Cloning

  • Uploaded by: Abdullah ElNaser Helmy عبدالله الناصر حلمى
  • 0
  • 0
  • May 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Cloning as PDF for free.

More details

  • Words: 2,807
  • Pages: 14
‫الستنساخ‬ ‫"إن ما يمكن ان يصل اليه العلم سوف يتحقق"‬ ‫ممن أهمم الموضوعات العلميمه التمي فرضمت نفسمها علي الوسمط العلممي و الوسماط العاممه‬ ‫في السنوات القليله الماضيه وحتي الن هو موضوع الستنساخ‪.‬‬ ‫وقد تحدث في هذا الموضوع كثيرون سواء ممن لهم علقة بالموضوع وأيضًا ممن ليس‬ ‫لهم دراية حتي بأبسط الموضوعات العلميه‪.‬‬ ‫وأصممبح أول ممما يتبادر إلي ذهممن معظممم الناس بمجرد سممماع كلمممة "اسممتنساخ" هممو أن‬ ‫العلماء أصممبحوا يتسممابقون علي أخممذ خليممه مممن أي انسممان و ليكممن أحممد النممبياء أو أحممد‬ ‫المشاهيمر مثمل "هتلر" لنتاج طفمل همو نسمخه طبمق الصمل منمه‪ .‬وطمبيعي أن يلي ذلك‬ ‫شعور تلقائي بالرفمض و مهاجممة الفكره كليمه‪ .‬وفمي وسمط هذا النفعال العاطفمي يصمعب‬ ‫توصيل الحقائق العلميه لمعظم الناس‪ .‬وسوف أحاول في هذا المقال توضيح النقاط للقاء‬ ‫الضوء علي الموضوع‪.‬‬ ‫تعريف الستنساخ‪:‬‬ ‫كلمممة "‪ "Cloning‬أو اسممتنساخ تعنممي عمممل نسممخه جينيممه طبممق الصممل للنسممخه الجينيممه‬ ‫الصليه لي كائن سواء من النباتات أو الحيوانات‪.‬‬

‫‪-1-‬‬

‫أمثله مختلفه للستنساخ في الطبيعه‪:‬‬ ‫منممذ بلييممن السممنين وحتممي الن يتممم فممي الطممبيعه عمليات كثيره للسممتنساخ بدون تدخممل‬ ‫النسان‪.‬‬ ‫ل بعمض الحيوانات مثمل اللفقريات الصمغيره ممن الديدان وبعمض أنواع السمماك و‬ ‫فمث ً‬ ‫السممحالي و الضفادع تحدث لهمما فممي الطممبيعه عمليات اسممتنساخ‪ .‬إن البويضات الغيممر‬ ‫مخصممبه لهذه الحيوانات يمكممن لهمما تحممت ظروف معينممه فممي الطممبيعه أن تنمممو لتكون‬ ‫الحيوان الكامل و بذلك تعتبر نسخه "‪ "Clone‬من النثي التي وضعت البويضات‪.‬‬ ‫وأيضاً فمي عالم النباتات تحدث عمليات اسمتنساخ طمبيعيه لبعمض النباتات مثمل الفراوله و‬ ‫البطاطممس و البصممل‪ .‬فعندممما ينمممو جزء مممن الجذع يسمممى "‪ "runner‬يمكممن له ان يمتممد‬ ‫بجوار النبات الصمملي و يتكون له جذور ثممم يتحول إلي نبات كامممل جديممد يعتممبر نسممخه‬ ‫طبق الصل من النبات الصلي‪ .‬وقد استفاد النسان من هذه الظاهرة الطبيعيه منذ آلف‬ ‫السمنين حيمث يقوم بتقطيمع جزء ممن النبات و زرعمه لينممو نبات جديمد همو نسمخه طبمق‬ ‫الصممل مممن النبات الذي قطممع منممه هذا الجزء‪ .‬والجديممر بالذكممر أنممه فممي نهايممة الجزء‬ ‫المقطوع تنمو كتله من الخليا الغير متخصصه تسمي "‪ "Callus‬وهي قادره علي النمو‬ ‫عندما تزرع لتنتج خليا متخصصه لتكون اجزاء النبات المختلفه مثل الساق و الجذور‪.‬‬ ‫أمما ظاهرة السمتنساخ الطمبيعيه فمي النسمان فهمي موجوده بيننما و مألوفمه للناس منمذ قديمم‬ ‫الزل أل وهمي التوأم المتطابقمه‪ .‬ان التوأم المتطابمق همو نسمخه طبمق الصمل ممن بعضهما‬ ‫من حيث الموروث الجيني لكل منهما و لذلك يعتبر كل منهما "‪ "Clone‬أو نسخه للخر‪.‬‬ ‫وهذه الظاهرة الطبيعيه تحدث نتيجة انقسام الجنين في مراحله الولي (عدة أيام فقط بعد‬ ‫اخصماب البويضمه بالحيوان المنوي)‪ .‬و ينتمج عمن ذلك أن الجنيمن الواحمد بعمد تكوينمه و‬ ‫اسمتكمال الطبعمه الجينيمه الكامله له يتمم انقسمامه إلي اثنيمن فيصمبح كل الجنينيمن الناتجيمن‬ ‫نسخه طبق الصل لبعضهما من حيث نفس المكونات الجينيه للخليا و ينعكس ذلك علي‬ ‫التشابه الكبير بينهما من حيث الشكل ووظائف الجسم‪.‬‬

‫‪-2-‬‬

‫تجارب ناجحه للستنساخ في المعمل‪:‬‬ ‫لقممد لحممظ العلماء و درسمموا ممما يحدث مممن عمليات اسممتنساخ فممي الطممبيعه و حاولوا أن‬ ‫يجروا تجارب مماثله علي النباتات و الحيوانات اعتمادًا علي نفمممممس الفكره السممممماسيه‬ ‫للستنساخ الطبيعي‪.‬‬ ‫في مجال الزراعه مثلً قد لحظ النسان منذ آلف السنوات ظاهرة الستنساخ الطبيعي‬ ‫في النباتات و نجح في استخدامها و الستفاده منها‪ .‬فمن الطرق الزراعيه التي يستخدمها‬ ‫النسمان همو قطمع جزء ممن النبات و زراعتمه لينممو نبات جديمد‪ .‬وهذه الطريقمه ينتمج بهما‬ ‫بعض النباتات باهظة الثمن من الوركيد‪.‬‬ ‫أمما فمي المجال الحيوانمي فنلحمظ أيضاً أن التجارب الولي كانمت مماثله تمامًا و معتمدة‬ ‫علي فكرة تكوين التوائم المتطابقه في الطبيعه‪ .‬وقد تمت هذه التجارب بنجاح كبير‪ .‬ومن‬ ‫أهممم هذه التجارب هممو تقسمميم الجنيممن المتكون مممن عدة خليمما وفصممل هذه الخليمما عممن‬ ‫بعضها البعض‪ .‬ومن خصائص هذه الخليا هو قدرتها علي النقسام لتكوين جنين آخر‬ ‫يعتبر نسخه طبق الصل من حيث الموروث الجيني للجنين الصلي الذي تم تقسيمه‪.‬وقد‬ ‫زرعمت هذه الجنمه المتكونمه فمي رحمم الحيوان و نتمج ممن ذلك ولدة توائم متطابقمه ممن‬ ‫البقر و الخراف و الخنازير و غيرها من الحيوانات‪.‬‬

‫‪-3-‬‬

‫تجربة دوللي و لماذا هي مختلفه؟‬ ‫في عام ‪ 1997‬اعلن علماء من معهد "روزلين" السكتلندي أنه تم ولدة النعجه "دوللي"‬ ‫المسمتنسخه و نشمر هذا البحمث الهام فمي مجلة "‪ "Nature‬وهمي ممن أهمم المجلت العلميمه‬ ‫في العالم‪ .‬وقد لقي هذا البحث العلمي ردود فعل واسعه النطاق و اثار اهتماماً كبيراً في‬ ‫الوسماط العلميمه‪ .‬والسمبب فمي هذا ان السمتنساخ الذي تمم هذه المره كان عمن طريمق نقمل‬ ‫نواه خليمه "متخصمصه" ممن جسمم حيوان بالغ إلي داخمل البويضمه بعمد تفريغهما ممن النواه‪.‬‬ ‫وهذا يعتبر نجاحاً علميًا غير مسبوق‪.‬‬ ‫والجديمر بالذكمر ان الفكره التمي اسمتخدمت لسمتنساخ النعجمه "دوللي" يرجمع الفضمل فيهما‬ ‫إلي العالم "جون جوردن" "‪ "John Gurdon‬الذي نشممر ابحاثممه فممي هذا المجال فممي عام‬ ‫‪.1970‬فقمد نجمح هذا العالم فمي اسمتنساخ الضفادع فمي مراحلهما الولي عمن طريمق نقمل‬ ‫النواه الموجوده فمي خليمه ممن جلد أحمد الضفادع البالغمه إلي البويضمه المفرغمه ممن النواه‬ ‫لضفدعه أخري‪.‬‬ ‫وقد نجحت فممعلً التجربه و تكونت الضممفادع الصغيره (أبو ذنميمبه) التي تعتبر نسمخه‬ ‫"‪ "Clone‬مممن الضفدعممه صمماحبة النواه مممن الجلد‪ .‬ولكممن للسممف لم يكتمممل نمممو هذه‬ ‫الضفادع الصغيره لتصل إلي مرحلة الحيوان البالغ‪.‬‬ ‫وبعمد نجاح عمليمة السمتنساخ للنعجمه دوللي توالت البحاث فمي المراكمز المختلفمه و نجمح‬ ‫العلماء في إعادة التجربه اعتمادًا علي نفس الفكره‪ .‬وقد نشرت البحاث العلميه تعلن عن‬ ‫ولدة فئران مستنسخه في عام ‪ 1997‬و البقر في عام ‪ 1998‬و الخنازير في عام ‪2000‬‬ ‫والقطط في عام ‪.2002‬‬

‫‪-4-‬‬

-5-

‫والسمؤال الن همو‪ :‬مما همو الداعمي لسمتنساخ الحيوانات حيمث أنهما تتكاثمر طمبيعياً؟ ويجمب‬ ‫أن يتضممح فممي ذهممن القارىء هنمما أن العلماء لم يفكروا فممي اسممتنساخ الحيوان لمجرد أن‬ ‫تكون وسمميله اخري للتكاثممر بديلً عممن التناسممل الطممبيعي‪ .‬إن السممبب الرئيسممي وراء هذه‬ ‫التجارب لسمتنساخ الحيوانات همو اسمتنساخ أنواع نادرة ممن الحيوانات معدله وراثيًا مثمل‬ ‫البقممر أو الغنممم المعدل وراثياً لنتاج أنسممولين انسمماني أو البقممر المعدل وراثياً لنتاج لبممن‬ ‫انسماني شمبيه بلبمن الم‪ .‬إن التكنولوجيما و الخمبره العلميمه المسمتخدمه لنتاج حيوان معدل‬ ‫وراثيًا أصمعب و أعلي بكثيرممن التكنولوجيما المسمتخدمه لسمتنساخ أحمد هذه الحيوانات‪.‬‬ ‫ولذلك عندمما ينجمح العلماء فمي انتاج بقره معدله وراثيًا لنتاج اللبمن الشمبيه بلبمن الم أو‬ ‫حيوانات قادره علي إنتاج أجسام مضاده للمراض التي تصيب النسان فيجب أن يأخذوا‬ ‫منها خليا لعمل نسخ كثيره‪ .‬ويعتبر هذا النجاح من أهم النجازات العلميه الحديثه التي‬ ‫سوف تعود علي البشريه بفوائد عظيمه‪.‬‬ ‫التجارب التي اجريت علي النسان‪:‬‬ ‫بعيداً عمن الضجمه العلميمه و الضواء بدأت مجموعات مختلفمه ممن العلماء فمي اجراء‬ ‫التجارب علي بويضات النسممان‪ .‬وحتممي ل تثار العراقيممل ضدهممم فقممد أطلقوا علي هذه‬ ‫التجارب اسمممممم " نقمممممل النواه" أو "‪transfer‬‬

‫‪ "nuclear‬و حاولوا أن يتجنبوا لفمممممظ‬

‫"السممتنساخ"‪ .‬وقممد نشرت ابحاث عديده فممي هذا المجال فممي المؤتمرات العلميممه وكذلك‬ ‫فممي المجلت العلميممه المتخصممصه بيممن عامممي ‪ 1998‬و ‪ .2002‬وهؤلء العلماء لهممم‬ ‫سممعه علميمه طيبمه وسمجل ممن البحاث القيممه التمي نشرت فمي المجلت العلميمه الهاممه‪.‬و‬ ‫توجد هذه المراكز البحثيه في استراليا ‪ ،‬سنغافوره ‪ ،‬أوروبا ‪ ،‬وأمريكا‪.‬‬ ‫وكان الهدف السمماسي لمعظممم هذه البحاث هممو انتاج الجنيممن فممي مراحله الولي لخممذ‬ ‫خلياه و التي تعتبر في هذه المرحله غير متخصصه ( خليا جذعيه) (‪.)Stem cells‬‬ ‫ويجب هنا أن نفرق بين نوعين من الستنساخ في النسان‪.‬‬

‫‪-6-‬‬

‫النوع الول و الذي يثار حوله الضجمه العلميمه يجري بهدف ولدة طفمل مسمتنسخ وهمو‬ ‫ما يسمي "‪ "reproductive cloning‬بمعني الستنساخ بهدف التكاثر والذي قد نجح فعلً‬ ‫في مجال الحيوانات منذ عام ‪ 1997‬وحتي الن‪.‬‬ ‫أممما النوع الخممر و الذي يعتممبر ذو أهميممه كممبيرة فهممو السممتنساخ بغرض تكويممن خليمما‬ ‫جذعيمه يمكمن أن تتحول إلي خليما متخصمصه لعلج كثيمر ممن المممراض‪ .‬وهمممذا النوع‬ ‫يسممي "‪ "Therapeutic cloning‬بمعني الستنساخ العلجي‪.‬‬ ‫والفكره فمي السمتنساخ العلجمي يعتممد علي تكويمن خليما جذعيمه (‪ )stem cell‬يمكنهما أن‬ ‫تخصمص لنتاج خليما معينمه مثمل خليما القلب أو الجهاز العصمبي أو الجهاز العضلي أو‬ ‫البنكرياس‪ .‬وهذه الخليما يمكمن أن تزرع فمي جسمم النسمان فمي المكان الذي بمه تلف لحمد‬ ‫هذه النسمجه لسمتعادة وظيفتهما‪ .‬والفكره هنما أن يتمم تكويمن هذه الخليما الجذعيمه(‪stem‬‬

‫‪ )cells‬بنقممل نواة أحممد خليمما الشخممص المراد علجممه إلي البويضممه المفرغممه مممن النواه‬ ‫وبذلك تكون الخليا الجذعيه وما ينتج عنها من خليا متخصصه نسخه طبق الصل من‬ ‫التكويمن الجينمي للشخمص المريمض وهذا يعتمبر شرط أسماسي وحيوي لعدم لفمظ أو طرد‬ ‫النسممجه عندممما تزرع فممي جسممم المريممض‪ .‬أن اسممتخدام السممتنساخ لنتاج هذه الخليمما‬ ‫الجذعيه يعتبر من أكبر الكتشافات العلميه و أهمها خطورة في هذا القرن و سوف يكون‬ ‫ل يمكن أن ينتج خليا البنكرياس "‪islet‬‬ ‫لها دور كبير في علج كثير من المراض‪ .‬فمث ً‬

‫‪ "cells‬لستعاده وظيفة البنكرياس للشخاص المصابين بمرض السكر‪ .‬وكذلك فإن انتاج‬ ‫الخليا العصبيه يمكن أن تزرع لعلج بعض المراض مثل المصابين بالسكته الدماغيه‬ ‫أو المصمابين فمي العمود الفقري نتيجمه للحوادث وكذلك مرض الذهايممر وباركينسمونيزم‪.‬‬ ‫ومن المجالت الحيويه التي يمكن أن يسهم فيها الستنساخ العلجي هو انتاج خليا الجلد‬ ‫لسمتخدامها فمي علج المناطمق التمي دممر فيهما الجلد نتيجةالحروق‪ .‬وأيضاً نعقمد الممل‬ ‫علي انتاج الخليا العضليه للقلب و التي يمكن زرعها في الجزء التالف من عضلة القلب‬ ‫نتيجة لنسداد شرايين القلب‪.‬‬

‫‪-7-‬‬

-8-

‫لماذا يقحم موضوع أطفال النابيب عند ذكر كلمة الستنساخ؟‬ ‫بمجرد ذكمر كلممة السمتنساخ يربمط كثيمر ممن الناس بينهما وبيمن أطفال النابيمب‪ .‬و الحقيقمه‬ ‫أنممه ليممس هناك علقممة لطفال النابيممب بالسممتنساخ‪ .‬إن أطفال النابيممب أو "الخصمماب‬ ‫خارج الجسم ونقل الجنه" هو عملية اخصاب طبيعي للبويضه بواسطة الحيوان المنوي‬ ‫ولكنهما تتمم فمي المعممل‪ .‬والجنيمن المتكون همو مثمل الجنيمن الذي يتمم الحممل فيمه تلقائياً فمي‬ ‫الحياه الزوجيمه العاديمه و يحممل الموروث الجينمي ممن الب والم ويتمم زرعمه إلي رحمم‬ ‫الم لينمو و يكتمل تسعة أشهر حتي الولده‪.‬‬ ‫لكممن السممبب الرئيسممي الذي أدي إلي اللتباس بيممن أطفال النابيممب و السممتنساخ هممو أن‬ ‫التكنولوجيما و الجهزه المسمتخدمه لنقمل النواه فمي عمليمة السمتنساخ همي نفسمها الموجوده‬ ‫في معامل أطفال النابيب لجراء ما يسمي بعملية الحقن المجهري السيتوبلزمي‪ .‬ولول‬ ‫التقدم التكنولوجمي و الخمبره المعمليمه فمي معاممل أطفال النابيمب لجراء الحقمن المجهري‬ ‫ل ابتداء ممن تفريمغ البويضمه‬ ‫السميتوبلزمي مما كان لتكنولوجيما السمتنساخ أن تحدث أصم ً‬ ‫من النواه وكذلك نقل خليه أخري اليها‪.‬‬ ‫هل البويضه بدون نواه مجرد وعاء؟‬ ‫ذكر في كل المقالت التي نشرت حديثاً عن موضوع الستنساخ أن عملية نزع النواه من‬ ‫البويضه يجعلها (مفرغه) و مجرد وعاء لستقبال النواه الجديده المراد استنساخها‪.‬‬ ‫ولكمن الحقيقمه أن الممر ليمس كذلك بهذه الصموره السماذجه‪ .‬إن البويضمه حتمي بعمد نزع‬ ‫النواه منها فهي تحتوي علي السائل السيتوبلزمي الملىء بمئات من الجسيمات المختلفه‬ ‫ذات وظائف فمي غايمة الهميمه و الحيويمه‪ .‬وممن أهمم هذه الجسميمات الحيويمه مما يعرف‬ ‫باسممم الميتوكوندريمما "‪ "mitochondria‬والبالغ عددهمما عدة مئات فممي كممل خليممه‪ .‬وجديممر‬ ‫بالذكمر انهما تتكون أيضًا ممن الحاممض النووي "‪ "DNA‬مثمل النواه وبذلك فهمي الجسميم‬ ‫الوحيممد فممي الخليممه المحتوي علي "‪ "DNA‬خارج النواه‪ .‬وأيضًا مممن الحقائق الهامممه ان‬

‫‪-9-‬‬

‫الميتوكوندريما تورث عمبر الجيال ممن الم فقمط وليمس ممن الب‪ .‬معنمي ذلك أنمه بالرغمم‬ ‫مممن احتواء الجنيممن المتكون بالسممتنساخ علي النسممخه الجينيممه الكامله المطابقممه للنواه‬ ‫المنقوله إل أن خلياه بهمما أيضاً ‪ DNA‬آخممر موروث مممن البويضممه التممي يزعممم انهمما‬ ‫"مفرغه" و موجود في عدة مئات من الجسيمات الصغيره المسماه بالميتوكوندريا‪.‬‬ ‫وتحتوي كمل ميتوكوندريما علي حوالي ‪ 37‬جيمن و معظمهما يتحكمم فمي عمليمة الكسمده‬ ‫الفسفوريه للخليه وهي وظيفه في غاية الهميه وقد وجد أن هناك علقة بين أي خلل في‬ ‫وظيفة الميتوكوندريا وبين المراض الوراثيه العصبيه وأمراض وهن العضلت‪.‬‬ ‫كمما أنممه جديمر بالذكممر أن الجينات الموجوده بالنواه ليسمت فقمط مجرد ترتيممب و تسمملسل‬ ‫معين للحامض النووي (‪ )DNA sequence‬و لكنهما تتحكم فمي وظائف الخليمه بالمشاركه‬ ‫التامممه مممع الجسمميمات الصممغيره الموجوده فممي السمميتوبلزم عممن طريممق نوع معيممن مممن‬ ‫الحامض النووي يسممي " الرسمول" أو (‪ )mRNA‬الذي يحممل الرسماله أو الشفره الجينيمه‬ ‫من داخل النواه إلممي السيتوبلزم حيث تدخمممل فممي أجمممسام أخمممري تسمممي ريبوزوم‬ ‫(‪ )ribosomes‬لتكويمن البروتينات المختلفمه التمي تنعكمس علي وظائف الخليما‪ .‬وممن هنما‬ ‫نري الدور الحيوي الذي يشارك بمه السميتوبلزم فمي وظائف الخليمه المختلفمه عمن طريمق‬ ‫مئات الجسام المحتويه علي ‪ DNA‬وأيضاً ‪ mRNA‬بقدر ل يقل أهميه عن النواه نفسها‪.‬‬ ‫ويتضح مما سبق أنه من الخطأ أن نعتقد أن نقل النواه إلي البويضه المفرغه سوف ينتج‬ ‫عنه نسخه طبق الصل من الشخص الذي أخذت منه النواه‪.‬‬ ‫الستنساخ من الناحيه الخلقيه و القانونيه‪:‬‬ ‫منمذ إعلن العلماء عمن نجاح ولدة النعجمه المسمتنسخه "دوللي" عام ‪ 1997‬وحتمي الن‬ ‫فتح باب النقاش و الدراسه بين مختلف الجهات الدينيه و القانونيه و السياسيه و الخلقيه‬ ‫لمعرفمة مدي النفمع و الضرر الذي سموف يعود علي البشريمه ممن السمتنساخ‪ .‬وقمد تفجمر‬ ‫الموقمف وزادت حدة الخوف و الجدل بعمد مما أعلنمت شركمة تكنولوجيما بيولوجيمه تسممي‬

‫‪-10-‬‬

‫"كلونيمد" "‪ "Clonaid‬عمن نجاح ولدة أول طفله مسمتنسخه فمي ‪ 26‬ديسممير ‪ .2002‬وقمد‬ ‫شكمك كثيرون فمي صمحة هذا الخمبر حيمث أنمه قمد رفضمت الشركمه اعطاء الدليمل الداممغ‬ ‫لصممحة ادعائهممم عممن طريممق اخضاع المولوده وصمماحبة الخليممه المسممتنسخه لتحاليممل "‬ ‫‪ "DNA‬الحاممض النووي‪ .‬و بالرغمم ممن عدم وجود دليمل علي ولدة الطفله المسمتنسخه‬ ‫إل أن الدافمع أصمبح الن أقوي لمحاولة وضمع قوانيمن تمنمع مثمل هذه التجارب العلميمه‪.‬‬ ‫وقمد أجمعمت الراء علي أنمه ممن غيمر المسمموح بمه إجراء التجارب للسمتنساخ بغرض‬ ‫التكاثر بينما يمكن أن تجري بغرض العلج لنتاج خليا جذعيه‪.‬‬ ‫ولعمل ممن أهمم السمباب التمي يسمتند إليهما معارضوا السمتنساخ همو أن الطفمل المولود عمن‬ ‫هذا الطريمق قمد حكمم عليمه مسمبقًا أن يكون نسمخه جينيمه متطابقمه ممن إنسمان آخمر‪ .‬علي أن‬ ‫هذا الفتراض ليس دقيقياً حيث أن البويضه التي وضعت فيها النواه لها أكبر الثر علي‬ ‫وظيفة النوا هٍ نفسها كما أن البويضه تحتوي علي ‪ DNA‬خارج النواه و تأثيرها كبير جداً‬ ‫كما ذكر سابقاً تحت عنوان "هل البويضه مجرد وعاء"‪.‬‬ ‫أما التخوف الثاني من السمتنساخ هو التشابهه المتوقع فمي الشخصيات‪ .‬وهذا أيضاً ليس‬ ‫صمحيحاً حيمث أن الجنيمن المتكون ليمس نسمخه طبمق الصمل كمما ذكمر سمابقاً بالضافمه انمه‬ ‫سمموف يتعرض لظروف مختلفممه تماماً داخممل الرحممم حتممي لحظممة الولده‪ .‬كذلك فمممن‬ ‫المعروف أن للبيئه التمي سموف ينممو فيهما الطفمل وطريقمة تربيتمه أكمبر الثمر علي تكويمن‬ ‫شخصيته و التي ستكون مختلفه عن الصل‪.‬‬ ‫ولكممن الخوف الحقيقممي مممن السممتنساخ هممو الجهممل التام بمايمكممن أن يصمماب بممه هؤلء‬ ‫الطفال مممن تشوهات خلقيممه‪ .‬وهممل سمميكون هناك خلل فممي وظائف الخليمما و بالتالي‬ ‫وظائف العضاء و الجسم ككل؟ ل أحد يمكنه الجابه علي هذه السئله الن‪.‬‬ ‫وقد حاولت معظم الدول وضع حدود وضوابط لجراء تجارب الستنساخ‪ .‬ففي الوليات‬ ‫المتحده المريكيمه قمد تمم التصمويت فمي الكونجرس علي تشريمع جديمد فمي ‪ 8‬ينايمر ‪2003‬‬ ‫يحذر السممتنساخ للتكاثممر لكممن النقاش مازال قائماً حول السممتنساخ العلجممي‪ .‬أممما فممي‬

‫‪-11-‬‬

‫انجلترا فقمد صمدر قانون فمي ديسممبر ‪ 2001‬يمنمع اسمتنساخ التكاثمر و يسممح بالبحاث فمي‬ ‫المجال العلجمي لنتاج الخليما الجذعيمه‪ .‬ولبمد ممن أخمذ ترخيمص ممن "‪ "HFEA‬وهمي‬ ‫الجهمه الطمبيه المشرفمه علي مراكمز الخصماب فمي انجلترا‪ .‬وفمي التحاد الوروبمي تمم‬ ‫التصمويت علي منمع السمتنساخ و السمماح فقمط بالبحاث العلميمه للخليما الجذعيمه للعلج‪.‬‬ ‫وقد طالب التحاد الوروبي في ‪ 3‬يناير ‪ 2003‬بضرورة اصدار اتفاق أو تشريع عالمي‬ ‫يحذر السمتنساخ البشري‪ .‬أمما فمي بلد مثمل ايرلندا فإن الدسمتور يحذر و يمنمع اجراء أي‬ ‫تجارب علي الجنمه البشريمه ممن قبمل أن تثار قضيمة السمتنساخ‪ .‬وفمي اليابان صمدر فمي‬ ‫نوفمبر عام ‪ 2000‬قانون لمنع الستنساخ و معاقبة المخالفين بالسجن لمدة عشرة سنوات‬ ‫أو غرامه تسعون الف دولر أمريكي‪ .‬وقد سارعت دول أمريكا الجنوبيه مثل كوستاريكا‬ ‫و بيرو و اكوادور إلي اصمدار قوانيمن لمنمع السمتنساخ ربمما لتخوفهما ممن احتمال لجوء‬ ‫كثيمر ممن علماء الوليات المتحده المريكيمه إلي انشاء معاممل السمتنساخ فمي هذه البلد‪.‬‬ ‫أمما باقمي البلد مثمل اسمتراليا فليمس هناك قانون يمنمع السمتنساخ لكمن هناك فقمط تعليمات‬ ‫تنهممي المعامممل مممن السممتنساخ بغرض التكاثممر و تسمممح لهممم بالدراسممات علي الخليمما‬ ‫الجذعيمه‪ .‬وهذا همو الحال فمي معظمم البلد الخري حيمث ل يوجمد قانون فمي هذا المجال‬ ‫لكن يوجد تعليمات و اخلقيات المهنه‪.‬‬

‫‪-12-‬‬

‫كلمه أخيره‪:‬‬ ‫إذا جاز لنا أن نعتبر أن القرن الذي مضمي همو عصمر العلوم الفيزيائيمه ومما نتج عنهما من‬ ‫اكتشافات مذهله مثممل الكهرباء و القوه النوويممه ‪ ،‬فإن هذا العصممر سمموف يشهممد له بأنممه‬ ‫عصممر العلوم الحيويممه (‪ .)molecular biology‬إن التعاون و الندماج الذي حدث بيممن‬ ‫علم الجينات وعلم الجنه قد تخطي الحواجز و الحدود‪ .‬ويجب ال ننزعج من هذا و علينا‬ ‫أن نتذكمر أنمه علي مدي التاريمخ النسماني فإن معظمم الكتشافات العلميمه قمد قوبلت بالشمك‬ ‫و الخوف أولً ثمم مما لبمث أن تقبلهما الناس و أدركوا مدي أهميتهما عندمما لمسموا التطمبيقات‬ ‫العلميمه لهما و الفوائد التمي عادت علي البشريمه‪ .‬إن أبحاث نقمل النواه و السمتنساخ سموف‬ ‫تعود علي البشريه بفوائد عظيمه ما كان لها أن تحدث قبل ذلك‪ .‬ان علج المراض عن‬ ‫طريمق نقمل خليما سمليمه إلي العضمو المصماب (ممع ضمان عدم لفظهما بالجهاز المناعمي)‬ ‫سموف يتحقمق عمن طريمق نقمل النواه لنتاج الخليما الجذعيمه ثمم تحويمل هذه الخليما إلي‬ ‫خليا متخصصه مثل خليا القلب أو الكبد أو البنكرياس أو الخليا العصبيه‪.‬‬ ‫وفمي مجال انتاج الدويمه مثمل النسمولين النسماني و اللبمن المثيمل للبمن الم و الجسمام‬ ‫المضادة للمراض التمي تصميب النسمان يمكمن أن يتمم هذا بالهندسمه الوراثيمه للحيوانات‪.‬‬ ‫ولزيادة عدد هذا النوع النادر مممممممن الحيوانات (المهندس وراثياً) تجري لهمممممما عمليات‬ ‫اسمتنساخ‪ .‬وكذلك فإن اسمتنساخ النواع النادره م الحيوانات المهددة بالنقراض قمد ينقذهما‬ ‫من الفناء‪.‬‬ ‫وفي مجال النباتات أيضاً يستخدم فعلً الستنساخ لنتاج النواع النادره من النباتات مثل‬ ‫الوركيمد و النباتات الخري المهندسمه وراثياً‪ .‬وقمد أصمبح فمي العالم الن مراكمز بحثيمه‬ ‫كمبيرة تسممي شركات التكنولوجيما الحيويمه أو "‪ . "biotechnology companies‬وقمد‬ ‫أعلن العالم "ايان ويلموت" "‪ "Ian Wilmut‬الذي نجمح فمي اسمتنساخ النعجمه دوللي أنمه‬ ‫سوف يبدأ في العمل وأخذ ترخيص يسمح له بالقيام بالستنساخ العلجي في النسان‪.‬‬

‫‪-13-‬‬

‫إن السمنوات القادممه سموف تشهمد مزيداً ممن البحاث العلميمه و الكتشافات فمي مجال نقمل‬ ‫النواه و الستنساخ و يجب ال ننسي المقوله التي يرددها العلماء‪.‬‬ ‫" في مجال العلم ما يمكن أن يتم عمله سوف يتحقق"‬ ‫((‪))In science what can be done will be done‬‬

‫وكذلك يجمب أن نتذكمر تعليمات الحكيمم المصمري القديمم بتاح حوتمب ( السمره السمادسه‬ ‫‪ 2100 – 2300‬قبممل الميلد) الذي قال‪" :‬ل حدود يجممب أن توضممع علي الفممن (العلم) ‪،‬‬ ‫كما أنه ليس هناك فنان أو عالم قد وصل إلي درجة التقان الكامل"‪.‬‬ ‫"‪No limit may be set to art, neither is there any craftsman that is fully master‬‬ ‫‪)Ptahhotep instructions 2300-2100 BC(."of his craft‬‬

‫‪-14-‬‬

Related Documents

Cloning
May 2020 24
Cloning
August 2019 41
Cloning
May 2020 28
Cloning
May 2020 27
Cloning
April 2020 16
Cloning
June 2020 17

More Documents from ""