ﺻﺪر ﻣﺆﺧﺮا آﺘﺎب ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان )إﺗﺤﺎد ﺿﺪ ﺑﺎﺑﻞ( ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ واﻟﺼﺤﻔﻲ "ﺟﻮن آﻮﻟﻲ". اﻟﻜﺘﺎب ﻏﻴﺮ ﻋﺎدي ﻣﻦ ﺣﻴﺚ أﺣﺪاﺛﻪ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺟﻊ اﻟﻰ ﺁﻻف اﻟﺴﻨﻴﻦ آﻤﺎ ﺗﻢ ﺗﺪوﻳﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺎت ،ﺛﻢ أﻋﺘﻤﺪت ﻻﺣﻘﺎ ،ﻓﻲ وﻗﺘﻨﺎ اﻟﺤﺎﻟﻲ ،آﺨﻄﻂ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ،وآﺂﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﺎﻟﻒ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ـ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﺿﺪ اﻟﻌﺮاق ،واﻟﺬي ﺑﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﻋﻘﺎﺋﺪي ودﻳﻨﻲ ﺑﺤﺖ!... ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺍﻟﺫﻱ ﺒﻴﻥ ﺃﻴﺩﻴﻨﺎ ﻴﻜﺸﻑ ﺍﻷﺴﺭﺍﺭ ﻷﻫﻡ ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ..ﺃﺴﺭﺍﺭ ﻤﺫﻫﻠﺔ ﻋﻥ ﺤﺠﻡ ﺍﻟﻤﺅﺍﻤﺭﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ
ﻀﺩ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻥ ﺍﻹﺤﺘﻼل ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻟﻪ ﻋﺎﻡ 2003ﺃﺤﺩ ﺃﻭل ﺨﻁﻁﻬﺎ ﻭﻨﺘﺎﺌﺠﻬﺎ ،ﻭﻟﻴﺱ ﺁﺨﺭﻫﺎ ﻜﻤﺎ ﻴﺘﺼﻭﺭ ﺍﻟﺒﻌﺽ ..ﻭﻻ ﺘﺯﺍل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻤﻊ ﻜل ﻤﺎ ﺭﺍﻓﻘﻬﺎ ﻤﻥ ﺘﺩﻤﻴﺭ ﻤﺘﻌﻤﺩ ﻟﻠﺒﻨﻰ
ﻥ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻭﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﻭﻭﺼل ﺍﻟﻰ ﺤﺩ ﻻ ﻴﺼﺩﻕ ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺼﻭﺭﻩ ..ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻤﺭ ﻫﻲ ﻫﺩﻑ ﺃُﺤﺴ
ﻭﻀﻌﻪ ،ﻭﺨﻁﻁ ﻟﻪ ﺒﻌﻨﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺤﻘﻴﻘﻪ!..
ﺇﻨﻪ ﺃﻹﻟﺘﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩﻱ ﺒﻴﻥ ﺘﻠﻤﻭﺩ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ..ﻭﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ..ﻭﺇﻴﻤﺎﻥ ﻤﺤﺎﻓﻅﻲ ﺃﻤﻴﺭﻜﺎ ﺍﻟﺠﺩﺩ ﺒﺫﻟﻙ ﺇﻴﻤﺎﻨﹰﺎ ﻤﻁﻠﻘﺎ...
ﺇﻨﻪ ﺍﻟﺠﻭﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ...ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ..؟! ﻟﻤﺤﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ: ﻴﺤﻜﻲ ﺃﺤﺩ ﺍﻷﻨﺎﺸﻴﺩ ﺍﻟﻜﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺇﻨﺘﺸﺭ ﺘﺭﺩﻴﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺨﻼل ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭﻅﻬﻭﺭ ﺍﻟﺯﻋﻴﻡ ﺍﻟﻨﺎﺯﻱ ﺃﺩﻭﻟﻑ ﻫﺘﻠﺭ ﻓﻲ ﺃﻟﻤﺎﻨﻴﺎ ،ﻭﻗﻴﺎﻤﻪ ﺒﺈﺒﺘﻼﻉ ﺠﻴﺭﺍﻨﻪ ﺍﻟﺩﻭل
ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ ﺒﻌﺩ ﺍﻷﺨﺭﻯ ..ﻭﺇﻅﻬﺎﺭ ﻋﺩﺍﻭﺘﻪ ﻟﻠﻴﻬﻭﺩ ﺒﻭﻀﻌﻬﻡ ﻓﻲ ﻤﻌﺴﻜﺭﺍﺕ ﺇﻋﺘﻘﺎل ﺜﻡ ﺇﺭﺴﺎﻟﻬﻡ ﺍﻟﻰ
)ﺍﻟﻤﺤﺭﻗﺔ( ﺃﻭ ﻤﺎ ﺃﺼﺒﺢ ﻴﻌﺭﻑ )ﺒﺎﻟﻬﻭﻟﻭﻜﻭﺴﺕ(.
ﻴﺤﻜﻲ ﺍﻟﻨﺸﻴﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﺭﺩﺩﻩ ﺍﻟﺼﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻓﻲ ﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻷﺤﺩ ﻭﺍﻟﻜﻨﺎﺌﺱ ﻋﻥ ﻗﺼﺔ ﻗﻴل ﺃﻨﻬﺎ ﻗﺩ
ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ "ﺩﺍﻨﻴﺎل" ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ "ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺓ" .ﺘﻘﻭل ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺃﻥ ﺜﻼﺜﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﻁﻔﺎل ﺃﺘﻭﺍ ﻤﻥ )ﺃﺭﺽ
1
ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل( ﻫﻡ :ﺸﺎﺩﺭﺍﻙ ﻭﻤﻴﺸﺎﻙ ﻭﺃﺒﻴﺩﻨﻜﻭ ،ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺴﺒﺎﻴﺎ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻓﻲ )ﺒﺎﺒل( ﺯﻤﻥ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﺒﺎﺒﻠﻲ
"ﻨﺒﻭﺨﺫﻨﺼﺭ" ..ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺃﻤﺭﻫﻡ ﺒﺄﻥ ﻴﻌﺒﺩﻭﺍ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺍﻟﺒﺎﺒﻠﻴﺔ ﻓﺭﻓﻀﻭﺍ ..ﻓﺄﻤﺭ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺒﺤﺭﻗﻬﻡ )ﻋﻠﻰ ﻏﺭﺍﺭ ﻤﺤﺭﻗﺔ ﻫﺘﻠﺭ ﻟﻠﻴﻬﻭﺩ ،(!...ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺭﺏ )ﻴﻬﻭﺍ( ﻗﺩ ﺃﺨﺭﺠﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﺤﺭﻕ ﻭﻟﻭ ﺒﺴﻴﻁ!. ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻭﻤﺎ ﺫﻜﺭ ﻓﻴﻪ ﻋﻥ ﺁﺸﻭﺭ ﻭﺒﺎﺒل ..ﻭﺇﻋﺘﻘﺎل ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻤﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻓﻲ )ﻴﻬﻭﺩﺍ
ﻭﺍﻟﺴﺎﻤﺭﺓ( ..ﻫﻭ ﺘﺄﺭﻴﺦ ﺤﻲ ﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻥ ﻭﻤﺜﻘﻔﻴﻬﻡ ﻭﻗﻴﺎﺩﺍﺘﻬﻡ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﻭﻗﺩ ﻟﻌﺏ ﺩﻭﺭﹰﺍ ﺁﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﹰﺎ ﺭﺌﻴﺴﻴﹰﺎ ﻭﺤﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺘﺄﻴﻴﺩ ﻤﻁﻠﻕ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ
ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ !..ﻭﻟﺭﺒﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻘﺎﺒل ﻜل ﻤﺎﺌﺔ ﻤﻘﺎﺘل ﺃﻤﺭﻴﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻋﺎﻡ 2003ﻋﺩﺩ ﻤﻤﺎﺜل ﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﺤﻤﺴﻴﻥ ﻹﺤﺘﻼل ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻥ ﺍﻟﺠﺩﺩ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺒﺎﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ،ﻭﻤﻨﻬﻡ ﺤﺎﻟﻴﺎ ﻭﺒﻼ ﺃﺩﻨﻰ ﺸﻙ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺠﻭﺭﺝ ﺒﻭﺵ ،ﻭﺃﺭﻜﺎﻥ ﺇﺩﺍﺭﺘﻪ ﺍﻟﻤﻬﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﻥ،
ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ ﺭﺃﻭﺍ ﻓﻲ ﻓﻜﺭﺓ )ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ( ﻫﻲ ﺤﺭﺏ ﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺒﻴﻥ )ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻭﺍﻟﺸﺭ(!.. ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﻴﺭﻴﺩ ﺃﻥ ﻴﺘﻔﻬﻡ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﺍﻟﻴﻭﻡ ،ﻻﺒﺩ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻴﻬﻤل ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺘﻪ ﻟﻠﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ،
ﻭﺍﻟﺴﺒﺏ ﻫﻭ ﺇﻋﺘﻘﺎﺩ ﻤﺅﻴﺩﻱ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻭﻤﻥ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﻔﻭﺫ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ،ﺃﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﻨﺘﺎﺝ ﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻗﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻴﺩﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺩﺱ ﻭﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺅﻴﺩﺓ ﻟﺫﻟﻙ ﺒﺩﺀﹰﺍ ﻤﻥ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل
ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ،ﻭﻤﺭﻭﺭﹰﺍ ﺒﺎﻷﺒﺎﻁﺭﺓ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺤﻜﻤﻭﺍ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻤﻥ ﺃﻤﺜﺎل ﺤﻤﻭﺭﺍﺒﻲ ﻭﻨﺒﻭﺨﺫﻨﺼﺭ ﺜﻡ ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭ ﺍﻟﻤﻘﺩﻭﻨﻲ
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ﺃﻨﻪ ﺘﻭﻓﻲ ﻓﻲ ﺒﺎﺒل ﻭﺩﻓﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺎﻡ 323ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ .ﻭﺃﻨﻪ ﺒﻌﺩ ﻗﺭﻨﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﺒﻲ ﺍﻟﺒﺎﺒﻠﻲ
ﻭﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﻋﺎﺩ )ﺃﻁﻔﺎل( ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺍﻟﻰ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﺘﺤﺕ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﻨﺒﻴﻴﻥ ﻤﻥ ﺃﻨﺒﻴﺎﺌﻬﻡ ﻭﻫﻤﺎ
ﻋﺯﺭﺍ ﻭﻨﺎﺤﻴﻤﻴﺎ.
ﻭﺤﺘﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻴﻭﻡ ،ﻴﻌﺘﻘﺩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻭﻥ ﺍﻟﺠﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺒﺎﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ،ﻭﻤﻨﻬﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺴﻭﻑ ﻟﻥ ﻴﻨﺯل ﺍﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﺁﺨﺭ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ،ﺤﺘﻰ ﻴﺘﻡ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺒﻨﺎﺀ ﻫﻴﻜل ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﻤﺴﺠﺩ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﻔﺴﺭ ﺇﺼﺭﺍﺭ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻋﻠﻰ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﺤﻔﺭﻴﺎﺕ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﻤﺴﺠﺩ ﻭﻟﻌﺩﺓ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﺒﺤﺜﺎ
ﻋﻥ ﺍﻟﻬﻴﻜل ﺃﻭ ﻤﺎ ﻴﻘﻭﺩ ﺍﻟﻴﻪ!... ﺃﻤﺎ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﻴﻥ ﺒﺎﻷﺼل ﻤﻤﻥ ﺘﺭﻜﻭﺍ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺍﻟﻰ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺒﻌﺩ ﻗﻴﺎﻤﻬﺎ ﻋﺎﻡ ،1948ﻓﺈﻨﻬﻡ ﻴﺘﺤﺩﺜﻭﻥ ﻋﻥ ﺃﻤﻭﺍل ﻭﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﻗﺩﻴﻤﺔ ﻗﺩﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺘﻌﻭﺩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺃﺠﺩﺍﺩﻫﻡ ﻗﺩ ﺘﻡ ﺘﺩﻤﻴﺭﻫﺎ
2
ﻭﻤﺼﺎﺩﺭﺘﻬﺎ ﺨﻼل ﻓﺘﺭﺓ ﺤﻜﻡ ﺼﺩﺍﻡ ﺤﺴﻴﻥ ﻭﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ !...ﻭﻟﻌل ﻫﺫﺍ
ﻴﻔﺴﺭ ﻟﻨﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﺭﻗﺔ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﻵﺜﺎﺭ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻗﺩﻴﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻬﺩﻴﻥ ﺍﻟﺒﺎﺒﻠﻲ ﻭﺍﻵﺸﻭﺭﻱ ﻤﻥ ﻤﺘﺤﻑ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﻭﺒﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻋﻨﺩ ﺩﺨﻭل ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻰ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﻤﻥ ﻨﻴﺴﺎﻥ /ﺍﺒﺭﻴل
!2003
ﻭﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻴﺸﻴﺭ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ )ﺒﻼﺩ ﻤﺎﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﻥ( ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻬﺩ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺎﺕ ،ﻭﻤﻊ ﺇﻋﺘﺭﺍﻓﻬﺎ ﺒﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﺘﻀﻴﻑ ﺍﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻭﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻭﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ
ﺃﺨﺭﻯ ..ﻭﻴﺭﺠﻌﻭﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻰ ﻤﺼﺎﺩﺭﻫﻡ ﻓﻲ ﺃﻭل ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ،ﻭﺃﻥ )ﺠﻨﺔ ﻋﺩﻥ( ﺘﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺒﺎﻟﺫﺍﺕ ﻋﻨﺩ ﻤﻠﺘﻘﻰ ﻨﻬﺭﻱ ﺩﺠﻠﺔ ﻭﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﺠﻨﻭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ!... ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻭﺃﻋﺩﺍﺌﻬﻡ ،ﻴﺒﺩﺃ ﻤﻊ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺓ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ،ﺤﻴﻥ ﺘﺤﺩﻯ
ﺍﻷﺭﺍﻤﻴﻭﻥ ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ ﺍﻵﺸﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺒﺩﺃﺕ ﺠﻴﻭﺸﻬﻡ ﺘﺯﺤﻑ ﻏﺭﺒﺎ ﻤﻥ ﺒﻼﺩ ﻤﺎﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﻥ ﺒﺈﺘﺠﺎﻩ
ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ .ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﻭﺒﺤﺩﻭﺩ 950ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ،ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﻭﻥ ﻗﺩ ﺒﺩﺃﻭﺍ ﺒﺎﻟﺯﺤﻑ ﺸﺭﻗﺎ ﺒﺈﺘﺠﺎﻩ ﺤﺩﻭﺩ
ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ ﺍﻵﺸﻭﺭﻴﺔ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻘﺎﺘﻠﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ ﻭﺍﻟﻐﺭﺏ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺴﻤﻭﻨﻪ )ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل(..
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺒﺎﺩﺭﻭﺍ ﻭﻋﻘﺩﻭﺍ ﺼﻠﺤﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﻴﻥ ﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﻤﻌﹰﺎ ﻟﺘﺤﺩﻱ ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ ﺍﻵﺸﻭﺭﻴﺔ.. ﻭﺘﻘﻭل ﻤﺼﺎﺩﺭﻫﻡ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻗﺩ ﺘﻡ ﻓﻌﻼ )ﺒﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ( ،ﺤﻴﺙ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﺒﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻵﺸﻭﺭﻱ ﻭﺍﻀﻁﺭﻭﻩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﺭﺍﺠﻊ ﻓﻲ ﻤﻌﺭﻜﺔ )ﻗﺭﻗﺭ( ﻓﻲ ﺴﻭﺭﻴﺎ..
ﺒﻌﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺼﺭ ﻋﺎﺩ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﻭﻥ ﻭﺍﻟﺴﻭﺭﻴﻭﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺘﺎل ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ !..ﻫﻜﺫﺍ ﺘﺫﻜﺭ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻤﻤﺎ ﻴﺩﻟل ﻋﻠﻰ ﺘﻜﺘﻴﻙ ﻴﻬﻭﺩﻱ ﺃﻭ ﺨﻴﺎﻨﺔ ﻟﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺍﻟﺼﻠﺢ ،ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﻋﺩﻭﻴﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺎ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﻴﻥ ﻭﺍﻵﺸﻭﺭﻴﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺤﺩ ﺴﻭﺍﺀ!!..
ﻓﻲ 841ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ،ﻋﺎﺩ ﺍﻵﺸﻭﺭﻴﻭﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻤﺭﺓ ﺜﺎﻨﻴﺔ ..ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺓ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺫﻜﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺘﻲ، ﻗﺭﺭ ﻤﻠﻙ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل )ﺠﻴﻬﻭ( ﺃﻥ ﻴﻘﺎﺘل ﻟﻭﺤﺩﻩ ﻭﻴﻨﻔﺭﺩ ﺒﺎﻟﻨﺼﺭ ﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﻴﻥ ،ﻭﻓﻌﻼ ﺼﻤﺩ ﺒﻭﺠﻪ ﺍﻟﻬﺠﻭﻡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺍﻵﺸﻭﺭﻱ ﻟﻤﺩﺓ ﺃﺭﺒﻊ ﺴﻨﻭﺍﺕ ،ﺘﻭﻓﻲ ﺨﻼﻟﻬﺎ )ﺠﻴﻬﻭ( ﻭﺘﺴﻠﻡ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﻌﺩﻩ ﺍﻟﻤﻠﻙ )ﻤﻨﺎﺤﻴﻡ( .ﻓﻲ ﺫﻟﻙ
ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﻤﻠﻙ )ﺁﻫﺎﺯ( ﻤﻠﻙ ﻴﻬﻭﺫﺍ ،ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺴﺎﻤﺭﺓ ﻤﻥ ﻤﻨﺎﺤﻴﻡ ﺃﻥ
ﻴﻌﻴﺩﺍ ﺘﺤﺎﻟﻔﻬﻤﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﻴﻥ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻗﺩ ﺘﺄﺨﺭ ﻟﺫﻟﻙ ﺇﺫ ﻫﺎﺠﻡ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻵﺸﻭﺭﻱ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﻴﻥ ،ﺭﺒﻤﺎ ﺒﻌﺩ
3
ﺃﻥ ﻭﺼل ﺍﻟﻰ ﻋﻠﻤﻪ ﺨﺒﺭ ﺍﻹﻋﺩﺍﺩ ﻟﻠﺘﺤﺎﻟﻑ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻤﻊ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﻴﻥ ﻀﺩﻩ ،ﻭﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺇﺤﺘﻼﻟﻬﻡ ﻭﺩﺨل ﺩﻤﺸﻕ
ﻋﺎﻡ 732ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ..ﺜﻡ ﺇﺴﺘﺩﺍﺭ ﺍﻟﻰ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﻴﻥ ﻭﺩﺤﺭﻫﻡ ﻭﺍﻗﺘﺎﺩ ﻤﻌﻪ ﺍﻟﻰ )ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ( ﺜﻼﺜﺔ ﻤﻥ ﻗﺒﺎﺌﻠﻬﻡ ﻜﺄﺴﺭﻯ ،ﻭﻫﻡ ﺤﺴﺏ ﻤﺎ ﻴﺫﻜﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ،ﻗﺒﺎﺌل )ﻜﺎﺩﻭ( ﻭ)ﺭﻭﺒﻴﻥ( ﻭ)ﻤﺎﻨﺴﺎﻴﺎ( ـ ﻫﻜﺫﺍ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ
ﻜﺘﺎﺏ "ﺍﻟﻤﻠﻭﻙ" ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻠﻤﻭﺩ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ..ـ
ﺒﻌﺩ ﻤﻭﺕ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻵﺸﻭﺭﻱ ،ﺘﻤﺭﺩ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻭﺃﻭﻗﻔﻭﺍ ﺩﻓﻊ )ﺍﻟﺠﺯﻴﺔ( ﺍﻟﻰ ﺍﻵﺸﻭﺭﻴﻴﻥ، ﻭﻋﻘﺩﻭﺍ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺓ ﺘﺤﺎﻟﻔﺎ ﻤﻊ ﻤﺼﺭ ..ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻵﺸﻭﺭﻴﻴﻥ ﺭﺩﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺒﺤﻤﻠﺔ ﻋﺴﻜﺭﻴﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﺤﺎﺼﺭﺕ ﺜﻡ
ﺇﺤﺘﻠﺕ )ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺴﺎﻤﺭﺓ( ،ﻭﺃﺨﺫﺕ ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻘﺒﺎﺌل ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺸﺭﺓ ﻜﺴﺒﺎﻴﺎ ﻭﺃﺴﺭﻯ ﺍﻟﻰ )ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ( ﻭﺇﻨﻬﺎﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﺇﺜﺭ ﺫﻟﻙ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل!.. ﺇﻋﺘﺒﺭ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ،ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﻤﻥ ﺍﷲ ﻟﻠﻴﻬﻭﺩ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺇﺴﺘﺸﺭﻯ ﺒﻴﻨﻬﻡ،
ﻭﺇﺒﺘﻌﺎﺩﻫﻡ ﻋﻥ ﺘﻌﺎﻟﻴﻡ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺓ )ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺹ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ "ﻋﺎﻤﻭﺱ" ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ(.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺒﺎﺌل ﺍﻟﻌﺸﺭﺓ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃُﺨﺫﻭﺍ ﺃﺴﺭﻯ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻓﻠﻡ ﻴﺴﺠل ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺎﺕ ﺃﻨﻬﻡ ﻗﺩ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻰ ﻤﻭﻁﻨﻬﻡ ،ﺃﻱ ﺃﻨﻬﻡ ﻗﺩ ﺒﻘﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻤﻊ ﺍﻟﻘﺒﺎﺌل ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺒﻘﺘﻬﻡ ،ﻭﺒﺎﻟﺫﺍﺕ ﻓﻲ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺁﺸﻭﺭ ﺸﻤﺎل ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺠﺒﺎﻟﻪ ،ﺤﻴﺙ ﻴﺫﻜﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻻﺤﻘﺎ ﻋﻥ ﺇﻤﺘﺯﺍﺠﻬﻡ ﺒﺎﻟﺩﻡ ﻭﺨﻼل ﻗﺭﻭﻥ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻤﻊ ﺴﻜﻨﺔ ﺍﻟﺠﺒﺎل ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ
ﻟﻠﻌﺭﺍﻕ ،ﻭﻴﻌﺯﻱ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻴﻥ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻴﻥ ﺍﻟﻰ ﻜﻭﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺴﻼﻟﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻘﺒﺎﺌل ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺒﻴﺔ!.. ﻓﻲ 701ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ،ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻵﺸﻭﺭﻱ ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭ )ﺴﻨﺤﺎﺭﻴﺏ( ﺒﻬﺠﻭﻡ ﺠﺩﻴﺩ ،ﺤﺎﺼﺭ ﺒﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺓ
ﺃﻭﺭﺸﻠﻴﻡ )ﺍﻟﻘﺩﺱ( ..ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ ﺍﻵﺸﻭﺭﻴﺔ ،ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺩ ﺒﻠﻐﺕ ﻨﻘﻁﺔ ﻀﻌﻔﻬﺎ ﻭﺨﺼﻭﺼﺎ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺒﺩﺃﺕ ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺒﻠﻴﺔ ﻭﺴﻁ ﺒﻼﺩ ﻤﺎﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﻬﺭﻴﻥ ﺒﺎﻟﻨﻬﻭﺽ ،ﺜﻡ ﺤﺼﻠﺕ ﻋﻠﻰ ﺇﺴﺘﻘﻼﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ
ﺍﻵﺸﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺠﻭﺯ ،ﻭﺒﺩﺃﺕ ﺘﻅﻬﺭ ﻜﺈﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ ﻓﺘﻴﺔ ﻤﻨﺫ ﻋﺎﻡ 626ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺇﻨﻬﺎﺭﺕ ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ ﺍﻵﺸﻭﺭﻴﺔ ﻜﻠﻴﹰﺎ...
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 597ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ،ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺒﻠﻴﻭﻥ ﺒﺈﻜﺘﺴﺎﺡ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﻴﻬﻭﺫﺍ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﻭﺃﺨﺫﻭﺍ ﻤﻌﻬﻡ ﺤﺴﺏ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﻠﻤﻭﺩ 3023ﻴﻬﻭﺩﻱ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ..ﻭﻫﺫﻩ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺜﻼﺙ ﺤﻤﻼﺕ ﻋﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭﻗﻌﺕ
ﻋﺎﻡ 587ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ،ﻭﺃُﺴﺭ ﻓﻴﻬﺎ 832ﻴﻬﻭﺩﻱ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﻗﻌﺕ ﻋﺎﻡ 581ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻭﺃُﺴﺭ ﻓﻴﻬﺎ 745
4
ﻴﻬﻭﺩﻴﺎﹰ ،ﻭﻫﺅﻻﺀ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﺘﻡ ﺃﺨﺫﻫﻡ ﺍﻟﻰ )ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ(" ،ﻭﺭﺩﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻭﺍﺭﻴﺦ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﻫﺭﻤﻴﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ".
ﻭﺍﻟﻴﻭﻡ ،ﻓﺈﻥ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻴﻥ ﻭﻤﻥ ﻤﺨﺘﺎﻑ ﺍﻟﺩﻴﺎﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩ ﻴﺘﻔﻘﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﺒﺎﺒﻠﻲ ﺍﻟﺸﻬﻴﺭ ﻨﺒﻭﺨﺫﻨﺼﺭ ) 604ـ (562ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ،ﻗﺩ ﺃﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺴﺭﻯ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻭﺍﺴﺘﺨﺩﻤﻬﻡ ﻜﻌﺒﻴﺩ ﻟﺘﻭﺴﻴﻊ ﺒﻨﺎﺀ
ﺒﺎﺒل...
ﻓﻲ ﻋﺼﺭﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ،ﻭﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﻤﺒﻜﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ،ﺒﺩﺃﺕ ﻤﻊ ﻅﻬﻭﺭ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺼﺎﻤﺘﺔ ﻓﻲ ﻫﻭﻟﻴﻭﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻤﻴﺭﻜﺎ ،ﻋﺩﺓ ﺃﻋﻤﺎل ﺴﻴﻨﻤﺎﺌﻴﺔ ﺃﺒﺭﺯﺕ ﻤﻌﺎﻨﺎﺓ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻻﺴﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺴﺒﻴﻬﻡ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻭﻤﻥ ﺃﺸﻬﺭ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﻨﺘﻬﺎ ﻤﺎﻜﻨﺔ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻲ ﻓﻴﻠﻤﺎ ﺒﻌﻨﻭﺍﻥ )ﻤﻴﻼﺩ ﺸﻌﺏ( ﻤﺩﺘﻪ 178ﺩﻗﻴﻘﺔ ،ﻗﺎﻡ
ﺒﺘﻤﺜﻴﻠﻪ ﺃﺒﻁﺎل ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺼﺎﻤﺘﺔ ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭﻴﻥ ﺁﻨﺫﺍﻙ ﻤﺜل ﻟﻴﻠﻴﺎﻥ ﻜﻴﺵ ﻭﺭﻭﺒﺭﺕ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻭﻤﺎﻱ ﻤﺎﺭﺵ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ ..ﻭﻗﺩ ﻋﺭﺽ ﻓﻲ ﺃﻤﻴﺭﻜﺎ ﻭﺃﻭﺭﺒﺎ ،ﻭﺘﺭﺠﻡ ﺍﻟﻰ ﻋﺩﺓ ﻟﻐﺎﺕ ﻭﺴﺒﻘﺘﻪ ﺤﻤﻠﺔ ﺩﻋﺎﻴﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ..
ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻗﺒل 80ﻋﺎﻤﺎ ﻤﻥ ﻗﺭﺍﺭ ﺼﺩﺍﻡ ﺤﺴﻴﻥ ﺒﺈﻋﺎﺩﺓ ﺒﻨﺎﺀ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺒﺎﺒل ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻭﺘﻤﺠﻴﺩ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﺒﺎﺒﻠﻲ
ﻨﺒﻭﺨﺫﻨﺼﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺎﺼﺒﻪ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺤﻘﺩ ﻭﺍﻟﻀﻐﻴﻨﺔ!...
ﺏ ﻤﻥ ﺩﻭﻨﻲ ﺠﻭﺭﺝ ﺨﺒﻴﺭ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻭﻤﺴﺎﻋﺩ ﻓﻲ ﻴﻭﻡ ﻤﻥ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ..ﻁﹸﻠ ﻤﺩﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﺤﻑ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﻓﻲ ﺒﻐﺩﺍﺩ ،ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﺍﻟﻰ ﺒﺎﺒل ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻤﺭ ﻤﻥ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ..ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻭﺠﺩ
ﺼﺩﺍﻡ ﺤﺴﻴﻥ ﻤﻊ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﻤﺴﺎﻋﺩﻴﻪ ﻭﻤﺭﺍﻓﻘﻴﻪ ..ﺤﻴﺙ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﻴﻪ ﺼﺩﺍﻡ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﺨﻁﻁ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺒﻨﺎﺀ ﺒﺎﺒل
ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ،ﻭﺨﺼﻭﺼﺎ ﻗﺼﺭ ﻨﺒﻭﺨﺫﻨﺼﺭ ﻭﻤﻌﺒﺩ )ﻤﺭﺩﻭﺥ( ﻟﻜﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﺠﺎﻫﺯﺓ ﻓﻲ ﻤﻬﺭﺠﺎﻥ ﺒﺎﺒل ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻴﻘﺎﻡ
ﻋﺎﻡ ..1987ﺜﻡ ﺇﻟﺘﻔﺕ ﺼﺩﺍﻡ ﻭﺴﺄل ﺩﻭﻨﻲ ﺴﺅﺍﻻ ﻤﺤﺩﺩﺍ )ﻜﻴﻑ ﻨﻌﻠﻡ ﻤﺘﻰ ﺒﻨﻲ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺩ..؟ ﻭﻫل ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺯﻤﻥ ﻨﺒﻭﺨﺫﻨﺼﺭ ﺃﻡ ﻻ..؟( ،ﻓﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺩﻭﻨﻲ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻗﺩﻡ ﻟﺼﺩﺍﻡ ﻗﻁﻌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﺒﻥ )ﺍﻟﻁﻭﺏ( ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﺨﺘﻡ ﻨﺒﻭﺨﺫﻨﺼﺭ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﻋﺒﺎﺭﺓ ﺃﻨﻬﺎ ﺒﻨﻴﺕ ﻟﺘﻤﺠﻴﺩ ﺍﻹﻟﻪ ﻤﺭﺩﻭﺥ!... ﻋﻨﺩﻫﺎ ﻗﺎل ﺼﺩﺍﻡ ﻟﺩﻭﻨﻲ )ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻅﻬﺭ ﺇﺴﻡ ﺼﺩﺍﻡ ﺤﺴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﻗﻁﻊ ﺍﻟﻁﻭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﻓﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ(...
5
ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻁﻠﺏ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺭﺩﻩ ،ﻤﻊ ﺃﻥ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻗﺩ ﺇﻋﺘﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ
ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ..ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻋﻤل ﻴﻤﺜل ﺼﻔﻌﺔ ﻟﻠﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺘﻲ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺄﺨﺫ ﻤﻭﻗﻔﺎ ﻋﺩﺍﺌﻴﺎ ﻤﻥ ﻨﺒﻭﺨﺫﻨﺼﺭ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ ﻭﻤﻥ ﺒﺎﺒل ﺒﺸﻜل ﺨﺎﺹ ،ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ!!!.. ﻭﻗﺩ ﻋﺒﺭﺕ ﻋﻨﻪ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ،ﻭﻜﺘﺏ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﻜﺘﹼﺎﺒﻬﻡ ..ﻭﺒﺩﺃﻭﺍ ﻴﺫﻜﹼﺭﻭﻥ ﺒﺴﺒﻲ ﺍﻵﻻﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻭﺍﺴﺘﻌﺒﺎﺩﻫﻡ ﻭﻤﻭﺘﻬﻡ ﻭﻫﻡ ﻴﻌﻤﻠﻭﻥ ﻋﺒﻴﺩﺍ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﺒﺎﺒل ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ!...
ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺘﺒﻨﺎﻫﺎ ﺘﻠﻤﻭﺩ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻭﻤﻌﺘﻘﺩﻫﻡ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ،ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﻭﻥ ﺍﻟﻘﺩﻤﺎﺀ ﻤﻥ ﺁﺸﻭﺭﻴﻴﻥ ﻭﺒﺎﺒﻠﻴﻴﻥ ﻤﺤﻭﺭ ﻭﺴﺒﺏ ﺍﻟﻤﺄﺴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ..ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻫﺘﻠﺭ ﻴﺸﺨﹼﺹ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺄﺴﺎﺓ
ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻭﺨﻼل ﻓﺘﺭﺓ ﺤﻜﻤﻪ ﺍﻟﻨﺎﺯﻱ ﻭﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ!...
ﻭﻟﻌﻠﻪ ﻻ ﻨﺴﺘﻐﺭﺏ ﺍﻵﻥ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻨﻘﺭﺃ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻀﻊ ﻭﺃﻋﺘﹸﻤﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻲ ﺍﻷﻭل ﻓﻲ ﺒﺎﺯل ﻓﻲ ﺴﻭﻴﺴﺭﺍ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻭل) :ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻨﻴل(!!... ﻨﻨﺘﻘل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻟﺘﻨﺎﻭل ﻟﻤﺤﺎﺕ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻟﻌﺒﺕ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ
ﺩﻭﺭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻗﺒل ﺃﻥ ﻨﺒﺩﺃ ﺒﺈﺴﺘﻌﺭﺍﺽ ﻤﺄﺴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻭﺍﻹﺼﺒﻊ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻲ ﻓﻴﻬﺎ!..
ﻟﻤﺤﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ: ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺇﻨﺘﻬﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﺇﺴﺘﻌﺭﺍﺽ ﺃﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺎﺕ،
ﻭﺃﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﻤﻊ ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺘﻴﻥ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺘﻴﻥ ﺍﻵﺸﻭﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺎﺒﻠﻴﺔ ﻭﺭﺒﻁ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﻭﺘﺄﺜﻴﺭﺍﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻭﺨﺼﻭﺼﺎ ﻤﺎ ﻴﺠﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ .ﻨﻨﺘﻘل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻘﺭﻴﺏ ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﺇﺒﺘﺩﺃﺕ ﺃﺤﺩﺍﺜﻪ ﻤﻊ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻭﺘﻔﺎﻋل ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﻟﺭﺒﻁ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺒﺎﻟﻤﺨﻁﻁﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﺘﻨﻔﻴﺫﻫﺎ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻭﻻﻴﺯﺍل ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﻤﺴﺘﻤﺭﺍ ً!....
6
ﻴﺤﻜﻲ ﺠﻭﻥ ﻜﻭﻟﻲ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻭﻤﺅﻟﻑ ﻜﺘﺎﺏ )ﺇﺘﺤﺎﺩ ﻀﺩ ﺒﺎﺒل( ﻤﺎ ﻴﻠﻲ: )ﻓﻲ ﺭﺒﻴﻊ ﻋﺎﻡ 1966ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺭﺤﻠﺔ ﺠﻭﻴﺔ ﻤﻊ ﻤﺭﺍﺴل ﺠﺭﻴﺩﺓ "ﻟﻭﺱ ﺃﻨﺠﻠﻴﺱ ﺘﺎﻴﻤﺯ" )ﺠﻭ ﺃﻟﻴﻜﺱ ﻤﻭﺭﻴﺱ( ﺤﻤﻠﺘﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﺒﻴﺭﻭﺕ ﺍﻟﻰ ﺒﻐﺩﺍﺩ ..ﻜﺎﻨﺕ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻗﺩ ﺸﻬﺩﺕ ﻓﺘﺭﺍﺕ ﻋﺼﻴﺒﺔ ﻭﻤﺘﻭﺘﺭﺓ ﻤﻨﺫ ﻋﺎﻡ ،1958ﺤﻴﻥ ﻗﺎﻡ ﺇﻨﻘﻼﺏ ﻋﺴﻜﺭﻱ ﻀﺩ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﻭﻗﺘل ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻓﻴﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻻ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻤﺭﻩ 23ﻋﺎﻤﺎ ﻤﻊ
ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﻋﺎﺌﻠﺘﻪ ﻭﻤﺴﺘﺸﺎﺭﻴﻪ ﻭﻤﻨﻬﻡ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﻨﻭﺭﻱ ﺍﻟﺴﻌﻴﺩ ) 70ﻋﺎﻤﺎ( ..ﻜﺎﻥ ﺍﻹﻨﻘﻼﺏ ﺩﻤﻭﻴﹰﺎ ﺒﻜل ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ،ﺤﻴﺙ ﺘﻡ ﺴﺤل ﺠﺜﺔ ﻨﻭﺭﻱ ﺍﻟﺴﻌﻴﺩ ﻓﻲ ﺸﻭﺍﺭﻉ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻭﻋﻠﹼﻘﺕ ﺠﺜﺔ ﺍﻟﻭﺼﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺭﺵ
ﻭﺨﺎل ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻷﻤﻴﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﻹﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺒﺎﺏ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ .ﻗﺎﻡ ﺒﺫﻟﻙ ﺍﻹﻨﻘﻼﺏ ﻋﻤﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﻫﻭ ﻋﺒﺩ
ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻗﺎﺴﻡ ،ﺍﻟﺫﻱ ﺤﻜﻡ ﻟﻔﺘﺭﺓ ﻗﺼﻴﺭﺓ ،ﺜﻡ ﻗﺘل ﻫﻭ ﺍﻵﺨﺭ ﻋﺎﻡ 1963ﻋﻠﻰ ﻴﺩ ﺇﻨﻘﻼﺒﻴﻴﻥ ﺁﺨﺭﻴﻥ ﻤﻥ
ﻋﺴﻜﺭﻴﻴﻥ ﻭﻤﺩﻨﻴﻴﻥ ﻤﻥ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﺒﻌﺙ ،ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻥ ﻤﻌﻅﻤﻬﻡ ﻴﻌﻴﺵ ﻓﻲ ﺴﻭﺭﻴﺎ ..ﻭﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻹﻨﻘﻼﺏ ﺃﻭل ﻅﻬﻭﺭ ﻹﺴﻡ ﺼﺩﺍﻡ ﺤﺴﻴﻥ ﻋﻀﻭ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻤﻌﺭﻭﻓﺎ ﺒﺎﻟﺼﻼﺒﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨﻑ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺁﻨﺫﺍﻙ ﻓﻲ ﻤﻭﻗﻊ ﻗﻴﺎﺩﻱ ﻤﺘﻘﺩﻡ.
ﻟﻡ ﺘﺩﻡ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻹ ﺘﺴﻌﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﻓﻘﻁ ،ﺤﻴﻥ ﺇﻨﻘﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﺎﺭﻑ ،ﺃﺤﺩ ﺭﺠﺎﻻﺕ ﺇﻨﻘﻼﺏ
ﺘﻤﻭﺯ ..1958ﻭﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﻟﻘﻲ ﺤﺘﻔﻪ ﻻﺤﻘﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﺩﺙ ﺴﻘﻭﻁ ﻁﺎﺌﺭﺘﻪ ﺍﻟﻬﻠﻴﻭﻜﻭﺒﺘﺭ ﺒﺸﻜل ﻤﺜﻴﺭ ﻟﻠﺸﻜﻭﻙ ﺒﺄﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﺤﺎﺩﺙ ﻤﺩﺒﺭ !..ﻭﻗﺩ ﺨﻠﻔﻪ ﻓﻲ ﺭﺌﺎﺴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺸﻘﻴﻘﻪ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻋﺎﺭﻑ ﻭﻫﻭ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﻀﻌﻴﻔﺔ
ﻭﻤﺴﺎﻟﻤﺔ ﻗﻴﺎﺴﺎ ﻟﻤﻥ ﺴﺒﻘﻪ..
ﻓﻲ ﻤﻁﺎﺭ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ،ﻜﺎﻥ ﺒﺈﺴﺘﻘﺒﺎﻟﻨﺎ ﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺒﺼﺤﺒﺔ ﻤﺘﺭﺠﻡ ﻋﺭﺍﻗﻲ ﺸﺎﺏ ﺫﻜﺭ ﺇﺴﻤﻪ ﺍﻷﻭل ﻭﻫﻭ )ﻋﺩﻨﺎﻥ( ،ﺤﻴﺙ ﺃﺨﺫﻨﺎ ﺍﻟﻰ ﻓﻨﺩﻕ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻓﻲ ﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺴﻌﺩﻭﻥ ﻭﺴﻁ ﺒﻐﺩﺍﺩ ،ﻭﺃﺨﺒﺭﻨﺎ ﺍﻥ ﻟﻘﺎﺀﹰﺍ
ﻗﺩ ﺤﺩﺩ ﻟﻨﺎ ﻤﻊ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺒﺯﺍﺯ ..ﻓﻲ ﺼﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻨﺩﻕ ،ﻭﻨﺤﻥ ﻨﺭﺘﺸﻑ ﺍﻟﻘﻬﻭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﺇﻟﺘﻔﺕ ﻋﺩﻨﺎﻥ ﺍﻟﻴﻨﺎ ﻗﺎﺌﻼ) :ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﺴﻭﻑ ﻴﺩﻫﺸﻜﻡ ..ﻭﺴﺘﻌﻠﻤﻭﻥ ﺃﻨﹼﺎ ﻟﺴﻨﺎ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺤﺎﻭﻟﺕ ﺃﻥ
ﺘﺼﻭﺭ ﺫﻟﻙ ﻟﻜﻡ ﺒﻌﺽ ﺃﺠﻬﺯﺓ ﺇﻋﻼﻤﻜﻡ(..
ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺒﺯﺍﺯ ،ﻜﺎﻥ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﻫﺎﺩﺌﺔ ﻭﺨﺠﻭﻟﺔ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺼﺩﺍﻗﺔ ﺒﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺒﻌﺜﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺎﻥ ﻤﻴﺸﻴل ﻋﻔﻠﻕ ﻭﺼﻼﺡ ﺍﻟﺒﻴﻁﺎﺭ ،ﻭﺍﻷﺨﻴﺭ ﻜﺎﻥ ﺭﺌﻴﺴﺎ ﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﺇﺒﺎﻥ ﺤﻜﻡ ﺤﺎﻓﻅ ﺍﻷﺴﺩ
ﻟﺴﻭﺭﻴﺎ ،ﻭﻜﻨﺕ ﺸﺨﺼﻴﺎ ﻗﺩ ﺇﻟﺘﻘﻴﺘﻪ ﺨﻼل ﺯﻴﺎﺭﺘﻲ ﻟﺩﻤﺸﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺭﻴﻑ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ .ﻜﺎﻥ ﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﺒﺯﺍﺯ ﻋﺎﻤﺎ
7
ﺘﻨﺎﻭل ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﻭﻋﺩﺍﺌﻪ ﻟﻠﻌﺭﺏ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻋﻥ ﺤﺭﻜﺔ )ﺍﻟﺘﻤﺭﺩ( ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺸﻤﺎل ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ..ﻫﻨﺎ
ﻁﻠﺏ )ﺠﻭ( ﺃﻥ ﻨﻘﻭﻡ ﺒﺴﻔﺭﺓ ﺍﻟﻰ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻥ ﻟﻺﻁﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﻫﻨﺎﻙ ..ﻭﺍﻓﻕ ﺍﻟﺒﺯﺍﺯ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻗﺎل ﻟﻨﺎ ﺇﻥ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﺫﻟﻙ ﺴﻭﻑ ﻴﺄﺨﺫ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻭﻗﺕ ،..ﻭﺇﻨﺘﺒﻬﺕ ﺍﻟﻰ ﺇﺸﺎﺭﺓ ﻤﻥ ﻋﻴﻥ ﻋﺩﻨﺎﻥ ﺘﻔﻴﺩ ﺒﺄﻥ ﻻ ﻨﺘﻜﻠﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ!..
ﻻﺤﻘﺎ ﻭﺒﻌﺩ ﺨﺭﻭﺠﻨﺎ ﻤﻥ ﻤﻜﺘﺏ ﺍﻟﺒﺯﺍﺯ ،ﻗﺎل ﻋﺩﻨﺎﻥ :ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﺭﺘﺏ ﻟﻜﻡ ﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎل ﻭﺒﺴﺭﻋﺔ ﻫﻭ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﻨﻔﺴﻪ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺴﻭﻑ ﺘﻘﺎﺒﻠﻭﻩ ﻏﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ..ﻭﻓﻌﻼ ﺃﺨﺒﺭﻨﺎ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ
ﻋﺎﺭﻑ ﺃﻥ ﻁﺎﺌﺭﺓ ﻫﻠﻴﻭﻜﻭﺒﺘﺭ ﺴﺘﻘﻠﻨﺎ ﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﻐﺩ ﺍﻟﺒﺎﻜﺭ ﻤﻥ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﺍﻟﻰ ﺸﻤﺎل ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻤﻊ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻘﻴﻥ ﻟﻨﺎ...
ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ،ﻜﻨﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﻔﺠﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﺘﻥ ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﻠﺘﻨﺎ ﺃﻭﻻ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻨﻴﺔ ،ﺜﻡ ﻜﺭﻜﻭﻙ ،ﺜﻡ ﺩﻫﻭﻙ،
ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﺃﺭﺒﻴل ،ﺤﻴﺙ ﻗﻀﻴﻨﺎ ﺤﻭﺍﻟﻲ ﺴﺎﻋﺘﻴﻥ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺘﺨﻠﻠﺘﻬﺎ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺜﺎﺕ ﻤﻊ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻴﻥ ﺍﻜﺭﺍﺩ.. ﻭﻗﺩ ﺃﻭﻀﺢ ﺍﻟﺠﺎﻨﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﻭﺍﻟﻜﺭﺩﻱ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﻗﻑ ﻗﺭﻴﺏ ﻹﻁﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،ﻭﺇﻋﻁﺎﺀ ﺍﻟﻜﺭﺩ ﺤﻘﻭﻗﻬﻡ. ﻜﻨﺎ ﻨﻌﻠﻡ ﻴﻘﻴﻨﺎﹰ ،ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺀ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﻴﻥ ﻤﻥ ﻋﺴﻜﺭﻴﻴﻥ ﻭﺃﺠﻬﺯﺓ ﻤﺨﺎﺒﺭﺍﺕ ﻗﺩ ﺃُﺭﺴﻠﻭﺍ
ﻤﻥ ﺘل ﺃﺒﻴﺏ ﻤﻊ ﺃﻤﻭﺍل ﻭﺃﺴﻠﺤﺔ ﻹﻅﻬﺎﺭ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻀﺎﻤﻥ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻁﻑ ﻤﻊ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺇﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﻀﻐﻁ ﻋﻠﻰ
ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻫﻡ ..ﻭﻟﻜﻥ ﻟﻡ ﻴﺘﻁﺭﻕ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ!... ﺒﻌﺩ ﻋﻭﺩﺘﻲ ﺍﻟﻰ ﺒﻴﺭﻭﺕ ..ﺒﺩﺃﺕ ﺃﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻓﻲ ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﺤﺩﺙ ﻤﻊ
ﺨﺒﺭﺍﺀ ﻓﻲ ﺸﺅﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ..ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺤﺫﺭ ﻭﺨﻭﻑ ﻤﻥ ﺇﺤﺘﻤﺎل ﻨﺸﻭﺏ ﺤﺭﺏ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺒﻴﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺍﻟﻌﺭﺏ ﺒﺩﺃﺕ ﺒﻭﺍﺩﺭﻫﺎ ﺘﻠﻭﺡ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻕ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻨﺫ ﻋﺎﻡ ،1956ﺤﻴﻥ ﺘﺩﺨل ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ
ﺁﻴﺯﻨﻬﺎﻭﺭ ﻟﻭﻗﻑ ﺍﻟﻬﺠﻭﻡ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ـ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻲ ـ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺭ ﺒﺴﺒﺏ ﺃﺯﻤﺔ ﺘﺄﻤﻴﻡ ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﺴﻭﻴﺱ
ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺁﻨﺫﺍﻙ ﺠﻤﺎل ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ .ﻟﻘﺩ ﺤﺩﺜﺕ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺸﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻷﺭﺩﻨﻴﺔ ـ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ،ﺤﻴﻥ ﺃﻏﺎﺭ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻗﻊ ﻟﻔﺩﺍﺌﻴﻴﻥ ﻓﻠﺴﻁﻴﻨﻴﻴﻥ ،ﺘﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل
)ﺍﻹﺭﻫﺎﺒﻴﻴﻥ( ﻭﻴﺴﻤﻴﻬﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ )ﻤﻘﺎﺘﻠﻭﻥ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ( ،ﻜﺫﻟﻙ ﺤﺩﺙ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺼﺎﺩﻡ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺴﻭﺭﻴﻴﻥ ﻗﺭﺏ ﻤﻘﺭ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴل ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻭﻤﺭﺘﻔﻌﺎﺕ ﺍﻟﺠﻭﻻﻥ ..ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺸﺩ
ﻭﺘﺒﺎﺩل ﻟﻠﺘﻬﻡ ﺒﻴﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ﻭﻟﻴﻔﻲ ﺇﺸﻜﻭل ﺭﺌﻴﺱ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻋﻥ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﻌﻤل ..ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻗﺕ،
8
ﺘﻭﻟﻰ ﻤﻭﺸﻲ ﺩﺍﻴﺎﻥ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﺒﻤﺎ ﻴﻭﺤﻲ ﺒﻘﺭﺏ ﺴﺨﻭﻨﺔ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ!... ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ..ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺒﻌﻴﺩﺍ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﻗﻠﺏ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﻭﻤﻨﺎﻁﻘﻬﺎ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺨﻨﺔ ..ﻭﻟﻜﻥ ،ﻭﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻜﻴﻑ ﺃﺼﺒﺢ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺠﺯﺀﹰﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺸﻨﺘﻬﺎ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺼﺒﻴﺤﺔ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻤﻥ ﺤﺯﻴﺭﺍﻥ 1967ﻋﻠﻰ ﻜل
ﻤﻥ ﻤﺼﺭ ﻭﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﺴﻭﺭﻴﺎ ﻟﺘﺘﻐﻴﺭ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﺨﺭﻴﻁﺔ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﺤﺘﻰ ﻴﻭﻤﻨﺎ ﻫﺫﺍ ،ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺍﻟﻰ
ﺍﻟﻭﺭﺍﺀ ﻭﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﻤﻨﺫ ﻤﻁﻠﻊ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ(!...
ﻋﻨﺩ ﺤﻠﻭل ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ،ﻜﺎﻥ ﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻤﺴﺘﻌﻤﺭﺘﻴﻥ ﺭﺌﻴﺴﻴﺘﻴﻥ ..ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺘﻀﻤﻥ ﺘﺠﻬﻴﺯ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺤﺘﺎﺠﻪ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻷﺴﺎﻁﻴﻠﻬﺎ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﻋﺠﻼﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ..ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﻻﺤﻘﺎ ﺍﻟﺠﻭﻴﺔ
ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻬﻨﺩ ..ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﻟﻜﻼ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺭﺘﻴﻥ )ﺍﻟﻬﻨﺩ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ( ﺒﺴﺒﺏ ﻨﻔﻁﻪ ﻭﻤﻭﻗﻌﻪ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ!...
ﻓﻲ 1910ﺒﺩﺃ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﻴﺘﺩﻓﻕ ﻤﻥ ﺤﻘل ﻤﺴﺠﺩ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺠﻨﻭﺏ ﺇﻴﺭﺍﻥ ..ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ـ ﺍﻟﻔﺎﺭﺴﻴﺔ ،ﺘﻤﺜل ﻤﻭﺭﺩﹰﺍ ﺇﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺎﹰ ،ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﻬﻨﺩ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺼﺭﺓ ﻭﻨﻔﻭﺫﻫﺎ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻹﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻲ ﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻓﻲ ﺠﻴل ﻤﺎ ﻗﺒل ﺍﻟﻨﻔﻁ..
ﺍﻟﺒﺼﺭﺓ ﻨﻔﺴﻬﺎ ،ﺘﺤﻤل ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻤﻭﻗﻌﻬﺎ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ،ﻭﺭﺒﻁ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺒﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻷﻭﺭﺒﺎ ﻭﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﺒﺎﻟﻬﻨﺩ ﻭﻤﺎ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ!.. ﻴﺫﻜﺭ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ،1903ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻷﻟﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺤﻠﻴﻔﺔ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ ،ﻗﺩ ﻭﻗﹼﻌﺕ ﺇﺘﻔﺎﻗﺎ ﻤﻊ ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ
ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻟﻐﺭﺽ ﺒﻨﺎﺀ ﺨﻁ ﺴﻜﺔ ﺤﺩﻴﺩ ﻴﺭﺒﻁ ﺒﻴﻥ ﺒﺭﻟﻴﻥ ﻭﺒﻐﺩﺍﺩ ﻋﺒﺭ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺴﻭﺭﻴﺎ ،ﻭﻟﻭ ﻗﺩﺭ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ، ﻭﺒﺤﺴﺏ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ،ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﺘﻤل ،ﻓﺈﻨﻪ ﺴﻴﻔﺘﺢ ﺃﻤﺎﻡ ﺃﻟﻤﺎﻨﻴﺎ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﺼﺭﺓ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ
ﺍﻟﻬﻨﺩﻱ!..
ﻓﻲ ﺃﺏ /ﺃﻏﺴﻁﺱ ﻤﻥ ﻋﺎﻡ ،1914ﺒﺩﺃ ﺩﻭﻱ ﺍﻟﻤﺩﺍﻓﻊ ﻴﺴﻤﻊ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﻭﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ..ﻟﻘﺩ ﺒﺩﺃﺕ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﻴﻥ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻭﻓﺭﻨﺴﺎ ﻭﺭﻭﺴﻴﺎ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻀﺩ ﺃﻟﻤﺎﻨﻴﺎ ﻭﺍﻟﻨﻤﺴﺎ ﻭﺍﻷﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ
)ﺘﺭﻜﻴﺎ( ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ..ﻭﻓﻲ ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ،1914ﻨﺯﻟﺕ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﻬﻨﺩﻴﺔ ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺯﻟﺕ ﻓﻴﻪ ﻗﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ـ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﺒﻌﺩ 89ﺴﻨﺔ ،ﺃﻱ ﻓﻲ ﺴﻨﺔ 2003ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺭﺏ
9
ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻭﺃﻋﻨﻲ ﺒﻪ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﺎﻭ !..ﻭﺒﻌﺩ ﺍﻟﺴﻴﻁﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﺒﺼﺭﺓ ..ﻭﻤﻊ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﻋﺎﻡ
،1915ﺒﺩﺍ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻲ ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺭﺍل )ﺠﺎﺭﻟﺱ ﺘﺎﻭﻨﺴﻨﺩ( ﺒﺎﻟﺯﺤﻑ ﺒﺈﺘﺠﺎﻩ ﺒﻐﺩﺍﺩ !..ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻷﻫﻭﺍﺭ ،ﻭﺨﺼﻭﺼﺎ ﻫﻭﺭ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻭﺍﺠﻬﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﻀﺎﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺴﻜﺎﻥ ﺠﻨﻭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ
ﻭﻤﻥ ﺒﻘﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ..ﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺭﺒﻤﺎ ﺃﻜﺒﺭ ﺒﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﺠﻬﺘﻬﺎ ﻗﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﻓﻲ ﺘﻘﺩﻤﻬﺎ ﻨﺤﻭ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻋﺎﻡ !...2003 ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﻭﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ،1915ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻤﻥ ﺇﺴﻁﻨﺒﻭل ،ﻗﺎﺩ ﺍﻟﺠﻨﺭﺍل ﺍﻷﻟﻤﺎﻨﻲ )ﻜﻭﻟﻤﺎﻥ ﻓﺎﻥ ﺩﻴﺭ( ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻀﺩ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻲ ﻭﺍﻷﺴﺘﺭﺍﻟﻲ ﻓﻲ ﻫﺠﻭﻤﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ )ﻏﺎﻟﻴﺒﻭﻟﻲ( ﻏﺭﺏ ﺇﺴﻁﻨﺒﻭل ﻭﻤﻀﻴﻕ ﺍﻟﺩﺭﺩﻨﻴل ..ﻭﺃﻭﻗﻑ ﻫﺠﻭﻤﻬﻤﺎ!... ﻭﺒﺎﻟﻌﻭﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ..ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﺠﻬﺕ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺎﻓﺔ ﻗﺭﻴﺒﺔ ﻤﻥ ﺒﻐﺩﺍﺩ ،ﻭﺒﺎﻟﺫﺍﺕ
ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ )ﺴﻠﻤﺎﻥ ﺒﺎﻙ( ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺩﺍﺌﻥ ،ﺤﻴﺙ ﺘﻤﻜﻨﺕ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻤﻥ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﻴﻥ ﻤﺴﺎﻓﺔ 100ﻤﻴل ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ ،ﻭﺃﻋﺎﺩﺘﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻜﻭﺕ ﺠﻨﻭﺏ ﺒﻐﺩﺍﺩ ،ﺤﻴﺙ ﺤﺎﺼﺭﺘﻬﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﻤﺩﺓ 140ﻴﻭﻤﺎ ـ ﺇﺴﺘﺴﻠﻡ ﺒﻌﺩﻫﺎ
ﺍﻟﺠﻨﻭﺩ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﻭﻥ ﻭﻋﺩﺩﻫﻡ 13,000ﺠﻨﺩﻱ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺏ ﻭﺍﻟﺠﻭﻉ ،ﻭﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ 16ﻨﻴﺴﺎﻥ / ﺍﺒﺭﻴل ﻋﺎﻡ ..1916ﻤﻤﺎ ﺇﻋﺘﺒﺭﻩ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﻭﻥ ﺃﻜﺒﺭ ﻨﺼﺭ ﻴﺤﻘﻘﻪ )ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ( !..ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﻤﺩﻯ ﻗﺭﻭﻥ!... ﻓﻲ ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ،1916ﻭﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺴﻤﻊ ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻲ ﻭﻨﺴﺘﻭﻥ ﺘﺸﺭﺘﺸل ،ﻭﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ
ﺩﻴﻔﻴﺩ ﻟﻭﻴﺩ ﺠﻭﺭﺝ ،ﻭﻤﻥ ﻗﺒل ﺠﻭﺍﺴﻴﺴﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ،ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺍﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﻫل ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺠﻑ ﻗﺎﻤﻭﺍ
ﺒﺈﺨﺭﺍﺝ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﻤﻥ ﻤﺩﻴﻨﺘﻬﻡ ..ﺘﻭﻫﻡ ﺍﻹﺜﻨﺎﻥ ﺃﻥ ﺇﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻴﻤﻜﻥ ﻭﻀﻌﻬﺎ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﺴﺎﺴﻬﺎ
ﺍﻟﻨﻔﺭﺓ ﻭﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﻁﺎﺌﻔﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ،ﻭﺘﻡ ﺇﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﺠﻨﺭﺍل )ﺴﺘﺎﻨﻠﻲ ﻤﻭﺩ( ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺓ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻬﺠﻭﻡ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻲ ﻹﺤﺘﻼل ﺒﻐﺩﺍﺩ ..ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺼﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺅﻴﺎ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﻟﻔﻬﻡ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ
ﺍﻟﻌﺸﺎﺌﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺤﻴﻥ ﺇﻋﺘﻤﺩﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻁﺎﺌﻔﻲ ﻜﻭﺭﻗﺔ ﺭﺍﺒﺤﺔ !..ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻜﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﺎﻥ ﻋﺎﻡ 2003ﺤﻴﻥ ﺇﻋﺘﻘﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺸﻴﻌﻴﺔ ﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﻬﻡ ﻓﻲ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻫﻭ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﻟﻜﺴﺒﻬﻡ
ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ..ﻭﻻ ﺯﺍﻟﺕ ﺃﻤﻴﺭﻜﺎ ﺘﺘﺭﻨﺢ ﺒﻌﺩ ﺃﺭﺒﻊ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻤﻥ ﺤﻤﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ!!...
ﺒﻘﻴﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻀﺩ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﻴﻥ ﺒﻜﻠﻲ ﻁﺭﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ ﻭﺍﻟﺴﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺠﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻷﻫﻭﺍﺭ
10
ﻭﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻭﺒﻐﺩﺍﺩ ﻭﻤﺎ ﺤﻭﻟﻬﺎ ..ﻭﻟﻜﻥ ﻤﻊ ﻗﻭﺓ ﺍﻟﻤﺎﻜﻨﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ،ﺇﺴﺘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺠﻨﺭﺍل ﻤﻭﺩ ﻤﻥ
ﺩﺨﻭل ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻓﻲ 15ﺁﺫﺍﺭ /ﻤﺎﺭﺱ .1917
ﻜﺎﻥ ﻤﻭﺩ ﻭﺒﻘﻴﺔ ﻗﻭﺍﺘﻪ ﻤﻨﻬﻜﻴﻥ ،ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺩﺍﺀ ﺍﻟﻜﻭﻟﻴﺭﺍ ﻗﺩ ﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺒﻌﻀﻬﻡ ..ﻤﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺍﻟﻰ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺠﻨﺭﺍل
ﻤﻭﺩ ،ﻭﺩﻓﻥ ﻓﻲ ﺒﻐﺩﺍﺩ!...
ﺃﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ،ﻓﻘﺩ ﺼﺭﺤﺕ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ،ﺍﻨﻬﺎ ﺠﺎﺀﺕ ﻟﺘﺤﺭﺭ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻭﺘﺯﺭﻉ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻓﻴﻪ!..
)ﻭﻤﺎ ﺃﺸﺒﻪ ﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﺒﺎﻷﻤﺱ ﺒﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻻﺤﻘﺎ ﺒﻌﺩ ﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻋﻘﻭﺩ ﻭﻻ ﻴﺯﺍل ﻴﺤﺩﺙ(!!...
ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ،ﻭﻀﻌﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ،ﺨﻁ ﹸﺔ ﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻤﻘﺩﻡ ﻟﻭﺭﻨﺱ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻋﺭﻑ ﻻﺤﻘﺎ
)ﺒﻠﻭﺭﻨﺱ ﺍﻟﻌﺭﺏ( ﻟﻴﻘﻭﻡ ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﺤﺭﺏ ﻋﺼﺎﺒﺎﺕ ﻀﺩ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺒﺎﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺭﺏ!..
ﻭﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻐﺭﺽ ،ﻓﻘﺩ ﺇﻟﺘﻘﻰ ﻟﻭﺭﻨﺱ ﻤﻊ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﺇﺠﺘﻤﺎﻉ ﻓﻲ ﺩﻤﺸﻕ ﻋﺎﻡ 1915 ﻟﺘﻁﻤﻴﻨﻬﻡ ﻭﻭﻋﺩﻫﻡ ﺒﻤﻨﺢ ﺍﻹﺴﺘﻘﻼل ﻟﺩﻭﻟﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ..ﻟﻘﺩ ﺃﻁﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ
)ﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭل ﺩﻤﺸﻕ( ﻭﺘﻀﻤﻥ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻹﺴﺘﻘﻼل ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺒﺎﻷﺤﺭﻯ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻤﺜل ﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﻀﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻴﻤﻥ ،ﻭﺴﻭﺭﻴﺎ ،ﻭﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ!.. ﻭﻟﻜﻥ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭل ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻴﻤﺜل ﻭﺠﻬﺔ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺇﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻟﺩﺤﺭ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ..ﻭﺍﻟﺘﺭﻴﺙ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻤﻨﺢ ﺍﻹﺴﺘﻘﻼل!...
ﻜﻨﺎ ﻗﺩ ﺇﻨﺘﻬﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺍﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ "ﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭل ﺩﻤﺸﻕ" ﺍﻟﺫﻱ ﻋﻘﺩ ﺒﻴﻥ ﻟﻭﺭﻨﺱ ﻤﻤﺜل ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﺒﻌﺽ ﺍﻟﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺏ ،ﻭﺘﻀﻤﻥ ﻓﻲ ﺃﺤﺩ ﺒﻨﻭﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﺢ ﺍﻹﺴﺘﻘﻼل ﻟﺒﻌﺽ ﺍﻟﺩﻭل
ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻓﻲ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺴﻌﻰ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﺭﻴﺙ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻟﻭﻀﻊ ﺨﻁﻁ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻡ ﻭﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ..ﻭﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ
ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺇﺨﺭﺍﺝ ﺍﻟﻬﺎﺸﻤﻴﻴﻥ ﻤﻨﻬﺎ ﻻﺴﻴﻤﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ ﺤﺴﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﻴﻥ ،ﻭﺃﺼﺒﺤﻭﺍ ﺍﻜﺜﺭ ﻤﻴﻼ ﺍﻟﻰ ﺁل ﺴﻌﻭﺩ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺤﺘﻰ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ
ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻑ ..ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻨﻘﻁﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻓﻬﻲ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﻭﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﻟﻠﻴﻬﻭﺩ!..
11
ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺴﻨﻜﻤل ﺴﺭﺩ ﺴﺭﻴﻊ ﻟﻸﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﺕ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ 1914ـ 1918
ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻠﻭﺼﻭل ﺍﻟﻰ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻭﺇﺭﺘﺒﺎﻁﻬﺎ ﺒﺎﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻌﺭﻀﻨﺎ ﻟﻪ، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﺫﻱ ﻤﻬﺩ ﻟﻠﻭﻀﻊ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ!!...
ﻜﺎﻥ ﺒﻴﺭﺴﻲ ﻜﻭﻜﺱ ،ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻲ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎﻡ ﺒﺩﺨﻭل ﺍﻟﺒﺼﺭﺓ ﻋﻨﺩ ﺇﺤﺘﻼﻟﻬﺎ
ﻴﻌﻤل ﻤﻊ ﻤﺴﺘﺸﺎﺭﺘﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺭﺓ )ﻤﺱ ﺒﻴل( ﺍﻟﺘﻲ ﺇﺸﺘﻬﺭ ﺇﺴﻤﻬﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﻴﻥ ..ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺨﻁﻁﻬﻤﺎ ﺘﻘﻀﻲ ﺒﺎﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﻜﺴﺏ ﺇﺒﻥ ﺴﻌﻭﺩ ،ﻋﺩﻭ ﺍﻟﻬﺎﺸﻤﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻭﻫﺎﺒﻲ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ،ﺍﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ .ﻭﻤﻥ ﺃﺠل ﺫﻟﻙ ﻗﺎﻤﺎ ﺒﺈﺭﺴﺎل ﻤﻭﻓﺩ ﻤﻥ ﻗﺒﻠﻬﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻨﻘﻴﺏ )ﺩﺒﻠﻴﻭ .ﺇﺝ .ﺸﻜﺴﺒﻴﺭ( ﻟﻜﻭﻨﻪ ﺼﺩﻴﻘﺎ ﺸﺨﺼﻴﺎ ﻹﺒﻥ ﺴﻌﻭﺩ ﻟﻐﺭﺽ
ﻤﻔﺎﻭﻀﺘﻪ ..ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺤﺩﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻘﻴﺏ ﺸﻜﺴﺒﻴﺭ ﻗﺘل ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻋﻨﺩ ﻤﺭﻭﺭﻩ ﻭﺴﻁ ﺇﺸﺘﺒﺎﻙ ﻤﺴﻠﺢ ﺒﻴﻥ
ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺇﺒﻥ ﺴﻌﻭﺩ ﻭﻤﻨﺎﻭﺌﻴﻪ ..ﻓﻠﻡ ﺘﻜﺘﻤل ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻭﺘﻭﻗﻔﺕ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﻋﻨﺩ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺤﺩ..
ﺘﻠﻰ ﺫﻟﻙ ،ﻗﻴﺎﻡ ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ )ﺍﻟﻤﻜﺘﺏ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ( ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻤﻘﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻭﻫﻭ ﻤﻜﺘﺏ ﺇﺴﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺕ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻲ ،ﺒﺎﻹﺘﺼﺎل ﺒﺎﻟﻬﺎﺸﻤﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺤﻜﻤﻭﻥ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﻤﻘﺩﺴﺔ ﻓﻲ
ﻤﻜﺔ ﻭﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻐﺭﺽ ﺸﻥ ﻫﺠﻭﻡ ﻀﺩ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ..ﻭﺒﺩﺃﻭﺍ ﺒﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺘﻬﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ ﺤﺴﻴﻥ ﻋﺒﺭ ﺭﺴﺎﺌل ﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﻤﻨﺫ ﺘﻤﻭﺯ /ﻴﻭﻟﻴﻭ ..1916ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ ﻤﻊ ﻫﻨﺭﻱ ﻤﻜﻤﺎﻫﻭﻥ ﺍﻟﻤﻨﺩﻭﺏ ﺍﻟﺴﺎﻤﻲ
ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺘﻌﻬﺩ ﺒﻤﻨﺢ ﺍﻹﺴﺘﻘﻼل ﻟﻠﻌﺭﺏ!... ﻜﺎﻥ ﻁﻠﺏ ﺍﻹﺴﺘﻘﻼل ﻜﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ ﺤﺴﻴﻥ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻜل ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﺤﻜﻡ
ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﻤﺭﺴﻴﻥ ﺠﻨﻭﺏ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺸﻤﺎﻻ ﺍﻟﻰ ﺤﺩﻭﺩ ﺇﻴﺭﺍﻥ ﺸﺭﻗﺎ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁ ﻏﺭﺒﺎ ،ﻭﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻷﺤﻤﺭ ﻭﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ﺍﻟﻬﻨﺩﻱ ﺠﻨﻭﺒﺎ ،ﺒﺈﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻋﺩﻥ ﺠﻨﻭﺏ ﺍﻟﻴﻤﻥ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺤﻤﻴﺔ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﺃﺼﻼ.. ﻟﻜﻥ ﻤﺎﺤﺼل ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ ،ﺨﺼﻭﺼﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻫﻭ ﺃﻗل ﺒﻜﺜﻴﺭ ﻤﻤﺎ ﺘﻡ ﺍﻹﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺤﻴﺙ ﺃﻋﺭﺏ
ﻤﻜﻤﺎﻫﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻭﻻﻴﺘﻲ ﺍﻟﺒﺼﺭﺓ ﻭﺒﻐﺩﺍﺩ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ـ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ !..ـ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ..ﻭﺍﻹﺒﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻁﻠﻊ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﻟﺒﻨﺎﻥ ..ﺃﻤﺎ ﻭﻀﻊ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﻓﻘﺩ ﺃﺒﻘﻲ ﻏﺎﻤﻀﺎ
ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺜﻠﺜﻴﻬﺎ ﻜﺎﻥ ﻻﻴﺯﺍل ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻠﻭﻻﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺩﺱ!..
ﻋﻠﻰ ﺇﺜﺭ ﺫﻟﻙ ،ﺃﻋﻠﻥ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ ﺤﺴﻴﻥ ﺜﻭﺭﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ﻓﻲ 16ﺤﺯﻴﺭﺍﻥ /ﻴﻭﻨﻴﻭ 1916
12
ﻭﺇﺤﺘل ﻤﻜﺔ ..ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﻜﺎﻨﺕ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻤﺎﻀﻴﺔ ﻓﻲ ﺨﻁﻁﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺘﻘﺴﻴﻡ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ،ﺤﻴﺙ ﺇﺠﺘﻤﻊ ﻤﺎﺭﻙ
ﺴﺎﻴﻜﺱ ﻭﺯﻴﺭ ﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻤﻊ ﺠﻭﺭﺝ ﺒﻴﻜﻭ ﻭﺯﻴﺭ ﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻟﻭﻀﻊ ﺍﻹﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻓﺔ
)ﺒﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺴﺎﻴﻜﺱ ـ ﺒﻴﻜﻭ( ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻗﺴﻡ ﺒﻤﻭﺠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻤﻥ ﺠﻨﻭﺏ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﻰ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﻟﺒﻨﺎﻥ
ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ..ﻓﺈﺨﺫﺕ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺨﺫﺕ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻭﻻﻴﺘﻲ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻭﺍﻟﺒﺼﺭﺓ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺸﺭﻕ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺘﺭﻙ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻵﺨﺭ ﻤﻥ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ !...ﺃﻤﺎ ﻤﺎ ﻴﻌﺭﻑ
ﺒﺎﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻴﻭﻡ ،ﻓﻘﺩ ﺃﺒﻘﻴﺕ ﺨﺎﺭﺝ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻡ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺇﺤﺘﻔﻅﺕ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺍﺭﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤﺸﻴﺨﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻥ ﻓﻲ ﺠﻨﻭﺏ ﺍﻟﻴﻤﻥ!... ﻟﻘﺩ ﺘﻡ ﺩﻓﻊ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﻨﻬﻜﺘﻬﻡ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺸﻤﺎﻻ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻷﻤﻴﺭ ﻓﻴﺼل ﺒﻥ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ ﺤﺴﻴﻥ ﻭﺘﻡ ﺫﻟﻙ ﺒﻤﺴﺎﻋﺩﺓ
)ﺍﻟﻤﻜﺘﺏ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ( ﻭﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻀﺎﺒﻁ )ﻟﻭﺭﻨﺱ ﺍﻟﻌﺭﺏ( ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺭﺒﻴﻊ ﻋﺎﻡ 1917ﺃﻤﺎ ﻏﺯﺓ ﻓﻘﺩ ﺘﻤﻜﻥ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﻭﺒﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻷﻟﻤﺎﻥ ﻤﻥ ﺇﺴﺘﻌﺎﺩﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﺯﻴﺭﺍﻥ 1917ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺤﺕ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﺠﻨﺭﺍل
)ﺍﻟﻠﻴﻨﺒﻲ( ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺤﻭل ﻤﻘﺭ ﻗﻴﺎﺩﺘﻪ ﺍﻟﻰ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ..ﻭﺘﻘﺩﻡ ﺒﺈﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻘﺩﺱ ﺤﻴﺙ ﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺇﺤﺘﻼﻟﻬﺎ ﻓﻲ 9
ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ !...1917
ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻠﺸﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺭﻭﺴﻴﺎ ﺍﻟﻘﻴﺼﺭﻴﺔ ﻗﺩ ﺇﺒﺘﺩﺃﺕ ..ﻭﻗﺩ ﺇﻜﺘﺸﻑ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻭﻫﻡ ﻟﻴﻨﻴﻥ ﻭﺘﺭﻭﺘﺴﻜﻲ ﻓﻲ ﻤﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺼﺭ ﺍﻟﺴﺭﻴﺔ ،ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻜﺎﻤل ﻹﺘﻔﺎﻗﻴﺔ )ﺴﺎﻴﻜﺱ ـ ﺒﻴﻜﻭ( ،ﻭﻗﺎﻤﻭﺍ ﺒﺩﻭﺭﻫﻡ ﺒﺘﺴﻠﻴﻤﻬﺎ
ﺍﻟﻰ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ،ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﺤﺎﻁﻭﺍ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻋﻠﻤﺎ ﺒﻬﺎ ﻭﺒﺒﻨﻭﺩﻫﺎ ﺍﻟﺴﺭﻴﺔ ،ﻻﻓﺘﻴﻥ ﻨﻅﺭﻫﻡ ﺍﻟﻰ ﻨﻘﻁﺔ ﺤﺴﺎﺴﺔ، ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺭﺏ )ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ( ﻫﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺤﺭﺏ ﻤﻊ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﻭﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻜﻭﻨﻬﻡ )ﻤﺴﻠﻤﻴﻥ(..
ﻭﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻁﺭﺡ ،ﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻪ ﺃﺜﺭ ﻓﺎﻋل ﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ..ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺒﺄﻜﻤﻠﻬﺎ، ﺒل ﻜﺎﻨﺕ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻹﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻁﻠﻌﺔ ﺍﻟﻰ ﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﻭﻤﻭﺍﺭﺩﻫﺎ ﺍﻟﺒﺘﺭﻭﻟﻴﺔ.. ﺤﻴﻥ ﺇﺴﺘﻔﺴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ ﺤﺴﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﻴﻥ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻁﺎﻟﺒﺎ ﺒﻌﺽ ﺍﻹﻴﻀﺎﺤﺎﺕ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﻨﻭﺩ ﺍﻟﺴﺭﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ،ﺃﺨﺒﺭﻩ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﻭﻥ ﺃﻥ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺴﺎﻴﻜﺱ ـ ﺒﻴﻜﻭ ﻟﻴﺴﺕ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺇﺘﻔﺎﻕ ﻭﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭل
ﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ﻭﻟﻴﺴﺕ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﻤﻠﺯﻤﺔ ﻟﻠﻁﺭﻓﻴﻥ!!... ﻭﻟﻜﻥ ﺴﺭﻋﺎﻥ ﻤﺎ ﺴﻘﻁﺕ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ 2ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ،1917ﺤﻴﻥ ﻨﺸﺭﺕ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ
ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻲ )ﺁﺭﺜﺭ ﺒﻠﻔﻭﺭ( ﺍﻟﻤﺭﺴﻠﺔ ﺍﻟﻰ ﺯﻋﻴﻡ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ )ﺍﻟﻠﻭﺭﺩ ﺭﻭﺘﺸﻴﻠﺩ( ﻭﺒﻤﺎ ﻋﺭﻑ ﻻﺤﻘﺎ )ﺒﻭﻋﺩ
13
ﺒﻠﻔﻭﺭ( .ﺘﻘﻭل ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ )ﺇﻥ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺠﻼﻟﺔ ﺍﻟﻤﻠﻙ "ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ" ﺘﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺘﺄﺴﻴﺱ ﻭﻁﻥ ﻗﻭﻤﻲ ﻟﻠﻴﻬﻭﺩ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ( ﻭﺘﻀﻴﻑ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ )ﻭﻟﻜﻥ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺄﻱ ﺘﻌﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺩﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ
ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﺘﺅﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻌﻴﺸﻭﻥ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺒﻠﺩ ﺁﺨﺭ(.. ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻏﻴﺭ ﺨﺭﻴﻁﺔ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﺒﺸﻜل ﺠﺫﺭﻱ ..ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺇﺸﻌﺎل ﺍﻟﺤﺭﻭﺏ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ،ﻭﻋﻘﺩ ﺇﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻻﺤﻘﺎ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻﺯﺍﻟﺕ ﺒﺩﻭﺭﻫﺎ ﺘﺘﺭﻨﺢ ﺤﺘﻰ ﻴﻭﻤﻨﺎ ﻫﺫﺍ ..ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻷﻫﻡ ﺃﻥ ﺒﻌﺩ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻗﺩ ﻓﺘﺢ ﺃﻤﺎﻡ ﺸﺭﻴﻙ ﺠﺩﻴﺩ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ!.. ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺁﻨﺫﺍﻙ )ﻭﻭﺩﺭﻭ ﻭﻟﺴﻥ( ﺒﺈﺩﺨﺎل ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ ﻭﺘﺤﺕ
ﺸﻌﺎﺭ )ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻹﻨﻘﺎﺫ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ( !!...ﻭﻭﻀﻊ ﻨﻘﺎﻁﻪ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﻋﺸﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺭﻓﺕ ﺒﻤﺸﺭﻭﻉ ﻭﻟﺴﻥ ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻤﺅﺘﻤﺭ ﺒﺎﺭﻴﺱ ﻓﻲ ﻴﻨﺎﻴﺭ ﻋﺎﻡ ..1919 ﻟﻘﺩ ﺤﺎﻭل ﻭﻟﺴﻥ ﻁﻤﺄﻨﺎﺓ ﻜل ﻤﻥ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻭﻓﺭﻨﺴﺎ ﺍﻟﻰ ﻤﻭﻗﻔﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩﻱ ﺘﺠﺎﻩ ﺼﺭﺍﻋﻬﻤﺎ ﺍﻹﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ
ﺇﻗﺘﺴﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻭﺤﺎﻭل ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺏ ﺒﻴﻥ ﻭﺠﻬﺎﺕ ﻨﻅﺭﻫﻤﺎ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﺘﺸﻜﻭ ﻤﻥ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﺄﺨﺫ ﻤﺎ
ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻤﻥ ﺩﻭل ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ..ﻓﺘﻡ ﺇﻗﻨﺎﻉ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﻴﻥ ﺒﺎﻹﺒﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺒﻘﺕ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺸﺭﻕ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﻭﻤﺼﺭ ﻭﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ!..
ﻓﻲ ﻤﺅﺘﻤﺭ ﺒﺎﺭﻴﺱ ،ﻭﻗﻑ ﺍﻷﻤﻴﺭ ﻓﻴﺼل )ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻓﻴﺼل ﺍﻷﻭل ﻻﺤﻘﺎ( ﻟﻴﻠﻘﻲ ﻜﻠﻤﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﺴﺘﻤﺭﺕ 20ﺩﻗﻴﻘﺔ، ﻭﻴﻘﻑ ﺨﻠﻔﻪ )ﻟﻭﺭﻨﺱ ﺍﻟﻌﺭﺏ( !...ﺤﻴﺙ ﺇﻋﺘﺒﺭ ﺍﻷﻤﻴﺭ ﻓﻴﺼل ﺃﻥ ﻨﻘﺎﻁ ﻭﻟﺴﻥ ﻫﻲ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺇﻋﻼﻥ ﻟﺩﻭل ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ !...ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﻴﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﻴﻥ ﻴﺠﻠﺴﻭﻥ ﻓﻲ ﻏﺭﻓﺔ
ﻤﻐﻠﻘﺔ ﻟﻭﻀﻊ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﻭل ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺭﺴﻤﺕ ﺨﺭﻴﻁﺔ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﺁﻨﺫﺍﻙ !....ﻫﺫﺍ ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﻓﻴﻤﺎ
ﻋﺩﺍ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﻭﻥ ﻗﺩ ﻁﻤﺄﻨﻭﺍ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ﺒﺸﺄﻥ ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ!!... ﺃﻤﺎ ﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻓﺈﻥ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﺇﺴﺘﺜﻨﺕ ﺍﻟﻤﻭﺼل ﺘﺎﺭﻜﺔ ﺇﻴﺎﻫﺎ ﺒﺸﻜل )ﻤﺅﻗﺕ( ﻟﺴﻭﺭﻴﺎ ،ﺃﻱ ﻟﻠﻔﺭﻨﺴﻴﻴﻥ ﺒﻤﺎ
ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺸﺒﻴﻬﻪ )ﺒﺤﻘﻨﺔ ﻤﺨﺩﺭﺓ( ،ﻭﺭﻜﺯﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﻁﺭﺓ ﺍﻟﺘﺎﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﻥ ﻭﻻﻴﺘﻲ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻭﺍﻟﺒﺼﺭﺓ!!...
ﺒﺩﺃﺕ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﺒﺤﻤﻠﺔ )ﺘﺤﺭﻴﺭ( ﺍﻟﺒﺼﺭﺓ ﻭﺒﻐﺩﺍﺩ ﻋﺴﻜﺭﻴﺎ ..ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻜﻤﺎ ﻗﻴل ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2003ﻤﻥ ﻗﺒﻠﻬﻡ ﻭﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﺎﻥ!...
14
ﻭﺍﺠﻬﺕ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺸﺭﺴﺔ ﻤﻥ ﺍﻵﻑ ﺍﻟﺠﻨﻭﺩ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺒﻘﻭﺍ ﺒﻌﺩ ﺇﻨﺩﺤﺎﺭ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ،ﻭﺘﻤﺎﻤﺎ ﺃﻴﻀﺎ ﻜﻤﺎ ﺃﻋﺎﺩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ،2003ﺤﻴﻥ ﻭﺍﺠﻬﺕ ﺒﻘﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﻜل ﻤﻥ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻭﺃﻤﻴﺭﻜﺎ.
ﻓﻲ ،1920ﻭﻜﻤﺎ ﻓﻲ ،2003ﻗﺎﻤﺕ ﻋﺸﺎﺌﺭ ﺸﻴﻌﻴﺔ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺠﻨﻭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺒﺎﻟﺘﺼﺩﻱ ﻟﻠﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﻴﻥ ﻜﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﺴﻨﹼﺔ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺃﺨﺭﻯ ﺒﺘﺄﺴﻴﺱ ﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺴﺭﻴﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻤﺔ .ﺇﻨﻀﻭﻯ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺘﺤﺕ ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ
)ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ( ﻓﻴﻤﺎ ﺇﻨﻀﻭﻯ ﺍﻟﺴﻨﹼﺔ ﺘﺤﺕ ﻤﺎ ﺴﻤﻲ )ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺤﺭﺱ ﺍﻹﺴﺘﻘﻼل( ﻜﺎﻥ ﻟﻜﻼ ﺍﻟﻔﺭﻴﻘﻴﻥ ﻭﺠﻬﺎﺕ ﻨﻅﺭ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻤﺘﻔﻘﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺇﺨﺭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺤﺘل ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻲ!.. ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ،ﺇﻨﺘﻔﺎﻀﺔ ﻋﺸﺎﺌﺭﻴﺔ ﺩﻴﻨﻴﺔ ﻭﻭﻁﻨﻴﺔ ،ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﻁﺎﺌﻔﻴﺔ ..ﻭﻗﺩ ﻭﻀﻌﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﻴﻥ ﻭﻗﻭﺘﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﺤﻙ ﺍﻹﺨﺘﺒﺎﺭ ..ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﻴﻥ ﺭﺩﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺒﻘﺴﻭﺓ ﺤﻴﺙ ﺇﺴﺘﺨﺩﻤﻭﺍ
ﻁﺎﺌﺭﺍﺘﻬﻡ ﺍﻟﺤﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﻀﺭﺒﻭﺍ ﺍﻟﻘﺒﺎﺌل ﺒﺎﻟﻘﻨﺎﺒل ،ﻭﺤﺘﻰ ﺃﻨﻬﻡ ﺇﺴﺘﺨﺩﻤﻭﺍ ﻏﺎﺯ ﺍﻟﺨﺭﺩل ،ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻜﻤﺎ ﻓﻌﻠﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺩ
ﻗﺒل ﺴﻨﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ )ﺍﻟﺒﻨﺠﺎﺏ(
ﻟﻘﺩ ﻗﺎل ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻭﺍﻟﻁﻴﺭﺍﻥ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻲ ﺁﻨﺫﺍﻙ ﻭﻨﺴﺘﻭﻥ ﺘﺸﺭﺘﺸل )ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻀﺭﺏ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﻴﺸﻜل ﺨﺴﺎﺭﺓ ﻭﻜﻠﻔﺔ ﺃﻗل ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﺎ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺈﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻐﺎﺯ ،ﻭﻟﻡ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﻤﻨﺎ ﺍﻷﻤﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺴﻭﻯ 2000
ﺠﻨﺩﻱ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻲ ،ﻤﻀﺎﻓﺎ ﺍﻟﻴﻬﻡ 10,000ﺠﻨﺩﻱ ﻫﻨﺩﻱ!!(
ﻨﻔﺱ ﺍﻷﺴﻠﻭﺏ ﺘﻘﺭﻴﺒﺎ ﺘﻡ ﺘﻁﺒﻴﻘﻪ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺠﻨﺭﺍل )ﻜﻭﻟﻥ ﺒﺎﻭل( ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻓﻲ ﺇﺤﺘﻼل ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻋﺎﻡ !..2003ﺒﺈﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻴﻭﺭﺍﻨﻴﻭﻡ ﺍﻟﻤﻨﻀﺏ ،ﻭﺍﻟﻘﻨﺎﺒل ﺍﻟﻌﻨﻘﻭﺩﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻐﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺠﻨﻭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﻓﻲ ﺒﻐﺩﺍﺩ!!...
ﻨﻌﻭﺩ ﺍﻟﻰ ﺒﻴﺭﺴﻲ ﻜﻭﻜﺱ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎﻡ ﺒﻤﻭﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ،ﻭﻭﺯﻴﺭﻫﺎ ﺁﻨﺫﺍﻙ ﻟﻭﺭﺩ ﻜﻴﺭﺯﻥ ﺒﺈﻋﻼﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺩﻭﻟﺔ ﻤﻠﻜﻴﺔ ،ﻭﺃﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﻭﻥ ﺍﻷﻤﻴﺭ ﻓﻴﺼل ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﻭﻥ ﻗﺩ ﻋﺯﻟﻭﻩ ﺒﻌﺩ ﺘﻨﺼﻴﺒﻪ ﻤﻠﻜﺎ
ﻋﻠﻰ ﺴﻭﺭﻴﺎ ،ﻤﻠﻜﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺘﺤﺕ ﺇﺴﻡ )ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻓﻴﺼل ﺍﻷﻭل( ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻭﺭ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺘﻌﺎﻭﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﻴﻥ ﻭﻤﻨﺤﻬﻡ ﺴﻠﻁﺎﺕ ﻭﺍﺴﻌﺔ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ!...
ﻭﻟﻭ ﺃﺭﺩﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻘﻔﺯ ﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ ﺍﻟﻰ ﻋﺎﻡ ،2003ﻓﻘﺩ ﻗﺎﻡ ﺍﻷﻤﻴﺭ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺒﻥ ﻁﻼل ﺸﻘﻴﻕ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﺭﺍﺤل
15
ﺤﺴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻭﻟﻲ ﻋﻬﺩﻩ ،ﻗﺎﻡ ﻤﻊ ﺇﺒﻥ ﻋﻤﻭﻤﺘﻪ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺍﻟﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺒﻌﺭﺵ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺇﺴﺘﻠﻡ ﻤﻘﻌﺩﺍ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺒﻭل ﺒﺭﻴﻤﺭ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻟﻠﻌﺭﺍﻕ ،ﺒﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻠﻤﺭﺍﻫﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺨﻼﻓﺔ ﺼﺩﺍﻡ
ﺤﺴﻴﻥ!.. ﻟﻘﺩ ﺼﺭﺡ ﺍﻷﻤﻴﺭ ﺤﺴﻥ ﻓﻲ ﺘﻤﻭﺯ /ﻴﻭﻟﻴﻭ ،2003ﺃﻱ ﺒﻌﺩ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﻋﻠﻰ ﺴﻘﻭﻁ ﻨﻅﺎﻡ ﺼﺩﺍﻡ ﺤﺴﻴﻥ ،ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒﻠﺔ ﺼﺤﻔﻴﺔ ﻤﻊ ﺠﺭﻴﺩﺓ )ﻨﻴﻭﻴﻭﺭﻙ ﺘﺎﻴﻤﺱ( ﺒﺎﻟﻘﻭل) :ﺇﻥ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﺘﻘﺩﻩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺤﻭل ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻓﻴﺼل ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﺃﻨﻪ ﻨﻅﺎﻡ ﺸﻜﻠﻲ ﺘﺎﺒﻊ ﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺢ .ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻨﻅﺎﻡ ﻴﻘﻭﺩﻩ ﺭﺠل ﻴﺘﺴﻡ ﺒﺎﻟﺤﻜﻤﺔ ،ﻭﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺘﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﻗﻭﺓ ﻋﻅﻤﻰ
ﺁﻨﺫﺍﻙ ﻭﻫﻲ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ..ﺘﺤﺕ ﺤﻜﻡ ﻓﻴﺼل ﺍﻷﻭل ﺇﺴﺘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﻭﻥ ﻤﻭﺤﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺘﻬﻡ ﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ
ﻋﻥ ﺇﻨﺘﻤﺎﺀﺍﺘﻬﻡ ﺍﻟﻤﺫﻫﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ،ﺸﻴﻌﺔ ﻭﺴﻨﹼﺔ ﻭﻜﻠﺩﺍﻥ ﻭﺼﺎﺒﺌﺔ ﻭﺃﻜﺭﺍﺩ ﻭﺘﺭﻜﻤﺎﻥ ..ﻭﺃﺼﺒﺢ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻭﻫﻭ ﺃﻭل ﺩﻭﻟﺔ ﺇﻨﻀﻤﺕ ﺍﻟﻰ ﻋﺼﺒﺔ ﺍﻷﻤﻡ ،ﻨﻤﻭﺫﺠﺎ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻭﻤﺎ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ(... ﻭﺒﺩﻻ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﺍﻷﻤﻴﺭ ﺤﺴﻥ ﻭﺒﺸﻜل ﻤﺒﺎﺸﺭ ﺒﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻠﻘﻰ
ﺍﻟﺘﺄﻴﻴﺩ ﻤﻥ ﺒﻌﺽ ﺃﺠﻬﺯﺓ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻗﺎل) :ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻌﺭﺍﻕ ﺃﻥ ﻴﺼﺒﺢ ﻤﺭﺓ ﺜﺎﻨﻴﺔ ﻨﻤﻭﺫﺠﺎ ﻟﺩﻭﻟﺔ
ﻨﺎﻤﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺩﻋﻡ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺎ ﻭﺴﻴﺎﺴﻴﺎ ..ﻭﻭﻀﻊ ﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻪ ﺍﻟﺠﻴﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﻗﻠﺏ ﺼﺎﻨﻌﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻫﻭ ﻨﻔﺱ ﺍﻹﺭﺙ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺭﻜﻪ ﻓﻴﺼل ﺍﻷﻭل ﺤﻴﺙ ﻤﻜﹼﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺼﻨﻊ ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻡ(. ﻋﻠﻰ ﺃﻴﺔ ﺤﺎل ،ﻓﺈﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻴﻥ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻟﺩﻴﻬﻡ ﻨﻅﺭﺓ ﺃﻗل ﺇﺸﺭﺍﻗﺎ ﻟﺘﻘﻴﻴﻡ ﻓﺘﺭﺓ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻓﻴﺼل ﺍﻷﻭل،
ﻭﻟﻭ ﺃﻥ ﺃﻜﺜﺭﻫﻡ ﻴﺘﻔﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻓﺘﺭﺓ ﺤﻜﻤﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﺴﺘﻤﺭﺕ ﺤﺘﻰ ﻋﺎﻡ 1933ﺤﻴﻥ ﺘﻭﻓﻲ ﻓﺠﺄﺓ ﻭﺨﻠﻔﻪ ﺇﺒﻨﻪ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻏﺎﺯﻱ ﺍﻷﻭل ﻫﻲ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻟﺤﻘﺏ ﻨﺠﺎﺤﺎ ﻓﻲ ﺘﺄﺭﻴﺦ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ..
ﺒﺩﺃﺕ ﺒﻭﺍﺩﺭ ﻀﻌﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﺘﻅﻬﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺘﺩﺭﻴﺠﻴﹰﺎ ..ﻭﺍﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﺸﺎﺭ )ﻟﻭﺭﻨﺱ( ﻓﻲ ﻤﻘﺎل ﻜﺘﺒﻪ ﻓﻲ ﺼﺤﻴﻔﺔ )ﺍﻟﺼﻨﺩﺍﻱ ﺘﺎﻴﻤﺱ( ﺍﻟﻠﻨﺩﻨﻴﺔ ﻓﻲ 22ﺁﺏ /ﺃﻏﺴﻁﺱ ﻋﺎﻡ 1920ﺤﻴﺙ ﻗﺎل) :ﻴﺒﺩﻭ ﺃﻥ
ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﻓﺦ ﺼﻌﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻋﻠﻴﻬﻡ "ﺍﻟﻬﺭﺏ" ﻤﻨﻪ ﺒﺸﺭﻑ ﻭﺤﻔﻅ ﻤﺎﺀ ﺍﻟﻭﺠﻪ .ﻟﻘﺩ ﺃﺼﺒﺢ ﺍﻟﻭﻀﻊ
ﺃﺴﻭﺃ ﻤﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﺴﻭﺀ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ !...ﻟﻘﺩ ﺇﻋﺘﻘﻠﻭﺍ ﺤﻭﺍﻟﻲ 14,000ﺸﺨﺹ ،ﻭﻴﻘﻭﻤﻭﻥ ﺒﻘﺘل
200ﻋﺭﺒﻲ ﻜﻤﻌﺩل ﺴﻨﻭﻴﺎ ﻟﻐﺭﺽ ﻓﺭﺽ ﺍﻟﺴﻼﻡ !...ﻟﻘﺩ ﺃﺒﻘﻴﻨﺎ ﻫﻨﺎﻙ 90,000ﺭﺠل ﻤﻊ ﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﻭﻨﺎﻗﻼﺕ
16
ﻭﺯﻭﺍﺭﻕ ﺤﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﻗﺩ ﻗﺘﻠﻨﺎ ﻤﺎ ﻴﻘﺎﺭﺏ 10,000ﻋﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻹﻨﺘﻔﺎﻀﺔ )ﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ( !...ﺍﻟﻰ ﻤﺘﻰ ﺴﻭﻑ ﻨﺩﻓﻊ ﻤﻼﻴﻴﻥ ﺍﻟﺠﻨﻴﻬﺎﺕ ﻟﻨﺒﻘﻲ ﺍﻵﻻﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻱ ،ﻭﻨﺩﻉ ﻋﺸﺭﺍﺕ ﺍﻵﻻﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻴﻌﺎﻨﻭﻥ ﻤﻥ ﺃﺠل ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ...؟!( ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ،1930ﻭﻗﻌﺕ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺃﻤﺩﻫﺎ 25ﻋﺎﻤﺎ ،ﺘﻘﻀﻲ ﺒﺎﻟﺘﺸﺎﻭﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ
ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ،ﻭﺤﺼﻠﺕ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﺒﻤﻭﺠﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻋﺴﻜﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻭﺍﻟﺘﻌﻬﺩ ﺒﺎﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺘﺩﺭﻴﺏ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ. ﻟﻘﺩ ﺇﺴﺘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﻭﻥ ﻭﺒﺈﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻭﻴﺔ ﻤﻥ ﺇﺨﻀﺎﻉ ﺍﻟﻌﺸﺎﺌﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻭﺍﻟﺴﻴﻁﺭﺓ
ﻋﻠﻰ ﺸﻴﻌﺔ ﺍﻟﻨﺠﻑ ﻭﻜﺭﺒﻼﺀ ﻭﺍﻟﻔﺭﺍﺕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ،ﻜﻤﺎ ﺘﻡ ﺭﺴﻡ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ـ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ..ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﻘﻴﺕ ﻗﺎﺌﻤﺔ ،ﻫﻲ ﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ )ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ( ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﻜﻤﺎل ﺃﺘﺎﺘﻭﺭﻙ ﺒﺘﻨﻔﻴﺫ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ )ﻟﻭﺯﺍﻥ(
ﻟﻠﺴﻼﻡ ﻋﺎﻡ ،1923ﻭﺇﻟﺤﺎﻕ ﺍﻟﻤﻭﺼل ﺒﺘﺭﻜﻴﺎ ..ﻭﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﻴﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻗﺩ ﻋﻠﻤﻭﺍ ﺒﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﻓﻲ
ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻤﻭﺼل )ﻋﻴﻥ ﺯﺍﻟﺔ( ﻭﻤﺎ ﺤﻭﻟﻬﺎ ،ﻓﻘﺩ ﺇﺴﺘﻤﺭﻭﺍ ﺒﺎﻟﻤﻤﺎﻁﻠﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻓﻌﻠﻭﺍ ﻤﻊ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﻴﻥ ..ﻭﺒﻌﺩ ﺴﻨﺘﻴﻥ
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ ﻭﺍﻟﻀﻐﻭﻁ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ،ﻗﺒﻠﺕ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﺭﻏﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻟﺤﺎﻕ )ﻭﻻﻴﺔ( ﺍﻟﻤﻭﺼل ﺒﺎﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ
ﻋﺎﻡ .1925
ﺒﺎﻟﻌﻭﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﺃﻤﻴﺭﻜﺎ ،ﻭﺘﻁﻠﻌﺎﺘﻬﺎ ،ﻭﻜﻤﺎ ﺃﺸﺭﻨﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ ،ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺭﺌﻴﺴﻬﺎ ﻭﻟﺴﻥ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﺃﺼﻼ ﺒﺭﻭﻓﻴﺴﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﻭﺤﺎﻜﻤﺎ ﻟﻭﻻﻴﺔ ﻨﻴﻭﺠﻴﺭﺴﻲ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﻨﺘﺨﺏ ﺭﺌﻴﺴﺎ ﻋﺎﻡ ) 1912ﺠﺩﺩﺕ ﻭﻻﻴﺘﻪ ﻋﺎﻡ (1916ﻏﻴﺭ
ﻤﺘﺤﻤﺱ ﺃﻭل ﺍﻷﻤﺭ ﻓﻲ ﺩﻋﻡ ﻗﻭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ ﻭﺍﻹﺸﺘﺭﺍﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺭﺏ ،ﺒل ﺤﺎﻭل ﺇﻴﺠﺎﺩ ﻭﺴﺎﺌل ﻹﻴﻘﺎﻓﻬﺎ ..ﻭﻟﻜﻥ ﻗﻴﺎﻡ ﻏﻭﺍﺼﺔ ﺃﻟﻤﺎﻨﻴﺔ ﺒﺈﻏﺭﺍﻕ ﺴﻔﻴﻨﺔ ﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺃﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ﺍﻷﻁﻠﺴﻲ ،ﺠﻌﻠﺘﻪ ﻴﺘﺩﺨل ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺭﺏ
ﻀﺩ ﺃﻟﻤﺎﻨﻴﺎ ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ ..ﻭﺒﻌﺩ ﺇﻨﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﺭﺏ ،ﻜﺎﻥ ﻻﺒﺩ ﻷﻤﻴﺭﻜﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ )ﺍﻟﻐﻨﺎﺌﻡ( ،ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ
ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻐﻨﺎﺌﻡ )ﻨﻔﻁ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ( ،!...ﻟﻜﻥ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﺇﺴﺘﻤﺭﺕ ﺒﻀﻐﻭﻁﻬﺎ ﻭﺍﻨﺘﻬﺕ ﺍﻟﻰ ﺘﻘﺴﻴﻡ ﻨﻔﻁ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﺒﻴﻥ ﺃﻤﻴﺭﻜﺎ ﻭﻫﻭﻟﻨﺩﺍ ﻭﻓﺭﻨﺴﺎ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺤﺼﺹ ﺍﻷﻗل ،ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺒﻘﺕ ﺸﺭﻜﺔ )ﻨﻔﻁ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ـ ﺁﻱ ﺒﻲ ﺴﻲ( ﺴﻴﻁﺭﺘﻬﺎ
ﻋﻠﻰ % 23ﻭﺨﺼﻭﺼﺎ ﺤﻘﻭل ﻨﻔﻁ ﻜﺭﻜﻭﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺩﺃ ﺇﻨﺘﺎﺠﻬﺎ ﻋﺎﻡ 1927ﻭﺤﻘﻭل ﺍﻟﻤﻭﺼل ،ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ
ﺤﺼﺼﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﻘﻭل ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ ﺒﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﺭﻑ ﺒﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ـ ﺍﻟﻔﺎﺭﺴﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻭﻟﺕ ﺍﻟﻰ ﺇﺴﻡ )ﺒﺭﻴﺘﺵ ﺒﺘﺭﻭﻟﻴﻭﻡ( ..ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻁﻠﻘﺕ ﻴﺩ ﺃﻤﻴﺭﻜﺎ ﻓﻲ ﻨﻔﻁ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﻭﻴﺕ ﻭﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻴﺦ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺸﺭﻕ ﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ!...
17
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ،ﻟﻌﺏ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻲ ﻭﻨﺴﺘﻭﻥ ﺘﺸﺭﺘﺸل ،ﻭﻤﻥ ﺨﻼل ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺼﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺸﻐﻠﻬﺎ ﻭﻤﻨﻬﺎ ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻭﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺭﺍﺕ ﺩﻭﺭﹰﺍ ﻓﻲ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻠﻤﺴﺎﺕ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﺘﻘﺴﻴﻡ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﺤﻴﺙ ﺃﺒﻘﻰ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻥ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺒﻌﻴﺩﹰﺍ ﻋﻥ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ..ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻤﻨﺢ ﺸﺭﻕ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﺍﻟﻰ
ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻷﻭل ﻭﺇﺒﻘﺎﺌﻬﺎ ﺘﺤﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ،ﺜﻡ ﻟﻌﺏ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﻭﻋﺩ ﺒﻠﻔﻭﺭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺼﻠﺘﻪ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺒﺘﻴﻭﺩﻭﺭ ﻫﻴﺭﺘﺯل ﺍﻷﺏ ﺍﻟﺭﻭﺤﻲ ﻟﻠﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ،ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺒﺈﺤﻴﺎﺀ )ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل( ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺘﻴﺔ!..
ﻤﻊ ﻜل ﺫﻟﻙ ..ﺒﻘﻴﺕ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻜﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺨﻬﺎ )ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﻭﺍﻟﻘﻭﻤﻲ( ..ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ،ﺜﻡ ﺍﻤﻴﺭﻜﺎ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺇﺤﺎﻁﺔ ﺘﺎﻤﺔ ﺒﺈﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﻤﺨﻁﻁ ،ﻭﻤﻥ ﺃﻜﺒﺭ ﺤﻠﻔﺎﺀ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺃﺤﻼﻤﻬﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺃُﺒﺘﺩﺃ ﺒﺘﻨﻔﻴﺫﻫﺎ ﻋﺎﻡ ،2003ﻭﺒﻌﺩ ﺃﻟﻔﻲ ﻋﺎﻡ ﻤﻥ ﺴﻘﻭﻁ ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل!...
ﻴﻘﻭل ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﻭﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺠﻭﻥ ﻜﻭﻟﻲ :ﻓﻲ ﻴﻭﻡ ﻏﺎﺌﻡ ﻤﻥ ﺸﻬﺭ ﻜﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ /ﻴﻨﺎﻴﺭ ،1969ﻜﻨﺎ ﺤﻭﺍﻟﻲ 15 ﺼﺤﻔﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻗﻠﻨﺎ ﺍﻟﻰ ﻓﻨﺩﻕ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﻌﺎﺼﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﻟﻘﺩ ﺠﺌﻨﺎ ﻟﺘﻐﻁﻴﺔ ﺨﺒﺭ ﺍﻹﻋﺩﺍﻡ ﺍﻟﻌﻠﻨﻲ
ﻓﻲ 27ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻬﺭ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻋﺭﻀﻪ ﺘﻠﻔﺯﻴﻭﻥ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻭﻴﻅﻬﺭ 14ﺠﺜﺔ ﻤﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ،ﻤﺭﻜﺯ ﺒﻐﺩﺍﺩ. ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﻫﺅﻻﺀ 9ﻤﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﻴﻥ ..ﻭﻗﺩ ﺘﻡ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺤﻜﻡ ﺍﻹﻋﺩﺍﻡ ﺒﻬﻡ ﻟﺘﺠﺴﺴﻬﻡ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل..
ﻭﺍﻀﺎﻓﺕ ﺒﻌﺽ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﻋﻼﻡ "ﻭﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ" ..ﻭﺤﻴﻥ ﺴﺄﻟﻨﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﺼﻴل ..ﻗﺎﻡ ﺃﺤﺩ
ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺒﺎﻹﻋﻼﻥ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻤﺎﻴﻜﺭﻭﻓﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺹ "ﺃﻨﻪ ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻨﺎ ﺍﻟﺫﻫﺎﺏ ﺍﻟﻰ ﺃﻱ ﻤﻜﺎﻥ ﻨﺸﺎﺀ ..ﻭﺍﻟﺘﻜﻠﻡ
ﻤﻊ ﺃﻱ ﺸﺨﺹ ﻨﺭﻏﺏ ﺒﺎﻟﻜﻼﻡ ﻤﻌﻪ ."!..ﻋﻨﺩﻫﺎ ﻁﻠﺒﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺫﻫﺏ ﺍﻟﻰ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﻐﺩﺍﺩ ..ﻭﻤﻀﻰ
ﺍﻟﺒﺎﺹ ﺒﻨﺎ ﻓﻲ ﺸﻭﺍﺭﻉ ﻓﺭﻋﻴﺔ ﻀﻴﻘﺔ ،ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﺘﻭﻗﻑ ﻗﺭﺏ ﻜﻨﻴﺴﺔ ﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ،ﻭﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺒﺎﻟﺩﺨﻭل ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ،ﺤﻴﺙ ﻭﺠﺩﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺨل ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺤﺎﺨﺎﻤﺎﺕ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻭﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﺎﺕ ﺃﻭ ﺭﺒﻤﺎ
ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﻤﻥ ﻋﻤﺭﻩ ﻭﻴﻘﻑ ﺍﻟﻰ ﺠﺎﻨﺒﻪ ﺸﺎﺏ ﻴﺭﺘﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻪ ﺍﻟﻘﻠﻨﺴﻭﺓ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ،ﻭﻗﺎﻡ ﺒﺘﺭﺠﻤﺔ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ
ﻴﻘﻭﻟﻪ ﺍﻟﺤﺎﺨﺎﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻜﻠﻡ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﻤﻤﺎ ﻗﺎل" :ﺃﻨﻅﺭﻭﺍ ..ﻨﺤﻥ ﺃﺒﻘﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ..ﻭﻨﻤﺎﺭﺱ ﻋﺒﺎﺩﺘﻨﺎ ﻜﺒﻘﻴﺔ ﺍﻷﺩﻴﺎﻥ ﻭﺒﺤﺭﻴﺔ". ﻜﺎﻥ ﻴﻘﻑ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻨﺎﻴﺔ ﺃﺤﺩ ﺃﻷﻓﺭﺍﺩ ﻭﻴﺒﺩﻭ ﺃﻨﻪ ﻤﻥ ﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻤﺨﺎﺒﺭﺍﺕ ﻴﺭﺘﺩﻱ ﺒﺩﻟﺔ ﺴﻭﺩﺍﺀ ﺍﻨﻴﻘﺔ ،ﻭﻴﺤﻤل ﺒﻴﺩﻩ
ﺠﻬﺎﺯ ﺭﺍﺩﻴﻭ ﻟﻺﺘﺼﺎﻻﺕ ..ﻭﻻﺤﻅﻨﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﺤﻤل ﺘﺤﺕ ﺠﺎﻜﻴﺘﻪ ﻤﺴﺩﺴﺎ ﺃﻭ ﺭﺒﻤﺎ ﺭﺸﺎﺵ ﺼﻐﻴﺭ ..ﻭﻻ ﻨﺨﻔﻲ،
ﺃﻨﻨﺎ ﻜﻨﺎ ﻨﺘﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺃﻱ ﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺘﻘﺎل ﺍﻟﻰ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺃﺴﻭﺃ .!..ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺘﻜﻠﻡ ﺍﻟﻴﻨﺎ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺸﺨﺹ
18
ﻗﺎﺌﻼ :ﺃﻨﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺩﻋﻭﺓ ﺭﺴﻤﻴﺔ ..ﻜﻤﻥ ﻴﺤﺎﻭل ﻁﻤﺄﻨﺘﻨﺎ ..ﺜﻡ ﺒﺩﺃ ﻴﺘﻜﻠﻡ ﺒﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺭﺍﺩﻴﻭ ،ﺜﻡ ﻨﺎﻭﻟﻪ ﺍﻟﻰ ﻀﺎﺒﻁ ﻜﺎﻥ ﻴﻘﻑ ﻗﺭﻴﺒﺎ ﻤﻨﻪ ،ﻭﻜﻨﺎ ﻨﺴﻤﻊ ﺍﻟﻀﺎﺒﻁ ﻴﺭﺩﺩ ﻋﺒﺎﺭﺓ "ﻨﻌﻡ ﺴﻴﺩﻱ ..ﻨﻌﻡ ﺴﻴﺩﻱ ،"..ﺜﻡ ﺍﺸﺎﺭ ﺍﻟﻴﻨﺎ ﺒﻴﺩﻩ ﺃﻥ
ﻨﻌﻭﺩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﺹ ،ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺤﺭﻙ ﺒﻨﺎ.. ﻜﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺠﺴﻭﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻭﻕ ﻨﻬﺭ ﺩﺠﻠﺔ ﺤﻴﻥ ﺃﺨﺫﺕ ﺍﻟﻜﺎﻤﻴﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻌﻲ ،ﻭﻤﻥ ﺸﺒﺎﻙ ﺍﻟﺒﺎﺹ،
ﺇﻟﺘﻘﻁﺕ ﺼﻭﺭﺓ ﻟﻠﻨﻬﺭ ..ﻭﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻜﻤﺎ ﻴﺒﺩﻭ ﺨﻁﺄ ﻜﺒﻴﺭ ﺇﺭﺘﻜﺒﺘﻪ ﻭﻟﻡ ﺃﺤﺴﺏ ﺤﺴﺎﺒﻪ ..ﺇﺫ ﻓﺠﺄﺓ ﺴﺎﺭﺕ ﺒﻤﺤﺎﺫﺍﺓ ﺍﻟﺒﺎﺹ ﺴﻴﺎﺭﺘﻴﻥ ﻤﻥ ﻨﻭﻉ "ﺒﻴﺠﻭ" ،ﻴﻅﻬﺭ ﺃﻨﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺘﺎ ﻤﺭﺍﻓﻘﺘﻴﻥ ﻟﻨﺎ ،ﺜﻡ ﺴﺒﻘﺘﻨﺎ ﺇﺤﺩﺍﻫﻤﺎ ﻭﻭﻗﻔﺕ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺹ
ﺒﺸﻜل ﻤﺘﻘﺎﻁﻊ ،ﺤﻴﺙ ﻭﻗﻑ ﺍﻟﺒﺎﺹ ﻓﻲ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﺍﻟﺠﺴﺭ ..ﺜﻡ ﻗﺎﻡ ﻤﺭﺍﻓﻘﻨﺎ ﺒﺎﻟﺘﻭﺠﻪ ﻨﺤﻭﻱ ﻗﺎﺌﻼ "ﺍﻟﻜﺎﻤﻴﺭﺓ.. ﺍﻟﻜﺎﻤﻴﺭﺓ "..ﻤﺎﺩﹰﺍ ﻴﺩﻩ ﻟﻴﺄﺨﺫﻫﺎ .ﻫﻤﺎ ﺇﻟﺘﻔﺕ ﺇﻟﻲ ﺯﻤﻴل ﻟﻲ ﻭﻫﻭ "ﺃﺭﻴﻙ ﺒﻴﺱ" ﻤﻥ ﺼﺤﻴﻔﺔ ﻨﻴﻭﻴﻭﺭﻙ ﺘﺎﻴﻤﺯ ﻟﻴﻘﻭل
ﻟﻲ" :ﺇﻋﻁﻪ ﺍﻟﻜﺎﻤﻴﺭﺓ ..ﺇﻨﻪ ﻴﻅﻥ ﺃﻨﻨﺎ ﺠﻭﺍﺴﻴﺱ ﻨﻠﺘﻘﻁ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺼﻭﺭ ﺍﻟﻤﻤﻨﻭﻋﺔ ،"..ﻭﻗﻤﺕ ﺒﺘﺴﻠﻴﻤﻪ ﺍﻟﻜﺎﻤﻴﺭﺓ، ﺜﻡ ﺒﺩﺃ ﻴﺘﻜﻠﻡ ﺒﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺭﺍﺩﻴﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻤﻌﻪ ..ﻭﺒﻌﺩ ﺩﻗﺎﺌﻕ ،ﻗﺎﻡ ﺒﻔﺘﺢ ﺍﻟﻜﺎﻤﻴﺭﺓ ﻟﻴﺄﺨﺫ ﺍﻟﻔﻠﻡ ﻤﻥ ﺩﺍﺨﻠﻬﺎ ،ﻭﺃﺭﺠﻌﻬﺎ ﻟﻲ ..ﺜﻡ ﻗﺎل ﻟﻨﺎ ﺃﻨﻨﺎ ﺴﻭﻑ ﻨﺫﻫﺏ ﺍﻟﻰ ﻤﺤﻁﺔ ﺍﻟﺘﻠﻔﺯﻴﻭﻥ..
ﺒﻌﺩ ﻓﺘﺭﺓ ﻭﺠﻴﺯﺓ ﻭﺼﻠﻨﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻁﺔ ،ﺤﻴﺙ ﺘﻡ ﺠﻠﻭﺴﻨﺎ ﻓﻲ ﺼﺎﻟﺔ ،ﻭﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻘﺩﻤﻭﻥ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺸﺎﻱ ،ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ
ﻴﻜﻠﻤﻨﺎ ﺃﺤﺩ ..ﻭﻻﺤﻅﻨﺎ ﺃﻥ ﻤﺭﺍﻓﻘﻨﺎ ﺇﺨﺘﻔﻰ ﻓﻲ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﻐﺭﻑ ﺍﻟﺠﺎﻨﺒﻴﺔ ..ﺒﻘﻴﻨﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﻤﺩﺓ ﺴﺎﻋﺘﻴﻥ ،ﺜﻡ ﺒﺩﺃ ﺍﻟﻅﻼﻡ ﻤﻊ ﺤﻠﻭل ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ،ﻋﻨﺩﻫﺎ ﻗﺩﻡ ﺃﺤﺩ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻭﺃﺨﺒﺭﻨﺎ ﺃﻨﻨﺎ ﺴﻨﺫﻫﺏ ﺍﻟﻰ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺤﻴﺙ ﺴﻴﺘﻡ ﻓﺤﺹ
ﺍﻟﺼﻭﺭ ﻭﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﺘﻠﻔﺯﻴﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﻟﺘﻘﻁﻨﺎﻫﺎ ،ﻭﺴﻴﺘﻡ ﺇﺭﺴﺎﻟﻬﺎ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻭﺯﺍﺭﺓ ﻜﻤﺎ ﺘﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ..ﻭﺫﺍﻙ ﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﺤﻴﺙ ﺭﺠﻌﻨﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻔﻨﺩﻕ ،ﻟﻨﻐﺎﺩﺭ ﻤﻥ ﻤﻁﺎﺭ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ!... ﺒﻌﺩ 34ﻋﺎﻤﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ،ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻗﺩ ﺴﻘﻁﺕ ﺘﺤﺕ ﺍﻹﺤﺘﻼل ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ..ﻜﺎﻨﺕ ﻻ ﺘﺯﺍل ﻫﻨﺎﻙ
ﺠﺎﻟﻴﺔ ﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﺒﺴﻴﻁﺔ ﻻ ﺘﺘﻌﺩﻯ 26ﺸﺨﺼﺎ ﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺃﺒﻥ ﺍﻟﺤﺎﺨﺎﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎﺒﻠﻨﺎﻩ ﻋﺎﻡ ،1969ﻭﻜﺎﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺎﻟﻴﺔ!...
ﻭﻟﻜﻥ ﺃﻴﻀﺎ ،ﻋﻠﻤﻨﺎ ،ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ،ﻭﻓﻲ ﻓﺘﺭﺓ ﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻹﺤﺘﻼل ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ...ﺒﺩﺃﻭﺍ ﺒﺸﺭﺍﺀ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﻭﺍﻷﻤﻼﻙ ﻤﻥ ﺩﻭﺭ ﻭﻋﻤﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺒﻐﺩﺍﺩ ،ﻭﻤﻥ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺒﺘﺭﺘﻴﺏ ﻭﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺃﺸﺨﺎﺹ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﻓﺘﺭﺓ ﺍﻹﺤﺘﻼل!!!...
19
ﻟﻘﺩ ﺒﺩﺃ ﻤﺠﺩﺩﹰﺍ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﺘﻠﻤﻭﺩﻱ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ!!!.... ﻫﻨﺎ ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﻤﺠﺩﺩﺍ ﺍﻟﻰ ﻓﺘﺭﺓ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﻼﺜﻴﻨﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ،ﻟﻨﻭﺍﺼل ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﺭﺒﻁ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺒﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ ﺍﻟﻴﻭﻡ ..ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻨﺕ ﻴﻭﻤﻬﺎ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﺘﺤﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ..
ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ !..ﻭﻟﻔﻬﻡ ﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﺁﻨﺫﺍﻙ ﻭﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻻﺤﻘﺎ ،ﺴﻨﻠﻘﻲ ﺃﻭﻻ ﻨﻅﺭﺓ ﻋﻠﻰ
ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﻴﻥ.
ﻴﺅﻜﺩ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻴﻥ ﺃﻥ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻓﻲ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﺃﻭ )ﻭﻻﻴﺔ ﺒﻐﺩﺍﺩ( ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﻋﺸﺭ ،ﻜﺎﻥ ﻴﻭﺍﺯﻱ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻥ ،ﻭﻴﻘﺘﺭﺏ ﻤﻥ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ .ﻭﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺤﺎل ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﻤﺜل ﺍﻟﻜﻠﺩﺍﻥ
ﻭﺍﻵﺸﻭﺭﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻴﺯﻴﺩﻴﻴﻥ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﺎﺸﻭﺍ ﻤﻌﻬﻡ ﻭﺠﻨﺒﺎ ﺍﻟﻰ ﺠﻨﺏ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﻤﻊ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺃﻭ ﻓﻲ
ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻜﺭﺩ ،ﻭﻜﺎﻨﻭﺍ ﻋﺎﺌﻼﺕ ﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ،ﻭﻴﺘﻤﺘﻌﻭﻥ ﺒﺤﺭﻴﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻹﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ،
ﻭﻴﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺒﺎﻟﻌﺭﺒﻴﺔ )ﺍﻟﻤﻠﹼﺔ( ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻥ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻴﺎﻨﺔ
ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﻴﻥ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﻭﺭﺜﺎﺀ ﻁﺒﻴﻌﻴﻴﻥ ﻟﻠﻴﻬﻭﺩ ﺍﻟﺒﺎﺒﻠﻴﻴﻥ ﺍﻟﻘﺩﺍﻤﻰ ،ﻭﺨﻠﻔﺎﺌﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺩ.. ﻭﻏﺎﻟﺒﺎ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﺘﻘﺩﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﺭﻓﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﻥ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺭﻓﻴﺔ ،ﻭﻅﻬﺭ
ﻤﻨﻬﻡ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ﻭﺭﺠﺎل ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ.
ﻴﻘﻭل ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ )ﺤﻨﺎ ﺒﻁﺎﻁﻭ( ،ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1927ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺃُﺴﺴﺕ ﻏﺭﻓﺔ ﺘﺠﺎﺭﺓ ﺒﻐﺩﺍﺩ ،ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﻴﻥ ﺸﺭﻜﺎﺕ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﻭﻓﺭﻨﺴﻴﺔ ،ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﻴﻥ ..ﻭﻫﺅﻻﺀ ﺃُﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﻬﻡ "ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ
ﺍﻷﻭﻟﻰ" ،ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻜﻭﻥ ﺭﺃﺱ ﻤﺎل ﻜل ﻤﻨﻬﻡ ﻻ ﻴﻘل ﻋﻥ 27,500ﺩﻴﻨﺎﺭ ﻋﺭﺍﻗﻲ ..ﻭﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﻤﺒﻠﻐﺎ ﻜﺒﻴﺭﺍ
ﺁﻨﺫﺍﻙ!...
ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ ،1939ﺃﻱ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﻜﺎﻥ ﻋﺩﺩ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ 498ﻋﻀﻭﺍﹰ ،ﻤﻨﻬﻡ 215
ﻴﻬﻭﺩﻴﺎ ..ﻭﻴﻀﻴﻑ ﺒﻁﺎﻁﻭ ﻋﻥ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻲ ،ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺼﺭﺓ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻘﻭﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺃﻜﺜﺭ
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻥ ،ﻭﻤﻊ ﺤﻠﻭل ﻋﺎﻡ ،1920ﺒﺩﺃﻭﺍ ﺒﺘﻭﺴﻴﻊ ﺘﺠﺎﺭﺘﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺍﻟﻰ ﺇﻴﺭﺍﻥ ،ﻭﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﻨﺎﻓﺴﻴﻥ ﺤﻘﻴﻘﻴﻴﻥ ﻟﻠﺘﺠﺎﺭ ﻭﺍﻟﺸﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩﻤﺕ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺒﺈﺴﺘﻴﺭﺍﺩﻫﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ
ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻬﻨﺩ ،ﺜﻡ ﺒﺩﺃﻭﺍ ﺒﺈﻤﺘﻼﻙ ﺸﺭﻜﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻥ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻭﺍﻟﻬﻨﺩ ﻭﻴﺴﺠل ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺃﺤﺩﻫﻡ
20
ﻭﻫﻭ )ﻋﺯﺭﺍ ﺴﺎﺴﻭﻥ( ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻤﻼﻜﻪ ﺘﻘﺩﺭ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺒﻤﻠﻴﻭﻨﻲ ﺩﻭﻻﺭ ..ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ )ﺯﻴﻭﻥ ﺒﺨﹼﻭﺭ( ﻭ)ﻋﺯﺭﺍ ﺼﺎﻟﺢ( ﺍﻟﻠﺫﺍﻥ ﻴﻤﻠﻜﺎﻥ ﺸﺭﻜﺎﺕ ﻓﻲ ﺒﻭﻤﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺩ ﻭﻓﻲ ﻟﻨﺩﻥ..
ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﺎﺌﻠﺔ ﺴﺎﺴﻭﻥ ﻤﻥ ﺃﻏﻨﻰ ﻭﺃﻗﻭﻯ ﺍﻟﻌﻭﺍﺌل ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﻤﺎﻟﻴﺎ ﻭﺘﺠﺎﺭﻴﺎ ،ﻭﻗﺩ ﺍﻁﻠﻕ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ
)ﺭﻭﺘﺸﻴﻠﺩ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ( ..ﻤﺅﺴﺴﻬﺎ ﻫﻭ ﺩﺍﻭﺩ ﺴﺎﺴﻭﻥ ﻋﺎﻡ 1850ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻥ ﻤﻨﺫ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻴﺘﺎﺠﺭ ﻤﺎﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ
ﻭﺍﻟﻬﻨﺩ ﻭﺍﻟﻴﺎﺒﺎﻥ ﻭﺍﻭﺭﺒﺎ ،ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻭﻓﻲ ﻓﻲ ،1864ﺘﻭﻟﻰ ﻭﺭﺜﺘﻪ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺇﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺘﻪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﻭﺴﻌﺕ
ﻟﺘﻐﻁﻲ ﺴﻨﻐﺎﻓﻭﺭﺓ ﻭﺍﻟﺸﺭﻕ ﺃﻷﻗﺼﻰ ،ﻭﺩﺨﻠﺕ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺼﻴﺭﻓﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﻭﻙ ..ﻭﻟﻌل ﻤﻥ ﺒﻘﺎﻴﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﺭﻜﺎﺕ ﻓﻲ
ﻭﻗﺘﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﺍﻟﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﻟﻤﺴﺘﺤﻀﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺠﻤﻴل ﻭﺼﺎﻟﻭﻨﺎﺘﻪ ﻭﻫﻲ ﺸﺭﻜﺔ )ﻓﻴﺩﻴل
ﺴﺎﺴﻭﻥ( ..ﺃﻤﺎ ﺴﻔﻴﺭ ﺃﺴﺭﺍﺌﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﻭﺤﺘﻰ ﻋﺎﻡ 2005ﻓﻬﻭ ﺃﺤﺩ ﺍﻷﺤﻔﺎﺩ ﻭﻴﺩﻋﻰ ﺩﻴﻔﻴﺩ )ﺩﺍﻭﺩ( ﺴﺎﺴﻭﻥ..
ﻓﻲ ﻓﺘﺭﺓ ﺍﻹﺤﺘﻼل ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻲ ﻟﻠﻌﺭﺍﻕ ،ﻋﻤل ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺒﺎﻟﺘﻨﺴﻴﻕ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﻴﻥ ﻭﺒﻘﻭﺍ ﻤﺒﺘﻌﺩﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﺒﻠﺩ ﻓﻲ ﻅﺎﻫﺭ ﺤﺎﻟﻬﻡ ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻓﺈﻨﻪ ﻋﻨﺩ ﻨﺸﻭﺀ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ ،ﻟﻡ ﺘﺘﺄﺜﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻭﺍﺌل ﺒﺈﻨﻌﻜﺎﺴﺎﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺎﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻼﺜﻴﻨﺎﺕ
ﻭﺍﻷﺭﺒﻌﻴﻨﺎﺕ!...
ﺸﻬﺩﺕ ﻓﺘﺭﺓ ﺍﻟﺜﻼﺜﻴﻨﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺇﻀﻁﺭﺍﺒﺎﺕ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﻭﻅﻬﻭﺭ ﺘﻜﺘﻼﺕ ﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﻗﻭﻤﻴﺔ .ﻤﻥ ﺃﺒﺭﺯ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ
ﺁﻨﺫﺍﻙ ﻜﺎﻥ ﺇﻨﻘﻼﺏ )ﺒﻜﺭ ﺼﺩﻗﻲ( ،ﺜﻡ ﻤﻭﺕ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻏﺎﺯﻱ ﻓﻲ ﺤﺎﺩﺙ ﺇﺼﻁﺩﺍﻡ ﺴﻴﺎﺭﺘﻪ ﻭﺒﺸﻜل ﻏﺎﻤﺽ ..ﺜﻡ
ﻭﺼﻭل ﻤﻔﺘﻲ ﺍﻟﻘﺩﺱ ﺃﻤﻴﻥ ﺍﻟﺤﺴﻴﻨﻲ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﻨﻔﺎﻩ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﻭﻥ ﻤﻥ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﺍﻟﻰ ﺴﻭﺭﻴﺎ.. ﺜﻡ ﺒﺩﺃﺕ ﺤﺭﻜﺔ ﺭﺸﻴﺩ ﻋﺎﻟﻲ ﺍﻟﻜﻴﻼﻨﻲ ﻋﺎﻡ ،1941ﺤﻴﺙ ﻗﺎﻡ ﺒﻌﺯل ﻋﺒﺩ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﻭﺼﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺭﺵ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ
ﺒﻌﺩ ﻤﻭﺕ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻏﺎﺯﻱ ،ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺭﻙ ﻭﺭﺌﻴﺱ ﻭﺯﺭﺍﺌﻪ ﻨﻭﺭﻱ ﺍﻟﺴﻌﻴﺩ ﺍﻟﻰ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ..ﺤﻴﻨﻬﺎ ﻨﺯﻟﺕ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺼﺭﺓ ﻤﺠﺩﺩﺍﹰ ،ﻭﺘﺤﺭﻜﺕ ﻗﻭﺍﺕ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﻏﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺘﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻹﻨﻘﻼﺒﻴﺔ ﻭﺃﻋﺩﻡ ﺃﺒﺭﺯ ﻗﺎﺩﺘﻬﺎ..
ﻴﻘﺎل ﺃﻨﻪ ﺘﻡ ﻗﺘل 100ﻴﻬﻭﺩﻱ ﺨﻼل ﺍﻹﻀﻁﺭﺍﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺕ ﻋﻨﺩ ﺤﺩﻭﺙ ﺇﻨﻘﻼﺏ ﺭﺸﻴﺩ ﻋﺎﻟﻲ ..ﻭﺴﺭﻋﺎﻥ ﻤﺎ ﺇﻟﺘﻘﻁ ﺫﻟﻙ )ﺩﻴﻔﻴﺩ ﺒﻥ ﻏﻭﺭﻴﻭﻥ( ﺃﺤﺩ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﺃﻭل ﺭﺌﻴﺱ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﻟﻴﻁﺎﻟﺏ ﺒﺈﺠﻼﺀ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺤﻔﻅ ﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﻼﻤﺘﻬﻡ !..ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺘﻘﺭﺭ ﺴﺎﺒﻘﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻲ
21
ﺒﺎﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ﺍﻟﻰ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﻭﺘﺸﺠﻴﻌﻬﺎ ﺒﺎﻹﻏﺭﺍﺀﺍﺕ ﺃﻭ ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ ..ﻭﺍﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻴﺸﻴﺭ )ﺸﻠﻭﻤﻭ ﻫﻠﻴل( ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﺍﻷﺼل ﻭﻤﺅﻟﻑ ﻜﺘﺎﺏ )ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺒﺎﺒل( ﻓﻲ ﻤﺫﻜﺭﺍﺘﻪ!..
ﻭﻓﻌﻼ ،ﻭﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺘﻡ ﺘﺄﺴﻴﺱ ﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ )ﺍﻟﻬﺎﻏﺎﻨﺎ( ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﻋﺎﻡ ،1942ﺒﺩﺃﺕ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺘﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﻴﻬﻭﺩ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﺤﻤﺴﻴﻥ ﻟﺘﻠﻙ
ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ !..ﻭﺒﺩﺃﺕ ﺍﻟﻬﺎﻏﺎﻨﺎ ﺒﺘﻬﺭﻴﺏ ﻭﻜﻼﺌﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺨﺼﻭﺼﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻐﺭﺽ ،ﻭﻤﻥ ﺃﺒﺭﺯ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﻭﻜﻼﺀ ﺜﻼﺜﺔ ﻫﻡ :ﺸﺎﺅﻭل ﺃﻓﻴﻜﺎﺭ ،ﺃﻨﺯﻭ ﺴﺭﻴﻨﻲ ،ﺴﻤﺎﺭﻴﺎ ﻜﺎﺘﻤﺎﻥ ..ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻭﺼﻠﻭﺍ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻤﻥ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ،
ﻓﻲ ﻤﻬﻤﺔ ﻭﻀﻊ ﻨﻭﺍﺓ ﻟﻠﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ﺨﺼﻭﺼﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻱ !...ﻭﻭﻀﻌﻭﺍ ﺨﻁﺔ ﻟﺘﻬﺭﻴﺏ
ﺍﻷﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﻴﻬﻡ ﻋﺒﺭ ﺸﺭﻕ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺇﻴﺭﺍﻥ ،ﻜﻤﺎ ﺒﺩﺃﻭﺍ ﺒﻭﻀﻊ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﺘﺩﺭﻴﺒﻴﺔ ﻟﻬﻡ ..ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ ،1943 ﺃﺩﺨﻠﻭﺍ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻹﺘﺼﺎﻻﺕ ﺒﺎﻟﺭﺍﺩﻴﻭ ﺍﻟﻼﺴﻠﻜﻲ ﻭﺒﺭﺴﺎﺌل ﺴﺭﻴﺔ ﻤﺸﻔﺭﺓ ﻤﻊ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺴﺎﺩ ﺍﻷﺴﺭﺌﻴﻠﻲ ﻓﻲ ﺘل
ﺃﺒﻴﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﺘﻭﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺘﻬﺠﻴﺭ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻭﺘﻭﻁﻴﻨﻬﻡ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ!... ﺒﺤﻠﻭل ﻋﺎﻡ ،1951ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻨﻭﺍﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺩﺃﻫﺎ ﺍﻟﻭﻜﻼﺀ ﺍﻟﺼﻬﺎﻴﻨﺔ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻋﺎﻡ ،1942ﻗﺩ ﻭﺼﻠﺕ ﺍﻟﻰ 16ﻓﺭﻋﹰﺎ ﻭﺤﻭﺍﻟﻲ 2000ﻋﻀﻭﺍﹰ ،ﻤﻨﻬﻡ 300ﻤﺠﻨﺩ ﻗﺩ ﺃﻜﻤﻠﻭﺍ ﺘﺩﺭﻴﺒﻬﻡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ!..
ﻟﻘﺩ ﺃﻭﻀﺢ ﺸﻠﻭﻤﻭ ﻫﻠﻴل ﺩﻭﺭﻩ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ )ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻋﺯﺭﺍ ـ ﻨﺎﺤﻴﻤﻴﺎ( ﻭﻫﻭ ﺍﻹﺴﻡ ﺍﻟﺭﻤﺯﻱ ﺍﻟﻤﻘﺘﺒﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺓ ،ﻓﻴﻘﻭل ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﺘﺤﺭﻙ ﻤﺎﺒﻴﻥ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻭﺒﺎﻟﻁﺎﺌﺭﺓ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎﹰ،
ﻭﺃﺤﻴﺎﻨﹰﺎ ﺒﺈﺭﺘﺩﺍﺀ ﺍﻟﺯﻱ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ )ﺍﻟﻌﺒﺎﺀﺓ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎل( ﻟﻴﺘﻨﻘل ﺒﺎﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺒﺭﻴﺔ ﻤﺎﺒﻴﻥ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ
ﻭﺇﻴﺭﺍﻥ ،ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺘﻡ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﻤﺤﻁﺔ ﻤﺨﺎﺒﺭﺍﺘﻴﺔ ﻟﻠﻤﻭﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺘﺤﻤل ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺭﻤﺯﻴﺔ ﺜﻼﺙ ﻫﻲ
)ﺩﻴﻜﻴل( ﻭ)ﺃﻭﺭﻴﻥ( ﻭ)ﺒﻴﺭﻤﺎﻥ( ..ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﻁﻬﺭﺍﻥ ﻓﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﺤﻁﺔ ﺍﻷﻜﺒﺭ ﻭﺘﺤﻤل ﺃﻴﻀﺎ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺭﻤﺯﻴﺔ ﺜﻼﺜﺔ
ﻫﻲ )ﻜﻭﻟﺩﻤﺎﻥ( ﻭ)ﻨﻭﺭﻱ( ﻭ)ﺃﻟﻭﻥ( ..ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﻤﺎﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻔﺭﺓ ﺍﻟﻼﺴﻠﻜﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻭﻁﻬﺭﺍﻥ
ﻭﺘل ﺃﺒﻴﺏ!.. ﻜﺎﻥ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﻭﻥ ﻴﺴﺘﺨﺩﻤﻭﻥ ﺠﺒﺎل ﺸﻤﺎل ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻟﻠﺘﻨﻘل ﺍﻟﻰ ﺇﻴﺭﺍﻥ ﻭﺒﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻗﺩ
ﺒﺩﺃﻭﺍ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺤﻤﻴﻤﺔ ﻤﻊ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﻴﻥ!...
ﻗﺎﻤﺕ ﺍﻟﺨﻼﻴﺎ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﺒﻨﻘل ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻤﻥ ﻋﺒﺎﺩﺍﻥ ﻭﺨﺭﻤﺸﻬﺭ ﻭﺩﻴﺴﻔﻭل ﻭﻜﺭﻤﻨﺸﺎﻩ ﺍﻟﻰ ﻁﻬﺭﺍﻥ ﺃﻭﻻﹰ ،ﺜﻡ ﻋﻥ
22
ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺒﺭ ﺍﻟﻰ ﺘﺭﻜﻴﺎ ،ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ..ﻭﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﺇﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺠﻭﻱ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻤﻥ ﻁﻬﺭﺍﻥ ﺍﻟﻰ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ.
ﻋﻤل ﺸﻠﻭﻤﻭ ﻫﻠﻴل ﻓﻲ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻓﻲ 1947ﻭ 1948ﻭ ،1950ﻭﻓﻲ ﻁﻬﺭﺍﻥ ،1949ﻭﻋﻤل ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺘﺭﺤﻴل ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ .ﻭﻗﺩ ﺘ ﻡ ﺇﺨﺘﻴﺎﺭ ﻤﻨﻁﻘﺔ )ﺒﻴﺕ ﺴﻴﻥ( ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﻟﻬﺒﻭﻁ ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻤﺔ ﻤﻥ ﻁﻬﺭﺍﻥ ﺍﻭ
ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺃﺨﺭﻯ ﻟﻜﻭﻨﻬﺎ ﺒﻌﻴﺩﺓ ﻋﻥ ﻤﻘﺭﺍﺕ ﻭﺘﻭﺍﺠﺩ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ!..
ﻓﻲ 1950ﻤﻨﺢ ﺍﻟﻤﻭﺴﺎﺩ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﺸﻠﻭﻤﻭ ﻫﻠﻴل ﻭﻫﻲ )ﺘﺸﺎﺭﻟﺱ ﺃﺭﻤﺴﺘﺭﻭﻨﻎ( ﻤﻥ )ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﺩﻨﻰ ﻟﻠﻨﻘل ﺍﻟﺠﻭﻱ(!... ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻟﻤﻭﺴﻭﻡ )ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺒﺎﺒل( ﻭﺼﻑ ﻟﻨﺎ ﺸﻠﻭﻤﻭ ﻫﻠﻴل ﻜﻴﻑ ﺃﻥ )ﺘﺸﺎﺭﻟﺱ ﺃﺭﻤﺴﺘﺭﻭﻨﻎ( !!..ﻗﺎﻡ ﻓﻲ
1949ﺒﻌﻘﺩ ﺼﻔﻘﺎﺕ ﻨﺎﺠﺤﺔ ﻤﻊ ﻨﻅﺎﻡ ﻨﻭﺭﻱ ﺍﻟﺴﻌﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺸﻜل ﺇﺘﻔﺎﻕ ﻟﻤﺩﺓ ﺴﻨﺘﻴﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺒﻨﻘل ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﻴﻥ ﺠﻭﹰﺍ ﻤﻥ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﺍﻟﻰ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ..ﻭﻗﺩ ﺇﺴﺘﻁﺎﻉ ﻨﻭﺭﻱ ﺍﻟﺴﻌﻴﺩ ﻤﻥ ﺘﻤﺭﻴﺭ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺭﻟﻤﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ
ﻴﺴﻤﺢ ﻟﻠﻴﻬﻭﺩ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﻴﻥ ﺒﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ )ﺇﺫﺍ ﻫﻡ ﺸﺎﺀﻭﺍ ﺫﻟﻙ ،(!..ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺴﻔﺭﻫﻡ ﺘﺴﻘﻁ ﻋﻨﻬﻡ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ،ﻭﺘﺠﻤﺩ ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،!...ﻭﻗﺩ ﺤﺩﺩ ﺸﻬﺭ ﺁﺫﺍﺭ 1951ﻤﻭﻋﺩﹰﺍ ﻹﻨﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻬﺫﺍ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ!...
ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﻴﺨﺩﻡ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻨﺠﺤﻭﺍ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻪ ﻓﻲ ﺘﺭﺤﻴل 100،000ﻴﻬﻭﺩﻱ ﻋﺭﺍﻗﻲ ﺍﻟﻰ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ،ﻭﻤﻌﻅﻤﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺤﺭﻓﻴﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﺤﺘﺎﺠﻬﻡ ﻓﻌﻼ )ﺩﻭﻟﺔ( ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺘﺄﺴﻴﺴﻬﺎ ..ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻴﻪ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﻨﻭﺭﻱ ﺍﻟﺴﻌﻴﺩ ﻗﺩ ﻗﺭﺭﺕ ﺇﺭﺴﺎل ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﻟﻴﻘﺎﺘل ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﻴﻥ ﻏﺭﺏ ﻨﻬﺭ ﺍﻷﺭﺩﻥ )ﺍﻟﻀﻔﺔ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﺤﺎﻟﻴﺎ( ﻤﻊ ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﺠﻴﻭﺵ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ!!....
ﺃﻤﺎ )ﻨﻌﻴﻡ ﻏﻴﻼﺩﻱ( ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻱ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﺍﻟﻤﻭﻟﺩ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺇﻨﺘﻘل ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻟﻠﻌﻴﺵ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ،ﻓﻴﺘﺤﺩﺙ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1998ﻤﻥ ﺃﻤﻴﺭﻜﺎ ﺤﻴﺙ ﻴﻘﻴﻡ ،ﻋﻥ ﻋﺎﺌﻠﺘﻪ )ﻫﺎﺭﻭﻥ( ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻭﺍﺌل ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻭﻜﻴﻑ ﺃﻨﻬﻡ ﺃﻋﺎﺩﻭﺍ ﺒﻨﺎﺀ ﻗﺒﺭ ﺍﻟﻨﺒﻲ )ﺃﺯﻴﻜﻴل( ﺍﻭ )ﺫﻱ ﺍﻟﻜﻔل( ﻗﺭﺏ ﺁﺜﺎﺭ ﺒﺎﺒل ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ..ﻭﻴﺫﻜﺭ ﺃﻨﻪ
ﺸﺨﺼﻴﺎ ﻋﻤل ﻤﻊ ﻨﻭﺍﺓ ﺍﻟﻤﻭﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻋﻨﺩ ﺘﺄﺴﻴﺴﻬﺎ ﻭﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﻗﺒﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1947ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﺴﻥ
18ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﺍﻟﺴﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﺤﺎﻭل ﺃﻥ ﻴﻬﺭﺏ ﺸﺎﺏ ﻴﻬﻭﺩﻱ ﻓﻲ ﻤﺜل ﻋﻤﺭﻩ ﺁﻨﺫﺍﻙ.
23
ﻭﻋﻨﺩ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﻌﻪ ﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺒﻘﻴﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺸﺒﻜﺘﻪ ،ﺘﻡ ﻨﺯﻉ ﻤﻼﺒﺴﻪ ﻭﺇﻴﺩﺍﻋﻪ ﻏﺭﻓﺔ ﺒﺎﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻥ ﻓﻲ ﺸﻬﺭ
ﻜﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ /ﻴﻨﺎﻴﺭ ،ﻭﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺼﺒﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ،ﺜﻡ ﺘﻡ ﺘﺤﻭﻴﻠﻪ ﺍﻟﻰ ﺴﺠﻥ )ﺃﺒﻭ ﻏﺭﻴﺏ( ﺴﻲﺀ ﺍﻟﺫﻜﺭ
ﻭﻗﺕ ﺼﺩﺍﻡ ﻭﺒﻌﺩ ﺍﻹﺤﺘﻼل ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ .ﻭﻴﻜﻤل ﺃﻨﻪ ﺘﻤﺕ ﻤﺤﺎﻜﻤﺘﻪ ﻭﺤﻜﻡ ﺒﺎﻹﻋﺩﺍﻡ ..ﻭﻟﻜﻥ ﺘﻡ ﺘﻬﺭﻴﺒﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﺠﻥ ﺒﺘﺯﻭﻴﺩﻩ ﺒﻤﻼﺒﺱ ﻋﺴﻜﺭﻴﺔ ،ﻭﺘﻡ ﺇﻴﺼﺎﻟﻪ ﺃﺨﻴﺭﹰﺍ ﺍﻟﻰ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻓﻲ ﻤﺎﺭﺱ .1950
ﻓﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺘﻡ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺃﺴﻤﻪ ﺍﻟﻰ )ﻫﻼﺴﻜﻲ( ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺇﺴﻤﻪ ﻤﺸﺎﺒﻬﹰﺎ ﻷﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ )ﺍﻷﺸﻜﻴﻨﺎﺯ( ﺃﻱ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﻴﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﻤﻴﻥ ﻤﻥ ﺃﻭﺭﺒﺎ ،ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﻨﺎﻙ ﺘﻔﺭﻗﺔ ﻭﻻ ﺯﺍﻟﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻐﺭﺒﻴﻴﻥ ﺩﺍﺨل
ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ..ﻤﻤﺎ ﺠﻌﻠﻪ ﻴﺘﺭﻙ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ..ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻴﺸﻴﺭ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﻰ ﺘﺒﻭﺃ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﻴﻥ
ﻟﻤﻨﺎﺼﺏ ﺭﻓﻴﻌﺔ ﻤﻨﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﻓﻲ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺃﻴﺭﻴل ﺸﺎﺭﻭﻥ )ﺸﺎﺅﻭل
ﻤﻭﻓﺎﺯ( ،ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﻴﻀﺎ ﺩﻴﻔﻴﺩ ﻟﻴﻔﻲ ،ﻭﻴﻬﻭﺩﺍ ﺸﻴﻨﻬﺎﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺤﺩﺭ ﻤﻥ ﻋﺎﺌﻠﺔ )ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ( ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ،ﻭﻭﺍﻟﺩﻩ ﺼﺎﻟﺢ ﺸﻴﻨﻬﺎﻑ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﻴﻥ ،ﻭﻗﺩ ﺇﺴﺘﻭﻁﻨﻭﺍ ﻓﻲ ﺼﺤﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﻘﺏ ﻤﻊ 40ﻴﻬﻭﺩﻱ ﻋﺭﺍﻗﻲ ﺁﺨﺭ،
ﻭﺃﻁﻠﻘﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ )ﻓﺭﻴﻕ ﺍﻟﺒﺎﺒﻠﻴﻭﻥ( .ﻴﻬﻭﺩﺍ ﻫﺫﺍ ﻗﺘل ﻋﺎﻡ 1991ﻭﻋﻤﺭﻩ 62ﻋﺎﻤﺎ ﻓﻲ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺼﻭﺍﺭﻴﺦ
ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻁﻠﻘﻬﺎ ﺼﺩﺍﻡ ﺤﺴﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺘل ﺃﺒﻴﺏ.
ﺒﺎﻟﻌﻭﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﺨﺭﻭﺝ ﺃﻭ ﺇﺨﺭﺍﺝ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﺨﻁﺔ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ،ﻓﺈﻥ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺘﺒﺕ ﻭﻨﺸﺭﺕ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻜﺘﺎﺏ ﺴﻴﺎﺴﻴﻴﻥ ﻴﻬﻭﺩ ﺘﺅﻜﺩ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ﺍﻟﻰ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ،ﻤﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﻨﻌﻴﻡ ﻏﻴﻼﺩﻱ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺍﻟﺤﺎﺨﺎﻡ ﺍﻟﻤﻴﺭ ﺒﻴﺭﻏﺭ ،ﻤﺭﺩﺨﺎﻱ ﺒﻥ ﺒﻭﺭﺍﺕ ،ﺤﺎﻴﻴﻡ ﺸﻤﺎﺵ ،ﻤﻭﺸﻲ ﺒﺎﻏﻨﻭ..
ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ .ﻜل ﻫﺅﻻﺀ ﻴﺅﻜﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻭﺴﺎﺩ ﻭﻋﻤﻼﺌﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻭﺍﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺴﺴﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺒﻌﻴﻨﺎﺕ،
ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻭﺭﺍﺀ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﻌﻨﻑ ﻭﺍﻟﺘﻔﺠﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﺴﺘﻬﺩﻓﺕ ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ ﻭﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﻭﺍﻷﺤﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﻨﺎﺌﺱ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻭﻤﺭﻜﺯ ﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﻤﻜﺘﺒﺔ ،ﻟﻐﺭﺽ ﺇﺭﻫﺎﺒﻬﻡ ﻭﺇﺠﺒﺎﺭﻫﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ،ﻭﻗﺎﻤﺕ
ﻤﺎﻜﻨﺔ ﺍﻟﺩﻋﺎﻴﺔ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻨﺸﻁﺔ ﺒﺈﻟﻘﺎﺀ ﺘﺒﻌﺔ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻘﻭﻤﻴﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺍﻟﻭﻁﻨﻴﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻫﻡ ﻀﺩ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل.!...
ﻴﺅﻜﺩ )ﻟﻴﺎ ﻜﻭﻫﻴﻥ( ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻜﺘﹼﺎﺏ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ،ﺃﻥ ﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻤﻥ ﺘﻔﺠﻴﺭ ﻟﻠﻜﻨﻴﺱ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻨﻴﺔ ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ
ﻴﻬﻭﺩ ﺃﻜﺭﺍﺩ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺘﺩﺒﻴﺭ ﻭﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻤﻭﺴﺎﺩ .ﻭﻤﺜل ﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺘﻔﺠﻴﺭ ﻤﺼﺭﻑ ﺍﻟﺭﺍﻓﺩﻴﻥ ﻭﻤﺼﺎﺭﻑ
ﻋﺭﺍﻗﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺇﺩﺍﺭﺍﺕ ﺼﺤﻑ ﻓﻲ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻭﺍﻟﺒﺼﺭﺓ ..ﻟﻘﺩ ﺒﻠﻎ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﺭﻜﻭﺍ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﻌﻨﻑ ﻫﺫﻩ 12،000ﻴﻬﻭﺩﻱ ﻭﻫﻡ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻤﺜﻠﻭﻥ %10ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ!
24
ﻭﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺭﺒﻁﻨﺎ ﻜل ﺫﻟﻙ ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺼﺩﺭ ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﻨﻭﺭﻱ ﺍﻟﺴﻌﻴﺩ ﻭﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﺴﻤﺎﺡ
ﻟﻠﻴﻬﻭﺩ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﻴﻥ ﺒﺎﻟﻬﺠﺭﺓ ..ﻭﺘﺠﻤﻴﺩ ﺃﻤﻭﺍل ﻤﻥ ﻴﻬﺎﺠﺭ ﻤﻨﻬﻡ ..ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻋﻤﻕ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺨﻁﻭﺓ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺎ ﺘﺭﻜﺘﻪ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻤﻥ ﺸﻌﻭﺭ ﺒﺎﻟﻐﺒﻥ ﻭﺍﻟﻅﻠﻡ ..ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺘﻡ ﺇﺴﺘﺜﻤﺎﺭﻩ ﺒﺩﺭﺠﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻹﻋﻼﻡ
ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻲ ،ﻭﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺭﺒﻁﻪ )ﺒﻤﺂﺴﻲ( ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻓﻲ ﺯﻤﻥ ﺍﻵﺸﻭﺭﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺒﺎﺒﻠﻴﻴﻥ..
ﻭﺘﻭﺜﻴﻕ ﺫﻟﻙ ﺒﺎﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺅﻤﻥ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻱ ﻭﺍﻟﻐﺭﺒﻲ.. ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺩﻴﻔﻴﺩ ﺒﻥ ﻏﻭﺭﻴﻭﻥ ﻭﻫﻭ ﺃﺤﺩ ﺃﻋﻤﺩﺓ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ،ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺨﻁﻁ ﻹﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻤﻔﺘﻭﺤﺎ ﻟﻠﺘﻁﻠﻊ
ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺭﺙ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻏﺒﺭ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺴﻨﻴﻥ ،ﻭﻨﻘل ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺠﻴل ﺍﻟﻰ ﺁﺨﺭ ..ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺒﺩﺃ ﺘﺤﻘﻴﻘﻪ ﺒﻌﺩ ﺴﻘﻭﻁ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻋﺎﻡ ،2003ﻭﺇﻨﺘﻬﺎﺀ ﺼﺩﺍﻡ ﺤﺴﻴﻥ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻫﻭ ﻨﻔﺴﻪ ﺒﻤﻨﺄﻯ ﻋﻥ ﺘﻔﻌﻴل ﺫﻟﻙ ﺨﻼل ﺴﻨﻭﺍﺕ
ﺤﻜﻤﻪ ﻜﻤﺎ ﺴﻨﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل!!...
ﺃﻤﻴﺭﻜﺎ..ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ..ﺇﻴﺭﺍﻥ ..ﻭﺃﻜﺭﺍﺩ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ!!.. ﺒﻌﺩ ﺴﻘﻭﻁ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﺒﻴﺩ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺭﺒﻴﻊ ،2003ﻭﺒﻌﺩ ﻭﻗﺕ ﻗﺼﻴﺭ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ،ﺼﺭﺡ ﻤﺴﺅﻭل ﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﺍﻟﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻨﻲ ،ﺒﻤﺎ ﺃﺩﺨل ﺍﻟﻔﺭﺡ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺏ ﺒﻭﺵ ﻭﺇﺩﺍﺭﺘﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﻴﻥ ﺍﻟﺠﺩﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻷﺒﻴﺽ ﻭﺍﻟﺒﻨﺘﺎﻏﻭﻥ ..ﻭﻫﺫﻩ ﻟﻴﺴﺕ ﺍﻟﻤﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﺭﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﻋﻥ ﺘﻘﺭﺒﻪ ﻭﺘﻤﺴﺤﻪ
ﺒﺎﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﻴﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﺎﻥ ..ﻓﻔﻲ ﻋﺎﻡ ،1972ﻗﺎل ﺍﻟﻤﻼ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺍﻟﺒﺭﺯﺍﻨﻲ ﻨﻔﺴﻪ )ﺃﻨﻪ
ﻴﺭﺤﺏ ﺒﺎﻟﻭﺠﻭﺩ ﻭﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺤﺩﺙ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺇﻤﺘﺩﺕ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﺘﺸﻤل ﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻥ(.. ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﺢ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺸﺭﻨﺎ ﺍﻟﻴﻪ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺃﻁﻠﻘﻪ ﺒﺭﺍﺴﻴﻙ ﻨﻭﺭﻱ ﺸﺎﻭﻴﺱ ،ﻤﺴﺎﻋﺩ ﻤﺴﻌﻭﺩ ﺍﻟﺒﺭﺯﺍﻨﻲ ،ﻭﻫﻭ ﻤﻬﻨﺩﺱ ﺨﺭﻴﺞ ﺃﻟﻤﺎﻨﻴﺎ ..ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺃﻁﺭﺏ ﺘﺼﺭﻴﺤﻪ ﺁﺫﺍﻥ ﺒﻭﺵ ﻓﻬﻭ )ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ
ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻷﻤﻥ ﻭﺠﻌل ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﺘﻌﻤل ﺒﺸﻜل ﺼﺤﻴﺢ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ ﻭﺘﻌﻴﺩ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ..ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺒﻌﺩ
ﺫﻟﻙ ﻟﻠﻘﻭﺍﺕ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺘﺭﻙ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﻟﻜﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻹﺒﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻋﺴﻜﺭﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ..ﻨﺤﻥ ﻨﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﺘﺤﺎﻟﻑ ﻤﻊ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﺎﻥ(!...
ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﺍﺌﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻟﻘﻲ ﺍﻟﺭﻀﺎ ﻭﺍﻟﻘﺒﻭل ﻓﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ..ﺍﻟﺤﻠﻴﻑ ﺍﻟﻘﻭﻱ
ﻷﻤﻴﺭﻜﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻷﻜﺭﺍﺩ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ!...
25
ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ،1973ﺃﻋﺭﺏ ﺍﻟﺠﻨﺭﺍل )ﻋﺯﺭﺍ ﻭﺍﻴﺯﻤﺎﻥ( ﻗﺎﺌﺩ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﺠﻭﻴﺔ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺒﺢ ﻻﺤﻘﺎ ﺭﺌﻴﺴﹰﺎ
ﻹﺴﺭﺍﺌﻴل ،ﻓﻲ ﻜﻠﻤﺔ ﻟﻪ ﻤﻊ ﺒﻌﺽ ﻜﺒﺎﺭ ﻀﺒﺎﻁﻪ ﻋﻥ ﺃﻤﻠﻪ ﻓﻲ )ﺃﻥ ﻴﺭﻯ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻹﺴﺭﺍﺌﻴل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺭﺍﺕ(!... ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ ،2003ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺭﻓﺽ ﺍﻟﺒﺭﻟﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜﻲ ﻤﻨﺢ ﺃﻤﻴﺭﻜﺎ ﺤﻕ ﺇﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺔ ﻟﻤﻬﺎﺠﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺘﻘﺩﻡ ﺒﻪ ﺒﻭل ﻭﻟﻔﻴﺘﺯ ﻤﺴﺎﻋﺩ ﺭﻭﻨﺎﻟﺩ ﺭﺍﻤﺴﻔﻴﻠﺩ ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ
ﻭﺭﺒﻁﻪ ﺒﻌﺭﺽ ﻤﻐﺭ ﺒﻤﻨﺢ ﻗﺭﻭﺽ ﺒﻤﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺩﻭﻻﺭﺍﺕ ﻟﺘﺭﻜﻴﺎ ،ﺴﺎﺭﻉ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ
ﺍﻟﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻨﻲ ﺒﺯﻋﺎﻤﺔ ﻤﺴﻌﻭﺩ ﺍﻟﺒﺭﺯﺍﻨﻲ ،ﻭﺍﻹﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺍﻟﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻨﻲ ﺒﺯﻋﺎﻤﺔ ﺠﻼل ﺍﻟﻁﺎﻟﺒﺎﻨﻲ ،ﺒﺎﻟﺘﺭﺤﻴﺏ
ﺒﺎﻟﻁﻠﺏ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ..ﻭﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺨﻠﻔﻴﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺘﺠﻤﻊ ﻜل ﻤﻥ ﺃﻤﻴﺭﻜﺎ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﻭﻥ!. ﻭﻗﺩ ﺇﻨﻀﻡ ﺍﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﻋﺎﻡ 1958ﺸﺎﻩ ﺇﻴﺭﺍﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺭﻀﺎ ﺒﻬﻠﻭﻱ!...
ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ﻭﺒﻌﺩ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻜﺎﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﻴﻥ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﻴﻥ ﻭﻤﻨﻬﻡ ﻭﻨﺴﺘﻭﻥ ﺘﺸﺭﺘﺸل ﻴﻨﻅﺭﻭﻥ ﺍﻟﻰ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻥ ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺠﻌﻠﻬﺎ ﻤﺤﻤﻴﺔ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻤﺜل ﻤﺼﺭ ﻭﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻨﻔﺴﻪ ..ﻭﻟﻜﻥ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻥ ،ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﻭﻋ ﺩ ﺒﻪ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺴﺎﻴﻜﺱ ـ
ﺒﻴﻜﻭ .ﺜﻡ ﺒﻌﺩ ،1920ﻭﺒﻌﺩ ﺘﻭﻗﻴﻊ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺍﻟﻬﺩﻨﻪ ﻤﻊ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ ،ﻁﺭﺡ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ
ﻭﻟﺴﻥ ﻓﻜﺭﺓ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻟﻸﺭﻤﻥ ﻭﺃﺨﺭﻯ ﻟﻸﻜﺭﺍﺩ .ﻭﻟﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﺠﻭﺒﻪ ﺒﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﻴﻥ ﻭﺍﻹﻴﺭﺍﻨﻴﻴﻥ ﺃﻴﻀﺎﹰ ،ﻤﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺍﻟﻰ ﺘﺠﻤﻴﺩﻩ ﻭﻓﺸﻠﻪ.. ﻟﻘﺩ ﺒﺩﺃﺕ ﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ،ﺃﻭﻻ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﺒﺭﺯﺍﻨﻲ ،ﺜﻡ ﺃﺨﻴﻪ ﺍﻟﻤﻼ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺍﻟﺒﺭﺯﺍﻨﻲ ،ﺤﻴﺙ ﺘﻡ ﻀﺭﺒﻪ ﻟﻠﻤﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻼﺜﻴﻨﺎﺕ ﻤﻥ ﻗﺒل
ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﻨﻅﺎﻤﻬﺎ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻜﻤﺎل ﺃﺘﺎﺘﻭﺭﻙ ،ﻭﻨﻭﺭﻱ ﺍﻟﺴﻌﻴﺩ ﺒﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﻴﻥ ،ﻭﺸﺎﻩ ﺇﻴﺭﺍﻥ ﺭﻀﺎ ﺸﺎﻩ ..ﻭﺘﺭﻙ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺍﻟﺒﺭﺯﺍﻨﻲ ﺍﻟﻰ ﻤﻨﻔﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻹﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺎﺘﻲ.. ﺒﻌﺩ ،1958ﻋﺎﺩ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺍﻟﺒﺭﺯﺍﻨﻲ ﻤﻥ ﻤﻨﻔﺎﻩ ﻟﻴﻘﻴﻡ ﻓﻲ ﺸﻤﺎل ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻭﺒﻘﻴﺕ ﺍﻟﻌﺭﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻜﺭﺩ
ﻭﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﺘﺘﺄﺭﺠﺢ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﺭﻭﺏ ،ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﻭﺘﻘﺒﻴل ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻟﻶﺨﺭ!... ﻜﺎﻨﺕ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺭﻀﺎ ﺸﺎﻩ ﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﻀﺩ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﻭﻤﻊ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺒﻐﺩﺍﺩ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺒﻨﻪ ﻤﺤﻤﺩ ﺭﻀﺎ ﺒﻬﻠﻭﻱ ،ﻓﻘﺩ ﺇﺘﺨﺫ
26
ﻤﻭﻗﻔﺎ ﻤﻌﺎﻜﺴﹰﺎ ﺘﻤﺎﻤﺎﹰ ،ﻭﺃﺴﺘﻔﺎﺩ ﻤﻥ ﻋﻼﻗﺎﺘﻪ ﺒﺈﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﺒﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﺘﻐﺫﻴﺔ ﺫﻟﻙ ﻭﻟﺘﻤﻬﻴﺩ
ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻟﻺﺘﺼﺎﻻﺕ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ـ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ!..
ﻜﺎﻥ ﺒﻥ ﻏﻭﺭﻴﻭﻥ ﻴﺅﻤﻥ ﺒﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﻭﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻭﻭﻀﻊ ﺨﻁﺔ
ﺘﻘﻀﻲ ﺒﺘﺄﺴﻴﺱ ﻤﻭﻀﻊ ﻗﺩﻡ ﻟﻬﻡ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺴﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﻬﻤﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻹﺴﺭﺍﺌﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل..
ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻨﻁﻠﻕ ﻤﻥ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺒﻥ ﻏﻭﺭﻴﻭﻥ ﺒﺎﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺃﻓﺭﻴﻘﻴﺎ!..
ﻟﻡ ﻴﺄﺕ ﺍﻟﺘﺄﻴﻴﺩ ﺍﻟﺠﺩﻱ ﻭﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻟﻸﻜﺭﺍﺩ ﺤﺘﻰ ﻋﺎﻡ 1964ﺤﻴﻥ ﺘﺴﻠﻡ )ﻤﺎﺌﻴﺭ ﺃﻤﻴﺕ( ﺭﺌﺎﺴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺴﺎﺩ ،ﻭﻟﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺭﺠﻊ ﺍﻟﻰ ﻤﺎﻗﺒل ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﺎﻡ .ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﺃﻤﻴﺕ ،ﺇﺠﺘﻤﻊ )ﺸﻴﻤﻭﻥ ﺒﻴﺭﻴﺯ( ﻭﺯﻴﺭ
ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺁﻨﺫﺍﻙ ﻤﻊ ﻭﻜﻴل ﻜﺭﺩﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﻤل ﺠﺎﺴﻭﺴﹰﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺨﻼل ﺍﻷﺸﻬﺭ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﻗﻴﺎﻤﻬﺎ ،ﻭﻫﻭ )ﺨﻤﺭﺍﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﺩﺭﺨﺎﻥ(
ﻓﻲ ،1965ﻭﻓﻲ ﺃﺏ ﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﻨﻅﻤﺕ ﺍﻟﻤﻭﺴﺎﺩ ﺩﻭﺭﺓ ﺘﺩﺭﻴﺒﻴﺔ ﻟﻤﺩﺓ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﻟﻤﻘﺎﺘﻠﻲ )ﺍﻟﺒﻴﺸﻤﺭﻜﻪ(
ﺍﻟﻜﺭﺩ ،ﻭﺃﻋﻘﺒﺘﻬﺎ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ..ﻭﻗﺩ ﺃﻁﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻹﺴﻡ ﺍﻟﺭﻤﺯﻱ )ﻤﺎﺭﻓﺎﺩ( ﺃﻱ ﺍﻟﺴﺠﺎﺩﺓ!...
ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺨﺭ ﺼﻴﻑ ،1966ﻁﻠﺏ ﺇﺜﻨﺎﻥ ﻤﻥ ﻤﺴﺎﻋﺩﻱ )ﻟﻴﻔﻲ ﺃﺸﻜﻭل( ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ،ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻥ ﺒﺎﻟﺸﺅﻭﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﺒﺎﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻌﻤﻠﻴﺔ ﻤﺴﺢ ﻓﻲ ﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻥ ﻭﻤﻘﺎﺒﻠﺔ ﺍﻟﺒﺭﺯﺍﻨﻲ ﻟﻐﺭﺽ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻴﺩﺍﻨﻴﺔ ..ﻭﻗﺩ ﺘﻡ
ﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ،ﻭﻭﻀﻊ ﺍﻟﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﺘﺤﺕ ﺭﺌﺎﺴﺔ )ﺤﺎﻴﻴﻡ ﻟﻴﻔﺎﻜﻭﻑ( ،ﺤﻴﺙ ﺘﻡ ﺇﺭﺴﺎل ﻓﺭﻴﻕ ﻁﺒﻲ ﻤﻥ ﺃﻁﺒﺎﺀ
ﻭﻤﻤﺭﻀﻴﻥ ﺍﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﻴﻥ ﻤﻊ ﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻋﺴﻜﺭﻱ ﻤﻴﺩﺍﻨﻲ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ،ﻭﺘﻡ ﻨﻘﻠﻬﻡ ﺒﺎﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺒﺭﻱ ﻤﻥ ﺇﻴﺭﺍﻥ!..
ﻴﻘﻭل )ﺇﻟﻴﻴﻑ( ﺴﻜﺭﺘﻴﺭ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ،ﺃﻨﻪ ﻭﺼل ﺍﻟﻰ )ﺤﺎﺝ ﻋﻤﺭﺍﻥ( ﻓﻲ ﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻭﻓﺩ ،ﻭﻗﺩ ﻨﻅﹼﻤﺕ ﺍﻟﺯﻴﺎﺭﺓ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ )ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﺠﻠﺒﻲ( ﻭﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻋﺎﻡ ،1972ﻭﻜﺎﻥ
ﺒﺎﻨﺘﻅﺎﺭﻨﺎ ﺒﻌﺽ ﻤﺴﺎﻋﺩﻱ ﺍﻟﺒﺭﺯﺍﻨﻲ ،ﻭﺒﻌﺩ ﻗﻀﺎﺀ ﻟﻴﻠﺔ ﻫﻨﺎﻙ ،ﺃﺨﺫﻭﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻐﺎل ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺭ ﺍﻟﺴﺭﻱ ﻟﻠﺒﺭﺯﺍﻨﻲ
ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﺎل !..ﻭﻜﺎﻥ ﻟﻘﺎﺅﻨﺎ ﻭﺩﻴﺎ ﻭﺤﻤﻴﻤﹰﺎ .ﻭﻗﺩ ﻨﺎﻗﺸﻨﺎ ﺨﻼل ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺍﺕ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﻟﻸﻜﺭﺍﺩ ،ﻭﻗﺩ ﻗﺎل ﻟﻲ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺍﻟﺒﺭﺯﺍﻨﻲ ﺒﺎﻟﻨﺹ )ﺃﺭﺠﻭ ﺇﺒﻼﻍ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﺃﻨﻨﺎ "ﺇﺨﻭﺓ" ﻭﺴﻭﻑ ﻟﻥ ﻨﻨﺴﻰ
"ﺃﻓﻀﺎﻟﻜﻡ" ﻫﺫﻩ ﺃﻭ ﻨﻨﺴﻰ ﺃﻨﻜﻡ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺃﻭل ﻭﺃﻓﻀل ﻤﻥ ﺴﺎﻋﺩﻨﺎ ﻓﻲ ﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﺩﺓ (!!..ﺜﻡ ﻗﺩﻡ ﺍﻟﺒﺭﺯﺍﻨﻲ ﺨﻨﺠﺭﻩ
27
ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻫﺩﻴﺔ ﻟﻲ ،ﻭﺃﻋﻁﺎﻨﻲ ﺨﻨﺠﺭﺍ ﺁﺨﺭ ﻷﻗﺩﻤﻪ ﺒﺈﺴﻤﻪ ﺍﻟﻰ ﺼﺩﻴﻘﻪ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺕ!.. ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻜﺸﻑ )ﺇﻟﻴﻴﻑ( ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻓﻲ ،1978ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﺭﺯﺍﻨﻲ ﻤﺭﻴﻀﺎ ﻭﻤﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﻘﻭﻯ ،ﻴﻌﻴﺵ ﺍﺸﻬﺭﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ )ﺴﺠﻴﻨﺎ( ﻟﺩﻯ ﻭﻜﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﺒﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻤﺘﻨﻘﻼ ﻤﺎﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﻨﺩﻕ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻓﻲ
ﻭﺍﺸﻨﻁﻥ ..!...ﻭﻴﻀﻴﻑ ﺃﻟﻴﻴﻑ ﺃﻥ ﻋﻀﻭ ﺍﻟﻜﻭﻨﻐﺭﺱ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ )ﺴﺘﻴﻔﻥ ﺴﻭﻻﺭﺯ( ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻱ ،ﻗﺩ ﺃﺒﻠﻐﻪ ﺒﺄﻨﻪ
ﻴﺘﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﻻ ﺘﻜﻭﻥ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺒﺭﺯﺍﻨﻲ ﺃﻨﺘﻬﺎﺀ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل!...
ﺨﻼل ﺸﻬﺭ ﺍﻟﻌﺴل ﺍﻷﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ـ ﺍﻟﻜﺭﺩﻱ ،ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺒﺭﺯﺍﻨﻲ ﺒﻌﺩﺓ ﺯﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻰ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ،ﺯﺍﺭ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻁﻨﺎﺕ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﻭﻗﺎﺩﺓ ﺴﻴﺎﺴﻴﻴﻥ ﺒﺎﺭﺯﻴﻥ ﻤﻥ ﺃﻤﺜﺎل ﻤﻨﺎﺤﻴﻴﻡ ﺒﻴﻐﻥ ﻭﻤﻭﺸﻲ ﺩﺍﻴﺎﻥ ﻭﺃﺒﺎ ﺇﻴﺒﺎﻥ ﻭﺸﻴﻤﻭﻥ
ﺒﻴﺭﻴﺯ ..ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ !..ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻭﺴﺎﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺩ ﺍﺴﺴﺕ ﻨﻭﺍﺓ ﺍﻟﻤﺨﺎﺒﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ﻭﺩﻋﻤﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ )ﺍﻟﺒﺎﺭﺍﺴﺘﺎﻥ( ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺴﻕ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ )ﻤﺭﺩﺨﺎﻱ ﻫﻭﺩ( ﻓﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭ)ﺇﻟﻴﺎﻫﻭ ﻜﻭﻫﻴﻥ( ﻓﻲ ﻤﻘﺭ ﺍﻟﺒﺭﺯﺍﻨﻲ ﻓﻲ
ﻜﺭﺩﺴﺘﺎﻥ !..ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺘﺼل ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﺭﺯﺍﻨﻲ ﺸﻬﺭﻴﺎ ﺩﻓﻌﺔ ﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﻤﻘﺩﺍﺭ 50,000ﺩﻭﻻﺭ ﻹﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻬﻴﺄﺓ
ﻹﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺘﻠﻴﻥ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻹﺸﻐﺎل ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ!!!... ﻋﻠﻤﻴﺎ ،ﻗﺎﻡ ﻓﺭﻴﻕ ﻁﺒﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﺍﻟﻬﻨﻭﺩ ﻭﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﻴﻥ ﻭﺍﻷﻟﻤﺎﻥ ،ﺒﺘﺤﻠﻴل 526ﻜﺭﻭﻤﻭﺴﻭﻡ "ﻭﺍﻱ" ،ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ..2001ﺃﺨﺫﺕ ﺍﻟﻜﺭﻤﻭﺴﻭﻤﺎﺕ ﻤﻥ ﺴﺕ ﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﻫﻡ :ﺃﻜﺭﺍﺩ ﻴﻬﻭﺩ ،ﺃﻜﺭﺍﺩ ﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ،ﻓﻠﺴﻁﻴﻨﻴﻴﻥ ﻋﺭﺏ ،ﻴﻬﻭﺩ ﺸﺭﻗﻴﻴﻥ ،ﻴﻬﻭﺩ ﻏﺭﺒﻴﻴﻥ ،ﻭﺒﺩﻭ ﻤﻥ ﺼﺤﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﻘﺏ ...ﻭﻗﺩ ﺃﻅﻬﺭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ،ﺃﻥ ﻜﺭﻭﻤﻭﺴﻭﻤﺎﺕ
ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﻴﻥ ﻭﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﺘﺘﻁﺎﺒﻕ ﺍﻟﻰ ﺤﺩ ﺒﻌﻴﺩ ،ﻭﻴﻘﻭل ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ :ﺃﻥ ﺴﻼﻻﺕ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻤﻥ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻗﺭﻴﺒﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ،ﺭﺒﻤﺎ ﻴﺸﺘﺭﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻵﺒﺎﺀ ﻗﺒل ﻤﺌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻥ!!...
ﻴﻘﻭل ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ )ﺃﻟﻴﺯﻴﺭ ﺯﺍﻓﻴﺭ( ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ )ﺃﻨﺎ ﻜﺭﺩﻱ( ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭ ﻫﻭ ﻓﺭﺼﺔ ﻹﺴﺘﺜﻤﺎﺭﻩ ﻟﺠﻌل ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻭﺍﻟﻜﺭﺩ ﻤﺘﻴﻨﺔ ﻭﻤﺘﻭﺍﺼﻠﺔ ﻭﺫﻟﻙ ﻹﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﺒﻌﻴﺩﺍ ﻋﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ..ﻭﻫﻭ
ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺘﻁﻠﻊ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺃﻥ ﺘﺭﺍﻩ ﻗﺩ ﺇﻨﺘﻬﻰ !!!....ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻤﻬﻤﺔ ﻟﺘﻘﻭﻴﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺭﻀﺎ ﺒﻬﻠﻭﻱ ﺒﺈﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺍﻷﻜﺭﺍﺩ!... ﻨﻨﺘﻘل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﺍﻟﻰ ﺤﻠﻘﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺂﻤﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ..ﺘﻠﻙ ﻫﻲ ﺤﻠﻘﺔ ﺼﺩﺍﻡ
ﺤﺴﻴﻥ!!....
28
ﺇﻨﺘﻬﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﺍﻟﻰ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ـ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ـ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ ..ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ
ﺍﻟﺫﻱ ﺒﺩﺃ ﻻﺤﻘﺎ ﺒﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻁﻑ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﻤﻊ ﺍﻟﻜﺭﺩ ..ﻭﺍﻟﺤﺏ ﺍﻟﻜﺭﺩﻱ ﻹﺴﺭﺍﺌﻴل ..ﻭﻨﺤﻥ ﻫﻨﺎ ﻨﺘﻜﻠﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﻭﻟﻴﺱ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ.. ﻫﻨﺭﻱ ﻜﻴﺴﻨﺠﺭ ،ﺍﻟﺫﻱ ﺨﺩﻡ ﻜﻭﺯﻴﺭ ﻟﻠﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻤﺎﺒﻴﻥ ﺴﺒﺘﻤﺒﺭ 1973ﻭﻴﻨﺎﻴﺭ ،1977ﻜﻤﺎ ﻋﻤل
ﻜﺫﻟﻙ ﻤﺴﺘﺸﺎﺭﹰﺍ ﻟﻸﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﻤﻥ ﻴﻨﺎﻴﺭ 1969ﻭﺤﺘﻰ ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ..1975ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﻭﺍﻟﻤﺨﻁﻁ ﻟﻠﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻁﻭﺍل ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ،ﻭﺍﻟﻼﻋﺏ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻪ ﺒﺼﻤﺎﺘﻪ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ..
ﺇﺴﺘﻌﺭﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻤﻥ ﻤﺫﻜﺭﺍﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺸﺭﺕ ﺘﺤﺕ ﻋﻨﻭﺍﻥ )ﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺠﺩﻴﺩ( ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ،1999 ﺍﻟﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ )ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ـ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ـ ﺍﻹﻴﺭﺍﻨﻴﺔ ـ ﺍﻟﻜﺭﺩﻴﺔ( ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻟﻌﺒﺕ ﺩﻭﺭﹰﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ،
ﻭﻋﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻭﺩﻭﺭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ .ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺫﻜﺭﺍﺕ ،ﻴﻀﻊ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺒﻭﺵ ﻭﺨﻁﻁﻪ ﻤﻨﺫ ﻏﺯﻭﻩ ﻟﻠﻌﺭﺍﻕ ﻋﺎﻡ 2003ﻭﻟﺤﺩ ﺍﻵﻥ.
ﻴﻘﻭل ﻜﻴﺴﻨﺠﺭ :ﺇﻥ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ،ﻜﺎﻥ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺘﺩﺨﻼﺕ ﻭﺇﺭﺘﺒﺎﻁﺎﺕ ﺃﻤﺭﻴﻜﻴﺔ
ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻭﻤﻌﻘﺩﺓ ،ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺒﺎﻟﻐﺭﺏ ﺘﺴﻭﺀ ﻭﺘﻀﻌﻑ ..ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻤﺤﺎﺩﺜﺎﺕ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ـ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺘﺴﻴﺭ ﺒﺸﻜل ﺠﻴﺩ .ﻜﺎﻨﺕ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻨﻴﻜﺴﻭﻥ ﺘﺤﺕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻤﻥ ﻤﻌﺎﺭﻀﻴﻬﺎ ﺒﺴﺒﺏ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺤﺭﺏ
ﻓﻴﺘﻨﺎﻡ ،ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ..ﻭﺃﻥ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺯ ﻭﺍﻟﺩﻋﻡ ،ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻭﺯﻥ ﺒﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﻰ
ﻤﻭﻗﻌﻬﻡ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺇﻴﺭﺍﻥ ..ﻤﻊ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﻨﻅﺭ ﺍﻹﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ
ﻟﺩﻯ ﺃﺼﺩﻗﺎﺌﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﻨﻔﻁ!... ﻭﻴﻼﺤﻅ ﻤﻥ ﺴﺭﺩ ﻜﻴﺴﻨﺠﺭ ﻫﻨﺎ ﻗﺒل ﺜﻤﺎﻥ ﺴﻨﻭﺍﺕ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻗﺒل
30ﻋﺎﻤﺎ ،ﺃﻨﻪ ﻴﻜﺎﺩ ﻴﺘﻁﺎﺒﻕ ﺒﺸﻜل ﻜﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ..ﺤﺭﺏ ﻓﻴﺘﻨﺎﻡ ﻭﻤﺸﺎﻜل ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻨﻴﻜﺴﻭﻥ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ..ﻴﻘﺎﺒﻠﻬﺎ ﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﻤﺸﺎﻜل ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺒﻭﺵ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ!.. ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﺁﻨﺫﺍﻙ ﺒﺎﻟﺩﻋﻡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻭﺍﻟﻠﻭﺠﺴﺘﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﺎﻥ ..ﻭﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﺘﻘﻼل ﻭﻨﻔﻁ ﻜﺭﻜﻭﻙ ﻭﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ !...ﻭﺘﻌﻘﺩ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﻤﻊ
ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ..ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﺃﻓﻕ ﻜﻴﺴﻨﺠﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻻ ﻴﺯﺍل ﻴﻁﻐﻰ ﻋﻠﻰ
ﺨﻁﻁ ﺒﻭﺵ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ!..
29
ﻜﺎﻨﺕ ﻨﺼﻴﺤﺔ ﻜﻴﺴﻨﺠﺭ ﻹﺩﺍﺭﺘﻲ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﻨﻴﻜﺴﻭﻥ ..ﺜﻡ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﻓﻭﺭﺩ ،ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﻜﺎﻨﺘﺎ ﻗﺭﻴﺒﺘﻴﻥ ﻤﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل
ﻭﺇﻴﺭﺍﻥ ،ﺃﻥ ﺘﺄﺨﺫﺍ ﺒﻨﻅﺭ ﺍﻹﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺍﺕ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻋﻡ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻭﺠﻬﺎﻥ ﺤﺴﺏ ﺍﻷﻓﻀﻠﻴﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻓﻀﻠﻴﺎﺕ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻓﻘﻁ!..
ﺨﻼل ﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ـ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﻨﻴﻜﺴﻭﻥ ﻭﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺒﺭﻴﺠﻴﻨﻴﻑ ﻋﺎﻡ ،1972ﻭﺒﻌﺩ
ﻋﻭﺩﺓ ﺍﻟﻭﻓﺩ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺍﻟﻰ ﻁﻬﺭﺍﻥ ﻤﻥ ﻤﻭﺴﻜﻭ ..ﻻﺤﻅ ﻜل ﻤﻥ ﻨﻴﻜﺴﻭﻥ ﻭﻜﻴﺴﻨﺠﺭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺒﺎﺤﺜﺎﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻤﻭﺴﻜﻭ ﻭﻁﻬﺭﺍﻥ ،ﺃﻥ ﻨﺎﺌﺏ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﺁﻨﺫﺍﻙ ﺼﺩﺍﻡ ﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﺩﺃ ﻴﺒﺭﺯ ﻜﺸﺨﺹ ﻗﻭﻱ ﻤﻤﺴﻙ ﺒﺯﻤﺎﻡ ﺍﻷﻤﻭﺭ ،ﻗﺩ ﺒﺩﺃ ﻴﺘﻘﺭﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺎﺕ ،ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺃﻨﻭﺭ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﻴﻭﺍﺠﻪ
ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺇﺨﺭﺍﺝ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺎﺕ ﻤﻥ ﻤﺼﺭ ،ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ ﻟﻌﺒﻭﺍ ﺩﻭﺭﹰﺍ ﻤﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀﻭﺭ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺎﺘﻲ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ...
ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺒﺨﺼﻭﺹ ﺼﺩﺍﻡ ﻤﻬﻤﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺨﺼﻭﺼﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﺭﻓﻪ ﻜﻴﺴﻨﺠﺭ ﻤﻥ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻋﻥ ﺨﻠﻔﻴﺔ ﺼﺩﺍﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺨﺎﺒﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ!!.... ﻜﻴﻑ ﺒﺩﺃ ﺩﻋﻡ ﻭﻜﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﺒﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﺼﺩﺍﻡ...؟! ﻴﻘﻭل ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺤﺴﻴﻥ ،ﻤﻠﻙ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﺍﻟﺭﺍﺤل ،ﻓﻲ ﺤﺩﻴﺙ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺴﺒﺘﻤﺒﺭ 1963ﻤﻊ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻭﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯ ﻤﺤﻤﺩ ﺤﺴﻨﻴﻥ ﻫﻴﻜل ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
)ﺇﺴﻤﺢ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﺨﺒﺭﻙ ﺃﻨﻨﻲ ﺃﻋﺭﻑ ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ،ﺃﻥ ﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻓﻲ ﺸﺒﺎﻁ "ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺍﻹﻨﻘﻼﺏ ﺍﻟﺒﻌﺜﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻗﺎﺴﻡ ﻓﻲ 8ﺸﺒﺎﻁ "1963ﻜﺎﻥ ﺒﺘﺄﻴﻴﺩ ﻜﺎﻤل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺨﺎﺒﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ
ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ(!...
ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺅﻜﺩ ﺸﺨﺹ ﻜﺎﻟﻤﻠﻙ ﺤﺴﻴﻥ ﺫﻟﻙ ..ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻌﻠﻡ ﻤﺎ ﻴﻘﻭل!.. ﻟﻘﺩ ﺒﺩﺃ ﺃﻭل ﺩﻓﻊ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻭﻜﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﺒﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﺼﺩﺍﻡ ﻋﺎﻡ ،1959ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻌﺩ ﺃﺸﻬﺭ ﻤﻥ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻹﻨﻘﻼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻓﻲ 14ﺘﻤﻭﺯ ،1958ﻭﺤﻴﻥ ﺒﺩﺃ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻗﺎﺴﻡ ،ﻴﺭﻤﻲ ﺒﺜﻘﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﻴﻥ
30
ﻹﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻬﻡ ﻀﺩ ﻤﺅﻴﺩﻱ ﺠﻤﺎل ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻤﻥ ﻗﻭﻤﻴﻴﻥ ﻭﺒﻌﺜﻴﻴﻥ ..ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﻨﺎﻙ ﻫﺒﺔ ﻗﻭﻤﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻨﻔﻭﺫ ﺒﻌﺜﻲ ﻅﺎﻫﺭ ﻓﻲ ﺴﻭﺭﻴﺎ ،ﻭﺍﻷﻫﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻟﻤﻜﻭﻨﺔ ﻤﻥ ﻤﺼﺭ ﻭﺴﻭﺭﻴﺎ ﺘﺤﺕ ﺭﺌﺎﺴﺔ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ!...
ﻜﺎﻥ ﻗﺎﺴﻡ ﻴﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺨﻁﺭ ﻴﻬﺩﺩ ﺍﻟﺩﺍﺨل ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﻻﺴﻴﻤﺎ ﻤﻊ ﺩﻋﻭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﻴﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻟﻺﻨﻀﻤﺎﻡ ﺍﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻹﺘﺤﺎﺩ ،ﻭﻭﻗﻭﻑ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﻴﻥ ﺒﻘﻭﺓ ﻀﺩ ﺫﻟﻙ ،ﻭﻀﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ..ﻤﻊ ﻜﻭﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ﺁﻨﺫﺍﻙ ﺤﻠﻴﻑ ﻟﻠﺴﻭﻓﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ!!... ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﻜﺎﻨﺕ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺇﻴﺭﺍﻥ ﺘﺸﺎﻁﺭﺍﻥ ﻗﺎﺴﻡ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺭﺅﻴﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻤﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﺁﺨﺭ ،ﻭﻫﻭ ﺨﻁﺭ
ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻹﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺤﻠﻴﻔﺘﻬﺎ ﺇﻴﺭﺍﻥ ..ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻜل ﻤﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺇﻴﺭﺍﻥ ﻤﺴﺘﻤﺭﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺩ ﺍﻟﺠﺴﻭﺭ ﻤﻊ ﺤﻠﻴﻔﻬﻡ ،ﺍﻹﻨﻔﺼﺎﻟﻴﻭﻥ ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﺭﺯﺍﻨﻲ!... ﻭﻤﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺫﻜﺭ ﻫﻨﺎ ،ﺃﻥ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻹﻨﻔﺼﺎل ﻭﺘﻔﺘﻴﺕ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ،1961ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻼﻋﺏ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻓﻴﻪ ﻫﻭ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﺒﻌﺙ ﻓﻲ ﺴﻭﺭﻴﺎ!...
ﺒﺎﻟﻌﻭﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﻗﺎﺴﻡ ،ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻫﺎﺠﺴﻪ ،ﺯﻤﻴﻠﻪ ﻭﺭﻓﻴﻘﻪ ﻓﻲ ﺇﻨﻘﻼﺏ 14ﺘﻤﻭﺯ ،ﻭﻫﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﺎﺭﻑ.. ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﺍﻟﺘﻁﻠﻊ ﻭﺍﻟﻤﻘﺭﺏ ﻤﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ..ﻟﺫﻟﻙ ﻗﺎﻡ ﻗﺎﺴﻡ ﻓﻲ 11ﺴﺒﺘﻤﺒﺭ 1958ﺒﻌﺯل ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﺎﺭﻑ ﻤﻥ ﻤﻨﺼﺒﻪ ﻜﻨﺎﺌﺏ ﺍﻟﻘﺎﺌﺩ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ..ﺜﻡ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺒﺈﺴﺒﻭﻋﻴﻥ ﺘﻡ ﺘﺠﺭﻴﺩﻩ ﻤﻥ
ﻤﻨﺼﺒﻪ ﻜﻨﺎﺌﺏ ﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻗﺎﺴﻡ ..ﻭﺃﺨﻴﺭﹰﺍ ﻓﻲ 21ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ..ﺘﻡ ﺇﻋﺘﻘﺎل ﻋﺎﺭﻑ ﺒﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﺂﻤﺭ
)ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ( ..ﻭﺤﻜﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﻹﻋﺩﺍﻡ!!....
ﻋﻨﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ..ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻤل ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺩﺍﺌﻤﺎ ،ﻭﺍﻟﻤﺘﺴﻡ ﺒﺎﻟﻌﻨﻑ ﻭﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤﺭ 22ﻋﺎﻤﺎ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻭ ﺼﺩﺍﻡ ﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﺘﻜﺭﻴﺘﻲ ،ﻗﺩ ﺒﺩﺃ ﻴﻁﻤﺢ ﻭﻴﺘﻁﻠﻊ ﺍﻟﻰ ﺍﻷﻋﻠﻰ ..ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺃﺤﺩ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺤﺎﻭﻟﺕ ﺇﻏﺘﻴﺎل ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻗﺎﺴﻡ ﻓﻲ ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ 1959ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﺭﺘﻪ ﻴﻤﺭ ﻓﻲ ﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺭﺸﻴﺩ ﻭﺴﻁ
ﺒﻐﺩﺍﺩ ..ﻟﻜﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻗﺎﺴﻡ ﻨﺠﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺒﻌﺩ ﺇﺼﺎﺒﺘﻪ ﺒﺠﺭﻭﺡ ﺒﺎﻟﻐﺔ ..ﺃﻤﺎ ﺼﺩﺍﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﻴﺏ ﺒﺈﻁﻼﻗﺔ ﻓﻲ ﺭﺠﻠﻪ ،ﻓﻘﺩ ﻫﺭﺏ ﻋﺎﺒﺭﺍ ﻨﻬﺭ ﺩﺠﻠﺔ ﺴﺒﺎﺤﺔ ،ﻟﻴﺨﺘﻔﻲ ﻓﻲ ﻤﺴﻘﻁ ﺭﺃﺴﻪ ﺘﻜﺭﻴﺕ ﺜﻡ ﻫﺭﺏ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻰ ﺴﻭﺭﻴﺎ
ﺜﻡ ﻤﺼﺭ ﺤﻴﺙ ﺇﺴﺘﻘﺭ ﻫﻨﺎﻙ ﻻﺠﻲﺀ ﻭﻁﺎﻟﺏ..
31
ﺘﺫﻜﺭ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﺨﺎﺒﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ،ﺃﻥ ﺼﺩﺍﻡ ﻗﺎﻡ ﺒﻌﺩﺓ ﺯﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻭﺫﻟﻙ
ﻤﺎﺒﻴﻥ ﻋﺎﻤﻲ 1959ﻭ ..1961ﺇﻻ ﺃﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ﻓﻀل ﺍﻟﺘﻐﺎﻀﻲ ﻋﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻴﺭ ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﺤﻤﻠﻪ ﻤﻥ ﻜﺭﺍﻫﻴﺔ ﻟﻌﺒﺩ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻗﺎﺴﻡ ﻟﻬﺠﻤﺘﻪ ﻀﺩ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﻴﻥ ﻭ)ﺍﻟﻨﺎﺼﺭﻴﻴﻥ( ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ..ﻭﻀﺭﺒﻪ ﻟﺤﻠﻴﻔﻪ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻋﺎﺭﻑ ،ﻭﺇﻋﺩﺍﻤﻪ ﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ !...ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺩﻴﻪ ﺘﻘﻭل ﺃﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﺎﻥ ﻤﺼﺭﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ!.. ﻜﺎﻨﺕ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺠﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﻜﺎﻨﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺇﺘﺼﺎل ﺃﻴﻀﺎ ﺒﺎﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻫﻨﺎﻙ ..ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺎ ﺘﺸﺒﻪ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺒﻌﺜﻴﻴﻥ ﻭﺍﻷﻤﺭﻴﻜﺎﻥ!..
ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻌﺜﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﺘﺨﻔﻴﻥ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻓﻘﺩ ﺘﻭﻟﻰ ﻤﻬﻤﺔ ﺍﻹﺘﺼﺎل ﺒﻬﻡ )ﻭﻟﻴﻡ ﻟﻴﻜﻼﻨﺩ( ﺍﻟﻤﻠﺤﻕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﻐﺩﺍﺩ!... ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ،ﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺨﺎﺒﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻭﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻹﺴﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ
ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ !..ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﻤﻨﺴﻕ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻫﻭ )ﺠﻴﻤﺱ ﻜﺭﺍﺘﺸﻔﻴﻠﺩ( ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﺼﻑ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻤﻌﺎﺭﻓﻪ )ﺒﺎﻟﻤﺤﺎﺭﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻭﺒﺩﺭﺠﺔ ﺍﻹﻤﺘﻴﺎﺯ( .ﻭﻟﻤﺎ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻤﻥ ﺩﻭﺭ
ﻓﻲ ﺇﻨﻘﻼﺒﻲ 1963ﻭ ،1968ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﻨﻅﺭﺓ ﻗﺭﻴﺒﺔ ﻟﻠﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻥ ﻜﺜﺏ.
ﺨﺩﻡ ﻜﺭﺍﺘﺸﻔﻴﻠﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﺒﺎ ،ﺜﻡ ﻋﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺨﺎﺒﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﺃﻴﻀﺎ ،ﺜﻡ ﺇﻨﺘﻘل ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ..ﻭﻗﺒل ﺘﻘﺎﻋﺩﻩ ﻜﺎﻥ ﻤﺴﺘﺸﺎﺭﹰﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻷﺒﻴﺽ ..ﺘﻭﻓﻲ ﻓﻲ
2003/4/22ﻭﻋﻤﺭﻩ 86ﻋﺎﻤﺎ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻌﺩ ﺇﺴﺒﻭﻋﻴﻥ ﻤﻥ ﺴﻘﻭﻁ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻭﺩﺨﻭل ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻭﺨﺭﻭﺝ ﺼﺩﺍﻡ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺘﺨﻔﻴﺎ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻜﺭﺍﺘﺸﻔﻴﻠﺩ ﻗﺩ ﺴﺎﻋﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ
ﻟﻘﺩ ﻭﻗﻌﺕ ﻋﻴﻨﻲ ﻜﺭﺍﺘﺸﻔﻴﻠﺩ ﻋﻠﻰ ﺇﺴﻡ ﺼﺩﺍﻡ ﻷﻭل ﻤﺭﺓ ﻓﻲ ﺘﻘﺎﺭﻴﺭ ﺍﻟﻤﺨﺎﺒﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻥ ﺼﺩﺍﻡ ﻴﻌﻴﺵ ﻭﻴﺩﺭﺱ ﻭﻋﻠﻰ ﺇﺘﺼﺎل ﺒﺒﻌﺽ ﺍﻟﺒﻌﺜﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ!...
ﻭﺃﺨﻴﺭﹰﺍ ﻭﻓﻲ 8ﺸﺒﺎﻁ /ﻓﺒﺭﺍﻴﺭ ،1963ﺴﻘﻁ ﻨﻅﺎﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻗﺎﺴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻲ ﻟﻠﺸﻴﻭﻋﻴﻴﻥ ..ﻓﻲ ﺼﺒﺎﺡ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻗﺎل ﻜﺭﺍﺘﺸﻔﻴﻠﺩ" :ﺇﻨﻪ ﻨﺼﺭ ﻜﺒﻴﺭ"!..
32
ﺃﻤﺎ ﺼﺩﺍﻡ ،ﻓﻘﺩ ﺴﻤﻊ ﺒﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺭﺍﺩﻴﻭ ..ﻓﺎﺴﺘﻘل ﺃﻭل ﻁﺎﺌﺭﺓ ﻋﺎﺌﺩﹰﺍ ﺍﻟﻰ ﺒﻐﺩﺍﺩ... ﻴﻘﻭل ﻜﺭﺍﺘﺸﻔﻴﻠﺩ ﻓﻲ ﺘﺼﺭﻴﺢ ﻟﻪ ﻟﻭﻜﺎﻟﺔ )ﺃﺴﻭﺸﻴﺘﺩ ﺒﺭﻴﺱ( ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ،ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺨﺎﺒﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻡ ﺒﻭﻗﻭﻉ ﺍﻹﻨﻘﻼﺏ ﻗﺒل ﺴﺘﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﻤﻥ ﺘﺄﺭﻴﺨﻪ ..ﻭﻜﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﻠﻡ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺤﺴﻴﻥ !..ﻭﻴﻌﺘﺭﻑ ﺃﻥ ﺼﺩﺍﻡ ﺤﻴﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺒﺎﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺯﺏ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﺍﻷﺠﺭﺃ ﻭﺼﺎﺤﺏ ﻁﻤﻭﺡ ﻜﺒﻴﺭ ﻭﺘﻁﻠﻊ ﺍﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ،ﻜﻤﺎ ﺇﺘﺴﻡ ﺒﺎﻟﻌﻨﻑ ﻭﺍﻟﻘﺴﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺩﺍﺌﻪ ..ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﻜﻠﻬﺎ ﻤﻼﺤﻅﺎﺕ ﺘﻠﻘﻰ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻡ ﻤﻥ
ﻗﺒل ﺍﻟﻤﺨﺎﺒﺭﺍﺕ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ!... ﺃﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﻭﻨﻤﻭ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﺒﻌﺙ ﻭﻋﺩﺍﺌﻪ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ﻟﻠﺸﻴﻭﻋﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﺼل ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘﺼﺎﺩﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ،ﻓﻴﻘﻭل ﻜﺭﺍﺘﺸﻔﻴﻠﺩ ،ﺒﺄﻥ ﺫﻟﻙ ﻗﺩ ﺘﻤﺕ ﻤﻨﺎﻗﺸﺘﻪ ﻓﻲ
ﻤﺅﺘﻤﺭ ﺇﺴﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺘﻲ ﻏﺭﺒﻲ ﻋﻘﺩ ﻓﻲ ﺒﻴﺭﻭﺕ ﻤﻊ )ﺩﻙ ﺭﺍﻴﺕ( ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻤﺨﺎﺒﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻓﺔ )ﺃﻡ ﺁﻱ
(6ﻓﻲ ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ..1962ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻹﺘﻔﺎﻕ ﻗﺩ ﺘﻡ ﻋﻠﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺇﻴﻘﺎﻑ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺎﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ
ﻭﺒﺎﻟﻀﻐﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺁﻴﺯﻨﻬﺎﻭﺭ ﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﻤﻭﻗﻔﻪ ﻤﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺤﻠﻴﻑ ﺇﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﻟﻠﺭﻭﺱ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ!!...
ﻗﺎﻤﺕ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺒﻌﺩ ﺴﺎﻋﺎﺕ ﻤﻥ ﻨﺠﺎﺡ ﺇﻨﻘﻼﺏ ﺸﺒﺎﻁ ،63ﺒﺎﻹﺘﺼﺎل ﺒﺎﻟﺒﻌﺜﻴﻴﻥ ﻭﻭﻋﺩﺘﻬﻡ ﺒﺎﻹﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺎﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ،ﻭﻗﺩ ﺃﺘﻰ ﺫﻟﻙ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ )ﺠﻴﻤﺱ ﺇﻴﻜﻨﺯ( ﺍﻟﺴﻔﻴﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻷﻤﻴﺭﻜﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ
ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﺸﻐل ﻤﻨﺼﺏ ﻤﻠﺤﻘﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ..ﻗﺎﺌﻼ )ﻓﻲ
ﺤﺴﺎﺒﺎﺘﻨﺎ ،ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻨﻘﻴﻡ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺃﻓﻀل ﻤﻊ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻓﻲ ﺒﻐﺩﺍﺩ (!...ﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺒل ﻓﻘﺩ ﺘﺴﻠﻡ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﺎﻥ ـ ﻭﺤﺴﺏ ﻤﺎ ﺫﻜﺭ ﻫﺎﻨﻲ ﺍﻟﻔﻜﻴﻜﻲ ،ﺃﺤﺩ ﺃﺒﺭﺯ ﺍﻟﺒﻌﺜﻴﻴﻥ ﻓﻲ 1963ـ ﻁﺎﺌﺭﺓ )ﻤﻴﻎ ،(21ﻭﺩﺒﺎﺒﺔ )ﺘﻲ (54
ﻭﺼﺎﺭﻭﺥ )ﺴﺎﻡ( ﻭﻜﻠﻬﺎ ﺃﺴﻠﺤﺔ ﺭﻭﺴﻴﺔ ﺍﻟﺼﻨﻊ ،ﻟﻐﺭﺽ ﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ ﻭﺘﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ،ﻭﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺒﺎﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻜﻤﺎ ﻨﻌﻠﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺤﻤﻴﻤﺔ ﺒﺎﻟﺒﺭﺯﺍﻨﻲ!..
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﻴﺏ ﺃﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﺎﻥ ﻗﺎﻤﻭﺍ ﺒﺈﺭﺴﺎل ﺼﻔﻘﺔ ﺃﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﻰ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻋﺒﺭ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺇﻴﺭﺍﻥ ﻹﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺘﺎل ﺍﻷﻜﺭﺍﺩ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﻜﺭﻜﻭﻙ ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﻨﻔﻁ !...ﻜﻤﺎ ﻗﺎﻤﺕ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺒﺈﺴﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﺍﻟﻰ
ﺠﻼل ﺍﻟﻁﺎﻟﺒﺎﻨﻲ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ،ﺒﺈﻴﻘﺎﻑ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻤﺭﺩ ﻀﺩ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺒﺩﺃﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ..1961ﻭﺘﻡ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺫﻟﻙ!...
33
ﻭﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺃﻴﻀﺎ ،ﻭﻀﻤﻥ ﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺸﻬﺭ ﻋﺴل ﺃﻤﺭﻴﻜﻲ ـ ﺒﻌﺜﻲ ،ﻋﺎﺩﺕ ﺸﺭﻜﺎﺕ ﺃﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻤﺜل
)ﺒﺎﺭﺴﻭﻨﺱ( ﻭ)ﺒﻜﺘﻴل( ﻭ)ﻤﻭﺒﻴل ﺃﻭﻴل( ﻟﺘﻭﻗﻊ ﻋﻘﻭﺩ ﻤﻊ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ،ﻟﻌﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺼﺩﺍﻡ ﺩﻭﺭﺍ ﺒﺤﻜﻡ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺒﺄﺤﻤﺩ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﺒﻜﺭ... ﻭﻗﺩ ﻭﺭﺩ ﺃﻥ ﺼﺩﺍﻡ ﺴﺎﻓﺭ ﺴﺭﺍ ﺍﻟﻰ ﺩﻤﺸﻕ ﺁﻨﺫﺍﻙ ﻭﺍﻟﺘﻘﻰ ﻤﻴﺸﻴل ﻋﻔﻠﻕ ،ﻭﺤﻤل ﻤﻌﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺘﻭﺼﻴﺎﺕ ..ﻜﺎﻨﺕ ﻜﻠﻬﺎ ﺘﺼﺏ ﻓﻲ ﻁﻤﻭﺤﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺍﻟﻼﻤﺤﺩﻭﺩ ﻟﻠﺼﻌﻭﺩ ﺍﻟﻰ ﺍﻷﻋﻠﻰ!!.... ﺼﺩﺍﻡ ﺤﺴـﻴﻥ ،ﺼﻔﻘﺎﺕ ﻤﻊ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ..ﻭﻋﺩﺍﺀ ﻤﻊ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل!.. ﻗﺩ ﻴﺴﺄل ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻭﻥ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ :ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺃﺨﺫ ﺍﻟﻌﺩﺍﺀ ﻟﺼﺩﺍﻡ ﺤﺴﻴﻥ ﻜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﻁﻭﻴل ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﻤﻴﺭﻜﺎ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻟﻜﻲ ﻴﻅﻬﺭ ﺒﺎﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻅﻬﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ...؟
ﻤﻨﺫ ﻭﻗﺕ ﻤﺒﻜﺭ ،ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻭﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻜﺒﻴﺭﺓ .ﻭﻤﻨﺫ ﻨﺸﻭﺀ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺒﻜﻠﻤﺔ
ﺃﺩﻕ ،ﻤﻨﺫ ﻗﻴﺎﻡ ﺜﻭﺭﺓ 1958ﻀﺩ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ،ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻬﺎﺠﺱ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﺤﻭل ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺄﻤﻨﻬﺎ
ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻭﺩﻓﺎﻋﻬﺎ ﻀﺩ ﻋﺩﻭ ﺇﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻨﻴﺔ .ﻭﻗﺩ ﺘﻀﺎﻋﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻬﺎﺠﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ
ﻭﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﻭﺨﻼل ﺘﺴﻠﻡ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﺒﻌﺙ ﻟﻠﺴﻠﻁﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﺨﺼﻭﺼﺎ ﻭﺃﻥ ﺼﺩﺍﻡ ﻜﺎﻥ ﻴﺅﻜﺩ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ
ﻋﻠﻰ )ﺴﺤﻕ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ( ﻭﻋﻠﻰ )ﺘﺤﺭﻴﺭ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ( !..ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺘﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻁ
ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻓﺭﺼﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻟﺩﻋﻡ ﻨﻤﻭﻫﺎ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺘﻭﺴﻴﻊ ﻨﻔﻭﺫﻫﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ !..ﻭﻟﻜﻥ
ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺇﺘﻔﻕ ﺍﻟﻁﺭﻓﺎﻥ )ﺃﻤﻴﺭﻜﺎ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل( ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺼﺩﺍﻡ ﻭﺇﺤﻼل ﻨﻅﺎﻡ ﻋﺭﺍﻗﻲ ﻤﺤﻠﻪ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻭﺍﻻﺓ ﻷﻤﻴﺭﻜﺎ ﻭﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﻭﺒﺎﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ..ﺭﺃﻯ ﺍﻹﺜﻨﺎﻥ ﺃﻥ ﻤﻥ ﺘﺒﻌﺎﺕ ﺫﻟﻙ ﺴﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺈﻋﺎﺩﺓ
ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺒﺤﺩ ﺫﺍﺘﻪ ﻫﺩﻑ ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺸﺭﻜﺎﺕ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻭﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﻭﺠﻨﻲ ﺍﻷﺭﺒﺎﺡ ﺍﻟﻁﺎﺌﻠﺔ ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻙ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻌﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻹﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﻟﻤﺠﻤل ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ!... ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺄﻴﻴﺩ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺒﻌﺙ ﻓﻲ ﺇﻨﻘﻼﺏ ﻋﺎﻡ ،1968ﻭﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﺭﺓ ،ﺃﻜﺒﺭ
ﺒﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺘﺄﻴﻴﺩﻫﺎ ﻹﻨﻘﻼﺏ ﺍﻟﺒﻌﺙ ﺍﻷﻭل ﻋﺎﻡ .1963ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺎ ،ﻭﻀﻤﻥ ﺍﻟﺤﺴﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻨﺔ ،ﻴﻅﻬﺭ ﺇﺴﻡ )ﺭﻭﺒﺭﺕ ﺃﻨﺩﺭﺴﻭﻥ( ..ﺃﺤﺩ ﻤﻠﻭﻙ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﻓﻲ ﺘﻜﺴﺎﺱ ..ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺒﺢ ﻻﺤﻘﺎ ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻓﻲ
ﻋﺎﻡ ،1956ﻗﺒل ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ ﺍﻟﺜﻼﺜﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ،ﺃﻭ ﻤﺎ ﻴﻌﺭﻑ ﺒﺤﺭﺏ ﺍﻟﺴﻭﻴﺱ .ﺤﺎﻭل ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ
34
ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺁﻨﺫﺍﻙ )ﺁﻴﺯﻨﻬﺎﻭﺭ( ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻭﺯﻴﺭ ﺨﺎﺭﺠﻴﺘﻪ )ﺠﻭﻥ ﻓﻭﺴﺘﺭ ﺩﻻﺱ( ﺇﺭﺴﺎل ﺃﻨﺩﺭﺴﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻹﻗﻨﺎﻉ ﻜل ﻤﻥ ﺩﻴﻔﻴﺩ ﺒﻥ ﻏﻭﺭﻴﻭﻥ ﺭﺌﻴﺱ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ
ﺠﻤﺎل ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ﺒﺎﻹﺘﻔﺎﻕ ﻭﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺍﻟﻰ ﺼﻔﻘﺔ ﻤﺎ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ !..ﻜﺎﻥ ﺒﻥ ﻏﻭﺭﻴﻭﻥ ﻤﺴﺘﻌﺩﺍ ﻟﻠﻘﺎﺀ ﻨﺎﺼﺭ ﺒﺸﺭﻁ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﻤﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ،ﻭﺭﺃﻯ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ﺃﻨﻪ ﺴﻭﻑ ﻟﻥ ﻴﺨﺭﺝ ﺒﻨﺘﻴﺠﺔ ﺇﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻙ ..ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺸﻠﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻭﻟﻡ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﺍﻹﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﻘﺘﺭﺡ!... ﻓﺸل ﺃﻨﺩﺭﺴﻭﻥ ،ﻤﺭﺓ ﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﻓﻲ ﻤﻬﻤﺔ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﺤﻼل ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻭﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺘﺒﺎﺩل ﺘﺠﺎﺭﻱ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺓ ﻭﺒﺎﻟﻨﻴﺎﺒﺔ
ﻋﻥ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻤﻥ ﺘﻜﺴﺎﺱ ﺃﻴﻀﺎ )ﻟﻨﺩﻭﻥ ﺠﻭﻨﺴﻭﻥ( ،ﻭﺫﻟﻙ ﻗﺒﻴل ﺇﻨﺩﻻﻉ ﺤﺭﺏ 1967ﺒﻴﻥ
ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ..ﻓﻔﻲ 24ﺃﻴﺎﺭ ،ﺘﻜﻠﻡ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺠﻭﻨﺴﻭﻥ ﻤﻊ ﺃﻨﺩﺭﺴﻭﻥ ﻟﻭﻗﻑ ﺍﻟﺘﺩﻫﻭﺭ ﺍﻟﺤﺎﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻴﺭ ﺍﻟﻰ ﻗﺭﺏ ﺇﺸﺘﻌﺎل ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ .ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺴﺎﻓﺭ ﺃﻨﺩﺭﺴﻭﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﻬﻤﺔ ﺴﺭﻴﺔ ﻭﻭﺼﻠﻬﺎ ﻴﻭﻡ 30ﺃﻴﺎﺭ ،ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﺭ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻫﻨﺎﻙ )ﺩﻙ ﻨﻭﻟﺘﻲ( ..ﻭﺼل ﺃﻨﺩﺭﺴﻭﻥ
ﺒﻌﺩ ﺴﺎﻋﺎﺕ ﻓﻘﻁ ﻤﻥ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺤﺴﻴﻥ ﺒﺘﻭﻗﻴﻊ ﺇﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺩﻓﺎﻉ ﻤﺸﺘﺭﻙ ﻤﻊ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﻌل
ﺇﺤﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺘﺒﺩﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﺤﺩﻭﺜﹰﺎ ..ﻜﺎﻥ ﺃﻨﺩﺭﺴﻭﻥ ﻴﺅﻤﻥ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻤﻔﻌﻭﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺤل
ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺇﺼﻼﺡ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﻤﺘﺩﻫﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ !..ﻟﻬﺫﺍ ﺇﻗﺘﺭﺡ ﻓﻲ ﻟﻘﺎﺌﻪ ﻤﻊ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ،
ﺃﻥ ﻴﺭﺴل ﻨﺎﺌﺒﻪ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ ﻋﺎﻤﺭ ﻓﻲ ﺯﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ .ﻜﺎﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻘﺘﺭﺡ ﻫﻭ ﺇﻏﺭﺍﺀ
ﻤﺼﺭ ﺒﺎﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺨﺼﻭﺼﺎ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻤﻴﺭﻜﺎ ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﺍﻴﺯﻨﻬﺎﻭﺭ ﻗﺩ ﺭﻓﻀﺕ ﺘﻤﻭﻴل ﻤﺸﺭﻭﻉ
ﺍﻟﺴﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺃﺴﻭﺍﻥ ،ﻭﻫﻭ ﺃﺤﺩ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺇﺸﺘﻌﺎل ﺤﺭﺏ ﻋﺎﻡ ،1956ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻗﺎﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ﺒﺘﺄﻤﻴﻡ ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﺴﻭﻴﺱ ..ﻭﺤﺎﻭل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺓ ﺃﻥ ﻴﺒﺩﻱ ﺇﺴﺘﻌﺩﺍﺩ ﺃﻤﻴﺭﻜﺎ ﻟﻠﺩﺨﻭل ﻓﻲ ﺼﻔﻘﺎﺕ ﻤﺠﺯﻴﺔ ﻟﻤﺼﺭ ،ﻤﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﻌﻪ
ﻭﻗﻑ ﻨﺎﺼﺭ ﻟﻌﺩﺍﺌﻪ ﻹﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻨﺯﻉ ﻓﺘﻴل ﺍﻟﺤﺭﺏ !...ﺃﻤﺎ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ،ﻓﻘﺩ ﺃﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻗﻴﺎﻡ
ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺒﺒﻨﺎﺀ ﺤﺸﻭﺩﻫﺎ ﻀﺩ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻟﻐﺭﺽ ﻤﻬﺎﺠﻤﺘﻬﺎ ،ﺴﻭﻑ ﻴﺩﻓﻊ ﺒﻤﺼﺭ ﺍﻟﻰ ﻤﻬﺎﺠﻤﺔ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻻ ﻤﺤﺎﻟﺔ!..
ﻭﺃﻗﺘﺭﺡ ﺃﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﻨﺎﺌﺒﻪ ﺍﻵﺨﺭ ﺯﻜﺭﻴﺎ ﻤﺤﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﺯﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻰ ﺃﻤﻴﺭﻜﺎ ﺒﺩل ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ ﻋﺎﻤﺭ ،ﻭﺘﻤﺕ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻘﺔ
ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ...ﻭﻟﻜﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻗﺩ ﺃﺘﻤﺕ ﺨﻁﻁﻬﺎ ﻭﺇﺴﺘﻌﺩﺍﺩﺍﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻹﺴﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺘﻴﺔ ﻟﻠﺒﺩﺀ ﺒﺎﻟﻬﺠﻭﻡ.. ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ 5ﺤﺯﻴﺭﺍﻥ !...1967 ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻷﻨﺩﺭﺴﻭﻥ ﻜﻼﻋﺏ ﺃﺴﺎﺴﻲ ،ﺤﺩﺜﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺓ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ !...ﺒﻌﺩ ﺘﻤﻭﺯ 1968ﻭﻭﺼﻭل
ﺍﻟﺒﻌﺙ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ..ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺓ ﻜﺎﻨﺕ ﻜل ﺍﻟﺤﺴﺎﺒﺎﺕ ﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻜﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﺎﺩﺓ ﺃﻨﺩﺭﺴﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﻬﻤﺎﺘﻪ ﺍﻟﺴﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻨﻴﺔ!..
35
ﻜﺎﻨﺕ ﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ،ﻗﺩ ﺃﻋﻁﺕ ﺘﺭﺨﻴﺼﺎ ﻟﻠﺘﻨﻘﻴﺏ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﻟﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻬﺎ
ﻗﺩ ﺩﻋﺕ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺎﺕ ﺍﻟﻰ ﺘﻁﻭﻴﺭ ﺤﻘﻭل ﻨﻔﻁ ﺍﻟﺭﻤﻴﻠﺔ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﻗﺭﺏ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻜﻭﻴﺘﻴﺔ ..ﻜﺎﻥ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺭﻭﺱ ﻗﺩ ﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﻤﻬﻤﺘﻪ ﻭﻓﻲ ﺘﺴﻭﻴﻕ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ !..ﻤﻤﺎ ﺩﻋﻰ ﺍﻟﻰ ﺇﻫﺘﻤﺎﻡ ﺠﺩﻱ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺸﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻜﺴﺎﺱ ﻭﻓﻲ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ..
ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ،ﻜﺎﻥ ﺴﻌﺭ ﺍﻟﻜﺒﺭﻴﺕ ،ﻗﺩ ﺒﺩﺃ ﺒﺎﻟﺼﻌﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﻭﺍﻕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ،ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺩ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻋﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﻤﻨﺢ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1966ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﺁﻨﺫﺍﻙ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ
ﻋﺎﺭﻑ..
ﺒﺩﺃﺕ ﺍﻟﺸﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﻁﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ،ﻭﺒﻤﺒﺎﺭﻜﺔ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻷﺒﻴﺽ ،ﺒﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻜﺴﺭ ﺍﻹﺤﺘﻜﺎﺭ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ـ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺎﺘﻲ ﻟﺜﺭﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﻭﺍﻟﻜﺒﺭﻴﺕ ،ﻓﻘﺎﻡ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﻤﻤﺜﻠﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﺭﻜﺎﺕ ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ )ﺒﻭل ﺒﺎﺭﻜﺭ( ﺍﻟﻤﻘﺭﺏ ﻤﻥ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻷﺒﻴﺽ ،ﺒﺯﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻰ ﺒﻴﺭﻭﺕ ﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻔﻴﺭ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﻫﻨﺎﻙ ﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺤﺎﻨﻲ ،ﻭﻟﻁﻔﻲ
ﺍﻟﻌﺒﻴﺩﻱ ،ﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﺍﻟﻤﻘﻴﻡ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺠﻴﺩﺓ ﺒﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﺒﻌﺜﻴﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﻴﻥ ..ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ
ﺍﻟﺫﻱ ﺒﺩﺃ ﺃﻨﺩﺭﺴﻭﻥ ﺒﺠﻭﻻﺕ ﺒﻴﻥ ﻭﺍﺸﻨﻁﻥ ﻭﺒﻐﺩﺍﺩ ﻟﺘﻘﺩﻴﻡ )ﻋﺭﻭﺽ ﻤﻔﺘﻭﺤﺔ( ﻟﻠﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﻟﺸﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﻁ
ﻭﺍﻟﻜﺒﺭﻴﺕ ﻭﺘﺴﻭﻴﻘﻬﻤﺎ .ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﻨﺠﺢ ﺒﺎﺭﻜﺭ ﻭﺒﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻌﺒﻴﺩﻱ ﺒﺘﺭﺘﻴﺏ ﻟﻘﺎﺀ ﺒﻴﻥ ﺃﻨﺩﺭﺴﻭﻥ ﻭﺃﺤﻤﺩ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﺒﻜﺭ ﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﻭﺍﻟﻜﺒﺭﻴﺕ ﻭﺍﻟﻌﺭﻭﺽ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺒﺨﺼﻭﺼﻪ
ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﻀﺩ ﺒﺎﺒل ﺍﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﺍﻻﻤﺭﻴﻜﻴﻴﻥ ﻭﻤﻨﻬﻡ )ﺠﻭﻥ ﻜﻭﻟﻲ( ﺃﻥ ﻴﻘﺩﻤﻭﺍ ﺭﺅﻴﺘﻬﻡ ﺍﻟﻭﺍﻀﺤﺔ ﻭﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﺼﺭﻴﺤﺔ ﻋﻥ ﻏﺯﻭ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻻﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﻠﻌﺭﺍﻕ ﻭﺍﻟﺤﻘﺎﺌﻕ ﻭﺍﻟﻨﻭﺍﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻑ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻐﺯﻭ، ﻓﻤﻥ ﺒﺎﺏ ﺍﻭﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﻤﻨﺢ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻟﻐﻴﺭﻫﻡ ﺍﻴﻀﺎ ،ﻭﺴﻴﻘﻑ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻭﺍﻟﻤﺤﻠل ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﻓﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﹼﻡ ﻤﻥ
ﺤﻴﺙ ﺍﻻﺤﻘﻴﺔ ﻭﻫﻭ ﻴﺭﻯ ﻭﻁﻨﻪ ﻴﺴﺘﺒﺎﺡ ﻭﻴﺤﺘل ﺘﺤﺕ ﺤﺠﺞ ﻜﺎﺫﺒﺔ ﺍﻭ ﻭﺍﻫﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻓﻀل ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻜﻤﺎ ﺍﺜﺒﺘﺕ
ﺫﻟﻙ ﻭﻗﺎﺌﻊ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺵ ﺍﻻﻤﺭﻴﻜﻲ ﺍﻟﻤﺒﺭﻗﻊ ﺒﻐﻁﺎﺀ ﺃﻤﻤﻲ.
ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ )ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﻀﺩ ﺒﺎﺒل ..ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻭﺍﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ( ﻴﺘﺤﺩﺙ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺍﻻﻤﺭﻴﻜﻲ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ
ﺠﻭﻥ ﻜﻴﻠﻲ ﻋﻥ ﺍﻻﺴﺎﻁﻴﺭ ﻭﺍﻟﻘﺼﺹ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻭﻴﺭﻯ ﺍﻨﻬﺎ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﺩﻓﻊ ﺒﺎﻟﻴﻤﻴﻥ ﺍﻻﻤﺭﻴﻜﻲ
ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﻟﻐﺯﻭ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ،ﻭﻴﻌﺯﺯ ﺭﺅﻴﺘﻪ ﻫﺫﻩ ﺒﺎﻷﺴﺎﻨﻴﺩ ﺍﻟﺘﺄﺭﻴﺨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻭﺍﻟﺤﺠﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﻘﺒل ﺍﻟﻨﻘﺽ ﺍﻀﺎﻓﺔ
36
ﺍﻟﻰ ﻤﻌﺎﻴﺸﺘﻪ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻨﻴﺔ ﻟﻠﻭﻗﺎﺌﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻐﺯﻭ ﻭﻤﺠﺭﻴﺎﺘﻪ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻻﺨﺭﻯ ﺤﻴﺙ
ﻴﻘﻭل ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻻﻤﺭﻴﻜﻲ ﻭﻟﻴﺎﻡ ﺒﻭﻟﻙ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩﻡ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺒﺄﻥ ﻤﺅﻟﻔﻪ ﻜﺎﻥ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻓﻲ ﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﺤﺩﺙ.
ﻭﺍﺫﺍ ﻗﻴﺽ ﻟﻨﺎ ﺍﻥ ﻨﺘﻔﻕ ﻤﻊ ﺭﺅﻴﺔ ﺠﻭﻥ ﻜﻭﻟﻲ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻻﻗﺭﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ )ﻭﺤﻘﺎﺌﻘﻪ( ،ﻓﺈﻨﻨﺎ ﺴﻨﺸﻙ ﺒﺎﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﻏﺯﻭ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻫﻭ ﻟﻨﺸﺭ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﻠﺩ ﻜﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﺍﻟﻴﻤﻴﻥ ﺍﻻﻤﺭﻴﻜﻲ ﻭﻤﻥ
ﻋﺎﻭﻨﻪ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻫﺩﺍﻓﻪ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ ،ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺅﻜﺩ ﺠﻭﻥ ﻜﻴﻠﻲ ﻜﺫﺏ ﻭﻫﺸﺎﺸﺔ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺍﻻﻫﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺸﻜل ﻏﻁﺎﺀ ﻤﻬﻤﺎ ﻻﻨﺠﺎﺯ ﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻐﺯﻭ ﻤﺘﻤﺜﻼ ﺒﺄﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﺩﻤﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﻤل )ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺜﺒﺘﺕ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﻭﺩﻻﺌل ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺵ ﺨﻠﻭ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻤﻨﻬﺎ( ،ﻓﺈﻥ ﺼﺤﺔ ﻤﺎ ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻜﻭﻟﻲ ﺤﻭل ﺩﻭﺭ ﺍﻻﺴﺎﻁﻴﺭ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻐﺯﻭ ﺴﻴﺼﺒﺢ ﺃﻤﺭﺍ ﻤﺅﻜﺩﺍ. ﻋﻨﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺩ ﺴﻴﺒﺩﻭ ﺍﻻﻤﺭ ﺒﺭﻤﺘﻪ ﺃﻜﺜﺭ ﺨﻁﺭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺯﻭ ﻨﻔﺴﻪ ﻭﻤﻤﺎ ﺃﻟﺤﻘﻪ ﻤﻥ ﺩﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻠﻌﺭﺍﻗﻴﻴﻥ ،ﺫﻟﻙ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﻭﺍﻴﺎ ﺍﻟﻤﺒﻴﺘﺔ ﻤﺴﺒﻘﺎ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺩﺓ ﻤﻥ ﺠﺫﻭﺭ ﺩﻴﻨﻴﺔ ﻤﺘﻌﺼﺒﺔ ﺴﺘﺸﻜل ﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﺍﻷﻗﻭﻯ
ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻐﺯﻭ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻓﻲ ﺼﻨﻊ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﺭﺍﻗﻴﺔ ﺘﺸﻜل ﺼﻭﺭﺓ ﻤﺸﺭﻗﺔ ﻟﻠﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﻌﺔ
ﻋﻠﻰ ﺩﻭل ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻻﻭﺴﻁ ﺴﻴﻐﺩﻭ ﺍﻵﻥ ﻀﺭﺒﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻫﻡ ﺍﻭ ﻀﺤﻜﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺫﻗﻭﻥ ﻷﻥ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ )ﻜﻤﺎ
ﺴﻴﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﺒﻌﺩ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ( ﻫﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺹ ﻤﻥ )ﺃﺭﺽ ﺒﺎﺒل( ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻻﺼﻭﻟﻴﻭﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ
ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻭﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻭﻥ ﻟﻬﻡ ﺍﻨﻬﺎ )ﺃﻡ ﺍﻟﺒﻐﺎﻴﺎ( ﻭﺍﻵﺜﺎﻡ ﻜﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﺠﻭﻥ ﻜﻭﻟﻲ. ﻭﻟﻌل ﻤﺎ ﻴﺩﻋﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ ﻫﻭ ﺘﺒﺨﺭ ﺍﺤﻼﻡ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻔﻅ ﻟﻬﻡ ﺤﻘﻭﻗﻬﻡ ﻭﺘﻌﻭﻀﻬﻡ ﻋﻤﺎ ﺤل ﺒﻬﻡ ﻤﻥ ﺤﺭﻤﺎﻥ ﻭﺘﻀﻊ ﺜﺭﻭﺍﺘﻬﻡ ﺒﻴﻥ ﺍﻴﺩﻴﻬﻡ ،ﻭﻴﺭﺍﺩﻑ ﺫﻟﻙ ﺯﻴﻑ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﻴﻥ ﻓﻲ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺒﺭﺒﻭﻉ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺤﻭل ﻤﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﺼﺭﻴﺔ ﻤﺭﺘﻘﺒﺔ ﺍﻟﻰ ﺴﺎﺤﺔ ﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﺤﺴﺎﺒﺎﺕ ﺒﻴﻥ
ﺍﻤﺭﻴﻜﺎ ﻭﺍﻋﺩﺍﺌﻬﺎ .ﻭﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻻﻭﻟﻰ )ﻭﺍﻟﺒﺩﻴﻠﺔ ﻋﻥ ﺍﻻﺭﺽ ﺍﻻﻤﺭﻴﻜﻴﺔ( ﻟﻤﻘﺎﺘﻠﺔ ﺍﻻﺭﻫﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻜﻤﺎ ﻴﻘﻭل
ﺒﻭﺵ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺏ ﺨﻁﺎﺒﺎﺘﻪ ﺍﻟﻤﻭﺠﻬﺔ ﻟﻠﻨﺎﺨﺏ ﺍﻻﻤﺭﻴﻜﻲ.
ﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻨﺭﻯ ﺃﻥ ﺭﺅﻴﺔ ﺠﻭﻥ ﻜﻴﻠﻲ ﻋﻥ ﻏﺯﻭ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻫﻲ ﺍﻻﻗﺭﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﻘﺎﺌﻕ ﻜﻤﺎ ﺍﻥ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺤﺎل ﻴﺩﻋﻡ ﺒﻘﻭﺓ
ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﻀﺩ ﺒﺎﺒل.
37