدر‬ ‫ومما جاء في تقرير هذا الفريق العلمي‪:‬‬ ‫اخل �ص��وص‪ ،‬ه��و مصدر رئيسي للبكتيريا ف��ي ال �ه��واء الطلق في‬ ‫أن اجلو مليء بالبكتيريا‪ ،‬وأن هذه األخيرة تشكل في كثير من املناطق احلضرية‪ ،‬ال سيما في كليفالند وديترويت‪ ،‬بالرغم من وجود‬ ‫األحيان جزءا كبيرا من الهباء العضوي‪ ،‬وأن األمراض احملتملة مرافق معاجلة مياه الصرف الصحي التي تقع داخل دائرة نصف‬ ‫التي تسببها النباتات واحليوانات تنتقل عبر الهواء‪ ،‬وميكن للبكتيريا قطرها ‪10‬ميل من شيكاغو وديترويت وكليفالند بعيد ًا عن مواقع‬ ‫احملمولة جوا أن تكون لها آثار هامة على الصحة البشرية كمسببات أخذ العينات التي قد تنبعث من البكتيريا البرازية في الغالف اجلوي‬ ‫لألمراض أو مثيرات للحساسية والربو واحلساسية املوسمية‪.‬‬ ‫(‪.)Fusobacteria‬‬ ‫إستخدم الباحثون طرق ًا وأجهزة متطورة لتحليل التجمعات‬ ‫وع��ن طريق اإلح�ص��اء مت ال��رب��ط ب�ين نتيجة تلوث أج��واء املدن‬ ‫البكتيرية املوجودة في جزء الهباء اجل��وي‪ ،‬وجمعوا عينات من املذكورة وبني أع��داد الكالب املتزايدة فيها‪ ،‬إذ تبلغ نسبة الكالب‬ ‫أجواء املدن في مختلف أنحاء الغرب االوسط في الواليات املتحدة‪ ،‬للسكان (‪ ،)٪37‬عدا عن الكالب الشاردة وال سيما في ديترويت‪،‬‬ ‫على مستويات أعلى بقليل من سطح األرض‪ ،‬وبعد أن قورنت حيث تشير التقارير الصادرة مؤخرا أن هناك ‪ 10‬آالف من الكالب‬ ‫التجمعات املتنقلة في الهواء بتلك املوجودة في مئات العينات التي الضالة داخل حدود هذه املدينة ‪.‬‬ ‫متثل بيئات محتملة‪ ،‬ومنها التربة وسطح أوراق النباتات‪ ،‬أظهرت‬ ‫‪-------------------‬‬‫األبحاث أن مواد البراز‪ ،‬وخصوصا براز الكالب‪ ،‬غالبا ما متثل‬ ‫* من أصدقاء املنتدى‪ ،‬ماجستير في اإلدارة العامة وزميل في معهد‬ ‫مصادر غير متوقعة من البكتيريا املوجودة في الغالف اجلوي‪،‬‬ ‫كورنيل للشؤون العامة‪.‬‬ ‫وخاصة في املواقع املتمدنة‪ .‬كما تبني أن هذه التجمعات تتأثر (‪.)Cornell Institute for Public Affairs‬‬

‫‪34‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫إعجاز نبوي‬

‫بركان عدن‪-‬إعجاز نبوي‬

‫كتابة وتنسيق أ‪ .‬طارق عبده إسماعيل*‬

‫احلمد لله والصالة والسالم على رسول‬ ‫ال�ل��ه وب �ع��د‪ :‬م��ن امل�ع�ل��وم أن النبي صلى الله‬ ‫عليه وسلم لم يزر بالد اليمن في حياته‪ ،‬ومع‬ ‫ذلك فإنه لم ينس هذه البالد الطيبة من فضله‬ ‫فذكرها في أحاديث عديدة تبشر بخيرها وخير‬ ‫أهلها‪ ،‬وبرقة قلوبهم مع قوة إميانهم وفضل‬ ‫قبائلهم في اجلهاد في سبيل الله‪.‬‬ ‫أم ��ا م��وض��وع �ن��ا ال��ي��وم ف �ه��و ف��ي إعجاز‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم حول احلالة‬ ‫اجل�ي��ول��وج�ي��ة ف��ي أرض ال�ي�م��ن ومنطقة عدن‬ ‫بالتحديد‪ ،‬إضافة إل��ى تنبؤه صلى الله عليه‬ ‫وسلم‪ ،‬بانفجار رهيب ألحد براكينها‪ ،‬عالمة‬ ‫على اقتراب قيام الساعة وشرط ًا من أشراطها‬ ‫وعند أبي داود‪« :‬وآخر ذلك نار تخرج من اليمن من قعر‬ ‫الكبرى‪ ،‬وهو الصادق الصدوق ال��ذي ال ينطق عن الهوى‬ ‫وإمنا عن وحي يوحى من الله ّ‬ ‫عدن تسوق الناس إلى احملشر»‪.‬‬ ‫جل وعال‪.‬‬ ‫ومدينة عدن يقع شبه جزيرة يكاد احمليط الهندي يحيط‬ ‫فقد صح احلديث في النار التي تخرج من عدن وحتشر‬ ‫الناس‪ ،‬ففي صحيح مسلم عن حذيفة بن أسيد الغفاري بها من كل جانب‪ ،‬ويربطها باليابسة عنق ضيق‪ ،‬لكن أحد ًا‬ ‫لم يكن يعرف في املاضي أن مدينة‬ ‫رض��ي ال�ل��ه عنه ق��ال‪ « :‬اط�ل��ع النبي‬ ‫ع��دن ت �ق��وم ف��وق ف��وه��ة ب��رك��ان حتى‬ ‫صلى ال�ل��ه عليه وس�ل��م علينا ونحن‬ ‫أعظم‬ ‫على‬ ‫جاثمة‬ ‫عدن‬ ‫جاء اإلجنليز واستعمروا عدن‪ .‬ومع‬ ‫ن�ت��ذاك��ر ف �ق��ال‪ :‬م��ا ت��ذاك��رون؟ قالوا‪:‬‬ ‫العالم‬ ‫في‬ ‫بركان‬ ‫بداية عصر الطيران ورصد املدن من‬ ‫نذكر الساعة‪ .‬قال‪ :‬إنها لن تقوم حتى‬ ‫ارت�ف��اع��ات عالية ظ�ه��رت مدينة عدن‬ ‫ترون قبلها عشر آيات‪ ،‬فذكر الدخان‬ ‫والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى من اجلو كمدينة مقعرة السطح وفوهة عظيمة لبركان عظيم‬ ‫اب��ن م��رمي صلى الله عليه وسلم ويأجوج وم��أج��وج‪ ،‬وثالثة هائل خامد فسماها اإلجنليز مدينة فوهة البركان (‪)kraytar‬‬ ‫خسوف‪ :‬خسف باملشرق‪ ،‬وخسف باملغرب‪ ،‬وخسف بجزيرة وتداولوا اسم « كرايتار» بينهم بد ًال من عدن‪.‬‬ ‫ال�ع��رب‪ ،‬وآخ��ر ذل��ك ن��ار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى‬ ‫وتبني أنها قد تكونت على أثر انفجار بركان عظيم جد ًا‬ ‫محشرهم‪».‬‬ ‫في البحر قذف بحممه حتى اتصل باليابسة‪ ،‬وأستمر دهر ًا‬ ‫وفي رواي��ة عند مسلم‪« :‬ن��ار تخرج من قعر عدن ترحل ثم بعد خموله وبروده‪ ،‬أضحت له فوهة مقعرة ككل البراكني‬ ‫الناس»‪.‬‬ ‫ولكنها كبيرة ج��د ًا ج��د ًا وأصبحت فيما بعد مدينة عدن‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪35.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫إعجاز نبوي‬

‫ببركان عدن‪.‬‬ ‫التاريخية‪ ،‬وصورة األقمار الصناعية تبني ذلك بوضوح‪.‬‬ ‫ويقول املهندس معروف عقبة في بحثه بعنوان (عدن البعد‬ ‫وخالل عام ‪1964‬م‪ ،‬قامت البعثة امللكية البريطانية لعلوم‬ ‫البراكني بدراسة بركان ع��دن اخلامد بقيادة البروفيسور التاريخي واحل �ض��اري)‪( :‬يعتبر بركان ع��دن أح��د املراكز‬ ‫‪ .I.G.Gass‬الذي بدأ ورقته العلمية بقوله (إن البراكني احلالية البركانية الستة التي تقع في خط بركاني واحد ومتتد من باب‬ ‫املندب عند املدخل اجلنوبي للبحر األحمر حتى مدينة عدن‪.‬‬ ‫ما هي إال ألعاب نارية مقارنة ببركان عدن)‪.‬‬ ‫وجند في مجلة (ريدرز دايجست ‪ 1979 Readers Digest‬ولقد استعاد أحد هذه املراكز البركانية الستة بجبل الطير‬ ‫مؤخر ًا نشاطه قبالة سواحل اليمن‬ ‫)‪ ،‬مقا ًال علمي ًا يقول أن بركان كراكاتو‬ ‫من عالمات الساعة‬ ‫بالبحر األح�م��ر‪ .‬وأخ �ي��ر ًا نستعرض‬ ‫في إندونيسيا (‪)Krakatau volcano‬‬ ‫م �ل �خ��ص وج � ��ه اإلع � �ج� ��از العلمي‬ ‫ال ��ذي إن�ف�ج��ر ع ��ام ‪1883‬م‪ ،‬والذي‬ ‫إنفجار بركان عدن‬ ‫واجل �غ��راف��ي وال �ت��اري �خ��ي والغيبي‬ ‫اعتبره العلماء أقوى بركان في ذاكرة‬ ‫البشرية املدونة وتسبب في مقتل ستة وثالثني ألف شخص حلديث رسول الله عن مدينة عدن ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ح��دد رس��ول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬أن عدن‬ ‫وسمع الناس دوي انفجاره على بعد مسافة خمسة أالف‬ ‫كيلومتر‪ ,‬وحجب الرماد والدخان البركاني ضوء الشمس مدينة مقعرة الشكل فقال (قعر ع��دن) وه��ذا لم يتضح إال‬ ‫مل��دة أسبوع عن الكرة األرضية وأدى البركان إل��ي تفتيت بالتصوير عن بعد بالطيران أو باألقمار الصناعية‪.‬‬ ‫‪ -2‬تبني أن عدن تقوم على بركان خامد‪ ،‬ما يعني أن‬ ‫واختفاء معظم اجلزيرة التي خرج منها ولقد قدر العلماء قوة‬ ‫لب الكرة األرضية املعروف بأنه‬ ‫هذا البركان مبائة قنبلة هيدروجينية‪ ،....‬ويخلص املؤلف إلي إمتداده بالعمق يصل إلى ّ‬ ‫أن هذا البركان الضخم يعتبر مثل األلعاب النارية مقارنة كتلة ضخمة جد ًا من احلديد والنيكل املنصهر‪ .‬كما تبني أن‬

‫‪36‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫إعجاز نبوي‬

‫أرض عدن تكونت من احلمم النارية التي خرجت من هذا الكرة األرضية‪ ،‬يقول تعالى‪ِ { :‬إذَا ُز ْل ِز َل ِت أْ َ‬ ‫ال ْر ُض ِز ْل َزا َل َها *‬ ‫البركان في ث��ورة عظيمة في قلب مياه احمليط القريبة من َو َأ ْخ َر َج ِت أْ َ‬ ‫ال ْر ُض َأ ْثقَا َل َها} (سورة الزلزلة‪ .)2-1 :‬كما أكد‬ ‫الساحل‪ .‬وأن مدينة عدن قامت على فوهة البركان املنقعر‪ .‬القرآن الكرمي هذه احلقيقة أيض ًا في نص كرمي يتحدث عن‬ ‫‪ -3‬يتأكد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم علمي ًا يوم القيامة‪ ،‬يقول تعالى‪َ { :‬و ِإذَا أْ َ‬ ‫ال ْر ُض ُمدَّ ْت * َو َأ ْلق َْت َما ِف َيها‬ ‫بان النار ستخرج من بركان عدن من جديد‪ ،‬ألن هذه سنّة َوتَخَ َّل ْت}‪( ،‬سورة االنشقاق ‪.)4-3‬‬ ‫البراكني مهما خمدت‪.‬‬ ‫‪ -8‬ذك��ر رس��ول الله في احلديث ع�لاوة على اشتعال‬ ‫‪ -4‬ألن ب��رك��ان ع��دن ه��و أكبر‬ ‫ب��رك��ان ع ��دن‪ ،‬ع��دة خ �س��وف أرضية‬ ‫إنفجاره سيقود الناس‬ ‫بركان معروف في العالم‪ ،‬من الطبيعي‬ ‫وكما هو معلوم أن اخلسف له عالقة‬ ‫أن يكون خروجه األخير في صورة‬ ‫بالزالزل أيض ًا ويكون الترتيب العلمي‬ ‫إلى أرض احملشر‬ ‫أشد وأقوى‪ ،‬مما سيجبر الناس على‬ ‫اجليلوجي احل��دث��ي مطابق لترتيب‬ ‫النزوح ملسافات بعيدة سيسوق فيها البشر ملكان احلشر حديث رس��ول الله واألي��ات التي زكرناها كالتالي‪ :‬زالزل‬ ‫بأرض الشام وهنا يتبدى إعجاز جديد لنبينا صلى الله عليه ثم خسوف ثم براكني وأقواها وأولها بركان عدن كما تبني‬ ‫وسلم‪.‬‬ ‫علمي ًا‪ ،‬ومبا أن احمليطات أوسع من اليابسة فسيكون لها من‬ ‫‪ -5‬وكما هو معلوم أن البراكني الكبيرة تكون مصحوبة البراكني النصيب األكبر وبهذا نفهم معنى اآلي��ة الكرمية‪:‬‬ ‫بزالزل بسبب تكسر طبقات القشرة األرضية جراء إندفاع { َو ِإذَا الب َِحا ُر ُس ِّج َر ْت}‪( ،‬سورة التَّكوير‪. )6:‬‬ ‫احلمم البركانية من قاع األرض إلي الطبقات العليا مما يسبب‬ ‫وهنا البد من وقفة تأمل‪َ :‬من كان يعلم زمن نزول القرآن‬ ‫إنزالق لطبقات القشرة األرضية محدثة ما يسمي بالزلزال بوجود عالقة بني الزلزال وبني احلمم املنصهرة التي تقذفها‬ ‫من قبل خروج احلمم إلي سطح األرض ثم بعد حدوث الزلزال األرض عقب الزلزال؟ كيف علم رسول الله بقعر عدن وكيف‬ ‫تكون احلمم البركانية قد ألقت بأثقالها من احلديد املنصهر تنبأ باشتعاله؟‬ ‫فوق سطح األرض ولذا جتد قول الله سبحانه‪{ :‬إذا زلزلت‬ ‫إن هي إال آيات ليعلم املشككون أن الله حق وقرآنه حق‬ ‫األرض زلزالها وأخرجت األرض أثقالها}‪.‬‬ ‫ورسوله حق‪ ،‬وان اجلنة حق والنار حق‪ ،‬وأن الله يبعث من‬ ‫‪ -6‬هناك عالقة وثيقة بني الزلزال والبركان‪ ،‬فكالهما في القبور‬ ‫يعمل بنفس اآللية‪ ،‬ويعتبر العلماء اليوم بعض الزالزل مؤشر ًا‬ ‫خامتة وع��ب��رة‪ :‬لعلنا ف��ي مقالنا ه��ذا ن�ك��ون ق��د نبهنا‬ ‫على قرب حترك البراكني اخلامدة‪ ،‬التي تقذف فيه األرض الغافلني من الناس أن الساعة ال ريب فيها‪ ،‬وأن نار احلشر‬ ‫كميات كبيرة من احلمم املنصهرة‪ ،‬ولذلك يقولون‪:‬‬ ‫موجودة اآلن وحتت أقدامنا وتنتظر إذن اخلروج ممن خلقنا‬ ‫‪ Such earthquakes can be an early warning of‬وخلقها‪ ،‬وقدر أعمارنا وأقواتنا‪ ،‬وقدر عمر هذه اخلليقة كما‬ ‫‪.volcanic eruptions‬‬ ‫قدر أوان ثورة األرض والكون‪ .‬فهل من مستجيب؟ وصلى‬ ‫أي أن ه��ذه ال���زالزل ه��ي مبثابة إن ��ذار مبكر للثورات الله وسلم على سيدنا محمد معلم الناس اخلير وعلى آله‬ ‫البركانية‪.‬‬ ‫وصحبه وسلم‪ ،‬واحلمد لله رب العاملني‪.‬‬ ‫‪ - 7‬ربط البيان اإللهي هاتني العمليتني بعضهما ببعض ‪----------------‬‬ ‫* باحث بالطب النبوي ‪www.tbarasol.com‬‬ ‫فأكد على حدوث الزلزال أو ًال ثم إخراج األرض ألثقالها (أي‬ ‫الصخور امللتهبة وهي طبع ًا ثقيلة وأثقل من الصخور التي على املصادر‪ :‬مقاالت من السي أن أن ومن جوجل أريث ومقال من جريدة‬ ‫امل��دي�ن��ة للدكتور محمد علي ال�ب��ار ال�ع��دد ‪ 16613‬ي��وم ‪ 18‬شوال‬ ‫سطح األرض إلنها عبارة عن حديد ونيكل في معظمها) ومعلوم‬ ‫‪1429‬هجرية وبعض املقاالت األخرى‪.‬‬ ‫أن مركز ثقل األرض هو كتلة ضخمها حجمها قد يصل لربع‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪37.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫إعجاز نبوي‬

‫أسرار لنب اإلبل‬

‫د‪« .‬معزاإلسالم» عزت فارس*‬

‫مقدمة‬

‫خلق الله سبحانه وتعالى أنواع ًا من األنعام‪ ،‬وجعل اإلبل منها محط ًا ألنظار املتأملني وموطن ًا العتبار املعتبرين‪،‬‬ ‫َت} (الغاشية‪ .)١٧:‬ولعل لفظة «اإلبل» توحي بأن كل ما في هذا املخلوق‬ ‫فقال‪َ { :‬أ َفال َي ْن ُظ ُرونَ ِإ َلى اإلبل َك ْي َف خُ ِلق ْ‬ ‫العجيب وكل ما يتعلق به هو موضع إعجاز وإبداع‪ ،‬مبا في ذلك أعضاءها وأطرافها وحركاتها وصفاتها اجلسمية‬ ‫وسلوكياتها احليوية‪ ،‬ولبنها بل وحتى بولها وروثها‪ .‬ومازال البحث العلمي يتواصل في الكشف عن مكنونات‬ ‫هذا املخلوق وأسرار خلقه‪ ،‬فكان مما تعمق به الباحثون هو معرفة أسرار لنب اإلبل‪ .‬وجتدر اإلشارة ابتدا ًء إلى‬ ‫أن كلمة « لنب « في اللغة يقصد بها احلليب‪ ،‬وهو ما يؤخذ باحلالبة من إفراز الغدد الثديية من إناث الثدييات‪،‬‬ ‫{و ِإ َّن َل ُك ْم ِفي ا َأل ْن َعا ِم َل ِع ْب َر ًة ن ُّْس ِق ُ‬ ‫ي َف ْر ٍث َو َد ٍم َّل َبن ًا‬ ‫يكم مِّمَّا ِفي ُب ُطو ِن ِه ِمن َب نْ ِ‬ ‫ومصداق ذلك قول احلق تبارك وتعالى‪َ :‬‬ ‫َخا ِلص ًا َسآ ِئغ ًا ِل َّ‬ ‫ني} (النحل‪ ،)66 :‬فال بد عند احلديث عن اللنب املخمر أو الرائب ‪ Yogurt‬من إضافة كلمة‬ ‫لشا ِر ِب َ‬ ‫«رائب» أو «مخمر» لتمييزه عن اللنب الطبيعي غير املخمر‪ ،‬أي احلليب‪ .‬وقبل أن نشرع في احلديث عن لنب اإلبل‬ ‫ال بد من التعرف على هذا املخلوق العجيب‪ ،‬الذي عرف منذ القدم بلقب «سفينة الصحراء»‪.‬‬

‫‪38‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫في القرآن‬

‫نبذة تاريخية‬

‫والسنة‬

‫إعجاز نبوي‬

‫متيز هذا اللنب بخصائص عالجية واستطبابية سنأتي‬ ‫على ذكرها تفصي ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫وال تقتصر ج��وان��ب التميز ف��ي اإلب ��ل على اللنب‬ ‫فحسب‪ ،‬بل تتعداها إلى بوله‪ ،‬والذي بات يستعمل في‬ ‫عالج حاالت مرضية مثل االلتهاب الكبدي واالستسقاء‪،‬‬ ‫وك��ان من قبل يستعمل في عالج عدد من األمراض‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق نستذكر احلديث النبوي الشريف‬ ‫الذي يظهر أهمية ألبان اإلبل و أبوالها في االستشفاء‬ ‫من األدواء‪ ،‬حيث جاء في احلديث الصحيح أن رسول‬ ‫الله ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬أمر األعراب الذين جاؤا‬ ‫إل��ى املدينة وق��د هزلت أجسامهم واصفرت جلودهم‬ ‫وانتفخت بطونهم بأن يلحقوا بإبل املسلمني التي ترعى‬ ‫خارج املدينة وأن يأخذوا من ألبانها وأبوالها‪ ،‬ففعلوا‬ ‫وصحت اجسامهم‪.‬‬ ‫حتى شفوا مما أصابهم‬ ‫ّ‬

‫تنتمي اإلبل‪ ،‬وهي اجلمال الكثيرة وتشمل اجلمال‬ ‫وال�ن��وق‪ ،‬إل��ى الفصيلة اإلبلية ‪ ،Camelidae‬وهي‬ ‫ن��وع��ان م��ن جنس واح ��د‪ ،‬أح��ده��ا اجل�م��ل العربي ذو‬ ‫السنام الواحد ‪ Camelus dromedaries‬الذي‬ ‫ينتشر في املناطق احلارة كالبلدان العربية في آسيا‬ ‫وإفريقيا‪ ،‬وال��راج��ح أن��ه قد استؤنس في وس��ط شبه‬ ‫اجلزيرة العربية وجنوب ِّيها منذ أقل من خمسة آالف سنة‪،‬‬ ‫ويتبعه معظم إبل العالم‪ ،‬ومنه سالالت كثيرة مختلفة‬ ‫األلوان واملزايا‪ .‬أما اآلخر فذو السنامني ‪Camelus‬‬ ‫‪ ، bactrianus‬وهو قامت اللون طويل الوبر وينتشر‬ ‫في البلدان الباردة مثل بالد املغول أي منغوليا وجنوب‬ ‫الصني وكازاخستان‪ .‬ويقدر عدد رؤوس اجلمال في‬ ‫ال �ع��ال��م‪ ،‬ت�ب�ع� ًا ل�ت�ق��دي��رات منظمة‬ ‫األغ��ذي��ة وال��زراع��ة الدولية للعام‬ ‫ألبان اإلبل تعالج عدد ًا‬ ‫إنتاج واستهالك اللنب‬ ‫‪ ،2008‬بقرابة ‪ 20‬مليون رأس ًا‪،‬‬ ‫األمراض‬ ‫من‬ ‫نظر ًا لتمركز اإلبل في املناطق‬ ‫يتواجد معظمها في الصومال من‬ ‫الصحراوية واجلافة في البلدان‬ ‫القرن اإلفريقي‪.‬‬ ‫تعد اإلبل عبر التاريخ مصدر ًا مهم ًا لغذاء اإلنسان‪ ،‬العربية املختلفة‪ ،‬فإن تقدير كمية إنتاج لنب اإلبل أمر‬ ‫ووسيلة رئيسة للتنقل‪ ،‬وكذا إلنتاج الوبر الذي يدخل متع َّذر‪ .‬ومع هذا فإن تقديرات منظمة األغذية والزراعة‬ ‫ال عن ال��دول�ي��ة للعام ‪ 2003‬ح��ول كمية إن�ت��اج أل�ب��ان اإلبل‬ ‫في صناعة أنسجة اخليام وبعض األلبسة‪ ،‬فض ً‬ ‫استخدامها في اللعب كسباق الهجن وغيرها‪ .‬وتقوم بنوعيها في العالم تقدر بحوالي ‪ 5.3‬مليون طن في‬ ‫النوق‪ ،‬أي أنثى اإلب��ل‪ ،‬ب��دور مهم في تزويد اإلنسان العام‪ ،‬يستهلك منها فقط ‪ 1.3‬مليون طن بينما يذهب‬ ‫باللنب‪ ،‬حيث ينتشر استخدام لبنها خاصة في جزيرة الباقي الستهالك صغار احليوانات في الرضاعة‪.‬‬ ‫منتج للنب اإلبل في العالم ‪ ،‬تليها‬ ‫ال�ع��رب وال �س��ودان‪ ،‬كما ينتشر اس�ت�خ��دام ل�بن اإلبل وتعد الصومال أكب َر ٍ‬ ‫املخمر في العديد من بلدان العالم كالهند وروسيا اململكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫ومتتاز اإلبل بقدرتها الفائقة على إنتاج اللنب على‬ ‫والسودان‪.‬‬ ‫وقد عرف استخدام لنب اإلبل في عالج عديد من ال��رغ��م م��ن ال �ظ��روف القاسية ال�ت��ي تعيشها‪ ،‬وكذلك‬ ‫األم��راض عبر التاريخ‪ ،‬وم��اي��زال يستخدم في الطب بغزارة اإلنتاج وطول مدة العطاء إذا ما قورنت مع بقية‬ ‫الشعبي كعالج للخ َرب واليرقان والسل الرئوي واألزمة احليوانات اللبونة‪ ،‬ومع احتياجاتها الغذائية املتوسطة‬ ‫الصدرية واللشمانيا أو الداء األسود‪ .‬ومؤخر ًا‪ ،‬ازداد واألقل من غيرها من احليوانات الشبيهة‪ .‬وتقدر كمية‬ ‫البحث العلمي ح��ول اس�ت�خ��دام ل�بن اإلب��ل ف��ي عالج إنتاج اللنب خالل مدة اإلنتاج التي تقدر بحوالي ‪8-18‬‬ ‫األمراض والوقاية منها‪ ،‬حيث أظهرت دراسات علمية شهر ًا بقرابة ‪ 1000-2000‬كغم‪ ،‬ويقدر املتوسط‬ ‫اليومي إلنتاج اللنب لها بحوالي ‪ 3-10‬كغم خالل تلك‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪39.‬‬

‫في القرآن‬

‫‪40‬‬

‫والسنة‬

‫إعجاز نبوي‬

‫املدة‪ ،‬وقد تزداد هذه الكمية إلى ‪ 20‬كغم‪/‬يوم في حال لنوع العلف الذي يتناوله وكمية مياه الشرب‪ .‬كما ميتاز‬ ‫حتسن ظروف اإلنتاج مثل توافر املاء والعلف والرعاية لنب اإلب��ل أن��ه أق��ل لزوجة من لنب البقر‪ ،‬وتبلغ درجة‬ ‫الصحية‪ ،‬حتى إنه قد سجلت كمية مقدارها ‪ 35‬كغم حموضته ‪ ، 6.5-6.7‬وقد تنخفض إلى ‪ 6.0‬في بعض‬ ‫احل��االت‪ ،‬وهي درجة حموضة أقل من تلك التي للنب‬ ‫في بعض احلاالت االستثنائية‪.‬‬ ‫ويتم استهالك معظم لنب اإلبل من قبل مربي اإلبل البقر ومشابهة تقريب ًا للنب الغنم‪.‬‬ ‫ومن أغرب ما ميتاز به لنب اإلبل عن غيره قدرته على‬ ‫وعائالتهم وحيواناتهم‪ ،‬في حني يتم تصدير القليل منه‬ ‫إلى األس��واق القريبة‪ ،‬نظر ًا لبعد املسافة بني أماكن البقاء في ظروف اجلو العادية وبدون معاملة حرارية‬ ‫الرعي واإلن�ت��اج‪ ،‬واألس��واق في امل��دن الرئيسة‪ .‬ومع ملدة زمنية ممتدة دون حدوث تغيرات سلبية على قوامه‬ ‫هذا فقد مت إنتاج أنواع من لنب اإلبل وتسويقها على وطعمه ورائحته‪ .‬إذ في غضون ثالث ساعات تزداد‬ ‫املستوى التجاري‪ ،‬كما هو احلال في اإلمارات العربية حموضة لنب البقر عند تركه على درجة حرارة الغرفة‪،‬‬ ‫املتحدة حيث بات ينتَج لنب اإلبل ويس َّوق في إمارة دبي بينما يتاخر لنب اإلب��ل حتى ثمان ساعات كي يصل‬ ‫حتت مسمى جتاري معروف هو ®‪ .Camelicious‬إل��ى نفس مستوى احلموضة‪ ،‬وف��ي حني يحتاج لنب‬ ‫البقر إلى ‪ 48‬ساعة ليصبح طعمه شديد‬ ‫ونتيجة ل�ت��زاي��د ال�ط�ل��ب ع�ل��ى استهالك‬ ‫احلموضة الذع ً��ا ولكي يتجنب البروتني‬ ‫منتجات ألبان اإلبل في أسواق اخلليج‬ ‫عالج‬ ‫اإلبل‬ ‫بول‬ ‫ف�ي��ه؛ ف��إن ل�بن اإلب��ل يحتاج إل��ى سبعة‬ ‫العربي‪ ،‬فقد مت تطوير عدد من املنتجات‬ ‫الغذائية مثل ل�بن ال�ش��وك��والت��ه واجلنب ألمراض خاصة‬ ‫أي��ام في نفس الظروف‪ .‬ولعل من أبرز‬ ‫م��ا يكسب ل�بن اإلب ��ل تلك اخلصائص‬ ‫والبوظة املثلجة املصنوعة من لنب اإلبل‪،‬‬ ‫وكذلك اللنب الرائب والزبد‪ ،‬وهي منتجات ذات صفات املقاومة للفساد اح �ت��واؤه على مركبات مانعة لنمو‬ ‫حسية متقبلة وقيمة غذائية عالية ومرشحة ألن تكون اجلراثيم مثل إن��زمي الاليسوزمي احمللل للميكروبات‬ ‫منافس ًا لغيرها من منتجات األلبان التقليدية‪ .‬وقد مت وبروتينات الالكتوفيرين والبروتينات املناعية بكميات‬ ‫خالل العام املنصرم افتتاح مطعم للوجبات السريعة أكثر مما حتتويها األلبان األخرى‪.‬‬ ‫(اللحم املتبل أو البرجر وشطائر اللحم) املصنعة من‬ ‫تركيب لنب اإلبل‬ ‫حلوم اإلبل في مدينة الرياض‪.‬‬ ‫يعد لنب اإلبل غذا ًء كام ً‬ ‫ال لصغار اإلبل الرضيعة‪،‬‬ ‫خصائص لنب اإلبل‬ ‫ويعد غ��ذا ًء ذا قيمة غذائية وصحية عالية لإلنسان‪،‬‬ ‫عند احلديث عن لنب اإلب��ل‪ ،‬ف��إن احلديث يقتصر وإن لم يكن غذاء كام ً‬ ‫ال‪ .‬وقد اهتم العلماء والباحثون‬ ‫على اللنب املأخوذ من النوع الشائع في املنطقة العربية في دراسة مك ِّونات لنب اإلبل وتركيبه‪ ،‬وأظهرت نتائج‬ ‫أو ما عرف سابق ًا بذي السنام الواحد‪ ،‬حيث يختلف الدراسات تباين ًا واختالف ًا واضح ًا في قيم التحليل‪ ،‬وذلك‬ ‫في خصائصه ومكوناته عن اإلبل ذي السنامني بسبب الختالف ظروف اإلنتاج كالعوامل البيئية واجلغرافية‬ ‫االختالف في طبيعة البيئة التي يعيش كل منهما فيها‪ ،‬واملوسمية‪ ،‬كالصيف والشتاء‪ ،‬ووفرة املاء ونوع العلف‬ ‫وبحسب نوع الغذاء املتوفر‪ .‬ومن اخلصائص العامة املقدم لإلبل في كل دراسة‪ ،‬وكذا تبع ًا لطرق التحليل‬ ‫التي ميتاز بها لنب اإلبل أنه ذو لون أبيض داكن غير وطرائق أخذ العينات‪ .‬وبالنظر إلى مجمل الدراسات‬ ‫ناصع‪ ،‬وذو مذاق متقبل‪ ،‬وهو مذاق يجمع بني الطعم املنشورة ‪ ،‬حسبما أوردتها دراس��ة املراجعة العلمية‬ ‫احللو واحلاد‪ ،‬ويأخذ صفة امللوحة أحيان ًا كثيرة تبع ًا للعالمِ ني «احل��اج» و»الكنهل»‪ ،‬واملنشورة في الدورية‬ ‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫في القرآن‬

‫العاملية لبحوث األلبان للعام ‪ ،2010‬فإن متوسط قيم‬ ‫التحليل الغذائي للنب اإلبل كان على النحو التالي‪:‬‬ ‫‪1‬البروتني (‪ :)3.1%‬يتفاوت محتوى لنب اإلبل‬‫من البروتني تبع ًا لالختالف في نوع الساللة التي ينتمي‬ ‫اليها‪ ،‬وتبع ًا للموسم الذي يتم فيه الرعي‪ ،‬حيث أظهرت‬ ‫ال��دراس��ات اح�ت��واء ساللة جمال «املجاهيم» كميات‬ ‫من البروتني أكبر من تلك في غيرها من السالالت‪،‬‬ ‫وأظهرت الدراسات أن كمية البروتني تقل في فصل‬ ‫الصيف في حني ترتفع في فصل الربيع‪ .‬ولعل من‬ ‫أب��رز ما مييز بروتني لنب اإلب��ل اح�ت��واؤه على كميات‬ ‫كبيرة من نوع البروتني املعروف بالكازيني ‪،Casein‬‬ ‫والذي ميثل أكثر من نصف أنواع البروتني املوجودة‬ ‫في اللنب (‪ 50-80%‬من كمية البروتني)‪ ،‬في حني ميثل‬ ‫النوع اآلخر املعروف ببروتني ِّ‬ ‫الشرش ‪ Whey‬اجلزء‬ ‫األقل املتبقي منه‪ .‬ومن خصائص بروتني الكازين التي‬ ‫تكسب لنب اإلبل ميزة إضافية أنه النوع األسهل هضم ًا‬ ‫واألقل تسبب ًا بالتحسس ألمعاء الطفل الرضيع‪ ،‬إذا ما‬ ‫قورن بغيره من أنواع البروينت كتلك ملوجودة في لنب‬ ‫البقر‪ ،‬وهو ما يجعل لنب اإلبل أقرب وأكثر شبه ًا بلنب‬ ‫اإلنسان من لنب البقر‪ ،‬وأكثر أمان ًا ضد التحسس‪.‬‬ ‫وبالنظر إلى نوعية األحماض األمينية املكونة لبروتني‬ ‫لنب اإلب��ل‪ ،‬فقد أظهرت الدراسات تشاب ًها بني أنواع‬ ‫األح�م��اض األمينية في كل من لنب اإلب��ل والبقر‪ ،‬مع‬ ‫اختالف بسيط يتمثل في انخفاض محتوى األول من‬ ‫األحماض األمينية اجلاليسني والسيستيني باملقارنة‬ ‫م��ع ال�ث��ان��ي‪ .‬أم��ا ع��ن امل�ك��ون اآلخ��ر م��ن ال�ب��روت�ين‪ ،‬أي‬ ‫بروتني الشرش‪ ،‬فإنه يتواجد بكميات أقل مما هو عليه‬ ‫احلال في بروتني لنب البقر‪.‬‬ ‫‪ 2‬الدهون (‪ :)3.5%‬ي�ت��راوح محتوى الدهون‬‫في لنب اإلبل ما بني ‪ ،1.2-6.4%‬ومبتوسط مقداره‬ ‫‪ .3.5%‬ويقترن االخ�ت�لاف في محتوى ال��ده��ون بلنب‬ ‫اإلبل مبحتوى البروتني فيه‪ ،‬كما يقل محتوى الدهون‬ ‫بشكل كبير في حاالت اجلفاف وعطش اإلبل‪ ،‬ويصل‬ ‫االنخفاض إلى ‪ 74%‬عن احملتوى األصلي‪ .‬ويعزى‬

‫والسنة‬

‫إعجاز نبوي‬

‫اللون األبيض األقل اصفرار ًا للنب اإلبل باملقارنة مع‬ ‫لنب البقر‪ ،‬األكثر اص�ف��رار ًا‪ ،‬إلى تدني كمية مركبات‬ ‫الكاروتني في األول مقارنة بالثاني‪ .‬و ميتاز لنب اإلبل‬ ‫باحتوائه على كميات أكبر من األحماض الدهنية طويلة‬ ‫السلسلة مقارنة بدهون لنب البقر‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عن احتوائه‬ ‫على كميات أكبر من األحماض الدهنية غير املشبعة‪،‬‬ ‫بنسبة تصل إلى ‪ ،43%‬وكميات أقل من األحماض‬ ‫املشبعة باملقارنة مع لنب البقر؛ ما يجعل من لنب اإلبل‬ ‫خيار ًا مناسب ًا ملرضى القلب وارتفاع دهون وكوليسترول‬ ‫الدم‪ .‬وفي املقابل‪ ،‬فإن لنب اإلبل يحوي كميات متفاوتة‬ ‫من الكولسترول ترتفع أو تنخفض أحيان ًا باملقارنة مع‬ ‫لنب البقر‪ ،‬تبع ًا لعوامل الرعاية املختلفة‪.‬‬ ‫‪ 3-‬سكر اللنب (الالكتوز) (‪ :)4.4%‬يعد محتوى‬

‫صور حلليب االبل املليء بالرغوة‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪41 .‬‬

‫في القرآن‬

‫‪42‬‬

‫والسنة‬

‫إعجاز نبوي‬

‫املوجودة في لنب البقر بـ‪ 3-5‬أضعاف‪.‬‬ ‫سكر اللنب األق��ل ت��أث��ر ًا بظروف الرعي‬ ‫وامل�ن��اخ السائد وطبيعة العلف واألكثر املنتوج السنوي‬ ‫وهذا الفيتامني معروف بدوره في منع‬ ‫التأكسد واملساهمة في بناء األنسجة‬ ‫ثبات ًا بخالف غيره من العناصر الغذائية‪.‬‬ ‫من لنب اإلبل‬ ‫الضامة وتقوية املناعة ضد األمراض‪.‬‬ ‫وبالنظر إلى ج��داول التركيب الغذائي‪،‬‬ ‫‪ 5,3‬مليون طن‬ ‫وعليه ف��إن ل�بن اإلب��ل ميكن أن يسهم‬ ‫جند أن محتوى سكر الالكتوز في لنب‬ ‫بشكل كبير في تزويد سكان الصحراء‬ ‫اإلبل (‪ )4.4%‬أقل من مثيله في لنب البقر‬ ‫(‪ ،)5.26%‬األمر الذي يجعل من لنب اإلبل أكثر أمان ًا بحاجتهم من هذا الفيتامني الذي اعتاد أهل الريف‬ ‫وفائدة للمرضى الذين يعانون من حالة ع��دم حتمل واحل��ض��ر ع �ل��ى احل��ص��ول ع�ل�ي��ه م��ن اخلضروات‬ ‫سكر الالكتوز‪ ،‬وهي حالة مرضية تنتشر في عدد من والفواكه‪ ،‬وأن تواجد فيتامني ج بهذه الكمية الكبيرة‬ ‫بلدان العالم وخاصة دول ش��رق آسيا‪ ،‬وينتج عنها نسبي ًا يسهم كذلك في إطالة أمد صالحية اللنب ورفع‬ ‫حصول اضطرابات معوية بعد تناول اللنب‪ .‬ويحصل مقاومته للفساد احلسي الناجت عن التأكسد الهوائي‬ ‫هذا املرض نتيجة لغياب إنزمي الالكتيز احمللل لسكر لدهونه‪ .‬وباإلضافة إل��ى ه��ذا الفيتامني‪ ،‬يحوي لنب‬ ‫اللنب في األمعاء بسبب اختالالت جينية لدى املرضى اإلبل كمية أكبر من فيتامينات حمض البانتوثينيك‬ ‫وحمض الفوليك وكوباالمني (ب‪ )12‬ونياسني (ب ‪)3‬‬ ‫املصابني به‪.‬‬ ‫‪ 4‬األمالح (‪ :)0.79%‬مثل غيرها من مكونات مقارنة مبثيله من لنب البقر‪ .‬وفي املقابل‪ ،‬فإن لنب اإلبل‬‫اللنب‪ ،‬تختلف كمية األمالح املعدنية باختالف الساللة تقل فيه كميات فيتامينات أ و ريبوفالفني (ب‪ .)2‬وتبع ًا‬ ‫والظروف البيئية‪ .‬ويعد لنب اإلبل مصدر ًا مميز ًا لعنصر للتوصيات الغذائية األمريكية‪ ،‬فإن كوب ًا واح��د ًا من‬ ‫الكلوريد‪ ،‬وذلك نتيجة الرتفاع محتوى هذا املعدن في لنب اإلب��ل يلبي ‪ 15.5%‬من حاجة جسم البالغ من‬ ‫النباتات التي يعتمد عليها اجلمل في غذائه‪ .‬وباملجمل‪ ،‬فيتامني الكوباالمني (ب‪ ،)12‬و‪ 8.25%‬من حاجته‬ ‫ف ��إن م �ح �ت��وى ل�ب�ن اإلب� ��ل ي �ع��د م��رت �ف �ع � ًا م��ن األم�ل�اح من الريبوفالفني (ب‪ ،)2‬و‪ 5.25%‬من فيتامني أ‪،‬‬ ‫النزرة كالزنك واحلديد والنحاس واملنغنيز والكبرى و‪ 10.5%‬من كل من فيتامينات ج وثيامني (ب‪)1‬‬ ‫كالصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد‪ ،‬في حني يتشابه وبيرودوكسني (ب‪.)6‬‬ ‫محتوى لنب اإلبل مع لنب البقر في كل من الكالسيوم‬ ‫والفوسفور واملغنيسيوم‪ .‬وبالنظر إلى سلوك اجلمال‪ ،‬منتجات لنب اإلبل‬ ‫وجد الباحثون أنها متيل نحو تناول النباتات الرعوية‬ ‫إن التطور التقني وااله�ت�م��ام العلمي بلنب اإلبل‬ ‫احملبة للملوحة‪ ،‬وذلك كوسيلة طبيعية لتعويض الفاقد قد أسهم في تطوير عديد من املنتجات الغذائية منه‪،‬‬ ‫من األمالح من جسمها نتيجة للتعرق والتعرض للحر وأصبحت هذه املنتجات موضع اهتمام املستهلكني؛‬ ‫ً‬ ‫ملدد زمنية طويلة‪ ،‬األمر الذي يجعل من طعم اللنب حلوا نظر ًا ملا يكشفه العلم احلديث من حقائق حول فوائده‪،‬‬ ‫ال للملوحة قلي ً‬ ‫ومائ ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫ومن بعدها فوائد منتجاته‪ ،‬والرتقاء مستوى الوعي‬ ‫‪ 5‬الفيتامينات‪ :‬يحوي لنب اإلب��ل كغيره من الصحي والغذائي لدى املستهلكني‪ .‬وعلى الرغم من‬‫أنواع اللنب كميات متفاوتة من فيتامينات (ج) و (هــ) ذلك‪ ،‬فإن منتجات لنب اإلبل تبقى أكثر محدودية وأقل‬ ‫و (د) و (أ) وبعض فيتامينات (ب) امل��رك��ب‪ ،‬ولكنه انتشار ًا‪ ،‬وذل��ك لسبب بسيط هو قلة كميات اإلنتاج‬ ‫في املقابل ميتاز عن غيره من أنواع اللنب باحتوائه باملقارنة م��ع غيره م��ن أن��واع ال�ل�بن‪ ،‬كالبقر والغنم‪.‬‬ ‫كميات زائدة من فيتامني ج‪ ،‬وهي كمية تزيد عن تلك باإلضافة إلى جملة من العوامل األصيلة فيه والتي‬ ‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫إعجاز نبوي‬

‫احلد من اإلصابة باألمراض أو الوقاية‬ ‫تعيق عملية تطوير املنتجات الغذائية‬ ‫لنب اإلبل يصمد‬ ‫منها والتخفيف من حدتها‪ ،‬باإلضافة‬ ‫كاجلبنة وغيرها‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫أ) طول مدة التجنب للبروتني‪ :‬وهذا أكثر من لنب البقر إلى العناصر الغذائية األساسية‪ .‬ونتيجة‬ ‫للتطور احلاصل في البحث العلمي حول‬ ‫األم ��ر يجعل م��ن امل ��دة ال�لازم��ة لتجنب‬ ‫بروتني اللنب ‪ 3-5‬أضعاف امل��دة ال�لازم��ة لتجنب لنب ل�بن اإلب��ل‪ ،‬فقد ت�ط��ورت النظرة إل��ى القيمة الغذائية‬ ‫البقر‪ .‬ويعزى هذا االمر أساس ًا إلى االختالف املذكور والصحية لهذا املنتج من كونه م�ص��در ًا للبروتينات‬ ‫في محتوى وطبيعة بروتينات لنب اإلبل املذكورة حتت واألحماض األمينية فقط‪ ،‬إلى مصدر متميز للعديد من‬ ‫بند البروتني املتمثلة في بروتني الكازيني املسؤول عن املركبات النشطة ذات اخلصائص الوظيفية والصحية‬ ‫املتعددة‪ ،‬ما يجعل من لنب اإلبل مرشح ًا لالنضمام إلى‬ ‫التجنب‪.‬‬ ‫ب‌) ضعف اخلثرة‪ :‬ويعزى ذلك إلى التدني النسبي قائمة األغذية الوظيفية‪.‬‬ ‫وخالل العقود املنصرمة‪ ،‬أظهر عديد من الدراسات‬ ‫ملجموع املواد الصلبة في لنب اإلبل (‪ )11.9%‬مقارنة‬ ‫مع مثيالتها في لنب البقر والغنم‪ ،‬وخاصة بالنسبة العلمية أن للنب اإلبل كثير من الفوائد الصحية‪ ،‬فض ً‬ ‫ال‬ ‫لبروتني الكازيني‪ .‬كما تعزى هذه اخلاصية كذلك إلى ع��ن ال�غ��ذائ�ي��ة‪ ،‬نتيجة ل��وج��ود تلك امل��رك�ب��ات احليوية‬ ‫النشطة طبيعي ًا ف��ي ل�بن اإلب ��ل‪ .‬وتؤكد‬ ‫صغر حجم حبيبات الدهن في لنب اإلبل‬ ‫أوج��ه االستعمال الكثيرة التي تعارف‬ ‫مقارنة مع لنب البقر‪.‬‬ ‫يخفض الكولسترول‬ ‫الناس عليها منذ مدد طويلة من الزمن‬ ‫ت‌) ض �ع��ف ت��أث �ي��ر امل�ن�ف�ح��ة (إن ��زمي‬ ‫واحلساسية‬ ‫وف ��ي ع ��دد م��ن امل�ج�ت�م�ع��ات البشرية‪،‬‬ ‫التجنب ‪ )Rennet‬املسببة للتجنب‪ :‬حيث‬ ‫أن للنب اإلب��ل الطازج أو املخمر فوائد‬ ‫أظهرت الدراسات أن اخلثرة الناجتة عن‬ ‫جتنب لنب اإلبل تعد ضعيفة وغير متماسكة‪ ،‬األمر الذي صحية‪ ،‬وقد استخدم في عالج العديد من االمراض‬ ‫ينعكس سلب ًا على اخلصائص احلسية للمنتجات مثل اخلرب واليرقان والسل الرئوي واألزمة الصدرية‬ ‫واللشمانيا أو الداء األسود‪ .‬ولذا فقد قام العلماء بسبر‬ ‫املشتقة منها‪.‬‬ ‫ث) تدني كمية إنتاج اجلنب‪ :‬تقل كمية اجلنب الطري أغوار تلك املركبات لتحديد ماهيتها وكمياتها وطرائق‬ ‫الناجت عن جتبني لنب اإلب��ل عن مثيلتها في لنب البقر تأثيرها على صحة اجلسم‪ ،‬فكان منها‪:‬‬ ‫ب�ح��وال��ي ال�ن�ص��ف‪ ،‬ففي ح�ين ينتج كيلو غ��رام اللنب‬ ‫‪ .1‬التأثير املخفض الرتفاع ضغط ال��دم‪ :‬ويعزى‬ ‫البقري حوالي ربع كيلو غرام من اجلنب؛ فإن لنب اإلبل إلى قدرة بروتينات لنب اإلبل على منع وتثبيط إنزمي‬ ‫ينتج نصف هذه الكمية (حوالي ‪ 120‬غم) ‪ ،‬األمر الذي يرمز له بالرمز ‪ ،ACE‬وهو إنزمي مسؤول عن رفع‬ ‫مجد للجنب من الناحية ضغط الدم من خالل زيادة قدرة اجلسم على حبس‬ ‫يجعل من لنب اإلبل مصدر ًا غير ٍ‬ ‫االقتصادية‪.‬‬ ‫السوائل ومنع طرحها خارج ًا‪ .‬وي��زداد هذا التاثير‬ ‫املخفض الرتفاع الضغط من خالل تخمير لنب اإلبل‬ ‫اخلصائص الوظيفية للنب اإلبل‬ ‫وإنتاج اللنب الرائب منه‪ ،‬حيث تسهم البكتيريا النافعة‬ ‫ب ��رز ف��ي ال�ع�ق��دي��ن امل�ن�ص��رم�ين م�ف�ه��وم «األغذية املسؤولة عن التخمر في زيادة كمية البروتينات املثبطة‬ ‫الوظيفية» ‪ Functional Foods‬نتيجة لتطور الفهم لهذا اإلنزمي‪.‬‬ ‫‪ .2‬التأثير املخفض لكولسترول الدم‪ :‬أظهرت نتائج‬ ‫العلمي لدور بعض األغذية ليس فقط كمصدر للعناصر‬ ‫الغذائية‪ ،‬بل كمصدر ملركبات حيوية نشطة تسهم في عدد من الدراسات التجريبية على اإلنسان واحليوان‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪43.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫إعجاز نبوي‬

‫قدرة لنب اإلبل على خفض كولسترول‬ ‫إن ��زمي ال�لاي �س��وزمي ال ��ذي يعمل على‬ ‫يخفض سكر‬ ‫ال���دم‪ .‬وق��د ت �ع��ددت ال�ف��رض�ي��ات التي‬ ‫إطالة الوقت الالزم لتكوين خثرة اللنب‪.‬‬ ‫وض�ع��ت لتفسير ه��ذا ال�ت��أث�ي��ر‪ ،‬فكان‬ ‫‪ .5‬ال �ت��أث �ي��ر امل �خ �ف��ض للتحسس‪.‬‬ ‫الدم وضغطه‬ ‫منها وجود حمض االوروتيك ‪Orotic‬‬ ‫اقترح لنب اإلبل مؤخرا ليكون اخليار‬ ‫‪ acid‬وغيرها م��ن الفرضيات التي تتمحور حول األفضل للذين يعانون من مرض حتسس بروتني اللنب‬ ‫دور بروتينات اللنب في احلد من ارتفاع كولسترول البقري‪ ،‬وهو بديل أفضل من لنب فول الصويا الذي‬ ‫الدم‪.‬‬ ‫أظهرت الدراسات العلمية أنه يسبب التحسس كذلك‬ ‫‪ .3‬التأثير املخفض لسكر ال��دم‪ :‬أظهرت نتائج لعدد من هؤالء املرضى‪.‬‬ ‫الدراسات العلمية أن للنب اإلب��ل دور ًا مباشر ًا في‬ ‫اخلامتة‪:‬‬ ‫خفض سكر ال ��دم‪ ،‬وأك ��دت ذل��ك ال��دراس��ات التي‬ ‫إن النتائج التي أبرزتها الدراسات العلمية احلديثة‬ ‫أثبتت أن قبيلة الرايكا الهندية متتاز بتدني اإلصابة تؤكد أهمية لنب اإلبل كأحد األغذية الوظيفية والصحية‬ ‫ب��داء السكري ب�ين أهلها‪ ،‬نتيجة الرت�ف��اع مستوى املهمة‪ ،‬األمر الذي يدفعنا إلى مزيد اهتمام بإكثار اإلبل‬ ‫استهالكهم للنب اإلبل باملقارنة مع غيرهم من السكان‪ .‬وزيادة أعدادها وتضخيم مزارعها‪ ،‬وكذا االهتمام‬ ‫كما أظهرت دراسات أخرى أن للنب اإلبل قدرة على بلبنها من خ�لال حتسني ظ��روف ومدخالت إنتاجه‬ ‫ضبط مستوى السكر في حيوانات التجارب املصابة وتطوير منتجاته‪ ،‬فض ً‬ ‫ال عن تكثيف البحوث العلمية‬ ‫بداء السكري من النوع االول‪ .‬ويعزى هذا التأثير حول عالقته بالعالج والوقاية من األمراض املزمنة‬ ‫إلى احتواء لنب اإلبل على كميات كبيرة من مركبات واملستعصية التي يزداد انتشارها في بالدنا يوم ًا‬ ‫طبيعية شبيهة باالنسولني املسؤول عن ضبط سكر بعد يوم‪ ،‬وخاصة السكري وأمراض القلب الوعائية‬ ‫ال��دم‪ ،‬كما أن لصغر حجم البروتينات املناعية في واملتالزمة األيضية وأنواع السرطان املختلفة‪ .‬هذا‬ ‫لنب اإلبل دور ًا في التقليل من ارتفاع سكر الدم من دون ذكر الفوائد االقتصادية واالجتماعية التي تعود‬ ‫خالل تأثيرها اإليجابي على خاليا بيتا املفرزة لهذا بالتالي على العائالت القروية الفقيرة التي تعنى‬ ‫الهرمون املنظم‪.‬‬ ‫باإلبل وتربيها‪.‬‬ ‫‪ .4‬التأثير امل �ض��اد ل�لأح�ي��اء املجهرية‪ :‬أظهرت ‪-------------------‬‬ ‫* أستاذ مساعد‪ -‬قسم التغذية السريرية‪ ،‬كلية العلوم الطبية‬ ‫العديد من ال��دراس��ات ق��درة لنب اإلب��ل على مقاومة‬ ‫التطبيقية‪ ،‬جامعة ح��ائ��ل‪ ،‬اململكة العربية ال�س�ع��ودي��ة‪ ،‬كلية‬ ‫ومنع منو األحياء الدقيقة املمرضة مثل البكتيريا‬ ‫الصيدلة والعلوم الطبية‪ ،‬جامعة البترا‪ ،‬األردن‪ .‬وللراغبني‬ ‫مبتابعة البحث بكامله مراجعة املوقع‪www.quran-m. :‬‬ ‫املوجبة لصبغة غرام مثل الليستيريا واالشيريشية‬ ‫‪com‬‬ ‫القولونية والعنقودية الذهبية والساملونيال‪ .‬وكما ذكر‬ ‫مالحظة مهمة‪ :‬اعتمد هذا املقال أساس ًا على املراجعة العلمية‬ ‫سابق ًا‪ ،‬فإن هذا التأثير يعزى إلى وج��ود مركبات‬ ‫املنشورة في الدورية العاملية لبحوث األلبان‪:‬‬ ‫مانعة لنمو اجلراثيم مثل إنزمي الاليسوزمي وبروتني ‪Omar A. Al Haj, Hamad A. Al Kanhal. (2010).‬‬ ‫‪Compositional, technological and nutritional aspects‬‬ ‫الالكتوفيرين وإنزمي الالكتوبيروكسيديز والبروتينات‬ ‫‪of dromedary camel milk. International Dairy‬‬ ‫‪.Journal, 20:811-821‬‬ ‫املناعية املختلفة‪ ،‬وهي مركبات تتواجد بكميات أكبر‬ ‫في لنب اإلبل باملقارنة مع لنب البقر‪ .‬ومع أهمية هذه املراجع‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫اخلاصية من الناحة الصحية‪ ،‬إال أن لها تأثيرا سلبيا ‪. .1‬قاموس القرآن الكرمي‪/‬معجم احليوان‪ ،‬مؤسسة الكويت للتقدم‬ ‫العلمي‪ ،‬ط ‪ ،2‬الكويت‪( ، 1997،‬النسخةااللكترونية)‪.‬‬ ‫في عملية صنع اللنب ال��رائ��ب من لنب اإلب��ل‪ ،‬بفعل‬

‫‪44‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫فقه‬

‫أحكام األطعمة والصيد‬

‫الشيخ عيسى بن حسن الذياب*‬

‫احلمد لله والصالة والسالم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد ‪:‬‬ ‫اعتاد بعض الناس اخلروج في الشتاء وغيره للصحراء (للبر) للتنزه وللصيد واملقناص كما يقال‪ ,‬وهناك‬ ‫آداب وأحكام كثيرة تتعلق مبن يذهب للصحراء‪ ,‬يجهلها البعض من الناس ويتغافل عنها البعض اآلخر‪ ,‬وسأورد‬ ‫بإذن الله بعض هذه اآلداب واألحكام املتعلقة ملن أراد اخلروج للصحراء للصيد‪ ,‬وجميع األحكام الفقهية هي من‬ ‫اختيارات الشيخ محمد بن عثيمني رحمه الله تعالى‪ ،‬وأسأل الله التوفيق والسداد‪.‬‬

‫األح �ك��ام املتعلقة ب��األط�ع�م��ة والصيد‬ ‫والذكاة‪:‬‬

‫أو ًال‪ :‬نقول األصل في األطعمة أنها حالل فال يحرم‬ ‫منها إال ما حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم‬ ‫واألطعمة احملرمة ُمبينّة ومفصلة في القران والسنة وما‬ ‫عداها فهو حالل على األصل لقول الله تعالى {وقد‬ ‫فصل لكم ما حرم عليكم } ويدل على هذا قوله تعالى‬ ‫{يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات}‪.‬‬ ‫واألطعمة املباحة‪ :‬كل ما لم يرد الشرع بتحرميه من‬ ‫األطعمة فهو مباح وهي أنواع كثيرة ال حصر لها وذلك‬ ‫ملا تقدم أن األصل في األطعمة اإلباحة إال ما ورد الشرع‬ ‫باملنع منه ولكن ميكن أن نذكر قاعدة جامعة ألنواع املباح‬ ‫وه��ي‪[ :‬كل طيب طاهر من األطعمة واالشربة ال ضرر‬ ‫فيه مباح] فاألطعمة املباحة غير محصورة ويصعب‬ ‫حصرها لكثرتها‪.‬‬ ‫أما األطعمة احملرمة فهي محصورة وهذا من رحمة‬ ‫الله ومنته‪.‬‬

‫فكل ذلك ال يجوز أكلها‪ ،‬حلديث أبي ثعلبة اخلشني ‬ ‫رضي الله عنه  قال‪( :‬نهى رسول الله  صلى الله عليه‬ ‫وسلم  عن أكل كل ذي ناب من السباع) متفق عليه‪.‬‬ ‫وع��ن أب��ي هريرة  رض��ي الله عنه  أن رس��ول الله ‬ ‫صلى الله عليه وسلم  قال (كل ذي ناب من السباع‬ ‫فأكله حرام) أخرجه مسلم ‪.‬‬ ‫ولقول ابن عباس  رضي الله عنه  (نهى رسول الله ‬

‫صلى الله عليه وسلم  عن كل ذي ناب من السباع‬ ‫وعن كل مخلب من الطيور) أخرجه مسلم‪.‬‬

‫ويستثنى من ذلك‪ :‬الضبع فيباح أكله ولو كان من‬ ‫ذوات األنياب حلديث ابن أبي عمارة قال (سألت جابر ًا‬

‫عن الضبع صيد هو‪.‬؟ قال‪ :‬نعم ‪ .‬قلت آكلها‪.‬؟ قال‪:‬‬ ‫نعم‪ .‬قلت‪ :‬أقاله رسول الله  صلى الله عليه وسلم ‬ ‫قال نعم) رواه اخلمسة وصححه الترمذي وصححه‬

‫الشيخ األلباني كما في اإلرواء ‪.‬‬ ‫‪ -2‬احليوانات السامة [كاحليات والعقارب والوزغ‬ ‫وما يستخرج منها] فال يجوز أكلها ‪.‬‬ ‫‪ -3‬احليوانات املستخبثة [كالقنفذ والفأرة واجلرذان]‬ ‫واألطعمة احملرمة التي حرمها الله تنقسم إلى كذاك لقوله تعالى {ويحل لكم الطيبات ويحرم عليكم‬ ‫ثالثة أقسام‪:‬‬ ‫اخلبائث}‪.‬‬ ‫عن عبدالله ابن عمر رضي الله عنها  قال‪ :‬قال رسول‬ ‫أو ًال‪ :‬احليوانات البرية‬ ‫الله  صلى الله عليه وسلم  (خمس من الدواب ال جناح‬ ‫‪ -1‬ما له ن��اب يفترس به [ك��األس��د والنمر والذئب على من قتلهن العقرب والغراب واحلدياة والفأرة‬ ‫والفيل والفهد وال��دب والكلب والثعلب والقط والقرد] والكلب العقور) البخاري ومسلم‪.‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪45 .‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫فقه‬

‫‪ -4‬ما تولد من مأكول وغبر مأكول كالبغل (متولد من العصور ضخم الرأس واملنقار) حلديث ابن عباس‬ ‫من اخليل واحلمر األهلية) والسمع (متولد من الذئب (نهى رسول الله  صلى الله عليه وسلم  عن قتل أربع‬ ‫والضبع) حلديث جابر بن عبد الله  رضي الله عنها  من الدواب النملة والنحلة والهدهد والصرد) رواه‬ ‫قال (ذبحنا يوم خيبر اخليل والبغل واحلمر فنهانا أحمد وأبوداود وابن ماجه صححه الشيخ األلباني‪.‬‬

‫رسول  صلى الله عليه وسلم  عن البغل واحلمر ولم‬ ‫ينهنا عن اخليل) البخاري ومسلم‪.‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬احلشرات‬

‫‪ -5‬احلمر األهلية حلديث جابر  رضي الله عنها ‬ ‫احلشرات كلها محرمة ألنها كلها مستخبثة [كالذباب‬ ‫(أن النبي  صلى الله عليه وسلم  نهى يوم خيبر والقمل واخلنافس واجلعالن والصراصير والبراغيث‬ ‫عن حلوم احلمر األهلية وأذن في حلوم اخليل) متفق وغيرها] لقوله تعالى {ويحل لكم الطيبات ويحرم‬ ‫عليه‪.‬‬ ‫عليكم اخلبائث} ‪.‬‬ ‫‪ -6‬اخل �ن��زي��ر وه ��و ح �ي��وان خبيث م�س�ت�ق��ذر يأكل‬ ‫ال�ن�ج��اس��ات وف �ض�لات اإلن �س��ان واحل��ي��وان ب��ل يأكل حاالت حترم فيها بعض األطعمة‪:‬‬ ‫فضالت نفسه قال الله تعالى {قل ال أجد في ما أوحي‬ ‫قد يعرض لبعض األطعمة التي أصلها مباح حاالت‬ ‫إلي محرم ًا على طاعم يطعمه إال أن يكون ميت ًة أو دم ًا‬ ‫ّ‬ ‫تتحول بها إل��ى أطعمة محرمة ممنوعة‬ ‫مسفوح ًا أو حلم خنزير فانه رجس}‪.‬‬ ‫األطعمة احملرمة التناول ويدخل حتت ذلك أنواع‪:‬‬ ‫منها‪ :‬امليتات ب��أن��واع�ه��ا‪ ،‬وضابطها‬ ‫ثانيا ‪ :‬الطيور‬ ‫قليلة العدد‬ ‫أن كل ما لم ي��ذك ال��ذك��اة الشرعية فهو‬ ‫‪ -1‬ما له مخلب من الطيور يصيد به‬ ‫ميتة ق��ال الله تعالى {ح��رم��ت عليكم‬ ‫[ العقاب والباز والصقر والنسر والشاهني ] لقول ابن امليتة والدم وحلم اخلنزير وما أهل لغير الله به واملنخنقة‬ ‫عباس  رضي الله عنها  (نهى النبي  صلى الله عليه واملوقوذة واملتردية والنطيحة وما أكل السبع إال ما ذكيتم‬ ‫وسلم  عن كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب‬ ‫من الطير) أخرجه مسلم‪.‬‬

‫‪ -2‬ما كان مستخبثا في نفسه كاخلفاش (الوطواط)‬ ‫‪ ،‬أو ألكله اجليف كالرخم واخلطاف (طائر أسود صغير‬ ‫أغبر) لقول الله تعالى {ويحل لكم الطيبات ويحرم‬ ‫عليكم اخلبائث}‪.‬‬ ‫‪ -3‬ما أمر النبي  صلى الله عليه وسلم  بقتله وهي‬ ‫الفواسق التي جاء األمر بقتلها في احلل واحلرم وهي‬ ‫من الطيور احل��دأة وال�غ��راب األس��ود كما قال  صلى‬ ‫الله عليه وسلم  (خمس من الدواب ال جناح على من‬

‫قتلهن العقرب والغراب واحلدياة والفأرة والكلب‬ ‫العقور) البخاري ومسلم‪.‬‬

‫‪ -4‬ما نهى النبي  صلى الله عليه وسلم  عن قتله‬ ‫بعينه وهما من الطيور‪ :‬الهدهد والصرد (طائر أكبر‬

‫‪46‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫وما ذبح على النصب } ومن أمثلتها‪:‬‬ ‫املنخنقة‪ :‬وهي امليتة باخلنق بحل أو غيره‪.‬‬ ‫املوقوذة‪ :‬وهي التي ماتت بالضرب‪.‬‬ ‫املتردية‪ :‬وهي التي سقطت من مكان مرتفع [من‬ ‫سيارة – بيت ‪ -‬جبل] فماتت‪.‬‬ ‫النطيحة‪ :‬وهي التي نطحتها بهيمة أخرى فماتت‪.‬‬ ‫كل حيوان افترسه سبع‪.‬‬ ‫املقتول بالصعق الكهربائي‪.‬‬ ‫املقتول رمي ًا بالرصاص مع القدرة عليه‪.‬‬ ‫ما تعمد ترك التسمية عليه ‪.‬‬ ‫ما ذكر عليه اسم غير الله ‪.‬‬ ‫ويستثنى من امليتات ما يلي‪ [ :‬ميتة البحر – واجلراد‬ ‫– وما ال دم له سائل من البرمائيات]‪.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫فقه‬

‫أن يسمي عند إرسال اجلارحة أو الرصاصة لقوله‬ ‫أحكام الصيد واملقناص‬ ‫تعالى { فكلوا مم��ا أمسكن عليكم واذك��ر اس��م الله‬ ‫األص��ل ف��ي الصيد اإلب��اح��ة إذا ك��ان القصد منه‬ ‫عليه} ولقوله  صلى الله عليه وسلم  (إذا أرسلت كلبك‬ ‫صحيحا كأكل الصيد وبيعه ونحوه ذلك‪ ،‬والدليل على‬ ‫املعلم وذكرت اسم الله عليه فكل) البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫إباحة الصيد الكتاب والسنة واإلجماع‪.‬‬ ‫ما يشترط في احليوان املصيد ليحل أكله‪:‬‬

‫حاالت يحرم فيها الصيد‪:‬‬

‫صيد البر إذا كان الصائد ُمحرم ًا بحج أو عمرة ألن‬ ‫املحُ ��رم ممنوع منه بدليل قوله تعالى {وح��رم عليكم‬ ‫صيد البر مادمتم حرم}‪.‬‬ ‫إذا ك��ان الصيد في احل��رم لقوله  صلى الله عليه‬ ‫وسلم  في مكة (ال ينفر صيدها) البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫إذا كان يترتب على الصيد إي��ذاء الناس باإلعتداء‬ ‫على زروعهم وأموالهم حلديث (ال ضرر وال ضرار)‪.‬‬

‫شروط الصائد‪:‬‬

‫أال يكون مملوك ًا لآلخرين فيحرم صيد احليوان‬ ‫اململوك لآلخرين ‪.‬‬ ‫أن ميوت من جرح اآللة ال من ثقلها أو صدمها أو‬ ‫خوف منها ‪.‬‬ ‫أن ميوت بفعل اآللة أو اجلارحة وال يدركه الصائد‬ ‫حي ًا فلو أدركه الصائد وفيه حياة مستقرة فحينئذ البد‬ ‫من تذكية الذكاة الشرعية ‪.‬‬ ‫أال يكون من صيد احلرم ‪.‬‬

‫ما حرم إال اخلبيث‬

‫شروط آلة الصيد ‪:‬‬

‫آل��ة الصيد نوعان ‪ :‬اآلل��ة اجلارحة‬ ‫امل��راد بالصائد ه��و‪ :‬الشخص الذي‬ ‫املضر من الطعام واآللة احملددة‪.‬‬ ‫يقوم بعملية اإلصطياد ‪ ،‬ويشترط حلل‬ ‫وش��روط الصيد باآللة اجلارحة (إذا‬ ‫صيده ما يلي‪:‬‬ ‫َق َتلَت) كالكلب ونحوه‪ ,‬أو الطائر الصقر ونحوه مما‬ ‫أن يكون عاق ً‬ ‫ال مسلم ًا أو كتابي ًا [ فال يحل صيد يصاد به‪ :‬أن يكون اجلارح معلم ًا لقول النبي  صلى الله‬ ‫الوثني واملجوسي واملشرك والشيوعي وال صيد املجنون عليه وسلم  (ما صدت بكلبك املعلم وذكرت اسم الله‬ ‫والصبي غير املميز ]‪.‬‬ ‫عليه فكل) أخرجه البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫أ ّال يكون ُم�ح� ِ�رم بحج أو عمرة ألن احمل��رم ممنوع‬ ‫واملعتبر في تعليم الكلب ونحوه في السباع هو ‪:‬‬ ‫منه بدليل قوله تعالى { وحرم عليكم صيد البر مادمتم‬ ‫‪ -1‬أن يسترسل أذا أرسل‪.‬‬ ‫ح��رم}‪ .‬ه��ذا في صيد البر ‪ ،‬أم��ا صيد البحر فيباح‬ ‫‪ -2‬أن ينزجر إذا زجر‪.‬‬ ‫للمحرم ‪.‬‬ ‫‪ -3‬أال يأكل من الصيد إذا أمسك‪.‬‬ ‫تعيني الصيد قبل إرسال اجلارحة [ فلو أرسل كلبه‬ ‫واملعتبر في تعليم الصقر ونحوه من الطيور هو ‪:‬‬ ‫أو صقره أو أطلق رصاصته ونحو ذل��ك وه��و لم ُيرد‬ ‫أ‪ -‬أن يسترسل أذا أرسل‪.‬‬ ‫صيد ًا فأصاب صيد فإنه ال يحل لعدم التعيني ] ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ويرجع ّإذا دعي‪.‬‬ ‫أن يرسل اجلارحة على الصيد بنفسه لقوله  صلى‬ ‫وال يعتبر في الطير ترك األكل إذا أمسك ألنه يصعب‬ ‫الله عليه وسلم  (إذا أرسلت كلبك) وبناء على ذلك لو تعليم الطير على ترك األكل (وقد أجمع أهل العلم على‬ ‫استرسلت اجلارحة بنفسها فال يحل ما صادته إال إذا ذلك)‪.‬‬ ‫أدرك حي ًا وذكي الذكاة املعتبرة‪ ،‬ومثل ذلك الرصاصة لو‬ ‫ج‪ -‬أن يجرح اجل��ارح الصيد ‪ ،‬فإن قتله بخنقه أو‬ ‫انطلقت بغير قصد فقتلت صيد ًا فانه ال يحل ‪.‬‬ ‫بثقله أو بصدمه فإنه ال يباح (ألن إنهار الدم مقصود‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪47.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫فقه‬

‫الستخراج الدم الفاسد من اجلسم)‪.‬‬ ‫للصياد شروط‬ ‫سأل عدي بن حامت  رضي الله عنه ‬ ‫توجيهات أخ�ي��رة ف��ي الصيد‬ ‫النبي  صلى الله عليه وسلم  قائال ‪ :‬إني‬ ‫وللطريدة‬ ‫أرسل كلبي أجد معه كلب ًا ال أدري أيهما‬ ‫واملقناص ‪:‬‬ ‫وآللة الصيد‬ ‫أخذه قال النبي  صلى الله عليه وسلم ‬ ‫ع�ل��ى امل�س�ل��م أن ال مي�ض��ي األوق ��ات‬ ‫‪( :‬فال تأكل فإمنا سميت على كلبك ولم تسم على‬ ‫الكثيرة ف��ي الصيد وق��د ج��اء ف��ي احل��دي��ث (م��ن تتبع‬ ‫غيره) أخرجه البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫الصيد غفل) أخرجه أبوداود وصححه الشيخ األلباني‬ ‫[فإن شاركه جارح آخر يحل صيده بأن توفرت فيه‬ ‫كما في صحيح اجلامع وصحيح الترغيب والترهيب ‪.‬‬ ‫الشروط فال بأس] ‪.‬‬ ‫على من يصيد أن يتعلم أحكام الصيد والذكاة حتى‬ ‫وشروط الصيد باآللة احملددة املراد بها كل محدد‬ ‫ال يقع في محذور شرعي ‪.‬‬ ‫يصاد به [كالسهم والرمح والسيف ونحوه] مما ينفذ‬ ‫على من يصيد أن يؤدي العبادات في وقتها كالصالة‬ ‫في اجلسم وينهر الدم هي‪:‬‬ ‫وال يؤخرها عن وقتها ملطاردة الصيد‪.‬‬ ‫‪ -1‬أن تنفذ في البدن وتنهر الدم لقوله  صلى الله‬ ‫على من يصيد أن يجتنب قتل ما ال يريد أكله من‬ ‫عليه وسلم  (م��ا أنهر ال��دم وذك��ر اسم‬ ‫احليوانات والطيور وما ال يحل قتله ويكون‬ ‫الله عليه فكل)‪.‬‬ ‫التحرمي أشد إذا جعلها هدف ًا للرماية‪.‬‬ ‫من تتبع‬ ‫فان كان غير محدد وال ينفذ في البدن‬ ‫من وسائل الصيد الشبكة لكن على‬ ‫الصيد غفل‬ ‫[كاحلصاة والعصا والفخ والشبكة فال‬ ‫من يصيد بها أن ال يترك احليوان ميوت‬ ‫يحل ما صيد به ‪ ،‬إال أن يدرك الصيد حي ًا‬ ‫فيها ‪ ،‬بل يبادر إلى أخذه وتذكيته‪.‬‬ ‫فيذكى الذكاة الشرعية]‪.‬‬ ‫الصيد باآللة املسماة بـ[النباطة أو النبالة]ال يحل ‪،‬‬ ‫أن يجرح بحده ال بثقله فان جرح بثقله فال يحل‪.‬‬ ‫ألن احلصاة التي يرمى بها تقتل بثقلها ال بحدها ‪.‬‬ ‫على الصائد أن يصطحب معه سكين ًا حتى إذا أدرك‬ ‫الصيد بالبندقية‪:‬‬ ‫الصيد وفيه حياة مستقرة ذكاه بها‪ ،‬وما يفعله بعض‬ ‫البندقية هي اآلالت الدافعة للرصاص بقوة انفجار الناس من تذكيته للصيد بأظفاره فمحرم وال يحل بها‬ ‫ال�ب��ارود كبنادق ال�ب��ارود أو بقوة دف��ع ال�ه��واء كبنادق الصيد ‪.‬‬ ‫الهوائية‪.‬‬ ‫وحكم الصيد بالبندقية حالل ملا يلي‪:‬‬ ‫أحكام الذكاة‪:‬‬ ‫قوله  صلى الله عليه وسلم  في حديث عدي  رضي‬ ‫وامل��راد بها ذبح احليوان املأكول أو نحره أو عقره‬ ‫الله عنه  (إذا رميت باملعراض فخزق فكله ‪ ،‬وإن‬ ‫إذا امتنع ‪.‬‬ ‫أصاب بعرضه فال تأكله) وهذه البندقية تخزق اجلسم‬ ‫وال��ذك��اة ش��رط حل��ل احل �ي��وان ف�لا ي�ح��ل ش�ي��ئ من‬ ‫أي تنفذ فيه وجترحه‪.‬‬ ‫احليوان املأكول إذا لم ي��ذك لقول الله تعالى {إال ما‬ ‫قوله  صلى الله عليه وسلم  (ما أنهر ال��دم وذكر‬ ‫ذكيتم } ولقول النبي  صلى الله عليه وسلم  (ما أنهر‬ ‫اسم الله عليه فكل) فالنبي  صلى الله عليه وسلم  قد‬ ‫ال��دم وذك��ر اسم الله عليه فكل) إال اجل��راد والسمك‬ ‫رتب حل األكل على إنهار الدم والتسمية‪ ،‬والرصاص‬ ‫وماال يعيش إال في املاء لقول النبي  صلى الله عليه وسلم ‬ ‫الصادر من هذه اآلالت ينفذ في اجلسم وينهر الدم‬ ‫فيحل‪.‬‬

‫‪48‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫فقه‬

‫(أحلت لنا ميتتان ودمان فأما امليتتان ‪ :‬فاحلوت و يجوز األكل منه‪.‬‬ ‫اجلراد و أما الدمان ‪ :‬فالكبد و الطحال) رواه أحمد‬ ‫ومن ذلك امليتة واملنخنقة املوقوذة واملتردية والنطيحة‬ ‫وابن ماجه وصححه الشيخ األلباني‪.‬‬ ‫وما أكل السبع ‪.‬‬ ‫أما ما يعيش في البر واملاء (البرمائي) كالسلحفاء‬ ‫فهذه محرمات لعدم ذكاتها ‪ ،‬لكن لو ُأدرك��ت قبل‬ ‫وكلب املاء فتشترط له الذكاة‪.‬‬ ‫موتها وفيها حياة مستقرة ثم ذكيت فإنها حتل حينئذ ‪.‬‬

‫أنواع الذكاة ‪:‬‬

‫شروط الذكاة ‪:‬‬

‫نوعان‪:‬‬ ‫يشترط للذكاة شروط أربعة ‪:‬‬ ‫الشرط األول‪ :‬أن يكون الذابح املذكي عاق ً‬ ‫‪ -1‬الذكاة االختيارية  ‪ -2‬الذكاة االضطرارية‬ ‫ال مسلم ًا‬ ‫النوع األول ‪ :‬الذكاة االختيارية وتشمل ‪:‬‬ ‫أو كتابي ًا ‪ ،‬فال تصح ذبيحة الطفل ال��ذي لم مييز‪ ،‬وال‬ ‫‪ -1‬الذبح ويكون في‪ :‬البقر والغنم والطيور‪.‬‬ ‫ذبيحة املجنون أو السكرا ‪ ،‬ألنه البد من قصد التذكية‬ ‫وكيفية الذبح ‪:‬أن يقطع احللقوم وهو[مجرى النفس] وهؤالء ال يصح منهم قصد ‪.‬‬ ‫وامل��رئ وهو[مجرى الطعام] والودجني وهما[العرقان‬ ‫الشرط الثاني‪ :‬أن تكون الذكاة بآلة محددة تقطع أو‬ ‫الغليظان احمل�ي�ط��ان بالعنق] ول��و قطع‬ ‫تخرق بحدها محل الذبح ‪)...( .‬‬ ‫أحدهما مع احللقوم واملرئ كفى‪.‬‬ ‫الشرط الثالث‪ :‬قطع احللقوم واملرئ‬ ‫للذبح شروط‬ ‫‪ -2‬النحر ويكون في اإلبل ‪.‬‬ ‫وأحد الودجني في احليوان املقدور عليه ‪،‬‬ ‫ومحرمات‬ ‫وسنن‬ ‫وكيفية النحر ‪:‬ب��أن تطعن اإلب��ل بآلة‬ ‫وإذا لم يقدر عليه فيشترط جرحه في أي‬ ‫حادة كالرمح أو السكني في لبتها واللبة‬ ‫موضع من جسمه ‪.‬‬ ‫هي[الوهدة التي بني أصل العنق وأعلى الصدر]‪.‬‬ ‫الشرط الرابع ‪ :‬التسمية عند الذبح والدليل قوله‬ ‫النوع الثاني ‪ :‬الذكاة االضطرارية وهي العقر ‪.‬‬ ‫تعالى {وال تأكلوا مم��ا ل��م يذكر اس��م الله عليه وإنه‬ ‫وتكون في احليوان إذا امتنع ولم يقدر عليه لشروده لفسق} ‪.‬‬ ‫أو هيجانه أو وقوعه في حفرة ونحو ذلك‪ .‬ومعنى العقر ‪:‬‬ ‫واملراد بالتسمية ‪ :‬قول «بسم الله» وال يجزئ غيرها‬ ‫اجلرح في أي موضع من بدن احليوان جرح ًا يؤدي إلى بأن يقول «بسم الرحمن ‪ ،‬أو باسم اخلالق» ‪.‬‬ ‫خروج روحه‪ ،‬كأن يرميه بسهم أو رصاصة أو آلة حادة‬ ‫ويشترط في التسمية ‪ :‬أن يكون املسمي هو الذابح‬ ‫في ظهره أو بطنه أو رأسه أو غير ذلك ‪.‬‬ ‫نفسه ‪ ،‬وأن يقصد التسمية على نفس الذبيحة ‪ ،‬فلو‬ ‫وال يصح عقر احليوان إال عند العجز عن ذبحه أو تولى التسمية شخص والذبح شخص آخر لم يصح ذلك‬ ‫نحره ‪ ،‬والدليل على ذلك حديث رافع بن خديج  رضي ‪ ،‬ولو سمى على شاة وذبح غيرها لم يصح ذلك‬ ‫الله عنه  وفيه (وأصبنا نهب إبل وغنم فند منها بعير‬

‫فرماه رجل بسهم فحبسه فقال رسول الله  صلى‬ ‫الله عليه وسلم  ‪ « :‬إن لهذه اإلب��ل أواب���د كأوابد‬ ‫الوحش ف��إذا غلبكم منها شيء فافعلوا به هكذا)‬

‫أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫حكم ما لم يذك من احليوانات‪:‬‬ ‫إذا لم يذك احليوان الذي تشترط الذكاة حلله فإنه ال‬

‫حكم الذبيحة إذا ذك��ر عليها غير اسم‬ ‫الله‬ ‫ال حتل الذبيحة إذا ذك��ر عليها اس��م غير الله «أي ًا‬ ‫كان»‪ ،‬وهذا نوع من الشرك األكبر‪.‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪49.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫فقه‬

‫إال إذا كان الذابح أيسر فيعكس ‪.‬‬ ‫حكم ترك التسمية على الذبيحة‬ ‫وضع رجله على عنق الذبيحة ليتمكن منها‪.‬‬ ‫من ترك التسمية عمد ًا فال حتل ذبيحته ‪ ،‬وإن تركها‬ ‫إضافة التكبير بعد التسمية فيقول «بسم الله والله‬ ‫سهو ًا فقد أختلف أهل العلم في ذلك‪:‬‬ ‫أكبر» لفعله  صلى الله عليه وسلم  كما في حديث أنس ‬ ‫بعض أهل العلم يقول تسقط التسمية عند النسيان‬ ‫رضي الله عنه  (ضحى النبي  صلى الله عليه وسلم ‬ ‫ويباح أكل الذبيحة ‪ ،‬لقوله تعالى {ربنا ال تؤاخذنا إن‬ ‫بكبشني أملحني أقرنني ذبحهما بيده وسمى وكبر)‬ ‫نسينا أو أخطأنا}‪.‬‬ ‫متفق عليه‪.‬‬ ‫وبعض أهل العلم ومنهم الشيخ محمد بن عثيمني‬ ‫وقبله شيخ اإلس�لام بن تيمية رحمهم الله يقولون‪ :‬أن مكروهات الذكاة ‪:‬‬ ‫التسمية شرط وال تسقط بالنسيان لعموم قول الله تعالى‬ ‫أن يحد الذابح السكينة والذبيحة تنظر ‪ ،‬وق��د مر‬ ‫{وال تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق} ولم‬ ‫يستثني الله عز وجل النسيان‪ ،‬ولو كان يستثنى ذلك رس��ول الله  صلى الله عليه وسلم  على رج��ل واضع‬ ‫رجله على صفحة شاة وهو يحد شفرته وهي تلحظ إليه‬ ‫لنص عليه سبحانه ‪.‬‬ ‫ببصرها فقال  صلى الله عليه وسلم  ‪( :‬أفال قبل هذا‬ ‫؟! أتريد أن متيتها موتتني) البخاري‬ ‫سنن الذكاة ‪:‬‬ ‫ثمن الكلب خبيث ومسلم‬ ‫إح �س��ان ال��ذب��ح ل �ق��ول النبي  صلى‬ ‫أن يذبح الذبيحة والثانية تنظر إليها ‪،‬‬ ‫الله عليه وسلم  (إن الله تعالى كتب‬ ‫إال املعلم‬ ‫ألن ذلك تعذيب ًا لها‪.‬‬ ‫اإلح��س��ان على ك��ل ش��يء ف���إذا قتلتم‬ ‫أن يسلخ احليوان أو يكسر عنقه قبل‬ ‫فأحسنوا القتلة و إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة و‬ ‫خروج روحه ‪ ،‬ألن ذلك تعذيب ًا لها‪.‬‬ ‫ليحد أحدكم شفرته و ليرح ذبيحته) أخرجه مسلم‪.‬‬ ‫أن يذبح بآلة غير قاطعة ‪ ،‬ألن ذلك تعذيب ًا لها‪.‬‬ ‫ومن اإلحسان في الذبح ما يلي‪:‬‬ ‫‪ -1‬سن السكينة قبل الذبح ‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن مير اآللة على محل الذبح بقوة وبسرعة ليكون محرمات الذكاة ‪:‬‬ ‫حبس احليوان وجعله هدف ًا للرماية مثل أن ُيربط‬ ‫أسرع في خروج الروح فال يتعذب احليوان ‪.‬‬ ‫‪ -3‬الرفق باحليوان املراد ذبحه فال ُيجر بشدة أو و ُيرمى بالسهام أو الرصاص حتى ميوت ‪.‬‬ ‫ذبح احليوان مباح األكل لغير أكله ملا روى عبد الله‬ ‫ُيرمى على األرض بعنف ونحو ذلك ‪.‬‬ ‫‪ -4‬قطع الودجني كليهما مع احللقوم واملرئ ليكون بن عمر  رضي الله عنه  أن رسول الله  صلى الله عليه‬ ‫وسلم  قال‪( :‬ما من إنسان يقتل عصفور ًا فما فوقها‬ ‫أسرع في خروج الروح ‪.‬‬ ‫نحر اإلبل وذبح ما عداها من بهيمة األنعام فان عكس بغير حقها إال سأله الله عنها يوم القيامة قيل ‪ :‬و‬ ‫ما حقها ؟ قال ‪ :‬أن تذبحها فتأكلها و ال تقطع رأسها‬ ‫بأن ذبح اإلبل ونحر الغنم والبقر جاز‪.‬‬ ‫فترمي بها) أخرجه النسائي وحسنه الشيخ األلباني‪.‬‬ ‫نحر اإلبل قائمة معقولة يدها اليسرى ‪.‬‬ ‫توجيه الذبيحة إلى القبلة عند الذبح ‪.‬‬ ‫وضع الذبيحة على جنبها األيسر ‪ ،‬ألنه أسهل على  مسائل سريعة في أحكام كلب الصيد‬ ‫الذابح في أخذ السكني باليمنى وإمساك رأسها باليسار وغيره‪:‬‬

‫‪50‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫فقه‬

‫وأخبر النبي  صلى الله عليه وسلم  أن ثمن الكلب‬ ‫املسألة األولى‪ :‬حكم اقتناء الكلب‪.‬‬ ‫حكم اقتناء الكلب محرم ال يجوز وقد جاء الوعيد حرام ال يجوز أخذه فقال  صلى الله عليه وسلم  (ثمن‬ ‫فيمن يقتني كلب ًا أن��ه ينقص من أج��ره كل ي��وم قيراط اخلمر حرام و مهر البغي حرام و ثمن الكلب حرام)‬ ‫‪ ،‬لقول النبي  صلى الله عليه وسلم  (من اتخذ كلب ًا أخرجه اإلم��ام أحمد عن اب��ن عباس وصححه الشيخ‬ ‫إال كلب زرع أو كلب صيد ينقص من أجره كل يوم األلباني كما في صحيح اجلامع‪.‬‬ ‫قيراط) أخرجه مسلم عن أبي هريرة وعن ابن عمر ‪،‬‬ ‫بل أخبر  صلى الله عليه وسلم  أن ثمن الكلب خبيث‬ ‫والقيراط هو كجبل أحد كما في احلديث (القيراط مثل فقال  صلى الله عليه وسلم  (ثمن الكلب خبيث و مهر‬ ‫أحد) أخرجه مسلم عن ثوبان ‪.‬‬ ‫البغي خبيث و كسب احلجام خبيث) أخرجه مسلم‬ ‫بل جاء أنه ينقص من أجره ليس قيراط بل قيراطان عن رافع بن خديج ‪.‬‬ ‫كما في احلديث (من اقتنى كلب ًا إال كلب ماشية أو‬ ‫بل أخبر أنه شر كسب فقال  صلى الله عليه وسلم ‬ ‫ضاري ًا نقص من عمله كل يوم قيراطان) متفق عليه (ش���ر ال��ك��س��ب م��ه��ر ال��ب��غ��ي و ث��م��ن ال��ك��ل��ب و كسب‬ ‫احلجام) أخرجه مسلم عن رافع بن خديج ‪.‬‬ ‫عن ابن عمر ‪.‬‬ ‫ولقول النبي  صلى الله عليه وسلم  (من أمسك كلب ًا‬ ‫وأخبر  صلى الله عليه وسلم  (إذا جاء أحد يطلب‬ ‫فإنه ينقص من عمله كل يوم قيراط إال كلب حرث أو ثمن الكلب فامأل كفه ت��راب � ًا) أخ��رج��ه أب� ��وداود عن‬ ‫كلب ماشية) أخرجه البخاري عن أبي هريرة ‪.‬‬ ‫ابن عباس وصححه الشيخ األلباني كما في صحيح‬ ‫ومن اقتنى كلب وسار معه فإن املالئكة ال تصاحبه اجلامع‪.‬‬ ‫‪ ،‬كما جاء في احلديث (ال تصحب املالئكة رفقة فيها‬ ‫هذا احلكم في جميع الكالب إال كلب الصيد فيجوز‬ ‫كلب و ال جرس) أخرجه مسلم عن أبي هريرة ‪.‬‬ ‫بيعه وأخذ ثمنه فقد جاء عن أبي هريرة  رضي الله عنه ‬ ‫والبيت واملكان الذي فيه كلب ال تدخله املالئكة ‪ ،‬لقول (نهى عن ثمن الكلب إال كلب الصيد) أخرجه الترمذي‬ ‫النبي  صلى الله عليه وسلم  (إن املالئكة ال تدخل بيت ًا وحسنه الشيخ األلباني كما في صحيح اجلامع‪.‬‬ ‫فيه كلب و ال صورة) متفق عليه عن علي  رضي الله‬ ‫وليس أي كلب صيد بل البد أن يكون كلب ًا معلم ًا كما‬ ‫عنه  ‪.‬‬ ‫جاء عن جابر  رضي الله عنها  قال‪( :‬نهى  صلى الله‬ ‫إال كلب الصيد واملاشية وال��زرع[احل��رث] فيجوز عليه وسلم  عن ثمن الكلب إال الكلب املعلم) أخرجه‬ ‫اقتنائه للحاجة إليه لقول  صلى الله عليه وسلم  (من اإلمام احمد والنسائي عن جابر وحسنه الشيخ األلباني‬ ‫أمسك كلب ًا فإنه ينقص من عمله كل يوم قيراط إال كما في صحيح اجلامع‪.‬‬ ‫كلب حرث أو كلب ماشية) أخرجه البخاري عن أبي‬ ‫املسألة الثالثة‪ :‬حكم ولوغ الكلب في اإلناء‬ ‫هريرة‪.‬‬ ‫جاء عن النبي  صلى الله عليه وسلم  أنه قال‪( :‬إذا‬ ‫ولقوله  صلى الله عليه وسلم  (من اتخذ كلب ًا إال ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات) متفق‬ ‫كلب ماشية أو صيد أو زرع انتقص من أجره كل يوم عليه‪.‬‬ ‫قيراط) متفق عليه عن أبي هريرة‪.‬‬ ‫وهذا عام في كل كلب ‪ ،‬لكن هل يثبت هذا احلكم في‬ ‫املسألة الثانية‪ :‬حكم بيع الكلب وأخذ ثمنه‪.‬‬ ‫كلب الصيد ‪.‬؟‬ ‫جاء في احلديث عن أبي مسعود  رضي الله عنه ‬ ‫نعم يثبت في كلب الصيد وفي جميع الكالب فإذا‬ ‫ق��ال‪( :‬نهى النبي  صلى الله عليه وسلم  عن ثمن ولغ كلب الصيد فيجب أن يغسل سبع مرات إحداهن‬ ‫الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن)رواه اجلماعة‪ .‬بالتراب لعموم احلديث فلم يخص كلب دون كلب‪.‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪51.‬‬

‫في القرآن‬ ‫املسألة الرابعة‪ :‬إذا صاد الكلب صيد هل ُيغسل‬ ‫ما أصاب فمه سبع مرات إحداهن بالتراب‬

‫والسنة‬

‫فقه‬

‫وغيرها فإذا حلس الكلب الثوب والساق يغسل سبع‬ ‫م��رات إحداهن بالتراب ‪ ،‬إال ما يضره التراب فإنه‬ ‫يستعمل غير التراب ‪ ،‬ألن��ه ال ف��رق بني اإلن��اء وغيره‬ ‫‪ ،‬والقول بأن هذا احلديث في الكالب التي ال يجوز‬ ‫اقتنائها قول ضعيف ‪.‬‬

‫مسألة خالفية بني أهل العلم والراجح‪ :‬أنه ال يجب‬ ‫وذل��ك ألن ال�ن��اس ك��ان��وا يصيدون بكالبهم ف��ي عهد‬ ‫الرسول  صلى الله عليه وسلم  ويسألون الرسول ‬ ‫صلى ال�ل��ه عليه وسلم  ع��ن حكم م��ا ص ��اده الكلب‬ ‫املسألة التاسعة‪ :‬ه��ل ه��ن��اك ف��رق ب�ين الكلب‬ ‫ويخبرهم باحلكم وال يشير ال من قريب وال من بعيد [الصغير والكبير واألسود واألحمر واألبيض] في‬ ‫إل��ى وج��وب غسل ما أص��اب فمه وه��ذا ي��دل على أنه األحكام السابقة‬ ‫ليس هناك فرق بني الكلب الصغير والكبير واألسود‬ ‫معفو عنه ولم يبني النبي  صلى الله عليه وسلم  لهم ال‬ ‫بحرف صحيح وال ضعيف أنه يجب عليهم الغسل وهو واألحمر واألبيض فاحلكم واحد لعموم قوله (كلب)‪.‬‬ ‫املسألة العاشرة‪ :‬حكم قتل الكلب‬ ‫اختيار شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه الله ‪.‬‬ ‫ال يجوز قتل الكلب إال إذا كان يؤذي الناس عقور‬ ‫املسألة اخلامسة‪ :‬إذا [بال] الكلب في اإلناء هل‬ ‫لذلك أمر النبي  صلى الله عليه وسلم  بقتل الكلب‬ ‫يغسل سبع مرات إحداهن بالتراب‬ ‫الراجح‪ :‬وهو قول اجلمهور أنه يغسل سبع مرات العقور كما جاء في احلديث (خمس فواسق يقتلن في‬ ‫إحداها بالتراب ‪ ،‬وذلك إذا كان الريق وهو أطهر من احلل واحلرم ‪ :‬احلدأة والغراب والفأرة والعقرب‬ ‫البول وجب أن يغسل سبع مرات إحداهن بالتراب ‪ ،‬والكلب العقور ‪ -‬وفي لفظ ‪ -‬احلية مكان العقرب)‬ ‫متفق عليه ‪.‬‬ ‫والبول والعذرة من باب أولى أيض ًا‪.‬‬ ‫املسألة احلادي عشر‪ :‬حكم مرور الكلب بني يدي‬ ‫املسألة السادسة‪ :‬هل يجزئ غير التراب في‬ ‫املصلي‬ ‫الغسل [كالصابون والشامبو ] وغيرهما‬

‫الراجح‪ :‬أن غير التراب يقوم مقام مقامه إذا كان‬ ‫مثله في التنظيف أو أش��د ‪ ،‬ألن املقصود من إزالة‬ ‫النجاسة وهو إزالة عينها وأثرها ‪ ،‬فإذا زالت عينها‬ ‫وأثرها بأي مزيل حصل املقصود ‪.‬‬

‫م ��رور ال�ك�ل��ب ب�ين ي ��دي امل�ص�ل��ي ي�ف�س��د الصالة‬ ‫ويبطلها لقول النبي  صلى الله عليه وسلم  (يقطع‬ ‫الصالة احلمار و املرأة و الكلب) متفق عليه عن أبي‬ ‫هريرة وعبد الله بن مغفل وبالتحديد الكلب األسود‬ ‫لقوله  صلى الله عليه وسلم  (يقطع الصالة املرأة‬

‫فإنها يغسل سبع مرات إحداهن بالتراب فإذا حلس‬ ‫الكلب ال�ث��وب وال �س��اق يغسل سبع م��رات إحداهن‬ ‫ب��ال�ت��راب ‪ ،‬إال م��ا ي�ض��ره ال �ت��راب ف��ات��ه يستعمل غير‬ ‫التراب ألنه ال فرق بني اإلناء وغيره‪.‬‬

‫وما معنى الكلب األس��ود من األبيض من األحمر‬ ‫سأل هذا السؤال الصحابي أبو ذر  رضي الله عنه ‬ ‫النبي  صلى الله عليه وسلم  فقال  صلى الله عليه‬ ‫وسلم  (الكلب األسود شيطان) أخرجه اإلمام أحمد‬ ‫وأصحاب السنن عن أبي ذر ‪ ،‬وصححه الشيخ األلباني‬ ‫كما في صحيح اجلامع ‪.‬‬

‫احلديث واحلكم عام في كل الكالب كالب الصيد‬

‫* إمام جامع األندلس‪ ،‬الدمام‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ .‬وللراغبني‬ ‫مبتابعة البحث بكامله مراجعة املوقع ‪www.saaid.net‬‬

‫املسألة السابعة‪ :‬إذا حلس الكلب الثوب والساق‬ ‫احل��ائ��ض والكلب األس���ود) متفق عليه ع��ن ابن‬ ‫هل يغسل سبع مرات إحداهن بالتراب‬ ‫نعم ‪ ..‬إذا وقعت جناسة الكلب على غير األواني عباس ‪.‬‬

‫امل��س��أل��ة ال��ث��ام��ن��ة‪ :‬إذا حل���س ك��ل��ب (الصيد‬ ‫واملاشية) الثوب والساق هل يغسل سبع مرات‬ ‫‪-------------------‬‬‫إحداهن بالتراب‬

‫‪52‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫قرآن‬

‫الرحمن علم القرآن‬ ‫‪ -21‬إعجاز القرآن الكرمي ألهل األدب اجلاهلي‬ ‫احلمد لله وكفى‪ ،‬وسالم على عباده الذين اصطفى‪ ،‬وعلى‬ ‫خامتهم النبي املصطفى‪ ،‬صلى الله عليه وسلم‪ ،‬سيدِ أهل الصفا‪،‬‬ ‫واحلب والوفا‪ .‬وبعد‬ ‫ال بد ملن أراد أن يبحث في اإلعجاز البياني في القرآن‪ ،‬أن‬ ‫يكون له بالبيان باع‪ ،‬وباللغة علم واطالع‪ ،‬وال سبيل لتقدير أثمان‬ ‫اجلواهر إال ملن استطاع معها صبرا‪ ،‬وصرف في تقليبها عمر ًا‬ ‫ون ّقلها بني يديه دهرا‪ .‬يقول الله تعالى في سورة الشعراء‪َ { :‬و ِإ َّن ُه‬ ‫وح أْ َ‬ ‫ال ِم ُني [‪َ ]193‬ع َلى َق ْلب َِك‬ ‫الر ُ‬ ‫َل َت ِنز ُيل َر ِّب ا ْل َعا مَلِ َني [‪َ ]192‬ن َز َل ِب ِه ُّ‬ ‫ِين [‪ِ ]194‬ب ِل َس ٍان َع َرب ٍِّي ُّمب ٍِني [‪.}]195‬‬ ‫ِل َت ُكونَ ِم َن ا مْلُ ِنذر َ‬ ‫ومما يؤسف له أن بعض املدعني مبعرفة اللغة العربية‪ ،‬يرون‬ ‫في آي القرآن كالم ًا كسائر الكالم‪ ،‬وصياغة كسائر الصيغ‪،‬‬ ‫مما يدل على قِ َصر نظر‪ ،‬وإدع��اء وكِ ْبر‪ ،‬ولو أنهم درسوا األدب‬ ‫اجلاهلي فحسب‪ ،‬لوجدوا أن أهله وصنّاعه‪ ،‬قد وقفوا لدى سماع‬ ‫القرآن حائرين‪ ،‬ومن وقعه عليهم مرتعشني‪ ،‬أصابهم الذهول‪،‬‬ ‫وسلب منهم العقول‪ ،‬فسجدوا مع الساجدين‪ ،‬وانسلوا من بني‬ ‫املشركني ليسترقوا السمع لكالم رب العاملني‪.‬‬ ‫نورد في هذا السياق روايات ثالث إلعجاب املشركني بكالم‬ ‫القرآن وإعجازه لهم‪:‬‬ ‫الرواية األولى‪ :‬خرج أبو جهل وأبو سفيان واألخنس بن‬‫شريق ليلة‪ ،‬يستمعون من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو‬ ‫يصلي بالليل في بيته‪ ،‬فأخذ كل رجل منهم مجلسا يستمع فيه‪،‬‬ ‫وكل ال يعلم مبكان صاحبه‪ ،‬فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع‬ ‫الفجر تفرقوا‪ ،‬فجمعتهم الطريق فتالوموا‪ ،‬فقال بعضهم لبعض‪:‬‬ ‫ال تعودوا‪ ،‬فلو رآكم بعض سفهائكم ألوقعتم في نفسه شيئا‪ ،‬ثم‬ ‫انصرفوا حتى إذا كانت الليلة الثانية‪ ،‬عادوا إلى استراقّ السمع‬ ‫لقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الفجر‪ .‬ثم جمعتهم‬ ‫الطريق مرة ثانية‪ ،‬وكذلك في الليلة الثالثة‪ .‬فلما أصبح األخنس‬

‫أ‪ .‬باسم وحيد الدين علي‬

‫أتى أبا سفيان في بيته فقال‪( :‬أخبرني عن رأيك فيما سمعت من‬ ‫محمد)‪ .‬قال‪( :‬والله لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يراد بها‪،‬‬ ‫وسمعت أشياء ما عرفت معناها وال ما يراد بها)‪ .‬قال األخنس‪:‬‬ ‫(وأن��ا وال��ذي حلفت ب��ه)‪ .‬ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل‪،‬‬ ‫فقال‪( :‬ما رأيك فيما سمعت من محمد؟)‪ ،‬قال‪( :‬م��اذا سمعت!‬ ‫تنازعنا نحن وبنو عبد مناف في ال�ش��رف‪ ،‬أطعموا فأطعمنا‪،‬‬ ‫وحملوا فحملنا‪ ،‬وأعطوا فأعطينا‪ ،‬حتى إذا جتاثينا على الركب‪،‬‬ ‫وكنا كفرسي رهان‪ .‬قالوا‪ :‬منا نبي يأتيه الوحي من السماء‪ ،‬فمتى‬ ‫ندرك هذه‪ ،‬والله ال نؤمن به أبدا‪ ،‬وال نصدقه)‪.‬‬ ‫والرواية الثانية‪ :‬عن حكيم قريش عتبة بن ربيعة وكان في‬‫الثمانني من عمره ‪ ،‬أرسلته قريش إلى رسول الله صلى الله عليه‬ ‫وسلم فقال له‪( :‬يا ابن أخي! إنك منا حيث قد علمت من السعة‬ ‫في العشيرة واملكان في النسب‪ ،‬وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم‬ ‫فرقت به جماعتهم وسفهت به أحالمهم وعبت به آلهتهم ودينهم‬ ‫وكفرت من مضى من آبائهم‪ ،‬فاسمع مني أعرض عليك أمورا‬ ‫تنظر فيها لعلك أن تقبل منها بعضها)‪ .‬فقال رسول الله صلى‬ ‫الله عليه وسلم‪ « :‬قل يا أبا الوليد أسمع»‪ ،‬فقال‪( :‬يا ابن أخي! إن‬ ‫كنت إمنا تريد مبا جئت من هذا القول ماال جمعنا لك من أموالنا‬ ‫حتى تكون أكثرنا ماال‪ ،‬وإن كنت إمنا تريد شرفا شرفناك علينا‬ ‫حتى ال نقطع أمرا دونك‪ ،‬وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا‪ ،‬وإن‬ ‫كان هذا الذي يأتيك رئي [ أي مس من اجلن] تراه وال تستطيع‬ ‫أن ترده عن نفسك طلبنا لك الطبيب وبذلنا فيه أموالنا حتى‬ ‫يبرئك منه فإنه رمبا غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه‪ ،‬أو‬ ‫لعل هذا الذي يأتي به شعر جاش به صدرك‪ ،‬وإنكم لعمري يا‬ ‫بني عبد املطلب تقدرون منه على ما ال يقدر عليه أحد!)‪ .‬حتى‬ ‫إذا سكت عنه ورس��ول الله صلى الله عليه وسلم يستمع منه‬ ‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ « :‬أفرغت يا أبا الوليد؟»‪،‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪53.‬‬

‫في القرآن‬

‫قال‪( :‬نعم) ‪ ،‬قال‪« :‬فاسمع مني»‪ ،‬قال‪( :‬أفعل)‪ ،‬فقال رسول الله‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪ِ :‬ب ْس ِم الل ِه ال َّر ْحمنِ ال َّر ِح ِيم‬

‫اب ُف ِّص َل ْت آ َيا ُت ُه‬ ‫يم [‪ِ ]2‬ك َت ٌ‬ ‫الر ِح ِ‬ ‫الر ْح َم ِن َّ‬ ‫{حم [‪َ ]1‬ت ِنز ٌيل ِّم َن َّ‬ ‫ُق ْرآ ًنا َع َر ِب ًّيا ِّلق َْو ٍم َي ْع َل ُمونَ [‪َ ]3‬ب ِش ًيرا َو َن ِذ ًيرا َف َأ ْع َر َض َأ ْك َث ُر ُه ْم‬ ‫َف ُه ْم اَل َي ْس َم ُعونَ [‪َ ]4‬و َقا ُلوا ُق ُلو ُب َنا ِفي َأ ِك َّنةٍ مِّمَّا َت ْد ُعو َنا ِإ َل ْي ِه َو ِفي‬ ‫اب َف ْاع َملْ ِإ َّن َنا َعا ِم ُلونَ [‪ُ ]5‬قلْ‬ ‫آذَا ِن َنا َو ْق ٌر َو ِمن َب ْي ِن َنا َو َب ْي ِن َك ِح َج ٌ‬ ‫يموا‬ ‫ِإ مَّ َنا َأ َنا َبشَ ٌر ِّم ْث ُل ُك ْم ُي َ‬ ‫وحى ِإ َل َّي َأ مَّ َنا ِإ َل ُه ُك ْم ِإ َل ٌه َو ِاح ٌد َف ْاس َت ِق ُ‬ ‫الز َكا َة‬ ‫ِإ َل ْي ِه َو ْاس َت ْغ ِف ُرو ُه َو َو ْي� ٌ�ل ِّل ْل ُم ْش ِر ِك َني [‪ ]6‬ا َّل ِذ َين اَل ُي ْؤتُونَ َّ‬ ‫َو ُهم ب آِْال ِخ َر ِة ُه ْم َكا ِف ُرونَ [‪... ]7‬إلى أن قرأ‪ُ ...:‬ث َّم ْاس َت َوى ِإ َلى‬ ‫الس َماء َو ِه َي ُد َخا ٌن َفق َ‬ ‫َال َل َها َو ِل أْ َل ْر ِض ِا ْئ ِت َيا َط ْو ًعا َأ ْو َك ْر ًها َقا َل َتا‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َأ َت ْي َنا َطا ِئ ِع َني [‪َ ]11‬فق ََضا ُه َّن َس ْب َع َس َما َو ٍات ِفي َي ْو َم نْ ِي َوأ ْو َحى ِفي‬ ‫ِيح َو ِحف ًْظا َذ ِل َك َتق ِْد ُير‬ ‫ُك ِّل َس َماء َأ ْم َر َها َو َز َّي َّنا َّ‬ ‫الس َماء الدُّ ْن َيا بمِ َ َصاب َ‬ ‫يم [‪َ ]12‬ف ِإنْ َأ ْع َر ُضوا َفقُلْ َأ َنذ ْر ُت ُك ْم َصا ِع َق ًة ِّم ْثلَ َصا ِع َق ِة‬ ‫ا ْل َع ِز ِيز ا ْل َع ِل ِ‬ ‫َعادٍ َو َث ُمو َد [‪.}]13‬‬

‫‪54‬‬

‫أنصت عتبة‪ ،‬وألقى بيدهخلف ظهره معتمدا عليها يستمع‪،‬حتى‬ ‫انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم للسجدة فسجد فيها‪ .‬ثم‬ ‫ق��ال‪ « :‬قد سمعت يا أب��ا الوليد ما سمعت فأنت وذاك!»‪ ،‬فقام‬ ‫عتبة إلى أصحابه فقال بعضهم لبعض‪( :‬نحلف بالله لقد جاءكم‬ ‫أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به!)‪ ،‬فلما جلس إليهم قالوا‪:‬‬ ‫(ما وراءك يا أبا الوليد؟)‪ ،‬فقال‪( :‬والله لقد تعلمون أني من أكثر‬ ‫قريش ماال‪ ،‬ولكني ملا قصصت عليه القصة أجابني بشيء والله‬ ‫ما هو بشعر وال كهانة وال سحر)؛ ثم تال عليهم ما سمع منه إلى‬ ‫قوله‪« :‬مثل صاعقة عاد وثمود»‪ ،‬ثم قال‪( :‬وأمسكت بفيه وناشدته‬ ‫بالرحم أن يكف‪ ،‬وقد علمتم أن محمدا إذا قال شيئا لم يكذب‪،‬‬ ‫فوالله لقد خفت أن ينزل بكم العذاب؛ [يعني الصاعقة]‪ .‬يا معشر‬ ‫في‪ ،‬خلوا بني هذا الرجل وبني ما هو‬ ‫قريش أطيعوني واجعلوها َّ‬ ‫فيه واعتزلوه‪ ،‬فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ! فإن تصبه‬ ‫العرب فقد كفيتموه بغيركم‪ ،‬وإن يظهر على العرب فملكه ملككم‬ ‫وعزه عزكم وكنتم أسعد الناس به)‪ ،‬قالوا‪( :‬سحرك والله يا أبا‬ ‫الوليد بلسانه!)‪ ،‬فقال‪( :‬هذا رأيي لكم فاصنعوا ما بدا لكم)‪.‬‬ ‫الرواية الثالثة‪-:‬قرأ النبي صلى الله عليه وسلم يوم ًا من‬‫يم حم [‪َ ]1‬ت ِنز ُيل ا ْل ِك َت ِ‬ ‫اب‬ ‫الر ْح ِ‬ ‫الر ِح ِ‬ ‫من َّ‬ ‫سورة غافر‪{ :‬ب ِْس ِم الل ِه َّ‬ ‫يم [‪ ]2‬غَا ِف ِر َّ‬ ‫نب َو َقاب ِِل ال َّت ْو ِب شَ ِد ِيد ا ْل ِعق ِ‬ ‫َاب‬ ‫الذ ِ‬ ‫ِم َن ال َّل ِه ا ْل َع ِز ِيز ا ْل َع ِل ِ‬ ‫ِذي َّ‬ ‫ير [‪ .}]3‬فسمعه الوليد بن املغيرة‬ ‫الط ْولِ اَل ِإ َل َه ِإ اَّل ُه َو ِإ َل ْي ِه ا مْلَ ِص ُ‬ ‫يقرؤها‪ ،‬فقال لقومه ‪( :‬والله لقد سمعت منه كالما ما هو من كالم‬ ‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫والسنة‬

‫قرآن‬

‫اإلنس وال من كالم اجلن‪ ،‬وإن له حلالوة‪ ،‬وإن عليه لطالوة‪ ،‬وإن‬ ‫أعاله ملثمر‪ ،‬وإن أسفله ملغدق‪ ،‬وإنه ليعلو وال يعلى عليه‪ ،‬وما يقول‬ ‫هذا بشر)‪.‬‬ ‫وعندما ختم رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة النجم بآية‬ ‫السجدة‪ ،‬سجد النبي واملسلمون ولم يتمالك املشركون أنفسهم‬ ‫فسجدوا معهم‪ ،‬من شدة تأثرهم بكالم الله عز ّ‬ ‫وجل‪.‬‬ ‫وال يستخفن أحد بأهل األدب في اجلاهلية فقصائد املعلقات‬ ‫السبع يشهدن على مستوى البالغة والفصاحة في اجلاهلية‪،‬‬ ‫وكمثال على رفاهة حسهم وبالغة شعرهم‪ ،‬ومن ذلك ما ذكره‬ ‫الرافعي من استدراك اخلنساء على حسان بن ثابت في شعر‬ ‫أنشده بعكاظ‪ ،‬قال فيه‪:‬‬ ‫لنا اجلفنات الغر يلمعن بالضحى ‪ ...‬وأسيافنا يقطرن من‬ ‫جندة دما‬ ‫ولدنا بنى العنقاء وابن محرق ‪ ...‬فأكرم بنا خاال وأكرم بنا‬ ‫ابنما‬ ‫فقالت اخل�ن�س��اء‪( :‬ض�ع��ف اف�ت�خ��ارك‪ ،‬وأب��رزت��ه ف��ي ثمانية‬ ‫مواضع)‪ ،‬قال‪( :‬وكيف؟)‪ ،‬قالت‪( :‬قلت»لنا اجلفنات» واجلفنات‬ ‫م��ادون العشر‪ ،‬فق ّللت العدد‪ ،‬ول��و قلت « اجلفان» لكان أكثر‪،‬‬ ‫وقلت‪« :‬الغر» والغرة البياض في اجلبهة‪ ،‬ولو قلت‪»:‬البيض» لكان‬ ‫أكثر اتساعا‪ ،‬وقلت ‪»:‬يلمعن» واللمع شيء يأتي بعد الشيء‪ ،‬ولو‬ ‫قلت «يشرقن» لكان أكثر‪ ،‬ألن اإلشراق أدوم من اللمعان‪ ،‬وقلت‪:‬‬ ‫«بالضحى» ولو قلت‪« :‬بالعشية» لكان أبلغ في املديح‪ ،‬ألن الضيف‬ ‫بالليل أكثر طروقا‪ ،‬وقلت‪« :‬أسيافنا»‪ ،‬واألسياف دون العشر‪ ،‬ولو‬ ‫قلت‪« :‬سيوفنا» كان أكثر‪ ،‬وقلت ‪»:‬يقطرن» فدللت على قلة القتل‪،‬‬ ‫ولو قلت‪»:‬يجرين» لكان أكثر‪ ،‬النصباب الدم‪ ،‬وقلت «دما» والدماء‬ ‫أكثر من الدم‪ ،‬وفخرت مبن ولدت‪ ،‬ولم تفتخر مبن ولدوك)‪.‬‬ ‫ولم يحدث مثل ذلك أو أقل منه في آية أو حتى كلمة من القرآن‬ ‫رغم كثرة دواعي القوم للطعن واملعارضة‪.‬‬ ‫ويتساءل أعالم اللغة العربية دوم ًا ‪ ،‬عن هذا السر املتجدد في‬ ‫القرآن‪ ،‬أين يكمن اإلعجاز واللغة لغة‪ ،‬وهي في متناول اجلميع؟‬ ‫وملاذا صمت أدباء العصر اجلاهلي إزاء هذا الكالم الغض‪ ،‬وقد‬ ‫فسحت لهم الساحات واملنابر ودفعت لهم األموال وخصصت لهم‬ ‫األعطيات‪ ،‬يقول اإلمام اجلرجاني في «الدالئل»‪:‬‬ ‫(ما هذا الذي جتدد بالقرآن من عظيم املزية‪ ،‬وباهر الفضل‪،‬‬ ‫والعجيب من الوصف‪ ،‬حتى أعجز اخللق قاطبة‪ ،‬وحتى قهر من‬

‫في القرآن‬

‫البلغاء والفصحاء ال ُق َوى وال ُق َدر‪ ،‬وقيد اخلواطر والفِ َكر‪ ،‬وحتى‪،‬‬ ‫خرست الشقاشق وعدِ م نطق الناطق‪ ،‬وحتى لم يجر لسان‪ ،‬ولم‬ ‫ُينب بيان‪ ،‬ولم يساعد إمكان‪ ،‬ولم ينقدح ألحد منهم زند‪ ،‬ولم ميض‬ ‫له حد‪ ،‬وحتى أسال الوادي عليهم عجز ًا‪ ،‬وأخذ منافذ القول عليهم‬ ‫أخذ ًا؟ ‪.)...‬‬ ‫ونستشهد بقول اجلاحظ في ذكره إلعجاز القرآن‪ ،‬قال‪( :‬ولو‬ ‫أن رج ًال قرأ على رجل من خطبائهم وبلغائهم سورة قصيرة أو‬ ‫طويلة‪ .‬لتبني له في نظامها ومخرجها من لفظها وطابعها أنه عاجز‬ ‫عن مثلها‪ ،‬ولو حتدى بها أبلغ العرب ألظهر عجزه عنها)‪.‬‬ ‫ولهذا ظهرت حماقة مسيلمة الكذاب حني أراد أن يحاكي‬ ‫القرآن باللفظ وعجز عن املعنى ال��ذي لم يستقم له فقال‪( :‬إنا‬ ‫أعطيناك اجلواهر‪ ،‬فصل لربك وجاهر‪ ،‬وقوله والطاحنات طحن ًا‪،‬‬ ‫وقوله‪ :‬الفيل ما الفيل وما ادراك ما الفيل له ذنب قصير وخرطوم‬ ‫طويل‪ .) ..‬ولهذا حتدى املولى تعالى أن يأتي أحدهم بسورة تشابه‬ ‫القرآن فقال في سورة يونس‪.‬‬

‫والسنة‬

‫قرآن‬

‫ِّمن ُد ِ‬ ‫ون ال ّل ِه ِإن ُكن ُت ْم َصا ِد ِق َني [‪.}]38‬‬ ‫فإذا كان القرآن الكرمي قد أعجز أهل األدب في اجلاهلية‪،‬‬ ‫وخضع له األدب ��اء الالحقون‪ ،‬فكيف يسمح اجلاهلون باللغة‬ ‫كالم فوق مستوى فهمهم وعلمهم‪،‬‬ ‫ألنفسهم بأن يتطاولوا على ٍ‬ ‫وكيف نسمح ألنفسنا بأن نسمع لهم ونحترم ونردد رأيهم؟ أبالله‬ ‫يستخفون؟ أم بالدين يستهزئون قال تعالى‪[ :‬إنه لقول فصل وما‬ ‫هو بالهزل]‪ .‬وفقنا الله وإياكم إذا قريء القرآن أن نسمع‪ ،‬ونعتبر‬ ‫منه فنخشع‪ ،‬ونذعن له ونخضع‪ .‬فنفهم مغزى قوله تعالى في‬ ‫سورة احلشر‪َ { :‬ل ْو َأ َنز ْل َنا َه َذا ا ْلق ُْرآنَ َع َلى َج َب ٍل َّل َر َأ ْي َت ُه َخ ِ‬ ‫اش ًعا‬ ‫ُّم َت َصدِّ ًعا ِّم ْن َخ ْش َي ِة ال َّل ِه َو ِت ْل َك أْ َ‬ ‫اس َل َع َّل ُه ْم‬ ‫ال ْم َث ُال َن ْض ِر ُب َها ِلل َّن ِ‬ ‫َي َتف ََّك ُرونَ [‪ .}]21‬ففي كل مرة يستمع فيها ٍاله أو غافل إلى‬

‫آيات القرآن‪ ،‬فيرتعد ويتعظ إعجاز جديد‪ ،‬ألن هذا الكالم البليغ‬ ‫يلقى ص��داه عند من فقه اللغة وع��رف متانة األسلوب اإللهي‬ ‫وفرادته‪ .‬فهنيئ ًا ملن سمع أو قرأ فوقرت في قلبه خشية اخلالق‪،‬‬ ‫وارتعدت فرائصه إشفاق ًا على نفسه ورغبة في وصل ما انقطع‬ ‫{ َأ ْم َيقُو ُلونَ ا ْف َت َرا ُه ُقلْ َف ْأ ُتو ْا ب ُِسو َرةٍ ِّم ْث ِل ِه َوا ْد ُعو ْا َم ِن ْاس َت َط ْع ُتم مع مواله‪.‬‬

‫بعد السبق القرآني‬

‫سبق علمي لباحث لبناني‬ ‫القرن العشرين‪ ،‬أما القيمة االضافية للبحث فقد جاءت في‬ ‫احلقيقة العلمية اجلديدة وهي االزدياد في سرعة هذا التوسع‬ ‫والذي حققه بعد ذلك فريق من العلماء االميركيني وهم‪« :‬سول‬ ‫بيرملاتر» و»بريان شميت» و»آدم ريس»‪ ،‬وقد حصلوا بذلك على‬ ‫جائزة نوبل للفيزياء في العام املنصرم ‪ ،2011‬أي بعد نشر‬ ‫مجلة اإلعجاز هذه النتيجة العلمية بسنة ونيف‪.‬‬ ‫وف��ي ه��ذه امل��رة ك��ان السبق العلمي‪ ،‬بعد السبق‬ ‫القرآني‪ ،‬للباحث اللبناني األس�ت��اذ الدكتور خالد‬ ‫ح�س�ين‪ ،‬حفظه ال �ل��ه‪ ،‬وك��ان السبق اإلع�لام��ي ملجلة‬ ‫اإلع�ج��از ال �ص��ادرة ع��ن منتدى اإلع�ج��از العلمي في‬ ‫القرآن والسنة في لبنان‪.‬‬

‫نشرت مجلة اإلعجاز في عددها الثالث عشر في ربيع‬ ‫‪2010‬م‪ .‬ص‪ 34‬وص‪ 35‬بح ًثا علم ًيا مبن ًيا على التجربة‬ ‫والقياس الدقيق بعد رصد في فرنسا ملشاهدات فلكية تخص‬ ‫جنوم ومجرات بعيدة أثبتت متدد الكون وتسارعه املذهل في‬ ‫ذلك‪ ،‬وركزت على نتيجة جديدة وعلى حقيقة علمية إضافية ذات‬ ‫قيمة عالية أال وهي اإلزدياد في سرعة هذا التوسع‪.‬‬ ‫جاء في العدد املذكور من مجلة اإلعجاز‪ ،‬وحتت عنوان‪:‬‬ ‫«متدد الكون ظاهرة علمية وإعجاز قرآني بالتجربة والقياس»‬ ‫للباحث األس�ت��اذ الدكتور خالد حسني* مانصه‪« :‬تبينّ أن‬ ‫سرعة تباعد ه��ذه امل�ج��رة نتيجة مت��دد ال�ك��ون ت�ع��ادل سرعة‬ ‫تقارب ستة آالف كلم في الثانية أي ما يعادل ‪ 28‬كلم في‬ ‫ ‬ ‫توسع ‪-----------------‬‬ ‫الثانية لكل مليون سنة ضوئية مما يؤكد االستمرار في ّ‬ ‫* باحث وأستاذ محاضر في كلية العلوم‪ ،‬اجلامعة اللبنانية‪ .‬وأستاذ‬ ‫التوسع نتيجة تضاؤل قوى‬ ‫الكون واإلزدي��اد في سرعة هذا‬ ‫ّ‬ ‫اإلعجاز العلمي في القرآن والسنة في جامعة اجلنان في طرابلس‪.‬‬ ‫اجلاذب ّية بني املج ّرات كلما تباعدت عن بعضها البعض»‪.‬‬ ‫ومستشار في الهيئة اإلداري��ة ملنتدى اإلعجاز العلمي في القرآن‬ ‫كانت ظاهرة التوسع معلومة لدى علماء الغرب منذ بداية‬ ‫والسنة في لبنان‪.‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪55.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫ّ‬ ‫طب‬

‫الشيخوخة‪ :‬أسرارها الطبية‬ ‫وأهدافها الروحية‬ ‫اس ِإنْ ُك ْن ُت ْم ِفي َر ْي ٍب ِم َن ا ْل َب ْع ِث‬ ‫قال تعالى ‪َ { :‬يا َأ ُّي َها ال َّن ُ‬ ‫َف ِإنَّا َخ َل ْق َن ُ‬ ‫اك ْم ِم ْن ُت َر ٍاب ُث َّم ِم ْن ُن ْطفَةٍ ُث َّم ِم ْن َع َلقَةٍ ُث َّم ِم ْن ُم ْضغَةٍ‬ ‫ُمخَ َّلقَةٍ َوغَ ْي ِر ُمخَ َّلقَةٍ ِل ُن َب نِّ َي َل ُك ْم َو ُن ِق ُّر ِفي أْ َ‬ ‫ال ْر َحا ِم َما نَشَ ا ُء ِإ َلى‬ ‫َأ َج ٍل ُم َس ّم ًى ُث َّم نُخْ ِر ُج ُك ْم ِط ْف ًال ُث َّم ِل َت ْب ُل ُغوا َأشُ دَّ ُك ْم َو ِم ْن ُك ْم‬ ‫َم ْن ُي َت َو َّفى َو ِم ْن ُك ْم َم ْن ُي َر ُّد ِإ َلى َأ ْرذَلِ ا ْل ُع ُم ِر ِل َك ْيال َي ْع َل َم َم ْن َب ْع ِد‬ ‫ِع ْل ٍم شَ ْيئ ًا َو َت َرى أْ َ‬ ‫ال ْر َض َها ِم َد ًة َف ِإذَا َأ ْن َز ْل َنا َع َل ْي َها مْالَا َء ْاه َت َّز ْت‬ ‫يج} (سورة احلج‪.)5:‬‬ ‫َو َر َب ْت َو َأ ْن َب َت ْت ِم ْن ُك ِّل َز ْو ٍج َبهِ ٍ‬

‫أرذل العمر أو الشيخوخة هي املرحلة األخيرة من حياة‬ ‫اإلنسان الذي قدر له أن يطول عمره ويتخطى مرحلة القوة‬ ‫والشدة والنضوج‪ ،‬وقد حدد القرآن املرحلة التقريبية التي‬ ‫يصل فيها اإلنسان إلى ذروة قوته وفعاليته‪ ،‬حيث قال تعالى‬ ‫في سورة األحقاف‪{ :‬حتى ِإذَا َب َل َغ َأشُ دَّ ُه َو َب َل َغ َأ ْر َب ِع َني َس َن ًة‬

‫َق َ‬ ‫ال َر ِّب َأ ْوز ِْع ِني َأنْ َأشْ ُك َر ِن ْع َم َت َك ا َّل ِتي َأ ْن َع ْم َت َع َل َّي َو َع َلى‬ ‫َوا ِل َد َّي َو َأنْ َأ ْع َملَ َص حِال ًا َت ْر َضا ُه} (االحقاف‪.)15:‬‬

‫إعداد‪ :‬سعد عواد احللبوسي*‬ ‫من (‪ )36‬مليون انقباض واسترخاء‪ ،‬فلنتصور ذلك العبء‬ ‫الذي يقوم به على مر السنني‪ ،‬إن كفاءته ستنخفض حتم ًا‬ ‫وبالتالي سينخفض معدل ورود الدم إلى األنسجة األخرى‪،‬‬ ‫ومنها الكلية التي تفرز مادة الرينني لتزيد ضغط الدم في‬ ‫محاولة منها لرفع معدل ورود ال��دم إليها وهكذا يدخل‬ ‫اجلسم في حلقة مغلقة ت��ؤدي إلصابة اإلنسان بارتفاع‬ ‫الضغط عندما يتقدم في السن‪ .‬إن هبوط كفاءة أي عضو‬ ‫هو انعكاس لهبوط كفاءة الوحدات التي تكونه‪ ،‬والوحدات‬ ‫احليوية الوظيفية في أي عضو هي اخلاليا‪ ،‬فماذا وجد‬ ‫العلماء وهم يبحثون عن أسباب الشيخوخة على مستوى‬ ‫اخللية ؟‬ ‫الواقع أن ملخص ما وصلوا إليه أن اخلاليا ال تستطيع‬ ‫أن تتخلص متام ًا من جميع النفايات وجميع بقايا التفاعالت‬ ‫التي جت��ري بداخلها‪ ،‬فتتجمع تلك النفايات على شكل‬ ‫جزيئات‪ ،‬قد تكون نشيطة أحيان ًا فتتحد بوحدات اخللية‬ ‫احليوية كمصانع اخللية ( الشبكة السيتوبالسمية) ‪...‬‬ ‫ويؤدي هذا االحتاد إلى نقص فعالية هذه الوحدات وبالتالي‬ ‫فعالية اخللية ككل‪ ،‬وتسير هذه العملية ببطء شديد‪ ،‬فال تظهر‬ ‫آثارها إال على مدى سنوات طويلة ‪ ...‬وهكذا يدخل اجلسم‬ ‫في مرحلة الضعف ببطء بعد أن ترك تلك املرحلة حيث كان‬ ‫طف ًال‪ ،‬ثم دخل في مرحلة القوة والشباب‪ ،‬حتى أن زاوية‬ ‫الفك السفلي تكون منفرجة عند األطفال‪ ،‬ثم تصبح قائمة‬ ‫أو حادة عند الشباب‪ ،‬ثم تعود لتصبح منفرجة عند الكهولة‬ ‫كما كانت وقت الطفولة‪ ،‬وصدق الله إذ يقول‪{ :‬ال َّل ُه ا َّل ِذي‬

‫يشعر الذين تخطوا سني عمرهم اخلمسني أو فوق‪،‬‬ ‫أن كل شيء فيهم يتغير ويهبط‪ ،‬ويتمرد عليهم النظام الذي‬ ‫كان يسري في أجسامهم قبل ذلك‪ ،‬ونرى بصمات السنني‬ ‫قد تركت آث��اره��ا على ظاهرهم وباطنهم‪ ،‬فبشرة اجللد‬ ‫الغضة اللينة أصبحت متجعدة ومتهدلة ‪ ،‬وحتولت سوداء‬ ‫الشعر إل��ى ب�ي�ض��اء‪ ،‬وب ��رزت ع��روق األط� ��راف‪ ،‬وضعف‬ ‫البصر وزاغ‪ ،‬وانخفضت كفاءة السمع‪ ،‬ونقصت معدالت‬ ‫اإلستقالب العامة(‪.)1‬‬ ‫ولقد وجد العلماء أن معدل هذا التدهور يتراوح بني (‬ ‫‪ ) %1 ،3 ، 0،5‬في كل عام‪ .‬وكمثال‪ ،‬فإن القلب يقوم في‬ ‫الدقيقة الواحدة ( ‪ ) 80 70‬عملية انقباض واسترخاء‪َ ،‬خ َلق َُك ْم ِم ْن َض ْع ٍف ُث َّم َج َعلَ ِم ْن َب ْع ِد َض ْع ٍف ُق َّو ًة ُث َّم َج َعلَ ِم ْن‬ ‫وفي اليوم أكثر من مائة ألف انقباض‪ ،‬وفي العام أكثر َب ْع ِد ُق َّوةٍ َض ْعف ًا َوشَ ْي َبةً} (الروم‪.)54:‬‬

‫‪56‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫في القرآن‬

‫وهناك شيء آخر‪ ،‬هو أن خاليا اجلسم تكون في حالة‬ ‫جتدد مستمر‪ ،‬عن طريق عمليات الهدم والبناء فتتغلب‬ ‫عمليات البناء أو التعمير ف��ي النصف األول م��ن حياة‬ ‫اإلنسان ثم تتوازى عمليات البناء مع عمليات الهدم‪ ،‬وفي‬ ‫النصف األخير من احلياة تتغلب عمليات الهدم أو التنكس‬ ‫على عمليات التعمير وه��ذا م��ا يفسر لنا سرعة التئام‬ ‫الكسور واجلروح عند الصغار‪ ،‬و بطئها عند املسنني(‪،)2‬‬ ‫وهكذا تتضح لنا روعة هذه اآلية القرآنية‪َ { :‬و َم ْن ُن َع ِّم ْر ُه‬ ‫ُن َن ِّك ْس ُه ِفي خْ َ‬ ‫ال ْل ِق َأ َفال َي ْع ِق ُلونَ } ( ّيـس‪.)68:‬‬ ‫وهي تبني لنا حقيقة علمية ثابتة‪ .‬وسنة حيوية تقوم‬ ‫عليها كل عمليات الكائنات احلية على اإلطالق‪ .‬أما بالنسبة‬ ‫للخاليا العصبية والعضلية فإنها ال تتجدد‪ ،‬وكل خلية‬ ‫متوت يفقدها اجلسم ويشغل النسيج الليفي مكانها‪.‬‬ ‫ وإذا ن�ظ��رن��ا ب��امل�ج�ه��ر اإلل �ك �ت��رون��ي إل ��ى داخل‬ ‫اخلاليا  الهرمة‪ ،‬فإنه سيرينا ترسبات أطلق عليها بعض‬ ‫العلماء اس��م أصباغ الشيخوخة‪ ،‬وه��ي م��واد كيميائية‬ ‫تتجمع في خاليا املخ والعضالت وتكسبها لون ًا خاص ًا‪،‬‬ ‫وه��ي ع �ب��ارة ع��ن ب��روت�ي�ن��ات وأش �ب��اه ب��روت�ي�ن��ات ودهون‬ ‫متأكسدة هذه املواد تتشابك أحيان ًا لتشكل شبكة على مر‬ ‫األيام وكأنها خيوط العنكبوت التي تكبل اخللية وتسير بها‬ ‫إلى النهاية التي ال مفر منها‪ ،‬أال وهي املوت(‪.)3‬‬ ‫وإذا ما خرجنا من اخللية إلى رحب احلياة الواسع‪،‬‬ ‫جن��د أن م��وت الكائنات ه��و ض ��رورة الب��د منها‪ ،‬لتتالي‬ ‫األجيال‪ ،‬وإال فلو تصورنا استمرار احلياة في الكائنات‬ ‫املوجودة حالي ًا‪ ،‬النعدمت عناصر احلياة‪ ،‬وملا أتيح لألجيال‬

‫والسنة‬

‫ّ‬ ‫طب‬

‫الالحقة فرصة احلياة والوجود وقد أشار القرآن الكرمي‬ ‫إلى حتمية املوت في مواضع عدة منها قوله تعالى‪ُ :‬‬ ‫{ك ُّل‬ ‫َنف ٍْس ذَا ِئ َق ُة مْالَ ْو ِت َو ِإ مَّ َنا ُت َو َّف ْونَ ُأ ُجو َر ُك ْم َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِة} (آل‬ ‫عمران‪ .)185:‬ويقول مخاطب ُا الرسول محمد عليه الصالة‬ ‫والسالم في سورة األنبياء‪َ { :‬و َما َج َع ْل َنا ِل َبشَ ٍر ِم ْن َق ْب ِل َك‬ ‫خْ ُ‬ ‫ال ْل َد َأ َف ِإنْ ِم َّت َف ُه ُم خْ َ‬ ‫الا ِل ُدونَ } (االنبياء‪.)34:‬‬ ‫ويسخر الله من الذين يبحثون عن مهرب من املوت أو‬ ‫عن منجى منه بقوله‪َ { :‬أ ْي َن َما َت ُكو ُنوا ُي ْدر ِْك ُك ُم مْالَ ْو ُت َو َل ْو‬ ‫وج ُمشَ َّي َدةٍ } (النساء‪.)78:‬‬ ‫ُك ْن ُت ْم ِفي ُب ُر ٍ‬ ‫ إذن فحكمة الله سبحانه في حتمية الشيخوخة‬ ‫وامل ��وت‪ ،‬ه��ي أن اإلن�س��ان مهما ع َّمر م��ن عمر‪ ،‬سيشعر‬ ‫بالتقهقر‪ ،‬حيث يقول تعالى ف��ي س��ورة ف��اط��ر‪َ { :‬أ َو َل � ْ�م‬ ‫ُن َع ِّم ْر ُك ْم َما َي َت َذ َّك ُر ِفي ِه َم ْن َت َذ َّك َر َو َجا َء ُك ُم ال َّن ِذ ُير}‪ ،‬أي‬ ‫الشيب‪ ،‬وأن املوت ليس نهاية املطاف بل سينتقل بعدها‬ ‫إل��ى ال��دار اآلخ��رة مخلفا وراءه كل ما جمعه من حطام‬ ‫الدنيا‪ ،‬واملوفق من استعد ملا سيأتي‪.‬‬

‫‪---------------‬‬‫* باحث وأكادميي عراقي متخصص في اإلعجاز القرآني‪( .‬والشكر‬ ‫لألستاذ حسن محمد امل�ص��ري أم�ين مكتبة جامعة اجل�ن��ان في‬ ‫طرابلس لبنان إلرساله املقال إلى مجلة اإلعجاز)‪.‬‬

‫ اعتمدنا في نقل املعلومات العلمية على املصادر التالية ‪:‬‬ ‫(‪ )1‬راجع ‪ :‬تفسير اآليات الكونية في القران الكرمي ‪ ,‬الدكتور زغلول‬ ‫النجار ‪ ,‬مكتبة الشرق األوسط ‪ ,‬ط‪172 – 167/2 . 2010 – 2‬‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪ )2‬مقال للدكتور عبد احملسن صالح  مجلة الفيصل العدد ‪. 15‬‬ ‫(‪ )3‬مقال للدكتور أحمد حسني القفل مجلة الوعي اإلسالمي عدد‬ ‫‪.185‬‬

‫« اإلعـجـاز» دينية علمية غير سياسية‬ ‫• تبحث في إعجاز َْي القرآن الكرمي والسنة النبوية الشريفة‪.‬‬ ‫• يساهم في إعدادها باحثون ومفكرون لبنانيون‪.‬‬ ‫• ال تتوخى الربح واالشتراك فيها مجاني‪.‬‬ ‫• ما على الراغبني باحلصول على نسخة منها سوى مراجعة مركز املنتدى وتزويده باسم الشخص أو‬ ‫املؤسسة مع ذكر العنوان ورقم الهاتف‪ .‬اشترك مجانًا في مجلة اإلعجاز تصل إلى عنوانك‪.‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪57.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫سيرة‬

‫خير خلق الله‬ ‫‪ -21‬رفقه صلى الله عليه وسلم بأمته‬ ‫بقلم أ‪.‬ع‪.‬‬

‫‪58‬‬

‫احلمد لله والصالة والسالم على رس��ول الله‪ ،‬يقول الله‬ ‫تعالى في سورة التوبة‪َ { :‬لق َْد َجا َء ُك ْم َر ُس ٌ‬ ‫ول ِم ْن َأ ْنف ُِس ُك ْم َع ِزي ٌز‬ ‫يص َع َل ْي ُك ْم بِا مْلُ ْؤ ِم ِن َني َر ُء ٌ‬ ‫يم}‪ .‬وسنعرض‬ ‫َع َل ْي ِه َما َع ِن ُّت ْم َح ِر ٌ‬ ‫وف َر ِح ٌ‬ ‫في هذا العدد بعض ًا مما كان في قلب رسول الله صلى الله عليه‬ ‫وسلم من رحمة وفي أعماله من رأفة جتاه أمته عامة واملؤمنني‬ ‫بصورة خاصة‪ ،‬مصداق ًا لكالم الله الكرمي‪.‬‬ ‫فيروي الصحابي َجا ِب ٍر بن عبد الله رضي الله عنه بعد أن‬ ‫عجز عن ترويض بعيره في إحدى الغزوات‪ ،‬حيث برك َقا َل‪...( :‬‬ ‫ان َر ُس ُ‬ ‫ول ال َّل ِه َص َّلى الل ُه َعلَ ْي ِه َو َس َّل َم فِ ي ِ‬ ‫آخ ِرنَا‪ ،‬فِ ي ُأخْ َر َي ِ‬ ‫ات‬ ‫َو َك َ‬ ‫الضعِ َ‬ ‫َّاس‪َ ،‬ف ُيز ِْجي َّ‬ ‫يف‪َ ،‬و ُي ْردِ ُف‪َ ،‬و َي ْد ُعو لَ ُه ْم‪َ ،‬فا ْن َت َهى ِإلَ َّي َو َأنَا‬ ‫الن ِ‬ ‫َأ ُق ُ‬ ‫ول‪َ :‬يالَ ْه َف ُأ َّمتَا ُه َو َما زَا َل لَنَا ن ِ‬ ‫َاض ُح َس ْوءٍ َف َقا َل‪َ « :‬م ْن َه َذا؟»‬ ‫ُقلْ ُت‪َ :‬أنَا َجا ِب ٌر‪ِ ،‬ب َأ ِبي َو ُأ ِّمي َيا َر ُسو َل ال َّلهِ‪َ ،‬قا َل‪َ « :‬ما َشأْن َُك؟» ُقلْ ُت‪:‬‬ ‫َأ ْع َيى ن ِ‬ ‫َاض ِحي‪[،‬أي أتعبني وعجزت عنه]‪َ ،‬ف َقا َل‪َ « :‬أ َم َع َك َع ًصا؟»‬ ‫ُقلْ ُت‪َ :‬ن َع ْم‪َ ،‬ف َض َر َبهُ‪ُ ،‬ث َّم َب َع َثهُ‪ُ ،‬ث َّم َأنَاخَ هُ‪َ ،‬و َوطِ َئ َعلَى ذِ َراعِ هِ‪َ ،‬و َقا َل‪:‬‬ ‫اس َت ْغ َف َر لِي‬ ‫«ا ْر َك ْب»‪َ ،‬ف َركِ ْب ُت‪َ ،‬ف َسا َي ْر ُتهُ‪َ ،‬ف َج َع َل َج َملِي َي ْس ِب ْقهُ‪َ ،‬ف ْ‬ ‫ين َم َّر ًة‪َ ،‬ف َقا َل لِي‪َ « :‬ما [كم] َت َر َك َع ْب ُد ال َّل ِه‬ ‫ِتلْ َك ال َّل ْيلَ َة خَ ْم ًسا َوعِ ْش ِر َ‬ ‫مِ َن الْ َولَدِ ؟» [ َي ْعنِي َأ َبا ُه وكان قد استشهد في غزوة أحد]‪ُ ،‬قلْ ُت‬ ‫َس ْب َع ن ِْس َو ٍة‪[،‬أي أمه وأخواته]‪َ ،‬قا َل‪َ « :‬أ ْت َر َك َعلَ ْي ِه َد ْينًا؟» ُقلْ ُت‪َ :‬ن َع ْم‪،‬‬ ‫َقا َل‪َ « :‬ف ِإ َذا قَدِ ْم َت المْ َدِ ي َن َة َفقَاطِ ْع ُه ْم‪َ ،‬ف ِإ ْن َأ َب ْوا َف ِإ َذا َح َض َر ِج َدا ُد‬ ‫نَخْ ِل ُك ْم فَآذِ ِّني» [أي أعلمني]‪َ ،‬و َقا َل لِي‪َ « :‬ه ْل َت َز َّو ْج َت؟» ُقلْ ُت‪َ :‬ن َع ْم‪،‬‬ ‫«م ْن؟» ُقلْ ُت‪ِ :‬ب ُفلاَ َن َة ِبن ِْت ُفلاَ ٍن‪ِ ،‬ب َأيمِّ ٍ َكان َْت ِبالمْ َدِ ي َنةِ‪َ ،‬قا َل‪:‬‬ ‫َقا َل‪ :‬مِ َّ‬ ‫« َف َهلاَّ َفتَا ًة ُتلاَ عِ ُب َها َو ُتلاَ عِ ُب َك؟» ُقلْ ُت‪َ :‬يا َر ُس��و َل ال َّل ِه ُك َّن عِ نْدِ ي‬ ‫ن ِْس َو ٌة ُخ� ْرقٌ ‪َ ،‬ي ْعنِي َأخَ َوا ِتهِ‪َ ،‬ف َك ِر ْه ُت َأ ْن آ ِت َي ُه َّن ِبا ْم َر َأ ٍة خَ ْر َقا َء‪،‬‬ ‫َف ُقلْ ُت‪َ :‬هذِ ِه َأ ْج َم ُع لأِ َ ْم� ِ�ري‪َ ،‬قا َل‪َ « :‬ف َق ْد َأ َص ْب َت َو َر َش � ْد َت»‪َ ،‬ف َقا َل‪:‬‬ ‫« ِب ُك ِم ْ‬ ‫اش َت َر ْي َت َج َملَ َك؟» ُقلْ ُت‪ِ :‬بخَ ْم ِس َأ َو ٍاق مِ ْن َذ َه ٍب‪َ ،‬قا َل‪َ « :‬ق ْد‬ ‫َأخَ ْذنَا ُه»‪َ ،‬فلَ َّما قَدِ َم المْ َدِ ي َن َة َأ َت ْي ُت ُه ِب جْ َ‬ ‫ال َملِ َف َقا َل‪َ « :‬يا ِبلاَ ُل َأ ْعطِ ِه‬ ‫ني ِب َها فِ ي َد ْينِ َع ْبدِ ال َّلهِ‪َ ،‬و ِز ْد ُه َثلاَ ًثا‬ ‫خَ ْم َس َأ ْو َر ٍاق مِ ْن َذ َه ٍب‪َ ،‬ي ْستَعِ ُ‬ ‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫َوا ْر ُد ْد َعلَ ْي ِه َج َملَهُ»‪َ ،‬قا َل‪َ « :‬ه ْل َق َ‬ ‫اط ْع َت ُغ َر َما َء َع ْبدِ ال َّلهِ؟»‪ُ ،‬قلْ ُت‪ :‬لاَ َيا‬ ‫َر ُسو َل ال َّلهِ‪َ ،‬قا َل‪َ « :‬أ َت َر َك َو َفا ًء؟» [هل ترك خلفه ما ًال يفي به دينه]‬ ‫ُقلْ ُت‪ :‬لاَ ‪َ ،‬قا َل‪« :‬لاَ َعلَ ْي َك‪ِ ،‬إ َذا َح َض َر ِج َدا ُد نَخْ ِل ُك ْم فَآذِ ِّني»‪َ ،‬فآ َذ ْن ُتهُ‪،‬‬ ‫ان َي ْط ُل ُب تمَْ ًرا‪َ ،‬و َفا ًء َو َبقِ َي‬ ‫اس َت ْو َفى ُك ُّل َغ ِر ٍمي َما َك َ‬ ‫َف َجا َء َف َد َعا لَنَا َف ْ‬ ‫لَنَا َما ُكنَّا نجَ ِ ُد َو َأ ْك َث ُر‪َ ،‬ف َقا َل َر ُس ُ‬ ‫ول ال َّل ِه َص َّلى الل ُه َعلَ ْي ِه َو َس َّل َم‪:‬‬ ‫«ا ْر َف ُعوا َولاَ تَكِ ي ُلوا»‪َ ،‬ف َر َف ْعنَا‪َ ،‬ف َأ َكلْنَا مِ ْن ُه َز َمانًا)‪.‬‬ ‫ول��م يكن خير البرية صلى الله عليه وسلم لينسى فقراء‬ ‫املسلمني من ٍب��ر أو صدقة فعن َأ ِب��ي ُه � َر ْي � َرةَ‪ ،‬رض��ي الله عنه‪،‬‬ ‫َقا َل‪َ ( :‬وال َّل ِه ا َّلذِ ي لاَ ِإلَ َه ِإلاَّ ُه َو ِإ ْن ُكن ُْت لأَ َ ُش ُّد الحْ َ َج َر َعلَى َب ْطنِي‬ ‫�وع‪َ ،‬و ِإ ْن ُكن ُْت لأَ َ ْعتَمِ ُد ِب َي َد َّي َعلَى الأْ َ ْر ِض مِ َن جْ ُ‬ ‫مِ َن جْ ُ‬ ‫وع‪،‬‬ ‫ال� ِ‬ ‫ال ِ‬ ‫ون فِ يهِ‪َ ،‬ف َم َّر ِبي َأ ُبو‬ ‫َولَ َق ْد َق َع ْد ُت َي ْو ًما َعلَى َط ِريقِ هِ ُم ا َّلذِ ي َيخْ ُر ُج َ‬ ‫َاب ال َّل ِه َع َّز َو َج َّل‪َ ،‬ما َأ ْس َأ ُل ُه َع ْن َها ِإلاَّ‬ ‫َب ْك ٍر‪َ ،‬ف َس َألْ ُت ُه َع ْن آ َي ٍة مِ ْن كِ ت ِ‬ ‫ِل َي ْس َت ْت ِب َعنِي‪َ ،‬ف َم َّر َولَ ْم َي ْف َع ْل‪ُ ،‬ث َّم َم َّر َأ ُبو الْ َق ِ‬ ‫اس ِم َص َّلى الل ُه َعلَ ْي ِه‬ ‫َو َس َّل َم‪َ ،‬ف َع َر َف َما فِ ي َنف ِْسي‪َ ،‬و َما فِ ي َو ْجهِ ي‪َ ،‬ف َت َب َّس َم َو َقا َل‪َ « :‬أ َبا‬ ‫اس َتأْ َذن َُت‪َ ،‬ف َأذِ َن لِي‪َ ،‬ف َو َج َد لَ َبنًا فِ ي‬ ‫هِ ٍّر الحْ َ قْ »‪َ ،‬فا َّت َب ْع ُتهُ‪َ ،‬ف َدخَ َل‪َ ،‬ف ْ‬ ‫َق َد ٍح‪َ ،‬ف َقا َل لأِ َ ْه ِلهِ‪َ « :‬أنَّى لَ ُك ْم َه َذا ال َّلبنَ ُ؟» َقا ُلوا‪َ :‬أ ْ َه��دا ُه لَ َك ُفلاَ نٌ‬ ‫الص َّفةِ‪َ ،‬فا ْد ُع ُه ْم لِي»‪َ .‬قا َل‪:‬‬ ‫َف َقا َل‪َ « :‬يا َأ َبا هِ ٍّر‪ ،‬ان َْطلِقْ ِإلَى َأ ْهلِ ُّ‬ ‫ض َي ُ‬ ‫الص َّف ِة َأ ْ‬ ‫ون ِإلَى‬ ‫اف الإْ ِ ْس�َل�اَ ِم‪ ،‬لاَ َي �أْ ُو َ‬ ‫َف َأ ْح َز َننِي َذ ِل� َ�ك‪َ ،‬و َأ ْه��لِ ُّ‬ ‫َأ ْه ٍل‪َ ،‬ولاَ َم ٍال‪ِ ،‬إ َذا َجا َء ْت ُه َص َّد َق ٌة َأ ْر َس َل ِب َها ِإلَ ْيهِ ْم‪َ ،‬ولَ ْم َي ْر َزأْ مِ ْن َها‬ ‫اب‬ ‫َش ْي ًئا‪َ ،‬و ِإ َذا َجا َء ْت ُه َهدِ َّي ٌة َأ ْر َس َل ِإلَ ْيهِ ْم َف َأ ْش َر َك ُه ْم فِ ي َها‪َ ،‬ف َأ َص َ‬ ‫اي‪َ ،‬و ُقلْ ُت‪َ :‬أ ْر ُجو َأ ْن َأ ْش َر َب مِ ْن‬ ‫مِ ْن َها‪َ ،‬قا َل‪َ :‬ف َأ ْح َز َننِي ِإ ْر َسا ُل ُه ِإ َّي َ‬ ‫َه َذا ال َّلبنَ ِ َش ْر َب ًة َأ َت َغ َّذى ِب َها‪َ ،‬ف َما ُي ْغنِي َع ِّني َه َذا ال َّلبنَ ُ فِ ي َأ ْهلِ‬ ‫الص َّفةِ‪َ ،‬و َأنَا ال َّر ُس ُ‬ ‫ول َف ِإ َذا َجا ُءوا َأ َم َرنِي َف ُكن ُْت َأنَا ُأ َعاطِ يهِ ْم َولَ ْم‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َي ُك ْن فِ ي طا َع ِة الل ِه َع َّز َو َجل َوطا َع ِة َر ُسو ِل ِه ُب ٌّد‪َ ،‬فا ْنطل ْق ُت ِإل ْيهِ ْم‬ ‫اس َتأْ َذنُوا‪َ ،‬ف ُأذِ َن لَ ُه ْم َف َأخَ ُذوا َم َجال َِس ُه ْم مِ َن‬ ‫َف َد َع ْو ُت ُه ْم َف َأ ْق َب ُلوا‪َ ،‬ف ْ‬ ‫الْ َب ْي ِت‪َ ،‬و َق��ا َل‪َ « :‬أ َب��ا هِ � ٍّر»‪ُ ،‬قلْ ُت لَ َّب ْي َك َيا َر ُس��و َل ال َّلهِ‪َ ،‬ق��ا َل‪ُ « :‬ق ْم‬ ‫َف َأ ْعطِ هِ ْم»‪َ ،‬ف ُ‬ ‫آخ َذ الْ َق َد َح َف ُأ ْعطِ ي ال َّر ُج َل َحتَّى ُي ْر َوى‪ُ ،‬ث َّم َي ُر ُّد ُه ِإلَ َّي‬

‫في القرآن‬ ‫َحتَّى َروِ َي َجمِ ي ُع الْ َق ْو ِم َفا ْن َت َه ْي ُت ِإلَى َر ُسولِ ال َّل ِه َص َّلى الل ُه َعلَ ْي ِه‬ ‫َو َس َّل َم‪َ ،‬ف َأخَ َذ الْ َق َد َح‪َ ،‬ف َو َض َع ُه َعلَى َي َد ْيهِ‪ُ ،‬ث َّم َر َف َع َرأْ َس ُه َفن ََظ َر ِإلَ َّي‬ ‫َف َت َب َّس َم‪َ ،‬و َقا َل‪« :‬ا ْق ُع ْد»‪َ ،‬ف َق َع ْد ُت‪َ ،‬ف َش ِر ْب ُت‪َ ،‬و َقا َل‪ْ :‬‬ ‫«اش� َر ْب»‪َ ،‬ف َما‬ ‫زَا َل َي ُق ُ‬ ‫اش� َر ْب‪ْ ،‬‬ ‫ول‪ْ :‬‬ ‫اش� َر ْب‪َ ،‬حتَّى ُقلْ ُت‪َ :‬وا َّل��ذِ ي َب َع َث َك ِبالحْ َ ِّق َما‬ ‫َأ ِج ُد لَ ُه َم ْسلَ ًكا َقا َل‪َ « :‬ف َأ ِرنِي»‪َ ،‬ف َر َد ْد ُت ِإلَ ْي ِه الإْ ِ نَا َء‪َ ،‬ف َحمِ َد ال َّل َه َع َّز‬ ‫َو َج َّل َو َش ِر َب مِ ْنهُ)‪.‬‬ ‫ومن رأفته باملسلمني وحرصه على أن يعوا ما يقول ويحفظوا‬ ‫عنه ذلك أنه كان إذا حدث كرر احلديث كي يعيه الناس ويفقهوه‪،‬‬ ‫ان َر ُس ُ‬ ‫ول ال َّل ِه َص َّلى‬ ‫اس‪ ،‬رضي الله عنهما‪َ ،‬قا َل‪َ « :‬ك َ‬ ‫ف َعنِ ا ْبنِ َع َّب ٍ‬ ‫الل ُه َعلَ ْي ِه َو َس َّل َم ِإ َذا َحدَّثَ ِبالحْ َ دِ ِ‬ ‫يث‪َ ،‬أ ْو َس َأ َل َعنِ الأْ َ ِْم��ر‪َ ،‬ك َّر َر ُه‬ ‫َثلاَ ًثا‪ِ ،‬ل ُي ْفهِ َم َو ُي ْف َه َم َع ْنهُ»‬ ‫وم��ن رأفته باملسلمني ق��ال صلى الله عليه وسلم‪»:‬لوال أن‬ ‫أشق الى أمتي ألمرتهم بالسواك عند كل صالة»‪.‬‬ ‫وكان شديد اليقظة على ما يصلح الناس وإذا شدد على‬ ‫نفسه بالعبادة والطاعات كان يرأف باملسلمني وال يحملهم ما ال‬ ‫ان لِل َّن ِب ِّي َص َّلى‬ ‫يطيقون‪ ،‬ف َع ْن َأ ِبي ُه َر ْي َرةَ‪ ،‬رضي الله عنه‪َ ،‬قا َل‪َ ( :‬ك َ‬ ‫ان ال َّل ْي ُل‪َ ،‬ح َج َر ُه‬ ‫الل ُه َعلَ ْي ِه َو َس َّل َم َح ِصي ٌر َيف ِْر ُش ُه ِبال َّن َه ِار‪َ ،‬ف ِإ َذا َك َ‬ ‫فِ ي المْ َ ْس ِجدِ ‪ِ ،‬ل ُي َص ِّل َي َعلَ ْي َها َقا َل‪َ :‬ف َت َت َّب َع لَ ُه ِر َج ٌ‬ ‫ال‪َ ،‬ف َص ُّلوا ِب َصلاَ ِتهِ‪،‬‬ ‫َّاس‪َ ،‬علَ ْي ُك ْم بمِ َ ا‬ ‫َفان َْص َر َف لَ ْيلَ ًة َو َق ْد َك ُث ُروا َو َرا َء ُه‪َ ،‬ف َقا َل‪َ « :‬أ ُّي َها الن ُ‬ ‫ون مِ َن الأْ َ ْع َمالِ ‪َ ،‬ف ِإنَّ ال َّل َه َع َّز َو َج َّل لاَ يمَ َ ُّل َحتَّى تمَ َ ُّلوا‪َ ،‬و ِإنَّ‬ ‫تُطِ ي ُق َ‬ ‫خَ ْي َر الأْ َ ْع َمالِ َما دُووِ َم َعلَ ْي َها َو ِإ ْن َق َّل»‪ُ .‬ث َّم َقا َل‪َ « :‬ما َم َن َعنِي مِ ْن َأ ْن‬ ‫َأ َص ِّل َي َه ُهنَا‪ِ ،‬إلاَّ َأنَّى َأخْ َشى َأ ْن َين ِْز َل َعلَ َّي َش ْي ٌء لاَ تُطِ ي ُقو َنهُ»)‪.‬‬ ‫وهذه األحاديث كلها في صحيح البخاري‪ ،‬وملا قام صلى‬ ‫الله عليه وسلم بأصحابه لي ًال يصلي بهم في رمضان خشي أن‬ ‫يفرض عليهم فترك الصالة بهم‪ ،‬ففي الصحيحني عن عائشة‬ ‫رض��ي الله عنها‪( :‬أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في‬ ‫املسجد فصلى بصالته الناس ثم صلى الثانية فكثر الناس ثم‬ ‫اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج رسول الله إليهم‬ ‫فلما أصبح قال‪« :‬رأيت الذي صنعتم فلم مينعني من اخلروج‬ ‫إليكم إال أني خشيت أن تفترض عليكم»‪ ،‬وذلك في رمضان)‪.‬‬ ‫وفي الصحيحني عن عائشة رضي الله عنها قالت‪( :‬إن كان‬ ‫النبي صلى الله عليه وسلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به‬ ‫خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم)‪ ،‬وملا واصل صلى الله‬ ‫عليه وسلم في صيامه وعلم الصحابة رضوان الله عليهم ذلك‬ ‫واصلوا معه فنهاهم عن الوصال إشفاقا عليهم قالوا‪( :‬فإنك‬ ‫تواصل)‪ ،‬قال‪« :‬اني لست كهيئتكم»‪.‬‬

‫والسنة‬

‫سيرة‬

‫وملا رجع من غزوة حنني التف حوله األعراب يسألونه حتى‬ ‫اضطروه إلى سمرة [أجلأوه إلى شجرة شوكية]‪ُ ،‬‬ ‫فخطِ ف رداؤه‬ ‫فوقف النبي صلى الله عليه وسلم وقال‪« :‬أعطوني ردائي فلو‬ ‫كان لي عدد هذه العضاة [األغصان الصغيرة] نِعما لقسمتها‬ ‫بينكم ثم ال جتدوني بخيال وال كذابا وال جبانا‪.»..‬‬ ‫ومن رأفته باخلدم والعبيد كان صلى الله عليه وسلم يساعدهم‬ ‫في طرقات املدينة على احلمل وسائر األع�م��ال‪ ،‬حتى اعتادوا‬ ‫اللجوء إليه ليعينهم‪ ،‬فقد روى البخاري في صحيحه عن أنس‬ ‫رضي الله عنه قال‪(:‬كانت األمة [اجلارية] من إماء أهل املدينة‬ ‫لتأخذ بيد رسول الله صلى عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت)‪.‬‬ ‫ولم يكن يستثني من خدمة العبيد واإلماء أحد حتى املعوقني‬ ‫منهم‪ ،‬روى مسلم في صحيحه عن أنس‪ ،‬رضي الله عنه‪( ،‬أن‬ ‫ام��رأة كان في عقلها شيء فقالت‪ :‬يا رس��ول الله إن لي إليك‬ ‫حاجة‪ ،‬فقال‪« :‬يا أم فالن أنظري أي السكك شئت حتى أقضي‬ ‫لك حاجتك»‪ ،‬فخال معها [رافقها] في بعض الطرق حتى فرغت‬ ‫من حاجتها)‪.‬‬ ‫وف��ي الصحيحني ع��ن أن��س رض��ي الله عنه ق��ال‪( :‬خدمت‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنني فما قال لي‪ :‬أف وال‬ ‫لم صنعت؟ وال أال صنعت؟ )‪.‬‬ ‫فعن أبي هريرة رضي الله عنه‪( :‬أن أعربيا بال في طائفة‬ ‫املسجد فثار إليه الناس ليقعوا فيه فقال لهم رسول الله صلى‬ ‫الله عليه وسلم‪« :‬دع��وه واهريقوا على بوله ذنوبا من م��اء أو‬ ‫سجال من ماء فإمنا بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين»)‪.‬‬ ‫وعن أبي هريرة رضي الله عنه إن رس��ول الله صلى الله‬ ‫عليه وسلم قال‪« :‬إذا صلى أحدكم للناس فليخفف فإن فيهم‬ ‫الضعيف والسقيم والكبير وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول‬ ‫ماشاء»‪.‬‬ ‫وعن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه سلم‬ ‫قال‪« :‬إني ألقوم في الصالة أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء‬ ‫الصبي فأجتوز في صالتي كراهية أن أشق على أمه»‪.‬‬ ‫قال الله تعالى مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم‪{ :‬فبما‬

‫رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب النفضوا من‬ ‫حولك}‪ ،‬فلم يحصل ألحد من البشر ما حصل لرسول الله‬ ‫صلى الله عليه وسلم من االتصاف بالرحمة والرفق ال يقاربه في‬ ‫ذلك أحد وال يدانيه‪ .‬وفقنا الله وإلياكم لألتصاف مبا نقدر عليه‬ ‫من الرحمة والرأفة إقتدا ًء بهذا النبي العظيم‪.‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪59.‬‬

‫والسنة‬

‫عالم احليوان‬

‫في القرآن‬

‫هل تزيد الكالب من خطر اإلصابة‬ ‫بسرطان الثدي؟‬ ‫بحث طبي لفريق‬ ‫ أملانيا‬- ‫من جامعة ميونيخ‬

Do dogs harbour risk factors for human breast cancer? B. Laumbacher, B. Fellerhoff, B. Herzberger, R. Wank Institute of Immunology, Klinikum Innenstadt, University of Munich, Goethestrasse 31,80336 Muenchen, Germany d 2 January 2006; accepted 4 January 2006 Summary We ask consulting patients regularly whether they keep pets in order to identify zoonotic factors. It became apparent that patients with breast carcinoma (N = 69) owned significantly more often dogs but not cats compared to age matched female controls. We compared the frequencies of dog and pet ownership with data from public available statistics on women (N = 1320) of the same age group in Bavaria. The most striking result was that more than twice the number of patients kept dogs permanently in the last 10 years and at the time of interrogation as compared to control individuals at the time of interrogation (p = 0.0000003, relative risk 3.5). Further internet search on the morbidity of breast carcinoma showed in dogs a protracted course of disease and metastases into lung, liver and bones, resembling the course of disease in human breast cancer. In contrast with this, breast cancer presented in cats a dramatically short course and the main but unusual location of metastasis presents in the hind legs. A recent publication in Norway reported on a high frequency (53.3%) of breast carcinomas in 14,401 investigated dogs. Which transmissible factor or factors come into question? Variants of the mouse mammary tumor virus (MMTV) can productively replicate in human cells and in different animals, including dogs. Many investigators, but not all, could identify MMTV-like sequences in sporadic human breast cancer. MMTV or MMTV-like sequences have not been investigated in canine breast carcinomas until now. It is also conceivable that other microbes from the dog, for example bacteria, could participate in the first steps of carcinogenesis in human. It was recently shown that bartonella species promote vascularization and prevent apoptosis of infected cells with the same methods as helicobacter pylori. Our considerations require further research. Epidemiologic cohort studies and identification of potential carcinogenic microbial factors will prove or disprove our hypothesis that risk factors from dogs could contribute to the carcinogenesis of human breast cancer. c 2006

Elsevier Ltd. All rights reserved.

Introduction Environmental and genetic factors have been identified in many types of cancers. Genetic risk factors in breast cancer are mutations of BRCA1 and BRCA2 genes, the Li-Fraumeni syndrome associated with p53 tumor suppressor gene muta- tions and the ataxia-teleangiectasia gene [1–4]. Only 5–10% of all breast cancers are hereditary in nature [5]. Several environmental risk fac-

tors have been proposed for human sporadic breast cancer including mouse mammary tumor virus (MTV)-like sequences, Epstein-Barr virus and hu- man papilloma virus (HPV) [6–8]. Breast cancer presents many perplexing features. For example, the hormones obviously influence disease and disease course because male breast carcinomas ac- count only for 1% of breast cancer cases [9]; there is also some influence on disease suscepti- bility of early/late menarche, early/late meno- pause and childbearing before 30/after 30 years of age.

. ‫ م‬2012 - ‫ هـ‬1433 ‫ ربيع‬- ‫العدد احلادي والعشرون‬

60

‫عالم احليوان‬

‫والسنة‬

‫في القرآن‬

Figure 1 Statistical analysis was restricted to female owners of dogs (represented by black dogs), who owned dogs at the time of consultation and during the last 10 years and was compared to age matched owners of dogs in 2002, as assessed by Allensbach polls. The tumor size of one centimeter in diameter requires 10 years to grow according to estimates. Intensive contacts between dogs and pet owners over shorter periods of time (at least one year, represented by dotted dogs) or during childhood or later (white dogs) may bear as well the risk of transmission of carcinogenic factors. No calculations of significance were performed for the two latter groups because of lack of properly matched controls. However, only half of the population owns pets (all types of pets) according to Allensbach, whereas nearly all patients with breast cancer did.

61. ‫ م‬2012 - ‫ هـ‬1433 ‫ ربيع‬- ‫العدد احلادي والعشرون‬

Estrogen-receptor negative tumors have, independently of tamoxifen treatment, a less favorable prognosis than estrogen-receptor posi- tive tumors [10]. Furthermore, the outcome in male breast cancer is worse than in females, de- spite treatment with tamoxifen, although most male breast carcinomas are estrogen-receptor positive. Similarly confusing, bilateral oophorec- tomy has been shown to equal the benefit of tamoxifen therapy, but the incidence of breast cancer increases significantly in postmenopausal women with increasing age, despite silent ova- ries. Although diagnostic procedures and systemic and adjuvant therapeutic modalities have pro- vided progress, much more could be achieved through the identification of environmental risk factors. One tantalizing risk factor found in ani- mals is the mouse mammary tumor virus (MMTV), which is an oncogenic B retrovirus inducing breast cancer in mice that can be isolated either as endogenous or as exogenous virus [11]. More than 30 years ago, Howard and Schlom isolated mouse MMTV variants by serial passage that could pro- ductively replicate in canine, murine, feline, rat and human cells [12]. Several groups have fo- cussed on different aspects of MMTV and possible links to human breast cancer. There are many re- ports from different groups identifying MMTV-like sequences that are highly expressed in human breast cancer [13–20], although two groups could not find such sequences [21,22]. Amazingly, the presence of MMTV-like DNA in breast carcinomas of dogs or in their genome has not been investi- gated, despite a high frequency of breast carci- nomas in dogs. Recently, a populationbased incidence of malignant breast tumors was re- ported to be 53.3% in 14,401 Norwegian dogs [23]. Another microbial factor could be bar-

‫عالم احليوان‬

‫والسنة‬

ton- ella species. Bartonella henselae, for example, has been Identified as cause of cat scratch dis- ease but is also found in dogs [24]. Bartonella henselae uses the same strategies as helicobacter pylori to infect cells and to prevent cellular apoptosis [25]. The mosaic of published results and of own observations lead us to propose that dogs may har- bour carcinogenic risk factors:

Hypothesis Dogs harbour carcinogenic risk factors for human breast cancer (1) Dogs (and maybe other pets) harbour and transmit MMTV or MMTV-like viruses that can induce human breast cancer. (2) Dogs (and maybe other pets) transmit non- MMTV viral or bacterial cofactors promoting the development of breast carcinoma. (3) Several microbial cofactors of dogs and MMTV-like viruses induce human breast can- cer in a synergistic manner.

Patients, materials and methods Patients Sixty nine female patients with breast carcinoma from southern Germany, age 30 and older, were interviewed about keeping household pets. We wanted to know whether they had pets (dogs, cats or other animals) in the moment of consultation, whether and how long they ever had pets in their lifetime and whether they had/have any contact with pets. The patients gave informed consent to use the obtained information for publication, in accor- dance with the declaration of Helsinki, including updates from Tokio 1995, Hong Kong 1989, Somm- erset West 1996 and Edinburgh – Scotland 2000.

Statistics Data from all consulting patients with breast carcinoma irrespective of the stage of disease (N = 69) were compared to interview data of the public- opinion poll company Allensbach from 1320 Bavar- ian women of the same age group using 2 · 2 tables of the computer program SPSS (version 10.1; SPSS Mu¨nchen).

Results Incidence of animal keeping

‫في القرآن‬

We asked 69 patients with breast carcinoma seek- ing consultation on immunotherapy, whether they kept household pets. We compared this informa- tion with data from 1320 Bavarian women of the same age group (30 years and older), interviewed by the public-opinion poll company Allensbach [26]. More than twice the number of patients kept dogs as compared to control individuals. Precisely, 37.7% of the patients (26 out of 69) kept a dog at the time of consultation and throughout the previous 10 years, compared to 14.8% (195 out of 1320) in the control populationat the time of the interview (v2 = 25.72, p = 0.0000003, relative risk 3.5; Fig. 1, black dogs). Another 15.9% of patients with breast carcinoma kept a dog for at least one year during the 10 years preceding their diagnosis of breast carcinoma, but they did not have a dog at the time of consultation. These patients were not entered in the statistical evaluation because of the lack of proper controls; nevertheless these patients had many chances to come into contact with a putative contagious carcinogenic factor (Fig. 1, dotted dogs). Also not included in the sta- tistical analysis were another 16 patients (23.1%), who had intensive contact with dogs, either as teenagers because their fathers were foresters or farmers, or because their husbands were hunters, etc. (Fig. 1, white dogs). Two additional patients not having regular contacts with dogs had received dog bites. Taken together, 79.7% of all patients had intensive contact with dogs before the diagnosis of breast carcinoma encompassing a time period up to 30 years. Whether other pets might also confer some risk requires a detailed epidemiological study. Patients kept cats as often as the control population (20.6% of patients, 21% of controls, Fig. 1). However, only 4.4% of the patients (N = 3, Fig. 1) did not have pets at any time, as compared to 57.3% (N = 756) of the control population at the time of their interview. This would result in a high risk (29-fold) for pet owners but would require knowledge on long-term ownership in the control group.

Discussion We found a significantly increased frequency of dog owners among female patients with breast cancer as compared to an age matched group of the fe- male population (v2 = 25.72, p = 0.0000003, rela- tive risk 3.5; Fig. 1, black dogs). In contrast, female patients kept cats not more often than female controls. Howard and Schlom isolated mouse MMTV variants by serial passage that could produc- tively replicate also in canine and human cells [12]. Can we equate the incidence of breast cancer in dogs with the presence of MMTV? Since approxi- mately half of the Norwegian dogs had breast can- cer, approximately half of the dogs would carry MMTV or a MMTV-like virus, assuming that MMTV or MMTV-like virus was the main carcinogenic factor.

. ‫ م‬2012 - ‫ هـ‬1433 ‫ ربيع‬- ‫العدد احلادي والعشرون‬

62

‫عالم احليوان‬

‫والسنة‬

Differences in tumor incidence were noted in different breeds of dogs, suggesting that additional factors such as susceptibility to infection, can influence outcome [23]. In human, the prevalence of MMTV-like sequences, which were found in breast cancer tissues but not in normal breast tis- sues of the same individuals, also varied between different ethnic groups [13–20]. This would fit best with the model of an infectious exogenous agent and immunogenetic factors. Why are MMTV-like sequences not present in all breast carcinoma patients? Immunogenetic analy- ses in cervical carcinomas revealed that suscepti- bility to or resistance against certain HPV types depended on certain HLA constellations [27,28]. Immunogenetic factors may also influence sus- ceptibility to MMTV. In Western countries, a high incidence of human breast cancer has been found to correlate with a dominant occurrence of a par- ticular mouse strain, Mus domesticus [29]. Based on this correlation, a transmission of MMTV from this mouse strain to man was proposed. Informa- tion is not available on a particular susceptibility of this mouse strain for MMTV or a higher frequency of breast cancer in this mouse strain. What would be the route of transmission to man and particu- larly to those with a higher living standard? It is plausible to assume that an animal with frequent human contacts like the dog could be the link be- tween mouse and man and transmit MMTV or a MMTV-like virus to man after they themselves had acquired the infection. Dogs themselves would not need to develop breast cancer themselves in order to spread the virus. Dogs follow the footsteps of animals with the nose on the ground and could thereby inhale infectious excretions, including those from mice (Fig. 2). It was demonstrated that nasal-associated lymphoid tissue of adult mice can act as entry site for the mouse mammary tumor virus [30]. If we accept dogs as prime transmitters of MMTV or MMTV-like viruses to man, another observation can be explained: the increased sus- ceptibility to breast cancer of oriental women who move to Western countries. Asian or Oriental women seldom keep dogs as pets, rather serve dogs as one source of meat. Migration to Western countries may change life style, including the keeping of pet dogs. This might contribute to the increased incidence of breast cancer in these women after their move to Western countries. Although we assume that MMTV-like sequences will be found in canine breast carcinoma, other microbial factors from the dog like chlamydiaceae or bartonella could suppress peptide presentation via the MHC. Such suppression could interfere in MMTV-peptide presentation and deeply influence the multistep process of carcinogenesis in human

63. ‫ م‬2012 - ‫ هـ‬1433 ‫ ربيع‬- ‫العدد احلادي والعشرون‬

‫في القرآن‬

breast cancer. Both chlamydiaceae and bartonella can survive as intracellular parasites after infection of antigen presenting cells (APC). We found a sig- nificantly increased frequency of both chlamydia- ceae and bartonella infections in breast cancer patients (B.Fellerhoff, R.Wank, personal communi- cation). Both chlamydiaceae and bartonella have been identified in dogs [31,32]. Different combinations of carcinogenic factors may promote the development of breast carcino- mas. Whether one or several microbial factors transmitted by dogs contribute to the carcinogen- esis of breast cancer requires further research. We subsequently propose methods to test the discussed carcinogenic risk factors harboured by dogs.

Testing the hypothesis Epidemiological and molecular investigations and a MMTV vaccine could prove or disprove our hypothesis. (1) Informative on all three suppositions of the hypothesis could be a detailed epidemiologi- cal analysis of pets in larger panels of breast carcinoma patients and in a control population. (2) The molecular analysis of dog breast carcinomas with primers identifying MMTV and MMTV like sequences, and a comparison of the homology shared between MMTV, the putative dog MMTV-likesequences and human MMTV-like sequences would be informative on the first supposition of the hypothesis. (3) Development of a vaccine against breast cancer in dogs would provide proof or disproof of the hypothesised transmission of a MMTV- like, human breast cancer-inducing pathogen by dogs. Prevention of breast cancer in dogs by a vaccine against MMTV or MMTV-like viruses should be followed by a lower inci- dence of human breast cancer. (4) The occurrence and types of chlamydiaceae and bartonella should be identified in human and in dogs. (5) Simultaneous treatment with antibiotics of infected pets and pet owners should be accompanied by PCR monitoring of infections each year. This should reduce the incidence of breast cancer.

Implications Transmission of MMTV or a MMTV-like virus or bacterial risk factors by pet dogs offers a possible explanation for the increased incidence of breast cancer in Western countries and its correlation with a higher living standard. It does not exclude pet animals or mice as additional sources of MMTV or MMTV-like viruses or bacterial risk factors. Development of a tumor vaccine against dog breast cancer would be of commercial interest and would also serve as a

‫عالم احليوان‬

‫والسنة‬

model for a human breast cancer vaccine. Simultaneous antibiotic treatment of pet owners and pets with chlamydiaceae and barton- ella infections may also be important in order to as- sist immune responses against viral carcinogenic factors.

Conflicts of interest None.

Acknowledgement This work was supported in part by the G.I.S. e.V. ------------------------------------

References [1] Ford D, Easton DF, Bishop DT, Narod SA, Goldgar DE. Risk of cancer in BRCA mutation carriers. Breast cancer linkage consortium. Lancet 1994;343:692–5. [2] Wooster R, Bignell G, Lancaster J, et al. Identification of the breast cancer susceptibility gene BRCA2. Nature 1995;378:789–92. [3] Li FP, Fraumeni Jr JF. Soft-tissue sarcomas, breast cancer and other neoplasms.A familial syndrome? Ann Intern Med 1969;71:747–52. [4] Swift M, Reitnauer PJ, Morrell D, Chase CL. Breast and other cancers in families with ataxia-teleangiectasia. N Engl J Med 1987;316:1289–94. [5] Claus EB, Schildkraut JM, Thompson WD, Risch NJ. The genetic attributable risk of breast and ovarian cancer. Cancer 1996;77:2318–24. [6] Schlom J, Spiegelmann S, Moore D. RNA-dependent DNA polymerase activity in virus-like particles isolated from human milk. Nature 1971;231:97–100. [7] Bonnet M, Guinebretiere J, Kremmer E, et al. Detection of Epstein-Barr in invasive breast cancers. J Natl Cancer Inst 1999;91:1376–81. [8] Hennig EM, Suo Z, Thoresen S, Holm R, Kvinnsland S, Nesland JM. Human papilloma virus 16 in breast cancer of women treated for high grade cervical intraepithelial neoplasia (CIN III). Breast Cancer Res Treat 1999; 53(2):121–35. [9] Adami HO, Signorello LB, Trichopopulos D. Toward an understanding of breast cancer etiology. Cancer Biol Semin 1998;8:255–62. [10] Clark GM, McGuire WL. Steroid receptors and other prog- nostic factors in primary breast cancer. Semin Oncol 1988;15:20–5. [11] Shank PR, Cohen JC, Varmus HE, Yamamoto KR, Ringold GM. Mapping of linear and circular forms of mouse mammary tumor virus DNA with restriction endonucleases: evidence for a large specific deletion occurring at high frequency during circularization. Proc Natl Acad Sci USA 1978;75(5):2112–6. [12] Howard DK, Schlom J. Isolation of a series of novel variants of murine mammary tumor viruses with broadened host ranges. Int J Cancer 1980;25 V:647–54. [13] Faff O, Murray AB, Schmidt J, Leib-Mosch C, Erfle V, Hehlmann R. Retrovirus-like particles from the human T47D cell line are related to mouse mammary tumor virus and are of human endogenous origin. J Gen Virol 1992;73:1087–97. [14] Wang Y, Holland JF, Bleiweiss IJ, et al. Detection of mammary tumor virus env gene-like sequences in human breast cancer. Cancer Res 1995;55(22):5173–9. [15] Yin H, Medstrand P, Kristofferson A, Dietrich U, Aman P, Blomberg J. Characterization of human MMTV-like (HML). elements similar to a sequence that was highly expressed in a human breast cancer: further definition of the HML-6 group. Virology 1999;256(1):22–35. [16] Etkind P, Du J, Khan A, Pillitteri J, Wiernik PH. Mouse mammary tumor virus-like ENV gene sequences in human breast tumors and in a lymphoma of a breast cancer patient. Clin Cancer Res 2000;6(4):1273–8.

‫في القرآن‬

[17] Liu B, Wang Y, Melana SM, et al. Identification of a proviral structure in human breast cancer. Cancer Res 2001;61(4):1754–9. [18] Kriukova IN, Lushnikova AA, Makhov PB, Malivanova TF, Laktionov KP. An antigen related to the mouse mammary cancer virus env gene product, detected in human lym- phocytes, is associated with human breast cancer. Mol Gen Mikrobiol Virusol 2001;2:37–41. [19] Melana SM, Picconi MA, Rossi C, et al. Detection of murine mammary tumor virus (MMTV) env gene-like sequences in breast cancer from Argentine patients. Medicina (B Aires) 2002;62(4):323–7. [20] Lawson JS, Tran DD, Ford C, Rawlinson WD. Elevated expression of the tumor suppressing protein p53 is associ- ated with the presence of mouse mammary tumor-like env gene sequences (MMTV-like) in human breast cancer. Breast Cancer Res Treat 2004;87:13–7. [21] Mant C, Cason J. A human mammary tumor virus is an unconvincing aetiological agent for human breast cancer. Rev Med Virol 2004;14:169–77. [22] Witt A, Hartmann B, Marton E, et al. The mouse mammary tumor virus-like env gene sequence is not detectable in breast cancer tissue of Austrian patients. Oncol Rep 2003;10:1025–7. [23] Moe L. Population-based incidence of mammary tumors in some dog breeds. J Reprod Fertil 2001(Suppl. 57): 439–443. [24] Chomel BB, Boulouis HJ, Breitschwerdt EB. Cat scratch disease and other zoonotic Bartonella infections. J Am Vet Med Assoc 2004;224(8):1270–9. [25] Dehio C. Bartonella-host-cell interactions and vascular tumour formation. Nat Rev Microbiol 2005;3(8): 621–31. [26] Allensbacher Markt- und Werbetra¨ger-Analyse, AWA 2002: [http:// www.awa-online.de]. [27] Wank R, Meulen JT, Luande J, Eberhardt HC, Pawlita M. Cervical intraepithelial neoplasia, cervical carcinoma, and risk for patients with HLA-DQB1*0602,*301,*0303 alleles. Lancet 1993;342:553. [28] Apple RJ, Erlich HA, Klitz W, Manos MM, Becker TM, Wheeler CM. HLA DR-DQ associations with cervical carci- noma show papillomavirus-type specificity. Nat Gen 1994;6(2):157–62. [29] Stewart TH, Sage RD, Stewart AF, Cameron DW. Breast cancer incidence highest in the range of one species of house mouse, Mus domesticus. Br J Cancer 2000; 82(2):446–51. [30] Velin D, Fotopopulos G, Luthi F, Kraehenbuhl JP. The nasal- associated lymphoid tissue of adult mice acts as an entry site for the mouse mammary tumor retrovirus. J Exp Med 1997;185(10):871–6. [31] Sako T, Takahashi T, Takehana K, et al. Chlamydial infection in canine atherosclerotic lesions. Atherosclerosis 2002;162:253–9. [32] Goodman RA, Breitschwerdt EB. Clinicopathologic findings in dogs seroreactive to Bartonella henselae antigens. Am J Vet Res 2005;66:2060–4.

. ‫ م‬2012 - ‫ هـ‬1433 ‫ ربيع‬- ‫العدد احلادي والعشرون‬

64

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫الكلمة األخيرة‬

‫العلم والدين واحد‬ ‫العميد الدكتور محمد فرشوخ‬ ‫علت األصوات في القاعة قبل دخول احلكيم إليها‪،‬‬ ‫كان أحد الشباب شديد التعلق مبتابعة االكتشافات‬ ‫العلمية واألثرية يطرح مسألة أشكلت عليه‪ ،‬تتعلق‬ ‫باكتشاف آثار آدمية تعود إلى عشرات ألوف السنني‪،‬‬ ‫بينما ترجح األقوال السائدة أن آدم ال يرجع إلى أكثر‬ ‫من خمسة عشر ألف سنة على أبعد تعديل‪.‬‬ ‫وص���ار ك � ٌ�ل ي��دل��ي ب��دل��وه ف�ي�م��ا ي �ع��رف ع��ن هذا‬ ‫املوضوع‪ ،‬فعدد أحدهم التواريخ التقريبية لظهور‬ ‫أشهر األنبياء والرسل‪ ،‬فرجح أن الطوفان في عهد‬ ‫ن��وح يعود إل��ى تسعة آالف سنة قبل املسيح عليه‬ ‫السالم‪ ،‬وأن إبراهيم عاش في األلف الثالث ق‪.‬م‪ .‬وأن‬ ‫موسى عاش في أواخر األلف الثاني ق‪.‬م‪ .‬وأن داوود‬ ‫وسليمان عاشا في القرن السابع قبل امليالد‪.‬‬ ‫وعلق صاحب السؤال مؤكد ًا أن��ه مت في القرن‬ ‫آثار بشرية تعود إلى عشرات‬ ‫املنصرم العثور على ٍ‬ ‫آالف السنني‪ ،‬إذ عثر في كهف فرنسي على رسوم‬ ‫جميلة حليوانات تعود إلى عصور ما قبل التاريخ‬ ‫ح��ددت األشعة السينية عمر نقشها بخمسني ألف‬ ‫سنة‪ .‬ثم عثر على جثث بشرية متجمدة في أوروبا‬ ‫وغيرها أكدت الفحوصات املخبرية أن عمر بعضها‬ ‫يبلغ حوالي مئة ألف سنة ثم عثر على أخرى حدد‬ ‫تاريخها مبئتني وخمسني ألف سنة‪.‬‬ ‫واحتدم النقاش بني مؤيد ملا حددته املختبرات‬ ‫واآلالت العلمية وب�ين م��ن الي�ص��دق إال م��ا ج��اء في‬ ‫بعض الكتب القدمية وكتب املفسرين‪ ،‬إلى أن دخل‬ ‫احلكيم مبتسم ًا كعادته فأطفأ لهيب النقاش وسأل‬ ‫بثقة‪ :‬خير ًا إن شاء الله؟ عالم هذا احلماس؟ فأخبر‬ ‫ب��اخل�ب��ر‪ ،‬ف��اع�ت��دل ف��ي مقعده واستفتح ب��اس��م الله‬

‫وبالصالة على رسول الله‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ويحكم‬ ‫احلمد لله الذي جعل فيكم من يقرأ ويسأل‬ ‫العقل ويخاف على القلب‪ ،‬واحلمد لله الذي لم يجعلكم‬ ‫ببغاوات‪ ،‬فال تكررون ما تسمعون‪ ،‬أو ترددون كالم ًا‬ ‫جامد ًا‪ ،‬أو تنتقدون من ابتغى معرفة املزيد‪ ،‬يقول الله‬ ‫تعالى في سورة طه ‪{ :‬وقل ربي زدني علما}‪.‬‬ ‫الدين احلقيقي هو دين احلقائق‪ ،‬والله تعالى أمر‬ ‫أن نعمِ ل العقل والقلب واحلواس مع ًا حتى نستجمع‬ ‫وب‬ ‫احلقيقة‪ ،‬فقال‪ :‬أفال تعقلون؟ وق��ال‪َ { :‬ل ُه ْم ُق ُل ٌ‬

‫ي اَل ُي ْب ِص ُرونَ ب َِها َو َل ُه ْم آ َذانٌ‬ ‫اَل َيفْ ق َُهونَ ب َِها َو َل ُه ْم َأ ْع نُ ٌ‬ ‫اَل َي ْس َم ُعونَ ب َِها ُأو َل ِئ َك َك أْ َ‬ ‫ال ْن َعا ِم َبلْ ُه ْم َأ َض ُّل ُأو َل ِئ َك‬ ‫ُه ُم ا ْل َغا ِف ُلونَ } [سورة األعراف‪ ]179:‬وقال أيض ًا‪:‬‬ ‫وب َأ ْقفَا ُل َها} [سورة‬ ‫{ َأ َف اَل َي َت َد َّب ُرونَ ا ْلق ُْرآنَ َأ ْم َع َلى ُق ُل ٍ‬

‫محمد‪ .]24:‬وفيما يعنيه التدبر‪ ،‬التفهم واملراجعة‬ ‫وإعمال العقل وفتح مغاليق القلب الستيعاب كالم‬ ‫الرب‪.‬‬ ‫جتدون اإلجابة على مسألتكم هذه في بعض آيات‬ ‫{و ِإذْ َق َ‬ ‫ال‬ ‫من سورة البقرة بدء ًا من قول الله تعالى‪َ :‬‬

‫اع ٌل ِفي أْ َ‬ ‫َر ُّب َك ِل ْل َم اَل ِئ َك ِة ِإنِّي َج ِ‬ ‫ال ْر ِض َخ ِلي َف ًة [‪}...]30‬‬

‫‪ ،‬شرط أن تتدبروها بإعمال القلب والعقل مع ًا‪ ،‬بالعقل‬ ‫تعلمون العلم وبالقلب تفقهون ما يريده اخلالق منا‪.‬‬ ‫تعالوا نستذكر م��ا وص��ل إل�ي��ه العلم أو ًال‪ :‬من‬ ‫األجناس البشرية األولى سمى العلماء (األوموسابيان‬ ‫والنيانتاردال) وغيرها‪ ،‬وهم في الشكل العام بشر‬ ‫لكن في وجوههم وفي مشيتهم عالمات تخلف عقلي‪،‬‬ ‫وحجم جتويف أدمغتهم أصغر من مثيلهم عندنا‪ ،‬مما‬ ‫يدل على قصور في العقل‪ ،‬وعلى اقتصار نشاطهم‬ ‫على حتقيق الرغبات الغريزية كالبحث عن الطعام‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪65.‬‬

‫في القرآن‬

‫بأكل البقول والثمار‪ ،‬وعن ال��دفء في االلتجاء إلى‬ ‫املغاور‪ ،‬وعن صيد احليوان ليتعزز بقاؤهم‪.‬‬ ‫وب�س�ب��ب بهيميتهم ق��ات��ل بعضهم ب�ع�ض� ًا‪ ،‬كما‬ ‫قتلوا احليوان‪ ،‬دفاع ًا عن النفس‪ ،‬أو ليحظى أحدهم‬ ‫بكهف أو بإمرأة أو من باب البربرية والرغبة بالعيش‬ ‫املنعزل‪.‬‬ ‫من هنا ميكن أن نفهم أن هذا ما رأته املالئكة‪ ،‬قبل‬ ‫خلق آدم عليه السالم‪ ،‬من أصل البشر في القتل وفي‬ ‫تخريب الكهوف‪ ،‬فحني أنبأهم املولى تعالى عن نيته‬ ‫بجعله خليفة في األرض‪ ،‬قالوا مبا علموا‪َ { :‬أ جَ ْت َع ُل‬

‫يها َو َي ْس ِف ُك الدِّ َما َء َو َن ْح ُن ُن َس ِّب ُح‬ ‫يها َم ْن ُيفْ ِس ُد ِف َ‬ ‫ِف َ‬ ‫ب َِح ْم ِد َك َو ُن� َق��دِّ ُس َل� َ‬ ‫�ك}؟ فاجابهم اخلالق العظيم‪:‬‬ ‫{ ِإنِّي َأ ْع َل ُم َما اَل َت ْع َل ُمونَ }‪.‬‬

‫إذ ًا خلق آدم عليه السالم كانت له غاية سامية‬ ‫نشعر بأهميتها يومي ًا‪ ،‬وهي إيجاد خليفة أو أكثر‬ ‫ف��ي األرض‪ ،‬يقيمون ع��دل ال �ل��ه‪ ،‬يسعفون الناس‬ ‫ليحيوا حياة طيبة‪ ،‬يدلونهم على خالقهم‪ ،‬ويدعون‬ ‫له بالتوحيد‪.‬‬ ‫ولكي يقوم آدم بهذه الرسالة املقدسة‪ ،‬أعطاه‬ ‫العلم ولكي يستوعب هذا العلم متعه بكمال العقل‬ ‫وع ّلمه‪ .‬لكن ماذا ع ّلمه؟ انتبهوا يا أحبتي إلى قوله‬ ‫{و َع َّل َم آ َد َم أْ َ‬ ‫ال ْس َما َء ُك َّل َها}‪ ،‬ولم يقل‪( :‬وعلم‬ ‫تعالى‪َ :‬‬ ‫آدم أسماء املالئكة)‪ ،‬فأسماؤهم عليهم السالم جزء‬ ‫من ك��ل‪ ،‬وعلم الله آلدم أوس��ع وأج� ّ�ل‪ ،‬آدم هو أول‬ ‫اس��م لبشر يعقلون‪ ،‬ه��و اجل�ن��س اجل��دي��د ال ��ذي ال‬ ‫يكتفي بالصيد وال بجلب الطعام وال بالرسم على‬ ‫اجلدران‪ ،‬إنه حامل أقدس أمانة أبى غيره أن يحملها‬ ‫وخاف من عبئها وحملها اإلنسان‪ ،‬قال تعالى‪ِ { :‬إنَّا‬

‫ات َو أْ َ‬ ‫َع َر ْض َنا أْ َ‬ ‫او ِ‬ ‫ي‬ ‫ال ْر ِض َو جْال َِبالِ َف َأ َب نْ َ‬ ‫ال َما َن َة َع َلى َّ‬ ‫الس َم َ‬ ‫ال ْن َسانُ ‪}...‬‬ ‫َأنْ َي ْح ِم ْل َن َها َو َأشْ فَقْ َن ِم ْن َها َو َح َم َل َها إْ ِ‬

‫[سورة األحزاب‪ .]72:‬واالنسان العاقل في شرعنا‬ ‫هو االنسان املكلف‪ ،‬فال يالم الصبي وال املجنون وال‬ ‫املغمي عليه‪...‬‬ ‫وملا كان الصحابة رضوان الله عليهم في شغل‬

‫‪66‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫والسنة‬

‫الكلمة األخيرة‬

‫عن طرح مثل هذا السؤال‪ ،‬إذ كانوا يحملون الدعوة‬ ‫ويجاهدون ويتفقهون‪ ،‬وقد نهوا عن السؤال والقيل‬ ‫والقال‪ ،‬وإضاعة الوقت الثمني الذي هو عمر رسول‬ ‫الله‪ ،‬صلى الله عليه وسلم‪ ،‬في غير منفعة‪ .‬كان هذا‬ ‫النبي العظيم‪ ،‬مينعهم من أن يدونوا له حديث ًا واحد ًا‬ ‫كي ال يختلط احلديث بالقرآن الكرمي‪ ،‬فتأخر تدوين‬ ‫احلديث إلى ما بعد جمع القرآن ونسخه وإرساله‬ ‫إلى األمصار‪.‬‬ ‫ومع ذلك فإن حديث ًا واحد ًا ورد عن النبي صلى‬ ‫ال�ل��ه عليه وس�ل��م وض � ّع��ف علماء احل��دي��ث روايته‪،‬‬ ‫يختصر القضية ويحل املسألة وهو قوله صلى الله‬ ‫عليه وسلم‪« :‬إن الله خلق قبل آدم مئة أل��ف آدم»‪.‬‬ ‫ورحم الله علماء احلديث إذ لم يهملوا حديث ًا واحد ًا‬ ‫صححوه أم ض ّعفوه‪ ،‬لشدة ورعهم وتقواهم‪.‬‬ ‫سواء ّ‬ ‫أيها األحبة‪ ،‬نعيش في عصر علمي متقدم جد ًا‪،‬‬ ‫طائرة بال طيار توجه من األرض‪ ،‬وص��اروخ يعبر‬ ‫القارات‪ ،‬ومركبة فضائية تطوف الفضاء حول األرض‬ ‫وتهبط في مكان يحدده العلماء‪ ،‬وأقمار تصور ما‬ ‫يجري على األرض بدقة متناهية‪ ،‬وكاميرات دقيقة‬ ‫تصور ما يجري في العروق وفي األرحام‪ ،‬فال يصح‬ ‫بعد اليوم أن ننفي ما أثبته العلم احلديث‪ ،‬نفي ًا قاطع ًا‪،‬‬ ‫بل يوضع ما أقره العلم بصورة مؤكدة على طاولة‬ ‫البحث ونعود إلى كتاب الله تعالى ونتدبر معانيه‬ ‫ومقاصده‪ .‬وهذه مهمة الدعاة في املجتمعات املثقفة‬ ‫كما في البالد املتقدمة‪ ،‬كي ال ينال املستمعون من‬ ‫كرامة الداعي وكي ال ينال الدين بالهزء والسخرية‪.‬‬ ‫إذ أن عالمة صحة الدين مطابقة العلوم املؤكدة ملا‬ ‫جاء في هذا الدين‪ .‬لن يفلح في العصر القادم إال‬ ‫الشيخ العالم أو العالم الشيخ‪ ،‬متام ًا كما كان عليه‬ ‫السلف الصالح في القرون املجيدة األولى‪ ،‬فتعلموا‬ ‫العلم وتدبروا القرآن وافقهوا احلديث واذكروا الله‬ ‫ليفتح على قلوبكم ويكشف عن بصائركم وليثبتكم‬ ‫ويثبت علمكم واح�م��دوه ع� ّز وج� ّ�ل أن هداكم للدين‬ ‫احلق‪.‬‬

‫في القرآن‬

‫والسنة‬

‫اإلعجاز في علوم األرض‬

‫العدد الواحد والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪67.‬‬

‫في القرآن‬

‫‪66‬‬

‫العدد احلادي والعشرون ‪ -‬ربيع ‪ 1433‬هـ ‪ 2012 -‬م ‪.‬‬

‫والسنة‬

‫الكلمة األخيرة‬

More Documents from "Anonymous twbEyWs"