201
This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA
Overview
Download & View 201 as PDF for free.
More details
- Words: 1,916
- Pages: 27
آفات اللسان من كتاب إحياء علوم الدين لبى حامد الغزالى جمع واعداد جنات عبد العزيز دنيا
1
كلم ذى اللسانين
من آفات اللسان
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :من كان له وجهان فى الدنيا كان له لسانان من النار يوم القيامة ) . اذا دخل رجل على متعاديين وجامل كل واحد منهما ،وكان صادقا فيه لم يكن منافقا ول ذا لسانين . أما لو نقل الشخص كلم كل واحد منهما إلى الخر فهو ذا لسانين وهو شر من النميمة .
2
المدح
من آفات اللسان
المدح له أضراره فى بعض المواضع بالنسبه للمادح وبالنسبة للممدوح . بالنسبة للمادح فيضره فيما يلى : -1قد يفرط فينتهى به إلى الكذب . -2قد يدخله الرياء فيكون مرائيا منافقا -3 .قد يقول ما ل يعرفه . بالنسبة للممدوح -1 :قد يحدث منه كبرا وإعجابا وهما مهلكتان . - 2قد يفرح الممدوح وهو ظالم وفاسد . 3
تابع المدح
من آفات اللسان
روى أن رجل مدح رجل عند النبى ،فقال له عليه الصلة والسلم ( إن كان أحدكم لبد مادحا فليقل أحسب فلنا ،ول أزكى على ال أحدا ،حسيبه ال إن كان يرى ) أما إذا قال رأيته يصلى ويتصدق ويحج ،فهذه أمور مستقيمة ل شيئ فيها .
4
الغفلة
من آفات اللسان
الغفلة عن دقائق الخطأ فى الكلم لسيما فيما يتعلق بال وصفاته ،ويرتبط بأمور الدين فل يقدر على تقويم اللفظ فى أمور الدين إل العلماء . قال الرسول عليه الصلة والسلم : ( ل يقل أحدكم ماشاء ال وشئت ولكن ليقل ماشاءال ثم شئت) ويعنى ذلك أن حرف العطف ( و ) تعنى تشريكا وتسوية وهو على خلف الحترام . 5
سؤال العوام
من آفات اللسان
العامى يفرح بالخوض فى العلم ،إذ الشيطان يخول إليه أنه أصبح من العلماء ومن أهل الفضل ،ول يزال يحبب إليه فى ذلك حتى يتكلم فى العلم بما هو كفر وهو ل يدرى . وفى الحديث نهى الرسول صلى ال عليه وسلم عن القيل والقال وإضاعة المال وكثرة السؤال . وفى قصة موسى والخضر عليهما السلم تنبيه على المنع من السؤال قبل أوان استحقاقه ،إذ قال تعالى (قَالَ فَ ِإنِ اتّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتّى أُحْدِثَ َلكَ مِنْهُ ِذكْرًا) الكهف70: 6
الكلم فيما ل يعنيك
من آفات اللسان
قال الرسول صلى ال عليه وسلم ( من حسن إسلم المرء تركه مال يعنيه ) إذا سألت غيرك عما ليعنيك فأنت بالسؤال مضيع وقتك ،وقد ألجأت صاحبك أيضا بالجواب إلى التضييع ، ولكن أن تجلس مع القوم فتذكر لهم أسفارك وما رأيت فيها من جبال وأنهار وما وقع لك من الوقائع وما استحسنته من الطعمة والثياب وما تعجبت منه من مشايخ البلد ووقائعهم .فهذه أمور ل تأثم فيها .
7
فضول الكلم
من آفات اللسان
جوَا ُهمْ إِل َمنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ َأ ْو قال تعالى ( :لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ ِمنْ نَ ْ صلَحٍ بَ ْينَ النّاسِ وَ َمنْ يَفْ َعلْ ذَ ِلكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ َمعْرُوفٍ َأوْ إِ ْ سوْفَ ُنؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ) النساء 114 : الِّ فَ َ وقال صلى ال عليه وسلم ( طوبى لمن أمسك الفضل من لسانه وأنفق الفضل من ماله .
8
الخوض فى الباطل
من آفات اللسان
وهو الكلم فى المعاصى كحكاية أحوال النساء ،ومجالس الخمروتنعم الغنياء ،وتجبر الملوك وأحوالهم المكروهه ،فإن كل ذلك مما ل يحل الخوض فيه ،وهو حرام . وأما الكلم فيما ل يعنى ل تحريم فيه إنما يخشى عليه الخوض فى الباطل . وقال الرسول عليه الصلة والسلم ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة ل يرى بها بأسا يهوى بها فى النار سبعين خريفا ) وقال صلى ال عليه وسلم ( أعظم الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضا فى الباطل . 9
المراء والجدال
من آفات اللسان
المراء والجدال منهى عنه . والمراء هو كل اعتراض على كلم الغير بإظهار خلل فيه إما فى اللفظ وإما فى المعنى وإما فى قصد المتكلم . فكل كلم سمعته إن كان حقا فصدق به ،وإن كان باطل أوكذبا ولم يكن متعلقا بأمور الدين فاسكت عنه . الجدال عبارة عن أمر يتعلق باظهار المذاهب وتقريرها .
10
تابع -المراء والجدال
من آفات اللسان
قال الرسول عليه الصلة والسلم ( ل تمارى أخاك ول تمازحه ول تعده موعدا فتخلفه ) وقال أيضا ( من ترك المراء وهومحق له بيت فى أعلى الجنة ،ومن ترك المراء وهو مبطل بنى له بيت فى ربض الجنة ) وقال أيضا ( ما ضل قوم بعد أن هداهم ال تعالى إل أوتوا الجدل )
11
الخصومة
من آفات اللسان
هى أيضا مذمومة مثل المراء والجدال ،وهى لجاج فى الكلم ليستوفى به الحال للحق ،وذلك تارة يكون إبتداء وتارة يكون إعتراض والمراء .ليكون إل باعتراض على كلم سبق فإذا كان للنسان حق فلبد له من الخصومة فى طلبه فهل تذم خصومته؟ إن الذم يتناول الذى يخاصم بغير علم ،أما المظلوم الذى ينصر حجته بطريق الشرع من غير إسراف وزيادة لجاج على قدر الحاجة ومن غير قصد عناد وإيذاء ففعله ليس حرام . قال الرسول عليه الصلة والسلم ( إتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم ( .تجدوا فبكلمة طيبة 12
التقعر فى الكلم
من آفات اللسان
التقعر فى الكلم هو التصنع فيه بالتشبيهات والمقدمات وما جرت به العادة من إظهار التكلف الممقوت . قال صلى ال عليه وسلم ( إن أبغضكم الذى أبعدكم منى مجلسا الثرثارون المتفيقهون المتشدقون فى الكلم ) .
13
الفحش والسب وبذاءة اللسان
من آفات اللسان
وهو مذموم ومنهى عنه ومصدر الخبث واللؤم . قال صلى ال عليه وسلم ( ليس المؤمن بالطعان ول اللعان ول الفحاش ول البذئ ) . وقال كذلك ( سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر ) . وقال أيضا ( من أكبر الكبائر أن يسب الرجل والديه ،قالوا يا رسول ال كيف يسب الرجل والديه ،قال يسب الرجل أبا الرجل فيسب الخرأباه ) . 14
اللعن
من آفات اللسان
اللعن يكون سواء لحيوان أو جماد أو إنسان كل ذلك مذموم . قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( المؤمن ليس بلعان ) . ل يجوز لعن إل من لعنه ال وأعلن كفره أو مات على الكفر كفرعون و أبو جهل .وإل قد نتعرض للخطر فإننا لو لعنا زيدا من الناس وهو يهودى مثل فإنه ربما يسلم فيموت مقربا عند ال .
15
تابع -اللعن
من آفات اللسان
الصفات المقتضية اللعن ثلثة :الكفر والبدعة والفسق . قال الرسول صلى ال عليه وسلم : (أنهاك أن تشتم مسلما أو تعصى إماما عادل ) والتعرض للموات أشد ،ويقرب من اللعن الدعاء على النسان بالشر .
16
المزاح
من آفات اللسان
المزاح أصله مذموم منهى عنه إل قدرا يسيرا . قال صلى ال عليه وسلم ( ل تمارأخاك ول تمازحه ) إن المماراه فيها إيذاء لن فيها تكذيبا للخ والصديق أو تجهيل له ، وأما المزاح فإن المنهى عنه الفراط فيه أو المداومة عليه لنه يورث اللعب والهزل وكثرة الضحك التى تميت القلب وتورث الضغينة ، وتسقط المهابة والوقار فى بعض الحيان . وقال المصطفى صلى ال عليه وسلم ( إنى لمزح ول أقول إل حقا)
17
السخرية والستهزاء
من آفات اللسان
وهذا محرم كما قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا ل يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ول نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ) . ومعنى السخرية الستهانة والتحقير والتنبيه على العيوب والنقائص ، على وجه يضحك منه ،وقد يكون هذا بالمحاكاه فى الفعل والقول ، وقد يكون بالشارة واليماء . قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( من عير أخاه بذنب قد تاب منه لم يمت حتى يعمله ) . 18
إفشاء السر
من آفات اللسان
وهو منهى عنه لما فيه من اليذاء والتهاون بحق المعارف والصدقاء . قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( إذا حدث الرجل الحديث بينكم ثم التفت فهى أمانة ) . وهو حرام إذا كان فيه إضرار ،ولؤم إن لم يكن فيه اضرار .
19
الوعد الكاذب
من آفات اللسان
قال تعالى (وَلَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتّى يَبْلُ َغ أَشُدّهُ وََأوْفُوا بِا ْل َعهْدِ ِإنّ ا ْل َعهْدَ كَانَ مَسْئُول ) السراء 34 : وقد أثنى ال تعالى على نبيه إسماعيل عليه السلم فقال : ( إنه كان صادق الوعد ) قيل إنه وعد إنسانا فى موضع فلم يرجع إليه النسان بل نسى ،فبقى إسماعيل إثنين وعشرين يوما فى انتظاره . وقال أبو هريرة قال النبى صلى ال عليه وسلم ( ثلث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان ) . 20
الكذب فى القول واليمين
من آفات اللسان
:قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( .إياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما فى النار ) وقال أيضا ( كبرت الخيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك به (.مصدق وأنت له به كاذب
21
تابع – الكذب فى القول أو اليمين من آفات اللسان :يرخص الكذب فى الحوال التية عن أم كلثوم قالت ما سمعت رسول ال يرخص فى شيئ من الكذب إل فى ثلث :الرجل يقول القول يريد به الصلح ، والرجل يقول القول فى الحرب والرجل يحدث زوجته والمرأة تحدث زوجها وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم : (ليس بكذاب من أصلح بين إثنين فقال خيرا أو نمى خيرا ) 22
الغيبة
من آفات اللسان
نص ال تعالى على ذمها فى كتابه وشبه صاحبها بآكل اللحم ( وَلا َي ْغتَبْ َب ْعضُ ُك ْم حمَ أَخِيهِ َم ْيتًا َفكَرِ ْهتُمُوهُ وَاتّقُوا الَّ إِنّ الَّ َتوّابٌ بَعْضًا أَيُحِبّ أَحَ ُدكُمْ أَنْ يَ ْأ ُكلَ لَ ْ رحيم ) .الحجرات 12 : وقال صلى ال عليه وسلم ( مررت ليلة أسرى بى على أقوام يخشمون وجوههم بأظافيرهم فقلت ياجبريل :من هؤلء ؟ قال هؤلء الذين يغتابون الناس .ويقعون فى أعراضهم ومعنى الغيبة أن تذكر أخاك بما يكرهه لو بلغه ،سواء ذكرته بنقص فى بدنه أو فى خلقه أو فى فعله أو فى قوله أو فى دينه أو فى دنياه ،حتى فى ثوبه وداره و دابته .هذا إن كنت صادقا أما اذا كذبت فإنه بهتان والغيبة ل تقتصر على اللسان فقط فالشارة واليماء والغمز واللمز والكتابة .والحركة وكل ما يفهم المقصود فهو داخل فى الغيبة وهو حرام 23
تابع -الغيبة
من آفات اللسان
قالت السيدة عائشة رضى ال عنها (دخلت علينا امرأة ،فلما ولت (.أومئت بيدى أنها قصيرة ،فقال عليه الصلة والسلم :إغتبتها والغيبة تكون بالتعريض لشخص معين ،أما إذا كان فى حق جماعة من .الناس فليس بغيبة قال صلى ال عليه وسلم ( من رد عن عرض أخيه بالغيب كان حقا (على ال أن يعتقه من النار :كفارة الغيبة إعلم أن الواجب على المغتاب أن يندم ويتوب ويتأسف على مافعله ، ليخرج به من حق ال سبحانه وتعالى .قال رسول ال صلى ال عليه ( .وسلم ( كفارة من اغتبته أن تستغفر له 24
النميمة
من آفات اللسان
قال ال تعالى ( هماز مشاء بنميم ) ،وقال صلى ال عليه وسلم ( أحبكم الى ال أحاسنكم أخلقا ،الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون ،وأن أبغضكم إلى ال المشاؤون بالنميمة ، المفرقون بين الخوان ،الملتمسون للبرءاء العثرات ) . والنميمة كأن تقول لشخص فلن يتكلم فيك بكذا وكذا وسواء كان الكشف بالقول أو بالكتابة أو بالرمز أو باليماء .
25
تابع -النميمة
من آفات اللسان
وكل مارأى النسان من أحوال الناس مما يكره ،فينبغى أن يسكت عنه ،إل ما فى حكايته فائدة لمسلم أو دفع لمعصية ، وإن كان ماينم به نقصا وعيبا فى المحكى عنه ،كان قد جمع بين الغيبة والنميمة . والنمام يجب معاقبته بأن ل يصدق لنه فاسق مردود الشهادة ،وأن يبغض فى ال لنه بغيض عند ال وأن ل تحكى نميمته لنك بذلك تكون قد رضيت لنفسك ما نهيته عنه . 26
النهاية
من آفات اللسان
من تأمل جميع ما أوردناه من آفات اللسان علم أنه إذا أطلق لسانه لم يسلم ،وعند ذلك يعرف سر قوله صلى ال عليه وسلم ( من صمت نجا )
[email protected]
27
1
كلم ذى اللسانين
من آفات اللسان
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( :من كان له وجهان فى الدنيا كان له لسانان من النار يوم القيامة ) . اذا دخل رجل على متعاديين وجامل كل واحد منهما ،وكان صادقا فيه لم يكن منافقا ول ذا لسانين . أما لو نقل الشخص كلم كل واحد منهما إلى الخر فهو ذا لسانين وهو شر من النميمة .
2
المدح
من آفات اللسان
المدح له أضراره فى بعض المواضع بالنسبه للمادح وبالنسبة للممدوح . بالنسبة للمادح فيضره فيما يلى : -1قد يفرط فينتهى به إلى الكذب . -2قد يدخله الرياء فيكون مرائيا منافقا -3 .قد يقول ما ل يعرفه . بالنسبة للممدوح -1 :قد يحدث منه كبرا وإعجابا وهما مهلكتان . - 2قد يفرح الممدوح وهو ظالم وفاسد . 3
تابع المدح
من آفات اللسان
روى أن رجل مدح رجل عند النبى ،فقال له عليه الصلة والسلم ( إن كان أحدكم لبد مادحا فليقل أحسب فلنا ،ول أزكى على ال أحدا ،حسيبه ال إن كان يرى ) أما إذا قال رأيته يصلى ويتصدق ويحج ،فهذه أمور مستقيمة ل شيئ فيها .
4
الغفلة
من آفات اللسان
الغفلة عن دقائق الخطأ فى الكلم لسيما فيما يتعلق بال وصفاته ،ويرتبط بأمور الدين فل يقدر على تقويم اللفظ فى أمور الدين إل العلماء . قال الرسول عليه الصلة والسلم : ( ل يقل أحدكم ماشاء ال وشئت ولكن ليقل ماشاءال ثم شئت) ويعنى ذلك أن حرف العطف ( و ) تعنى تشريكا وتسوية وهو على خلف الحترام . 5
سؤال العوام
من آفات اللسان
العامى يفرح بالخوض فى العلم ،إذ الشيطان يخول إليه أنه أصبح من العلماء ومن أهل الفضل ،ول يزال يحبب إليه فى ذلك حتى يتكلم فى العلم بما هو كفر وهو ل يدرى . وفى الحديث نهى الرسول صلى ال عليه وسلم عن القيل والقال وإضاعة المال وكثرة السؤال . وفى قصة موسى والخضر عليهما السلم تنبيه على المنع من السؤال قبل أوان استحقاقه ،إذ قال تعالى (قَالَ فَ ِإنِ اتّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتّى أُحْدِثَ َلكَ مِنْهُ ِذكْرًا) الكهف70: 6
الكلم فيما ل يعنيك
من آفات اللسان
قال الرسول صلى ال عليه وسلم ( من حسن إسلم المرء تركه مال يعنيه ) إذا سألت غيرك عما ليعنيك فأنت بالسؤال مضيع وقتك ،وقد ألجأت صاحبك أيضا بالجواب إلى التضييع ، ولكن أن تجلس مع القوم فتذكر لهم أسفارك وما رأيت فيها من جبال وأنهار وما وقع لك من الوقائع وما استحسنته من الطعمة والثياب وما تعجبت منه من مشايخ البلد ووقائعهم .فهذه أمور ل تأثم فيها .
7
فضول الكلم
من آفات اللسان
جوَا ُهمْ إِل َمنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ َأ ْو قال تعالى ( :لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ ِمنْ نَ ْ صلَحٍ بَ ْينَ النّاسِ وَ َمنْ يَفْ َعلْ ذَ ِلكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ َمعْرُوفٍ َأوْ إِ ْ سوْفَ ُنؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ) النساء 114 : الِّ فَ َ وقال صلى ال عليه وسلم ( طوبى لمن أمسك الفضل من لسانه وأنفق الفضل من ماله .
8
الخوض فى الباطل
من آفات اللسان
وهو الكلم فى المعاصى كحكاية أحوال النساء ،ومجالس الخمروتنعم الغنياء ،وتجبر الملوك وأحوالهم المكروهه ،فإن كل ذلك مما ل يحل الخوض فيه ،وهو حرام . وأما الكلم فيما ل يعنى ل تحريم فيه إنما يخشى عليه الخوض فى الباطل . وقال الرسول عليه الصلة والسلم ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة ل يرى بها بأسا يهوى بها فى النار سبعين خريفا ) وقال صلى ال عليه وسلم ( أعظم الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضا فى الباطل . 9
المراء والجدال
من آفات اللسان
المراء والجدال منهى عنه . والمراء هو كل اعتراض على كلم الغير بإظهار خلل فيه إما فى اللفظ وإما فى المعنى وإما فى قصد المتكلم . فكل كلم سمعته إن كان حقا فصدق به ،وإن كان باطل أوكذبا ولم يكن متعلقا بأمور الدين فاسكت عنه . الجدال عبارة عن أمر يتعلق باظهار المذاهب وتقريرها .
10
تابع -المراء والجدال
من آفات اللسان
قال الرسول عليه الصلة والسلم ( ل تمارى أخاك ول تمازحه ول تعده موعدا فتخلفه ) وقال أيضا ( من ترك المراء وهومحق له بيت فى أعلى الجنة ،ومن ترك المراء وهو مبطل بنى له بيت فى ربض الجنة ) وقال أيضا ( ما ضل قوم بعد أن هداهم ال تعالى إل أوتوا الجدل )
11
الخصومة
من آفات اللسان
هى أيضا مذمومة مثل المراء والجدال ،وهى لجاج فى الكلم ليستوفى به الحال للحق ،وذلك تارة يكون إبتداء وتارة يكون إعتراض والمراء .ليكون إل باعتراض على كلم سبق فإذا كان للنسان حق فلبد له من الخصومة فى طلبه فهل تذم خصومته؟ إن الذم يتناول الذى يخاصم بغير علم ،أما المظلوم الذى ينصر حجته بطريق الشرع من غير إسراف وزيادة لجاج على قدر الحاجة ومن غير قصد عناد وإيذاء ففعله ليس حرام . قال الرسول عليه الصلة والسلم ( إتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم ( .تجدوا فبكلمة طيبة 12
التقعر فى الكلم
من آفات اللسان
التقعر فى الكلم هو التصنع فيه بالتشبيهات والمقدمات وما جرت به العادة من إظهار التكلف الممقوت . قال صلى ال عليه وسلم ( إن أبغضكم الذى أبعدكم منى مجلسا الثرثارون المتفيقهون المتشدقون فى الكلم ) .
13
الفحش والسب وبذاءة اللسان
من آفات اللسان
وهو مذموم ومنهى عنه ومصدر الخبث واللؤم . قال صلى ال عليه وسلم ( ليس المؤمن بالطعان ول اللعان ول الفحاش ول البذئ ) . وقال كذلك ( سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر ) . وقال أيضا ( من أكبر الكبائر أن يسب الرجل والديه ،قالوا يا رسول ال كيف يسب الرجل والديه ،قال يسب الرجل أبا الرجل فيسب الخرأباه ) . 14
اللعن
من آفات اللسان
اللعن يكون سواء لحيوان أو جماد أو إنسان كل ذلك مذموم . قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( المؤمن ليس بلعان ) . ل يجوز لعن إل من لعنه ال وأعلن كفره أو مات على الكفر كفرعون و أبو جهل .وإل قد نتعرض للخطر فإننا لو لعنا زيدا من الناس وهو يهودى مثل فإنه ربما يسلم فيموت مقربا عند ال .
15
تابع -اللعن
من آفات اللسان
الصفات المقتضية اللعن ثلثة :الكفر والبدعة والفسق . قال الرسول صلى ال عليه وسلم : (أنهاك أن تشتم مسلما أو تعصى إماما عادل ) والتعرض للموات أشد ،ويقرب من اللعن الدعاء على النسان بالشر .
16
المزاح
من آفات اللسان
المزاح أصله مذموم منهى عنه إل قدرا يسيرا . قال صلى ال عليه وسلم ( ل تمارأخاك ول تمازحه ) إن المماراه فيها إيذاء لن فيها تكذيبا للخ والصديق أو تجهيل له ، وأما المزاح فإن المنهى عنه الفراط فيه أو المداومة عليه لنه يورث اللعب والهزل وكثرة الضحك التى تميت القلب وتورث الضغينة ، وتسقط المهابة والوقار فى بعض الحيان . وقال المصطفى صلى ال عليه وسلم ( إنى لمزح ول أقول إل حقا)
17
السخرية والستهزاء
من آفات اللسان
وهذا محرم كما قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا ل يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ول نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ) . ومعنى السخرية الستهانة والتحقير والتنبيه على العيوب والنقائص ، على وجه يضحك منه ،وقد يكون هذا بالمحاكاه فى الفعل والقول ، وقد يكون بالشارة واليماء . قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( من عير أخاه بذنب قد تاب منه لم يمت حتى يعمله ) . 18
إفشاء السر
من آفات اللسان
وهو منهى عنه لما فيه من اليذاء والتهاون بحق المعارف والصدقاء . قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( إذا حدث الرجل الحديث بينكم ثم التفت فهى أمانة ) . وهو حرام إذا كان فيه إضرار ،ولؤم إن لم يكن فيه اضرار .
19
الوعد الكاذب
من آفات اللسان
قال تعالى (وَلَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتّى يَبْلُ َغ أَشُدّهُ وََأوْفُوا بِا ْل َعهْدِ ِإنّ ا ْل َعهْدَ كَانَ مَسْئُول ) السراء 34 : وقد أثنى ال تعالى على نبيه إسماعيل عليه السلم فقال : ( إنه كان صادق الوعد ) قيل إنه وعد إنسانا فى موضع فلم يرجع إليه النسان بل نسى ،فبقى إسماعيل إثنين وعشرين يوما فى انتظاره . وقال أبو هريرة قال النبى صلى ال عليه وسلم ( ثلث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان ) . 20
الكذب فى القول واليمين
من آفات اللسان
:قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( .إياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما فى النار ) وقال أيضا ( كبرت الخيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك به (.مصدق وأنت له به كاذب
21
تابع – الكذب فى القول أو اليمين من آفات اللسان :يرخص الكذب فى الحوال التية عن أم كلثوم قالت ما سمعت رسول ال يرخص فى شيئ من الكذب إل فى ثلث :الرجل يقول القول يريد به الصلح ، والرجل يقول القول فى الحرب والرجل يحدث زوجته والمرأة تحدث زوجها وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم : (ليس بكذاب من أصلح بين إثنين فقال خيرا أو نمى خيرا ) 22
الغيبة
من آفات اللسان
نص ال تعالى على ذمها فى كتابه وشبه صاحبها بآكل اللحم ( وَلا َي ْغتَبْ َب ْعضُ ُك ْم حمَ أَخِيهِ َم ْيتًا َفكَرِ ْهتُمُوهُ وَاتّقُوا الَّ إِنّ الَّ َتوّابٌ بَعْضًا أَيُحِبّ أَحَ ُدكُمْ أَنْ يَ ْأ ُكلَ لَ ْ رحيم ) .الحجرات 12 : وقال صلى ال عليه وسلم ( مررت ليلة أسرى بى على أقوام يخشمون وجوههم بأظافيرهم فقلت ياجبريل :من هؤلء ؟ قال هؤلء الذين يغتابون الناس .ويقعون فى أعراضهم ومعنى الغيبة أن تذكر أخاك بما يكرهه لو بلغه ،سواء ذكرته بنقص فى بدنه أو فى خلقه أو فى فعله أو فى قوله أو فى دينه أو فى دنياه ،حتى فى ثوبه وداره و دابته .هذا إن كنت صادقا أما اذا كذبت فإنه بهتان والغيبة ل تقتصر على اللسان فقط فالشارة واليماء والغمز واللمز والكتابة .والحركة وكل ما يفهم المقصود فهو داخل فى الغيبة وهو حرام 23
تابع -الغيبة
من آفات اللسان
قالت السيدة عائشة رضى ال عنها (دخلت علينا امرأة ،فلما ولت (.أومئت بيدى أنها قصيرة ،فقال عليه الصلة والسلم :إغتبتها والغيبة تكون بالتعريض لشخص معين ،أما إذا كان فى حق جماعة من .الناس فليس بغيبة قال صلى ال عليه وسلم ( من رد عن عرض أخيه بالغيب كان حقا (على ال أن يعتقه من النار :كفارة الغيبة إعلم أن الواجب على المغتاب أن يندم ويتوب ويتأسف على مافعله ، ليخرج به من حق ال سبحانه وتعالى .قال رسول ال صلى ال عليه ( .وسلم ( كفارة من اغتبته أن تستغفر له 24
النميمة
من آفات اللسان
قال ال تعالى ( هماز مشاء بنميم ) ،وقال صلى ال عليه وسلم ( أحبكم الى ال أحاسنكم أخلقا ،الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون ،وأن أبغضكم إلى ال المشاؤون بالنميمة ، المفرقون بين الخوان ،الملتمسون للبرءاء العثرات ) . والنميمة كأن تقول لشخص فلن يتكلم فيك بكذا وكذا وسواء كان الكشف بالقول أو بالكتابة أو بالرمز أو باليماء .
25
تابع -النميمة
من آفات اللسان
وكل مارأى النسان من أحوال الناس مما يكره ،فينبغى أن يسكت عنه ،إل ما فى حكايته فائدة لمسلم أو دفع لمعصية ، وإن كان ماينم به نقصا وعيبا فى المحكى عنه ،كان قد جمع بين الغيبة والنميمة . والنمام يجب معاقبته بأن ل يصدق لنه فاسق مردود الشهادة ،وأن يبغض فى ال لنه بغيض عند ال وأن ل تحكى نميمته لنك بذلك تكون قد رضيت لنفسك ما نهيته عنه . 26
النهاية
من آفات اللسان
من تأمل جميع ما أوردناه من آفات اللسان علم أنه إذا أطلق لسانه لم يسلم ،وعند ذلك يعرف سر قوله صلى ال عليه وسلم ( من صمت نجا )
[email protected]
27
