ﳐﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻠﻮﺙ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻠﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﻲ ﻭ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﺩ .ﳏﻤﺪ ﻋﺰﺍﻡ ﻓﺮﻳﺪ ﺳﺨﻴﻄﺔ ﺑﺎﺣﺚ ﺩﻭﱄ ﻭ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ
ﻟﻘﺪ ﺗﺮﺍﻛﻤﺖ ﻭﺗﻌﺎﻇﻤﺖ ﻭﺗﻔﺎﻗﻤﺖ ﺇﺳﺎﺀﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﻹﳘﺎﻝ ﻭﺍﻟﻼﻣﺒﺎﻻﺓ ﻭﻋﺪﻡ ﲢﻤﻞ
ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﳉﻬﻞ ﻭﺍﻟﻌﺒﺚ ﲡﺎﻩ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ،ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﰲ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﳊﺎﻝ ﺍﳊﺎﺿﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﻧﺘﺮﰉ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺣﻢ
ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻨﻤﻮ ﻓﻴﻪ ...ﳓﻦ ﻧﺪﻣﺮﻩ ﺑﺄﻳﺪﻳﻨﺎ ﻭﻧﻨﺎﺻﺒﻪ ﺍﳋﺼﻮﻣﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﻋﻦ ﻗﺼﺪ ﺃﻭ ﺑﺪﻭﻥ ﻗﺼﺪ .ﻣﻦ ﺫﻟﻚ
ﺧﺮﻕ ﻃﺒﻘﺔ ﺍﻷﻭﺯﻭﻥ ﻭﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﻀﻼﺕ ﻭﺍﳌﺨﻠﻔﺎﺕ ﺍﳌﻨﺰﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﰲ ﳎﺎﺭﻱ ﺍﳌﻴﺎﻩ ﺍﻟﻌﺬﺑﺔ ﲟﺎ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻧﻔﺎﻳﺎﺕ ﺍﳌﺸﺎﰲ ﻭ ﺍﳌﺼﺤﺎﺕ ﺍﳌﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﳉﺮﺍﺛﻴﻢ ﻭﺍﻟﻌﺪﻭﻯ ﻭ ﺍﻟﱵ ﻳﻠﻘﻰ ﻬﺑﺎ ﻋﺒﺜﺎ .ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎ ﻏﺴﻴﻞ ﺍﻷﻭﺍﱐ ﻭ ﺍﳌﻼﺑﺲ ﰲ ﺍﳌﻴﺎﻩ ﺍﻟﻨﻈﻴﻔﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﻉ ﻭﺍﻷﻬﻧﺎﺭ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﺰﺟﻬﺎ ﲟﻴﺎﻩ
ﺍﻟﺼﺮﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ...ﻟﻘﺪ ﻋﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭ ﻟﻌﻘﻮﺩ ﻃﻮﻳﻠﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﳋﻀﺮﺍﺀ ﻭﺍﳊﺪﺍﺋﻖ ﺍﳌﻨﺰﻟﻴﺔ ﻭﺳﺎﻋﺪ ﰲ ﻧﺸﺮ ﺗﻠﻮﺙ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﻭﺗﻠﻮﻳﺚ ﺍﳌﻴﺎﻩ ﻣﻊ ﺇﺳﺮﺍﻓﻪ ﰲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﻏﲑ ﺍﻟﻨﻈﻴﻔﺔ ﻛﺎﻟﺒﻨﺰﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﺰﻳﻮﺕ ﻭ ﺍﻟﺸﺤﻮﻡ ﻭ ﺳﺎﻋﺪ ﰲ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﺰﺣﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻜﺪﺱ ﺍﻟﺴﻜﺎﱐ ﻭ ﺍﻟﺴﻜﻦ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻲ ﻭ ﺗﻼﺻﻖ ﺍﳌﺒﺎﱐ ،ﻭﺿﻴﻖ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻔﺴﻴﺤﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺮﺋﺔ ﻟﻠﻤﺪﻥ ﻭ ﺃﺳﻬﻢ ﰲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﻀﻮﺿﺎﺀ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﺴﻤﻢ ﻭﺳﺮﻋﺔ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻣﻦ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ﺇﱃ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻜﺲ .ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﻠﻮﺙ ﺍﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ ﺍﳊﺮﻭﺏ ﻭ ﲡﺮﻳﺐ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻔﺘﺎﻛﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻵﻣﻨﺔ ﻭ ﺗﺴﺮﺏ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﺎﻋﻼﺕ ﻭ ﺩﻓﻦ ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻔﻘﲑﺓ ﻭ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ. ﺗﺸﲑ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﳌﻨﺒﺜﻘﺔ ﻋﻦ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﱃ ﻭﻓﺎﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻼﻳﲔ ﻃﻔﻞ ﺩﻭﻥ ﺍﳋﺎﻣﺴﺔ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﻇﺮﻭﻑ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻠﻮﺙ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ .ﺣﻴﺚ ﺃﻥ
ﺍﻹﺳﻬﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ ﺍﳌﻴﺎﻩ ﺍﳌﻠﻮﺛﺔ ﻳﻔﺘﻚ ﺑﻨﺤﻮ ١,٦ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻃﻔﻞ ﺳﻨﻮﻳﺎﹰ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﺍﳌﻠﻮﺙ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭ ﺍﳌﺒﺎﱐ ﺍﳌﻜﺘﻈﺔ )ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻟﻠﺴﻜﻦ( ﰲ ﻗﺘﻞ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻃﻔﻞ ﺳﻨﻮﻳﺎ .ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺘﻞ ﺍﳌﻼﺭﻳﺎ ﺍﻟﻨﺎﲨﺔ ﻋﻦ ﺳﻮﺀ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﻭ ﲣﺰﻳﻦ ﺍﳌﻴﺎﻩ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻃﻔﻞ ﺳﻨﻮﻳﺎ )ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﰲ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ(. ﻭﻫﺬﺍ ﳚﻌﻞ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﺣﺪﹰﺍ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﺍﳊﺼﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻮﻓﺎﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻼﻳﲔ ﻼ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻷﳘﻴﺔ ﰲ ﺻﺤﺔ ﻭﻋﺎﻓﻴﺔ ﺃﻣﻬﺎﻬﺗﻢ .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺗﻌﺮﺽ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻃﻔﻞ ﺳﻨﻮﻳﺎ -ﻛﻤﺎ ﳚﻌﻠﻬﺎ ﻋﺎﻣ ﹰ ١
ﺇﱃ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺻﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﻏﲑ ﺍﳌﺘﻌﻤﺪﺓ ،ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺄﺧﻄﺎﺭ ﺑﻴﺌﻴﺔ ﰲ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ، ﺗﻘﺘﻞ ﻗﺮﺍﺑﺔ ٣٠٠,٠٠٠ﻃﻔﻞ ﺳﻨﻮﻳﹰﺎ :ﺗﻌﺰﻯ ٦٠,٠٠٠ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﺮﻕ ﻭ ٤٠,٠٠٠ﺣﺎﻟﺔ ﺇﱃ ﺍﳊﺮﺍﺋﻖ ،ﻭ ١٦,٠٠٠ﺣﺎﻟﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺴﻤﻢ ،ﻭ ٥٠,٠٠٠ﺣﺎﻟﺔ ﺇﱃ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﳌﺮﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻕ ،ﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ١٠٠,٠٠٠ﺣﺎﻟﺔ ﺗُﻌﺰﻯ ﺇﱃ ﺇﺻﺎﺑﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻏﲑ ﻣﺘﻌﻤﺪﺓ ﻭ ﻏﲑﻫﺎ. ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﳌﻬﻠﻜﺔ ﻟﻠﺼﺤﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ .ﻓﺎﻟﺮﺻﺎﺹ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ
ﰲ ﺍﳉﻮ ،ﻭ ﺍﻟﺰﺋﺒﻖ ﻭ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﺩﻥ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﳌﻮﺍﺩ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻔﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺪﻯ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﺇﱃ ﺁﺛﺎﺭ ﻏﲑ ﻋﻜﻮﺳﺔ ﰲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ،ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺜﻼ ﺍﻟﻌﻘﻢ ﻭﺍﻹﺟﻬﺎﺽ ﻭﻋﻴﻮﺏ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ .ﻭﺗﻌﺮﺽ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﻟﻠﻤﺒﻴﺪﺍﺕ ﻭ ﺍﳌﺘﺒﻘﻴﺎﺕ ﻭﺍﳌﺬﻳﺒﺎﺕ ﻭﺍﳌﻠﻮﺛﺎﺕ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻗﺪ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﺍﳉﻨﲔ .ﻭﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ،ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﺎﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺮﺿﺎﻋﺔ
ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﻗﺪ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺻﺤﺔ ﺍﳌﻮﻟﻮﺩ ﺑﺎﺭﺗﻔﺎﻉ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﳌﻠﻮﺛﺎﺕ ﰲ ﻟﱭ ﺍﻟﺜﺪﻱ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺗﻨﻤﻮ ﺃﺟﺴﺎﻣﻬﻢ ﺳﺮﻳﻌﹰﺎ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮﻥ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﺨﺎﻃﺮ ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ -ﻭﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﻗﺪ ﻻ ﺗﻈﻬﺮ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺇﻻ ﰲ ﻣﻘﺘﺒﻞ ﺍﻟﻌﻤﺮ .ﰒ ﺇﻥ ﺍﳊﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻼﰐ ﻳﻌﺸﻦ ﻭﻳﻌﻤﻠﻦ ﰲ ﺑﻴﺌﺎﺕ ﺧﻄﺮﺓ ﻣﻊ ﺃﻃﻔﺎﳍﻦ
ﻳﺘﻌﺮﺿﻦ ﳌﺨﺎﻃﺮ ﺃﻋﻠﻰ ،ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻭ ﺃﻥ ﻣﻌﻈﻤﻬﻦ ﳚﻬﻠﻦ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﺘﻠﻮﺙ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﺑﺄﺷﻜﺎﻟﻪ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺘﻬﻦ ﻭ ﺻﺤﺔ ﺃﻃﻔﺎﳍﻦ ﰲ ﻇﻞ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻭ ﻗﺼﻮﺭ ﰲ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﻲ ﰲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ. ﻇﻬﺮ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻟﺘﺄﺛﲑ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﲜﻤﻴﻊ ﺃﺷﻜﺎﳍﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ،ﻭﱂ ﻳﻈﻬﺮ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺇﻻ ﰲ ﻬﻧﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳌﺎﺿﻲ .ﻭ ﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﳊﲔ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻳﺒﺪﻱ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪﺍ ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻭ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﳉﺪﻳﺪ. ﺗﻌﺘﱪ ﺍﻟﻀﻮﺿﺎﺀ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻗﺪﳝﺔ ﻗﺪﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻤﻨﺬ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻀﻮﺿﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﱵ ﺻﺎﺣﺒﺖ ﺍﻻﺯﺩﻫﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ .ﻭﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻀﻮﺿﺎﺀ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻇﻬﻮﺭ ﺳﻠﺒﻴﺎﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻭﺿﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺳﻮﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺪﻯ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﺃﻭ ﺍﳌﺪﻯ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ .ﺣﻴﺚ ﺭﺍﻓﻖ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﰱ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﳌﺎﺿﻴﺔ ﻇﻬﻮﺭ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻟﻠﻀﻮﺿﺎﺀ ﻣﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﺣ ﹼﻞ ،ﻓﺎﻟﻀﻮﺿﺎﺀ ﻣﺘﻮﺍﺟﺪﺓ ﻣﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﺍﳊ ّﻲ ﻭ ﺍﳌﻨﺰﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﻭ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻃﻠﺒﹰﺎ ﻟﻠﺮﺍﺣﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﺧﺎﺀ ﻭﺍﳍﺪﻭﺀ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺎﱐ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺍﳊﻲ ﺍﻟﺼﺎﺧﺒﺔ ﻭ ﺿﺠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺕ ﻭ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭﺓ ﻣﻮﻟﺪﺍﺕ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﻭ ﻏﲑﻫﺎ ،ﻟﻴﺄﰐ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭ ﺗﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﻭ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﳌﻨﺰﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻁ ﺃﻭ ﻣﻜﻨﺴﺔ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺘﻠﻔﺎﺯ ﻭﺍﳌﺬﻳﺎﻉ ﻭ ﻏﲑﻫﺎ. ٢
ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻚ ﰲ ﺃﻥ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﱵ ﲢﻴﻂ ﺑﻨﺎ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻗﻴﺎﻣﻨﺎ ﺑﺄﺩﺍﺀ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ﺗﺆﺛﺮ ﺇﱃ ﺣﺪ ﻛﺒﲑ ﰲ ﻣﺪﻯ ﺍﳒﺎﺯﻧﺎ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﺑﺎﻟﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﱵ ﳝﻜﻨﻨﺎ ﻬﺑﺎ ﺍﳒﺎﺯﻩ ،ﻓﺒﻌﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﻬﻞ ﻣﻦ ﺃﺩﺍﺋﻨﺎ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺩﺍﺀ .ﻭﻗﺪ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻛﻨﺘﺎﺝ ﻟﺘﻔﺎﻋﻞ
ﳎﻤﻮﻋﺘﲔ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻐﲑﺍﺕ :ﺗﺘﻜﻮﻥ ﺍﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﻭﻣﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻣﺜﻞ ﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ﻭﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺗﻪ ،ﻣﻬﺎﺭﺍﺗﻪ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺑﻌﺾ ﳕﺎﺫﺝ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﰲ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻪ ﻣﺜﻞ: ﺍﲡﺎﻫﺎﺗﻪ،
ﻭ ﺁﺭﺍﺅﻩ ،ﻭﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺗﻪ .ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻐﲑﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ،ﻓﺈﻬﻧﺎ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺑﻌﺾ
ﺍﳌﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺍﳌﻤﻴﺰﺓ ﳌﻮﻗﻒ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻧﻮﻉ ﳏﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ،ﻭﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺍﺻﻄﻼﺡ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﻌﻤﻞ .ﻭﻳﺘﻔﻖ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﰲ ﳎﺎﻝ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺛﻼﺙ ﳎﻤﻮﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻫﻲ -:ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ )ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﻘﻴﺔ( ،ﻛﺎﻹﺿﺎﺀﺓ ﻭ ﺍﻟﻀﻮﺿﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺘﻬﻮﻳﺔ ، ﻭ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﳌﺘﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﻮﻗﺖ ،ﻛﻌﺪﺩ ﺳﺎﻋﺎﺕ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﻭﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﻓﻴﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺍﳌﻈﺎﻫﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﳌﻮﻗﻒ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻣﺎ ﰲ ﺑﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻀﻮﺿﺎﺀ ﺗﺄﺧﺬ ﺃﺷﻜﺎﻻ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﺭﲟﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﳍﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﺍﳌﻨﺰﻝ ﻛﻀﺠﻴﺞ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﳌﺮﻭﺭ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺃﺟﺮﺍﺱ ﺍﳍﺎﺗﻒ ﻭ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﳌﺘﺪﺍﺧﻠﺔ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﶈﺎﺩﺛﺎﺕ ﺍﳉﺎﻧﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﳌﺘﺰﺍﻳﺪ ﻟﻠﻬﺎﺗﻒ ﺍﶈﻤﻮﻝ ﻭﺻﻮﺕ ﺍﳌﻜﻴﻔﺎﺕ ﻭ ﻏﻠﻖ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻀﺠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﺍﻟﺸﺪﺓ ﰲ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺸﺂﺕ ﻭ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺣﺴﺐ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻛﻞ ﻋﻤﻞ .ﻻ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺘﻠﻮﺙ ﺍﻟﺴﻤﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ﺍﳊﻀﺮﻳﺔ ﺑﻞ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﺗﻌﺎﱐ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪ ﺇﱃ ﺣﺪ ﺑﺎﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﻠﻮﺙ ﺍﻟﺴﻤﻌﻲ ﻳﻬﺪﺩ ﻫﺪﻭﺀ ﻭ ﺭﺍﺣﺔ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺑﺮﻣﺘﻪ ﻭ ﻣﺎ ﻳﻨﺠﻢ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺻﺤﻴﺔ ﻭ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺣﻴﺚ ﺑﺎﺕ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻬﻧﺎ ﲤﺜﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﳌﻠﻮﺛﺎﺕ ﺗﺄﺛﲑﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ .ﺣﻴﺚ ﺗﺴﺒﺐ ﺍﻟﻀﻮﺿﺎﺀ ﺍﻹﺯﻋﺎﺝ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻭﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺼﺎﺑﻪ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺗﲑﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ .ﻓﺎﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺍﻟﻌﺼﱯ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﳌﺰﺍﺝ ﻣﻨﺘﺠﺎﺕ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻌﺼﺮ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ .ﻓﺘﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻀﻮﺿﺎﺀ ﺃﻥ ﺗﺴﺒﺐ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﻭﺍﳋﻮﻑ ﻭﺍﳉﺰﻉ .ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺘﱪ ﻛﻞ ﺿﻮﺿﺎﺀ ﻓﻮﻕ ٩٠ﺩﻳﺴﻴﺒﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﺇﺯﻋﺎﺟﹰﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻏﲑ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﻮﺿﺎﺀ ﺩﻭﻥ ﺍﻟـ ٦٠ﺩﻳﺴﻴﺒﻞ ﺗﺆﺛﺮ ﰲ ﻗﺸﺮﺓ ﺍﳌﺦ ﻭﺗﻘﻠﻞ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭﻳﺆﺩﻯ ﻫﺬﺍ ﺇﱃ ﺍﺳﺘﺜﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﺭﺗﻴﺎﺡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﻭﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻙ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺼﺤﻲ. ﻓﺎﻟﻔﺮﺩ ﻗﺪ ﻳﺘﺮﺍﻛﻢ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺗﻮﺗﺮ ﻋﺼﱯ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻀﻮﺿﺎﺀ ﻭﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﻳﺴﺒﺐ ﺍﻬﻧﻴﺎﺭﹰﺍ ﻋﺼﺒﻴﹰﺎ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺍﳌﻌﺮﺽ ﻟﻠﻀﻮﺿﺎﺀ ﳑﺎ ﻳﺴﺮﻉ ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ. ٣
ﻭﻗﺪ ﺃﻛﺪﺕ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻷﲝﺎﺙ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺃﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﻀﻮﺿﺎﺀ ﺃﺣﺪ ﺃﺳﺒﺎﻬﺑﺎ .ﻛﻤﺎ ﺗﻮﺿﺢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺃﻥ ﻟﻠﻀﻮﺿﺎﺀ ﺁﺛﺎﺭﹰﺍ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺃﻥ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﳊﺴﺎﺳﲔ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﺮﺿﻬﻢ ﻟﻀﻮﺿﺎﺀ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻦ ٤٠-٣٥ﺩﻳﺴﻴﺒﻞ ﻟﺮﻋﺐ ﻭﺫﻋﺮ ﻭﻳﺼﺒﺤﻮﻥ ﺷﺪﻳﺪﻱ ﺍﳊﺬﺭ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﳛﻴﻂ ﻬﺑﻢ .ﻓﺎﻟﻀﻮﺿﺎﺀ ﳍﺎ ﺗﺄﺛﲑ ﺳﻠﱯ ﻭﺿﺎﻏﻂ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻭﻳﺆﺛﺮ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺑﺎﻟﺴﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻤﺮﻩ ،ﻭﻳﻈﻬﺮ ﰱ ﺷﻜﻞ ﺫﻋﺮ ﻭﻗﻠﻖ ﻭﺍﺭﺗﺒﺎﻙ ﻭﻋﺪﻡ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﻭﺇﺭﻫﺎﻕ ﻭﺍﻛﺘﺌﺎﺏ ﻭﺗﻌﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻔﺎﺀ ﺍﻟﺬﻫﲏ ﳑﺎ ﻳﺆﺩﻯ ﺇﱃ ﺗﺪﻫﻮﺭ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺆﺩﻯ ﺇﱃ ﺍﳔﻔﺎﺽ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺃﺩﺍﺋﻪ ﻭﺗﻌﻮﻕ ﳕﻮﻩ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ .ﻭﻣﻊ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺆﺛﺮﺍﺕ ﺗﺆﺛﺮ ﺃﻳﻀﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺘﻪ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﻭﺗﺒﻌﹰﺎ ﳍﺬﺍ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﻳﺼﺒﺢ ﻣﻘﻴﺪﹰﺍ ﺑﻀﻐﻮﻁ ﺍﻟﻀﻮﺿﺎﺀ ﻭﺇﺯﻋﺎﺟﻬﺎ. ﻗﻤﺖ ﻗﺒﻞ ﻋﺎﻣﲔ ﻭ ﻧﻴﻒ ،ﻣﻊ ﺯﻣﻼﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺎﺛﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﺃﻭﺭﺑﻴﺔ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﳌﺨﺎﻃﺮ
ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻴﺌﺔ
ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺃﻭ ﺻﺤﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ،ﺣﻴﺚ ﺃﻭﺟﺪﻧﺎ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺣﺪﺓ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻨﺠﻢ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﳐﺎﻃﺮ ﻭ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺫﻟﻚ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺛﻴﻖ ﺑﺎﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﰲ
ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ .ﻭ ﺧﻠﺼﻨﺎ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﺮﺍﻋﻲ ﺗﻮﻓﲑ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﲔ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺷﻜﺎﻭﻯ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺳﻠﻮﻛﻴﺔ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺔ
ﺍﳊﺪﺓ .ﻛﻤﺎ ﺃﲨﻌﺖ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﳌﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﳌﻌﻤﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﻮﺿﺎﺀ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ
ﺗﺄﺛﲑﹰﺍ ﺳﻠﺒﻴﹰﺎ ﺑﺪﺭﺟﺎﺕ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺔ ﲝﻴﺚ ﲡﻌﻞ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﳝﻴﻠﻮﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﻭ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﺼﻞ ﺇﱃ ﺣﺪ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪ ﻋﻨﺪﻫﻢ .ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺆﺛﺮ ﺍﻟﻀﻮﺿﺎﺀ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻭﻳﺘﻀﺢ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﳌﺘﺪﱐ
ﺑﲔ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﳌﻴﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺮ ﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻛﺘﺮﺍﺙ ﲟﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻭ ﻣﻦ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻠﺘﻠﻮﺙ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ،ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺴﻤﻢ ﺑﺎﻟﺮﺻﺎﺹ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻹﺷﻌﺎﻋﺎﺕ ﻳﺆﺛﺮ ﰲ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻳﺆﺛﺮ ﰲ ﺍﻷﻡ ﺍﳊﺎﻣﻞ ﻭ ﺍﳉﻨﲔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍﺀ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺆﺛﺮ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﺎﲨﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻠﻮﺙ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻲ ﺃﻭ ﺍﳌﺎﺋﻲ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﰲ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﻟﻸﻡ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺄﻣﺮﺍﺽ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺍﳋﻄﻮﺭﺓ ،ﻛﺎﻟﺴﻞ ﻭﺍﻟﺴﺮﻃﺎﻥ ﻭﺍﻟﱪﻱ ﺑﺮﻱ ﻭﻓﻘﺮ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﺍﻹﺳﻘﺮﺑﻮﻁ ﻭﺍﻹﻳﺪﺯ.
٤
ﻋﻤﻮﻣﺎ ،ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﺑﺎﺕ ﻳﻌﺮﱠﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻓﺮﻉ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻣﻦ ﻓﺮﻭﻉ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ،ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻭﺍﶈﺘﻮﻯ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺪﺙ ﻓﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ،ﻭﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ،ﻭﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻀﻤﻨﻴﺔ ﺍﳌﺴﺘﺘﺮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻭﺍﻟﺘﺨﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﻭﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻭ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻭﻛﺎﻓﺔ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺕ ﻭﺇﻓﺮﺍﺯﺍﺕ ﺍﻟﻐﺪﺩ .ﻭﻳﺸﲑ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ )ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﻘﻴﺔ( ﺍﶈﻴﻄﺔ ﺑﺎﻟﻔﺮﺩ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﻳﺪﺭﺳﻮﻥ ﺃﻳﻀﺎ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﻫﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﳌﺮﺟﻌﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﻛﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺰﻣﻼﺀ ﺃﻭ ﺍﻷﻧﺪﺍﺩ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻷﻛﱪ ﻳﻮﺟﻪ ﳓﻮ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ )ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﻘﻴﺔ( ﻭﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﺗﺄﺛﲑ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻓﻴﺰﻳﻘﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻀﻮﺿﺎﺀ ﻭﺗﻠﻮﺙ ﺍﳍﻮﺍﺀ ﻭﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺟﺪﺍ ﺃﻭ ﺍﳌﻨﺨﻔﻀﺔ ﺟﺪﺍ ﻭﺗﺄﺛﲑ ﺍﻟﺘﺼﺎﻣﻴﻢ ﺍﳌﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻔﺮﺍﻏﺎﺕ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﺼﺺ ﺍﻟﻨﺎﺷﺊ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺃﳘﻴﺘﻪ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ﳑﺎ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻌﻪ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﻭﺿﻊ ﺍﳌﺆﻟﻔﺎﺕ ﻭﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﳌﻘﺎﻻﺕ ﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﲝﺚ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺗﻪ ﰲ ﻋﺎﳌﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻭ ﺑﻠﺪﻧﺎ ﺍﳊﺒﻴﺐ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﺍﻷﺳﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ. ﻭ ﰲ ﺍﳋﺘﺎﻡ ،ﻳﻌﺘﱪ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﳏﺎﻭﻟﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺟﺎﺩﺓ ﻟﻺﺳﻬﺎﻡ ﰲ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺣﻞ ﻣﺸﺎﻛﻠﻬﺎ ﺍﳌﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ﺑﻞ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﲢﺴﻴﻨﻬﺎ ﻭﲡﻤﻴﻠﻬﺎ ﻭﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ ﳓﻮ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﲨﻞ ﻭ ﺻﺤﺔ ﺃﻭﻓﺮ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳﺔ .ﺇﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻫﻲ ﻣﻦ "ﺻﻨﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ" ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻋﻼﺝ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻳﻜﻤﻦ ﰲ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭ ﺍﲡﺎﻫﺎﻬﺗﻢ ﻭ ﻣﻴﻮﳍﻢ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﻭﻣﻌﻠﻮﻣﺎﻬﺗﻢ ﻭﻭﻋﻴﻬﻢ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ،ﻭﳕﻮ ﺣﺐ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﻬﺑﺎ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑﲔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ .ﻭﳓﻦ ﻭﺑﻴﺌﺘﻨﺎ ﺟﺰﺀ ﻭﺍﺣﺪ ﻻ ﻳﺘﺠﺰﺃ ﻭ ﻧﺸﻜﻞ ﻣﻌﹰﺎ ﻛﻴﺎﻧﹰﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍﹰ ،ﻭ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺑﺄﻥ ﺇﻳﺬﺍﺀ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭ ﺗﻠﻮﻳﺜﻬﺎ ﻳﺮﺗﺪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻏﲑﻧﺎ ﺑﺎﻷﺫﻯ ﻭﺍﻟﻀﺮﺭ .ﻭﺿﺮﺭﻫﺎ ﻋﺎﻡ ﻭﺷﺎﻣﻞ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻭﺍﻟﻜﺒﲑ ﻭﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﺍﻟﻐﲏ ﻭﺍﻟﻔﻘﲑ .ﻭ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﱪﺯ ﺃﳘﻴﺔ ﺩﻋﻢ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﻞ ﻭ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ .ﻭ ﳓﻦ ﰲ ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻧﺘﺮﺑﻊ ﻣﻮﻗﻌﺎ ﺭﻳﺎﺩﻳﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﺠﻤﻟﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻈﻰ ﺑﺪﻋﻢ ﻛﺒﲑ ﻣﻦ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﳉﻬﻮﺩ ﺍﳉﺒﺎﺭﺓ ﻭ ﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭ ﺍﳋﱪﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﳝﻠﻜﻬﺎ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﻮﻥ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﻮﻥ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻮﻥ .ﻭ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﲣﺼﻴﺺ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﺇﻋﻼﻣﻴﺔ ﺃﻛﱪ ﻬﺑﺪﻑ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻠﻴﺔ ﺑﲔ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﺍﳋﺎﺹ ،ﺣﻴﺚ ﳚﺐ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻭﻋﻲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺩﺍﻋﻢ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﲪﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ،ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺻﻮﺭﺓ ﺫﻫﻨﻴﺔ ﺇﳚﺎﺑﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﲔ.
محمد عزام فريد سخيطة
٥