219

  • November 2019
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View 219 as PDF for free.

More details

  • Words: 2,212
  • Pages: 63
‫إذا زلزلت الرض زلزالها‪ :‬اذا حركت حركة‬ ‫شديدة فإنها تضطرب حتى يتكسر كل شيء‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫وأخرجت الرض أثقالها‪ :‬ما في جوفها من‬ ‫الموات والدفائن وما عمل عليها‪ ،‬أما الموات‬ ‫تخرجهم في‬ ‫فإنها‬ ‫الثانية‪ .‬يدهمه من‬ ‫النفخةقال لما‬ ‫مالها‪ :‬أي‪:‬‬ ‫وقال النسان‬ ‫أمرها ويبهره من خطبها لي شيء زلزلت‬ ‫وأخرجت أثقالها‪.‬‬

‫يومئذ تحدث أخبارها‪ :‬تخبر بأخبارها وتحدث بما‬ ‫عمل عليها من خير وشر‪ ،‬ينطقها الله سبحانه‬ ‫العباد‬ ‫ربكعلى‬ ‫لتشهد‬ ‫لها‪ :.‬تحدث أخبارها بوحي الله‬ ‫أوحى‬ ‫بأن‬ ‫وأمره لها بأن تتحدث وتشهد‪.‬‬ ‫يومئذ يصدر الناس أشتاتا‪ :‬يصدر الناس من‬ ‫قبورهم إلى موقف الحساب متفرقين بعضهم‬ ‫ينصرف إلى جهة اليمين وبعضهم إلى الشمال‬ ‫مع تفرقهم في الديان واختلفهم في العمال‪.‬‬

‫ليروا أعمالهم‪ :‬ليريهم الله أعمالهم معروضة‬ ‫عليهم وقيل‪ :‬ليروا جزاء أعمالهم‬ ‫فمن يعمل‪ :‬في الدنيا‬ ‫مثقال ذرة خيرا يره‪ :‬يوم القيامه في كتابه‬ ‫فيفرح به‪ ،‬أو يراه بعينه معروضا عليه‪.‬‬ ‫ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره‪ :‬يوم القيامة‬ ‫فيسوءه وقد يغفر الله‬

‫والعاديات‪ :‬المراد بها الخيل التي تعدو بفرسانها‬ ‫المجاهدين في سبيل الله إلى العدو من الكفار‪،‬‬ ‫ورسوله‬ ‫المشتاقين‬ ‫أنفاس الخيل اذا عدت‬ ‫للهصوت‬ ‫الضبح‬ ‫ضبحا‪:‬‬ ‫فالموريات قدحا‪ :‬هي الخيل حين توري النار‬ ‫فيخرج الشرر بحوافرها (إذا ضربت بها الرض‬ ‫الشديدة والحجارة) كالقدح بالزناد‬

‫فالمغيرات صبحا‪ :‬التي تغير على العدو وقت‬ ‫الصباحبه نقعا‪ :‬النقع هو الغبار الذي أثارته الخيل‬ ‫فأثرن‬ ‫على‬ ‫العدوبه جمعا‪ :‬صرن بعدوهن وسط العداء‬ ‫فوسطن‬ ‫بعد هزيمتهم (قد اجتمعن بذلك المكان جمعا)‬ ‫إن النسان لربه لكنود‪ :‬الكنود الكفور للنعمة‬ ‫الكثير الجحد لها‬

‫وإنه على ذلك لشهيد‪ :‬يشهد على نفسه بالجحد‬ ‫والكفران لظهور أثره عليه‬ ‫وإنه لحب الخير لشديد‪ :‬إنه لحب المال قوي‪،‬‬ ‫مجد في طلبه وتحصيله‪ ،‬متهالك عليه‬ ‫أفل يعلم إذا بعثر ما في القبور‪ :‬أي نثر ما في‬ ‫القبور من الموتى وأخرجوا‪.‬‬

‫وحصل ما في الصدور‪ :‬ميز و بين ما فيها من‬ ‫والشر‬ ‫الخير‬ ‫بهم يومئذ لخبير‪ :‬ينبغي للنسان أن‬ ‫ربهم‬ ‫إن‬ ‫يعلم أن رب المبعوثين بهم خبير ل تخفى عليه‬ ‫منهم خافية في ذلك اليوم وفي غيره‪،‬‬ ‫ويجازيهم في ذلك اليوم‪.‬‬ ‫أي فإذا علموا ذلك فل ينبغي أن يشغلهم حب‬ ‫المال عن شكر ربهم وعبادته والعمل ليوم‬

‫القارعة‪ :‬من أسماء القيامة‪ ،‬لنها تقرع القلوب‬ ‫بالفزع‪ ،‬أو تقرع أعداء الله بالعذاب‬ ‫يوم يكون الناس كالفراش المبثوث‪ :‬الفراش‪ :‬هو‬ ‫الحشرة الطائرة المعروفة‪ ،‬المبثوث‪ :‬المنتشر‪.‬‬ ‫أي يسيرون على غير هدى في كل اتجاه لشدة‬ ‫الهول حتى يحشروا في الموقف‬

‫وتكون الجبال كالعهن المنفوش‪ :‬أي كالصوف‬ ‫الملون باللوان المختلفة وهذا لنها تتفتت‬ ‫وتتطاير‬ ‫من‪ .‬ثقلت موازينه‪ :‬وهي أعماله الصالحة‪،‬‬ ‫فأما‬ ‫والمراد أنها ثقلت حتى رجحت بسيئاته‬ ‫فهو في عيشة راضية‪ :‬مرضية يرضاها صاحبها‪.‬‬ ‫والعيشة كلمة تجمع النعم التي في الجنة‪.‬‬

‫فأمه هاوية‪ :‬أي فمسكنه جهنم‪ ،‬وسماها أمه لنه‬ ‫يأوي إليها كما يأوي الطفل إلى أمه‪ ،‬وسميت‬ ‫فيها لبعد‬ ‫لنه يهوي‬ ‫هاوية‬ ‫قعرهاللتهويل‬ ‫الستفهام‬ ‫ماهيه‪ :‬هذا‬ ‫أدراك‬ ‫وما‬ ‫والتفظيع‪ ،‬ببيان أنها خارجة عن المعهود بحيث‬ ‫ناريدري‬ ‫ل‬ ‫كنههاانتهى حرها وبلغ في الشدة‬ ‫حامية‪ :‬قد‬ ‫الغاية‪.‬‬

‫ألهاكم التكاثر‪ :‬أي شغلكم التكاثر بالموال‬ ‫والولد والتفاخر بكثرة والتغالب فيها‪،‬‬ ‫والستكثار من تحصيلها‪ ،‬عن طاعة الله والعمل‬ ‫للخرة‬ ‫زرتم المقابر‪ :‬حتى أدرككم الموت وأنتم‬ ‫حتى‬ ‫سوف الحال‬ ‫على تلك‬ ‫تعلمون‪ :‬زجر لهم عن التكاثر وتنبيه‬ ‫كل‬ ‫على أنهم سيعلمون عاقبة ذلك يوم القيامة‪.‬‬

‫كل لو تعلمون على اليقين‪ :‬أي لو تعلمون المر‬ ‫الذي أنتم صائرون إليه علما يقينا لشغلكم ذلك‬ ‫والتفاخر‪.‬‬ ‫عن النعيم‪ :‬أي عن نعيم الدنيا‬ ‫التكاثر يومئذ‬ ‫عنلتسألن‬ ‫ثم‬ ‫الذي ألهاكم عن العمل للخرة‪ ،‬فيسأل عن‬ ‫المن والصحة والفراغ وملذ المأكول‬ ‫والمشروب وعن شرب الماء البارد على الظمأ‬ ‫وظلل المساكن وغير ذلك من النعم‪.‬‬

‫والعصر‪ :‬أقسم الله سبحانه بالعصر وهو الدهر‪،‬‬ ‫لما فيه من العبر من جهة مرور الليل والنهار‪،‬‬ ‫وتعاقب الظلم والضياء‪ ،‬وما في ذلك من‬ ‫استقامة الحياة ومصالح الحياء‪ ،‬فإن في ذلك‬ ‫دللة بينه على الصانع عز وجل وعلى توحيده‪.‬‬ ‫العصر‬ ‫صلة‬ ‫وقت‬ ‫بالعصر‬ ‫المراد‬ ‫‪:‬‬ ‫مقاتل‬ ‫وقال‬ ‫إن النسان لفي خسر‪ :‬الخسران هو النقصان‬ ‫وذهاب رأس المال‪.‬‬

‫وتواصوا بالحق‪ :‬وصى بعضهم بعضا بالحق الذي‬ ‫يحق القيام به‪ ،‬وهو اليمان بالله والتوحيد‬ ‫والقيام بما شرعه الله واجتناب مانهى عنه‪.‬‬ ‫وتواصوا بالصبر‪ :‬عن معاصي الله والصبر على‬ ‫فرائضه والصبر على أقداره المؤلمة‪.‬‬

‫ويل لكل همزة لمزة‪ :‬خزي او عذاب أو هلكة‬ ‫للهمزة‪ ،‬وهو الذي يغتاب الرجل في وجهه‪،‬‬ ‫خلفه‬ ‫ماليغتابه‬ ‫الذي‬ ‫واللمزة‬ ‫لسبب همزه ولمزه‪،‬‬ ‫منبيان‬ ‫وعدده‪:‬‬ ‫جمع‬ ‫الذي‬ ‫وهو إعجابه بما جمع من المال وظنه أن له به‬ ‫أنغيره‪.‬‬ ‫يستقصر‬ ‫فلجل ذلك‬ ‫ماله يتركه حيا‬ ‫أخلده‪ :‬يظن‬ ‫الفضل‪،‬أن ماله‬ ‫يحسب‬ ‫مخلدا ل يموت‪ ،‬لشدة إعجابه بما يجمع من المال‬ ‫فل يفكر فيما بعد الموت‬

‫كل‪ :‬أي ليس المر على ما يحسبه‬ ‫لينبذن في الحطمة‪ :‬ليطرحن هو وماله في النار‬ ‫التي تهشم كل ما يلقى فيها وتحطمه‪.‬‬ ‫التي تطلع على الفئدة‪ :‬يخلص حرها إلى‬ ‫القلوب فيعلوها ويغشاها (لنها محل تلك‬ ‫المقاصد الزائغة والنيات الخبيثة وسيء الخلق‬ ‫من الكبر واحتقار أهل الفضل)‪.‬‬

‫إنها عليهم مؤصدة‪ :‬مطبقة مغلقة أبوبها عليهم‬ ‫جميعا فل يستطيعون الخروج منها‪.‬‬ ‫في عمد ممدة‪ :‬كائنين في عمد ممدة موثقين‪،‬‬ ‫وقيل‪ :‬أطبقت البواب عليهم ثم شدت من حديد‬ ‫فل يفتح عليهم باب ول يدخل عليهم روح‪.‬‬

‫ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل‪ :‬أصحاب‬ ‫الفيل قوم من النصارى الحباش ‪ ،‬ملكوا اليمن‪،‬‬ ‫ثم ساروا منه يريدون تخريب الكعبة‪ ،‬فما أقبلوا‬ ‫على مكة أرسل الله عليهم الطير المذكورة في‬ ‫هذه السورة فأهلكتهم‪ ،‬وكان ذلك آية‪.‬‬ ‫وقد وقع ذلك قبل بعثة النبي بأربعين عاما وكان‬

‫ألم يجعل كيدهم في تظليل‪ :‬ألم يجعل مكرهم‬ ‫وسعيهم في تخريب الكعبة‪ ،‬ضلل منهم أدى‬ ‫بهم‬ ‫الهلكطيرا أبابيل‪ :‬جماعات متفرقة‪.‬‬ ‫إلىعليهم‬ ‫وأرسل‬ ‫وهي طير سود جاءت من قبل البحر‪ ،‬مع كل‬ ‫طائر ثلثة أحجار‪ :‬حجران في رجليه وحجر في‬ ‫منقاره‪ ،‬ليصيب شيئا إل هشمه‬

‫ترميهم بحجارة من سجيل‪ :‬حجارة من طيب‬ ‫طبخت بنار جهنم‪ ،‬مكتوب فيها أسماء القوم‪.‬‬ ‫فإذا أصاب أحدهم حجر منها خرج به الجدري‪،‬‬ ‫وفوق‬ ‫كالحمصة‬ ‫الحجر‬ ‫وكان‬ ‫العدسة‪.‬إذا أكلته‬ ‫كورق الزرع‬ ‫مأكول‪:‬‬ ‫كعصف‬ ‫فجعلهم‬ ‫الدواب فرمت به من أسفل‪ .‬وقيل‪ :‬المعنى‪:‬‬ ‫صاروا كورق زرع قد أكلت منه الدواب وبقي‬ ‫منه التبن‪.‬‬

‫وتسمى سورة اليلف‬ ‫إيلفهم رحلة الشتاء والصيف‪ :‬وكانت إحداهما‬ ‫إلى اليمن في الشتاء‪ ،‬لنها بلد حارة‪ ،‬والخرى‬ ‫إلى الشام في الصيف لنها بلد باردة‪ ،‬وكانت‬ ‫قريش تعيش بالتجارة‪ ،‬ولول هاتان الرحلتان لم‬ ‫يمكن بها مقام‪ ،‬ولول المن ‪-‬بجوارهم للبيت‪ -‬لم‬ ‫يقدروا على التصرف‪ .‬والمعنى أن الله جعلهم‬ ‫يألفون هاتين الرحلتين ويسرهما لهم فلجل‬

‫فليعبدوا رب هذا البيت‪ :‬عرفهم سبحانه بأنه رب‬ ‫هذا البيت لنها كانت لهم أوثان يعبدونها فميز‬ ‫نفسه عنها‪ .‬وبالبيت تشرفوا على سائر العرب‪.‬‬ ‫الذي أطعمهم من جوع‪ :‬أطعمهم بسبب هاتين‬ ‫الرحلتين‪ ،‬فخلصهم من جوع شديد كانوا فيه‬ ‫قبلهما‪.‬‬

‫وآمنهم من خوف‪ :‬كانت العرب يغير بعضها على‬ ‫بعض ويسبي بعضهم بعضا ‪ ،‬فأمنت قريش من‬ ‫ذلك لمكان الحرم‪ ،‬وقد آمنهم من خوف الحبشة‬ ‫مع الفيل‪.‬‬

‫أرأيت الذي يكذب بالدين‪ :‬أأبصرت المكذب‬ ‫والجزاء؟‬ ‫بالحساب‬ ‫اليتيم‪ :‬فإن تأملته أو طلبته فهو‬ ‫الذي يدع‬ ‫فذلك‬ ‫ذلك الذي يدفع اليتيم عن حقه دفعا شديدا‪ .‬وقد‬ ‫كان عرب الجاهلية ل يورثون النساء والصبيان‪.‬‬

‫ول يحض على طعام المسكين‪ :‬ليحض نفسه ول‬ ‫أهله ول غيرهم على ذلك‪ ،‬بخل بالمال‪.‬‬ ‫الذين هم عن صلتهم ساهون‪ :‬أي غافلون عنها‬ ‫غير مبالين بها‪ ،‬ل يرجون بصلتهم ثوابا إن‬ ‫صلوا‪ ،‬ول يخافون عقابا إن تركوا‪ ،‬فهم عنها‬ ‫غافلون حتى يذهب وقتها‪.‬‬

‫الذين هم يراءون‪ :‬يراءون الناس بصلتهم إن‬ ‫صلوا‪ ،‬أو يراءون الناس بكل ما عملوه من أعمال‬ ‫‪.‬‬ ‫عليهم‬ ‫ليثنوا‬ ‫البر‬ ‫ويمنعون الماعون‪ :‬الماعون‪ :‬اسم لما يتعاوره‬ ‫الناس بينهم من الدلو والفأس والقدر‪ ،‬وما ل‬ ‫يمنع كالماء والملح‪ .‬وقيل الماعون هو الزكاة‪ :‬أي‬ ‫يمنعون زكاة أموالهم‪.‬‬

‫(أنا أعطيناك الكوثر)‪ :‬الكوثر نهر في الجنة جعله‬ ‫الله كرامة لرسول الله ولمته‪..‬‬ ‫(فصل لربك)‪ :‬المأمور إقامة الصلوات المفروضة‬ ‫(وانحر)‪ :‬كان الناس يصلون لغير الله وينحرون‬ ‫لغير الله فأمر الله نبيه أن تكون صلته ونحره له‬ ‫وحده‪.‬‬ ‫العيد‬ ‫صلة‬ ‫وعكرمة‪..‬‬ ‫وعطاء‬ ‫الذي ل‬ ‫المرادهو‬ ‫مبغضك‬ ‫البتر)‪ :‬إي‬ ‫قتادة هو‬ ‫وقالشانئك‬ ‫((إن‬ ‫الضحية‪..‬‬ ‫ونحر‬ ‫بعد بعد موته والبتر من الرجال‬ ‫يبقى ذكره‬ ‫الذي ل ولد له‪..‬‬ ‫لما مات ابن الرسول قال أحد المشركين‪:‬إنه‬

‫(قل يا أيها الكافرون)‪ :‬سبب نزول هذه السورة‬ ‫أن الكفار سألوا رسول الله أن يعبد ألهتهم سنة‬ ‫ويعبدوا إلههم سنة فأمره الله سبحانه أن يقول‬ ‫لهم (ل أعبد ما تعبدون) أي ل أفعل ما تطلبون‬ ‫مني من عبادة ما تعبدون من الصنام أي لست‬ ‫ألهتكمما أعبد‪ :‬أي ولستم انتم مادمتم‬ ‫أعبدعابدون‬ ‫النأنتم‬ ‫ول‬ ‫على شرككم وكفركم عابدين لله الذي أعبده‬

‫ول أنا عابد ما عبدتم‪:‬أي في مستقبل أيامي وما‬ ‫يأتي من عمري لن أعبد شيئا ً من ألهتكم التي‬ ‫تعبدونهاعابدون ما أعبد‪ :‬أي لن تعبدوا الله في‬ ‫ول أنتم‬ ‫مستقبل أيامكم مادمتم على كفركم وعبادتكم‬ ‫للصنام (فأن عبادة الكافر بالله والمشرك به‬ ‫مرفوضة ل يُعتد بها) وقيل في اليات تكرار‬ ‫والغرض التأكيد لقطع أطماع الكفار عن أن‬ ‫يجيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ما‬

‫لكم دينكم ولي دين‪ :‬أي إن رضيتم بدينكم فقد‬ ‫رضيت بديني وإن دينكم الذي هو الشراك لكم ل‬ ‫يتجاوزكم إلي وديني الذي هو التوحيد مقصوٌر‬ ‫علي ل يتجاوزني إلى الحصول لكم‪..‬‬

‫وتسمى أيضا ً ‪:‬سورة التوديع أخرج أحمد وابن‬ ‫جرير عن أبن عباس قال لما نزلت إذا جاء نصر‬ ‫الله والفتح قال رسول الله صلى الله عليه‬ ‫عيت إلي‬ ‫وسلم‪:‬‬ ‫نفسيإذا جاءك يا محمد نصُر‬ ‫والفتح‪ :‬أي‬ ‫نصرن ُ الله‬ ‫إذا‬ ‫الله على من عاداك وهم قريش وفتح عليك‬ ‫مكة‪ .‬والنصر هو التأييد الذي يكون به قهر‬ ‫العداء وغلبهم والستعلء عليهم‪ .‬والفتح هو‬ ‫فتح مساكن العداء ودخول منازلهم (وفتح‬

‫ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً‪:‬أي‬ ‫جماعات فوجا ً بعد فوج فإنه لما فتح رسول الله‬ ‫مكة قال العرب‪ :‬أما إذ ظفر محمد بأهل الحرم‬ ‫وقد أجارهم الله من أصحاب الفيل فإنه على‬ ‫الحق وليس لكم عليه قدرة فكانوا يدخلون في‬ ‫السلم جماعات كثيرة‪ ..‬بعد أن كانوا يدخلون‬ ‫واحدا ً واحدا ً واثنين اثنين فصارت القبيلة تدخل‬ ‫بأسرها في السلم‪..‬‬

‫فسبح بحمد ربك‪:‬فيه الجمع بين تسبيح الله‬ ‫المؤذن بالتعجب مما يسره الله له مما لم يكن‬ ‫د من الناس وبين الحمد له‬ ‫يخطر بباله ول بال أح ٍ‬ ‫على جميل صنعه له وعظيم منته عليه بالنصر‬ ‫السلم‬ ‫المغفرةفي‬ ‫بدخول الناس‬ ‫القرى‬ ‫والفتح‬ ‫تواضعاً‬ ‫لذنبك‬ ‫أطلب منه‬ ‫لم‪:‬أي‬ ‫واستغفره‬ ‫أفواجاً‬ ‫‪,,,‬‬ ‫ً‬ ‫لله واستقصارا لعملك‬

‫إنه كان تواباً‪ :‬أي من شأنه التوبة على‬ ‫المستغفرين له يتوب عليهم ويرحمهم بقبول‬ ‫توبتهم‪( .‬أخرج البخاري وغيره عن ابن عباس‬ ‫قال في هذه السورة هو أجل رسول الله صلى‬ ‫الله عليه وسلم أعلمه الله له قال (إذا جاء نصر‬ ‫الله والفتح) فذلك علمة أجله (فسبح بحمد ربك‬ ‫واستغفره إنه كان تواباً)‬

‫تبت يدا أبي لهب ‪ :‬أي هلكت يداه وخسرت‬ ‫وخابت‬ ‫أي هلك هو أي وقد وقع ما دعا به عليه‪.‬‬ ‫وتب‪:‬‬ ‫وأبو لهب‪:‬عم النبي صلى الله عليه وسلم‬ ‫واسمه عبد العزى‪.‬‬

‫ما أغني عنه ماله وما كسب‪ :‬أي لم يدفع عنه ما‬ ‫جمع من المال ول مكسب من الرباح والجاه ما‬ ‫حل به من التباب وما نزل به من عذاب الله‬ ‫سيصلى نارا ً ذات لهب‪ :‬أي سوف يعذب في النار‬ ‫الملتهبة تحرق جلده وهي ذات اشتعال وتوقد‬ ‫وهي نار جهنم‬

‫وامرأته حمالة الحطب ‪ :‬أي وتصلى امرأته ناًراً‬ ‫ذات لهب ‪،‬وهي أم جميل بنت حرب أخت أبي‬ ‫سفيان وكانت تحمل الغضى والشوك فتطرحه‬ ‫وسلم‬ ‫الله‬ ‫مسد‪:‬صلى‬ ‫منالنبي‬ ‫طريق‬ ‫بالليل‬ ‫عليهالذي‬ ‫الليف‬ ‫المسد‬ ‫علىحبل‬ ‫جيدها‬ ‫في‬ ‫تفتل منه الحبال ‪ :‬كانت لها قلدة من‬ ‫جوهر‪.‬فقالت والله لنفقنّها في عداوة محمد ‪.‬‬ ‫فيكون جزاؤها أن يجعل في عنقها ذلك الحبل‬ ‫يوم القيامة مكان قلدتها‪..‬‬

‫قل هو الله أحد‪ :‬قال المشركون يامحمد انسب‬ ‫لنا ربك ‪،‬أي أذكر لنا نسبه ‪.‬فنزلت هذه السورة‬ ‫‪.‬فالمعنى ‪ :‬إن سألتم تبين نسبته فهو الله‬ ‫شريك‬ ‫واحد أحد‬ ‫الله‪.‬أي‪:‬‬ ‫أحد‬ ‫الذيلهي ُ‪.‬صمد إليه في‬ ‫الصمدل هو‬ ‫الصمد‪:‬‬ ‫الحاجات ‪ :‬أي يُقصد لكونه قادرا ً على قضائها‪.‬‬ ‫مل‬ ‫عن ابن عباس قال‪ :‬الصمد السيد الذي قد ك ُ‬ ‫مل في عظمته‬ ‫سؤدده والشريف الذي قد ك ُ‬ ‫مل في حلمه والغني الذي قد‬ ‫والحليم الذي قد ك ُ‬ ‫مل في جبروته‬ ‫مل في غناه‪،‬والجبار الذي قد ك ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫‪ ،‬والعالم الذي قد كمل في علمه والحكيم الذي‬

‫لم يلد ولم يولد‪ :‬أي لم يصدر عنه ولد‪،‬ولم يصدر‬ ‫هو عن شيء لنه لم يجانسه شي ‪ ،‬ولستحالة‬ ‫نسبة العدم إليه سابقا ً ولحقا ً فإن المولود كان‬ ‫معدوما ً قبل أن يولد‪ ،‬أي فليس لله تعالى أب‬ ‫حتى ينسب إليه‪.‬وقال قتادة ‪:‬إن مشركي العرب‬ ‫قالوا الملئكة بنات الله ‪،‬وقالت اليهود‪:‬عزير ابن‬ ‫الله‪،‬فأكذبهم‬ ‫ابن‬ ‫المسيح‬ ‫النصارى‬ ‫الله‬ ‫‪،‬وقالت كفوا ً‬ ‫أحد ول يماثله‬ ‫يساويه‬ ‫أحد‪ ::‬ل‬ ‫ولم‪ .‬يكن له‬ ‫‪..‬‬ ‫يولد‬ ‫ولم‬ ‫يلد‬ ‫لم‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫الله‬ ‫ول يشاركه في شيء من صفات كماله‪.‬‬

‫قل أعوذ برب الفلق‪ :‬الفلق الصبح لن الليل‬ ‫ينفلق عنه وقيل هو كل ما انفلق عن جميع ما‬ ‫خلق الله من الحيوان والصبح والحب والنوى‬ ‫وكل شيء من نبات وغيره‪ .‬قيل والمراد‪ :‬اليماء‬ ‫إلى أن القادر على إزالة هذه الظلمات الشديدة‬ ‫عن كل هذا العالم يقدر أيضا أن يدفع عن‬

‫من شر ما خلق‪ :‬أي أعوذ بالله من شر كل ما‬ ‫خلقه الله من جميع مخلوقاته‬ ‫ومن شر غاسق إذا وقب‪ :‬أي أعوذ بالله من شر‬ ‫الليل إذا أقبل‪ ،‬قالوا‪ :‬لنه في الليل تخرج‬ ‫السباع من آجامها والهوام من أماكنها وينبعث‬ ‫أهل الشر على العيث والفساد‬

‫ومن شر النفاثات في العقد‪ :‬أي وأعوذ به من‬ ‫شر النساء الساحرات وذلك لنهن كن ينفثن في‬ ‫عقد الخيوط حتى يسحرن بها‬ ‫ومن شر حاسد إذا حسد‪ :‬الحسد هو تمني زوال‬ ‫النعمة التي أنعم الله بها على المحسود‪.‬‬

‫قل أعوذ برب الناس‪:‬رب الناس هو خالقهم‬ ‫ومدبر أمرهم ومصلح أحوالهم ‪..‬‬ ‫ملك الناس‪:‬له الملك الكامل والسلطان القاهر‬ ‫إله الناس‪ :‬أي معبودهم فإن الملك قد يكون إلهاً‬ ‫وقد ل يكون فبين أن اسم الله خاص به ل‬ ‫يشاركه فيه أحد‬

‫الوسواس‪:‬الشيطان‬ ‫الخناس‪:‬إذا ذكر الله خنس الشيطان وانقبض‪،‬‬ ‫وإذا لم يُذكر الله انبسط ووسوس ‪.‬‬ ‫الذي يوسوس في صدور الناٍس‪ :‬وسوسته هي‬ ‫الدعاء إلى طاعته بكلم خفي يصل إلى القلب‬ ‫من غير سماع صوت ‪.‬‬

‫من الجنة والناس‪:‬أما شيطان الجن فيوسوس‬ ‫في صدور الناس كما تقدم وأما شيطان النس‬ ‫فوسوسته في صدور الناس بأن يظهر نفسه‬ ‫كالناصح المشفق فيوقع في الصدر من كلمه‬ ‫الذي أخرجه مخرج النصيحة ما يوقع الشيطان‬ ‫الجني فيه بوسوسته ‪.‬عن ابن عباس قال‪:‬ما من‬ ‫مولود يولد إل على قلبه الوسواس فإذا ذكر الله‬

Related Documents

219
April 2020 10
219
May 2020 16
219
November 2019 20
219
November 2019 25
P-219
July 2020 1
Bitch 219
October 2019 10