Dokumen.docx

  • Uploaded by: iman
  • 0
  • 0
  • December 2019
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Dokumen.docx as PDF for free.

More details

  • Words: 4,325
  • Pages: 14
‫‪‬‬

‫تسجيل الدخول‬

‫‪‬‬

‫مواقيت الصالة‬

‫الوفيات‬

‫‪‬‬

‫االشتراكات‬ ‫اإلعالن‪‬‬

‫التلفزيون‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫المجموعة‬ ‫‪PDF‬‬

‫‪Toggle navigation‬‬

‫‪ 05:53‬م محكمة عسكرية في غزة تحكم باإلعدام على ستة أشخاص بتهمة «التخابر» مع إسرائيل‬

‫وكيل «التربية» يستقبل مالحظات أهل الميدان «إلكترونيا»‪ ..‬ويؤكد التعامل معها بـ «صفة‬

‫‪‬‬

‫شخصية» ‪ 05:13‬م ‪‬‬

‫‪ 04:22‬م «المركزي»‪ :‬تخصيص إصدار سندات وتورق بـ ‪ 250‬مليون دينار ألجل ستة أشهر‬

‫‪‬‬

‫‪ 03:59‬م سمو األمير يهنئ رئيسة جورجيا بفوزها باالنتخابات الرئاسية‬

‫‪‬‬

‫‪ 03:44‬م «الصندوق الوطني» يطلق السجل الوطني رسميا‪ ..‬ويحدد تعريفات المشروعات الصغيرة والمتوسطة‬

‫‪‬‬

‫‪ 03:32‬م «تداعيات األمطار» تناقش تأثر المساجد والمستشفيات مع العفاسي والصباح‪ ..‬غدا‬

‫‪‬‬

‫خليل أبل‪ :‬بصدد تقديم استجواب لوزير النفط الرشيدي‪ ..‬أو‬

‫لمن يأتي بعده ‪ 02:45‬م ‪‬‬

‫«الكهرباء» جاهزة إليصال المياه لـ‪ 418‬قسيمة في «صباح األحمد‬

‫البحرية» ‪ 02:36‬م ‪‬‬

‫‪ 02:29‬م «التشريعية» البرلمانية تعلن تسلم إحالة استجواب رئيس الوزراء‬

‫«الصحة»‪ :‬حرص خليجي على تطوير آليات شراء المستلزمات‬

‫وزيرة خارجية السويد‪ :‬العالم يتطلع بأمل إلى دور الكويت في حل أزمات‬

‫‪‬‬

‫الطبية ‪ 02:14‬م ‪‬‬

‫المنطقة ‪ 01:39‬م ‪‬‬

‫سمو األمير يستقبل وزيرة خارجية‬

‫السويد ‪ 01:00‬م ‪‬‬

‫وزير داخلية بريطانيا‪ :‬التصويت البرلماني على اتفاق «بريكست» سيمضي‬

‫قدما ‪ 12:43‬م ‪‬‬

‫«االتصاالت»‪ :‬تدشين المرحلة األولى من مشروع مقسم الكويت لالنترنت‬

‫‪ 12:34‬م ‪‬‬

‫غريفيث وصل صنعاء في إطار جهوده لعقد محادثات سالم يمنية‬

‫‪ 12:21‬م ‪‬‬

‫أقر اإلسالم الجانب الترويحي في حياة المسلم مراعاة للفطرة البشرية‬ ‫‪5861‬‬

‫‪‬‬

‫الترويح عن النفس‪ ...‬أمر مشروع ومطلوب في إطاره المنضبط‬ ‫بحدود الشرع‬ ‫يعتبر من كماالت النفس ولوازمها األساسية ألداء حقوق الخالق والمخلوق ومتطلبات الدنيا‬ ‫واآلخرة‬ ‫ تصغير الخط ‪ +‬تكبير الخط‬‫‪ 23‬أبريل ‪ 12:00 2015‬ص‬

‫‪‬‬

‫الكاتب‪ |:‬إعداد عبدهللا متولي |‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪34‬‬ ‫جاءت شريعة اإلسالم على وجه من الكمال واالعتدال‪ ،‬والوسطية والتوازن‪ ،‬تطيب معها الحياة‪ ،‬وتستقر النفوس‪ ،‬وتسعد البشرية‪،‬‬ ‫فشرائع اإلسالم على عظمتها وصفائها وكمالها‪ ،‬إال أنها تراعي ما ُجبلت عليه النفوس من الضعف والميل للترويح واالستجمام‪،‬‬ ‫فاإلسالم دين سماحة ويسر‪ ،‬يراعي فطرة اإلنسان‪ ،‬ويلبي احتياجاته النفسية والبدنية والذهنية‪ ،‬بتوازن وشمولية واعتدال‪ .‬وتأمل‬ ‫سا َد فِي‬ ‫سنَ ه‬ ‫{وا ْبت َِغ فِي َما آتَاكَ ه‬ ‫َنس ن ِ‬ ‫َّللاُ ِإلَيْكَ َو َال تَب ِْغ ْالفَ َ‬ ‫َصيبَكَ مِ نَ ال ُّد ْنيَا َوأَحْ سِن َك َما أَحْ َ‬ ‫َّللاُ الد َ‬ ‫هار ْاْلخِ َرة َ َو َال ت َ‬ ‫في قول هللا عز وجل‪َ :‬‬ ‫َّللاَ َال يُحِ بُّ ْال ُم ْف ِسدِينَ }[القصص‪ ،]77‬وقوله عز وجل‪{ :‬يَا بَنِي آ َد َم ُخذُواْ ِزينَت َ ُك ْم عِن َد ُك ِِّل َمس ِْج ٍد و ُكلُواْ َوا ْش َربُواْ َوالَ‬ ‫ض إِ هن ه‬ ‫ْاْل َ ْر ِ‬ ‫تُس ِْرفُواْ ِإنههُ الَ يُحِ بُّ ْال ُمس ِْرفِينَ }[اْلعراف‪ .]31‬وحين شاهد النبي صلى هللا عليه وسلم اْلحباش يلعبون قال‪« :‬لتعلم يهود أن في‬ ‫ديننا فسحة‪ ،‬وأني أرسلت بحنيفية سمحة» [رواه أحمد]‪ .‬وقال ابن مسعود رضي هللا عنه‪« :‬كان النبي صلى هللا عليه وسلم يتخولنا‬ ‫بالموعظة في اْليام؛ كراهة السآمة علينا» [رواه البخاري]‪ .‬فديننا دين سمح يسير عظيم‪ ،‬يراعي النفوس وضعفها‪ ،‬ويتألهفها‪ .‬ليس‬ ‫في ديننا رهبانية مبتدعة‪ ،‬تثقل اإلنسان بجمودها‪ ،‬وليس في حياتنا لهو وفراغ وعبث ينسي الغاية من الخلق‪ ،‬ويفرغ اإلنسان من‬ ‫معناه‪ ،‬ولكنها الموازنة بين حقوق النفس وواجباتها‪ ،‬والوفاء بحقوق الخلق والخالق‪ ،‬ومتطلبات الدنيا واْلخرة‪ ،‬في تكامل وتناسق‬ ‫ويسر تتجلى فيه عظمة اإلسالم ورحمة الودود الرؤوف العالِم‪ .‬وتأمل هذا المعنى الذي فهمه الجيل اْلول وعبهروا عنه وعاشوه‪،‬‬ ‫فكانت حياتهم وسيرتهم وتاريخهم النموذج التطبيقي للحياة التي أرادها هللا لعباده المؤمنين‪ ،‬يقول علي بن أبي طالب رضي هللا‬ ‫عنه‪« :‬إن القلوب تمل كما تمل اْلبدان‪ ،‬فابتغوا لها طرائف الحكم»‪ ،‬ويقول أيضا‪« :‬ر ِّ ِوحوا القلوب ساعة بعد ساعة‪ ،‬فإن القلب‬ ‫إذا أُكره عمي»‪ .‬وأبو الدرداء رضي هللا عنه يقول‪« :‬إني ْلستجم قلبي باللهو المباح ليكون أقوى لي على الحق»‪ ،‬ويقول عمر‬ ‫بن عبدالعزيز رحمه هللا‪« :‬تحدثوا بكتاب هللا وتجالسوا عليه‪ ،‬وإذا مللتم فحديث من أحاديث الرجال»‪ .‬فالترويح في اإلسالم أمر‬ ‫مشروع‪ ،‬بل ومطلوب‪ ،‬طالما أنه في إطاره الشرعي السليم المنضبط بحدود الشرع التي ال تخرجه ‪-‬أي الترويح‪ -‬عن حجمه‬ ‫الطبيعي في قائمة حاجات النفس البشرية‪ ..‬فاإلسالم دين الفطرة‪ ،‬وال يُتصور أن يتصادم مع الفطرة‪ ،‬أو الغرائز البشرية في‬ ‫السوية‪.‬‬ ‫حالتها‬ ‫لقد أجاز اإلسالم النشاط الترويحي الذي يعين الفــرد المســلم على تحمــل مشــاق الحيـاة وصعــابــها‪ ،‬شــريــطــة أال تتعارض‬ ‫تلك اْلنشطة مع شيء من شرائع اإلسالم‪ ،‬أو يكون فيها إشغال عن عبادة مفروضة‪ ،‬واْلصل في ذلك الحديث الذي يرويه حنظلة‬ ‫رضي هللا عنه حيث يقول‪ ( :‬لقيني أبو بكر الصديق رضي هللا عنه‪ ،‬فقال‪ :‬كيف أنت يا حنظلة ? قال‪ :‬قلت‪ :‬نافق حنظلة! قال‪:‬‬ ‫ي عين‪ ،‬فإذا‬ ‫سبحان هللا! ما تقول ? قال‪ :‬قلت‪ :‬نكون عند رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة حتى وكأنِّا رأ ُ‬ ‫كثيرا‪ ،‬قال أبوبكر‪ :‬فو هللا إنا لنلقى‬ ‫خرجنا من عند رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عافسنا اْلزواج واْلوالد والضيعات فنسينا‬ ‫ً‬ ‫مثل هذا‪ ،‬فانطلـقت أنا وأبـو بكر الصديق حتى دخلنا علـى رســول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬قلــت‪ :‬نافــق حنظــلة يا رسول هللا‪،‬‬ ‫ي عين‪ ،‬فإذا‬ ‫فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬وما ذاك ? قلت‪ :‬يا رسول هللا نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنِّا رأ ُ‬ ‫كــثيـرا‪ .‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬والذي نفسي بيده‬ ‫خرجنا من عندك عافسنا اْلزواج واْلوالد والضيعات‪ ،‬فنسيــنا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أن لو تَدُو ُمون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم المالئكة على ف ُرشِكم وفي ط ِرقكم‪ ،‬ولكن يا حنظلة ساعة وساعة‬ ‫ثالث مرات )‪ .‬وال شك أن إقرار الرسول صلى هللا عليه وسلم لتأثر نفس حنظلة رضي هللا عنه المؤمنة وتقلبها بين مجاالت الجد‬ ‫وأنماط العبادات من جهة‪ ،‬وبين متطلبات النفس من مرح وانبساط من جهة أخرى‪ ،‬هو اعتراف ودليل سماوي على اعتبار‬ ‫الترويح والترفيه‪ ،‬وأنه من كماالت النفس ولوازمها اْلساسية ْلداء حقوق الخالق والمخلوق‪ .‬كما أكدت السنة مبدأ الترويح في‬ ‫اإلسالم‪ ،‬ومن ذلك ما ورد في حديث عبد هللا بن عمرو بن العاص رضي هللا عنهما‪ ،‬الذي رواه اإلمام البخاري رحمه هللا في‬ ‫صحيحه‪ ،‬أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال له‪ ( :‬يا عبد هللا ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل ? قال‪ :‬بلى يا رسول‬ ‫هللا‪ ،‬قال‪ :‬فال تفعل‪ ،‬صم وأفطر‪ ،‬وقم ونم‪ ،‬فإن لجسدك عليك حقًا‪ ،‬وإن لعينك عليك حقًا‪ ،‬وإن لزوجك عليك حقًا )‪ .‬وكذلك مما‬ ‫يؤكد على مراعاة اإلسالم لمبدأ الترويح في حياة المسلم‪ ،‬اْلثر الذي يروى عن النبي صلى هللا عليه وسلم وهو قوله‪ ( :‬روحوا‬ ‫القلوب ساعة وساعة )‪ .‬وفي اْلحاديث عن الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬واْلثار الواردة عن الصحابة رضوان هللا عليهم‪ ،‬داللة‬ ‫على مراعاة اإلسالم لحق النفس في الراحة‪ ،‬وإعطائها حقها من ذلك‪ ،‬طالما أنه ضمن اإلطار الشرعي‪ ،‬وداخل الحدود المقبولة‬ ‫اجتماعيًا‪ .‬واإلســالم حـين يــقر الجانب الترويحي في حيـــاة المسلم‪ ،‬فهو ينطلق من مراعاته للفـطرة البشــرية‪ ،‬والغرائز التي‬ ‫أودعها هللا في النفس البشرية‪ ،‬ويتعامل مع واقع اإلنسان وظروفه‪ ،‬وليس معنى ذلك الرضا بواقع اإلنسان أيًا كان‪ ،‬بل هو يراعي‬ ‫طبيعة اإلنسان الضعيفة‪ ،‬وحقيقة واقعها اليومي والحياتي الذي تعيشه‪ .‬والمنطلق اْلخر الذي تنطلق منه مشروعية الترويح في‬

‫‪‬‬

‫اإلسالم هو‪ :‬شمولية هذا الدين بتشريعاته لجميع جوانب حياة اإلنسان‪ :‬الجسمية‪ ،‬والروحية‪ ،‬والعقلية‪ ،‬والنفسية‪ ،‬واالجتماعية‪،‬‬ ‫والغريزية‪ ،‬فالشمول أحد خصائص هذا الدين العظيم وميزاته‪ .‬ومن هنا اعترف اإلسالم‪ ،‬انطالقًا من واقعيته وشموليته‪ ،‬بحق‬ ‫البدن في أخذ نصيبه من الراحة واالستجمام‪ ،‬كما اعترف بحق الروح في أن تنال حظها من الترويح والترفيه‪ ،‬ليقوي كل منهما‬ ‫اْلخر على تحقيق العبودية هلل بمعناها الشامل‪ .‬ومما ال شك فيه أن اْلصل في الترويح أن يتالزم مع وقت الفراغ ويمارس فيه‪،‬‬ ‫كما يجب أن يكونا متعادلين في الكمية‪ ،‬فال يطغى أحدهما على اْلخر‪ ..‬فزيادة وقت الفراغ في حياة اإلنسان وتركه دون استغالل‬ ‫ُقوم عمر اإلنسان في هذه‬ ‫يحوله إلى مشكلة‪ ،‬وزيادة الترويح على أوقات الفراغ يحوله إلى لهو ولعب‪ .‬لذا نجد أن ( اإلسالم ي ِّ ِ‬ ‫الحياة الدنيا بأنه أسمى وأغــلى من أن تضيع فقــراته بين لـهو عابث سخيف ال قيمة له‪ ،‬ولعب باطل ال يأتي من ورائه بمنفعة‬ ‫دنيوية عظيمة وال أخروية نبيلة‪ ،‬فهو مسؤولية في عنق المسلم يحاسب عليه يوم القيامة )‪ .‬وهذا ما جعل الصحابي الجليل معاذ‬ ‫بن جبل رضي هللا عنه يقول‪ :‬إني أحتسب نومتي كما أحتسب قومتي‪ ..‬وكذا ما ورد عن أبي الدرداء رضي هللا عنه في قوله‪:‬‬ ‫إني ْلستجم لقلبي بالشيء من اللهو‪ ،‬ليكون أقوى لي على الحق‪ .‬وهذا يعني أن الترويح يمكن أن يكون له بعد تعبدي إذا احتسبه‬ ‫الطاعة‪.‬‬ ‫على‬ ‫به‬ ‫ليتقوى‬ ‫أو‬ ‫هلل‪،‬‬ ‫قربة‬ ‫اإلنسان‬ ‫الترويح‬

‫ضوابط‬

‫يقول الدكتور أيمن محمد العمر الباحث في إدارة اإلفتاء‪ :‬ومع هذه الفسحة في الترويح عن النفس‪ ،‬ينبغي للمسلم أن ال يجعلها‬ ‫غاية له وهدفا ً في هذه الحياة الدنيا‪ ،‬وأن ال يتخذها وسيلة ومطية النتهاك حرمات هللا‪ ،‬وتعدي حدود الشرع‪ ،‬وإنما عليه أن ينظر‬ ‫إليها كوسيلة لغاية عظمى وهدف أسمى ؛ هو بقاء اإلنسان نشيطاً‪ ،‬ذا ه ِّمة وعطاء‪ ،‬من أجل بناء المجتمعات‪ ،‬وعمارة اْلرض‪،‬‬ ‫اي َو َم َماتِي ِ‬ ‫هلل َربِّ ِ العَالَمِ ينَ )‬ ‫صالتِي َونُ ُ‬ ‫وإقامة الشرع ؛ وفقا ً للتوجيه الرباني الوارد في قوله سبحانه وتعالى‪( :‬قُ ْل إِ هن َ‬ ‫سكِي َو َمحْ يَ َ‬ ‫[اْلنعام‪ .]162:‬ومن هنا نعلم أن الترويح عن النفس ال بد أن ينضبط بضوابط ال ه‬ ‫ض على مِ يزانه؛ لضمان‬ ‫ُعر َ‬ ‫شرع وقواعده‪ ،‬وي َ‬ ‫تحقيق أهدافه التي أبيح من أجلها‪ ،‬حتى ال يؤول إلى وسيلة لضياع اْلوقات و َهدْر ال ُمقدهرات‪ ،‬والت ه َر ِّدِي في َمهاوي الخمول والكسل‬ ‫ع َم ٍل ش هِرةٌ‪َ ،‬و ِل ُك ِِّل‬ ‫واالنحراف‪ ،‬وإال كان وباالً وهالكا ً ؛ عن عبد هللا بن عمرو قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ِ ( :‬ل ُك ِِّل َ‬ ‫غي ِْر ذَلِكَ فَقَ ْد َهلَكَ ) [رواه أحمد]؛ و(ال ِ ِّ‬ ‫َت فَتْ َرتُهُ ِإلَى سُنهتِي‪ ،‬فَقَ ْد أ َ ْفلَ َح‪َ ،‬و َم ْن كَان ْ‬ ‫ش هِرةٍ فَتْ َرةٌ‪ ،‬فَ َم ْن كَان ْ‬ ‫ش هرة)‪ :‬النشاط واالندفاع‬ ‫َت ِإلَى َ‬ ‫واإلقبال‪ .‬و(الفَتْرة)‪ :‬من الفتور‪ ،‬وهو الضعف والوهن والكسل‪ ،‬ويمكن إجمال هذه الضوابط فيما يلي‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫النية‬

‫في‬

‫واالحتساب‬

‫الترويح‪:‬‬

‫من أهم ما تؤثر فيه النية المباحات والعادات؛ فإنها تتحول بالنية إلى عبادات وقربات؛ والترويح من جملة المباحات التي يثاب‬ ‫عليها اإلنسان إذا نوى بها النشاط للطاعة والعبادة‪ ،‬وأداء الواجبات الدنيوية‪ ،‬وقد يأثم اإلنسان عليها إذا قصد به الهروب من‬ ‫ص َدقَةٌ‪ .‬قَالُوا‪:‬‬ ‫ْع أ َ َح ِد ُك ْم َ‬ ‫المسؤوليات‪ ،‬وتضييع الواجبات؛ فعن أبي ذر رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪َ :‬‬ ‫(وفِى بُض ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ضعَ َها‬ ‫َّللاِ؛ أَيَأْتِي أ َ َح ُدنَا َ‬ ‫سو َل ه‬ ‫يَا َر ُ‬ ‫علَ ْي ِه فِي َها ِوز ٌر؟ ف َكذلِكَ إِذا َو َ‬ ‫ضعَ َها فِي َح َر ٍام أ َ َكانَ َ‬ ‫ش ْه َوتَهُ َويَ ُكونُ لَهُ فِي َها أَجْ ٌر؟ قَالَ‪ :‬أ َ َرأ َ ْيت ُ ْم لَ ْو َو َ‬ ‫فِي ْال َحالَ ِل َكانَ لَهُ أَجْ ٌر) [رواه مسلم]‪ .‬وقد كان السلف الصالح رحمهم هللا تعالى يحرصون على ذلك ويتعاهدون نياتهم في جميع‬ ‫أعمالهم ؛ فعن معاذ رضي هللا عنه قال‪« :‬لكني أنام ثم أقوم فأقرأ‪ ،‬فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي» [رواه ابن حبان]‪ ،‬وعن‬ ‫زبيد اليامي رحمه هللا قال‪« :‬إني ْلحب أن تكون لي نية في كل شيء؛ حتى في الطعام والشراب»‪ ،‬وقال أيضاً‪« :‬انو في كل‬ ‫شيء تريده الخير‪ ،‬حتى خروجك إلى ال ُكناسة» [جامع العلوم والحكم]‪ .‬فال ينبغي للمسلم أن يغفل عن تلك اللحظات؛ فإنه يُسأل‬ ‫به‪.‬‬ ‫قصد‬ ‫الذي‬ ‫وما‬ ‫؟‬ ‫فعله‬ ‫لم‬ ‫القيامة؛‬ ‫يوم‬ ‫عنها‬ ‫‪-2‬‬

‫اختيار‬

‫جماعة‬

‫الترويح‪:‬‬

‫يشعر اإلنسان بمتعة أكبر وسعادة غامرة إذا كان ترويحه في رفقة أو صحبة من الناس‪ ،‬ونظرا ً لكون اللهو والمرح مما يشغل‬ ‫الرفقة من يعينونه على الطاعة‪،‬‬ ‫القلب عن أداء الواجبات والتكاليف؛ يحتاج المسلم إلى من يذكره بها؛ ولذا ينبغي أن يختار من ُّ‬ ‫أن لل ه‬ ‫ف ه‬ ‫شرعِ َحدهه‪ ،‬وقد أكد النبي صلى هللا عليه وسلم على هذا الضابط في‬ ‫عر ُ‬ ‫ِين قَد َْره‪ ،‬ويَ ِ‬ ‫ويحذرونه من المعصية؛ ممن يَ ْقد ُُر لل ِّد ِ‬ ‫ِح َوالس ْهوءِ َك َحامِ ِل ْالمِ سْكِ‬ ‫ِيس ال ه‬ ‫حديث أبي موسى اْلشعري رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪َ ( :‬مث َ ُل ْال َجل ِ‬ ‫صال ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ع مِ ْنهُ‪َ ،‬وإِ هما أ َ ْن ت َِج َد مِ ْنهُ ِري ًحا َ‬ ‫ِير إِ هما أ ْن يُحْ ِرقَ ثِيَابَكَ ‪َ ،‬وإِ هما‬ ‫ِير؛ فَ َحامِ ُل ْالمِ سْكِ إِ هما أ َ ْن يُحْ ِذيَكَ ‪َ ،‬وإِ هما أ َ ْن ت َ ْبت َا َ‬ ‫ط ِيِّبَةً‪َ ،‬ونَافِ ُخ الك ِ‬ ‫ِخ ْالك ِ‬ ‫َونَاف ِ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫عليه]‪.‬‬ ‫[متفق‬ ‫َخبِيثة)‬ ‫ِري ًحا‬ ‫ت َِج َد‬ ‫أ َ ْن‬ ‫‪ -3‬اختيار أوقات الترفيه‪ :‬ينبغي للمسلم أن ينظم وقته بين العمل واللهو‪ ،‬والجد واللعب‪ ،‬فال يعتدي على الوقت الذي هو حق هلل‬ ‫تعالى؛ كوقت الصلوات المفروضة‪ ،‬أو أن يغفل عن ذكر هللا في أوقات هو أحوج ما يكون فيها إلى القرب من ربه؛ كإهدار‬ ‫ساعات الليل كلها في السهمر واللههو‪ ،‬فال هو في نوافل العبادات قضاها‪ ،‬وال ْلمر واجب أحياها؛ وقد حذر النبي صلى هللا عليه‬

‫َاس‬ ‫(والهذِي نَ ْفسِي بِيَ ِدهِ؛ لَيَبِيت هَن أُن ٌ‬ ‫وسلم من ذلك؛ فعن عبادة بن الصامت رضي هللا عنه عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫علَى أَش ٍَر َوبَ َ‬ ‫ت‪َ ،‬و ُ‬ ‫ش ْربِ ِه ُم الخ َْم َر‪َ ،‬وبَأك ِل ِه ُم‬ ‫ار َم َوا ِت ِّخَا ِذ ِه ُم القَ ْينَا ِ‬ ‫ب َولَه ٍو؛ فَيُ ْ‬ ‫ط ٍر َولَ ِع ٍ‬ ‫مِ ْن أ ُ همتِي َ‬ ‫ير‪ ،‬بِا ْستِحْ َال ِل ِه ُم ال َم َح ِ‬ ‫َاز َ‬ ‫صبِ ُحوا ق َِر َدة ً َو َخن ِ‬ ‫المسند]‪.‬‬ ‫على‬ ‫زوائده‬ ‫في‬ ‫عبدهللا‬ ‫[رواه‬ ‫ير)‬ ‫َولُ ْب ِس ِه ُم‬ ‫الربَا‪،‬‬ ‫ِ ِّ‬ ‫ال َح ِر َ‬ ‫ومما ينبغي أن يجتنبه المسلم أيضا ً التعدي على اْلوقات التي تتعلق بأداء حقوق العباد؛ كالعمل الرسمي؛ فال ينبغي أن يقضيه‬ ‫المسلم في الترفيه والترويح‪ ،‬تاركا ً وراءه مسؤوليات أنيطت به من قبل المسؤولين‪ ،‬أو معامالت للمراجعين؛ فوقت العمل مرتبط‬ ‫بما التزم به اإلنسان من عقود ومواثيق يجب الوفاء بها واحترامها؛ قال عز وجل‪( :‬يَا أَيُّ َها الهذِينَ َءا َمنُوا أ َ ْوفُوا بِ ْالعُقُودِ) [المائدة‪.]1:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫اختالط‬

‫اجتناب‬

‫بالنساء‪:‬‬

‫الرجال‬

‫الرجال والنِِّساء؛ وتكمن خطورته فيما يصحبه من‬ ‫من أشد اْلمور خطورة في الترويح والترفيه أن يكون في بيئة مختلطة بين ِ ِّ‬ ‫هزل وضحك وإسقاط تكلُّف‪ ،‬وحينها لن يجد الشيطان بيئة أخصب من تلك البيئة ليقذف القلوب بسهامه‪ ،‬ويسقطها في حبائل الفتنة‬ ‫ساءِ ) [متفق عليه]‪ .‬وال يعني‬ ‫علَى ِ ِّ‬ ‫ض هر َ‬ ‫التي حذر منها النبي صلى هللا عليه وسلم في قوله‪َ ( :‬ما ت ََر ْكتُ بَ ْعدِي فِتْنَةً أ َ َ‬ ‫الر َجا ِل مِ نَ ال ِنِّ َ‬ ‫هذا أن ينعزل الرجل عن بقية أهله‪ ،‬أو المرأة عن محارمها في الترفيه والترويح؛ إنما عليهم أن يراعوا حرمات هللا‪ ،‬كما علمنا‬ ‫ح عنهم‪ ،‬ولكن يفعل ذلك بكل خصوصية؛ فقد كان ‪-‬عليه‬ ‫ِب أهله ويمازحهم‬ ‫ويرو ُ‬ ‫النبي صلى هللا عليه وسلم؛ فأنت تراه يُالع ُ‬ ‫ِّ ِ‬ ‫ي ِ والسهبق؛ فعن عائشة رضي هللا عنها قالت‪:‬‬ ‫الصالة والسالم‪ -‬يسابق زوجه عائشة رضي هللا عنها‪ ،‬بعد أن يأمر الجيش بال ُمض ِّ‬ ‫اس‪ :‬تَقَ هد ُموا‪ ،‬فَتَقَ هد ُموا‪ ،‬ث ُ هم‬ ‫اريَةٌ لَ ْم أَحْ مِ ِل اللهحْ َم َولَ ْم أ َ ْبد ُْن‪ ،‬فَقَا َل لِلنه ِ‬ ‫ي ِ صلى هللا عليه وسلم فِي بَ ْع ِ‬ ‫ض أ َ ْسف َِار ِه َوأَنَا َج ِ‬ ‫(خ ََرجْ تُ َم َع النه ِب ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ه‬ ‫ض أ ْسف َِارهِ‪،‬‬ ‫عنِِّي‪َ ،‬حتى إِذَا َح َملتُ اللحْ َم َوبَ ُد ْنتُ َونَ ِسيتُ ‪ ،‬خ ََرجْ تُ َمعَهُ فِي بَ ْع ِ‬ ‫س َكتَ َ‬ ‫سبَقتُهُ‪ ،‬فَ َ‬ ‫سابَقتُهُ فَ َ‬ ‫سابِقَكِ ؛ فَ َ‬ ‫قَا َل لِي‪ :‬تَعَالَ ْي َحتهى أ َ‬ ‫ض َحكُ ‪َ ،‬وه َُو يَقُولُ‪َ :‬ه ِذ ِه ِبت ِْلكَ ) [رواه أحمد]‪.‬‬ ‫سبَقَنِي‪ ،‬فَ َجعَ َل يَ ْ‬ ‫فَقَا َل لِلنه ِ‬ ‫سابَ ْقتُهُ‪ ،‬فَ َ‬ ‫سا ِبقَكِ فَ َ‬ ‫اس‪ :‬تَقَ هد ُموا‪ ،‬فَتَقَ هد ُموا‪ ،‬ث ُ هم قَالَ‪ :‬تَعَالَ ْي َحتهى أ ُ َ‬ ‫‪ -5‬أن ال يستهلك الترويح ُج هل وقت المسلم‪ :‬إن من أخطر اْلمور في ممارسة الترفيه والترويح؛ أن يستهلك اإلنسان كل وقته أو‬ ‫معظمه في اللهو والترفيه ؛ فهذه اْلوقات يسأل عنها اإلنسان يوم القيامة؛ كيف قضاها‪ ،‬كما أخبر بذلك النبي صلى هللا عليه وسلم‬ ‫؛ فعن ابن مسعود رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪( :‬الَ ت َُزو ُل قَ َد َما اب ِْن آ َد َم يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة مِ ْن ِع ْن ِد َر ِبِّ ِه َحتهى يُ ْسأ َ َل‬ ‫عل َِم) [رواه الترمذي]‪.‬‬ ‫ع ْن َ‬ ‫عمِ َل فِي َما َ‬ ‫ِيم أ َ ْنفَقَهُ‪َ ،‬و َماذَا َ‬ ‫ع ْن ع ُْم ِر ِه فِي َما أ َ ْفنَاهُ‪َ ،‬و َ‬ ‫ع ْن خ َْم ٍس‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫شبَا ِب ِه فِي َما أ َ ْبالَهُ‪َ ،‬و َما ِل ِه مِ ْن أَيْنَ ا ْكت َ َ‬ ‫سبَهُ َوف َ‬ ‫س َدى ال يَعُودُ‪ ،‬وأن ما يقضيه في الترويح والترفيه يهدف من ورائه‬ ‫فالوقت عند المسلم له قيمة‪ ،‬وهو يعلم أن ما ضاع منها ُ‬ ‫مضاعفة الهمة والنشاط؛ لتعويض ما فات‪ ،‬وأن الحكمة والتهعقُّ َل في استغالل اْلوقات ال في إهدارها وتضييعها‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫ال‬

‫أن‬

‫يكون‬

‫في‬

‫اعتداء‬

‫الترويح‬

‫اْلخرين‪:‬‬

‫على‬

‫ال ينبغي للمسلم أن يغفل عن هذه القضية المهمة‪ ،‬فيضع نصب عينيه‪ ،‬أن ُح ِ ِّريت َه و ُمتعَت َه تنتهي عندما تتجاوز حقوق اْلخرين؛‬ ‫فال ينبغي له أن يعتدي أثناء ترفهه ولعبه على الناس‪ ،‬سواء في مساكنهم‪ ،‬أو في طرقاتهم‪ ،‬أو حتى في أماكن ترويحهم‪ ،‬وهذا من‬ ‫أشد ما حذر منه النبي صلى هللا عليه وسلم؛ فعن حذيفة بن أسيد رضي هللا عنه أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪َ ( :‬م ْن آذَى‬ ‫ُ‬ ‫َو َجبَ ْ‬ ‫حسن]‪.‬‬ ‫الكبير‪ ،‬بإسناد‬ ‫في‬ ‫الطبراني‬ ‫[رواه‬ ‫لَ ْعنَت ُ ُه ْم)‬ ‫علَي ِه‬ ‫ت‬ ‫ط ُرقِ ِه ْم‪،‬‬ ‫في‬ ‫ال ُم ْسلِمِ ينَ‬ ‫َ‬ ‫وقد وجه النبي صلى هللا عليه وسلم أصحابه إلى مراعاة حقوق اْلخرين؛ حينما استأذنوه في الجلوس في الطرقات؛ فعن أبي‬ ‫وس فِي ُّ‬ ‫َّللاِ؛ َما لَنَا‬ ‫سو َل ه‬ ‫الط ُرقَاتِ‪ .‬قَالُوا يَا َر ُ‬ ‫سعيد الخدري رضي هللا عنه‪ ،‬أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪( :‬إِيها ُك ْم َو ْال ُجلُ َ‬ ‫طوا ه‬ ‫ِس فَأ َ ْع ُ‬ ‫بُ ٌّد مِ ْن َم َجا ِل ِسنَا نَت َ َحد ُ‬ ‫سو ُل ه ِ‬ ‫الط ِريقَ َحقههُ‪ .‬قَالُوا‪َ :‬و َما َحقُّهُ؟ قَالَ‪:‬‬ ‫هث فِي َها‪ .‬قَا َل َر ُ‬ ‫َّللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬فَإِذَا أَبَ ْيت ُ ْم إِاله ْال َمجْ ل َ‬ ‫ْال ُم ْنك َِر) [متفق عليه]‪.‬‬ ‫ع ِن‬ ‫ى‬ ‫َض‬ ‫َف اْلَذَى‪َ ،‬و َر ُّد ال ه‬ ‫غ ُّ‬ ‫ص ِر‪َ ،‬وك ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْالبَ َ‬ ‫سالَ ِم‪َ ،‬واْل َ ْم ُر بِ ْال َم ْع ُروفِ ‪َ ،‬والنه ْه ُ‬ ‫‪-7‬‬ ‫أما‬

‫أن‬ ‫كون‬

‫الوسيلة‬

‫تكون‬ ‫مشروعة‬

‫وسيلة‬ ‫؛‬

‫فتأتي‬

‫الترويح‬ ‫هذه‬

‫المشروعية‬

‫مشروعة‪:‬‬ ‫من‬

‫وجهين‪:‬‬

‫ي عنها لذاتها‪ ،‬وإال كانت ممنوعة؛ فال يجوز للمسلم أن‬ ‫اْلول‪ :‬أن تكون مباحة في ذاتها؛ بمعنى أنه لم يرد في الشرع الكريم نه ٌ‬ ‫حرمه هللا تعالى؛ كالضحك والسخرية من اْلخرين‪ ،‬أو االستهزاء بهم‪ ،‬أو ترويعهم‪ ،‬أو استعمال آالت اللهو‬ ‫يترفهه أو يلهو فيما ما ِّ‬ ‫محرمة كالنرد والقمار‪ ،‬وغير ذلك مما وردت النصوص الشرعية بتحريمها‪.‬‬ ‫والطرب للترويح عن النفس‪ ،‬أو اللهو بألعاب‬ ‫ه‬ ‫الثاني‪ :‬أن تكون الغاية ‪-‬التي تستعمل لها الوسيلة المباحة‪ -‬مشروعة أيضاً؛ ذلك أن الوسائل لها أحكام المقاصد؛ فالوسيلة وإن‬

‫محرمة تبعا ً لمقصدها؛ فالسفر بحد ذاتها وسيلة‬ ‫حرم هللا‪ ،‬كانت‬ ‫ِّ‬ ‫كانت مشروعة أو مباحة في ذاتها‪ ،‬وقصد بها التوصل إلى ما ِّ‬ ‫مشروعة أو مباحة؛ فإن استعملها اإلنسان في التوصل إلى طاعة هللا؛ كأداء العمرة‪ ،‬أو صلة اْلرحام‪ ،‬كانت السفر جائزا ً‬ ‫ومشروعاً‪ ،‬أما إذا قصد اإلنسان بسفره هذا ارتكاب المحرمات‪ ،‬وفعل المنكرات؛ كأن يسافر لفعل الفواحش وارتكاب المحارم‪،‬‬ ‫أو تسافر المرأة لتنزع حجابها وتظهر زينتها‪ ،‬كان السفر والحالة هذه ممنوعا ً وغير مشروع؛ تبعا ً للمقصد الذي استعمل ْلجله‪.‬‬

‫الترويح في العهد النبوي‬ ‫من يتأمل في صور الترويح في العهد النبوي يلحظ بجالء أنه عمل على تحقيق جملة من اْلهداف‪ ،‬يمكن إبراز أهمها من خالل‬ ‫يأتي‪:‬‬ ‫ما‬ ‫س ِ ِّري الترويح النفس‪ ،‬ويبعد منها الكآبة‪ ،‬ويزيل عنها الهم والملل‪ ،‬ويدخل‬ ‫* تنمية السرور في أوساط المجتمع‪ :‬وهذا جلي؛ إذ يُ َ‬ ‫عليها السرور والبهجة‪ ،‬وكل ثنايا هذا الفصل شاهدة على تحقق ذلك في العهد النبوي‪.‬‬ ‫* تعميق الجدية في المجتمع المسلم‪ :‬إذ عملت البرامج الترويحية في العهد النبوي على تربية أفراد المجتمع المسلم وتهيئتهم‬ ‫الخيل‪.‬‬ ‫وركوب‬ ‫والرمي‪،‬‬ ‫الحرب‪،‬‬ ‫في‬ ‫المنازلة‬ ‫على‬ ‫كالتدرب‬ ‫اإلسالم‪،‬‬ ‫لخدمة‬ ‫وهذا واضح في‪ :‬حديث عقبة بن عامر ‪ -‬رضي هللا عنه‪ -‬أنه سمع رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬وهو على المنبر يقول‪:‬‬ ‫({وأ َ ِعدُّوا لَ ُه ْم َما ا ْست َ َ‬ ‫ط ْعت ُ ْم مِ ْن قُ هوةٍ} [اْلنفال‪ ،]60:‬أال إن القوة الرمي‪ ،‬أال إن القوة الرمي‪ ،‬أال إن القوة الرمي)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫* التودد إلى الصحابة الكرام‪ :‬ويظهر ذلك في مشاركته ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬مع بعض أصحابه الكرام ‪ -‬رضي هللا عنهم ‪-‬‬ ‫في الرمي بالنبال‪ ،‬ففي حديث سلمة بن اْلكوع ‪ -‬رضي هللا عنه‪ -‬قال‪( :‬مر النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬على نفر من أسلم‬ ‫ينتضلون‪ ،‬فقال النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ :-‬ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً‪ ،‬ارموا وأنا مع بني فالن‪ .‬قال‪ :‬فأمسك‬ ‫أحد الفريقين بأيديهم‪ ،‬فقال رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ :-‬ما لكم ال ترمون؟‪ .‬قالوا‪ :‬كيف نرمي وأنت معهم ؟‪ ،‬فقال النبي ‪-‬‬ ‫كلكم)‪.‬‬ ‫معكم‬ ‫فأنا‬ ‫ارموا‪،‬‬ ‫‪:‬‬‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫* تسلية اْلهل وزيادة الترابط االسري‪ :‬ومن دالئل ذلك‪ :‬ما جاء عن زوجه عائشة ‪-‬رضي هللا عنها‪ -‬قالت‪( :‬خرجنا مع رسول‬ ‫هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬في سفر‪ ،‬فنزلنا منزالً‪ ،‬فقال لها‪ :‬تعالي حتى أُسابقك‪ ،‬قالت‪ :‬فسابقته فسبقته‪ .‬وخرجت معه بعد ذلك‬ ‫في سفر آخر‪ ،‬فنزلنا منزالً‪ ،‬فقال‪ :‬تعالي حتى أسابقك‪ ،‬قالت‪ :‬فسبقني‪ ،‬فضرب بين كتفي وقال‪ :‬هذه بتلك)‪.‬‬ ‫* إظهار فسحة اإلسالم‪ :‬إذ عمل الترويح في العهد النبوي على تجلية محاسن اإلسالم وإبراز يسره وسماحته‪ ،‬ومن دالئل ذلك‪:‬‬ ‫حديث عائشة ‪-‬رضي هللا عنها‪ -‬في لعب الحبش بالحراب في المسجد‪ ،‬أخبرت رضي هللا عنها أن رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه—‬ ‫وسلم ‪ -‬قال يومئذ‪( :‬لتعلم يهود أن في ديننا فسحة‪ ،‬إني أرسلت بحنيفية سمحة)‪.‬‬

‫الصالة والترويح عن النفس‬ ‫غيره من اْلمور التي تميل إليها النفوس‬ ‫الطمأنينة تكون بذكر هللا‪ ،‬قال تعالى‪...{ :‬أال بذكر هللا تطمئن القلوب} الرعد‪ ،28 :‬دون ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫من الدنياويات‪ ،‬فالمعنى‪ :‬أَال بِذكر هللا تسكن ْالقُلُوب‪ ،‬وطمأنينة ْالقلب بِزَ َوال ال ه‬ ‫ْس‬ ‫شك منه واستقرار اليَقِين فيه‪ ،‬فإِن قال قائل‪ :‬ألي َ‬ ‫وال َج َواب‪ :‬أَن الوجل ِبذكر ْال َوعيد ْ‬ ‫هللا تعالى قال‪{ :‬وجلت قلوبهم} اْلنفال‪ ،2 :‬فكيف توجل وتطمئن فِي حالة واحدة؟ ْ‬ ‫وال ِعقَاب‪،‬‬ ‫والطمأنينة بِذكر ْال َوعْد َوالث ه َواب‪ ،‬فَ َكأَنه َها توجل إِذا ذكر عدل هللا َوشدهة حسابه‪ ،‬وتطمئن إِذا ذكر فضل هللا وكَرمه‪ .‬وقوله تعالى‪:‬‬

‫ِين‪،‬‬ ‫{الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر هللا} الرعد‪ :28 :‬أَي تسكن قُلُوبهم بِذكر هللا‪ ،‬وقيل‪ :‬تستأنس قُلُوبهم بِذكر هللا‪ ،‬والسكون بِ ْاليَق ِ‬ ‫واالضْطِ َراب بِال ه‬ ‫َّللاُ َوحْ َده ُ ا ْش َمأ َ هز ْ‬ ‫وب اله ِذينَ َال يُؤْ مِ نُونَ بِ ْاْلخِ َرةِ} الزمر‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ت قُلُ ُ‬ ‫{وإِذَا ذُك َِر ه‬ ‫ش ِِّك‪ ،‬قال هللا تعالى فِي شَأْن ْال ُم ْشركين‪َ :‬‬ ‫ض َ‬ ‫ط َربَ ْ‬ ‫ْال ُمؤمنِينَ {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر هللا} الرعد‪.28 :‬‬ ‫ت‪َ ،‬وقَا َل فِي‬ ‫‪ :45‬أَي ا ْ‬ ‫صالة ُ في اإلسالم واحةٌ روحيةٌ‬ ‫ي ذكر أعظم من الصالة‪ ،‬المشتملة على عامة اْلذكار وقراءة القرآن والخشوع واإلخالص‪ ،‬فال ه‬ ‫وأ ِّ‬ ‫ي صلى‬ ‫يفيء إليها المسل ُم ليتفيأ ظاللها الوارف‪ ،‬فيجد فيها عالجا ً لمشكالته النفسية‪ ،‬ويتخلى بها عن هموم الحياة‪ ,‬وقد كان النب ِّ‬ ‫ي من ال ُّدنياْ‬ ‫صالة راحة النهفس ِّ‬ ‫هللا عليه وسلم يعتبر ال ِّ‬ ‫وقرة للعين‪ ،‬فعن أنس رضي هللا عنه قال صلى هللا عليه وسلم‪ُ « :‬ح ِبِّ َ‬ ‫ب إِلَ ه‬ ‫ِ ِّ‬ ‫يب‪ ،‬وجعل قُ هرة ُ‬ ‫ص َالة»[ سنن النسائي‪ ،‬ومسند أحمد‪ ،‬والمستدرك]‪.‬‬ ‫ال ِنِّسا ُء‬ ‫والط ُ‬ ‫ع ْينِي في ال ه‬ ‫َ‬ ‫ص َالةِ»[ سنن أبي داود‪،4‬‬ ‫وكان صلى هللا عليه وسلم يعتبر الصالة راحة للنفس‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم‪« :‬يا ِب َال ُل أ َ ِرحْ نَا ِبال ه‬ ‫والراحة إليها‪ ،‬ويُقال‪ :‬أرحنا بال ه‬ ‫شيء‪ :‬أي‬ ‫الروح‬ ‫ه‬ ‫ومسند أحمد‪ ،‬وشرح مشكل اْلثار وغيرها]‪ :‬أي روحنا إليها ونعمنا بها من ُّ‬ ‫روحنا وأرحنا منه‪ :‬أي أسقطه عنا و َخفِِّف عنِّا منه‪ ،‬ولم يقل‪ :‬أرحنا منها‪ ،‬كيف وقُ هرة عينه فيها‪.‬‬ ‫وتعالج الصالة الفراغ النفسي‪ :‬فمما ال شِّكِّ فيه وال ريب ه‬ ‫أن الصالة هي العالج الجذري والمنهجي لما يشكو منه كثير من المربين‬ ‫والمصلحين مما وقع في صفوف الشباب والفتيات وهو ما يعرف بالعشق أو التعلُّق؛ لما فيها من كفاية حاجة القلب من المحبِّة هلل‬ ‫ث المخافة والخشية المانعة عن المحرم‪ ،‬فالصالة تخرج المسلم عن غفلة قلبه‪ ،‬الذي‬ ‫تعالى والتعلِّق به‪ ،‬وتحقِّق الراحة بذلك‪ ،‬وإيرا ِ‬ ‫كف عن المحظورات‪ ،‬والقلب المطبق‬ ‫ي في أيها الولد ص‪« :46‬الشقاوة عالمته‪ :‬اللسان المطلق بال ِّ‬ ‫هو الداء العظيم‪ ،‬قال الغَزَ ال ُّ‬ ‫بالغفلة»‪.‬‬ ‫المملوء‬ ‫• اإلسالم دين سماحة ويسر يراعي فطرة اإلنسان ويلبِّي احتياجاته النفسية والبدنية والذهنية بتوازن وشمولية واعتدال‬ ‫• اعترف اإلسالم بحق البدن في أخذ نصيبه من الراحة واالستجمام كما اعترف بحق الروح في نيل ِّ‬ ‫حظها من الترويح والترفيه‬ ‫• يجب على المسلم أن يضع نصب عينيه أن ُح ِ ِّريت َه تنتهي عندما تتجاوز حقوق اْلخرين فال يعتدي أثناء ترف ِّهه ولعبه على الناس‬ ‫الرجال والنِِّساء وحينها لن يجد الشيطان بيئة أخصب ليقذف القلوب‬ ‫• من أشد اْلمور خطورة في الترويح والترفيه االختالط بين ِ ِّ‬ ‫بسهامه‬

‫مستندات لها عالقة‬ ‫الصور‬

‫يشعر اإلنسان بالسعادة إذا كان الترويح في صحبة صالحة‬

‫شارك‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫اقرأ أيضا‬

‫الخطاب المباشر‬

‫كما هو واضح لدى علماء اللغّة والبالغة والبيان‪ ،‬وأهل الفصاحة واللِّّسان‪ّ ،‬‬ ‫فإن القرآن آية معجزة ‪...‬‬ ‫‪ 23‬أبريل ‪ 12:00 2015‬ص‬

‫نساء مسلمات ‪ /‬أم المساكين‪(...‬السيدة زينب بنت خزيمة)‬ ‫س ِّ ّميت بأم المساكين لرحمتها بهم ِّو ّرقتها عليهم ؛ فكانت تطعمهم وتكسوهم‪ ،‬وتقضى حوائجهم‪ ،‬وتقوم ‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ 23‬أبريل ‪ 12:00 2015‬ص‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫نتائج الثانوية العامة الدور الثاني ‪ -‬القسم العلمي‬

‫‪‬‬ ‫نتائج الثانوية العامة الدور الثاني ‪ -‬القسم األدبي‬

‫‪‬‬ ‫نتائج الثانوية العامة ‪ - 2018‬ديني‬

‫‪‬‬ ‫نتائج الثانوية العامة ‪ - 2018‬أدبي‬

‫‪‬‬ ‫نتائج الثانوية العامة ‪ - 2018‬علمي‬

‫المزيد‬

‫أقسام الموقع‬ ‫اْلخبار الرئيسية‬ ‫اخترنا لك ‪‬‬ ‫أخبار بالفيديو ‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪PDF‬صفحات الـ‬

‫‪‬‬

‫موقع الراي‬ ‫الصفحة الرئيسية‬ ‫مجموعة الراي ‪‬‬ ‫تلفزيون الراي ‪‬‬ ‫اشترك في الجريدة ‪‬‬ ‫اتصل بنا ‪‬‬ ‫‪RSS‬خدمة الـ ‪‬‬ ‫اإلعالن والتسويق ‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫اشترك في الجريدة‬ ‫سوف نرسل لك أهم األخبار إلى البريد‬

‫اشترك في الجريدة‬ ‫مشغل بواسطة‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة‪© - alraimedia.com .‬‬

‫‪‬‬

‫شركة تابعة ل‬

‫‪Notification‬‬

More Documents from "iman"