اﻟﺘﻠﺼّﺺ رواﻳﺔ ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ
اﻟﻘ ﺎهﺮة .١٩٤٨ﺟ ﻴﺶ اﻹﺣ ﺘﻼل اﻹﻧﺠﻠﻴ ﺰي ﻳﻨﺘﻘ ﻞ إﻟ ﻰ ﻗﻨ ﺎة اﻟﺴ ﻮﻳﺲ .اﻷﺣﻜ ﺎم اﻟﻌﺮﻓﻴ ﺔ ﻣﻄﺒﻘ ﺔ. اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻤﺼﺮي ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺑﻌ ﺪ اﻋ ﻼن دوﻟ ﺔ اﺳ ﺮاﺋﻴﻞ .اﻟﻐ ﻼء وﻣﻐ ﺎﻣﺮات اﻟﻤﻠ ﻚ اﻟﻨﺴ ﺎﺋﻴﺔ هﻤ ﺎ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺸﺎرع .ﻣﻈ ﺎهﺮات اﻟﻄﻠﺒ ﺔ واﻋﺘﺼ ﺎﻣﺎت رﺟ ﺎل اﻟﺸ ﺮﻃﺔ واﻟﻤﻤﺮﺿ ﻴﻦ .اﻹﻏﺘﻴ ﺎﻻت اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻴﺔ وﻣﺤﺎآﻤ ﺔ أﻧ ﻮر اﻟﺴ ﺎدات .ﻗﻨﺎﺑ ﻞ اﻷﺧ ﻮان اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻴﻦ وﻣﻄ ﺎردة اﻟﺸ ﻴﻮﻋﻴﻴﻦ .أم آﻠﺜ ﻮم ﻓ ﻲ ﺣﻔﻠﺘﻬ ﺎ اﻟﺸﻬﺮﻳﺔ ﺑﻤﺴﺮح اﻷزﺑﻜﻴﺔ .أﻏﺎﻧﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻮهﺎب وﻓﺮﻳﺪ اﻷﻃ ﺮش وﻟﻴﻠ ﻲ ﻣ ﺮاد وأﺳ ﻤﻬﺎن .أﻓ ﻼم ﻳﻮﺳﻒ وهﺒﻲ وﺣﺴﻴﻦ ﺻﺪﻗﻲ وﻣﺤﻤﺪ ﻓﻮزي وﺗﺤﻴﺔ آﺎرﻳﻮآﺎ وﺳﺎﻣﻴﺔ ﺟﻤﺎل. ﻋﻠﻰ ه ﺬﻩ اﻟﺨﻠﻔﻴ ﺔ ﺗ ﺪور دراﻣ ﺎ ﺻ ﻐﻴﺮة ﻟﺼ ﺒﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺘﺎﺳ ﻌﺔ ﻣ ﻦ ﻋﻤ ﺮﻩ وأب ﻓ ﻲ اﻟﺨﺎﻣﺴ ﺔ واﻟﺴ ﺘﻴﻦ ﻣﺤﻮرهﺎ اﻟﺴﻌﻲ وراء دفء اﻟﻤﺮأة. اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ١ ﻳﺘﻤﻬﻞ أﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺪﺧﻞ اﻟﻤﻨﺰل ﻗﺒﻞ أن ﻧﺨﻄﻮ إﻟﻲ اﻟﺤﺎرة .ﻳﺮﻓﻊ ﻳ ﺪﻩ إﻟ ﻰ ﻓﻤ ﻪ .ﻳﺘﺤﺴ ﺲ ﻃﺮﻓ ﻲ ﺷ ﺎرﺑﻪ اﻟﺮﻣ ﺎدي اﻟﻤﻠ ﻮﻳﻴﻦ إﻟ ﻰ أﻋﻠ ﻰ .ﻳﺘﺄآ ﺪ ﻣ ﻦ أن ﻃﺮﺑﻮﺷ ﻪ ﻣﺎﺋ ﻞ ﻗﻠ ﻴﻼ ﻧﺎﺣﻴ ﺔ اﻟﻴﺴ ﺎر .ﻳﻨ ﺰع ﺳ ﻴﺠﺎرﺗﻪ اﻟﺴﻮداء اﻟﻤﻄﻔﺄة ﻣ ﻦ رآ ﻦ ﻓﻤ ﻪ .ﻳ ﻨﻔﺾ رﻣﺎده ﺎ ﻋ ﻦ ﺻ ﺪر ﻣﻌﻄﻔ ﻪ اﻷﺳ ﻮد اﻟﺜﻘﻴ ﻞ .ﻳﺒﺴ ﻂ أﺳ ﺎرﻳﺮﻩ ﻟﺘﺘﻼﺷﻰ ﺗﺠﺎﻋﻴﺪ ﺟﺒﻬﺘﻪ .ﻳﺮﺳﻢ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻪ .ﻳﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻳﺪي اﻟﻴﺴ ﺮي .ﻧ ﺘﻠﻤﺲ ﻃﺮﻳﻘﻨ ﺎ ﻓ ﻲ ﺿﻮء اﻟﻐﺮوب. ﻧﺘﺠﻪ ﻳﻤﻴﻨﺎ ﻧﺤ ﻮ اﻟﻔﺘﺤ ﺔ اﻟﻮﺣﻴ ﺪة ﻟﻠﺤ ﺎرة .ﻧ ﺪﻟﻒ إﻟ ﻰ اﻟﺸ ﺎرع اﻟ ﺬي ﻳﻌ ﺞ ﺑﺎﻟﻤ ﺎرة واﻟﺤﻮاﻧﻴ ﺖ .ﺑﻘﺎﻟ ﺔ اﻟﺤﺎج " ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻠﻴﻢ" ،ﺷﻴﺦ اﻟﺤﺎرة .ﻳﻨﺎدﻳﻨﺎ: ـ ﺗﻔﻀﻞ ﻳﺎ "ﺧﻠﻴﻞ" ﺑﻴﻪ. ﻳﺠﻴﺐ أﺑﻲ ﻓﻲ وﻗﺎر :ﺣﻨﻤﺮ واﺣﻨﺎ راﺟﻌﻴﻦ. دآﺎن اﻟﺨﺮدواﺗﻲ .ﻳﺸﻊ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻓﺔ وﺗﺘﺼﺎﻋﺪ ﻣﻨﻪ راﺋﺤ ﺔ اﻟﻔﻨﻴ ﻚ .ﺑﺎﺗﺮﻳﻨ ﺔ زﺟﺎﺟﻴ ﺔ رﺻ ﺖ داﺧﻠﻬ ﺎ ﻗﻄ ﻊ اﻟﺸ ﻜﻮﻻﺗﺔ واﻟﺤﻠ ﻮى .أﺟ ﺬب ﻳ ﺪ أﺑ ﻲ ﻧﺎﺣﻴﺘﻬ ﺎ ﻓﻴﻨﻬﺮﻧ ﻲ .اﻟﺠﺰﻣﺠ ﻲ .اﻟﻤﻘﺎﻋ ﺪ اﻟﻤﺮﺗﻔﻌ ﺔ و أﺳ ﻔﻠﻬﺎ ﻣﺎﺳ ﺤﻮ اﻷﺣﺬﻳ ﺔ .ﺣﺎﻣ ﻞ اﻟﺼ ﺤﻒ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺪﺧﻞ واﻟﺮادﻳ ﻮ اﻟﻀ ﺨﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺆﺧﺮة .آ ﻮّاء اﻟﻄ ﺮاﺑﻴﺶ. اﻟﻘﺎﻋ ﺪة اﻟﻨﺤﺎﺳ ﻴﺔ اﻟﻤﺴ ﺘﻄﻴﻠﺔ وﻓﻮﻗﻬ ﺎ اﻟﻘﻮاﻟ ﺐ اﻟﻨﺤﺎﺳ ﻴﺔ اﻟﻀ ﺨﻤﺔ .وأﺧﻴ ﺮَا اﻟﻤﻴ ﺪان. اﻷﻧﻮار ﺑﺎهﺘ ﺔ ﻓ ﻲ ﻟﺤﻈ ﺔ أول اﻟﻠﻴ ﻞ .ﺻ ﻮرة اﻟﻤﻠ ﻚ ﻣﻀ ﺎءة ﺑﺎﻟﻤﺼ ﺎﺑﻴﺢ .ﻻﻓﺘ ﺎت ﺗﻬﻨ ﺆﻩ ﺑﻌﻴ ﺪ ﻣ ﻴﻼدﻩ. ﻟﻮﺣﺎت اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ .ﻓﻴﻠﻢ "اﻟﺸﺎﻃﺮ ﺣﺴﻦ" ﺑﻪ ﻗﺴﻢ ﺑﺎﻷﻟﻮان اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ" .اﻟﻔﺎرس اﻷﺳ ﻮد" ﺑﺴﻴﻨﻤﺎ "ﻣﻴﺎﻣﻲ" واﻟﺘﺮﺟﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ اﻟﻔﻴﻠﻢ .أﺷﻌﺮ ﺑﻠﺴﻌﺔ هﻮاء ﺑ ﺎردة أﺣﺴ ﻬﺎ ﻓ ﻲ رآﺒﺘ ﻲ اﻟﻤﻜﺸﻮﻓﺔ ﻳﻴﻦ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﺒﻨﻄﻠﻮن اﻟﻘﺼﻴﺮ و اﻟﺸﺮاب اﻟﺼ ﻮﻓﻲ اﻟﻄﻮﻳ ﻞ .ﻳ ﺪي اﻟﻴﺴ ﺮى داﻓﺌ ﺔ ﻓ ﻲ ﻗﺒﻀ ﺔ أﺑ ﻲ اﻟﻘﻮﻳ ﺔ .اﻟﺘ ﺮام رﻗ ﻢ ٢٢ﺑﻌﺮﺑﺘﻴ ﻪ اﻟﻤﻜﺸ ﻮﻓﺘﻴﻦ ودآﻜ ﻪ اﻟﺨﺸ ﺒﻴﺔ .أﺳ ﺎﺑﻘﻪ ﻣ ﻊ اﻷوﻻد ﻣ ﻦ ﺟﻬ ﺔ اﻟﻴﺴﺎرﻟﻨﻘﻔﺰ إﻟﻴﻪ وﻧﺜﺒﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺪرﺗﻨﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﺘﻬﺮب ﻣﻦ اﻟﻜﻤﺴﺎري .أوﺷﻚ أن أﻗﻊ ﺗﺤﺖ ﻋﺠﻼت اﻟﺘﺮام اﻟﻤﻌﺎآﺲ. ١
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
ﻧﺴﺘﻘﻞ اﻟﻌﺮﺑﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .ﻳﺰﻧﻘﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﺮآﻦ ﻷﺑﺪو أﻗ ﻞ ﻣ ﻦ ﺳ ﻨﻲ .ﻳﺴ ﺘﺨﺮج ﻣ ﻦ ﺟﻴ ﺐ اﻟﺼ ﺪﻳﺮي ﺛﻤﺎﻧﻴ ﺔ ﻣﻠﻴﻤﺎت ﻟﻠﺘﺬآﺮة .ﻧﻐﺎدر ﻓ ﻲ ﻣﻴ ﺪان "اﻟﺴ ﻴﺪة" اﻟﺤﺎﻓ ﻞ ﺑﺎﻷﺿ ﻮاء .ﻋﺮﺑ ﺔ "ﺳ ﻮارس" .ﻳﺠﺮه ﺎ ﺑﻐ ﻼن ﺿﺎﻣﺮان .ﻳﻤﻸ اﻟﺮآﺎب دآﺘﻴﻦ ﻣﺘﻘﺎﺑﻠﺘﻴﻦ وﻳﻘﻒ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻢ اﻟﺨﻠﻔﻲ .ﺳﻮط اﻟﺴﺎﺋﻖ ﻳﻠﺴﻊ ﻇﻬ ﺮ اﻟﺤﻴﻮاﻧﻴﻦ .ﻋﺠﻮز ﺳﻤﻴﻨﺔ ﺗﻔﺘﺮش اﻷرض ﺧﻠﻒ ﺻﻴﻨﻴﺔ ﻣﻦ أﻋﻘﺎب اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ .ﻣﻜﺎن ﺿﻴﻖ ﻓ ﻲ ﻧﻬﺎﻳﺘ ﻪ ﻃﺎوﻟﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻳﻌﻠﻮهﺎ ﺣﺎﺟﺰ زﺟﺎﺟﻲ .ﻋﺠﻮز ﻣﺤﻨﻲ اﻟﻈﻬﺮ ذو ﻟﺤﻴﺔ آﺜﻴﻔ ﺔ .ﻳﺨ ﺮج أﺑ ﻲ ﺳ ﺎﻋﺔ ﺟﻴﺒ ﻪ اﻟﻤﺴﺘﺪﻳﺮة ﻣﻦ ﺟﻴﺐ ﺻﺪﻳﺮﻳﺘﻪ .ﻳﺘﻔﺤﺼﻬﺎ اﻟﻌﺠﻮزﺑﺪﻗﺔ ﺛﻢ ﻳﻀﻌﻬﺎ ﺟﺎﻧﺒﺎ .ﻳﻌﻄﻲ أﺑﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻘﻮد. اﻟﺸﺎرع ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .ﺑﺎﺋﻊ ﻳﺎﻧﺼﻴﺐ ﻋﻠ ﻖ أوراﻗ ﻪ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺤ ﺎﺋﻂ .ﻳﺨ ﺮج أﺑ ﻲ ورﻗﺘ ﻴﻦ ﻣ ﻦ ﺟﻴﺒ ﻪ وﻧﻈ ﺎرة اﻟﻘﺮاءة .ﻳﻘﺎرن أرﻗﺎﻣﻬﻤﺎ ﺑﺪﻓﺎﺗﺮ اﻟﺒﺎﺋﻊ .ﻳﻜﻤﺶ اﻟﻮرﻗﺘﻴﻦ وﻳﻠﻘ ﻲ ﺑﻬﻤ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻄﺮﻳ ﻖ .ﻳﺸ ﺘﺮي ورﻗﺘ ﻴﻦ ﺟﺪﻳﺪﺗﻴﻦ .واﺣﺪة ﺑﺎﻟﻠﻮن اﻷزرق واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻷﺣﻤﺮ. ﺻﻒ ﻣﻦ ﺑﺎﻋ ﺔ اﻷﺷ ﻴﺎء اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ وﻣﺎﺳ ﺤﻲ اﻷﺣﺬﻳ ﺔ .آ ﻮم ﻣ ﻦ اﻟﻨﻈ ﺎرات اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ ﻓ ﻮق ﺟﺮﻳ ﺪة ﻋﻠ ﻰ اﻷرض .اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻳﺮﺗ ﺪي ﻧﻈ ﺎرة ﻃﺒﻴ ﺔ ﻣﻜﺴ ﻮرة ﻣ ﻦ اﻟﻤﻨﺘﺼ ﻒ وﻣﻠﺤﻮﻣ ﺔ ﺑﻘﻄﻌ ﺔ ﺑ ﺎرزة ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﻔﻴﺢ. ﻳﻨﺤﻨﻲ أﺑﻲ وﻳﻘﻠﺐ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﻈﺎرات .ﻳﺨﺘﺎر واﺣﺪة وﻳﻄﻠ ﺐ ﻣﻨ ﻲ أن أرﺗ ﺪﻳﻬﺎ .أﺿ ﻊ اﻟﻨﻈ ﺎرة ﻓ ﻮق ﻋﻴﻨ ﻲ وأﺗﻄﻠﻊ ﺣﻮﻟﻲ .أﺟﺮب ﻧﻈﺎرة أﺧﺮى .ﺛﺎﻟﺜﺔ ﺑﻴﻀﺎوﻳﺔ ﻓﻲ إﻃﺎر رﻓﻴﻊ ﻣﻦ ﻣﻌ ﺪن ﻣ ﺬهﺐ .أﺷ ﻌﺮ ﺑﺘﺤﺴ ﻦ ﻓﻲ اﻟﺮؤﻳﺔ .ﻳﻔﺎﺻﻞ أﺑﻲ ﻓﻲ ﺛﻤﻨﻬﺎ .ﻳﺸﺘﺮﻳﻬﺎ. أرﺗﺪي اﻟﻨﻈﺎرة وأﺗﺒﻊ أﺑﻲ ﺣﺘﻰ دآﺎن ﻋﻄﺎرة .ﻳﺸﺘﺮي ﻗﺮﻓﺔ وﻓﻠﻔﻞ أﺳﻮد ﻣﻄﺤﻮن وﻗﺮﻧﻔ ﻞ .أرى اﻵن ﺑﻮﺿﻮح. ﻣﺮة أﺧﺮى ﻓﻲ ﻋﺮﺑ ﺔ اﻟﺘ ﺮام اﻟﻤﻜﺸ ﻮﻓﺔ .ﻧﺼ ﻌﺪ اﻟﻘﻤ ﺮة اﻷﺧﻴ ﺮة اﻟﻤﺴ ﻘﻮﻓﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺤ ﻮي دآ ﺔ واﺣ ﺪة ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﺑﻌﻜﺲ اﻻﺗﺠﺎﻩ .ﻧﻤ ﺮ آﺎﻟﺴ ﻬﻢ ﺑﻤﺤﻄ ﺔ اﺧﺘﻴﺎرﻳ ﺔ ﺧﺎﻟﻴ ﺔ .ﻳﻨﺒﻌ ﺚ اﻟﺸ ﺮر ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻨﺠﺔ .أﺿ ﻊ ﻳ ﺪي ﻋﻠ ﻰ ﻧﻈ ﺎرﺗﻲ ﺧﻮﻓ ﺎ ﻣ ﻦ أن ﺗﻄﻴ ﺮ .ﻧ ﺪﻟﻒ إﻟ ﻰ ﻣﻴ ﺪان "اﻟﻈ ﺎهﺮ" .ﺳ ﻴﻨﻤﺎ"ﻓ ﺎﻟﻴﺮي" اﻟﺼ ﻴﻔﻴﺔ ﻣﻐﻠﻘﺔ .أﻣﻲ ﻓﻲ ﻓﺴﺘﺎن ﻣﻠﻮن .رأﺳﻬﺎ ﻣﻐﻄﻰ ﺑﺈﻳﺸﺎرب ﺣﺮﻳﺮي ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻮﺟﻬﻬﺎ .ﻓﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﺣﺬاء ﺑﻜﻌﺐ ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻻرﺗﻔﺎع ﻣﻘﻔﻮل ﻣﻦ اﻷﻣﺎم .ﻟﻮﻧﻪ أزرق ﻣﻊ أﺑﻴﺾ .ﺗﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﻣﻘﻌﺪ ﺑﺬراﻋﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﺶ .أه ﻢ ﺑﺎﻟﺠﻠﻮس ﻓﻮق ﻓﺨﺬﻳﻬﺎ ﻓﺘﺒﻌﺪﻧﻲ ﻋﻨﻬﺎ .ﻳﺄﺧﺬﻧﻲ أﺑﻲ ﺑﻴﻦ ﺳﺎﻗﻴﻪ .ﻳﻤﺮ ﺑﻨﺎ ﺑﺎﺋﻊ ﻓ ﻲ ﺟﻠﺒ ﺎب ﻧﻈﻴ ﻒ ﻋّﻠ ﻖ ﻓﻲ ذراﻋﻪ ﺳﺒﺘًﺎ ﻣﻐﻄﻰ ﺑﺎﻟﻘﻤﺎش .ﻳﺸﺘﺮي أﺑﻲ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﺎ ﺳﻤﻴﻄﺔ ﺑﺎﻟﺴﻤﺴﻢ .ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻣﻌﻬﺎ ﺷ ﺮﻳﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺒﻦ اﻟﺮوﻣﻲ ﻓﻮق ورﻗﺔ ﻓﻲ ﺣﺠﻢ اﻟﻜﻒ. ﺗﺘﺄرﺟﺢ اﻟﻌﺮﺑ ﺔ ﻳﻤﻴ ًﻨ ﺎ وﻳﺴ ﺎرًا .ﻳﻀ ﻤﻨﻲ أﺑ ﻲ إﻟﻴ ﻪ ﻟﻴﺤﻤﻴﻨ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻬ ﻮاء اﻟﺒ ﺎرد .أﻧﻜﻤ ﺶ ﻓ ﻲ ﺣﻀ ﻨﻪ. ﺗﻐﻤﺮﻧﻲ راﺋﺤﺘﻪ اﻟﻤﺸ ﺒﻌﺔ ﺑ ﺪﺧﺎن اﻟﺘﺒ ﻎ .أﻗ ﺎوم اﻟﻨﻌ ﺎس .أود أن أﻗ ﻮم ﻷدﻳ ﺮ ﻳ ﺪ اﻟﻔﺮﻣﻠ ﺔ وأري أﺛﺮه ﺎ ﻋﻠﻲ داﺋﺮة اﻟﺘﺮوس أﺳﻔﻠﻬﺎ. أﺗﻤﻨﻰ ﻟﻮ أﺟﺪ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﺮاش .ﻓﻮق ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻲ ﺳﺠﺎدة ﺣﺠﺮة "اﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ" إﻟﻰ ﺟﻮار اﻟﺨﺎدﻣﺔ. اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻣﻈﻠﻤﺔ وﺑﺎﺑﻬﺎ ﻣﻔﺘﻮح ﺗﺒﺪو ﻣﻨﻪ اﻟ َﻔﺴَﺤﺔ .ﺷﻌﺎع ﻣﻦ ﺿﻮء اﻟﻤﺼﺒﺎح اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﻄﻌﺎم. اﻟﺨﺎدﻣﺔ ﺗﻐﻨﻲ ﻣﻊ اﻟﺮادﻳﻮ :ﻳﺎ أﺑﻮ اﻟﻌﻴﻮن اﻟﺴﻮد" .ﻳﻨﻄﻠﻖ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺧﺎﻓﺘﺎ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣ ﻦ أذﻧ ﻲ .ﻳ ﺪهﺎ ﺗﻌﺒ ﺚ ﺑﺸ ﻌﺮي وﺗﺘﺤﺴ ﺲ ﺟﻠ ﺪ رأﺳ ﻲ .ﺗﻨﺘﻬ ﻲ اﻷﻏﻨﻴ ﺔ ﻓﺘﺤﻜ ﻲ ﻟ ﻲ ﻗﺼ ﺔ اﻟﺸ ﺎﻃﺮ ﺣﺴ ﻦ .ﺗﺘﺤ ﻮل اﻟﻤﻘﺎﻋ ﺪ اﻟﻘﺎﺑﻌ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻈ ﻼم إﻟ ﻲ ﺟﺒ ﺎل وﺟﻴ ﺎد وﻗﺼ ﻮر .ﻳﺮﺿ ﻊ اﻟﺸ ﺎﻃﺮ ﺣﺴ ﻦ ﻣ ﻦ ﺛ ﺪي اﻟﻐﻮﻟ ﺔ ﻓﺘﻘ ﻮل ﻟ ﻪ: "أﺧﺪت ﻗﻄّﺔ ﻣﻦ ﺑﺰي اﻟﻴﻤﻴﻦ ﺑﻘﻴﺖ زي اﺑﻨﻲ ﺳﻤﺎﻋﻴﻦ .وﺧﺪت ﻗﻄﺔ ﻣﻦ ﺑﺰي اﻟﺸﻤﺎل ﺑﻘﻴﺖ زي اﺑﻨ ﻲ ﺳﻠﻴﻤﺎن". ٢ ﻳﺒﻄﺊ اﻟﺘﺮام ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﺸ ﺮف ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻴ ﺪان .ﻧﻐ ﺎدرﻩ وﻧﻌﺒ ﺮ اﻟﻄﺮﻳ ﻖ .ﻳﺘﻮﻗ ﻒ أﺑ ﻲ ﻋﻨ ﺪ اﻟﺠ ﺰار .ﺿ ﺨﻢ 2
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
ﻼ اﻟﺠﺴ ﻢ ذو ﺷ ﺎرب رﻓﻴ ﻊ ﺷ ﺪﻳﺪ اﻟﺴ ﻮاد .ﻳﺮﺗ ﺪي ﺟﻠﺒﺎﺑ ﺎ أﺑ ﻴﺾ ﻣﻠﻮﺛ ﺎ ﺑﺒﻘ ﻊ اﻟ ﺪﻣﺎء .ﻳﻄﻠ ﺐ أﺑ ﻲ رﻃ ً ﻣﺸﻔﻴًﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻌﻤﻞ "آﻤﻮﻧﻴﺔ". ﻳﺸﻤﺮاﻟﺠﺰارآﻤﻲ ﺟﻠﺒﺎﺑﻪ آﺎﺷ ﻔًﺎ ﻓﺎﻧﻠ ﺔ ﺻ ﻮﻓﻴﺔ ﻳﻤﻴ ﻞ ﻟﻮﻧﻬ ﺎ إﻟ ﻰ اﻟﺒﻨ ﻲ .ﻳﻨﻘ ﻞ اﻟﺒﺼ ﺮ ﺑ ﻴﻦ ﻗﻄ ﻊ اﻟﻠﺤ ﻢ اﻟﻤﻌﻠﻘ ﺔ ﻓ ﻲ ﺧﻄ ﺎﻃﻴﻒ .ﻳﻨﺘ ﺰع إﺣ ﺪاهﺎ .ﻳﻠﻘ ﻲ ﺑﻬ ﺎ ﻓ ﻮق "أورﻣ ﺔ" ﺧﺸ ﺒﻴﺔ ﻣﺴ ﺘﺪﻳﺮة .ﻳﻨﻬ ﺎل ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﺑﺴﺎﻃﻮر ﻋﺮﻳﺾ .ﻳﺴﺘﺒﺪﻟﻪ ﺑﺴﻜﻴﻦ ﻗﺼﻴﺮة ﻳﻔﺼﻞ ﺑﻬ ﺎ اﻟﻠﺤ ﻢ ﻋ ﻦ اﻟﻌﻈ ﺎم .ﻳﺮﻓ ﻊ ﻗﻄﻌ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻠﺤ ﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻬﻮاء أﻣﺎم ﻋﻴﻮﻧﻨﺎ .ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ أﺑﻲ إزاﻟﺔ اﻷﺧﺘﺎم واﻟﺸﻐﺖ .ﻳﻀﻊ اﻟﻘﻄﻌﺔ ﻓﻲ آﻔﺔ اﻟﻤﻴ ﺰان اﻟﻨﺤﺎﺳ ﻲ. ﻳﻨﻘﻠﻬﺎ إﻟﻰ اﻷورﻣﺔ اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ .ﻳﺘﻨﺎول ﺳﻜﻴﻨﺎ ﻃﻮﻳﻠﺔ ذات ﻧﺼﻞ ﻻﻣﻊ .ﻳﻘﻄﻌﻬﺎ أﺟﺰاء ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ. ﻳﺴﺘﻔﺴﺮ أﺑﻲ ﻋﻦ ﺻﺤﺔ أﺑﻴﻪ اﻟﻤﻌﻠﻢ "ﻧﺼﺤﻲ" .ﻳﻘﻮل إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺮﻩ ﻣﻦ ﻣﺪة .ﻳﺘﺤﺎﺷﻰ اﻟﺠﺰار اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ أﺑﻲ .ﻳﻘﻮل :اﻟﺤﻤﺪ ﷲ. أﺗﺴﻠﻞ ﻣ ﻦ ﺟ ﻮار أﺑ ﻲ .أﻟ ﻒ ﺣ ﻮل اﻷورﻣ ﺔ .ﻳﻘ ﺮّب اﻟﺠ ﺰار اﻟﻠﺤ ﻢ ﻣ ﻦ ﺣﺎﻓﺘﻬ ﺎ .ﻳﺒ ﺪأ ﻓ ﻲ ﻟﻔ ﻪ ﺑ ﺎﻟﻮرق اﻟﺮﻣﺎدي اﻟﺴﻤﻴﻚ .ﻳﺰﻳﺢ ﺑﻴﺪﻩ ﻗﻄﻌﺔ ﻓﺘﺴ ﻘﻂ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض .ﻳﺘﺠﺎهﻠﻬ ﺎ .أرﻳ ﺪ أن أﻟﻔ ﺖ اﻧﺘﺒ ﺎﻩ أﺑ ﻲ .ﻟﻜﻨ ﻪ ﻳﺄﺧﺬ ﻟﻔﺎﻓﺔ اﻟﻠﺤﻢ وأﺗﺒﻌﻪ إﻟﻰ اﻟﻄﺮﻳﻖ. أذآﺮ ﻟﻪ ﻣﺎ رأﻳﺖ .ﻳﻀﺤﻚ وﻳﻘﻮل إن اﻟﺠﺰارﻳﻦ هﻜ ﺬا .وﻻ ﻓﺎﺋ ﺪة ﻣﻌﻬ ﻢ .ﻳﻜﻔ ﻲ أﻧ ﻪ ﻳﺤﺼ ﻞ داﺋﻤ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺼ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻨ ﺰل اﻟ ﺬي اﻟﻘﻄﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪهﺎ .ﻳﻘﻮل إﻧﻪ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ أﺑﻴﻪ ﻣﻨ ﺬ ﻋﺸ ﺮﻳﻦ ﺳ ﻨﺔ .ﻳﺄﺗﻴ ﻪ ﺧﺼﻴ ً وﻟﺪت ﺑﻪ "ﻧﺒﻴﻠﺔ" ﻓﻲ ﺷﺎرع "اﻟﺒﺮاد". ﻧﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﺣﺎﻧﻮت اﻟّﻠﺒّﺎن .ﻧﺸ ﺘﺮي ﺳ ﻠﻄﺎﻧﻴﺘﻴﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻬﻠﺒﻴ ﺔ .ﻧﻌﺒ ﺮ اﻟﻤﻴ ﺪان ﻣ ﺮة أﺧ ﺮى .ﻧﺘﻤﻬ ﻞ أﻣ ﺎم ﻋﺮﺑﺔ ﺗﺤﻤﻞ آﻮﻣًﺎ ﻋﺎﻟﻴًﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﻮل اﻟﺤﺮاﺗﻲ اﻷﺧﻀﺮ .ﻳﺴﺄل أﺑﻲ ﻋﻦ اﻟﺜﻤﻦ .ﻳﺸﺘﺮي رﻃ ﻼ .ﻧﺘﺠ ﻪ إﻟ ﻰ ﺷ ﺎرﻋﻨﺎ .دآ ﺎن اﻟﺨﺮدواﺗ ﻲ ﻣﻐﻠ ﻖ .ﻳﻘ ﻮل أﺑ ﻲ إﻧ ﻪ ﻳﻐﻠ ﻖ ﻋ ﺎدة ﻋﻨ ﺪ ﺻ ﻼة اﻟﻌﺸ ﺎء. ﻧﻠﺞ دآﺎن اﻟﺒﻘﺎل .اﻟﺤﺎج "ﻋﺒ ﺪ اﻟﻌﻠ ﻴﻢ " ﺧﻠ ﻒ ﻣﻜﺘ ﺐ ﻓ ﻲ ﻧﻬﺎﻳ ﺔ اﻟ ﺪآﺎن ﺗﻌﻠ ﻮﻩ ﺻ ﻮرة آﺒﻴ ﺮة ﻟﻠﻤﻠ ﻚ. ﻧﺤﻴ ﻒ ﻓ ﻲ ﻣﻌﻄ ﻒ ﺛﻘﻴ ﻞ ،ﺑﻨ ﻲ اﻟﻠﻮن،ﻓ ﻮق ﺟﻠﺒ ﺎب ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﻮف .ﺣ ﻮل رﻗﺒﺘ ﻪ آﻮﻓﻴ ﺔ ﺑﻴﻀ ﺎء وﻓ ﻮق رأﺳﻪ ﻃﺮﺑﻮش .ﺗﺼﺪر ﻋﻨﻪ آﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﺳﻌﻠﺔ ﻣﺒﺘﺴﺮة .ﻳ ﻨﻬﺾ واﻗ ًﻔ ﺎ ﻟﻴﺼ ﺎﻓﺢ أﺑ ﻲ .ﻳﺒ ﺪو أﺑ ﻲ ﻗﺼ ﻴﺮًا إﻟ ﻰ ﺟ ﻮارﻩ .ﻳﻀ ﻊ ﻣﺸ ﺘﺮﻳﺎﺗﻪ ﻓ ﻮق اﻟﻤﻜﺘ ﺐ وﻳﺠﻠ ﺲ ﻋﻠ ﻰ آﺮﺳ ﻲ ﺑﺠ ﻮارﻩ .أﻗ ﻒ ﺑ ﻴﻦ ﺳ ﺎﻗﻴﻪ. أﻣﺎﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﺋﻂ ﻻﻓﺘﺔ ﺑﺨﻂ ﻳﺪ رآﻴﻚ" :اﻟﺸﻜﻚ ﻣﻤﻨﻮع واﻟﺰﻋﻞ ﻣﺮﻓﻮع". ﻳﻮﺟﻪ أﺑﻲ اﻟﺘﺤﻴﺔ إﻟﻰ "ﺳﻠﻴﻢ" اﻟﻮاﻗﻒ ﺧﻠﻒ ﻣﻨﺼﺔ اﻟﺒﻴﻊ .ﻳﺮﺗ ﺪي ﺟﻠﺒﺎ ًﺑ ﺎ ﻓﻮﻗ ﻪ ﻣﻌﻄ ﻒ أﺻ ﻔﺮ ﻳﺸ ﺒﻪ ﺴ ﻌﺎة واﻟﻔﺮّاﺷ ﻴﻦ .ﻓ ﻮق رأﺳ ﻪ ﻃﺎﻗﻴ ﺔ ﺻ ﻐﻴﺮة ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﻮف .وﺟﻬ ﻪ ﺷ ﺪﻳﺪ اﻟﺸ ﺤﻮب .ﻳ ﺮد ﻣﻌﺎﻃﻒ اﻟ ُ اﻟﺘﺤﻴﺔ ﺑﺼﻮت ﺧﺎﻓﺖ ﺑﺎرد. ﻳﻘﻮل "ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻠﻴﻢ" :اﻟﻮاد "ﻋﺒﺎس" ﺟﺎهﺰ .ﺗﺤﺐ ﻳﻨﻘ ﻞ اﻟﻌﻔ ﺶ ﺑﻜ ﺮة؟ ﻳ ﻮﻣﻰء أﺑ ﻲ ﺑﺮأﺳ ﻪ ﻣﻮاﻓﻘ ﺎ: إﻳﺎك ﻣﻴﻜﻮﻧﺶ اﺗﺒﻬﺪل ﻣﻦ اﻟﺴﻤﻨﺔ واﻟﺰﺑﺪة. ـ ﻻ .إﻃَﻤﻦ .أﻧﺎ آﻨﺖ ﺣﺎﻃﻂ ﺣﺎﺟﺘﻚ ﻋﻠﻲ ﺟﻨﺐ. ﻳﻨ ﺎدي" :ﻋﺒ ﺎس" .إﻧ ﺖ رﺣ ﺖ ﻓ ﻴﻦ؟ .إوﻋ ﻰ ﻳﻜ ﻮن راح ﻳﺸ ﺮب اﻟﻬﺒ ﺎب اﻟﻠ ﻲ ﺑﻴﺄرﺑﻌ ﻪ .ﻳﻈﻬ ﺮ رﺟ ﻞ أﺳﻮد ﺣﺎﻓﻲ اﻟﻘﺪﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺪﺧﻞ اﻟﺪآﺎن .ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺣﻤﺮاوان .ﻳﺮﺗﺪي ﺟﻼﺑﻴﺔ وﻃﺎﻗﻴ ﺔ ﻗ ﺬرﺗﻴﻦ .ﺗﻨﺒﻌ ﺚ ﻣﻨ ﻪ راﺋﺤﺔ ﻣﻨﻔﺮة .ﻳﺘﺤﺮك ﻓﻲ ﺑﻂء. ـ ﺗﻨﻘﻞ ﺑﺎﻗﻲ ﻋﻔﺶ "ﺧﻠﻴﻞ" ﺑﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﺰن ﺑﻜﺮة اﻟﺼﺒﺢ.
3
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
ﻳﺘﻤﺘﻢ ﻋﺒﺎس :ﻣﺶ ﻓﺎﺿﻲ. ﻳﻘﻮل "ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻠﻴﻢ" ﻓﻲ ﺣﺴﻢ :دول آﻨﺒﺔ وآﺮﺳﻴﻴﻦ وﺗﺮاﺑﻴﺰة. ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻷﺑﻲ :وﻟﻘﻴﺖ ﻟﻚ واﺣﺪة آﻮﻳﺴﺔ ﺳﺎآﻨﺔ ﻗﺮﻳﺐ .ﺗﻨﻀﻒ وﺗﻄﺒﺦ وﺗﺎﺧﺪ ﺑﺎﻟﺸﻬﺮ. ـ آﺎم؟ ـ إدﻳﻬﺎ ﺟﻨﻴﻪ. ﻳﺴﺄﻟﻪ أﺑﻲ ﻋﻦ ﺳﺎآﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﻤﺠﺎورة ﻟﻨﺎ .ﻳﺪاﻋﺐ "ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻠﻴﻢ" ﺷﺎرﺑًﺎ رﻓﻴ ًﻌ ﺎ .ﻳﻘ ﻮل إﻧ ﻪ آﻮﻧﺴ ﺘﺎﺑﻞ ﻓﻲ اﻟﺒﻮﻟﻴﺲ. ـ ﻣﺘﺠﻮز؟ ـ ﻷ. ﻳﻄﻠﺐ أﺑﻲ ﻣ ﻦ "ﺳ ﻠﻴﻢ" ﻋﺸ ﺮ ﺑﻴﻀ ﺎت وﺧﻤﺴ ﻴﻦ دره ﻢ ﺟﺒﻨ ﺔ وﺧﻤﺴ ﻴﻦ دره ﻢ ﺣ ﻼوة وﻋﻠﺒ ﺔ ﺷ ﺎي "اﻟﺸ ﻴﺦ اﻟﺸ ﺮّﻳﺐ" وﻗﻄﻌ ﺔ ﺻ ﺎﺑﻮن "ﻧﺎﺑﻮﻟﺴ ﻲ" وأﺧ ﺮى داآﻨ ﺔ اﻟﻠ ﻮن ﻟﻠﻤﻄ ﺒﺦ. ﻳﺴﺄﻟﻪ "ﺳﻠﻴﻢ" ﺑﻮﻗﺎﺣﺔ :ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻮﺗﺔ؟ ﻳﻮﻣﺊ أﺑﻲ ﺑﺎﻹﻳﺠﺎب. ﻳﻔ ﺘﺢ "ﺳ ﻠﻴﻢ" ﻧﻮﺗ ﺔ ﻃﻮﻳﻠ ﺔ وﻳﺴ ﺠﻞ ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟﻄﻠﺒ ﺎت .ﻳﺤ ﺬرﻩ أﺑ ﻲ :اﻟﺒ ﻴﺾ ﻃ ﺎزة وﻻ ﻣﻤﺸ ﺶ؟ ـ ﻃﺒﻌﺎ ﻃﺎزة .ﻋﻨﺪﻧﺎ آﻤﺎن زﺑﺪة ﺟﺎﻣﻮﺳﻲ. ﻼ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﻦ اﻟﺒﻠﺪي. ﻳﻬﺰ أﺑﻲ رأﺳﻪ ﺑﺎﻟﻨﻔﻲ وﻳﻄﻠﺐ رﻃ ً ﻳﺴﺄل "ﺳﻠﻴﻢ" ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻠﻬﺠﺔ :ﻣﻌﺎك ﺣﺎﺟﺔ ﺗﺤﻄﻪ ﻓﻴﻬﺎ؟ ـ ﻷ. ﻳﺼﻴﺢ ﺑﻪ أﺧﻮﻩ :ﺣﻄﻪ ﻓﻲ ﺑﺮﻃﻤﺎن ﻗﺰاز. ﻳﺠﻤﻊ ﻟﻨﺎ ﻣﺸﺘﺮﻳﺎﺗﻨﺎ ﻓﻲ آﻴﺴﻴﻦ ﻣ ﻦ اﻟ ﻮرق ﻳﻀ ﻤﻬﻤﺎ أﺑ ﻲ إﻟ ﻰ ﺻ ﺪرﻩ .ﻧﻐ ﺎدر اﻟ ﺪآﺎن .أﻃﻠ ﺐ ﻣﻨ ﻪ أن أﺣﻤ ﻞ أﺣ ﺪ اﻟﻜﻴﺴ ﻴﻦ .ﻳ ﺮﻓﺾ ﻗ ﺎﺋﻼ إﻧ ﻪ ﺳ ﻴﻘﻊ ﻣﻨ ﻲ .آﺘ ﺎب اﻟﻤﻄﺎﻟﻌ ﺔ" .ﺳ ﺮﺣﺎن"ﺑ ﻴﻦ اﻟﺒﻴ ﺖ واﻟﻐﻴﻂ.ﻳﻀﻊ اﻟﺒﻴﺾ ﻓﻲ ﺟﻴﻮﺑﻪ ﻓﻴﺘﻬﺸﻢ .ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺨﺮوف ﺑﻴﻦ ﺳﺎﻋﺪﻳﻪ ﻓﻴﻌﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﺴﻴﺮ .ﻳﺠ ﺮ اﻟﺒﻄ ﺔ ﺑﺤﺒﻞ ﻓﺘﺨﺘﻨﻖ. ﻧﺘﺠﻪ إﻟﻰ اﻟﺤﺎرة .أﺳﺄﻟﻪ ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﻳﺸﺘﺮ اﻟﺰﺑﺪة .أﺣﺒﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺴﻞ اﻷﺑﻴﺾ أو اﻷﺳﻮد .وأﺣﺐ "اﻟﻤﻮرﺗ ﺔ" اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﻠﻒ ﻋﻦ ﺗﺴﻴﻴﺤﻬﺎ .ﻳﻘﻮل إن "ﺳﻠﻴﻢ" ﻳﺤﺸﻮ آﻮز اﻟﺰﺑﺪة ﺑﺎﻟﻤﻠﺢ ﻟﻴﻐﺶ ﻓﻲ اﻟ ﻮزن .وإن أﺧ ﺎﻩ اﻟﺤﺎج "ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻠﻴﻢ" ﺣﺬرﻩ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة ﺑﻼ ﻓﺎﺋﺪة. ﻧﺘﻤﻬ ﻞ ﻓ ﻲ ﻣ ﺪﺧﻞ اﻟﺤ ﺎرة اﻟﻤﻈﻠﻤ ﺔ .ﻧﺨﻄ ﻮ ﻓ ﻲ ﺑ ﻂء.ﺿ ﻮء ﺧﻔﻴ ﻒ ﻣ ﻦ ﺧﺼ ﺎص اﻷﺑ ﻮاب اﻟﺨﺸ ﺒﻴﺔ ﻟﻠﺒﻠﻜﻮﻧﺎت .ﺷﻴﺶ ﺑﻠﻜﻮﻧﺔ اﻟﻤﻨﺰل اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻟﻨﺎ ﻣﻔﺘﻮح .ﻟﻜﻦ اﻟﻤﺼﺮاع اﻟﺰﺟﺎﺟﻲ ﻣﻐﻠﻖ واﻟﺴﺘﺎﺋﺮ ﻣﺴﺪﻟﺔ 4
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
ﺧﻠﻔﻪ .ﻧﺘﻌﺜﺮ ﻓﻲ ﻣ ﺪﺧﻞ اﻟﻤﻨ ﺰل .ﻧﺼ ﻌﺪ اﻟ ﺪرﺟﺎت اﻟﻘﻠﻴﻠ ﺔ اﻟﻤﺘﺂآﻠ ﺔ .ﺑ ﺎب ﺷ ﻘﺘﻨﺎ اﻟﻤﻈﻠﻤ ﺔ ﻳﻤ ﻴﻦ اﻟﺴ ﻠﻢ اﻟﻤ ﺆدي إﻟ ﻲ اﻟﻄﻮاﺑ ﻖ اﻟﻌﻠﻴ ﺎ .إﻟ ﻰ اﻟﻴﺴ ﺎر ﻓﺠ ﻮة ﻏﺎﻣﻀ ﺔ ﺗ ﺆدي إﻟ ﻰ ﻣﺨ ﺰن اﻟﺒﻘﺎﻟ ﺔ .أﺗﺠﻨ ﺐ اﻟﻨﻈ ﺮ ﻧﺤﻮهﺎ. ﻳﻨﺎوﻟﻨﻲ آﻴﺴًﺎ وهﻮ ﻳﻘﻮل :إﻣﺴﻜﻪ آﻮﻳﺲ .ﻳﻔﻚ أزرار اﻟﻤﻌﻄﻒ وﻳﺰﻳﺤﻪ ﺟﺎﻧﺒﺎ .ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻤﻔﺘﺎح ﻓ ﻲ ﺟﻴ ﺐ ﺳ ﺘﺮﺗﻪ.ﻳ ﺪس اﻟﻤﻔﺘ ﺎح ﻓ ﻲ ﻗﻔ ﻞ اﻟﺒ ﺎب وﻳ ﺪﻳﺮﻩ .ﻳ ﺪﻓﻊ اﻟﺒ ﺎب .أﺗﺸ ﺒﺚ ﺑﻤﻌﻄﻔ ﻪ .ﻧ ﺪﺧﻞ ﻓ ﻲ ﺣ ﺬر. ﻳﺮدد :أﻋﻮذ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻄﺎن اﻟﺮﺟﻴﻢ .ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ .ﻳﻔﺘﺶ ﺑﻴﺪﻩ ﺣﺘ ﻲ ﻳﻌﺜ ﺮ ﻋﻠ ﻲ ﻣﻔﺘ ﺎح اﻟﻨ ﻮر .ﻳﻠﺘﻤ ﻊ اﻟﻀ ﻮء اﻟﻀ ﻌﻴﻒ ﻣ ﻦ ﻣﺼ ﺒﺎح آﻬﺮﺑ ﺎﺋﻲ ﻣﺘﺴ ﺦ ﻳﺘ ﺪﻟﻰ ﻣ ﻦ ﻣﻨﺘﺼ ﻒ اﻟﺴ ﻘﻒ.ﻳﻄ ﻞ اﻟﻤﺼﺒﺎح ﻋﻠﻰ ﺻﺎﻟﺔ ﺑﻬﺎ ﻣﺎﺋ ﺪة ﻃﻌ ﺎم ﻣﺴ ﺘﻄﻴﻠﺔ .ﻧﻘ ﻒ أﻣ ﺎم ﺑ ﺎب ﺣﺠﺮﺗﻨ ﺎ اﻟﻤﺠ ﺎور ﻟﻠﺒ ﺎب اﻟﺨ ﺎرﺟﻲ. ﻳﺴﺘﺨﺮج أﺑﻲ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻪ ﻣﻔﺘﺎﺣًﺎ ﺁﺧﺮ .ﻳﺘﻘﺪﻣﻨﻲ إﻟﻰ اﻟﺪاﺧﻞ .ﻳﻀﻲء اﻟﻨﻮر. ﻳﻀﻊ آﻴﺴﻪ ﻓ ﻮق اﻟﻤﻜﺘ ﺐ .أه ﻢ ﺑﻮﺿ ﻊ آﻴﺴ ﻲ ﺑﺠ ﻮارﻩ ﻓﻴﺴ ﺮع ﺑﺘﻨﺎوﻟ ﻪ ﻣﻨ ﻲ .ﻳﻀ ﻌﻪ ﺑﻨﻔﺴ ﻪ .أﺟﻠ ﺲ ﻓ ﻮق ﺣﺎﻓ ﺔ اﻟﻔ ﺮاش اﻟﺤﺪﻳ ﺪي اﻟﻜﺒﻴ ﺮ .إﻟ ﻲ ﻳﻤﻴﻨ ﻲ ﺑ ﺎب اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ اﻟﺼ ﻐﻴﺮة اﻟﻤﻐﻠ ﻖ .أﻣ ﺎﻣﻲ اﻟ ﺪوﻻب اﻟﺨﺸﺒﻲ اﻟﻤﺎﺋﻞ .ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠ ﻲ ﺛ ﻼث آ ﺮات ﺧﺸ ﺒﻴﺔ ﻓ ﻲ ﺣﺠ ﻢ اﻟﺮﻣ ﺎن أﺳ ﻔﻞ ﺛ ﻼث زواﻳ ﺎ .ﺿ ﺎﻋﺖ آ ﺮة اﻟﺰاوﻳ ﺔ اﻟﺮاﺑﻌ ﺔ أﺛﻨ ﺎء اﻟﻨﻘ ﻞ ﻓﻮﺿ ﻊ أﺑ ﻲ ﻗﻄﻌ ﺎ ﺻ ﻐﻴﺮة ﻣ ﻦ اﻟﺨﺸ ﺐ ﻣﻜﺎﻧﻬ ﺎ .واﻟﻨﺘﻴﺠ ﺔ أن اﻟﻀ ﻠﻔﺔ اﻟﻴﺴﺮى ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻏﻼﻗﻬﺎ ﺑﺈﺣﻜ ﺎم وﺗﻈ ﻞ ﻣﻮارﺑ ﺔ .إﻟ ﻰ ﺟﻮاره ﺎ ﻣﺸ ﺠﺐ ﺧﺸ ﺒﻲ ﺛ ﻢ ﺑ ﺎب اﻟﻐﺮﻓ ﺔ .إﻟ ﻰ ﻳﺴﺎري اﻟﻤﻜﺘﺐ ﻣﻀﻐﻮﻃًﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﺮﻳﺮ وﺣﺎﺋﻂ اﻟﺒﺎب. ﻳﺨﻠﻊ ﻣﻌﻄﻔﻪ وﻳﻌﻠﻘﻪ ﻓﻲ أﺣﺪ ﺳﻮاﻋﺪ اﻟﻤﺸﺠﺐ .ﻳﺘﺒﻌﻪ ﺑﺴﺘﺮة اﻟﺒﺰة .ﻓﻲ ﻋﺮوﺗﻬ ﺎ ﻗﻄﻌ ﺔ ﻣﺴ ﺘﺪﻳﺮة ﻣ ﻦ اﻟﺒﺮوﻧﺰ آﺘﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ "اﻟﺠ ﻼء" .ﻳﻀ ﻊ ﻃﺮﺑﻮﺷ ﻪ ﻓ ﻮق ﻗﻤ ﺔ اﻟﻤﺸ ﺠﺐ .ﺗﻨﻜﺸ ﻒ رأﺳ ﻪ اﻟﺼ ﻠﻌﺎء اﻟﺘ ﻲ ﺠ َﻤ ﺎل ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﺷﻌﺮ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻠﻮن اﻷﺑﻴﺾ .ﻳﻀﻐﻂ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻃﺎﻗﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻮف اﻟﻮﺑﺮي ﻓﻲ ﻟﻮن اﻟ ِ ذات ﺣﻮاف ﻋﺮﻳﻀ ﺔ ﻣﻄﻮﻳ ﺔ إﻟ ﻰ أﻋﻠ ﻰ .ﻳﻈ ﻞ ﺑﺎﻟﺼ ﺪﻳﺮي اﻟﺮﻣ ﺎدي اﻟﺼ ﻮﻓﻲ ذي اﻟﺰراﻳ ﺮ اﻟﺨﺸ ﺒﻴﺔ. ﻳﺮﺗﺪي روﺑﻪ اﻟﺒﻨﻲ وﻳﺰررﻩ ﺑﺤﺒﻞ رﻓﻴﻊ أﺣﻤﺮ اﻟﻠ ﻮن .ﻳﻠ ﻒ ﺣ ﻮل رﻗﺒﺘ ﻪ وﺻ ﺪرﻩ ﻟﻔﺎﻋ ﺔ ﻋﺮﻳﻀ ﺔ ﻣ ﻦ ﻧﻔﺲ ﻗﻤﺎش اﻟﻄﺎﻗﻴﺔ. أﻓﻚ رﺑﺎط ﺣﺬاﺋﻲ وأﺿﻌﻪ ﺑﺠﻮار اﻟﺒﺎب .أﻟﺒﺲ ﻗﺒﻘﺎﺑﻲ ﻣﺤﺘﻔﻈًﺎ ﺑﺎﻟﺠﻮرب .أﺧﻠﻊ اﻟﺒﺰة وأﻟﻘ ﻲ ﺑﻬ ﺎ ﻓ ﻮق ﻇﻬ ﺮ آﺮﺳ ﻲ اﻟﻤﻜﺘ ﺐ .أﺿ ﻢ إﻟﻴﻬ ﺎ اﻟﻘﻤ ﻴﺺ واﻟﺒﻠ ﻮﻓﺮ .أرﺗﻌ ﺶ ﻣ ﻦ اﻟﺒ ﺮد .أرﺗ ﺪي اﻟﺒﻴﺠﺎﻣ ﺔ وﻓﻮﻗﻬ ﺎ اﻟﺒﻠﻮﻓﺮ .ﻳﺘﻨﺎول آﻴﺴًﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﻤ ﺎش ﻣ ﻦ ﻓ ﻮق اﻟﻤﻜﺘ ﺐ وﻳﺴ ﺘﺨﺮج ﻣﻨ ﻪ رﻏﻴ ًﻔ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺨﺒﺰاﻟﻤﻠ ﺪن .ﻳﻘﻔ ﺰ ﺻﺮﺻﻮر ﺻﻐﻴﺮ أﺳﻮد ﻣﻦ اﻟﻜﻴﺲ.أﺗﺮاﺟ ﻊ ﺑﻌﻴ ﺪا .ﻳﺴ ﺄﻟﻨﻲ إذا آﻨ ﺖ أﻓﻀ ﻞ اﻟﺠ ﺒﻦ أو اﻟﺤ ﻼوة .ﻋﻴﻨ ﻲ ﻰ أن ﺁآﻞ ﻷﻗﺎوم اﻟﺒﺮد .أآﺮر ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي ﺧﺮج ﻣﻨﻪ اﻟﺼﺮﺻﻮر .أﻗﻮل إﻧﻨﻲ ﻟﺴﺖ ﺟﺎﺋﻌﺎ .ﻳﻠﺢ ﻋﻠ ّ إﻧﻪ ﻻ ﻧﻔﺲ ﻟﻲ .ﻳﻘﻮل :أﻋﻤﻞ ﻟﻚ ﺑﻴﺾ ﺑﺎﻟﻌﺠﻮة؟ أهﺰ رأﺳﻲ ﻧﻔﻴﺎ .ﻳﻌﻴﺪ اﻟﺮﻏﻴﻒ إﻟﻰ اﻟﻜﻴﺲ. أﻗ ﻮم ﺑﺈﻋ ﺪاد ﺷ ﻨﻄﺔ اﻟﻤﺪرﺳ ﺔ .أﺗﺄآ ﺪ ﻣ ﻦ وﺟ ﻮد ورﻗ ﺔ اﻟﻨﺸ ﺎف وزﺟﺎﺟ ﺔ اﻟﺤﺒ ﺮ .أﻟﺤ ﻆ أﻧ ﻪ ﻣ ﺎ زال ﻳﺮﺗﺪي ﺑﻨﻄﻠﻮﻧﻪ وﺣﺬاءﻩ .أﺳﺄﻟﻪ :ﻣﺶ ﺣﺘﻘﻠﻊ؟ ﻳﻘﻮل :أﺷﻮّح اﻟﻠﺤﻤﺔ اﻷوّل. ـ ﻣﺘﺴﻴﺒﻬﺎ ﻟﻠﺼﺒﺢ. ـ ﺑﻌﺪﻳﻦ ﺗﺒﻮظ. ﻳﻨﺤﻨ ﻰ وﻳﺮﻓ ﻊ ﻣ ﻼءة اﻟﺴ ﺮﻳﺮ.أﺣﺬﻳ ﺔ وأﻃﺒ ﺎق وﺻ ﻨﺎدﻳﻖ وأوان ﻣﻌﺪﻧﻴ ﺔ .ﻋﻠﺒ ﺔ اﻟﺤﻘﻨ ﺔ اﻟﺸ ﺮﺟﻴﺔ ﺣﻠّﺔ ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ .ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻏﻄﺎﺋﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺠﺪﻩ .ﻳﻐﺎدر اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻓﺄﺗﺒﻌﻪ .ﻳﺘﻨ ﺎول ﻟﻔﺎﻓ ﺔ اﻟﻠﺤ ﻢ اﻟﺼﺎج .ﻳﺠﺬب َ وﻳﻔﺾ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻠﺔ .ﻳﺘﺠﻪ إﻟ ﻰ ﻣ ﺪﺧﻞ ﻃﺮﻗ ﺔ ﻣﻈﻠﻤ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣﻮاﺟﻬ ﺔ ﺣﺠﺮﺗﻨ ﺎ .آﻨﻴ ﻒ ﻻ ﻳﻨﻐﻠ ﻖ
5
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
ﺑﺎﺑﻪ وﺗﻨﺒﻌﺚ ﻣﻨﻪ راﺋﺤﺔ آﺮﻳﻬﺔ .ﺣﻤﺎم ﻣﻐﻠﻖ ﺛﺒ ﺖ ﺑﺎﺑ ﻪ ﺑﻠ ﻮح ﻣ ﻦ اﻟﺨﺸ ﺐ .ﺣ ﻮض ﻣﻴ ﺎﻩ ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺎج ﻣﺜﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﺋﻂ ﺗﻄﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻨﻔﻴﺔ .ﻳﻐﺴﻞ اﻟﻠﺤﻢ ﺟﻴﺪا .ﻳﺨﻄﻮ إﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻄﺮﻗﺔ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﻄ ﺒﺦ .ﻳﺪﺧﻠ ﻪ وأﻧﺎ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻼﺑﺴﻪ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻒ .ﻳﺨﺮج ﻋﻠﺒ ﺔ ﺛﻘ ﺎب وﻳﺸ ﻌﻞ ﻣﻨﻬ ﺎ ﻋ ﻮدًا .ﻳﺴ ﻘﻂ اﻟﻀ ﻮء ﻋﻠ ﻰ ﺟﺎﻧ ﺐ ﻣ ﻦ اﻟﺤ ﺎﺋﻂ ﻣﺒﻠ ﻞ ﺑﺎﻟﻤﻴ ﺎﻩ .ﻣﺎﺋ ﺪة ﺧﺸ ﺒﻴﺔ ﻓﻮﻗﻬ ﺎ واﺑ ﻮر آﻴﺮوﺳ ﻴﻦ "ﺑﺮﻳﻤ ﻮس" .ﻳﻔﻌ ﺺ ﺑﻘﺪﻣ ﻪ ﺻﺮﺻﻮرًا أﺣﻤﺮ آﺒﻴﺮاﻟﺤﺠﻢ .ﻳﻀﻐﻂ آﺒﺎس اﻟﺒﺮﻳﻤﻮس ﻋﺪة ﻣ ﺮات ﺛ ﻢ ﻳﺸ ﻌﻞ ﻋ ﻮد ﺛﻘ ﺎب وﻳﻘﺮﺑ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻔﻮﻧﻴﺔ .ﺗﺘﻮهﺞ اﻟﻨﺎر .ﺗﺴﺘﻮي اﻟﺤﻠﺔ ﻓﻮق اﻟﻨﺎر .أﻟﺘﺼ ﻖ ﺑ ﻪ وأﻏﻤ ﺾ ﻋﻴﻨ ﻰ .ﺗ ﺪﻟﻰ "ﺳ ﺖ اﻟﺤﺴ ﻦ" ﺟﺪاﺋﻞ ﺷﻌﺮهﺎ اﻟﻄﻮﻳﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﻓﺬة ﻟﻴﺮﺗﻘﻴﻬﺎ اﻟﺸ ﺎﻃﺮ "ﺣﺴ ﻦ" .وﻋﻨ ﺪ اﻟﻈﻬ ﺮ ﻳﻈﻬ ﺮ اﻟﻐ ﻮل ﻗﺎد ًﻣ ﺎ ﻣ ﻦ ﺑﻌﻴﺪ .آﺘﻠﺔ ﺿﺨﻤﺔ أﺷﺒﻪ ﺑﻠﻔﺎﺋﻒ آﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ ﻳﻄﻮﺣﻬﺎ اﻟﻬﻮاء ﺗﺠﺘﺎح اﻟﻔﻀﺎء وﺗﻨﺜﺮ ﻣﻌﻬ ﺎ اﻟﻐﺒ ﺎر واﻟﻌﻔﺎر .ﻳﻘﻒ ﺗﺤﺖ اﻟﻨﺎﻓﺬة وﻳﺼﻴﺢ ب"ﺳ ﺖ اﻟﺤﺴ ﻦ" ":دّﻟ ﻲ ﺷ ﻌﻮرك اﻟﻄ ﻮال ،ﺧ ﺪي اﻟﻐ ﻮل أﺣﻤ ﺪ ﻣﻦ ﺣﺮ اﻟﺠﺒﺎل". ﺤﻠّﺔ وﻳ ﺘﺨﻠﺺ ﻣ ﻦ ﻣﺎﺋﻬ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﻮض. اﻟﻤﻮﻗﺪ ﻳﺌﺰ .ﺗﺘﻨﻮع أﻟﻮان ﺷﻌﻠﺘﻪ .ﻳﻘﻠﺐ اﻟﻠﺤﻢ ﺑﻤﻠﻌﻘﺔ .ﻳﺮﻓﻊ اﻟ َ أﺳﺄل :ﻟﺴﻪ؟. ﻳﻘﻮل أﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻏﻠﻲ اﻟﻠﺤﻢ ﺟﻴﺪًا ﻟﻠﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻴﻜﺮوﺑﺎت. ﻳﻔﺘﺢ ﺑﺮﻃﻤﺎن اﻟﺴ ﻤﻦ وﻳﺄﺧ ﺬ ﻣﻨ ﻪ ﻣﻠﻌﻘﺘ ﻴﻦ.ﻳﻀ ﻌﻬﻤﺎ ﻓ ﻲ اﻹﻧ ﺎء .ﻳﻘﻠ ﺐ اﻟﻠﺤ ﻢ ﻋ ﺪة ﻣ ﺮات ﺛ ﻢ ﻳﻀ ﻴﻒ اﻟﻤ ﺎء .ﻳﻠﻘ ﻲ ﺑ ﻪ ﻧﺘﻔ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻠ ﺢ وأﺧ ﺮى ﻣ ﻦ اﻟﻔﻠﻔ ﻞ اﻷﺳ ﻮد .ﻳﻐﻄﻴ ﻪ. ﻳﺼ ﺤﺒﻨﻲ إﻟ ﻰ اﻟﻜﻨﻴ ﻒ اﻟﻤﻔﺘ ﻮح ﻷﺗﺒ ﻮل .أﺷ ﻜﻮ ﻣ ﻦ اﻟﺮاﺋﺤ ﺔ ﻓﻴﻘ ﻮل إن اﻟﺴ ﻴﻔﻮن ﺗ ﺎﻟﻒ .أردد ﺁﻳ ﺔ "اﻟﻜﺮﺳﻲ" آﻤﺎ ﻋﻠّﻤﻨﻲ .ﻳﺪﻓﻌﻨﻲ ﻓﻲ رﻓﻖ ﻷﺻﻌﺪ ﻓ ﻮق ﻗﺎﻋ ﺪة اﻟﻜﻨﻴ ﻒ اﻟﺤﺠﺮﻳ ﺔ .أﻗ ﺎوم ﻓﻴﺼ ﻌﺪ ﻣﻌ ﻲ ﻟﻴﻘ ﻒ ﺑﺠ ﻮاري .ﻳﻤﺴ ﻜﻨﻲ ﻣ ﻦ آﺘﻔ ﻲ ﺑﻴﻨﻤ ﺎ أﻓ ﻚ أزرار ﺳ ﺮواﻟﻲ .أرﻓ ﻊ ﻧﻈ ﺮي إﻟ ﻰ اﻟﺠ ﺪران .ﻳﺴ ﻘﻂ ﺷﻌﺎع ﻣﻦ ﺿﻮء اﻟﺼﺎﻟﺔ اﻟﻀ ﻌﻴﻒ ﻋﻠ ﻰ ﺑﻘ ﻊ آﺒﻴ ﺮة ﺳ ﻮداء .ﺗﺘﺤ ﺮك إﺣ ﺪى اﻟﺒﻘ ﻊ ﻓﺠ ﺄة ﺻ ﺎﻋﺪة إﻟ ﻰ أﻋﻠﻲ .أﺗﺸﺒﺚ ﺑﻤﻼﺑﺲ أﺑﻲ .ﻳﻘﻮل :ﻣﺘﺨﻔﺶ .دﻩ "أﺑﻮ ﺷﺒﺖ". ﻼ ﺣﺘ ﻰ ﺗﻐﻠ ﻲ .ﻳﻄﻔ ﻰء اﻟﻤﻮﻗ ﺪ. ﻧﻌﻮد اﻟﻰ اﻟﻤﻄﺒﺦ ﻓﻴﻘﻠﺐ اﻟﻠﺤﻢ ﺛﻢ ﻳﻀﻴﻒ ﻣﺰﻳ ﺪا ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺎء.ﻳﻨﺘﻈ ﺮ ﻗﻠ ﻴ ً ﻳﺤﻤ ﻞ اﻟﺤﻠ ﺔ إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﺎﻟﺔوأﻧﺎ ﻣﻠﺘﺼ ﻖ ﺑ ﻪ .ﻳﺘﺮآﻬ ﺎ ﻓ ﻮق اﻟﺒﻮﻓﻴ ﻪ .ﻧﻌ ﻮد إﻟ ﻰ اﻟﻄﺮﻗ ﺔ ﻓﻴﻐﺴ ﻞ ﻳﺪﻳ ﻪ ﺑﺎﻟﺼﺎﺑﻮن. ﻧ ﺪﺧﻞ اﻟﻐﺮﻓ ﺔ .ﻳﻐﻠ ﻖ اﻟﺒ ﺎب ﺑﺈﺣﻜ ﺎم .ﻳﻬﺘ ﺰ ﺑ ﺎب اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ ﺑﻌﻨ ﻒ .ﻳﻘ ﻮل أﺑ ﻲ إﻧﻬ ﺎ رﻳ ﺎح" أﻣﺸ ﻴﺮ أﺑ ﻮ اﻟﺰﻋ ﺎﺑﻴﺮ" .ﻳﺘﻨ ﺎول ﺟﻠﺒﺎ ًﺑ ﺎ ﻗ ﺪﻳﻤﺎ ﻣ ﻦ ﻓ ﻮق اﻟﺸ ﻤﺎﻋﺔ ﻓﻴﺴ ﺪ اﻟﺜﻐ ﺮة اﻟﺘ ﻲ ﺗﻔﺼ ﻞ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺒ ﺎب واﻟ ﺒﻼط اﻟﻌﺎري .ﻳﻀﻊ ﻗﻄﻌﺔ ﻗﻤﺎش أﺧﺮى أﺳ ﻔﻞ ﺑ ﺎب اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ .ﻳﺘﺄﻣ ﻞ اﻟﻔ ﺮاغ ﺑ ﻴﻦ اﻟ ﺪوﻻب واﻟﺤ ﺎﺋﻂ .ﻳﺮآ ﻊ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض وﻳ ﺘﻔﺤﺺ اﻟﻤﺴ ﺎﻓﺔ اﻟﻀ ﻴﻘﺔ اﻟﻔﺎﺻ ﻠﺔ ﺑ ﻴﻦ ﻗﺎﻋ ﺪة اﻟ ﺪوﻻب واﻟ ﺒﻼط .ﻳﺠ ﺬب ﻣﺼ ﺮاﻋﻲ اﻟﺪوﻻب وﻳﺪﻗﻖ اﻟﻨﻈﺮ داﺧﻠﻪ .ﻳﻨﺤﻨﻲ وﻳﺮﻓﻊ ﻃﺮف ﻣﻼءة اﻟﺴﺮﻳﺮ .ﻳﻠﻬﺚ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻬ ﻮد .ﻳﺨﻠ ﻊ اﻟ ﺮوب وﻳﻌﻠﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺠﺐ .ﻳﺘﻠﻮ" :اﷲ ﻻ إﻟﻪ إﻻ هﻮ اﻟﺤﻲ اﻟﻘﻴﻮم ﻻ ﺗﺄﺧﺬﻩ ﺳﻨﺔ وﻻ ﻧﻮم". أرﺗﻘﻲ اﻟﺴﺮﻳﺮاﻟﺤﺪﻳﺪي اﻟﻤﺮﺗﻔﻊ .ﻳﺘﺒﻌﻨ ﻲ .أزﺣ ﻒ إﻟ ﻰ ﻣﻜ ﺎﻧﻲ ﺑﺠ ﻮار اﻟﺤ ﺎﺋﻂ .ﻳﻨﺤﻨ ﻲ وﻳﻠ ﻒ اﻷﻏﻄﻴ ﺔ ﺣﻮﻟﻲ وهﻮ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻓ ﻲ اﻟ ﺘﻼوة .ﻳﻨﺘﻬ ﻲ ﻣ ﻦ ﺁﻳ ﺔ "اﻟﻜﺮﺳ ﻲ" ﻓﻴﺘﺒﻌﻬ ﺎ ﺑ ﺄﺧﺮى .ﻳ ﺰداد ﺻ ﻮﺗﻪ ه ﺪوءا وﺗﺨﻔﺖ ﻧﺒﺮاﺗﻪ .ﻳﻤﺴﺢ ﻋﻠ ﻲ وﺟﻬ ﻰ ﺑﻴ ﺪﻩ اﻟﺪاﻓﺌ ﺔ .ﺗﻨﺴ ﺪل ﺟﻔ ﻮﻧﻲ ﻓ ﻲ اﺳﺘﺴ ﻼم .ﻳﺸ ﻢ اﻟﻐ ﻮل راﺋﺤ ﺔ اﻟﺸﺎﻃﺮ ﺣﺴﻦ ﻓﻴﻘﻮل" :رﻳﺤﺔ اﻧﺲ ﻻ ﻣﻨﺎ وﻻ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺲ". ﻳﺮﻓﻊ ﻳﺪﻩ ﻓﺄﻓﺘﺢ ﻋﻴﻨﻲ .ﻳﻌﻴﺪ ﻳﺪﻩ .أﻏﻠﻖ ﻋﻴﻨ ﻲ .ﻳﺮﻓ ﻊ ﻳ ﺪﻩ ﻣ ﻦ ﺟﺪﻳ ﺪ ﻓﺄﻓﺘﺤﻬﻤ ﺎ .ﻳﻨﺘﻬ ﺰ اﻟﺸ ﺎﻃﺮ ﺣﺴ ﻦ وﺳﺖ اﻟﺤﺴﻦ ﻓﺮﺻﺔ ﺧﺮوج اﻟﻐﻮل ﻟﻠﻬﺮب .ﺗ ﺪهﻦ ﺳ ﺖ اﻟﺤﺴ ﻦ آ ﻞ ﺷ ﺊ ﻓ ﻲ اﻟﻘﺼ ﺮ ﺑﺎﻟﺤﻨ ﺔ وﺗﻨﺴ ﻰ اﻟﻄﺒ ﻞ .ﻳﻌ ﻮد اﻟﻐ ﻮل وﻳﻨ ﺎدي ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺖ اﻟﺤﺴ ﻦ ﻓﺘﻘ ﻮم اﻷﺷ ﻴﺎء اﻟﺘ ﻲ دهﻨﺘﻬ ﺎ ﺑﺎﻟﺤﻨ ﺔ ﺑ ﺪورهﺎ .ﻳﻘ ﻮل 6
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
اﻟﻐﺮﺑﺎل ﺑﺼﻮت ﻣﻨﻐﻢ ﺟﻤﻴﻞ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺤﺮآﺘ ﻪ ":ﺑﺘﻐﺮﺑ ﻞ ﺑﺘﻐﺮﺑ ﻞ ﺑﺘﻐﺮﺑ ﻞ" .وﺗﻘ ﻮل اﻟﺮﺣﺎﻳ ﺔ" :ﺑ ﺘﻄﺤﻦ ﺑ ﺘﻄﺤﻦ ﺑ ﺘﻄﺤﻦ" .ﻳﻘ ﻮل اﻟﻤﻨﺨ ﻞ":ﺑﺘﻨﺨ ﻞ ﺑﺘﻨﺨ ﻞ ﺑﺘﻨﺨ ﻞ" .ﻟﻜ ﻦ اﻟﻄﺒ ﻞ اﻟ ﺬي ﻧﺴ ﺘﻪ ﻳﺜ ﺄر ﻟﻨﻔﺴ ﻪ ﻓﻴﺼﻴﺢ":ﺧﺪهﺎ اﻟﺸﺎﻃﺮ ﺣﺴﻦ وﻃﺎر"! أﺗﺎﺑﻊ ﺣﺮآﺎﺗﻪ .ﻳﻨﺘﺼﺐ واﻗ ًﻔ ﺎ .ﻳﻨﺤﻨ ﻲ .ﻳ ﺪﻋﻚ رآﺒﺘﻴ ﻪ .ﻳﺨﻠ ﻊ اﻟﺸ ﺎل اﻟﺼ ﻮﻓﻲ واﻟ ﺮوب ﺛ ﻢ اﻟﺼ ﺪﻳﺮي. ﻳﺰﻳﺢ ﺣﻤﺎﻟﺘﻲ اﻟﺒﻨﻄﻠﻮن ﻋﻦ آﺘﻔﻴﻪ .ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﺴﺮﻳﺮ.ﻳﺨﻠﻊ اﻟﺤﺬاء واﻟﺠ ﻮرب .ﻳﻠ ﺒﺲ ﺟﻮر ًﺑ ﺎ ﺻ ﻮﻓﻴﺎ ﻃ ﻮﻳﻼ .ﻳﺮﻓ ﻊ ﺳ ﺎﻗﻪ اﻟﻴﻤﻨ ﻰ وﻳﺠ ﺬب اﻟﺒﻨﻄﻠ ﻮن .ﻳﺜﻨ ﻲ اﻟﺴ ﺎق اﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ .ﻳ ﻨﻬﺾ واﻗ ًﻔ ﺎ .ﻳﺨﻠ ﻊ اﻟﻜﺮاﻓﺘﺔ واﻟﻘﻤﻴﺺ .ﻳﻈﻞ ﺑﺎﻟﻔﺎﻧﻠﺔ اﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ذات اﻟﻜﻤﻴﻦ واﻟﻜﻠﺴﻮن اﻟﺼﻮﻓﻲ اﻟﻄﻮﻳﻞ .ﻳﺪس ﻗﺪﻣﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺒﻘﺎب .ﻳﻌﻠﻖ ﻣﻼﺑﺴﻪ ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎﻋﺔ .ﻳﻨﺤﻨﻲ ﻣﺒﺎﻋﺪا ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺳﺎﻗﻴﻪ.ﻳﻔﻚ رﺑﺎط ﺣﺰام اﻟﻔﺘﻖ اﻟ ﺬي ﻳ ﺪور ﺑﻮﺳ ﻄﻪ وﺑ ﻴﻦ ﻓﺨﺬﻳ ﻪ .ﻳﺠ ﺮﻩ ﻳﺼ ﻌﻮﺑﺔ وﻳﻠﻘﻴ ﻪ ﻓ ﻮق اﻟﻤﻜﺘ ﺐ ﻣﺘﻨﻬ ﺪًا ﻓ ﻲ ارﺗﻴ ﺎح .ﻳ ﺪﻋﻚ رآﺒﻴﺘﻴ ﻪ ﺛ ﻢ ﻳﻄﻠﻖ ﺟﻴﺼًﺎ ﻗﻮي اﻟﺼﻮت. ﻳﺮﺗ ﺪي اﻟﺠﻼﺑﻴ ﺔ اﻟﻜﺴ ﺘﻮراﻟﻤﺨﻄﻄﺔ .ﻳﻠ ﻒ اﻟﺸ ﺎل ﺣ ﻮل آﺘﻔﻴ ﻪ وﺻ ﺪرﻩ .ﻳﻤ ﺪ ﻳ ﺪﻩ إﻟ ﻰ ﻓﻤ ﻪ وﻳﺨﻠ ﻊ أﺳﻨﺎﻧﻪ .ﻳﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ آﻮب ﻣﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻜﺘﺐ .ﻳﺸﺮب ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﻓ ﻲ ﺻ ﻴﻨﻴﺔ ﻣﻌﺪﻧﻴ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض .ﻳﻤﺴ ﺢ ﻓﻤﻪ وﺷﺎرﺑﻪ ﺑﻈﻬﺮ ﻳﺪﻩ .ﻳﺼﺐ اﻟﻤﺎء ﻓﻲ آﻮب ﺑﻪ ﻣﺴﺎﻣﻴﺮ ﺻﺪﺋﺔ ﻟﻴﺸﺮب اﻟﻤﺤﻠﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻳﻖ .ﻳﺮﻓ ﻊ ﻳﺪﻳﻪ اﻟﻲ رأﺳﻪ وﻳﻀﻐﻂ اﻟﻄﺎﻗﻴﺔ .ﻳﺨﻄﻮ ﺧﻄﻮﺗﻴﻦ وﻳﻤﺪ ﻳﺪﻩ ﺑﺠﻮار اﻟﺪوﻻب .ﻳﻄﻔﺊ اﻟﻨ ﻮر .ﻳﺼ ﻌﺪ إﻟ ﻰ ﺟﻮاري .ﻳﺒﺴﻂ اﻟﺒﻄﺎﻧﻴﺔ واﻟﻠﺤﺎف .ﻳﺴﺘﺪﻳﺮ ﻧﺎﺣﻴﺘﻲ وﻳﺘﺄآﺪ ﻣﻦ إﺣﻜﺎم اﻟﻐﻄ ﺎء ﻓ ﻮﻗﻲ .ﺗﻈ ﻞ ﻳ ﺪﻩ ﻓ ﻮﻗﻲ. ﻳﻘﺘ ﺮب وﺟ ﻪ أﻣ ﻲ اﻟﻤ ﺪور .ﺗﻬﺪه ﺪﻧﻲ ﻣ ﺮددة اﻷﻏﻨﻴ ﺔ اﻟﻤﻨﺒﻌﺜ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺮادﻳ ﻮ" :ﻧـ ـﺎم ﻳ ﺎ ﺣﺒﻴ ﺐ اﻟﺮوووح". ٣ ـ "ﻓ ﻲ ﺟﻤ ﺎل اﻟﺮﺑﻴ ﻊ ﻋﻴ ﺪك أﻗﺒ ﻞ .أﻧ ﺖ أﺑﻬ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﺮﺑﻴ ﻊ وأﺟﻤ ﻞ" .ﻧﻜ ﺮر اﻟﻨﺸ ﻴﺪ ﺧﻠ ﻒ ﻣ ﺪرس اﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ .ﻳﺘﺪﻟﻲ ﻣﻦ ﺟﻴﺐ ﺳﺘﺮﺗﻪ اﻟﻌﻠﻮي ﻣﻨﺪﻳﻞ آﺒﻴ ﺮ ﻣﻠ ﻮن .ﺳﻴﺼ ﺤﺒﻨﺎ إﻟ ﻰ ﻗﺼ ﺮ "ﻋﺎﺑ ﺪﻳﻦ" ﻓ ﻲ ﻋﻴﺪ اﻟﻤﻴﻼد اﻟﻤﻠﻜﻲ .ﻳﻌﻄﻮﻧﺎ ﺳﺎﻧﺪوﺗﺸﺎت ﻣ ﻦ ﺟ ﺒﻦ "اﻟﺸﻴﺴ ﺘﺮ" اﻷﺻ ﻔﺮ واﻟﺤ ﻼوة اﻟﻄﺤﻴﻨﻴ ﺔ .ﻓﻴ ﻮم اﻻﺛﻨﻴﻦ ﻧﺼﻒ ﻳﻮم .ﻳﻜﺘ ﺐ ﻣ ﺪرس اﻟﻠﻐ ﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳ ﺔ اﻟﺘ ﺎرﻳﺦ ﻓ ﻮق اﻟﺴ ﺒﻮرة .أرى اﻟﻤﻜﺘ ﻮب ﺑﻮﺿ ﻮح ﺑﻔﻀﻞ اﻟﻨﻈﺎرة .ﻳﺒﺪأ اﻟ َﻬﺮَج ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﻋﺪ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ .ﻳﺴﺘﺪﻳﺮ اﻟﻤﺪرس وﻳﺘﺠﻪ إﻟﻰ آﺮﺳﻴﻪ .ﻣﻼﺑﺴﻪ ﻏﺎﻟﻴ ﺔ ﻰ ﺑﻨﻄﻠﻮﻧ ﻪ ﻋﺮﻳﻀ ﺔ ﺣﺴ ﺐ اﻟﻤﻮﺿ ﺔ .ﻣﻨﺘﺼ ﺒﺘﺎن ﻓ ﻮق ﻣﻘ ﺪﻣﺘﻲ ﺣﺬاﺋ ﻪ دون ﺗﺮه ﻞ وأﻧﻴﻘﺔ .ﺛﻨﻴﺔ رﺟ َﻠ ْ وﺗﻐﻄﻴﺎن ﻧﻌﻞ اﻟﺤﺬاء ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻒ ﺣﺘﻲ ﻧﻘﻄﺔ ﺗﻤﺎﺳﻪ ﺑﺎﻷرض .ﻳﻘﻮل دون أن ﻳﺘﻄﻠﻊ إﻟﻰ أﺣﺪ ﻣﻨﺎ :اﻟﻠ ﻲ ﻣﺶ ﻋﺎوز اﻟﺪرس ﻳﺘﻔﻀﻞ ﺑﺎﻟﺨﺮوج. ﻳﻨﻬﺾ ﺗﻼﻣﻴﺬ اﻟﺼﻔﻮف اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ اﻟﻜﺒﺎر وﻳﻐﺎدرون اﻟﻔﺼﻞ .ﺁﺧﺬ ﻣﺴﺪﺳﻲ ﻣﻦ اﻟﺪرج وأﺗ ﺒﻌﻬﻢ .اﻟﺮده ﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﻤﻄﻠﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻔﻨ ﺎء ﺧﺎﻟﻴ ﺔ .اﻟﻬ ﺪوء اﻟﺸ ﺎﻣﻞ ﻳ ﺮﻳﻦ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺪرﺳ ﺔ .اﻟﻄﺮﻗ ﺔ ﺧﺎﻟﻴ ﺔ .أﻧﺤﻨ ﻲ ﻷﻣﺮ أﺳﻔﻞ ﻧﻮاﻓ ﺬ اﻟﻔﺼ ﻞ اﻟﻤﺠ ﺎور .ﻓﺼ ﻞ ﺁﺧ ﺮ .ﻏﺮﻓ ﺔ اﻟﻤﺪرﺳ ﻴﻦ .ﺑﺎﺑﻬ ﺎ ﻣﻐﻠ ﻖ .أﻟﺼ ﻖ ﻋﻴﻨ ﻲ ﺑﺜﻘ ﺐ اﻟﻤﻔﺘ ﺎح .ﻃﺎوﻟ ﺔ ﻣﺴ ﺘﻄﻴﻠﺔ ﻳﺠﻠ ﺲ ﻓ ﻲ ﻃﺮﻓﻬ ﺎ رﺟ ﻞ ﻋ ﺎري اﻟ ﺮأس .أﺻ ﻠﻊ .ﻃﺮﺑﻮﺷ ﻪ أﻣﺎﻣ ﻪ ﻓ ﻮق ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺮاﺳﺎت .أﺗﺒﻴﻦ ﻓﻴﻪ ﻣﺪرس اﻟﻌﻠﻮم .ﺷﻜﻠﻪ ﻏﺮﻳﺐ ﺑﻼ ﻃﺮﺑﻮش أو ﺷﻌﺮ .ﻳﺘﻨ ﺎول إﺣ ﺪى اﻟﻜﺮاﺳ ﺎت .ﻳﺘﻄﻠ ﻊ ﻓ ﻲ اﺳ ﺘﻬﺠﺎن إﻟ ﻰ رآ ﻦ اﻟﻄﺎوﻟ ﺔ .ﺗﻈﻬ ﺮ ﻓ ﻲ ﻣﺠ ﺎل رؤﻳﺘ ﻲ ﻋ ﺪة أﻳ ﺪي ﺗﻠﻌ ﺐ اﻟﻜﻮﺗﺸﻴﻨﺔ. أﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻢ .ﻧﺘﺴﻠﻞ إﻟﻰ اﻟﻔﻨﺎء اﻟﺨﻠﻔﻲ ﺣﻴ ﺚ ﻳﺠ ﺮي ﺑﻨ ﺎء ﻣﻠﺤ ﻖ ﻟﻠﻤﺪرﺳ ﺔ .ﻳﺘﻮزﻋ ﻮن ﺧﻠ ﻒ أآ ﻮام اﻟﺮﻣ ﺎل واﻟﺘ ﺮاب .ﻳﺒﺴ ﻄﻮن ﻣﻨ ﺎدﻳﻠﻬﻢ وﻳﻀ ﻌﻮﻧﻬﺎ ﻓ ﻮق أﻧ ﻮﻓﻬﻢ ﺛ ﻢ ﻳﺮﺑﻄﻮﻧﻬ ﺎ ﺧﻠ ﻒ رءوﺳﻬﻢ .أﺧﻠﻊ اﻟﻨﻈﺎرة اﻟﺘﻲ أﻟﺼﻘﺖ ﺑﻲ اﺳﻢ " ﻏﺎﻧﺪي" وأرﺑ ﻂ ﻣﻨ ﺪﻳﻼ ﻓ ﻮق أﻧﻔ ﻲ ﺛ ﻢ أرﺗ ﺪﻳﻬﺎ ﻣ ﻦ ﺟﺪﻳﺪ .أﻗﺮﻓﺺ ﺧﻠﻒ آﻮم ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺎرة وﻣﺴﺪﺳﻲ ﻓﻲ ﻳﺪي .ﻓﻨﺎء اﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻟﺴ ﺎﺑﻘﺔ ﺗﺤ ﻴﻂ ﺑ ﻪ ﺻ ﻔﺎﺋﺢ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﺳﻮداء ﺗﺤﺠﺐ اﻟﺮؤﻳﺔ .أﺷﺘﺮي اﻟﺒﻄﺎﻃﺎ واﻟﺸ ﻄﺔ ﻣ ﻦ ﻓﺘﺤ ﺔ ﺻ ﻐﻴﺮة ﻓ ﻲ ﺟﺎﻧﺒﻬ ﺎ .ﻧﻌﺜ ﺮ ﻋﻠ ﻰ
7
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
ﺳ ﻠﻢ ﺿ ﻴﻖ ﺑ ﺪرﺟﺎت ﻣﺘﺂآﻠ ﺔ ﺗ ﺆدي إﻟ ﻰ أﺳ ﻔﻞ .ﻳﻘ ﻮل ﺗﻠﻤﻴ ﺬ إن اﻟﻤﺒﻨ ﻰ أﺻ ﻠﻪ ﻗﺼ ﺮ أﻣﻴ ﺮ .وإن ﻓ ﻲ أﻋﻤﺎﻗﻪ ﺑﺌﺮا ﻣﺴﺤﻮرا .ﻧﻬﺒﻂ ﺧﺎﺋﻔﻴﻦ .ﻧﺼﺎدف ﺳﺤﻠﻴﺔ .ﺗﻘﻮل أﻣﻲ إﻧﻬﺎ أﻣﻴﺮة ﻣﺘﺨﻔﻴﺔ. أﻇ ﻞ ﻓ ﻲ ﻣﻜ ﺎﻧﻲ ﺧﻠ ﻒ آ ﻮم اﻟﺤﺠ ﺎرة دون أن ﻳﻨ ﺎدﻳﻨﻲ أﺣ ﺪ .ﻳ ﺪق اﻟﺠ ﺮس .ﻧﺼ ﻌﺪ إﻟ ﻰ ﺣﺼ ﺔ اﻟﻠﻐ ﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ ﺑﺨﻄ ﻮات ﻣﺘﺜﺎﻗﻠ ﺔ .اﻟﻤ ﺪرس ﻗﺼ ﻴﺮ اﻟﻘﺎﻣ ﺔ ﻧﺤﻴﻔﻬ ﺎ .ﻟ ﻪ رﻗﺒ ﺔ ﻃﻮﻳﻠ ﺔ ﻣﻠﻔﻮﻓ ﺔ ﺑﻜﻮﻓﻴ ﺔ ﺛﻘﻴﻠ ﺔ. ﻳﺘﺤﺮك آﺘﻔﺎﻩ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار داﺧﻞ ﺑﺰﺗﻪ .ﻧﻌﺮف أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﺨﻞ ﻋﻦ اﻟﺠﺒﺔ واﻟﻌﻤﺎﻣﺔ إﻻ هﺬا اﻟﻌﺎم. أﺗﺒﺎدل ﻣﻜﺎﻧﻲ ﻣﻊ "ﻓﺘﺤﻲ" ﻷﺟﻠﺲ إﻟﻲ ﺟﻮار "ﻣﺎهﺮ" .ﻟﺪﻳﻪ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ وﻗﻠﻢ ﺣﺒ ﺮ ﺟ ﺎف ﻣﺎرآ ﺔ "ﺑﻴ ﺮو" وﻗﻠ ﻢ أﺑﻨ ﻮس ﻣﺎرآ ﺔ "ووﺗﺮﻣ ﺎن" وﻣﻤﺤ ﺎة ﺳ ﻤﻴﻨﺔ وﻃﺮﻳ ﺔ .ﻳﺼ ٌﻔﻬّﻢ أﻣﺎﻣ ﻪ ﻋﻠ ﻲ ﺳ ﻄﺢ اﻟﻘﻤﻄﺮ .ﻳﺸ ﺮح اﻟﻤ ﺪرس ﻗﻮاﻋ ﺪ اﻟﻤﺠ ﺮد واﻟﻤْﺰﻳ ﺪ واﻹﻋ ﻼل واﻹﺑ ﺪال وه ﻮ ﺟ ﺎﻟﺲ .ﻳﺘﺠﻨ ﺐ اﻟﻮﻗ ﻮف أﻣ ﺎم اﻟﺴ ﺒﻮرة ﺑﺴ ﺒﺐ ﻗﺼ ﺮ ﻗﺎﻣﺘ ﻪ .ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣ ﻦ أﺣ ﺪ اﻟﺘﻼﻣﻴ ﺬ ﻃ ﻮال اﻟﻘﺎﻣ ﺔ أن ﻳﻜﺘ ﺐ ﻋﻠﻰه ﺎ "أﻣﻴ ﺮ اﻟﺸﻌﺮاء ﻳﺨﺎﻃﺐ اﻟﺸﺒﺎب".ﻧﻔ ﺘﺢ آﺘ ﺎب "اﻟﻤﻄﺎﻟﻌ ﺔ اﻟﻤﺨﺘ ﺎرة" .ﻧﻘ ﺮأ ﻣﻌ ﻪ ﻗﺼ ﻴﺪة "أﺣﻤ ﺪ ﺷ ﻮﻗﻲ". ﻳﻌﻨﻔﻨ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺟﻬﻠﻨ ﺎ .أآﺘ ﺐ ﻣﻌ ﺎﻧﻲ اﻟﻜﻠﻤ ﺎت ﻓ ﻲ آﺮاﺳ ﺘﻲ .أﺧﻄ ﺊ ﻓ ﻲ هﺠ ﺎء آﻠﻤ ﺔ .أﺣ ﺎول إزاﻟﺘﻬ ﺎ ﺑﻤﻤﺤﺎﺗﻲ اﻟﺮﺧﻴﺼﺔ اﻟﻤﺘﺤﺠﺮة .أﻗﺘﺮض ﻣﻤﺤﺎة "ﻣﺎهﺮ" اﻟﻄﺮﻳﺔ .ﻳﺪق اﻟﺠﺮس .أرﻓﻊ ﻏﻄﺎء اﻟﻘﻤﻄ ﺮ. ﺁﺧﺬ اﻟﻜﺘﺐ واﻟﻜﺮاﺳﺎت اﻟﺘﻲ أﺣﺘﺎﺟﻬﺎ ﻟﻮاﺟﺒﺎت اﻟﻐﺪ .أﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﺒﺘﻲ "اﻟﻔﻴﺒﺮ" .أﻋﻴ ﺪ اﻟﻐﻄ ﺎء إﻟ ﻰ ﻣﻜﺎﻧﻪ وأﺛﺒﺘﻪ ﺑﺎﻟﻘﻔﻞ واﻟﻤﻔﺘﺎح. ﻳﻠﻔﺤﻨﻲ اﻟﻬﻮاء اﻟﺒﺎرد ﺑﻤﺠﺮد أن أﺧﺮج إﻟﻰ اﻟﻄﺮﻳﻖ .أدﻓﻦ ﻋﻨﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﻮﻓﻴﺔ وأﻧﻜﻤ ﺶ ﻓ ﻲ ﻣﻼﺑﺴ ﻲ. أﺟﺮ ﻗﺪﻣﻲ ﻓﻲ ﺻﻌﻮﺑﺔ .أﻣﻀﻲ ﻓﻮق رﺻﻴﻒ اﻟﻤﺪرﺳﺔ وأؤﺟﻞ ﻋﺒﻮر اﻟﺸﺎرع اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﺣﺘﻲ اﻟﻤﻴ ﺪان. أﻟﻤﺢ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﺴﺘﻄﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺪ .أهﻢ ﺑﺸﻮﻃﻬﺎ ﺑﻘﺪﻣﻲ .أﺗﺬآﺮ ﺗﺤﺬﻳﺮات أﺑ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻘﻨﺎﺑ ﻞ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻨﻔﺠ ﺮ ﺑﻤﺠﺮد ﻟﻤﺴ ﻬﺎ وﺗﻜ ﻮن ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻜﻞ ﻋﻠﺒ ﺔ دواء أو ﻗﻠ ﻢ أﺑﻨ ﻮس أو ﻟﻌﺒ ﺔ .أﺗﺄﻣ ﻞ اﻟﻘﻄﻌ ﺔ ﺟﻴ ﺪًا ﺛ ﻢ أﺑﺘﻌ ﺪ ﻋﻨﻬﺎ. ﻼ ﻣﺴ ﻮرة ﺑﺎﻟﻘﻀ ﺒﺎن اﻟﺤﺪﻳﺪﻳ ﺔ .أﺗﻠﺼ ﺺ اﻟﻨﻈ ﺮ ﻣ ﻦ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻘﻀ ﺒﺎن. رﺻﻴﻒ ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻰ اﻟﻤﻠ ﻮن .ﻓ ﻴ ّ ﻣﺎﺋﺪة ﺧﺸﺒﻴﺔ وﻣﻘﻌﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﻘﺔ .اﻟﺒﺎب اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻣﻐﻠﻖ .أواﺻﻞ اﻟﺴﻴﺮ .ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﻴﻬ ﻮد. ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﻮب اﻟﻮردي اﻟﻠﻮن .ﻻ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﺳﻮر ﺧﺎرﺟﻲ ﻣﺜﻞ ﻣﺪرﺳﺘﻨﺎ .ﻣﻠﺼ ﻖ ﻳ ﺪﻋﻮ إﻟ ﻰ إﻏﺎﺛ ﺔ ﺷ ﺮُم اﻟﻼﺟﺌ ﻴﻦ اﻟﻔﻠﺴ ﻄﻴﻨﻴﻴﻦ .ﻋﺒ ﺎرة ﺑﻄ ﻼء أﺳ ﻮد ﺗﻘ ﻮل" :ﻻ ﻣﻔﺎوﺿ ﺔ إﻻ ﺑﻌ ﺪ اﻟﺠ ﻼء" .أﺧ ﺮىُ " : ُﺑ ﺮُم ".ﻧﻮاﻓ ﺬ اﻟﻤﺪرﺳ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﺘﻮى اﻟﺸ ﺎرع .ﺗﻈﻬ ﺮ ﻣﻨﻬ ﺎ ﻗﺎﻋ ﺎت آﺒﻴ ﺮة ﺻ ﻔﺖ ﺑﻬ ﺎ ﻣﻮاﺋ ﺪ اﻟﻄﻌ ﺎم. اﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻳﺄآﻠﻮن ﻓﻲ ﺿﻮﺿﺎء .أواﺻﻞ اﻟﺴﻴﺮ ﺣﺘ ﻲ اﻟﻨﺎﺻ ﻴﺔ ﺛ ﻢ أﺳ ﺘﺪﻳﺮ ﻳﺴ ﺎرًا .أﻣﻀ ﻲ ﺑﺠ ﻮار ﺟ ﺪار اﻟﻤﺪرﺳﺔ .ﻳﺒﺪأ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﻲ اﻟﺼﻌﻮد ﺗﺤﻒ ﺑﻪ اﻷﺷﺠﺎر .ﺗﺘﻔﺘﺢ زهﻮرهﺎ اﻟﺤﻤﺮاء واﻟﺼﻔﺮاء ﻓ ﻲ ﺑﺪاﻳ ﺔ اﻟﺼﻴﻒ ﺛﻢ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ وﺗﻐﻄﻲ اﻟﺮﺻﻴﻒ ﻓﻲ اﻟﺨﺮﻳﻒ .ﻧﻬﺎﺟﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺒ ﺎل ﻟﻨﺼ ﻴﺪ اﻟﻌﺼ ﺎﻓﻴﺮ دون أن ﻧ ﻨﺠﺢ وﻻ ﻣﺮة. أﺻ ﺒﺢ ﻓ ﻲ ﻣﻮاﺟﻬ ﺔ ﻣﻨﺰﻟﻨ ﺎ اﻟﺴ ﺎﺑﻖ .ﻣ ﻦ اﻟﻄ ﻮب اﻟ ﻮردي اﻟﻠ ﻮن ه ﻮ اﻵﺧ ﺮ.ﻳﺘﺼ ﺪرﻩ ﺑ ﺎب ﺣﺪﻳ ﺪي. ﺑﺠﻮارﻩ ﻣﻨﺎزل ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻣﺘﻬﺎﻟﻜﺔ .أﻣﺎﻣﻪ ﻣﻨﺨﻔﺾ أﺣﺪﺛﺘﻪ ﻗﻨﺒﻠﺔ أﺳ ﻘﻄﺘﻬﺎ ﻃ ﺎﺋﺮة أﻟﻤﺎﻧﻴ ﺔ .أﺿ ﻊ ﺣﻘﻴﺒﺘ ﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض وأﺳ ﺘﻨﺪ إﻟ ﻰ ﺟ ﺪار اﻟﻤﺪرﺳ ﺔ .ﻳﻘ ﻊ اﻟﻤﻨ ﺰل ﻋﻨ ﺪ ﻣﻔﺘ ﺮق ﺷ ﺎرﻋﻴﻦ ﺗﻔﺼ ﻞ ﺑﻴﻨﻬﻤ ﺎ أرض ﻓﻀﺎء ﻣﻬﻤﻠﺔ ﻣﺴﻴﺠﺔ ﺑﻘﻀﺒﺎن ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ .آﺎﻧﺖ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﺎﺑﻖ ﻣﺨﺰ ًﻧ ﺎ ﻟﻠﺘ ﺮام .ﺗ ﺮﺗﺒﻂ ﻗﻀ ﺒﺎن اﻟﺴ ﻴﺎج ﻣ ﻦ أﺳ ﻔﻞ ﺑﻘﻀ ﻴﺐ ﻋﺮﺿ ﻲ ﻣﺮﺗﻔ ﻊ ﻋ ﻦ اﻷرض ﺑﻤﻘ ﺪار ﺷ ﺒﺮ .ﻧﻘ ﻒ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻘﻀ ﻴﺐ وﻧﺤﺸ ﺮ أﻧﻔﺴ ﻨﺎ ﺑ ﻴﻦ اﻷﻋﻤﺪة ﺛﻢ ﻧﺼ ّﻔﺮ وﻧﺴﻮق. ﻳﺘﺠﻪ اﻟﺸﺎرع اﻷول إﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻌﺸ ﺶ واﻟﺜ ﺎﻧﻲ إﻟ ﻰ ﻣﺼ ﻨﻊ ﻃ ﺮاﺑﻴﺶ واﻟﺴ ﺎﺣﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻘ ﺎم ﺑﻬ ﺎ اﻟﻤﻮﻟﺪ اﻟﻨﺒﻮي .ﻋﻨﺪ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ ﺗﺼﻄﻒ ﻋﺮﺑﺎت اﻟﻜﺎرو ورءوس ﺟﻴﺎدهﺎ ﻣﺪﻓﻮﻧﺔ ﻓﻲ أﺟﻮﻟﺔ اﻟﺘﺒﻦ.
8
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
ﻼ ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ ﺣﺘﻲ ﺗﻠﺘﻘﻲ ﺑﺎﻟﺸﺎرع اﻟﻤﺆدي إﻟ ﻲ اﻟﻤﻴ ﺪان. ﻳﺘﻮﺣﺪ اﻟﺸﺎرﻋﺎن ﻓﻲ واﺣﺪ ﺗﻨﺤﺪر أرﺿﻪ ﻗﻠﻴ ً ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺎﺻﻴﺔ ﻣﺸﺘﻞ ﻳﺒﻴﻊ اﻟﻮرد. ﻳﺸ ﻐﻞ ﻣﺴ ﻜﻨﻨﺎ اﻟﻄ ﺎﺑﻖ اﻷول وﺗﻄ ﻞ ﻧﺎﻓ ﺬﺗﺎن ﻟ ﻪ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺸ ﺎرع .إﺣ ﺪاهﻤﺎ ﻣﻐﻠﻘ ﺔ اﻟﺸ ﻴﺶ واﻷﺧ ﺮي ﺑﺎﻟﺰﺟﺎج ﻓﻘﻂ .ﺗﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻴﻪ اﻷﺷﺠﺎرواﻟﺴﻤﺎءاﻟﺰرﻗﺎء .أﺧ ﻂ ﺑﺈﺻ ﺒﻌﻲ اﺳ ﻤﻲ واﺳ ﻤﻲ أﺑ ﻲ وأﻣ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺒﺨﺎر اﻟﺬي ﻳﻐﻄﻲ زﺟﺎج اﻟﻨﺎﻓﺬة اﻟﻤﻐﻠﻘﺔ .أﺗﺎﻣﻞ اﻟﻌﻤﺎل اﻟﻤﺴﺮﻋﻴﻦ ﻓﻲ اﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻤﺼ ﻨﻊ وﻗ ﺪ ﺣﻤ ﻞ آ ﻞ ﻣ ﻨﻬﻢ ﻏ ﺬاءﻩ ﻓ ﻲ ﻣﻨ ﺪﻳﻞ .ﺑﻴ ﻨﻬﻢ أوﻻد ﺻ ﻐﺎر .ﺗ ﺪوّي ﺻ ﻔﺎرة اﻟﻤﺼ ﻨﻊ اﻟﺼ ﺒﺎﺣﻴﺔ ﻓﺄﻏ ﺎدراﻟﻤﻨﺰل. ﺗﺴ ﺘﻘﺒﻠﻨﻲ راﺋﺤ ﺔ دﺧ ﺎن اﻟﻤﻮاﻗ ﺪ واﻷﻓ ﺮان .أرﻓ ﻊ رأﺳ ﻲ إﻟ ﻰ اﻟﻨﺎﻓ ﺬة ﻓ ﺄرى أﺑ ﻲ ﺑﻄﺎﻗﻴﺘ ﻪ اﻟﺒﻴﻀ ﺎء اﻟﻤﺴﺘﺪﻳﺮة ﻳﺘﺎﺑﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﺧﻠ ﻒ اﻟﺰﺟ ﺎج .أﻋﺒ ﺮ اﻟﻄﺮﻳ ﻖ إﻟ ﻰ رﺻ ﻴﻒ ﻣﺪرﺳ ﺔ اﻟﻴﻬ ﻮد .أﻣ ﺮ ﺑﻌﺠ ﻮز ذي ﻋﻤﺎﻣﺔ ﺣﻤﺮاء آﺒﻴﺮة ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺼﺎ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ وﻳﺴ ﺘﻨﺪ ﺑﻈﻬ ﺮﻩ إﻟ ﻰ ﺟ ﺪار اﻟﻤﺪرﺳ ﺔ .أﻋﻄﻴ ﻪ ﻣﻠﻴﻤ ﻴﻦ آﻤﺎ ﻋﻠﻤﻨﻲ أﺑﻲ .أﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ اﻟﻨﺎﻓ ﺬة ﻷراﻩ ﻵﺧ ﺮ ﻣ ﺮة .أﻋ ﺪل وﺿ ﻊ ﺷ ﻨﻄﺘﻲ ﻋﻠ ﻲ ﻇﻬ ﺮي وأدس ﻳ ﺪي اﻟﺒﺎردﺗﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻲ ﺳﺘﺮﺗﻲ .أﺷﻖ ﻃﺮﻳﻘﻲ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺘﻼﻣﻴ ﺬ اﻟﻴﻬ ﻮد اﻟﻤﺘ ﺪاﻓﻌﻴﻦ .ﺻ ﺒﻴﺎن وﺑﻨ ﺎت ﺑﻤﻼﺑ ﺲ زرﻗﺎء .أدﻟﻒ إﻟﻰ اﻟﺸﺎرع اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ اﻟﻤﺆدي إﻟﻰ ﻣﺪرﺳﺘﻲ .ﺗﻠﻔﻨﻲ اﻟﺸﺒﻮرة اﻟﺘﻲ أﺣﺒﻬﺎ. أﺣﻤﻞ ﺣﻘﻴﺒﺘﻲ وأﺳﺘﺪﻳﺮ ﻣﺘﺎﺑﻌًﺎ ﻃﺮﻳﻘﻲ .أﺧﺘﺮق ﻣﻤﺮًا ﺻ ﻐﻴﺮًا .دآ ﺎن ﺗﺨ ﺪﻳﻢ .ﺳ ﺎﺗﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺨﺸ ﺐ ﻳﺘ ﺮك ﻓﺘﺤﺔ ﺻﻐﻴﺮة .ﺗﺒﺪو دآﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺘﻴﺎت .واﺣﺪة ﻣﻌﺼ ﻮﺑﺔ اﻟ ﺮأس ﺗﺮﺗ ﺪي ﺟﻼﺑﻴ ﺔ .ﺑﺠﻮاره ﺎ واﺣ ﺪة ﻓ ﻲ ﻣﻼﺑﺲ اﻟﻔﻼﺣﺎت .أﺻﺒﺢ ﻓﻲ ﺷﺎرع "ﻓﺎروق" .أﻧﺘﻈﺮ إﺷﺎرة ﻋﺴﻜﺮي اﻟﻤﺮور .أﺳ ﻴﺮﻣﻦ أﻣ ﺎم ﻣﺨﺒ ﺰ "ﻋﺒ ﺪ اﻟﻤ ﻼك" وأﺟﺰاﺧﺎﻧ ﺔ "اﻟﺴ ﺒﻴﻞ" .أﻗ ﺮأ ﻻﻓﺘﺘﻬ ﺎ" :اﻟﻤ ﺪﻳﺮ اﻟﻤﺴ ﺌﻮل ﺣﻠﻤ ﻲ روﻓﺎﺋﻴ ﻞ" .ﺑﻀ ﻊ ﺧﻄﻮات ﺛﻢ أدﺧﻞ ﺷﺎرع "اﻟﻨﺰهﺔ" اﻟﻤﺆدي إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ اﻟﺠﺪﻳﺪ. ٤ ﻳﺮﺗﺪي أﺑﻲ اﻟﺮوب .ﻳﻔﺘﺢ ﺑ ﺎب اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ اﻟﺰﺟ ﺎﺟﻲ .ﻳ ﺪﻓﻊ اﻟﻤﺼ ﺮاع اﻟﺨﺸ ﺒﻲ إﻟ ﻰ اﻟﺨ ﺎرج .ﻳﺜﺒﺘ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺠﺪار ﺑﺎﻟﺸﻨﻜﻞ .ﻳﺘﺴﻠﻞ ﺿﻮء اﻟﺼﺒﺎح اﻟﻀﻌﻴﻒ إﻟ ﻲ اﻟﻐﺮﻓ ﺔ .ﻳﻐﻠ ﻖ اﻟﻤﺼ ﺮاع اﻟﺰﺟ ﺎﺟﻲ وه ﻮ ﻳﺘﺄﻣ ﻞ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ .أﺳﻌﻞ وأﺷﻜﻮ ﻣﻦ اﻟﺘﻬ ﺎب ﺣﻠﻘ ﻲ .ﻳﺠ ﺲ ﺟﺒﻬﺘ ﻲ .ﻳﺘﺤﺴ ﺲ أﺳ ﻔﻞ ﺻ ﺪﻏﻲ ﻣﺘﻠﻤﺴ ﺎ اﻟﻠﻮزﺗﻴﻦ .ﻳﻐﺎدر اﻟﻐﺮﻓﺔ وﻳﻨﻬﻤﻚ ﻓﻲ إﻋﺪاد ﻃﺒﻖ ﻣﻦ اﻟﻔﻮل اﻟﻤﺪﻣﺲ ﺑﺎﻟﺰﻳﺖ اﻟﺤﺎر. ﻳﻀﻊ اﻟﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎوﻟﺔ اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪﻳﺮة اﻟﺘ ﻲ أﺣﻀ ﺮهﺎ "ﻋﺒ ﺎس" ﻣ ﻦ اﻟﻤﺨ ﺰن .اﻟﻄﺎوﻟ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﺘﻮى اﻟﻔ ﺮاش و ﺗﺘﺴ ﻊ ﺑﺎﻟﻜ ﺎد ﻟﻄﺒ ﻖ اﻟﻔ ﻮل وﻗﻄﻌ ﺔ اﻟﺠ ﺒﻦ اﻷﺑ ﻴﺾ ﻓ ﻲ ورﻗﺘﻬ ﺎ ورﻏﻴ ﻒ اﻟﺨﺒ ﺰ واﻟﻠﻴﻤﻮﻧﺔ اﻟﻤﺸﻘﻮﻗﺔ .ﻳﺴﺘﺨﺮج ﺑﺼﻠﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻣﻦ ﺗﺤﺖ اﻟﻔﺮاش وﻳﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺰ اﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﺑﺎب اﻟﻐﺮﻓﺔ واﻟﺤﺎﺋﻂ دون أن ﻳﻨﺰع ﻗﺸﺮﺗﻬﺎ .ﻳﺠﺬب اﻟﺒﺎب إﻟﻲ اﻟﺪاﺧﻞ وﻳﻀﻐﻂ ﻗﻠﻴﻼ .ﻳﻌﻴﺪ اﻟﺒﺎب إﻟﻰ ﻣﻜﺎﻧﻪ وﻳﻠ ﺘﻘﻂ اﻟﺒﺼ ﻠﺔ ﻗﺒ ﻞ أن ﺗﺴ ﻘﻂ ﻓ ﻮق اﻷرض .ﻳﻨﺘ ﺰع ﻗﻠﺒﻬ ﺎ اﻟ ﺬي ﺑ ﺮز ﺧﺎرﺟﻬ ﺎ وﻳﻠﻘ ﻲ اﻷﺟ ﺰاء اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺟﺎﻧﺒﺎ .ﻳﻘﻮل إﻧﻬﺎ أﻓﻀﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﺋﺪة اﻟﺒﺼﻞ وﻃﻌﻤﻪ. ﻳﺘﺮﺑﻊ ﻓﻮق اﻟﻔﺮاش .أﺟ ﺮ آﺮﺳ ﻲ اﻟﻤﻜﺘ ﺐ وأﺟﻠ ﺲ أﻣﺎﻣ ﻪ .ﻳﻌﺼ ﺮ ﻓ ﺺ ﻟﻴﻤ ﻮن ﻓ ﻮق اﻟﻔ ﻮل .أﻏﻤ ﺲ ﻟﻘﻤﺔ ﺻﻐﻴﺮة .وأﻗﻀﻢ ﻃﺮﻓﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻤﺎس .أﻗ ﻮل أﻧ ﻲ ﻻ أﺣ ﺐ اﻟﻔ ﻮل .ﻳﻘ ﻮل إﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳﻔﻄ ﺮ وه ﻮ ﺗﻠﻤﻴﺬ ﻣﻦ ﺣﻠّﺔ اﻟﻄﺒﻴﺦ اﻟﺒﺎﻳﺖ دون ﺗﺴﺨﻴﻦ .ﺗﻨﺎدي ﻋﻠﻴﻪ أﻣﻪ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﻌﻠ ﻮي آ ﻞ ﺻ ﺒﺎح" :ﻋﻨ ﺪك ﺣﻠﺔ اﻟﻄﺒﻴﺦ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻮر". ﻧﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ اﻹﻓﻄﺎر .ﻧﺨﺮج إﻟﻰ اﻟﺼﺎﻟﺔ .ﻧﻐﺘﺴﻞ ﻣﻦ ﺣﻨﻔﻴﺔ اﻟﺤ ﻮض .ﻳ ﺪق ﺟ ﺮس اﻟﺒ ﺎب .ﻳﻔﺘﺤ ﻪ ﻟﺒ ﺎﺋﻊ ﻼ .ﻳﺸ ﻌﻞ اﻟﻤﻮﻗ ﺪ وﻳﻀ ﻊ اﻟﺤﻠ ﺔ ﻓﻮﻗ ﻪ إﻟ ﻲ أن ﻳﻐﻠ ﻲ اﻟﻠ ﺒﻦ. اﻟﻠﺒﻦ .ﻳﺤﻀﺮ ﻟﻪ ﺣّﻠ ﺔ ﺻ ﻐﻴﺮة وﻳﺄﺧ ﺬ رﻃ ً ﻳﻀﻊ إﺑﺮﻳﻘﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﺎج ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻟﻴﻌﺪ اﻟﻘﺮﻓﺔ .أﻇﻞ واﻗﻔﺎ ﺑﺠﻮارﻩ إﻟﻰ أن ﺗﻐﻠﻲ اﻟﻘﺮﻓﺔ ﻋﺪة ﻣﺮات .ﻳﺼﺐ ﻟﻲ آﻮﺑًﺎ وﻳﻀﻴﻒ إﻟﻴﻪ اﻟﻠﺒﻦ .أرﻓﻊ اﻟﻜﻮب إﻟﻰ ﻓﻤﻲ .أﺷﻢ راﺋﺤﺔ اﻟﺠ ﺎز .أﻋﻴ ﺪﻩ إﻟﻴ ﻪ .ﻳﻐﻀ ﺐ وﻳﺸ ﺮب ﻣﻦ آﻮﺑﻪ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ.
9
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
ﻳ ﺪق اﻟﺠ ﺮس ﻣ ﺮة أﺧ ﺮى .أه ﺮع إﻟ ﻰ اﻟﺒ ﺎب وأﻓﺘﺤ ﻪ .ﺗ ﺪﺧﻞ "أم ﻧﻈﻴ ﺮة" .ﻧﺤﻴﻠ ﺔ وﻗﺼ ﻴﺮة .رأﺳ ﻬﺎ ﻣﻠﻔﻮف ﺑﻤﻨﺪﻳﻞ أﺳﻮد اﻟﻠﻮن ﻣﻌﻘﻮد ﻓﻮق ﺟﺒﻬﺘﻬﺎ ﺗﺘ ﺪﻟﻰ ﻣ ﻦ ﺣﺎﻓﺘ ﻪ ﺧﺼ ﻼت ﺑﻴﻀ ﺎء .وﺟﻬﻬ ﺎ ﺷ ﺎﺣﺐ وﻋﻴﻨﺎهﺎ ﻏﺎﺋﺮﺗﺎن .ﺗﺘﺮك ﺻﻨﺪﻟﻬﺎ اﻷﺳﻮد ﺑﺠﻮار اﻟﺒﺎب .ﺗﻀﻊ آﻴﺲ اﻟﺨﻀﺎر ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺪة اﻟﻄﻌﺎم .ﺗﻠﻘ ﻲ ﻣﻼءﺗﻬﺎ اﻟﺴﻮداء ﻓﻮق ﻇﻬ ﺮ أﺣ ﺪ اﻟﻤﻘﺎﻋ ﺪ .ﺗﻘ ﻮل إﻧﻬ ﺎ ﺗ ﺄﺧﺮت ﻷن ﻣﺘﻄﻮﻋ ﺎت اﻟﻜ ﻮﻟﻴﺮا أوﻗﻔﻨﻬ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ وأﺧﺬﻧﻬﺎ ﻟﻤﺮآﺰ اﻟﺘﻄﻌﻴﻢ. ﻳﻌﻄﻴﻬﺎ أﺑﻲ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ اﻓﻄﺎرﻧﺎ .ﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﺠﻠﻮس ﻋﻠﻲ اﻷرض ﻓﻴﺪﻋﻮهﺎ ﻷن ﺗﺠﻠ ﺲ ﻋﻠ ﻲ أﺣ ﺪ ﻣﻘﺎﻋ ﺪ اﻟﻤﺎﺋﺪة .ﻳﺴﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ أوﻻدهﺎ وزوﺟﻬﺎ .ﻳﺤﺴﺐ ﻣﻌﻬﺎ ﺛﻤﻦ اﻟﺨﻀﺎر اﻟﺬي أﺣﻀﺮﺗﻪ .ﻳﻌ ﺪ ﻟﻨﻔﺴ ﻪ اﻟﻘﻬ ﻮة ﻓ ﻲ آﻨﻜ ﺔ ﺻ ﻐﻴﺮة ﻓ ﻮق ﻣﻮﻗ ﺪ اﻟﺴ ﺒﺮﺗﻮ .ﻳﻔﺮﻏﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﻓﻨﺠ ﺎن ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﻴﻨﻲ اﻟﻤﺰﺧ ﺮف .ﻳﺤﻤﻠ ﻪ ﻓ ﻲ ﻃﺒﻘﻪ.أﺗﺒﻌﻪ إﻟﻲ اﻟﻐﺮﻓﺔ .ﻳﺠﻠﺲ ﻣﺘﺮﺑﻌًﺎ ﻓ ﻮق اﻟﻔ ﺮاش .ﻳﺤﺘﺴ ﻲ اﻟﻘﻬ ﻮة ﻓ ﻲ ﺑ ﻂء .أﻋﻴ ﺪ اﻟﻜﺮﺳ ﻲ إﻟ ﻰ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺧﻠﻒ اﻟﻤﻜﺘﺐ .أﺟﻠﺲ وأﻓﺘﺢ آﺮاﺳﺔ اﻟﺤﺴﺎب. أﺑﺪأ ﺣﻞ اﻟﻮاﺟﺐ .أﺗﻮﻗﻒ ﺣﺎﺋﺮًا أﻣﺎم إﺣﺪى اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ .أﺗﻄﻠﻊ إﻟﺒﻪ .ﻳﺠﻤﻊ وﻳﻄﺮح وﻳﻀﺮب وﻳﻘﺴﻢ دون أن ﻳﺴ ﺘﺨﺪم اﻟﻘﻠ ﻢ واﻟﻮرﻗ ﺔ .ﺗﻘﻄﻴﺒ ﺔ وﺟﻬ ﻪ ﻻ ﺗﺸ ﺠﻌﻨﻲ ﻋﻠ ﻰ ﻃﻠ ﺐ ﻣﺴ ﺎﻋﺪﺗﻪ .ﻳﺸ ﻌﻞ ﺳ ﻴﺠﺎرﺗﻪ اﻟﺴﻮداء .أﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ .أﺗﺬآﺮ درس اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﻔﺮدات اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ:أﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺻ ﻔﺔ ﻣﻨﺰﻟﻨ ﺎ ﺑﻴﻦ أﻧﻮاع اﻟﻤﻨﺎزل .أﻋﺪدهﺎ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ أﺻﺎﺑﻌﻲ :اﻟﻘﺼﺮ ،اﻟﺼﺮح ،اﻟﺼﻮﻣﻌﺔ ،اﻟﺴ ﺮداب ،اﻟﻨﺠﻴ ﺮة .ﻳﻬ ﺰ ﻼ إن ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ ﻧﺴﻴﺞ وﺣﺪﻩ .أﻋﺮض ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺤﺴﺎب ﻓﻴﺤﻠﻬﺎ. رأﺳﻪ ﻗﺎﺋ ً أرﺗﺪي ﻧﻈﺎرﺗﻲ وأﻏﺎدر اﻟﻐﺮﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺼﺎﻟﺔ" .أم ﻧﻈﻴﺮة" ﺗﺼ ﻒ اﻷواﻧ ﻲ اﻟﺘ ﻲ ﻏﺴ ﻠﺘﻬﺎ ﻓ ﻮق رﺧﺎﻣ ﺔ اﻟﺒﻮﻓﻴﻪ .أﺗﻮﻗ ﻒ أﻣ ﺎم ﺑ ﺎب ﻏﺮﻓ ﺔ اﻟﻜﻮﻧﺴ ﺘﺎﺑﻞ .أﺗﻠﺼ ﺺ اﻟﻨﻈ ﺮ ﻣ ﻦ ﺛﻘ ﺐ اﻟﺒ ﺎب ﻓ ﻼ أرى ﻏﻴ ﺮ ﻃ ﺮف ﺳﺮﻳﺮ ﻣﻨﻜﻮش اﻷﻏﻄﻴﺔ .أﺿﻊ أذﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻘﺐ.ﻻ أﺳﻤﻊ ﺣﺮآﺔ .أﻟ ﻒ ﻣ ﻦ ﺧﻠ ﻒ ﻣﺎﺋ ﺪة اﻟﻄﻌ ﺎم .أﺑﺘﻌ ﺪ ﻋﻦ اﻟﺒﺎب اﻟﺰﺟﺎﺟﻲ اﻟﺬي ﻳﺆدي إﻟﻰ اﻟﻤﻨﻮر وﻳﺄﺗﻲ ﻣﻨﻪ اﻟﻬﻮاء اﻟﺒﺎرد .أﻟﻒ ﻣﺮة أﺧﺮى وأﺗﻮﻗﻒ أﻣ ﺎم اﻟﺤﺠﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ .أدﻳﺮ ﻣﻘﺒﺾ اﻟﺒﺎب وأدﺧﻞ .أرض ﺧﺸﺒﻴﺔ ﻣﻬﺘﺮﺋﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺤﻔﺮ .أﺛﺎﺛﻨﺎ اﻟﻘﺪﻳﻢ :آﺮﺳﻲ هﺰاز ﻣﻦ اﻟﻘﺶ اﻟﻤﺨﺮّم ﺗﻤﺰق ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻨﻪ .ﻓﻮﺗﻴﺎن وآﻨﺒﺔ .أﺣﺪ اﻟﻔﻮﺗﻴﻴﻦ ﺑﻘﺎﻋﺪة ﻏﺎﺋﺮة. اﻟﻐﺮﻓﺔ ﺑﺎردة .دهﺎن اﻟﺤﻮاﺋﻂ ﻣﺘﺂآ ﻞ ﻳﻜﺸ ﻒ ﻋ ﻦ رﻗ ﻊ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺼ ﻴﺺ .ﺑﻌﻀ ﻬﺎ ﺗﻐﻄﻴ ﻪ أوراق ﻣﻠﻮﻧ ﺔ. أﻗﺘ ﺮب ﻣﻨﻬ ﺎ .ﺻ ﻔﺤﺎت ﻣ ﻦ ﻣﺠﻠ ﺔ ﻣﺼ ﻮرة ﺧﻀ ﺮاء اﻟﻠ ﻮن ﻣﺜﺒﺘ ﺔ ﺑﺎﻟ ﺪﺑﺎﺑﻴﺲ .ﺻ ﻮرة اﻟﻤﻠ ﻚ "ﻓﺎروق"وهﻮ ﺻﺒﻲ ﺟﻤﻴﻞ ﺑﺎﻟﺒﻨﻄﻠﻮن اﻟﻘﺼﻴﺮ واﻟﻄﺮﺑﻮش .ﺻﻮرة أﺧﺮى ﻟﻪ ﻓﻲ ﺳﻴﺎرة ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻣﻊ ﺷﻘﻴﻘﺎﺗﻪ اﻟﺜﻼث اﻟﺠﻤﻴﻼت .ﺻﻮرة ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻟ ﻪ ﺑﺠﻮارأﺑﻴ ﻪ اﻟﻤﻠ ﻚ "ﻓ ﺆاد"ذي اﻟﺸ ﺎرب اﻟﻤ ﺪﺑﺐ اﻟﻄ ﺮﻓﻴﻦ اﻟﻤﺮﻓ ﻮﻋﻴﻦ إﻟ ﻰ أﻋﻠ ﻰ .أﺗﺤﺴ ﺲ ﺑﻴ ﺪي ﺳ ﻄﺢ اﻟﺼ ﻮر اﻟﻤﺼ ﻘﻮل .ﻳﺘﺴ ﺎﻗﻂ اﻟﻤﺼ ﻴﺺ ﻣ ﻦ ﺧﻠﻔﻬ ﺎ. ﺗﻨﺎدﻳﻨﻲ "أم ﻧﻈﻴﺮة" ﻷﺧﺮج آﻲ ﺗﻜﻨﺲ اﻟﻐﺮﻓﺔ. أﺑ ﻲ ﻓ ﻮق اﻟﻔ ﺮاش واﻟﻤﺴ ﺒﺤﺔ ﻓ ﻲ ﻳ ﺪﻩ .ﺷ ﻴﺶ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠ ﺔ ﻣﻔﺘ ﻮح ﻟﻜ ﻦ ﺳ ﺘﺎرة ﻣ ﻦ اﻟ ﺪاﻧﺘﻼ اﻟﻤﺨﺮﻣ ﺔ ﻣﺴ ﺪﻟﺔ ﺧﻠ ﻒ ﻣﺼ ﺮاﻋﻪ اﻟﺰﺟ ﺎﺟﻲ .اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ ﺻ ﻐﻴﺮة وﺿ ﻴﻘﺔ ﻣﺜ ﻞ ﺑﻠﻜﻮﻧﺘﻨ ﺎ وﺑﻠﻜﻮﻧ ﺎت اﻟﻄﻮاﺑﻖ اﻷوﻟﻰ .ﻓﻮﻗﻬﺎ ﺑﻠﻜﻮﻧﺘﻴﻦ آﺒﻴﺮﺗﻴﻦ ﻣﺘﺠﺎورﺗﻴﻦ ﻓﻲ ﺷﻘﺔ واﺣ ﺪة .ﻳﺴ ﻜﻨﻬﺎ ﻣﻮﻇ ﻒ ﻣﺘ ﺰوج ﻣ ﻦ اﻣﺮأﺗﻴﻦ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﻠﻜﻮﻧﺔ .واﺣﺪة ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ واﻷﻏﻄﻴ ﺔ ﻣﻨﺸ ﻮرة ﻓ ﻮق ﺳ ﻮرهﺎ .اﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ ﻣﻐﻠﻘ ﺔ .ﻣﻌﻨ ﻲ ذﻟﻚ إﻧﻪ ﻗﻀﻰ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻓﻴﻬﺎ .ﺳﻴﺄﺗﻲ اﻟﺪوراﻟﻴﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ اﻷﺧﺮى. أﻗ ﻒ ﺧﻠ ﻒ اﻟﺰﺟ ﺎج.أﻟﺼ ﻖ وﺟﻨﺘ ﻲ ﺑﺴ ﻄﺤﻪ ﻷﺗﻤﻜ ﻦ ﻣ ﻦ رؤﻳ ﺔ اﻟﻤﻨ ﺰل اﻟﻮاﻗ ﻊ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨﺎﺻ ﻴﺔ .ﻧﺎﻓ ﺬة "ﺻﺒﺮي" أﻓﻨﺪي ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ .ﺗﻈﻬﺮزوﺟﺘﻪ ﻟﺤﻈﺔ ﺛﻢ ﺗﺨﺘﻔ ﻲ .ﻗﺼ ﻴﺮة ﺳ ﻤﻴﻨﺔ .ﻳﻤﺘﻠ ﻰء وﺟﻬﻬ ﺎ ﺑﺤﺒ ﻮب اﻟﺤﻤﻮﻧﻴ ﻞ .أوﻻده ﺎ أﻳﻀ ﺎ :اﻟﺒﻨ ﺖ اﻟﻜﺒﻴ ﺮة "ﺳ ﻬﺎم" واﻟﻮﺳ ﻄﻲ "ﺳ ﻬﺎ" واﻟﺼ ﻐﻴﺮة "ﺳ ﻠﻤﻰ" وﺳﻤﻴﺮ" اﻷﺻﻐﺮ ﻣﻨﻬﺎ.
10
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
ﺗﻨﺎدي ﻋﻠﻴﻨﺎ "أم ﻧﻈﻴﺮة" ﻟﻨﻐﺎدر اﻟﻐﺮﻓﺔ آﻲ ﺗﻜﻨﺴﻬﺎ وﺗﻤﺴﺤﻬﺎ .ﻳﺘﺮﺟﻞ أﺑﻲ ﻣﻦ ﻓ ﻮق اﻟﻔ ﺮاش .ﻳﻀ ﻊ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺒﻘﺎب .ﺗﻔﺘﺢ ﺑﺎب اﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ وﺗﺠﺮ اﻟﺴﺠﺎدة وﺗﺒﺴﻄﻬﺎ ﻓﻮق اﻟﺴﻮر .ﺗﻜﻨﺲ اﻷرض .ﻧﺮﻗﺒﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﻣ ﺪﺧﻞ اﻟﻐﺮﻓ ﺔ .ﻳﺨﺸ ﻰ أن ﺗﻤ ﺪ ﻳ ﺪهﺎ إﻟ ﻰ ﻣﻼﺑﺴ ﻪ اﻟﻤﻌﻠﻘ ﺔ ﺑﺎﻟﻤﺸ ﺠﺐ. ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ اﻟﻜﻨﺲ ﻓﺘﻀﻊ اﻟﺨﻴﺸﺔ ﻓ ﻲ ﺟ ﺮدل اﻟﻤ ﺎء .ﺗﺮﻓﻌﻬ ﺎ وﺗ ﻮزع اﻟﻤﻴ ﺎﻩ ﻓ ﻲ أﻧﺤ ﺎء اﻟﻐﺮﻓ ﺔ .ﺗﺮآ ﻊ ﻟﺘﻤﺴ ﺢ اﻟ ﺒﻼط .ﻳﻜﺸ ﻒ ﺟﻠﺒﺎﺑﻬ ﺎ ﻋ ﻦ ﻋﻈ ﺎم رآﺒﺘﻴﻬ ﺎ اﻟﺒ ﺎرزة .ﺗﻌﺼ ﺮ اﻟﻤﻤﺴ ﺤﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺠ ﺮدل .ﺗﺠﻔ ﻒ اﻷرض .ﺗﻨﺘﺼﺐ واﻗﻔﺔ وهﻲ ﺗﻠﻬﺚ. ﺗﺤﻤﻞ اﻟﺠﺮدل وﺗﻬﻢ ﺑﺎﻻﻧﺼﺮاف .ﻳﺴﺘﻮﻗﻔﻬﺎ أﺑﻲ .ﻳﺸﻴﺮ ﺑﻴ ﺪﻩ إﻟ ﻰ ﻣﻨﻄﻘ ﺔ ﻣﺒﻠﻠ ﺔ ﻗ ﺮب اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ .ﺗﻘ ﻮل إﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺮى اﻟﺒﻠﻞ .وإﻧﻪ ﻋﻠﻰ أي ﺣﺎل ﺳﻴﺠﻒ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﻟﻮ ﺗﺮآﻨﺎ ﺑﺎب اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ ﻣﻔﺘﻮ ً ﺣ ﺎ .ﻳﺰﻋ ﻖ ﻓﻴﻬ ﺎ: إﻋﻤﻠ ﻲ زي ﻣ ﺎ ﺑﻘﻮﻟ ﻚ .ﺗﻨﺼ ﺎع ﻏﺎﺿ ﺒﺔ .ﻳﺨﻄ ﻮ أﺑ ﻲ إﻟ ﻰ اﻟ ﺪاﺧﻞ وﻳﻐﻠ ﻖ ﺑ ﺎب اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ .ﻳﻈ ﻞ ﻋﻨ ﺪهﺎ وﻋﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ. ﺗﺼﻴﺢ "أم ﻧﻈﻴﺮة" ﻣﻦ اﻟﺼﺎﻟﺔ :اﻟﻤﻴﺔ ﺳﺨﻨﺖ .أﺣﻤﻞ ﻣﻼﺑﺲ ﻧﻈﻴﻔ ﺔ وﻟﻮﻓ ﺔ وأﻏ ﺎدر اﻟﻐﺮﻓ ﺔ .ﻳﺘﺒﻌﻨ ﻲ أﺑﻲ ﺣﺎﻣ ً ﻼ ﺟﺮﻳﺪة ﻗﺪﻳﻤﺔ .ﻳﻐﻠﻖ اﻟﺒﺎب ﺑﺎﻟﻤﻔﺘﺎح وﻳﻀﻌﻪ ﻓﻲ ﺟﻴﺐ اﻟﺮوب .ﻧﺘﺠ ﻪ إﻟ ﻰ ﻏﺮﻓ ﺔ اﻟﻀ ﻴﻮف. ﺣﻮض اﻟﻐﺴﻴﻞ اﻟﺼﺎج ﻓﻲ اﻟﻮﺳﻂ .واﺑﻮر اﻟﺠﺎز ﻳﻌﻠﻮﻩ إﻧ ﺎء ﻣﻴ ﺎﻩ ﻳﺘﺼ ﺎﻋﺪ ﻣﻨ ﻪ اﻟﺒﺨ ﺎر .ﺻ ﻔﻴﺤﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻴ ﺎﻩ اﻟﺒ ﺎردة .ﻳﺨﻠ ﻊ أﺑ ﻲ روﺑ ﻪ .ﻳﻘ ﺮﻓﺺ .ﻳﺨﻠ ﻂ اﻟﻤﻴ ﺎﻩ اﻟﺒ ﺎردة ﺑﺎﻟﺴ ﺎﺧﻨﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﻮض وﻳﻘ ﻴﺲ ﺣﺮارﺗﻬﺎ ﺑﻴﺪﻩ .أﺣﺎول أن أﺗﺬآﺮ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻣﺪرس اﻟﻌﻠ ﻮم ﻋ ﻦ آﻴﻔﻴ ﺔ ﺗﻌﻴ ﻴﻦ ﻧﻘﻄ ﺔ اﻟﻐﻠﻴ ﺎن .اﻟﻤﻴ ﺎﻩ ﺗﻐﻠ ﻲ ﻓﻮق واﺑﻮر اﻟﺠﺎز .ﺗﻤﻸ أﻣﻲ آﻮزًا ﻣﻌﺪﻧﻴًﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎء اﻟﻤﻐﻠﻲ..ﺗﻀﻴﻒ إﻟﻴ ﻪ ﻣﻴ ﺎﻩ اﻟﺼ ﻨﺒﻮر ﺛ ﻢ ﺗﺼ ﺒﻪ ﻓ ﻮق ﺟﺴ ﺪي اﻟﻌ ﺎري .ﺗﻤ ﻸ آ ﻮز اﻟﻤﻴ ﺎﻩ اﻟﺴ ﺎﺧﻨﺔ ﻣ ﺮة أﺧ ﺮى .ﺗﻨﺴ ﻰ أن ﺗﺨﻔﻔ ﻪ ﺑﺎﻟﻤﻴ ﺎﻩ اﻟﺒ ﺎردة وﺗﺼ ﺒﻪ ﻓﻮﻗﻲ .أﺻﺮخ .ﻳﻬﺮع أﺑﻲ إﻟﻰ .ﻳﺤﻤﻠﻨﻲ إﻟﻲ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻨﻮم .ﻳﺠﻔ ﻒ ﺟﺴ ﺪي ﺑﺮﻗ ﺔ.ﻳ ﺮش ﻓ ﻮﻗﻲ ﻣﺴ ﺤﻮﻗًﺎ أﺑﻴﺾ .ﻳﻠﺒﺴﻨﻲ ﻣﻼﺑﺴﻲ وﻳﺼﺤﺒﻨﻲ ﻣﻌﻪ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ. أﺧﻠﻊ ﻣﻼﺑﺴﻲ وأﻏﻄﺲ ﻓﻲ ﻣﻴ ﺎﻩ اﻟﺤ ﻮض .ﻳ ﺪﻋﻚ ﺷ ﻌﺮ رأﺳ ﻲ ﺑﺎﻟﺼ ﺎﺑﻮﻧﺔ اﻟﻨﺎﺑﻠﺴ ﻲ .ﻳ ﺪﻋﻚ ﺟﺴ ﺪي ﺑﺎﻟﻠﻮﻓ ﺔ .ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣﻨ ﻲ أن أﻗ ﻒ ﻟﻴﺸ ﻄﻔﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﻴ ﺎﻩ اﻟﻨﻈﻴﻔ ﺔ .ﻳﺠﻔﻔﻨ ﻲ .أﺗﻄﻠ ﻊ إﻟ ﻰ ﺻ ﻮر اﻟﻤﻠ ﻚ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤﺎﺋﻂ.ﻳﻠﻒ ﺻﺪري ﺑﻮرق اﻟﺼﺤﻒ .أرﺗﺪي ﻣﻼﺑﺴﻲ ﻓﻮﻗﻬﺎ .ﻳﻨﺎدي ﻋﻠ ﻰ "أم ﻧﻈﻴ ﺮة" ﻟﺘﺮﻣ ﻲ اﻟﻤﻴ ﺎﻩ اﻟﻮﺳﺨﺔ وﺗﻤﻸ اﻟﺼﻔﻴﺤﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ. ﻧﺬهﺐ إﻟﻰ ﺣﺠﺮﺗﻨﺎ .ﻳﺨﻠﻊ اﻟﺮوب واﻟﺠﻼﺑﻴﺔ .ﻳﻌﻄﻴﻨﻲ ﻇﻬﺮﻩ وﻳﺮﻓﻊ ﻓﺎﻧﻠﺘﻪ اﻟﺼﻮﻓﻴﺔ آﺎﺷﻔﺎ ﻋﻦ ﻇﻬﺮﻩ. ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣﻨ ﻲ أن أه ﺮش ﻟ ﻪ .أرﺗ ﺪي ﻧﻈ ﺎرﺗﻲ .أﺗﺠﻨ ﺐ اﻟﺒﺜ ﻮر اﻟﺰرﻗ ﺎء اﻟﺜﻼﺛ ﺔ اﻟﻤﻮزﻋ ﺔ ﻋﻠ ﻲ ﻇﻬ ﺮﻩ. ﺟﺴ ﻤﻪ أﺑ ﻴﺾ ﻋﻠ ﻰ ﺧ ﻼف وﺟﻬ ﻪ وﺳ ﺎﻋﺪﻳﻪ ﺣﺘ ﻰ اﻟﻤ ﺮﻓﻘﻴﻦ .ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣﻨ ﻲ أن أﺑﺤ ﺚ ﻋ ﻦ اﻟﻘﻤ ﻞ ﻓ ﻲ أﻧﺤﺎء اﻟﻔﺎﻧﻠﺔ .ﻳﺸﻴﺮ ﻟﻲ أن أدﻗﻖ ﻓﻲ ﺛﻨﻴﺘﻲ اﻟﺤﻴﺎآﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻴﻬﺎ .أﻋﺜﺮ ﻋﻠ ﻰ واﺣ ﺪة ﺳ ﻤﻴﻨﺔ ﺑﻴﻀ ﺎء. ﻓﻲ ﻇﻬﺮهﺎ ﻧﻘﻄ ﺔ ﺳ ﻮداء .أﻓﻀ ﻠﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨ ﻮع اﻷﺳ ﻮد اﻟﺮﻓﻴ ﻊ .أﺿ ﻌﻬﺎ ﻓ ﻮق ﻇﻔ ﺮ إﺑﻬ ﺎﻣﻲ اﻷﻳﺴ ﺮ. أﺿﻐﻂ ﺑﻈﻔﺮ اﻹﺑﻬﺎم اﻷﻳﻤﻦ .أﺳﻤﻊ ﻃﻘﺘﻬﺎ .ﻳﺴﺪل اﻟﻔﺎﻧﻠﺔ ﻗﺎﺋﻼ :آﻔﺎﻳﺔ. ﻳﻨﺘﻘﻲ ﻣﻼﺑﺲ ﻧﻈﻴﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺪوﻻب .ﻳﻘﻮل ﺑﺼﻮت ﺧﺎﻓﺖ :ﺧﻠﻲ ﺑﺎﻟﻚ ﻣﻦ "أم ﻧﻈﻴﺮة" .أﺗﺒﻌﻪ ﺣﺘ ﻰ ﺑ ﺎب اﻟﻐﺮﻓ ﺔ " .أم ﻧﻈﻴ ﺮة" ﺟﺎﻟﺴ ﺔ إﻟ ﻲ ﻣﺎﺋ ﺪة اﻟﺼ ﺎﻟﺔ .ﺗﻘﺸ ﺮ ﺣﺒ ﺎت اﻟﻘﻠﻘ ﺎس. أﺟﻠ ﺲ إﻟ ﻰ ﻣﻜﺘﺒ ﻲ .أﻗ ﻮم .أﺗﻠﺼ ﺺ ﻋﻠ ﻰ " أم ﻧﻈﻴ ﺮة" ﻣ ﻦ ﻓﺘﺤ ﺔ اﻟﺒ ﺎب .ﺗﻌﻤ ﻞ اﻟﺴ ﻜﻴﻦ ﻓ ﻲ ﺣﺒ ﺔ ﻗﻠﻘﺎس .ﺗﻘﻄﻌﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﻜﻌﺒﺎت ﺻﻐﻴﺮة. ﻳﺨ ﺮج أﺑ ﻲ ﻣ ﻦ ﻏﺮﻓ ﺔ اﻟﻀ ﺒﻮف ﻣﺮﺗ ﺪﻳًﺎ ﺟﻠﺒﺎ ًﺑ ﺎ ﻧﻈﻴ ًﻔ ﺎ .ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣ ﻦ "أم ﻧﻈﻴ ﺮة" أن ﺗﺮﻣ ﻲ اﻟﻤﻴ ﺎﻩ اﻟﻮﺳﺨﺔ وﺗﺠﻔﻒ أرﺿﻴﺔ اﻟﻐﺮﻓﺔ. ﺗﻘﻮل :ﻟﻤﺎ أﺧﻠﺺ اﻟﻠﻲ ﻓﻲ إﻳﺪي.
11
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
ﻳﻘﻮل إن اﻟﻤﻴﺎﻩ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺠﻔّﻒ اﻵن ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﻓﺘﺤﺎت اﻷرﺿ ﻴﺔ اﻟﺨﺸ ﺒﻴﺔ .ﺗ ﻨﻬﺾ ﻣﻤﺘﻌﻀ ﺔ وﺗﻤﻀﻲ إﻟﻰ اﻟﻤﻄﺒﺦ .ﺗﺤﻀﺮ اﻟﻤﻤﺴﺤﺔ واﻟﺠﺮدل وﺗﺪﺧﻞ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻀﻴﻮف .ﺗﺨﺮج ﺑﻌﺪ ﻟﺤﻈﺔ ﺑﺎﻟﺠﺮدل. ﺗﺬهﺐ إﻟﻰ اﻟﻤﻄﺒﺦ .ﺗﻌﻮد وﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﺠﻠﻮس .ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬ ﺎ أن ﺗﻐﺴ ﻞ ﻳ ﺪﻳﻬﺎ أو ّﻻ .ﺗ ﺬهﺐ ﻟﻐﺴ ﻠﻬﺎ.أﻗ ﻮل ﻟ ﻪ ﺑﺼﻮت ﺧﺎﻓﺖ إﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻐﺴ ﻞ اﻟﻘﻠﻘ ﺎس ﺑﻌ ﺪ ﺗﻘﺸ ﻴﺮﻩ .ﺗﻌ ﻮد وﺗﺠﻠ ﺲ .ﺗﺴ ﺘﺄﻧﻒ ﺗﻘﻄ ﻊ اﻟﻘﻠﻘ ﺎس.ﻳﺴ ﺄﻟﻬﺎ ﻼ: ﻋﻤﺎ إذا آﺎﻧﺖ ﻏﺴﻠﺘﻪ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻘﺸﻴﺮ .ﺗﻘﻮل إﻧﻬﺎ ﺳﺘﻔﻌﻞ ﺑﻌﺪ أن ﺗﻨﺘﻬ ﻲ ﻣ ﻦ ﺗﻘﻄﻴﻌ ﻪ .ﻳﺰﻋ ﻖ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻗ ﺎﺋ ّ أﻧﺎ ﻣﺶ ﻗﻠﺘﻠﻚ ﺗﻐﺴﻠﻴﻪ اﻷول وﺑﻌﺪﻳﻦ ﺗﻨﺸﻔﻴﻪ ﺑﺎﻟﻔﻮﻃﺔ؟ ﺗﻘﻮل :ﻣﻔﻴﺶ ﻓﺮق. ﻳﻘﻮل :ﺗﻌﻤﻠﻲ زي ﻣﺎ أﻗﻮﻟﻚ. ﺗﺰم ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ .ﺗﻮاﺻﻞ ﺗﻘﻄﻴﻊ اﻟﻘﻠﻘﺎس ﻓﻲ ﺻﻤﺖ. ﻳﺴﺘﺨﺮج ﻣﻮﺳ ًﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﺒﺔ اﻟﺤﻼﻗﺔ .ﺻﻨﺪوق ﺻﻐﻴﺮ ﻟﻠﺴﺠﺎﺋﺮ ﻣﻦ اﻟﻜﺮﺗ ﻮن .ﻳﻔ ﻚ ﻏ ﻼف اﻟﻤ ﻮس اﻟ ﺬي ﻳﺤﻤﻞ ﺻﻮرة اﻟﺘﻤﺴ ﺎح .ﻳﻀ ﻊ ﻗﺪﻣ ﻪ اﻟﻴﻤﻨ ﻰ ﻓ ﻮق ﺣﺎﻓ ﺔ اﻟﺴ ﺮﻳﺮ .ﻳﻨﺤﻨ ﻲ وﻳﻜﺸ ﻂ اﻟﻜ ﺎﻟﻮ ﻣ ﻦ إﺻ ﺒﻌﻪ اﻟﺼﻐﻴﺮ .ﻳﻘﻮل إﻧﻪ ﻧ ﺎﺗﺞ ﻣ ﻦ اﻷﺣﺬﻳ ﺔ اﻟﻤﺪﺑﺒ ﺔ اﻟﺘ ﻲ آ ﺎن ﻳﺮﺗ ﺪﻳﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺷ ﺒﺎﺑﻪ ﺣﺴ ﺐ اﻟﻤﻮﺿ ﺔ .ﻳﻜﺸ ﻂ ﺼﺎ اﻟﻜﺎﻟﻮ ﻣﻦ اﻟﻘﺪم اﻟﻴﺴﺮى .ﻳﻌﻴﺪ اﻟﻤﻮس إﻟﻰ ﻏﻼﻓﻪ .ﻳﻀﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﺒﺔ اﻟﻜﺮﺗ ﻮن .ﻳﺴ ﺘﺨﺮج ﻣﻨﻬ ﺎ ﻣﻘ ً ﺻﻐﻴﺮًا .ﻳﻘﺺ اﻷﻇﺎﻓﺮ اﻟﻤﺘﺼﻠﺒﺔ ﻓﻲ أﺻﺎﺑﻊ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ .ﻳﻐﺎدر اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻟﻴﻐﺴﻞ ﻳﺪﻳﻪ .ﻳﻌ ﻮد.ﻳﺮﺗ ﺪي ﺟﻮرﺑ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﻮف. ﻳﺄﺗﻲ ﺻﻮت ﺧﻄﺒﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻣﻦ رادﻳ ﻮ "أم زآﻴ ﺔ" .ﺗﺴ ﻜﻦ اﻟﻄ ﺎﺑﻖ اﻷول ﻓ ﻲ اﻟﻤﻨ ﺰل اﻟﻤﺠ ﺎور وﺗﻄ ﻞ ﻧﺎﻓﺬﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨ ﻮر .ﻳﺮﺗﻘ ﻲ أﺑ ﻲ اﻟﻔ ﺮاش وﻳﻨﺘﺼ ﺐ واﻗ ًﻔ ﺎ .ﻳﻘﺘ ﺮب ﻣ ﻦ اﻟﺤ ﺎﺋﻂ .ﻳﻠﻤﺴ ﻪ ﺑﺮاﺣﺘﻴ ﻪ ﺛ ﻢ ﻳﺮﻓﻌﻬﻤﺎ إﻟﻰ وﺟﻬﻪ وﻳﻤﺴﺤﻪ ﺑﻬﻤﺎ وه ﻮ ﻳﺘﻤ ﺘﻢ ﺑﺎﻟ ﺪﻋﻮات .ﻳﻨﺘﻬ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﺘ ﻴﻤﻢ ﻓﻴﺴ ﺘﻌﺪ ﻟﻠﺼ ﻼة .أﻗ ﻒ ﺑﺴﻴﺎرﺗﻲ اﻟﺤﻤﺮاء ﻋﻨﺪ ﺑﺎب ﺣﺠﺮة اﻟﻄﻌﺎم وﻳﺪي ﻋﻠ ﻰ اﻟﺪرآﺴ ﻴﻮن أﻧﺘﻈ ﺮ ﺑﻔ ﺎرغ ﺻ ﺒﺮ وﻋﻴﻨ ﻲ ﻋﻠ ﻰ وﺟﻬﻪ اﻟﻤﺘﺠﻬﻢ .ﻋﺰاﺋﻲ أﻧﻲ أﺷﻴﻪ ﺳﺎﺋﻘﻲ اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺤﺘﺠﺰهﻢ إﺷ ﺎرات اﻟﻤ ﺮور .ﻳﺼ ﻞ ﺧﻄﻴ ﺐ اﻟﺠﻤﻌﺔ إﻟ ﻰ ﻧﻬﺎﻳ ﺔ اﻟﺨﻄﺒ ﺔ وﻳﺒ ﺪأ اﻟ ﺪﻋﺎء ﻟﻠﻤﻠ ﻚ .ﻳﺒﺴ ﻂ أﺑ ﻲ ﺳ ﺠﺎدة اﻟﺼ ﻼة ﻓ ﻲ ﻏﺮﻓ ﺔ اﻟﻤﺴ ﺎﻓﺮﻳﻦ. أﻧﺘﻈﺮ ﻣﻠﻮ ًﻻ وأﻧﺎ أﻋﺪ رآﻌﺎﺗ ﻪ .ﻳﻠ ﻮي ﻋﻨﻘ ﻪ ﻧﺎﺣﻴ ﺔ اﻟﻴﻤ ﻴﻦ ﻟﻴﺴ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻲ ﻣ ﻼك اﻟﻜﺘ ﻒ اﻷﻳﻤ ﻦ ﺛ ﻢ ﻳﻔﻌ ﻞ اﻟﻤﺜ ﻞ ﻣ ﻊ اﻟﻤ ﻼك اﻷﻳﺴ ﺮ .وﻗﺒ ﻞ أن ﻳ ﻨﻬﺾ واﻗ ًﻔ ﺎ وه ﻮ ﻳﻄ ﻮي اﻟﺴ ﺠﺎدة أآ ﻮن ﻗ ﺪ اﻧﻄﻠﻘ ﺖ. ﻳﺮآﻊ ﻓﻮق اﻟﻔﺮاش .أﺧﺮج إﻟﻰ اﻟﺼﺎﻟﺔ .أﺗﻨﺎول ﻃﺒﻘًﺎ ﻣﻦ ﻓﻮق اﻟﺒﻮﻓﻴﻪ .أﺻﺐ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﺮﻃﻤﺎن اﻟﻌﺴ ﻞ اﻷﺳﻮد .أﺗﻔﺤﺼﻪ ﺟﻴﺪًا ﻷﺗﺄآﺪ ﻣﻦ ﻋﺪم وﺟﻮد ﻧﻤﻞ .أﺿﻴﻒ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ ﺑﺮﻃﻤﺎن اﻟﻄﺤﻴﻨﺔ .أﺗﻨ ﺎول رﻏﻴ ﻒ ﺧﺒﺰ .أوازﻧﻪ ﻓﻲ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻣﻊ اﻟﻄﺒﻖ .ﻳﻬﺘﺰ اﻟﻄﺒ ﻖ ﻓ ﻲ ﻳ ﺪي وﺗﺴ ﻴﻞ ﻗﻄ ﺮات ﻣﻨ ﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض .أﺿ ﻊ اﻟﻄﺒﻖ ﻓﻮق اﻟﻤﺎﺋﺪة .أﻟﻌﻖ ﻧﻘﻄ ﺔ ﻋﺴ ﻞ ﻓ ﻮق إﺻ ﺒﻌﻲ .ﺗﻠﻤ ﺢ "أم ﻧﻈﻴ ﺮة"ﻧﻘ ﺎط اﻟﻌﺴ ﻞ ﻓ ﻮق اﻷرض. ﺗﻘﻮل ﻏﺎﺿﺒﺔ :أﻧﺎ ﻣﺶ ﺣﺎﻣﺴﺢ ﺗﺎﻧﻲ. ﺗﻨﺘﻬﻲ اﻟﺼﻼة وﻳﻈﻬﺮ أﺑﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﺎب .ﻳﺴﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ زﻋﻴﻘﻬﺎ .ﻳﻘﻮل ﻟﻬﺎ ﻓ ﻲ ﻏﻀ ﺐ إﻧ ﻪ ﻻ ﻳﺴ ﻤﺢ ﻰ .ﻳﺄﻣﺮهﺎ ﺑﺄن ﺗﻤﺴﺢ ﺑﻘﻌﺔ اﻟﻌﺴﻞ .ﺗﻨﺼﺎع ﻣﺘﺠﻬﻤﺔ .ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺘﻬﻲ وﺗﺸ ﺮع ﻟﻬﺎ ﺑﺮﻓﻊ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻋﻠ ّ ﻓﻲ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﻟﻤﺎﺋﺪة ﻓﻴﺄﻣﺮهﺎ ﺑﺄن ﺗﻐﺴﻞ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺑﺎﻟﺼﺎﺑﻮن .ﻧﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﻐﺮﻓ ﺔ .أﻧﺘﻈ ﺮأن ﻳﻌﻨﻔﻨ ﻲ ﻟﻜﻨ ﻪ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ .أﺣﺘﻞ ﻣﻜﺎﻧﻲ ﺧﻠﻒ اﻟﻤﻜﺘﺐ وأﻓﺘﺢ آﺮاﺳﺔ اﻟﺤﺴﺎب .ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ أن أراﻗﺐ "أم ﻧﻈﻴﺮة"ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺸﺮب اﻟﺴﻤﻦ .ﻳﺘﺮﺑﻊ ﻓﻮق اﻟﻔﺮاش .ﻳﺘﻨﺎول اﻟﻤﺴﺒﺤﺔ اﻟﻄﻮﻳﻠ ﺔ ذات اﻟﺤﺒﻴﺒ ﺎت اﻟﺨﺸ ﺒﻴﺔ اﻟﺪاآﻨ ﺔ .ﻳﺒ ﺪأ ﻓﻲ اﻟﻌﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺘﻤﺘ ًﻤﺎ ﺑﺎﺳﻢ" ﻟﻄﻴﻒ".
12
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
أﺗﻠﺼﺺ ﻋﻠﻰ "أم ﻧﻈﻴﺮة" ﻣﻦ ﻓﺘﺤﺔ اﻟﺒﺎب .أراهﺎ ﺗﺤﻤﻞ إﻧﺎء اﻟﻘﻠﻘﺎس وﺗ ﺬهﺐ إﻟ ﻰ اﻟﻤﻄ ﺒﺦ .أﺗﺒﻌﻬ ﺎ. أﺗﺠﻨﺐ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻜﻨﻴ ﻒ .أﻗﺘ ﺮب ﻣ ﻦ ﺑ ﺎب اﻟﻤﻄ ﺒﺦ ﻓ ﻲ ﺧﻔ ﺔ .أﻗ ﻒ ﻟﺼ ﻖ اﻟﺤ ﺎﺋﻂ .أﻣ ﺪ رأﺳ ﻲ ﻗﻠ ﻴﻼ ﻣﺤﺎذرًا أن ﺗﺮاﻧﻲ. ﺗﻀﻊ اﻟﺤﻠﺔ ﻓﻮق واﺑﻮر اﻟﺠﺎز ﺑﻌﺪ أن ﺗﻀﻴﻒ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﻤﻴﺎﻩ .ﺗﻘﺸﺮ اﻟﺜﻮم وﺗﻘﻄﻌ ﻪ ﺑﺎﻟﺴ ﻜﻴﻦ إﻟ ﻰ أﺟ ﺰاء دﻗﻴﻘ ﺔ .ﺗﻀ ﻌﻪ ﻣ ﻊ اﻟﺴ ﻠﻖ ﻓ ﻲ ﻗﻼﻳ ﺔ ﻣﻌﺪﻧﻴ ﺔ ﺑﻤﻘ ﺒﺾ ﻃﻮﻳ ﻞ. ﺗﺘﻨ ﺎول ﺑﺮﻃﻤ ﺎن اﻟﺴ ﻤﻦ .ﺗﺄﺧ ﺬ ﻣﻨ ﻪ ﻣﻠﻌﻘ ﺔ .ﺗﻀ ﻴﻒ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺗﻬ ﺎ إﻟ ﻰ اﻟﺴ ﻠﻖ واﻟﺜ ﻮم .أﺣ ﺒﺲ أﻧﻔﺎﺳ ﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﻴﺪ اﻟﻤﻠﻌﻘﺔ إﻟﻲ اﻟﺒﺮﻃﻤ ﺎن .ﺗﻤﻠﺆه ﺎ ﻟﻠﻤ ﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ .ه ﻞ ﺳﺘﺸ ﺮب اﻟﺴ ﻤﻦ ؟ أرﻗ ﺐ ﻳ ﺪهﺎ وه ﻲ ﺗﺘﺠﻪ إﻟﻲ اﻟﻘﻼﻳﺔ. أﺷﻌﺮ ﺑﺤﺮآ ﺔ ﺧﻠﻔ ﻲ .ﻳﻘﺘ ﺮب أﺑ ﻲ ﻓ ﻲ ﺣ ﺬر .ﻳﻀ ﻊ ﻳ ﺪﻩ ﻋﻠ ﻰ آﺘﻔ ﻲ .ﻳﻤ ﺪ رأﺳ ﻪ ﻟﻴﺮﻗﺒﻬ ﺎ .ﺗﻤﺴ ﻚ ﺣﻠ ﺔ اﻟﻘﻠﻘﺎس ﺑﻔﻮﻃ ﺔ وﺗﺮﻓﻌﻬ ﺎ ﻋ ﻦ اﻟﻨ ﺎر .ﺗﻀ ﻌﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺎﺋ ﺪة .ﺗﻀ ﻊ اﻟﻤﻘ ﻼة ﻓ ﻮق اﻟﻨ ﺎر .ﺗﻘﻠ ﺐ اﻟﺨﻠ ﻴﻂ ﺑﺎﻟﻤﻠﻌﻘﺔ .ﺗﻘﺘﺮب ﺑﺮأﺳﻬﺎ ﻟﺘﺪﻗﻖ اﻟﻨﻈﺮ.ﺗﺘﺠﻪ ﺑﺎﻟﻤﻠﻌﻘﺔ إﻟﻰ ﺑﺮﻃﻤ ﺎن اﻟﺴ ﻤﻦ .ﻳﻤﻴ ﻞ أﺑ ﻲ ﺑﺮأﺳ ﻪ ﻟﻴﺘﺒ ﻴﻦ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻞ. ﺗﻠﺘﻔﺖ ﻓﺠﺄة ﻓﺘﻠﻤﺤﻪ .ﺗﺼﺮخ .ﺗﻔﻠﺖ ﻳﺪهﺎ ﻣﻘﺒﺾ اﻹﻧﺎء .ﺗﺴﻴﻞ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺗﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض .ﺗﺨ ﺒﻂ ﺻ ﺪرهﺎ ﺑﻴﺪهﺎ :ﺧﻀﺘﻨﻲ .ﺣﺮام ﻋﻠﻴﻚ. ﻳﻠﺞ أﺑﻲ اﻟﻤﻄﺒﺦ وﻳﺰﻋﻖ :ﺣﺮﻣﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﻋﻴﺸﺘﻚ .ﻣﺶ ﺗﺎﺧﺪي ﺑﺎﻟﻚ. ﺗﺼﻴﺢ :دي ﻣﺶ ﺷﻐﻼﻧﺔ دي. ـ ﻟﻤﻲ اﻟﻠﻲ وﻗﻊ. ﺗﻨﺪﻓﻊ ﺧﺎرﺟﺔ :اﺑﻘﻰ ﺷﻮف اﻟﻠﻲ ﻳﻠﻤﻪ ﻟﻚ .أﻧﺎ ﻣﺶ ﻗﺎﻋﺪة. ﻳﺼﻴﺢ أﺑﻲ ﺧﻠﻔﻬﺎ :ﻓﻲ داهﻴﺔ. ٥ ﻧﺴ ﻴﺮ ﺧﻠ ﻒ اﻣ ﺮأة ﻣﺘﺴ ﺮﺑﻠﺔ ﺑﻤ ﻼءة اﻟﻠ ﻒ اﻟﺴ ﻮداء .ﺗﻐﻄ ﻲ وﺟﻬﻬ ﺎ ﺑ ﺎﻟﺒﺮﻗﻊ اﻟ ﺬي ﻳﻜﺸ ﻒ اﻟﻌﻴﻨ ﻴﻦ وﻳﺴﺘﻨﺪ إﻟﻰ اﺳﻄﻮاﻧﺔ ﻻﻣﻌﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺤ ﺎس ﻓ ﻮق اﻷﻧ ﻒ ﺛ ﻢ ﻳﻐﻄ ﻲ اﻟﻔ ﻢ ﺑﻨﺴ ﻴﺞ ﺷ ﺒﻜﻲ .ﺗﺴ ﻴﺮﺑﺨﻄﻮات ﺳ ﺮﻳﻌﺔ وه ﻲ ﺗﻀ ﻢ ﻣﻼءﺗﻬ ﺎ ﺣ ﻮل ﺟﺴ ﺪهﺎ .أﺗ ﺎﺑﻊ ﺑ ﺮآﻦ ﻋﻴﻨ ﻲ ﻧﻈ ﺮات أﺑ ﻲ إﻟ ﻰ ﻣﺆﺧﺮﺗﻬ ﺎ اﻟﻤﻤﺘﻠﺌ ﺔ اﻟﻤﺘﺮﺟﺮﺟﺔ .أﺗﻌﺜﺮ ﻓﻲ ﻃﻮﺑﺔ ﻓﻴﻌﻨﻔﻨﻲ :ﺧﻠﻲ ﺑﺎﻟﻚ. ﺣ ﻮاري ﺿ ﻴﻘﺔ ﻣﺰدﺣﻤ ﺔ .ﺑﻮاﺑ ﺎت ﻗﺪﻳﻤ ﺔ وﻣﺼ ﺎﻃﺐ ﺣﺠﺮﻳ ﺔ أﻣ ﺎم اﻟ ﺪآﺎآﻴﻦ .رواﺋ ﺢ اﻟﻄ ﻴﻦ واﻟﻌﻔ ﻦ وﻣﻌﺎﺻ ﺮاﻟﺰﻳﻮت .ﺗﺘﻮﻗ ﻒ ﺣﺘ ﻰ ﺗﻤ ﺮ ﻋﺮﺑ ﺔ ﺧﻀ ﺎر ﻳﺠﺮه ﺎ ﺟ ﻮاد .ﺗﺤﻜ ﻢ ﻟ ﻒ اﻟﻤ ﻼءة اﻟﺴ ﻮداء ﺣ ﻮل ﺟﺴﺪهﺎ ﻣﺒﺮزة ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ .ﻳﻨﺒﻌﺚ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻄﺮ ﺟﻤﻴﻞ .أﺧﺮج إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﺎﻟﺔ .أﺑﺤ ﺚ ﻋ ﻦ أﻣ ﻲ .ﻳ ﺄﺗﻲ ﺻ ﻮت اﻟﻤﻮﻗ ﺪ اﻟﻤ ﺰﻋﺞ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻄ ﺒﺦ .أﺗﺴ ﻠﻞ إﻟ ﻰ ﻏﺮﻓ ﺔ ﻧﻮﻣﻬﻤ ﺎ .ﻣﺮﺗﺒ ﺔ .ﻓ ﻮق اﻟﺴ ﺮﻳﺮ ﻏﻄ ﺎء ﻣ ﻦ اﻟ ﺪاﻧﺘﻼ اﻟﻤﺨﺮﻣﺔ .أﺗﻨﺎول زﺟﺎﺟﺔ اﻟﻌﻄﺮ اﻟﺰرﻗﺎء ﻣﻦ ﻓﻮق اﻟﺘﺴﺮﻳﺤﺔ وأﺗﺸﻤﻢ ﺣﺎﻓﺘﻬﺎ. ﺗﺒﺘﻌ ﺪ ﺛ ﻢ ﺗﺨﺘﻔ ﻲ .ﺣ ﺎرة ﻣﻈﻠﻤ ﺔ .ﺳ ﻠﻢ ﺿ ﻴﻖ ﺑ ﺪرﺟﺎت ﻣﺘﺂآﻠ ﺔ .ﻳﺸ ﻌﻞ أﺑ ﻲ ﻋ ﻮد آﺒﺮﻳ ﺖ .ﻧﺼ ﻌﺪ ﻋ ﺪة ﻃﻮاﺑﻖ .ﻧﺘﻮﻗﻒ أﻣﺎم ﺑﺎب ذي ﺷﺮّاﻋﺘﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺰﺟﺎج .إﺣﺪاهﻤﺎ ﻣﻐﻄﺎة ﺑﻠﻮح ﻣﻦ اﻟﻜﺮﺗ ﻮن .ﻳ ﺪق اﻟﺒ ﺎب ﻓﻴﺘﺮدد ﺻﻮت ﻏﺎﺿﺐ :ﻣﻴﻦ ؟ .ﻳﺪق ﻣﺮة أﺧﺮى .ﺗﻔﺘﺢ ﻋﺠﻮز ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺼﺒﺎح زﻳﺖ.ﺗﺮﻓﻊ اﻟﻤﺼﺒﺎح إﻟﻰ
13
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
أﻋﻠﻰ ﻟﺘﺮاﻧﺎ .ﻳﺴﻘﻂ اﻟﻀﻮء ﻓﻮق وﺟﻪ ﺷﺎﺣﺐ ﻣﺘﺠﻬﻢ .ﻋﻴﻦ ﺗﺎﻟﻔﺔ اﺧﺘﻔ ﺖ ﺣ ﺪﻗﺘﻬﺎ ﺗﺤ ﺖ ﺟﻔ ﻦ ﻣﻨ ﺘﻔﺦ. اﻟﺸﻴﺦ "ﻋﻔﻴﻔﻲ" ﻣﻮﺟﻮد؟ ﺗﻔﺴﺢ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ .أﺛﺎث ﻣﻜﺪس ﻗﺪﻳﻢ .ﺑﺎب ﻳﻔﺘﺤﻪ ﻋﺠ ﻮز ﺿ ﺌﻴﻞ اﻟﺤﺠ ﻢ ﻣﺘﺴ ﺮﺑﻞ ﺑﻘﻔﻄ ﺎن ﻣ ﻦ ﻗﻤﺎش ﻻﻣﻊ ﻣﺨﻄﻂ .ﻳﺮﺣﺐ ﺑﺄﺑﻲ وﻳﻘ ﻮدﻩ إﻟ ﻰ ﻣﺎﺋ ﺪة ﻓﻮﻗﻬ ﺎ ﻣﺼ ﺒﺎح زﻳﺘ ﻲ .ﻳﻤﺸ ﻲ ﺑﺼ ﻌﻮﺑﺔ وﻳﺘ ﺮﻧﺢ ﻣﻮﺷﻜًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻘﻮط .ﻳﻀﻢ اﻟﻘﻔﻄﺎن ﺣﻮل ﺟﺴﺪﻩ وﻳﺠﻠﺲ إﻟﻰ اﻟﻤﺎﺋﺪة ﻓﻮق ﻣﻘﻌ ﺪ .ﻳﺠﻠ ﺲ أﺑ ﻲ أﻣﺎﻣ ﻪ و أﻗ ﻒ إﻟ ﻰ ﺟ ﻮارﻩ .ﻳﺘﻨ ﺎول زﺟ ﺎﺟﺘﻴﻦ وﻳﻌ ﺪ ﺧﻠﻴﻄ ﺎ ﻣ ﻦ ﺳ ﺎﺋﻠﻴﻦ.أﺣ ﺪهﻤﺎ ﻟ ﻪ راﺋﺤ ﺔ اﻟﻤﺴ ﻚ. ﻳﻐﻤ ﺲ ﺑ ﻪ ﻗﻠ ًﻤ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺒ ﻮص .ﻳﺠ ﺬب ﺻ ﺤﻨًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﻴﻨﻲ اﻷﺑ ﻴﺾ .ﻳﻘ ﺮّب ﻣﻨ ﻪ ﻋﻴﻨﻴ ﻪ .ﻳ ﻨﻘﺶ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻣﺮﺑﻌ ﺎت وﺣﺮو ًﻓ ﺎ ﻏﺎﻣﻀ ﺔ .ﻳﺴ ﻘﻂ ﺿ ﻮء اﻟﻤﺼ ﺒﺎح ﻋﻠ ﻲ وﺟﻬ ﻪ اﻟﺤﻠﻴ ﻖ اﻟﻀ ﺎﻣﺮ وﻋﻴﻨﻴ ﻪ اﻟﻠﺘ ﻴﻦ ﺗﺮﻣﺸﺎن ﺑﺼﻮرة ﻣﺘﻮاﺻﻠﺔ .ﻋﻴﻨﺎ أﺑﻲ ﻣﺘﻌﻠﻘﺘﺎن ﺑﺎﻟﻘﻠﻢ .ﻋﻠ ﻰ اﻟﺠ ﺪران إﻃ ﺎرات ﻵﻳ ﺎت ﻗﺮﺁﻧﻴ ﺔ .إﻋ ﻼن ﻋﻦ "اﻟﻜﻮآﺎآﻮﻻ" ﻳﻘﻮل إﻧﻬﺎ ﺗﺮوي اﻟﻌﻄﺶ ﻓ ﻲ اﻟﺸ ﺘﺎء أﻳﻀ ﺎ .ﻣﻘﺎﻋ ﺪ ﺑﺎﻟﻴ ﺔ ﻣﻐﻄ ﺎة ﺑﻘﻤ ﺎش ﻣﺘﺴ ﺦ. أﺣﺪهﺎ ﺑﻘﺎﻋﺪة ﻣﺘﻬﺎوﻳﺔ ﺗﻮﺷﻚ أن ﺗﻠﻤﺲ اﻷرض. أﺗﺤﺮك ﻣﺒﺘﻌﺪًا ﻋﻦ أﺑﻲ .أﻗﺘﺮب ﻣﻦ اﻟﺒﺎب اﻟﻤﻮارب .أﺿﻊ ﻋﻴﻨﻲ ﻋﻠﻲ ﻓﺘﺤﺘﻪ .ﺗﻮاﺟﻬﻨﻲ ﻣﺒﺎﺷﺮة داﺋ ﺮة زرﻗ ﺎء ذات ﺳ ﻄﺢ ﺑ ﺎرز .أﺗﺒ ﻴﻦ ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟﻌ ﻴﻦ اﻟﺘﺎﻟﻔ ﺔ ﻟﻠﻌﺠ ﻮز اﻟﺘ ﻲ ﻓﺘﺤ ﺖ ﻟﻨ ﺎ .راآﻌ ﺔ ﻋﻠ ﻰ رﺑﻜﺘﻴﻬ ﺎ ﺗﺘﻨﺼﺖ .أﺗﺮاﺟﻊ ﻣﻠﺘﺠﺌﺎ إﻟﻰ أﺑﻲ .أﻟﺘﺼﻖ ﺑﻪ .ﻣﺎﺋﻞ ﺑﺮأﺳﻪ ﻳﻨﺼ ﺖ إﻟ ﻰ آﻠﻤ ﺎت اﻟﺸ ﻴﺦ .ﺷ ﻔﺘﻪ اﻟﺴ ﻔﻠﻲ ﻣﻤﺘﻠﺌﺔ وﻣﺘﻬﺪﻟﺔ .ﻳﻘﻮل ﻷﺑﻲ :إﻳﻪ رأﻳﻚ ﺗﺸﻮف ﻟﻲ اﻟﻄﺎﻟﻊ؟. ﻳﻘﻮل أﺑﻲ ﻣﻨﺪهﺸًﺎ :أﻧﺎ ؟ ـ أﻳﻮﻩ اﻧﺖ .أﻋﻠّﻤﻚ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﺟﺪا. ـ ﻃﺐ إﻋﻤﻠﻬﺎ ﻟﻨﻔﺴﻚ. ـ ﻳﺎ رﻳﺖ .ﻣﺎﻳﻨﻔﻌﺶ. ـ وﻋﺎوز ﺗﻌﺮف إﻳﻪ ؟. ـ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ. ﻼ :ﻓﺎت اﻟﻜﺘﻴﺮ وﻣﺎ ﺑﻘﻰ إﻻ اﻟﻘﻠﻴﻞ. ﻳﺘﻨﻬﺪ أﺑﻲ ﻗﺎﺋ ً ﻳﻌﻄﻴ ﻪ ﻋﻤﻠ ﺔ ﻓﻀ ﻴﺔ .ﻳﺴ ﺄﻟﻪ ﻋ ﻦ واﺣ ﺪة آﻮﻳﺴ ﺔ ﺗﻨﻈ ﻒ وﺗﻄ ﺒﺦ .ﻳﻘ ﻮل إﻧ ﻪ ﻣﺴ ﺘﻌﺪ ﻷن ﻳﺘﺰوﺟﻬ ﺎ إذا آﺎﻧﺖ ﺑﻨﺖ ﻧﺎس. ﻧﻐ ﺎدر اﻟﻤﻨ ﺰل وﻧﺴ ﺘﻘﻞ اﻟﺘ ﺮام .أﺳ ﺄﻟﻪ ﻋ ﻦ اﻟﻌﻤ ﺮ اﻟ ﺬي ﺳﻴﻌﻴﺸ ﻪ .ﻳﻘ ﻮل إﻧ ﻪ ﺳ ﻴﻌﻴﺶ ﺣﺘ ﻰ اﻟﻤﺎﺋ ﺔ. ﻧﻤﺮﻣﻦ أﻣﺎم اﻟﺨﺮدواﺗﻲ .ﻣﻐﻠ ﻖ ﻋﻠ ﻰ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻌ ﺎدة .ﻳﺘﺠ ﻪ أﺑ ﻲ إﻟ ﻰ ﻋﺮﺑ ﺔ ﻳ ﺪ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ آﺘﻠ ﺔ ﺿ ﺨﻤﺔ ﻣ ﻦ ﻼ. اﻟﻌﺠﻮة ﻣﻐﻄﺎة ﺑﻘﻤﺎش ﺷﻔﺎف أﺑﻴﺾ .ﻳﺴﻘﻂ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻀﻮء ﻣﻦ آﻠ ﻮب ﻣﺜﺒ ﺖ وﺳ ﻄﻬﺎ .ﻳﺸ ﺘﺮي رﻃ ً ﻳﻨﺎدي ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺤﺎج "ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻠﻴﻢ" .ﻧﺪﺧﻞ اﻟﺪآﺎن .اﻟﺤﺎج ﺧﻠﻒ ﻣﻜﺘﺒﻪ .ﺑﺠ ﻮارﻩ ﺷ ﻴﺦ ﻣﻌﻤ ﻢ ﻳﺨﻠ ﻮ ﻓﻤ ﻪ ﻣﻦ اﻷﺳﻨﺎن .ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﺟﺮﻳﺪة"أﺧﺒﺎر اﻟﻴﻮم"..ﻳﻘ ﻮل أﺑ ﻲ ل"ﺳ ﻠﻴﻢ" إن ﺑﻴﻀ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺘ ﻲ اﺷ ﺘﺮاهﺎ ﻣﻨ ﻪ ﻗﺒﻞ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻣﻤﺸﺸ ﺔ.ﻳﺠﻠ ﺲ أﺑ ﻲ ﻋﻠ ﻰ آﺮﺳ ﻲ وأﺟﻠ ﺲ إﻟ ﻰ ﺟ ﻮارﻩ ﻋﻠ ﻰ ﺁﺧ ﺮ .ﻳﻘ ﻮل "ﻋﺒ ﺪ اﻟﻌﻠ ﻴﻢ" وهﻮ ﻳﺘﻨﺤ ﻨﺢ إن اﻟﺨﺮدواﺗ ﻲ ﺑ ﺎع آﺮاﺳ ﺔ ﺑﺴ ﻌﺮ ﻳﺰﻳ ﺪ ﻣﻠﻴﻤ ﻴﻦ ﻋ ﻦ اﻟﺘﺴ ﻌﻴﺮة اﻟﺠﺒﺮﻳ ﺔ ﻓﺤ ﻮآﻢ ﺑﺴ ﺘﺔ أﺷﻬﺮ وﻏﺮاﻣﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﺟﻨﻴﻪ. 14
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
ﻳﺴﺄل أﺑﻲ ﻋﻦ "ﺟﻤﻌﺔ" أﻓﻨﺪي .ﻳﻘﻮل ﺷﻴﺦ اﻟﺤﺎرة :ﻣﻊ "زراآﺶ". ـ "زراآﺶ" ﻣﻴﻦ ؟ ـ هﻮ إﻧﺖ ﻣﺘﻌﺮﻓﺶ؟ اﻟﺠﻨﻴﺔ اﻟﻠﻲ ﺗﺠﻮزهﺎ. ﻳﺴﺄل أﺑﻲ ﻓﻲ اهﺘﻤﺎم :اﺗﺠﻮز ﺟﻨﻴﺔ؟ ازاي؟ ﻳﻘﻮل "ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻠﻴﻢ" إن ﻗﻄﺔ ﺑﻴﻀﺎء اﻟﻠﻮن ﻟﺰﻗﺖ ﻟﻪ وﺻ ﺎرت ﺗﺸ ﺎرآﻪ اﻟﻔ ﺮاش.وﻓ ﻲ ﻳ ﻮم رﺁه ﺎ ﺗﻘ ﻒ ﻋﻠﻲ ﺳﺎﻗﻴﻬﺎ اﻟﺨﻠﻔﻴﺘﻴﻦ وﻳﺄﺧﺬ ﻃﻮﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻤﺪد ﺛﻢ ﺧﻠﻌ ﺖ ﻓﺮاءه ﺎ ﻓﻜﺸ ﻔﺖ ﻋ ﻦ ﻓﺘ ﺎة ﻏﺎﻳ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺠﻤ ﺎل. ﺳ ﺄﻟﻬﺎ ﻋ ﻦ إﺳ ﻤﻬﺎ ﻓﻘﺎﻟ ﺖ إﻧ ﻪ "زراآ ﺶ" .ﺷ ﺮﻋﺖ ﺗ ﺮﻗﺺ ﻟ ﻪ ﺛ ﻢ وﻃﻠﺒ ﺖ أن ﺗﺘﺰوﺟ ﻪ ﻗﺎﺋﻠ ﺔ إﻧﻬ ﺎ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﻣﺜﻠﻪ. ﻳﺴﺘﻔﺴﺮ أﺑﻲ ﻋﻦ اﻟﺠ ﺰار اﻟﻤﺨﺘﻔ ﻲ .ﻳﻘ ﻮل "ﻋﺒ ﺪ اﻟﻌﻠ ﻴﻢ" إﻧ ﻪ ﺗ ﺰوج ﻋﻠ ﻰ إﻣﺮأﺗ ﻪ .ﻳﺴ ﺄل أﺑ ﻲ :ﺑﻨ ﺖ ﺑﻨﻮت؟ ﻻ .ﻣﻄﻠﻘﺔ ﺗﺰوﺟﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﺛﻼﺛﺔ رﺟ ﺎل .ﺗ ﺮك اﻟ ﺪآﺎن ﻹﺑﻨ ﻪ واﻧﺘﻘ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﺤ ﻲ .ﻳﻘ ﻮل إن "أم ﻧﻈﻴﺮة" ﺟﺎءﺗﻪ اﻟﻴﻮم وﺗﻮﺳﻠﺖ إﻟﻴﻪ .هﻲ ﻣﺴﺘﻌﺪة ﺗﻘﺒﻞ ﺟﺰﻣﺘﻪ ﻟﺘﻌ ﻮد .ﻳﻘ ﻮل أﺑ ﻲ ﻓ ﻲ ﺣﺴ ﻢ :ﻻ .ﻣ ﺶ ﻋﺎﻳﺰهﺎ .ﻳﺴﺘﻔﺴﺮ" ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻠﻴﻢ" :ﺟﺮﺑﺖ ﻣﻜﺘ ﺐ اﻟﺘﺨ ﺪﻳﻢ؟ ﻳﻘ ﻮل أﺑ ﻲ إﻧ ﻪ ﻻ ﻳﻄﻤ ﺌﻦ إﻟ ﻰ ﺑﻨﺎﺗ ﻪ .ﺛ ﻢ أن ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﻜﺘﺐ ﻳﺄﺧﺬ ﻋﻤﻮﻟﺔ آﺒﻴﺮة. ﻳ ﺪﺧﻞ اﻟ ﺪآﺎن رﺟ ﻞ أﺳ ﻤﺮ أﻧﻴ ﻖ ﻟﻘﻤﻴﺼ ﻪ اﻷﺑ ﻴﺾ ﻳﺎﻗ ﺔ ﻣﻨﺸ ﺎة وﻓ ﻮق رأﺳ ﻪ ﻃﺮﺑ ﻮش ﻣﺎﺋ ﻞ ﻧﺎﺣﻴ ﺔ اﻟﻴﺴﺎر .ﻳﺮﺣﺐ ﺑﻪ ﺷﻴﺦ اﻟﺤﺎرة :أهﻼ "رأﻓﺖ" أﻓﻨﺪي. ﻳﺄﺧﺬﻧﻲ أﺑﻲ ﻓﻮق رآﺒﺘﻴﻪ ﻟﻴﺠﻠﺲ "رأﻓﺖ" ﻣﻜﺎﻧﻲ ،ﻳﻘﻮل إﻧﻪ داﻓﻊ اﻟﻴﻮم ﻋ ﻦ اﻣ ﺮأة ﻣﻬ ﺪدة ﺑﺎﻹﻋ ﺪام. ﻋﻤﺮهﺎ ﺛﻼث وﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ وﻣﺘﺰوﺟﺔ ﻣﻦ ﻋﺠﻮز ﺗﺠﺎوز اﻟﺴﺘﻴﻦ. ﻧﻘﻠﻮﻩ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﺊ. ﻳﺴﺄل "ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻠﻴﻢ" :آﻮﻟﻴﺮا؟ ﻳﻬﺰ اﻟﻤﺤﺎﻣﻲ رأﺳﻪ :ﻻ .اﻟﻜﻮﻟﻴﺮا اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ أﺟﺎزة .ﻟﻐﺎﻳﺔ اﻟﺼﻴﻒ. ـ أﻣﺎل إﻳﻪ؟. ﻳﻘﻮل اﻟﻤﺤﺎﻣﻲ إن اﻟﻌﺠﻮز اﺗﻬﻢ زوﺟﺘﻪ ﺑﻤﺤﺎوﻟ ﺔ ﺗﺴ ﻤﻴﻤﻪ ﻟﺘ ﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨ ﻪ وﺗﺘ ﺰوج ﺑﺸ ﺎب ﻓ ﻲ ﺳ ﻨﻬﺎ. وأﺛﺒ ﺖ اﻟﻄﺒﻴ ﺐ اﻟﺸ ﺮﻋﻲ أن اﻟﺸ ﻴﺦ ﺗﻨ ﺎول آﻤﻴ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻮﻳﺴ ﻜﻲ ﻣﻤﺰوﺟ ﺔ ﺑﺰﻳ ﺖ اﻟﻜ ﺎﻓﻮر. ﻳﺘﻮﻗﻒ اﻟﻤﺤﺎﻣﻲ وﻳﻘﻮل :آﻞ اﻷدﻟﺔ ﺿﺪ اﻟﺒﻨﺖ .وآﺎﻧﺖ ﺣﺘﺮوح أوﻧﻄﺔ ﻟ ﻮﻻ إﻧ ﻲ ﺳ ﺄﻟﺖ اﻟﻌﺠ ﻮز ﺛﻼﺛ ﺔ أﺳﺌﻠﺔ. ﻳﺮددون ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻓﻲ ﺻﻮت واﺣﺪ ﻋﺪا أﺑﻲ :إﻳﻪ هﻲ؟ ﻳﻘﻮل :ﺳﺄﻟﺘﻪ إذا آﺎﻧﺖ ﻋﺎدﺗﻪ أن ﻳﺪهﻦ ﺳﺎﻗﻪ ﺑﺰﻳﺖ اﻟﻜﺎﻓﻮر ﻗﺒﻞ اﻟﻨﻮم .اﻟﺮاﺟ ﻞ ﻗ ﺎل أﻳ ﻮﻩ .ﺳ ﺄﻟﺘﻪ ﻋ ﻦ ﻣﻜﺎن ﻗﺰازة اﻟﻜﺎﻓﻮر .ﻗﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻮﻣﻴﺪﻳﻨﻮ ﺟﻨﺐ اﻟﺴﺮﻳﺮ. ﺳﺄﻟﺘﻪ :وﻓﻴﻦ آﺎﻧﺖ ﻗﺰازة اﻟﻮﻳﺴﻜﻲ ؟ .ﻗﺎل :ﺟﻨﺐ اﻟﻜﺎﻓﻮر.
15
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
ﻳﺘﻄﻠ ﻊ إﻟﻴﻨ ﺎ ﻣﺰه ﻮًا :اﻟﻤﺤﻜﻤ ﺔ اﺳ ﺘﺪﻟﺖ إن اﻟﺮاﺟ ﻞ ﻟﻤ ﺎ ﺳ ﻜﺮ ﺻ ﺐ ﻣ ﻦ اﻟﻜ ﺎﻓﻮر ﺑ ﺪل اﻟﻮﻳﺴ ﻜﻲ. ﻳﻌﻠﻖ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻤﻌﻤﻢ وهﻮ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ أﺑﻲ :دﻩ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺟﻮازﻩ ﻣﻦ ﺑﻨﺖ ﻓﻲ ﻋﻤ ﺮ ﺑﻨﺘ ﻪ .ﻳ ﺘﺠﻬﻢ وﺟ ﻪ أﺑ ﻲ. ﺿ ﺎ ﻋﻠ ﻰ أﺑ ﻲ أن ﻳﺸ ﺘﺮك ﻣ ﻊ ﺑﻘﻴ ﺔ اﻟﺸ ﻠﺔ ﻓ ﻲ ﺷ ﺮاء "اﻷه ﺮام" .ﻳ ﺪﻓﻊ آ ﻞ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﺷﻴﺦ اﻟﺤ ﺎرة ﻋﺎر ِ واﺣﺪ ﻗﺮش ﺻﺎغ وﻳﻘﺮأ اﻟﺠﺮﻧﺎل ﻃﻮل اﻟﺸﻬﺮ .ﻳﻘﻮل أﺑﻲ إﻧﻪ ﻳﻘ ﺮأ اﻟﺠﺮﻧ ﺎل ﻋﻨ ﺪ اﻟﺠﺰﻣﺠ ﻲ .ـ وﻋﻠ ﻲ اﻟﻌﻤ ﻮم أﺧﺒ ﺎر اﻟﻨﻬ ﺎردة زي إﻣﺒ ﺎرح .ﻳﻘ ﻮل "رأﻓ ﺖ" أﻓﻨ ﺪي :ﻋﻠ ﻰ رأﻳ ﻚ .ﺷ ﻮف ﺧﺒﺮاﻟﻨﻬ ﺎردﻩ ﻋ ﻦ ﻳﻬﻮد "اﻟﻴﻤﻦ" وازاي "اﻧﺠﻠﺘﺮا" ﺑﺘﻬﺮّﺑﻬﻢ "ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ" .ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺔ اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ واﻟﻤﺮاآ ﺐ راﻳﺤ ﺔ ﺟﺎﻳ ﺔ ﺗﻠﻤﻬﻢ ﻣﻦ آﻞ ﺣﺘﺔ. ﻳﻀ ﻴﻒ ﺑﺼ ﻮت ﺧﺎﻓ ﺖ إن ﻃﻠﺒ ﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌ ﺔ ﻣﺰﻗ ﻮا ﺻ ﻮرة اﻟﻤﻠ ﻚ وﻟﻘﺒ ﻮﻩ ﺑﻤﻠ ﻚ "ﻣﺼ ﺮ واﻟﺴ ﻮدان وﺳﺎﻣﻴﺔ ﺟﻤﺎل" .ﻳﻘ ﻮل اﻟﺸ ﻴﺦ "ﻓﻀ ﻞ"إن اﻟﻤﻠ ﻚ ﺗ ﺮك "ﺳ ﺎﻣﻴﺔ ﺟﻤ ﺎل" ﻣ ﻦ ﻣ ﺪة واﺳ ﺘﺒﺪﻟﻬﺎ ب"أم آﻠﺜﻮم" .ﻳﻘﻮل اﻟﻤﺤﺎﻣﻲ إﻧﻬﺎ وﺿﻌﺖ ﺟﻬﺎز ﺗﻜﻴﻴﻒ ﻓﻲ ﻓﻴﻠّﺘﻬ ﺎ .ﻳﻘ ﻮل اﻟﺸ ﻴﺦ "اﻟﻤﻌﻤ ﻢ إن إﺑﻨ ﻪ ﺣﺼ ﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻜﺎﻟﻮرﻳﺎ ﺑﺎﻟﻤﺠﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻓﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﺮﻳ ﺔ "ﻗﻨ ﺎ" ﺑﺴ ﺘﺔ ﺟﻨﻴﻬ ﺎت درﺟ ﺔ ﺗﺎﺳ ﻌﺔ .ﻳﻘ ﻮل اﻟﻤﺤ ﺎﻣﻲ إن "ﻟﻄﻔ ﻲ اﻟﺴ ﻴﺪ" ﺑﺎﺷ ﺎ رﺋ ﻴﺲ اﻟﻤﺠﻤ ﻊ اﻟﻠﻐ ﻮي ﻳﺄﺧ ﺬ ٩ﺟﻨﻴ ﻪ ﺷ ﻬﺮﻳًﺎ وﻋ ﻼوة ﻏ ﻼء ٣ ﺟﻨﻴﻬﺎت .وآﺎن ﻳﺄﺧﺬ ٤ﺟﻨﻴﻬﺎت ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﻇﻒ ﻓﻲ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺳﻨﺔ .ﻳﻘﻮل اﻟﺸﻴﺦ: أﻗﺔ اﻟﺴﻜﺮ ﺑﺎﻟﻜﻮﺑﻮن ٧٥ﻣﻠﻴ ًﻤﺎ وﺛﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻮق اﻟﺴﻮداء ٢٠٠ﻣﻠﻴﻢ. ﻳﺴﺄل اﻟﺤﺎج"ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻠ ﻴﻢ" :ﻗ ﺮﻳﺘﻢ "ﻓﻜ ﺮي أﺑﺎﻇ ﺔ"؟ ﺑﻴﻄﺎﻟ ﺐ ﺑﻔ ﺮض اﻟﻀ ﺮاﺋﺐ اﻟﺘﺼ ﺎﻋﺪﻳﺔ وﺗﺤﺪﻳ ﺪ اﻟﻤﻠﻜﻴﺔ وﺗﻮزﻳﻊ اﻷراﺿﻲ وﻣﺤﺎرﺑ ﺔ اﻟﻐ ﻼء .ﻳﻌﻠ ﻖ اﻟﺸ ﻴﺦ "ﺑ ﺄن اﻟ ﺪﻋﻮة إﻟ ﻰ ﺗﺤﺪﻳ ﺪ اﻟﻤﻠﻜﻴ ﺔ ﺗﺨ ﺎﻟﻒ اﻟﺪﻳﻦ .وإن ﺷﻴﺦ اﻷزهﺮ أﻓﺘﻲ ﺑﺬﻟﻚ .ﻳﻘﻮل ﺷﻴﺦ اﻟﺤﺎرة ﺳﻴﺒﻮﻧﺎ ﺑﺄﻩ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ .ﺗﺴﻤﻌﻮا ﺁﺧﺮ ﻧﻜﺘ ﺔ؟ ﻳﻘ ﻮل إن ﻣﺘ ﺮو "ﻣﺼ ﺮ اﻟﺠﺪﻳ ﺪة" ﻟ ﻪ ﺧﻄ ﺎن .واﺣ ﺪ ﻳﺘﻮﻗ ﻒ ﻓ ﻲ ﻣﺤﻄ ﺔ "ﻣﻨﺸ ﻴﺔ اﻟﺼ ﺪر" واﻟﺜ ﺎﻧﻲ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻓﻲ ﻣﺤﻄ ﺔ "ﻣﻨﺸ ﻴﺔ اﻟﺒﻜ ﺮي" .وذات ﻳ ﻮم ﺻ ﻌﺪت ﻓﺘ ﺎة ذات ﺻ ﺪر ﺑ ﺎرز وﺳ ﺄﻟﺖ اﻟﻜﻤﺴ ﺎري ﻋﻤﺎ إذا ﺳﻴﺘﻮﻗﻒ ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺔ "ﻣﻨﺸﻴﺔ اﻟﺒﻜﺮي" .ﻗﺎل وه ﻮ ﻳﺘﻄﻠ ﻊ إﻟ ﻰ ﺻ ﺪرهﺎ :ﻷ .راﻳﺤ ﻴﻦ "ﻣﻨﺸ ﻴﺔ اﻟﺼﺪر" وﻧﻘﻒ هﻨﺎك. ﻳﻀﺤﻚ اﻟﺠﻤﻴ ﻊ ﻋ ﺪا أﺑ ﻲ .ﻳ ﻨﻬﺾ واﻗ ًﻔ ﺎ وﻳﺴ ﺘﺄذن ﻣﻨﺼ ﺮﻓًﺎ .أﺳ ﺄﻟﻪ وﻧﺤ ﻦ ﻧ ﺪﺧﻞ اﻟﺤ ﺎرة ﻋ ﻦ ﻣﻌﻨ ﻲ اﻟﻨﻜﺘ ﺔ وﻟﻤ ﺎذا ﺿ ﺤﻚ اﻟﺠﻤﻴ ﻊ .ﻻ ﻳ ﺮد .أﺳ ﺄﻟﻪ :ه ﻮ ﺷ ﻴﺦ اﻟﺤ ﺎرة ﺑﻴﻌﻤ ﻞ إﻳ ﻪ؟ ـ ﻳﻘﻌ ﺪ ﺳ ﺎﻋﺔ آ ﻞ ﻳ ﻮم ﻓ ﻲ ﻗﺴ ﻢ اﻟﺒ ﻮﻟﻴﺲ .ﻳﻤﻀ ﻲ اﻟﺸ ﻬﺎدات واﻻوراق اﻟﺸﺨﺼ ﻴﺔ ﻷه ﻞ اﻟﺤﺘ ﺔ. ـ وﻳﺎﺧﺪ آﺎم ﻣﺎهﻴﺔ؟. ـ ﻣﻠﻮش ﻣﺎهﻴﺔ .ﺑﻴﺎﺧﺬ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس .ﺑﻴﻄﻠﻊ ﺑﻘﺮﺷﻴﻦ آﻮﻳﺴﻴﻦ. أﺳﺄل وﻧﺤﻦ ﻧﻠﺞ ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ ::هﻲ ﻣﺎﻣﺎ ﻋﻨﺪهﺎ آﻢ ﺳﻨﺔ؟. ﻳﺮد ﻓﻲ اﻗﺘﻀﺎب :ﺳﺘﺔ وﻋﺸﺮﻳﻦ. ٦ ﻧﺘﺮك ﺗﺮام رﻗﻢ ٣ﻋﻨ ﺪ ﻧﻬﺎﻳﺘ ﻪ ﻓ ﻲ ﻣﻴ ﺪان "اﻟﻌﺒﺎﺳ ﻴﺔ" .ﻧﺴ ﺘﻘﻞ اﻟﺘ ﺮام اﻷﺑ ﻴﺾ اﻟ ﺬاهﺐ إﻟ ﻰ "ﻣﺼ ﺮ اﻟﺠﺪﻳﺪة" .ﻧﻨﻄﻠﻖ ﺑﺤﺬاء ﺛﻜﻨﺎت اﻟﺠﻴﺶ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي .اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺗﺤﻒ ﺑﻪ اﻷﺷ ﺠﺎر .ﺿ ﻮء اﻟﻨﻬ ﺎر ﻳﻮﺷ ﻚ ن ﻣ ﻦ ﻃ ﺎﺑﻖ واﺣ ﺪ. أن ﻳﺘﻼﺷ ﻰ .ﻣﺴﺘﺸ ﻔﻰ ﻋﺴ ﻜﺮي :ﺷ ﺮﻓﺎت ﺧﺸ ﺒﻴﺔ ﻓ ﻲ ﻣﺒ ﺎ ٍ ﻧﻐﺎدر اﻟﺘﺮام ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺘﻪ اﻷﺧﻴﺮة ﺑﻤﻴﺪان "اﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ" .ﻣﻘﻬﻰ ﻣﺤﺎط ﺑﺎﻟﺰﺟﺎج .ﻋﺠﻮز أرﻣﻨﻲ ﻳ ﺪﻳﺮ ﺻﻨﺪوق ﺑﻴﺎﻧﻮﻻ .ﺻﺎﻟﺔ ﺑﺎﺗﻴﻨﺎج .ﺷﺎرع ﻣﻈﻠﻢ ﺑﻪ ﻣﻨ ﺎزل ذات ﺣ ﺪاﺋﻖ ﻣﺴ ﻮرة .رواﺋ ﺢ اﻟﻴﺎﺳ ﻤﻴﻦ .ﺑ ﺎب ﺣﺪﻳﺪي ﻣﻐﻠﻖ ﺗﺘﻮﺳ ﻄﻪ ﺳﻠﺴ ﻠﺔ ﺑﻘﻔ ﻞ .ﻧ ﺪﺧﻞ ﻣ ﻦ ﺑ ﺎب ﺟ ﺎﻧﺒﻲ .ﻣﻤ ﺮ ﻣﺮﺻ ﻮف ﺑ ﺒﻼط ﻣﻠ ﻮن .درﺟ ﺎت رﺧﺎﻣﻴﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ .اﻟﺒﺎب اﻟﻤﻄﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻢ ﻣﻐﻠﻖ.ﻻ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ إﻻ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻴﻒ .ﻧﻄ ﺮق اﻟﺒ ﺎب اﻟﻤﺠ ﺎور. 16
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
ﺗﻔﺘﺤ ﻪ "ﺳ ﻌﺪﻳﺔ"زوﺟ ﺔ اﻟﺒ ﻮاب .ﺿ ﺌﻴﻠﺔ اﻟﺠﺴ ﻢ ﺷ ﺎﺣﺒﺔ اﻟﻮﺟ ﻪ .ﻳﺮﺟ ﺐ ﺑﻨ ﺎ ﻋﻤ ﻮ"ﻓﻬﻤ ﻲ" زوج ﻼ .اﻟﺒﻴﺖ ﻧﻮّر .ﻃﻮﻳﻞ وﻋ ﺮﻳﺾ ﻓ ﻲ روب ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﻮف اﻟﺴ ﻤﻴﻚ اﻟﻜﺎروه ﺎت .ﺳ ﻴﺠﺎرﺗﻪ ﻼ أه ً أﺧﺘﻲ:أه ً ﻓﻲ ﻳﺪﻩ .ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺤﺎﺳﺒًﺎ ﻓﻲ ﺷ ﺮآﺔ أﺟﻨﺒﻴ ﺔ .ﻳﺘﻘ ﺪﻣﻨﺎ ﺑﻨﺸ ﺎط إﻟ ﻰ ﻏﺮﻓ ﺔ اﻟﺘﺮﺳ ﻴﻨﺔ اﻟﻘﺒﻠﻴ ﺔ .أرﺿ ﻬﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺨﺸﺐ .ﻳﺨﻠﻊ أﺑﻲ ﻣﻌﻄﻔﻪ .ﻳﺘﻨﺎوﻟﻪ ﻣﻨﻪ ﻋﻤﻮ "ﻓﻬﻤﻲ" .ﻧﺠﻠﺲ ﻓﻮق آﻨﺒﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺒﺎب .أﻣﺎﻣﻨ ﺎ ﻣﺎﺋﺪة ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﺻﻨﺪوق "ﻃﺎوﻟﺔ" ﻣﻐﻠﻖ. ﺗﻨﻀﻢ إﻟﻴﻨﺎ "ﻧﺒﻴﻠﺔ" .أﺧﺘﻲ ﻣﻦ أﺑﻲ .ﻧﺤﻴﻔﺔ ﻣﺜﻠﻲ وﺷﻌﺮهﺎ ﻧ ﺎﻋﻢ وﻃﻮﻳ ﻞ .ﺗﺮﺗ ﺪي رو ًﺑ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻜﺴ ﺘﻮر وﻓﻲ ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ ﻣﺎﻧﺘﻮﻓﻠﻲ وردي اﻟﻠﻮن ﺗﻌﻠﻮﻩ وردة ﻣﻦ ﻗﻤﺎش ﻣﻨﻔﻮش .ﻳﺒﺪو ﻣﻨﻪ ﺟﻮرب أﺑﻴﺾ ﺳ ﻤﻴﻚ. ﻓ ﻲ ﻳ ﺪهﺎ ﻣﻘّﻠ ﻢ أﻇ ﺎﻓﺮ .ﺗﻘ ّﺒ ﻞ أﺑ ﻲ ﻓ ﻲ ﺧ ﺪﻩ ﻓﻴ ﺮد اﻟﻘﺒﻠ ﺔ ﺑﺼ ﻮت ﻣﺴ ﻤﻮع .ﺗﺼ ﺮخ ﺿ ﺎﺣﻜﺔ :ﺷ ﻨﺒﻚ ﺑﻴﺸﻮك .ﺗﺠﻠﺲ إﻟﻰ ﺟﻮارﻩ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻷﺧﺮى .ﺗﻮاﺻﻞ ﺗﻘﻠﻴﻢ أﻇﺎﻓﺮ ﻳﺪهﺎ .ﺗﺤﻨ ﻲ رأﺳ ﻬﺎ ﻷن ﻧﻈﺮه ﺎ ﻗﺼﻴﺮ. ﻳﺴﺄل أﺑﻲ ﻋﻦ "ﺷﻮﻗﻲ" و"ﺷﻴﺮﻳﻦ" .ﺗﻘﻮل أﺧﺘﻲ إﻧﻬﻤﺎ ﻋﻨﺪ "ﺳﻤﻴﺮة" .ﻳﺠﻠﺲ زوﺟﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻘﻌ ﺪ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻨﺎ .ﻳﺮﻓﻊ ﻏﻄﺎء ﺻﻨﺪوق اﻟﻄﺎوﻟ ﺔ.ﺗﻘ ﻮل أﺧﺘ ﻲ :ﺳ ﻴﺒﻪ ﻳﺎﺧ ﺪ ﻧﻔَﺴ ﻪ اﻷول .ﻳﺒﺘﺴ ﻢ ﻓ ﻲ ﺣ ﺬر وهﻮ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻲ أﺑﻲ ﺑﻌﻴﻨﻴﻦ ﺿﻴﻘﺘﻴﻦ .ﻳﻤﺮ ﺑﻴﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺷ ﺎرﺑﻪ اﻟﻘﺼ ﻴﺮ .ﻳﺴ ﺘﺨﺮج ﻋﻠﺒ ﺔ ﺳ ﺠﺎﺋﺮ ﻣﻌﺪﻧﻴ ﺔ ﻣ ﻦ ﺟﻴ ﺐ اﻟ ﺮوب .ﺛ ﻼث ﺧﻤﺴ ﺎت .ﻳﻔﺘﺤﻬ ﺎ وﻳﻠ ﺘﻘﻂ ﻣﻨﻬ ﺎ ﺳ ﻴﺠﺎرة .ﻳﺸ ﻌﻠﻬﺎ ﺑﻮﻻﻋ ﺔ ﻣﺒﻄﻄ ﺔ.أﺻ ﺎﺑﻌﻪ ﺳﻤﻴﻨﺔ ﻣﺪورة اﻷﻃﺮاف وﻣﻘﺼﻮﺻﺔ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ .أﻃﺮاﻓﻬﺎ ﻣﻜﺴﻮة ﺑﻠﻮن اﻟﻨﻴﻜﻮﺗﻴﻦ اﻷﺻﻔﺮ. ﻳﺴﺄﻟﻪ أﺑﻲ :وﻻﻋﺔ ﺟﺪﻳﺪة؟ ـ "روﻧﺴﻮن" .ﺗﻀﻐﻂ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻮﻟﻊ وﺗﻨﻄﻔﻲ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ. ﻳﺪﻟﻲ ﻳﺪﻩ اﻟﻴﻤﻨﻰ ﻓﻲ ﺣﺬر ﺑﺤ ﻮار اﻟﻤﻘﻌ ﺪ وﻳ ﻨﻔﺾ رﻣ ﺎد اﻟﺴ ﻴﺠﺎرة .ﻻ ﺗﻐﻴ ﺐ ه ﺬﻩ اﻟﺤﺮآ ﺔ ﻋ ﻦ أﺧﺘ ﻲ ﻓﺘﺨﺎﻃﺒﻪ ﻓﻲ ﺣﺪة :ﻓﻴﻦ اﻟﻄﻔﺎﻳﺔ .ﻳﻘﻮم ﻣﺴ ﺮﻋًﺎ وه ﻮ ﻳﺤ ﺎﻓﻆ ﻋﻠ ﻰ اﺑﺘﺴ ﺎﻣﺔ ﻣﺘﻜﻠﻔ ﺔ :ﺣﺎﺿ ﺮ ﻳ ﺎ ﺳ ﺘﻲ. ﻳﺠ ﺬب ﻣﻨﻔﻀ ﺔ اﻟﺴ ﺠﺎﺋﺮ ﻣ ﻦ ﻓ ﻮق ﻣﺎﺋ ﺪة ﺻ ﻐﻴﺮة ﺑﺴ ﻴﻘﺎن رﻓﻴﻌ ﺔ ﻣﺬهﺒ ﺔ .ﻳﻀ ﻌﻬﺎ ﺑﺠ ﻮار ﺻ ﻨﺪوق اﻟﻄﺎوﻟﺔ .ﻳﺘﻄﻠﻊ إﻟﻲ وﺟﻬ ﻪ ﻓ ﻲ ﻣ ﺮﺁة ﻣﺴ ﺘﺪﻳﺮة ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤ ﺎﺋﻂ اﻟﻤﻮاﺟ ﻪ .ﻳﺴ ﻮي ﺷ ﻌﺮ رأﺳ ﻪ اﻟﺨﻔﻴ ﻒ ﺑﻴ ﺪﻩ اﻟﻴﺴ ﺮي .ﺗﻀ ﻊ أﺧﺘ ﻲ اﻟﻤﻘﻠ ﻢ ﺟﺎﻧﺒ ﺎ وﺗﺘﻨ ﺎول ﻣﺸ ﻄﺎ ﺗﺠﺮﻳ ﻪ ﻓ ﻲ ﺷ ﻌﺮهﺎ اﻟﻨ ﺎﻋﻢ اﻟﻄﻮﻳ ﻞ. ﻳﻮﺟّﻪ ﻋﻤﻮ "ﻓﻬﻤﻲ" ﻧﻈﺮة ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ﺣﺬرة إﻟﻰ أﺧﺘ ﻲ :أﺑ ﻴﺾ واﻻ إﺳ ﻮد ﻳ ﺎ"ﺧﻠﻴ ﻞ" ﺑﻴ ﻪ؟ ﻳﻌﺘ ﺪل أﺑ ﻲ ﺴ ﺎ ﺛ ﻢ ﻳﻀ ﻌﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺣﺎﻓ ﺔ اﻟﻤﻨﻔﻀ ﺔ .ﻳﻠﻘ ﻲ ﻓ ﻲ ﺟﻠﺴ ﺘﻪ وﻳﺸ ﻌﻞ ﺳ ﻴﺠﺎرﺗﻪ اﻟﺴ ﻮداء ﻳﺴ ﺤﺐ ﻣﻨﻬ ﺎ ﻧﻔ ً ﺑﺎﻟﺰهﺮ.أﻧﺤﻨﻲ ﻓﻮﻗﻪ ﻷري اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ .ﻳﺒﻌﺪﻧﻲ ﺑﺴﺎﻋﺪﻩ .ﻳﻘﻮل :أﺳﻮد .زي ﺣﻈﻲ. ﻼ ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﻔﻴﺢ. ﺗﺤﻀﺮ "ﺳﻌﺪﻳﺔ" ﺻﻴﻨﻴﺔ اﻟﺸﺎي اﻷﺧﻀﺮ .ﻳﻘﺪم ﻟﻨﺎ ﻋﻤ ﻮ "ﻓﻬﻤ ﻲ" ﺻ ﻨﺪوﻗًﺎ ﻣﺴ ﺘﻄﻴ ً أﺗﻨﺎول ﻣﻨﻪ ﻗﻄﻌﺔ ﺷ ﻜﻮﻻﺗﺔ ﻓ ﻲ ﺣﺠ ﻢ اﻟﻠﻴﻤﻮﻧ ﺔ .أﻓ ﻚ ﻏﻼﻓﻬ ﺎ اﻟﻤﻔﻀ ﺾ .أﺑﺴ ﻂ ورﻗ ﺔ اﻟﺤ ﻆ اﻟﺸ ﻔﺎﻓﺔ وأﻗﺮأ ":ﻳﺎ ﻣﺴﻬﺮﻧﻲ" .ﻳﻜﻤﺶ أﺑﻲ ورﻗﺘﻪ وﻳﻠﻘﻲ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻔﻀﺔ .أﻟﺘﻘﻄﻬﺎ وأﺑﺴﻄﻬﺎ" .ﻧﺠﺎح ﻣﺆآﺪ ﻓﻴﻤﺎ أﻧﺖ ﻣﻘﺪم ﻋﻠﻴﻪ". ﺗﻘﻠ ﺐ أﺧﺘ ﻲ ﺻ ﺤﻴﻔﺔ "اﻷه ﺮام" .ﺗﻘ ﻮل إﻧﻬ ﺎ ﺗﺮﻳ ﺪ أن ﺗ ﺮى "اﻟﻴﺰاﺑﻴ ﺚ ﺗ ﺎﻳﻠﻮر" ﻓ ﻲ ﻓ ﻴﻠﻢ "ﻟﻴ ﺪي هﺎﻣﻴﻠﺘﻮن". أﺗﺴﻠﻞ ﻣﻐﺎدرَا اﻟﻐﺮﻓﺔ .إﻟﻰ اﻟﻴﻤﻴﻦ ﺣﺎﺋﻂ ﻳﻔﺼﻞ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﻄ ﺒﺦ واﻟﺮده ﺔ .ﻳ ﺄﺗﻲ ﻣ ﻦ ﺧﻠﻔ ﻪ ﺻ ﻮت ﺣﺮآ ﺔ "ﺳﻌﺪﻳﺔ" .إﻟﻰ اﻟﻴﺴ ﺎر ﺑ ﺎب ﻳ ﺆدي إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﺎﻟﺔ .ﻣﺎﺋ ﺪة اﻟﻄﻌ ﺎم ﺑ ﻴﻦ ﺑﻮﻓﻴﻬ ﺎت ﺿ ﺨﻤﺔ ﺗﻌﻠﻮه ﺎ ﻣﺮاﻳ ﺎ ﻣﺴﺘﻄﻴﻠﺔ .رادﻳﻮ "ﺟﺮوﻧﺪج" آﺒﻴﺮ اﻟﺤﺠﻢ .أدور ﺣﻮل اﻟﻤﺎﺋﺪة ﺣﺘ ﻰ ﻏﺮﻓ ﺔ اﻟﻤﺴ ﺎﻓﺮﻳﻦ .ﺑﺎﺑﻬ ﺎ ﻣﻐﻠ ﻖ. أﺗﻄﻠﻊ ﻣﻦ ﺛﻘﺐ اﻟﻤﻔﺘﺎح .أﺗﺒﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻈﻼم هﻴﻜﻞ اﻟﺒﺎب اﻟﻤﺆدي إﻟﻰ اﻟﻔﺮاﻧ ﺪﻩ .أﻟ ﻒ ﺣﺘ ﻰ ﻏﺮﻓ ﺔ اﻟﻨ ﻮم. أﻓﺘﺢ ﺑﺎﺑﻬﺎ وأدﺧﻞ .دوﻻب ﻋﺮﻳﺾ ﺗﺘﺄﻟﻒ واﺟﻬﺘﻪ ﻣﻦ ﺛﻼث ﻣﺮاﻳﺎ ﻣﺘﺠﺎورة .ﺑﺠﻮارﻩ ﺷ ﻤﺎﻋﺔ ﺧﺸ ﺒﻴﺔ
17
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
ﻣﻐﻄﺎة ﺑﻘﻤﺎش أﺑﻴﺾ ﻧﻈﻴ ﻒ .ﺳ ﺮﻳﺮ ﺑﺄﻋﻤ ﺪة ﻧﺤﺎﺳ ﻴﺔ .ﻓ ﺮش ﻣُﺮ ّﺗ ﺐ ﺑﻐﻄ ﺎء ﻣ ﻦ اﻟ ﺪاﻧﺘﻼ آﺎﻟ ﺬي آ ﺎن ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺰل اﻟﻘﺪﻳﻢ .أﺗﺠﻪ إﻟﻰ اﻟﻤﺮﺁة اﻟﻤﺠﺎورة ﻟﻪ .أﺳ ﻔﻠﻬﺎ ﺻ ﻒ ﻣ ﻦ زﺟﺎﺟ ﺎت اﻟ ﺮواﺋﺢ وﻋﻠ ﺐ اﻟﻜﺮﻳﻤﺎت" :ﺷﺎﻧﻴﻞ ،"٥آﻮﻟﻮﻧﻴﺎ" أﺗﻜﻴﻨﺴﻮن" ،ﻋﻠﺒﺔ "ﻣﺎآﺲ ﻓ ﺎآﺘﻮر" ،زﺟﺎﺟ ﺔ زرﻗ ﺎء ﻣﺜ ﻞ اﻟﺘ ﻲ آﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪ أﻣﻲ .أﺗﺤﺴﺲ اﻟﺰﺟﺎﺟﺎت وأﺷﻢ رواﺋﺤﻬﺎ. أﺧﺮج وأﻏﻠﻖ اﻟﺒﺎب ﻓﻲ هﺪوء .أﻧﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ اﻷوﻻد .أﻓ ﺘﺢ ﺑﺎﺑﻬ ﺎ .ﺳ ﺮﻳﺮان ﻣﺘﻮاﺟﻬ ﺎن ﺑﺠ ﻮار آ ﻞ ﻣﻨﻬﻤ ﺎ ﻣﻜﺘ ﺐ ﺻ ﻐﻴﺮ .ﻓ ﻮق آ ﻞ ﻣﻨﻬﻤ ﺎ ﻣﻘﻠﻤ ﺔ ﻣﻠﻮﻧ ﺔ ذات ﻏﻄ ﺎء ﻣﺘﺤ ﺮك ﻳﻜﺸ ﻒ ﻋ ﻦ أﻣ ﺎآﻦ ﻟﻸﻗ ﻼم واﻟﻤﻤﺤ ﺎة واﻟﺒﺮاﻳ ﺔ .دوﻻب ﻋ ﺮﻳﺾ .آ ﻞ ﺷ ﺊ ﻣٌﺮ ّﺗ ﺐ وﻧﻈﻴ ﻒ .ﻓ ﻮق اﻟ ﺪوﻻب ﺻ ﻨﺪوق اﻟﻜﺮﺗ ﻮن اﻟﻤﻠ ﻮن .ﺗﻨﺰﻟ ﻪ أﺑﻠ ﺔ "ﻧﺒﻴﻠ ﺔ" وﺗﻀ ﻌﻪ ﻓ ﻮق اﻟﺴ ﺠﺎدة .ﺗﺴ ﺘﺨﺮج ﻣﻨ ﻪ ﻋ ﺪدا ﻣ ﻦ اﻟﻘﻀ ﺒﺎن اﻟﺤﺪﻳﺪﻳ ﺔ. ﺗﺼﻠﻬﺎ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ داﺋﺮة .ﺗﻀﻊ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻋﺮﺑ ﺎت ﻗﻄ ﺎر .ﺳ ﻴﻤﺎﻓﻮر وﻣﺰﻟﻘ ﺎن ﺛ ﻢ ﻣﺤﻄ ﺔ. ﺳﻠﻢ ﺑﺪرﺟﺎت ﺻﻐﻴﺮة. اﻷﺟﺰاء آﻠﻬﺎ ﺑﺄﻟﻮان ﻻﻣﻌﺔ .ﻟﻴﺲ ﺑﻬﺎ ﺧﺪش واﺣﺪ .ﺗﺪﻳﺮ اﻟﺰﻧﺒﺮك ﻓﻴﻨﻄﻠﻖ اﻟﻘﻄﺎر وﻳﻠﻒ اﻟﺪاﺋﺮة وﺳ ﻂ اﻷﻧﻔﺎس اﻟﻤﺒﻬﻮرة .ﻣﻤﻨ ﻮع اﻟﻠﻤ ﺲ .ﺗ ﺪﻳﺮ اﻟﺰﻧﺒ ﺮك ﻣ ﺮة أﺧ ﺮى .وﺑﻌ ﺪ ﻟﻔﺘ ﻴﻦ أو ﺛ ﻼث ﺗﻘ ﻮل :آﻔﺎﻳ ﺔ. ﺗﻌﻴﺪ آﻞ ﺷﺊ إﻟﻰ اﻟﺼﻨﺪوق وﻳﺨﺘﻔﻲ ﻓﻮق اﻟﺪوﻻب. أﻏﺎدر اﻟﻐﺮﻓﺔ وأﻏﻠﻖ ﺑﺎﺑﻬﺎ .أﺧ ﺮج ﻣ ﻦ ﺑ ﺎب اﻟﺼ ﺎﻟﺔ .أﻋﺒ ﺮ اﻟﺮده ﺔ إﻟ ﻰ اﻟﻄﺮﻗ ﺔ اﻟﻤﺠ ﺎورة ﻟﻠﻤﻄ ﺒﺦ. اﻟﺜﻼﺟﺔ اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻐﻠ ﻖ ﻓ ﻲ اﻟﺸ ﺘﺎء وﻳﻮﺿ ﻊ اﻟ ﺜﻠﺞ ﻓ ﻮق أﻧﺎﺑﻴﺒﻬ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻴﻒ .أﺗﺠﺎوزه ﺎ وأﻣ ﺮ ﺑﺎﻟﺤﻤﺎم اﻹﻓﺮﻧﺠﻲ .ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ اﻟﺤﻤﺎم اﻟﺒﻠﺪي .أﻓﺘﺢ ﺑﺎﺑﻪ .أﻗ ﻒ ﻓ ﻮق اﻟﻘ ﺪﻣﻴﻦ اﻟﺮﺧ ﺎﻣﻴﺘﻴﻦ اﻟﺒ ﺎرزﺗﻴﻦ ﺑﺠﻮار ﻓﺘﺤﺘﻪ .أﺗﺒﻮل .أﻏﺎدر اﻟﺤﻤ ﺎم .أﻏﻠ ﻖ ﺑﺎﺑ ﻪ ﺧﻠﻔ ﻲ .أدﺧ ﻞ اﻟﺤﻤ ﺎم اﻵﺧﺮاﻟﻜﺒﻴ ﺮ .ﺗﻮاﻟﻴ ﺖ أﻓﺮﻧﺠ ﻲ ودوش أﻋﻠﻰ اﻟﺒﻼﻋﺔ .أﻏﺴﻞ ﻳﺪي وأﺗﺄﻣﻞ ﻣﺤﺘﻮﻳ ﺎت رف اﻟﻤ ﺮﺁة .ﺻ ﺎﺑﻮن "ﺳ ﻠﻜﺖ" .ﻋﻠﺒ ﺔ أﻣ ﻮاس "ﺟﻴﻠﻴﺖ" .أﻧﺒﻮﺑﺔ "آﻮﻟﻴﻨﻮس" .ﻣﺮهﻢ "زاﻣﺒﻮك" ﻟﻠﺒﺸ ﺮة وازاﻟ ﺔ اﻟﺸ ﻌﺮ" .ﻧ ﻮﻟﻴﻦ" ﻟﻔ ﺮد اﻟﺸ ﻌﺮ. ﺑﺮﻃﻤﺎن "ﺑﺮﻳﻠﻜﺮﻳﻢ" .أﻧ ﺰع ﻏﻄ ﺎءﻩ.أزﻳ ﻞ ﻗﻄﻌ ﺔ ﺑﺈﺻ ﺒﻌﻲ .أدﻋ ﻚ ﺑﻬ ﺎ ﺷ ﻌﺮي .أﻋﻴ ﺪ اﻟﻐﻄ ﺎء ﻣﻜﺎﻧ ﻪ. أﺗﺄﻣ ﻞ ﺷ ﻌﺮي ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺮﺁة .أآ ﺮت آﻤ ﺎ ه ﻮ ﺑ ﻼ ﺗﻐﻴﻴ ﺮ .أﻏ ﺎدر اﻟﺤﻤ ﺎم .أﺗﻮﻗ ﻒ ﻗ ﺮب ﻏﺮﻓ ﺔ اﻟﺘﺮﺳ ﻴﻨﺔ. ﺻ ﻮت أﺑ ﻲ :ﺑﺘﺸ ﻮﻓﻲ أﺧ ﻮك .ﺻ ﻮت أﺧﺘ ﻲ :ﻗﻠﻴ ﻞ .واﻧ ﺖ؟ .ـ ﻟﺴ ﻪ ﻣﻘ ﺎﻃﻌﻨﻲ ﻣ ﻦ ﺳ ﺎﻋﺔ ﻣ ﺎ ﻣﺎﺗ ﺖ اﻟﻤﺮﺣﻮﻣﺔ وﻋﺮﻓﺈﻧﻲ ﻣﺘﺠﻮز .ـ و"روﺣﻴﺔ" ﻋﺎﻣﻠﺔ إﻳﻪ؟ ﺻﻮت أﺑﻲ :زي ﻣﺎ هﻲ .ـ واﻟﺘﺮآﻴ ﺔ؟ اﺳ ﻤﻬﺎ إﻳ ﻪ؟ ﺑﺴ ﻴﻤﺔ؟ .ﻣﺘﺮﺑﻌ ﺔ ﻓ ﻮق آﻨﺒ ﺔ ﻣﻐﻄ ﺎة ﺑﻘﻤ ﺎش ﻣﻠ ﻮن وأﻧ ﺎ إﻟ ﻰ ﺟﻮاره ﺎ .ﺑﻴﻀ ﺎء ﺳ ﻤﻴﻨﺔ .ﺗﺮﺗ ﺪي ﻓﺴﺘﺎﻧًﺎ أﺣﻤﺮ ﻻﻣﻌﺎ وﺗﻐﻄﻲ رأﺳﻬﺎ ﺑﻄﺮﺣﺔ ﺑﻴﻀﺎء .ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺪار ﺻﻮرة ﺿﺎﺑﻂ آﺒﻴﺮ ذي ﺷ ﺎرب ﺿ ﺨﻢ ﻓﻮق ﺟﻮاد وﺳﻴﻔﻪ ﻣﺮﻓﻮع ﻓﻲ ﻳﺪﻩ .ﺗﻌﻄﻴﻨﻲ ﻗﻄﻌﺔ آﺒﻴﺮة اﻟﺤﺠﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﻜﻮﻻﺗﺔ .أﻣﺰق ﻏﻼﻓﻬﺎ اﻷﺣﻤ ﺮ اﻟﻤﺬهﺐ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ وأﻗﻀﻢ ﻗﻄﻌﺔ ﺛﻢ أﻋﻴﺪ اﻟﻐﻼف ﻣﻜﺎﻧﻪ .أﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻴﺐ ﺳ ﺘﺮﺗﻲ .ﺑﻌ ﺪ ﻗﻠﻴ ﻞ أﺧﺮﺟﻬ ﺎ وأﻗﻀﻢ ﻗﻄﻌﺔ أﺧ ﺮى .هﻤﻬﻤ ﺔ أﺻ ﻮات ﻓ ﻲ ﺣﺠ ﺮة اﻟﻤﺴ ﺎﻓﺮﻳﻦ اﻟﻤﺠ ﺎورة .أﻣﻴ ﺰ ﺻ ﻮت أﺑ ﻲ وﺻ ﻮت رﺟﻞ ﺁﺧﺮ .اﻟﺴﻴﺪة اﻟﺴﻤﻴﻨﺔ ﺗﺼﻐﻲ ﻟﻸﺻﻮات ﻓﻲ اهﺘﻤ ﺎم .ﺗﻜﺘﺸ ﻒ أﻧ ﻲ أرﻗﺒﻬ ﺎ .ﺗﻨ ﺎدي ﻋﻠ ﻲ اﻟﺨﺎدﻣ ﺔ وﺗﺄﻣﺮهﺎ ﺑﻔﺘﺢ اﻟﺮادﻳﻮ .ﻣﻮﺿﻮع ﻓﻮق رف ﺻﻐﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﺋﻂ اﻟﻤﻮاﺟ ﻪ .ﻣﻐﻄ ﻰ ﺑﻐ ﻼف ﻣ ﻦ اﻟﻘﻤ ﺎش اﻷﺑﻴﺾ .ﺗﺴﺄﻟﻨﻲ ﻋﻦ ﺳﻨﻲ .أﻗ ﻮل :ﺗﺴ ﻌﺔ .ﺗﻨﺼ ﺖ ﻟﻠﺮادﻳ ﻮ .ﺣ ﻮار ﺛ ﻢ ﻣﻮﺳ ﻴﻘﻲ.أﺗﺠ ﺮأ وأﺳ ﺄﻟﻬﺎ :إﻳ ﻪ دﻩ؟ .ﺗﻘﻮل :ﻓﻴﻠﻢ .ـ ﻓﻴﻠﻢ إﻳﻪ؟ .ـ اﻟﻤﺎﺿﻲ اﻟﻤﺠﻬﻮل .أﺗﻌﺮف ﻋﻠﻲ ﺻ ﻮت "ﻟﻴﻠ ﻲ ﻣ ﺮاد" ﺗﻐﻨ ﻲ" :ﻣﻨﺎﻳ ﺎ ﻓ ﻲ ﻗﺮﺑ ﻚ أﺷ ﻮﻓﻚ ﺑﻌﻴﻨ ﻲ" .أﻧﻬ ﺾ واﻗﺘ ﺮب ﻣ ﻦ ﺣﺠ ﺮة اﻟﻤﺴ ﺎﻓﺮﻳﻦ .اﻟﺒ ﺎب ذو اﻟﻤﺮﺑﻌ ﺎت اﻟﺰﺟﺎﺟﻴ ﺔ ﻣﻮارب .أﻧﺼ ﺖ ﻟﻠﺤ ﺪﻳﺚ .ﺻ ﻮت اﻟﺮﺟ ﻞ:اﻟﻮﻟ ﺪ آﺒﻴ ﺮ .ﺻ ﻮت أﺑ ﻲ :ﻟﻜ ﻦ ﻣﺠﺘﻬ ﺪ ﻓ ﻲ دروﺳ ﻪ وﻳﺴ ﻤﻊ اﻟﻜﻼم .ﻳﺨﺮج .ﻳﺄﺧﺬﻧﻲ ﻣﻦ ﻳﺪي وﻧﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺑﺎب اﻟﻤﺴﻜﻦ .اﻟﺴﻴﺪة اﻟﺴﻤﻴﻨﺔ اﺧﺘﻔﺖ ﻟﻜﻦ "ﻟﻴﻠﻲ ﻣﺮاد" ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﻐﻨﻲ. ﺻﻮت أﺑﻲ :ﺑﺮﻳﺘﻨﻲ وآﻞ واﺣﺪ راح ﻟﺤﺎﻟﻪ. أﺧﺘﻲ :ﺑﻄﻞ ﺑﺄﻩ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ. 18
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
ـ واﷲ أﻧﺎ اﺗﺠﻮزﺗﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﻏﻠﺒﺖ ﻣﻊ اﻟﺨﺪاﻣﺎت واﻟﻄﺒﺎﺧﺎت. ـ إﻧﺖ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ ﻣﺤﺪش ﻳﻘﺪر ﻳﺘﺤﻤﻠﻚ. ﻳﺴﺄل أﺑﻲ ﻋ ﻦ "ﺳ ﻤﻴﺮة" أﺧ ﺖ ﻋﻤ ﻮ "ﻓﻬﻤ ﻲ" .ﺗﻘ ﻮل إﻧﻬ ﺎ ﻣﺸ ﻐﻮﻟﺔ ﺑﺘﺠﻬﻴ ﺰ اﺑﻨﺘﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﻣﻮﺑﻴﻠﻴ ﺎت "اﻟﺴﻤﺮي ".ﺗﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﻋﻤﻲ .ﺗﻘﻮل أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻨﺬ اﻟﻌﻴﺪ اﻟﻤﺎﺿﻲ .ﻳﺘﻮﻗﻒ اﻟﺤﺪﻳﺚ وﻳﺘﺮدد ﺻ ﻮت اﻟﺰهﺮ وه ﻮ ﻳﺼ ﻄﺪم ﺑﻘ ﺎع اﻟﻄﺎوﻟ ﺔ .ﺻ ﻮت ﻋﻤ ﻮ "ﻓﻬﻤ ﻲ" :اﻟﻈ ﺎهﺮ إﻧﻬ ﻢ ﺣﻴﻘﻔﻠ ﻮا ﺑﻴ ﻮت اﻟ ﺪﻋﺎرة. ﺻﻮت أﺧﺘﻲ :واﻟﺒﻨﺎت ﺗﺮوح ﻓﻴﻦ ؟ ـ ﻳﻨﺰﻟﻮا اﻟﺸﻮارع ﺑﺄﻩ. أدﺧﻞ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﺘﺮﺳﻴﻨﺔ .ﻳﺘﻮﻗﻒ اﻟﺤﺪﻳﺚ .أﻗﻒ إﻟﻰ ﺟﻮار أﺑﻲ .ﻳﻠﻌﺐ ﺑﻐﻴﺮﺣﻤﺎس .ﻳﻨﺘﻬﻲ اﻟﺪورﺑﺎﻧﺘﺼ ﺎر زوج أﺧﺘﻲ .ﻳﻐﻠﻖ أﺑﻲ اﻟﻄﺎوﻟﺔ ﻗﺎﺋ ً ﻼ إن اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻴﻠﺖ وﻳﺘﻌﻴﻦ أن ﻧ ﺬهﺐ .ﻳﻐ ﺎدر ﻋﻤ ﻮ "ﻓﻬﻤ ﻲ" اﻟﻐﺮﻓ ﺔ ﻟﻴﺤﻀﺮ ﻋﻠﺒﺔ ﺳ ﺠﺎﺋﺮ ﺟﺪﻳ ﺪة .ﻳﻤﻴ ﻞ أﺑ ﻲ ﻧﺎﺣﻴ ﺔ "ﻧﺒﻴﻠ ﺔ" وﻳﻬﻤ ﺲ ﻟﻬ ﺎ ﺑﺸ ﺊ .ﺗﻬ ﺰ رأﺳ ﻬﺎ ﺑ ﺎﻟﺮﻓﺾ. ﻳﻨﻬﺾ أﺑﻲ واﻗﻔًﺎ .ﻳﻌﻮد ﻋﻤﻮ "ﻓﻬﻤ ﻲ" .ﻳﻠﺤ ﻒ ﻋﻠﻴﻨ ﺎ ﺑﺎﻟﺒﻘ ﺎء .ﺗﻨﻀ ﻢ إﻟﻴ ﻪ أﺧﺘ ﻲ :ﺑ ﺎﺗﻮا هﻨ ﺎ .اﻟﻌﺸ ﺎ ﺟﺎهﺰ .ﺗﻔﺮش ﻟﻨ ﺎ ﻣﺮﺗﺒ ﺔ وﺛﻴ ﺮة ﻋﻠ ﻲ اﻷرض ﺗﻐﻄﻴﻬ ﺎ ﻣ ﻼءة ﻧﻈﻴﻔ ﺔ ﻟﻬ ﺎ راﺋﺤ ﺔ ﻣﻤﻴ ﺰة .رﺑﻤ ﺎ زه ﺮة اﻟﻐﺴ ﻴﻞ ﻣ ﻊ اﻟ ﺪﻳﺘﻮل .اﻟﻤﺨ ﺪات ﻃﺮﻳ ﺔ وﻧﻈﻴﻔ ﺔ وﻟﻴﺴ ﺖ ﻣﺘﻌﺠﻨ ﺔ ﻣﺘﺨﺸ ﺒﺔ آﻤﺨ ﺪاﺗﻨﺎ .اﻟﻠﺤ ﺎف أﻳﻀ ﺎ ﻧﻈﻴﻒ وراﺋﺤﺘﻪ ﺣﻠﻮة ..ﻳﺮﺗﺪي أﺑﻲ ﺟﻠﺒﺎﺑًﺎ ﻣﺨﺼﺼًﺎ ﻟﻪ .أﺑﻴﺾ زي اﻟﻔﻞ .ﻳﻈ ﻞ اﻟﻨ ﻮر ﻣﻀ ﺎء وﺗ ﺄﺗﻴﻨﻲ أﺻﻮات زهﺮ اﻟﻄﺎوﻟﺔ. ﻳﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻔﻪ .ﺗﺤﻀ ﺮ أﺧﺘ ﻲ ﺑﻨﻄﻠ ﻮن ﺑﻴﺠﺎﻣ ﺔ ﺻ ﻐﻴﺮوردي اﻟﻠ ﻮن .ـ ﻓ ﺎآﺮ ﻳ ﺎ ﺑﺎﺑ ﺎ اﻟﺒﻴﺠﺎﻣ ﺔ دي. إﻧﺖ ﺟﺒﺘﻬﺎﻟﻲ وأﻧﺎ ﻓﻲ اﻹﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ .آﻨﺖ ﺣﺎرﻣﻴﻬﺎ وﺑﻌﺪﻳﻦ ﻗﻠﺖ ﺗﻨﻔﻊ .ﺗﻘﺮﺑﻬﺎ ﻣﻨ ﻲ وﺗﻘ ﻴﺲ ﻃﻮﻟﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺳﺎﻗﻲ ،ﺗﻠﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺔ .ﻳﺄﺧﺬهﺎ أﺑﻲ ﺻﺎﻣﺘﺎ .ﻳﺸﻌﻞ ﻋﻤﻮ "ﻓﻬﻤﻲ" ﻧﻮر اﻟﺴﻠﻢ. ـ ﻣﺎﺗﻐﻴﺒﺶ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ. ـ ﺗﺼﺒﺤﻮا ﻋﻠﻲ ﺧﻴﺮ. اﻟﺴﻠﻢ ﻳﻀﻴﺌُﻪ ﻣﺼﺒﺎح ﻓﻲ آﻞ ﻃﺎﺑﻖ .ﻟﻜﻦ ﻣﺼﺒﺎح اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻷرﺿﻲ ﻣﻄﻔﺄ .ﻧﺘﻘﺪم ﻓﻲ اﻟﻈﻼم ﺣﺘﻰ اﻟﺒﺎب اﻟﺨ ﺎرﺟﻲ .أﻧﺼ ﺖ ﻟﺼ ﻮت اﻟﻜ ﻼب.أﺗﻌﻠ ﻖ ﺑﻴ ﺪ أﺑ ﻲ .ﻧﺨ ﺮج إﻟ ﻰ اﻟﺸ ﺎرع .راﺋﺤ ﺔ اﻟﺰه ﻮر ﻣ ﻦ ﺣ ﺪاﺋﻖ اﻟﻔﻴﻼت .ﻧﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﻣﺤﻄﺔ اﻟﺘﺮام .ﺗﻤﺮ ﺳﻴﺎرة ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻞ .ﻳﻤﻴﻞ ﺳﺎﺋﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻣﺮأة ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ وﻳﻘﺒﻠﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﻓﻤﻬ ﺎ .أﺿ ﻊ ذراﻋ ﻲ ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺎﻋﺪ أﺑ ﻲ ﻷﻟﻔ ﺖ ﻧﻈ ﺮﻩ إﻟ ﻰ اﻷﻣ ﺮ .ـ ﻓ ﻲ إﻳ ﻪ؟ .ﻻ أرد. ﻧﺴﻤﻊ ﺻﻮت اﻟﺘﺮام ﻗﺒﻞ أن ﻳﻈﻬﺮ .ﻳﻨﻄﻠﻖ ﺑﻨﺎ ﻓﻲ ﺳ ﺮﻋﺔ هﺎﺋﻠ ﺔ .ﺗﺘ ﺄرﺟﺢ اﻟﻌﺮﺑ ﺔ ﻳﻤﻴ ًﻨ ﺎ وﻳﺴ ﺎرًا .أﺑ ﻲ ﻰ ﺣﺠﺮ .اﻟﻤﺤﻄﺎت ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻓﻨﺠﺘﺎزهﺎ دون ﻣﺘﺠﻬﻢ .أﺳﻤﻌﻪ ﻳﻐﻤﻐﻢ :ﻗﻠﺒﻲ ﻋﻠﻰ اﺑﻨﻲ اﻧﻔﻄﺮ وﻗﻠﺐ اﺑﻨﻲ ﻋﻠ ّ ﺗﻮﻗﻒ. ﻧﻨﺘﻘﻞ ﻓﻲ "اﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ "إﻟﻰ اﻟﺘﺮام اﻵﺧﺮ .ﻧﻐﺎدرﻩ ﻓﻲ اﻟﻤﻴﺪان .ﻧﻌﺒﺮ اﻟﺸﺎرع .ﻧﺘﻮﻗﻒ أﻣﺎم ﻣﺨﺒﺰ "ﻋﺒ ﺪ ﺴ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻜﻌ ﻚ اﻟﻬ ﺶ اﻟﻤﺮﺷ ﻮق ﺑﺎﻟﺴﻤﺴ ﻢ .ﻧﻤﻀ ﻲ ﻓ ﻲ ﻃﺮﻳ ﻖ اﻟﻤ ﻼك" اﻷﻓﺮﻧﺠ ﻲ .ﻳﺸ ﺘﺮي أﺑ ﻲ آﻴ ً ﺟﺎﻧﺒﻲ آﻲ ﻻ ﻧﻤﺮ ﻋﻠﻲ دآﺎن اﻟﺒﻘﺎل .اﻟﺤ ﺎرة ﻣﻈﻠﻤ ﺔ وﻣ ﺪﺧﻞ ﻣﻨﺰﻟﻨ ﺎ أﻳﻀ ﺎ .ﻧ ﺪﺧﻞ اﻟﺸ ﻘﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻈ ﻼم. ﻣﺼﺒﺎح اﻟﺼﺎﻟﺔ ﻣﺤﺘﺮق .أﺗﻌﻠﻖ ﺑﻤﻼﺑﺲ أﺑﻲ ﺣﺘﻲ ﻳﻔﺘﺢ ﺑﺎب ﺣﺠﺮﺗﻨﺎ وﻳﻀﺊ ﻣﺼﺒﺎﺣﻬﺎ .ﻳﻌﺪ آﻮﺑًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺎء اﻟﻤﺤﻠﻲ ﺑﺎﻟﺴ ﻜﺮ .ﻧﻀ ﻊ اﻟﻤﺎﺋ ﺪة اﻟﺼ ﻐﻴﺮة أﻣ ﺎم اﻟﺴ ﺮﻳﺮ وﻧﺠﻠ ﺲ ﺣﻮﻟﻬ ﺎ .ﻧﻐﻤ ﺲ اﻟﺒﺴ ﻜﻮت ﻓ ﻲ اﻟﻤﺎء .ﻳﻘﻮل إن ﺑﻴﺘﻨﺎ أﺣﺴﻦ ﻣﻜﺎن ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ.
19
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
٧ أﻓ ﺘﺢ آﺮاﺳ ﺔ اﻟﻌﻠ ﻮم اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ .أﺗﺄآ ﺪ ﻣ ﻦ وﺟ ﻮد رﻳ ﺶ اﻟﻄﻴ ﻮر اﻟﻤﺜﺒ ﺖ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻔﺤﺎت .أﺗﻮﻗ ﻒ ﻋﻨ ﺪ اﻟﻬﺪهﺪ اﻟﺬي أﺣﺒﻪ .ﻳﺨﻔﺖ ﺿﻮء اﻟﻤﺼﺒﺎح اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ آﻜﻞ ﻟﻴﻠﺔ .أﺗﻨﺎول آﺘﺎب ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﺼﺮ اﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴ ﺔ ذا اﻟﻐﻼف اﻷزرق .أﻗﻠﺐ ﺻﻔﺤﺎﺗﻪ ﻣﺘﺄﻣﻼ اﻟﺮﺳﻮم" .ﻣﻴﻨﺎ" ذو اﻟﺘﺎﺟﻴﻦ.ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﺻﻼة اﻟﻌﺸﺎء ﻓﻮق اﻟﺴﺮﻳﺮ.ﻳﺘﺮﺟﻞ .ﻳﻀﻐﻂ اﻟﻄﺎﻗﻴﺔ اﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻓﻮق رأﺳ ﻪ وﺣ ﻮل رﻗﺒﺘ ﻪ .ﻳﺤﻜ ﻢ روﺑ ﻪ ﺣ ﻮل ﺟﺴ ﺪﻩ .ﻳﻀ ﻢ ﻗﺒﻀﺘﻴﻪ ﺛﻢ ﻳﺴﻨﺪهﻤﺎ إﻟﻰ ﺣﺎﻓﺘﻲ ﺟﻴﺒﻴﻪ .ﻳﻘﻄﻊ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﺟﻴﺌﺔ وذهﺎﺑًﺎ" .ﻳﻀﺮب ﺑﻠﻄﺔ" آﻤﺎ ﻳﻘﻮل .ﻳﺮاهﺎ ﺿﺮورﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﻨﺎول اﻟﻌﺸﺎء. أﺷﻜﻮ ﻣﻦ اﻟﺒﺮد .ﻳﺤﻀﺮ واﺑﻮر اﻟﺠﺎز ﻣﻦ اﻟﺼ ﺎﻟﺔ وﻳﺸ ﻌﻠﻪ وﻳﻀ ﻌﻪ ﻋﻨ ﺪ اﻟﺒ ﺎب ﻗ ﺮب ﺣﺎﻓ ﺔ اﻟﺴ ﺠﺎدة. ﻳﺘﻤ ﺰق ﻏ ﻼف آﺮاﺳ ﺔ .أﻋﻬ ﺪ اﻟﻴ ﻪ ﺑﺈﻋ ﺎدة ﺗﻐﻠﻴﻔﻬ ﺎ .أﻧﺎوﻟ ﻪ ﻓ ﺮخ ورق اﻟﺘﺠﻠﻴ ﺪ اﻷﺻ ﻔﺮ.أﺣﻀ ﺮ ﻟ ﻪ اﻟﻤﻘﺺ ﻓﻴﺮﻓﺾ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ .ﻳﺠﻠ ﺲ ﻓ ﻮق ﺣﺎﻓ ﺔ اﻟﻔ ﺮاش ﻳﻄ ﻮي اﻟﻮرﻗ ﺔ وﻳﻤ ﺮ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﺑﺄﺻ ﺎﺑﻌﻪ ﻋ ﺪة ﻣ ﺮات .ﺛ ﻢ ﻳﻤﺰﻗﻬ ﺎ ﻋﻨ ﺪ اﻟﺜﻨﻴ ﺔ ﺑﻌﻨﺎﻳ ﺔ .ﻳﻨﻔﺼ ﻞ ﻓ ﺮخ اﻟ ﻮرق إﻟ ﻲ ﻗﺴ ﻤﻴﻦ ﻣﺘﺴ ﺎوﻳﻴﻦ ﻟ ﻴﺲ ﺑﻬﻤ ﺎ أﺛ ﺮ ﻟﻠﻘﻄ ﻊ .ﻳﻀ ﻊ أﺣ ﺪهﻤﺎ ﺟﺎﻧﺒ ﺎ وﻳﻀ ﻊ اﻟﻜﺘ ﺎب ﺑ ﻴﻦ دﻓﺘ ﻲ اﻵﺧ ﺮ .ﻳﺜﻨ ﻲ اﻟﻮرﻗ ﺔ داﺧ ﻞ اﻟﻐ ﻼف اﻷﻣ ﺎﻣﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎب ﺛﻢ ﻳﻄﻮي ﺣﺎﻓﺘﻬﺎ اﻟﻌﻠﻴ ﺎ .ﻳﺪﺳ ﻬﺎ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻮرﻗ ﺔ واﻟﻐ ﻼف .ﻳﻜ ﺮر اﻷﻣ ﺮ ﻋﻨ ﺪ اﻟﺤﺎﻓ ﺔ اﻟﺴ ﻔﻠﻲ .ﺛ ﻢ ﻳﻨﺘﻘﻞ إﻟﻲ اﻟﻐﻼف اﻟﺨﻠﻔﻲ وﻳﻜﺮر اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ. ﻳ ﺪق ﺑ ﺎب اﻟﻐﺮﻓ ﺔ .أﻓﺘﺤ ﻪ ﻟﻌﻤ ﻮ " آ ﺮﻳﻢ" ،اﻟﻜﻮﻧﺴ ﺘﺎﺑﻞ .ﻳﺮﺗ ﺪي ﻣﻌﻄ ًﻔ ﺎ ﻋﺴ ﻜﺮﻳًﺎ أﺳ ﻮد ﻓ ﻮق ﺟﻠﺒ ﺎب أﺑﻴﺾ.ﻟﻪ ﺷ ﺎرب آﺜﻴ ﻒ ﻳﻤﺘ ﺪ ﺑﺤ ﺬاء ﺷ ﻔﺘﻪ اﻟﻌﻠﻴ ﺎ .ﻳﺮﺣ ﺐ ﺑ ﻪ أﺑ ﻲ وﻳ ﻮﻣﺊ ﻟ ﻪ أن ﻳﺠﻠ ﺲ ﻋﻠ ﻰ ﺣﺎﻓ ﺔ اﻟﻔﺮاش .أﻋﻮد إﻟﻰ ﻣﻜﺘﺒﻲ .ﻳﺼﺒﺢ ﻇﻬﺮﻩ ﻟﻰ .أﺗﺸﻤﻢ راﺋﺤﺔ ﻣﻌﻄﻔﻪ اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻟﺘﻲ أﺣﺒﻬﺎ .ﻳﺘﺮﺑ ﻊ أﺑ ﻲ ﻼ ﺣﺘ ﻰ ﻳﺼ ﺒﺢ ﻓ ﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻨ ﺎ أﻧ ﺎ واﻟﻜﻮﻧﺴ ﺘﺎﺑﻞ .ﻳﺴ ﻨﺪ ﻇﻬ ﺮﻩ إﻟ ﻰ ﻓﻮق اﻟﺴﺮﻳﺮ .ﻳﺴ ﺘﺪﻳﺮ ﺑﺠﺴ ﻤﻪ ﻗﻠ ﻴ ً ﺣﺎﻓﺔ اﻟﻘﺎﺋﻢ اﻟﺤﺪﻳﺪي ﻋﻨﺪ رأس اﻟﺴﺮﻳﺮ. ﻳﺨﺮج اﻟﻜﻮﻧﺴﺘﺎﺑﻞ ﻣﻦ ﺟﻴﺐ ﻣﻌﻄﻔﻪ ﻋﻠﺒﺔ ﺳ ﺠﺎﺋﺮ "هﻮﻟﻴ ﻮود" .ﻳﻘ ﺪم واﺣ ﺪة إﻟ ﻰ أﺑ ﻲ ﻓﻴﻌﺘ ﺬر .ﻳﺒ ﺮز ﻋﻠﺒﺔ ﺳﺠﺎﺋﺮﻩ اﻟﺴﻮداء .ﻏﻼﻓﻬﺎ اﻷﺻﻔﺮ ﻳﺘﻮﺳﻄﻪ رأس ﺣﺒﺸﻲ أﺣﻤﺮ .ﻳﺸﻌﻞ اﻟﻜﻮﻧﺴ ﺘﺎﺑﻞ ﻋ ﻮد ﺛﻘ ﺎب. ﻳﻤ ﺪ ﻳ ﺪﻩ .ﻳﺤﻨ ﻲ أﺑ ﻲ رأﺳ ﻪ ﻣﻘﺮ ًﺑ ﺎ ﺳ ﻴﺠﺎرﺗﻪ .ﻳﺒﻘ ﻲ ﻃ ﺮف اﻟﺴ ﻴﺠﺎرة ﻓ ﻲ اﻟﻨ ﺎر ﺣﺘ ﻰ ﺗﺘ ﻮهﺞ .أﺣﻤ ﻞ ﻣﻨﻔﻀﺔ اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ ﻣﻦ ﻓﻮق اﻟﻤﻜﺘﺐ وأﺿﻌﻬﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻮق اﻷﻏﻄﻴﺔ .ﻳﻀﻊ اﻟﻜﻮﻧﺴﺘﺎﺑﻞ ﺳ ﺎﻗًﺎ ﻋﻠ ﻲ ﺳ ﺎق وﻳﺸﺒﻚ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﻮق رآﺒﺘﻴﻪ .ﺗﻈﻬﺮﺳﺎﻋﺔ ذهﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺼﻤﻪ. ﻳﺘﻄﻠﻊ ﺣﻮﻟﻪ .ﻳﻘﻮل :إﻧﺖ ﻣﻌﻨﺪآﺶ رادﻳﻮ واﻻ إﻳﻪ؟. ـ اﻟﺮادﻳﻮ ﺑﺘﺎﻋﻨﺎ ﺑﻴﺘﺼﻠﺢ. أﻋﺮف أن هﺬا ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ .ﻓﻘﺪ ﺑﺎﻋﻪ أﺑﻲ ﻣﻦ زﻣﻦ .ﻳﻮاﺻﻞ اﻟﻜﻮﻧﺴ ﺘﺎﺑﻞ آﺄﻧ ﻪ ﻻ ﻳﺼ ﺪق أﺑ ﻲ :ـ ﻓﻴ ﻪ رادﻳﻮ ﻓﻴﻠﺒﺲ ب ١٢ﺟﻨﻴﻪ. ـ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺎهﻴﺔ ﺷﻬﺮ. ـ دﻩ ﺳﻌﺮﻩ ﺑﺎﻟﺘﻘﺴﻴﻂ. ﻳﻘﺘﺮح ﻋﻠﻰ أﺑﻲ أن ﻳﻠﻌﺒﺎ اﻟﺪوﻣﻴﻨﻮ .ﻳﺴﺘﺨﺮج ﻣ ﻦ ﺟﻴﺒ ﻪ آﺒﺸ ﺔ ﻗﺼﺎﺻ ﺎت ﻣﺘﺴ ﺎوﻳﺔ ﻣ ﻦ ورق ﺳ ﻤﻴﻚ رﻣ ﺎدي اﻟﻠ ﻮن .ﻳﺴ ﻮي أﺑ ﻲ اﻷﻏﻄﻴ ﺔ .ﻳﺠ ﺬب وﺳ ﺎدة اﻟ ﺮأس اﻟﻄﻮﻳﻠ ﺔ ﻓﻴﺜﻨﻴﻬ ﺎ وﻳﻀ ﻌﻬﺎ ﺑﻴﻨ ﻪ وﺑ ﻴﻦ اﻟﺸ ﺎب .ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣﻨ ﻲ أن أﻧﺎوﻟ ﻪ ﻧﻈﺎرﺗ ﻪ ﻣ ﻦ ﻓ ﻮق اﻟﻤﻜﺘ ﺐ .ﻳﻀ ﻊ "آ ﺮﻳﻢ" اﻷوراق ﻓ ﻮق اﻟﻮﺳ ﺎدة. ﻳﺘﻨ ﺎول أﺑ ﻲ إﺣ ﺪاهﺎ وﻳﺘﺄﻣﻠﻬ ﺎ .ﻳﻘ ﻮل اﻟﻜﻮﻧﺴ ﺘﺎﺑﻞ إﻧﻬ ﺎ ﺗ ﺬاآﺮ اﻟﻘﻄﺎراﻟ ﺬي ﻳﺴ ﺘﻘﻠﻪ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳ ﺰور أﻣ ﻪ. ﻳﺨﻠﻂ اﻷوراق ﺑﻴﻦ راﺣﺘﻴﻪ ﻣﺜﻞ اﻟﻜﻮﺗﺸﻴﻨﺔ .ﻳﻀﻌﻬﺎ ﻓﻮق اﻟﻮﺳﺎدة .ﻳﺨﺘﺎر آﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ٧ورﻗ ﺎت .ﻳﺴ ﻨﺪ 20
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
أﺑﻲ ﺳﻴﺠﺎرﺗﻪ إﻟ ﻰ ﺣﺎﻓ ﺔ اﻟﻤﻨﻔﻀ ﺔ .ﻳﺼ ﻒ اﻟﻮرﻗ ﺎت ﻋﻠ ﻰ راﺣﺘ ﻲ ﻳﺪﻳ ﻪ .ﻳﻘﻴﻤﻬﻤ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺣ ﺪّي اﻟﻜﻔ ﻴﻦ ﺑﺤﻴ ﺚ ﻳﺒﻌ ﺪهﻤﺎ ﻋ ﻦ ﻧﻈﺮاﻵﺧ ﺮ .ﻳﻔﻌ ﻞ اﻵﺧ ﺮ اﻟﻤﺜ ﻞ .ﻳﻜﺸ ﻒ ورﻗ ﺔ وﻳﻀ ﻌﻬﺎ ﻓ ﻲ ﻣﻨﺘﺼ ﻒ اﻟﻮﺳ ﺎدة. ﻳﻘﻮل :دﺑﺶ .اﻟﺘﻀﻤﻴﻦ ﻣﻦ .١٠١ ﻳﻠﺤﻆ أﺑ ﻲ أﻧ ﻲ أﺗ ﺎﺑﻊ اﻟﻠﻌ ﺐ ﻓﻴﻨﻬﺮﻧ ﻲ .ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣﻨ ﻲ أن أﻧﻬ ﻲ واﺟﺒ ﺎﺗﻲ وأرﺗ ﺐ ﺣﻘﻴﺒﺘ ﻲ .ﺗﺴ ﻘﻂ ورﻗ ﺔ دوﻣﻴﻨﻮ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻓﺄﺳﺮع ﺑﺎﻟﺘﻘﺎﻃﻬﺎ .ﻋﺒﺎرة "اﻟﻤﻄﺮﻳﺔ ـ آﻮﺑﺮي اﻟﻠﻴﻤﻮن" ﻣﻜﺘﻮﺑ ﺔ ﺑﺎﻷﺳ ﻮد ﻋﻠ ﻰ أﺣﺪ وﺟﻬﻴﻬﺎ .ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺟﻪ اﻵﺧﺮ دواﺋﺮ ﻣﺮﺳﻮﻣﺔ وﻣﺴﻮدة ﺑﻘﻠﻢ اﻟﻜﻮﺑﻴﺎ .ﻓﻲ أﺣﺪ ﺟﺎﻧﺒﻴﻬﺎ أﺛ ﺮ ﻣﻘ ﺮض ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﺜﻠﺚ ﺻﻐﻴﺮ. ﻼ :دو .ﻳﻀﻊ اﻟﻜﻮﻧﺴﺘﺎﺑﻞ ورﻗﺔ .ﻳﻀﻄﺮ أﺑ ﻲ ﻟﻠﺴ ﺤﺐ ﻳﻨﺘﻘﻲ أﺑﻲ ﻣﻦ ورﻗﻪ واﺣﺪة.ﻳﻠﺼﻘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﺑﺶ ﻗﺎﺋ ً ﻣﻦ آﺒﺸﺔ اﻷوراق .ﻳﺮوي ﻗﺼﺔ "أﺑﻮ ﺷﺒﺖ" اﻟﺬي رأﻳﻨﺎﻩ ﻓﻲ اﻟﻜﻨﻴﻒ .ﻳﻘﻮل"آ ﺮﻳﻢ" إﻧ ﻪ ﻳﺘﺴ ﻠﻞ إﻟ ﻰ أﻣﺎآﻦ اﻟﺠﺴﻢ اﻟﺪاﻓﺌﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﺨﺬﻳﻦ أو أﺳﻔﻞ اﻟﺮآﺒ ﺔ .ﻳﻜﻤ ﻦ ﺑﻬ ﺎ ﺣﺘ ﻰ ﻳﺸ ﻌﺮ ﺑ ﺎﻟﺤﺮارة .ﻋﻨﺬﺋ ﺬ ﻳﻠ ﺪغ وﻳﻘﺘ ﻞ .ﻳﻘ ﻮل أﺑ ﻲ إﻧ ﻪ ﻧ ﻮع ﻣ ﻦ اﻟﻌﻨﺎآ ﺐ وﻏﻴ ﺮ ﻣ ﺆذ .ﻳﻀ ﻴﻒ :اﻟﺸ ﻘﺔ ﻻزم ﺗﺘﺒ ﻴﺾ. ﻳﻘﻮل اﻟﺸﺎب :أو اﻟﻮاﺣﺪ ﻳﺪور ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎن ﺗﺎﻧﻲ .ـ رﺟﻠ ﻲ ﻋﻠ ﻲ رﺟﻠ ﻚ .إﻧﻤ ﺎ ﻓ ﻴﻦ؟ آﻨ ﺎ ﻓ ﺎآﺮﻳﻦ اﻟﺴ ﻜﻦ ﺣﻴﺮﺧﺺ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰ ﺧﺮﺟﻮا ﻣﻦ "اﻟﻘﺎهﺮة" .ﻟﻜﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻘﺖ ﻧﺎر. ـﺴﻤﻌﺖ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻋﻦ ﺷﻘﻖ اﻷوﻗﺎف؟ ـ أﻳﻮﻩ .اﻟﻮزارة ﺣﺪدت إﻳﺠﺎر اﻷوﺿﺔ اﻟﻮاﺣ ﺪة ﻓﻴﻬ ﺎ ﺑﺨﻤﺴ ﺔ ﺟﻨﻴ ﻪ .ﻳﻌﻨ ﻲ اﻟﺸ ﻘﺔ ﺗﻮﺻ ﻞ ﻟﻌﺸ ﺮﻳﻦ أو ﺗﻼﺗﻴﻦ ﺟﻨﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺮ .ﻳﻌﻤﻞ إﻳﻪ اﻟﻤﻮﻇﻒ اﻟﻠﻲ ﻣﺮﺗﺒﻪ ﺑﻴﻦ ١٠و ١٥ﺟﻨﻴﻪ؟ ـ ﺟﻬﺎر ﻳﻚ .أﻧﺎ ﺣﺎآﻠﻢ اﻟﺤﺎج "ﻋﺒﺪ اﻟﺮازق". ـ ﻣﻴﻦ دﻩ؟ ـ ﺗﺎﺟﺮ آﺒﻴﺮ ﻓﻲ وآﺎﻟﺔ اﻟﺒﻠﺢ .ﺑﻴﺒﻨﻲ ﻋﻤﺎرة ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺷﺎرع"اﻟﻨﺰهﺔ". ﻳﺤﻜﻲ إﻧﻪ ﻓﻲ اﻷﺻﻞ ﺑﺎﺋﻊ ﻣﺘﺠﻮل ﻟﻠﺰﺟﺎج .وﻗﺒ ﻞ اﻟﺤ ﺮب ﺗﻌﺎﻗ ﺪ ﻣ ﻊ ﺷ ﺮآﺔ أدوﻳ ﺔ ﻋﻠ ﻲ أن ﻳ ﻮرد ﻟﻬ ﺎ ﻋﺸﺮة ﺁﻻف زﺟﺎﺟﺔ ﻓﺎرﻏﺔ .اﻟﻮاﺣﺪة ﺑﻤﻠﻴﻤﻴﻦ .آﺎن ﺳﻴﻜﺴﺐ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻔﻘﺔ آﻠﻬ ﺎ ﻋﺸ ﺮة ﺟﻨﻴ ﻪ .وﻓﺠ ﺄة ﻗﺎﻣﺖ اﻟﺤﺮب وﻓﺴﺨﺖ اﻟﺸﺮآﺔ اﻻﺗﻔﺎق .اﺿﻄﺮ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮات اﻟﺠﻴﺶ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي .وﺑﻌ ﺪاﻟﺤﺮب ارﺗﻔﻌﺖ اﻷﺳ ﻌﺎر ووﺻ ﻞ ﺛﻤ ﻦ اﻟﺰﺟﺎﺟ ﺔ اﻟﻔﺎرﻏ ﺔإﻟﻰ ٤ﻗ ﺮوش .ﻓﺒ ﺎع آ ﻞ ﻣ ﺎ ﻋﻨ ﺪﻩ ﻟﻤﺼ ﻨﻊ ﺑﻴ ﺮة ب ٤٠٠ﺟﻨﻴﻪ وأﺻﺒﺢ ﻟﺪﻳﻪ رأﺳﻤﺎل. ﻳﻘﻮل أﺑﻲ :ﻳﺮزق ﻣﻦ ﻳﺸﺎء ﺑﻐﻴﺮ ﺣﺴﺎب ﻳﻬ ﺰ اﻟﻜﻮﻧﺴ ﺘﺎﺑﻞ رأﺳ ﻪ .ﻳﻘ ﻮل إن اﻟﺤ ﻆ ﻟ ﻪ ﻋﻤﺎﻳ ﻞ .وإﻧ ﻪ ﻳﻌ ﺮف واﺣ ﺪًا اﺷ ﺘﺮي ﻣﺨﻠﻔ ﺎت ﻣﻌﺴ ﻜﺮ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ب ١٠٠أﻟﻒ ﺟﻨﻴﻪ .ووﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ آﻤﻴﺔ ﺑﺮاﻣﻴ ﻞ ﺿ ﺨﻤﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﻠﺐ .وﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻓﺘﺤﻬ ﺎ وﺟ ﺪهﺎ ﻣﺤﺸﻮة ﺑﺈﻃﺎرات اﻟﺴﻴﺎرات .ﺑﺎﻋﻬﺎ ﺑﺨﻤﺴ ﻴﻦ أﻟ ﻒ ﺟﻨﻴ ﻪ .أﺳ ﻌﻞ ﺑﺸ ﺪة .ﻳﻘ ﻮم أﺑ ﻲ إﻟ ﻰ ﺑ ﺎب اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ ﻟﻴﻮارﺑﻪ آﻲ ﺗﺘﺨﻠﺺ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻣﻦ دﺧﺎن اﻟﺴ ﺠﺎﺋﺮ .ﻳﻘ ﻮل "آ ﺮﻳﻢ" إن اﻟﻨ ﺎس ﺗﺆﻟ ﻒ اﻵن ﺟﻤﻌﻴ ﺎت ﻣ ﻦ ﻋﺪة أﻓﺮاد ﻳﺪﻓﻊ اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺒﻠﻐًﺎ آﻞ ﺷﻬﺮ وﻳﻘﺒﺾ أﻧﺼﺒﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ .ﻳﻠﺰم أﺑﻲ اﻟﺼﻤﺖ وﻻ ﻳﻌﻠﻖ. ﻳﺨﻠ ﻂ اﻟﻜﻮﻧﺴ ﺘﺎﺑﻞ أوراق اﻟ ﺪوﻣﻴﻨﻮ وﻳﻀ ﻌﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻮﺳ ﺎدة :إذا آ ﺎن ﻋﻨ ﺪك ﻓ ﺎﺋﺾ ﻣ ﻦ آﻮﺑﻮﻧ ﺎت اﻟﺴﻜﺮ واﻟﻜﻴﺮوﺳﻴﻦ ١٨ﻟﺘﺮ أﺷﺘﺮﻳﻬﻢ .ﻳﺼﻴﺢ ﺑﻲ ﻣﺪرس اﻟﺤﺴﺎب :ﻣﺪ إﻳﺪﻳﻚ .أﺑﺴﻂ ﻳ ﺪﻳﻲ اﻟﺒ ﺎردﺗﻴﻦ
21
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
وراﺣﺘﻴﻬﻤﺎ إﻟﻰ أﺳﻔﻞ .ﻳﺮﻓﻊ اﻟﻤﺴﻄﺮة ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء .ﻳ ﺪﻳﺮهﺎ ﻟﻴﻬ ﺒﻂ ﺑﺴ ﻨﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻇﻬ ﺮ ﻳ ﺪي .أﻗ ﻮل إﻧ ﻲ أﺣﻀﺮت آﻮﺑﻮﻧﺎت اﻟﻜﻴﺮوﺳﻴﻦ .ﻳﺒﻌﺪ اﻟﻤﺴﻄﺮة. ﺿﺠﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺎرة .ﻳﺘﻌﺎﻟﻰ ﺻﺮاخ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ .ﻳﺘﻼﺷ ﻰ ﺑﻌ ﺪ ﻗﻠﻴ ﻞ .ﻳﻘ ﻮل اﻟﻜﻮﻧﺴ ﺘﺎﺑﻞ :دﻩ اﻟﺮاﺟ ﻞ اﻟﻠﻲ ﻣﺘﺠﻮز اﺗﻨﻴﻦ. ﻳﺴﺘﻔﺴﺮ أﺑﻲ ﻋﻦ ﺳﻜﺎن اﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ .ﻳﻘﻮل اﻟﻜﻮﻧﺴﺘﺎﺑﻞ إﻧﻬﻢ ﻃﺎﻟﺐ ﻓﻲ اﻟﻄﺐ ﻣﻊ أﺧﺘﻴﻪ .وإﻧﻬﻤ ﺎ ﺗﻘﻔﺎن ﻃﻮل اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ ﻓﻲ اﻧﺘﻈﺎر اﻟ َﻌﺪَل. ـ واﻟﺒﻨﺎت اﻟﻠﻲ ﻓﻲ أول اﻟﺸﺎرع؟ ـ دول وﻻد "ﺻﺒﺮي" أﻓﻨﺪي اﻟﻤﻮ،ﻇﻒ ﻓ ﻲ وزارة اﻟﺤﻘﺎﻧﻴ ﺔ.أآﺒ ﺮهﻢ إﺳ ﻤﻬﺎ "ﺳ ﻬﺎم" .ﻃ ﻮل اﻟﻮﻗ ﺖ واﻗﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺒﺎك .ﻣﺴﺘﻨﻴﺔ اﻟ َﻌﺪَل هﻲ آﻤﺎن. ـ واﻟﺴﺖ اﻟﻠﻲ ﻓﻮﻗﻴﻨﺎ؟ ـ ﺣﻠﻮة .ﻣﺶ آﺪﻩ؟ دي ﻣﻤﺮﺿﺔ .اﻟﻈﺎهﺮ ﻣﻄﻠﻘﺔ أو أرﻣﻠﺔ .ﺳﺎآﻨﺔ وﺣﺪهﺎ ﻣﻊ اﺑﻨﻬﺎ. ﻳﻘﻮل أﺑﻲ :ﻳﺎ رﻳﺖ أﻻﻗﻲ واﺣﺪة ﻃﻴﺒﺔ ﺑﻨﺖ ﻧﺎس ﺗﺮﺿﻰ ﺑﺸﻴﺒﺘﻲ وﺗﺮﺑﻴﻠﻲ اﻟﻮﻟﺪ. ﺗﻌﺒﺖ ﻣﻦ اﻟﺨﺪاﻣﺎت واﻟﻄﺒﺎﺧﺎت. ـ وﺗﺘﺠﻮزهﺎ؟ ـ ﺁﻩ .ﺑﺲ ﺗﻜﻮن ﻣﺒﺘﺨﻠﻔﺶ. ـ ﻳﻤﻜ ﻦ أﻻﻗﻴﻠ ﻚ واﺣ ﺪة ﻋﻨ ﺪﻧﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺒﻠ ﺪ .ﻧﺘﺸ ﺎﺟﺮ أﻧ ﺎ وإﺑ ﻦ اﻟﻄﺒﺎﺧ ﺔ .ﺗﻌﺎﻣﻠ ﻪ "ﺑﺴ ﻴﻤﺔ" آﺄﻧ ﻪ اﺑﻨﻬ ﺎ. أﻧﺘﻈﺮﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح ﺣﺘﻲ ﺗﺨﺮج ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻨﻮم إﻟﻰ اﻟﺤﻤﺎم .أدﺧﻞ ﻷﺷﻜﻮ ﻷﺑﻲ .واﻗﻒ ﺑﺠ ﻮار اﻟﺴ ﺮﻳﺮ. ﻳﺜﺒ ﺖ ﺣ ﺰام اﻟﻔﺘ ﺎق .وﺟﻬ ﻪ ﻣ ﺘﺠﻬﻢ .ﻓ ﻮق آﻮﻣﻴ ﺪﻳﻨﻮ ﺑﺠ ﻮار اﻟﻔ ﺮاش زﺟﺎﺟ ﺔ ﺻ ﻐﻴﺮة ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﺻ ﻮرة أﺳﺪ. ﻳﻐﺎدراﻟﻜﻮﻧﺴﺘﺎﺑﻞ اﻟﻐﺮﻓﺔ وﻳﻌﻮد ﺑﻘﻄﻌﺔ ﻗﻤﺎش وﺑﻴﺠﺎﻣﺘﻴﻦ .اﻟﻘﻤ ﺎش ﺳ ﻤﻴﻚ ذو ﻟ ﻮن ﺑﻨ ﻲ داآ ﻦ .ﻳﻘ ﻮل أﺑ ﻲ وه ﻮ ﻳﻔﺤﺼ ﻪ :دﻩ ﻗﻤ ﺎش ﺳ ﺘﺎﻳﺮ .ﻳﻘ ﻮل اﻟﻜﻮﻧﺴ ﺘﺎﺑﻞ :وﻳﻨﻔ ﻊ ﺑﺪﻟ ﺔ .ﻳﺒﺴ ﻂ اﻟﺒﻴﺠ ﺎﻣﺘﻴﻦ .واﺣ ﺪة ﺑﻴﻀﺎء ﻣﺨﻄﻄﺔ.ﻟﻬﺎ زراﻳﺮﻣﻦ اﻟﺼﻔﻴﺢ .ﻳﻘﻮل أﺑ ﻲ :دي ﺑﺘﺎﻋ ﺔ أﺳ ﺮى اﻟﺤ ﺮب .ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣﻨ ﻲ ارﺗ ﺪاﺋﻬﺎ. أﺟﺪهﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﻘﺎﺳﻲ .اﻷﺧﺮى ﻟﻮﻧﻬ ﺎ ﺳ ﻤﻨﻲ ﺑﺰراﻳ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺪف .ﻳﻘ ﻮل إﻧﻬ ﺎ ﺧﻔﻴﻔ ﺔ ﺗﺼ ﻠﺢ ﻟﻠﺼ ﻴﻒ. ﻳﺴﺘﻤﻬﻠﻪ أﺑﻲ ﺣﺘﻰ أول اﻟﺸﻬﺮ. ﻳﻘ ﻮل اﻟﻜﻮﻧﺴ ﺘﺎﺑﻞ :ﺧﻠ ﻰ ﻋﻨ ﻚ .ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ ﻓﻠ ﻮس .ﻳﻀ ﻊ أﺑ ﻲ اﻟﻘﻤ ﺎش واﻟﺒﻴﺠ ﺎﻣﺘﻴﻦ ﺟﺎﻧﺒ ﺎ .ﻳﻘ ﻮل اﻟﻜﻮﻧﺴﺘﺎﺑﻞ :ﻋﻨﺪي آﻤﺎن ﺷﺮاﺑﺎت ﻧﺎﻳﻠﻮن ﻟﻠﺴﺘﺎت .ﻳﻀﺤﻚ أﺑﻲ :إﻧﺖ ﺷﺎﻳﻒ ﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ هﻨﺎ؟ ٨ ﻳﻀﻊ آﻮﺑًﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺎء ﻓﻮق ﺳﻄﺢ اﻟﻤﻜﺘﺐ .ﻳُﺨﺮج ﻣ ﻦ اﻟ ﺪوﻻب اﻟﻤ ﺮﺁة ذات اﻹﻃ ﺎر اﻟﻤﻌ ﺪﻧﻲ اﻟﻤﻜﺴ ﻮر وﺻﻨﺪوق اﻟﻜﺮﺗﻮن اﻟﺼﻐﻴﺮ اﻟﺬي ﻳﺤﻮي ﻋ ﺪة اﻟﺤﻼﻗ ﺔ .ﻳﻀ ﻌﻬﻤﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤﻜﺘ ﺐ وﻳﺠﻠ ﺲ ﺧﻠﻔ ﻪ .ﻳ ﺪس اﻟﻔﺮﺷﺎة ذات اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ واﻟﻄﻼء اﻟﻤﻘﺸ ﻮر ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺎء .ﻳ ﺪﻋﻜﻬﺎ ﻓ ﻲ ﻗﻄﻌ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺎﺑﻮن ﻋﻠ ﻰ 22
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
ﻰ .ﻳ ﺪهﻦ ذﻗﻨ ﻪ ﻋ ﺪة ﺷﻜﻞ ﺷﻤﻌﺔ ﺑﻐﻼف ﻣﻦ ورق ﻣﻔﻀﺾ .أﺳﺄﻟﻪ إذا آﺎن ﻳﻨﻮي اﻟﺨﺮوج .ﻻ ﻳ ﺮد ﻋﻠ ّ ﻣﺮات ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻨﻊ رﻏﻮة آﺒﻴ ﺮة .ﻳﻔ ﺾ ﻏ ﻼف اﻟﻤ ﻮس اﻟﺒﻨﻔﺴ ﺠﻲ .ﻳﺤ ﺮك ﺣﺎﻓﺘ ﻪ ﻓ ﻮق آﻔ ﻪ اﻟﺴ ﻤﻴﻦ ﺟﻴﺌﺔ وذهﺎﺑًﺎ .ﻳﻀﻌﻪ ﻓﻲ ﻣﺎآﻴﻨﺔ اﻟﺤﻼﻗﺔ اﻟﻤﻌﺪﻧﻴﺔ .ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ذﻗﻨ ﻪ ﺛ ﻢ ﻳﺨﻠﺼ ﻬﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺎﺑﻮن ﻓ ﻲ آﻮب اﻟﻤﺎء .ﻳﻜﺮر ذﻟﻚ ﻋﺪة ﻣﺮات .ﻳﺼﺒﺢ ﺧﺪاﻩ ﻧﺎﻋﻤﻴﻦ آ ﺎﻟﺤﺮﻳﺮ .ﻳﺘﻨ ﺎول اﻟﻔﻮﻃ ﺔ اﻟﻤﻠﻮﻧ ﺔ ﻣ ﻦ ﻓ ﻮق ﺣﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮاش.ﻳﺰﻳﻞ ﺑﻬ ﺎ ﺁﺛ ﺎر اﻟﺼ ﺎﺑﻮن ﻣ ﻦ وﺟﻬ ﻪ.ﻳ ﻨﻬﺾ واﻗ ًﻔ ﺎ وﻳﺒ ﺪأ ﻓ ﻲ ارﺗ ﺪاء ﻣﻼﺑﺴ ﻪ .ﻳﺘﻨ ﺎول اﻟﺒﺰة اﻟﺰرﻗﺎء .ﻳﺜﺒﺖ ﺣﻤﺎﻟﺘﻲ اﻟﺒﻨﻄﻠﻮن ﻓﻲ آﺘﻔﻴﻪ .ﻳﺮﺗﺪي اﻟﺼﺪرﻳﺔ .ﻣﻦ ﻗﻤﺎش اﻟﺒﺰة وﻟﻮﻧﻬﺎ .ﻇﻬﺮه ﺎ ﻣﻦ ﻗﻤﺎش ﺣﺮﻳﺮي أﺳﻮد اﻟﻠﻮن .ﻳﺘﺪﻟﻰ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻴﻬﺎ ﻃﺮﻓﺎ اﻹﺑﺰﻳﻢ اﻟ ﺬي ﻳﺤﺒﻜﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺠﺴ ﻢ.ﻳﻌﻄﻴﻨ ﻲ ﻇﻬﺮﻩ ﻷﺗﻮﻟﻰ ﺗﻌﺸﻴﻖ اﻟﻄﺮﻓﻴﻦ .أﺗﻮﺳﻞ إﻟﻴﻪ أن ﻳﺄﺧ ﺬﻧﻲ ﻣﻌ ﻪ .ﻳ ﺮﻓﺾ :ﻻ .إﻧ ﺖ وراك ﻣ ﺬاآﺮة .ﻳﺸ ﻴﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﻜﺘﺐ :ﺗﻘﻌﺪ هﻨﺎ ﻣﺘﻘﻮﻣﺶ .أﻧﺎ ﻣﺶ ﺣﺘﺄﺧﺮ. ﻳﻤﺴﺢ ﺳﻄﺢ ﻃﺮﺑﻮﺷﻪ ﺑﻜ ﻢ ﺳ ﺘﺮﺗﻪ .ﻳﻄ ﻮي ﻃﺮﻓ ﻲ ﺷ ﺎرﺑﻪ داﺧ ﻞ ﻓﺘﺤﺘ ﻲ أﻧﻔ ﻪ ﺛ ﻢ ﻳﻄﻠﻘﻬﻤ ﺎ .ﻳﺒﺮﻣﻬﻤ ﺎ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻪ .ﻳﻔﺘﺢ ﻣﺼﺮاع اﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ اﻟﺰﺟﺎﺟﻲ وﻳﺮﻓﻊ ﺷﻨﻜﻞ اﻟﺒ ﺎب اﻟﺨﺸ ﺒﻲ .ﻳﺪﻓﻌ ﻪ إﻟ ﻰ اﻟﺨ ﺎرج وﻳﺜﺒﺘ ﻪ ﺑﺎﻟﺸﻨﻜﻠﻴﻦ اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻴﻦ .ﻳﻐﻠﻖ اﻟﻤﺼﺮاع اﻟﺰﺟ ﺎﺟﻲ.أﻃﻠ ﺐ ﻣﻨ ﻪ أن ﻳﻐﻠ ﻖ ﺑ ﺎب اﻟﻐﺮﻓ ﺔ ﺧﻠﻔ ﻪ .أﻧﺼ ﺖ إﻟ ﻰ ﺻﻮت إﻏﻼق ﺑﺎب اﻟﺸﻘﺔ وﺧﻄﻮاﺗﻪ اﻟﻤﺘﻤﻬﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻢ. ﻳﺒﺘﻌﺪ ﺻﻮت ﻗﺪﻣﻴﻪ .أﻏﺎدر ﻣﻘﻌ ﺪ ﻣﻜﺘﺒ ﻲ .أﺗﺨﻠ ﺺ ﻣ ﻦ اﻟﺒﻄﺎﻧﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ أﺣ ﻴﻂ ﺑﻬ ﺎ ﺟﺴ ﺪي .أﺟ ﺬب ﺑ ﺎب اﻟﺪوﻻب اﻟﻤﻮارب .أﺑﺤ ﺚ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﻼﺑ ﺲ اﻟﻤﺘﻨ ﺎﺛﺮة ﻓ ﻲ ﻏﻴ ﺮ ﻧﻈ ﺎم .أﺟ ﺬب ﻣﻘﻌ ﺪ اﻟﻤﻜﺘ ﺐ .أﻗ ﻒ ﻓﻮﻗ ﻪ. أرى اﻟﻜﺘﺎب ﻣﺪﺳﻮﺳًﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﺮف اﻟﻌﻠﻮي .أﺣﻀﺮﻩ اﻟﻜﻮﻧﺴﺘﺎﺑﻞ وأردت أن أﺗﺼ ﻔﺤﻪ ﻓﻨﻬﺮﻧ ﻲ أﺑﻲ .اﻟﻜﺘﺎب ﺻﻐﻴﺮ اﻟﺤﺠﻢ وﺑﻠﻐﺔ أﺟﻨﺒﻴﺔ ﻣﻄﻮي ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺔ ﺑﻬﺎ ﺻﻮرة ﺗﻤﺜ ﺎل ﻹﻣ ﺮأة ﻋﺎرﻳ ﺔ .أﺗﺒ ﻴﻦ اﺳﻢ" "ﻓﻴﻨﻮس" ﻓﻲ ﺳﻄﺮ أﺳﻔﻞ اﻟﺼﻮرة .أﻗﻠﺐ اﻟﺼﻔﺤﺎت .أﻋﻴﺪﻩ إﻟﻰ ﻣﻜﺎﻧﻪ. أﺗﻔﺤﺺ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎت اﻟﺮف .زﺟﺎﺟﺎت دواء .أﻧﺒﻮﺑﺔ زﺟﺎﺟﻴﺔ رﻓﻴﻌﺔ ﺑﻬﺎ ورﻗﺔ ﺣﻤﺮاء :ﺣﺒﻮب "آ ﺎرﺗﺮ" ﻟﻌﺴﺮ اﻟﻬﻀﻢ" .ﺑﻠﻤﻮﻧﻜﺲ" ﻟﻠﺴﻌﺎل .زﺟﺎﺟﺔ"أﺳﺒﺮو" .ﻗﻄﺮة "ﺑﺮوﺗﻜﺘﻴﻦ" .ﻧﺼﻒ ﺛﻤﺮة ﻣ ﻦ ﺟ ﻮزة اﻟﻄﻴﺐ .ﻳﻀﻊ أﺑ ﻲ ﻧﺘﻔ ﺔ ﻣﻨﻬ ﺎ ﺗﺤ ﺖ ﻟﺴ ﺎﻧﻪ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﺸ ﺮب اﻟﻘﻬ ﻮة .ﺑﺮﻃﻤ ﺎن ﺑ ﻪ ﻣﺴ ﺤﻮق ﺑﻴﻜﺮﺑﻮﻧ ﺎت اﻟﺼ ﻮدا .ﻳﺬﻳﺒ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺎء وﻳﺴﺘﻨﺸ ﻖ ﻣﻨ ﻪ .ﺑﻘﺎﻳ ﺎ ﻣﺘﺴ ﺨﺔ ﻣ ﻦ ﻋﺮوﺳ ﺔ اﻟﻤﻮﻟ ﺪ اﻟﻨﺒ ﻮي .ﺣﺒﺘ ﺎن ﻣ ﻦ ﺛﻤ ﺮة" اﻟﻘﺮاﺻ ﻴﺎ" اﻟﺴ ﻮداء .ﻳﺴ ﺘﺨﺪﻣﻬﺎ أﺑ ﻲ ﺿ ﺪ اﻹﻣﺴ ﺎك .آﺘ ﺎب ﺑﻐ ﻼف ﻣﻠ ﻮن ﻳﺤﻤ ﻞ ﻋﻨ ﻮان "رﺳﻮل اﻟﻤﻠﻜﺔ" .اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺑﻬﺎ إﻋﻼن ﻋﻦ "آﺮﺳﻲ اﻟﻈﺎﻳﻂ" وﺁﺧﺮ ﻋ ﻦ ﺑﺮاﻧ ﺪي "أوﺗ ﺎر". آﺎﺳﺎت اﻟﻬﻮاء ﻣﺮﺻﻮﺻﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺎم ﻓﻮق ﺑﻌﻀﻬﺎ .دﻓﺘﺮ ﺣﻜﻮﻣﻲ آﺒﻴﺮ ﻳﺤﻮي ﻣﺬآﺮات أﻣﻲ .ﺗﻜﺘﺐ ﻓﻴ ﻪ ﺑﺎﻟﻘﻠﻢ اﻟﺮﺻﺎص ﺑﺤ ﺮوف آﺒﻴ ﺮة .ﻳﻨﺘﻬ ﻲ اﻟﺴ ﻄﺮ ﻓﺘﺘ ﺮك اﻟﺴ ﻄﺮ اﻟﺘ ﺎﻟﻲ وﺗﻮاﺻ ﻞ اﻟﻜﺘﺎﺑ ﺔ .ﺗﻘ ﺮأ ﻷﺑ ﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ آﺘﺒﺖ .أﺳﻤﻊ اﺳﻢ "هﺘﻠﺮ" و "ﻏﺎﻧﺪي" و"ﻣﺎﻳﻠﺰ ﻻﻣﺒﺴﻮن". ﻋﻠﺒ ﺔ ﺻ ﻐﻴﺮة ﺑﻬ ﺎ ﺑﻄﺎﻗ ﺎت ﺑﺎﺳ ﻢ أﺑ ﻲ .ﻟﻴﺴ ﺖ هﻨ ﺎك آﻠﻤ ﺔ "ﺑ ﻚ" .ﻳﻘ ﻮل إﻧﻬ ﺎ ﻻ ﺗﻜﺘ ﺐ إﻻ إذا آﺎﻧ ﺖ اﻟﺒﻜﻮﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ أﻣﺎ ﺑﻜﻮﻳﺘﻪ هﻮ ﻓﻤﻦ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .ﺻ ﻮرﺗﺎن ﻗ ﺪﻳﻤﺘﺎن ﻓ ﻲ ﺣﺠ ﻢ اﻟﻜ ﺎرت ﻼ ﻣﺰرآﺸًﺎ وﺻ ﻨﺪﻻ ﺑﻮﺳﺘﺎل .اﻷوﻟﻰ رﻣﺎدﻳﺔ ﻳﺘﻮﺳﻄﻬﺎ إﻃﺎر ﺑﻴﻀﺎوي .داﺧﻠﻪ ﻃﻔﻞ ﻳﺮﺗﺪي ﻓﺴﺘﺎﻧًﺎ ﻃﻮﻳ ً أﺑﻴﺾ .ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻌﻨﻘ ﻪ ﻓﻮﻃ ﺔ ﺑﻴﻀ ﺎء ﺗﺘ ﺪﻟﻲ ﻓ ﻮق ﺻ ﺪرﻩ .ﻳﻘ ﻒ ﻓ ﻮق درﺟ ﺔ ﺳ ﻠﻢ .ﻳ ﺪﻩ ﻣﻤﺴ ﻜﺔ ﺑﺴ ﻴﺎج ﺣﺠﺮي ،ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﻮﺟﻪ ﻏﻴﺮ واﺿﺤﺔ .أﻗﻠﺐ اﻟﻜﺎرت ﺑﻮﺳﺘﺎل .ﻓ ﻲ اﻟﺨﻠ ﻒ إﺳ ﻤﻲ آ ﺎﻣﻼ ﻣ ﻊ اﺳ ﻢ أﺑ ﻲ ﺑﺨﻂ أﻣﻲ. اﻟﺼﻮرة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻷﺑﻲ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﺑﺎﻟﻄﺮﺑﻮش واﻟﻜﺮاﻓﺖ .ﺑﻴﻦ ﺳﺎﻗﻴﻪ ﻳﻘﻒ ﻃﻔﻞ ﺻ ﻔﻴﺮﻓﻲ "ﺑﺎرﺑ ﺎﺗﻮز" ﻣ ﻦ ﻗﻄﻌﺘﻴﻦ .اﻷوﻟﻲ ﺗﺒﺪأ ﻣﻦ اﻟﺮﻗﺒﺔ واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺼﻞ ﺣﺘﻰ اﻟﺮآﺒﺘﻴﻦ .اﻟﺼﻮرة ﻏﻴﺮ ﻣﻠﻮﻧﺔ ﻓﻴﻤ ﺎ ﻋ ﺪا ﻣﻼﺑ ﺲ اﻟﻄﻔﻞ .اﻟﻮﻧﻬﺎ أﺧﻀﺮ ﺑﺸﺮﻳﻂ أﺻﻔﺮ ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻐﻴﻦ وﺣﻮل اﻟﻮﺳﻂ .ﻋﻠﻰ ﻇﻬ ﺮ اﻟﺼ ﻮرة إﺳ ﻤﻲ وإﺳ ﻢ أﺑﻲ أﻳﻀﺎ.اﻟﺨﻂ ﻷﻣﻲ.
23
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
أﺑﺤ ﺚ ﻓ ﻲ ﺑﻘﻴ ﺔ اﻟﺮﻓ ﻮف .آﺘ ﺎب "ﻃﺒﻴ ﺐ اﻟﻌﺎﺋﻠ ﺔ" .أﻗﻠ ﺐ ﺻ ﻔﺤﺎﺗﻪ .وﺟ ﻮﻩ ﻣﺸ ﻮهﺔ ﻓ ﻲ ﺻ ﻔﺤﺔ ﻣﺼﻘﻮﻟﺔ .آﺘﺎب ﻋﻦ ﺻﻼة اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﻪ "اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ" وﺑﻌﺾ اﻷدﻋﻴﺔ".ﺑﺮدة اﻟﺒﻮﺻ ﻴﺮي" " .اﻟﻤﺤﺎﺳ ﻦ واﻷﺿﺪاد" ل"اﻟﺠ ﺎﺣﻆ" .ﺻ ﻔﺤﺔ ﻣﺜﻨﻴ ﺔ اﻟﻄ ﺮف .ﻓ ﻲ رأﺳ ﻬﺎ ﻋﻨ ﻮان":ﻣﺤﺎﺳ ﻦ اﻟﻨﻜ ﺎح" .ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ ﻣﺠﻠﺔ "ﻣﺴﺎﻣﺮات اﻟﺠﻴﺐ" .ﻓﻮق اﻟﻐﻼف ﺻﻮرة ﻣﻠﻮﻧﺔ ﻟﻤﻤﺜﻠﺔ أﺟﻨﺒﻴﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ .داﺋﺮة ﻓﻲ اﻟ ﺮآﻦ ﺣ ﻮل ﺛﻤﻦ اﻟﻤﺠﻠﺔ ٠٢":ﻣﻠﻴﻤًﺎ" .أﻟﻘﻲ ﺑﻬﺎ ﻓﻮق اﻟﻔﺮاش .آﺘﺎب ﺿﺨﻢ ﺗﺘﺪﻟﻲ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺻﻔﺤﺎﺗﻪ ﻗﺼﺎﺻ ﺎت ﻣﻦ اﻟﻮرق اﻷﺑﻴﺾ .أﺣﻤﻠﻪ وأهﺒﻂ. أرﺗﻘﻲ اﻟﻔﺮاش وأﻟﺘﻒ ﺑﺎﻷﻏﻄﻴﺔ .أﻗﻠﺐ ﺻ ﻔﺤﺎت اﻟﻤﺠﻠ ﺔ .ﺻ ﻮرة ﻓﺘ ﺎة ﻋﺎرﻳ ﺔ اﻟﻈﻬ ﺮ إﻻ ﻣ ﻦ آﻠﺴ ﻮن ﺻ ﻐﻴﺮ .أﺗﻮﻗ ﻒ ﻋﻨ ﺪ اﻟﻨﻜ ﺎت اﻟﻤﺮﺳ ﻮﻣﺔ .أﻏﻠﺒﻬ ﺎ ﺗﺼ ﻮر رﺟ ﺎ ًﻻ ﺑﻜ ﺮوش ﺑ ﺎرزة ﻳ ﺪﺧﻨﻮن ﺳ ﻴﺠﺎرات آﺒﻴﺮة .أﺛﺮﻳﺎء اﻟﺤ ﺮب .رﺳ ﻢ ﻟ ﺮﺟﻠﻴﻦ ﺑﻌﻨ ﻮان "ﻓ ﻲ اﻟﻤﻌ ﺮض اﻟﺰراﻋ ﻲ اﻟﺼ ﻨﺎﻋﻲ" .ﻳﻘ ﻮل أﺣ ﺪهﻤﺎ: إﻧﺖ ازاي ﺟﺎﻳﺐ ﺣﻤﺎﺗﻚ ﻣﻌﺎك ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺮض؟ ﻳﺮد اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻗﻠﺖ ﺁﺧﺬهﺎ ،رﺑﻚ آﺮﻳﻢ .ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺘ ﻮﻩ ﻣﻨ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺰﺣﻤﺔ .واﺣﺪ ﻳﻘﻮل ﻵﺧﺮ :اﻷﺳﻌﺎر ﻣﻮﻟﻌﺔ.ﻳﺎﻻ ﻧﺘﺪﻓﻲ. أﻟﻘ ﻲ اﻟﻤﺠﻠ ﺔ ﺟﺎﻧ ًﺒ ﺎ وأﺗﻨ ﺎول اﻟﻜﺘ ﺎب اﻟﻀ ﺨﻢ" :ﺷ ﻤﺲ اﻟﻤﻌ ﺎرف اﻟﻜﺒ ﺮى" .اﻟ ﻮرق أﺻ ﻔﺮ اﻟﻠ ﻮن. اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﺤﺮف اﻟﻨﺴ ﺦ ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﺘﻄﻴﻼت وﺳ ﻂ اﻟﺼ ﻔﺤﺎت وﺣﻮﻟﻬ ﺎ ﻣ ﻦ آﺎﻓ ﺔ اﻟﺠﻬ ﺎت.اﻟﺤ ﺮوف ﺻ ﻌﺒﺔ اﻟﻘﺮاءة .هﻨﺎك دواﺋﺮ وﻣﺮﺑﻌﺎت ﻣﻘﺴﻤﺔ إﻟﻰ ﺧﺎﻧﺎت ﺗﻀﻢ أرﻗﺎﻣًﺎ وﺣﺮوﻓًﺎ .أﻓﺘﺢ اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗﺘ ﺪﻟﻰ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻘﺼﺎﺻ ﺎت .ﻓﺎﺋ ﺪة ﻟﻠﺼ ﻠﺢ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺮﺟ ﻞ وزوﺟﺘ ﻪ .ﻓﺎﺋ ﺪة ﻟﺘﻜﺜﻴ ﺮ اﻟﻤ ﺎل .ﻓﺎﺋ ﺪة ﻹذه ﺎب اﻟﻨﺴ ﻴﺎن. ﻓﺎﺋﺪة ﻟﻄﻮل اﻟﻌﻤﺮ.ﻓﺎﺋﺪة ﻹﺧﺮاج اﻟﺤﺸﺮات ﻣﻦ اﻟﺒﻴﻮت.ﻓﺎﺋﺪة ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ اﻟﻔﻬﻢ واﻟﺤﻔﻆ.ﻟﺮد اﻟﺒﺼﺮ .ﻟﻤﻨ ﻊ اﻟ ﻨﻔﺲ ﻋ ﻦ اﻟﺸ ﻬﻮات.ﻟﺠﻠ ﺐ اﻟ ﺮزق ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ ﺗﻌ ﺐ .ﻟﻼﺧﺘﻔ ﺎء ﻋ ﻦ أﻋ ﻴﻦ اﻟﻨ ﺎس .ﻟﻘﻀ ﺎء اﻟﺤ ﻮاﺋﺞ واﻟﺪﺧﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﺎم .ﻟﻠﺒﻠﻴﺪ وإﻋﺎﻧﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻬﻢ واﻟﺤﻔﻆ. أﻏﻠﻖ اﻟﻜﺘﺎب وأﻋﻴﺪﻩ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺪوﻻب هﻮ واﻟﻤﺠﻠﺔ .أﺳﺘﺨﺮج اﻟﻬ ﻮن اﻟﻨﺤﺎﺳ ﻲ اﻟﺼ ﻐﻴﺮ ﻣ ﻦ أﺳ ﻔﻞ ﻼ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺮ وﻧﺼﻒ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎت آﻴﺲ ﺣﻤﺺ .أﺗﺮﺑﻊ ﻋﻠ ﻰ ﺣﺎﻓ ﺔ اﻟﺴ ﺠﺎدة ﻗ ﺮب اﻟﻔﺮاش .أﺻﺐ ﺑﻪ ﻗﻠﻴ ً اﻟﺒﺎب .أﺿﻊ اﻟﻬﻮن أﻣﺎﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻼط .أدق اﻟﺨﻠﻴﻂ ﺑﻴﺪ اﻟﻬﻮن .أﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﺪق ﺣﺘ ﻰ ﻳﺘﺤ ﻮل اﻟﺨﻠ ﻴﻂ إﻟﻰ ﻣﺴ ﺤﻮق أﺻ ﻔﺮ ﻧ ﺎﻋﻢ .أزﻳ ﻞ آﺘﻠ ﺔ ﻣﻨ ﻪ اﻟﺘﺼ ﻘﺖ ﺑﻴ ﺪ اﻟﻬ ﻮن .أﺗ ﺬآﺮ أن اﻟﻤﻼﻋ ﻖ آﻠﻬ ﺎ ﺑﺎﻟﺼ ﺎﻟﺔ. أﺗﻄﻠﻊ إﻟﻰ اﻟﺒﺎب اﻟﻤﻐﻠﻖ .أﺣﻤﻞ اﻟﻬﻮن ﻓﻲ ﻳﺪي وﺁآﻞ ﻣﻨﻪ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻲ. أﻗﻒ ﺧﻠﻒ ﺑﺎب اﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ.ﺣﺒﺔ اﻟﺤﻠﺒﺔ اﻟﻤﺰروﻋﺔ داﺧﻞ ﻗﻄﻨﺔ ﻓﻲ آﻮب .ﻧﺒﺖ ﻟﻬﺎ ﺳ ﺎق ﺧﻀ ﺮاء دﻗﻴﻘ ﺔ. اﻟﻬ ﻮاء ﻳﻬﺰه ﺎ .اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠ ﺔ ﻣﻀ ﺎءة .اﻟﺸ ﻴﺶ ﻣﻔﺘ ﻮح ﻟﻜ ﻦ اﻟﺰﺟ ﺎج ﻣﻐﻠ ﻖ .ﺗﺘﻄﻠ ﻊ إﻟ ﻰ إﺣ ﺪى اﻷﺧﺘ ﻴﻦ ﻣ ﻦ ﺧﻠﻔ ﻪ .ﺗﺨ ﺮج "أم ﺻ ﻔﻮت" ﻣ ﻦ ﺑ ﺎب اﻟﻤﻨ ﺰل .ﺑﻴﻀ ﺎء ﻃﻮﻳﻠ ﺔ .ﻋﺎرﻳ ﺔ اﻟ ﺮأس .ﺷ ﻌﺮهﺎ اﻟﻨﺎﻋﻢ ﻗﺼﻴﺮ .ﺣ ﻮل رﻗﺒﺘﻬ ﺎ آﻮﻓﻴ ﺔ ﻣﻠﻮﻧ ﺔ .وﺟﻬﻬ ﺎ ﻣﻐﻄ ﻲ ﺑﺎﻟﻤﺴ ﺎﺣﻴﻖ .ﻳﻠﺤ ﻖ ﺑﻬ ﺎ اﺑﻨﻬ ﺎ .ﻓ ﻲ ﺳ ﻨﻲ. ﻳﺮﺗﺪي ﺑﺰة ﻣﻜﻮﻳﺔ .ﻳﺴﻴﺮ ﻣﻨﻜﺲ اﻟﺮأس .ﺗﺼﺮخ ﻓﻴﻪ. أﻧﻜﻤ ﺶ ﻣ ﻦ اﻟﺒ ﺮد .أﺿ ﻊ اﻟﻬ ﻮن ﻓ ﻮق اﻟﻤﺎﺋ ﺪة .أﺗﻨ ﺎول ﺛﻤ ﺮة ﻳﻮﺳ ﻔﻨﺪي .أﻗﺸ ﺮهﺎ وأﻟﻘ ﻲ ﺑﺎﻟﻘﺸ ﺮ واﻟﺒﺬرأﺳ ﻔﻞ اﻟﺴ ﺮﻳﺮ .أﻧﺤﻨ ﻲ وأﺟ ﺬب اﻟﺤﻘﻴﺒ ﺔ اﻟﻜﺒﻴ ﺮة اﻟﻤﻨﺒﻌﺠ ﺔ اﻟﺠﺎﻧ ﺐ .أرﻓ ﻊ اﻟﻐﻄ ﺎء .ﺳ ﻄﺤﻪ اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻣﻐﻄﻰ ﺑﻮرق أزرق اﻟﻠﻮن .آﺘﺐ ﻣﻤﺰﻗﺔ اﻟﺼﻔﺤﺎت .ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﺷﺨﺒﻄﺔ ﺑ ﺎﻟﻘﻠﻢ اﻟﺮﺻ ﺎص. آﺘ ﺎب ذو ﻏ ﻼف ﻣﻠ ﻮن ﻣﺮﻋ ﺐ ﻋﻨﻮاﻧ ﻪ "اﻟﻘﺼ ﺮ اﻟﻤﻬﺠ ﻮر" .ﺣ ﺰام ﻋﺴ ﻜﺮي رﻓﻴ ﻊ ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﻮف اﻟﺰﻳﺘﻮﻧﻲ اﻟﻠﻮن ذو ﻃﺮف ﻧﺤﺎﺳﻲ ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ رﺑﻂ اﻟﺤﻘﻴﺒﺔ ﻋﻨ ﺪ اﻟﻌ ﺰال .دﻓﺘ ﺮ ﺷ ﻴﻜﺎت ﻗ ﺪﻳﻢ .آﻤﺎﻣ ﺔ وﻗﺎﻳﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻐ ﺎز .ﻗﻄ ﻊ ﺻ ﻐﻴﺮة ﻣ ﻦ أﻗ ﻼم رﺻ ﺎص.ﻋﻠ ﺐ ﺛﻘ ﺎب ﻓﺎرﻏ ﺔ .ﻣﻄﻔ ﺄة ﺳ ﺠﺎﺋﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺨ ﺰف. اﻟﺘﻤﺎﺛﻴ ﻞ اﻟﺼ ﻐﻴﺮة ﺧﻠ ﻒ اﻟﺒ ﺎب اﻟﺰﺟ ﺎﺟﻲ ﻟﺨﺰاﻧ ﺔ ﻣﻐﻠﻘ ﺔ داﺋﻤ ﺎ..ﺻ ﻴﻨﻴﺔ ﻣﺴ ﺘﺪﻳﺮة ﺑﻘ ﺎع ﻣ ﻦ اﻟﺨ ﺰف اﻟﻤﻠ ﻮن ﺑﺮﺳ ﻮم ﻳﺎﺑﺎﻧﻴ ﺔ .أﺧ ﺮى ﻣﺴ ﺘﻄﻴﻠﺔ ذات ﺳ ﻴﺎج ﻣﻌ ﺪﻧﻲ ﻣﺨ ﺮّم .أﺿ ﻌﻬﺎ أﻣ ﺎﻣﻲ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺴ ﺠﺎدة وأدﻓﻌﻬ ﺎ وأﻧ ﺎ أﻧﻔ ﺦ ﻣ ﺮة آﺎﻟﻘﻄ ﺎر وﻣ ﺮة آﺎﻟﺴ ﻴﺎرة..أﺻ ﻒ ﻣﻘﺎﻋ ﺪ اﻟﺴ ﻔﺮة ﻓ ﻲ ﻃ ﺎﺑﻮر .أﻋﻠ ﻖ ﺷ ﻨﻄﺔ
24
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
اﻟﻜﻤﺴﺎري ﻓﻲ آﺘﻔﻲ .دﻓﺘﺮ اﻟﺘﺬاآﺮ ﻓﻲ ﻳﺪي .ﺻﻨﻌﻬﺎ أﺑﻲ ﻣﻦ أوراق ﻣﻠﻮﻧ ﺔ وﺛﺒﺘﻬ ﺎ ﺑﻘﻄﻌ ﺔ دوﺑ ﺎر ﻓ ﻲ ﻟﻮح ﻣﻦ اﻟﻜﺎرﺗﻮن. أﻋﻴﺪ اﻟﻐﻄﺎء إﻟﻰ ﻣﻜﺎﻧﻪ .أﺳﺘﺨﺮج اﻟﻤﺮاآﺐ اﻟﻤﺼ ﻨﻮﻋﺔ ﻣ ﻦ اﻟ ﻮرق .ﻳﺼ ﻨﻌﻬﺎ أﺑ ﻲ ﺑﺒﺮاﻋ ﺔ وﺳ ﻬﻮﻟﺔ. أﺣﻤﻠﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻔﺮاش وأرﺻ ﻬﺎ .اﻟﻘ ﻮارب اﻟﺼ ﻐﻴﺮة أو ًﻻ ﺛ ﻢ اﻟﺒ ﻮارج اﻷآﺒ ﺮ .أﻗﺴ ﻤﻬﺎ إﻟ ﻰ ﻣﺠﻤ ﻮﻋﺘﻴﻦ ﻣﺘ ﻮاﺟﻬﺘﻴﻦ .ﻟﻜ ﻞ ﻣﻨﻬﻤ ﺎ ﺳ ﻔﻴﻨﺔ ﻗﻴ ﺎدة ﻳﻤﻴﺰه ﺎ ﻋ ﻮد آﺒﺮﻳ ﺖ ﻓ ﻲ ﻣﻘ ﺪﻣﺘﻬﺎ .ﺗ ﺪور اﻟﻤﻌ ﺎرك ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﻤﺠﻤ ﻮﻋﺘﻴﻦ وﺗﺼ ﺎب ﻋ ﺪة ﻣﺮاآ ﺐ ﻓﺘﻘ ﻊ ﻋﻠ ﻰ ﺟﻮاﻧﺒﻬ ﺎ .أﻣ ﻞ ﺑﻌ ﺪ ﻗﻠﻴ ﻞ. ﻓﻮق اﻟﻤﺎﺋﺪة ﻟﻔﺎﻓﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺒﻦ اﻟﺮوﻣﻲ وأﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺒﺴﻄﺮﻣﺔ.أﺗﻨﺎول ﻧﺼﻒ رﻏﻴﻒ ﻣﻦ ﻓﻮق اﻟﻤﺎﺋ ﺪة. وأﺿﻊ ﻓﻴﻪ ﺷﺮﻳﺤﺔ ﺑﺴﻄﺮﻣﺔ .ﻳﺘﻨﺎهﻰ إﻟ ﻰ ﺻ ﻮت اﻷوﻻد ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺎرة .أه ﺮع إﻟ ﻰ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ .أوﻻد ﻓ ﻲ ﺳﻨﻲ وأﺻﻐﺮﻳﻤﺴﻜﻮن ﺑﻤﻼﺑﺲ ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻟﺒﻌﺾ ﻋﻠﻲ هﻴﺌﺔ ﻗﻄﺎر وﻳﻠﻔﻮن اﻟﺤﺎرة .ﺗﺘﺼ ﺎﻋﺪ أﺻ ﻮاﺗﻬﻢ: ﻳ ﺎواﺑﻮر ﻳ ﺎ ﻣﻮﻟ ﻊ ﺣ ﻂ اﻟﻔﺤ ﻢ .ﻳﻜﻮّﻧ ﻮن ﺣﻠﻘ ﺔ وﻳ ﺪور أﺣ ﺪهﻢ ﻣ ﻦ ﺧﻠ ﻒ ﻇﻬ ﻮرهﻢ .ﻳﺼ ﻴﺢ :اﻟﺜﻌﻠ ﺐ. ﻳﺮدون ﻓﻲ ﺻﻮت واﺣﺪ :ﻓﺎت ﻓﺎت .ـ و دﻳﻠﻪ؟ ـﺴﺒﻊ ﻟﻔﺎت .ـ واﻟﺪﺑﺔ؟ .ـ ﻮﻗﻌﺖ ﻓ ﻲ اﻟﺒﻴ ﺮ .ـ ﻮﺻﺎﺣﺒﻬﺎ؟. ـﻮاﺣﺪ ﺧﻨﺰﻳﺮ. ـ ﻣﺎﻓﺘﺶ ﻋﻠﻴﻜﻮ اﻟﺪﻳﺐ اﻟﺪﻳﺐ اﻟﺴﺤﻼوي؟. ـ ﻓﺎت ﻓﺎت .ﻳﻄﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﻓﺬة ﺑﻄﺎﻗﻴﺘﻪ اﻟﺒﻴﻀﺎء اﻟﻤﺮﺑﻌﺔ وﺳ ﻴﺠﺎرﺗﻪ اﻟﺴ ﻮداء .ﻋﺴ ﻜﺮ وﺣﺮاﻣﻴ ﺔ .أﻟﻌ ﺐ ﺑﺠﺮأة وﻻ أﺧﺸﻰ اﻷوﻻد. ﺻﻮت "رﺟﺎء ﻋﺒﺪﻩ" ﻣﻦ رادﻳﻮ" أم زآﻴﺔ".ﺗﺨﺘﻔﻲ اﻟﺸ ﻤﺲ .أﺷ ﻌﻞ اﻟﻤﺼ ﺒﺎح اﻟﻜﻬﺮﺑ ﺎﺋﻲ .اﻟﺒﻄﺎﻧﻴ ﺔ ﺑﺎردة .ﻳﻬﺰ اﻟﻬﻮاء ﺑﺎب اﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ .أﺗﻨﺎول آﺘﺎﺑًﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴ ﻴﺔ .ﻣ ﻦ آﺘ ﺐ "ﻧﺒﻴﻠ ﺔ" اﻟﻤﺪرﺳ ﻴﺔ .أﻗﻠ ﺐ ﺻﻔﺤﺎﺗﻪ .رﺳﻢ ﻟﺮﺟﻞ ﺗﺤﺖ اﻟﻤﻄﺮ .ﻳﺘﻐﻄﻰ ﺑﺤﺮﻣﻠ ﺔ واﺳ ﻌﺔ وﻳﺮﻓ ﻊ ﻣﻈﻠ ﺔ ﻓ ﻮق رأﺳ ﻪ .ﺷ ﺎرع ﺧ ﺎﻟﻲ. ﻗﺎرب .أرهﻒ اﻟﺴﻤﻊ. ﺻﻮت "رﺟﺎء ﻋﺒﺪﻩ" ﻣﻦ رادﻳﻮ" أم زآﻴﺔ".ﺗﺨﺘﻔﻲ اﻟﺸ ﻤﺲ .أﺷ ﻌﻞ اﻟﻤﺼ ﺒﺎح اﻟﻜﻬﺮﺑ ﺎﺋﻲ .اﻟﺒﻄﺎﻧﻴ ﺔ ﺑﺎردة .ﻳﻬﺰ اﻟﻬﻮاء ﺑﺎب اﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ .أﺗﻨﺎول آﺘﺎﺑًﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴ ﻴﺔ .ﻣ ﻦ آﺘ ﺐ "ﻧﺒﻴﻠ ﺔ" اﻟﻤﺪرﺳ ﻴﺔ .أﻗﻠ ﺐ ﺻﻔﺤﺎﺗﻪ .رﺳﻢ ﻟﺮﺟﻞ ﺗﺤﺖ اﻟﻤﻄﺮ .ﻳﺘﻐﻄﻰ ﺑﺤﺮﻣﻠ ﺔ واﺳ ﻌﺔ وﻳﺮﻓ ﻊ ﻣﻈﻠ ﺔ ﻓ ﻮق رأﺳ ﻪ .ﺷ ﺎرع ﺧ ﺎﻟﻲ. ﻗﺎرب .أرهﻒ اﻟﺴﻤﻊ. ﻳﺘﺮدد وﻗﻊ ﺧﻄﻮات ﻣﺘﻤﻬﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻢ .ﺗﺘﻮﻗﻒ اﻟﺨﻄ ﻮات أﻣ ﺎم ﺷ ﻘﺘﻨﺎ .ﺗﺘﻮاﺻ ﻞ ﺻ ﺎﻋﺪة إﻟ ﻰ أﻋﻠ ﻰ. ﺑﺎﺑ ﺎ ﺟ ﺎي إﻣﺘ ﻰ .ﺟ ﺎي اﻟﺴ ﺎﻋﺔ ﺳ ﺘﺔ .راآ ﺐ وﻻ ﻣﺎﺷ ﻲ.راآ ﺐ ﺑﺴ ﻜﻠﻴﺘﺔ .ﻳﻈﻬ ﺮ ﻋﻨ ﺪ ﺑ ﺎب اﻟﺸ ﻘﺔ ﻓ ﻲ ﻼ آﻴﺴًﺎ ﻣﻦ اﻟﻮرق ﻓﻲ ذراﻋﻪ اﻷﻳﺴ ﺮ .وﺟﻬ ﻪ اﻷﺳ ﻤﺮ ﻣﺘﻬﻠ ﻞ.ﻳﻨﺤﻨ ﻲ ﻣﻼﺑﺴﻪ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ وﻃﺮﺑﻮﺷﻪ ﺣﺎﻣ ً ﻓﻮﻗﻲ .ﻳﺤﺘﻮﻳﻨﻲ ﺑﻴﻦ ﺳﺎﻋﺪﻳﻪ .ﻳﻘﺒﻠﻨﻲ ﻓﻲ ﺧﺪي وﻳﺪﻓﻦ ﻓﻤﻪ ﻓ ﻲ ﻋﻨﻘ ﻲ .أزﻳ ﺢ وﺟﻬ ﻲ ﻷﺗﺠﻨ ﺐ ﺷ ﺎرﺑﻪ ﻼ :ﺣﻄﻪ ﻳﺎ ﺑﻄﻪ ﻳﺎ دﻗﻦ اﻟﻘﻄﺔ. اﻟﺬي ﻳﺸﻚ .أﻗﻮل ﻟﻪ :ﺑﺎﺑﺎ ﺳﻴﺐ .ﻳﺪاﻋﺐ ذﻗﻨﻲ ﺑﺈﺻﺒﻌﻪ ﻗﺎﺋ ً أﺧﻴ ﺮًا وﻗ ﻊ ﺧﻄﻮاﺗ ﻪ .ﻳﺼ ﻌﺪ ﻋﻠ ﻲ ﻣﻬ ﻞ وﺣ ﺬاؤﻩ ﻳﺤﺘ ﻚ ﺑ ﺎﻷرض .ﺻ ﻮت اﻟﻤﻔﺘ ﺎح ﻓ ﻲ ﻗﻔ ﻞ اﻟﺒ ﺎب اﻟﺨ ﺎرﺟﻲ .ﻳﻔ ﺘﺢ ﺑ ﺎب اﻟﻐﺮﻓ ﺔ .ﻳ ﺪﺧﻞ وﻳﺴ ﺘﺪﻳﺮ ﺧﻠﻔ ﻪ :أدﺧﻠ ﻲ ﻳ ﺎ أم "ﻣﺤﻤ ﺪ" .ﺗ ﺪﺧﻞ اﻣ ﺮأة ﻃﻮﻳﻠ ﺔ ﺷ ﺪﻳﺪة اﻟﻨﺤﺎﻓ ﺔ ﻓ ﻲ رداء رﻳﻔ ﻲ أﺳ ﻮد .ﺗﻐﻄ ﻲ رأﺳ ﻬﺎ ﺑﻄﺮﺣ ﺔ ﺳ ﻮداء. وﺟﻬﻬﺎ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺴﻤﺮة ﻣﻠﺊ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎﻋﻴﺪ .أﻧ ﻒ ﺑ ﺎرز .ﻋﻴﻨ ﺎن ﺿ ﻴﻘﺘﺎن .ﺗﺤﻤ ﻞ ﺑﻘﺠ ﺔ آﺒﻴ ﺮة ﺗﺤ ﺖ إﺑﻄﻬ ﺎ. ﺗﻘ ﻒ وﺳ ﻂ اﻟﺤﺠ ﺮة .ﻳ ﺪﻋﻮهﺎ ﻟﻠﺠﻠ ﻮس ﻓ ﻮق ﺣﺎﻓ ﺔ اﻟﻔ ﺮاش .ﺗﺠﻠ ﺲ ﻓﺘﺴ ﺘﻘﺮ ﻗ ﺪﻣﺎهﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض. ﺷﺮاب أﺳﻮد وﺣﺬاء أﺳﻮد ﻗ ﺪﻳﻢ ﺑﻜﻌ ﺐ ﺻ ﻐﻴﺮ .ﺗﻀ ﻊ اﻟﺒﻘﺠ ﺔ ﺑﺠﻮاره ﺎ ﻓ ﻮق اﻟﻔ ﺮاش .ﺗﺘﺠﻨ ﺐ اﻟﻨﻈ ﺮ إﻟﻰ أي ﻣﻨﺎ.
25
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
ﻳﺨﻠ ﻊ أﺑ ﻲ ﻣﻌﻄﻔ ﻪ وﻳﻌﻠﻘ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺸ ﺠﺐ .ﻳﻘ ﻮل ﻟﻬ ﺎ :ﺗﻌ ﺎﻟﻲ أورﻳ ﻚ اﻟﺸ ﻘﺔ وﺗﻐ ّﻴ ﺮي ه ﺪوﻣﻚ .ﺗﺤﻤ ﻞ ﺑﻘﺠﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻳﺪهﺎ وﺗﺘﺒﻌﻪ إﻟﻰ اﻟﺼﺎﻟﺔ. ـ اﻟﻜﻨﻴﻒ هﻨﺎك .ﺑﺎﺑﻪ ﻣﻴﺘﻘﻔﻠﺶ .اﻟﺤﻤﺎم ﻣﺘﻤﺴﻤﺮ .ﻏﻴﺮّي ﻓﻲ أوﺿﺔ اﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ. ﻳﺘﺮآﻬﺎ و ﻳﻌﻮد .ﻳﺨﻠﻊ ﺳﺘﺮﺗﻪ .ﻳﺮﺗﺪي اﻟﺮوب ﻓﻮق اﻟﺼﺪرﻳﺔ واﻟﺒﻨﻄﻠﻮن .ﻳﻨﺤﻨﻲ أﻣﺎم اﻟﻔﺮاش. ﺳﺘﺨﺮج آﻴﺲ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ وﺑﺮﻃﻤﺎن اﻟﺴﻜﺮ. ـ ﺗﺎآ ﻞ ﺷ ﻌﺮﻳﺔ ﺑ ﺎﻟﻠﺒﻦ؟ ﻻ أرد .ﻳﻐ ﺎدر اﻟﻐﺮﻓ ﺔ وأﺳ ﻤﻊ ﺻ ﻮت ﻣﻜ ﺒﺲ اﻟﻤﻮﻗ ﺪ ﺛ ﻢ أزﻳ ﺰ اﻟﻨ ﺎر .ﻃﺸ ﻴﺶ ﻄ ْﻊ .ﺗﺪﺧﻞ "أم ﻣﺤﻤﺪ" ﻓﻲ ﺛﻮب أﺳ ﻮد ﻃﻮﻳ ﻞ .ﺟ ﻮرب اﻟﺴﻤﻦ .ﻳﻌﻮد ﺑﻌﺪ ﺑﺮهﺔ ﺑﻮﺟﻪ ﻣﺘﺠﻬﻢ :اﻟﻠﺒﻦ َﻗ َ أﺳﻮد ﺳﻤﻴﻚ ﻓﻲ ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ.ﺑﻘﺠﺘﻬﺎ ﺗﺤﺖ إﺑﻄﻬﺎ .ﺗﻀﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺮﻳﺮ .ﺗﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺘﻪ .ﺗﺴ ﺘﺨﺮج ﻣ ﻦ ﺑﻘﺠﺘﻬﺎ ﻋﻠﺒﺔ ﺳﺠﺎﻳﺮﻓﻲ ﺣﺠﻢ اﻟﻜﻒ.ﺗﻠﺘﻘﻂ ﻣﻨﻬﺎ ﺳ ﻴﺠﺎرة ﻣﺒﻄﻄ ﺔ .ﻳﻘﻄ ﺐ أﺑ ﻲ ﺟﺒﻴﻨ ﻪ .ﻳﻘ ﺪم ﻟﻬ ﺎ ﻋﻠﺒ ﺔ آﺒﺮﻳﺖ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ .ﺗﺸﻌﻞ ﺳﻴﺠﺎرة.ﻳﺤﻀﺮ أﺑﻲ ﺣﻠﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ .ﺗﻘﻮل أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴ ﺖ ﺟﺎﺋﻌ ﺔ .ﻧﺄآ ﻞ أﻧ ﺎ وه ﻮ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺴﻜﺮ دون ﻟﺒﻦ. ﻳﻘﺘ ﺮح ﻋﻠﻴﻬ ﺎ أن ﺗﺘﻤ ﺪد ﻋﻠ ﻰ اﻟﻔ ﺮاش إذا آﺎﻧ ﺖ ﻣﺘﻌﺒ ﺔ .ﻻ ﺗ ﺮد .ﻳﻘ ﻮل ﻟﻬ ﺎ:إﺣﻨ ﺎ ﻳ ﺎ أم "ﻣﺤﻤ ﺪ "ﻣﺘﺠ ﻮزﻳﻦ ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﻨﺔ اﷲ ورﺳ ﻮﻟﻪ .ﺗ ﻨﻬﺾ واﻗﻔ ﺔ .ﺗﺼ ﻌﺪ اﻟﺴ ﺮﻳﺮ .ﺗﺴ ﺘﻮﻟﻲ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻜ ﺎﻧﻲ ﺑﺠ ﻮار اﻟﺤ ﺎﺋﻂ .أﺳ ﺘﻠﻘﻲ ﺑﺠﻮاره ﺎ .ﺗ ﺄﺗﻴﻨﻲ راﺋﺤ ﺔ ﺗ ﺮاب أو ﻃ ﻴﻦ .ﺗﺼ ﻄﺪم ﺳ ﺎﻗﺎهﺎ ﺑﻘ ﺎﺋﻢ اﻟﺴ ﺮﻳﺮ .ﺗﺜﻨﻴﻬﻤ ﺎ. ﺗﺼﻄﺪم ﺑﻲ رآﺒﺘﻬ ﺎ اﻟﺼ ﻠﺒﺔ.أﺑﺘﻌ ﺪ ﻋﻨﻬ ﺎ ﻣﻘﺘﺮ ًﺑ ﺎ ﻣ ﻦ ﺣﺎﻓ ﺔ اﻟﺴ ﺮﻳﺮ .ﻳﻄﻔ ﺊ أﺑ ﻲ اﻟﻨ ﻮر وﻳﺴ ﺘﻠﻘﻲ إﻟ ﻰ ﺟﻮاري .أﻟﺘﺼﻖ ﺑﻪ ﻓﻴﺤﺘﻀﻨﻨﻲ. اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ٩ ﻳﻈﻬﺮ "ﻣﺎﺟﺪ" أﻓﻨﺪي ﻓﻲ ﻣ ﺪﺧﻞ اﻟ ﺪآﺎن .ﻳﺮﺗ ﺪي ﺑ ﺰة آﺎﻣﻠ ﺔ دون ﻣﻌﻄ ﻒ .اﻟﺒ ﺰة ﻣﻜﻮﻳ ﺔ ﺟﻴ ﺪًا .ﻳﻠﻤ ﻊ وﺟﻬﻪ ﻓﻲ ﺿﻮء اﻟﻤﺼﺒﺎح اﻟﻜﻬﺮﺑ ﺎﺋﻲ .ﺟﺒﻬﺘ ﻪ ﻏ ﺎﺋﺮة ﻳﻌﻠﻮه ﺎ ﺷ ﻌﺮ أﺳ ﻮد ﻣﺼ ﻔﻒ ﻓ ﻲ ﻋﻨﺎﻳ ﺔ .أذﻧ ﺎﻩ ﺑﺎرزﺗﺎن .ﻳﺮﺣﺐ ﺑﻪ اﻟﺠﻤﻴﻊ .ﻳﺼﻴﺢ "ﻋﺒ ﺪاﻟﻌﻠﻴﻢ" :أه ﻼ ﺑ ﺎﻟﻌﺮﻳﺲ .ﻳﺒﺘﺴ ﻢ اﻟﻌ ﺮﻳﺲ ﻓ ﻲ زه ﻮ .ﻳﺴ ﺄﻟﻪ أﺑﻲ :اﺗﺠﻮزت ﺟﻨﻴﺔ ﺻﺤﻴﺢ؟ ﻳﺠﺬﺑﻨﻲ ﻣ ﻦ ﻳ ﺪي ﻷﺗ ﺮك اﻟﻜﺮﺳ ﻲ .أﻗ ﻒ ﺑ ﻴﻦ ﺳ ﺎﻗﻴﻪ وﻳﺠﻠ ﺲ "ﻣﺎﺟ ﺪ" أﻓﻨﺪي ﻣﻜﺎﻧﻲ. ﺗﺘﻌﻠ ﻖ ﺑ ﻪ أﻧﻈ ﺎر اﻟﺠﺎﻟﺴ ﻴﻦ :اﻟﺸ ﻴﺦ اﻟﻤﻌﻤ ﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺠﺒ ﺔ واﻟﻘﻔﻄ ﺎن و"رأﻓ ﺖ" أﻓﻨ ﺪي ﺑﺠﺮﻳ ﺪة "اﻟﻤﺼﺮي" اﻟﻤﻄﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ .ﻳﻮاﺻﻞ أﺑﻲ:وإزي اﻟﺤﺎل ؟ ﻳﻔﻜﺮ "ﻣﺎﺟﺪ" أﻓﻨﺪي ﻟﺤﻈﺔ ﺛﻢ ﻳﻘﻮل :زي أي ﺟ ﻮاز .ﻳﺼ ﻴﺢ "ﻋﺒ ﺪ اﻟﻌﻠ ﻴﻢ" :ﻣﻌﻘﻮل؟اﺣﻜﻴﻠﻨ ﺎ .ﺗﺸ ﺮب إﻳ ﻪ اﻷول .ـ ﺣﻠﺒ ﺔ ﺑ ﺎﻟﻠﺒﻦ .ﻳﻨ ﺎدي "ﻋﺒ ﺪ اﻟﻌﻠ ﻴﻢ" ﻋﻠ ﻰ "ﻋﺒ ﺎس "اﻟﻮاﻗ ﻒ ﻋﻨ ﺪ ﻋﺘﺒ ﺔ اﻟ ﺪآﺎن وﻳﻄﻠ ﺐ ﻣﻨ ﻪ إﺣﻀ ﺎر اﻟﺤﻠﺒ ﺔ. ﻳﻘﻮل "ﻣﺎﺟﺪ" أﻓﻨﺪي إﻧﻬﺎ هﻲ اﻟﺘﻲ ﻃﻠﺒﺖ اﻟﺰواج ﻣﻨﻪ واﺷﺘﺮﻃﺖ ﻋﻠﻴﻪ أﻻ ﻳﺘﺰوج ﻋﻠﻴﻬﺎ وأﻻ ﻳﺘﻨ ﺎول اﻟﺜ ﻮم أو اﻟﺒﺼ ﻞ ﻓ ﻲ ﻃﻌ ﺎم اﻟﻌﺸ ﺎء .ﻳﻌﻠ ﻖ أﺑ ﻲ :ﻣﻌﻬ ﺎ ﺣ ﻖ.ﻳﻮاﺻ ﻞ "ﻣﺎﺟ ﺪ" أﻓﻨ ﺪي إﻧ ﻪ ﻻ ﻳﻨﻜ ﺮ ﻣﺤﺎﺳﻨﻬﺎ .ﻓﻬﻲ ﺗﻤﺪﻩ ﺑﺎﻷﻣﻮال اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﺎﺟﻬﺎ وﻋﻨﺪ ﻋﻮدﺗﻪ ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج ﻳﺠﺪ اﻟﻄﻌ ﺎم ﺟ ﺎهﺰًا ﻣ ﻊ ﺟﻤﻴ ﻊ أﻧﻮاع اﻟﻔﺎآﻬﺔ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ أواﻧﻬﺎ آﻤﺎ ﻳﺠﺪ اﻟﺒﻴﺖ ﻧﻈﻴﻔﺎ واﻟﻤﻼﺑﺲ ﻣﻐﺴﻮﻟﺔ. ـ ﻃﻴﺐ واﻧﺖ زﻋﻼن ﻣﻦ إﻳﻪ؟ ﻳﻘﻮل إﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻓﻬﻲ ﺗﺤﻀﺮ ﻓﻮرًا ﺑﻤﺠﺮد اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ وﺗﻨﺼ ﺮف وﻗﺘﻤ ﺎ ﺗﺸ ﺎء. وهﻲ ﺗﻘﺮأ أﻓﻜﺎرﻩ أو ًﻻ ﺑﺄول ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﺄي أﺳﺮار. 26
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
ﺗ ﺄﺗﻲ اﻟﺤﻠﺒ ﺔ وﻳﺘﻨ ﺎول ﻣﻨﻬ ﺎ رﺷ ﻔﺔ .ﻳﻤﻴ ﻞ ﻋﻠﻴ ﻪ "ﻋﺒ ﺪ اﻟﻌﻠ ﻴﻢ" وﻳﻬﻤ ﺲ ﻓ ﻲ أذﻧ ﻪ .ﻳﻘ ﻮل "ﺟﻤﻌ ﺔ" ﻼ إﻧﻬ ﺎ ﺗﺒ ﺬل آ ﻞ ﺷ ﺊ ﻹﺳ ﻌﺎدﻩ وﻃ ﺮد اﻟﻤﻠ ﻞ ﻋ ﻦ ﻧﻔﺴ ﻪ. أﻓﻨﺪي :ﻓﻮق ﻣﺎ ﺗﺘﺼﻮر .ﻳﺨﺎﻃﺐ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻗﺎﺋ ً وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺗﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺷﻜﻞ اﻟﻤ ﺮأة اﻟﺘ ﻲ ﻳﺮﻏ ﺐ ﻓﻴﻬ ﺎ وﺗﺘﺸ ﻜﻞ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺎل ﻋﻠ ﻰ هﻴﺌﺘﻬ ﺎ .ﻣ ﺮة ﺧﻮﺟﺎﻳﺔ ﺑﺸﻌﺮ أﺻﻔﺮ وﻻﺑﺴﺔ ﻣﺎﻳﻮﻩ .وﻣﺮة راﻗﺼﺔ ﺷﺒﻪ "ﺗﺤﻴﺔ آﺎرﻳﻮآﺎ" .وﻣﺮة ﻓﻲ ﺟﻮﻧﻠ ﺔ ﻗﺼ ﻴﺮة آﺈﻧﻬﺎ ﺗﻠﻤﻴﺬة راﺟﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺪرﺳﺔ. ﻳﺮﻳﻦ اﻟﺼ ﻤﺖ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺠﻤﻴ ﻊ .ﺗ ﺪﺧﻞ اﻣ ﺮأة ﻓ ﻲ ﻣ ﻼءة ﺳ ﻮداء .ﺗﻌﻄﻴﻨ ﺎ ﻇﻬﺮه ﺎ وﺗﻄﻠ ﺐ ﻣ ﻦ "ﺳ ﻠﻴﻢ" ﺧﻤﺴ ﻴﻦ دره ﻢ ﺣ ﻼوة .ﺗﺘﺠ ﻪ إﻟﻴﻬ ﺎ أﻧﻈ ﺎر اﻟﺠﻤﻴ ﻊ .ﺗﻀ ﻢ اﻟﻤ ﻼءة ﺣ ﻮل ﺟﺴ ﺪهﺎ ﻓﻴﻨﻜﺸ ﻒ ﺟ ﺰء ﻣ ﻦ ﺳﺎﻗﻬﺎ .ﺗﺴﺘﻘﺮ ﻋﻴﻨﺎ أﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻃﻦ ﺳﺎﻗﻬﺎ اﻟﻤﻤﺘﻠﺊ .ﻳﺰﻳﺢ أﺑﻲ ﺳﺘﺮﺗﻪ وﻳﻀﻊ ﻳﺪﻩ ﻓﻲ ﺟﻴﺐ اﻟﺼ ﺪﻳﺮي ﻣﻜﺎن اﻟﺴﺎﻋﺔ .ﻳﺮﻓﻊ ﻳﺪﻩ اﻟﻴﺴﺮي إﻟﻰ ﻓﻤﻪ وﻳﻤﺮ ﺑﺈﺻﺒﻌﻪ ﻓﻮق ﺷ ﺎرﺑﻪ وه ﻮ ﻳﺘﺒ ﺎدل ﻧﻈ ﺮة ﺑﺎﺳ ﻤﺔ ﻣ ﻊ اﻟﺤﺎج "ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻠﻴﻢ". ﻳﻬﺐ "ﻣﺎﺟﺪ" أﻓﻨﺪي واﻗﻔًﺎ :ﻋ ﻦ إذﻧﻜ ﻢ ﻳ ﺎ ﺟﻤﺎﻋ ﺔ .أﺣﺴ ﻦ ﺑﺘﻨ ﺪهﻠﻲ .ﻳﻐ ﺎدر اﻟ ﺪآﺎن ﻣﻬ ﺮو ًﻻ .أﺳ ﺘﻌﻴﺪ ﻣﻘﻌﺪي .ﻳﻘﻮل اﻟﺸ ﻴﺦ اﻟﻤﻌﻤ ﻢ :اﻟﺒﻨ ﺎت ﻣ ﺶ ﻻﻗﻴ ﺔ ﺟ ﻮاز وه ﻮ ﻳ ﺮوح ﻳﺠ ﻮز ﺟﻨﻴ ﺔ؟ .ﻳﺒﺴ ﻂ "رأﻓ ﺖ" ﺟﺮﻧﺎل "اﻟﻤﺼﺮي" .ﻳﻘﻠ ﺐ ﺻ ﻔﺤﺎﺗﻪ ﺛ ﻢ ﻳﺘﻮﻗ ﻒ ﻋﻨ ﺪ إﺣ ﺪاهﺎ .ـ إﺳ ﻤﻌﻮا "درﻳ ﺔ ﺷ ﻔﻴﻖ"ﺑﺘﻘ ﻮل إﻳ ﻪ. ﺧﻄﺮ اﻟﻌﻨﻮﺳﺔ ﻳﻬﺪد ﺑﻨﺎت ﻣﺼﺮ ﻷن اﻟﺮﺟﺎل ﻣﻀﺮﺑﻮن ﻋﻦ اﻟﺰواج .ﻳﻘ ﻮل اﻟﺸ ﻴﺦ اﻟﻤﻌﻤ ﻢ :اﻟﺴ ﺖ دي زودﺗﻬ ﺎ ﻗ ﻮي .اﻟﻨﺴ ﻮان ﺑﻘ ﻮا ﻳﺰاﺣﻤ ﻮا اﻟﺮﺟﺎﻟ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻮﻇ ﺎﺋﻒ .وﺁﺧ ﺮ ﺑﺪﻋ ﺔ ﺗﻌﻴ ﻴﻦ ﺑﻨ ﺎت اﻟﻌ ﺎﺋﻼت ﻣﻀﻴﻔﺎت ﻓﻲ اﻟﻄﺎﺋﺮات. ﻳﻤﻴﻞ اﻟﺤﺎج "ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻠﻴﻢ" ﻋﻠﻰ أﺑﻲ وﻳﻬﻤﺲ ﺑﺸﺊ .ﻳﺠﻴﺐ أﺑﻲ :ﻣﺶ ﻧﺎﻓﻌﺔ .ﻃﻮل اﻟﻮﻗﺖ ﻗﺎﻋﺪة ﺟﻨ ﺐ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ وﻓ ﻲ إﻳ ﺪهﺎ ﺳ ﻴﺠﺎرة "آﻮﺗ ﺎرﻳﻠﻠﻲ" .ﻻ ﺗﻌ ﺮف ﺗﻄ ﺒﺦ وﻻ ﺗﻨﻀ ﻒ .ﺗﺠﻴ ﺐ آ ﻮز ﻣ ّﻴ ﻪ وﺗﺮﻣﻴ ﻪ ﻋﻠﻰ اﻷرض وﺧﻼص .ﻓﺎآﺮة إﻧﻬﺎ ﻗﺎﻋ ﺪة ﻓ ﻲ اﻟﺒﻠ ﺪ وﺑﺘ ﺮش اﻟﻤﻴ ﻪ ﻋﺸ ﺎن اﻟﺘ ﺮاب ﻳﻬ ﺪا .ﻳﻀ ﻴﻒ ﺑﻌ ﺪ ﻟﺤﻈﺔ :اﻟﻨﻬﺎردة زﻋﻘﺖ ﻓﻴﻬﺎ .ﻗﻌﺪت ﺗﺒ ﺮﻃﻢ ﻃ ﻮل اﻟﻴ ﻮم ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ ﻣ ﺎ أﻓﻬ ﻢ ﺑﺘﻘ ﻮل إﻳ ﻪ .ﻳﻘﺘ ﺮح "ﻋﺒ ﺪ ﺼ ﻔّﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺮﺻ ﻴﻒ اﻟﻌﻠ ﻴﻢ " اﻻﻧﺘﻘ ﺎل إﻟ ﻰ اﻟﺨ ﺎرج ﻷن اﻟﺠ ﻮ داﻓ ﺊ .ﻳﺤﻤ ﻞ "ﻋﺒ ﺎس" ﻣﻘﺎﻋ ﺪﻧﺎ وﻳ ٌ ﺑﺠ ﻮار اﻟﻤ ﺪﺧﻞ .أﻟﻤ ﺢ اﻟﻀ ﻮء اﻟﻤﻨﺒﻌ ﺚ ﻣ ﻦ ﻣﺤ ﻞ اﻟﺨﺮدواﺗ ﻲ .ﺁﺧ ﺬ ﻣ ﻦ أﺑ ﻲ ﺗﻌﺮﻳﻔ ﺔ وأذه ﺐ إﻟﻴ ﻪ. أﺷﺘﺮي ﻗﻄﻌﺔ روﺑﺴﻮس ﻣﺪورة ﻓﻲ وﺳﻄﻬﺎ ﺣﻤﺼﺔ زرﻗﺎء. ﻋﻨﺪ ﻋﻮدﺗﻲ أﺟﺪ اﻟﺪآﺘﻮر "ﻋﺰﻳﺰ" ﻳﺤﺘﻞ ﻣﻘﻌﺪي .ﻟ ﻪ آ ﺮش آﺒﻴ ﺮ ﻣﺘﻬ ﺪل ﻓ ﻮق ﺣﺎﻓ ﺔ ﺑﻨﻄﻠﻮﻧ ﻪ .أﻗ ﻒ ﺑﻴﻦ ﺳﺎﻗﻲ أﺑﻲ .ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ اﻟﺪآﺘﻮر ﻋﻦ اﻟﻤﺪرﺳﺔ .ﻳﺸﻜﻮ ﻟﻪ أﺑﻲ ﻣﻦ ﻋﺰوﻓﻲ ﻋﻦ اﻷآﻞ .ﻳﻨﺼ ﺢ اﻟ ﺪآﺘﻮر ﺑﺄن ﺁﺗﻨﺎول "أوﻓﺎﻟﺘﻴﻦ" وﻓﻴﺘﺎﻣﻴﻨ ﺎت .ﻳﻘ ﻮل ﻟ ﻪ أﺑ ﻲ :أﻧ ﺎ آﻤ ﺎن ﺗﻌﺒ ﺎن .ﺑﺘﺠﻴﻠ ﻲ دوﺧ ﺔ وﻣﺒﻘ ﺎش ﻗ ﺎدر ﻰ ﻓﻲ اﻟﻌﻴﺎدة أﻗﻴﺴﻠﻚ اﻟﻀﻐﻂ. أﻗﻮم ﻣﻦ اﻟﺴﺮﻳﺮ .ـ إﺑﻘﻲ ﻣﺮ ﻋﻠ ّ ﻳﺴﺄل أﺑﻲ اﻟﺤﺎج"ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻠﻴﻢ" ﻋ ﻦ وﻋ ﺪ أﺻ ﺤﺎب اﻟﻤﻨ ﺰل ﺑﻔ ﺘﺢ ﺑ ﺎب اﻟﺤﻤ ﺎم وﺗﺸ ﻐﻴﻠﻪ .ﻳﻘ ﻮل "ﻋﺒ ﺪ اﻟﻌﻠﻴﻢ" إﻧﻪ آﻠﻤﻬﻢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻓﺎﺋﺪة .ﻳﻀﻴﻒ :ﻣﺎ ﺗﺮوﺣﻮا اﻟﺤﻤﺎم اﻟﺒﻠﺪي ﻓﻲ "اﻟﺤﺴ ﻴﻨﻴﺔ"؟ ﻳﻬ ﺰ اﻟﺸ ﻴﺦ اﻟﻤﻌﻤ ﻢ رأﺳ ﻪ :اﻟﺸ ﺨﺺ اﻟﻤﺤﺘ ﺮم ﻣﻴ ﺮوﺣﺶ اﻟﺤﻤ ﺎم اﻟﺒﻠ ﺪي .إﻧﺘ ﻮ ﻋ ﺎرﻓﻴﻦ اﻟﻔﻀ ﺎﻳﺢ اﻟﻠ ﻲ ﺑﺘﺤﺼ ﻞ هﻨﺎك. ﻳﻨﻀﻢ إﻟﻴﻨﺎ ﻗﺴﻴﺲ ﺑﺪﻳﻦ ﻓﻲ رداء أﺳ ﻮد .رأﺳ ﻪ ﻣﻐﻄ ﻰ ﺑﻤ ﺎ ﻳﺸ ﺒﻪ اﻟﻄﺒ ﻖ اﻟﻤﻠﻔ ﻮف ﺑﻘﻤ ﺎش ﻣﺸ ﺪود. ﻳﺴﺄل "رأﻓﺖ" أﻓﻨﺪي :ﺣ ﺪ ﻗ ﺮا ﻗﺼ ﻴﺪة "اﻟﻌﻘ ﺎد "اﻟﺠﺪﻳ ﺪة؟ ﻳﺴﺘﻔﺴ ﺮ أﺑ ﻲ :ﻋ ﻦ إﻳ ﻪ؟ .ـ ﺑﻴﺘﻐ ﺰل ﻓ ﻲ ﺷ ﻔﺎﻳﻒ اﻟﻤﻤﺜﻠ ﺔ "آﺎﻣﻴﻠﻴ ﺎ" .ﺻ ﺎﺣﺒﺔ اﻟﻔ ﻢ اﻟ ﺪاﻓﻲء آﻤ ﺎ ﺗﺴ ﻤﻴﻬﺎ "أﺧﺒ ﺎر اﻟﻴ ﻮم" .ﻳﻘ ﻮل اﻟ ﺪآﺘﻮر "ﻋﺰﻳﺰ" إﻧﻬﺎ أﺻﺒﺤﺖ ﻋﺸﻴﻘﺔ ﻟﻠﻤﻠﻚ .ﻳﻘﻮل اﻟﺤﺎج "ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻠﻴﻢ" :ﻣﺴ ﻜﻴﻨﺔ اﻟﻤﻠﻜ ﺔ "ﻓﺮﻳ ﺪة" .ﻳﻘ ﻮل "رأﻓ ﺖ" إن ﺑ ﺎﺋﻊ ﺑﻄ ﻴﺦ ﻧ ﺎدى ﻋﻠ ﻰ ﺑﻀ ﺎﻋﺘﻪ ﺻ ﺎﺋﺤًﺎ :ﺑﻄ ﻴﺦ اﻟﻤﻠ ﻚ .واﺷ ﺘﺮي أﺣ ﺪ اﻟﻤ ﺎرة واﺣ ﺪة
27
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﻘﻬﺎ ﻟﻪ اﻟﺒﺎﺋﻊ ﺗﺒﻴﻦ إﻧﻬﺎ ﻗﺮﻋﺔ .هﻨﺎ ﺻ ﺎح اﻟﺒ ﺎﺋﻊ :ﺑﻄ ﻴﺦ اﻟﻤﻠ ﻚ "ﻓ ﺎروق".ﻳﻀ ﺤﻚ اﻟﺠﻤﻴ ﻊ ﻓﺄدرك إﻧﻬﺎ ﻧﻜﺘﺔ. أﻏﺎدر ﻣﻜﺎﻧﻲ وأﻟﻒ ﺑﺤﻴﺚ أﺻﺒﺢ ﺧﻠﻔﻪ .أﻃﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ .ﺻ ﻮرة ﺳ ﻴﺎرة ﺷ ﺮﻃﺔ ﻣﻜﺸ ﻮﻓﺔ وﺑﻬﺎ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎن ﻓﻲ ﺣﺮاﺳﺔ اﻟﺠﻨﻮد .اﻟﺴ ﻴﺎرة ﺗﺴ ﻴﺮ ﻓ ﻲ ﻣﻨﺘﺼ ﻒ اﻟﺸ ﺎرع .ﻋﺮﺑ ﺔ "ﺳ ﻮارس" ﻳﺠﺮهﺎ ﺣﻤﺎران اﻧﺘﺤﺖ ﺟﺎﻧﺒﺎ .ﻳﻘﻮل "رأﻓﺖ" أﻓﻨﺪي :ﻣﺤﺎآﻤﺔ "ﺣﺴ ﻴﻦ ﺗﻮﻓﻴ ﻖ" و"أﻧ ﻮر اﻟﺴ ﺎدات" ﻗﺮﺑﺖ ﺗﺨﻠﺺ .اﻟﺪور ﺑﻌﺪ آﺪﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻴﻦ. ﻳﻘﺮأ أﺣﺪ اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ :اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺗﺘﺴﻠﻢ ﺳﻜﺔ ﺣﺪﻳﺪ اﻟﻘﻨﻄﺮة ـ ﺣﻴﻔﺎ ﻣﻦ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰ .أﺑﺘﻌ ﺪ ﺑﺮأﺳﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻄﻮي اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ .أﻧﻈﺮ داﺧﻞ ﺟﻴﺐ ﺳﺘﺮﺗﻪ اﻟﻌﻠﻮي اﻟﺬي ﻳﺒﺮز ﻣﻨﻪ ﻣﻨﺪﻳﻞ أﺑﻴﺾ .هﻨ ﺎك ﻗﻠﻢ ﺣﺒﺮ ﻣﻦ ﻏﻴ ﺮ ﻏﻄ ﺎء وﺑﻘﻌ ﺔ ﺣﺒ ﺮ آﺒﻴ ﺮة ﻋﻠ ﻰ ﻗﺎﻋ ﺪة اﻟﻤﻨ ﺪﻳﻞ .ﻳﻘ ﻮل ﻓ ﻲ ﻟﻬﺠ ﺔ ﺳ ﺎﺧﻄﺔ :اﻟﻴﻬ ﻮد ﻧﺎوﻳﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺮب .واﺣﻨﺎ ﻓﻲ دﻧﻴﺎ ﺗﺎﻧﻴﺔ .اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺘﺸ ﺘﻲ وﺑﻌ ﺪﻳﻦ ﺗﺼ ﻴﻒ .واﻟﺰﻋﻤ ﺎء ﺑﻴﺘﻜﻠﻤ ﻮا ﻋ ﻦ ﺣﺎﺟ ﺔ اﺳ ﻤﻬﺎ "اﻟﻌﻤ ﻞ اﻹﻳﺠ ﺎﺑﻲ" .وﻻ ﺣ ﺪ ﻋ ﺎرف إﻳ ﻪ ه ﻮ دﻩ اﻟﻌﻤ ﻞ اﻹﻳﺠ ﺎﺑﻲ. ﻳﺘﻨﺤﻨﺢ اﻟﺤﺎج "ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻠﻴﻢ" .ﻳﻘﻮل إن اﻟﻨﺎس ﻓﻘﺪت ﺛﻘﺘﻬﺎ ﻓﻲ زﻋﻤﺎء اﻷﺣﺰاب واﻧﺼﺮﻓﺖ ﻋﻨﻬﻢ. ﻳﺴ ﺘﻌﺪ "رأﻓ ﺖ " أﻓﻨ ﺪي ﻟﻠ ﺪﻓﺎع ﻋ ﻦ ﺣ ﺰب "اﻟﻮﻓ ﺪ" وزﻋﻴﻤ ﻪ "ﻣﺼ ﻄﻔﻲ اﻟﻨﺤ ﺎس" .ﻳﺨﺎﻃﺒ ﻪ أﺑ ﻲ ﻼ إﻧ ﻪ آﺘ ﺐ ﺷ ﻜﻮى ﺑﺸ ﺄن اﺳ ﺘﺒﺪال اﻟﻤﻌ ﺎش أرﺳ ﻠﻬﺎ إﻟ ﻰ ﺟﺮﻳ ﺪة "اﻷه ﺮام " ﻟﻜﻨﻬ ﺎ ﻟ ﻢ ﺗﻨﺸ ﺮهﺎ. ﻗ ﺎﺋ ً ﻳﺸﺮح إﻧﻪ اﺳ ﺘﺒﺪل ﺟ ﺰءا ﻣ ﻦ ﻣﻌ ﺎش اﻟﺘﻘﺎﻋ ﺪ ﻣﻘﺎﺑ ﻞ أن ﺗﺨﺼ ﻢ اﻟﺤﻜﻮﻣ ﺔ ﻗﺴ ﻄًﺎ آ ﻞ ﺷ ﻬﺮ .ـ اﻟﻤﺒﻠ ﻎ ﺧﻠﺺ وهﻲ ﻟﺴﻪ ﺑﺘﺨﺼﻢ .دﻩ أﻓﻈﻊ ﻣﻦ اﻟﺮﺑﺎ .أﻧﺎ ﺑﻔﻜﺮ أرﻓﻊ ﻗﻀﻴﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣ ﺔ .ﻳﺴ ﺄﻟﻪ اﻟﻤﺤ ﺎﻣﻲ: ﻟﻤﺎ ﻃﻠﺒﺖ اﻹﺳﺘﺒﺪال آﻨﺖ ﻋﺎرف إﻧﻬ ﻢ ﺣﻴﻘﻌ ﺪوا ﻳﺨﺼ ﻤﻮا ﻋﻠ ﻲ ﻃ ﻮل؟ .ﻳﻘ ﻮل أﺑ ﻲ إﻧ ﻪ آ ﺎن ﻓ ﻲ أﺷ ﺪ اﻟﺤﺎﺟ ﺔ ﻟﻠﻨﻘ ﻮد .ﻳﻘ ﻮل اﻟﻤﺤ ﺎﻣﻲ ﺑﻠﻬﺠ ﺔ ﺣﺎﺳ ﻤﺔ :دا ﺗﻌﺎﻗ ﺪ ﺑﻴﻨ ﻚ وﺑ ﻴﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣ ﺔ .واﻧ ﺖ واﻓﻘ ﺖ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺸﺮط دﻩ .اﻟﻌﻘﺪ ﺷﺮﻳﻌﺔ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ .ﻳﻀﻊ ﺳﺎﻗﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺎق ﺛﻢ ﻳﻀﻴﻒ :ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤ ﻮم ﻧﻘ ﺪر ﻧﻄﻌ ﻦ ﻓﻴ ﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس إﻧﻪ ﻋﻘﺪ إذﻋﺎن. ﻳﺘﺤﻮل أﺑﻲ إﻟﻰ اﻟﻘﺴﻴﺲ :ﻗﻮل ﻳﺎ ﻣﻘﺪس .ﺣﻨﻔﺘﺢ اﻟﻤﻨﺪل إﻣﺘﻲ؟ ﻳﺠﻠﺴﻮن ﺣ ﻮل داﺋ ﺮة ﻣﺮﺳ ﻮﻣﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض اﻟﺤﺠﺮﻳ ﺔ .ﺑﻬ ﺎ ﻣﺜﻠﺜ ﺎت وﻣﺮﺑﻌ ﺎت وآﻠﻤ ﺎت ﻏﺮﻳﺒ ﺔ .ﻳﻘ ﺮأ اﻟﻘﺴ ﻴﺲ ﺑﺼ ﻮت ﻣﺮﺗﻔ ﻊ ﻣ ﻦ آﺘ ﺎب وﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﻜﺎل .ﻳﻮزع ﻋﻠﻴﻬﻢ أﺑﻲ أﻃﺒﺎق اﻷرز ﺑﺎﻟﻠﺒﻦ. ﻳﺒﺪي اﻟﺸ ﻴﺦ اﻟﻤﻌﻤ ﻢ اﻣﺘﻌﺎﺿ ﻪ .ﻳﺨﺎﻃﺒ ﻪ اﻟﺤ ﺎج ﻋﺒ ﺪ اﻟﻌﻠ ﻴﻢ" :اﷲ ﺳ ﺨﺮ اﻟﺠ ﺎن ﻟﺴ ﻴﺪﻧﺎ "ﺳ ﻠﻴﻤﺎن". إﺣﻨ ﺎ ﺣ ﻨﻜﻠﻢ اﻟﺠ ﻦ اﻟﻤﺴ ﻠﻢ اﻟﻤ ﺆﻣﻦ .وﻣ ﺶ ﻃ ﺎﻟﺒﻴﻦ ﺣﺎﺟ ﺔ وﺣﺸ ﺔ .ﺑ ﺲ ﻳﺮﻓ ﻊ ﻟﻨ ﺎ اﻟﻜﻨ ﺰ ﻣ ﻦ ﺑ ﺎﻃﻦ اﻷرض. ﻳﺘﺤﺪث أﺑﻲ ﻋﻦ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ ﻓﻲ اﺳﺘﺪﻋﺎء ﺧﺎدم اﺳﻢ "ﻟﻄﻴﻒ" .ﻇﻞ ﻳﻘﺮأ ﻋﺪﻳﺘﻪ آﻞ ﻟﻴﻠﺔ .وﻓﻲ ﻣ ﺮة ﺳ ﻤﻊ ﺧﺒﻄًﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﺎﻟﺔ ﻓ ﻮق اﻟﺒﻮﻓﻴ ﻪ .وﺟ ﺎءﻩ ﺻ ﻮت ﻏﺎﺿ ﺐ :ﻋ ﺎوز إﻳ ﻪ .وﻣ ﻦ اﻟﺮﻋ ﺐ ﻟ ﻢ ﻳ ﺮد .وﻟ ﻢ ﻳﻌ ﺪ اﻟﺨﺎدم ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ. ﻳﺴ ﺘﺄذن اﻟ ﺪآﺘﻮر "ﻋﺰﻳ ﺰ" ﻣﻨﺼ ﺮﻓًﺎ .ﻳﺴ ﺄﻟﻪ اﻟﺤ ﺎج "ﻋﺒ ﺪ اﻟﻌﻠ ﻴﻢ " :ﻧ ﺎوي ﺗﺴ ﻤﻊ "أم آﻠﺜ ﻮم"؟ ﻳﺴﺘﻔﺴﺮ أﺑﻲ ﻋﻦ اﻷﻏﻨﻴ ﺔ اﻟﺠﺪﻳ ﺪة .ﻳﻘ ﻮل اﻟﺤ ﺎج" :ﻏﻠﺒ ﺖ أﺻ ﺎﻟﺢ ﻓ ﻲ روﺣ ﻲ" .ﻳﻘ ﻮل اﻟ ﺪآﺘﻮر إﻧ ﻪ ﺳﻴﺴﻤﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ. ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ﻋﻦ اﻟﺤﺎج "ﻣﺸﻌﻞ" .ﻳﻘﻮل "ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻠﻴﻢ" إﻧ ﻪ ﻳﻌ ﺪ أوراق اﻟﺒﻨﻜﻨ ﻮت ﻣ ﻦ ﻓﺌ ﺔ اﻟﻤﻴ ﺖ ﺟﻨﻴ ﻪ آﻤﺎ ﻳﻌﺪ اﻟﻨﺎس ﻓﻜﺔ ﻣﻦ أوراق اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺼﻐﻴﺮة .ﻳﻀﻴﻒ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻤﻌﻤﻢ إﻧﻪ آﺎن ﺑﺎﺋﻊ "روﺑﺎﺑﻴﻜﻴ ﺎ" ﻗﺒ ﻞ اﻟﺤﺮب.
28
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
ﻳﻤﺮ ﺑﺎﺋﻊ ﻓﺎآﻬﺔ ﻣﺘﺠﻮل .ﻳﻨﺎدي ﻋﻠﻰ ﺑﺮﺗﻘﺎل "ﻳﺎﻓﺎوي" .ﻳﺸﺘﺮي أﺑﻲ أﻗﺘﻴﻦ .ﻳﻘﻮل ل"رأﻓﺖ" أﻓﻨ ﺪي: ﻀ ﺎ .ﺿ ﻮء ﻣﻴﻦ ﻋﺎرف ﺣﻨﺸﻮﻓﻪ ﺗﺎﻧﻲ إﻣﺘ ﻰ .ﻧﻘ ﻮم ﺑﻌ ﺪ ﻗﻠﻴ ﻞ .ﻣ ﺪﺧﻞ اﻟﻤﻨ ﺰل ﻣﻈﻠ ﻢ آﺎﻟﻌ ﺎدة .ﺷ ﻘﺘﻨﺎ أﻳ ً ﺧﻔﻴﻒ ﻓﻲ ﻣﺪﺧﻞ اﻟﻤﺨﺰن .ﻣﺜﻞ ﺷﻤﻌﺔ أو ﻣﺼﺒﺎح زﻳﺖ .ﻳﺪق أﺑﻲ اﻟﺒﺎب .ﻳﺨﺮج اﻟﻤﻔﺘﺎح وﻳﻔﺘﺤﻪ .ﺑ ﺎب ﻏﺮﻓﺘﻨ ﺎ ﻣﻔﺘ ﻮح .اﻟﻐﺮﻓ ﺔ ﻣﻈﻠﻤ ﺔ .ﻳﻨ ﺎدي :أم "ﻣﺤﻤ ﺪ".ﻻ ﺗ ﺮد .ﻳﻜ ﺮر اﻟﻨ ﺪاء .أﺗﻌﻠ ﻖ ﺑﻤﻼﺑﺴ ﻪ.ﻧ ﺪﺧﻞ اﻟﻐﺮﻓﺔ وﻳﺸﻌﻞ اﻟﻨﻮر .ﻳﻐﺎدرهﺎ وأﻧﺎ ﺧﻠﻔﻪ .ﻳﻄﻮف ﺑﺄﻧﺤﺎء اﻟﺸﻘﺔ ﻣﻨﺎدﻳًﺎ أم "ﻣﺤﻤﺪ" .ﻻ أﺛﺮ ﻟﻬﺎ .ﻧﻌ ﻮد إﻟﻰ اﻟﻐﺮﻓﺔ .ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺑﻘﺠﺘﻬﺎ ﻓﻼ ﻳﺠﺪهﺎ .ﻳﻘﻮل:اﻟﻮﻟﻴﺔ ﻃﻔﺸﺖ. ﻳﻔﺘﺶ اﻟﺪوﻻب .ﻳﺘﺄآﺪ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺮق ﺷﻴﺌﺎ .أﺟﻠ ﺲ إﻟ ﻰ اﻟﻤﻜﺘ ﺐ.أﻓ ﺘﺢ آ ﺮاس اﻹﻧﺸ ﺎء .زﻳ ﺎرة ﻟﺤﺪﻳﻘ ﺔ اﻟﺤﻴﻮان .آﻠﺐ اﻟﺒﺤﺮ "ﺣﺴﻦ" .اﻟﻘﺮدة "ﺷﻴﺘﺎ"" .ﺳﻴﺪ ﻗﺸﻄﺔ" .أﻣﻲ ﻓﻲ ﻣﻌﻄﻒ ﺧﻔﻴﻒ ﻓﻮق ﻓﺴﺘﺎن ﻣﺸﺠﺮ .ﻧﺴﻴﺮ ﻓﻮق ﻃﺮﻗﺎت ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻲ اﻟﻤﻠﻮن .ﻧﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﺸﺎي .ﺗﻘﻮم أﻣ ﻲ ﻓﺠ ﺄة ﻗﺎﺋﻠ ﺔ :ﻻ ﺑﺪ أن ﻧﺨﺮج ﻣﻦ هﻨﺎ .ﻧﺮﺟﻊ اﻟﻮﻗ ﺖ .ﻳﺤ ﺎول أﺑ ﻲ ﺗﻬ ﺪﺋﺘﻬﺎ .ﺗ ﺮدد :ﺣﺎﺟ ﺔ وﺣﺸ ﺔ ﺣﺘﺤﺼ ﻞ .ﻧﻌ ﻮد ﻣ ﻦ ﺣﻴﺚ ﺟﺌﻨﺎ. ١٠ أﻗﻮل ل"ﻣﺎهﺮ" أن ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻟﻲ ﻳﻤﻠﻚ ﺳﻴﺎرة .ﻳﺨﺘﻄﻒ "ﺟﻼل" ﻣﺴﺪﺳﻲ وﻳ ﺮﻓﺾ إﻋﺎدﺗ ﻪ ﻟ ﻲ .ﻳﺠ ﺬﺑﻨﻲ ﻣ ﻦ ﻳﺎﻗ ﺔ ﺳ ﺘﺮﺗﻲ ﻓﻴﻤ ﺰق ﻃﺮﻓﻬ ﺎ .أﺗﻮﻋ ﺪﻩ ﺑ ﺄن أﺑ ﻲ ﺳﻴﺸ ﻜﻮﻩ إﻟ ﻰ اﻟﻨ ﺎﻇﺮ .ﻳﻘ ﻮل :ﻃ ﻆ. ﻧﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ اﻟﻤﺪرج اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﻨﺸﺎهﺪ ﻓﻴﻠﻢ "ﻃﺮزان ﻓﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮرك" .أﺳﻴﺮ ﺑﺠﺎﻧ ﺐ "ﻟﻤﻌ ﻲ" .أﻃ ﻮل ﻣﻨ ﻲ. وﺟﻬ ﻪ ﻣﺘ ﻮرد وﻓ ﻮق ﺳ ﺎﻗﻴﻪ زﻏ ﺐ أﺻ ﻔﺮ .أدﻋ ﻮﻩ ﻷن ﻳﺠﻠ ﺲ ﺑﺠ ﻮاري .ﻳﻔﻀ ﻞ اﻟﺠﻠ ﻮس ﻓ ﻲ ﺻ ﻒ ﺁﺧﺮ .أﺧﻠﻊ ﻧﻈﺎرﺗﻲ وأﻣﺴﺢ ﻋﺪﺳﺘﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻨﺪﻳﻞ .أﺗﺎﺑﻊ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻣﺒﻬﻮرًا .ﻧﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﻔﺼﻞ .ﻧﺤﻤﻞ ﺣﻘﺎﺋﺒﻨ ﺎ وﻧﻨ ﺰل إﻟ ﻰ ﻗﺎﻋ ﺔ اﻟﺮﺳ ﻢ .اﻟﻤ ﺪرس ﻳﺮﺗ ﺪي ﺳ ﺘﺮة ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﺎﻣﻮاﻩ .ه ﺎدئ وﺻ ﻤﻮت .ﻳﺮﺳ ﻢ أي ﺷ ﺊ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ وﺳﺮﻋﺔ .ﻃﺎوﻻت اﻟﺮﺳﻢ ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺑﻊ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ أﺿ ﻼع .ﻳﻘﺘﺼ ﺮ اﻟﻀ ﻠﻊ اﻟﺮاﺑ ﻊ ﻋﻠ ﻰ ﻃﺎوﻟﺘﻪ أﺳﻔﻞ اﻟﺴﺒﻮرة. أﻟﻘﻲ ﺑﺤﻘﻴﺒﺘﻲ ﻓﻮق اﻷرض.أﺟﻠﺲ إﻟﻰ إﺣﺪى ااﻟﻄﺎوﻻت .أﺿﻊ اﻟﻜﺮاﺳﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﻄﺤﻬﺎ اﻟﻤﺎﺋ ﻞ .ﻳﻜﺘ ﺐ اﻟﻤﺪرس ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺒﻮرة" :ﺷﺎهﺪت ﻣﻮآﺐ اﻟﻤﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ أآﺘ ﻮﺑﺮ اﻟﻤﺎﺿ ﻲ" .ﻳﺠﻠ ﺲ إﻟ ﻰ ﻃﺎوﻟﺘ ﻪ. ﻳﻔﺘﺢ آﺮاﺳًﺎ ﻋﺮﻳﻀًﺎ ﻣﻦ اﻟﻮرق اﻟﺴﻤﻴﻚ .ﻳﻨﻬﻤﻚ ﻓﻲ اﻟﺮﺳﻢ. أﺧﺮج اﻟﻘﻠﻢ اﻟﺮﺻﺎص واﻟﺒﺮاﻳﺔ وأﻓﺘﺢ آﺮاﺳﺘﻲ .ﻧﻨﺤ ﺪر ﻓ ﻲ اﻟﻄﺮﻳ ﻖ ﺣﺘ ﻰ ﺑ ﺎﺋﻊ اﻟ ﻮرد ﺛ ﻢ ﻧ ﺪﻟﻒ إﻟ ﻰ اﻟﻤﻴﺪان .ﻧﻌﺒﺮﻩ وﻧﻘﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺻﻴﻒ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺤﺸ ﻮد ﻓ ﻲ اﻧﺘﻈ ﺎر ﻣﻮآ ﺐ اﻟﻤﺤﻤ ﻞ .وﻟ ﻮ آﻨ ﺎ ﻣﺤﻈ ﻮﻇﻴﻦ ﺳﻨﺮي اﻟﻤﻠﻚ ﻓﻲ ﺳﻴﺎرﺗﻪ اﻟﺤﻤﺮاء .أرﺳﻢ ﺟﻤﻼ .ﻳﺸﺒﻪ اﻟﺤﻤﺎر .أزﻳﻠ ﻪ ﺑﻤﻤﺤ ﺎﺗﻲ .ﻳﺘﺒﻘ ﻲ أﺛ ﺮﻩ واﺿ ﺤﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻔﺤﺔ .أﺗﻄﻠ ﻊ ﺑﺤ ًﺜ ﺎ ﻋ ﻦ "ﻣ ﺎهﺮ" ﻓ ﻼ أﺟ ﺪﻩ .اﻟﻤ ﺪرس ﻣﻨﻬﻤ ﻚ ﻓ ﻲ اﻟﺮﺳ ﻢ .ﻻ ﻳﺒ ﺪو ﻋﻠﻴ ﻪ إﻧ ﻪ ﻳﺸ ﻌﺮ ﺑﻮﺟﻮدﻧ ﺎ .ﻳﻘﺘ ﺮب ﻣﻨ ﻪ أﺣ ﺪ اﻟﺘﻼﻣﻴ ﺬ ﻃﺎﻟ ًﺒ ﺎ ﻣﺴ ﺎﻋﺪﺗﻪ .ﻳﺴ ﺘﺠﻴﺐ وﻳﻤ ﻸ ﻟ ﻪ اﻟﺼ ﻔﺤﺔ ﺑﺨﻄ ﻮط ﺳﺮﻳﻌﺔ .ﻳﻌﻮد اﻟﺘﻠﻤﻴﺬ إﻟﻲ ﻣﻘﻌﺪﻩ .ﻳﻀﻊ اﻟﻜﺮاﺳﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﺒﺘﻪ .ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ وﻳﺘﺠﻪ إﻟ ﻰ ﺑ ﺎب اﻟﻘﺎﻋ ﺔ .ﻳﺘﺴ ﻠﻞ ﺧﺎرﺟًﺎ. أﺿﻊ اﻟﺒﺮاﻳﺔ ﻓﻲ ﻃﺮف اﻟﻘﻠﻢ وأدﻳﺮهﺎ ﻋﺪة ﻣﺮات .ﻳﺒﺮز اﻟﺴﻦ ﺛﻢ ﻳﻨﻜﺴﺮ .أﺑﺮي اﻟﻘﻠﻢ ﻣﺮة ﺛﺎﻧﻴ ﺔ .ﻳﻠﺠ ﺄ ﺗﻠﻤﻴ ﺬ ﺁﺧ ﺮ إﻟ ﻰ اﻟﻤ ﺪرس .ﻳﺘﺒﻌ ﻪ واﺣ ﺪ ﺛﺎﻟ ﺚ .راﺑ ﻊ وﺧ ﺎﻣﺲ .ﻳﻐ ﺎدرون اﻟﻘﺎﻋ ﺔ ﺑﻌ ﺪ أن ﻳﺮﺳ ﻢ ﻟﻬ ﻢ. ﻳﺘﻀﺎءل ﻋﺪدﻧﺎ ﺑﺎﻟﺘﺪرﻳﺞ .أﺟﺪ ﻧﻔﺴﻲ وﺣﻴ ًﺪا .أﺣﻤﻞ آﺮاﺳﺘﻲ وأذهﺐ إﻟﻴﻪ .أﺿﻌﻬﺎ أﻣﺎﻣﻪ دون آﻠﻤﺔ .ﻻ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ أو ﻳﻜﻠﻤﻨﻲ .ﻳﺮﺳﻢ ﻟﻲ ﺟﻤ ً ﻼ ﺑﺎرآًﺎ ﺑﺠﺮة واﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﻘﻠﻢ .أﺧﺘﻠﺲ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ آﺮاﺳ ﺘﻪ .ﺑﻴ ﻮت رﻳﻔﻴﺔ ﻣﺘﻼﺻﻘﺔ .واﺟﻬﺎﺗﻬﺎ دﻗﻴﻘﺔ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ .أﻋﻮد إﻟﻰ ﻣﻘﻌ ﺪي .أﺿ ﻊ اﻟﻜﺮاﺳ ﺔ ﻓ ﻲ ﺣﻘﻴﺒﺘ ﻲ .أﺣﻤﻠﻬ ﺎ وأﺗﺠﻪ إﻟﻰ اﻟﺒﺎب .أﻟﺘﻔﺖ ﺧﻠﻔﻲ .ﻣﻨﻬﻤﻚ ﻓﻲ اﻟﺮﺳﻢ.
29
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
ﻧﺘﻔﺮق أﻣﺎم ﺑﺎب اﻟﻤﺪرﺳﺔ .اﻟﺴﻤﺎء ﻏﺎﺋﻤﺔ ﺗﻨﺬر ﺑﺎﻟﻤﻄﺮ .راﺋﺤ ﺔ ﺟﻤﻴﻠ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻬ ﻮاء .رﺻ ﻴﻒ اﻟﺤﺼ ﻰ اﻟﻤﻠﻮن .ﺟﺪار ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﻴﻬﻮد .إﻋﻼن ﻣﻠ ﻮن ﻋ ﻦ ﻓ ﻴﻠﻢ "اﻟﻌﻘ ﻞ ﻓ ﻲ أﺟ ﺎزة"".ﻣﺤﻤ ﺪ ﻓ ﻮزي""،ﻟﻴﻠ ﻲ ﻓﻮزي"" ،ﺑﺸﺎرة واآﻴﻢ"" ،ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم اﻟﻨﺎﺑﻠﺴﻲ" .ﻓﻴﻠﻢ "ﺑﻠﺒﻞ أﻓﻨﺪي" ﻓﻲ ﺳ ﻴﻨﻤﺎ " اﻟﻜﻮرﺳ ﺎل". "ﺻﺒﺎح" و"ﻓﺮﻳﺪ اﻷﻃﺮش" .أدور ﻣﻊ ﺟﺪاراﻟﻤﺪرﺳﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺎﺻﻴﺔ .اﻟﻨﻮاﻓﺬ اﻟﻄﻮﻳﻠ ﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣ ﺔ .أﻃ ﻞ ﺻﻔّﺖ ﺑﻐﻴﺮ ﻧﻈﺎم وﺗﻨﺎﺛﺮت ﻓﻮﻗﻬﺎ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺣﺒﺎت ﻗﻤﺢ .راﺋﺤ ﺔ ﻏﺮﻳﺒ ﺔ .ﺧﻄ ﻮات و أﺻ ﺒﺢ ﻓ ﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺋﺪ ُ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ اﻟﻘﺪﻳﻢ .ﺗﺘﺮاﺟﻊ اﻟﺴﺤﺐ وﺗﻈﻬﺮ ﺷﻤﺲ ﺑﺎهﺘﺔ .اﻟﺒﺎب اﻟﺤﺪﻳ ﺪي ﻣﻐﻠ ﻖ .اﻟﻨﻮاﻓ ﺬ ﻣﻐﻠﻘ ﺔ. ﺗ ﻨﻬﺾ أﻣ ﻲ وﺗﻨﺼ ﺮف إﻟ ﻰ رﺿ ﺎﻋﺔ أﺧﺘ ﻲ .ﻳﺮﺗ ﺪي أﺑ ﻲ رو ًﺑ ﺎ ﻓ ﻮق ﺟﻠﺒﺎﺑ ﻪ وﻳﺴ ﺘﺒﺪل اﻟﻄﺎﻗﻴ ﺔ ﺑ ﺎﻟﻄﺮﺑﻮش .ﻳﺼ ﺤﺒﻨﻲ ﻣﻌ ﻪ إﻟ ﻰ اﻟﻄﺮﻳ ﻖ .ﻧﺘﻤﺸ ﻰ ﻓ ﻲ اﻟﺸ ﺎرع اﻟﺴ ﺎآﻦ .ﻧﻠﺘﻘ ﻲ ﺑﺮاه ﺐ ﻓ ﻲ ﻣﻼﺑ ﺲ ﺑﻴﻀﺎء .وﺟﻬﻪ أﺑﻴﺾ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺤﻤﺮة.ﻳﻮﻣﺊ أﺑﻲ ﻟﻪ ﻣﺤﻴ ًﻴ ﺎ وﻳﺘﻤ ﺘﻢ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴ ﻴﺔ :آﻮﻣﻨﺘﺎﻟﻴ ﻪ ﻓ ﻮ؟ .ﻧﺼ ﻌﺪ ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع ﺣﺘﻰ ﻣﻨﺘﺼﻔﻪ ﺛﻢ ﻧﻌ ﻮد .أﻗﺘ ﺮب ﻣ ﻦ ﺳ ﻮر ﺣﺪﻳﻘ ﺔ ﻣﺪرﺳ ﺔ اﻟﺮاهﺒ ﺎت اﻟﻤﻜ ﻮن ﻣ ﻦ أﺷ ﺠﺎر آﺜﻴﻔﺔ.أﺗﻠﺼﺺ اﻟﻨﻈﺮ داﺧﻠﻬﺎ .ﻳﺘﻮﻗﻒ أﺑﻲ ﻓ ﻲ اﻧﺘﻈ ﺎري.أﻋ ﺮف أﻧ ﻪ ﻳﺮاﻗﺒﻨ ﻲ .أﺗﻈ ﺎهﺮ ﺑﺎﻻﻧﻬﻤ ﺎك ﻓ ﻲ اﻟﻔﺮﺟﺔ .ﻳﺒﺪأ ﺿﻮء اﻟﻐﺮوب ﻓﻲ اﻹﻧﺤﺴﺎر .ﻳﻨﺎدﻳﻨﻲ ﺑﺼﻮﺗﻪ اﻵﻣﺮ. أﻋﺒﺮ اﻟﻄﺮﻳﻖ .أﻗ ﻒ ﺗﺤ ﺖ إﺣ ﺪى اﻟﻨﺎﻓ ﺬﺗﻴﻦ .واﺣ ﺪة ﻟﻐﺮﻓ ﺔ اﻟﻨ ﻮم واﻷﺧ ﺮي ﻟﻤﺎﺋ ﺪة اﻟﻄﻌ ﺎم .ﺑﺠﻮاره ﺎ اﻟﺤﺎرة اﻟﺘﻲ ﺗﻄﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﺎﻓﺬة ﺣﺠﺮة اﻟﻀﻴﻮف وﻧﺎﻓﺬة اﻟﻤﻄ ﺒﺦ اﻟﻤﺴ ﻮرة ﺑﺎﻟﻘﻀ ﺒﺎن اﻟﺤﺪﻳﺪﻳ ﺔ .ﺗﻨﺘﻬ ﻲ اﻟﺤﺎرة ﺑﻤﺨﺰن ﻟﻘﺪور اﻟﻌﺴﻞ اﻷﺳﻮد .ﻟﻬﺬا ﺗﺘﺠﻤ ﻊ ﺑ ﻪ اﻟﺰﻧ ﺎﺑﻴﺮ ذات اﻷﺷ ﺮﻃﺔ اﻟﺼ ﻔﺮاء .أﺣ ﺪ اﻷوﻻد ﻳﻨﺠﺢ ﻓﻲ اﺻﻄﻴﺎد أﺣﺪهﺎ .ﻳﺮﺑﻂ زﺑﺎﻧﻪ ﺑﻔﺘﻠﺔ. ﺗﻘﺘﺮب ﺳﻴﺎرة ﻣﻼآﻲ ذات ﺳﻘﻒ ﻣﻘﻮس ﺻﺎﻋﺪة ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﺸﺎرع اﻟﻤ ﺆدي إﻟ ﻰ اﻟﻤﻴ ﺪان .ﺗ ﺪﻟﻒ ﻓ ﻲ اﻟﺸﺎرع اﻟﺠﺎﻧﺒﻲ اﻟﺬي ﻳﺆدي إﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺸﺶ .ﺗﻘﻒ أﻣﺎم اﻟﻔﻴﻼ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﻨﺰﻟﻨ ﺎ ﺑﻌ ﺪة ﺑﻴ ﻮت. ﻳﻨﺰل ﻣﻨﻬﺎ رﺟ ﻞ ﻣﻤﺘﻠ ﺊ ﻓ ﻲ ﻣﻼﺑ ﺲ رﻳﻔﻴ ﺔ أﺳ ﻔﻞ ﻋﺒﺎءةﺳ ﻮداء ﻓﻀﻔﺎﺿ ﺔ .اﻟﺮﺟ ﻞ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻓ ﻲ ﺟﺎآ ﺖ أﺑﻴﺾ وﺑﻨﻄﻠﻮن أزرق وﺣﺬاء أﺑﻴﺾ ﺑﺼﺤﺒﺔ اﻣﺮأة راﺋﻌﺔ اﻟﺠﻤﺎل ﻓﻲ ﻓﺴﺘﺎن أﺧﻀﺮ .ﺑﻘﻌﺔ ﻏﺎﺋﺮة ﻓﻲ ﺟﺒﻬﺘﻬﺎ ﺑﺠﻮار أذﻧﻬﺎ .ﻳﻘﻮل أﺑﻲ إﻧﻪ ﻣﻦ أﺛﺮ وﺷﻢ أﺧﻀﺮ .ﻳﺨﺮﺟﺎن ﻣ ﻦ ﺑ ﺎب اﻟﻔ ﻴﻼ .أﻗ ﻒ أﻧ ﺎ واﻷوﻻد ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺻﻴﻒ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ .ﻧﺨﺘﻠﺲ اﻟﻨﻈﺮ داﺧﻞ اﻟﻔﻴﻼ .ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺻﻐﻴﺮة داﺋﺮﻳﺔ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺒﺎﺗﺎت ﺻﺒﺎر. ﺗﺨﺘﻔﻲ اﻟﺸﻤﺲ .ﻳﻤﺮ ﺛﻼﺛﺔ رهﺒ ﺎن ﺳ ﻤﺎن ﻓ ﻲ أردﻳ ﺔ ﺑﻨﻴ ﺔ ﺳ ﺎﺑﻐﺔ .ﺣ ﻮل وﺳ ﻂ آ ﻞ ﻣ ﻨﻬﻢ ﺣﺒ ﻞ ﻃﻮﻳ ﻞ ﻳﺘﺪﻟﻰ ﻃﺮﻓﺎﻩ ﻣﻦ اﻷﻣﺎم .ﻋﺮﺑﺔ آﺎرو ﻣﺤﻤﻠﺔ ﺑﺒﻮﺑﻴﻨﺎت اﻟﻮرق.راهﺒﺘﺎن ﺳ ﻤﻴﻨﺘﺎن ﻓ ﻲ ﻣﻼﺑ ﺲ ﺑﻴﻀ ﺎء. ﻋﺮﺑﺔ ﺣﻨﻄﻮر .ﻧﺠﺮي ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺻﺎﺋﺤﻴﻦ ﺑﺎﻟﺴﺎﺋﻖ :أﺑﻮ ﻟﺒﻦ .ﻓﻴﺮﻓﻊ ﺳﻮﻃﻪ ﻓﻲ اﻟﻬ ﻮاء وﻳﺤ ﺎول اﺻ ﺎﺑﺘﻨﺎ وهﻮﻳﺴﺐ ﺁﺑﺎﺋﻨﺎ .ﻧﻠﻤﺢ ﺷﺎﺑﺎ وﻓﺘﺎة ﻳﺘﻤﺸ ﻴﺎن ﺗﺤ ﺖ اﻷﺷ ﺠﺎر .ﻧﺼ ﻴﺢ ﺑﻬﻤ ﺎ :ﺳ ﻴﺐ اﻟﻨﻌﺠ ﺔ ﻳ ﺎ ﺧ ﺮوف. أﻋﺮف أﻧﻲ ﺗﺄﺧﺮت وﺳﺄﺟﺪ أﺑﻲ ﻳﻨﺘﻈﺮﻧﻲ ﻏﺎﺿﺒﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ .ﺳﻴﻌﻨﻔﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺰق ﻳﺎﻗﺔ ﺳ ﺘﺮﺗﻲ .ﺛ ﻢ ﻧﺄآﻞ ﻃﺒﻴﺨﺎ ﺑﺎﻳﺘﺎ .وﻳﻨﺸﻐﻞ أﺑﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻄ ﺒﺦ .وأﺑﻘ ﻲ وﺣ ﺪي ﺧﻠ ﻒ اﻟﻤﻜﺘ ﺐ .وﻻ ﻳﻠﺒ ﺚ اﻟﻈ ﻼم أن ﻳﺤ ﻞ وﻻ أﺟﺪ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻜﺎﻓﻲ ﻻﻧﺠﺎز واﺟﺒﺎﺗﻲ .أﺳﺘﺄﻧﻒ اﻟﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﻏﻴ ﺮ ﺣﻤ ﺎس .أﺧ ﺮج إﻟ ﻰ اﻟﻤﻴ ﺪان .أﻋﺒ ﺮ. أﺗﻮﻗﻒ أﻣﺎم إﻋﻼن ﻋﻦ ﺣﻔﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻄﻠﺒﺔ ﻟﻔ ﻴﻠﻢ" :ﻓ ﺘﺢ ﻣﺼ ﺮ" ﺑﺴ ﻴﻨﻤﺎ "آﻮزﻣ ﻮ"" .اﻟﺼ ﻴﺖ وﻻ اﻟﻐﻨ ﻲ" ﻓ ﻲ ﺳ ﻴﻨﻤﺎ "ﻣﺎﺟﺴ ﺘﻴﻚ" ".ﻣﺤﻤ ﺪ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻤﻄﻠ ﺐ" و"ﻋﻠ ﻲ اﻟﻜﺴ ﺎر" و"ه ﺎﺟﺮ ﺣﻤ ﺪي" و"ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح اﻟﻘﺼﺮي" و"اﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻳﺎﺳﻴﻦ". أدﺧ ﻞ اﻟﺤ ﺎرة .أﻟﻤ ﺢ أﺑ ﻲ واﻗﻔ ﺎ أﻣ ﺎم ﺑ ﺎب اﻟﻤﻨ ﺰل اﻟﻤﻘﺎﺑ ﻞ ﻳﺘﺤ ﺪث ﻣ ﻊ اﻟﺒ ﻮاب .ﻳﺸ ﻴﺮ إﻟ ﻰ أن أدﺧ ﻞ ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ" .ﻋﺒﺎس" ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠ ﻰ درﺟ ﺎت اﻟﻤ ﺪﺧﻞ وﺑﺠ ﻮارﻩ زﺟﺎﺟ ﺔ اﻟﺴ ﺒﺮﺗﻮ اﻷﺣﻤ ﺮ اﻟﺘ ﻲ ﻻ ﺗﻔﺎرﻗ ﻪ. أﻋﺒﺮ ﺑﺠﻮارﻩ ﻓﻲ ﺣ ﺬرﻣﺘﺠﻨﺒًﺎ راﺋﺤﺘ ﻪ اﻟﻌﻔﻨ ﺔ .أﻟ ﺞ اﻟﻤﻨ ﺰل .ﺻ ﻮت اﻟﺮادﻳ ﻮ" :ﻋﺒ ﺪ اﻟﻮه ﺎب" ﻳﻐﻨ ﻲ: "اﻟﻘﻤﺢ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﻴﺪﻩ" .اﻟﺼﻮت ﻳﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ داﺧﻞ اﻟﺸﻘﺔ .اﻟﺒ ﺎب ﻣﻔﺘ ﻮح .ﻣﺼ ﺒﺎح اﻟﺼ ﺎﻟﺔ ﻣﻀ ﺎء. ﺣﺒﺎل اﻟﻐﺴﻴﻞ ﻣﻤﺘﺪة ﺑﻴﻦ ﺑﺎب ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻜﻮﻧﺴﺘﺎﺑﻞ وﺑﺎب ﻏﺮﻓﺔ اﻟﺼﺎﻟﻮن .اﻣ ﺮأة ﻗﺼ ﻴﺮة ﺑﻴﻀ ﺎء ﻋﺎرﻳ ﺔ اﻟ ﺬراﻋﻴﻦ ﺗﻨﺸ ﺮ اﻟﻤﻼﺑ ﺲ وه ﻲ ﺗﻐﻨ ﻲ ﻣ ﻊ اﻟﺮادﻳ ﻮ .اﻟﺼ ﺎﻟﺔ ﻧﻈﻴﻔ ﺔ .ﻣﻔ ﺮش اﻟﻤﺎﺋ ﺪة ﻣﻐﺴ ﻮل .ﺳ ﻄﺢ 30
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
اﻟﺒﻮﻓﻴﻪ ﻳﻠﻤﻊ .ﺑﺎب ﻏﺮﻓﺘﻨﺎ ﻣﻮارب .أدﺧﻞ وأﺿﻊ اﻟﺸﻨﻄﺔ ﻓﻮق اﻟﻤﻜﺘﺐ .أذهﺐ إﻟﻰ زﺟﺎج اﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ .ﻣ ﺎ زال أﺑﻲ ﻳﺘﺤﺪث ﻣﻊ اﻟﺒﻮاب .ﻳﺘﺮآﻪ وﻳﺘﺠﻪ إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ .أﺳ ﻤﻊ ﺻ ﻮت ﺧﻄﻮاﺗ ﻪ اﻟﻤﺘﻤﻬﻠ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺴ ﻠﻢ. ﻳﻐﻠﻖ ﺑﺎب اﻟﺸﻘﺔ ﺧﻠﻔﻪ .ﻳﺪﺧﻞ اﻟﻐﺮﻓﺔ .ﻳﻐﻠﻖ اﻟﺒﺎب .أﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ اﻟﻤﺮأة اﻟﺘ ﻲ ﺗﻨﺸ ﺮ اﻟﻐﺴ ﻴﻞ .ﻳﻘ ﻮل إﻧﻬ ﺎ زوﺟﺔ اﻟﻜﻮﻧﺴﺘﺎﺑﻞ. ﻳﻘﺘﺮب ﻣﻦ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ.ﻳﻘ ﻒ إﻟ ﻰ ﺟ ﻮاري .ﻳﺘﺄﻣ ﻞ اﻟﻤﻨ ﺰل اﻟﻤﻘﺎﺑ ﻞ .ﻳﺸ ﻌﻞ ﺳ ﻴﺠﺎرﺗﻪ .ﻳﺘﻤﺸ ﻰ ﺣﺘ ﻰ ﺑ ﺎب اﻟﻐﺮﻓ ﺔ .ﻳﻌ ﻮد إﻟ ﻰ ﺑ ﺎب اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ .ﻳﻈﻬ ﺮ اﻟﺒ ﻮاب ﺑﻌ ﺪ ﻗﻠﻴ ﻞ ﻓ ﻲ ﻣ ﺪﺧﻞ اﻟﻤﻨ ﺰل اﻟﻤﻘﺎﺑ ﻞ .ﻳﻌﺒ ﺮ اﻟﺤ ﺎرة ﻣﺘﺠﻬًﺎ إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻨ ﺎ .ﻳﻤﻀ ﻲ أﺑ ﻲ إﻟ ﻲ ﺑ ﺎب اﻟﻐﺮﻓ ﺔ.ﻳﻮارﺑ ﻪ .ﻳﻨﺘﻈ ﺮ ﺣﺘ ﻰ ﻳﺴ ﻤﻊ د ًﻗ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺑ ﺎب اﻟﺸ ﻘﺔ. ﺴﺎ ﻣﻊ ﻳﺨ ﺮج ﻟﻴﻔﺘﺤ ﻪ .أﺗﻘ ﺪم ﻣ ﻦ اﻟﺒ ﺎب اﻟﻤ ﻮارب .أﻣ ﺪ رأﺳ ﻲ ﻣﺤ ﺎذرًا أن ﻳﺮاﻧ ﻲ .أراﻩ ﻳﺘﺤ ﺪث هﻤ ً اﻟﺒﻮاب .ﻳﻌﻄﻴﻪ ﻧﻘﻮدًا وﻳﺘﺤ ﻮل ﻋﺎﺋ ﺪًا .أه ﺮع ﻣﺴ ﺮﻋًﺎ إﻟ ﻰ ﻣﻜﺘﺒ ﻲ .ﻳ ﺪﺧﻞ أﺑ ﻲ وﻳﻘ ﻮل إن ﺟﻴﺮاﻧﻨ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠ ﺔ ﻳﺮﻳ ﺪون رؤﻳﺘ ﻲ .أﻏ ﺎدر اﻟﺸ ﻘﺔ .أﻋﺒ ﺮ اﻟﺤ ﺎرة .ﻣ ﺪﺧﻞ اﻟﻤﻨ ﺰل اﻟﻤﻘﺎﺑ ﻞ ﻣﻈﻠ ﻢ. ﻳﺸﻴﺮاﻟﺒﻮاب إﻟﻰ ﺑﺎب اﻟﺸﻘﺔ اﻟﻤﻄﻠ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺴ ﻠﻢ.أﻃﺮﻗ ﻪ .ﺗﻔ ﺘﺢ ﻟ ﻲ "ﺣﻜﻤ ﺖ" .ﻃﻮﻳﻠﺔﻣﻤﺘﻠﺌ ﺔ ﺗﺮﺗ ﺪي رو ًﺑ ﺎ ورد ًﻳ ﺎ ﺧﻔﻴ ًﻔ ﺎ ﻓ ﻮق ﻗﻤ ﻴﺺ اﻟﻨ ﻮم .ﺷ ﻌﺮهﺎ ﻃﻮﻳ ﻞ .وﺟﻬﻬ ﺎ ﺑﺎﺳ ﻢ .ﺷ ﻔﺘﺎهﺎ ﻣﻠﻮﻧﺘ ﺎن ﺑ ﺎﻟﺮوج. ﺗﺤﺘﻀﻨﻨﻲ وﺗﺠﺬﺑﻨﻲ إﻟﻰ اﻟﺪاﺧﻞ .ﺻﻮت ﺻﻔﻖ ﺑﺎب .أﺧﻮهﺎ أم أﺧﺘﻬﺎ اﻟﺼﻐﻴﺮة؟ .ﺻﺎﻟﺔ ﺿ ﻴﻘﺔ ﻣﻜﺪﺳ ﺔ ﺑﺎﻷﺛ ﺎث .ﺗﺠﻠﺴ ﻨﻲ ﻓ ﻮق ﻓﻮﺗﻴ ﻪ ﻣﻐﻄ ﻲ ﺑﻘﻤ ﺎش أﺑ ﻴﺾ .رادﻳ ﻮ ﻣﺘﻮﺳ ﻂ اﻟﺤﺠ ﻢ ﻓ ﻮق ﺑﻮﻓﻴ ﻪ .ﺻ ﻮت "أﺳ ﻤﻬﺎن"":دﺧﻠ ﺖ ﻣ ﺮة ﺟﻨﻴﻨ ﺔ.أﺷ ﻢ رﻳﺤ ﺔ اﻟﺰه ﻮر" .ﺗﺠﻠ ﺲ ﻣﻘ ﺎﺑﻠﻲ .ﺗﺴ ﺄﻟﻨﻲ ﻋ ﻦ إﺳ ﻤﻲ وﻋ ﻦ ﺳ ﻨﻲ وﻋ ﻦ اﻟﻤﺪرﺳ ﺔ .أﺟﻴﺒﻬ ﺎ .ﺗﺴ ﺄﻟﻨﻲ ﻋ ﻦ أﻣ ﻲ .ﻻ أرد .ﺗﺴ ﺄﻟﻨﻲ ﻋﻤ ﺎ إذا آ ﺎن ﻟ ﻲ إﺧ ﻮة وأﺧ ﻮات. أﻗﻮل :أﺧﺘﻴﻦ وأخ .ﺗﺴﺄﻟﻨﻲ ﻋﻦ اﻷﺧﺘﻴﻦ .أﻗﻮل إن اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻣﺘﺰوﺟﺔ. ـ واﻟﺼﻐﻴﺮة؟. ـ ﻣﺎﺗﺖ ﻣﻦ زﻣﺎن. ـ وأﺧﻮك؟. ـ آﺒﻴﺮ. ـ هﻮ ﻓﻴﻦ ؟. ـ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ .أﺻﻠﻪ ﻣﺘﺠﻮز. ﺗﻘﺪم ﻟﻲ ﺑﻮﻣﺒﻮﻧﻲ .ﺗﺴﺄﻟﻨﻲ إذا آﻨﺖ أﺣﺐ أن ﺁآﻞ ﺷﻴﺌًﺎ .أهﺰ رأﺳﻲ ﻧﻔﻴًﺎ .ﺗﺤﻀﺮ ﻟﻲ ﺑﺴﻜﻮﺗًﺎ .ﺗﺼ ﺮ أن ﺁآﻠﻪ .ﺗﺘﺄﻣﻠﻨﻲ ﺑﺎﺳﻤﺔ .أﻧﺘﻬﻲ ﻣﻦ أآﻞ اﻟﺒﺴﻜﻮت وأﻗﻮم واﻗﻔﺎ .ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨ ﻲ اﻟﺒﻘ ﺎء .أﻗ ﻮل ﻟﻬ ﺎ إن ﻋﻨ ﺪي واﺟﺒﺎت.أﺗﺠﻪ إﻟﻰ اﻟﺒﺎب .ﺗﺴﺄﻟﻨﻲ آﻴﻒ ﺳﺄﻗﻀﻲ ﻳﻮم "ﺷﻢ اﻟﻨﺴ ﻴﻢ" .ﻳﻤﺘﻠ ﺊ اﻟﺒﻴ ﺖ ﺑ ﺎﻟﺨﺲ واﻟﻤﻼﻧ ﺔ. ﻳﻌﻠﻖ أﺑﻲ رﺑﻄﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺼﻞ اﻷﺧﻀﺮ ﻓﻮق ﻗﺎﺋﻢ اﻟﻔﺮاش .ﻳﻮﻗﻈﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح ﺑﺎﻟﺒﺼﻞ وهﻮ ﻳﺪﻋﻜ ﻪ ﻓ ﻲ أﻧﻮﻓﻨﺎ. ﻰ أن أذهﺐ ﻣﻌﻬﺎ هﻲ وأﺧﻮﻳﻬﺎ إﻟﻰ ﺣﺪﻳﻘﺔ اﻟﺤﻴﻮان .أﻗﻮل :ﻣﻌﺮﻓﺶ .ﺣﺎﺳﺄل ﺑﺎﺑﺎ. ﺗﻌﺮض ﻋﻠ ّ ١١ ﻳﺤﺎول إﻗﻨﺎﻋﻲ ﺑﺄن ﺁآﻞ ﻗﻄﻌﺔ أﺧﺮى ﻣ ﻦ ﻣﺤﺸ ﻲ اﻟﻜﺮﻣ ﺐ .ﻻ أﺣﺒ ﻪ .أﺑﻌ ﺪ ﻓﻤ ﻲ ﻋ ﻦ ﻳ ﺪﻩ إﻟﺘ ﻲ ﺣﻤﻠ ﺖ ﻗﻄﻌ ﺔ .ﻳﻘ ﻮل :ﻓﺎﺿ ﻞ ﺻ ﺒﺎع .آ ﻞ ﻋﺸ ﺎن ﻧﺮﺟ ﻊ اﻟﻄﺒ ﻖ .ﺗﺨﺼ ﺺ ﻟﻨ ﺎ زوﺟ ﺔ اﻟﻜﻮﻧﺴ ﺘﺎﺑﻞ ﺟﺎﻧﺒ ﺎ ﻣﻤ ﺎ ﺗﻄﻬﻴﻪ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺒﻠﻎ ﺷﻬﺮي .أرﻓﺾ .ﻳﺄآﻞ هﻮ اﻹﺻﺒﻊ اﻟﻤﺘﺒﻘﻲ .ﻳﺤﻤ ﻞ اﻟﻄﺒ ﻖ إﻟ ﻰ اﻟﻤﻄ ﺒﺦ .ﻳﻌ ﻮد ﺑﻌ ﺪ أن ﻏﺴﻠﻪ .ﻳ ﻨﻔﺾ اﻟﻤ ﺎء ﻋﻨ ﻪ ﻓ ﻲ اﻷرض .ﻳﺠﻔﻔ ﻪ ﺑﺎﻟﻔﻮﻃ ﺔ .ﻳﻨﺎوﻟﻨﻴ ﻪ ﻗ ﺎﺋﻼ :إوﻋ ﻰ ﻳﻘ ﻊ ﻣﻨ ﻚ .ﺁﺧ ﺬﻩ
31
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
وأﺧ ﺮج إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﺎﻟﺔ .أﻃ ﺮق ﺑ ﺎب اﻟﻜﻮﻧﺴ ﺘﺎﺑﻞ .ﻧ ﻮر اﻟﻤﺼ ﺒﺎح اﻟﻜﻬﺮﺑ ﺎﺋﻲ ﻳﺒ ﺪو أﺳ ﻔﻠﻪ .أﻃﺮﻗ ﻪ ﻣ ﺮة أﺧﺮى ﺛﻢ أﺻﻴﺢ :أﻧﺎ ﻳﺎ ﺳﺖ "ﺗﺤﻴﺔ". ﺗﻔﺘﺢ ﻟﻲ ﺑﺎﺳﻤﺔ .ﺗﺮﺗﺪي روﺑ ﺎ أﺑ ﻴﺾ ﺣﺮﻳﺮ ًﻳ ﺎ ﻣﺜﺒ ًﺘ ﺎ ﺑ ﺰرار ﻓ ﻲ ﺧﺼ ﺮهﺎ .راﺋﺤ ﺔ اﻟﺴ ﺠﺎﺋﺮ .أﺗﻠﺼ ﺺ ﺑﻌﻴﻨﻲ ﺧﻠﻔﻬﺎ.ﻻ أﺣﺪ .اﻟﻔﺮاش اﻟﻀﻴﻖ ﻣﺘﻨﺎﺛﺮ اﻷﻏﻄﻴﺔ .هﻞ ﻳﺴﻌﻬﺎ هﻲ واﻟﻜﻮﻧﺴﺘﺎﺑﻞ؟ .ﺷﻮﻓﻴﻨﻴﺮة ﻋﻠ ﻰ اﻟﻴﻤ ﻴﻦ ﻣ ﻦ ﻋ ﺪة أدراج اﺳ ﺘﻘﺮت ﻓﻮﻗﻬ ﺎ ﻣ ﺮﺁة آﺒﻴ ﺮة اﻟﺤﺠ ﻢ ﻣﻌﺘﻤ ﺪة ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤ ﺎﺋﻂ .هﻨ ﺎك ﺷ ﺮخ ﻓ ﻲ أﻋﻼهﺎ .ﺗﺘﻨﺎول ﻣﻨﻲ اﻟﻄﺒﻖ .اﻟﺪﻣﺎء ﺗﻨﺪﻓﻊ إﻟﻰ وﺟﻬﻲ. أﻋﻮد ﺟﺮﻳًﺎ إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻨﺎ .أﺟﻠﺲ إﻟﻰ اﻟﻤﻜﺘﺐ وأﺑﺪأ ﻓﻲ ﺣﻞ واﺟﺐ اﻟﺤﺴﺎب .أﺷ ﻌﺮ ﺑﺴ ﺨﻮﻧﺔ وﺑﺼ ﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﻊ .ﻳﺠﺲ أﺑﻲ ﺟﺒﻬﺘﻲ .ﻳﺤﻀﺮآﻮﺑًﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺎء .أدﻳﺮ وﺟﻬﻲ ﺑﻌﻴﺪًا ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺄﻣﺮﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﺰم أن أﻓ ﺘﺢ ﻼ ﺣﻮل ﻋﻨﻘ ﻲ ﻓ ﻮق اﻟﻠ ﻮزﺗﻴﻦ اﻟﻤﻠﺘﻬﺒﺘ ﻴﻦ .ﻳﺼ ﺤﺒﻨﻲ إﻟ ﻰ ﻓﻤﻲ .أﺑﺘﻠﻊ ﻗﺮص "اﻷﺳﺒﻴﺮﻳﻦ" .ﻳﻠﻒ ﻣﻨﺪﻳ ً اﻟﻜﻨﻴﻒ ﻷﺗﺒﻮل .ﺑ ﺎب ﻏﺮﻓ ﺔ اﻟﻜﻮﻧﺴ ﺘﺎﺑﻞ ﻣﻐﻠ ﻖ .ﺻ ﻮت اﻟﺮادﻳ ﻮ ﻳﻨﺒﻌ ﺚ ﻣ ﻦ ﺧﻠﻔ ﻪ .ﻧﻌ ﻮد إﻟ ﻲ اﻟﻐﺮﻓ ﺔ. ﻳﺴ ﺎﻋﺪﻧﻲ ﻋﻠ ﻰ ارﺗﻘ ﺎء اﻟﻔ ﺮاش .ﻳﺤﻜ ﻢ اﻟﻐﻄ ﺎء ﻣ ﻦ ﺣ ﻮﻟﻲ .ﻳﻄﻤﺌﻨﻨ ﻲ إﻧ ﻪ ﺳ ﻴﺤﻞ ﻟ ﻲ اﻟﻮاﺟ ﺐ. أﻏﻔ ﻮ وأﺳ ﺘﻴﻘﻆ .أراﻩ ﻓ ﻲ ﻣ ﻮاﺟﻬﺘﻲ ﻣﺴ ﺘﻨﺪًا ﺑﻈﻬ ﺮﻩ إﻟ ﻰ ﻗ ﺎﺋﻢ اﻟﺴ ﺮﻳﺮ .اﻟﻨﻈ ﺎرة ﻣﻨﺤ ﺪرة ﻓ ﻮق أﻧﻔ ﻪ وآﺮاﺳﺔ اﻟﺤﺴﺎب ﻓﻲ ﻳﺪﻩ .ﻓﻮق رأﺳﻪ ﻃﺎﻗﻴﺔ ﺑﻴﻀﺎء ﻣﺮﺑﻌﺔ .أﻏﻔﻮ ﻣﺮة أﺧﺮى. أﻧﺘﺒﻪ ﻟﺼﻮت ﺟﻬﻮري" .ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺎ" ﺻﺪﻳﻖ أﺑﻲ .ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻋﺼﺎ ﺧﺸﺒﻴﺔ ﻗﺼ ﻴﺮة ذات ﻟ ﻮن ﺑﻨ ﻲ ﻻﻣﻊ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﻘﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻠﺪ .ﻳﺮﺗﺪي ﺑﺰة ﺑﻨّﻴﺔ اﻟﻠﻮن .ﺗﺒﺪو ﻣﻦ ﺣﺎﻓﺔ ﻃﺮﺑﻮﺷﻪ ﺧﺼﻼت ﺷﻌﺮ ﻧﺎﺻ ﻌﺔ اﻟﺒﻴ ﺎض .ﻳﺼ ﻴﺢ :ه ﻮ دﻩ "ﺧﻠﻴ ﻞ" ﺑﺘ ﺎع زﻣ ﺎن؟ .ﻣ ﺶ ﻣﻌﻘ ﻮل .ﻗ ﻮم ﻳ ﺎ راﺟ ﻞ ﻧﺨ ﺮج .ﻓﻴ ﻪ ﺑﺎرﺗﻴﺘ ﺔ "ﺑﻮآﺮ" ﺣﻠﻮة .ﻳﻘﻮل أﺑﻲ :هﺲ .اﻟﻮﻟﺪ ﻧﺎﻳﻢ وﻋﻨﺪﻩ ﺣﺮارة. ﻳﺠﺮ"ﻋﻠﻲ ﺻﻔﺎ" آﺮﺳﻲ اﻟﻤﻜﺘﺐ أﻣﺎم اﻟﺴﺮﻳﺮ .ﻳﺠﻠﺲ أﺑ ﻲ أﻣﺎﻣ ﻪ ﻓ ﻮق اﻟﺴ ﺮﻳﺮ ﻣ ﺪﻟﻴًﺎ ﺳ ﺎﻗﻴﻪ .ﻳﺠﻴ ﻞ "ﻋﻠﻲ ﺻﻔﺎ"ﻧﻈﺮاﺗﻪ ﻓﻲ أﻧﺤﺎء اﻟﻐﺮﻓﺔ .ﻳﻬﺰ رأﺳ ﻪ ﻣﺘﻌﺠﺒ ﺎ .ﻳﻮﺷ ﻚ أن ﻳﻘ ﻮل ﺷ ﻴﺌًﺎ ﺛ ﻢ ﻳﻠ ﺰم اﻟﺼ ﻤﺖ. ﻳﻘ ﻮل ﺑﻌ ﺪ ﻟﺤﻈ ﺔ :ﺳ ﻤﻌﺖ ﺁﺧ ﺮ ﻓﻀ ﺎﺋﺢ اﻟﻤﻠ ﻚ؟ ﻋﺠﺒﺘ ﻪ ﻣ ﺮاة واﺣ ﺪ ﺿ ﺎﺑﻂ .أﻣ ﺮ ﻗﺎﺋ ﺪﻩ ﻳﺤﺠ ﺰﻩ ﻓ ﻲ اﻟﻘﺸﻼق .اﻟﻔﺎر ﻟﻌﺐ ﻓﻲ ﻋ ﺐ اﻟﻀ ﺎﺑﻂ ﻓﻬ ﺮب وراح ﺑﻴﺘ ﻪ .ﻟﻘ ﻰ ﻣﺮاﺗ ﻪ ﻣ ﻊ اﻟﻤﻠ ﻚ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﺮﻳﺮ .اﻟﻤﻠ ﻚ رﻓﻊ ﻃﺒﻨﺠﺘﻪ وﺿﺮﺑﻪ ﺑﺎﻟﺮﺻﺎص .وﺗﺎﻧﻲ ﻳﻮم أﻧﻌﻢ ﻋﻠﻰ أﺑﻮﻩ ﺑﺎﻟﺒﺎﺷﻮﻳﺔ .ﻣﺶ ﻋﺎرف اﻟﺸﻌﺐ ﺣﻴﻔﻀ ﻞ ﺳﺎآﺖ ﻹﻣﺘ ﻰ .ﻳﻘ ﻮل أﺑ ﻲ :وﺣﻴﻌﻤ ﻞ إﻳ ﻪ اﻟﺸ ﻌﺐ؟ .ﺧﻠﻴﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﷲ .ﻳﺘﺴ ﺎءل "ﻋﻠ ﻲ ﺻ ﻔﺎ" :ﻳ ﺎ ﺗ ﺮي اﻹﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻧﺎوﻳﻴﻦ ﻳﻘﺘﻠﻮا ﻣﻴﻦ ﺑﻌﺪ وآﻴﻞ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻹﺳﺘﺌﻨﺎف؟. ﺴ ﺎ .أره ﻒ اﻟﺴ ﻤﻊ ...:ﻋﻤﺮه ﺎ ١٦ أﺟﺎهﺪ ﺣﺘﻰ أﻇﻞ ﻣﺴﺘﻴﻘﻈﺎ .ﻳﺘﻼﺷﻰ ﺻﻮﺗﻪ .أﺗﺒ ﻴﻦ أﻧ ﻪ ﻳﺘﺤ ﺪث هﻤ ً ﺳﻨﺔ.أﺑﻮهﺎ ﻣﺎت وﻋﺎﻳﺸﺔ ﻣﻊ أﻣﻬﺎ ﻟﻮﺣﺪهﻢ .آﺎﻧﻮا واﻗﻔﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺴﻄﺔ ﺑﻴﻔﺎﺻ ﻠﻮا ﺑﻴﺎﻋ ﺔ زﺑ ﺪة .أﻣﻬ ﺎ ﻋﻤﻠ ﺖ ﻣﻜﺴﻮﻓﺔواﺳ ﺘﺨﺒﺖ ورا اﻟﺒ ﺎب .اﻟﺒﻨ ﺖ ﻓﻀ ﻠﺖ واﻗﻔ ﺔ .آﺎﻧ ﺖ ﻻﺑﺴ ﺔ ﻗﻤ ﻴﺺ ﻧ ﻮم ﺑﻔﺘﺤ ﺔ ﺻ ﺪر واﺳﻌﺔ .ﺣﺎﻃﺔ روج ﺧﻔﻴ ﻒ ﻓ ﻲ ﺷ ﻔﺎﻳﻔﻬﺎ .ﻷول ﻣ ﺮة أﺧ ﺬ ﺑ ﺎﻟﻲ إﻧﻬ ﺎ آﺒ ﺮت .آﻨ ﺖ أﻗﺎﺑﻠﻬ ﺎ داﻳ ًﻤ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻣ ﺎ أه ﺘﻢ ﺑﻴﻬ ﺎ .ﻟﻤ ﺎ وﻃ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺸ ﻨﺔ اﻟﺰﺑ ﺪة ﺷ ﻔﺖ ﺑﺰازه ﺎ .اﻟﻠﻬ ﻢ ﺻ ﻠﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨﺒ ﻲ. ﻋﻤﻠﺖ زي ﻣﺎ أآﻮن ﻧﺎوي اﺷ ﺘﺮي .ﺳ ﺄﻟﺖ ﻋ ﻦ ﺳ ﻌﺮ اﻟﺰﺑ ﺪة .آﺎﻧ ﺖ ﺑﺘﺒﺘﺴ ﻢ ﻣﻜﺴ ﻮﻓﺔ .وﻻﺣﻈ ﺖ إﻧﻬ ﺎ ﺑﺘ ﺪﻋﻚ ﺷ ﻔﺎﻳﻬﺎ ﺑ ﺒﻌﺾ .ﻳﻤﻜ ﻦ ﻋﺸ ﺎن ﺗﺤﻤ ﺮهﻢ زﻳ ﺎدة .ﻳﺸ ﻌﻞ أﺑ ﻲ ﺳ ﻴﺠﺎرﺗﻪ وﻳﻌﻠ ﻖ :اﻟﺒﻨ ﺎت ﺑﺘﻜﺒ ﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ .ﻳﻮاﺻﻞ "ﻋﻠﻲ ﺻﻔﺎ" :ﺑﻌﺪ آﺎم ﻳ ﻮم ﺳ ﻤﻌﺘﻬﺎ ﺑﺘﺼ ﺮخ ﻣﺘﻮﺟﻌ ﺔ .ﺧﺒﻄ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﺑ ﺎﺑﻬﻢ .ﻓﺘﺤ ﺖ وهﻲ ﺗﻌﺮج .ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ :رآﺒﺘﻲ ﻳﺎ ﻋﻤﻮ .ﻳﻘﺎﻃﻌﻪ أﺑﻰ ﺿﺎﺣﻜًﺎ :رآﺒﺘﻲ ﻳﺎ ﻋﻤﻮ. ﻳﺴﺘﻄﺮد "ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺎ" :ﻣﺎﻟﻬﺎ رآﺒﺘﻚ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ؟ ﻗﺎﻟﺖ اﺗﺨﺒﻄﺖ .ﺳﺄﻟﺘﻬﺎ إﻧﺖ ﻟﻮﺣﺪك؟ .ﻗﺎﻟﺖ ﻟ ﻲ ﻣﺎﻣ ﺎ ﺧﺮﺟ ﺖ .ﻗﻠ ﺖ ﻟﻬ ﺎ ورﻳﻨ ﻲ .ﻓ ﻴﻦ ﺑﺎﻟﻀ ﺒﻂ؟ .ﺳ ﻨﺪت رﺟﻠﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ آﺮﺳ ﻲ ورﻓﻌ ﺖ ﻗﻤ ﻴﺺ اﻟﻨ ﻮم ﻟﺤ ﺪ رآﺒﺘﻬ ﺎ .ﺳ ﺒﺤﺎن اﻟﺨ ﺎﻟﻖ اﻟﻤﺒ ﺪع .ﺗﻘ ﻮل ﻣﺮﻣ ﺮ؟ ﺳ ﻤﺎﻧﺔ ﻣﺘﻴﻨ ﺔ وﻣﻨﺤﻮﺗ ﺔ ﻧﺤ ﺖ .آ ﺎن ﻧﻔﺴ ﻲ ﺳ ﺎﻋﺘﻬﺎ أرآﻊ وأﺣﻂ ﺷﻔﺎﻳﻔﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ ادﻋﻜﻴﻬﺎ وهﻲ ﺗﺨﻒ .واﻻ أﻗﻮﻟﻚ .ﺗﺪهﻨﻴﻬﺎ ﺑﻤﺮهﻢ .ﺳ ﺒﺘﻬﺎ واﻗﻔ ﺔ 32
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
وﺣﺎﻃ ﺔ رﺟﻠﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻜﺮﺳ ﻲ ودﺧﻠ ﺖ ﺟﺒ ﺖ ﻣ ﺮهﻢ اﻟﺮوﻣ ﺎﺗﺰم اﻟﻠ ﻲ ﺑ ﺎدهﻦ ﺑﻴ ﻪ ﻣﻔﺎﺻ ﻠﻲ .ادﻳﺘﻬ ﺎ اﻷﻧﺒﻮﺑﺔ وﻗﻠﺘﻠﻬﺎ ﺗﺪهﻨﻲ ﺑﻴﻬﺎ .آﺎن ﻧﻔﺴﻲ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ أده ﻦ ﻟﻬ ﺎ .ﻟﻜﻨﻬ ﺎ ﻧﺰّﻟ ﺖ رﺟﻠﻬ ﺎ وﺧ ﺪت اﻷﻧﺒﻮﺑ ﺔ وﻗﺎﻟﺘﻠﻲ ﻣﺘﺸﻜﺮة ﻳﺎﻋﻤﻮ. ﺗﺒ ﺪأ رﻗﺒ ﺔ أﺑ ﻲ ﻓ ﻲ اﻻﻟﺘﻔ ﺎت ﻧﺤ ﻮي .أﻏﻠ ﻖ ﻋﻴﻨ ﻲ ﻓ ﻮرا .أﺻ ﻴﺦ اﻟﺴ ﻤﻊ :ﺑﻌ ﺪ أﺳ ﺒﻮع آﻨ ﺖ راآ ﺐ اﻟﺘﺮوﻣ ﺎي .ﻟﻘﻴﺘﻬ ﺎ راﺟﻌ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺪرﺳ ﺔ .اﻟﺘﺮﻣ ﺎي آ ﺎن زﺣﻤ ﺔ .ﻗﺮﺑ ﺖ ﻣﻨ ﻲ ﻓﻮﻗﻔﺘﻬ ﺎ ﺑ ﻴﻦ رﺟﻠ ﻲ. ﻰ. اﻧﺘﺼﺒﺖ ﺟﺎﻣﺪ .ﻳﻌﻠﻖ أﺑﻲ :ﻳﺎ ﺑﺨﺘﻚ .ﻳﻘﻮل "ﻋﻠﻲ ﺻﻔﺎ" :ﻻزم ﺗﻜﻮن ﺣﺴﺖ ﺑ ّ أﺳﻌﻞ وﺗﻬﺎﺟﻤﻨﻲ ﻧﻮﺑﺔ ﺳﻌﺎل .ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﻲ أﺑﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺠﻠ ﻮس .ﻳﻐ ﺎدر اﻟﻐﺮﻓ ﺔ وﻳ ﺄﺗﻲ ﺑﻜ ﻮب ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺎء. أﺷﺮب.ﻳﺤﻀ ﺮ زﺟﺎﺟ ﺔ "اﻟﺒﻠﻤ ﻮﻧﻜﺲ " وﻣﻠﻌﻘ ﺔ ﺻ ﻐﻴﺮة .ﻳﻤﻸه ﺎ وﻳﻘﺮﺑﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﻓﻤ ﻲ .أﺷ ﺮب ﻣﺘﺄﻓ ًﻔ ﺎ. ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ أن أﻧﺘﻈﺮ ﻗﻠﻴﻼ ﻗﺒﻞ أن أﺳﺘﻠﻘﻲ. ﻳﻘﻮل "ﻋﻠﻲ ﺻﻔﺎ" :ﺳﻤﻌﺖ ﺁﺧﺮ ﻧﻮادر اﻟﺪآﺘﻮر "اﺑﺮاهﻴﻢ ﻧﺎﺟﻲ"؟ .آ ﺎن ﻣﺎﺷ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺸ ﺎرع .ﺷ ﺎف راﺟ ﻞ أﻧﻴ ﻖ .اﻓﺘﻜ ﺮ إﻧ ﻪ ﻣ ﻦ زﺑﺎﻳﻨ ﻪ اﻟﻘ ﺪام .ﻗﺎﻟ ﻪ :ﺳ ﻼﻣﺎت ،إﻳ ﻪ اﻟﻐﻴﺒ ﺔ اﻟﻄﻮﻳﻠ ﺔ دي .ﻣ ﻦ زﻣ ﺎن ﻳ ﺎ "ﻣﺤﻤﺪ" ﺑﻴﻪ .ﺑﺎﻳﻦ ﺻﺤﺘﻚ أﺣﺴﻦ واﻟﺤﻤﺪ ﷲ .ﺑﺲ ﺷﻜﻠﻚ ﺗﻐﻴﺮ .ﺳﻤﻨﺖ آﺘﻴﺮ واﺳﻤﺮﻳﺖ .اﻟﺮاﺟ ﻞ ﻗ ﺎل ﻟ ﻪ :ـ ﻟﻜ ﻦ أﻧ ﺎ ﻣ ﺶ "ﻣﺤﻤ ﺪ" ﺑﻴ ﻪ .ﻳﻘ ﻮم "اﺑ ﺮاهﻴﻢ ﻧ ﺎﺟﻲ" ﻳﻘ ﻮل ﻟ ﻪ :اﷲ! وآﻤ ﺎن اﺳ ﻤﻚ ﺗﻐﻴ ﺮ ﻳ ﺎ "ﻣﺤﻤﺪ" ﺑﻴﻪ؟. أﺳﺘﻠﻘﻲ وﻳﻀﻐﻂ أﺑﻲ اﻷﻏﻄﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻲ .أﻧﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻲ اﻷﻳﺴﺮ .أﻏﻠﻖ ﻋﻴﻨﻲ ﻣﺘﻈﺎهﺮِا ﺑﺎﻟﻨﻮم. أﻓﺘﺤﻬﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻟﺤﻈﺔ .ﻳﺮﻓﻊ أﺑﻲ ﺳﺎﻗﻴﻪ وﻳﺘﺮﺑﻊ ﻓﻮق اﻟﻔﺮاش. ﻳﺮوي "ﻋﻠﻲ ﺻﻔﺎ" ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﺬﺑﺤﺔ ﻗﺮﻳﺔ "دﻳﺮ ﻳﺎﺳﻴﻦ" .دﺧﻠﻬﺎ اﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﺗﺘﻘﺪﻣﻬﻢ ﺳ ﻴﺎرة ﻣﺼ ﻔﺤﺔ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﻣﻴﻜﺮوﻓ ﻮن .وﻃﻠﺒ ﻮا ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻜﺎن أن ﻳﺨﺮﺟ ﻮا ﻣ ﻦ ﺑﻴ ﻮﺗﻬﻢ ﻟﻴﻨﻘ ﺬوا أﻧﻔﺴ ﻬﻢ .ﺻ ﺪق اﻟ ﺒﻌﺾ وﺧﺮﺟﻮا ﻓﺄﻃﻠﻘﻮا ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺮﺻﺎص وﻗﺘﻠﻮهﻢ .ﺛﻢ أﻟﻘﻮا اﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﻦ ﺑﻘ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺒﻴ ﻮت ﻣ ﻦ اﻟﻨﺴ ﺎء واﻷﻃﻔﺎل واﻟﺸﻴﻮخ ﻓﻘﺘﻠﻮهﻢ ﻋﻦ ﺁﺧﺮهﻢ .ﻳﻬﺐ واﻗﻔًﺎ وهﻮ ﻳﻘﻮل :اﻟﺪﻧﻴﺎ آﺘﻤﺔ .ﻣﻨﻔ ﺘﺢ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ .ﻳﻘ ﻮل أﺑﻲ :أﻧﺎ ﺧﺎﻳﻒ ع اﻟﻮاد ﻣﻦ ﺗﻴﺎر اﻟﻬﻮا. ﻳﺠﻠﺲ "ﻋﻠﻲ ﺻﻔﺎ" وﻳﺴﺘﺄﻧﻒ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺼﻮت ﺧﺎﻓﺖ :ﻣﻦ ﺳ ﺎﻋﺔ اﻟﺘﺮوﻣ ﺎي وأﻧ ﺎ ﻣ ﺶ ﻗ ﺎدر أﺑﻌ ﺪهﺎ ﻰ ﺑﺎﻟﻠﻴ ﻞ .ﺗﻘ ﻮل إﻧﻬ ﺎ ﺧﺎﻳﻔ ﺔ .ﺳ ﻤﻌﺖ ﺻ ﻮت ﺣﺮاﻣ ﻲ .أو ﻋﻦ دﻣﺎﻏﻲ .أﺗﺨﻴ ﻞ إﻧﻬ ﺎ وﺣ ﺪهﺎ وﺗﺨ ﺒّﻂ ﻋﻠ ّ ﺷﺎﻓﺖ ﻓﺎر .أي ﺣﺎﺟ ﺔ .أﻗﺘ ﺮح ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﺗﺒ ﺎت ﻋﻨ ﺪي ﻣ ﻊ ﺑﻨ ﺎﺗﻲ .أﻓ ﺮش ﻟﻬ ﻢ ﻣﺮﺗﺒ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض.وأﻧ ﺎم ﻰ زي ﻣ ﺎ ﺑﺘﻌﻤ ﻞ ﻣ ﻊ أﻣﻬ ﺎ. ﻣﻌﺎهﻢ ﻋﻠﺸﺎن ﻳﺘﻄﻤﻨﻮا .ﺗﺮوح ﻓ ﻲ اﻟﻨ ﻮم .ﻳﻤﻜ ﻦ ﺗﻜ ﻮن رﻣ ﺖ دراﻋﻬ ﺎ ﻋﻠ ّ ﺗﺪوّر وﺗﺪﻳﻨﻲ ﺿﻬﺮهﺎ .ﻟﻮ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣ ّﺮ ﺣﺘﺮﻣﻲ اﻟﻐﻄﺎ .وﻟﻮ ﺑﺮد ﻳﻜﻮن أﺟﻤﻞ .أدوّر ﻋﺸﺎن ﻳﺒﻘ ﻲ ﺿ ﻬﺮهﺎ ﻓ ﻲ ﺻ ﺪري .ﺗﻠ ﺰق ﻓ ّ ﻲ .أآ ﻮن ﻣﻨﺘﺼ ﺐ زي اﻟﺤﺪﻳ ﺪ .ﺗﺘﺤ ﺮك وأﺗﺤ ﺮك وراه ﺎ .ﻗﻠﺒ ﻲ ﺑﻴ ﺪق .ﻳ ﺎ ﺗ ﺮي ﺻﺤﻴﺖ؟ ﻳﺎ ﺗﺮى ﺣﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﻠﻲ ﺑﻴﺤﺼﻞ؟ أآﻴ ﺪ .ﻳﻤﻜ ﻦ ﻳﺘﻬﻴ ﺄ ﻟﻬ ﺎ إﻧﻬ ﺎ ﺑ ﺘﺤﻠﻢ .اﻟﻜﻠﺴ ﻮن ﺑﺘﺎﻋﻬ ﺎ ﻣﺒﻠ ﻮل. ﺗﺘﻨﻬﺪ .وﺑﻌﺪﻳﻦ ﺗﺮوح ﻓﻲ اﻟﻨﻮم .آﻞ دﻩ ﻓﻲ اﻟﺨﻴﺎل ﻃﺒﻌﺎ. ﻳﺼﻤﺖ .ﻳﺮﺗﻔﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﻟﺤﻈﺔ :ﻣﺶ ﻗﺎدر أﺷﻴﻠﻬﺎ ﻣﻦ دﻣﺎﻏﻲ. ﻓﻜﺮت أﻃﻠﺐ إﻳﺪهﺎ ﻣﻦ أﻣﻬﺎ .إﻳﻪ رأﻳﻚ ﻳﺎﺣﻜﻴﻢ اﻟﺰﻣﺎن ؟ ـ وﺑﻨﺎﺗﻚ ﻳﻘﻮﻟﻮ إﻳﻪ؟ ـ وهﻢ ﻣﺎﻟﻬﻢ .ﺑﻜﺮﻩ ﻳﺘﺠﻮزوا وﻳﺴﻴﺒﻮﻧﻲ.
33
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
ـ وﺗﺨﻠﻒ ﺗﺎﻧﻲ؟ ـ ﺷﻮف ﻣﻴﻦ ﺑﻴﺘﻜﻠﻢ. ﻳﻠﺘﻔﺖ أﺑﻲ ﻧﺤﻮي ﻓﺄﻏﻠﻖ ﻋﻴﻨﻲ .ﻳﻘﻮل :اﻟﻤﺮة اﻷوﻻﻧﻴﺔ ﻣﺨﺪﺗﺶ ﺑﺎﻟﻲ. ـ واﻟﺘﺎﻧﻴﺔ؟ ـ اﻟﻜﺒﻮد اﺗﻘﻄﻊ. ﻳﻀﺤﻚ "ﻋﻠﻲ ﺻﻔﺎ" ﺑﺼﻮت ﻣﺮﺗﻔﻊ .ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻣﺮة واﺣﺪة .ﻳﻘﻮل :اﷲ ﻳﺮﺣﻤﻬﺎ .أﻧﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮي. ﻳﻘﻮل ﻟﻪ أﺑﻲ :ﻣﻮﺗﻬﺎ أﺛﺮ ﻓﻲ "روﺣﻴﺔ" ﺟﺎﻣﺪ. ـ آﺎن ﻋﻨﺪهﺎ آﺎم ﺳﻨﺔ ﻟﻤﺎ اﺗﺠﻮزﺗﻬﺎ؟. ـ "روﺣﻴﺔ"؟ ﺳﺘﺎﺷﺮ ﺑﺮﺿﻪ. ﻳﻘﻮل "ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺎ" ﺑﻠﻬﺠﺔ اﻟﻤﻨﺘﺼﺮ :ﺷﻔﺖ؟. أﻓ ﺘﺢ ﻋﻴﻨ ﻲ ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﻌﺘﻬﻤﺎ .ﻳ ﺮد أﺑ ﻲ ﻓ ﻲ ﺻ ﻮت ه ﺎدئ :أﻧ ﺎ ﺣﺒﻴﺘﻬ ﺎ .ﻣﺼ ﺒﺎح اﻟﺼ ﺎﻟﺔ ﻳﻀ ﻴﺊ ﺳ ﻄﺢ اﻟﻤﺎﺋﺪة .ﻣﺰدﺣﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ اﻟﻌﺎدة .راﺋﺤﺔ آﺒﺪة ﻣﺤﻤﺮة .زﻳﺘﻮن.ﻓﺴﺘﻖ .زﺟﺎﺟﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﺑﻬﺎ ﺳﺎﺋﻞ ﻓ ﻲ ﻟﻮن اﻟﻤﺎء.ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻨﻮم.ﺗﺮدد أﻏﻨﻴﺔ "أﺳﻤﻬﺎن" ":إﻣﺘﻰ ﺣﺘﻌﺮف إﻣﺘﻲ ،إﻧ ﻲ ﺑﺎﺣﺒ ﻚ إﻣﺘﻰ" .ﺿﺤﻜﺎت .ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى ﺑﻨﺒﺮة ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ" :ﻳﺎﺣﺒﻴﺒﻲ ﺗﻌﺎﻟﻲ اﻟﺤﻘﻨﻲ ﺷ ﻮف اﻟﻠ ﻲ ﺟﺮاﻟ ﻲ". ﺻﻮت أﺑﻲ ﺑﺒﻘﻴﺔ اﻷﻏﻨﻴﺔ: "ﻏﺮاﻣﻲ هﺎﻟﻜﻨﻲ". ـ إﻧﺖ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ إزاي ؟ ﻳﺴﻜﺖ أﺑﻲ .أﺳﻤﻌﻪ ﻳﺸﻌﻞ ﺳﻴﺠﺎرﺗﻪ. ـ ﺟﺎﺑﻬﺎ ﻟﻨﺎ اﻟﺪآﺘﻮر ﻟﻤﺎ أم "ﻧﺒﻴﻠﺔ" اﷲ ﻳﺮﺣﻤﻬﺎ ﻗﻌﺪت ﻓﻲ اﻟﺴ ﺮﻳﺮ .آﺎﻧ ﺖ ﺑﺘﺸ ﺘﻐﻞ ﻋﻨ ﺪﻩ ﻓ ﻲ اﻟﻌﻴ ﺎدة. ﺗﻨﻀﻒ وﺗﻘﺎﺑﻞ اﻟﺰﺑﺎﻳﻦ .ﻣﻌﺎهﺎ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ .اﻟﺪم ﺑﻴﻔﻂ ﻣﻦ ﺧﺪودهﺎ .أﺑﻮهﺎ ﺻﺎﺣﺐ ورﺷﺔ .ﻣﺘﺠ ﻮز ﻋﻠ ﻰ أﻣﻬ ﺎ .اﻷم ﺻ ﻔﺮا وﻗﺎﺳ ﻴﺔ ﻣﺒﺘ ﺮﺣﻤﺶ .داﻳﻤ ﺎ ﺗﻀ ﺮﺑﻬﺎ" ...ﻧﺒﻴﻠ ﺔ" وأﺧﻮه ﺎ آ ﺎﻧﻮا اﺗﺠ ﻮزوا وﺳ ﺎﺑﻮا اﻟﺒﻴﺖ .ﻟﻘﻴﺖ ﺣﺪ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻣﻌﺎﻳﺎ .آﺎﻧﺖ ﺑﺘﻘﺮا اﻟﺠﺮاﻳﺪ وﺗﻜﻠﻤﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ .وﺗﺘﻨﺒ ﺄ ﺑﺤﺎﺟ ﺎت آﺘﻴ ﺮ .ﻗﺎﻟ ﺖ ﻟﻲ "هﺘﻠﺮ" ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ وﺣﺸﺔ و"ﻏﺎﻧﺪي "ﺣﻴﺘﻘﺘﻞ .ﻟﺤﺴﺖ ﻋﻘﻠﻲ .وﻷول ﻣﺮة ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ أﺣ ﺐ .ﺗﺼ ﻮر؟ واﺣﺪ ﻋﻨﺪﻩ ٥٥ﺳﻨﺔ وﻳﺤﺐ ؟ ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﻧﺘﺠﻮز .واﻓﻘﺖ .أﺑﻮهﺎ ﻗﺎل ﻓﺮق اﻟﺴﻦ آﺒﻴﺮ .ﻗﺎﻟﺖ ﻟ ﻪ :وﻣﺎﻟ ﻪ. أﻧﺎ ﺑﺎﺣﺒﻪ .اﺗﺠﻮزﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺮ. أﻧﺼﺖ ﻣﺒﻬﻮرا .ﻳﺴﺘﻄﺮد أﺑﻲ :أﺟﺮت ﺷﻘﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ .اﻟﻠﻲ اﻧﺖ ﻋﺎرﻓﻬﺎ ﻗﺪام ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﻴﻬﻮد .راﻋﻴ ﺖ اﷲ ﻓﻲ آﻞ ﺷﺊ .أﻧﺎم ﺟﻨﺐ أم "ﻧﺒﻴﻠﺔ" آﻞ ﻟﻴﻠﺔ .أﻗ ﻮم اﻟﺼ ﺒﺢ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺪﻳﻮان .اﻟﻀ ﻬﺮ أﺟ ﺮي ﻋﻠ ﻰ اﻟﺸ ﻘﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻨﺪ ﺑﺎب اﻟﺸﻘﺔ ﻓﻲ ﺑﺰﺗﻪ اﻟﺒﻴﻀﺎء اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ وﻃﺮﺑﻮﺷﻪ .اﻟﻤﻈﻠﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎء ﻓﻲ ﻳﺪﻩ اﻟﻴﻤﻨﻲ. ﻳﻀﻢ ذراﻋﻪ اﻷﻳﺴﺮ ﻋﻠﻰ آﻴﺲ ﻓﺎآﻬﺔ ﻣﻦ اﻟﻮرق .وﺟﻬﻪ اﻷﺳﻤﺮ ﻣﺘﻬﻠﻞ .ﻳﻨﺤﻨﻲ ﻋﻠﻲ وﻳﺤﺘﻮﻳﻨﻲ ﺑ ﻴﻦ ﺳﺎﻋﺪﻳﻪ. ﻲ .ﺗﺘﺮﺟ ﺎﻧﻲ أﻗﻌ ﺪ ﻟﻐﺎﻳ ﺔ ﻣ ﺎ ﺗﻨ ﺎم. ـ أول ﻣﺎ اﻟ ﺪﻧﻴﺎ ﺗﻠ ّﻴ ﻞ أﻟ ﺒﺲ ﻋﺸ ﺎن أروح اﻟﺒﻴ ﺖ اﻷوﻻﻧ ﻲ .ﺗﻤﺴ ﻚ ﻓ ّ ﺗﻘﻮل إﻧﻬﺎ ﺑﺘﺨﺎف ﺗﺒﻘﻰ ﻟﻮﺣﺪهﺎ .ﺗﻘﻔﻞ اﻟﺸﺒﺎﺑﻴﻚ وﺗﻮﻟﻊ أﻧﻮار اﻟﺸﻘﺔ .ﺗﻨﻜﻤﺶ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﺮﻳﺮ .ﺗﻘﻌ ﺪ ﺗﻘ ﺮا 34
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
ﻗﺮﺁن ﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﺗﻨﻌﺲ .ﺗﻘﻮم ﻣﻔﺰوﻋﺔ ﻓﻲ ﻧﺺ اﻟﻠﻴﻞ .ﺗﺴﻤﻊ أﺻﻮات ﺑﺘﻨﺪﻩ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﺑﺸ ﻮﻳﺶ .ﺗﻠ ﺰق ﻓ ﻲ اﻟﺴﺮﻳﺮ .ﺗﺴﺪ وداﻧﻬﺎ ﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﺎ اﻟﻨﻬﺎر ﻳﻄﻠﻊ. أﻟﻤ ﺢ ﺑﻘ ﺔ ﺗﻘﺘ ﺮب ﻣ ﻦ رأﺳ ﻲ .ﻻ أرﻳ ﺪ أن أﺗﺤ ﺮك آ ﻲ ﻻ ﻳﻜﺘﺸ ﻒ أﺑ ﻲ أﻧ ﻲ ﻣﺴ ﺘﻴﻘﻆ .أﻋ ﺮف أﻧﻬ ﺎ ﺳﺘﻘﺮﺻ ﻨﻲ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﻨﻄﻔ ﻰء اﻟﻨ ﻮر وﺗﺤﺮﻣﻨ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻨ ﻮم .أﺗﺎﺑﻌﻬ ﺎ ﺑﺒﺼ ﺮي ﻷرى أﻳ ﻦ ﺳ ﺘﺨﺘﻔﻲ. ـﺄﺧﻴ ًﺮا ﻣﺎﺗﺖ أم "ﻧﺒﻴﻠﺔ" .ﺧﻠﺼﻨﺎ اﻟﻤﻴﺘﻢ ﻓﻘﺎﻟ ﺖ ﻟ ﻲ "ﻧﺒﻴﻠ ﺔ" ﺗﻴﺠ ﻲ ﻋﻨ ﺪي ﺑ ﺄﻩ ﻳ ﺎ ﺑﺎﺑ ﺎ .ﻗﻠ ﺖ ﻟﻬ ﺎ إﻧ ﻲ ﻰ وﻗ ﺎل ﻟ ﻲ إﻧ ﺖ ﺣﺘﻘﻌ ﺪ ﺗ ﺰرب ﻟﻨ ﺎ .ﻧﻘﻠ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺘﺠﻮز وﻋﻨﺪي ﺑﻴﺖ ﺗﺎﻧﻲ .زﻋﻠﺖ وأﺧﻮهﺎ اﺗﻨﺮﻓ ﺰ ﻋﻠ ّ اﻟﺸﻘﺔ اﻟﺘﺎﻧﻴﺔ .وﺑﺪأت أدوق ﻣﻌﻨﻲ اﻟﺴﻌﺎدة. ﻳﺴﻜﺖ .ﻳﺸﻌﻞ ﺳﻴﺠﺎرﺗﻪ ﻣﺮة أﺧﺮى :ﻟﻤﺎ ﺧﻠﻔﺖ "ﻧﺒﻴﻠﺔ" وأﺧﻮهﺎ آﻨﺖ ﻟﺴﻪ ﺷﺎب وأﻏﻠ ﺐ اﻟﻮﻗ ﺖ ﺑ ﺮﻩ اﻟﺒﻴﺖ .اﻟﻤﺮة دي اﺗﻤﺘﻌﺖ ﺑﺎﻟﺨﻠﻔﺔ .ﺧﺼﻮﺻًﺎ ﺑﻌ ﺪ ﻣ ﺎ ﻃﻠﻌ ﺖ اﻟﻤﻌ ﺎش .ﻳﻠﺘﻔ ﺖ ﻧﺤ ﻮي ﻓ ﺄﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨ ﻲ. ـ ﻌﻤﺮي ﻣ ﺎ ﺣﺄﻧﺴ ﻲ ﻣﻨﻈ ﺮﻩ وه ﻮ ﺑﻴﺤﺒ ﻲ وﻳﻔ ﺘﺢ اﻷدراج وﻳﻘﻄ ﻊ اﻟﻜﺘ ﺐ .آ ﺎن آ ﻞ ﻣ ﺎ ﻳﺸ ﻮف ﺣﺎﺟ ﺔ ﻳﺸﺎور ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻳﺴﺄﻟﻨﻲ :دﻩ؟ وﺑﻌﺪﻳﻦ ﺑﻘﺖ :إﻳﻪ دﻩ؟ .ﻳﺤﺎول ﻳﻮرﻳﻨﻲ إﻧﻪ ﺑﻴﻔﻬﻢ .ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أﻧﺴﻰ ﻣﻨﻈ ﺮﻩ ﻟﻤﺎ وﻗﻒ ﻋﻠﻰ رﺟﻠﻴﻪ أول ﻣﺮة .ﻣﺸﻲ ﺧﻄﻮﺗﻴﻦ و ﺑﺺ ﻟﻲ وﺻﻘّﻒ .ﺣﺲ إﻧﻪ ﻋﻤﻞ ﺣﺎﺟﺔ آﺒﻴﺮة. أﻧﻌ ﺲ وأﺳ ﺘﻴﻘﻆ ﻋﻠ ﻰ أزﻳ ﺰ ﺑﻌﻮﺿ ﺔ ﺑﺠ ﻮار أذﻧ ﻲ .أدﻋ ﻮ اﷲ أﻻ ﺗﻘﺮﺻ ﻨﻲ .ﺻ ﻮت "ﻋﻠ ﻲ ﺻﻔﺎ":ﺣﺘﺠﻨﻦ .ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ أﺗﻘﻠﺐ وأﻧﺎ ﻧﻔﺴﻲ إﻧﻪ ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻪ ﺟﺴﻢ ﻃﺮي ﻓﻲ ﺣﻀﻨﻲ .ﻣ ﺶ ﺿ ﺮوري أﻋﻤ ﻞ ﺣﺎﺟﺔ. ﻳﻘﻮل أﺑﻲ :وﺗﻌﻤﻞ إﻳﻪ ﻳﺎ ﺧﻲّ؟ ﻣﻔﻀﻠﺶ ﻏﻴﺮ اﻟﺒﺺ. ـ ﻋﻠﻰ رأﻳﻚ .وأﻧﺎ ﺟﺎي ﻟﻌﻨ ﺪك ﺷ ﻔﺖ واﺣ ﺪة ﺑﺘﺠ ﺮي ﻓ ﻲ اﻟﺸ ﺎرع .ﺑﺰازه ﺎ ﺑﻴﺘﺮﺟﺮﺟ ﻮا .اﺗﻬﻴ ﺄﻟﻲ إﻧ ﻲ ﺳ ﺎﻣﻊ ﺻ ﻮت ﻓﻠﻘﺘﻴﻬ ﺎ وهﻤ ﺎ ﺑﻴﺨﺒﻄ ﻮا ﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ .آ ﻞ ﺣﺎﺟ ﺔ اﻟﻮﻗ ﺖ ﺗﻔﻜﺮﻧ ﻲ ﺑ ﺎﻟﻠﻲ آ ﺎن .ﻣﻼﻳ ﺔ ﻟ ﻒ ﻣﺤﺒﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﻴﺰ ﻣﻘﻠﻮﻇﺔ .ﺷﻔﺘﻴﻦ ﺗﺨﺎن ﻣﻦ اﻟﺒﺮﻗ ﻊ .دراع ﻣﺮﺑ ﺮب ﻓ ﻲ ﻧ ﺺ آ ﻢ أوآﺘ ﻒ ﻋﺮﻳ ﺎن ﻣ ﻦ ﺑﻠﻮزة ﺟﺎﺑﻮﻧﻴﺰ. ﻳ ﺮﻳﻦ اﻟﺼ ﻤﺖ ﻋﻠ ﻰ اﻹﺛﻨ ﻴﻦ .ﺻ ﻮت اﻟﺮادﻳ ﻮ ﻣ ﻦ ﻏﺮﻓ ﺔ اﻟﻜﻮﻧﺴ ﺘﺎﺑﻞ" .ﻓﺮﻳ ﺪ اﻷﻃ ﺮش" .أﻟﻤ ﺢ ﺑﻘ ﺔ ﻣﺴﺮﻋﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤ ﺎﺋﻂ .ﺗﺮﻳ ﺪ أن ﺗﺨﺘﻔ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻨ ﻮر .أﻣ ﺪ أﺻ ﺒﻌﻲ وأﻓﻌﺼ ﻬﺎ .أآ ﺘﻢ ﺗﻨﻔﺴ ﻲ آ ﻲ ﻻ أﺷ ﻢ راﺋﺤﺘﻬﺎ اﻟﻜﺮﻳﻬﺔ. ﺻﻮت أﺑﻲ :أول اﻟﺸﻬﺮ رﺣﺖ أﻗﺒﺾ اﻟﻤﻌﺎش .آﺎن ﻓﻴﻪ واﺣﺪ ﻋﺠﻮز ﻻﺑﺲ ﺟﺎآﺘﺔ آﺎروهﺎت وﻗﻤﻴﺺ ﻏﺎﻣﻖ وآﺮاﻓﺘﺔ داﻳﺒﺔ .ﺣﺮف ﻃﺮﺑﻮﺷ ﻪ ﻣﺴ ﻮّد ﻣ ﻦ اﻟﻌ ﺮق .آ ﺎن واﻗ ﻒ ﻣﺴ ﻨﻮد ﻋﻠ ﻲ ﻋﺼ ﺎﻳﺔ .ﻻﺑ ﺲ ى ﻣﺎ ﻳﻜ ﻮن ﺳ ﺮﺣﺎن ﻧﻀﺎرة ﻣﻘﻌﺮة .ﻣﺘﻌﺮﻓﺶ ﺑﻴﺒﺺ ﻓﻴﻦ .دورﻩ ﺟﻪ ﻣﺘﺤﺮآﺶ .ﻓﻀﻞ واﻗﻒ ﺳﺎآﺖ ز ْ وﻣﺴﺘﻌﺪ ﻳﻔﻀﻞ ﻣﺴﺘﻨﻲ ﻟﺘﺎﻧﻲ ﻳﻮم .ﻣﻮﻇﻒ اﻟﺨﺰﻳﻨﺔ ﻳﻌﺮﻓﻨ ﻲ .ﺑﻴﺎﺧ ﺪ ﻣﻨ ﻲ اﻟﺒ ﻮاﻗﻲ .ﻣ ﺪ ﻟ ﻲ إﻳ ﺪﻩ ﻳﺎﺧ ﺪ اﻟﺴ ﺮآﻲ .ﻗﻤ ﺖ ﺷ ﺎورت ﻟﻠﻌﺠ ﻮز ﻳﺴ ﺒﻘﻨﻲ .ﻗ ﺎل ﺣﺎﺟ ﺔ ﺑﺼ ﻮت ﻣ ﺶ واﺿ ﺢ .اﻟﻤﻮﻇ ﻒ أﺷ ﺎرﻟﻪ ﻋﻠ ﻰ ﺷﺒﺎك ﺗﺎﻧﻲ .ﺑﺪأ ﻳﺘﺤﺮك ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ .ﺳﺎﻋﺪﺗﻪ ﻳﻮﺻﻞ ﻟﻠﺸﺒﺎك اﻟﺘﺎﻧﻲ.ﻻ ﺷﻜﺮﻧﻲ وﻻ ﺑ ﺺ ﻟ ﻲ .آ ﺄﻧﻲ ﻣ ﺶ هﻨﺎ .ﻟﻤﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﻟﻘﻴﺘﻪ واﻗﻒ ﻣﺴﻨﻮد ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣﻮد اﻟﻨﻮر .ﻓﻀﻞ واﻗﻒ ﻣﺪة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑﺎﺻ ﺺ ﻗﺪاﻣ ﻪ .زي ﻣﻴﻜﻮن ﻧﺴﻲ هﻮ ﻓﻴﻦ .ﻣﻘﺪرﺗﺶ أﻗﺮب ﻣﻨﻪ .آﻠﻬﺎ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﺗﻼﺗﺔ وأﺑﻘﻰ زﱞﻳﻪ. ﻳﻘﻮل "ﻋﻠﻲ ﺻﻔﺎ" :ﻳﺎ راﺟﻞ ﺗﻒ ﻣﻦ ﺑﻘ ﻚ .ﻟﺴ ﻪ ﺑ ﺪري .أﺷ ﻌﺮ ﺑ ﺄﺑﻲ ﻳﻬ ﺰ رأﺳ ﻪ :أﻧ ﺎ اﻟﻮﻗ ﺖ ﺑﺘﻜﻌﺒ ﻞ وأﻧﺎ ﻣﺎﺷﻲ .ﻋﻨﻲ ﺑﺘﺰﻏﻠﻞ .وﻣﻌﺪﺗﺶ ﺑﺄﺳﻤﻊ آ ﻮﻳﺲ .ﺿﺮﺳ ﻲ وﺟﻌﻨ ﻲ ورﺣ ﺖ ﻟﻠ ﺪآﺘﻮر .ﻗ ﺎﻟﻠﻲ اﻟﻠﺤ ﻢ ﺑ ﻴﻜﺶ .ﻳﻘ ﻮل "ﺻ ﻔﺎ" :اﻟﻤﻬ ﻢ اﻟﻌﺼ ﺐ .ﻳ ﺄﺗﻴﻨﻲ ﺻ ﻮت أﺑ ﻲ آﺄﻧ ﻪ ﻣ ﻦ ﺑﻌﻴ ﺪ :ﻋﺼ ﺐ إﻳ ﻪ؟ .دول ﺑﻘ ﻮا ﻧﻘﻄﺘﻴﻦ .راح اﻟﺮﺷﺎش ﺑﺘﺎع زﻣﺎن.
35
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
١٢ ﻳﻨﻬﺾ ﺗﻼﻣﻴﺬ اﻟﺼﻔﻮف اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ اﻟﻜﺒﺎر واﻗﻔﻴﻦ .ﺻﻴﺤﺎت ﻓﻲ اﻟﺤﻮش .ﻧﺤﻤﻞ ﺣﻘﺎﺋﺒﻨﺎ وﻧﻐ ﺎدر اﻟﻔﺼ ﻞ. ﻧﻨﻀ ﻢ إﻟ ﻰ ﺗﻼﻣﻴ ﺬ اﻟﻔﺼ ﻮل اﻷﺧ ﺮى .ﻳ ﺮدد اﻟﺠﻤﻴ ﻊ ":اﻟﻴ ﻮم ﺣ ﺮام ﻓﻴ ﻪ اﻟﻌﻠ ﻢ" .ﻧﺘﺠﻤ ﻊ ﻓ ﻲ اﻟﻔﻨ ﺎء. اﻟﻨ ﺎﻇﺮ ﻳﻘ ﻒ ﻋﻨ ﺪ ﺑ ﺎب اﻟﻤﺪرﺳ ﺔ اﻟﻤﻐﻠ ﻖ .أﺻ ﻮات ﻣﻈ ﺎهﺮة ﻓ ﻲ اﻟﺨ ﺎرج .ﻳﻨﻬ ﺎل اﻟﻄ ﻮب ﻋﻠ ﻰ ﺑ ﺎب اﻟﻤﺪرﺳ ﺔ .ﻳﻨﺴ ﺤﺐ اﻟﻨ ﺎﻇﺮ وﻳﻔ ﺘﺢ اﻟﺒ ﻮاب اﻟﺒ ﺎب .ﻧﺘ ﺪﻓﻖ إﻟ ﻰ اﻟﺸ ﺎرع وﻧﻨﻀ ﻢ إﻟ ﻰ ﺗﻼﻣﻴ ﺬ اﻟﻤ ﺪارس اﻟﻤﺠ ﺎورة .ﺗﻨﻄﻠ ﻖ اﻟﻤﻈ ﺎهﺮة ﻓ ﻲ اﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﺸ ﺎرع اﻟﺮﺋﻴﺴ ﻲ .ﻧ ﺮدد ﺧﻠ ﻒ اﻟﺘﻼﻣﻴ ﺬ اﻟﻤﺤﻤ ﻮﻟﻴﻦ ﻋﻠ ﻰ اﻷﻋﻨ ﺎق" :اﷲ أآﺒ ﺮ وﷲ اﻟﺤﻤ ﺪ"" ،ﻋ ﺎش اﻟﻜﻔ ﺎح اﻟﻤﺸ ﺘﺮك ﻟﺸ ﻌﻮب وادي اﻟﻨﻴ ﻞ"" ،اﻟﺠ ﻼء ﺑﺎﻟﺪﻣﺎء""" ،اﻟﻨﺤﺎس" زﻋﻴﻢ اﻷﻣﺔ" .ﻳﻨﺘﻈﺮﻧﺎ اﻟﺒﻮﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺸﺎرع .ﻳﺴﺪون اﻟﻄﺮﻳ ﻖ ﺑﺼ ﻒ ﻣﻦ اﻟﺠﻴﺎد .ﻳﺘﻘﺪﻣﻮن ﻧﺤﻮﻧﺎ ﻓﻨﺠﺮي. أه ﺮب ﻣ ﻦ ﺣ ﺎرة ﺟﺎﻧﺒﻴ ﺔ .أﻗ ﻒ أﻣ ﺎم ﺑ ﺎﺋﻊ ﺻ ﺤﻒ .أﺗﺄﻣ ﻞ ﺻ ﻮر اﻟﻤﻤ ﺜﻼت ﻓ ﻮق أﻏﻠﻔ ﺔ ﻣﺠ ﻼت "اﻟﻜﻮاآﺐ" و"اﻻﺛﻨ ﻴﻦ" و"ﻣﺴ ﺎﻣﺮات اﻟﺠﻴ ﺐ" .أﺗﻨ ﺎول واﺣ ﺪة ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﺻ ﻮرة"ﻃ ﺮزان" .ﻳﻨﻬﺮﻧ ﻲ اﻟﺒﺎﺋﻊ وﻳﺠﺬﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﺪي .أﺷﺘﺮي آﺮاﺳﺔ أﻏ ﺎﻧﻲ ﺑﺨﻤﺴ ﺔ ﻣﻠﻴﻤ ﺎت .أواﺻ ﻞ اﻟﺴ ﻴﺮ .أﻋﺒ ﺚ ﺑﻘ ﺪﻣﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺘ ﺮاب .أﻟﻤ ﺢ ﻗﻄﻌ ﺔ ﺣﺪﻳ ﺪ ﻣﺴ ﺘﺪﻳﺮة .أﺑﺘﻌ ﺪ ﻋﻨﻬ ﺎ .أﺗﺤﺎﺷ ﻰ اﻟﻤ ﺮور أﻣ ﺎم دآ ﺎن ﺷ ﻴﺦ اﻟﺤ ﺎرة .أﺑﻠ ﻎ اﻟﻤﻨﺰل .أدق اﻟﺠﺮس .ﻻ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ أﺑﻲ .أدق اﻟﺠ ﺮس ﻣ ﺮة أﺧ ﺮى .ﺗﻔ ﺘﺢ ﻟ ﻲ ﺳ ﺖ "ﺗﺤﻴ ﺔ" .ﺗﻘ ﻮل": أﺑ ﻮك ﺧ ﺮج .اﻗﻔ ﻞ اﻟﺒ ﺎب وراك" .ﺗﺘﺮآﻨ ﻲ وﺗﺘﺠ ﻪ إﻟ ﻰ اﻟﻤﻄ ﺒﺦ .أﻏﻠ ﻖ اﻟﺒ ﺎب اﻟﺨ ﺎرﺟﻲ .أدﻓ ﻊ ﺑ ﺎب اﻟﻐﺮﻓ ﺔ ﻓﺄﺟ ﺪﻩ ﻣﻐﻠﻘ ًﺎ .ﻣﻌ ﻲ اﻟﻤﻔﺘ ﺎح .أدﺧ ﻞ وأﺿ ﻊ اﻟﺸ ﻨﻄﺔ ﻓ ﻮق اﻟﻤﻜﺘ ﺐ .أﺧﻠ ﻊ ﻣﻼﺑﺴ ﻲ وأرﺗ ﺪي اﻟﺒﻴﺠﺎﻣﺔ ذات اﻟﺰراﻳﺮ اﻟﺼﻔﻴﺢ .أﻋﻮد إﻟﻰ اﻟﺒﺎب .أﻗﻒ ﻓﻲ ﻓﺘﺤﺘﻪ ﻣﻨﺼﺘﺎ .أﺧﺮج إﻟﻰ اﻟﺼﺎﻟﺔ. ﺻﻮت واﺑ ﻮر "اﻟﺒﺮﻳﻤ ﻮس" ﻓ ﻲ اﻟﻤﻄ ﺒﺦ .أﺧﻄ ﻮ ﻓ ﻲ ﺧﻔ ﺔ ﻧﺤ ﻮ اﻟﻄﺮﻗ ﺔ .أﺗﺤﺎﺷ ﻰ اﻟﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﻓﺘﺤ ﺔ اﻟﻜﻨﻴﻒ .أﻗﺘﺮب ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﻤﻄﺒﺦ .أﻟﺘﺼﻖ ﺑﺎﻟﺤ ﺎﺋﻂ .أﻣ ﺪ رأﺳ ﻲ ﻓ ﻲ ﺣ ﺬر .ﺗﺠﻠ ﺲ ﻓ ﻮق ﻣﻘﻌ ﺪ اﻟﻤﻄ ﺒﺦ اﻟﻮاﻃﺊ .ﺗﻘﺸﺮ ﻓﺼﻮص ﺛﻮم .ﺑﺠﻮاره ﺎ ﻃﺒ ﻖ ﻓ ﻮل ﻣ ﺪﻣﺲ.أﺗﺮاﺟ ﻊ ﻧﺤ ﻮ اﻟﺼ ﺎﻟﺔ .أدور ﺣ ﻮل اﻟﻤﺎﺋ ﺪة ﺣﺘ ﻰ ﺑ ﺎب ﻏﺮﻓﺘﻬ ﺎ .ﻣﻔﺘ ﻮح .أﻗﺘ ﺮب ﻣﻨ ﻪ .ﻓ ﻮق اﻟﺴ ﺮﻳﺮ ﻓﺴ ﺘﺎن أزرق ﻣﺸ ﺠﺮ وﻋﻠ ﻰ اﻷرض ﺣ ﺬاء أﺑﻴﺾ ﺑﻜﻌﺐ ﻋﺎﻟﻲ .ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﺋﻂ ﺻﻮرة آﺒﻴﺮة ﻓ ﻲ إﻃ ﺎر ﻣ ﺬهﺐ ﻟﻠﻜﻮﻧﺴ ﺘﺎﺑﻞ ﻓ ﻲ ﻣﻼﺑﺴ ﻪ اﻟﻌﺴ ﻜﺮﻳﺔ. وﺟﻬﻪ ﺑﺎﺳﻢ .ﻃﺮﺑﻮﺷﻪ ﻃﻮﻳ ﻞ وﻣﺎﺋ ﻞ ﻧﺎﺣﻴ ﺔ اﻟﻴﺴ ﺎر .ﺷ ﻮﻓﻴﻨﻴﺮة ﻋﻠ ﻰ اﻟﻴﻤ ﻴﻦ ﻓﻮﻗﻬ ﺎ ﻣ ﺮﺁة آﺒﻴ ﺮة ﻓ ﻲ إﻃﺎر ﻣﻌﺪﻧﻲ ﺑﺎهﺖ اﻟﻠﻮن .اﻟﻤﺮﺁة ﻣﺎﺋﻠﺔ ﻣﺴﺘﻨﺪة ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻟﺸﻮﻓﻴﻨﻴﺮة .ﺑﻬﺎ ﺷﻖ ﻓﻲ أﻋﻠ ﻰ زﺟﺎﺟﻬ ﺎ. ﻓﻮق اﻟﺸﻮﻓﻴﻨﻴﺮة أﺷﻴﺎء آﺜﻴﺮة ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺻﻨﺪوق ﺷﻜﻮﻻﺗﺔ .ه ﻞ ﺗﻜﺘﺸ ﻒ اﻷﻣ ﺮ إذا أﺧ ﺬت ﻗﻄﻌ ﺔ؟ .أره ﻒ اﻟﺴﻤﻊ .ﺗﻐﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻄﺒﺦ":ﻳﻮم ﻣﺎ اﺗﻘﺎﺑﻠﻨﺎ اﺣﻨﺎ اﻹﺛﻨﻴﻦ" .ﻳﻘﺘﺮب ﺻﻮﺗﻬﺎ. أﺑﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﺑﺎب اﻟﻐﺮﻓﺔ.أﻗﻒ إﻟﻰ ﺟﻮارﺑﺎب اﻟﻤﻨﻮر .أﺗﻄﻠﻊ إﻟﻲ ﻧﺎﻓﺬة أم "زآﻴﺔ" .ﻣﻐﻠﻘ ﺔ وﻣﻈﻠﻤ ﺔ .ﺗﻠ ﺞ ﻰ أن أﺗﺒﻌﻬ ﺎ .ﺗﻀ ﻊ اﻟﻜ ﻮب ﻓ ﻮق اﻟﺼ ﺎﻟﺔ .ﻓ ﻲ ﻳ ﺪهﺎ آ ﻮب ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﺎي .ﺗﺘﺠ ﻪ إﻟ ﻰ ﻏﺮﻓﺘﻬ ﺎ .ﺗﺸ ﻴﺮ إﻟ ّ اﻟﺸﻮﻓﻴﻨﻴﺮة .ﺗﻔﺘﺢ ﺻ ﻨﺪوق اﻟﺸ ﻜﻮﻻﺗﺔ وﺗﺘﻨ ﺎول ﻗﻄﻌ ﺔ ﻣﻠﻔﻮﻓ ﺔ ﻓ ﻲ ورق أﺻ ﻔﺮ اﻟﻠ ﻮن .ﺗﻘ ﺪﻣﻬﺎ إﻟ ﻰ. ﺗﺴﺘﻔﺴﺮ ﻋﻦ أﻣﻲ.ﻳﺤﻤﺮ وﺟﻬﻲ وﻻ أﺟﻴﺐ .ﺟﺎﻟﺴﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﻌﺪ وﺳﻂ اﻟﺼ ﺎﻟﺔ وﻗ ﺪ ﺗﻬ ﺪل ﺷ ﻌﺮهﺎ اﻟﻐﺰﻳ ﺮ ﻋﻠﻲ آﺘﻔﻴﻬﺎ .ﺗﻮﻟﻮل :ﺁﻩ ﻳﺎدﻣﺎﻏﻲ .وﺟﻬﻬﺎ ﻣﺘﺄﻟﻢ .ﻳﻨﺎوﻟﻬ ﺎ أﺑ ﻲ ﻗﻄﻌ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟ ﺜﻠﺞ .ﺗﻀ ﻌﻬﺎ ﻓ ﻮق رأﺳ ﻬﺎ وﺗﻀﻐﻄﻬﺎ ﺑﻴﺪهﺎ. ﺗﺸﻌﻞ ﺳﻴﺠﺎرة .ﺗﻨﺤﻨﻲ أﻣﺎم اﻟﻤﺮﺁة اﻟﻤﺎﺋﻠﺔ .ﺗﻤﺸﻂ ﺷﻌﺮهﺎ وﺗﺘﻔﺮس ﻓﻲ ﻣﻼﻣﺤﻬ ﺎ .ﺗﻠ ﻒ ﺧﺼ ﻠﺔ ﻓ ﻮق ﺟﺒﻴﻨﻬﺎ .ﺗﻤﺮ ﺑﺈﺻﺒﻊ اﻟﺮوج ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ اﻟﻤﻤﺘﻠﺌﺘﻴﻦ.ﻷول ﻣ ﺮة أﺷ ﻬﺪ ﻋﻤﻠﻴ ﺔ وﺿ ﻊ اﻷﻟ ﻮان ﻷن أﻣ ﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ .ﺷﻔﺘﻬﺎ اﻟﺴﻔﻠﻲ اﻟﻤﻤﺘﻠﺌﺔ ﻣﺸﻘﻮﻗﺔ ﺗﻨﺰ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺪﻣﺎء. أرﻗﺒﻬﺎ ﻣﺒﻬﻮرا .وﺟﻬﻬ ﺎ ﻳ ﺰداد ﺟﻤ ﺎﻻ ﻟﺤﻈ ﺔ ﺑﻌ ﺪ أﺧ ﺮى .ﺗﻠﺘﻘ ﻲ ﻋﻴﻨ ﺎى ﺑﻌﻴﻨﻴﻬ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺮﺁة .ﻳﺘﻀ ﺮج وﺟﻬﻲ .أﻧﺪﻓﻊ ﻧﺤﻮهﺎ ﺑﻐﺘﺔ ﻗﺎﺋﻼ :ﻣﺎﻣﺎ "ﺗﺤﻴﺔ".إﻧ ﺖ ﺣﻠ ﻮة ﻗ ﻮي .ﺗﺤﺘ ﻮﻳﻨﻲ ﺑ ﻴﻦ ﺳ ﺎﻋﺪﻳﻬﺎ وﺗﻀ ﻤﻨﻲ إﻟﻰ ﺻﺪرهﺎ .ﺗﺘﺴﻠﻞ إﻟﻰ أﻧﻔﻲ راﺋﺤﺘﻬﺎ اﻟﻨﻈﻴﻔﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻄ ﺔ ﺑﺮاﺋﺤ ﺔ ﺻ ﺎﺑﻮن "اﻟﻠ ﻮآﺲ" .ﺗﻤ ﻸ وﺟﻬ ﻲ 36
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
ﺑﺎﻟﻘﺒﻞ ﻓﻮق ﻋﻴﻨﻲ وﺧﺪي وﻓﻤﻲ ﻗﺎﺋﻠﺔ:واﻧﺖ آﻤﺎن ﺣﻠﻮ .ﺗﺒﻌﺪﻧﻲ ﻋﻦ ﺻﺪرهﺎ وﺗﺘ ﺄﻣﻠﻨﻲ .ﺗﻤ ﺪ إﺻ ﺒﻌﻬﺎ ﻼ ﺻ ﻐﻴﺮًا .ﺗﺒ ﺪو ﻓ ﻲ ﻲ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﺛﻢ ﺗﺠﺬب اﻟﺴﻔﻠﻰ ﻓﻲ رﻗﺔ آﺄﻧﻬﺎ ﺗﺪاﻋﺐ ﻃﻔ ً إﻟﻰ ﻓﻤﻲ ﻓﺘﻔﺼﻞ ﺷﻔﺘ ﱠ ﻋﻴﻨﻴﻬ ﺎ اﺑﺘﺴ ﺎﻣﺔ ﺳ ﺎهﻤﺔ .ﺗﻀ ﻤﻨﻲ ﻣ ﻦ ﺟﺪﻳ ﺪ .ﺗﻘ ﻮل ﻓ ﻲ ﺻ ﻮت ﺧﺎﻓ ﺖ :أﻧ ﺎ ﻋﻨ ﺪي اﺑ ﻦ أﺻ ﻐﺮ ﻣﻨ ﻚ ﺑﺴﻨﺘﻴﻦ .أﺳﺄﻟﻬﺎ:هﻮ ﻓﻴﻦ؟ .ﺗﻘﻮل :ﻣﻊ أﺑﻮﻩ.ﺗﺪﻣﻊ ﻋﻴﻨﺎهﺎ .وﻓﺠﺄة ﺗﻨﻔﺮج أﺳﺎرﻳﺮهﺎ وﺗﻀﺤﻚ. ﺗﺒﻌﺪﻧﻲ ﻋﻨﻬﺎ وﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﺧﺪي وﺷﻔﺘﻲ :وﺷﱠﻚ اﺗﻤﻠﻰ أﺣﻤﺮ .ﺷﻮف" .أﻗﺘﺮب ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﻮﻓﻴﻨﻴﺮة .أﺗﻄﻠ ﻊ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺁة .ﺗﺠ ﺬﺑﻨﻲ ﻧﺤﻮه ﺎ وﺗﺠﻠ ﺲ ﻓ ﻮق ﺣﺎﻓ ﺔ اﻟﺴ ﺮﻳﺮ .ﺗﺄﺧ ﺬﻧﻲ ﺑ ﻴﻦ ﺳ ﺎﻗﻴﻬﺎ.ﺗﺘﻨ ﺎول ﻓﻮﻃ ﺔ رﻃﺒ ﺔ وﺗﻨﻈﻒ ﻟﻲ وﺟﻬﻲ .ﺗﺘﺨﻠﻞ ﺷﻌﺮ رأﺳﻲ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻬﺎ .ﺗﻔﻠﻴﻪ ﻟﻲ وه ﻲ ﺗﻐﻨ ﻲ .أﻗﺒﻠﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﺳ ﺎﻋﺪهﺎ اﻟﻄ ﺮي وﻓﻲ رﻗﺒﺘﻬﺎ .أﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ أن ﺗﺤﻜﻲ ﻟﻲ ﺣﻜﺎﻳﺔ. ﺗﻔﻜﺮ ﻗﻠﻴﻼ ﺛﻢ ﺗﻘﻮل :آﺎن ﻓﻴﻪ راﺟﻞ ﻋﺠﻮز ﻓﻘﻴﺮ وإﺑﻨﻪ.أﻧﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ارﺗﻴﺎب .ﺗﻮاﺻﻞ :آﺎﻧﻮا ﻗﺎﻋ ﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺷﻘﺔ أول دور .أدرك أﻧﻬﺎ ﺗﻘﺼﺪﻧﺎ أﻧﺎ وأﺑﻲ .أﺗﻀﺎﻳﻖ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺼﻔﻨﺎ ﺑ ﺎﻟﻔﻘﺮاء .أﻗ ﺮر أن أﺷ ﻜﻮ ﻷﺑ ﻲ ﻋﻨﺪ ﻋﻮدﺗﻪ .أﺑﺘﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ .ﺗﺤﺘﻀﻨﻨﻲ وهﻲ ﺗﻀﺤﻚ :ﻣﺎ ﺗﺰﻋﻠﺶ .أﺗﺨﻠ ﺺ ﻣ ﻦ ذراﻋﻴﻬ ﺎ ﻏﺎﺿ ﺒﺎ .ﺗﺮﺑ ﺖ ﻋﻠﻲ وﺗﺼﺎﻟﺤﻨﻲ .ﺗﻘﻮل ﻳﺎﷲ ﻧﺨﺮج .أﻗﻮل :وﺑﺎﺑﺎ؟. ـ راﺟﻊ ﻣﺘﺄﺧﺮ.أﺧﺮج ﻋﻠﺸﺎن أﻟﺒﺲ. أذهﺐ إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻨﺎ .ﺗﻨﺎدي ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ .أﻗﻮل إﻧ ﻲ أرﺗ ﺪي ﻣﻼﺑ ﺲ اﻟﺨ ﺮوج .ﺗﻘ ﻮل :ﻣ ﺶ ﺿ ﺮوري. ﺧﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﺒﻴﺠﺎﻣﺔ .ـ ﻃﺐ اﻟﺠﺰﻣﺔ. ـ ﺧﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﺸﺒﺸ ﺐ .أذه ﺐ إﻟ ﻰ ﻏﺮﻓﺘﻬ ﺎ .أﺟ ﺪهﺎ ﻗ ﺪ ارﺗ ﺪت اﻟﻔﺴ ﺘﺎن اﻟﻤﺸ ﺠﺮ واﻟﺤ ﺬاء اﻷﺑ ﻴﺾ .ﺗﻠ ﻒ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻤﻼءة ﺳﻮداء .ﺗﺴﻮي ﻃﺮﻓﻬﺎ ﻓﻮق رأﺳﻬﺎ ﻟﺘﻐﻄ ﻲ ﺷ ﻌﺮهﺎ .ﺗﺤﺒ ﻚ ﻟﻔﻬ ﺎ ﺣ ﻮل وﺳ ﻄﻬﺎ .ﺗﺘﺄﻣ ﻞ ﻼ ﻟﺘ ﺮى ﻇﻬﺮه ﺎ .أﻗﺘ ﺮح أن ﺗﻜﺘ ﺐ ورﻗ ﺔ ﻷﺑ ﻲ ﺗﺨﺒ ﺮﻩ ﺑﺨﺮوﺟﻨ ﺎ. ﻧﻔﺴ ﻬﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺮﺁة ﺗﺴ ﺘﺪﻳﺮ ﻗﻠ ﻴ َ ﺗﻘ ﻮل:اآﺘﺒﻬ ﺎ إﻧ ﺖ .أﻧ ﺎ ﻣﻌ ﺮﻓﺶ أآﺘ ﺐ .أﻣ ﻲ ﺗﺒ ﺮي اﻟﻘﻠ ﻢ اﻟﺮﺻ ﺎص .ﻳﻨﻜﺴ ﺮ اﻟﺴ ﻦ .ﺗﻌﻄﻴ ﻪ ﻷﺑ ﻲ ﻣ ﻊ اﻟﺒﺮاﻳﺔ .ﻳﻀ ﻊ اﻟﺒﺮاﻳ ﺔ ﺟﺎﻧﺒ ﺎ .ﻳﺤﻀ ﺮ اﻟﻤ ﻮس وﻳﺒ ﺮي اﻟﻘﻠ ﻢ ﺑﻌﻨﺎﻳ ﺔ .ﻻ ﻳﻨﻜﺴ ﺮ ﻣﻨ ﻪ اﻟﺴ ﻦ أﺑ ﺪا .ﺗﻔ ﺘﺞ ﺻﻔﺤﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻓﻲ دﻓﺘﺮهﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮ. أآﺘﺐ اﻟﻮرﻗﺔ وأﺿﻌﻬﺎ ﻓﻮق ﻓﺮاﺷﻨﺎ .أﻏﻠﻖ ﺑﺎب اﻟﺤﺠﺮة .أﺿﻊ اﻟﻤﻔﺘﺎح ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻲ.ﻧﻐ ﺎدر اﻟﻤﻨ ﺰل .ﻧﺒﻠ ﻎ اﻟﺸﺎرع ﻓﻨﺘﺠ ﻪ ﻳﺴ ﺎرًا .اﻟﻤﻘﻠ ﺔ واﻟﻤﻜ ﻮﺟﻲ .اﻟ ﺮءوس ﺗﺴ ﺘﺪﻳﺮ ﻧﺤﻮﻧ ﺎ .اﻟﻌﻴ ﻮن ﺗﺘﺎﺑﻌﻨ ﺎ.أﺣ ﺪ اﻟﺠﺎﻟﺴ ﻴﻦ أﻣﺎم دآﺎن ﻓﺴﺨﺎﻧﻲ ﻳﺼﺒﺢ" :ﻳﺎ ﺑﺎﺷﺎ" .أدرك أن ﺻﻴﺤﺘﻪ ﻣﻮﺟﻬﺔ إﻟﻴﻨﺎ .أﻧﻈﺮ إﻟﻰ اﻷرض .ﺗﺴ ﻴﺮ ﻓ ﻲ ﺛﺒﺎت دون أن ﺗﻌﺒﺄ .دآﺎن ﻣﻨﺠﺪ أﻣﺎﻣﻪ أآﻴﺎس اﻟﻘﻄﻦ .ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻟﺤﺎف ﻣﻔ ﺮوش وﺳ ﻂ اﻟ ﺪآﺎن .ﻳﺠﻠ ﺲ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﺎﻟﺔ .ﻳﻀ ﺮب اﻟﻘﻄ ﻦ ﺑﺴ ﻠﻚ ﻣﺜﺒ ﺖ ﻓ ﻲ ﻋﺼ ﺎ آﺒﻴ ﺮة .ﺗﻔ ﺘﺢ أﻣ ﻲ ﺷ ﺒﺎك اﻟﻤﻨ ﻮر ﻟﺘﻄ ﺮد اﻟﻐﺒ ﺎر. ﻳﻔﺮش ﻗﻤﺎش اﻟﻤﺮﺗﺒﺔ .أﺧﻔﻲ ﻋﻨﻪ اﻟﻤﻘﺺ .ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻟﻬﻮﺟﺔ. ﻧﻌﺒﺮ ﺷﺎرﻋًﺎ ﻓﺴﻴﺤًﺎ .ﻧﻤﺮ ﻣﻦ أﻣ ﺎم آﻨﻴﺴ ﺔ .ﻧ ﺪﻟﻒ إﻟ ﻰ ﺣ ﺎرة ﻣﻈﻠﻤ ﺔ .ﺣ ﺎرة أﺧ ﺮى .ﺣ ﺎﻧﻮت ﺗﺼ ﻄﻒ أﻣﺎﻣ ﻪ ﺑﺮاﻣﻴ ﻞ اﻟﻄﺮﺷ ﻲ .ﻣ ﺪﺧﻞ ﻗ ﺬر وﻣﻈﻠ ﻢ .ﻧﺼ ﻌﺪ ﺳ ﻠﻤًﺎ ﺿ ﻴﻘ ًﺎ .راﺋﺤ ﺔ ﻋﻔ ﻦ.أﺗﻌﺜ ﺮ ﻓ ﻲ إﺣ ﺪى اﻟﺪرﺟﺎت .ﺗﻠﺤﻘﻨﻲ ﺑﻴﺪهﺎ وﺗﻀﻤﻨﻲ إﻟﻴﻬﺎ .ﻧﺘﻮﻗﻒ أﻣ ﺎم ﺑ ﺎب ﺷ ﻘﺔ .ﺗ ﺪق اﻟﺒ ﺎب.ﺗﻔ ﺘﺢ ﻟﻨ ﺎ ﻓﺘ ﺎة ﺻ ﻐﻴﺮة. ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺼﺒﺎح زﻳﺖ .ﺗﻘﻮدﻧﺎ إﻟﻰ ﺻﺎﻟﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻷﺛ ﺎث .ﻏﺮﻓ ﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣ ﺔ ﺑﻬ ﺎ ﻓ ﺮاش ﻋ ﺮﻳﺾ .اﻣ ﺮأة ﻣﻤﺪدة ﺗﺤﺖ اﻷﻏﻄﻴﺔ .ﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﻣﺎﻣ ﺎ "ﺗﺤﻴ ﺔ" أو أآﺒ ﺮ ﻗﻠ ﻴﻼ .هﻨ ﺎك ﻣﻨ ﺪﻳﻞ ﺣ ﻮل ﻋﻨﻘﻬ ﺎ .ﺗﻘ ﻮل ﻣﺎﻣ ﺎ "ﺗﺤﻴ ﺔ" :ﻣﺎﻟ ﻚ ﻳ ﺎ "ﺻ ﺒﺎح"؟" .ﺗﺠﻴ ﺐ ﻓ ﻲ ﺻ ﻮت ﻣﺒﺤ ﻮح :ﺷ ﻮﻳﺔ ﺑ ﺮد" .ﺗﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ ﻣﺒﺘﺴ ﻤﺔ. ـ إﺑﻨﻪ؟. ﺗﻀﺤﻚ "ﻣﺎﻣﺎ ﺗﺤﻴﺔ" :ﻻ إﺑﻨﻲ أﻧﺎ.
37
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
ـ ﻻ ﻳﺎ ﺷﻴﺨﺔ. ـ إﺑﻦ اﻟﺠﻴﺮان. ﺗﺨﻠﻊ اﻟﻤﻼءة وﺗﻀﻌﻬﺎ ﻓﻮق آﺮﺳﻲ .ﺗﺘﺄﻣﻞ "ﺻﺒﺎح" ﻓﺴﺘﺎﻧﻬﺎ .ﺗﺴﺄﻟﻬﺎ "ﻣﺎﻣﺎ ﺗﺤﻴﺔ" ":إﻳﻪ ﻋﺎﺟﺒﻚ؟ ـ ﻗﻮي .هﻮ اﻟﻠﻲ ﺟﺎﺑﻬﻮﻟﻲ .ﺗﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮاش وأﺟﻠﺲ إﻟﻰ ﺟﻮارهﺎ .ﺗﻠﺘﻘﻂ ﻣﺠﻠﺔ ﻣﺼﻮرة ﻣﻦ ﻓﻮق اﻷﻏﻄﻴﺔ .ﺗﻔﺘﺤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺻ ﻔﺤﺔ أزﻳ ﺎء .ﺗﺸ ﻴﺮ إﻟ ﻲ ﻓﺴ ﺘﺎن ﺣﺮﻳ ﺮي ﺗﺰﻳﻨ ﻪ اﻟ ﻮرود ﻓ ﻮق آ ﺮاﻧﻴﺶ آﺒﻴﺮة ﻣﺘﻜﺮرة ﻣﻦ أﻋﻠﻰ إﻟﻰ أﺳﻔﻞ .ﺑﺠﻮارﻩ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺨﻮص .ﺗﻘﻮل :أﻧﺎ ﻧﻔﺴ ﻲ ﻓ ﻲ ﻓﺴ ﺘﺎن زي دﻩ .ﺗﻘﻮل ﻣﺎﻣﺎ "ﺗﺤﻴﺔ" :ﻳﺠﻨﻦ .ﺗﻀﻊ "ﺻﺒﺎح" اﻟﻤﺠﻠﺔ ﺟﺎﻧﺒﺎ وﺗﺴﺄل ﻋ ﻦ اﻟﻜﻮﻧﺴ ﺘﺎﺑﻞ .ﺗﻘ ﻮل "ﻣﺎﻣ ﺎ ﺗﺤﻴﺔ" :ﻧﻘﻠﻮﻩ اﻟﺼﻌﻴﺪ .ـ ﻟﻴﻪ؟ .ـ ﻋﺸﺎن إﺿﺮاب اﻟﺒﻮﻟﻴﺲ .ـ وهﻢ أﺿ ﺮﺑﻮا ﻟﻴ ﻪ؟ .ـ ﻋ ﺎوزﻳﻦ ﻳﺘﺴ ﺎووا ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ واﻟﺮواﺗﺐ ﻣﻊ اﻟﺠﻴﺶ. ﺗﻘﻮل "ﺻﺒﺎح" :اﻟﻤﻤﺮﺿﻴﻦ ﻣﻀﺮﺑﻴﻦ هﻢ آﻤﺎن .ﺑﻴﺎﺧﺪوا أرﺑﻌﺔ واﻻ ﺧﻤﺴﺔ ﺟﻨﻴﻪ .ﻳﻌﻤﻠﻮا إﻳ ﻪ دول؟. ـ أهﻢ ﺑﻴﻜ ِﻤّﻠﻮا ﻣﻦ اﻟﻌﻴﺎﻧﻴﻦ .ﺗﻘﻮل "ﺻﺒﺎح" إن زوج أﺧﺘﻬﺎ أﺻﻴﺐ ﻓ ﻲ رأﺳ ﻪ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ اﻗ ﺘﺤﻢ اﻟﺒ ﻮﻟﻴﺲ ﻣﺴﺘﺸ ﻔﻲ اﻟﻘﺼ ﺮ اﻟﻌﻴﻨ ﻲ .ـ وﺑﻌ ﺪﻳﻦ؟ .ـ وﻻ ﻗﺒﻠ ﻴﻦ .اﺗﻔﺼ ﻞ ﻓ ﻮق أﻟ ﻒ ﻣﻤ ﺮض .وﻋﻴﻨ ﻮا ﻣﻤﺮﺿ ﺎت ﺑﺪﻟﻬﻢ. ﺗﺰﻳﺢ ﻋﻨﻬﺎ اﻷﻏﻄﻴﺔ .ﺗﻐﺎدر اﻟﻔ ﺮاش .ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﺟﻠﺒ ﺎب آﺴ ﺘﻮر ﺑﻜﻤ ﻴﻦ ﻃ ﻮﻳﻠﻴﻦ .اﻟﻘﻤ ﺎش أﺑ ﻴﺾ ﺗﺘﺨﻠﻠ ﻪ ورود ﺻ ﻐﻴﺮة .ﺗﻨﺤﻨ ﻲ ﻓ ﻮق ﻣﻮﻗ ﺪ "ﺑﺮﻳﻤ ﻮس"ﺑﺠ ﻮار اﻟﺤ ﺎﺋﻂ .ﺗﺸ ﻌﻠﻪ وﺗﻀ ﻊ ﻓﻮﻗ ﻪ آﻨﻜ ﺔ اﻟﻘﻬ ﻮة. ﻰ:أﺑﻌﺖ أﺟﻴﺒﻠﻚ آﺎزوزة؟ .ﺗﻘﻮل"ﻣﺎﻣﺎ ﺗﺤﻴﺔ" :ﻷ إﺣﻨﺎ ﻣﺎﺷﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل .ﺗﻌﻄﻴﻨ ﻲ ﺑﻮﻣﺒﻮﻧ ﺔ. ﺗﻨﻈﺮ إﻟ ّ ﺗﻘ ﻮل "ﻣﺎﻣ ﺎ ﺗﺤﻴ ﺔ" :ﺳ ﻤﻌﺖ إﻧﻬ ﻢ ﻧ ﺎوﻳﻴﻦ ﻳﻘﻔﻠ ﻮا اﻟﺒﻴ ﻮت .ﻗ ﺎل ﻣﺨﺎﻟﻔ ﺔ ﻟﻠﺸ ﺮع. ـ وآﺎﻧﻮا ﻓﻴﻦ ﻣﻦ زﻣﺎن؟. ـ ﺣﺘﻌﻤﻠﻲ إﻳﻪ؟. ﺗﻘﻮل "ﺻﺒﺎح" :اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻤﻞ رﺑﻨﺎ .ﻣﺒﻴﺴﻴﺒﺶ ﺣﺪ ﻣﻦ ﻋﺒﻴﺪﻩ .ﺗﺼﺐ اﻟﻘﻬ ﻮة ﻓ ﻲ ﻓﻨﺠ ﺎﻧﻴﻦ .ﻳﺮﺗﺸ ﻔﺎﻧﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺻ ﻤﺖ.ﺗﺸ ﻌﻞ "ﺻ ﺒﺎح" ﺳ ﻴﺠﺎرة "هﻮﻟﻴ ﻮد" .ﺗﻌﻄ ﻲ واﺣ ﺪة ل"ﻣﺎﻣ ﺎ ﺗﺤﻴ ﺔ".ﺗﺴ ﺄﻟﻬﺎ :ﻧ ﺎوي ﻳﺘﺠﻮزك؟ .ﺗﺠﻴﺐ "ﻣﺎﻣﺎ ﺗﺤﻴﺔ" وهﻲ ﺗﻨﻔﺚ دﺧﺎن اﻟﺴﻴﺠﺎرة:ﻣﺶ ﻋﺎرﻓﺔ. ١٣ أﺑﻠﻎ اﻟﻤﻴﺪان ﻓﺄﺗﺠﻪ ﻳﻤﻴﻨًﺎ .أﺗﺨﻄﻰ ﺷﺎرﻋﻲ "ﻗﻤ ﺮ" و "أﺣﻤ ﺪ ﺳ ﻌﻴﺪ" .أﻣﻀ ﻲ ﻣ ﻊ اﻟﺘ ﺮام ﻓ ﻲ ﺷ ﺎرع "اﻟﻈﺎهﺮ" ﺣﺘﻰ ﻣﻨﺘﺼﻔﻪ .أﻋﺒﺮ اﻟﺸﺎرع ﺟﺮﻳﺎ أﻣ ﺎم ﻣﻘﻠ ﺔ اﻟﻴﻬ ﻮدي .أﺷ ﺘﺮي ﺑﻤﻠﻴﻤ ﻴﻦ ﻟ ﺐ "ﺟﺮﻧ ﺔ". أﺻﻐﺮ ﺣﺠﻤًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻠ ﺐ اﻷﺳ ﻤﺮ ﻟﻜﻨ ﻪ ﻣﺸ ﻘﻮق وﻟ ﻪ ﻃﻌ ﻢ ﻣﻤﻴ ﺰ .أﺿ ﻊ اﻟﻘﺮﻃ ﺎس ﻓ ﻲ ﺟﻴ ﺐ اﻟﺒﻴﺠﺎﻣ ﺔ. أﻋ ﻮد ﻓ ﻲ اﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻤﻴ ﺪان .أﺗﻮﻗ ﻒ أﻣ ﺎم دآ ﺎن اﻟ ﺪﺧﺎﺧﻨﻲ ﻋﻨ ﺪ اﻟﻨﺎﺻ ﻴﺔ .أﺷ ﺘﺮي ﻋﻠﺒ ﺔ ﺳ ﺠﺎﺋﺮ ﻷﺑ ﻲ. ﻳﻌﻄﻴﻨﻲ اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻋﻠﺒﺔ ﺧﻀﺮاء ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺮاء اﻟﺘﻲ ﻃﻠﺒﺘﻬﺎ .أﻋﻮد إﻟﻰ اﻟﻤﻨﺰل .أﺗﻌﺜﺮ ﻓﻲ ﺑِﺮ ِآ ﺔ ﻣﻴ ﺎﻩ. ﻳﻐﻄ ﻲ اﻟﻄ ﻴﻦ ﺷﺒﺸ ﺒﻲ اﻟﻜﺎوﺗﺸ ﻮك اﻟﻤﺼ ﻨﻮع ﻣ ﻦ إﻃ ﺎر ﺳ ﻴﺎرة .أﺣ ﻚ اﻟﺸﺒﺸ ﺐ ﻓ ﻲ درﺟ ﺎت اﻟﺴ ﻠﻢ ﻣﺤ ﺎو ًﻻ إزاﻟﺘ ﻪ .أدﻳ ﺮ اﻟﻤﻔﺘ ﺎح ﻓ ﻲ ﺑ ﺎب اﻟﺸ ﻘﺔ .ﻧ ﻮر ﻣﺼ ﺒﺎح اﻟﺼ ﺎﻟﺔ ﻣﻀ ﺎء آﻤ ﺎ ﺗﺮآﺘ ﻪ .ﻏﺮﻓ ﺔ ﻀ ﺎ ﻣﻐﻠ ﻖ .أﺿ ﻊ ﻋﻠﺒ ﺔ اﻟﺴ ﺠﺎﺋﺮ ﻓ ﻮق اﻟﻜﻮﻧﺴﺘﺎﺑﻞ ﻣﻐﻠﻘﺔ .ﻳﻨﺒﻌﺚ ﻣﻨﻬﺎ ﺻﻮت اﻟﺮادﻳﻮ .ﺑﺎب ﻏﺮﻓﺘﻨ ﺎ أﻳ ً اﻟﺒﻮﻓﻴﻪ .أﺗﻘﺪم ﻣﻦ ﺣﻮض اﻟﻤﻴﺎﻩ ..أﺧﻠﻊ اﻟﺸﺒﺸﺐ وأﻏﺴﻠﻪ. أﺣﻤ ﻞ ﻋﻠﺒ ﺔ اﻟﺴ ﺠﺎﺋﺮ وأدﺧ ﻞ ﻏﺮﻓﺘﻨ ﺎ .أﺑ ﻲ ﻣﺘﺮﺑ ﻊ ﻓ ﻮق اﻟﺴ ﺮﻳﺮ .ﻋﻴﻨ ﺎﻩ ﺣﻤ ﺮاوان ووﺟﻬ ﻪ ﻣ ﺘﺠﻬﻢ. ﺷﺄﻧﻪ داﺋﻤًﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮم ﻣﻦ ﻧﻮم اﻟﻘﻴﻠﻮﻟ ﺔ .أﻗ ﺪم إﻟﻴ ﻪ ﻋﻠﺒ ﺔ اﻟﺴ ﺠﺎﺋﺮ .ﻳﻨﻔﺠ ﺮ ﻏﺎﺿ ﺒﺎ :أﻧ ﺎ ﻣ ﺶ ﻗﻠﺘﻠ ﻚ "ﺗﻮﺳﻜﺎﻧﻲ" .ﺗﻘﻮم ﺗﺠﻴﺐ "ﺗﻮﺳﻜﺎﻧﻴﻠﻠﻲ" .أﻗﻮل إن اﻟﺒﺎﺋﻊ هﻮ اﻟﺬي أﻋﻄ ﺎﻧﻲ اﻟﻌﻠﺒ ﺔ .ـ واﻧ ﺖ ﻣﻠﻜ ﺶ 38
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
ﻟﺴﺎن؟ إﻧﺖ ﻣﺶ ﻧﺎﻓﻊ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ أﺑﺪًا .أﻋﺮض ﻋﻠﻴﻪ أن أﻋﻮد إﻟﻰ اﻟﺒﺎﺋﻊ وأﺳﺘﺒﺪل اﻟﻌﻠﺒﺔ .ﺗﻬ ﺪأ ﺛﻮرﺗ ﻪ وﻳﻘﻮل :ﻷ .ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻌﻨﺪوش .إﻋﻤﻞ ﻟﻲ ﻗﻬﻮة. أﺧﺮج إﻟﻰ اﻟﺼﺎﻟﺔ .أﻗﻒ أﻣﺎم اﻟﺒﻮﻓﻴﻪ.أﺗﻨﺎول آﻨﻜ ﺔ اﻟﻘﻬ ﻮة.أﺿ ﻊ ﻣﻠﻌﻘ ﺔ ﺑ ﻦ وﻧﺼ ﻒ ﻣﻠﻌﻘ ﺔ ﺳ ﻜﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻜﻨﻜﺔ .أﺻﺐ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﺎء ﻣﻦ اﻟﻘﻠ ﺔ .أﻗﻠ ﺐ اﻟﻤﺤﺘﻮﻳ ﺎت ﺑﺎﻟﻤﻠﻌﻘ ﺔ .ﻣﻮﻗ ﺪ اﻟﺴ ﺒﺮﺗﻮ ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﺘﻮى رأﺳ ﻰ. أرﻓﻊ ﻏﻄﺎء ﺷﻌﻠﺘﻪ اﻟﻨﺤﺎﺳﻲ .أﻗﺮب ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻮد آﺒﺮﻳﺖ.أﺿﻊ اﻟﻜﻨﻜﺔ ﻓﻮق اﻟﺸﻌﻠﺔ .ﻣﺎ ﻳﺰال ﺑ ﺎب "ﻣﺎﻣ ﺎ ﺗﺤﻴﺔ" ﻣﻐﻠﻘﺎ وﺻﻮت اﻟﺮادﻳﻮ ﻳﺘﺮدد ﺧﻠﻔﻪ .أﺧﻄﻮ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺑﺎب اﻟﻤﻨﻮر .ﻧﺎﻓﺬة أم "زآﻴﺔ" ﻣﻐﻠﻘ ﺔ .أﻋ ﻮد ﺑﺴ ﺮﻋﺔ إﻟ ﻰ اﻟﻘﻬ ﻮة .أﻧﺘﻈ ﺮ ﻓ ﻲ ﺻ ﺒﺮ ﺣﺘ ﻲ ﺗﺒ ﺪأ ﻓ ﻲ اﻟﻐﻠﻴ ﺎن .أﺑﻌ ﺪ اﻟﻜﻨﻜ ﺔ ﻋ ﻦ اﻟﻨ ﺎر ﻗﺒ ﻞ أن ﺗﻔ ﻮر. أﻋﻴﺪهﺎ إﻟﻰ اﻟﻨﺎر ﻋﺪة ﻣﺮات .أﺿﻊ اﻟﻐﻄ ﺎء اﻟﻨﺤﺎﺳ ﻲ ﻓ ﻮق اﻟﺸ ﻌﻠﺔ ﻓﺘﻨﻄﻔ ﺊ .أﺻ ﺐ ﻣﺤﺘﻮﻳ ﺎت اﻟﻜﻨﻜ ﺔ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﻓﻨﺠﺎن .أﺣﻤﻠﻪ وأﻋﻮد إﻟﻰ اﻟﻐﺮﻓﺔ .أﻣﺸﻲ ﻓﻲ ﺣﺬر آ ﻲ ﻻ ﺗﻬﺘ ﺰ ﻣﺤﺘﻮﻳ ﺎت اﻟﻔﻨﺠ ﺎن وﻳ ﺰول وش اﻟﻘﻬﻮة .ﻳﺘﻨﺎول ﻣﻨﻲ اﻟﻔﻨﺠ ﺎن .أﺣﻀ ﺮ ﻟ ﻪ ﻗﻠ ﺔ اﻟﻤ ﺎء .ﻳﺠ ﺮع ﻣﻨﻬ ﺎ ﺑﺼ ﻮت ﻣﺴ ﻤﻮع .أﻣ ﻲ ﺗﺮﻓ ﻊ اﻟﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء وﺗﺼﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﻤﻬﺎ دون أن ﺗﻠﻤﺲ ﺣﺎﻓﺘﻬﺎ .أﺣﺎول ﺗﻘﻠﻴﺪهﺎ ﻓﺄﺑﻠﻞ ﻣﻼﺑﺴﻲ. ﻳﺸﻌﻞ ﺳﻴﺠﺎرة .أﺟﻠﺲ إﻟﻰ ﻣﻜﺘﺒﻲ .أﻓﺮغ ﻗﺮﻃﺎس اﻟﻠﺐ أﻣﺎﻣﻲ.أﻓﺘﺢ آﺘﺎب اﻟﻘﺮاءة اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳ ﺔ .ﻳﻨﺘﻬ ﻲ ﻣﻦ ﺷﺮب اﻟﻘﻬﻮة .ﻳﻐﺎدر اﻟﻔﺮاش .ﻳﻠﻘﻲ اﻟﻔﻮﻃﺔ ﻓﻮق آﺘﻔﻪ .ﻳﺸﻌﻞ اﻟﻨﻮر.ﻳﻐﺎدر اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻟﻴﺘﻮﺿ ﺄ .ﻳﻌ ﻮد وﻳﻔ ﺮش ﺳ ﺠﺎدة اﻟﺼ ﻼة ﻋﻠ ﻰ اﻷرض .ﻳﺼ ﻠﻲ اﻟﻤﻐ ﺮب .ﻳﺠ ﺬب اﻟﻤﺼ ﺮاع اﻟﺰﺟ ﺎﺟﻲ ﻟﻠﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ.ﻳ ﺪﻓﻊ ﻣﺼﺮاﻋﻬﺎ اﻟﺨﺸﺒﻲ إﻟﻰ اﻟﺨ ﺎرج .ﻳﺠ ﺮ آﺮﺳ ﻲ اﻟﻤﻜﺘ ﺐ إﻟ ﻲ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ اﻟﻀ ﻴﻘﺔ .ﻳﺠﻠ ﺲ .ﻳﻀ ﻊ ﺳ ﺎﻋﺪﻩ اﻷﻳﻤﻦ ﻓﻮق ﺳﻮرهﺎ اﻟﺤﺪﻳﺪي .أﻗﻒ إﻟﻰ ﺟﻮارﻩ ..ﺗﺄﺗﻲ أﻣﻲ ﺑﺎﻟﻘﻬﻮة وهﻲ ﺗﻐﻨﻲ ":أﻧﺎ أهﻮي وأﺳ ﻘﻴﻚ ﺑﺎﻳﺪي ﻗﻬﻮة" .ﻳﺸﻔﻂ أﺑﻲ اﻟﻘﻬﻮة ﺑﺼﻮت ﻣﺴﻤﻮع .ﻳﺸﻌﻞ ﺳﻴﺠﺎرﺗﻪ اﻟﺴ ﻮداء .ﻧﺠﻠ ﺲ ﺑﺠ ﻮار اﻟﻨﺎﻓ ﺬة اﻟﻤﻔﺘﻮﺣ ﺔ .ﻳﺘ ﺮك ﺳ ﻴﺠﺎرﺗﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻨﻔﻀ ﺔ .ﻳ ﻨﻬﺾ ﻟﻴﺼ ﻠﻲ اﻟﻤﻐ ﺮب .ﻳﻌ ﻮد وﻳﺸ ﻌﻞ ﺳ ﻴﺠﺎرﺗﻪ .ﻳﻈﻬ ﺮ ﻋﺎﻣ ﻞ اﻟﻐ ﺎز ﻋﻨ ﺪ أول اﻟﺸ ﺎرع .ﻳﺴ ﻨﺪ ﺳ ﻠﻤﻪ إﻟ ﻰ ﻋ ﺎﻣﻮد اﻟﻨ ﻮر .ﻳﺼ ﻌﺪ ﻓﻮﻗ ﻪ .ﻳﺠ ﺬب اﻟﻤﺼ ﺮاع اﻟﺰﺟ ﺎﺟﻲ .ﻳﺸ ﻌﻞ اﻟﻤﺼ ﺒﺎح .ﻳﻐﻠ ﻖ اﻟﻤﺼ ﺮاع .ﻳﻬ ﺒﻂ .وﻳﺤﻤ ﻞ اﻟﺴ ﻠﻢ ﻋﻠ ﻲ آﺘﻔ ﻪ .ﻳﻨﺘﻘ ﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻌ ﺎﻣﻮد اﻟﺘﺎﻟﻲ. اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠ ﺔ ﻣﻐﻠﻘ ﺔ وﻣﻈﻠﻤ ﺔ .اﻟﻨﺎﻓ ﺬة اﻟﻤﺠ ﺎورة ﻟﻬ ﺎ ﻣﻔﺘﻮﺣ ﺔ وﻣﻀ ﺎءة .ﻧﻌ ﺮف أﻧﻬ ﺎ ﻏﺮﻓ ﺔ "اﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ" وﻻ ﺗُﻔﺘﺢ إﻻ ﻟﻠﻀﻴﻮف .ﺳ ﺘﺎﺋﺮهﺎ ﻣﺴ ﺪﻟﺔ .ﻧ ﻮر ﺿ ﻌﻴﻒ ﻓ ﻲ ﺷ ﻘﺔ اﻟﻄ ﺎﺑﻖ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻘﻄﻨﻬ ﺎ ﺗ ﺎﺟﺮ اﻟﺤﺪﻳ ﺪ ﻣ ﻊ زوﺟﺘﻴ ﻪ .اﻟﻨ ﻮر ﻓ ﻲ ﻏﺮﻓ ﺔ اﻟﺰوﺟ ﺔ اﻷوﻟ ﻰ .ﻳﻨﻄﻔ ﻰء وﻳﻈﻬ ﺮ ﻓ ﻲ ﻏﺮﻓ ﺔ اﻟﺰوﺟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .ﺻﻮت أم "ﺻﻔﻮت" ﺗﺼﺮخ ﻓﻲ اﺑﻨﻬﺎ .ﻳﻈﻬﺮ "أﺑﻮ ودﻳﻊ" ﻗﺎدﻣًﺎ ﻣﻦ ﻣ ﺪﺧﻞ اﻟﺤ ﺎرة. ﻳﺮﺗﺪي ﺑﺰة ﺳﻮداء .ﻳﺤﻤﻞ أآﻴﺎﺳﺎ ﺑﻴﻦ ﺳ ﺎﻋﺪﻳﻪ.ﻳﻘ ﻒ أﻣ ﺎم ﺑ ﺎب ﻣﻨﺰﻟﻨ ﺎ وﻳﺼ ﻴﺢ آﻜ ﻞ ﻟﻴﻠ ﺔ":ودﻳ ﻊ". ﺖ .ﺗﺪﻟﻴ ﻪ ﻟ ﻪ ﻳﺘﺒﺎدل ﺗﺤﻴﺔ اﻟﻤﺴﺎء ﻣﻊ أﺑﻲ.ﺗﺮد ﻋﻠﻴﻪ زوﺟﺘﻪ ﻣﻦ ﺷﻘﺔ ﻓﻮﻗﻨﺎ .ﻳﻘﻮل ﻟﻬﺎ آﻜﻞ ﻟﻴﻠﺔ :اﻟﺴ َﺒ ْ ﺖ ﻓ ﻲ ﺑ ﻂء .ﻳﻠ ﺞ اﻟﻤﻨ ﺰل .ﻳﻤﻴ ﻞ أﺑ ﻲ ﺑﺮأﺳ ﻪ ﻟﻴ ﺘﻤﻜﻦ ﻣ ﻦ رؤﻳ ﺔ ﻓﻴﻀ ﻊ ﻓﻴ ﻪ اﻷآﻴ ﺎس .ﻳﺮﺗﻔ ﻊ اﻟﺴ َﺒ ْ ﻧﺎﻓﺬة"ﺻﺒﺮي"أﻓﻨﺪي .اﺑﻨﺘﻪ اﻟﻜﺒﺮي "ﺳ ﻬﺎم" ﻓ ﻲ ﻗﻤ ﻴﺺ ﻧ ﻮم ﻋ ﺎري اﻟ ﺬراﻋﻴﻦ .ﻣﺴ ﺘﻨﺪة ﺑﺼ ﺪرهﺎ إﻟﻰ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﻨﺎﻓﺬة .ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺿﺠﺔ ﻣ ﻦ ﺻ ﻨﻊ أﺧﻮﺗﻬ ﺎ .ﻋﻴﻨﺎه ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺪﺧﻞ اﻟﺤ ﺎرة .ﺗﺘﺮاﺟ ﻊ إﻟ ﻲ اﻟ ﻮراء ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﻈﻬ ﺮ اﻟﺸ ﺎب اﻟ ﺬي ﻳﺴ ﻜﻦ ﻏﺮﻓ ﺔ ﻓ ﻮق اﻟﺴ ﻄﺢ .ﻃﺎﻟ ﺐ هﻨﺪﺳ ﺔ وﺳ ﻴﻢ.أﺑ ﻴﺾ اﻟﺒﺸ ﺮة ﻣﺜ ﻞ اﻟﺨﻮاﺟﺎت ﺑﻨﻈﺎرة ﻣﺬهﺒﺔ اﻹﻃﺎر. ﻳﻌﻮد أﺑﻲ ﺑﺮأﺳﻪ إﻟﻰ اﻟﺨﻠﻒ .ﻳﺘﺄﻣﻞ اﻟﻨﺎﻓﺬة اﻟﻤﺠﺎورة ﻟﻠﺒﻠﻜﻮﻧﺔ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ.ﻳﺰﻳﺢ اﻟﻬ ﻮاء ﺳ ﺘﺎﺋﺮهﺎ .ﻣﻘﻌ ﺪ ﺑﻤﺴﻨﺪﻳﻦ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻮﻗﻪ رﺟﻞ ﻓﻲ ﺑ ﺰة آﺎﻣﻠ ﺔ داآﻨ ﺔ اﻟﻠ ﻮن .أﻣﺎﻣ ﻪ ﻃﺎوﻟ ﺔ واﻃﺌ ﺔ ﺻ ﻔﺖ ﻓ ﻮق ﺳ ﻄﺤﻬﺎ ﺑﻨﻈ ﺎم أﺟﺴ ﺎم ﺻ ﻐﻴﺮة ﺳ ﻮداء ﻣﺘﻤﺎﺛﻠ ﺔ .ﻳ ﺪﻳﺮهﺎ ﺑ ﻴﻦ أﺻ ﺎﺑﻌﻪ ﺛ ﻢ ﻳﻌﻴ ﺪهﺎ إﻟ ﻰ ﻣﻜﺎﻧﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﺣ ﺮص. ﻳﻘ ﻮل :ﻳ ﺎ ﺗ ﺮي دﻩ اﻟﻌ ﺮﻳﺲ ؟ .ﻧﻌ ﺮف أن "ﺣﻜﻤ ﺖ" ﻳﺠ ﺮي اﻹﺣﺘﻔ ﺎل ﺑﺨﻄﺒﺘﻬ ﺎ اﻟﻴ ﻮم .ﻳ ﺄﻣﺮﻧﻲ أﺑ ﻲ ﺑﺈﻃﻔﺎء اﻟﻨﻮر .ﻧﺠﻠﺲ ﻓﻲ اﻟﻈﻼم وﻋﻴﻮﻧﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﻓﺬة اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ .ﻳﻘﺘﺮب "أﺑﻮ زآﻴﺔ" ﻗﺎدﻣًﺎ ﻣﻦ ﻣ ﺪﺧﻞ اﻟﺤﺎرة .أﺳﻤﺮ ﻧﺤﻴﻒ ﺑﺸﻌﺮ رﻣﺎدي .ﻟﻪ ﻋﻴﻦ ﻣﻐﻠﻘﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ .ﻳﻤﺸﻲ ﺑﺒﻂء آﺄﻧﻪ ﻣﺘﻌﺐ .ه ﺎدئ اﻟﻄﺒ ﻊ وﻻ
39
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
ﻳﺴﻤﻊ ﻟﻪ ﺻﻮت .ﻻ ﻳﺮاﻧ ﺎ وﻳﻠ ﺞ اﻟﻤﻨ ﺰل اﻟﻤﺠ ﺎور .ﻳﻘ ﻮل أﺑ ﻲ :ﺳ ﺒﺤﺎن اﻟﻠ ﻲ و ﱠﻓ ﻖ .ﻳﻘﺼ ﺪ أن زوﺟﺘ ﻪ ﺑﻴﻀﺎء وأﺻﻐﺮ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻦ. ﻳﻤﺪ رأﺳﻪ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم .ﻳﺪﻗﻖ اﻟﻨﻈﺮ:إﻳﻪ اﻟﺤﺎﺟﺎت دي؟ .أﻣﻌﻦ اﻟﻨﻈﺮ ﺑﺪوري .آﺆؤس ﺷﺮﺑﺎت ؟ .ﻻ أﺣ ﺪ ﻳﻘﺘ ﺮب ﻣﻨﻬ ﺎ .ﻻ ﻳﻈﻬﺮأﺛ ﺮ ﻟﺸ ﺨﺺ ﺁﺧﺮآﻤ ﺎ ﻟ ﻮ أن اﻟﺤﺠ ﺮة ﻻ ﺗﻀ ﻢ ﻏﻴ ﺮ ه ﺬا اﻟﺮﺟ ﻞ .ﻟﻴﺴ ﺖ هﻨ ﺎك ﺠ ﺮ ﺟ ﻮزة ﺣﺸ ﻴﺶ؟ .ﻳﻀ ﻴﻒ ﺑﻌ ﺪ ﻟﺤﻈ ﺔ :ﻏﺮﻳﺒ ﺔ .ﺑ ﺺ زﻏﺎرﻳ ﺪ أو ﺿ ﺠﺔ ﻣ ﺎ .ﻳﻘ ﻮل أﺑ ﻲ :ﻳﻤﻜ ﻦ ﺣ َ آﻮﻳﺲ. أﻋﺪل وﺿﻊ ﻧﻈﺎرﺗﻲ وأﺿﻴﱢﻖ ﻣﻦ ﺣﺪﻗﺘﻲ ﻋﻴﻨ ﻲ ﻟﻜﻨ ﻲ ﻻ أﻣﻴ ﺰ ﺗﻠ ﻚ اﻷﺷ ﻴﺎء اﻟﺴ ﻮداء .ﻳﻘﺘ ﺮح أﺑ ﻲ أن أﻟﻤﻊ زﺟﺎج ﻧﻈﺎرﺗﻲ .أدﺧ ﻞ اﻟﻐﺮﻓ ﺔ وأدﻋﻜﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﻣ ﻼءة اﻟﺴ ﺮﻳﺮ.أﻋ ﻮد إﻟ ﻰ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ .اﻟﺮﺟ ﻞ ﻣ ﺎ زال ﻰ دون أن ﻳﻠﺘﻔ ﺖ ﻧﺤ ﻮي .ﻳﻬﻤ ﺲ :ورﻳﻨ ﻲ ﻧﻀ ﺎرﺗﻚ. ﺟﺎﻟﺴًﺎ ﻳﺘﺄﻣﻞ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺼﻐﻴﺮة .ﻳﻤﺪ أﺑ ﻲ ﻳ ﺪﻩ إﻟ ﱠ ﻼ :ﻣﻔ ﻴﺶ أﺧﻠﻌﻬﺎ وأﻋﻄﻴﻬﺎ ﻟﻪ.ﻳﻘﺮﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ دون أن ﻳﺮﺗﺪﻳﻬﺎ .ﻳﻬﺰ رأﺳ ﻪ .ﻳﻌﻴ ﺪ إﻟ ﻰ اﻟﻨﻈ ﺎرة ﻗ ﺎﺋ ً ﻓﺎﻳﺪة. ١٤ ﻳﺼﻠﻲ اﻟﻌﺼﺮ .ﻳﺠﻠﺴﻨﻲ أﻣﺎﻣﻪ ﻓﻮق اﻟﺴﺮﻳﺮ .ﻳﻀﻊ ﻧﻈﺎرﺗﻪ ﻓﻮق أﻧﻔﻪ .ﻳﺸﺮح ﻟﻲ ﻣﻦ آﺘ ﺎب اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴ ﺎ اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻦ اﻟﺒﻮﻏﺎز واﻟﺨﻠﻴﺞ واﻟﺒ ﺮزخ .ﻳ ﻮﺑﺨﻨﻲ ﻷﻧ ﻲ أﻧﺴ ﻰ .ﺿ ﻴﻖ اﻟﺼ ﺪر .ﻳﻌﻄﻴﻨ ﻲ واﺟ ًﺒ ﺎ ﻟﻠﺤﻔ ﻆ. ﻳﺮﺗﺪي ﻣﻼﺑﺴﻪ وﻳﺨﺮج .أﺳﻤﻌﻪ ﻳﺮﺟﻮ "ﻣﺎﻣﺎ ﺗﺤﻴﺔ" أن ﺗﺄﺧﺬ ﺑﺎﻟﻬ ﺎ ﻣﻨ ﻲ .ﻳﻘ ﻮل إﻧ ﻪ رﺑﻤ ﺎ ﻳﺘ ﺄﺧﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻌﻮدة. أﻧﺼﺖ ﻟﻮﻗﻊ ﺧﻄﻮاﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻢ .أﻧﺘﻈﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺮج إﻟﻰ اﻟﺤﺎرة.أﻏﺎدر اﻟﻐﺮﻓ ﺔ" .ﻣﺎﻣ ﺎ ﺗﺤﻴ ﺔ" ﺗﻨﺸ ﺮ ﻏﺴﻴﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺒﺎل اﻟﻤﻤﺪودة ﺑﻴﻦ ﺑﺎب ﺣﺠﺮة اﻟﺼﺎﻟﻮن وﺑ ﺎب ﻏﺮﻓﺘﻬ ﺎ .ﺗﺤﻀ ﺮ ﺟ ﺮدل ﻣﻴ ﺎﻩ .ﺗﻨﻈ ﻒ اﻟﻐﺮﻓ ﺔ وﺗﻐﺴ ﻞ ﺑﺎﺑﻬ ﺎ ﺑﺎﻟﺼ ﺎﺑﻮن .أﻧﺎوﻟﻬ ﺎ أآ ﻮاز ﻣ ﺎء ﻣ ﻦ اﻟﺤﻨﻔﻴ ﺔ .ﺗﻤﺴ ﺢ أرض اﻟﺼ ﺎﻟﺔ .ﺗﻐﻨ ﻲ: "ﺣﺎﻗﺎﺑﻠﻪ ﺑﻜﺮﻩ وﺑﻌﺪ ﺑﻜ ﺮﻩ" .ﺗﺤﻀ ﺮ ﻣﻮﻗ ﺪ اﻟﺒﺮﻳﻤ ﻮس وﻣﻘﻌ ﺪ اﻟﻤﻄ ﺒﺦ اﻟﺨﺸ ﺒﻲ اﻟﺼ ﻐﻴﺮ اﻟ ﺬي ﻳﻌﻠ ﻮ ﺷﺒﺮًا ﻋﻦ اﻷرض .ﺗﻀﻌﻬﻤﺎ وﺳﻂ ﺣﺠﺮة اﻟﻀﻴﻮف ﺑﺠﻮار ﺣﻮض اﻟﺰﻧﻚ .ﺗﺠﻠﺐ ﻧﺼﻒ آﻮب ﺳﻜﺮ ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ .ﺗﻀﻴﻒ إﻟﻴﻪ ﻧﺼﻒ آﻮب ﻣﻦ اﻟﻤﺎء .ﺗﻘﻠﺒﻬﻤ ﺎ ﺟﻴ ﺪا .ﺗﺼ ﺐ اﻟﺨﻠ ﻴﻂ ﻓ ﻲ ﺣﻠ ﺔ ﻣﻌﺪﻧﻴ ﺔ ﺻ ﻐﻴﺮة. ﺗﻀﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎر .ﺗﺠﻤﻊ رداﺋﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺳ ﺎﻗﻴﻬﺎ .ﺗﺠﻠ ﺲ ﻋﻠ ﻰ آﺮﺳ ﻲ اﻟﻤﻄ ﺒﺦ .ﺿ ﻮء اﻟﺸ ﻤﺲ اﻟﻐﺎرﺑ ﺔ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﻧﺎﻓﺬة اﻟﻤﻨﻮر .ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ رآﺒﺘﻴﻬﺎ اﻟﻌﺎرﻳﺘﻴﻦ. أدﺧﻞ وأﺟﻠﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻨﺒﺔ .ﺗﺒﺪأ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﻤﺴﻜﺮة ﻓﻲ اﻟﻐﻠﻴﺎن .ﺗﻌﺼﺮ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻟﻴﻤﻮﻧﺔ .وﺗﻮاﺻ ﻞ اﻟﺘﻘﻠﻴ ﺐ. أﺳﺄﻟﻬﺎ ﻣﺎذا ﺗﺼﻨﻊ .ﺗﻘﻮل:ﺣﻼوة .ﺗﻌﻄﻴﻨﻲ "أم إﺑﺮاهﻴﻢ" ﻗﻄﻌﺔ ﺛﻢ ﺗﺤﻤﻞ اﻹﻧﺎء إﻟ ﻲ أﻣ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻤ ﺎم. ﻳﻐﻠﻘﺎن اﻟﺒﺎب ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ. ﺗﻮاﺻﻞ اﻟﺘﻘﻠﻴﺐ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺢ اﻟﺨﻠﻴﻂ ﻋﺠﻴﻨﺔ ﺷﻔﺎﻓﺔ ﻟﻴﻨﺔ .ﺗﺮﻓ ﻊ اﻹﻧ ﺎء ﻣ ﻦ ﻓ ﻮق اﻟﻤﻮﻗ ﺪ وﺗﻀ ﻌﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض .ﺗﻐﺎدر اﻟﻐﺮﻓﺔ وأﻧﺎ ﺧﻠﻔﻬﺎ .ﺗﻤﻸ ﺻﻔﻴﺤﺔ اﻟﻤﻴﺎﻩ وﺗﺤﻤﻠﻬﺎ ﻋﺎﺋ ﺪة .ﺗﻀ ﻌﻬﺎ ﻓ ﻮق اﻟﻤﻮﻗ ﺪ .ﺗﺠ ﺲ ﺣﺮارة اﻟﻌﺠﻴﻨ ﺔ .ﺗﻨ ﺎوﻟﻨﻲ ﻧﺘﻔ ﺔ ﻣﻨﻬ ﺎ .أﺿ ﻌﻬﺎ ﻓ ﻲ ﻓﻤ ﻲ وأﺳ ﺘﺤﻠﺒﻬﺎ .ﺗﻄ ﻮي اﻟﻌﺠﻴﻨ ﺔ وﺗﺸ ﺪهﺎ ﺑﻴ ﺪﻳﻬﺎ اﻻﺛﻨﺘﻴﻦ .ﺗﻜﺮر ذﻟﻚ ﺣﺘﻲ ﺗ ﺰداد اﻟﻌﺠﻴﻨ ﺔ ﻟﻴ ًﻨ ﺎ وﻳﻌ ﺘﻢ ﻟﻮﻧﻬ ﺎ .ﺗﺒﺴ ﻄﻬﺎ .ﺗﻘﺘﻄ ﻊ ﻗﻄﻌ ﺔ ﺻ ﻐﻴﺮة وﺗﻔﺮده ﺎ ﻓﻮق ﺳﺎﻋﺪهﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻜﺘﻒ ﺛﻢ ﺗﺸﺪهﺎ ﺑﻘﻮة ﻣﺮة واﺣﺪة .ﺗﻀﻐﻂ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﺑ ﻴﻦ أﺻ ﺎﺑﻌﻬﺎ ﻟﺘﻠﻴﻨﻬ ﺎ .ﺗﻜﺮرذﻟ ﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ﻳﺪهﺎ .ﺗﺮﻣﻲ اﻟﻘﻄﻌﺔ ﺟﺎﻧﺒًﺎ وﺗﺘﻨ ﺎول ﻗﻄﻌ ﺔ أﺧ ﺮى .ﺗﺮﻓ ﻊ ﺳ ﺎﻋﺪهﺎ إﻟ ﻰ أﻋﻠ ﻰ وﺗﻀ ﻌﻬﺎ ﻓﻮق إﺑﻄﻬﺎ .ﺗﺠﺬﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻮة .ﺗﻜﺮر ذﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺢ إﺑﻄﻬﺎ أﺑﻴﺾ ﻧﺎﻋﻤًﺎ .ﺗﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ ذراﻋﻬﺎ اﻵﺧﺮ.
40
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
ﻰ ﺻ ﻮت أﻧﺜ ﻮي :أﻧ ﺎ ﻳ ﺪق ﺟ ﺮس اﻟﺒ ﺎب اﻟﺨ ﺎرﺟﻲ .أﻗ ﻒ ﺧﻠ ﻒ اﻟﺒ ﺎب وأزﻋ ﻖ :ﻣ ﻴﻦ .ﻳ ﺮد ﻋﻠ ﱠ "ﻋﻄﻴﺎت"" .ﺗﺤﻴﺔ" هﻨﺎ؟ .أﺟﺮي ﻋﺎﺋﺪًا إﻟﻰ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻷﺧﺒﺮ "ﻣﺎﻣ ﺎ ﺗﺤﻴ ﺔ" .ﺗﻘ ﻮل ﻟ ﻲ :إﻓ ﺘﺢ ﻟﻬ ﺎ .دي ﺑﻨﺖ ﺧﺎﻟﺘﻲ. أﻓ ﺘﺢ اﻟﺒ ﺎب .ﺳ ﻤﺮاء ﻃﻮﻳﻠ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﻼءة اﻟﻠ ﻒ .ﺗﺘﺒﻌﻨ ﻲ إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﺎﻟﻮن .ﺗﺨ ﺒﻂ ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﺪرهﺎ ﻗﺎﺋﻠ ﺔ: "ﻳﺎﺧﺒﺮ .ﻗﺪام اﻟﻮاد؟ .ﺗﺮد ﻋﻠﻴﻬﺎ "ﻣﺎﻣﺎ ﺗﺤﻴﺔ" ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﻻة وهﻲ ﺗﻤﺮ ﺑﻴﺪهﺎ ﻓﻲ ﺧﻔﺔ ﻓﻮق ذراﻋﻬﺎ اﻟﻌﺎرﻳﺔ :وإﻳﻪ ﻳﻌﻨﻲ.ﺗﺠﻠﺲ .ﺗﺴﺄل ﻋ ﻦ ﻣﻮﻋ ﺪ ﻋ ﻮدة اﻟﻜﻮﻧﺴ ﺘﺎﺑﻞ.ﺗﻘ ﻮل "ﻣﺎﻣ ﺎ ﺗﺤﻴ ﺔ" :ﻳﻤﻜ ﻦ ﺑﻜ ﺮﻩ. اﺑﻌﺘﻴﻠ ﻲ اﻷوﻻد ﻳﺒ ﺎﺗﻮا ﻣﻌﺎﻳ ﺎ اﻟﻠﻴﻠ ﺔ .ﺧﻠ ﻲ "راﺟ ﻲ" ﻳﺠﻴ ﺐ اﻟﻄﺒﻠ ﺔ ﻣﻌ ﺎﻩ .ﺗﻘ ﻒ "ﻋﻄﻴ ﺎت" وﺗﻀ ﻢ اﻟﻤﻼءة ﺣﻮﻟﻬﺎ .ﺗﻨﻘﻞ اﻟﺒﺼﺮ ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻦ "ﻣﺎﻣﺎ ﺗﺤﻴﺔ" .ﺗﻨﺼﺮف. ﺗﻨﺘﻘﻞ "ﻣﺎﻣﺎ ﺗﺤﻴﺔ" إﻟﻰ اﻹﺑﻂ اﻟﺜﺎﻧﻲ .ﺗﺪﻳﺮ رأﺳﻬﺎ ﻟﺘﺘﺄﻣﻠﻪ .ﺗﺘﺤﺴﺴﻪ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻬﺎ .ﺗﻨﻬﺾ واﻗﻔﺔ .ﺗﻘ ﻮل ﻟ ﻲ وه ﻲ ﺗﻤﺴ ﻜﻨﻲ ﺑﺮﻗ ﺔ ﻣ ﻦ أذﻧ ﻲ :ﻋﻠ ﻰ أوﺿ ﺘﻚ .ﺗﻘﻌ ﺪ ﻓﻴﻬ ﺎ ﻣﺘﺨ ﺮﺟﺶ ﻣﻨﻬ ﺎ .أﻣﺴ ﻚ ﺑﻴ ﺪهﺎ ﻓ ﻲ ﻰ. رﺟﺎء:ﻻ واﻟﻨﺒﻲ ﻳﺎ ﻣﺎﻣﺎ ﺑﻼش ﻟﻮﺣﺪي .ﺗﺘﺄﻣﻠﻨﻲ ﺑﺎﺳﻤﺔ :ﻃﻴﺐ ﺗﻘﻌﺪ ﻓﻲ اﻟﺼﺎﻟﺔ ﺑﺸﺮط ﻣﺘﺒﺼﺶ ﻋﻠ ﱠ ﺗﺸ ﻌﻞ اﻟﻨ ﻮر .أﺣﻀ ﺮ آﺘ ﺎب اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴ ﺎ .أﺟﻠ ﺲ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺎﺋ ﺪة ﻗ ﺮب اﻟﺒ ﺎب اﻟﺨ ﺎرﺟﻲ. أﺿﻊ اﻟﻜﺘﺎب أﻣﺎﻣﻲ .أﻓﺘﺤﻪ ﻋﻠﻰ آﺮاﺳﺔ اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟﻤﺪﺳﻮﺳﺔ ﺑﻴﻦ ﺻﻔﺤﺎﺗﻪ .ﺗﻨﺘﻘﻞ ﺑﻨﺸﺎط ﺑﻴﻦ ﻏﺮﻓﺘﻬ ﺎ وﻏﺮﻓﺔ اﻟﺼﺎﻟﻮن ﺣﺎﻣﻠﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻼﺑﺲ ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺎﻋﺪهﺎ .ﻓ ﻲ ﻳ ﺪهﺎ ﺻ ﺎﺑﻮﻧﺔ ﻟ ﻮآﺲ وﻟﻴﻔ ﺔ وﻣ ﺮﺁة ﻓ ﻲ ﺣﺠﻢ اﻟﻜﻒ .ﺗﻤﻸ ﺻﻔﻴﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻮض وﺗﺤﻤﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎء إﻟﻰ اﻟﻐﺮﻓ ﺔ .ﺗﻌ ﻮد إﻟ ﻰ ﺑ ﺎب ﺣﺠﺮﺗﻬ ﺎ ﻓﺘﻐﻠﻘ ﻪ. ﺗﻘﻮل ﻟﻲ وهﻲ ﺗﻬﺰ إﺻﺒﻌﻬﺎ ﻣﺤﺬرة :ﻣﺘﻘﻮﻣﺶ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻚ ﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﺎ أﺧﻠّﺺ. ـ وﻟﻮ اﻟﺒﺎب ﺧﺒﱠﻂ؟. ﺗﻘﻮل وهﻲ ﺗﻠﺞ اﻟﺼﺎﻟﻮن :ﻣﺎ ﺗﺮدش. ـ ﻃﺐ ﻟﻮ ﺟﺖ ﻃﻨﻂ "ﻋﻄﻴﺎت"؟. ﺗﻐﻠﻖ اﻟﺒﺎب وراءهﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ:إﻃﻤّﻦ .ﻣﺶ ﺟﺎﻳﺔ. ـ وﺑﺎﺑﺎ؟ ـ ﻣﻌﺎﻩ اﻟﻤﻔﺘﺎح. ـ ﻃﺐ ﻟﻮ اﻟﻨﻮر اﻧﻘﻄﻊ؟. ـ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ أﻗﻮﻟﻚ ﺗﻌﻤﻞ إﻳﻪ. أﻓﺘﺢ آﺮاﺳﺔ اﻷﻏﺎﻧﻲ .أﺑﺤﺚ ﻋﻦ أﻏﻨﻴﺔ "أﻧﺎ أهﻮي.أﺳﻘﻴﻚ ﺑﺈﻳﺪي ﻗﻬﻮة".أﺿ ﻊ اﻟﻜﺮاﺳ ﺔ ﺟﺎﻧ َﺒ ﺎ .أﻗ ﻒ ﻓﻲ ﺣﺬر .أﺗﺴﻠﻞ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻲ دون أن أﺣﺮك اﻟﻜﺮﺳ ﻲ.اﻟﻨ ﻮر ﻳﺘﻀ ﺎءل ﺣﺘ ﻰ ﻳﻮﺷ ﻚ أن ﻳﺨﺘﻔ ﻲ ﺛ ﻢ ﻳﻌ ﻮد ﺿﻌﻴﻔًﺎ. أدﻳ ﺮ ﻣﻘ ﺒﺾ ﺑ ﺎب ﻏﺮﻓﺘﻬ ﺎ .أدﻓ ﻊ اﻟﺒ ﺎب وأدﺧ ﻞ .اﻟﻨ ﻮر ﻣﻀ ﺎء .أﻗﺘ ﺮب ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﻮﻓﻴﻨﻴﺮة .ﺻ ﻮرة ﻣﺪﺳﻮﺳﺔ ﺑﻴﻦ اﻹﻃﺎر اﻟﻤﻌﺪﻧﻲ ﻟﻠﻤﺮﺁة وﺳﻄﺤﻬﺎ .ه ﻲ ﺑﺠ ﻮار اﻟﻜﻮﻧﺴ ﺘﺎﺑﻞ ﻓ ﻲ ﺷ ﺎرع ﻣ ﺰدﺣﻢ .ﺗﺮﺗ ﺪي ﻓﺴﺘﺎﻧًﺎ ﺑﻼ أآﻤﺎم وﺣﺬاء ﺑﻜﻌﺐ ﻣﺮﺗﻔ ﻊ وه ﻮ ﻓ ﻲ ﻗﻤ ﻴﺺ وﺑﻨﻄﻠ ﻮن .ﺳ ﻄﺢ اﻟﺸ ﻮﻓﻨﻴﺮة ﻣﻐﻄ ﻲ ﺑﺄﺷ ﻴﺎء آﺜﻴ ﺮة :زﺟﺎﺟ ﺔ رﻳﺤ ﺔ ﻣﺎرآ ﺔ"اﻟﻐﺰاﻟ ﺔ"،.ﻣﺴ ﺎﻣﻴﺮ.إﺑ ﺮ ﺧﻴﺎﻃ ﺔ.ﺑﻜ ﺮة ﺧ ﻴﻂ .ﻗﻠ ﻢ ﺣﻮاﺟ ﺐ ﻣﻜﺴ ﻮر. آﺴ ﺘﺒﺎن ﻗ ﺪﻳﻢ .إﺻ ﺒﻊ روج ﻋ ﻼ اﻟﺼ ﺪأ ﻗﺎﻋﺪﺗ ﻪ اﻟﻨﺤﺎﺳ ﻴﺔ.ﻋﻠﺒ ﺔ ﺑ ﻮدرة اﺳ ﻮ ّد ﺻ ﻔﺎرهﺎ،.ﻣﺸ ﺎﺑﻚ
41
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
ﺷ ﻌﺮ.أوراق ﻣ ﻦ آﻮﺗﺸ ﻴﻨﺔ ﻣﻤﺰﻗ ﺔ .ﺻ ﻮرة ﻗﺪﻳﻤ ﺔ ﻟﻬ ﺎ ﺗﻤ ﺰق ﺟ ﺰء ﻣﻨﻬ ﺎ وﺑﻘ ﻰ ﻣ ﻦ اﻟﺠ ﺰء اﻟﻤﻤ ﺰق ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺳﺎق ﻓﻲ ﺣﺬاء رﺟﺎﻟﻲ .ﻋﻠﺒ ﺔ ﺳ ﺠﺎﻳﺮ "هﻮﻟﻴ ﻮود" ﻣ ﻦ اﻟﻨ ﻮع اﻟ ﺬي ﻳﻀ ﻢ ﺧﻤ ﺲ ﺳ ﺠﺎﻳﺮ. ﺷﺮﻳﻂ "أﺳﺒﺮو" .ﻟﻴﻤﻮﻧﺔ ﻣﺘﺤﺠﺮة .ﻓﺮﺷ ﺎة أﺳ ﻨﺎن .زﺟﺎﺟ ﺔ زﻳ ﺖ اﻷﻧﺎﺿ ﻮل ﻟﻠﺸ ﻌﺮ .ﻓﻼﻳ ﺔ ﺣﺪﻳﺪﻳ ﺔ، ﺗﻤﺜﺎل ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺪن ﻻﻣﺮأة ﻋﺎرﻳﺔ .ﻣﻄﻔﺄة ﺳﺠﺎﺋﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﻴﺢ اﻧﺜﻨﻲ ﻃﺮﻓﻬﺎ. أﺟﺬب أﺣﺪ اﻷدراج .ﻗﻄﻊ ﻣﻼﺑﺲ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺎم .أﻋﻴﺪ اﻟﺪرج إﻟﻰ ﻣﻜﺎﻧﻪ وأﺟﺬب اﻟ ﺪرج اﻟ ﺬي ﻳﺘﻠ ﻮﻩ. ﺑﺮﻃﻤﺎن ﻣﺮﺑﻲ .ﻋﻠﺒﺔ ﻟﻘﻄ ﻊ اﻟﺠ ﺒﻦ اﻟﻤﺜﻠﺜ ﺔ .ﻋﻠ ﺐ ﺳ ﺠﺎﺋﺮ آﺒﻴ ﺮة ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﻔﻴﺢ .أﻏﻠ ﻖ اﻟ ﺪرج .أﻏ ﺎدر اﻟﻐﺮﻓﺔ .أﺟﺬب اﻟﺒﺎب ﺧﻠﻔﻲ ﻓﻲ رﻓﻖ. أﻗﺘ ﺮب ﻓ ﻲ ﺧﻔ ﺔ ﻣ ﻦ ﺑ ﺎب ﻏﺮﻓ ﺔ اﻟﻀ ﻴﻮف .أﻟﺼ ﻖ ﻋﻴﻨ ﻲ ﺑﺜﻘ ﺐ اﻟﻤﻔﺘ ﺎح .أراه ﺎ ﺟﺎﻟﺴ ﺔ ﻓ ﻮق ﻣﻘﻌ ﺪ اﻟﻤﻄﺒﺦ .ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ اﻷﻳﻤﻦ ﻧ ﺎﺣﻴﺘﻲ ﻓ ﻼ أري وﺟﻬﻬ ﺎ .ﻣﻨﺤﻨﻴ ﺔ ﻓ ﻮق ﺳ ﺎﻗﻬﺎ اﻟﻴﻤﻨ ﻰ اﻟﻤﺜﻨﻴ ﺔ .ﺗﻀ ﻊ ﻗﻄﻌ ﺔ ﺣﻼوة أﻋﻠﻰ اﻟﻘﺪم .ﺗﺮﻓﻌﻬﺎ وﺗﻠﻴﻨﻬﺎ .ﺗﻀﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺴﺎق .ﺗﻜﺮر اﻟﻌﻤﻠﻴ ﺔ ﻣﻘﺘﺮﺑ ﺔ ﻣ ﻦ ﻓﺨ ﺬهﺎ. ﺗﻠﺘﻔﺖ ﻧﺤﻮ اﻟﺒﺎب ﻓﺄﺑﺘﻌﺪ ﺑﺴﺮﻋﺔ .أﺳﺮع إﻟﻰ ﻣﻘﻌﺪي .أﺟﻠﺲ وأﻓﺘﺢ آﺮاﺳﺔ اﻷﻏﺎﻧﻲ .أﻗﻠ ﺐ ﺻ ﻔﺤﺎﺗﻬﺎ. أﺗﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ أﻏﺎﻧﻲ "أﺳﻤﻬﺎن" .أﻧﺼﺖ .ﺻﻮت اﻟﻤﻮﻗﺪ. أﻏﺎدر ﻣﻘﻌﺪي وأﺧﻄﻮ ﻧﺤﻮ اﻟﺒﺎب ﻓﻲ ﺣﺬر .أﺗﻄﻠﻊ ﻣﻦ ﺛﻘﺐ اﻟﻤﻔﺘﺎح .ﻇﻬﺮهﺎ ﻟﻲ .ﺗﺘﻨﺎول ﻗﻄﻌ ﺔ ﺣ ﻼوة وﺗﻀﻌﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺳﺎﻗﻴﻬﺎ ﺛﻢ ﺗﺸﺪهﺎ .ﺗﻬﻤﺲ":ﺁﻩ" .ﺗﺘﻨﺎول ﺁﺧﺮ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺤ ﻼوة ..ﺗﻀ ﻌﻬﺎ ﺑ ﻴﻦ ﺳ ﺎﻗﻴﻬﺎ ﺛﻢ ﺗﺠﺬﺑﻬﺎ ﺑﻘﻮة .ﺗﻜﺮر اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻋﺪة ﻣﺮات .ﺗﺘﻨﻬﺪ .ﺗﻠﺘﻘﻂ ﻗﻄﻌﺔ ﺣﺠﺮ ﻓﻲ ﺣﺠ ﻢ ﺑﺮﺗﻘ ﺎل "ﻳﺎﻓ ﺎ" .ﺗ ﺪﻋﻚ ﺑﻬﺎ آﻌﺒﻴﻬ ﺎ .ﺗﻠﺘﻔ ﺖ ﻧﺤ ﻮ اﻟﻤﻮﻗ ﺪ .اﻟﺒﺨ ﺎر ﻳﺘﺼ ﺎﻋﺪ ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﻔﻴﺤﺔ .ﺗﺼ ﺐ اﻟﻤﻴ ﺎﻩ اﻟﺴ ﺎﺧﻨﺔ ﺑ ﺎﻟﻜﻮز ﻓ ﻲ ﺣ ﻮض اﻟﺰﻧ ﻚ .ﺗﻬ ﻢ واﻗﻔ ﺔ وﺗﻤ ﺪ ﻳ ﺪهﺎ ﻟﺘﺨﻠ ﻊ ﺟﻠﺒﺎﺑﻬ ﺎ .ﻳﻐﻄ ﻲ اﻟﺒﺨ ﺎر ﻋﺪﺳ ﺘﻲ ﻧﻈ ﺎرﺗﻲ .أﺧﻠﻌﻬ ﺎ وأﻣﺴﺤﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺑﻴﺠ ﺎﻣﺘﻲ .ﻣﺎﻣ ﺎ ﺑﺴ ﻴﻤﺔ ﻋﺎرﻳ ﺔ ﻓ ﻮق ﻣﻘﻌ ﺪ اﻟﺤﻤ ﺎم .ﺷ ﻌﺮهﺎ ﻣ ﺪهﻮن ﺑﺎﻟﺤﻨ ﺔ أﻗ ﻒ ﺑ ﻴﻦ ﺳﺎﻗﻴﻬﺎ اﻟﻀﺨﻤﺘﻴﻦ .ﺗﺼﺐ اﻟﻤﺎء ﻋﻠﻰ ﺟﺴﻤﻲ وهﻲ ﺗﺘﺄﻣﻞ ﺣﻤﺎﻣﺘﻲ. ﺻﻮت ﻗ ﺪﻣﻴﻦ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺴ ﻠﻢ .أﺳ ﺮع إﻟ ﻰ ﻣﻘﻌ ﺪي .أﻓ ﺘﺢ آﺘ ﺎب اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴ ﺎ .ﺗﺘﻮﻗ ﻒ اﻟﻘ ﺪﻣﺎن ﻋﻨ ﺪ اﻟﺒ ﺎب. ﺗﻮاﺻ ﻼن اﻟﺼ ﻌﻮد إﻟ ﻰ أﻋﻠ ﻰ .أه ﻢ ﺑﺎﻟﻘﻴ ﺎم ﻓﺄﺳ ﻤﻊ ﺻ ﻮت إﻃﻔ ﺎء اﻟﻤﻮﻗ ﺪ .أﺟﻠ ﺲ. ﻳُﻔﺘﺢ ﺑ ﺎب ﻏﺮﻓ ﺔ اﻟﻀ ﻴﻮف .ﺗﺨ ﺮج " ﻣﺎﻣ ﺎ ﺗﺤﻴ ﺔ" .ﺗﺮﺗ ﺪي ﻗﻤ ﻴﺺ ﻧ ﻮم ﺑﺤﻤ ﺎﻟﺘﻴﻦ .ﺷ ﻌﺮهﺎ ﻣﻠﻔ ﻮف ﺑﻔﻮﻃﺔ آﺒﻴﺮة .ﺗﺴﺄﻟﻨﻲ:ﺧﻔﺖ؟ أهﺰ رأﺳﻲ ﻧﻔﻴًﺎ .أﺣﻤﻞ آﺘ ﺎب اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴ ﺎ وآﺮاﺳ ﺔ اﻷﻏ ﺎﻧﻲ وأﺗﺒﻌﻬ ﺎ إﻟ ﻰ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ. ﺗﺠﺬب اﻟﻜﺮﺳﻲ وﺗﺠﻠ ﺲ .ﺗﺨﻠ ﻊ اﻟﻘﺒﻘ ﺎب.ﺗﻀ ﻊ ﻗ ﺪﻣﻴﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺣﺎﻓ ﺔ اﻟﺴ ﺮﻳﺮ .ﺗﺘﺄﻣ ﻞ آﻌﺒﻴﻬ ﺎ .ﻳﺘﻮهﺠ ﺎن ﺑﺎﻟﺤﻤﺮة.ﺗﻠﺘﻤﻊ ﺳﺎﻗﺎهﺎ ﻓﻲ اﻟﻀﻮء .ﺗﺨﻔﺾ ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ وﺗﻘﻒ .ﺗﺴﺘﺪﻳﺮ ﻧﺤﻮ اﻟﻤ ﺮﺁة .ﺗﻔ ﻚ اﻟﻔﻮﻃ ﺔ.ﺗﺘﻨ ﺎول ﻣﺸﻄًﺎ وﺗﺮﻓﻊ ذراﻋﻬﺎ إﻟﻰ أﻋﻠﻰ .ﻳﻠﺘﻤﻊ إﺑﻄﻬﺎ اﻟﻨﺎﻋﻢ .ﺗﻤﺸﻂ ﺷﻌﺮهﺎ اﻟﻄﻮﻳﻞ اﻟﺬي ﻳﺘﺴﺎﻗﻂ ﻣﻨﻪ اﻟﻤﺎء. أﺟﻠﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺮﻳﺮ .ﺗﻤﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮﺁة وهﻲ ﺗﺠﺬب ﺷﻌﺮهﺎ أﻣﺎم ﻋﻴﻨﻴﻬ ﺎ .ﺗﺘﺮآ ﻪ ﻣﻨﺴ ﺎﺑًﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺟ ﺎﻧﺒﻲ وﺟﻬﻬﺎ. أﻗ ﻮل ﻟﻬ ﺎ :إﻋﻤﻠﻴ ﻪ "ﺑﻮآ ﻞ" .ﺗﻠ ﻢ ﺷ ﻌﺮهﺎ وﺗﺼ ﻨﻊ داﺋ ﺮة ﻣﻨ ﻪ ﻓ ﻮق ﺟﺒﻬﺘﻬ ﺎ .ﺗﺘﻨ ﺎول إﺻ ﺒﻊ اﻟ ﺮوج ﻰ :ﺣﻠﻮة؟ .ﻳﺤﻤﺮ وﺟﻬﻲ. وﺗﻠﻮن ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ .ﺗﻠﺘﻔﺖ إﻟ ﱠ ﻳﺪق ﺟﺮس اﻟﺒﺎب ﻓﺄﺳﺮع ﻟﻔﺘﺤﻪ .وﻟﺪان ﻓﻲ ﺳﻨﻲ .أﺣﺪهﻤﺎ ﻟ ﻪ ﺷ ﻌﺮ ﻧ ﺎﻋﻢ ﻣﻔ ﺮوق ﻣ ﻦ ﺟﻬ ﺔ اﻟﻴﺴ ﺎر. اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺴﻤﺮة ﻳﺤﻤﻞ ﻃﺒﻠﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﺗﺤﺖ إﺑﻄﻪ. أﺗﻘﺪﻣﻬﻤﺎ إﻟﻲ اﻟﺤﺠﺮة .ﻧﺘﺮك ﺷﺒﺎﺷﺒﻨﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﺎب .ﻧﺠﻠ ﺲ ﻧﺤ ﻦ اﻟﺜﻼﺛ ﺔ ﻓ ﻮق ﺣﺎﻓ ﺔ اﻟﻔ ﺮاش .اﻟﻮﻟ ﺪان ﻳﺘﺠ ﺎهﻼﻧﻲ .ﺗﻌﻄ ﻲ ﻟﻜ ﻞ واﺣ ﺪ ﻣﻨ ﺎ ﻗﻄﻌ ﺔ ﺟ ﺒﻦ "ﻧﺴ ﺘﻮ"وﺑﺴ ﻜﻮﺗﺔ ﺛ ﻢ ﻗﻄﻌ ﺔ ﺷ ﻜﻮﻻﺗﺔ. أﺳﻤﻊ ﺻﻮت أﺑﻲ ﻳﻨﺎدﻳﻨﻲ .أﺗﺮك آﺮاﺳ ﺔ اﻷﻏ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻮق اﻟﺴ ﺮﻳﺮ وأﺣﻤ ﻞ آﺘ ﺎب اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴ ﺎ .أﺧ ﺮج إﻟ ﻰ 42
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
اﻟﺼﺎﻟﺔ .واﻗﻒ ﻓﻲ ﻣﺪﺧﻞ ﺣﺠﺮﺗﻨﺎ وﻃﺮﺑﻮﺷﻪ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ .ﻳﺘﻘﺪﻣﻨﻲ إﻟﻰ اﻟﺪاﺧﻞ .ﻳﺴ ﺄﻟﻨﻲ إذا آﻨ ﺖ ذاآ ﺮت. أﺣﻠ ﻒ ﻟ ﻪ أﻧ ﻲ ﻓﻌﻠ ﺖ .ﻳﺼ ﺤﺒﻨﻲ إﻟ ﻰ اﻟﻜﻨﻴ ﻒ ﻷﺗﺒ ﻮل .ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣﻨ ﻲ أن أﺳ ﺘﻌﺪ ﻟﻠﻨ ﻮم .أﺗﻮﺳ ﻞ إﻟﻴ ﻪ أن ﻳﺘﺮآﻨ ﻲ أﻟﻌ ﺐ ﻋﻨ ﺪ "ﻣﺎﻣ ﺎ ﺗﺤﻴ ﺔ" .ﻳﻘ ﻮل إن اﻟﻮﻗ ﺖ ﺗ ﺄﺧﺮ .أﻗ ﻮل:ﺑﻜ ﺮﻩ اﻟﺠﻤﻌ ﺔ. ـ واﻟﻌﺸﺎ؟. ـ إﺗﻌﺸﻴﺖ. ﻳﻮاﻓﻖ .أﺟﺮي إﻟﻴﻬﺎ .ﺗﺮﺗﺪي روﺑﻬﺎ اﻷﺑﻴﺾ .ﺗﻘﻮل ﻟﻲ :اﺳﺄل أﺑﻮك إذا آﺎن ﻳﺤﺐ ﻳﺸﺮب ﺷ ﺎي .ﺗﻐ ﺎدر اﻟﻐﺮﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﻄﺒﺦ .أهﺮع إﻟﻴﻪ وأﺧﺎﻃﺒﻪ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ اﻟﺒﺎب .ﻳﻘﻮل ﻷ .أهﺘﻒ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺪﺧﻞ اﻟﻄﺮﻗ ﺔ :.ﻻ. ﻣﺶ ﻋﺎﻳﺰ .أﺗﺠ ﻪ إﻟ ﻰ ﻏﺮﻓﺘﻬ ﺎ .اﻟﻮﻟ ﺪ ذو اﻟﺸ ﻌﺮ اﻟﻤﻔ ﺮوق أﻣ ﺎم اﻟﺸ ﻮﻓﻴﻨﻴﺮة .ﻳﻤﺴ ﻚ ﺑﺈﺻ ﺒﻊ اﻟ ﺮوج. ﻳﺪهﻦ ﺷﻔﺘﻴﻪ وﻳﺘﺄﻣﻞ وﺟﻬﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺁة .ﺗﺤﻀ ﺮ "ﻣﺎﻣ ﺎ ﺗﺤﻴ ﺔ" اﻟﺸ ﺎي .ﺗﻀ ﺤﻚ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺗ ﺮى ﻣﻨﻈ ﺮﻩ. ﺗﻘ ﻮل ﻟ ﻪ :ﻳﺨ ﺮب ﻋﻘﻠ ﻚ ﻳ ﺎ واد ﻳ ﺎ "ﻋﻔ ﺖ" .دا اﻧ ﺖ آ ﺪﻩ ﺑﻘﻴ ﺖ ﺑﻨ ﺖ زي اﻟﻘﻤ ﺮ .ﻧﺠﻠ ﺲ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض.ﺗﺼ ﺐ ﻟﻨ ﺎ اﻟﺸ ﺎي ﻓ ﻲ أآ ﻮاب ﺻ ﻐﻴﺮة .ﺗﺴ ﺘﺨﺮج ﻣ ﻦ ﺗﺤ ﺖ ﺳ ﺮﻳﺮهﺎ ر ًﻓ ﺎ ﺛﺒﺘ ﺖ ﻓ ﻲ ﺟﻮاﻧﺒ ﻪ ﺻﺎﺟﺎت ﻧﺤﺎﺳﻴﺔ .ﺗﻬﺰ اﻟﺮق ﻓﺘﺸﺨﻠﻞ اﻟﺼﺎﺟﺎت .ﺗﻌﻄﻴﻪ ﻟﻠﻮﻟﺪ. ﺗﻐﻨ ﻲ ل"ﻋﺒ ﺪ اﻟﻮه ﺎب"":ﻟﻴﻠﻨ ﺎ ﺧﻤ ﺮ وأﺷ ﻮاق ﺗﻐﻨ ﻲ ﺣﻮﻟﻨ ﺎ .ﻳ ﺎﺣﺒﻴﺒﻲ ه ﺬﻩ ﻟﻴﻠ ﺔ ﺣﺒ ﻲ" .ﻳﺒ ﺪأ اﻟﻮﻟ ﺪ اﻵﺧﺮ ﻓﻲ اﻟﺪق ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺒﻠﺔ .ﻳﻘﻮل ﻟﻬﺎ :ارﻗﺼﻲ ﻳﺎ أﺑﻠﺔ .ﺗﺨﻠﻊ اﻟ ﺮوب و ﺗﺘﺤ ﺰم ﺑﻔﻮﻃ ﺔ ﺑﻴﻀ ﺎء ﺣ ﻮل وﺳﻄﻬﺎ .ﺗﻐﻨﻲ":إﻧﺖ اﻧﺖ وﻣﻨﺘﺶ داري" .ﺗﺤﺮك ﺟﺴﻤﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ إﻳﻘ ﺎع اﻟﻄﺒﻠ ﺔ واﻟ ﺮق .ﺗﺘﺄﻣ ﻞ ﺧﻔﻘ ﺎن ﻧﻬﺪﻳﻬﺎ ﻓﻲ اﻓﺘﺘﺎن .ﺗﻤﺪ ﺳﺎﻋﺪﻳﻬﺎ أﻣﺎﻣﻬﺎ .ﺗﻠﺼﻖ آﻔﻴﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ .ﺗﻄﺮﻗﻊ ﺑﺈﺑﻬﺎﻣﻴﻬ ﺎ .ﺗﻘ ﻒ ﻋﻠ ﻰ أﻃ ﺮاف ﻰ ﺑﺎﺳ ﻤﺔ .ﺗﻨ ﺪﻓﻊ اﻟ ﺪﻣﺎء إﻟ ﻰ وﺟﻬ ﻲ. أﺻﺎﺑﻊ ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ .ﺗﻬﺰ ﺧﺼ ﺮهﺎ ه ﺰات ﺳ ﺮﻳﻌﺔ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌ ﺔ .ﺗﻨﻈ ﺮ إﻟ ﱠ ﺗﻜﻒ ﻋﻦ اﻟﺮﻗﺺ وهﻲ ﺗﻠﻬﺚ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻬﻮد .ﺗﺠﺬب ﺑﻄﺎﻧﻴﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﻓﻮق اﻟﺴ ﺮﻳﺮ .ﺗﻄﻮﻳﻬﻤ ﺎ وﺗﺒﺴ ﻄﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض .ﻧﺘﺮﺑﻊ ﻓﻮﻗﻬﻤ ﺎ .ﺗﺤﻀ ﺮ اﻟﻜﻮﺗﺸ ﻴﻨﺔ .ﻧﻠﻌ ﺐ "اﻟﻜ ﻮﻣﻲ" ﺛ ﻢ ﺗﻘﺘ ﺮح أن ﻧﻠﻌ ﺐ"اﻟﺸ ﺎﻳﺐ". ﺗﺴﺘﺒﻌﺪ ﺛ ﻼث ورﻗ ﺎت ﺑﺮﺳ ﻢ اﻟﻌﺠ ﻮز .ﺗﻔ ﻨﻂ اﻟ ﻮرق .ﺗﻘ ﻮل :اﻟﻠ ﻲ ﻳﻔﻀ ﻞ ﻣﻌ ﺎﻩ "اﻟﺸ ﺎﻳﺐ" ﻳﻨﻔ ﺬ اﻟﻠ ﻲ ﻧﺤﻜﻢ ﺑﻴﻪ. ﺗ ﻮزع اﻟ ﻮرق .أﺳ ﺤﺐ ورﻗ ﺔ .ﺳ ﺒﻌﺔ ﻗ ْﻠ ﺐ .ﻟ ﺪي ﺳ ﺒﻌﺔ أﺧ ﺮى .أﺿ ﻌﻬﻤﺎ ﻣﻌ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض .اﻟﻮﻟ ﺪان ﻳﻠﻌﺒ ﺎن ﺑﺴ ﺮﻋﺔ وﺗﻤﻜ ﻦ .ﻧﺘﻄﻠ ﻊ إﻟ ﻰ وﺟ ﻮﻩ ﺑﻌﻀ ﻨﺎ اﻟ ﺒﻌﺾ .ﻧﺮﻳ ﺪ أن ﻧﺨﻤ ﻦ ﻣ ﻦ ﻣﻌ ﻪ "اﻟﺸ ﺎﻳﺐ". أﺳ ﺤﺐ ﻓﻴﺨ ﺮج ﻟ ﻲ .ﻳﺘﻨ ﺎﻗﺺ اﻟ ﻮرق ﺑﺴ ﺮﻋﺔ ﻓ ﻲ أﻳ ﺪﻳﻨﺎ .ﻳﺘﺠﻤ ﻊ آﻠ ﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض .ﺗﺘﺒﻘ ﻰ ﻣﻌ ﻲ ورﻗﺔ"اﻟﺸﺎﻳﺐ" .ﻧﺮﺳﻢ "اﻟﺤﺠﻠﺔ"ﻋﻠﻲ اﻷﺳﻔﻠﺖ ﺑﺎﻟﻄﺒﺎﺷﻴﺮ .ﺳﺖ أﻧﻬﺮ ﻋﺮﺿﻴﺔ واﺳ ﻌﺔ ﻓ ﻲ ﻧﻬﺎﻳﺘﻬ ﺎ ﻧﺼﻒ داﺋﺮة .أﻗ ﻒ ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺎق واﺣ ﺪة .أزﻳ ﺢ اﻟﻄﻮﺑ ﺔ ﻓﺘﻌﺒ ﺮ اﻟﺨ ﻂ .أﻧﺘﻘ ﻞ ﺑﻨﺠ ﺎح ﻣ ﻦ ﻧﻬ ﺮ إﻟ ﻰ ﺁﺧ ﺮ. ﻳﺮﻗﺒﻨﻲ أﺑﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﻓﺬة .أﺑﻠﻎ ﻧﺼﻒ اﻟﺪاﺋﺮة وأﻋﻠﻦ اﻧﺘﺼﺎري. ﺗﻘﻮل :ﻧﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺈﻳﻪ؟. ﻳﻘﻮل "ﻋﻔﺖ" :ﻳﺮآﻊ ﻋﻠﻰ اﻷرض وﻳﻠﻒ ﺣﻮاﻟﻴﻨﺎ وهﻮ ﺑﻴﻬﻮهﻮ. ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ .ﺗﺘﺮدد ﻟﺤﻈﺔ ﺛﻢ ﺗﻘﻮل :ﻻ .ﻳﻐﻨﻴﻠﻨﺎ. أﻗﻮل:ﻣﻌﺮﻓﺶ اﻏﻨﻲ. ـ وﻣﺎﻟﻪ .ﻏﻨﻲ " اﻟﺒﻮﺳﻄﺠﻴﺔ اﺷﺘﻜﻮا ﻣﻦ آﺘﺮ ﻣﺮاﺳﻴﻠﻲ". أردد اﻷﻏﻨﻴﺔ دون أن اﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻧﻐﻤﺘﻬﺎ.
43
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
ﻧﻮاﺻﻞ اﻟﻠﻌﺐ .أﺷﻌﺮﺑﺜﻘﻞ ﺟﻔﻨﻲ. ﻰ :اﺳ ﺘﺄذن ﻣ ﻦ أﺑ ﻮك ﺗﺒ ﺎت ﻣﻌﺎﻧ ﺎ .أﺟ ﺪﻩ ﺟﺎﻟﺴ ﺎ أﻗﺎوم اﻟﻨﻌﺎس ﺑﺼ ﻌﻮﺑﺔ .ﺗﻘ ﻮل :آﻔﺎﻳ ﺔ آ ﺪﻩ .ﺗﻨﻈ ﺮ إﻟ ﱠ ﻓﻮق اﻟﺴﺮﻳﺮ ﻣﺴﺘﻨﺪًا ﺑﻈﻬﺮﻩ إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺋﻢ .ﻳﻘﺮأ ﻓﻲ آﺘﺎب .أﺗﻮﺳﻞ إﻟﻴ ﻪ أن ﻳﺘﺮآﻨ ﻲ أﺑﻴ ﺖ ﻣﻌﻬ ﻢ .ﻳﻮاﻓ ﻖ. أﻋ ﻮد إﻟ ﻰ اﻟﻐﺮﻓ ﺔ .ﺗﺼ ﺤﺒﻨﺎ إﻟ ﻰ دورة اﻟﻤﻴ ﺎﻩ .ﺗﻘ ﻒ ﻓ ﻲ ﻣ ﺪﺧﻞ اﻟﻄﺮﻗ ﺔ ﺑﻴﻨﻤ ﺎ ﻧﺘﺒ ﻮل .ﻳﻐﺴ ﻞ اﻟﻮﻟ ﺪان ﻗﺪﻣﻴﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻮض .ﻧﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﻐﺮﻓﺔ .ﺗﺒﺴﻂ اﻟﺒﻄﺎﻧﻴﺘﻴﻦ اﻟﻤﻄﻮﻳﺘﻴﻦ وﺗﻔﺮﺷﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض .ﺗﺸ ﻴﺮ ﻟﻠﻮﻟﺪﻳﻦ أن ﻳﺴﺘﻠﻘﻴﺎ ﻓﻮﻗﻬﻤﺎ .ﺗﻌﻄﻴﻬﻤﺎ وﺳﺎدة ﻃﻮﻳﻠﺔ .ﺗﻐﻄﻴﻬﻤﺎ ﺑﺒﻄﺎﻧﻴﺔ .ﺗﻘﻮل ﻟ ﻲ :ﻧ ﺎم ﺟﻨ ﺐ اﻟﺤﻴﻄ ﺔ ﻋﺸﺎن ﻣﺘﻘﻌﺶ. أﺿﻊ ﻧﻈﺎرﺗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻮﻓﻴﻨﻴﺮة .أرﺗﻘﻲ اﻟﺴﺮﻳﺮ .أﺗﻤﺪد إﻟﻰ ﺟﻮار اﻟﺤﺎﺋﻂ.ﺗﺨﻠ ﻊ اﻟ ﺮوب .ﺗﻄﻔ ﺊ اﻟﻨ ﻮر. ﺗﺴﺘﻠﻘﻲ ﺑﺠﻮاري .ﺗﻀﻤﻨﻲ إﻟ ﻰ ﺻ ﺪرهﺎ .ﻳﺴ ﺘﻘﺮ رأﺳ ﻲ ﻓ ﻮق ﻧﻬ ﺪﻳﻬﺎ.أﺷ ﻢ راﺋﺤﺘﻬ ﺎ اﻟﻨﻈﻴﻔ ﺔ .ﺗﻔﻠﺘﻨ ﻲ وﺗﺴﺘﺪﻳﺮ ﻣﻌﻄﻴﺔ ﻇﻬﺮهﺎ ﻟﻲ .ﺗﻘﻮل:ﺗﺼﺒﺤﻮا ﻋﻠﻰ ﺧﻴ ﺮ ﻳ ﺎ وﻻد .ﻳ ﺮد اﻟﻮﻟ ﺪان ﻓ ﻲ ﻧﻔ ﺲ واﺣ ﺪ :واﻧ ﺖ ﺑﺨﻴ ﺮ ﻳ ﺎ أﺑﻠ ﺔ .أﻗ ﻮل :واﻧ ﺖ ﺑﺨﻴ ﺮ ﻳ ﺎ ﻣﺎﻣ ﺎ .ﺗﺒﺴ ﻂ ﺑﻄﺎﻧﻴ ﺔ ﻓﻮﻗﻨ ﺎ .أروح ﻓ ﻲ اﻟﻨ ﻮم .أﺳ ﺘﻴﻘﻆ ﻓﺠ ﺄة .ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ اﻟﺤﺮآﺔ .أآﺘﺸﻒ أﻧﻨﻲ ﻓﻲ ﺣﻀﻨﻬﺎ وﺳﺎﻗ ﱠ ﻲ ﺑﻴﻦ ﻓﺨ ﺬﻳﻬﺎ .أﺳ ﻤﻌﻬﺎ ﺗﺘﻨﻬ ﺪ .ﺗﻀ ﻤﻨﻲ ﺑﻘ ﻮة.أﻗ ﻮل ﻟﻬﺎ :ﻣﺎﻣﺎ .ﻋﺎوزة ﺣﺎﺟﺔ؟ .ﻻ ﺗ ﺮد ﻋ ﱠﻞ .أﺟ ﺬب ﺳ ﺎﻗﻲ ﻣ ﻦ ﺑ ﻴﻦ ﻓﺨ ﺬﻳﻬﺎ ﻟﻜﻨﻬ ﺎ ﺗﺘﺸ ﺒﺚ ﺑ ﻲ.ﺗﻔﻠﺘﻨ ﻲ ﺑﻌ ﺪ ﻟﺤﻈﺔ.ﻳﺘﺼﺎﻋﺪ ﺷﺨﻴﺮهﺎ. ١٥ ﻳﻘﺘﺮب اﻟﻮﺟﻪ اﻷﺳﻮد ذو اﻟﻌﻴﻨﻴﻦ اﻟﺤﻤﺮاوﻳﻦ ﻓﻲ ﺑﻂء ﻣﻦ ﺧﻠﻒ اﻟﻘﻀﺒﺎن اﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺪ اﻟﻨﺎﻓ ﺬة. أﺗﻌ ﺮف ﻋﻠ ﻰ "ﻋﺒ ﺎس" .ﻳﻨﻔ ﺮج اﻟﺒ ﺎب وﻳﻈﻬ ﺮ ﻣﺼ ﺒﺎح زﻳ ﺖ ﺑﺰﺟﺎﺟ ﺔ رﻓﻴﻌ ﺔ ﻣﺴ ﺘﻄﻴﻠﺔ .ﻳﻘﺘ ﺮب اﻟﻤﺼﺒﺎح .ﺗﺴﺘﻄﻴﻞ ﺷﻌﻠﺘﻪ .ﻳﻄﻞ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ وﺟﻪ "ﻣﺎﻣﺎ ﺗﺤﻴﺔ" اﻷﺑﻴﺾ اﻟﻤﺪوﱠر" .ﺑﻮآﻞ" اﻟﺸﻌﺮ ﻓ ﻮق ﺟﺒﻴﻨﻬﺎ .اﻟﺮوج ﻓﻲ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ .اﻟﻜﻮﻧﺴﺘﺎﺑﻞ ﺧﻠﻔﻬﺎ .ﻳﺤﺎول ﺿﻤﻬﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻘﺎوم .ﺗﻀ ﺮب ﺻ ﺪرﻩ ﺑﻘﺒﻀ ﺘﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻮة ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺳ ﺎﻋﺪﻳﻪ .ﺗﺼ ﻴﺢ :دﻩ اﺑﻨ ﻚ .اﺑﻨ ﻚ ﻳ ﺎ آ ﺪاب ﻳ ﺎ ﻧﺼ ﺎب .ﻳﺪهﺸ ﻨﻲ أﻧﻬ ﺎ ﻻ ﻰ.أﻓ ﺘﺢ ﻓﻤ ﻲ ﻷﻗ ﻮل ﻟﻬ ﺎ ﻣ ﻦ أﻧ ﺎ .ﻟﻜ ﻦ وﺟﻬﻬ ﺎ ﻳﺘﺒ ﺪل ﺑﻮﺟ ﻪ أﻣ ﻲ .اﻟ ﺪﻣﺎء ﺗﺴ ﻴﻞ ﻣ ﻦ ﺷ ﻖ ﺗﺘﻌ ﺮف ﻋﻠ ﱠ ﺷ ﻔﺘﻬﺎ اﻟﺴ ﻔﻠﻲ .ﻳ ﺘﻘﻠﺺ وﺟﻬﻬ ﺎ وﻳﻠﺘ ﻮي .ﻳﺨﺘﻔ ﻲ .ﻳﻈﻬ ﺮ ﻣﻜﺎﻧ ﻪ ذراﻋ ﺎن آﺒﻴ ﺮان ﻣﻠﻴﺌ ﺎن ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ.ﺗﻘﺘﺮﺑﺎن ﻣﻨﻲ .أرﻳﺪ أن أﺻﺮخ ﻟﻜﻦ اﻟﺼﻮت ﻻ ﻳﺨﺮج ﻣﻦ ﻓﻤﻲ. ﺴ ﺎ .أﺗﻔﺼ ﺪ ﻋﺮﻗ ﺎ .أدﻓ ﻊ اﻟﻠﺤ ﺎف. أﺳﺘﻴﻘﻆ ﻓﺠﺄة وأﻧﺎ أرﺗﺠﻒ .اﻟﻨﻮر ﻣﻀﺎء .أﻧﺎدي ﻋﻠﻰ أﺑﻲ .أهﺐ ﺟﺎﻟ ً أزﺣﻒ ﺣﺘﻰ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﻔ ﺮاش و اﻟ ﺪﻣﻮع ﺗﺘﺠﻤ ﻊ ﻓ ﻲ ﻋﻴﻨ ﻲ .أﻗﻔ ﺰ إﻟ ﻰ اﻷرض .أﻧ ﺪﻓﻊ إﻟ ﻰ ﺑ ﺎب اﻟﻐﺮﻓ ﺔ. ﻰ أﺣ ﺪ .ﻏﺮﻓ ﺔ أﻓﺘﺤ ﻪ.ﻧ ﻮر اﻟﺼ ﺎﻟﺔ ﻣﻀ ﺎء .أﻧ ﺎدي ﻣ ﺮة أﺧ ﺮى :ﺑﺎﺑ ﺎ" .ﻣﺎﻣ ﺎ ﺗﺤﻴ ﺔ" .ﻻ ﻳ ﺮد ﻋﻠ ﱠ اﻟﻜﻮﻧﺴ ﺘﺎﺑﻞ ﻣﻐﻠﻘ ﺔ .أﺗﺠﻨ ﺐ اﻟﻨﻈ ﺮ ﻧﺎﺣﻴ ﺔ اﻟﻜﻨﻴ ﻒ .أﻓ ﺘﺢ ﺑ ﺎب اﻟﺸ ﻘﺔ .أﺧ ﺮج إﻟ ﻰ اﻟﺒﺴ ﻄﺔ اﻟﻤﻈﻠﻤ ﺔ. ﺣ ﺎ وأه ﺒﻂ درﺟ ﺎت اﻟﻤ ﺪﺧﻞ ﺟﺮ ًﻳ ﺎ .أواﺻ ﻞ اﻟﺠ ﺮي أﺗﺠﻨﺐ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ رآﻦ اﻟﻤﺨﺰن .أﺗﺮك اﻟﺒ ﺎب ﻣﻔﺘﻮ ً ﻓﻲ اﻟﺤﺎرة ﺣﺘﻰ اﻟﺸﺎرع .أﺳﺘﺪﻳﺮ ﻧﺤﻮ اﻟﻴﻤﻴﻦ وأواﺻﻞ اﻟﺠﺮي ﺣﺘﻰ دآﺎن ﺷﻴﺦ اﻟﺤﺎرة. ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻧﻈﺎرة أﺗﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻟﺴﻴﻦ ﻓﻮق آﺮاﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺻﻴﻒ .اﻟﺸ ﻴﺦ "ﻋﺒ ﺪ اﻟﻌﻠ ﻴﻢ" و"رأﻓ ﺖ " أﻓﻨﺪي واﻟﻘﺴﻴﺲ .أﻟﻤﺢ أﺑﻲ ﺟﺎﻟﺴًﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ .ﻳﺴﺘﻤﻊ ﻓﻲ اهﺘﻤﺎم إﻟﻰ ﺷ ﻴﺦ ﻣﻌﻤ ﻢ ﺑﻨﻈ ﺎرة .أه ﺮع إﻟﻴﻪ .ﻳﻠﺘﻔﺖ إﻟﻰ ﻣﻜﺸﺮًا .أﻗﻒ ﺑﻴﻦ ﺳﺎﻗﻴﻪ .ﻳﻘﻮل ﻟﻲ :إﻳﻪ اﻟﻠﻲ ﺟﺎﺑﻚ؟ .ﺗﻌﺘﺮﻳﻨﻲ ﻧﻮﺑ ﺔ ﺳ ﻌﺎل .ﻳﺘﺤﺴ ﺲ ﻋﻨﻘﻲ وﺻﺪري .ـ:ﺷﻮف ﻋﺮﻗﺎن ازاي .ﻳﻨﻬﺾ واﻗﻔًﺎ وهﻮ ﻳﻘﻮل ﻟﻠﺸﻴﺦ:ﻋﻦ إذﻧ ﻚ ﻳ ﺎ ﻓﻀ ﻴﻠﺔ اﻟﺸ ﻴﺦ. ﻳﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻳﺪي ﻓﻲ ﻋﻨ ﻒ .ﻳﺠﺮﻧ ﻲ إﻟ ﻰ اﻟﺤ ﺎرة ﺛ ﻢ اﻟﻤﻨ ﺰل .ﻳﻐﻠ ﻖ ﺑ ﺎب اﻟﺸ ﻘﺔ ﺧﻠﻔﻨ ﺎ .ﻳ ﺪﻓﻌﻨﻲ داﺧ ﻞ اﻟﺤﺠ ﺮة :إﻃﻠ ﻊ .أرﺗﻘ ﻲ اﻟﺴ ﺮﻳﺮ .ﻳﻨﺤﻨ ﻲ ﻓ ﻮﻗﻲ وﻳﺤﻜ ﻢ اﻟﻐﻄ ﺎء ﻣ ﻦ ﺣ ﻮﻟﻲ :ﻣ ﺶ ﻗ ﺎدر ﺗﻔﻀ ﻞ ﺷ ﻮﻳﺔ ﻟﻮﺣﺪك؟ اﻟﻌﻔﺎرﻳﺖ ﺗﺎآﻠﻚ؟ ﻻزم أﺳﺤﺒﻚ ﻣﻦ إﻳ ﺪي ﻣﻜ ﺎن ﻣ ﺎ أروح؟ .ﻳﺒﺘﻌ ﺪ ﻋﻨ ﻲ .ﻳﻬ ﺒﻂ ﻋ ﻦ اﻟﻔ ﺮاش. أﺳﻌﻞ .ﻳﺨﺘﻔ ﻲ ﻋ ﻦ ﻧﻈ ﺮي ﻓ ﻲ اﺗﺠ ﺎﻩ ﺑ ﺎب اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ .ﻳﻌ ﻮد إﻟ ﻰ اﻟﻈﻬ ﻮر .ﻳﺨﻄ ﻮ ﻧﺤ ﻮ ﺑ ﺎب اﻟﻐﺮﻓ ﺔ .ـ ﺗﻌﺒ ﺖ .ﺗﻌﺒ ﺖ ﺧ ﻼص ..أﻧ ﺎ آ ﺎن ﻣ ﺎﻟﻲ وﻣ ﺎل اﻟﻌ ﺬاب دﻩ .آﻨ ﺖ ﻋﻤﻠ ﺖ زي "ﻋﻠ ﻲ ﺻ ﻔﺎ" .ه ﺎﻳﺺ وﻻ 44
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
ﺳﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺗﻪ .ﻳﺘﺤﻮل اﻟﻤﻘﻌﺪ إﻟﻰ ﻣ ﺎ ﻳﺸ ﺒﻪ ﻋﺮﺑ ﺔ اﻟﻴ ﺪ اﻟﺘ ﻲ ﻳﺒﻴﻌ ﻮن ﻋﻠﻴﻬ ﺎ اﻟﺨﻴ ﺎر واﻟ ﺒﻠﺢ اﻷﺣﻤ ﺮ. اﻟﻤﺰﻻج اﻟﺨﺸﺒﻲ ﻳﺤﻮل ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻦ اﻟﺰﺣﻒ ﻋﻠﻲ اﻟﺒﻼط واﻻﻧﻄﻼق ﻓﻲ أرﺟ ﺎء اﻟﺸ ﻘﺔ ﺑﺤ ًﺜ ﺎ ﻋ ﻦ أﻣ ﻲ. ﺗﺤﺘﻲ ﻓﺘﺤﺔ ﻓﻮق اﻟﻘﺼﺮﻳﺔ .أﺗﺴﻠﻰ ﺑﺎﻟﻌﺒﺚ ﺑﺎﻟﺪواﺋﺮ اﻟﺤﻤ ﺮاء واﻟﺰرﻗ ﺎء واﻟﺼ ﻔﺮاء اﻟﻤﺜﺒﺘ ﺔ ﻓ ﻲ ﺳ ﻠﻚ ﻣﺘﻴﻦ ﺑﺄﺣﺪ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﻌﺮﺑﺔ. أﻗﺎوم اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻌﺎل .أﺗﺎﺑﻌ ﻪ ﻓ ﻲ ﻣﺮواﺣ ﻪ وﻣﺠﻴﺌ ﻪ ﺑﺠ ﻮار اﻟ ﺪوﻻب .ﻳﺒﺘﻌ ﺪ وﺟﻬ ﻪ ﻓ ﺄرﻓﻊ رأﺳ ﻲ ﻼ ﻋﻦ اﻟﻮﺳﺎدة .أراﻩ ﻳ ﺪورﺣﻮل اﻟﻤﻜﺘ ﺐ وﻳﺠﻠ ﺲ ﻣﺴ ﺘﻨﺪًا ﺑﺴ ﺎﻋﺪﻳﻪ إﻟ ﻰ ﺳ ﻄﺤﻪ .ﻳ ﺰﻳﺢ ﻃﺮﺑﻮﺷ ﻪ ﻗﻠﻴ ً ﻼ إﻟﻰ اﻟﺨﻠﻒ .ﺷﻔﺘﺎﻩ ﺗﺘﺤﺮآﺎن ﺑﻬﻤﻬﻤﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ .ﻳﺰﻳﺢ ﺳﺘﺮﺗﻪ وﻳﺴﺘﺨﺮج ﺳ ﻴﺠﺎرﺗﻪ اﻟﻤﻄﻔ ﺄة ﻗﻠﻴ ً ﻣﻦ ﺟﻴ ﺐ اﻟﺼ ﺪﻳﺮي .ﻳﺒﺤ ﺚ ﻓ ﻲ ﻣﻼﺑﺴ ﻪ ﻋ ﻦ ﻋﻠﺒ ﺔ اﻟﻜﺒﺮﻳ ﺖ ﺣﺘ ﻰ ﻳﺠ ﺪهﺎ .ﻳﺸ ﻌﻞ ﻧﺼ ﻒ اﻟﺴ ﻴﺠﺎرة. ﻼ :ﻣﻌﺮﻓﺶ أﻏﻴﺐ ﺧﻤ ﺲ دﻗ ﺎﺋﻖ .ه ﻮ أﻧ ﺎ آﻨ ﺖ ﻗﺎﻋ ﺪ أﻟﻌ ﺐ؟ .ﻣ ﺎ آﻠ ﻪ ﻳﻀﻌﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺷﻔﺘﻴﻪ .ﻳﻨﺘﺰﻋﻬﺎ ﻗﺎﺋ ً ﻰ ﺷﻬﺮ أﺟﺮي ورا اﻟﻘﺎﺿﻲ .ﺳﺘﻚ ﻋ ﺎوزة ﺗﺎﺧ ﺪك ﻣﻨ ﻲ .ﺗﺤ ﺐ ﺗ ﺮوح ﻋﻨ ﺪهﺎ ؟ .وﺗﻨ ﺎم ﻋﻠ ﻰ ﻋﻠﺸﺎﻧﻚ.ﻟ ﱠ اﻷرض؟ .اﻟﺴﻠﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ .ﺑﺎب اﻟﺴﻄﺢ اﻟﻤﻮارب .اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﻀﻴﻘﺔ .ﻓ ﺮاش ﻓ ﻲ رآ ﻦ وأدوات اﻟﻄﻬ ﻲ ﻓ ﻲ رآ ﻦ ﺁﺧ ﺮ .اﻟﻬ ﻮاء اﻟﺒ ﺎرد ﻋﻨ ﺪ اﻟ ﺬهﺎب إﻟ ﻰ اﻟﻜﻨﻴ ﻒ .وﺟ ﻪ ﺳ ﺘﻲ اﻷﺻ ﻔﺮ. ﻳﺘﻨﺎول آﺘﺎﺑًﺎ .ﻳﺨﺮج ﻧﻈﺎرﺗ ﻪ ﻣ ﻦ ﺟﻴ ﺐ اﻟﺴ ﺘﺮة اﻟﻌﻠ ﻮي .ﻳﺮﺗ ﺪﻳﻬﺎ و ﻳﺒﺤ ﺚ ﻋ ﻦ اﻟﺼ ﻔﺤﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻮﻗ ﻒ ﻋﻨﺪهﺎ .ﻻ ﻳﺠ ﺪهﺎ ﻓﻴﻘ ﺮأ آﻤ ﺎ اﺗﻔ ﻖ .ﻳﺘ ﺮك اﻟﻜﺘ ﺎب .ﻳ ﻨﻬﺾ واﻗﻔ ﺎ .ﻳﺘﺠ ﻪ إﻟ ﻰ اﻟﺒ ﺎب .ه ﻞ ﺳ ﻴﺨﺮج ﻣ ﻦ ﺟﺪﻳ ﺪ؟ ﻳﺴ ﺘﺪﻳﺮ ﻋﺎﺋ ﺪًا .أﺗﺎﺑﻌ ﻪ ﺑ ﺮآﻦ ﻋﻴﻨ ﻲ .ﻳﺰﻓ ﺮ:آ ﺎن ﻳ ﻮم أﺳ ﻮد ﻳ ﻮم ﻣ ﺎ ﺷ ﻔﺖ وﺷ ﻚ ووش أﻣ ﻚ. أﺳ ﻌﻞ .ـ ﻴﺎ رﻳ ﺖ رﺑﻨﺎﻳﺎﺧ ﺪك وﻳﺮﻳﺤﻨ ﻲ ﻣﻨ ﻚ .أﺳ ﻌﻞ ﻣ ﺮة أﺧ ﺮى .أرﺗﻌ ﺶ .ﺗﺼ ﻄﻚ أﺳ ﻨﺎﻧﻲ.أﻏﻤ ﺾ ﻲ .اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻳﺤﻴﻄﻮن ﺑﻲ .أﻣﻲ ﺗﺤﻤﻠﻨﻲ .اﻟﻨﻮر ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﺼﺎﻟﺔ .ﻳﻠﻒ ﻓﻲ دواﺋﺮ. ﻋﻴﻨ ّ أﻓ ﺘﺢ ﻋﻴﻨ ّ ﻲ .اﻟﻨ ﻮر ﻳﻠ ﻒ ﻓ ﻲ دواﺋ ﺮ .رأﺳ ﻪ ﻣﻨﺤﻨﻴ ﺔ ﻓ ﻮﻗﻲ .ﺗﻐﻄﻴﻬ ﺎ اﻟﻄﺎﻗﻴ ﺔ .ﻟ ﻦ ﻳﺨ ﺮج إذن .ﻳﺠ ﺲ ﻼ وﻳﻀ ﻌﻪ ﻓ ﻮق ﻼ ﻣ ﺒﻠ ً ﺟﺒﻬﺘ ﻲ .ﻳﺮﻓ ﻊ رأﺳ ﻲ وﻳﻀ ﻊ ﻣﻠﻌﻘ ﺔ "اﻟﺒﻠﻤ ﻮﻧﻜﺲ" ﻓ ﻲ ﻓﻤ ﻲ .ﻳﻄ ﻮي ﻣﻨ ﺪﻳ ً ﺟﺒﻬﺘﻲ .ﻳﺨﺘﻔﻲ وﻳﻌﻮد ﺑﻜ ﻮب ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺎء .ﻳﻌﺼ ﺮ ﻓﻴ ﻪ ﻟﻴﻤ ﻮﻧﺘﻴﻦ .ﻳﺤﻀ ﺮ زﺟﺎﺟ ﺔ"اﻷﺳ ﺒﺮﻳﻦ" .ﻳﻔ ﺮغ ﺣﺒﺘﻴﻦ ﻓﻲ آﻔﻪ .ﻳﺬﻳﺒﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺎء .ﻳﺮﻓﻊ رأﺳﻲ .ﻳﺠﺒﺮﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮب .أزﻳﺢ اﻟﻜﻮب ﺑﻴﺪي ﺑﻌ ﺪ رﺷ ﻔﺔ واﺣﺪة .ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﻨﻔﺲ .أﻓﺘﺢ ﻓﻤ ﻲ وأﺗ ﻨﻔﺲ ﻣﻨ ﻪ .ﻳﻨﻘ ﺒﺾ ﺻ ﺪري وأﻧﻬ ﺞ .ﻳﻀ ﻤﻨﻲ إﻟ ﻰ ﺻ ﺪرﻩ. ﻼ ﻣﻦ أﻧﻔﻲ .ﻳﻄﺎﻟﺒﻨﻲ ﺑﺄن أﺗﻤﺨﻂ .أﻧﻔﻲ ﻣﺴﺪودة .ﻳﺮﻓﻊ اﻟﻤﺮﺁة اﻟﺼ ﻐﻴﺮة أﻣ ﺎم وﺟﻬ ﻲ.أرى ﻳﻘﺮب ﻣﻨﺪﻳ ً ﻓﺘﺤﺘﻲ أﻧﻔﻲ ﻣﻠﻮﺛﺘﻴﻦ ﺑﺒﻘﻊ "اﻟﻤﻜﺮوآﺮوم "اﻟﺤﻤﺮاء. ﻳﻐﺎدر اﻟﺴﺮﻳﺮ.أﺗﺎﺑﻌﻪ ﺑﺒﺼﺮي .ﻳﻔﺘﺢ اﻟﺪوﻻب وﻳﻨﻜﺶ داﺧﻠﻪ .ﻳﻌﻮد ﺑﺄﻧﺒﻮﺑ ﺔ اﻟﺒ ﻮل اﻟﺰﺟﺎﺟﻴ ﺔ اﻟﺮﻓﻴﻌ ﺔ. ﻳﻌﺘﻠﻲ اﻟﺴﺮﻳﺮ .ﻳﻨﺤﻨﻲ ﻓﻮﻗﻲ .ﻳﻀﻊ ﻃﺮف اﻷﻧﺒﻮﺑﺔ ﻓﻲ إﺣﺪى ﻓﺘﺤﺘﻲ أﻧﻔ ﻲ .ﻳﺸ ﻔﻂ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺗﻬ ﺎ.ﻳﺒﺼ ﻖ ﻓﻲ ﻃﺒﻖ .ﻳﻀﻊ اﻷﻧﺒﻮﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺤﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .ﻳﺸﻔﻂ .ﻳﺒﺼﻖ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻖ .أﺗﻤﻜﻦ ﻣ ﻦ اﻟﺘ ﻨﻔﺲ .ﻳﻀ ﻊ ﻳ ﺪﻩ ﻓ ﻮق رأﺳ ﻲ وﻳﺘﻠ ﻮ ﺁﻳ ﺔ "اﻟﻜﺮﺳ ﻲ" .اﻟﺴ ﻌﺎل ﻻ ﻳﺮﻳ ﺪ أن ﻳﺘﻮﻗ ﻒ .ﻳﺴ ﻘﻴﻨﻲ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺮﻳ ﻖ ﺻ ﺒﻐﺔ ﻳ ﻮد ﻣﻤﺰوﺟﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎء .ﻳﺄﺧﺬﻧﻲ إﻟﻰ ﺑﺌﺮ ﺗﺘﺼﺎﻋﺪ ﻣﻨ ﻪ راﺋﺤ ﺔ اﻟﺠ ﺎز .ﻳﺠﻠﺴ ﻨﻲ ﻓ ﻮق ﺣﺎﻓﺘ ﻪ .ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣﻨ ﻲ أن أﺣﻨﻲ رأﺳﻲ وأﺳﺘﻨﺸﻖ .اﻟﺒﺌﺮ ﻋﻤﻴﻘﺔ .ﺳﺎﻋﺪﻩ اﻟﻘﻮي ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻲ وﻳﺤﻮل ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻦ اﻟﺴﻘﻮط. ١٦ أﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎب ﻓﻲ ﺣﺬر .أﺗﻄﻠﻊ ﺧﻠﻔﻲ .أﺑﻲ ﻏﺎرق ﻓﻲ ﻧﻮم اﻟﻘﻴﻠﻮﻟﺔ .أﺧ ﺮج إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﺎﻟﺔ .أﻗﺘ ﺮب ﻓ ﻲ ﺧﻔ ﺔ ﻣﻦ ﺑﺎب ﺣﺠﺮة اﻟﻜﻮﻧﺴﺘﺎﺑﻞ.ﻣﻐﻠﻖ .أﺿﻊ ﻋﻴﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺐ اﻟﻤﻔﺘﺎح .ﻃﺮف اﻟﺴﺮﻳﺮ .أرﺑﻌﺔ أﻗ ﺪام ﻋﺎرﻳ ﺔ ﻓﻮﻗﻪ .اﻷﻗﺪام ﻣﺘﺸﺎﺑﻜﺔ وﻻ ﺗﺘﺤ ﺮك .أﺗﻘ ﺪم ﻣ ﻦ اﻟﻤﻨ ﻮر .أﺗﻄﻠ ﻊ إﻟ ﻲ ﺷ ﺒﺎك "أم زآﻴ ﺔ" .ﻣﻔﺘ ﻮح .ﻳﺒ ﺪو ﺟﺎﻧ ﺐ ﻣ ﻦ ﺳ ﺎﻋﺪهﺎ اﻟﻌ ﺎري .أﻟ ﻒ ﺣ ﻮل اﻟﻤﺎﺋ ﺪة .أﻟﻤ ﺢ ﻓ ﺄرًا ﻳﺠ ﺮي ﻓ ﻲ إﺗﺠ ﺎﻩ دورة اﻟﻤﻴ ﺎﻩ واﻟﻤﻄﺒﺦ.أﻋﻮد إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ "ﻣﺎﻣﺎ ﺗﺤﻴﺔ" .أﺳﻤﻊ ﺣﺮآﺔ داﺧﻠﻬﺎ ﻓﺄﺳﺮع إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻨﺎ. أﺑ ﻲ ﻧ ﺎﺋﻢ ﻋﻠ ﻰ ﺟﺎﻧﺒ ﻪ اﻷﻳﺴ ﺮ وﻇﻬ ﺮﻩ ﻟ ﻲ .ﻳﺸ ﺨﺮ .أﺟﻠ ﺲ إﻟ ﻰ اﻟﻤﻜﺘ ﺐ .أﻓ ﺘﺢ آﺘ ﺎب اﻟﻌﻠ ﻮم. أﺳﻤﻊ ﺣﺮآﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺎﻟﺔ .أهﺮع إﻟ ﻰ اﻟﺒ ﺎب .أﺗﻄﻠ ﻊ ﻣ ﻦ ﺛﻘ ﺐ اﻟﻤﻔﺘ ﺎح .اﻟﻜﻮﻧﺴ ﺘﺎﺑﻞ ﺑﺎﻟﻔﺎﻧﻠ ﺔ وﺑﻨﻄﻠ ﻮن
45
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
اﻟﺒﻴﺠﺎﻣﺎ أﻣﺎم اﻟﺤﻮض .ﻳﻐﺘﺴﻞ ﺛﻢ ﻳﺘﺠﻪ إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻪ .أﻧﺘﻈ ﺮ .ﻣﺎﻣ ﺎ ﺗﺤﻴ ﺔ" ﻓ ﻲ روﺑﻬ ﺎ اﻷﺑ ﻴﺾ .أﻧﺘﻈ ﺮ ﺣﺘ ﻰ ﺗﻨﺘﻬ ﻲ ﻣ ﻦ اﻻﻏﺘﺴ ﺎل وﺗﺴ ﺘﺪﻳﺮ .أﻓ ﺘﺢ اﻟﺒ ﺎ ب وأﺧ ﺮج إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﺎﻟﺔ .ﺗﺸ ﻴﺮ ﻟ ﻲ أن أﺗﺒﻌﻬ ﺎ إﻟ ﻰ اﻟﻐﺮﻓﺔ. اﻟﻜﻮﻧﺴﺘﺎﺑﻞ ﻣﺴﺘﻠﻘﻲ ﻓﻮق اﻟﻔﺮاش .ﻣﺎ زال ﺑﺎﻟﻔﺎﻧﻠﺔ .ﻳﺪاﻩ ﻣﺸﺒﻮآﺘﺎن ﺧﻠﻒ رأﺳﻪ اﻟﻤﺴﺘﻨﺪ إﻟﻰ اﻟﺠﺪار. ﺷ ﻌﺮ إﺑﻄﻴ ﻪ ﻏﺰﻳ ﺮ .اﻷﻏﻄﻴ ﺔ ﻣﻨﻜﻮﺷ ﺔ .ﺗﺰﻳﺤﻬ ﺎ ﺟﺎﻧﺒ ﺎ ﻟﺘﺨﻠ ﻲ ﻟ ﻲ ﻣﻜﺎ ًﻧ ﺎ .ﺗﻘ ﺪم ﻟ ﻲ ﻃﺒﻘ ﺎ ﻣ ﻦ ﺛﻤ ﺮة "اﻟﻨﺒﻖ" اﻟﺘﻲ أﺣﺒﻬﺎ .ﺗﻘﻮل إن "آ ﺮﻳﻢ" أﺣﻀ ﺮﻩ ﻣﻌ ﻪ ﻣ ﻦ "أﺳ ﻴﻮط" .ﺗﻤﺸ ﻂ ﺷ ﻌﺮهﺎ أﻣ ﺎم اﻟﻤ ﺮﺁة. ﺗﻤﺮر إﺻﺒﻊ اﻟﺮوج ﻓﻮق ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ. أﻧﺘﻘ ﻲ ﺣﺒ ﺔ ﺳ ﻤﻴﻨﺔ ﺑﺮﺗﻘﺎﻟﻴ ﺔ اﻟﻠ ﻮن .أﻣﺴ ﺤﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺳ ﺘﺮة ﺑﻴﺠ ﺎﻣﺘﻲ .أﺳ ﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤ ﺬاق ﻟﺤﻤﻬ ﺎ اﻟﺠ ﺎف واﻟﺤﻠﻮ .أﻟﻔﻆ اﻟﺒﺬرة وأﺗﻠﻔﺖ ﺣ ﻮﻟﻲ ﺣ ﺎﺋﺮًا ﻓﻴﻤ ﺎ أﻓﻌﻠ ﻪ ﺑﻬ ﺎ .أﺿ ﻌﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺟﻴﺒ ﻲ .أﻟ ﺘﻘﻂ واﺣ ﺪة أﺧ ﺮى. ُﻣﺮﱠة .أﻟﻔﻈﻬﺎ وأﻧﺘﻘﻲ واﺣﺪة ﺣﻤﺮاء. أﺗﻄﻠﻊ إﻟﻰ "ﻣﺎﻣﺎ ﺗﺤﻴﺔ" .ﺗﺮﺳﻞ ﺷﻌﺮهﺎ ﺣﻮل آﺘﻔﻴﻬﺎ .ﻋﻴﻨﺎه ﺎ ﺗﻠﻤﻌ ﺎن .ﺗﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ "آ ﺮﻳﻢ" .ﻋﻼﻣ ﺎت اﻟﻀﻴﻖ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻪ .ﺗﺒﺘﺴﻢ .أﺷﻌﺮ أﻧﻪ ﺿﻴﻖ ﺑﻮﺟﻮدي. ـ أﻋﻤﻞ ﺷﺎي؟. ﻻ ﺗﻨﺘﻈ ﺮ إﺟﺎﺑ ﺔ وﺗﻐ ﺎدر اﻟﻐﺮﻓ ﺔ .أﻟﻤ ﺢ ﻣﺠﻠ ﺔ ﻣﺼ ﻮرة ﻣﻠﻘ ﺎة ﻋﻠ ﻰ ﺟﺎﻧ ﺐ اﻟﻔ ﺮاش .أﻟﺘﻘﻄﻬ ﺎ وأﻗﻠ ﺐ ﺻﻔﺤﺎﺗﻬﺎ .ﺻﻮرة اﻟﻤﻠﻚ ﻓﻲ اﺟﺘﻤﺎﻋﻪ ﺑﻀﺒﺎط اﻟﺠﻴﺶ اﻟﺬاهﺒﻴﻦ إﻟ ﻰ "ﻓﻠﺴ ﻄﻴﻦ" .ﻓ ﻲ رداء ﻋﺴ ﻜﺮي ﺑﻨﺼﻒ آﻢ .ﻳﻤﺴﻚ ﺑﻄﺮف ﻋﺼﺎ ﺗﺤﺖ إﺑﻄﻪ .ﻓﻮق ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻧﻈﺎرة ﺑﻌﻮﻳﻨﺎت ﺳﻮداءﻣﺴﺘﺪﻳﺮة .ﺷﺎرب آ ﺚ ﺑﻄ ﺮﻓﻴﻦ رﻓﻴﻌ ﻴﻦ ﻣﺤ ﺎذﻳﻴﻦ ﻟﻔﻤ ﻪ .ﻓ ﻮق رأﺳ ﻪ "ﺑﻴﺮﻳ ﻪ" ﻣﺎﺋ ﻞ ﻧﺎﺣﻴ ﺔ اﻟﻴﻤ ﻴﻦ. أﺳﺄل اﻟﻜﻮﻧﺴﺘﺎﺑﻞ :هﻮ اﺣﻨ ﺎ ﺣﻨﺤ ﺎرب؟ .ﻳﻘ ﻮل إﻧ ﻪ ﻻ ﻣﻔ ﺮ ﻣ ﻦ ذﻟ ﻚ ﺑﻌ ﺪ أن أﻋﻠﻨ ﺖ "إﺳ ﺮاﺋﻴﻞ" ﻗﻴ ﺎم دوﻟﺘﻬﺎ .ﻳﻀﻴﻒ :ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻮم أﻣﺮﻳﻜﺎ هﺪدت ﺑﻘﻄﻊ اﻟﺒﺘﺮول واﻟﺴﻤﺎد ﻋﻨﺎ ﻟﻮ دﺧﻠﻨﺎ" ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ". ﺗﻌ ﻮد "ﻣﺎﻣ ﺎ ﺗﺤﻴ ﺔ" ﺑﺼ ﻴﻨﻴﺔ ﻓﻮﻗﻬ ﺎ ﺛ ﻼث أآ ﻮاب ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﺎي .ﻧﺸ ﺮﺑﻪ ﻓ ﻲ ﺻ ﻤﺖ .ﺗﻨﻬﻤ ﻚ ﻓ ﻲ ﺟﻤ ﻊ أوراق اﻟﻜﻮﺗﺸﻴﻨﺔ اﻟﻤﺘﻨﺎﺛﺮة ﻓﻲ أرﺟﺎء اﻟﻐﺮﻓﺔ .ﺗﺮﺗﺒﻬﺎ وﺗﻔﻨﻄﻬﺎ .ﺗﺠﻠﺲ ﻣﺘﺮﺑﻌﺔ .ﻳﻨﺰاح روﺑﻬﺎ وﺗﺒ ﺪو رآﺒﺘﺎهﺎ. ﺗﻘﻮل :ﻳﺎﷲ ﻧﻠﻌﺐ "اﻟﺸﺎﻳﺐ". ﺗﺴ ﺘﺒﻌﺪ ﺛ ﻼث ورﻗ ﺎت ﺑﺮﺳ ﻢ اﻟﻌﺠ ﻮز .ﺗﻔ ﻨﻂ اﻟ ﻮرق ﻣ ﺮة أﺧ ﺮى .ﻳﺴ ﺘﺪﻳﺮ اﻟﻜﻮﻧﺴ ﺘﺎﺑﻞ ﻋﻠ ﻰ ﺟﺎﻧﺒ ﻪ اﻷﻳﺴﺮ .ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ آﻮﻋﻪ اﻷﻳﻤﻦ .ﻳﺴﺤﺐ ورﻗﺔ .أﺗﺼﻔﺢ ورﻗﻲ .أﻟﻤﺢ ﻳﻤﺪﻩ ﺗﺘﺴﻠﻞ إﻟﻰ ﻓﺨ ﺬي "ﻣﺎﻣ ﺎ ﺗﺤﻴﺔ" .ﺗﻀﺤﻚ و ﺗﺒﻌﺪ ﺟﺴﺪهﺎ .ﻳﺘﻨﺎﻗﺺ اﻟﻮرق ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ أﻳﺪﻳﻨﺎ .ﺗﺘﺒﻘﻰ ورﻗﺔ واﺣﺪة ﻣﻌﻪ .ﻳﻜﺸ ﻔﻬﺎ ﻓﺘﻄﺎﻟﻌﻨﺎ ﺻﻮرة اﻟﻤﻠﻚ اﻟﻌﺠﻮز. ﺗﺼﻔﻖ "ﻣﺎﻣﺎ ﺗﺤﻴﺔ" :ﻧﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺈﻳﻪ؟ ﺗﻀﻴﻒ :ﻏﻄﻲ ﻋﻨﻴﻚ .أﺑ ﻲ ﻳﻌﻠﻤﻬ ﺎ ﻟﻌﺒ ﺔ "اﻟﺒ ﻮآﺮ" .ﻳﻀ ﺤﻚ ﻣﻨﺘﺼﺮًا .ﺗﻀﻊ اﻟﻮرق ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎﺋﺪة .ﺗﻘﻮل :اﻟﻠﻌﺒﺔ دي ﺣﺮام. ﻳﻘﻮل ﻟﻬﺎ :ﻳﺎ ﺷﻴﺨﺔ .إﺣﻨﺎ ﺑﻨﻠﻌﺐ ﺑﻤﻼﻟﻴﻢ .ﺗﻘﻮل ﺑﻌﻨﺎد :ﻻ .ﺣﺮام. ﻳﺴﺘﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ .ﺗﺠﺬب إﻳﺸﺎرﺑًﺎ وﺗﺒﺮك ﻓﻮﻗﻪ .ﻳﻤﺪ ﻳﺪﻩ إﻟﻰ ﺻﺪرهﺎ ﻓﺘﺘﻬﺮب ﻣﻨﻪ .ﺗﺮﺑﻂ اﻹﻳﺸ ﺎرب ﻓﻮق ﻋﻴﻨﻴﻪ وﺗﻌﻘﺪﻩ ﻓﻮق أذﻧﻪ .ﺗﺸ ﻴﺮ ﻟ ﻲ أن أﻗﺘ ﺮب .ﺗﻬﻤ ﺲ ﻟ ﻲ :ﺗ ﻒ ﻓ ﻰ ﺑﻘ ﻪ .ﺗﻄﻠ ﺐ ﻣﻨ ﻪ أن ﻳﻔ ﺘﺢ ﺴ ﺎ وهﻮﻳﺼ ﺮخ :ﻳ ﺎ آﻠ ﺐ ﻳ ﺎ اﺑ ﻦ اﻟﻜﻠ ﺐ .ﻳﻔ ﻚ ﻓﻤ ﻪ .ﻳﻔﻌ ﻞ.أﻣﻴ ﻞ ﻓﻮﻗ ﻪ .أﺑﺼ ﻖ ﻓ ﻲ ﻓﻤ ﻪ .ﻳﻨ ﺘﻔﺾ ﺟﺎﻟ ً 46
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
اﻹﻳﺸﺎرب وﻳﺒﻌﺪﻩ ﻋﻦ وﺟﻬﻪ .أﻗﻔﺰ أﻧﺎ وﻣﺎﻣﺎ "ﺗﺤﻴﺔ" ﻣﻦ اﻟﺴﺮﻳﺮ .ﺗﻔﺘﺢ اﻟﺒﺎب وﺗﺪﻓﻌﻨﻲ إﻟﻰ اﻟﺼﺎﻟﺔ. ﺗﻐﻠ ﻖ اﻟﺒ ﺎب ﺧﻠﻔ ﻲ.أه ﺮع إﻟ ﻰ ﻏﺮﻓﺘﻨ ﺎ .أﺳ ﻤﻊ ﺻ ﻮت ﺧ ﺒﻂ وﺗﺤﻄ ﻢ ﺷ ﺊ .ﺗﻤ ﺮ ﻟﺤﻈ ﺔ ﺳ ﻜﻮن .ﻳﺮﺗﻔ ﻊ ﺻﻮت "ﻣﺎﻣﺎ ﺗﺤﻴﺔ" :ﺁﻩ .أدﻓﻊ ﺑﺎﺑﻨﺎ وأدﺧﻞ .أﺑﻲ واﻗﻒ ﻓﻲ ﻓﺘﺤﺔ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ .أﻧﺎدﻳﻪ :ﺑﺎﺑﺎ .إﻟﺤ ﻖ .ﻋﻤ ﻮ ﺑﻴﻀﺮب "ﻣﺎﻣﺎ ﺗﺤﻴﺔ". ﻳﺴﺘﺪﻳﺮ وﻳﺨﻄﻮ ﻧﺤﻮي .ﻧﻐﺎدر اﻟﻐﺮﻓﺔ .ﻧﻘﺘﺮب ﻓﻲ هﺪوء ﻣ ﻦ اﻟﻐﺮﻓ ﺔ اﻷﺧ ﺮى .ﺻ ﻮت ﺁه ﺎت ﻣﺘﺘﺎﺑﻌ ﺔ. ﻼ :دﻩ ﻳﻨﺼﺖ أﺑﻲ ﻓﻲ اﺳﺘﻐﺮاق .ﻳﺠﺬﺑﻨﻲ ﻣﻦ ﻳﺪي ﻟﻨﻌ ﻮد إﻟ ﻰ ﺣﺠﺮﺗﻨ ﺎ .ﻳﻐﻠ ﻖ اﻟﺒ ﺎب ﺧﻠﻔﻨ ﺎ .ﻳﺒﺘﺴ ﻢ ﻗ ﺎﺋ ً ﻣﺶ ﺿﺮب. ١٧ ﻳﻌ ﺪ "ﺳ ﺨﻴﻨﺔ" ﺑ ﺎﻟﻠﺒﻦ ﻟﻠﻌﺸ ﺎء .ﻳﻐﻠ ﻲ اﻟﺤﻠﺒ ﺔ .ﻳﻀ ﻴﻒ إﻟﻴﻬ ﺎ اﻟﻌﺴ ﻞ اﻷﺳ ﻮد .ﻳﻘﻄ ﻊ اﻟﺨﺒ ﺰ إﻟ ﻰ ﻟﻘ ﻢ. ﻳﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ إﻧﺎء.ﻳﺤﻤﺮهﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎر .ﻳﻀﻴﻒ ﺧﻠﻴﻂ اﻟﺤﻠﺒﺔ واﻟﻌﺴﻞ .ﻳﻘﻠﺒﻬﺎ ﻋﺪة ﻣ ﺮات .ﻳﻐ ﺮف ﻟ ﻲ ﻓ ﻲ ﻃﺒﻖ وﻳﺼﺐ ﻗﻠﺒﻼ ﻣﻦ اﻟﻠ ﺒﻦ .أﺗﻨﺎوﻟﻬ ﺎ ﺑﺎﻟﻤﻠﻌﻘ ﺔ وأﻧ ﺎ ﺟ ﺎﻟﺲ ﻓ ﻮق ﺣﺎﻓ ﺔ اﻟﺴ ﺮﻳﺮ .ﻳﺮﺗﻔ ﻊ اﻟﻤﻘﻌ ﺪ إﻟ ﻰ ﻣﺴ ﺘﻮى اﻟﻤﺎﺋ ﺪة اﻟﻜﺒﻴ ﺮة .أﻣ ﻲ ﺗﺤ ﻴﻂ ﺻ ﺪري ﺑﻤﺮﻳﻠ ﺔ ﺗﺮﺑﻄﻬ ﺎ ﺧﻠ ﻒ رأﺳ ﻲ .ﺗﻀ ﻊ أﻣ ﺎﻣﻲ ﻃﺒ ﻖ اﻟﺸﻮرﺑﺔ .ﺗﻌﻄﻴﻨﻲ ﻣﻠﻌﻘﺘﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮة .ﻳﺠﻠﺴﺎن ﺣﻮﻟﻲ. ﻳﻨﻄﻔﻰء اﻟﻨﻮر ﺛﻢ ﻳﻌﻮد .ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ أن أﻋﺪ ﺷﻨﻄﺘﻲ وأﺳﺘﻌﺪ ﻟﻠﻨﻮم .ﻳﺼﺤﺒﻨﻲ إﻟﻰ اﻟﻜﻨﻴﻒ .ﺑ ﺎب ﻏﺮﻓ ﺔ اﻟﻜﻮﻧﺴﺘﺎﺑﻞ ﻣﻮارب .ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻨﻪ ﺻ ﻮت اﻟﺮادﻳ ﻮ ﻣﻤﺘﺰﺟ ﺎ ﺑﻬﻤﻬﻤ ﺔ .رادﻳ ﻮ "أم زآﻴ ﺔ" ﻋ ﺎﻟﻲ اﻟﺼ ﻮت. "ﻳﺎ ﻣﺠﺎهﺪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ /دا اﻟﻴ ﻮم اﻟﻠ ﻲ ﺑﺘﺘﻤﻨ ﺎﻩ " .أردد ﻣ ﻊ اﻟﺮادﻳ ﻮ" :ﻓ ﻦ اﻟﺤ ﺮب اﺣﻨ ﺎ ﺑ ﺪﻋﻨﺎﻩ". ﺗﻌﺒﺮ "ﻣﺎﻣﺎ ﺗﺤﻴﺔ" اﻟﺼﺎﻟﺔ .ﺗﺮﺗﺪي ﻓﺴﺘﺎﻧًﺎ ﺣﺮﻳﺮﻳًﺎ أﺻﻔﺮ اﻟﻠﻮن ﺑﺪون أآﻤ ﺎم .ﺗﺤﻤ ﻞ ﻓ ﻲ ﻳ ﺪهﺎ ﺣﻘﻴﺒ ﺔ ﺑﻴﻀﺎء اﻟﻠﻮن .ﻓ ﻮق ﺳ ﺎﻋﺪهﺎ ﺑﻠ ﻮﻓﺮ ﻣﻄ ﻮي .ﻳﺘﺒﻌﻬ ﺎ "آ ﺮﻳﻢ" ﻓ ﻲ ﻗﻤ ﻴﺺ أﺑ ﻴﺾ وﺑﻨﻄﻠ ﻮن رﻣ ﺎدي. ﻳﺒﺮزﻣﻨﺪﻳﻞ ﻣﻨﻔ ﻮش آ ﺎﻟﺰهﺮة ﻣ ﻦ آ ﻢ ﻗﻤﻴﺼ ﻪ أﺳ ﻔﻞ راﺣ ﺔ ﻳ ﺪﻩ اﻟﻴﺴ ﺮى .ﻳﻮﺟﻬ ﺎن اﻟﺘﺤﻴ ﺔ إﻟ ﻰ أﺑ ﻲ. ﻳﻐﺎدران اﻟﺸﻘﺔ .أﺳﺘﻘﺮ ﻓﻲ اﻟﻔﺮاش.ﻳﺠﻠﺲ أﺑﻲ ﻓﻲ ﺑﺰﺗﻪ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ إﻟ ﻰ ﻣﻜﺘﺒ ﻲ.ﻳﺮﺗ ﺪي ﻧﻈﺎرﺗ ﻪ وﻳﻤﺴ ﻚ آﺘﺎﺑًﺎ .أﻏﺎﻟﺐ اﻟﻨﻮم .أﺷﻌﺮ أﻧﻪ ﻳﻨﻮي اﻟﺨﺮوج .أﻗﺮر أﻻ أﻏﻔﻮ إﻟﻰ أن ﻳﺨﻠﻊ ﻣﻼﺑﺴﻪ. ﻳﺮﺗﻔﻊ ﺻﻮت اﻟﺤﺎج "ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻠﻴﻢ" ﻣﻦ اﻟﺤﺎرة":ﺧﻠﻴﻞ" ﺑﻴﻪ" .ﺧﻠﻴﻞ" ﺑﻴﻪ .ﻳﻔﺘﺢ أﺑﻲ زﺟﺎج اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ وﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ اﻟﺼﻌﻮد .ﻳﻔﺘﺢ ﻟﻪ اﻟﺒ ﺎب .ﻳﻘ ﺪم ﻟ ﻪ آﺮﺳ ﻲ اﻟﻤﻜﺘ ﺐ .ﻳﺠﻠ ﺲ ﻋﻠ ﻰ ﺣﺎﻓ ﺔ اﻟﻔ ﺮاش .ﻳﺘﻨﺤ ﻨﺢ ﺷﻴﺦ اﻟﺤﺎرة آﻌﺎدﺗﻪ .ﻳﻘﻮل إن "ﻋﺒﺎس" ﺗﺰوج وأﺣﻀ ﺮ زوﺟﺘ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﺒﻠ ﺪ .وإﻧﻬ ﺎ ﺑﻨ ﺖ ﻃﻴﺒ ﺔ وﺧ ﺎم. وﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻨﻈﻒ ﻟﻨﺎ اﻟﻐﺮﻓﺔ وﺗﻄﺒﺦ أﻳﻀًﺎ .ﻳﻘﻮل أﺑﻲ :ﻳﺎ رﻳﺖ. ﻳﺴ ﺄل "ﻋﺒ ﺪ اﻟﻌﻠ ﻴﻢ" :إﻧ ﺖ ﻣﺨ ﺮﺟﺘﺶ اﻟﻨﻬ ﺎردة؟ اﻟﺒﻠ ﺪ ﻣﻠﻴﺎﻧ ﺔ ﻣﻈ ﺎهﺮات واﻟﻨ ﺎس ﺑﺘﻬﺘ ﻒ ":أﻳ ﻦ اﻟﻜﺴﺎء واﻟﻐﺬاء ﻳﺎ ﻣﻠﻚ اﻟﻨﺴﺎء". ﻳﻘﻮل أﺑﻲ :دول زودوهﺎ ﺧﺎﻟﺺ. ـ اﻟﺠﺮاﻳ ﺪ ﻣﺴ ﻤﻴﺎﻩ" اﻟﻔ ﺪاﺋﻲ اﻷول"" .رأﻓ ﺖ" أﻓﻨ ﺪي آ ﺎن ﻓ ﻲ "ﺑﻮرﺳ ﻌﻴﺪ "اﻣﺒ ﺎرح وﺑﻴﻘ ﻮل اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻣﺎﻟﻴﻴﻨﻬﺎ .هﺎرﺑﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ. ـ أﺧﺒﺎر "ﻣﺎﺟﺪ" أﻓﻨﺪي إﻳﻪ؟ ﻳﻘﻮل "ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻠ ﻴﻢ" إن "زراآ ﺶ" ﺣﻤﻠ ﺖ ﻣﻨ ﻪ وأﺧﺬﺗ ﻪ ﻣﻌﻬ ﺎ إﻟ ﻰ ﻣﻤﻠﻜ ﺔ اﻟﺠ ﺎن ﻟﺘﻠ ﺪ هﻨ ﺎك .وإﻧﻬ ﺎ وﺿﻌﺖ ﻣﻮﻟﻮدهﺎ دون ﻣﺴﺎﻋﺪة ﻣﻦ أﺣ ﺪ وﺳ ﺎر ﻋﻠ ﻰ ﻗﺪﻣﻴ ﻪ ﻣ ﻦ أول ﻟﺤﻈ ﺔ .ﻳﺴ ﺄل أﺑ ﻲ ﻓ ﻲ اهﺘﻤ ﺎم: ﺷﺎف إﻳﻪ هﻨﺎك؟.
47
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
ـ ﻣﻔﻴﺶ ﻋﻨﺪهﻢ ﻻ ﺗﺮوﻣﺎي وﻻ أﺗ ﻮﺑﻴﺲ ..وﻣﻔ ﻴﺶ آﻤ ﺎن ﻃﻴ ﻮر أو ﺣﻴﻮاﻧ ﺎت أو ﺣﺸ ﺮات وﻻ ﻣﻘ ﺎﺑﺮ. واﻟﺠﻬ ﺎز اﻟﻬﻀ ﻤﻲ ﻋﻨ ﺪهﻢ زي ﻣﻮﺗ ﻮر اﻷوﺗﻮﻣﺒﻴ ﻞ اﻟﺴ ﻴﺎرة .اﻟﻔﻀ ﻼت وﻻ ﻣ ﺆاذة ﺗﻄﻠ ﻊ ﺑﺨ ﺎر ﻣ ﻦ ﺿﻬﺮهﻢ زي اﻷوﺗﻮﻣﺒﻴﻞ ﺑﺎﻟﺰﺑﻂ. ـ و رﺟﻊ ﻟﻴﻪ؟ ﺣﻘﻪ ﻳﻔﻀﻞ هﻨﺎك. ـ ﺣ ﺲ ﺑﺎﻟﺨﻨﻘ ﺔ ﻣ ﻦ ﻗﻠ ﺔ اﻷوآﺴ ﺠﻴﻦ .ﻗﺎﻟﻬ ﺎ ﻋ ﺎوز ارﺟ ﻊ .ﺧﻠﺘ ﻪ ﻳﻘ ﻒ ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﺪﻣﻬﺎ وﻳﺤ ﻂ إﻳ ﺪﻩ ﻋﻠ ﻰ راﺳﻬﺎ .ﻧﻔﺨﺖ ﺑﺒﻘﻬﺎ .وهﻮب ﻟﻘﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺮﻩ. ـ آﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل؟ ﻣﺎ ﺟﺮاﻟﻮش ﺣﺎﺟﺔ؟ ـ ﻋﻨ ﺪﻩ ﺑ ﺲ ﺷ ﻮﻳﺔ ﺻ ﺪاع وﻣ ﺮات ﻣﻴﻘ ﺪرش ﻳ ﺘﺤﻜﻢ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺸ ﻰ .ﻳﺴﺘﻔﺴ ﺮ أﺑ ﻲ ﻋ ﻦ أﻃﻔﺎﻟ ﻪ. ﻳﺠﻴﺐ :اﻟﺒﻨﺖ ﺳﺨﻨﺖ إﻣﺒﺎرح ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ .آﻠﻤﺖ دآﺘﻮر ﺣﻤﻴﺎت ﺑﺎﻟﺘﻠﻴﻔﻮن .ﻗﻌﺪ ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ ﻋﻦ ﺷﻐﻠﺘﻲ وﺳﺎآﻦ ﻓﻴﻦ وﻓﻲ اﻵﺧﺮ ﻃﻠﺐ ٣ﺟﻨﻴﻪ ﻋﺸﺎن ﻳﻴﺠﻲ اﻟﺒﻴﺖ. ـ ﻳﺎﺧﺒﺮ .وﻋﻤﻠﺖ إﻳﻪ؟ ـ رﺑﻨﺎ ﺳﺘﺮ .إدﻳﺘﻬﺎ أﺳﺒﺮﻳﻦ وﻋﻤﻠﺘﻠﻬﺎ آﻤﺎدات .ع اﻟﺼﺒﺢ ﺑﻘﺖ آﻮﻳﺴﺔ. ﻳﻘﻮل إﻧﻪ ﺟﺎء ﻷﺑﻲ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ. ـ ﺧﻴﺮ اﻧﺸﺎﷲ. ﻳﻘ ﻮل إن اﻟﺤ ﺎج"ﻣﺸ ﻌﻞ"ﻟﻔ ﻖ ﻟ ﻪ ﻗﻀ ﻴﺔ ﻣﺨ ﺪرات .وإﻧ ﻪ ﻳﺤﺘ ﺎج ﺷ ﻬﺎدة ﻣ ﻦ أﺑ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺤﻜﻤ ﺔ. ﻳﻘﻮل أﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر :أﻧﺎ ﺗﺤﺖ أﻣﺮك .هﻮ إﻳﻪ اﻟﻠﻲ ﺣﺼﻞ؟ ـ ﺧﺪ اﻟﺪآﺎن اﻟﻠﻲ ﻗﺪاﻣﻲ وﻋﺎوز ﻳﺎﺧﺪ دآﺎﻧﻲ آﻤﺎن .ﻣﺮﺿﻴﺘﺶ أﺑﻴﻊ. ﻼ :ﻻزم أﻓﻮت ﻋﻠﻰ اﻟﺪآﺎن .ﺷﻔﺖ اﻟﻤﻴﻜﺮوﻓﻮن اﻟﻠﻲ "ﻣﺸﻌﻞ" ﻣﻌﻠﻘﻪ؟ ﻳﻨﻬﺾ ﻗﺎﺋ ً ـ أﻳﻮﻩ .ﺟﺎﻳﺐ ﻟﻬﻨﺎ .ﻣﺒﻴﺨﻠﻨﻴﺶ أﻧﺎم. ـ ﻧ ﺎوي ﺗﺴ ﻬﺮ ﻣﻌﺎﻧ ﺎ اﻟﻠﻴﻠ ﺔ؟" .أم آﻠﺜ ﻮم"ﺣﺘﻐﻨ ﻲ " هﻠ ﺖ ﻟﻴ ﺎﻟﻲ اﻟﻘﻤ ﺮ" .ﻳﻠﺘﻔ ﺖ أﺑ ﻲ ﻧ ﺎﺣﻴﺘﻲ ﺛ ﻢ ﻳﻘﻮل:ﻟﻤﺎ أﺷﻮف. ﻳﻨﺼﺮف "ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻠﻴﻢ" .أﻋﺘﺪل ﺟﺎﻟﺴًﺎ.أﻗ ﻮل ﻟ ﻪ :ﺑﺎﺑ ﺎ ﻣﺘﺴ ﻴﺒﻨﻴﺶ ﻟﻮﺣ ﺪي .ﻳﺘ ﺄﻣﻠﻨﻲ ﻟﺤﻈ ﺔ ﺛ ﻢ ﻳﻘ ﻮل: ﻃﺐ ﻗﻮم اﻟﺒﺲ هﺪوﻣﻚ. أرﺗ ﺪي ﻣﻼﺑﺴ ﻲ ﺑﺴ ﺮﻋﺔ .أﻣﺴ ﺢ زﺟ ﺎج اﻟﻨﻈ ﺎرة ﺑﻤﻨ ﺪﻳﻞ .ﻧﺨ ﺮج إﻟ ﻰ اﻟﺤ ﺎرة" .ﺳ ﻬﺎم" ﻓ ﻲ ﻧﺎﻓ ﺬﺗﻬﺎ آﺎﻟﻌ ﺎدة..ﻧﺨ ﺮج إﻟ ﻰ اﻟﺸ ﺎرع .ﻧﺘﺠ ﻪ إﻟ ﻰ ﻣﻴ ﺪان "اﻟﺴ ﻜﺎآﻴﻨﻲ" .ﻧﺠﺘ ﺎز ﻋ ﺪة ﺷ ﻮارع إﻟ ﻰ أن ﻧﺒﻠ ﻎ ﺳﻴﻨﻤﺎ"رﻳﺎﻟﺘﻮ" .ﻗﺎﻋﺔ ﻣﺰدﺣﻤ ﺔ .ﺻ ﻔﻴﺮ وﺿ ﺠﻴﺞ وﺻ ﻴﺎح .ﻧﺼ ﻌﺪ ﺳ ﻠﻤًﺎ ﻗﺼ ﻴﺮًا إﻟ ﻰ ﻣﻨﺼ ﺔ ﻋﺎﻟﻴ ﺔ. ﻧﺠﻠﺲ ﻓﻮق دآﺔ ﺧﺸﺒﻴﺔ .ﺑﺎﻋﺔ اﻟﻠﺐ واﻟﺴﻮداﻧﻲ واﻟﺴ ﻤﻴﻂ ﻳﺴ ﻌﻮن ﺑ ﻴﻦ اﻟ ﺪآﻚ .أه ﻢ ﺑ ﺎﻟﺠﻠﻮس ﻓ ﻮق ﻓﺨﺬﻳﻬﺎ ﻓﺘﺒﻌﺪﻧﻲ ﻋﻨﻬﺎ .ﻳﺄﺧﺬﻧﻲ أﺑﻲ ﺑﻴﻦ ﺳﺎﻗﻴﻪ .ﻳﻤﺮ ﺑﻨﺎ ﺑﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﺟﻠﺒﺎب ﻧﻈﻴﻒ ﻋﻠﻖ ﻓﻲ ذراﻋ ﻪ ﺳ ﺒﺘًﺎ
48
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
ﻣﻐﻄﻲ ﺑﺎﻟﻘﻤﺎش .ﻳﺸﺘﺮي ﻟﻜﻞ ﻣﻨﺎ ﺳﻤﻴﻄﺔ ﺑﺎﻟﺴﻤﺴﻢ .ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻣﻌﻬﺎ ﺷ ﺮﻳﺤﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺠ ﺒﻦ اﻟﺮوﻣ ﻲ ﻓﻮق ورﻗﺔ ﻓﻲ ﺣﺠﻢ اﻟﻜﻒ. ﻳﺸ ﺘﺮي ﻟ ﻲ أﺑ ﻲ آﻴﺴ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻠ ﺐ.ﻓﻴﻠﻤ ﺎن .اﻷول ﻗﺼ ﻴﺮ ﻋﺒ ﺎرة ﻋ ﻦ ﺣﻠﻘ ﺔ ﻣ ﻦ ﻣﻐ ﺎﻣﺮات "ﺟ ﻴﺲ وﺟﻴﻤﺲ" .اﻟﺜﺎﻧﻲ "ﺑﻠﺒﻞ أﻓﻨﺪي" .ل"ﻓﺮﻳﺪ اﻷﻃﺮش" و"ﺻﺒﺎح". ﺗﻈﻠﻢ اﻟﺸﺎﺷﺔ ﻓﺠﺄة وﻳﻀ ﺊ ﻧ ﻮر اﻟﻘﺎﻋ ﺔ .ﺗﺘﺼ ﺎﻋﺪ اﻟﺼ ﻴﺤﺎت .ﻳﺨﻠ ﻊ أﺑ ﻲ ﻃﺮﺑﻮﺷ ﻪ ﺗﻠﻤ ﻊ ﺻ ﻠﻌﺘﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻀﻮء .ﻳﺸﻌﻞ ﺳﻴﺠﺎرﺗﻪ .ﺳﻴﻨﻤﺎ "اﻟﻬﻼل " ﻓﻲ ﻣﻴ ﺪان اﻟﺴ ﻴﺪة زﻳﻨ ﺐ .أﻧ ﺎ و"ﻋﺰﻣ ﻲ" "اﺑ ﻦ ﺧﺎدﻣ ﺔ ﻼ .ﻟ ﻴﺲ ﻣﻌﻨ ﺎ ﺷ ﺎ ﻣ ﺎﺋ ً "ﻣﺎﻣﺎ ﺑﺴﻴﻤﺔ" .ﻧﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺷﺒﺎك اﻟﺘﺬاآﺮ .اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻳﺮﺗﺪي ﺑﺰة آﺎﻣﻠﺔ أﻧﻴﻘﺔ وﻃﺮﺑﻮ ً ﺛﻤﻦ اﻟﺘﺬاآﺮ .ﻳﺸﻴﺮ ﻟﻨﺎ أن ﻧﺘﺴﻠﻞ ﻣﻦ ﺑ ﺎب اﻟﺪرﺟ ﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜ ﺔ .ﻧﻘ ﻒ ﻗ ﺮب اﻟﺸﺎﺷ ﺔ .وﺟ ﻪ "ﻟﻴﻠ ﻲ ﻣ ﺮاد" ﻳﻤﻠﺆهﺎ. ﺗﻈﻠﻢ اﻟﻘﺎﻋﺔ .ﻳﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻌﺮض .اﻟﺠﻮ ﺧﺎﻧﻖ .ﻳﺨﻠﻊ أﺑﻲ ﺳﺘﺮﺗﻪ ..ﻳﻨﺘﻬ ﻲ اﻟﻔ ﻴﻠﻢ وﻳﺴ ﻄﻊ اﻟﻨ ﻮر .وﺟﻬ ﻪ ﻋﺎﺑﺲ.ﻳﻤﺴﺢ ﻋﺮﻗﻪ .ﻳﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻪ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ .ﻧﻨﺘﻈ ﺮ ﺣﺘ ﻲ ﻳﺨ ﻒ زﺣ ﺎم اﻟﺨ ﺎرﺟﻴﻦ .ﻳﺤﺘ ﻮي ﻳ ﺪي ﻓﻲ ﻗﺒﻀﺘﻪ اﻟﻘﻮﻳﺔ .ﻧﺨﺮج إﻟﻰ اﻟﺸﺎرع .ﻳﺸﺘﺮي ﻟﻲ "ﺑﺴﺒﻮﺳﺔ" ﻣﻦ ﻣﺤﻞ ﺣﻠﻮاﻧﻲ .ﻧﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻞ. اﻟﺤﺎرة ﻏﺎرﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻈﻼم .ﻣﺪﺧﻞ ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ أﻳﻀًﺎ .أﺗﻌﻠﻖ ﺑﺴﺘﺮﺗﻪ .ﺗﻠﺘﻒ ذراﻋﺎﻩ ﺣﻮﻟﻲ. ١٨ﻧﺘﻮﺿﺄ ﺳﻮﻳًﺎ .ﻳﻔﺮش ﺑﻄﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻲ اﻷرض .ﻳﺘﺮﺑﻊ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻣﻤﺴﻜًﺎ ﺑﻤﺴﺒﺤﺘﻪ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ .ﻣﺘﺠﻬﻢ .ﻳﻘﺮأ اﻟﺒﺴﻤﻠﺔ .ﻳﻜﺮرهﺎ وه ﻮ ﻳﻌ ﺪ ﻋﻠ ﻰ ﺣﺒ ﺎت اﻟﻤﺴ ﺒﺤﺔ.ﻳ ﺪﻋﻮهﺎ ب "اﻷﻟﻔﻴ ﺔ" ﻷﻧﻬ ﺎ ﻣ ﻦ أﻟ ﻒ ﺣﺒ ﺔ .ﻳ ﺄﺗﻲ ﺻﻮت ﺧﻄﺒﺔ اﻟﺠﻤﻌ ﺔ ﻣ ﻦ رادﻳ ﻮ "أم زآﻴ ﺔ" .ﺗﻨﺘﻬ ﻲ اﻟﺨﻄﺒ ﺔ .أﺻ ﻠﻰ ﻣﻌ ﻪ .ﺗﻨﺘﻬ ﻲ اﻟﺼ ﻼة ﻓﻴﻮاﺻ ﻞ ﻋﺪة رآﻌﺎت .ﻳﺴﺘﻮﺛﻖ ﻣﻦ أﻧﻲ ﻃﺎهﺮ .ﻳﻘﻮل إﻧﻲ ﻟ ﻦ أﺗﻤﻜ ﻦ ﻣ ﻦ دﺧ ﻮل اﻟﺤﻤ ﺎم ﻟﻤ ﺪة ﺳ ﺎﻋﺔ .ﻳﺤ ﺬرﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﺮد ﻟﻮ رن ﺟﺮس اﻟﺸﻘﺔ أو ﻃﺮق أﺣﺪ ﺑﺎﺑﻨﺎ.ﻳﻘﻮل إﻧﻪ اﺗﻔﻖ ﻣ ﻊ زوﺟ ﺔ "ﻋﺒ ﺎس"،ﻋﻠ ﻰ أن ﺗ ﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻬﺮ. ﻳﻐﻠﻖ ﺑﺎب اﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ ﺑﺈﺣﻜﺎم .ﻳﻀﻊ ﻗﻄﻌﺔ ﻗﻤﺎش أﺳ ﻔﻠﻪ .ﻗﻄﻌ ﺔ أﺧ ﺮى أﺳ ﻔﻞ ﺑ ﺎب اﻟﻐﺮﻓ ﺔ .ﻳﻀ ﻊ ﻣﻮﻗ ﺪ اﻟﺠﺎز ﻓﻮق اﻟ ﺒﻼط ﻋﻨ ﺪ ﺣﺎﻓ ﺔ اﻟﺒﻄﺎﻧﻴ ﺔ .ﻳﺸ ﻌﻠﻪ.ﻳﻀ ﻊ ﻓ ﻮق ﺷ ﻌﻠﺘﻪ رﻗﻴﻘ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﻔﻴﺢ آﺎﻧ ﺖ ﻏﻄ ﺎء ﺻ ﻔﱠﺖ ﻓ ﻮق ﻟﻌﻠﺒﺔ ﺳﻤﻦ .ﻳﺮﻣﻲ ﻓﻮﻗﻬ ﺎ ﺣﺒ ﺎت ﻣ ﻦ اﻟﻠﺒ ﺎن اﻟ ﺪآﺮ وﺑﻌ ﺾ أﻋﺸ ﺎب ﻣ ﻦ أآﻴ ﺎس ﺻ ﻐﻴﺮة ُ اﻟﻤﻜﺘﺐ ﺑﺠﻮار ﻃﺒﻖ ﻣﻦ اﻟﺼﻴﻨﻲ اﻷﺑﻴﺾ .ﻳﺤﻀ ﺮ آﺘ ﺎب "ﺷ ﻤﺲ اﻟﻤﻌ ﺎرف" .ﺗﺮﺗﻔ ﻊ أدﺧﻨ ﺔ اﻟﺒﺨ ﻮر ﻓﻲ اﻟﻐﺮﻓﺔ .أﺳﻌﻞ .ﻳﻐﻤﻐﻢ ﺑﺄﺳ ﻤﺎء اﷲ اﻟﺤﺴ ﻨﻰ .ﻳﺤﻀ ﺮ ورﻗ ﺔ وإﺑ ﺮة.ﻳﺘﺮﺑ ﻊ .ﻳﻠﻘ ﻲ ﻣﺰﻳ ًﺪًا ﻣ ﻦ اﻟﻠﺒ ﺎن واﻷﻋﺸﺎب ﻓﻮق اﻟﻨﺎر .ﻳﻘﺮأ ":ﻗﻞ أﻋﻮذ ﺑﺮب اﻟﻔﻠ ﻖ ،ﻣ ﻦ ﺷ ﺮ ﻣ ﺎ ﺧﻠ ﻖ ،وﻣ ﻦ ﺷ ﺮ ﻏﺎﺳ ﻖ إذا وﻗ ﺐ، وﻣﻦ ﺷﺮ اﻟﻨﻔﺎﺛﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ ،وﻣﻦ ﺷﺮ ﺣﺎﺳﺪ إذا ﺣﺴﺪ" .أﺗﺄﻣﻞ اﻟﻨ ﺎر .ﻳﻠﻜﺰﻧ ﻲ ﺑﻜﻮﻋ ﻪ ﻷردد اﻟﺴ ﻮرة ﺧﻠﻔﻪ .ﻧﻘﺮأهﺎ ﻋﺪة ﻣﺮات. ﻳﻤﺴﻚ ﺑﻮرﻗﺔ ودﺑﻮس .ﻳﺨﺰق ﺟﺎﻧﺒًﺎ ﻣﻨﻬﺎ :ﻣﻦ ﻋﻴﻦ "ﻧﺒﻴﻠﺔ" .ﻣﻦ ﻋﻴﻦ ﺟﻮزه ﺎ .ﻣ ﻦ ﻋ ﻴﻦ "ﺗﺤﻴ ﺔ". ﻣﻦ ﻋﻴﻦ اﻟﻜﻮﻧﺴﺘﺎﺑﻞ .ﻣﻦ ﻋﻴﻦ "ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻠﻴﻢ" .ﻣﻦ ﻋﻴﻦ "ﻋﻠﻲ ﺻﻔﺎ" .ﻣﻦ ﻋ ﻴﻦ أم "ﺻ ﻔﻮت" .ﻣ ﻦ ﻋ ﻴﻦ "ﺣﻜﻤ ﺖ" .ﻣ ﻦ ﻋ ﻴﻦ اﻟﺸ ﻴﺦ "ﻋﻔﻴﻔ ﻲ" .ﻳﻔﻜ ﺮ ﻟﺤﻈ ﺔ ﺛ ﻢ ﻳﻀ ﻴﻒ:ﻣ ﻦ ﻋ ﻴﻦ "ﺧﻠﻴ ﻞ" .ﻳﻠﻘ ﻲ ﺑﺎﻟﻮرﻗﺔ ﻓﻮق اﻟﻨﺎر ﻓﺘﺸﺘﻌﻞ. أهﻢ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎم ﻓﻴﻘﻮل إﻧﻨ ﺎ ﻟ ﻢ ﻧﻨﺘ ﻪ ﺑﻌ ﺪ .ﻳﺘﻨ ﺎول ﻃﺒ ﻖ اﻟﺼ ﻴﻨﻲ ﻣ ﻦ ﻓ ﻮق اﻟﻤﻜﺘ ﺐ .ﻳﻀ ﻌﻪ أﻣﺎﻣ ﻪ .ﻳﺤﻀ ﺮ ﺴ ﻂ .ﻳﻔ ﺘﺢ آﺘ ﺎب "ﺷ ﻤﺲ اﻟﻤﻌ ﺎرف "ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﻔﺤﺔ ﻣﻌﻠﱠﻤ ﺔ ﺑﻮرﻗ ﺔ زﺟﺎﺟ ﺔ اﻟﺤﺒ ﺮ اﻷزرق و ﻗﻠ ﻢ اﻟﺒ ْ ﺑﻴﻀﺎء .ﻳﻐﻤﺲ ﻗﻠﻢ اﻟﺒﺴْﻂ ﻓﻲ زﺟﺎﺟﺔ اﻟﺤﺒﺮ .ﻳﻤﺴﻚ ﺑ ﺎﻟﻄﺒﻖ وﻳﻜﺘ ﺐ ﻋﻠ ﻰ ﺣﺎﻓﺘ ﻪ ﺳ ﻮرة "اﻟﻔﺎﺗﺤ ﺔ". ﻳﺪﻳﺮ اﻟﻄﺒﻖ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ وﻳﻮاﺻﻞ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ اﻟﺴ ﻮرة .ﻳﺘﺄﻣ ﻞ اﻟﺼ ﻔﺤﺔ اﻟﻤﻌﻠّﻤ ﺔ ﻓ ﻲ "ﺷ ﻤﺲ اﻟﻤﻌﺎرف" .ﻳﻨﻘﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺮﺑﻌًﺎ آﺒﻴﺮًا ﺗﺘﺨﻠﻠ ﻪ أﻋﻤ ﺪة ﻃﻮﻟﻴ ﺔ وأﺧ ﺮى ﻋﺮﺿ ﻴﺔ .ﻳﺼ ﺐ ﻓ ﻲ اﻟﻄﺒ ﻖ آ ﻮب
49
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
ﻣ ﺎء .ﻳﻀ ﻴﻒ ﻋ ﺪة ﻧﻘ ﺎط ﻣ ﻦ زﺟﺎﺟ ﺔ ﻣ ﺎء ورد وﻣﻠﻌﻘ ﺔ ﻣ ﻦ ﻋﺴ ﻞ اﻟﻨﺤ ﻞ .ﻳﻘﺪﻣ ﻪ ﻟ ﻲ ﻷﺷ ﺮﺑﻪ .أﺑﻌ ﺪ رأﺳﻲ .ﻳﺸﺨﻂ ﻓﻲ:إﺷﺮب. ﻰ اﻟﺤﻔﻆ واﻟﻔﻬ ﻢ .ﻳﻘ ﺮأ أﺑﺘﻠﻊ اﻟﻤﺰﻳﺞ ،ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ أن أردد ﺧﻠﻔﻪ :اﻟﻠﻬﻢ ﺑﺒﺮآﺔ ﻣﺎ ﺷﺮﺑﺖ .أن ﺗﻬﻮن ﻋﻠ ﱠ ﺳﻮرة "اﻟﻌﻠﻖ"" :اﻗﺮأ ﺑﺎﺳﻢ رﺑﻚ اﻟﺬي ﺧﻠﻖ ،ﺧﻠﻖ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ ﻋﻠﻖ .أﻗﺮأ ورﺑﻚ اﻷآﺮم ،اﻟﺬي ﻋﻠ ﻢ ﺑﺎﻟﻘﻠﻢ ،ﻋﻠﻢ اﻹﻧﺴ ﺎن ﻣ ﺎ ﻟ ﻢ ﻳﻌﻠ ﻢ" .ﻳﺼ ﻠﻲ رآﻌﺘ ﻴﻦ وأﻧ ﺎ ﻣﻌ ﻪ .ﺻ ﻮت أﻣ ﻲ ﻣ ﻦ ﻏﺮﻓ ﺔ اﻟﻨ ﻮم" :ﻳ ﺲ واﻟﻘﺮﺁن اﻟﺤﻜﻴﻢ .إﻧﻚ ﻟﻤﻦ اﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ" .ﻳﻀﻊ ﻣﺮﺁة اﻟﺤﻼﻗﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻓﻲ ﻳﺪي .ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣﻨ ﻲ أن أﺿ ﻐﻂ ﺑﺄﺻ ﺎﺑﻌﻲ ﻋﻠ ﻰ إﻃﺎره ﺎ اﻟﻨﺤﺎﺳ ﻲ اﻟ ﺬي ﻳﻨﺨﻠ ﻊ أﺣﻴﺎﻧ ﺎ .ﻳﻔ ﺘﺢ اﻟﻜﺘ ﺎب ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﻔﺤﺔ أﺧ ﺮى .ﻳﻘ ﻮل إن ﻰ أن أﻧﺘﺒ ﻪ ﺟﻴ ﺪا .ﻳﻘ ﺮأ ﻣ ﻦ اﻟﻜﺘ ﺎب ﺑﺼ ﻮت ﻣﺘﻬ ﺪج: أﺳﺌﻠﺔ اﻻﻣﺘﺤﺎن ﺳﺘﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻟﻤﺮﺁة وﻋﻠ ﱠ اﻟﻠﻬﻢ ﺳﺨﺮ ﻟﻲ اﻟﻤﻠﻚ واﻟﻤﻠﻜﻮت ،ﻻ إﻟﻪ إﻻ أﻧﺖ ﻳﺎ ذا اﻟﺠﻼل واﻹآﺮام ﻳﺎ ﺣ ﻲ ﻳ ﺎ ﻗﻴ ﻮم ﺑ ﻚ أﺳ ﺘﻐﻴﺚ ﻳ ﺎ ﻣﻐﻴﺚ أﻏﺜﻨﻲ .ﻳﻜﺮر اﻟﺪﻋﺎء أرﺑﻌﻴﻦ ﻣﺮة وهﻮ ﻳﻌﺪ ﻋﻠﻰ أﺻﺎﺑﻌﻪ .ﻳﻘﻮل:ﻳﺎ ﻣﺠﻴﺐ أﺟﺐ دﻋ ﻮﺗﻲ واﻗ ﺾ ﺣﺎﺟﺘﻲ. أﺗﺄﻣ ﻞ ﺳ ﻄﺢ اﻟﻤ ﺮﺁة وأردد ﺧﻠﻔ ﻪ :إﻧ ﻲ أﺳ ﺄﻟﻚ ب"ﺑﻮﻗ ﺎﻟﻴﻢ" ﻳ ﺎ "ﺷ ﻮﻧﺎهﻴﻞ" ﻳ ﺎ "ﺷ ﻬﺮﻳﻦ" أﺳ ﺄﻟﻚ ﺑﺤﺮﻣ ﺔ "آﺸ ﻬﻴﻞ" "ﺑ ﺮدﻳﻢ" "ﺑﻬﻮاﺋﻴ ﻞ" "ﻋﺠﺎﺟﻴ ﻞ" "ﻋﻨﺎﺳ ﻴﻞ" وأﺳ ﺄﻟﻚ ﺑﺤﺮﻣ ﺔ "ﺟﺒﺮﺋﻴ ﻞ" و"ﻣﻴﻜﺎﺋﻴﻞ" و"إﺳﺮاﻓﻴﻞ" و"ﻋﺰراﺋﻴﻞ" .اﻟﻠﻬﻢ إﻧ ﻲ أﺳ ﺄﻟﻚ ﻳ ﺎ ذا اﻟﺠ ﻼل واﻹآ ﺮام ﻳ ﺎ ﺣ ﻰ ﻳ ﺎ ﻗﻴ ﻮم. ﻲ :ﻋﻠﻲ ﻣﻬﻠ ﻚ .ﻳﻮاﺻ ﻞ:وأﺳ ﺄﻟﻚ ﺑﺎﺳ ﻤﻚ اﷲ اﷲ اﷲ اﻟﻠﻄﻴ ﻒ أﺳﺄﻟﻚ ﺑﺎﺳﻤﻚ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻷﻋﻈﻢ .ﻳﺸﺨﻂ ﻓ ﱠ اﻟﻜﺮﻳﻢ وأﺳﺄﻟﻚ ﺑﺎﺳﻤﻚ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﻤﺎﺟﺪ وأﺳ ﺄﻟﻚ ﺑﺎﺳ ﻤﻚ اﷲ اﻟﻤﻠ ﻚ اﻟﻘ ﺪوس اﻟﺴ ﻼم اﻟﻤ ﺆﻣﻦ اﻟﻤﻬ ﻴﻤﻦ اﻟﻌﺰﻳﺰاﻟﺠﺒﺎر،ﺳﺒﺤﺎن اﷲ ﻋﻤﺎ ﻳﺸ ﺮآﻮن ،أﻻ ﻣ ﺎ ﺟﺌ ﺘﻢ ﻳ ﺎ ﺧ ﺪام ه ﺬﻩ اﻷﺳ ﻤﺎء ،أﺟﻴﺒ ﻮا ﺑﺤ ﻖ ﻣ ﻦ ﻗ ﺎل ﻟﻠﺴﻤﻮات واﻷرض أﺗﻴ ﺎ ﻃﻮ ً ﻋ ﺎ أو آﺮ ًه ﺎ ﻗﺎﻟﺘ ﺎ أﺗﻴﻨ ﺎ ﻃ ﺎﺋﻌﻴﻦ ،ﺑﺤ ﻖ "أﻋﻴ ﺎ" "ﺷ ﺮاهﻴﺎ" "إدو ﺗ ﺎي" "أﺻﺒﺎوت" ،اﻟﻮﺣﺎ اﻟﻮﺣﺎ ،اﻟﻌﺠﻞ اﻟﻌﺠﻞ ،اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎﻋﺔ. ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ" :ﺣﺎﺟﺔ ﻇﻬﺮت؟. أﺟﻴﺐ :ﻣﺶ ﻣﺘﺄآﺪ .ﻓﻴﻪ ﺷﺨﺒﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺮآﻦ. ﻳﺴﺄل ﻓﻲ ﻟﻬﻔﺔ:اﻧﺠﻠﻴﺰي؟. ـ ﻣﺶ ﻋﺎرف. ﻼ إن اﻟﺸﺨﺒﻄﺔ ﺑﻘﻊ ﺻﺪأ .أﺛﺒﺖ ﻋﻴﻨﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺮﺁة .ﻳﻘ ﺮأ ﻓ ﻲ ﻰ ﻗﺎﺋ ً ﻳﺘﻨﺎوﻟﻬﺎ ﻣﻨﻲ .ﻳﺘﺄﻣﻠﻬﺎ ﺛﻢ ﻳﻌﻴﺪهﺎ إﻟ ّ اﻟﻜﺘﺎب ﺛﻢ ﻳﻘﻠﺐ ﺻﻔﺤﺎﺗﻪ. ـ ﺣﺎﺟﺔ ﻇﻬﺮت؟. أهﺰ رأﺳ ﻲ ﻧﻔ ًﻴ ﺎ .ﻳﻘ ﻮل ﻓ ﻲ أﺳ ﻒ:ﻣ ﺶ ﻋ ﺎرف إﻳ ﻪ اﻟﻠ ﻲ ﺣﺼ ﻞ .إﻧ ﺖ ﻣﺘﺄآ ﺪ إﻧ ﻚ ﻃ ﺎهﺮ؟ .أﻗ ﻮل إﻧ ﻲ ﻣﺘﺄآﺪ .ﻳﻬﺰ رأﺳﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺮة. ﻳﻘﻠﺐ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب ﺛﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ إﺣﺪى اﻟﺼﻔﺤﺎت .ﻳﺘﻨﺎول ورﻗﺔ وﻳﻜﺘ ﺐ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﺑﻀ ﻊ آﻠﻤ ﺎت .ﻳﻄﻮﻳﻬ ﺎ وﻳﻨﺎوﻟﻬﺎ ﻟﻲ :ﺧﻠﻴﻬﺎ داﻳﻤًﺎ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻚ. أه ﻢ ﺑﺎﻟﻘﻴ ﺎم .ﻳﺴ ﺘﻤﻬﻠﻨﻲ :اﻟ ﺪﻋﺎ دﻩ ﺗﺤﻔﻈ ﻪ .ﻗ ﻮل ﻣﻌﺎﻳ ﺎ .ﻳﻘ ﺮأ ":ﺑﺤ ﻖ ه ﺬﻩ اﻷﺳ ﻤﺎء اﻟﺸ ﺮﻳﻔﺔ ﻲ ﻓﻬﻢ ﻻ ﻳﺮﺟﻌﻮن" .أردد اﻟﺪﻋﺎء ﺧﻠﻔﻪ .ﻳﻤﺘﺤﻨﻨﻲ .ﻳﺘﺄآﺪ ﻣ ﻦ "آﻬﻴﻌﺺ""ﺣﻢ .ﻋﺴﻖ" .ﺻ ٌﻢ ﺑﻜ ٌﻢ ﻋُﻤ ٌ أﻧ ﻲ ﺣﻔﻈﺘ ﻪ .ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣﻨ ﻲ أن أﻗ ﺮأﻩ ﺳ ﺒﻌﻴﻦ ﻣ ﺮة ﻋﻨ ﺪ دﺧ ﻮل اﻹﻣﺘﺤ ﺎن اﻟﺸ ﻔﻮي .ﺛ ﻢ أآ ﺮر آﻠﻤ ﺔ 50
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
"آﻬﻴﻌﺺ" ﺣﺮﻓﺎ ﺑﺤﺮف .وﻣ ﻊ آ ﻞ ﺣ ﺮف أﻋﻘ ﺪ إﺻ ﺒﻌﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻴ ﺪ اﻟﻴﻤﻨ ﻰ .وﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳ ﺄﺗﻲ دوري أﻣ ﺎم اﻟﻤﻤﺘﺤﻦ أرﻓﻊ ﻳﺪي وأﺑﺴﻄﻬﺎ ﻓ ﻲ وﺟﻬ ﻪ .ﻳﺒﺴ ﻂ اﻟﺤ ﺎوي ﺑﻀ ﺎﻋﺘﻪ ﺣ ﻮل داﺋ ﺮة آﺒﻴ ﺮة .ﻧﺘﺠﻤ ﻊ ﺣ ﻮل اﻟﺪاﺋﺮة .ﻳﺨﺮج ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻨﺎدﻳ ﻞ ﻣﻠﻮﻧ ﺔ ﻣ ﻦ آﻤ ﻪ .ﻳﺮﻓ ﻊ زﺟﺎﺟ ﺔ ﺟ ﺎزإﻟﻰ ﻓﻤ ﻪ .ﻳﻘ ﺮب ﻣﻨ ﻪ ﻗﻀ ﻴﺐ ﻣ ﻦ اﻟﺤﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﺷﻌﻠﺔ ﻧﺎر .ﻳﻔﺘﺢ ﻓﻤﻪ وﻳﻄﻠﻖ ﺻﺎروﺧﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻴﺮان .ﻳﻌﺪﻧﺎ ﺑﺄن ﻧ ﺮي ﺧ ﺮوج اﻟﺜﻌﺒ ﺎن ﻣ ﻦ اﻟﺒﻴﻀ ﺔ ﺑﻌ ﺪ أن ﻧ ﺪﻓﻊ .ﻳ ﺪورﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑ ﺎﻟﺮق ﺳ ﺎﺣﺒﺎ اﻟﻘ ﺮد اﻟﻤﺮﺑ ﻮط ﻓ ﻲ ﺳﻠﺴ ﻠﺔ ﺧﻠﻔ ﻪ .ﻳﻨﺘﻬ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﺪوران ﻓﻴﻬﺰ اﻟﺮق ﻓﻲ ﻳﺪﻩ .ﻳﻌﻠﻦ أن ﻣﺎ ﺟﻤﻌﻪ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ .ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻀﺎﻋﺘﻪ وﻳﻨﺼﺮف. اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ١٩ ﺗﺒﺴ ﻂ اﻟﻤ ﻼءات واﻟﻤﺨ ﺪات ﻓ ﻮق ﺳ ﻮر اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ .ﻳﺼ ﻴﺢ ﻓﻴﻬ ﺎ :اﻟﻤﺮﺗﺒ ﺔ اﻷول .ﺗ ﺰﻳﺢ اﻟﻤ ﻼءات واﻟﻤﺨ ﺪات ﺟﺎﻧﺒ ﺎ .ﺗ ﺪﺧﻞ اﻟﻐﺮﻓ ﺔ وﺗﻤﻴ ﻞ ﻓ ﻮق اﻟﻤﺮﺗﺒ ﺔ .ﻳﻌﺎوﻧﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺣﻤﻠﻬ ﺎ ﻓ ﻮق رأﺳ ﻬﺎ .ﻳﺘ ﺮﻧﺢ ﺟﺴﻤﻬﺎ اﻟﻨﺤﻴﻞ .ﺗﻠﻘﻲ ﺑﻬﺎ ﻓﻮق اﻟﺴﻮر .ﺗﻨﻬﺎل ﺑﺎﻟﻤﻨﻔﻀﺔ اﻟﺒﻮص ﻓﻮﻗﻬﺎ .ﻳﺘﺼﺎﻋﺪ ﺗﺮاب آﺜﻴﻒ .ﺗﻨﻔﺾ اﻟﺒﻄﺎﻃﻴﻦ واﻟﻤﺨﺪات .ﺗﻠﻬﺚ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻬﻮد وﻳﺤﻤﺮ وﺟﻬﻬﺎ اﻟﺸﺎﺣﺐ. ﺗﺰﻳﺢ اﻟﺴﺮﻳﺮ ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻦ اﻟﺤﺎﺋﻂ .ﺗﺸﻌﻞ ﻣﻮﻗﺪ اﻟﺠ ﺎز .ﺗﺤﻤﻠ ﻪ ﻓ ﻲ ﻳ ﺪهﺎ وﺗﻨﺤﻨ ﻲ ﻓ ﻮق اﻟﻤﻠ ﺔ اﻟﺤﺪﻳﺪﻳ ﺔ. ﺗﻀﻢ ﻓﺘﺤﺔ ﺟﻠﺒﺎﺑﻬﺎ اﻟﺘﻲ أوﺷﻜﺖ أن ﺗﻜﺸﻒ ﺛﺪﻳﻴﻬﺎ .ﻳﺮﺗﺪي أﺑﻲ ﻧﻈﺎرﺗﻪ .ﻳﻘﻮل ﻟﻬﺎ :هﺎﺗﻲ .ﻳﺄﺧ ﺬ ﻣﻨﻬ ﺎ اﻟﻤﻮﻗ ﺪ وﻳﻘ ﺮﻓﺺ ﺑﺠ ﻮار ﻗ ﺎﺋﻢ اﻟﺴ ﺮﻳﺮ .ﻳﻀ ﻊ اﻟﻮاﺑ ﻮر ﺗﺤ ﺖ اﻟﺜﻘ ﺐ اﻟ ﺬي ﺗٌﺜﺒ ﺖ ﻓﻴ ﻪ اﻟ ُﻤّﻠ ﺔ .أﻧﺤﻨ ﻲ ﺑﺠﻮارﻩ .أﺗﺄﻣﻞ ﻳﺪﻳﻪ اﻟﻘﻮﺗﻴﻦ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻤﺴ ﻜﺎن ﺑ ﺎﻟﻮاﺑﻮر ﻓ ﻲ ﺛﺒ ﺎت .أﻟﻤ ﺢ ﻋ ﺪة ﺑﻘ ﺎت ﻣﺘﻼﺻ ﻘﺔ .ﺗﻠﻤﺴ ﻬﺎ اﻟﻨﻴﺮان ﻓﺘﺘﻔﺤﻢ وﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض .أﺷ ﻴﺮ ﺑﻴ ﺪي إﻟ ﻰ ﺑﻘ ﺔ هﺎرﺑ ﺔ .ﻳﻠﺤﻘﻬ ﺎ ﺑﺎﻟﻨ ﺎر .ﻳ ﺪور ﺑ ﺎﻟﻮاﺑﻮر أﺳﻔﻞ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺴﺮﻳﺮ اﻷﺧﺮى .ﺗﺤﻀﺮ ﻟﻪ زﺟﺎﺟﺔ ﺟﺎز ﻓﻴﺼﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻮق أﻣﺎآﻦ اﻟﺤﺮق.ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣﻨ ﺎ أن ﻧﺘﻔﺤﺺ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﻤﺮﺗﺒﺔ وﺛﻨﺎﻳﺎ اﻟﻤﺨﺪات. ـ هﺎﺗﻴﻠﻲ ﻗﻠﺔ. ﺗﺤﻀﺮ ﻗﻠﺔ ﻣﺎء ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺎﻟﺔ .ﻳﻜ ﺮع ﻣﻨﻬ ﺎ .ﻳﻤﺴ ﺢ ﺷ ﻔﺘﻴﻪ ﺑﻜ ﻢ اﻟﺠﻼﺑﻴ ﺔ .ﻳﻘ ﻮل :ﺳ ﺨﻨﺔ .ﺣﻄﻴﻬ ﺎ ﻓ ﻮق اﻟﺒﻮﻓﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﻴﺎر .ﺗﻘﻮل :أروح أﺟﻴﺐ ﺗﻠﺞ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي؟ .ﻳﻜﺸ ﻒ ﻓﻤﻬ ﺎ ﻋ ﻦ أﺳ ﻨﺎن ﺻ ﻔﺮاء .ﻳﺠﺒ ﺐ :ﻻ. ﻣﺶ اﻟﻮﻗﺖ .ﺑﺎﺋﻊ اﻟﺜﻠﺞ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﺎب .ﻳﺤﻤﻞ ﻧﺼﻒ ﻟﻮح ﻣﻠﻔﻮﻓًﺎ ﻓﻲ اﻟﺨﻴﺶ .ﻳﻀ ﻌﻪ ﻓ ﻮق ﻣﺎﺋ ﺪة اﻟﻄﻌ ﺎم. ﺗﺤﻤﻠﻪ أﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﻤﻄﺒﺦ .ﺗﻜﺴﺮ ﻗﻄﻌ ﺔ ﺑﻴ ﺪ اﻟﻬ ﻮن اﻟﺨﺸ ﺒﻴﺔ .ﺗ ﺪﻗﻬﺎ إﻟ ﻰ ﻗﻄ ﻊ أﺻ ﻐﺮ .ﺗﻐﺴ ﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤ ﺎء. ﺗﻨﺜﺮهﺎ ﻓﻮق أﻃﺒﺎق "اﻟﺒﺎﻟﻮﻇﺔ" اﻟﺒﻴﻀﺎء اﻟﻤﺮﺻﻮﺻﺔ ﻓﻮق ﺳ ﻄﺢ اﻟﺒﻮﻓﻴ ﻪ .ﻧﺄآﻠﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﻣﺠﻠﺴ ﻨﺎ ﻋﻨ ﺪ اﻟﻨﺎﻓﺬة. ﻳﺠﺮ آﺮﺳﻲ اﻟﻤﻜﺘﺐ وﻳﻘﻒ ﻓﻮﻗﻪ .ﻳﺠﺬب ﺳﺎﻋﺔ اﻟﺤ ﺎﺋﻂ ﺑﺮﻓ ﻖ .ﻳﻨﺎوﻟﻬ ﺎ ل"ﻓﺎﻃﻤ ﺔ" وه ﻮ ﻳﻘ ﻮل:ﻋﻠ ﻰ ﻣﻬﻠﻚ .ﺧﺪي ﺑﺎﻟﻚ .ﺗﻀﻊ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻓﻮق ﻣﻠﺔ اﻟﺴﺮﻳﺮ .ﺗﺤﻀﺮ ﻗﻄﻌﺔ ﻗﻤﺎش وﺗﺒﻠﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﺠﺎز .ﺗﻬﻢ ﺑﺘﻨﻈﻴﻒ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻓﻴﻨﻬﺎهﺎ.ﻳﺘﺮﺟﻞ .ﻳﺘﻨﺎول ﻣﻨﻬ ﺎ اﻟﻘﻤ ﺎش .ﻳﻤﺴ ﺢ ﺑﻬ ﺎ اﻟﺠﻮاﻧ ﺐ اﻟﺨﺎرﺟﻴ ﺔ ﻟﻠﺴ ﺎﻋﺔ .ﻳﻔ ﺘﺢ ﺑﺎﺑﻬ ﺎ اﻟﺰﺟﺎﺟﻲ .ﻳﻤﺴﺢ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﺎﻟﻌﺪة .ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ زﺟﺎﺟﺔ اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ وﻗﻄﻌﺔ ﻗﻤﺎش أﺧﺮي .ﺗﻨﺎوﻟﻪ ﺟﻮر ًﺑ ﺎ ﻗ ﺪﻳﻤًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﻮف .ﻳﺒﻠﻠ ﻪ ﺑ ﺎﻟﺒﻨﺰﻳﻦ .ﻳﺨﻠ ﻊ رﻗ ﺎص اﻟﺴ ﺎﻋﺔ وﻳﺪﻋﻜ ﻪ ﺟﻴ ﺪا .ﻳﻤﺴ ﺢ ﻓ ﻲ رﻓ ﻖ اﻷرﻗﺎم اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ .ﻳﺘﻨﺎول ﻋﻠﺒﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻓﻲ ﺣﺠﻢ اﻟﻜ ﻒ ﻟﻬ ﺎ ﺑﺰﺑ ﻮز رﻓﻴ ﻊ .ﻳﻀ ﻊ اﻟﺒﺰﺑ ﻮز أﺳ ﻔﻞ ﻋ ﺪة ﺣ ﺎ ﻗﺼ ﻴﺮًا اﻟﺴﺎﻋﺔ .ﻳﻤﻴﻠﻪ ﻟﻴﺼﺐ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺗﻪ .ﻳﺼﺐ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﻓﺘﺤﺘﻴﻦ وﺳ ﻂ داﺋ ﺮة اﻷرﻗ ﺎم .ﻳﻤﺴ ﺢ ﻣﻔﺘﺎ ً ﻣ ﻦ اﻟﻨﺤ ﺎس اﻟﻼﻣ ﻊ .ﻳﺪﺳ ﻪ ﻓ ﻲ إﺣ ﺪي اﻟﻔﺘﺤﺘ ﻴﻦ وﻳ ﺪﻳﺮﻩ ﺑﺮﻓ ﻖ .ﻳﻨﺘﻘ ﻞ إﻟ ﻰ اﻟﻔﺘﺤ ﺔ اﻷﺧ ﺮى .ﻳ ﺪﻳﺮ اﻟﻤﻔﺘﺎح ﻋﺪة ﻣﺮات ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻌﺼﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺮﻳﻚ.
51
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺴﺎﻋﺔ إﻟﻰ اﻟﺼﺎﻟﺔ وﻳﻀﻌﻬﺎ ﻓﻮق اﻟﻤﺎﺋﺪة .ﻳﺪﻳﺮ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻳ ﻴﻦ اﻟﺠ ﺪران .ﻳﺴ ﺘﻘﺮ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻜ ﺎن ﺑ ﻴﻦ ﺑﺎب اﻟﻤﻨﻮر وﺑﺎب ﺣﺠﺮة اﻟﻀﻴﻮف .ﺗﺠﺮ "ﻓﺎﻃﻤ ﺔ" أﺣ ﺪ ﻣﻘﺎﻋ ﺪ اﻟﻤﺎﺋ ﺪة وﺗﻀ ﻌﻪ أﺳ ﻔﻞ اﻟﻤﻜ ﺎن اﻟ ﺬي ﻋﻴّﻨﻪ .ﻳﺮﺗﻘﻲ اﻟﻤﻘﻌ ﺪ .ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣﻨ ﻲ إﺣﻀ ﺎر اﻟﺸ ﺎآﻮش وﻣﺴ ﻤﺎر ﻣﺘﻮﺳ ﻂ اﻟﺤﺠ ﻢ.أﺟ ﺮى إﻟ ﻰ اﻟﺤﺠ ﺮة. أﻧﺤﻨﻲ ﻓﻮق رآﺒﺘﻲ أﻣﺎم اﻟﺴﺮﻳﺮ .أﺟﺬب اﻟﺸﺎآﻮش وﺻﻨﺪوﻗًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻜﺮﺗ ﻮن .ﻳﻤﺘﻠ ﺊ ﺑﺎﻟﻤﺴ ﺎﻣﻴﺮ وﻗﻄ ﻊ اﻷﺳ ﻼك اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴ ﺔ واﻟ ﺪﺑﺎﺑﻴﺲ وأﺟ ﺰاء ﻣ ﻦ دواﻳ ﺎ اﻟﻤﺼ ﺎﺑﻴﺢ .أﻧﺘﻘ ﻲ ﻣﺴ ﻤﺎرﻳﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔ ﻲ اﻟﺤﺠ ﻢ. ﻰ .ﺗﺨﺘﻄ ﻒ "ﻓﺎﻃﻤ ﺔ"اﻟﺸ ﺎآﻮش واﻟﻤﺴ ﻤﺎرﻳﻦ ﻣ ﻦ ﻳ ﺪي .ﺗﻨ ﺎوﻟﻬﻢ ﻟ ﻪ. أﺟﺮي ﻋﺎﺋﺪًا .ﻳﻤ ﺪ أﺑ ﻲ ﻳ ﺪﻩ إﻟ ﱠ ﻳﺨﺘﺎر أﺣﺪ اﻟﻤﺴﻤﺎرﻳﻦ .ﻳﺪﻗﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﺋﻂ .ﺿﺮﺑﺎﺗﻪ ﻗﻮﻳﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ. أﻗﺘﺮب ﻣﻦ ﺑ ﺎب ﻏﺮﻓ ﺔ اﻟﻜﻮﻧﺴ ﺘﺎﺑﻞ و"ﻣﺎﻣ ﺎ ﺗﺤﻴ ﺔ" .أﺗﻄﻠ ﻊ ﻣ ﻦ ﺛﻘ ﺐ اﻟﻤﻔﺘ ﺎح .ﻻ ﻳﻮﺟ ﺪ أﺛ ﺮ ﻟﻠﺴ ﺮﻳﺮ واﻟﺸﻮﻓﻴﻨﻴﺮة .أﺧﺬا آﻞ ﻋﻔﺸﻬﻤﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻧﺘﻘﻼ إﻟﻲ ﻣﺴﻜﻦ ﺁﺧﺮ .ﻳﺼﻴﺢ ﺑﻲ أﺑﻲ :إﻧﺖ ﻓﻴﻦ؟ أهﺮع إﻟﻴ ﻪ. ﻳﻤﺪ ﻳﺪﻩ ﺑﺎﻟﺸﺎآﻮش ﻓﺘﺴﺒﻘﻨﻲ "ﻓﺎﻃﻤﺔ" إﻟ ﻰ أﺧ ﺬﻩ .ﻳﻮﺷ ﻚ اﻟﺸ ﺎآﻮش أن ﻳﻘ ﻊ ﻓﻴﺨ ﺎﻃﺒﻨﻲ :إﻧ ﺖ ﻣ ﺶ ﻧﺎﻓﻊ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ .ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ أن ﺗﻨﺎوﻟﻪ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻓ ﻲ رﻓ ﻖ .ﺗﺤﻤﻠﻬ ﺎ إﻟﻴ ﻪ .ﻳﻌﻠﻘﻬ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺴ ﻤﺎر .ﻳﺘﻨ ﺎول ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺮﻓﺎص وﻳﺜﺒﺘﻪ ﺗﺤﺖ اﻟﻌﺪة .ﻳﻬﺰﻩ ﻓﻴﻮاﺻﻞ اﻟﺤﺮآﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺴﻪ .ﻳﻐﻠﻖ ﺑﺎب اﻟﺴﺎﻋﺔ .ﻳﻬﺒﻂ. ﻧﻌﻮد إﻟ ﻰ اﻟﻐﺮﻓ ﺔ .ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣﻨﻬ ﺎ إﻧ ﺰال اﻟﺼ ﻮر اﻟﻤ ﺆﻃﺮة .ﺗﺼ ﻌﺪ ﻓ ﻮق اﻟﻤﻘﻌ ﺪ .ﺗﺘﻌﻠ ﻖ ﻃﺮﺣﺘﻬ ﺎ ﺑﺤﺎﻓ ﺔ اﻟ ﺪوﻻب.ﺗﻔﻜﻬ ﺎ وﺗﺮﺑﻄﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺟﺪﻳ ﺪ ﻓ ﻮق ﺷ ﻌﺮهﺎ اﻟﺨﺸ ﻦ .ﻳﻨﺤﺸ ﺮ ﺟﻠﺒﺎﺑﻬ ﺎ ﺑ ﻴﻦ ﻓﻠﻘﺘﻴﻬ ﺎ .ﺗﻤ ﺪ ﻳ ﺪهﺎ وﺗﻌﺪﻟﻪ .ﻋﻴﻦ أﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺧﺮﺗﻬﺎ اﻟﺼﻐﻴﺮة .ﺗﺠﺬب ﺻ ﻮرة وﺗﻨﺎوﻟ ﻪ إﻳﺎه ﺎ .آﺒﻴ ﺮة ﺑﺈﻃ ﺎر ﻋ ﺮﻳﺾ ﻣ ﻦ اﻟﺨﺸﺐ.ﺗﻀﻢ ﺻﻮروﺟﻮﻩ ﺻﻐﻴﺮة ﺑﻴﻀﺎوﻳﺔ اﻟﺸﻜﻞ ﻓﻲ ﺻ ﻔﻮف ﻣﺘﻼﺻ ﻘﺔ .أﻋ ﺮف ﻣﻜ ﺎن ﺻ ﻮرة أﺑ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻒ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ﻣ ﻦ أﺳ ﻔﻞ .أزاﻟﻬ ﺎ "ﻋﺰﻣ ﻲ" إﺑ ﻦ ﻃﺒﺎﺧ ﺔ ﻣﺎﻣ ﺎ "ﺑﺴ ﻴﻤﺔ" .ﻳﻨﻔﻀ ﻬﺎ أﺑ ﻲ ﺑﺨﺮﻗ ﺔ وﻳﻀﻌﻬﺎ ﻓﻮق اﻟ ٌﻤﻠّﺔ .ﺗﻨﺎوﻟﻪ ﺻﻮرة أﺧﺮى .ﺗﻬﺘﺰ ﻓﻲ ﻳﺪهﺎ .ﻳﺼﺮخ ﻓﻴﻬﺎ :إﻧﺖ إﻳ ﺪﻳﻚ ﺳ ﺎﻳﺒﺔ .اﻟﺼ ﻮرة ﻟﻪ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺘﺼﻒ ﺑﻴﻦ ﻋﺪد ﻣ ﻦ ﺿ ﺒﺎط اﻟﺠ ﻴﺶ .ﺑﺎﺳ ﻢ ﻓ ﻲ ﻣﻼﺑ ﺲ أﻧﻴﻘ ﺔ .ﺣ ﺬاؤﻩ ﻻﻣ ﻊ وﻣ ﺪﺑﺐ اﻟﻄﺮف .اﻟﻤﻨﺸﺔ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻣﺴﺘﻘﺮة ﻓﻮق ﻓﺨﺬﻳﻪ .ﺷﺎرﺑﻪ ﻣﺮﻓﻮع إﻟﻰ أﻋﻠﻰ آﺸﺎرب اﻟﻤﻠﻚ "ﻓﺆاد". ﺻ ﻮرة ﺛﺎﻟﺜ ﺔ ذات إﻃ ﺎر ﺧﺸ ﺒﻲ رﻓﻴ ﻊ ﻳﻨﺘﻬ ﻲ ﻓ ﻲ اﻷرآ ﺎن اﻷرﺑﻌ ﺔ ﺑﻤ ﺎ ﻳﺸ ﺒﻪ اﻟﺼ ﻠﻴﺐ .واﻗ ﻒ ﺑ ﻴﻦ ﺿﺎﺑﻄﻴﻦ أﺣﺪهﻤﺎ ﻓﻲ ﺑﻨﻄﻠﻮن ﻣﻨﻔ ﻮخ ﻳﺒ ﺮز ﻣ ﻦ ﺣ ﺬاء ﻣﺮﺗﻔ ﻊ ﺣﺘ ﻰ اﻟﺮآﺒ ﺔ .ﻓ ﻮق أآﺘﺎﻓﻬﻤ ﺎ اﻟﺴ ﻴﻮف اﻟﻤﻌﺪﻧﻴﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﺰ آﺒﺎر اﻟﻀﺒﺎط .ﻳﻤﺴﻚ اﻟﺼﻮرة ﻓﻲ ﻳﺪﻩ وﻳﺘﻄﻠ ﻊ إﻟ ﻰ اﻟﺤ ﺎﺋﻂ آﺄﻧﻤ ﺎ ﻳﺒﺤ ﺚ ﻋﻦ ﻣﻜﺎن ﻟﺘﻌﻠﻴﻘﻬﺎ .أﻗﻮل ﻟﻪ :ﻣﺶ ﻧﺤﻄﻠﻬﺎ ﻗﺰاز اﻷول؟ ﻳﻬﺰ رأﺳﻪ ﻓﻲ أﺳﻰ :رﺑﻨﺎ ﻳﻨﺘﻘﻢ ﻣﻨﻬﻢ .ﺗﺨ ﺮج "ﻣﺎﻣﺎ ﺑﺴﻴﻤﺔ" ﻏﺎﺿﺒﺔ ﺑﺮﻓﻘﺔ "ﻋﺰﻣﻲ" وﺗﺘﺮآﻨﺎ ﻣ ﻊ أﻣ ﻪ .ﻧﺒ ﺪأ ﻓ ﻲ ﺟﻤ ﻊ ﺣﺎﺟﻴﺎﺗﻨ ﺎ ﻓ ﻲ أآﻴ ﺎس ﻣ ﻦ اﻟﻘﻤﺎش .ﻳﻀﻊ اﻟﺼﻮر اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﻤﺆﻃﺮة ﻓﻲ آﻴﺲ ﻣﺨﺪة وﻳﺮﺑﻄﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪوﺑﺎر.ﻧﻜﻮم ﺣﺎﺟﻴﺎﺗﻨ ﺎ إﻟ ﻰ ﺟ ﻮار اﻟﺒﺎب .ﻧﺮﺗﺪي ﻣﻼﺑﺴﻨﺎ وﻧﺴﺘﻌﺪ ﻟﻠﺨﺮوج .أدﺧﻞ اﻟﺤﻤﺎم ﻷﺗﺒﻮل .أﺗﻌﺜﺮ ﻓ ﻲ ﺟ ﺮدل ﻣﻴ ﺎﻩ ﻓﻴﻨ ﺪﻟﻖ .ﺗﺼ ﻴﺢ ﺑﻲ :إﻧﺖ أﻋﻤ ﻰ .ﻳﺼ ﺮخ ﻓﻴﻬ ﺎ :اﺧﺮﺳ ﻲ .ﺗﻬ ﺮع إﻟ ﻰ اﻟﺒ ﺎب .ﺗﻔﺘﺤ ﻪ .ﺗﺤﻤ ﻞ أﺣ ﺪ اﻷآﻴ ﺎس .ﺗﻘﺬﻓ ﻪ ﻣ ﻦ ﻓﻮق ﺳﻮر اﻟﺴﻠﻢ .ﺗﺘﺒﻌﻪ ﺑﻜﻴﺲ ﺁﺧﺮ..ﻧﻬﺮول ﻧﺎزﻟﻴﻦ .ﻳﻠﺤﻖ ﺑﻨ ﺎ آ ﻴﺲ اﻟﺼ ﻮر.ﻳﺼ ﻄﺪم ﺑﺎﻟﻘ ﺎع .أﺳ ﻤﻊ ﺻﻮت ﺗﻜﺴﻴﺮ اﻟﺰﺟﺎج. ﺗﻌﻴﺪ "ﻓﺎﻃﻤﺔ" اﻟﺼﻮر إﻟﻰ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻓﻮق اﻟﺪوﻻب .ﻳﺸﻴﺮ إﻟ ﻰ ﻣﻈ ﺮوف أﺻ ﻔﺮ .ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣﻨﻬ ﺎ إﺣﻀ ﺎرﻩ. ﻳﻠﻘﻲ ﺑﻪ ﻓﻮق اﻟﻤﻜﺘﺐ .ﺗﻬﺒﻂ .ﺗﻘﻮم ﺑﺈدﺧﺎل اﻟﻔﺮش. ﻧﺘﺮك ﻟﻬﺎ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻟﺘﻜﻨﺴﻬﺎ وﺗﻤﺴ ﺤﻬﺎ .ﻳﺤﻤ ﻞ أﺑ ﻲ اﻟﻤﻈ ﺮوف اﻷﺻ ﻔﺮ .ﻳﺠﻠ ﺲ إﻟ ﻰ ﻣﺎﺋ ﺪة اﻟﺼ ﺎﻟﺔ ﻓ ﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺑﺎب اﻟﻐﺮﻓﺔ .أﻗﻒ إﻟﻰ ﺟﻮارﻩ .ﻳﻔﺾ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎت اﻟﻤﻈﺮوف .ﺻ ﻮر ﺑ ﻼ أﻃ ﺮ ﺑﻌﻀ ﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺣﺠ ﻢ اﻟﻜ ﺎرت ﺑﻮﺳ ﺘﺎل .ﻳﺘﻨ ﺎول واﺣ ﺪة وﻳﺘﺄﻣﻠﻬ ﺎ .أﻧﺤﻨ ﻲ ﻓ ﻮق آﺘﻔ ﻪ .ﺗﻨﺰﻟ ﻖ ﻧﻈ ﺎرﺗﻲ ﻓ ﻮق أﻧﻔ ﻲ ﻓﺄﻋﻴ ﺪهﺎ ﻣﻜﺎﻧﻬ ﺎ .أﺑ ﻲ ﺑ ﻴﻦ ﻋﻤﺘ ﻲ وزوﺟ ﺔ ﻋﻤ ﻲ .اﻟﺜﻼﺛ ﺔ ﻓ ﻲ ﺟﻼﻟﻴ ﺐ ﺑﻴﻀ ﺎء .وﺣ ﺪﻩ أﺑ ﻲ اﻟ ﺬي ﻏﻄ ﻰ رأﺳ ﻪ ﺑﻄﺎﻗﻴﺔ ﺑﻴﻀﺎء .ﺷﻌﺮ ﻋﻤﺘﻲ وزوﺟﺔ ﻋﻤﻲ أﺳﻮد ﻓﺎﺣﻢ .ﻗﺼﻴﺮ وﻣﺮﺳﻞ ﺣﻮل وﺟﻬﻴﻬﻤﺎ" .ﻧﺒﻴﻠ ﺔ" ﺑ ﻴﻦ
52
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
ﺳﺎﻗﻲ أﺑ ﻲ .ﺧﻠﻔﻬ ﻢ ﺣ ﺎﺋﻂ ﻣ ﻦ اﻟﺒ ﻮص وأﻣ ﺎﻣﻬﻢ ﺷ ﺎﻃﺊ اﻟﺒﺤ ﺮ .أﺳ ﺄﻟﻪ :ﻓ ﻴﻦ دي؟ ﻳﻘ ﻮل :ﻗ ﺪام ﻋﺸ ﺔ "راس اﻟﺒﺮ". ﻳﻀﻊ اﻟﺼ ﻮرة ﺟﺎﻧ ًﺒ ﺎ وﻳﺘﻨ ﺎول ﺻ ﻮرة أﺧ ﺮى .ﺷ ﺎﻃﻰء ﻣ ﺰدﺣﻢ .أﺑ ﻲ ﺑﻮﺟ ﻪ ﺿ ﺎﺣﻚ ﻓ ﻲ ﺑ ﺰة ﺑﻴﻀ ﺎء وﻃﺮﺑﻮش وآﺮاﻓﺘﺔ .ﻳﻤﺴﻚ ﺳﻴﺠﺎرة ﻋﺎدﻳﺔ .إﻟﻰ ﺟ ﻮارﻩ أﺷ ﺨﺎص ﻻ أﻋ ﺮﻓﻬﻢ ﺑﻴ ﻨﻬﻢ أﺧ ﻲ ﻓ ﻲ ٌﺑ ﺮﻧُﺲ ﺣﻤﺎم. ﻳ ﻨﻬﺾ واﻗ ًﻔ ﺎ وﻳ ﺬهﺐ إﻟ ﻰ ﻣ ﺪﺧﻞ اﻟﻐﺮﻓ ﺔ .ﻳﺘ ﺎﺑﻊ "ﻓﺎﻃﻤ ﺔ" وه ﻲ ﻣﻨﺤﻨﻴ ﺔ ﻓ ﻮق اﻟﻤﻤﺴ ﺤﺔ .ﺗﻜﻮﻣﻬ ﺎ ﺑﻴﺪهﺎ .ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻴﻬﺎ أن ﺗﺒﺴﻄﻬﺎ ﺛﻢ ﺗﻄﻮﻳﻬﺎ ﻃ ﱠﻴ ﺔ واﺣ ﺪة ﻣﺴ ﺘﻘﻴﻤﺔ .ﺗﻨﺘﻬ ﻲ ﻣ ﻦ ﺗﻨﻈﻴ ﻒ اﻟﻐﺮﻓ ﺔ .ﺗﺠﻠ ﺲ ﻋﻠ ﻰ ﺣﺎﻓ ﺔ اﻟﺴ ﺮﻳﺮﻟﺘﻐﻴﺮ أآﻴ ﺎس اﻟﻤﺨ ﺪات اﻟﻤﻌﺮوﻗ ﺔ .أﻧﺘﻈ ﺮ ﻓ ﻲ ﺿ ﻴﻖ ﺣﺘ ﻰ ﺗ ﻨﻬﺾ وﺗﺒﺘﻌ ﺪ ﻋ ﻦ اﻟﺴ ﺮﻳﺮ .ﻳﻬ ﺶ أﺑ ﻲ اﻟ ﺬﺑﺎب ﺑﻔﻮﻃ ﺔ .ﺗﻘ ﻮل إن زوﺟﻬ ﺎ اﺷ ﺘﺮي ﻟﻠ ﺪآﺎن ﻣ ﻦ ﻣﺤﻄ ﺔ اﻟﺒﻨ ﺰﻳﻦ ﻋﻠﺒ ﺔ "ﻣﻮﺑﻴﻠﺘ ﻮآﺲ" ﻹﺑ ﺎدة اﻟﺤﺸ ﺮات .ﻳﻘ ﻮل أﺑ ﻲ :وﻋﺮﻓﺘ ﻲ آﻤ ﺎن "اﻟﻤﻮﺑﻴﻠﺘ ﻮآﺲ"؟ ﺗﻘ ﻮل :ه ﻮ أﻧ ﻲ ﻋﺸﺎن ﻓﻼﺣﺔ أﺑﻘﻲ ﺟﺎهﻠﺔ؟ .ﺗﺠﻠﺐ اﻟﺴﺠﺎدة اﻟﻤﻨﺸ ﻮرة ﻓ ﻮق ﺳ ﻮر اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ .ﺗﺴ ﺄل أﺑ ﻲ :أﻓﺮﺷ ﻬﺎ ﻳ ﺎ ﺳﻴﺪي؟ .ﻳﺠﻴﺐ :ﻻ .اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺮ .ﻃﺒﻘﻴﻬﺎ وﺣﻄﻴﻬﺎ ﺗﺤﺖ اﻟﺴﺮﻳﺮ. ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج ﺻﻮت ﺑﺎﺋﻊ ﺑﻄﻴﺦ .ﻳﺨ ﺮج أﺑ ﻲ إﻟ ﻰ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ .ﻳﻨﺎدﻳ ﻪ :ع اﻟﺴ ﻜﻴﻦ؟ .ـ أﻳ ﻮﻩ ﻳ ﺎ ﺑﻴ ﻪ. ﻳﺘﻨﺎول اﻟﺒﺎﺋﻊ ﺑﻄﻴﺨﺔ وﻳﺪق ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻜﻔﻪ .ﻳﻀﻌﻬﺎ وﻳﺘﻨﺎول واﺣﺪة أﺧﺮى .ﻳﻜﺮر اﻟﺪق .ﻳﻬ ﻢ أﺑ ﻲ ﺑ ﺎﻟﻜﻼم ﻓﻴﻄﻌﻨﻬ ﺎ ﺑﺎﻟﺴ ﻜﻴﻦ .ﻳﺤ ﺪث ﻓﺘﺤ ﺔ ﻣﺮﺑﻌ ﺔ ﻓ ﻲ ﺟﺎﻧﺒﻬ ﺎ .ﻳﻤﻴﻠﻬ ﺎ وﻳﺴ ﺘﻘﺒﻞ ﺑﻴ ﺪﻩ ﻗﻄﻌ ﺔ ﺷ ﺪﻳﺪة اﻟﺤﻤ ﺮة. ﻳﻌﻴ ﺪهﺎ إﻟ ﻰ اﻟﻔﺘﺤ ﺔ .ﻳﻀ ﻌﻬﺎ ﺟﺎﻧﺒ ﺎ وﻳﺘﻨ ﺎول ﺑﻄﻴﺨ ﺔ أﺧ ﺮى .ﻳﺼ ﻴﺢ ﺑ ﻪ أﺑ ﻲ :آﻔﺎﻳ ﺔ واﺣ ﺪة .ﻳﻨﺤﻨ ﻲ وﻳﺘﻨ ﺎول ﻣﻨ ﻪ اﻟﺒﻄﻴﺨ ﺔ اﻟﻤﻔﺘﻮﺣ ﺔ .ﻳﻌﻄﻴ ﻪ ﺛﻤﻨﻬ ﺎ.ﻳﺤﻤﻠﻬ ﺎ إﻟ ﻰ اﻟﺤ ﻮض وﻳﻐﺴ ﻞ ﺳ ﻄﺤﻬﺎ ﻣﺤ ﺎذرا أن ﺗﺴﻘﻂ اﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓ ﻲ ﻓﺘﺤﺘﻬ ﺎ .ﻳﻀ ﻌﻬﺎ ﻓ ﻲ ﺻ ﻴﻨﻴﺔ ﻓ ﻮق اﻟﺒﻮﻓﻴ ﻪ .ﻳﺠﻠ ﺐ ﻣ ﻦ اﻟ ﺪوﻻب ﻗﻄﻌ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﺎش ﻳﺒﺴﻄﻬﺎ ﻓﻮﻗﻬﺎ. ﻧﺴﺘﻌﺪ ﻟﺘﻨﺎول ﻃﻌﺎم اﻟﻐﺪاء .ﻳﻜﺘﺸ ﻒ أﺑ ﻲ أن "اﻟﺒﺎﻣﻴ ﺔ" ﺣﺎﻣﻀ ﺔ .ﺗﻘ ﻮل إﻧﻬ ﺎ ﻧﺴ ﻴﺖ ﻏﻠﻴﻬ ﺎ ﺑ ﺎﻷﻣﺲ. أﺗﺮﻗﺐ ﻓﻲ ﻟﻬﻔﺔ ﺛﻮرة أﺑﻲ ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻔﻪ ﺑﺸ ﺊ .ﻳﺮﺳ ﻠﻬﺎ ﻟﺸ ﺮاء ﻟﺤﻤ ﺔ رأس ﻣ ﻦ ﻣﺴ ﻤﻂ "اﻟﺤﺴ ﻴﻨﻴﺔ". أﻗﻮل :أروح أﻧﺎ .ﻳﻘﻮل ﻻ .ﺗﺬهﺐ إﻟﻰ اﻟﻤﺨﺰن .ﺗﻌﻮد ﻣﺘﺴﺮﺑﻠﺔ ﺑﺎﻟﻤﻼءة اﻟﻠﻒ اﻟﺴﻮداء .ﻳﻌﻄﻴﻬﺎ ﻧﻘﻮدًا. ﻼ :ﻣﺘﻨﺴ ﻴﺶ اﻟﻄﺮﺷ ﻲ ﻳﻜ ﺮر ﻋﻠﻴﻬ ﺎ :ﺟﺒﻬ ﺔ وﺟ ﻮهﺮة وﻣ ﺦ وآﺮﺷ ﺔ .ﻳﻠﺤ ﻖ ﺑﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺴ ﻠﻢ ﻗ ﺎﺋ ً واﻟﺠﺮﺟﻴﺮ. ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻈﺮوف اﻟﺼﻮر إﻟﻲ اﻟﻐﺮﻓﺔ وﻳﻠﻘﻲ ﺑﻪ ﻓﻮق اﻟﻤﻜﺘ ﺐ .أﻟ ﺘﻘﻂ ﻣﻨ ﻪ ﺻ ﻮرة ﻟﺸ ﺨﺺ ﻣﺠﻬ ﻮل ﻓ ﻲ ﻣﻌﻄﻒ ﺿﺨﻢ ﻣﺘﻬﺪل ﻳﺼﻞ إﻟﻲ ﻗﺮب ﺣﺬاﺋﻪ .اﻟﻄﺮﺑﻮش ﻳﻐﻄﻲ ﺟﺒﻬﺘﻪ وﻳﻜ ﺎد ﻳﺼ ﻞ إﻟ ﻰ ﻋﻴﻨﻴ ﻪ.ﺷ ﺎرﺑﻪ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﺒﺮوم إﻟﻰ أﻋﻠﻲ .ﻳﺪﻩ اﻟﻴﻤﻨﻲ ﺧﻠ ﻒ ﻇﻬ ﺮﻩ وﻗﺒﻀ ﺘﻪ اﻟﻴﺴ ﺮى ﻓ ﻮق ﻣﺎﺋ ﺪة .ﻓ ﺎزة آﺒﻴ ﺮة ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ﻳﻌﻠﻮهﺎ ﻃﺮف ﻣﻦ ﺳﺘﺎرة .اﻟﺼﻮرة ﺑﺎﻟﻴﺔ وﻇﺮﻓﻬﺎ ﻣﻘﻄﻮع .أﻗﻠﺐ ﻇﻬﺮ اﻟﺼﻮرة .ﻻ ﺷﺊ .أرﻳﻬﺎ ﻷﺑﻲ :ﻣﻴﻦ دﻩ؟ .ﻳﺘﻨﺎوﻟﻬﺎ وﻳﺘﺄﻣﻠﻬﺎ ﻃﻮﻳﻼ .ﻳﻘﻮل :أﻧﺎ. ـ إﻧﺖ ؟ ـ أﻳﻮﻩ ﻟﻤﺎ آﺎن ﻋﻨﺪي ١٨ﺳﻨﺔ. أرﻳﻪ ﺻﻮرة ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﺑﺰة ﺷﺘﻮﻳﺔ.اﻟﻄﺮﺑﻮش ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺴ ﺎﻓﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻌﻴﻨ ﻴﻦ واﻟﺸ ﻨﺐ ﻣﺒ ﺮوم إﻟﻰ أﻋﻠﻰ .ﺟﺎﻟﺲ ﻓﻲ ﻣﻘﻌﺪ ﻣﺮﻓﻘﻪ اﻷﻳﺴﺮ ﻓﻮق ﻣﺴﻨﺪ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﺮأس أﺳﺪ .إﺑﻬﺎم ﻳ ﺪﻩ ﻣﺴ ﺘﻨﺪ إﻟ ﻰ ﺧ ﺪﻩ. اﻟﻴﺪ اﻷﺧﺮى ﺗﻤﺴﻚ ﺑﻤﺒﺴﻢ ﺳﻴﺠﺎرة ﺑﻴﻦ اﻹﺑﻬﺎم واﻟﺴﺒﺎﺑﺔ .ﻳﺒﺪو ﻣﻨﻬ ﺎ آ ﻢ ﻗﻤ ﻴﺺ ﻣﻄ ﻮي ﺑ ﺰرار ﻋﻨ ﺪ اﻟﺮﺳﻎ .ﻳﻘﻮل :أﻧﺎ آﻤﺎن ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﺠﻮزت أم "ﻧﺒﻴﻠﺔ" .آﺎن ﻋﻨﺪي ﺣﻮاﻟﻲ ﺳ ﺒﻌﺔ وﻋﺸ ﺮﻳﻦ ﺳ ﻨﺔ .أﻗﻠ ﺐ اﻟﺼ ﻮرة وأﻗ ﺮأ اﺳ ﻢ أﺑ ﻲ اﻟﻜﺎﻣ ﻞ ﺑﻘﻠ ﻢ رﺻ ﺎص أﺣﻤ ﺮ اﻟﻠ ﻮن .اﻟﺨ ﻂ ﻷﻣ ﻲ.
53
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
أﺗﻌ ﺮف ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑﺴ ﻬﻮﻟﺔ ﻓ ﻲ ﺻ ﻮرة أﺧ ﺮى .ﻓ ﻲ ﺑ ﺰة أﻧﻴﻘ ﺔ ﻣﻌﺘﻤ ﺪًا ﺑﻴ ﺪﻩ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻘ ﺒﺾ ﻋﺼ ﺎ .ﻣﺴ ﺘﻨﺪًا ﺑﻈﻬﺮﻩ إﻟﻰ ﺳﻮر ﺣﺠﺮي .ﻳﺒﺪو ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻮﺳﺎﻣﺔ .إﻟﻰ ﺟﻮارﻩ ﺻﺒﻲ ﺟﻤﻴﻞ ﻓﻲ ﺑﺰة ﺑﺼ ﻔﻲ زراﻳ ﺮ.ﻳﺘ ﺪﻟﻰ ﻣﻨﺪﻳﻞ ﻣﻄﻮي ﻣﻦ ﺟﻴﺐ ﺳ ﺘﺮﺗﻪ اﻟﻌﻠ ﻮي .اﻟﺒﻨﻄﻠ ﻮن ﻗﺼ ﻴﺮ ﻳﻨﺘﻬ ﻲ أﺳ ﻔﻞ اﻟﺮآﺒ ﺔ ﻋﻨ ﺪ ﺣ ﺎﻓﺘﻲ ﺟ ﻮرب. أﻗﻠﺐ اﻟﺼﻮرة ﻓﺄﻗﺮأ":ﺣﻀﺮة اﻟﻤﺤﺘﺮم "ﺧﻠﻴﻞ" أﻓﻨﺪي ﻣﻊ ﻧﺠﻠﻪ ﻓﻲ ﻋﻴ ﺪ ﺳ ﻨﺔ ."١٩٢٨أﺳ ﻔﻞ ذﻟ ﻚ إﻣﻀﺎء ﺑﺎﺳﻢ أﺧﻲ. اﻟﺼﻮرة اﻷﺧﻴﺮة ﺗﺸﺒﻬﻪ آﻤﺎ هﻮ اﻵن .ﺟﺎﻟﺴًﺎ ﻳﻘ ﺮأ ﻓ ﻲ ﺑﺰﺗ ﻪ اﻟﻜﺎﻣﻠ ﺔ .ﻃﺮﺑﻮﺷ ﻪ ﻣﻨ ﺰاح إﻟ ﻰ اﻟﺨﻠ ﻒ. اﻟﻨﻈﺎرة ﻣﻨﺤﺪرة ﻓﻮق أﻧﻔﻪ .أوداﺟﻪ ﻣﺘﻬﺪﻟﺔ ﻓﻮق ﺣﺎﻓﺔ ﻗﻤﻴﺼﻪ .ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ اﻟﺼﻮرة ﺑﺨ ﻂ ﻳ ﺪﻩ":ﺳ ﻨﺔ ."١٩٤٥ ﺗﻌﻮد "ﻓﺎﻃﻤ ﺔ" ﺑﻠﻔﺎﻓ ﺔ ﻟﺤ ﻢ اﻟ ﺮأس .ﺗﻀ ﻌﻬﺎ ﻓ ﻲ ﻃﺒ ﻖ ﻓ ﻮق اﻟﻤﺎﺋ ﺪة .ﺗﺤﻤ ﻞ اﻟﺠﺮﺟﻴ ﺮ إﻟ ﻰ اﻟﻤﻄ ﺒﺦ. ﻳﺼﻴﺢ ﻓﻴﻬﺎ أﺑﻲ :إﻏﺴﻠﻴﻪ آﻮﻳﺲ .ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻴﻬﺎ أن ﺗﺠﻠﺲ ﻟﺘﺄآﻞ ﻣﻌﻨﺎ .أﻣﺘﻌﺾ وأﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﻋﺪم اﻷآﻞ ﻟ ﻮ ﻓﻌﻠﺖ .ﺗﻘﻮل إﻧﻬﺎ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻌﺪ ﻃﻌﺎم اﻟﻐ ﺪاء ﻟﺰوﺟﻬ ﺎ .ﻳﻀ ﻊ ﻟﻬ ﺎ ﻗﻄﻌ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻠﺤ ﻢ ﻓ ﻲ ﻧﺼ ﻒ رﻏﻴ ﻒ. ﺗﺄﺧﺬهﺎ ﺷﺎآﺮة. أﻏ ﺎدر ﻣﻘﻌ ﺪي وأﺟ ﺮﻩ إﻟ ﻰ اﻟﻄﺎوﻟ ﺔ .أﻟﻤ ﺢ ﺻ ﻮرة ﺻ ﻐﻴﺮة اﻟﺤﺠ ﻢ ﻓ ﻮق اﻷرض .ﻻ ﺑ ﺪ وﻗﻌ ﺖ ﻣ ﻦ اﻟﻈﺮف .ﻃﻔﻠﺔ ﺗﺮﺗﺪى ﻓﺴﺘﺎﻧﺎ ﺑﻨﺼ ﻒ آ ﻢ .وﺟﻬﻬ ﺎ ﻣﺴ ﺘﺪﻳﺮ وﺷ ﻌﺮهﺎ أآ ﺮت.ﻓ ﻲ ﻗ ﺪﻣﻴﻬﺎ ﺑ ﻮت ﻗﺼ ﻴﺮ. ﺗﻀﻢ ﻳ ﺪهﺎ إﻟ ﻰ ﺑﻄﻨﻬ ﺎ واﻟﻴﺴ ﺮي ﻓ ﻮق ﺳ ﻮر ﺣﺠ ﺮي .ﻓ ﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬ ﺎ ﻧﻈ ﺮة ﻏﺮﻳﺒ ﺔ .ﺧﺎﺋﻔ ﺔ؟ ﻣﺘﻮﺟﺴ ﺔ؟ ﻏﺎﺿ ﺒﺔ؟ .أﺗﻌ ﺮف ﻋﻠ ﻰ ﺧ ﻂ أﺑ ﻲ اﻟﺠﻤﻴ ﻞ ﻓ ﻲ ﻇﻬ ﺮ اﻟﺼ ﻮرة" :ﻣﻨﺘﺼ ﻒ ."١٩٢١أﻧﺎوﻟﻬ ﺎ ﻷﺑ ﻲ ﻼ :ﺻﻮرة ﻣﻴﻦ دي؟ ﻣﺘﺴﺎﺋ ً ﻳﻘﻮل ﺑﺎﻗﺘﻀﺎب :أﻣﻚ .أﻗﻒ ﻓﻲ ﺑﻴﺠﺎﻣﺘﻲ اﻟﺒﻴﻀﺎء اﻟﺼﻴﻔﻴﺔ ذات اﻟﻜﻤﻴﻦ اﻟﻘﺼﻴﺮﻳﻦ ﻓﻮق ﻣﻘﻌ ﺪ .أﺳ ﺘﻨﺪ ﺑﻤﺮﻓﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﻨﺎﻓﺬة .أﺗﻔﺮج ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺎرة .ﺗﻘﺘﺮب اﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ ﺣﺎﻓ ﺔ اﻟﻨﺎﻓ ﺬة .أه ﺒﻂ إﻟ ﻲ اﻷرض وأﺧﺮج إﻟﻰ اﻟﺼﺎﻟﺔ .ﺻﻮت أﻣﻲ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻄﺒﺦ .ﺗﻐﻨﻲ ":ﻧﻮﻳﺖ أداري ﺁﻻﻣﻲ". ٢٠ ﻧﺘﺮك اﻟﺘﺮام ﻓﻲ ﻣﻴﺪان "ﻻ ﻇﻮﻏﻠﻲ" .أﺗﺄﻣﻞ رأس اﻟﺘﻤﺜﺎل اﻟﺬي ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻪ ﻋﻤﺎﻣﺔ آﺒﻴﺮة .ﻧﻤﺮ ﻣﻦ أﻣﺎم ﻣﻘﻬﻰ آﺒﻴﺮ ﺗﻐﻄﻲ اﻟﻤﺮاﻳﺎ اﻟﻼﻣﻌﺔ ﺟﺪراﻧﻪ .اﻟﻤﻘﻬﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺻﻴﺘﻲ ﺷﺎرﻋﻴﻦ ﻳﺼﺒﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﻴﺪان .اﺛﻨﺎن ﻣﻦ أﺻﺪﻗﺎء أﺑﻲ ﻳﻠﻮﺣﱠﺎن ﻟﻪ وﻳﺪﻋﻮاﻧﻪ ﻟﻼﻧﻀﻤﺎم إﻟﻴﻬﻤﺎ .ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻴﻬﻤﺎ أﻧﻪ ذاهﺐ إﻟﻰ اﻟﻤﺒﻨ ﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑ ﻞ. وأﻧﻪ ﺳﻴﻤﺮ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﻮدة. ﻧﻌﺒﺮ اﻟﺸﺎرع .ﻣﺒﻨﻰ ﻗﺪﻳﻢ .ﻧﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﺑﺎب ﻣﻔﺘﻮح .ﻧﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻤ ﺮ ﻃﻮﻳ ﻞ ﻣ ﺰدﺣﻢ ﺑﺮﺟ ﺎل آﺒ ﺎر .ﻋﺠ ﻮز ﻓﻲ ﺑﺰة آﺎﻣﻠﺔ .أﻗﺼﺮ ﻣﻦ أﺑﻲ .ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺼﺎ وﻳﺴﻴﺮ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ .وﺟﻬﻪ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺒﻴ ﺎض .ﻳﻈﻬ ﺮ ﺷ ﻌﺮ أﺑﻴﺾ ﻣﻦ ﺣﺎﻓﺔ ﻃﺮﺑﻮﺷﻪ .ﻧﻘﺘﺮب ﻣﻨﻪ .ﻧﻬﻢ ﺑﺘﺠﺎوزﻩ. ﻳﺴﺘﻮﻗﻒ اﻟﻌﺠﻮز أﺑﻲ .ﻳﺘﻄﻠﻊ إﻟﻴﻪ أﺑﻲ ﻣﻔﺎﺟﺌ ﺎ .ﻳﻘ ﻮل اﻟﻌﺠ ﻮز ﺑﺼ ﻮت ﻣﺘﻬ ﺪج" :ﺧﻠﻴ ﻞ "أﻓﻨ ﺪي؟ أﻧ ﺎ "رﻓﻘﻲ" .ﻳﺼﺎﻓﺤﻪ أﺑﻲ ﻓﻲ ﺣﺮج ﻗﺎﺋﻼ :إزﻳﻚ ﻳﺎ "رﻓﻘﻲ" ﺑﻴﻪ؟ ـ زي ﻣﺎ أﻧﺖ ﺷﺎﻳﻒ .ﻳﻘﻮل أﺑﻲ :رﺑﻨ ﺎ ﻰ وﻳﺴﺄل :ﺣﻔﻴﺪك؟ .ـ ﻻ إﺑﻨ ﻲ .ـ ﻣﺎﺷ ﺎء اﷲ .ﻋﻤ ﻞ إﻳ ﻪ ﻓ ﻲ اﻹﻣﺘﺤ ﺎن؟ ﻳﺪﻳﻚ اﻟﺼﺤﺔ .ﻳﻨﻈﺮ اﻟﻌﺠﻮز إﻟ ﱠ ﻧﺎﺟﺢ إﻧﺸﺎءاﷲ؟ .ﻳﻘﻮل أﺑﻲ :ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻠﺤﻖ إﻧﺠﻠﻴﺰي. ﻧﺘﺮآ ﻪ وﻧﻮاﺻ ﻞ اﻟﺴ ﻴﺮ .ﺧﻄ ﻮات أﺑ ﻲ ﺗﺒﻄ ﺊ.ﺗﺨﺘﻔ ﻲ اﻻﺑﺘﺴ ﺎﻣﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﺮﺳ ﻤﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻔﺘﻴﻪ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻧﺨﺮج.ﻧﻘﻒ ﻓﻲ ﻃ ﺎﺑﻮر ﻳﻨﺘﻬ ﻲ ﺑﻨﺎﻓ ﺬة ﻣ ﻦ اﻟﺰﺟ ﺎج آﺘ ﺐ ﻓﻮﻗﻬ ﺎ ﺑﺨ ﻂ ﻧﺴ ﺦ ﻓ ﻲ ﺷ ﺒﻪ داﺋ ﺮة :اﻟﺨﺰﻳﻨ ﺔ وﺗﺤﺘﻬﺎ آﻠﻤﺔ أﺟﻨﺒﻴﺔ.
54
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
ﻳﻘﺘﺮب ﻣﻨﺎ رﺟﻞ ذو وﺟﻪ ﺳﻤﻴﻦ ﺿ ﺎﺣﻚ .ﻳﺼ ﺎﻓﺢ أﺑ ﻲ ﺑﺤ ﺮارة .ﻳﺴ ﺄﻟﻪ ﻟﻤ ﺎذا ﻟ ﻢ ﻳ ﺄت إﻟ ﻰ اﺟﺘﻤﺎﻋ ﺎت اﻟﺮاﺑﻄﺔ .ﻳﻌﺘﺬر أﺑ ﻲ ﺑﻤﺸ ﻐﻮﻟﻴﺎت اﻟﺤﻴ ﺎة .ﻳﺴ ﺄل ﻋ ﻦ ﻣﺼ ﻴﺮ اﻟﺸ ﻜﻮي اﻟﺨﺎﺻ ﺔ ﺑﻤﻮﺿ ﻮع اﻻﺳ ﺘﺒﺪال. ﻳﻬﺰ اﻟﺮﺟ ﻞ رأﺳ ﻪ أﺳ ﻔًﺎ :اﻟﻈ ﺎهﺮ ﻣﻔ ﻴﺶ ﻓﺎﻳ ﺪة .اﻟﺤﻜﻮﻣ ﺔ ﻣﺼ ﻤﻤﺔ ﺗﺴ ﺮﻗﻨﺎ .ـ واﻟﺤ ﻞ ؟ ـ ﻻزم ﻧﻮ ﱢآ ﻞ ﻣﺤﺎﻣﻲ آﺒﻴﺮ. ﻳﺘﺤ ﺮك اﻟﻄ ﺎﺑﻮر .ﻧﺼ ﺒﺢ أﻣ ﺎم اﻟﻨﺎﻓ ﺬة .ﻳﺨ ﺮج أﺑ ﻲ "ﺳ ﺮآﻲ اﻟﻤﻌ ﺎش" ﻣ ﻦ ﺟﻴ ﺐ ﺳ ﺘﺮﺗﻪ .ﻳﻌﻄﻴ ﻪ ﻟﻠﻤﻮﻇﻒ اﻟﺠﺎﻟﺲ وراء اﻟﻨﺎﻓﺬة ..ﻳﻨﺎوﻟﻪ اﻟﻤﻮﻇﻒ ﺑﻀﻌﺔ ﺟﻨﻴﻬﺎت.ﻳﻮﻗﻊ أﺑﻲ ﺑﺎﻻﺳﺘﻼم .ﻧﻐ ﺎدر اﻟﻤﺒﻨ ﻰ. ﻧﻌﺒﺮ اﻟﺸﺎرع.أﺗﻮﻗﻊ أن ﻳﺬهﺐ إﻟﻰ اﻟﻤﻘﻬﻲ .ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺘﺠﻨﺒﻪ .ﻳﺨﺘﺮق ﺣﺎرة ﺻﻐﻴﺮة ﻓ ﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻨ ﺎ .ﻧﺼ ﺒﺢ ﻓﻲ ﺷﺎرع اﻟﺘﺮام .ﻧﻘﻒ ﻋﻠﻰ رﺻﻴﻒ اﻟﻤﺤﻄﺔ .ﻧﺮآﺐ .ﻧﻨﺰل ﻓﻲ "اﻟﻌﺘﺒ ﺔ" .أﻋ ﺮف اﻟﻤﻴ ﺪان ﻣ ﻦ ﻣﺒﻨ ﻲ اﻟﻤﻄ ﺎﻓﻰء اﻷﺑ ﻴﺾ اﻟ ﺬي ﺗﻘ ﻒ ﻓ ﻲ ﻣﺪﺧﻠ ﻪ ﺳ ﻴﺎرات اﻟﺤﺮﻳ ﻖ اﻟﺤﻤ ﺮاء .ﻧﻌﺒ ﺮ اﻟﻤﻴ ﺪان إﻟ ﻲ اﻟﻌﻤ ﺎرة اﻟﻀﺨﻤﺔ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ .ﺗﻌﻠﻮهﺎ ﻗﺒﺔ ﻣﺴﺘﺪﻳﺮة .أﻗﻮﻹﻧﻲ ﻋﻄﺸﺎن .ﻳﻌﺘﺮﺿﻨﺎ ﺑﺎﺋﻊ ﻋﺮﻗﺴ ﻮس ﻳ ﺪق ﺻ ﺎﺟﺎﺗﻪ. أﺟﺮ أﺣﺪ ﻣﻘﺎﻋﺪ اﻟﺴﻔﺮة إﻟﻰ اﻟﻨﺎﻓﺬة وأرﺗﻘﻴﻪ .ﻳﺨﺮج ﺑ ﺎﺋﻊ اﻟﻌﺮﻗﺴ ﻮس ﻣ ﻦ اﻟﺤ ﺎرة اﻟﺠﺎﻧﺒﻴ ﺔ .ﻣﻼﺑﺴ ﻪ ﺑﻴﻀﺎء ﻧﻈﻴﻔﺔ .إﻧﺎء اﻟﻌﺮﻗﺴﻮس اﻟﺰﺟﺎﺟﻲ ﻣﺴﺘﻨﺪ إﻟ ﻰ ﺑﻄﻨ ﻪ .ﻓ ﻲ ﻓﻮهﺘ ﻪ آﺘﻠ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﺶ ﺗﺒ ﺮز ﻣﻨﻬ ﺎ ﻗﻄﻌﺔ ﺛﻠﺞ .ﻇﻬﺮﻩ ﻣﺎﺋﻞ إﻟﻰ اﻟﺨﻠﻒ .اﻟﺼﺎﺟﺎت ﻓﻲ ﻳﺪﻩ .أﻧﺘﻈﺮ ﺣﺘ ﻲ ﻳ ﺪﻗﻬﺎ ﻓ ﻲ إﻳﻘ ﺎع ﻟﻄﻴ ﻒ وﻳﺼ ﻴﺢ: "ﺷﻔﺎ ﻳﺎ ﻋﺮﻗﺴﻮس ﺣﻼوة". ﻳﻌﺮف أﺑﻰ أﻧ ﻲ ﻻ أﺣ ﺐ ﺷ ﺮاب اﻟﻌﺮﻗﺴ ﻮس.ﻧ ﺪور ﺣ ﻮل اﻟﻤﺒﻨ ﻰ .ﻧﺘﻮﻗ ﻒ أﻣ ﺎم ﺣ ﺎﻧﻮت "وﻳﻠﺴ ﻮن". ﺗﺘﺼﺪرﻩ ﻣﻨﺼﻪ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﺛﻼث أوان زﺟﺎﺟﻴﺔ ﻣﺴﺘﺪﻳﺮة .واﺣﺪة ﻟﻤﺸﺮوب اﻟﺸﻌﻴﺮ اﻷﺑﻴﺾ واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺘﻤﺮ هﻨﺪي واﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻟﺸﺮﺑﺎت أﺣﻤﺮ اﻟﻠﻮن. ﻳﻄﻠ ﺐ أﺑ ﻲ ﻟ ﻲ آﻮ ًﺑ ﺎ ﻣ ﻦ ﻋﺼ ﻴﺮ اﻟﻘﺼ ﺐ .ﻳﻀ ﻊ اﻟﻌﺎﻣ ﻞ ﺛﻼﺛ ﺔ أﻋ ﻮاد ﻣ ﻦ اﻟﻘﺼ ﺐ ﺑ ﻴﻦ اﺳ ﻄﻮاﻧﺘﻴﻦ ﺧﺸﺒﻴﺘﻴﻦ .ﻳﺪﻓﻊ اﻟﻌﺠﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺮآﻬﻤﺎ .ﻳﺴﻴﻞ اﻟﻌﺼﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﺠ ﺮى ﻣﻌ ﺪﻧﻲ .ﻳﻠﻘ ﻲ ﺑﻘﻄ ﻊ ﻣ ﻦ اﻟ ﺜﻠﺞ ﻓ ﻲ دورق زﺟ ﺎﺟﻲ .ﻳﻀ ﻌﻪ أﺳ ﻔﻞ ﻧﻬﺎﻳ ﺔ اﻟﻤﺠ ﺮى .ﻳﺮﻓﻌ ﻪ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﻤﺘﻠ ﺊ.ﻳﺼ ﺐ ﻟ ﻲ آﻮﺑ ﺎ .أﺷ ﺮﺑﻪ ﻓ ﻲ اﺳﺘﻤﺘﺎع. ﻧﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﻤﻴﺪان .ﻧﻠﺞ ﻣﻤﺮًا ﺿﻴﻘ ًﺎ داﺧﻞ اﻟﻌﻤﺎرة اﻟﻀﺨﻤﺔ .ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺻﻐﻴﺮة .ﺻ ﺎﻟﺔ واﺳ ﻌﺔ ﺑﻬ ﺎ ﻣﻮاﺋ ﺪ وﻣﻘﺎﻋﺪ .ﻧﺠﻠﺲ ﻓﻲ أﺣﺪ اﻷرآ ﺎن .ﻳﻘﺘ ﺮب ﻣﻨ ﺎ ﺟﺮﺳ ﻮن ﻳﻮﻧ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ ﻗﻤ ﻴﺺ أﺑ ﻴﺾ وﺑﻨﻄﻠ ﻮن أﺳ ﻮد. ﻼ :ﺑﻮﻧﺠ ﻮر ﻳ ﺎ إآﺴ ﻼﻧﺲ .ﻳﺤﻀ ﺮ ﺗﺰﻳﻦ رﻗﺒﺘﻪ رﺑﻄﺔ ﻋﻨﻖ ﺳﻮداء ﻋﻠﻰ هﻴﺌﺔ ﻓﺮاﺷﺔ .ﻳﺨﺎﻃﺐ أﺑﻲ ﻗﺎﺋ ً ﺻﻴﻨﻴﺔ ﻓ ﻮق ﻓﻮﻃ ﺔ ﺑﻴﻀ ﺎء ﻧﻈﻴﻔ ﺔ .ﻳﻨﻘ ﻞ ﻣﻨﻬ ﺎ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺎﺋ ﺪة أﻃﺒﺎ ًﻗ ﺎ ﺻ ﻐﻴﺮة .ﻃﺤﻴﻨ ﺔ وﻗﻄ ﻊ ﻣ ﻦ ﺧﺒ ﺰ اﻟﻔﻴﻨ ﻮ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻜﻞ أهﻠ ﺔ .زﻳﺘ ﻮن أﺳ ﻮد .ﻓ ﻮل ﺳ ﻮداﻧﻲ .ﻳﻤﻀ ﻲ إﻟ ﻰ ﻣﻨﺼ ﺔ ﻋﺎﻟﻴ ﺔ ﻓ ﻲ ﻧﻬﺎﻳ ﺔ اﻟﺼﺎﻟﺔ.أﻣﺎﻣﻬﺎ ﻣﻘﺎﻋﺪ ﻋﺎﻟﻴﺔ .ﻓﻲ ﻃﺮﻓﻬﺎ ﺑﺮﻣﻴ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﺨﺸ ﺐ ﻣﺎﺋ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﺟﺎﻧﺒ ﻪ .ﻳﻀ ﻊ آﻮ ًﺑ ﺎ زﺟﺎﺟﻴ ﺔ أﺳﻔﻞ ﺣﻨﻔﻴﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻓﻲ ﻃﺮف اﻟﺒﺮﻣﻴﻞ .ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﺘﻠ ﺊ وﺗﺴ ﻴﻞ اﻟﺮﻏ ﻮة اﻟﺒﻴﻀ ﺎء ﻋﻠ ﻰ ﺟﻮاﻧﺒﻬ ﺎ. ﻳﺮﻓﻊ اﻟﻜﻮب وﻳﺠﻔﻒ ﺟﻮاﻧﺒﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻮﻃﺔ .ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ إﻟﻴﻨﺎ. ﻳﺨﻠﻊ أﺑﻲ ﻃﺮﺑﻮﺷ ﻪ .ﻳﻤﺴ ﺢ اﻟﻌ ﺮق ﻋ ﻦ ﺻ ﻠﻌﺘﻪ ﺑﻤﻨ ﺪﻳﻞ .ﻳﺤﺘﺴ ﻲ رﺷ ﻔﺔ ﻣ ﻦ آ ﻮب اﻟﺒﻴ ﺮة ﺛ ﻢ ﻳﺸ ﻌﻞ ﺳﻴﺠﺎرﺗﻪ .أﺗﻨﺎول ﻗﻄﻌﺔ ﺧﺒﺰ .أﻏﻤﺴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻄﺤﻴﻨﺔ وأﻟﺘﻬﻤﻬﺎ .أﻟﺘﻘﻂ ﺣﺒ ﺎت اﻟﻔ ﻮل اﻟﺴ ﻮداﻧﻲ .ﻳﻘﺘ ﺮب ﻣﻨﺎ ﺑﺎﺋﻊ ﺑﺠﻼﺑﻴﺔ ﻳﺤﻤ ﻞ ﺳ ﺒﺘًﺎ ﺻ ﻐﻴﺮًا ﺑ ﻪ ﺟﻤﺒ ﺮي ﻣﺴ ﻠﻮق .ﻳﻬ ﺰ أﺑ ﻲ رﺁﺳ ﻪ ﻧﻔ َﻴ ﺎ .ﻳﺘﺒﻌ ﻪ ﺑ ﺎﺋﻊ أوراق اﻟﻴﺎﻧﺼﻴﺐ .ﻳﺘﻨﺎول أﺑﻲ ﻣﻨﻪ دﻓﺘﺮا ﺑﻪ ﺟ ﺪاول ﻣ ﻦ اﻷرﻗ ﺎم .ﻳﺨ ﺮج ﻣ ﻦ ﺳ ﺘﺮﺗﻪ ورﻗ ﺔ ﻳﺎﻧﺼ ﻴﺐ .ﻳﺮاﺟ ﻊ رﻗﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻓﺘﺮ .ﺛﻢ ﻳﻌﻴ ﺪهﺎ ﻟﻠﺒ ﺎﺋﻊ وﻋﻠ ﻰ وﺟﻬ ﻪ إﺑﺘﺴ ﺎﻣﺔ أﺳ ﻒ .ﻳﺘﻨ ﺎول ﻣﻨ ﻪ ﻋ ﺪة أوراق .ﻳﺨﺘ ﺎر ﻣﻨﻬﺎ واﺣﺪة .ﻳﺪﻓﻊ ﻟﻪ ﻗﺮﺷﺎ .ﻳﻘﺘﺮب ﻣﻨﺎ ﻣﺎﺳﺢ أﺣﺬﻳﺔ .ﻳﻘﻌﻲ ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻣﻲ أﺑ ﻲ .ﻳﻀ ﻊ أﺑ ﻲ ﻗﺪﻣ ﻪ اﻟﻴﻤﻨ ﻰ ﻋﻠﻲ ﻣﺴﻨﺪ اﻟﻤﺴﺢ.
55
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
أﺗﺄﻣﻞ اﻟﻤﻨﺼ ﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺤﻠ ﻖ ﺣﻮﻟﻬ ﺎ ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ اﻟﺮﺟ ﺎل .ﺧﻠﻔﻬ ﺎ رﻓ ﻮف ﻣ ﻦ اﻟﺰﺟﺎﺟ ﺎت اﻟﻤﻠﻮﻧ ﺔ. أﻟﻤﺢ ﻋﺠﻮزًا ذا ﻣﻼﻣﺢ أﺟﻨﺒﻴ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣﻼﺑ ﺲ أﻧﻴﻘ ﺔ ﻣﻤ ﺪدا ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ﺑﺠ ﻮار اﻟﻤﻨﺼ ﺔ .ﻳ ﺮدد آﻠﻤ ﺎت ﻳﻀﺤﻚ ﻟﻬﺎ اﻟﻮاﻗﻔﻮن .ﻻ ﻳﻌﺒﺄ أﺣﺪ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻬﻮض .اﻟﺰﺟﺎﺟﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻓ ﻮق ﺳ ﻄﺢ اﻟﻤﺎﺋ ﺪة. ﺣﻮﻟﻬﺎ أﻃﺒ ﺎق ﻋﺪﻳ ﺪة .راﺋﺤ ﺔ آﺒ ﺪة ﻣﺤﻤ ﺮة.اﻟﻐﺮﻓ ﺔ ﺧﺎﻟﻴ ﺔ .ﻳ ﺄﺗﻲ ﺻ ﻮت أﻣ ﻲ ﻣ ﻦ ﻏﺮﻓ ﺔ اﻟﻨ ﻮم" :ﻳ ﺎ ﺣﺒﻴﺒ ﻲ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ اﻟﺤﻘﻨ ﻲ ﺷ ﻮف اﻟﻠ ﻲ ﺟﺮاﻟ ﻲ" .ﺻ ﻮت أﺑ ﻲ ﺑﺒﻘﻴ ﺔ اﻷﻏﻨﻴ ﺔ" :ﻏﺮاﻣ ﻲ ه ﺎﻟﻜﻨﻲ". ﻳﻨﺘﻬ ﻲ اﻟﻤﺎﺳ ﺢ ﻣ ﻦ ﻓ ﺮدة اﻟﺤ ﺬاء اﻟﻴﻤﻨ ﻰ ﻓﻴ ﺪق ﺻ ﻨﺪوﻗﻪ اﻟﺨﺸ ﺒﻲ .ﻳﻨ ﺰل أﺑ ﻲ ﻗﺪﻣ ﻪ وﻳﻀ ﻊ اﻟﻘ ﺪم اﻟﻴﺴ ﺮى .أﺗﻨ ﺎول ﻗﻄﻌ ﺔ اﻟﺨﺒ ﺰ اﻟﺒﺎﻗﻴ ﺔ .أﻣﺴ ﺢ ﺑﻬ ﺎ ﻃﺒ ﻖ اﻟﻄﺤﻴﻨ ﺔ .ﻳﻨﺘﻬ ﻲ ﻣﺴ ﺢ اﻟﺤ ﺬاء .ﻳﻌﻄ ﻲ أﺑ ﻲ اﻟﻤﺎﺳﺢ ﺗﻌﺮﻳﻔﺔ .ﻳﺮﻓﻊ آﻮب اﻟﺒﻴﺮة إﻟﻰ ﺷﻔﺘﻴﻪ .ﻳﺠﺮع ﺛﻤﺎﻟﺘ ﻪ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻬ ﻞ .ﻳ ﺄﺗﻲ اﻟﺠﺮﺳ ﻮن وﻳﺴ ﺄل إذا آﺎن أﺑﻲ ﻳﺮﻳﺪ ﺷﻴﺌًﺎ .ﻳﻬﺰ رأﺳﻪ ﻧﻔﻴﺎ .ﻳﺪﻓﻊ وﻧﻐﺎدر اﻟﻤﻜﺎن. ﻧﺴﺘﻘﻞ اﻟﺘﺮام .ﻧﺮآﺐ اﻟﻌﺮﺑﺔ اﻟﻤﻐﻠﻘﺔ .ﻧﺠﺪ ﻣﻘﻌﺪًا ﺧﺎﻟﻴًﺎ إﻟﻰ ﺟﻮار رﺟﻞ ﻓﻲ ﻗﻔﻄﺎن وﻟﺒ ﺪة رأس رﻳﻔﻴ ﺔ. أﺟﻠﺲ ﻓﻮق رآﺒﺘﻲ أﺑﻲ .ﻇﻬﺮ اﻟﻤﻘﻌﺪ اﻟﺘﺎﻟﻲ أﻣﺎﻣﻲ .ﺗﺤﺘﻠ ﻪ اﻣ ﺮأة ﻓ ﻲ ﻣ ﻼءة ﺳ ﻮداء وﺑﺠﻮاره ﺎ ﻓﺘ ﺎة ﻓﻲ ﺑﻠﻮزة وﺟﻮﻧﻠﺔ .اﻷوﻟﻰ ﺟﺎﻟﺴﺔ ﻟﺼﻖ اﻟﻤﻤﺮاﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻘﺎﻋﺪ .ﻓﺨﺬهﺎ ﺑﺎرز ﻗﻠﻴﻼ ﺧﺎرج اﻟﻤﻘﻌ ﺪ. ﻳﻘﺘﺮب رﺟﻞ ﻓﻲ ﺑﺰة وﻃﺮﺑﻮش .ﻳﻘﻒ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻘﻌﺪهﺎ .ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺑﻴﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﻤﻘﻌﺪ .رآﺒﺘ ﻪ ﻗﺮﻳﺒ ﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺰء اﻟﺨﻠﻔﻲ ﻣﻦ ﻓﺨﺬ اﻟﻤﺮأة. أﺗﻄﻠﻊ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﻓﺬة إﻟﻰ إﻋﻼﻧﺎت اﻷﻓ ﻼم .ﻳﻬﺘ ﺰ اﻟﺘ ﺮام .أﻟﺘﻔ ﺖ أﻣ ﺎﻣﻲ .أﻟﻤ ﺢ رآﺒ ﺔ اﻟﺮﺟ ﻞ ﺗﺤﺘ ﻚ ﺑﺴ ﺎق اﻟﻤﺮأة .ﺗﻤﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻳﻘﺘﻬﺎ .ﺗﺒﺎدﻟﻬﺎ ﺣﺪﻳﺜًﺎ ﺧﺎﻓﺘًﺎ .ﻳﺤﺮك اﻟﺮﺟﻞ رآﺒﺘﻪ ﻓ ﻮق ﻓﺨ ﺬهﺎ .أرﻓ ﻊ ﻋﻴﻨ ﻲ إﻟ ﻰ وﺟﻬﻪ .ﻳﺒﺎدﻟﻨﻲ اﻟﻨﻈﺮ .أﺗﺤﻮل ﺑﻌﻴﻨﻲ ﻧﺤﻮ اﻟﻨﺎﻓ ﺬة .أﺗﻈ ﺎهﺮ ﺑﺘﺄﻣ ﻞ اﻟﺸ ﺎرع .أراه ﺎ ﺑ ﺮآﻦ ﻋﻴﻨ ﻲ ﺗ ﺰداد ﻣﻴ ً ﻼ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻳﻘﺘﻬﺎ .ﺗﺼﺒﺢ رآﺒﺔ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﻴﻦ ﻓﻠﻘﺘﻴﻬﺎ .أرﻓﻊ ﻋﻴﻨﻲ إﻟﻰ وﺟﻬ ﻪ .ﻳﺘﻄﻠ ﻊ إﻟ ﻰ .ﻳﺤ ﺪق ﻓ ﻲ ﻓﺄﺣﻮل ﻧﻈ ﺮي .ﻳﺘﻮﻗ ﻒ اﻟﺘ ﺮام .ﺗﻘ ﻮم اﻟﻤ ﺮأة ﻣﺴ ﺮﻋﺔ .ﺗ ﻮدع ﺻ ﺪﻳﻘﺘﻬﺎ .ﺗﺘﺤﺎﺷ ﻰ اﻟﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ اﻟﺮﺟ ﻞ. ﺗﻤﺮق ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻮاﻗﻔﻴﻦ.أﻟﻤ ﺢ وﺟﻬﻬ ﺎ ﻣﻀ ﺮﺟﺎ .ﺗﺘﺠ ﻪ إﻟ ﻰ اﻟﺒ ﺎب .اﻟﻤ ﻼءة ﻣﻜﻮﻣ ﺔ ﺑ ﻴﻦ ﻓﻠﻘﺘﻴﻬ ﺎ. ﻳﺤﺘﻞ أﺣﺪ اﻟﻮاﻗﻔﻴﻦ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ .وﺟﻪ اﻟﺮﺟﻞ ﺷﺎﺣﺐ. اﻟﻌﺮق ﻳﺘﺠﻤﻊ ﻓﻮق ﺟﺒﻴﻨﻪ .ﻳﻨﺤﻨﻲ ﺑﺮأﺳﻪ ﻟﻴﻨﻈ ﺮ ﻣ ﻦ ﻧﺎﻓ ﺬة اﻟﺘ ﺮام .ﻳﻌﺘ ﺪل واﻗ ًﻔ ﺎ .ﻳﻨﻈ ﺮ ﺣﻮﻟ ﻪ .ﺗﻠﺘﻘ ﻲ ﻋﻴﻮﻧﻨﺎ .ﻳﺤﺪق ﻓﻲ .أﺣﻮل ﻋﻴﻨﻲ ﺑﻌﻴﺪًا. ﻧﻐ ﺎدر اﻟﺘ ﺮام ﻓ ﻲ اﻟﻤﻴ ﺪان .ﻧﻌﺒ ﺮﻩ إﻟ ﻰ ﺣ ﺎﻧﻮت اﻟ ﺪﺧﺎﺧﻨﻲ ﻋﻠ ﻰ ﻧﺎﺻ ﻴﺔ ﺷ ﺎرﻋﻲ "ﻓ ﺎروق" و"اﻟﻈ ﺎهﺮ".ﻳﺸ ﺘﺮي أﺑ ﻲ ﻋﻠﺒ ﺔ ﺳ ﺠﺎﺋﺮﻩ ذات اﻟﻐ ﻼف اﻷﺻ ﻔﺮ اﻟ ﺬي ﻳﺘﻮﺳ ﻄﻪ رأس ﺣﺒﺸ ﻲ .ﻧﻠ ﻒ اﻟﻤﻴ ﺪان .ﻧﻌﺒ ﺮ اﻟﺸ ﺎرع اﻟﻤ ﺆدي إﻟ ﻰ ﻣﻨﺰﻟﻨ ﺎ اﻟﻘ ﺪﻳﻢ .ﻧﺼ ﺒﺢ أﻣ ﺎم ﺳ ﺒﻴﻞ " أم ﻋﺒ ﺎس" .أﺣ ﺪ اﻟﻤ ﺎرة ﻳﺸﺮب ﻣﻦ ﺣﻨﻔﻴﺔ اﻟﺴﺒﻴﻞ .أﺗﻄﻠﻊ إﻟﻰ اﻟﺸﺎرع اﻟﺼﺎﻋﺪ إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ اﻟﻘ ﺪﻳﻢ .ﺑ ﺎﺋﻊ اﻟ ﻮرد ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨﺎﺻ ﻴﺔ. رأس ﺣﺼ ﺎن ﻣﺪﻓﻮﻧ ﺔ ﻓ ﻲ آ ﻴﺲ ِﺗ ﺒﻦ .ﺛﻼﺛ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻜﻨﺎﺳ ﻴﻦ ﺑﻤﻼﺑﺴ ﻬﻢ اﻟﺼ ﻔﺮاء وﺷ ﻮارﺑﻬﻢ اﻟﻤ ﺪﻻة وﻣﻘﺸﺎﺗﻬﻢ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ .اﻟﺤﻮاف اﻷﻣﺎﻣﻴﺔ ﻷﻏﻄﻴﺔ رءوﺳﻬﻢ ﻣﺪارة ﻓﻮق أﻗﻔﻴﺘﻬﻢ .ﻳﺪق ﻋﺼﺎ اﻟﻤﻜﻨﺴﺔ ﻓﻲ اﻷرض ﻟﻴﺜﺒﺖ ﻗﺸ ﻬﺎ .ﻳ ﺰﻳﺢ اﻷﺗﺮﺑ ﺔ .ﻳﻨﻔﺼ ﻞ اﻟﻘ ﺶ ﻋ ﻦ اﻟﻌﺼ ﺎ ﻣ ﺮة أﺧ ﺮى .ﻳﻘﺘﻌ ﺪ اﻟﺮﺻ ﻴﻒ .ﻳ ﺪس ﺧﺮﻗﺔ ﻗﻤﺎش ﺑﻴﻦ اﻟﻌﺼﺎ وﺣﺰﻣﺔاﻟﻘﺶ. ﻧﻌﺒ ﺮ اﻟﺸ ﺎرع .ﻧﺘﺠ ﺎوز ﻣﺨﺒ ﺰ " ﻋﺒ ﺪ اﻟﻤ ﻼك" .ﻧﺘﺠ ﻪ إﻟ ﻰ اﻷﺟﺰﺧﺎﻧ ﺔ .ﻳ ﺪﻓﻊ أﺑ ﻲ ﺑﺎﺑ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺰﺟ ﺎج اﻟﻤﻐﺒﺶ .ﻳﻠﻔﺤﻨﺎ اﻟﻬﻮاء اﻟﺬي ﺗﺤﺮآﻪ ﻣﺮوﺣﺔ داﺋﺮﻳﺔ ﻣﺪﻻة ﻣﻦ اﻟﺴﻘﻒ .اﻟﺼ ﻴﺪﻟﻲ ﻳﺮﺗ ﺪي ﻧﻈ ﺎرة ذات ﻋﺪﺳﺘﻴﻦ ﺳﻤﻴﻜﺘﻴﻦ .ﻳﺴﺘﻔﺴﺮ أﺑﻲ ﻋﻦ ﺣﺴﺎﺑﻪ .ﻳﻘﻠﺐ اﻟﺼﻴﺪﻟﻲ ﺻﻔﺤﺎت دﻓﺘﺮ .ﻳﺪﻓﻊ ﻟ ﻪ أﺑ ﻲ ﺟﺎﻧ ًﺒ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺤﺴ ﺎب .ﻳﻌ ﺪﻩ ﺑ ﺄن ﻳ ﺪﻓﻊ اﻟﺒ ﺎﻗﻲ ﻓ ﻲ أول اﻟﺸ ﻬﺮ اﻟﻘ ﺎدم .ﻳﻤﻴ ﻞ ﻋﻠﻴ ﻪ وﻳﻬﻤ ﺲ ﺑﺸ ﺊ .ﻳﺒﺘﺴ ﻢ اﻟﺮﺟ ﻞ وﻳﻘﻮل:ﻳﺎ رﻳﺖ .ﺧﺪ ﻓﻴﺘﺎﻣﻴﻦ ب .ﻳﺸﺘﺮي أﺑﻲ زﺟﺎﺟﺘﻴﻦ ﺻﻐﻴﺮﺗﻴﻦ :واﺣﺪة ﻣﻦ ﺻ ﺒﻐﺔ اﻟﻴ ﻮد واﻷﺧ ﺮى ﻣﻦ اﻟﻤﻴﻜﺮوآﺮوم.
56
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
ﻧﻌ ﻮد ﻓ ﻲ اﺗﺠ ﺎﻩ ﺷ ﺎرع "اﻟﻨﺰه ﺔ" .ﻧﺘﻮﻗ ﻒ أﻣ ﺎم اﻟﺠ ﺰار .ﻳﺸ ﺘﺮي أﺑ ﻲ رﻃ ﻼ ﻣ ﻦ اﻟﻜ ﻼوي وﺧﺼ ﻴﺔ ﺧﺮوف .ﻳﺪﻓﻊ ﺣﺴﺎب اﻟﺸﻬﺮ اﻟﻤﺎﺿﻲ .ﻳﺴﺄﻟﻪ :أﺧﺒﺎر أﺑﻮك إﻳﻪ؟. ﻳﺠﻴﺐ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻣﺴﺘﻨﻜﺮة :ﻗﺎﻋﺪ ﻣﻊ اﻟﻌﺮوﺳﺔ. ﻳﺒﺘﺴﻢ أﺑﻲ :هﻨﻴﺎﻟﻪ. ـ ﻳﺼﺢ راﺟﻞ آﺒﻴﺮ ﻳﻌﻤﻞ آﺪﻩ؟ ـ ﻳﻌﻨﻲ ﻋﻨﺪﻩ آﺎم ﺳﻨﺔ ؟ ـ أهﻮ ﻋﺪى اﻟﺴﺘﻴﻦ. ﻳﻬﺰ أﺑﻲ رأﺳﻪ:ﻧﺎوي ﻳﺨﻠّﻒ؟. ـ ﻻ .اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﻣﺒﺘﺨﻠﻔﺶ .ﺑﺲ ﻋﺎﻳﺰ ﻳﻜﺘﺐ اﻟﺪآﺎن ﺑﺎﺳﻤﻬﺎ. ﻧﺸﺘﺮي ﺷﻤﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﻋﺮﺑﺔ ﺑﺤﺼﺎن.ﻧﻌﺒﺮ اﻟﺸﺎرع إﻟﻰ دآﺎن اﻟﺤ ﺎج "ﻋﺒ ﺪ اﻟﻌﻠ ﻴﻢ" .ﻧﻠ ﺞ اﻟ ﺪآﺎن .ﻳﻔ ﺘﺢ ﻼ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻜﺮ اﻟﻨ ﺎﻋﻢ. "ﺳﻠﻴﻢ " دﻓﺘﺮ" اﻟﺸﻜﻚ ﺑﻤﺠﺮد رؤﻳﺔ أﺑﻲ .ﻳﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ .ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ أﺑﻲ ﻗﻠﻴ ِ ﻳﺴﺄﻟﻪ "ﺳﻠﻴﻢ" ﺑﻠﻬﺠﺘﻪ اﻟﺠﺎﻓﺔ :ﻗﺪ إﻳﻪ ﻳﻌﻨﻲ؟ ـ ﺧﻤﺴﻴﻦ درهﻢ .ﻋﻠﺸﺎن اﻟﺸﻤﺎﻣﺔ. ﻧﺘﺠﻪ إﻟﻰ اﻟﺤﺎرة .ﻳﻘﻮل ﻟﻲ أﺑﻲ :زﻣﺎن "ﻓﺎﻃﻤﺔ" ﻋﻤﻠﺖ اﻟﻔﺎﺻﻮﻟﻴﺎ واﻟﺮز .أﻗﻮل :ﻣﺘﻌﺮﻓﺶ ﺗﻌﻤ ﻞ رز زي اﻟﻠﻲ اﻧﺖ ﺑﺘﻌﻤﻠﻪ. ٢١ ﻳﺘ ﺮدد ﺁذان اﻟﻌﺼ ﺮ ﻋﺎﻟ ًﻴ ﺎ ﻣ ﻦ ﻣﻴﻜﺮوﻓ ﻮن اﻟﺤ ﺎج "ﻣﺸ ﻌﻞ" اﻟﻤﻌﻠ ﻖ ﻓ ﻲ ﻣ ﺪﺧﻞ اﻟﺤ ﺎرة .ﻳﻄ ﻞ ﺗ ﺎﺟﺮ اﻟﺤﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺑﻠﻜﻮﻧﺔ اﻟﺰوﺟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺑﺴﺎﻋﺪﻩ إﻟﻰ ﺣﺎﻓﺘﻬﺎ .ﻋﻼﻣﺎت اﻟﻐﻀﺐ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻪ .ﻳﻤﺪ ﻳ ﺪﻩ اﻟﻴﻤﻨﻰ ﺑﻄ ﺮف ﺧﺮﻃ ﻮم ﻣ ﻦ اﻟﻤﻄ ﺎط اﻷﺳ ﻮد .ﻳﻮﺟ ﻪ ﻓﻮه ﺔ اﻟﺨﺮﻃ ﻮم ﻧﺤ ﻮ اﻟﻤﻨﻄﻘ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺣﻔﺮﻧ ﺎ ﺑﻬ ﺎ دواﺋ ﺮ اﻟﺒﻠ ﻲ اﻟﺨﻤ ﺲ .ﺗﻨﻄﻠ ﻖ اﻟﻤﻴ ﺎﻩ ﻣ ﻦ ﻓﻮه ﺔ اﻟﺨﺮﻃ ﻮم .ﺗﻨﺤ ﺪر إﻟ ﻰ ﺣﻔ ﺮ اﻟﺒﻠ ﻲ ﻓﺘﻐﻤﺮه ﺎ .ﻧﺠﻤ ﻊ اﻟﺒﻠﻲ .ﻳﺄﺧﺪ آﻞ واﺣﺪ ﻣﺎ ﻳﺨﺼﻪ .ﻳﺼﻌﺪ "ﺻﻔﻮت" إﻟ ﻰ ﺷ ﻘﺘﻪ .أﻗ ﻒ أﻧ ﺎ و"ﺳ ﻤﻴﺮ" ﺣ ﺎﺋﺮﻳﻦ .وﺟﻬ ﻪ ﻣﻠﺊ ﺑﺒﺜﻮر" اﻟﺤﻤﻮﻧﻴﻞ" ﻣﺜﻞ وﺟﻪ أﻣﻪ .ﺗﻜﺘﺴ ﺢ اﻟﻤﻴ ﺎﻩ اﻟﺤ ﺎرة .وﻻ ﺗﺘ ﺮك ﻟﻨ ﺎ ﻓﺮﺻ ﺔ ﻟﻠﻌ ﺐ .ﻳﻨ ﺎدﻳﻨﻲ أﺑ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ .أﺻ ﻌﺪ .أﻏﺴ ﻞ وﺟﻬ ﻲ وﻗ ﺪﻣﻲ ﻣ ﻦ ﺻ ﻨﺒﻮر اﻟﺤ ﻮض .أﻋ ﻮد إﻟ ﻰ اﻟﻐﺮﻓ ﺔ ﻓ ﺄﺟﻔﻒ وﺟﻬﻲ ﺑﺎﻟﻔﻮﻃﺔ اﻟﻤﻠﻘﺎة ﻓﻮق ﺣﺎﻓﺔ اﻟﺴﺮﻳﺮ .ﺗﺨﺘﻔﻲ اﻟﺸﻤﺲ ﻓﻴﺴ ﺘﺪﻋﻴﻨﻲ .أﺳ ﺮع اﻟ ﻲ اﻟ ﺪاﺧﻞ وأذه ﺐ ﻋﻠﻲ اﻟﻔﻮرإﻟﻰ اﻟﺤﻤﺎم .أﻏﺴﻞ وﺟﻬﻲ وﻗﺪﻣﻲ .أﻟﺤﻖ ﺑﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺎﻓﺬة .ﻳﻜﻮن اﻟﻈﻼم ﻗﺪ ﺣ ﻞ .ﻧﺠﻠ ﺲ ﻓ ﻲ اﻟﻈﻼم دون أن ﻧﺸﻌﻞ اﻟﻨﻮر .اﻟﺸﺎرع ﺳﺎآﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﻪ أﺣﺪ. أﻓﺘﺢ ﺿﻠﻔﺔ اﻟﺪوﻻب اﻟﻴﺴﺮى .أﻣﺪ ﻳﺪي إﻟﻲ آ ﻴﺲ اﻟﻨﻘ ﻞ .أﻏ ﺮف آﺒﺸ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺒﻨ ﺪق واﻟﻠ ﻮز واﻟﺠ ﻮز. أﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻜﺘﺐ .أﻓﺘﺢ اﻟﻀﻠﻔﺔ اﻟﻴﻤﻨﻰ .أﺗﻨﺎول ﻟﻔﺎﻓﺔ"ﻗﻤﺮ اﻟﺪﻳﻦ" .أﻗﺘﻄﻊ ﻗﻄﻌ ﺔ ﻓ ﻲ ﺣﺠ ﻢ اﻟﻜ ﻒ. أﺑﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻜﺴﺎرة ﺣﺘﻲ أﺟﺪهﺎ ﻣﺪﻓﻮﻧﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻼﺑﺲ .أﺟﻠﺲ إﻟﻰ اﻟﻤﻜﺘﺐ .أﻓﺘﺢ آﺮاﺳﺔ أﻏﺎﻧﻲ "ﻟﻴﻠﻲ ﻣﺮاد" .أآﺴﺮ ﺑﻨﺪﻗﺘﻴﻦ وﻟﻮزﺗﻴﻦ وﺟﻮزة .أﻗﻀﻢ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﻗﻤﺮ اﻟ ﺪﻳﻦ .أﺳ ﺘﺤﻠﺒﻬﺎ ﻓ ﻲ ﻓﻤ ﻲ ﺛ ﻢ أﺿ ﻴﻒ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﻨﺪﻗﺔ أوﻟﻮزة .أﺑﻲ ﻳﺮوح وﻳﺠﻴﻰء ﺑﻴﻦ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ وﺑﺎب اﻟﻐﺮﻓﺔ .ﻳﺰﻓﺮﻣﺘﺸ ﻜﻴًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺤ ﺮ .ﻳ ﺮدد": اﺷﺘﺪي أزﻣﺔ ﺗﻨﻔﺮﺟﻲ" .ﻳﻨﺶ اﻟﺬﺑﺎب ﻟﻠﻤﺮة اﻟﺮاﺑﻌﺔ .ﻳﺘﺮدد ﺻﻮت ﻣﺄﻟﻮف ﻣ ﻦ اﻟﺤ ﺎرة"" .ﺷ ﻜﻮآﻮ"
57
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
ﺑﻘﺰازة" .أهﺮع إﻟﻰ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ .ﻳﺘﻜﺮر اﻟﻨ ﺪاء ﻣ ﻦ ﺻ ﺎﺣﺐ ﻋﺮﺑ ﺔ إﻣ ﺘﻸت ﺑﺘﻤﺎﺛﻴ ﻞ ﺻ ﻐﻴﺮة ﻣ ﻦ اﻟﺠ ﺺ ﻟﻠﻤﻐﻨﻲ اﻟﻤﺸﻬﻮر .أﻟﺘﻔﺖ ﻷﻃﻠﺐ ﻣﻦ أﺑﻲ زﺟﺎﺟﺔ ﻓﺎرﻏﺔ آﻲ أﺑﺎدﻟﻬﺎ ﺑﺄﺣﺪ اﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ .ﻻ ﻳﺸﺠﻌﻨﻲ وﺟﻬ ﻪ اﻟﻤﻘﻄﺐ. ﻳﺼ ﻴﺢ ﺑ ﺎﺋﻊ ﻣ ﻦ ﻣ ﺪﺧﻞ اﻟﺤ ﺎرة":ﻟ ﻮز ﻳ ﺎ أ ْﻣ َﻬ ﺎت" .ﻳﻨ ﺎدي أﺑ ﻲ ﻋﻠ ﻰ "ﻓﺎﻃﻤ ﺔ" .ﺗﻈﻬ ﺮ ﻓ ﻲ ﻣ ﺪﺧﻞ ﻰ اﻟﻐﺮﻓﺔ .ﺗﻤﺴﺢ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻠﺒﺎﺑﻬﺎ .ﻳﺴﺄﻟﻬﺎ ﻣﺎذا ﺗﻔﻌ ﻞ .ﺗﻘ ﻮل :ﺑ ﺎﺧﺮط اﻟﻤﻠﻮﺧﻴ ﺔ ﻳ ﺎ ﺳ ﻴﺪي .ﻳﻠﺘﻔ ﺖ إﻟ ﱠ ﻼ :ﺧﺪ ﻗﺮش ﺻﺎغ ﻣﻦ ﺟﻴﺒ ﻲ وروح ه ﺎت رﻃ ﻞ ﺑﻠ ﺢ .أﻧ ﺪﻓﻊ إﻟ ﻰ ﺳ ﺘﺮﺗﻪ اﻟﻤﻌﻠﻘ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺸ ﻤﺎﻋﺔ. ﻗﺎﺋ ً أﺑﺤ ﺚ ﻓ ﻲ ﺟﻴﻮﺑﻬ ﺎ ﺣﺘ ﻰ أﺟ ﺪ اﻟﻔﻜ ﺔ .أﺳ ﺘﺨﺮﺟﻬﺎ ﻓ ﻲ آﻔ ﻲ و أﻟ ﺘﻘﻂ ﻣﻨﻬ ﺎ ﻗ ﺮش ﺻ ﺎغ .ﺁ ﺧ ﺬ أﻳﻀ ﺎ ﻣﻠﻴﻤ ﻴﻦ .أﺳ ﺄﻟﻪ :أدﻓ ﻊ آ ﺎم؟ .ﻳﻘ ﻮل :زي ﻣ ﺎ ﻳﻘﻮﻟ ﻚ .ﻣ ﺶ ﺣﺘﻌ ﺮف ﺗﻔﺎﺻ ﻞ .أﺗﺠ ﻪ إﻟ ﻰ اﻟﺒ ﺎب .ﻳﺼ ﻴﺢ ﺑﻲ:ﺧﻠﻲ ﺑﺎﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻤﻴﺰان .إوﻋﻰ ﻳﻀﺤﻚ ﻋﻠﻴﻚ. أﻏﺎدر اﻟﺸﻘﺔ ﺟﺮﻳًﺎ .أﻗﻄﻊ اﻟﺤﺎرة ﺣﺘﻰ اﻟﺸﺎرع .ﺑﺎﺋﻊ اﻟﺒﻠﺢ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻮق أﺣﺪ ﺳﺎﻋﺪي ﻋﺮﺑﺔ ﻳﺪ ﻣﺴﺘﻨﺪا ﺑﺴﺎق ﻓﻮق اﻟﻤﺴﻨﺪ اﻵﺧﺮ .ﻗﺪﻣﻪ ﺣﺎﻓﻴﺔ وﻣﻄﻴّﻨﺔ .اﻟﺒﻠﺢ ﻣﻜﻮم ﻓﻲ ﻗﻔ ﺺ ﻣﺴ ﺘﺪﻳﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺨ ﻮص .ﻓﻮﻗ ﻪ ﺳ ﺘﺎرة ﺑﻴﻀ ﺎء ﺷ ﻔﺎﻓﺔ .ﻳ ﺰﻳﺢ اﻟﺴ ﺘﺎرة ﻗﻠ ﻴﻼ .ﻳﺘﻨ ﺎول ﺑﻴ ﺪﻩ آﻤﻴ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟ ﺒﻠﺢ .ﻳﻀ ﻌﻬﺎ ﻓ ﻲ أﺣ ﺪ آﻔﺘ ﻲ اﻟﻤﻴﺰان .أﻟﻒ ﺣﻮﻟﻪ ﻷآﻮن ﻗﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻴﺰان وأﺗﺄآﺪ ﻣﻦ ﺳﻼﻣﺘﻪ .ﻳﺼﻨﻊ ﻗﺮﻃﺎﺳ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟ ﻮرق .ﻳﺼ ﺐ ﻓﻴ ﻪ ﻣﺤﺘﻮﻳ ﺎت آﻔ ﺔ اﻟﻤﻴ ﺰان .ﻳﻀ ﻴﻒ إﻟﻴﻬ ﺎ ﺑﻠﺤﺘ ﻴﻦ .ﻳﻌﻄﻴﻨ ﻲ ﺑ ﺎﻗﻲ اﻟﻘ ﺮش .أﺟ ﺮي ﺣﺘ ﻰ ﺑ ﺎﺋﻊ اﻟﻠ ﺐ وأﺷﺘﺮي ﺑﻤﻠﻴﻢ ﻟﺐ وﺑﻤﻠﻴﻢ ﺣﻤﺺ. أﺧﺮج ﻣﺮة أﺧﺮى ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻐﺮب ﻟﺸﺮاء ﻓﻮل ﻣﺪﻣﺲ ﻟﻠﺴ ﺤﻮر .اﻟﺒ ﺎﺋﻊ ﺧﻠ ﻒ ﻗﺪرﺗ ﻪ ﻓ ﻲ ﻣ ﺪﺧﻞ اﻟﺤ ﺎرة. ﺣﻮﻟﻪ زﺣﺎم ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل واﻟﺒﻨﺎت .أﻳﺪﻳﻬﻢ ﻣﻤﺪودة ﺑﺎﻷﻃﺒ ﺎق واﻟﺤﻠ ﻞ .ﻳﺘﺼ ﺎﻳﺤﻮن آ ﻲ ﻳﻠﻔﺘ ﻮا اﻧﺘﺒﺎه ﻪ. ﻧﺘ ﺎﺑﻊ ﻓ ﻲ ﻟﻬﻔ ﺔ ﺧ ﺮوج ﻳ ﺪﻩ اﻟﻴﻤﻨ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﺪرة ﺑﻜﺒﺸ ﺔ اﻟﻔ ﻮل .أﺷ ﺎرآﻬﻢ اﻟﺼ ﻴﺎح ﻣ ﺎ ًدًا ﻳ ﺪي اﻟﻴﻤﻨ ﻲ ﺑﺎﻟﻄﺒﻖ واﻟﻴﺴﺮى ﺑﺎﻟﻨﻘﻮد .أﺻﻮاﺗﻬﻢ أﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺻﻮﺗﻲ. أﻋﻮد ﺑﻄﺒﻖ اﻟﻔﻮل ﺑﻌﺪ أن ﺑ ﺪأت ﺗ ﻼوة اﻟﻘ ﺮﺁن .ﺗﺄﺗﻴﻨ ﺎ ﻋﺒ ﺮ اﻟﺮادﻳ ﻮ ﻣ ﻦ ﻧ ﺎﺣﻴﺘﻴﻦ :ﻣﻴﻜﺮوﻓ ﻮن اﻟﺤ ﺎج "ﻣﺸﻌﻞ" ورادﻳﻮ "أم زآﻴﺔ" .ﻳﻀﻊ أﺑ ﻲ ﺣﺒﺘ ﻴﻦ ﻣ ﻦ اﻟ ﺒﻠﺢ اﻹﺑﺮﻳﻤ ﻲ اﻟﺠ ﺎف ﻓ ﻲ آ ﻮب ﻣ ﺎء .ﺗﻨﺘﻬ ﻲ "ﻓﺎﻃﻤﺔ" ﻣﻦ ﺧﺮط اﻟﻤﻠﻮﺧﻴﺔ .ﺗﻀﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎر .ﺗﺒﺪأ ﻓﻲ ﺗﻘﺸﻴﺮ اﻟﺜﻮم ﻹﻋﺪاد اﻟﺘﻘﻠﻴﺔ ..ﻳﺤﺬرهﺎ أﺑ ﻲ ﻣ ﻦ ﻃ ﺶ اﻟﺘﻘﻠﻴ ﺔ اﻵن .ﻳﻘ ﻮل إن "أم ﻧﺒﻴﻠ ﺔ" ـ اﷲ ﻳﺮﺣﻤﻬ ﺎ ـ آﺎﻧ ﺖ ﺗﺴ ﺘﻌﺪ ﻟﻄ ﺶ اﻟﻤﻠﻮﺧﻴ ﺔ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺗﺴﻤﻊ ﺻﻮت أﻗﺪاﻣﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻢ .وﻻ ﺗﻄﺸﻬﺎ إﻻ ﺑﻌﺪ أن ﻳﺠﻠﺲ إﻟﻰ اﻟﻤﺎﺋﺪة آﻲ ﺗﻐﻤﺮﻩ اﻟﺮاﺋﺤﺔ. ﻳﺘﻮﺿﺄ وﻳﺴﺘﻌﺪ ﻟﻠﺼﻼة .ﻳﺨﺘﻢ اﻟﻤﻘﺮئ ب "ﺻﺪق اﷲ اﻟﻌﻈﻴﻢ" .ﺗﻤ ﺮ ﻟﺤﻈ ﺔ ﺻ ﻤﺖ وﻧﺤ ﻦ ﻧﻨﺘﻈ ﺮ ﻓ ﻲ ﻟﻬﻔ ﺔ .ﻳﻨﻄﻠ ﻖ ﻣ ﺪﻓﻊ اﻹﻓﻄ ﺎرﻣﻦ "اﻟﻘﻠﻌ ﺔ" .ﻳﺘﻜ ﺮر ﺻ ﻮﺗﻪ ﻣ ﻦ اﻟﺮادﻳ ﻮ واﻟﻤﻴﻜﺮوﻓ ﻮن .ﻳﺘﺒﻌ ﻪ أذان اﻟﻤﻐﺮب .ﻳﺮﻓﻊ أﺑﻲ آﻮب اﻟﺒﻠﺢ وﻳﺮﺗﺸﻒ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻬ ﻞ .ﻳﻤﻀ ﻎ ﺑﻠﺤ ﺔ .ﻳﻔ ﺮش ﺳ ﺠﺎدة اﻟﺼ ﻼة ﻓ ﻮق ﺤﻠّﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻟﻤﺴﺘﺪﻳﺮة .ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ ﺑﺤﻠ ﺔ اﻟﺒﻼط .ﻳﺼﻠﻲ اﻟﻤﻐﺮب .ﺗﻄﺶ "ﻓﺎﻃﻤﺔ" اﻟﻤﻠﻮﺧﻴﺔ .ﺗﺠﻠﺐ اﻟ َ ﺣ ﺔ. اﻷرز وﻃﺒﻘﻴﻦ .ـ ﻋﺎوزﻳﻦ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﺎﻧﻴﺔ؟ .ﻳﺮﻓﻊ أﺑﻲ ﺻﻮﺗﻪ ﺑ ﺎﻟﺘﻼوة ﻧ ﺎهﺮا .ﺗﻘ ﻮل :ﻃﻴ ﺐ .أﻧ ﺎ ﻣﺮ ّو َ ﺗﺨ ﺮج ﻣﻬﺮوﻟ ﺔ .ﻳﻨﺘﻬ ﻲ أﺑ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﻼة .ﺿ ﻮء اﻟﻤﻐ ﺮب ﻳﺘﻼﺷ ﻰ ﺑﺴ ﺮﻋﺔ .ﻳﻀ ﻰء ﻧ ﻮر اﻟﻤﺼ ﺒﺎح اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ .ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﺴﺮﻳﺮ .أﺟﻠﺲ أﻣﺎﻣﻪ ﻓﻮق اﻟﻜﺮﺳﻲ .ﻳﻐﺮف ﻟﻲ ﺑﺎﻟﻜﺒﺸﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻠﻮﺧﻴﺔ. ﻳﻀﻴﻒ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﺤﻢ .أﻣﺰق ﻧﺼﻒ رﻏﻴﻒ إﻟﻰ ﻟﻘﻴﻤﺎت .أدﺳﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻠﻮﺧﻴﺔ .ﻳﻐﺮف ﻟﻨﻔﺴﻪ .ﻳﺴ ﻮد اﻟﺤﺎرة هﺪوء ﺗﺎم .ﺻﻮت ﻣﻠﻌﻘﺔ ﺗﺼﻄﺪم ﺑﻄﺒﻖ .اﻟﺼﻮت ﻗﺮﻳﺐ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ آﺄﻧﻪ ﻓﻲ ﺷﻘﺘﻨﺎ. ﺗﺪوي ﻓﺠﺄة ﺻﻔﺎرة اﻹﻧﺬار .أﺻﻮات ﻣﻦ اﻟﺤﺎرة :ﻃﻔﱢﻲ اﻟﻨﻮر .أزﻳ ﺢ اﻟﻜﺮﺳ ﻲ إﻟ ﻰ اﻟﺨﻠ ﻒ .أه ﺮع إﻟ ﻰ ﻣﻔﺘﺎح اﻟﻨﻮر .أﺿﻐﻄﻪ .ﻳﺴﻮد اﻟﻈﻼم .ﻳﻨﻬﺾ أﺑﻲ واﻗﻔًﺎ .ﻳﻨ ﺎدي ﻋﻠ ﻲ .أﻗ ﻮل ﻟ ﻪ :أﻧ ﺎ هﻨ ﺎ ﻳ ﺎ ﺑﺎﺑ ﺎ .ﻳﻤ ﺪ ﻳﺪﻩ ﻓﻴﺤﺘﻀﻨﻨﻲ .ﻧﺴﺘﺪﻳﺮ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ .ﻧﻘﺘ ﺮب ﻣﻨﻬ ﺎ .ﺗﺴ ﻜﺖ اﻟﺼ ﻔﺎرة.ﻳﺴ ﻮد ﺳ ﻜﻮن ﺷ ﺎﻣﻞ.ﻳﻘ ﻮل:
58
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
اﻟﻜﻼب .دﻩ اﻟﻬﺪﻧﺔ ﻣﺨﻠﺼﺘﺶ .ﻳﻤ ﺪ ﻳ ﺪﻩ ﻟﻴﻐﻠ ﻖ ﺑ ﺎب اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ .ﺛ ﻢ ﻳﻌ ﻮد ﻳﻔﺘﺤ ﻪ .ﻳﻘ ﻮل :أﺣﺴ ﻦ اﻟﻘ ﺰاز ﻳ ﱠﻜﺴَﺮ. أﻗﺘﺮب أآﺜﺮ .اﻟﺤﺎرة ﻏﺎرﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻈﻼم .أﻣ ﺪ ﻋﻨﻘ ﻲ ﻣﺘﻄﻠ ًﻌ ﺎ إﻟ ﻰ أﻋﻠ ﻰ .اﻟﻜﺸ ﺎﻓﺎت ﺗﺠ ﻮب اﻟﺴ ﻤﺎء ﻓ ﻲ ﺳﺮﻋﺔ ﻣﺤﻤﻮﻣﺔ .ﻳﺘﻮﻗﻒ اﺛﻨﺎن ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻮق ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻀﻴﺌﺔ .ﻳﺒﺘﻌﺪان .ﺗﺨﺘﻔﻲ اﻟﻜﺸﺎﻓﺎت آﻠﻬﺎ ﻣﺮة واﺣﺪة. ﻳ ﺪوي ﺻ ﻮت اﻧﻔﺠ ﺎر ﺧﺎﻓ ﺖ ﺑﻌﻴ ﺪ .ﺗﻘ ﺒﺾ ﻳ ﺪﻩ ﻋﻠ ﻰ آﺘﻔ ﻲ ﺑﻌﻨ ﻒ .ﻳﻘ ﻮل :ﺗﻌ ﺎﻟﻰ هﻨ ﺎ أأﻣ ﻦ. ﻳﺠﺬب ﺑﻄﺎﻧﻴ ﺔ ﻣ ﻦ ﻓ ﻮق اﻟﺴ ﺮﻳﺮ.ﻳﺰﺣ ﻒ أﺳ ﻔﻠﻪ .ﻳ ﺰﻳﺢ ﺣﻘﻴﺒ ﺔ اﻟﺴ ﻔﺮ اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ .ﻳﺒﺴ ﻂ اﻟﺒﻄﺎﻧﻴ ﺔ ﻓ ﻮق اﻟﺒﻼط .أﺗﺒﻌﻪ .ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ رآﺒﺘﻴﻪ ﻣﻨﺤﻨﻴَﺎ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم ﺣﺘﻲ ﻻ ﻳﺼﻄﺪم رأﺳﻪ ﺑ ٌﻤّﻠ ﺔ اﻟﺴ ﺮﻳﺮ.أﻧﻜﻤ ﺶ إﻟ ﻰ ﺟﻮارﻩ .ﻳﺤﺘﻀﻨﻨﻲ ﺑﺬراﻋﻪ. أزﺣﻒ إﻟ ﻰ ﺣﺎﻓ ﺔ اﻟﺴ ﺮﻳﺮ ﻣﻘﺘﺮﺑ ﺎ ﻣ ﻦ ﺑ ﺎب اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ .أﺧ ﺮج رأﺳ ﻲ وأﺗﻄﻠ ﻊ إﻟ ﻰ اﻟﺠ ﺰء اﻟﻈ ﺎهﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻤﺎء .ﺗﻨﺴ ﺎب إﺣ ﺪى اﻟﻨﺠ ﻮم ﻓ ﻲ ﺳ ﺮﻋﺔ .ﺗﺘﻼﻗ ﻰ اﻟﻜﺸ ﺎﻓﺎت وﺗﺘﻌ ﺎﻧﻖ ﻓ ﻲ ﻣﺤﺎوﻟ ﺔ ﻟﻺﻣﺴ ﺎك ﺑﻬ ﺎ. ﻳﻬﻤﺲ أﺑﻲ :إﻧﺖ رﺣﺖ ﻓﻴﻦ .ﺗﻌﺎﻟﻰ هﻨﺎ .أﻋﻮد إﻟﻲ ﺟﻮارﻩ .أﻟﺘﺼﻖ ﺑﻪ .ﻧﻨﺘﻈﺮ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ .ﻳﺘﻨ ﺎهﻲ إﻟ ﻰ ﺳ ﻤﻌﻨﺎ ﻃﻨ ﻴﻦ .ﻳ ﺰداد اﻗﺘﺮا ًﺑ ﺎ .ﻳﺘﻮﻗ ﻒ ﻓﺠ ﺄة .أﺳ ﻤﻊ ﺻ ﻮت اﻧﻔﺠ ﺎر .ﺻ ﻔﺎرة اﻹﻧﺬاراﻟﻤﺘﻘﻄﻌ ﺔ .أﺑ ﻲ ﻳﻄﻔﻰء اﻷﻧﻮار .ﺗﺮﻓﺾ أﻣﻲ اﻟﺬهﺎب إﻟﻰ اﻟﻤﺨﺒﺄ .ﻳﻠﺢ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﺗﺼﻴﺢ ﺑﻪ :هﻮ اﻟﻤﺨﺒﺄ ﻳﺤﻤﻴﻨﺎ؟ .ﻓ ﻮق ﻳ ﺎ راﺟﻞ ﻟﻨﻔﺴﻚ .اﷲ هﻮ اﻟﻤﻨﺠﻲ .ﻧﺠﻠ ﺲ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﺎﻟﺔ .ﻳﺄﺧ ﺬﻧﻲ ﻓ ﻲ ﺣﻀ ﻨﻪ .أﺻ ﻮات ﻣ ﺪاﻓﻊ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺤ ﻴﻦ واﻵﺧﺮ .أزﻳﺰ ﺧﺎﻓﺖ ﻣﺄﻟﻮف .ﻳﻘﺘﺮب اﻟﺼﻮت .ﻳﺰداد اﻗﺘﺮاﺑًﺎ .ﻳﺘﻮﻗﻒ .ﺗﺴﻘﻂ اﻟﻘﻨﺒﻠﺔ اﻷﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ دوي أﻣﺎم اﻟﻤﻨﺰل .ﻳﺘﺤﻄﻢ زﺟﺎج ﻧﺎﻓﺬة اﻟﻤﻨﻮر .ﻳﺘﺤﺮك اﻟﺒﻮﻓﻴﻪ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم .ﺗﺴﻘﻂ اﻟﻤﺮﺁة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺼﺪرﻩ .ﺑﻌ ﺪ ﻗﻠﻴ ﻞ ﺗﻨﻄﻠ ﻖ ﺻ ﻔﺎرة اﻷﻣ ﺎن .ﻳ ﻨﻬﺾ أﺑ ﻲ ﻟﻴﻀ ﺊ اﻟﻨ ﻮر وه ﻮ ﻳﻐﻤﻐ ﻢ ﺑﺎﻟﺸ ﻜﺮ ﷲ .وﺟ ﻪ أﻣ ﻲ ﺷ ﺪﻳﺪ اﻟﺸﺤﻮب. أﻟﺘﺼﻖ ﺑﺄﺑﻲ .ﻳﺠﺬﺑﻨﻲ إﻟﻰ ﺣﻀﻨﻪ .ﻳﺰﺣﻒ ﺧﺎرج اﻟﺴ ﺮﻳﺮوأﻧﺎ ﻣﻌ ﻪ .ﻧﻐ ﺎدر اﻟﻐﺮﻓ ﺔ إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﺎﻟﺔ .ﻧﺘﺠ ﻪ إﻟﻲ دورة اﻟﻤﻴﺎﻩ .ﻳﺪﺧﻞ اﻟﻜﻨﻴﻒ .اﻟﻤﺎء ﻳﺴ ﻴﻞ ﻣ ﻦ اﻟﺤﻨﻔﻴ ﺔ ﻓ ﻲ ﺳﺮﺳ ﻮب ﺿ ﺌﻴﻞ .ﻳﻠ ﻢ ﺟﻠﺒﺎﺑ ﻪ وﻳﻨﺤﻨ ﻲ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم .ﻳﺤﻜﻢ إﻏﻼق اﻟﺼﻨﺒﻮر .ﻳﺨﺮج ﻋﻠﺒﺔ آﺒﺮﻳﺖ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻪ .ﻳﺸﻌﻞ ﻋﻮدا.ﺗﻈﻬﺮ اﻟﻔﺘﺤ ﺔ اﻟﺪاﺋﺮﻳ ﺔ ﻟﻠﻜﻨﻴﻒ.ﻳﺮﻓﻊ اﻟﻌﻮد إﻟﻰ أﻋﻠﻰ .ﻳﺮﺗﻘﻲ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺤﺠﺮﻳﺔ .أﺗﺸ ﺒﺚ ﺑﺠﻠﺒﺎﺑ ﻪ.ﻳﻤ ﺪ ﻳ ﺪﻩ إﻟ ﻰ وﻳﺠ ﺬﺑﻨﻲ إﻟ ﻰ ﺟﻮارﻩ .أﺗﺤﺎﺷﻰ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺠﺪران .أﻏﻠﻖ ﻋﻴﻨﻲ .أﺗﺠﺎهﻞ راﺋﺤﺔ اﻟﻜﻨﻴ ﻒ اﻟﻤﻘ ﺰزة .أدﻓ ﻦ رأﺳ ﻲ ﻓ ﻲ ﺟﻠﺒﺎﺑ ﻪ.أﻧﺼ ﺖ إﻟ ﻰ ﺻ ﻮت ﺗﻨﻔﺴ ﻪ .ﺗﺤﺘ ﻚ أذﻧ ﻲ ﺑﻘﻄﻌ ﺔ ﻣﻌﺪﻧﻴ ﺔ ﻓ ﻲ ﺣ ﺰام اﻟﻔﺘ ﻖ .ﺗﺘ ﻮاﻟﻰ أﺻ ﻮات اﻻﻧﻔﺠﺎرات .ﻳﺮﺗﺠﻒ .ﻳﻬﺘﻒ ﺑﻘﻮة :ﻳﺎ ﻟﻄﻴﻒ أﻟﻄﻒ. أدرك ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ أن اﻻﻧﻔﺠﺎرات ﺗﻮﻗﻔﺖ .ﺗﺴﺘﺮﺧﻲ ﻗﺒﻀﺘﻪ ﻓﻮق آﺘﻔﻲ .ﻳ ﺪوم اﻟﺴ ﻜﻮن ﺑﻌ ﺾ اﻟﻮﻗ ﺖ .ﺛ ﻢ ﺗٌﺪوﱠي ﺻﻔﺎرة اﻷﻣﺎن اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ .ﻳﻬ ﺪأ ﺗﻨﻔﺴ ﻪ .ﻧﺨ ﺮج إﻟ ﻰ اﻟﻄﺮﻗ ﺔ .ﻳﻀ ﺊ ﻧ ﻮر اﻟﺼ ﺎﻟﺔ .ﻧ ﺪﺧﻞ اﻟﻐﺮﻓ ﺔ. ﻳﻀ ﺊ اﻟﻨ ﻮر .ﻳﺸ ﻌﻞ ﺳ ﻴﺠﺎرﺗﻪ اﻟﺴ ﻮداء .ﻧﺘﺠﺎه ﻞ اﻟﻄﻌ ﺎم وﻧﻘ ﻒ ﻓ ﻲ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ .ﻳﻈﻬ ﺮ أوﻻد اﻟﺤ ﺎرة ﺳًﺎ ذا ﺟﻮاﻧﺐ ﺑﻴﻀﺎوﻳﺔ اﻟﺸﻜﻞ .آﻞ ﺟﺎﻧﺐ ﺑﻠﻮن ﻣﺨﺘﻠﻒ .ﺁﺧ ﺮ ﻳﺤﻤ ﻞ ﺑﺎﻟﻔﻮاﻧﻴﺲ" .ﺳﻤﻴﺮ" ﻳﺤﻤﻞ ﻓﺎﻧﻮ ً ﻓﺎﻧﻮﺳًﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ اﻟﻜﺮة .أدﺧﻞ اﻟﻐﺮﻓﺔ .أﺗﻨﺎول ﻓﺎﻧﻮﺳ ﻲ ﻣ ﻦ ﻓ ﻮق اﻟﻤﻜﺘ ﺐ .ﺟﻮﻧﺒ ﻪ اﻟﺰﺟﺎﺟﻴ ﺔ ﻣﺮﺑﻌ ﺔ اﻟﺸﻜﻞ .أﻓﺘﺢ ﺑﺎﺑﻪ وأﺷﻌﻞ ﺷ ﻤﻌﺘﻪ .أﻏﻠ ﻖ اﻟﺒ ﺎب ﻓﻴﻨﻔ ﺘﺢ ﻣ ﺮة ﺛﺎﻧﻴ ﺔ .أﻏﻠﻘ ﻪ ﺑﻘ ﻮة .أﺣﻤﻠ ﻪ ﻓ ﻲ ﺣ ﺬرﻣﻦ ﺣﻠﻘﺔ ﺻﻔﻴﺢ ﻓﻲ ﻗﻤﺘﻪ آﻲ ﻻ ﺗﺠﺮﺣﻨﻲ ﺣﺎﻓﺔ ﻗﺎﻋﺪﺗﻪ .أﺧﺮج إﻟﻰ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ. أﺗﻔﺮج ﻋﻠﻰ اﻷوﻻد وهﻢ ﻳﺮددون :ﺣﺎﻟﻮ ﻳﺎ ﺣﺎﻟﻮ .رﻣﻀﺎن ﺟﺎﻧﺎ ﻳ ﺎ ﺣ ﺎﻟﻮ .ﻳﻘ ﺎﻃﻌﻬﻢ "ﺳ ﻤﻴﺮ" ﺑﺼ ﻮﺗﻪ اﻟﺮﻓﻴﻊ:وﺣﻮي ﻳﺎ وﺣﻮي .إﻳﻮﺣﺔ .ﻳﺘﻘ ﺪﻣﻮن ﻣ ﻦ ﻋﻤ ﻖ اﻟﺤ ﺎرة .ﻳﺼ ﺒﺤﻮن أﻣﺎﻣﻨ ﺎ ﻓﻴﺼ ﻴﺢ أﺣ ﺪهﻢ :ﻳ ﺎ ﻓﺎﻃﺮ رﻣﻀﺎن.ﻳﺎ ﺧﺎﺳﺮ دﻳﻨﻚ .هﻞ ﻳﻘﺼﺪوﻧﻲ؟ .ﻳﻤﻀﻮن إﻟﻰ ﻣﺪﺧﻞ اﻟﺤﺎرة. ٢٢ ﻳﺼ ﻠﻲ اﻟﻌﺸ ﺎء .ﻧﺮﺗ ﺪي ﻣﻼﺑ ﺲ اﻟﺨ ﺮوج .ﻳﻠ ﻒ ﺣ ﺬاءﻩ اﻟﺒﻨ ﻲ ذا اﻟﻤﻘﺪﻣ ﺔ اﻟﺒﻴﻀ ﺎء ﻓ ﻲ ﺟﺮﻳ ﺪة .ﻳﻠ ﻒ
59
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
أﻳﻀﺎ ﻗﻄﻌﺔ اﻟﻘﻤﺎش اﻟﺒﻨﻲ اﻟﻠﻮن اﻟﺘﻲ ﺑﺎﻋﻬﺎ ﻟﻨﺎ اﻟﻜﻮﻧﺴﺘﺎﺑﻞ .ﻧﻐﺎدر اﻟﻤﻨﺰل .ﻧﺨﺮج إﻟ ﻰ اﻟﺸ ﺎرع .ﻧﻤ ﺮ ﻣﻦ أﻣﺎم ﺑﻘﺎﻟﺔ ﺷﻴﺦ اﻟﺤﺎرة .ﻟﻴﺲ ﺑﻬﺎ ﻏﻴﺮ "ﺳ ﻠﻴﻢ" ﺧﻠ ﻒ اﻟﻤﻨﺼ ﺔ .ﻧﺘﻮﻗ ﻒ ﻟ ﺪى اﻟﺠﺰﻣﺠ ﻲ .ﻳﻨﺎوﻟ ﻪ اﻟﺤﺬاء .ﻳﻘﻠﺒﻪ اﻟﺠﺰﻣﺠﻲ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ.ﻳﻘﻮل :اﻟﻨﻌﻞ داﻳﺐ .ﻣﻦ ﻗﺪام وﻣﻦ ورا. ﻳﻘﻮل أﺑﻲ :ﺣﻂ ﺣﺪﻳﺪة ﻗﺪام واﻋﻤﻞ ﻟﻬﺎ ﻧﺺ ﻧﻌﻞ. ـ إﺳﻤﻊ آﻼﻣﻲ واﻋﻤﻞ ﻧﻌﻞ آﺎﻣﻞ .دي اﻧﺠﻠﻴﺰي .ﻣﺶ ﺧﺴﺎرة ﻓﻴﻬﺎ. ـ زي ﻣﺎ ﺑﻘﻮﻟﻚ .ﺣﺪﻳﺪة وﻧﺺ ﻧﻌﻞ. ـ ﺣﺎﺿﺮ .ﺗﻌﺮف ﻳﺎ ﺑﻴﻪ اﻟﺠﺰﻣﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺑﻜﺎم ؟ ﻓﻴﻪ واﺣﺪة أﻣﺮﻳﻜﺎﻧﻲ ﻋﻨﺪ "ﻧﺎﺻﻒ" ب ٦٨ﻗﺮش. ـ وﻳﺎرﻳﺘﻬﺎ ﺗﻌﻴﺶ إﻧﻤﺎ ﻟﺒﺴﺘﻴﻦ وﺑﺲ ..أﻣﺮﻳﻜﺎﻧﻲ. ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻧﺤﻮي ﻗﺎﺋﻼ :واﻧﺖ ﺟﺒﺖ ﺟﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻴﺪ؟. ﻳﺴﺒﻘﻨﻲ أﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺮد :ﺣﺎﺟﻴﺒﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻴﺪ اﻟﻜﺒﻴﺮﺑﺈذن اﷲ. ﻳﻨﺰع اﻟﺤﺎﻣﻞ اﻟﺨﺸﺒﻲ ﻟﻠﺼﺤﻴﻔﺔ .ﻳﺒﺴﻄﻬﺎ وﻳﻘ ﺮأ اﻟﻌﻨ ﺎوﻳﻦ .أدس رأﺳ ﻲ ﺑ ﻴﻦ ﺑﻄﻨ ﻪ واﻟﺠﺮﻳ ﺪة .اﻟﻤﻠ ﻚ ﺑﻨﻈﺎرﺗ ﻪ اﻟﺴ ﻮداء ﻓ ﻲ زﻳ ﺎرة ﻟﻠﻤﺴﺘﺸ ﻔﻲ اﻟﻌﺴ ﻜﺮي ﻳﻮاﺳ ﻲ اﻟﺠﺮﺣ ﻰ اﻟﻌﺎﺋ ﺪﻳﻦ ﻣ ﻦ ﺟﺒﻬ ﺔ اﻟﻘﺘ ﺎل. ﺑﺮﻓﻘﺘﻪ ﻣﻠﻚ ﺷﺮق اﻷردن .ﺧﻠﻔﻬﻤﺎ اﻷﻣﻴﺮﺗﺎن "ﻓﻮزﻳﺔ" وﻓﺎﺋﺰة" ﺑﺎﻟﻤﻼﺑﺲ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ .ﺗﺤﻤﻞ اﻷوﻟ ﻰ ﻟﻘﺐ اﻟﻔﺮﻳﻖ و اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻘﺐ اﻟﻠﻮاء .ﻳﻘﻮل اﻟﺠﺰﻣﺠﻲ إﻧﻨﺎ ﺷﺎرآﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﺮب ﻻ ﺷﺄن ﻟﻨﺎ ﺑﻬﺎ. ﻧﻮاﺻﻞ اﻟﺴﻴﺮ ﺣﺘﻰ اﻟﻤﻴﺪان ﺛﻢ ﻧﺘﺠ ﻪ ﻳﻤﻴ ًﻨ ﺎ .ﻧﻠ ﺞ ﺷ ﺎرع"ﻗﻤ ﺮ" .ﻧﺘﻮﻗ ﻒ ﻋﻨ ﺪ دآ ﺎن اﻟﺘ ﺮزي .ﻳﺠﻠ ﺲ ﻼ: أﻣﺎﻣﻬﺎ ﻓﻮق آﺮﺳﻲ ﻣﺎدًا ﺳﺎﻗﻪ ﻓﻮق ﺁﺧﺮ .ﻳﻌﻤﻞ ﻓ ﻲ ﺣﻴﺎآ ﺔ ﺳ ﺘﺮة .ﻳﻨﺎوﻟ ﻪ أﺑ ﻲ ﻗﻄﻌ ﺔ اﻟﻘﻤ ﺎش ﻗ ﺎﺋ ً ﻋﺎوزﻳﻦ ﻧﻌﻤﻞ ﻟﻪ ﺑﺪﻟﺔ اﻟﻌﻴﺪ .ﻳﺘﻔﺤﺺ اﻟﺘﺮزي اﻟﻘﻤ ﺎش ﺛ ﻢ ﻳﻘ ﻮل :ﻟﻜ ﻦ دﻩ ﻗﻤ ﺎش ﺳ ﺘﺎﻳﺮ ﻳ ﺎ "ﺧﻠﻴ ﻞ" ﺑﻴﻪ. ـ ﺳﺘﺎﻳﺮ واﻻ ﻣﺶ ﺳﺘﺎﻳﺮ.ﻳﻨﻔﻊ واﻻ ﻷ؟ ﻳﻬﺰ اﻟﺘﺮزي رأﺳﻪ ﻣﻤﺘﻌﻀًﺎ .ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻘﺎﺳﺎﺗﻲ .اﻟﺒﻨﻄﻠﻮن ﻗﺼﻴﺮ ﺣﺘ ﻰ اﻟﺮآﺒ ﺔ .ﻧﺘﻔ ﻖ ﻋﻠ ﻰ أن ﻧﺄﺗﻴ ﻪ ﺑﻌ ﺪ أﺳ ﺒﻮع ﻟﻌﻤ ﻞ اﻟﺒﺮوﻓ ﺔ اﻷوﻟ ﻰ .ﻧﺘﺮآ ﻪ وﻧﻮاﺻ ﻞ اﻟﺴ ﻴﺮ ﺣﺘ ﻰ ﻣﻴ ﺪان "اﻟﺴ ﻜﺎآﻴﻨﻲ" .ﻧﻤ ﺮ ﺑﺎﻟﻜﻨﻴﺴ ﺔ. ﻧﻤﻀﻲ ﻓﻲ ﺷﺎرع "ﻃﻮرﺳﻴﻨﺎ"ﺣﺘﻰ ﻣﻠﺘﻘﺎﻩ ﺑﺸﺎرع "اﻟﻨﺰهﺔ" .ﻳﺘﻮﻗﻒ أﺑ ﻲ أﻣ ﺎم ﻓ ﻴﻼ ﺻ ﺪﻳﻘﻪ اﻟﻠ ﻮاء "ﻓﺮﻳ ﺪ" .ﻳ ﺪﻓﻊ اﻟﺒ ﺎب اﻟﺤﺪﻳ ﺪي وأﺗﺒﻌ ﻪ إﻟ ﻰ ﻣﻤ ﺮ وﺳ ﻂ ﺣﺪﻳﻘ ﺔ .ﻧﺼ ﻌﺪ ﺑﻀ ﻊ درﺟ ﺎت وه ﻮ ﻳﻜﺤ ﺖ اﻟﺤ ﺬاء ﻓ ﻲ اﻟﺮﺧ ﺎم ﻟﻴﻨﺒ ﻪ ﺑﻮﺻ ﻮﻟﻨﺎ .ﻳ ﺪق ﺑﺎﺑ ﺎ ﺣﺪﻳ ﺪﻳﺎ .ﺗﻔ ﺘﺢ ﻟﻨ ﺎ ﺧﺎدﻣ ﺔ ﻋﺠ ﻮز .ﻳﺴ ﺄل :اﻟﺒﻴ ﻪ هﻨ ﺎ؟. ﺗﺪﻋﻮﻩ ﻟﻠﺪﺧﻮل. ﻧﻘﻒ ﻓﻲ ردهﺔ ﻣﺰدﺣﻤﺔ ﺑﺎﻷﺛﺎث ﻓﻮق ﺳﺠﺎد ﺳﻤﻴﻚ .ﺗﺨﺘﻔﻲ ﺛﻢ ﺗﻌﻮد .ﺗﻔﻀﻞ ﻳﺎ ﺑﻴﻪ .ﻧﺘﺒﻌﻬﺎ إﻟﻰ ﺣﺠ ﺮة اﻟﻀﻴﻮف .ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺪران ﺻﻮر ﺻﺒﺎط آﺎﻟﺘﻲ ﻋﻨ ﺪﻧﺎ .ﺗﺘ ﺪﻟﻲ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻘﻒ ﻧﺠﻔ ﺔ ﺿ ﺨﻤﺔ .ﻳﻈﻬ ﺮ اﻟﻠ ﻮاء ﺑﻌ ﺪ ﻓﺘ ﺮة .ﻳﺮﺗ ﺪي روﺑ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺤﺮﻳ ﺮ اﻟﻤﻠ ﻮن وﻳﻌﺘﻤ ﺪ ﻋﻠ ﻰ ﻋﺼ ﺎ .ـ أه ﻼ ﺧﻠﻴ ﻞ ﺑﻴ ﻪ .ﺧﻄ ﻮة ﻋﺰﻳ ﺰة. ﻳﺠﻠﺲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻨﺎ وﻳﻀﻊ ﻋﺼﺎﻩ ﺑﻴﻦ ﺳﺎﻗﻴﻪ .وﺟﻬ ﻪ أﺳ ﻤﺮ ﺑﺤﻔ ﺮة ﻏ ﺎﺋﺮة أﺳ ﻔﻞ ﻋﻨﻘ ﻪ .أﻋ ﺮف أﻧﻬ ﺎ ﻣ ﻦ أﺛﺮ رﺻﺎﺻﺔ .أﺳﻔﻞ اﻟﺮوب ﻗﻤﻴﺺ أﺑﻴﺾ ﺑﻴﺎﻗﺔ ﻣﻨﺸﺎة ﺗﺘﺪﻟﻰ أوداﺟﻪ ﻓﻮﻗﻬ ﺎ .ﺷ ﺎرﺑﻪ آﺒﻴ ﺮ وﻣﻨﻔ ﻮش اﻟﻄ ﺮﻓﻴﻦ .ﻳﻨ ﺎدي ﻋﻠ ﻰ اﻟﺨﺎدﻣ ﺔ وﻳﻄﻠ ﺐ ﻣﻨﻬ ﺎ إﺣﻀ ﺎر أﻃﺒ ﺎق اﻟﺨﺸ ﺎف ﻣ ﻦ اﻟﺜﻼﺟ ﺔ .ﺗﺤﻀ ﺮ ﺛﻼﺛ ﺔ أﻃﺒ ﺎق ﻓ ﻲ ﺻ ﻴﻨﻴﺔ ﻣ ﺪورة .ﻳﻌﻄﻴﻨ ﻲ أﺑ ﻲ ﻃﺒ ًﻘ ﺎ وﻳﺘﻨ ﺎول واﺣ ﺪًا .ﻳﺒ ﺪي اﺳﺘﺤﺴ ﺎﻧﻪ ﻟﺒ ﺮودة اﻟﺨﺸ ﺎف. ﺗﺮص أﻣﻲ أﻃﺒﺎق اﻟﺨﺸﺎف اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻓﻮق رﺧﺎﻣﺔ اﻟﺒﻮﻓﻴ ﻪ .ﺗﻔﺘ ﺖ ﻗﻄﻌ ﺔ ﺛﻠ ﺞ ﺑﻘ ﺎدوم ﺧﺸ ﺒﻲ .ﺗﻨﺜﺮه ﺎ ﻓﻮق اﻷﻃﺒﺎق. ﻳﺘﺤﺪﺛﺎن ﻋﻦ اﻟﻐﺎرة .ﻳﻘﻮل أﺑﻲ إﻧﻨﺎ أﺧﻄﺄﻧ ﺎ ﺑﻘﺒ ﻮل اﻟﻬﺪﻧ ﺔ .ﻳﻘ ﻮل اﻟﻠ ﻮاء إﻧﻬ ﺎ آﺎﻧ ﺖ ﺿ ﺮورﻳﺔ ﺑﺴ ﺒﺐ ﻓﺪاﺣﺔ ﺧﺴﺎﺋﺮﻧﺎ .آﻤﺎ إﻧﻨﺎ ﻣﺤﺎﺻﺮون ﻓ ﻲ "اﻟﻔﺎﻟﻮﺟ ﺎ" .واﻟﻴﻬ ﻮد ﻣﻨﻌ ﻮا اﻟﻤ ﺎء ﻋ ﻦ رﺟﺎﻟﻨ ﺎ ﻓﺎﺿ ﻄﺮوا 60
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
ﻷن ﻳﺸﺮﺑﻮا ﺑﻮﻟﻬﻢ .ﻳﺴﺨﺮ ﻣﻤﺎ ﻧﺸﺮ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻒ ﻋﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺑ ﻴﻦ "ﺣﻴ ﺪر" ﺑﺎﺷ ﺎ وزﻳ ﺮ اﻟ ﺪﻓﺎع وأﺣ ﺪ اﻟ ﻮزراء .ﻗ ﺎل ﻟ ﻪ اﻟ ﻮزﻳﺮ :ﺷ ﺪ ﺣﻴﻠ ﻚ ﻳ ﺎ ﺑﺎﺷ ﺎ .ﻋ ﺎوزﻳﻦ ﻧﻌ ﱢﻴ ﺪ ﻓ ﻲ "ﺗ ﻞ أﺑﻴ ﺐ" .ﻳﻌﻠ ﻖ اﻟﻠ ﻮاء :ﻳﺒﻘ ﻰ ﻳﻘﺎﺑﻠﻨﻲ. ﻳﻨﺘﻘﻞ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ إﻟ ﻰ أزﻣ ﺔ اﻟﻤﺴ ﺎآﻦ .ﻳﻘ ﻮل أﺑ ﻲ :ﺗﺼ ﻮر اﻟﺸ ﻘﺔ ﺑﻘ ﺖ ﺑﺨﻠ ﻮ ٣٠٠ﺟﻨﻴ ﻪ .ﻳﻘ ﻮل اﻟﻠ ﻮاء وهﻮ ﻳﺘﻨﺎول ﻣﺠﻠﺔ ﻣﺼﻮرة :ﺷﻔﺖ اﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻲ ﻗﺘﻠﺔ "أﻣﻴﻦ ﻋﺜﻤﺎن"؟" .أﻧﻮر اﻟﺴﺎدات "ﻃﻠ ﻊ ﺑ ﺮاءة. ﻳﻀﻊ اﻟﻤﺠﻠﺔ ﺟﺎﻧﺒًﺎ وﻳﻘﻮل :آﺎن ﺿﺎﺑﻂ ﻋﻨﺪي .ﻣﺤﺒﺘﻮش أﺑﺪا .ﺧﻨﻴﺚ. أﺗﻨﺎول اﻟﻤﺠﻠﺔ .أﺗﺄﻣﻞ ﺻ ﻮرة "اﻟﺴ ﺎدات" .ﻣﻼﺑﺴ ﻪ أﻧﻴﻘ ﺔ .ﻋﻘ ﺪة رﺑﻄ ﺔ اﻟﻌﻨ ﻖ أﺻ ﻐﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺄﻟﻮف. ﺣﻠﻴﻖ ﺷﻌﺮ اﻟﺮأس واﻟﺬﻗﻦ .اﻟﺤﻼﻗﺔ وﻓﻘًﺎ ﻟﻠﻤﻮﺿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻔﻒ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﻤﺤﻴﻂ ﺑﺎﻷذﻧﻴﻦ .ﻳﻨﺎدي اﻟﻠ ﻮاء ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺎدﻣﺔ وﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ اﺳﺘﺪﻋﺎء وﻟﺪﻳﻪ .آﺒﻴﺮان ﻃﻮﻳﻼ اﻟﻘﺎﻣﺔ .ﻳﻘﻔﺎن ﻓﻲ رهﺒﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺒ ﺎب .ﻳﺴ ﺄل أآﺒﺮهﻤ ﺎ :ﺣﻀ ﺮﺗﻚ ﻋ ﺎوز ﺣﺎﺟ ﺔ؟ .ﻳﺄﻣﺮهﻤ ﺎ ﺑﺎﺻ ﻄﺤﺎﺑﻲ .ﻧ ﺬهﺐ إﻟ ﻰ ﻏﺮﻓ ﺔ ﺿ ﻴﻮف أﺧ ﺮى .ﻧﺠﻠ ﺲ ﻓ ﻮق ﺳ ﺠﺎد ﺳ ﻤﻴﻚ داآ ﻦ اﻟﺤﻤ ﺮة .ﺗﺤﻀ ﺮ اﻟﺨﺎدﻣ ﺔ ﺻ ﻴﻨﻴﺔ آﺒﻴ ﺮة ﻣ ﻦ اﻟﻴ ﺎﻣﻴﺶ .أﺗﻨ ﺎول اﻟﻜﺴ ﺎرة وﺑﻨﺪﻗﺔ .ﻳﺴﺘﺄﻧﻔﺎن ﻟﻌﺒﺔ آﻮﺗﺸﻴﻨﺔ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﺳ ﺮﻳﻌﺔ ﻻ أﺗﻤﻜ ﻦ ﻣ ﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬ ﺎ .ﻳﻘﺘ ﺮح أآﺒﺮهﻤ ﺎ رهﺎ ًﻧ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻓﻮز "أﺑﻮ ﺣﺒﺎﺟﺔ" ﻓﻲ أوﻟﻴﻤﺒﻴﺎد "ﻟﻨﺪن" ﺁﺧﺮ اﻟﺸ ﻬﺮ .أﺳ ﺄل" :أﺑ ﻮ ﺣﺒﺎﺟ ﺔ"ﻣ ﻴﻦ؟ .ﻳﻘ ﻮل اﻷﺻ ﻐﺮ: ﺣﺪ ﻣﻴﻌﺮﻓﺶ ﺑﻄﻞ اﻟﻨﺎدي اﻷهﻠﻲ؟ .ﻳﺆآﺪ ﺷﻘﻴﻘﻪ :أﻋﻈﻢ ﻟﻌﻴﺐ آﻮرة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ. أﻧﻬﺾ وأﻃﻮف ﺑﺎﻟﻐﺮﻓﺔ .أﺟﻠﺲ ﻓﻮق أرﻳﻜﺔ .وﺳﺎﺋﺪهﺎ وﺛﻴﺮة ﻣﻠﻮﻧﺔ ﺑﺄﻟﻮان داآﻨﺔ .ﻋﻠﻲ اﻟﺠﺪار ﺻﻮر ﻟﻠﻮﻟ ﺪﻳﻦ ﻣ ﻊ أﺑﻴﻬﻤ ﺎ وأﻗ ﺎرب ﺁﺧ ﺮﻳﻦ .أﻧﻬ ﺾ .اﻟﻮﻟ ﺪان ﻣﻨﻬﻤﻜ ﺎن ﻓ ﻲ اﻟﻠﻌ ﺐ .أﺗﺴ ﻠﻞ ﻣ ﻦ اﻟﻐﺮﻓ ﺔ إﻟ ﻰ اﻟﺼﺎﻟﺔ .ﻣﻈﻠﻤﺔ.ﻓ ﻲ ﻧﻬﺎﻳﺘﻬ ﺎ ﻏﺮﻓ ﺔ ﻣﻀ ﺎءة .أﻗﺘ ﺮب ﻣﻨﻬ ﺎ .أﺳ ﻤﻊ ﺻ ﻮت ﺗ ﻼوة اﻟﻘ ﺮﺁن .أﻃ ﻞ ﺑﺤ ﺬر. ﺷﻴﺦ ﺑﻌﻤﺎﻣﺔ وﺟﺒﺔ ﻓﻀﻔﺎﺿﺔ ﻣﺘﺮﺑﻊ ﻓﻮق آﻨﺒﺔ ﺑﻠﺪﻳﺔ .ﻳﺪﻩ ﻋﻠ ﻰ ﺧ ﺪﻩ .ﻳﺘﻠ ﻮ وه ﻮ ﻳﻤﻴ ﻞ ﺑﺠﺴ ﻤﻪ ﻳﻤﻨ ﺔ ﺛﻢ ﻳﺴﺮة .ﺗﻨﺘﻬﻲ اﻵﻳﺔ ﻓﻴﻮاﺻﻞ اﻻهﺘﺰاز ﺻﺎﻣﺘﺎ.أﻋﻮد إﻟﻰ اﻟﺼﺎﻟﻮن اﻟﺼﻐﻴﺮ .ﻳﻘﺘ ﺮح اﻟﻮﻟ ﺪ اﻟﻜﺒﻴ ﺮ أن ﻧﻠﻌﺐ "اﻟﻜﻮﻣﻲ". ﻳﻈﻬﺮ أﺑﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﺎب واﻟﻠﻮاء ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ.أﺗﺒﻌﻪ إﻟﻰ اﻟﺨ ﺎرج .ﻧﻐ ﺎدر اﻟﻔ ﻴﻼ وﻧﺄﺧ ﺬ ﻃﺮﻳﻘﻨ ﺎ إﻟ ﻰ اﻟﻤﻨ ﺰل. ﻧﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺣﺎﻧﻮت ﻟﻸدوات اﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺔ .ﻳﺸﺘﺮي دﺳﺘﺔ أآﻮاب ﺻﻐﻴﺮة زﺟﺎﺟﻴﺔ ﺻ ﻐﻴﺮة ﻟﺸ ﺮب اﻟﺸ ﺎي ﻼ إﻧﻬﺎ ﻟﻠﻌﻴﺪ. ﺗﺰﻳﻦ ﺟﻮاﻧﺒﻬﺎ ﻧﻘﻮش ﻣﻠﻮﻧﺔ .ﻳﻀﻌﻬﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﺒﻮﻓﻴﻪ ﻗﺎﺋ ً ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻧﺪاء ﺑﺎﺋﻊ اﻟﺰﺑﺎدي .ﻳﻠﺘﻘﻂ ﺳﻠﻄﺎﻧﻴﺔ ﻓﺎرﻏﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺨﺎر اﻟﺒﻨ ﻲ اﻟﻠ ﻮن .ﻧ ﺪﺧﻞ اﻟﻐﺮﻓ ﺔ وﻧﻔ ﺘﺢ ﺑ ﺎب اﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ .ﻳﻨﺎدي اﻟﺒ ﺎﺋﻊ وﻳﻌﻄﻴﻬ ﺎ ﻟ ﻪ .ﻳﺴ ﺘﺨﺮج اﻟﺒ ﺎﺋﻊ واﺣ ﺪة ﻣﻤﺘﻠﺌ ﺔ ﻣ ﻦ أﺳ ﻔﻞ ﻏﻄ ﺎء ﻣ ﻦ اﻟﻘﻤ ﺎش اﻷﺑﻴﺾ .ﻳﻨﺎوﻟﻬﺎ ﻷﺑﻲ .ﻳﺘﺮدد ﺻﻮت اﻟﻤﺴ ﺤﺮاﺗﻲ ﻣ ﻦ ﺑﻌﻴ ﺪ :ﻗ ﻮم ﻳ ﺎ ﻧ ﺎﻳﻢ وﺣ ﺪ اﻟ ﺪاﻳﻢ .ﻳﻘﺘ ﺮب ﺻ ﻮت ﻃﺒﻠﺘﻪ .ﻳﻠﺞ اﻟﺤﺎرة .ﻻ ﺗﺒﺪو ﻣﻼﻣﺤﻪ ﻓﻲ اﻟﻈﻼم .ﻳﻘﻒ أﻣﺎم آﻞ ﻣﻨﺰل وﻳﻨ ﺎدي اﻟﺴ ﻜﺎن ﺑﺄﺳ ﻤﺎﺋﻬﻢ .ﻳ ﺪق ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺒﻠﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ آﻞ اﺳﻢ .ﻳﻨﺎدي اﺳﻢ أﺑﻲ ﺛﻢ اﺳﻤﻲ. ٢٣ ﻳﻌ ﺪ أﺑ ﻲ ﻃﺒﻘ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺒ ﻴﺾ اﻟﻤﻘﻠ ﻲ .أﺳ ﺄﻟﻪ :ه ﻲ "ﻓﺎﻃﻤ ﺔ" ﻓ ﻴﻦ؟ ﻳﻘ ﻮل :ﺑﺘﻌ ّﻴ ﺪ .ﻧﺘﻨ ﺎول اﻹﻓﻄ ﺎر ﻓ ﻲ اﻟﺼﺎﻟﺔ .ﻳﺠﻠﺐ ﺑﺮاد اﻟﺸﺎي .ﻳﺼﺒﻪ ﻓﻲ إﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ اﻷآﻮاب اﻟﺠﺪﻳﺪة .ﻳﻀﻊ اﻟﺴﻜﺮ وﻳﻘﻠﺒﻪ .أﺗﻨﺎول آ ﻮﺑﻲ ﻓﺘﻨﻔﺼ ﻞ ﻗﺎﻋﺪﺗ ﻪ وﻳﺴ ﻴﻞ اﻟﺸ ﺎي اﻟﺴ ﺎﺧﻦ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻤﺎﺋ ﺪة .ﻳﺠ ﺮب آﻮﺑ ﻪ ﻓﻴﺤ ﺪث اﻟﻤﺜ ﻞ .ﻳ ﻨﻬﺾ واﻗ ًﻔ ﺎ. ﻳﺘﺮك آﻞ ﺷﺊ آﻤﺎ هﻮ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺎﺋﺪة .ﻧﻐﺴﻞ أﻳﺪﻳﻨﺎ. ﻳﺠﺮ آﺮﺳﻲ اﻟﻤﻜﺘﺐ إﻟﻰ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ .ﻳﺸﻌﻞ ﺳﻴﺠﺎرﺗﻪ .ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ أن أﺑﺤﺚ ﻟ ﻪ ﻋ ﻦ ورﻗ ﺔ وﻗﻠ ﻢ .أﺣﻀ ﺮ ﻟﻪ آﺮاﺳﺔ اﻟﻮاﺟﺐ وﻗﻠﻤﻲ اﻟﺮﺻﺎص .ﻳﻄﻮي اﻟﻮرﻗ ﺔ .أﻗ ﻒ إﻟ ﻰ ﺟ ﻮارﻩ .أﻃ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻳﻜﺘﺒ ﻪ ":ﻋﻴ ﺪ ﺑﺄي ﺣﺎل ﻋﺪت ﻳﺎ ﻋﻴﺪ /ﺑﻤﺎ ﻣﻀﻲ أم ﺑﺄﻣﺮ ﻓﻴﻚ ﺗﺠﺪﻳﺪ" .ﻳﺘﻄﻠﻊ إﻟ ﻰ اﻟﺤ ﺎرة ﻣﻔﻜ ًﺮا .أدرك أﻧ ﻪ ﻳﺤ ﺎول
61
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
ﻼ ﺑﻌ ﺪ اآﻤﺎل اﻟﻨﻈﻢ ﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻔﻪ آﻌﺎدﺗ ﻪ ﻓ ﻲ آ ﻞ ﻋﻴ ﺪ .أﻗ ﻮل :ﻣ ﺶ ﺣﻨﺨ ﺮج ﺑ ﺄﻩ؟ .ﻻ ﻳ ﺮد .ﻳ ﻨﻬﺾ ﻣﺘﺜ ﺎﻗ ً ﻗﻠﻴﻞ .ﻳﺤﻀﺮﺻﻨﺪوق اﻟﺤﻼﻗﺔ .ﻳﻀﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎوﻟﺔ .أﻣﻸ ﻟﻪ آﻮﺑﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺎء .ﻳﺒﻠﻞ اﻟﻔﺮﺷﺎة ﺛ ﻢ ﻳ ﺪﻋﻜﻬﺎ ﺑﺎﻟﺼﺎﺑﻮن .أﺗﻨﺎول ﻗﻤﻴﺼﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪ .أﻗﻠﺐ اﻟﻴﺎﻗﺔ وأدس "ﺑﺎﻏ ﺔ" ﻓ ﻲ آ ﻞ ﻣ ﻦ اﻟﻔﺘﺤﺘ ﻴﻦ اﻟﻤﺨﺼﺼ ﺘﻴﻦ ﻟﻬﺎ .أرﺗﺪي ﺑﻨﻄﻠﻮن اﻟﺒﺰة اﻟﺠﺪﻳﺪة .اﻟﻘﻤﺎش ﺛﻘﻴﻞ وﺧﺸﻦ .ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ أن أآﺘﻔﻲ ﺑ ﺎﻟﻘﻤﻴﺺ واﻟﺒﻨﻄﻠ ﻮن ﻷن اﻟﺠ ﻮ ﺷ ﺪﻳﺪ اﻟﺤ ﺮارة .أﻧﺼ ﺎع ﻣﺘﻀ ﺮرًا .أﻃﻤ ﺌﻦ ﻋﻠ ﻰ وﺟ ﻮد ﻟﻔﺎﻓ ﺔ اﻷﺣﺠﺒ ﺔ ﻓ ﻲ ﺟﻴ ﺐ ﺑﻨﻄﻠ ﻮﻧﻲ اﻟﺨﻠﻔ ﻲ .أﺳ ﻤﻊ ﺿ ﺠﺔ اﻷوﻻد ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺎرة .أه ﺮع إﻟ ﻰ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ .آﻠﻬ ﻢ ﻓ ﻲ ﻣﻼﺑ ﺲ اﻟﻌﻴ ﺪ .اﻟﺒﻨ ﺎت ﺑﻔﻴﻮﻧﻜﺎت ﻓﻲ ﺷﻌﻮرهﻦ .ﻳﺼ ﻴﺤﻮن ﻓ ﻲ َﻧ َﻔ ﺲ واﺣ ﺪ :ﺣ ﻞ اﻟﻜ ﻴﺲ وادﻳﻨ ﺎ ﺑﻘﺸ ﻴﺶ ﻳ ﺎ ﺣ ﺎﻟﻮ .ﻳﻔﺠ ﺮون اﻟﺒﻤﺐ .ﻳﺤﻤﻞ "ﺳﻤﻴﺮ" ﺷﺮﻳﻄًﺎ ﻣﻦ "ﺣﺮب اﻳﻄﺎﻟﻴﺎ" .ﻳﺤﻚ ﺣﺒﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻷرض ﻓﺘﺸﺘﻌﻞ. أﺳ ﺘﺪﻳﺮ وأﺧﻄ ﻮ داﺧ ﻞ اﻟﺤﺠ ﺮة .أروح وأﺟ ﺊ ﻋ ﺪة ﻣ ﺮات إﻟ ﻰ أن ﻳﻨﺘﻬ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﺤﻼﻗ ﺔ .ﻳ ﺪﻋﻚ ﺧﺪﻳ ﻪ وأﺳ ﻔﻞ ذﻗﻨ ﻪ ﺑﺈﺻ ﺒﻊ "اﻟﺸ ﺒﺔ" ذي اﻟﻐ ﻼف اﻟﻤﻔﻀ ﺾ .ﻳﺘ ﺮك ﻋ ﺪة اﻟﺤﻼﻗ ﺔ ﻓ ﻮق اﻟﻤﻜﺘ ﺐ .ﻳ ﻨﻬﺾ واﻗﻔًﺎ .ﻳﺨﻠﻊ ﻣﻼﺑﺴﻪ .ﻳﺮﺗﺪي اﻟﻘﻤﻴﺺ .ﻳﺜﺒﺖ اﻷزرار .ﻳﻨﻘﻄﻊ واﺣﺪ وﻳﺘﺪﺣﺮج ﻋﻠ ﻰ اﻷرض .أﺣﻀ ﺮﻩ. ﻳﺒﺤﺚ ﻓﻲ اﻟﺮف اﻟﻌﻠﻮي ﻟﻠﺪوﻻب ﺣﺘﻲ ﻳﻌﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻜ ﺮة ﺧ ﻴﻂ وإﺑ ﺮة ﺣﻴﺎآ ﺔ .ﻳﺤ ﺎول إدﺧ ﺎل اﻟﻔﺘﻠ ﺔ ﻓ ﻲ ﻓﺘﺤ ﺔ اﻹﺑ ﺮة .ﻳﻔﺸ ﻞ .ﻳﻌﻄﻴﻬﻤ ﺎ ﻟ ﻲ .أﺑﻠ ﻞ ﻃ ﺮف اﻟﻔﺘﻠ ﺔ ﺑﺮﻳﻘ ﻲ .أدﺳ ﻬﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻔﺘﺤ ﺔ ﺑﺴ ﻬﻮﻟﺔ .ﻳﺮﺗ ﺪي ﻳﻨﻄﻠ ﻮن اﻟﺒ ﺰة اﻟﺒﻴﻀ ﺎء .ﻳﺜﺒ ﺖ ﺣﻤﺎﻟﺘﻴ ﻪ .ـ ﻧ ﺎوﻟﻨﻲ اﻟﺠﺰﻣ ﺔ .أﺣﻀ ﺮﻟﻪ اﻟﺤ ﺬاء اﻟﺒﻨ ﻲ ذا اﻟﻤﻘﺪﻣ ﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎء .أﻧﻈﻔﻪ ﺑﻘﻄﻌﺔ ﻗﻤﺎش .ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻮق ﺣﺎﻓﺔ اﻟﺴﺮﻳﺮ .ﻳﺪس ﻗﺪﻣﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﺤﺬاء .ﻳﻌﻘﺪ رﺑﺎﻃﻪ .ﻳﻈﻞ ﺴ ﺎ وه ﻮ ﻳﺤ ﺪق ﻓ ﻲ اﻷرض .أﺳ ﺘﻌﺠﻠﻪ :ﻳ ﺎﷲ ﺑ ﺄة .ﻳ ﻨﻬﺾ واﻗﻔ ﺎ .ﻳﺮﺗ ﺪي ﺳ ﺘﺮة اﻟﺒ ﺰة .ﻳﺘﻨ ﺎول ﺟﺎﻟ ً اﻟﻄﺮﺑﻮش ﻣ ﻦ ﻓ ﻮق اﻟﺸ ﻤﺎﻋﺔ وﻳﻀ ﻌﻪ ﻓ ﻮق رأﺳ ﻪ .ﻳﻠ ﻮي ﻃﺮﻓ ﻲ ﺷ ﺎرﺑﻪ وﻳﻔﺮآﻬﻤ ﺎ ﺑﺄﺻ ﺎﺑﻌﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻤﺸﺪود إﻟﻰ أﻋﻠﻰ. ﻳﻐﻠ ﻖ ﻣﺼ ﺮاﻋﻲ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ .ﻳﺒﺤ ﺚ ﻋ ﻦ اﻟﻤﻔﺘ ﺎح ﺑ ﻴﻦ اﻟﻤﻼﺑ ﺲ واﻷﻏﻄﻴ ﺔ اﻟﻤﺘﻨ ﺎﺛﺮة ﻓ ﻮق اﻟﻔ ﺮاش. ﻳﺘﻨ ﺎول اﻟﻤﻈﻠ ﺔ اﻟﺒﻴﻀ ﺎء اﻟﻤﻌﻠﻘ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺸ ﻤﺎﻋﺔ .ﻳﻀ ﻐﻂ ﻣﻘﺒﻀ ﻬﺎ ﻓﺘﻨﺒﺴ ﻂ وﻳﻈﻬ ﺮ ﺷ ﻖ واﺿ ﺢ ﻓ ﻲ ﺟﺎﻧﺒﻬ ﺎ .ﻳﻠﻘ ﻲ ﺑﻬ ﺎ ﺟﺎﻧ ًﺒ ﺎ ﻓ ﻲ ﺳ ﺨﻂ .ﻳﻨﺒﻬﻨ ﻲ ﺁ ﱠﻻ أﻧﺴ ﻲ آﺘ ﺎب اﻟﻠﻐ ﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳ ﺔ وآﺮاﺳ ﺔ اﻟﻮاﺟﺒ ﺎت. ﻧﻐﺎدر اﻟﻐﺮﻓ ﺔ وﻧﻐﻠ ﻖ ﺑﺎﺑﻬ ﺎ ﺑﺎﻟﻤﻔﺘ ﺎح .ﺗﻈﻬ ﺮ "ﻓﺎﻃﻤ ﺔ" ﻋﻨ ﺪ ﺑ ﺎب اﻟﻤﺨ ﺰن :آ ﻞ ﺳ ﻨﺔ واﻧ ﺖ ﻃﻴ ﺐ ﻳ ﺎ ﺳ ﻴﺪي ﺗ ﺮوح وﺗﻴﺠ ﻲ ﺑﺎﻟﺴ ﻼﻣﺔ .ﻳﻌﻄﻴﻬ ﺎ اﻟﻌﻴﺪﻳ ﺔ ﻓﺘُﻘ ﱢﺒ ﻞ ﻳ ﺪﻩ :رﺑﻨ ﺎ ﻳﺨﻠﻴ ﻚ ﻳ ﺎ ﺳ ﻴﺪي .ﻳﻌﺘﺮﺿ ﻨﺎ اﻟﻤﺴﺤﺮاﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﺪﺧﻞ اﻟﺤﺎرة .ﻷول ﻣﺮة أرى وﺟﻬﻪ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎر .أﺳﻤﺮ ﻣﻠﺊ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎﻋﻴﺪ .ﻳﻘ ﻮل ﻷﺑ ﻲ :آ ﻞ ﺳﻨﺔ واﻧﺖ ﻃﻴﺐ ﻳﺎ ﺑﻴﻪ .ﻳﻌﻄﻴﻪ أﺑﻲ ﻧﺼﻒ ﻓﺮﻧْﻚ. دآﺎن اﻟﺒﻘﺎل ﻣﻐﻠﻖ .ﻧﺒﻠﻎ اﻟﻤﻴﺪان.اﻟﻤﺮاﺟﻴﺢ ﻣﻨﺼﻮﺑﺔ أﻣﺎم ﻣ ﺪﺧﻞ ﺷ ﺎرع "اﻟﺤﺴ ﻴﻨﻴﺔ" .ﻧﺴ ﺘﻘﻞ اﻟﺘ ﺮام ﻣ ﻦ اﻟﺒ ﺎب اﻟﻤﺠ ﺎور ﻟﻠﺴ ﺎﺋﻖ .أﺷ ﺮأب ﺑﻌﻨﻘ ﻲ ﻷﻗ ﺮأ اﻟﻼﻓﺘﺘﻴ ﻴﻦ اﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﺘﻴﻦ ﻓ ﻮق رأﺳ ﻪ" :ﻣﻤﻨ ﻮع اﻟﺒﺼﻖ"" .ﻣﻤﻨﻮع اﻟﻜﻼم ﻣﻊ اﻟﺴﺎﺋﻖ" .ﻧﺘﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﻣﻴﺪان "اﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ" .اﻟﺘ ﺮام اﻷﺑ ﻴﺾ .ﻧﻐ ﺎدرﻩ ﻓ ﻲ ﻼ وﻳﻤﺴ ﺢ اﻟﻌ ﺮق ﻋ ﻦ وﺟﻬ ﻪ .ﻳ ﺪور ﺑ ﻪ ﺣ ﻮل رﻗﺒﺘ ﻪ ﺧﻠ ﻒ ﻣﻴﺪان "اﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ" .ﻳﺨﺮج أﺑ ﻲ ﻣﻨ ﺪﻳ ً ﻳﺎﻗﺔ اﻟﻘﻤﻴﺺ .ﻳﺨﻠﻊ ﻃﺮﺑﻮﺷﻪ .ﻳﻠﻒ اﻟﻤﻨﺪﻳﻞ ﺣ ﻮل إﺻ ﺒﻌﻪ وﻳ ﺪور ﺑ ﻪ ﺣ ﻮل اﻟﺤﺎﻓ ﺔ اﻟﺠﻠﺪﻳ ﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴ ﺔ ﻟﻠﻄﺮﺑﻮش .ﻳﻀﻊ اﻟﻤﻨﺪﻳﻞ ﻓﻮق رأﺳﻪ ﻓﺘﺘﺪﻟﻰ ﺣﻮاﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻬﺘﻪ .ﻳﻜﺒﺲ اﻟﻄﺮﺑﻮش ﻓﻮﻗﻪ. ﻧﻠﺞ اﻟﺸﺎرع وﻧﺘﻄﻠﻊ إﻟﻰ واﺟﻬﺔ اﻟﻤﻨﺰل ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ .ﻳﺘﺴ ﺎءل :ﻳ ﺎ ﺗ ﺮى ﻣﻮﺟ ﻮدﻳﻦ ؟ .اﻟﺸ ﻤﺲ ﺣﺎرﻗ ﺔ وهﻮ ﻳﺤﻤﻞ ﺑﻄﻴﺨﺘﻴﻦ .ﻳﺨﻠﻊ ﻃﺮﺑﻮﺷ ﻪ وﻳﻤﺴ ﺢ اﻟﻌ ﺮق ﻋ ﻦ رأﺳ ﻪ اﻟﺼ ﻠﻌﺎء ﺑﻤﻨ ﺪﻳﻞ .ﻧﻮاﻓ ﺬ اﻟﺘﺮﺳ ﻴﻨﺔ ﻣﻐﻠﻘﺔ .ﻧﻌﻮد ﻓﻲ ﺻﻤﺖ ووﺟﻬﻪ ﻣﻜﻔﻬﺮ. أدﻗﻖ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﻨﻮاﻓﺬ اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻴﺢ اﻟﻔﺮﺟﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻓﺘﺤﺎﺗﻬﺎ اﻟﻀﻴﻘﺔ .إﺣﺪاهﺎ ﻣﺮﻓﻮﻋ ﺔ ﻗﻠ ﻴﻼ إﻟﻰ أﻋﻠﻰ .أﻗﻮل :ﻟﻮ ﺧﺮﺟﻮا آﺎﻧﻮا ﻗﻔﻠﻮهﺎ.
62
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
ﻧﺘﻮﻗﻒ أﻣﺎم اﻟﺒﻘﺎﻟﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة .أﻣﺎﻣﻬﺎ ﺻ ﻨﺎدﻳﻖ ﻟﺴ ﻤﻚ "اﻟ ﺒﻜﻼﻩ" .اﻟﻌﺮﻳﻀ ﺔ اﻟﻤﺼ ﺒﻮﻏﺔ ﺑﻠ ﻮن ﻧﺎﺻ ﻊ اﻟﺒﻴ ﺎض .آ ﻮم ﻣ ﻦ اﻟﺒﻄ ﻴﺦ واﻟﺸ ﻤﺎم .ﻋ ﺪة أﻗﻔ ﺎص ﻣ ﻦ اﻟﻌﻨ ﺐ واﻟﺘ ﻴﻦ .ﻳﺸ ﺘﺮي أﺑ ﻲ أﻗ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻌﻨ ﺐ اﻟﺒﻨﺎﺗﻲ وأﺧﺮى ﻣ ﻦ اﻟﺘ ﻴﻦ اﻟﻔﻴ ﻮﻣﻲ .ﻳﺨﺘ ﺎر ﺛﻤ ﺮات اﻟﺘ ﻴﻦ اﻟﻤﻔﺘﻮﺣ ﺔ وﻳﺘﺠﻨ ﺐ اﻟﻤﻐﻠﻘ ﺔ .ﻳﺤﻤﻠﻬﻤ ﺎ ﻓ ﻲ آﻴﺴﻴﻦ ﻣﻀﻤﻮﻣﻴﻦ إﻟﻰ ﺻﺪرﻩ.واﺣﺪ ﻓﻲ آﻞ ذراع .ﻧﻮاﺻﻞ اﻟﺴﻴﺮ ﺣﺘﻰ اﻟﻤﻨﺰل.أﻣﺎﻣﻪ ﺳﻴﺎرة "ﺳ ﻜﻮدا "وﺳﻴﺎرة أﺧﺮى "آﺮﻳﺰﻟﺮ" ذات ﺳﻄﺞ ﻣﻘﺒﺐ .اﻟﻤﻤﺮ ذو اﻟﺒﻼط اﻟﻤﻠﻮن .ﻧﺼﻌﺪ اﻟﺴﻠﻢ. ﺿﺠﺔ اﻟﻌﻴﺪ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻷول .ﺗﺴ ﻜﻦ ﺑ ﻪ ﻋﺎﺋﻠ ﺔ آﺒﻴ ﺮة ﻓ ﻲ ﺷ ﻘﺘﻴﻦ ﻣﺘﺼ ﻠﺘﻴﻦ .ﻧﻮاﺻ ﻞ اﻟﺼ ﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ .اﻟﺒ ﺎب اﻟﻤﻮاﺟ ﻪ ﻟﻠﺘﺮﺳ ﻴﻨﺔ ﻣﻐﻠ ﻖ .اﻟﺒ ﺎب اﻟﻤﻄ ﻞ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺴ ﻠﻢ ﻣﻔﺘ ﻮح .ﻧ ﺪﺧﻞ ﻣﻨ ﻪ. ﻳﺮﺗﻤﻲ أﺑﻲ ﻋﻠﻰ آﻨﺒﺔ وهﻮ ﻳﻠﻬﺚ .أﻗﻒ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ .ﻳﺘﻨﻬ ﺪ ﻓ ﻲ ارﺗﻴ ﺎح .ﻳﺨﻠ ﻊ ﻃﺮﺑﻮﺷ ﻪ وﻳﻀ ﻌﻪ ﻓ ﻮق وﺳ ﺎدة ﻓ ﻲ ﻣﻨﺘﺼ ﻒ اﻟﻜﻨﺒ ﺔ .ﺗﻴ ﺎراﻟﻬﻮاء ﻳﺴ ﺮي ﺑ ﻴﻦ ﺑ ﺎب اﻟﺴ ﻠﻢ اﻟﻤﻔﺘ ﻮح وﺑ ﺎب ﺣﺠ ﺮة اﻟﻀ ﻴﻮف اﻟﻤﺆدﻳﺔ إﻟﻰ اﻟﻔﺮاﻧ ﺪﻩ .ﻳﻨ ﺪﻓﻊ ﻣﻨﻬ ﺎ "ﺷ ﻮﻗﻲ" .ﻳﻤ ﺎﺛﻠﻨﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻌﻤ ﺮ.أﺑ ﻴﺾ وﺳ ﻴﻢ ﺑﺸ ﻌﺮ أﺳ ﻮد ﻧ ﺎﻋﻢ. ﻳﺮﺗﺪي ﺑﺰة ﺟﺪﻳﺪة آﺎﻣﻠﺔ.ﻳﻤﻴﻞ ﻟﻮﻧﻬ ﺎ إﻟ ﻰ اﻟﺒﻨ ﻲ وﺗﻘﻄﻌﻬ ﺎ ﺧﻄ ﻮط ﻃﻮﻟﻴ ﺔ ﺑﻴﻀ ﺎء .ﺣ ﺬاؤﻩ ﺑﻨ ﻲ ﺑﻜﻌ ﺐ آﺮﻳﺐ .ﺗﺘﺒﻌﻪ أﺧﺘﻪ"ﺷﻴﺮﻳﻦ"ﻓﻲ ﻓﺴﺘﺎن ﻣﻠ ﻮن ﺑﻜﻤ ﻴﻦ ﻗﺼ ﻴﺮﻳﻦ .ﺷ ﻌﺮهﺎ ﻣﻌﻜ ﻮص ﻓ ﻲ ﻓﻴﻮﻧﻜ ﺔ ﺧﻠ ﻒ رأﺳ ﻬﺎ .ﻓ ﻲ ﺟﺒﻬﺘﻬ ﺎ أﺛ ﺮ ﺟ ﺮح ﻏ ﺎﺋﺮ .ﻳﺘﻌﻠﻘ ﺎن ﺑ ﺄﺑﻲ .ﻳﺤﺘﻀ ﻨﻬﻤﺎ وﻳﻘﺒﻠﻬﻤ ﺎ .ﻳﻌﻄﻴﻬﻤ ﺎ اﻟﻌﻴﺪﻳ ﺔ. ﺗﻘﺘﺮب أﺧﺘﻲ "ﻧﺒﻴﻠﺔ" ﻗﺎدﻣﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﻤﻄﺒﺦ .ﺗﺮﺗﺪي ﻓﺴﺘﺎﻧًﺎ ﺑﻠﻮن داآﻦ اﻟﺤﻤﺮة ﺑﻼ أآﻤﺎم .وﺟﻬﻬ ﺎ ﻣﻠﻮن ﺑﺎﻟﺮوج واﻟﺒﻮدرة .ﺗﻘﺒﻞ أﺑﻲ ﻓﻲ ﺧﺪﻩ :آﻞ ﺳﻨﺔ واﻧﺖ ﻃﻴﺐ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ.ﻳﻬﻢ ﺑﺘﻘﺒﻴﻠﻬﺎ ﻓﺘﻤﻨﻌﻪ .ـ ﺑ ﻼش ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ .أﺣﺴﻦ اﻟﻤﺎآﻴﺎج ﻳﺒﻮظ .ﺗﻌﺎل ﻓﻲ اﻟﻔﺮاﻧﺪﻩ.اﻟﻄﺮاوة هﻨﺎك ﺣﻠﻮة .ﻳﺸﻴﺮ أﺑﻲ ﺑﻴﺪﻩ أن ﺗﺼ ﺒﺮ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻗﻠﻴ ً ﻼ .ﻳﻘﻮل :اﻟﻈﺎهﺮ أﺧﺪت ﺿﺮﺑﺔ ﺷﻤﺲ .ﺗﻘﻮل :ﺣﺎﺣﻂ ﻟﻚ ﻣﻴﺔ ﺑﺨﻞ .ـ إدﻳﻨﻲ آﺒﺎﻳﺔ ﻣﻴﺔاﻷول. ﺗﻨ ﺎدي" :ﺧﻀ ﺮة" .ﺗ ﺄﺗﻲ اﻟﺨﺎدﻣ ﺔ اﻟﺠﺪﻳ ﺪة ﻣﺴ ﺮﻋﺔ .ﺳ ﻤﺮاء أﻃ ﻮل ﻣ ﻦ أﺧﺘ ﻲ .ﻟﻬ ﺎ ﺻ ﺪر ﻣﻤﺘﻠ ﺊ. ﺳﺮﻳﻌﺔ اﻟﺤﺮآﺔ ﻓﻲ ﺟﻠﺒﺎب ﻣﻠﻮن .ﺷﻌﺮ رأﺳ ﻬﺎ ﻣﻠﻔ ﻮف ﺑﻤﻨ ﺪﻳﻞ ﻓ ﻲ أﻟ ﻮان اﻟﺠﻠﺒ ﺎب .ﻗ ﺪﻣﺎهﺎ ﻧﻈﻴﻔﺘ ﺎن ﻓﻲ ﺻﻨﺪل ﻣﻦ اﻟﺒﻼﺳﺘﻴﻚ .ﺗﺘﺠﻪ إﻟﻰ ﺻﻴﻨﻴﺔ اﻟﻘﻠﻞ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ ﻓﻮق اﻟﺒﻮﻓﻴﻪ إﻟﻰ ﺟﻮار ﺟﻬ ﺎز اﻟﺮادﻳ ﻮ. ﺗﺮﻓﻊ اﻟﻐﻄﺎء اﻟﻨﺤﺎﺳ ﻲ ﻹﺣ ﺪاهﺎ وﺗﺼ ﺐ ﻣﻨﻬ ﺎ اﻟﻤ ﺎء ﻓ ﻲ آ ﻮب ﻣ ﻦ اﻟﺰﺟ ﺎج .ﺗﻘﺪﻣ ﻪ ﻷﺑ ﻲ ﻓ ﻮق ﻃﺒ ﻖ ﻰ :ﺗﺸﺮب ﻳﺎ ﺳﻴﺪي؟.ﺗﻨﺎوﻟﻨﻲ آﻮﺑﺎ ﺁﺧ ﺮ .أﺟ ﺮع اﻟﻤﻴ ﺎﻩ اﻟﺒ ﺎردة ﺑﻄﻌ ﻢ ﻣ ﺎء ﺻﻐﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺔ .ﺗﻠﺘﻒ إﻟ ّ اﻟﺰهﺮ .ﺗﺄﻣﺮهﺎ "ﻧﺒﻴﻠﺔ" ﺑﺎﺣﻀﺎر ﻓﻨﺠﺎن ﻣﺎء ﺑﻪ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺨﻞ. ﻳﺨﻠﻊ أﺑﻲ ﺳﺘﺮﺗﻪ وﻳﻠﻘﻲ ﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﺟ ﻮارﻩ .ﺗﺮﻓ ﻊ "ﻧﺒﻴﻠ ﺔ" اﻟﻄﺮﺑ ﻮش واﻟﺴ ﺘﺮة .ﺗﻨﺎوﻟﻬﻤ ﺎ ﻟ ﻲ :ﻋﻠﻘﻬ ﻢ ﺟﻮﻩ .ﻳﺪي اﻟﻴﻤﻨﻰ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﺤﻤﻞ آﺘ ﺎب اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳ ﺔ واﻟﻜﺮاﺳ ﺔ .ﺗﻘ ﻮل :ﺣﻄﻬ ﻢ ﻋﻠ ﻰ ﺗﺮاﺑﻴ ﺰة اﻟﺴ ﻔﺮة. أﻃﻴ ﺮ ﺑﺎﻟﺴ ﺘﺮة واﻟﻄﺮﺑ ﻮش إﻟ ﻰ ﺣﺠ ﺮة اﻟﻨ ﻮم .أﺷ ﺐ ﻓ ﻮق أﺻ ﺎﺑﻊ ﻗ ﺪﻣﻲ وأﻋﻠ ﻖ اﻟﺴ ﺘﺮة ﻓ ﻮق أﺣ ﺪ ﺳﻮاﻋﺪ اﻟﺸﻤﺎﻋﺔ .أﺛﺒﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﻄﺮﺑﻮش .أﺗﻄﻠ ﻊ إﻟ ﻰ أﻋﻠ ﻰ ﻣﺘﺸ ﻤﻤًﺎ .ﺗ ﺮص "ﻧﺒﻴﻠ ﺔ" ﺛﻤ ﺮات اﻟﻤ ﺎﻧﺠﻮ ﻓﻮق ﺳﻄﺢ اﻟﺪوﻻب ﺑﻌﺪ ﺟﻤﻌﻬ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺤﺪﻳﻘ ﺔ .أﻣ ﻲ ﺗﻘ ﺪم ﺷ ﺮاﺋﺢ اﻟﻤ ﺎﻧﺠﻮ ﻓ ﻲ ﺻ ﻴﻨﻴﺔ ﻣﺴ ﺘﺪﻳﺮة ﻣ ﻦ اﻟﺼﻴﻨﻲ ﻣﺰﺧﺮﻓﺔ ﺑﺮﺳﻮم ﻣﻠﻮﻧﺔ .ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﺳﻮر رﻓﻴ ﻊ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻌ ﺪن .أﺣﻮﻟﻬ ﺎ أﺣﻴﺎﻧ ﺎ إﻟ ﻰ ﻣﻴ ﺪان ﻓ ﻮق اﻟﺴﺠﺎدة ﺗﺘﺠﻪ إﻟﻴﻪ ﺳﻴﺎرات ﻣﻦ ﻋﻠﺐ اﻟﻜﺒﺮﻳﺖ .ﺗﺘﻨﺎول ﺗﺎﻧﺖ "دوﻟﺖ" ﻃﺒﻘًﺎ ﺻﻐﻴﺮا وﺷﻮآﺔ وﺳ ﻜﻴﻨًﺎ. ﺗﻠﺘﻘﻂ ﺷﺮﻳﺤﺔ وﺗﻀﻌﻬﺎ أﻣﺎﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻖ .أﺗﺮﻗﺐ دوري. أﻋﻮد إﻟﻰ اﻟﺼﺎﻟﺔ .ﻳﺘﻤﺪد أﺑﻲ ﻓﻮق اﻟﻜﻨﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ اﻷﻳﺴﺮﻣﻌﺘﻤًﺪا ﺑﺮأﺳ ﻪ ﻋﻠ ﻰ ﻓﻮﻃ ﺔ ﺑﻴﻀ ﺎء ﻓ ﻮق ﻼ إﻧ ﻲ أﻋ ﺮف آﻴ ﻒ أﻧﻘ ﻂ ﻟ ﻪ .أﻧﺤﻨ ﻲ ذراﻋﻪ .ﺗﺤﻀﺮ اﻟﺨﺎدﻣﺔ ﻓﻨﺠﺎن اﻟﻤ ﺎء واﻟﺨ ﻞ .أﺗﻨﺎوﻟ ﻪ ﻣﻨﻬ ﺎ ﻗ ﺎﺋ ً ﻓﻮﻗﻪ .أﻏﻤﺲ إﺻﺒﻌًﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻠﻮل .أﺿﻌﻪ ﻓﻲ أذﻧﻪ .أآﺮر اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ إﻟﻰ أن أﺳﻤﻊ ﻃﺸًﺎ .ﻳﻨﻘﻠﺐ أﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ اﻵﺧﺮ ﺟﺎذﺑﺎ اﻟﻔﻮﻃ ﺔ ﻣﻌ ﻪ .أآ ﺮر اﻟﺘﻨﻘ ﻴﻂ ﻓ ﻲ اﻷذن اﻷﺧ ﺮى .ﻳ ﻨﻬﺾ ﺟﺎﻟﺴ ﺎ ﻣﺤﺘﻔﻈ ﺎ ﺑﺎﻟﻔﻮﻃ ﺔ ﻟﺼﻖ أذﻧﻪ .ﻳﻘﻮل :أهﻮ آﺪﻩ ﻓﻘﺖ. ﻳﻨﻀﻢ إﻟﻴﻨﺎ ﻋﻤﻮ "ﻓﻬﻤﻲ" ﺑﺨﻄﻰ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻳﺘﻘﺪﻣﻪ آﺮﺷﻪ اﻟﺒﺎرز .ﻳﻤﻴﻞ ﺑﺮأﺳﻪ ﻗﻠ ﻴﻼ اﻟ ﻰ اﻟﻴﻤ ﻴﻦ ﻟﻴ ﺮي ﺻ ﻮرﺗﻪ ﻓ ﻲ ﻣ ﺮﺁة اﻟﺒﻮﻓﻴ ﻪ .ﺗﻬ ﺰ ﻧﺴ ﻤﺔ ه ﻮاء ﺟﻠﺒﺎﺑ ﻪ اﻷﺑ ﻴﺾ اﻟﺨﻔﻴ ﻒ .ـ آ ﻞ ﺳ ﻨﺔ واﻧ ﺖ ﻃﻴ ﺐ ﻳ ﺎ
63
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
ﺴ ﻲ اﻷول .ﻳﺠ ﺬب "ﺧﻠﻴﻞ" ﺑﻴﻪ .اﻟﻄﺎوﻟﺔ ﺟﺎهﺰة .اﻟﻨﻬﺎردﻩ اﻟﻌﻴﺪ واﻟﻌﺸﺮة ﺑﺮﻳﺎل .ﻳﺒﺘﺴ ﻢ أﺑ ﻲ:أﺷ ﻢ ﻧ َﻔ ِ ﻋﻤ ﻮ "ﻓﻬﻤ ﻲ" أﺣ ﺪ ﻣﻘﺎﻋ ﺪ اﻟﺴ ﻔﺮة وﻳ ﺪﻳﺮﻩ ﻟ ﻴﺠﻠﺲ ﻓ ﻲ ﻣﻮاﺟﻬ ﺔ اﻟﻜﻨﺒ ﺔ .ﻳﺸ ﻌﻞ ﺳ ﻴﺠﺎرة .ﻳﻌﻄﻴﻨ ﻲ اﻟﻌﻴﺪﻳﺔ.ورﻗﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ ﻓﺌﺔ ﺧﻤﺴﺔ ﻗﺮوش ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺻﻮرة اﻟﻤﻠﻚ "ﻓﺎروق" ﻓﻲ داﺋﺮة ﺑﻴﻀﺎوﻳﺔ. ﻰ "ﻧﺒﻴﻠﺔ"ﻃﺒﻘﺎ ﺗﺤﻀﺮ "ﺧﻀﺮة" ﺻﻴﻨﻴﺔ آﻌﻚ وﻏٌﺮﻳّﺒﺔ .ﺗﻀﻌﻬﺎ ﻓﻮق ﻣﺎﺋﺪة ﺻﻐﻴﺮة أﻣﺎم أﺑﻲ .ﺗﻘﺪم إﻟ ّ ﺻﻐﻴﺮا .أﺿﻊ ﻓﻴﻪ ﻗﻄﻌﺘﻴﻦ .أﻗﻀﻢ واﺣﺪة .ﻣﺤﺸﻮة ﺑﺎﻟﻤﻠﺒﻦ .ﻳﺘﻨﺎول أﺑ ﻲ ﻗﻄﻌ ﺔ "ﻏﺮﻳّﺒ ﺔ" .ﻳﺄآﻠﻬ ﺎ ﻓ ﻲ اﺳﺘﺤﺴﺎن .ﻳﻘﻮل إﻧﻬﺎ ﻣﻌﻤﻮﻟﺔ ﺟﻴﺪا ﻷﻧﻬﺎ ذاﺑﺖ ﻓﻲ ﻓﻤﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر .ﺗﻘﻮل "ﻧﺒﻴﻠﺔ" ﻓ ﻲ زه ﻮ :ﺻ ﻨﻌﺔ إﻳﺪ ﱠ ى .ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻣﺎﻣﺎ اﷲ ﻳﺮﺣﻤﻬﺎ .ﻳﻘﻮل ﻟﻲ أﺑﻲ:دوق واﺣﺪة .أهﺰ رأﺳﻲ ﻧﻔﻴ ﺎ .ﺗﻘﻮﻟﺒﺎﺳ ﺘﻬﺠﺎن :ﻣ ﺎ ﻟ ﻴﺶ ﻧﻔﺲ .ﻣﺎﻟﻴﺶ ﻧﻔﺲ .ﺣﺘﻔﻀﻞ ﺗﺮﻓ ﻊ آ ﺪﻩ ﻟﻐﺎﻳ ﺔ ﻣ ﺎ ﺗﻄﻴ ﺮ .ﻳﻌﻠ ﻖ "ﻓﻬﻤ ﻲ" ﺑﺎﺳ ﻤًﺎ وه ﻮ ﻳﺘﺠﻨ ﺐ اﻟﻨﻈ ﺮ إﻟﻴﻬﺎ :ﺷﻮﻓﻮا ﻣﻴﻦ ﻳﺘﻜﻠﻢ .ﻳﺘﻨﺎول آﻌﻜﺔ .ﺗﻠﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺣﺪة ﻧﺎﻇﺮة إﻟﻰ آﺮﺷﻪ :ﻣ ﺶ أﺣﺴ ﻦ ﻣ ﺎ أآ ﻮن زي اﻟﻮاﺣﺪة اﻟﺤﺒﻠﺔ .ﻳﺘﺠﺎهﻠﻬ ﺎ وﻳﺨﺎﻃ ﺐ أﺑ ﻲ :واﻟﻨﺒ ﻲ ﻗ ﻮل ﻟﻬ ﺎ ﺗﺴ ﻤﻦ ﺷ ﻮﻳﺔ .ﺟﺒ ﺖ ﻟﻬ ﺎ ﻣﻔﺘﻘ ﺔ ﻣ ﻦ "اﻟﺤﻤﺰاوي" .ﻣﺶ راﺿﻴﺔ ﺗﺎآﻞ ﻣﻨﻬﺎ .ﻳﻘﻮل ﻟﻬﺎ أﺑﻲ :ﻣﻌﻪ ﺣﻖ .اﻟﺮاﺟﻞ ﻳﺤﺐ ﻳﻠﻘ ﻰ ﺣﺎﺟ ﺔ ﻳﻤﺴ ﻜﻬﺎ. ﻳﻀﺤﻜﻮن .ﺗﺄﺗﻲ "ﺧﻀﺮة" ﺑﻔﻨﺎﺟﻴﻦ اﻟﻘﻬﻮة .ﻳﻨﺤﻨ ﻲ أﺑ ﻲ ﻟﻴﻔ ﻚ رﺑ ﺎط ﺣﺬاﺋ ﻪ .ﺗﺴ ﺮع "ﺧﻀ ﺮة" إﻟ ﻰ ﻣﺴ ﺎﻋﺪﺗﻪ .ﺗﺤﻀ ﺮ ﻟ ﻪ ﺧ ًﻔ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻘﻤ ﺎش .ﻳﺴ ﺄﻟﻬﺎ ﻋ ﻦ ﺑﻠ ﺪهﺎ وﻳﻌﻄﻴﻬ ﺎ اﻟﻌﻴﺪﻳ ﺔ .ﻳﺮﻓ ﻊ ﺳ ﺎﻗﻪ اﻟﻴﺴ ﺮى وﻳﻄﻮﻳﻬ ﺎ ﻓ ﻮق اﻟﻜﻨﺒ ﺔ أﺳ ﻔﻞ اﻟﻴﻤﻨ ﻰ .ﻳﺸ ﻌﻞ "ﻓﻬﻤ ﻲ" ﺳ ﻴﺠﺎرة وﻳﺸ ﻌﻞ ﻷﺑ ﻲ ﺳ ﻴﺠﺎرﺗﻪ. ـ ﻧﻠﻌﺐ هﻨﺎ واﻻ ﻓﻲ اﻟﻔﺮاﻧﺪﻩ؟. ﻳﺠﻴﺐ أﺑﻲ :اﻟﻔﺮاﻧﺪﻩ ﻃﺒﻌﺎ .ﺑﺲ اﺳﺘﻨﻰ ﻟﻤﺎ ﻋﺮﻗﻲ ﻳﻨﺸﻒ. ـ ﺣﻖ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﺤﺮ دﻩ ﺗﺨﺮج ﺑﺎﻟﻘﻤﻴﺺ اﻻﺳﺒﻮر واﻟﺒﻨﻄﻠﻮن اﻟﻘﺼﻴﺮ. ﻳﻘﻮل أﺑﻲ إن اﺑﻦ ﻋﻤﻪ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﻓﻲ اﻟﺼﻴﻒ ﺑﻘﻤﻴﺺ ﺑﻜﻤﻴﻦ ﻗﺼﻴﺮﻳﻦ وﻳﺨﺮج ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ ﻃﺮﺑ ﻮش ﻓﻴﺒ ﺪو آﺎﻟﻌﻠﻮق. ﻰ ﻓﻲ ﻗﻠﻖ إن ﻣ ﺮض اﻟﺴ ﻞ ﺁﺧ ﺬ ﻓ ﻲ اﻻﻧﺘﺸ ﺎر .ﺗﻘﺘ ﺮب أﺳﻌﻞ ﻋﺪة ﻣﺮات .ﺗﻘﻮل "ﻧﺒﻴﻠﺔ"وهﻲ ﺗﻨﻈﺮ إﻟ ﱠ ﻣﻦ اﻟﺴﺮﻳﺮ اﻟﺬي أرﻗﺪ ﻓﻴﻪ ﻣﻊ وﻟﺪﻳﻬﺎ .ﺗﻘ ﻒ ﻓ ﻮق رأﺳ ﻲ .ﺗﺮﻗﺒﻨ ﻲ أﺳ ﻌﻞ .ﻋﻤ ﻮ "ﻓﻬﻤ ﻲ" ﻳﻘ ﻮل ﻟﻬ ﺎ إﻧﻬﺎ آﺤ ﺔ ﻋﺎدﻳ ﺔ ﻷن اﻟﺴ ﻌﺎل اﻟ ﺪﻳﻜﻲ راح .ﺗﻘ ﻮل :أه ﻮ ﺑﻜ ﺮﻩ ﺑﺎﺑ ﺎ ﺟ ﺎي ﻳﺎﺧ ﺪﻩ .ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﺒﺎح أﺟ ﻮس أرﺟ ﺎء اﻟﺸ ﻘﺔ اﻟﻮاﺳ ﻌﺔ ﻓ ﻲ ﺑﻴﺠﺎﻣ ﺔ اﺑﻨﻬ ﺎ "ﺷ ﻮﻗﻲ" .أﺗﺠﻨ ﺐ اﻻﻗﺘ ﺮاب ﻣ ﻦ ﻗﻄ ﻊ اﻷﺛ ﺎث اﻟﻤﻐﻄ ﺎة. أﺳﺄﻟﻬﺎ ﻣﺘﻲ ﻳﺄﺗﻲ أﺑﻲ .ﺗﻘﻮل ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻬﺮ .ﻋﻨﺪ اﻟﻈﻬﺮ ﺗﻐﻠﻖ اﻟﺸﺒﺎﺑﻴﻚ وﺗﻈﻠﻢ اﻟﻐﺮف .ﺗﻨﻬﻤ ﻚ ﻓ ﻲ إﻋ ﺪاد اﻟﺤﻘﺎﺋﺐ وإﻏﻼق اﻟﺪواﻟﻴﺐ آﺄﻧﻬﺎ ﺳﺘﺴﺎﻓﺮ .ﺗﻌﺪ ﻟﻮﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﻼﺑﺲ ﻳﺮﺗ ﺪوﻧﻬﺎ .ﻻ أﺣ ﺪ ﻳﻜﻠﻤﻨ ﻲ أو ﻳﻌ ﺪ ﻟ ﻲ ﻣﻼﺑﺴﻲ .أﺳﺄل "ﺷﻴﺮﻳﻦ":اﻧﺘ ﻮ ﺧ ﺎرﺟﻴﻦ؟ .ﺗﺠﻴ ﺐ هﺎﻣﺴ ﺔ :راﻳﺤ ﻴﻦ ﻧﻘﻌ ﺪ ﻋﻨ ﺪ ﺧ ﺎﻟﺘﻲ .ـ وﺗﺎﺧ ﺪوﻧﻲ ﻣﻌﺎآﻢ؟ .ـ ﻻ .ﺣﺘﻔﻀﻞ ﻣﻊ "ﺳﻌﺪﻳﺔ" ﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﺟﺪي ﻳﻴﺠﻲ ﻳﺎﺧﺪك. ﻳﻨﻀ ﻢ إﻟﻴﻨ ﺎ اﻟﺤ ﺎج "ﺣﻤ ﺪي" ﺷ ﻘﻴﻖ ﻋﻤ ﻮ "ﻓﻬﻤ ﻲ" اﻷآﺒ ﺮ .ﻳﺮﺗ ﺪي ﺟﻠﺒﺎ ًﺑ ﺎ أﺑ ﻴﺾ وﺣ ﺬاء "ﻣﻮآﺎﺳ ﺎن" .ﻟ ﻪ ﻟﺤﻴ ﺔ آﺒﻴ ﺮة ﻣﺸ ﺬﺑﺔ .ﻳﻐﻠ ﺐ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ اﻟﻠ ﻮن اﻷﺑ ﻴﺾ.ﻳﺤﻤ ﻞ ﻓ ﻲ ﻳ ﺪﻩ ﻣﺴ ﺒﺤﺔ ﻓﻀ ﻴﺔ. ﻳﻘﻮل :ﺳﻤﻌﺘﻢ ﻋﻦ اﻟﻘﻨﺎﺑﻞ؟ ﻳﺴﺄل أﺑﻲ :ﺑﺘﺎﻋﺖ "ﺑﻨﺰاﻳﻮن" و"ﺟﺎﺗﻴﻨﻴﻮ"؟ اﻹﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ زودوهﺎ ﺧﺎﻟﺺ. ﻳﺤﻤ ﻞ ﻋﻤ ﻮ "ﻓﻬﻤ ﻲ" ﺻ ﻨﺪوق اﻟﻄﺎوﻟ ﺔ :ﻳ ﺎﷲ ع اﻟﻔﺮاﻧ ﺪﻩ .ﻳ ﺪﺧﻠﻮن ﻏﺮﻓ ﺔ اﻟﻤﺴ ﺎﻓﺮﻳﻦ وﻣﻨﻬ ﺎ إﻟ ﻰ اﻟﻔﺮاﻧﺪﻩ .أﺗﺒﻌﻬﻢ .أﺗﻠﻜﺄ ﻗﺮب ﺑﺎﺑﻬﺎ .ﻳﺠﻠﺴﻮن ﻓﻮق آﻨﺒﺔ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ آﺮاﺳﻲ ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ .ﺻﻮت اﻟﺤﺎج "أﺣﻤﺪ" ﻳﺴﺄل ﻋﻦ "ﺷﻮﻗﻲ" و"ﺷﻴﺮﻳﻦ" .ﺻﻮت ﻋﻤﻮ" ﻓﻬﻤﻲ" :ﺑﻴﻠﻌﺒ ﻮا ﺗﺤ ﺖ .ـ ﻋﻤﻠ ﻮا إﻳ ﻪ ﻓ ﻲ اﻻﻣﺘﺤﺎن؟ .ﺻﻮت "ﻧﺒﻴﻠﺔ" :ﻧﺠﺤﻮا اﻟﺤﻤﺪ ﷲ .زي آﻞ ﺳﻨﺔ. 64
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
ﻳﻠﻤﺤﻨﻲ اﻟﺤﺎج" ﺣﻤﺪي" .ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ :واﻧﺖ ﻋﻤﻠﺖ إﻳﻪ؟ أﺗﻘﺪم ﻣﻨﻬﻢ وأﺟﻠ ﺲ ﻋﻠ ﻰ ﺣﺎﻓ ﺔ اﻟﻜﻨﺒ ﺔ ﺑﺠ ﻮار أﺑﻲ .ﻳﺮد ﻋﻨﻲ ﺑﺎﻗﺘﻀﺎب :ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻠﺤﻖ اﻧﺠﻠﻴﺰي .هﻲ ﻓﻴﻦ "ﺳﻤﻴﺮة؟ .ﻳﻘﻮل ﻋﻤﻮ "ﻓﻬﻤﻲ" :ﺑﻴﺼ ﻴﻔﻮا ﻓﻲ "راس اﻟﺒﺮ" .ﺣﻨﺤﺼﻠﻬﻢ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﻴﺪ إن ﺷﺎء اﷲ. ﺗﻘﻮل "ﻧﺒﻴﻠﺔ" :ﺗﺼﻮر ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ "ﺷﻴﺮﻳﻦ" ﻋﺎوزة ﺗﻠﺒﺲ ﺷﻮرت؟. ﻳﻔﺘﺢ ﻋﻤﻮ "ﻓﻬﻤﻲ" ﺻﻨﺪوق اﻟﻄﺎوﻟ ﺔ .ﻳﻠﻌ ﺐ اﻟﺤ ﺎج "ﺣﻤ ﺪي" ﻣ ﻊ أﺑ ﻲ دورًا ﺛ ﻢ ﻳﺴ ﺘﺄذن ﻣﻨﺼ ﺮﻓًﺎ. ﻳﺤ ﻞ ﻋﻤ ﻮ "ﻓﻬﻤ ﻲ" ﻣﺤﻠ ﻪ .أﺗ ﺎﺑﻊ اﻟﻠﻌ ﺐ ﺑﺼ ﻌﻮﺑﺔ .ﻳﻠﻌﺒ ﺎن ﺑﺴ ﺮﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘ ﺔ .ﻳﺘﻌ ﺎدﻻن ﺑﻌ ﺪ ﻋﺸ ﺮﺗﻴﻦ. ﻳﻘﺘﺮح ﻋﻤﻮ "ﻓﻬﻤﻲ" ﻋﺸﺮة ﺛﺎﻟﺜﺔ ﺗﺤﺴﻢ اﻟﻨﺼﺮ. ﺗﻈﻬﺮ اﻟﺨﺎدﻣﺔ ﻗﺎﺋﻠﺔ :اﻟﻐﺪا ﺟ ﺎهﺰ .ﻳﻐﻠ ﻖ ﻋﻤ ﻮ "ﻓﻬﻤ ﻲ " ﺻ ﻨﺪوق اﻟﻄﺎوﻟ ﺔ وﻳ ﻨﻬﺾ واﻗﻔ ﺎ .ﻧﻤﻀ ﻲ إﻟﻰ اﻟﺼﺎﻟﺔ .ﻳﻨﺤﻨﻲ ﻟﻴﺮي وﺟﻬﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺮاﻳﺎ .ﻳﺮﻓﻊ ﻳﺪﻩ وﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻌﺮﻩ اﻟﺨﻔﻴ ﻒ .ﻳﻌﺘ ﺪل واﻗ ًﻔ ﺎ. ﻳﻠﺘﻘﻂ آﻌﻜﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ ﻓﻮق اﻟﺒﻮﻓﻴﻪ .ﻳﻠﺘﻬﻤﻬﺎ .ﻳﺸ ﻴﺮ إﻟ ﻲ ﻟﻮﺣ ﺔ ﻋﺮﻳﻀ ﺔ ﻓ ﻮق اﻟﻤ ﺮﺁة ﻣﺨﺎﻃﺒﺎ أﺑﻲ :إﻳﻪ رأﻳﻚ ﻓﻴﻬﺎ ؟ .ﻗﻮل ﺑﺼﺮاﺣﺔ .أﺣﺴﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ واﻻ ﻻ؟. ﻳﺘﺠﻪ أﺑﻲ إﻟﻰ آﺮﺳﻴﻪ .ﻳﺴﺘﻮﻗﻔﻪ ﻋﻤﻮ "ﻓﻬﻤﻲ" ﻣﻤﺴﻜﺎ ﺑﺬراﻋﻪ وهﻮ ﻳﻠﻘﻲ ﻧﻈ ﺮة ﺟﺎﻧﺒﻴ ﺔ إﻟ ﻰ أﺧﺘ ﻲ: إﻳﻪ رأﻳﻚ ﻓﻲ ذوﻗﻲ؟ .ﻣﺶ ﻋﺎﺟﺒﺔ اﻟﺴﺖ .أﺗﺄﻣﻞ اﻟﻠﻮﺣﺔ .أﻟﻮاﻧﻬﺎ داآﻨﺔ .ﻓﻲ رآﻨﻬﺎ ﺷﺨﺺ ﺿ ﺌﻴﻞ ﺟ ﺪًا ﻏﻴ ﺮ واﺿ ﺢ اﻟﻤﻼﻣ ﺢ ﻳﺘﻄﻠ ﻊ إﻟ ﻰ ﺷ ﺊ ﻣ ﺎ ﻣﺨﺘ ﻒ ﻓ ﻲ زﺣﻤ ﺔ ﻣ ﻦ اﻷﻟ ﻮان .رﺑﻤ ﺎ ﻗ ﺎرب ﻣﻘﻠ ﻮب. ﻳﺠﻠ ﺲ ﻋﻠ ﻲ رأس اﻟﻤﺎﺋ ﺪة .ﺗﺠﻠ ﺲ "ﻧﺒﻴﻠ ﺔ" ﻓ ﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺘ ﻪ ﻋﻨ ﺪ اﻟﻄ ﺮف اﻻﺧ ﺮ .ﻳﻨﻀ ﻢ إﻟﻴﻨ ﺎ "ﺷ ﻮﻗﻲ"و"ﺷ ﻴﺮﻳﻦ" .ﻳ ﺄﻣﺮ ﻋﻤ ﻮ "ﻓﻬﻤ ﻲ" اﻟﺨﺎدﻣ ﺔ ﺑﺎﺿ ﺎءة اﻟﻨﺠﻔ ﺔ .ﺗﻨﺘﻘ ﻞ ﻋﻴﻨ ﺎﻩ ﺑﺴ ﺮﻋﺔ ﺑ ﻴﻦ أﻃﺒﺎق اﻟﻄﻌﺎم .ﺗﺘﻮﻗﻔﺎن ﻋﻨﺪ اﻟﺪﺟﺎج اﻟﻤﺤﻤﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻄﺒ ﻖ اﻟﻤﺴ ﺘﻄﻴﻞ .ﻳﻤ ﺪ ﻳ ﺪﻩ إﻟ ﻰ دﺟﺎﺟ ﺔ ﻗ ﺎﺋﻼ ﻷﺑ ﻲ وهﻮ ﻳﻐﻤﺰ ﺑﻌﻴﻨﻪ :ﺻﺪر أو ورك؟ .ﻳﺘﺒﺎدﻻن اﻹﺑﺘﺴﺎم. ﻳﺮﻓﻊ ورآﺎ إﻟﻰ ﻓﻤﻪ .ﻳﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﻃﺮف ﻋﻴﻨﻪ إﻟﻰ أﺧﺘﻲ .ﺗﺴﺘﺨﺪم اﻟﺸ ﻮآﺔ واﻟﺴ ﻜﻴﻦ .ﻳ ﺄﺗﻰ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﻮرك ﺑﺴﺮﻋﺔ .ﻳﻤﺪ ﻳﺪﻩ إﻟﻰ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﺪﺟﺎﺟﺔ .ﺗﻨﻈ ﺮ إﻟﻴ ﻪ ﻓ ﻲ ﺻ ﺮاﻣﺔ .ﻳﻤ ﺰق ﺟ ﺰءا وﻳﺮﻓﻌ ﻪ إﻟ ﻰ ﻓﻤ ﻪ .ﺗﻘ ﻮل: ﺷ ﻮف ﻳ ﺎ ﺑﺎﺑ ﺎ .ﺑﻴﺎآ ﻞ زي اﻟﻔﻼﺣ ﻴﻦ .ﻳﻮاﺻ ﻞ اﻟﺘﻬ ﺎم اﻟﺪﺟﺎﺟ ﺔ دون أن ﻳﻌﺒ ﺄ. ﻧﺨﺘﺘﻢ ﺑﺸﺮاﺋﺢ اﻟﺒﻄﻴﺦ .ﻧﻐﺴ ﻞ أﻳ ﺪﻳﻨﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺤﻤ ﺎم .ﺗﺤﻀ ﺮ اﻟﺨﺎدﻣ ﺔ ﺻ ﻴﻨﻴﺔ ﻓﻮﻗﻬ ﺎ ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ زﺟﺎﺟ ﺎت اﻟﻐﺎزوزة "آﻮﺛﺮ". ﺗﺴﺄل "ﻧﺒﻴﻠﺔ" أﺑﻲ :ﺗﺤﺐ ﺗﻘﻴّﻞ ﺟ ﻮﻩ .ﻳﻘ ﻮل إﻧ ﻪ ﻳﻔﻀ ﻞ آﻨﺒ ﺔ اﻟﻔﺮاﻧ ﺪﻩ .ﺗﺤﻀ ﺮ ﻟ ﻪ اﻟﺠﻼﺑﻴ ﺔ اﻟﺒﻴﻀ ﺎء اﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻪ .ﻳﺄﺧﺬهﺎ وﻳﺪﺧﻞ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻀﻴﻮف. ﺗﻨﺘﻬﻲ "ﺧﻀﺮة" ﻣﻦ إزاﻟﺔ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎت اﻟﻤﺎﺋﺪة وﺗﻨﻈﻴﻔﻬﺎ .ﻳﻠﺘﻘﻂ "ﻋﻤ ﻮ ﻓﻬﻤ ﻲ" آﻌﻜ ﺔ .ﻳﻠﻘ ﻲ ﺑﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﻓﻤﻪ .ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ اﻟﺠﻠﻮس إﻟﻰ اﻟﻤﺎﺋﺪة .ﻳﺠﻠﺲ إﻟﻰ ﺟﻮاري .أﻓﺘﺢ آﺘﺎب اﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺠﻠﺰﻳﺔ .أﻗﺮأ اﻟ ﺪرس. ﻳﺸﺮح ﻟﻲ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻜﻠﻤﺎت .اﻧﺘﺒﺎهﻲ ﻣﻮزع ﺑﻴﻦ ﺻﻮﺗﻪ اﻟﺮﺗﻴﺐ وأﺻﻮات اﻟﺼﺒﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع .ﻳﻌﻄﻴﻨ ﻲ واﺟﺒﺎ ﻟﻠﺤﻞ .ﻳﺪﺧﻞ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻨﻮم وﺗﺘﺒﻌﻪ أﺧﺘﻲ. ﻳﺴﻮد اﻟﻬﺪوء .أﺷﺮع ﻓﻲ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺌﻠﺔ .أﻗ ﻮم ﺑﻌ ﺪ ﻓﺘ ﺮة .أﻏ ﺎدر اﻟﺼ ﺎﻟﺔ .أﻣﻀ ﻲ إﻟ ﻰ اﻟﻜﻨﻴ ﻒ اﻟﺒﻠ ﺪي .أﺗﺒ ﻮل .أﻋ ﻮد إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﺎﻟﺔ .زﻗﺘ ﺮب ﻓ ﻲ ﺣ ﺬر ﻣ ﻦ ﻏﺮﻓ ﺔ اﻟﻨ ﻮم .ﻳﺘﺠﻠ ﻰ اﻟﻔ ﺮاش ﻓ ﻲ ﻣﺠ ﺎل رؤﻳﺘﻲ" .ﻓﻬﻤ ﻲ" ﻓ ﻲ آﻠﺴ ﻮن أﺑ ﻴﺾ واﺳ ﻊ ﻳﺼ ﻞ إﻟ ﻰ رآﺒﺘﻴ ﻪ .ﻣﺴ ﺘﻠﻖ ﻋﻠ ﻰ ﺟﺎﻧﺒ ﻪ اﻷﻳﺴ ﺮ ﺑﺤﻴ ﺚ ﻳﻮاﺟﻬﻨﻲ .ﺧﻠﻔﻪ "ﻧﺒﻴﻠﺔ" ﻓﻮق ﻇﻬﺮهﺎ .رآﺒﺘﺎهﺎ ﻣﺮﻓﻮﻋﺘﺎن إﻟﻰ أﻋﻠﻰ .ﻓﺨﺬاهﺎ ﻋﺎرﻳﺎن. أﻋ ﻮد إﻟ ﻰ ﻣﻘﻌ ﺪي .أﺣ ﺪق ﻓ ﻲ اﻟﻠﻮﺣ ﺔ .ﻳﺘﻨ ﺎهﻰ إﻟ ﻰ ﺳ ﻤﻌﻲ ﺻ ﻮت ﻣ ﺄﻟﻮف ﻓ ﻲ اﻟﺨ ﺎرج".دﻧﺪورﻣ ﺔ آﺎﻳﻤﺎك" .ﻋﺠﻮز ﺿﻴﻖ اﻟﺨﻠﻖ ﻳﺪﻓﻊ أﻣﺎﻣﻪ ﻋﺮﺑﺔ ﻳﺪ .ﺑﻬﺎ إﻧﺎءان ﻣﻌﺪﻧﻴﺎن ﻟﻠﺠﻴﻼﺗﻲ ﻳﻐﻄﻴﻬﻤ ﺎ اﻟﺸ ﺎش.
65
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
واﺣﺪ ﻟﻠﺤﻠﻴﺐ ﺑﻄﻌﻢ ﻣﺜﻞ اﻟﻘﺸﻄﺔ .اﻵﺧﺮ ﻟﻠﻔﺮاوﻟﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﻠﻠﻬﺎ ﺑﺬور اﻟﻨﺒﺎت .ﻳﺮدد ﻧﺪاءﻩ ﻓﻲ آﺒﺮﻳ ﺎء .أﺗﻤﻨ ﻰ أن ﺗﻨ ﺰل اﻟﺨﺎدﻣ ﺔ ﻟﻠﺸ ﺮاء ﻣﻨ ﻪ .ﻻ أﺳ ﻤﻊ ﺻ ﻮت ﻓ ﺘﺢ ﺑ ﺎب اﻟﺸ ﻘﺔ. ﻳﻈﻬﺮ أﺑﻲ ﻋﻨﺪ ﺑﺎب ﻏﺮﻓ ﺔ اﻟﻤﺴ ﺎﻓﺮﻳﻦ .ﻓ ﻲ اﻟﻘﻤ ﻴﺺ واﻟﺒﻨﻄﻠ ﻮن .ﻳﺨ ﺮج ﻋﻤ ﻮ "ﻓﻬﻤ ﻲ" ﻣ ﻦ ﻏﺮﻓ ﺔ اﻟﻨﻮم ﻣﺮﺗ ﺪﻳﺎ ﺟﻠﺒﺎﺑ ﻪ .ﺗﺘﺒﻌ ﻪ "ﻧﺒﻴﻠ ﺔ" ﻓ ﻲ ﻓﺴ ﺘﺎن أزرق .ﺗﺤﻀ ﺮ "ﺧﻀ ﺮة" اﻟﺸ ﺎي اﻷﺧﺼ ﺮ .ﻳﻘ ﻮل ﻋﻤﻮ "ﻓﻬﻤﻲ" :ﻋﻨﺪﻧﺎ آﻤﺎن "ﻟﺒﺘﻮن" .ﻳﻠﺘﻬﻢ آﻌﻜﺔ .ﻧﺸﺮب اﻟﺸﺎي ﺛﻢ ﻧﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ اﻟﻔﺮاﻧﺪﻩ. ﺗﺠﻠﺐ "ﺧﻀﺮة" اﻟﻘﻬﻮة .ﻳﻘﺘﺮح ﻋﻤﻮ "ﻓﻬﻤﻲ" ﻋﻠﻰ أﺑﻲ ﻋﺸﺮة ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﻄﺎوﻟﺔ .ﺗﺼﺮ "ﻧﺒﻴﻠ ﺔ" ﻋﻠﻰ ﻟﻌﺐ "اﻟﻜﻮﻧﻜﺎن" .ﺗﻔﻨﻂ اﻟﻜﻮﺗﺸﻴﻨﺔ وﺗﻔﺮق اﻟﻮرق .أرﻳﺪ أن أﻟﻌﺐ ﻓﻴﻨﻬﺮﻧﻲ أﺑﻲ .أﺑﺘﻌﺪ إﻟﻰ ﺣﺎﻓ ﺔ اﻟﻜﻨﺒ ﺔ .أﺿ ﻊ إﺻ ﺒﻌﻲ ﻓ ﻲ ﻓﺘﺤ ﺔ أﻧﻔ ﻲ .ﻳﻨﺘﻬ ﻲ اﻟ ﺪور ﺑﺎﻧﺘﺼ ﺎر "ﻧﺒﻴﻠ ﺔ" .ﺗﺠﻤ ﻊ أوراق اﻟﻜﻮﺗﺸ ﻴﻨﺔ وﻣﻜﺴ ﺒﻬﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﺮوش ﻓ ﻲ ﻓ ﺮح .ﻳﺨﻔ ﻲ زوﺟﻬ ﺎ ﺿ ﻴﻘﻪ وﻳﺒﺘﺴ ﻢ ﻓ ﻲ ﺗﻜﻠ ﻒ. ﻳﺮﺗﻔﻊ ﺻﻮﺗﻬﺎ :ﻋﻴﺐ آﺪﻩ .ﻗﻮم اﻏﺴ ﻞ اﻳ ﺪﻳﻚ .أﻗ ﻮم ﻋﻠ ﻰ اﻟﻔ ﻮر وأﻧ ﺎ ﻻ أﺟﺴ ﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ أﺣ ﺪ. أﺗﺒﻌﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺤﻤﺎم اﻷﻓﺮﻧﺠﻲ .ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ اﻟﻐﻄﺎء اﻟﺒﻼﺳﺘﻴﻜﻲ ﻟﻠﺘﻮاﻟﻴﺖ .ﻓﻮﻗ ﻪ ﺁﺛ ﺎر ﻗ ﺪﻣﻴﻦ .ـ إﻧ ﺖ اﻟﻠ ﻲ ﻃﻠﻌﺖ ﻓﻮﻗﻪ ﺑﺮﺟﻠﻴﻚ؟ أﻗﻮل ﻟﻬﺎ إﻧ ﻲ ﺗﺒﻮﻟ ﺖ ﻓ ﻲ اﻟﻜﻨﻴ ﻒ اﻵﺧ ﺮ .ﻻ ﺗﺼ ﺪﻗﻨﻲ .أﻏﺴ ﻞ ﻳ ﺪي ﺑﺎﻟﺼ ﺎﺑﻮن. ﺗﺴ ﺄﻟﻨﻲ :ه ﻮ ﺑﺎﺑ ﺎ ﻋﻨ ﺪﻩ ﻓﻠ ﻮس ﻓ ﻲ اﻟﺒﻨ ﻚ؟ أﻗ ﻮل إﻧ ﻲ ﻻ أﻋ ﺮف .ﺗﺴ ﺄل ﻣ ﻦ ﺟﺪﻳ ﺪ :ﻣﻌﻨ ﺪوش دﻓﺘ ﺮ ﺷﻴﻜﺎت؟ أآﺮر ﻋﺪم ﻣﻌﺮﻓﺘﻲ. أﺗﺒﻌﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻔﺮاﻧﺪﻩ .أﺗﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺑﻬﺎ .ﺗﻬﺰ ﻧﺴﻤﺔ هﻮاء اﻟﻠﻤﺒﺔ اﻟﻤﺪﻻة ﻣﻦ اﻟﺴ ﻘﻒ .ﻋﻠ ﻲ ﻣﺒﻌ ﺪة ﺑﻘ ﻊ ﺻﻐﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻀﻮء ﺗﺨﻔﻖ ﻓﻲ ﺿﻌﻒ .ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻤﺎﺋﺪة ﻣﻈﻠﻤﺔ .ﻧﺎﻓﺬﺗﻬﺎ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ .ﺿﻮء ﻣﺼﺒﺎح اﻟﺸﺎرع ﻳﺴﻘﻂ ﻋﻠﻲ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎت اﻟﻤﺎﺋﺪة. اﻗﺘﺮب ﻣﻦ زوج أﺧﺘﻲ .أﻣﺪ ﻟ ﻪ ﻳ ﺪى ﺑﺎﻟﻜﺮاﺳ ﺔ .ﻳﺘﻨﺎوﻟﻬ ﺎ وﻳﻀ ﻌﻬﺎ ﺟﺎﻧ ًﺒ ﺎ ﺣﺘ ﻰ ﻳﻨﺘﻬ ﻲ اﻟ ﺪور .ﻳﺮاﺟ ﻊ ﻰ .ﻳﺮﺑﱢﺖ ﻋﻠﻰ آﺘﻔﻲ ﻣﺸﺠﻌًﺎ .ﻳﻨﻬﺾ أﺑ ﻲ .ﻧﺨ ﺮج إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﺎﻟﺔ .أﺣﻀ ﺮ ﻟ ﻪ اﻟﺴ ﺘﺮة إﺟﺎﺑﺎﺗﻲ .ﻳﻌﻴﺪهﺎ إﻟ ّ واﻟﻄﺮﺑﻮش .ﺗﺨﺘﻔﻲ أﺧﺘﻲ .ﺗﻌﻮد ﺑﺼﻨﺪوق أﺣﺬﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺮﺗﻮن ﻣﻠﻔﻮف ﺑﺪوﺑﺎرة .ﺗﻀﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎﺋ ﺪة. ﻧﺘﺠﻪ إﻟﻰ ﺑﺎب اﻟﺸﻘﺔ.ﺗﻘﻮل "ﻧﺒﻴﻠﺔ" :اﻟﻜﺤﻚ .ﻳﻠﻜﺰﻧﻲ أﺑ ﻲ ﺑﻤﺮﻓﻘ ﻪ .أﺗﻘ ﺪم ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﻨﺪوق .أﺣﻤﻠ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﺪوﺑﺎرة .هﻨﺎك داﺋﺮة واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﺟﺪارﻩ. ٢٤ ﻧﺘﺠﻤ ﻊ ﻋﺼ ﺮًا ﻓ ﻮق اﻟﺴ ﻼﻟﻢ اﻟﺨﻤ ﺲ ﺑﻤ ﺪﺧﻞ ﻣﻨ ﺰل اﻟﻨﺎﺻ ﻴﺔ" .ﺳ ﻤﻴﺮ" و"ﺻ ﻔﻮت" ووﻟ ﺪ ﺳ ﻤﻴﻦ ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻣﻨﺰل ﺑﺎﻟﺤﺎرة .ﻧﻠﻌﺐ اﻟﻜﻮﺗﺸﻴﻨﺔ .ﺗﻨﻀﻢ إﻟﻴﻨﺎ "ﺳﻠﻤﻰ" .أﺧ ﺖ "ﺳ ﻤﻴﺮ" .ﻓ ﻲ ﺳ ﻨﻲ أو ﻼ .ﺗﺮﺗ ﺪي ﻓﺴ ﺘﺎﻧًﺎ ﻣ ﻦ ﻏﻴ ﺮ أآﻤ ﺎم .ذراﻋﺎه ﺎ رﻓﻴﻌﺘ ﺎن .ﺗﺠﻠ ﺲ ﻓ ﻮق اﻟﺒﺴ ﻄﺔ أﻣ ﺎم ﺷ ﻘﺘﻬﻢ. أآﺒ ﺮ ﻗﻠ ﻴ ً ﻧﺼﺒﺢ ﻧﺤﻦ ﺗﺤﺘﻬﺎ .ﺗﺤﺪق أﻣﺎﻣﻬﺎ ﺳﺎهﻤﺔ .أرﻓﻊ رأﺳ ﻲ .ﺗﻔ ﺮج ﺳ ﺎﻗﻴﻬﺎ .أﻟﻤ ﺢ ﻓﺨ ﺬﻳﻬﺎ .ﻳﺮﺗﻔ ﻊ ﺻ ﻮت أﻣﻬﺎ ﻣﻦ داﺧﻞ اﻟﺸﻘﺔ .ﺗﺰﻋﻖ ﻓﻲ زوﺟﻬﺎ .أﻧﺘﻈﺮ ﺻﻮت أﺑ ﻲ ﻳﺴ ﺘﺪﻋﻴﻨﻲ آﻌﺎدﺗ ﻪ آ ﻞ ﻟﻴﻠ ﺔ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﺤ ﻞ اﻟﻈﻼم .أﻣﻴﺰ ﺿﺠﺔ ﻏﺎﻣﻀﺔ ﺻﺎدرة ﻋﻦ ن ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ.اﻧﻔﺼﻞ ﻋﻦ رﻓﺎﻗﻲ وأﺳﺮع إﻟﻰ ﻣﺪﺧﻞ اﻟﻤﻨﺰل أدﻓ ﻊ ﺑﺎﺑﻪ اﻟﺤﺪﻳﺪي.ﻧ ﻮر اﻟﺴ ﻠﻢ ﻣﻀ ﺎء .أﺻ ﻌﺪ درﺟﺘ ﻴﻦ .ﺑ ﺎب اﻟﺸ ﻘﺔ ﻣﻔﺘ ﻮح .أﺑ ﻲ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻘﻌ ﺪ أﺳ ﻔﻞ ﻧﺎﻓ ﺬة اﻟﻤﻨﻮر ﻓﻲ ﻣﻼﺑﺴﻪ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ .ﻳﺤﻤ ﻞ ﻃﺮﺑﻮﺷ ﻪ ﻓ ﻲ ﻳ ﺪﻩ ﻣﻘﻠﻮ ًﺑ ﺎ إﻟ ﻰ أﻋﻠ ﻰ .وﺟﻬ ﻪ ﻣ ﺘﺠﻬﻢ .أﻣ ﻲ ﺗ ﺮوح وﺗﺠﺊ ﻣﻨﻜﻮﺷﺔ اﻟﺸﻌﺮ .ﺗﺼﻴﺢ وﺗﺼﺮخ وﺗﺸﺘﻢ .ﺗﻬﺠﻢ ﻋﻠﻴﻪ .ﺗﺨﺘﻄﻒ اﻟﻄﺒﻮش ﻣﻦ ﻳﺪﻩ.ﺗﻠﻘﻲ ﺑﻪ ﻋﻠ ﻲ اﻷرض .ﺗﺪوﺳﻪ ﺑﻘﺪﻣﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻨﻒ .ﺗﺨﺘﻄﻒ ﻧﻈﺎرة اﻟﻘﺮاءة ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻪ ﺳ ﺘﺮﺗﻪ اﻟﻌﻠ ﻮي .ﺗﻬﺮﺳ ﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺒﻼط .أﺑ ﻲ ﺟﺎﻣ ﺪ ﻓ ﻲ ﻣﻜﺎﻧ ﻪ .ﻳﻮﺟ ﻪ اﻟﻴﻬ ﺎ آﻠﻤ ﺎت ﺣﺎزﻣ ﺔ :آﻔﺎﻳ ﺔ ﺑ ﺄﻩ ﻳ ﺎ "روﺣﻴ ﺔ" .ﺑ ﻼش ﻓﻀﺎﻳﺢ.ﺗﺴﺮع إﻟﻰ ﻧﺎﻓﺬة اﻟﻤﻨﻮر .ﺗﻔﺘﺢ ﻣﺼﺮاﻋﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻌﺘﻬﻤﺎ .ﺗﺮدد آﻠﻤﺎت ﻏﺮﻳﺒﺔ .ﺗﻬﺪأ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴ ﻞ. ﻳﻨﺘ ﺰع أﺑ ﻲ اﻟﻄﺮﺑ ﻮش ﻣ ﻦ اﻷرض .ﻳﺒﺴ ﻂ ﺟﻮاﻧﺒ ﻪ .ﻳﻀ ﻢ ﺣﺎﻓﺘﻴ ﻪ ﺛ ﻢ ﻳﺒﺴ ﻄﻬﻤﺎ ﻋ ﺪة ﻣ ﺮات..ﻳﻤﺴ ﺪﻩ ﺑﺬراﻋﻪ .ﻳﺮﺗﺪﻳﻪ .ﻳﻨﻬﺾ واﻗﻔًﺎ .ﻳﺼﺤﺒﻨﻲ إﻟﻰ اﻟﺨﺎرج.
66
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
ﺗﻈﻬﺮ "ﺳﻬﺎم" أﺧﺖ "ﺳﻠﻤﻰ" اﻟﻜﺒ ﺮى ﻋﻠ ﻰ ﺑ ﺎب اﻟﺸ ﻘﺔ .ﺗﺮﺗ ﺪي ﺟﻠﺒﺎ ًﺑ ﺎ ﻣﻨﺰﻟ ًﻴ ﺎ ﺑﻐﻴ ﺮ أآﻤ ﺎم .ﺗﺤﻤ ﻞ ﺳ ﺒﺖ ﻏﺴ ﻴﻞ ﻓ ﻮق رأﺳ ﻬﺎ .ﺗﺼ ﻌﺪ اﻟﺴ ﻠﻢ .أﺗ ﺎﺑﻊ اهﺘ ﺰاز ﻓﻠﻘﺘﻴﻬ ﺎ ﺣﺘ ﻰ ﺗﺨﺘﻔ ﻲ. ﺗﺸﻴﺮ"ﺳﻠﻤﻰ" إﻟﻰ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻷﻋﻠﻰ ﻓ ﻲ ﻣﻨﺰﻟﻨ ﺎ .ﺗﺴ ﺄﻟﻨﺎ إذا آﻨ ﺎ ﻧﻌ ﺮف ﻣ ﺎ ﺣ ﺪث ﻓ ﻲ اﻟﻔﺠ ﺮ .اﻟﺒ ﻮﻟﻴﺲ هﺎﺟﻢ اﻟﻤﻨﺰل وﻗﺒﺾ ﻋﻠﻰ "ودﻳﻊ". أﺳﺄﻟﻬﺎ ﺑﺪوري" :ودﻳﻊ" ﻣﻴﻦ؟. ـ اﺑﻦ أم "ودﻳﻊ". ـ ﻟﻴﻪ؟ .هﻮ ﺣﺮاﻣﻲ؟. ـ ﻷ .ﺷﻴﻮﻋﻲ. ـ ﻳﻌﻨﻲ إﻳﻪ؟. ﺗﻘﻮل إﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺮف. ـ ﺷﻜﻠﻪ إﻳﻪ؟. ﻻ أﺗ ﺬآﺮ أﻧ ﻲ رأﻳﺘ ﻪ .ﺗﻘ ﻮل إﻧ ﻪ ﻃﺎﻟ ﺐ ﻓ ﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌ ﺔ .وإﻧ ﻪ آ ﺎن ﻳ ﺪور ﻋﻠ ﻰ ﻣﻨ ﺎزل اﻟﺤ ﺎرة ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻨﺔ اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻳﺸﺮح آﻴﻔﻴﺔ اﻹﺣﺘﺮاز ﻣﻦ اﻟﻜﻮﻟﻴﺮا. ﻳﺮﺗﻔﻊ ذﻳﻞ ﻓﺴﺘﺎﻧﻬﺎ إﻟﻰ أﻋﻠﻰ ﻓﺘﻤﺪ ﻳﺪهﺎ وﺗﻨﺰﻟﻪ ﻓﻮق رآﺒﺘﻴﻬﺎ .ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﺮك ﺳﺎﻗﻴﻬﺎ ﻣﻨﻔ ﺮﺟﺘﻴﻦ .ﺗﻈﻬ ﺮ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻈﻠﻤﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ .أآﺘﺸﻒ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺮﺗﺪي ﻟﺒﺎﺳﺎ .ﺗﻤﺪ أﻣﻲ ﻳﺪهﺎ أﺳﻔﻞ ﺟﻠﺒﺎﺑﻬﺎ .ﺗﺠﺬب ﻗﻄﻌﺔ آﺒﻴ ﺮة ﻣﻄﻮﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻤﺎش ﻣﺒﻠﻠﺔ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎء. ﺗﺪﺧﻞ اﻟﺤﻤﺎم .ﺗﺨﺮج ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴ ﻞ.أﺧﺎﻃﺒﻬ ﺎ ﻓ ﻼ ﺗ ﺮد ﻋﻠ ﱠ ﻰ .ﺗﺒ ﺪو ﺿ ﻴﻘﺔ اﻟﺼ ﺪر .ﺗﺤﻨ ﻲ رأﺳ ﻬﺎ وﺗﻨﺼ ﺖ. آﺄﻧﻤ ﺎ ﻟﺼ ﻮت ﻣ ﺎ داﺧ ﻞ رأﺳ ﻬﺎ .ﺗﺘﺠ ﻪ إﻟ ﻰ اﻟﻨﺎﻓ ﺬة .أﻗﺘ ﺮب ﻣﻨﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﺣ ﺬر أرﻗ ﺪ ﻓ ﻮق اﻷرض وأدس رأﺳ ﻲ أﺳ ﻔﻞ ﺛﻮﺑﻬ ﺎ .أﻋ ﺮف أﻧﻬ ﺎ ﺳ ﺘﻐﺘﺎظ .ﻻ ﺗﺮﺗ ﺪي ﻟﺒﺎﺳ ﺎ .ﺗﺰﻳﺤﻨ ﻲ ﺟﺎﻧﺒ ﺎ. أرﺗﺐ ورﻗﻲ .أﻧﻈﺮ إﻟﻰ "ﺳﻠﻤﻰ" .ﺗﺘﻄﻠﻊ إﻟﻰ اﻷرض ﺳ ﺎهﻤﺔ .ﺗﺮﻓ ﻊ رأﺳ ﻬﺎ ﻓﺘﻠﺘﻘ ﻲ ﻧﻈﺮاﺗﻨ ﺎ .ﺗﺸ ﻮح ﺑﻌﻴﻨﻴﻬﺎ .ﺗﺴﻘﻂ ﻧﻈﺮاﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﻗﻴﻬﺎ .ﺗﻔﺮج ﺳ ﺎﻗﻴﻬﺎ أآﺜ ﺮ .أﺻ ﻌﺪ إﻟ ﻰ ﺷ ﻘﺔ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟﻤﻨ ﺰل ﻷﻗﺘ ﺮض ﻼ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻠ ﺢ .ﺗﻨﺘﺤ ﻲ ﺑ ﻲ إﺑﻨﺘ ﺎﻩ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺴ ﻠﻢ .ﺗﺴ ﺄﻻﻧﻲ ﻓ ﻲ ﺻ ﻮت ه ﺎﻣﺲ ﻋﻤ ﺎ آﺎﻧ ﺖ أﻣ ﻲ ﺗﻘﻮﻟ ﻪ ﻗﻠ ﻴ ً ﺑﺎﻷﻣﺲ وهﻲ ﺗﺼﺮخ ﻓ ﻲ أﺑ ﻲ .ﻻ أﻓﻬ ﻢ أي آﻠﻤ ﺎت ﺗﻌﻨﻴ ﺎن .ﺗﻘ ﻮل إﺣ ﺪاهﻦ وه ﻲ ﺗﺒﺘﺴ ﻢ ":ﺷﺮاﺷ ﻴﺐ إﻳﻪ؟" أﻗﻮل ﻟﻬﻤﺎ .ﻳﺤﻤﺮ وﺟﻬﺎهﻤﺎ وﺗﻀﺤﻜﺎن ﻓﻲ ﺧﻔﻮت. ﺗﺘ ﺮدد اﻟﺰﻏﺎرﻳ ﺪ .ﻣ ﻦ ﻣﻨ ﺰل"ﺣﻜﻤ ﺖ" .ﺗﺮﻓ ﻊ "ﺳ ﻠﻤﻰ" ﻋﻴﻨﻴﻬ ﺎ إﻟ ﻰ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻌﻠ ﻮ ﺑﻠﻜﻮﻧ ﺔ "ﺻﻔﻮت" .ﻳﻘﻒ ﻓﻴﻬﺎ "ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ" اﻟﻤﺠﻨﻮن اﺑﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ .ﻓ ﻲ ﻣﻼﺑﺴ ﻪ اﻟﻜﺎﻣﻠ ﺔ واﻟﺼ ﺤﻴﻔﺔ اﻟﻤﻄﺒﻘﺔ ﻓ ﻲ ﻳ ﺪﻩ اﻟﻴﻤﻨ ﻰ .ﻳﻮﺟ ﻪ ﻧﻈﺮاﺗ ﻪ إﻟﻴﻨ ﺎ .ﺗﻔ ﺮج ﺳ ﺎﻗﻴﻬﺎ إﻟ ﻰ ﺁﺧﺮهﻤ ﺎ ﺛ ﻢ ﺗﺴ ﺪل ﻓﺴ ﺘﺎﻧﻬﺎ .ﺗﻬ ﺐ واﻗﻔ ﺔ .ﺗﺨﺘﻔ ﻲ ﻓ ﻲ ﺷ ﻘﺘﻬﺎ .ﺗﻨ ﺎدي أم "ﺳ ﻤﻴﺮ" ﻋﻠﻴ ﻪ .ﻳﻠﻌﻠ ﻊ ﺻ ﻮت أم "ﺻ ﻔﻮت" ﺗﺴ ﺘﺪﻋﻲ اﺑﻨﻬ ﺎ. ﻳﻨﺼﺮﻓﺎن وﻳﺘﺒﻌﻬﻤﺎ اﻟﻮﻟﺪ اﻟﺴﻤﻴﻦ .أﻧﺘﻈﺮ ﻟﺤﻈ ﺔ ﺛ ﻢ أﺗﺴ ﻠﻞ ﺻ ﺎﻋﺪًا اﻟﺴ ﻠﻢ ﺣﺘ ﻰ اﻟﺴ ﻄﺢ .ﺑﺎﺑ ﻪ ﻣﻐﻠ ﻖ. ﺳﺒَﺖ اﻟﻐﺴﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺘﺼﻒ .ﺑﻌﺾ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺗﻪ ﻓﻮق اﻟﺤﺒﺎل .ﻻ أﺛﺮ ل"ﺳﻬﺎم .أﻗﺘ ﺮب ﻣ ﻦ أدﻓﻌﻪ ﻓﻴﻔﺘﺢَ . ﺣﺠ ﺮة ﻃﺎﻟ ﺐ اﻟﻬﻨﺪﺳ ﺔ .ﻳ ﺪق ﻗﻠﺒ ﻲ .اﻟﺒ ﺎب ﻣﻐﻠ ﻖ .أﻧﺼ ﺖ ﻓ ﻼ أﺳ ﻤﻊ ﺷ ﻴﺌًﺎ .أﺿ ﻊ ﻋﻴﻨ ﻲ ﻋﻠ ﻲ ﺛﻘ ﺐ اﻟﻤﻔﺘﺎح .ﻻ أرى ﺳﻮى ﻣﻜﺘﺐ ﺧﺎل .أﺳﻤﻊ ﺣﺮآﺔ ﺧﻠﻒ اﻟﺒﺎب .أﺟﺮي ﻧﺤﻮ ﺑﺎب اﻟﺴﻄﺢ .أهﺒﻂ ﻣﺴﺮﻋًﺎ.
67
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
ﺗﻨﺒﻌﺚ اﻟﺰﻏﺎرﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﻨﺰل اﻟﻌﺮوس .أﺻﻌﺪ إﻟﻰ ﺷﻘﺘﻨﺎ .أﺑﻲ ﺟ ﺎﻟﺲ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﺎﻟﺔ" .ﻓﺎﻃﻤ ﺔ" ﺗﺸ ﻜﻮ ﻟ ﻪ ﻣﻦ زوﺟﻬﺎ .ﺗﻘﻮل إﻧﻪ ﻳﺴﻜﺮ داﺋﻤﺎ ﺑﺎﻟﺴﺒﺮﺗﻮ اﻷﺣﻤﺮ .وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻳﺼﺒﺢ ﻋﺪواﻧﻴًﺎ وﻳﻀﺮﺑﻬﺎ .ﻳﻬ ﻮّن أﺑ ﻲ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ .ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣﻨﻬ ﺎ اﺣﻀ ﺎر ﺻ ﻔﻴﺤﺔ ﺟ ﺒﻦ ﻗﺪﻳﻤ ﺔ .ﻳﺄﻣﺮه ﺎ ﺑﺘﻨﻈﻴﻔﻬ ﺎ ﺟﻴ ﺪَا ﺑﺎﻟﻤ ﺎء واﻟﺼ ﺎﺑﻮن ﺛ ﻢ ﺗﺠﻔﻴﻔﻬﺎ .ﻳﻤﻠﺆهﺎ ﺑﻜﺴﺮات اﻟﺨﺒﺰ اﻟﻤﺘﺠﻤﻊ ﻟﺪﻳﻨﺎ .ﻳﻀﻴﻒ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﻤﺎء .ﻳﺒﻌﺜﻬﺎ ﻟﺘﺸﺘﺮي ﺧﻤﻴﺮة ﺑﻴﺮة ﻣ ﻦ اﻟﻔ ﺮن .ﺗﻠﺘ ﻒ ﺑﻤﻼءﺗﻬ ﺎ اﻟﺴ ﻮداء وﺗ ﺬهﺐ .أﻗ ﻒ ﻓ ﻲ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ .ﺗﻌ ﻮد ﺑ ﺎﻟﺨﻤﻴﺮة .ﻳﻌﺘﺮﺿ ﻬﺎ زوﺟﻬ ﺎ "ﻋﺒﺎس" ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺪﺧﻞ" .آﻨﺖ ﻓﻴﻦ ﻳﺎ ﺑﻨﺖ اﻟﻜﻠﺐ؟ .ﺗﻘ ﻮل ﻓ ﻲ ﺗﺤ ﺪ :ﺳ ﻴﺪي "ﺧﻠﻴ ﻞ" ﺑﻌﺘﻨ ﻲ اﻟﺴ ﻮق. ﻳﻀ ﻊ أﺑ ﻲ اﻟﺨﻤﻴ ﺮة ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻔﻴﺤﺔ .ﻳﻘﻠ ﺐ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺗﻬ ﺎ .ﻳﻘ ﻮل ﻟﻬ ﺎ أن ﺗﻨﺘﻈ ﺮ ﺛﻼﺛ ﺔ أﻳ ﺎم ﺛ ﻢ ﺗﻌﻄ ﻲ ﻀ ﺎ .وإﻧﻬ ﺎ ﺳﺘﺴ ﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠ ﻰ اﻻﻣﺘﻨ ﺎع ﺴ ﻜِﺮة أﻳ ً "ﻋﺒﺎس" ﻣﻨﻬﺎ .ﻳﻘﻮل إن "اﻟﺒﻮﻇﺔ" ﻣﻔﻴﺪة ﻟﻠﻤﻌ ﺪة و ُﻣ ْ ﻋﻦ اﻟﺴﺒﺮﺗﻮ اﻷﺣﻤﺮ .ﺗﻨﺤﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ وﺗﻘﺒﻠﻬﺎ :رﺑﻨﺎ ﻳﺨﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي. ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﻘﻞ اﻟﻤﺨﺪات إﻟﻰ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﺮاش ﻟﻨﻜ ﻮن ﻓ ﻲ ﻣﻮاﺟﻬ ﺔ ﺑ ﺎب اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ وﻧﺤﺼ ﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻬﻮاء .أﺷﻢ راﺋﺤﺔ ﺷﻮاء رﻧﺠﺔ .أﺳﺄﻟﻪ ﻟﻤﺎذا ﻻ ﻧﺄآﻠﻬﺎ .ﻳﻘﻮل إﻧﻬﺎ أآﻞ اﻟﻔﻘﺮاء. أﻗﻒ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ .ﻋﻴﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﻘﺔ اﻟﻌﺮوس .ﺗﻠﺞ اﻟﺤﺎرة ﻋﺮﺑﺔ آﺎرو ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻋﺪد آﺒﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻜﺮاﺳ ﻲ و اﻟﺴﻮاﺗﺮ اﻟﻤﻠﻮﻧﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪم أﻳﻀًﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺂﺗﻢ .ﻳﺠﺮي ﻧﻘﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺳﻄﺢ اﻟﻤﻨﺰل اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ .ﻳﺴ ﻤﺢ ﻟ ﻰ أﺑﻰ ﺑﺎﻟﺨﺮوج .أﻧﻀﻢ إﻟﻰ اﻷوﻻد اﻟﻤﺘﺤﻠﻘﻴﻦ ﺣﻮل اﻟﻤﺪﺧﻞ .ﻧﺼﻌﺪ اﻟﺴﻠﻢ ﺣﺘﻰ اﻟﺴﻄﺢ ﺛﻢ ﻧﻨﺰل .ﺗﺨﺘﻔ ﻲ اﻟﺸ ﻤﺲ ﻓﻴﺸ ﻌﻠﻮن اﻟﻜﻠﻮﺑ ﺎت .ﻳﺠﺮﺑ ﻮن اﻟﻤﻴﻜﺮوﻓ ﻮن :ﺁﻟ ﻮ .ﺁﻟ ﻮ .واﺣ ﺪ .اﺗﻨ ﻴﻦ .ﺗﻼﺗ ﺔ .ﻧﺘ ﺰاﺣﻢ ﺣ ﻮل ﻣﺎﺋﺪة اﻟﺸﺮﺑﺎت .ﻧﺤﺘﻞ آﺮاﺳﻲ اﻟﺼ ﻔﻮف اﻷوﻟ ﻰ ﻓﻴﻨﻬﺮوﻧﻨ ﺎ .ﻳﺒﻌ ﺪوﻧﻨﺎ إﻟ ﻰ اﻟﺨﻠ ﻒ .ﻧﻨﺘﻈ ﺮ ﻓ ﻲ ﻟﻬﻔ ﺔ. ﻳﻈﻬﺮ اﻟﻌﺮوﺳ ﺎن أﺧﻴ ًﺮ ا ﻓ ﻲ ﻣ ﺪﺧﻞ اﻟﺴ ﻄﺢ .ﺗﺒ ﺪو "ﺣﻜﻤ ﺖ" ﺟﻤﻴﻠ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣﻼﺑ ﺲ اﻟﺰﻓ ﺎف .اﻟﻌ ﺮﻳﺲ أﻗﺼﺮ ﻣﻨﻬﺎ وأآﺜﺮ ﺳﻤﻨﺔ .ﻓﻲ ﺑﺰة ﺳﻮداء ورﺑﻄﺔ ﻋﻨﻖ ﻋﻠﻰ ﺷ ﻜﻞ اﻟﻔﺮاﺷ ﺔ .ﻳﺠﻠﺴ ﺎن ﻓ ﻲ آﻮﺷ ﺔ ﻓ ﻲ ﻃﺮف اﻟﺴﻄﺢ. ﺗﺼﻞ اﻟﺮاﻗﺼﺔ.ﺳﻤﺮاء ﻗﺼﻴﺮة .ﻳﻠﻘﻲ اﻟﻄﺒﺎل ﻋﺪة ﻣﻮﻧﻮﻟﻮﺟﺎت ل"ﺷﻜﻮآﻮ" و"ﺛﺮﻳﺎ ﺣﻠﻤ ﻲ" .ﺗﺨﺘﻔ ﻲ اﻟﺮاﻗﺼﺔ ﺛﻢ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺑﺰة اﻟﺮﻗﺺ .ذراﻋﺎه ﺎ ﻋﺎرﻳ ﺎن .أﻟﻤ ﺢ أﻋﻠ ﻰ ﺛ ﺪﻳﻴﻬﺎ .ﻧﺼ ﻔﻖ ﻟﻬ ﺎ.ﺗ ﺮﻗﺺ ﻋﻠ ﻰ أﻏﻨﻴﺔ"اﻟﺒﻮﺳﻄﺠﻴﺔ اﺷﺘﻜﻮا ﻣﻦ آﺘﺮ ﻣﺮاﺳﻴﻠﻲ" .ﺗﺴ ﺘﺪﻳﺮ أﻣ ﺎم اﻟﻌﺮوﺳ ﻴﻦ .ﺗﻨﺤﻨ ﻰ إﻟ ﻰ اﻟﺨﻠ ﻒ وه ﻲ ﺗﺮﻗﺺ .ﺗﻀﻊ رأﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺠﺮ اﻟﻌﺮﻳﺲ.ﺗﻨﻔﺮج ﺑﺰﺗﻬ ﺎ ﻟﻠﺤﻈ ﺔ ﻋ ﻦ أﻋﻠ ﻰ ﻓﺨ ﺬﻳﻬﺎ .ﺗﺠﻠ ﺲ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻒ اﻷول ﻟﺘﺴﺘﺮﻳﺢ .ﻳﻌﻄﻴﻬﺎ أﺣﺪ اﻟﺠﺎﻟﺴﻴﻦ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺮﺗﻮن ﺗﺤﺮك ﺑﻬﺎ اﻟﻬﻮاء أﻣ ﺎم وﺟﻬﻬ ﺎ وﺻ ﺪرهﺎ. أﺗﺴﻠﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻜﺮاﺳﻲ ﻣﻘﺘﺮﺑًﺎ ﻣﻨﻬﺎ .أﻗﻒ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺗﻤﺎﻣًﺎ .أﻣﺪ ﻳﺪي وأﻟﻤﺲ ﺳﺎﻋﺪهﺎ اﻟﻤﻤﺘﻠ ﺊ ﻋﻨ ﺪ اﻟﻜﺘ ﻒ. أﺗﻮﻗﻌﻪ ﺳﺎﺧﻨًﺎ .أﻓﺎﺟﺄ ﺑﺒﺮودﺗﻪ. ٢٥ ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ اﻟ ﺪآﺘﻮر "ﻋﺰﻳ ﺰ" :ﻋﻤﻠ ﺖ إﻳ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻠﺤ ﻖ .ﻳ ﺮد أﺑ ﻲ :ﻧﺠ ﺢ واﻟﺤﻤ ﺪ ﷲ .اﻟﻤﻬ ﻢ ﻣﻴﻌﻤﻠﻬ ﺎش ﺗ ﺎﻧﻲ .ﺗﺘﺠ ﻪ ﺟﻤﻴ ﻊ اﻷﻧﻈ ﺎر إﻟ ﻰ اﻣ ﺮأة ﺳ ﻤﻴﻨﺔ ﻓ ﻲ ﺑﻨﻄﻠ ﻮن ﻋﻠ ﻰ اﻟﺮﺻ ﻴﻒ اﻟﻤﻘﺎﺑ ﻞ .ﺗﺴ ﻘﻂ أﺿ ﻮاء اﻟﺪآﺎآﻴﻦ ﻋﻠﻲ ﻇﻬﺮهﺎ ﻓﻴﺒﺪو ﺗﺮهﻞ إﻟﻴﺘﻴﻬﺎ .ﻳﻘﻮل اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻤﻌﻤﻢ :ﺷ ﻮف اﻟﻮﻟﻴ ﺔ اﻟﻠ ﻲ ﻣﺘﺨﺘﺸ ﻴﺶ .آ ﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﺎﻳﻨﺔ .ﻳﺨﺒﻂ اﻟﻘﺲ آﻔًﺎ ﺑﻜﻒ ﻗﺎﺋﻼ :اﻟ ﺪﻧﻴﺎ ﺑﺎﻇ ﺖ .ﻳﻘ ﻮل اﻟﺸ ﻴﺦ اﻟﻤﻌﻤ ﻢ :ﺗﻔﺘﻜ ﺮوا اﺣﻨ ﺎ اﻧﻬﺰﻣﻨ ﺎ ﻓﻲ "ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ"ﻣﻦ ﺷﺊ ﺷﻮﻳﺔ؟ .دﻩ ﻋﻘﺎب ﻣﻦ رﺑﻨ ﺎ .ﻳﻘ ﻮل "رأﻓ ﺖ" :اﻟﻤ ﺪاﻓﻊ ﺑﺘﺎﻋﺘﻨ ﺎ آﺎﻧ ﺖ ﺑﺘﻨﻔﺠ ﺮ ﻓﻴﻨ ﺎ .ﻳﻘ ﻮل أﺑ ﻲ:اﻟﻤﻠ ﻚ "ﻋﺒ ﺪ اﷲ" آ ﺎن ﺷ ﻐﺎل ﻣ ﻊ اﻟﻴﻬ ﻮد .ﻳﻘ ﻮل اﻟ ﺪآﺘﻮر"ﻋﺰﻳ ﺰ":اﻟﻴﻬ ﻮد ﺷ ﺮدوا ﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮن ﻋﺮﺑﻲ ﻓﻲ "ﺷﺮق اﻷردن" و"ﺳﻮرﻳﺎ" و"ﻟﺒﻨﺎن" و"ﻣﺼ ﺮ"و"ﻋ ﺰام" ﺑﺎﺷ ﺎ ﻳﻘﻮﻟ ﻚ ﺳﻴﺼﻼهﺎ اﻟﻴﻬﻮد ﻧﺎرا ﺣﺎﻣﻴﺔ .ﻳﻀﺤﻜﻮن. ﻳﻘﻮل "رأﻓﺖ" ﻣﺴﺘﻨﻜﺮا" وهﻲ هﺰﻳﻤﺘﻨﺎ ﻓﻲ أوﻟﻴﻤﺒﻴﺎد "ﻟﻨﺪن" ﺑﺮﺿﻪ ﻋﻘﺎب ﻣﻦ رﺑﻨﺎ؟ .ﻳﻘﻮل "ﻋﺒ ﺪ اﻟﻌﻠﻴﻢ" :دﻩ اﺗﺼﺮف ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺜﺘﻨﺎ اﻻف اﻟﺠﻨﻴﻬﺎت .راﺣ ﺖ آﻠﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻓﺎﺷ ﻮش .ﻳﻘ ﻮل "ﻋﺒ ﺪ اﻟﻌﻠ ﻴﻢ": ﺣﻘﻨﺎ ﻧﺴﻤﻴﻬﺎ اﻟﻨﻜﺒﺔ اﻷوﻟﻴﻤﺒﻴﺔ .وﺑﻌﺪﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮا إﻧﻨﺎ ﺣﻨﺴﺘﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﻷوﻟﻴﻤﻴ ﺎد .٥٢ﻳﻌ ﺮض ﻋﻠﻴ ﻪ 68
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺎ اﺷﺘﺮاﻩ ﻟﻠﺤﺞ :آﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻘﻤﺎش ﻟﻤﺎء اﻟﺸﺮب واﻹﻏﺘﺴﺎل وﺣ ﺰام ﻋ ﺮﻳﺾ ﻣ ﻦ اﻟﺠﻠﺪاﺳ ﻤﻪ "اﻟﻜﻤﺮ" ﻳﻌﻘﺪﻩ اﻟﻤﺴﺎﻓﺮ ﻋﻠﻰ وﺳﻄﻪ ﺗﺤﺖ اﻟﻤﻼﺑﺲ وﻳﻀﻊ ﻓﻴ ﻪ ﻣﺎﻟ ﻪ .ﻳﺒ ﺪي أﺑ ﻲ اﻋﺠﺎﺑ ﻪ ﺑ ﺎﻟﻘﻤﻴﺺ اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﺬي ﻳﺮﺗﺪﻳﻪ "رأﻓﺖ" أﻓﻨﺪي. ـ ﺟﺒﺘﻪ ﻣﻨﻴﻦ؟. ـ ﻣﻦ "ﺷﻤﻼ" ب ٥٨ﻗﺮش. ﻳﻘﺘﺮب ﻣﻨﺎ رﺟﻞ ﻣﻤﺘﻠﺊ أﺳﻤﺮ اﻟﺒﺸﺮة .اﻟﻄﺮﺑﻮش ﻓ ﻲ ﻳ ﺪﻩ .ﺷ ﻌﺮ رأﺳ ﻪ أﺳ ﻮد ﻏﺰﻳ ﺮ .رأﺳ ﻪ ﺿ ﺨﻤﺔ ووﺟﻬﻪ ﻋﺮﻳﺾ .ﻳﻨﻬﺾ اﻟﺤﺎج "ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻠﻴﻢ" "ورأﻓﺖ" أﻓﻨ ﺪي :ﺗﻔﻀ ﻞ ﻳ ﺎ "ﻣﻨ ﺪور" ﺑﻴ ﻪ .ﻳﻠﻜﺰﻧ ﻲ أﺑﻲ ﻷﺗﺮك ﻣﻘﻌﺪي ﻟﻪ .ﻳﻘﻮل" ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻠﻴﻢ" :اﻟﺪآﺘﻮر "ﻣﻨﺪور" ﺑﻠﺪﻳﺎﺗﻲ ﻣﻦ "ﻣﻨﻴﺎ اﻟﻘﻤ ﺢ" .واﺷ ﺘﺮك ﻓﻲ ﺛﻮرة .١٩ﻳﻘﻮل اﻟﺪآﺘﻮر "ﻣﻨﺪور" ﻓﻲ ﺧﺠﻞ :اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ أﻧ ﺎ آﻨ ﺖ وﻗﺘﻬ ﺎ ﻋ ﱢﻴ ﻞ ﺻ ﻐﻴﺮ .آﻨ ﺖ راﺟ ﻊ ﻣﻦ اﻟﻤﺪرﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎر.وﻓﻮق آﻮﺑﺮي "ﻣﻄﻮﺑﺲ" ﺷﻔﺖ ﻣﻈﺎهﺮة ﻣ ﻦ اﻟﻔﻼﺣ ﻴﻦ واﻷﻓﻨﺪﻳ ﺔ ﺑﻴﻬﺘﻔ ﻮا ﻟﻼﺳ ﺘﻘﻼل ول" "ﺳ ﻌﺪ" .ﺧ ﺮج ﻋﺴ ﺎآﺮ اﻧﺠﻠﻴ ﺰ ﻣ ﻦ ﻧﻘﻄ ﺔ اﻟﺒ ﻮﻟﻴﺲ وﺿ ﺮﺑﻮا ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﻧ ﺎر .ﻳﻮﻣﻴﻬ ﺎ اﺗﺼﺎب أآﺘﺮ ﻣﻦ ﻣﻴﺔ ﻣﺎت ﻣﻨﻬﻢ آﺘﻴﺮ .رﺟﻌﺖ اﻟﺒﻠﺪ ﺑﺎﻟﺨﺒﺮ.اﻟﻨ ﺎس ﺗﺠﻤﻌ ﺖ وﺣﻤﻠ ﻮا اﻟﻔ ﺆوس ﻋﻠﺸ ﺎن ﻳﻜﺴﺮوا ﺳﻜﺔ ﺣﺪﻳﺪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ .ﻟﺤﻘﻬﻢ "ﻋﺜﻤﺎن ﺑﺎﺷﺎ أﺑﺎﻇﺔ" أآﺒﺮ ﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ وهﺪّاهﻢ. ﻳﻘﻮل "رأﻓﺖ" :ﺑﺮﺿﻪ ﺣﻨﻌﺘﺒﺮك ﻣﻦ رﺟﺎل اﻟﺜﻮرة وﻧﻨﺘﺨﺒﻚ ﻋ ﻦ اﻟ ﺪاﻳﺮة .ﻳﻀ ﺤﻚ "ﻣﻨ ﺪور" :دﻩ ﻟ ﻮ ﻓﻴ ﻪ اﻧﺘﺨﺎﺑ ﺎت .ﻳﻘ ﻮل "ﻋﺒ ﺪ اﻟﻌﻠ ﻴﻢ" ﻟﻠﻘ ﺲ :واﻧ ﺖ ﻳ ﺎ ﻣﻘ ﺪس ﺗﻨﺘﺨ ﺐ ﻣ ﻴﻦ؟ ﻳﻘ ﻮل اﻟﻘ ﺲ :واﷲ أﻧ ﺎ ﺗﻌﺎه ﺪت ﻣ ﻊ "ﺟ ﺮﺟﺲ ﺻ ﺎﻟﺢ" ﻣﺮﺷ ﺢ اﻟﺤ ﺰب اﻟﺴ ﻌﺪي .ﻳﻘ ﻮل أﺑ ﻲ :أﻧ ﺎ آﻤ ﺎن .ﻳﻘ ﻮل اﻟ ﺪآﺘﻮر "ﻋﺰﻳ ﺰ" :اﻟﺒﻠ ﺪ ﻣﺤﺘﺎﺟ ﺔ اﻧﺘﺨﺎﺑ ﺎت ﻧﺰﻳﻬ ﺔ وﺣﻜﻮﻣ ﺔ ﺟﺪﻳ ﺪة .ﻳﻘ ﻮل "رأﻓ ﺖ" :دﻩ ﻣﺴ ﺘﺤﻴﻞ ﻓ ﻲ ﻇ ﻞ اﻷﺣﻜ ﺎم اﻟﻌﺮﻓﻴ ﺔ .ﻳﻘ ﻮل أﺑ ﻲ:اﻷﺣﻜ ﺎم اﻟﻌﺮﻓﻴ ﺔ ﺿ ﺮورﻳﺔ ﻋﻠﺸ ﺎن اﻹﻏﺘﻴ ﺎﻻت اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻴﺔ واﻟﺤ ﺮب .ﻟ ﻮ اﺗﻠﻐﺖ وﺣﺼﻠﺖ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺣﻴﻴﺠﻲ "اﻟﻮﻓﺪ". ﻳﻘﻮل "ﻣﻨﺪور"ﻣﺤﺘﺪًا :ﻃﺐ وﻓﻴﻬﺎ إﻳﻪ؟. ـ ﺣﻨﺮﺟﻊ ﻟﻠﺮﺷﺎوي واﺳﺘﻐﻼل اﻟﻨﻔﻮذ. ﻳﺘﻤﺎﻟ ﻚ "ﻣﻨ ﺪور" ﻧﻔﺴ ﻪ :وﺣﻀ ﺮﺗﻚ ﻓ ﺎآﺮ ان اﻟﻮﻗ ﺖ ﻣﻔ ﻴﺶ رﺷ ﺎوي واﺳ ﺘﻐﻼل ﻧﻔ ﻮذ؟. ﻳﻘﻮل "ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻠﻴﻢ" :اﻟﺪآﺘﻮر ﻣﻌ ﺎﻩ ﺣ ﻖ .اﺣﻨ ﺎ ﻗﺮﻳﻨ ﺎ اﻟﻠ ﻲ آﺘﺒ ﻪ ﻋ ﻦ ﻣﻄ ﺎر "اﻟﻤﻨﻴ ﺎ" وﻋﻼﻗ ﺔ رﺟ ﺎل اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻜﺒﺎراﻟﻤﻼك. ﻳﺴﺘﻄﺮد اﻟﺪآﺘﻮر "ﻣﻨﺪور" :ﺛﻢ إن "اﻟﻮﻓﺪ" ﻣ ﺶ "ﻋﺜﻤ ﺎن ﻣﺤ ﺮم" و"ﻓ ﺆاد ﺳ ﺮاج اﻟ ﺪﻳﻦ" وﺑ ﺲ. ﻓﻴ ﻪ ﻧ ﺎس ﺗﺎﻧﻴ ﺔ آﻮﻳﺴ ﺔ ووﻃﻨﻴ ﺔ .اﻟﻤﻬ ﻢ ان اﻟﻮﺿ ﻊ اﻟﺤ ﺎﻟﻲ ﻣ ﺶ ﻧ ﺎﻓﻊ.اﻷﺳ ﻌﺎر ﺑﺘﺰﻳ ﺪ آ ﻞ ﻳ ﻮم. ﻣﺼﺎرﻳﻒ اﻟﻤﺪارس زادت .واﻟﻤﻠﻚ ﺑﻴﻠﻌﺐ اﻟﻘﻤﺎر آﻞ ﻟﻴﻠ ﺔ ﻓ ﻲ ﻧ ﺎدي اﻟﺴ ﻴﺎرات .واﻟﻤﺴ ﺌﻮﻟﻴﻦ ﺑﻴﻠﻌﺒ ﻮا "اﻟﺘﻴﺮو". ﻳﺴﺄل اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻤﻌﻤﻢ :هﻮ إﻳﻪ "اﻟﺘﻴﺮو"دﻩ؟. ـ ﻣﺮاهﻨﺎت اﻟﺮﻣﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﺎدي اﻟﺼﻴﺪ. ﺗﺤﺮك ﻧﺴﻤﺔ هﻮاء اﻟﺘﺮاب اﻟﻤﻜﻮم ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻓﻲ أول اﻟﺸﺎرع ﻓﻴﻬﺐ ﻋﻠﻴﻨ ﺎ .ﻳﻘ ﻮل "ﻋﺒ ﺪ اﻟﻌﻠ ﻴﻢ" إن ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺗﺤﻔﺮ اﻟﺸﻮارع وﺗﺘﺮك ﺗﺮاب اﻟﺤﻔﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻦ ﺗﻨﺜﺮﻩ اﻟﻌﺮﺑﺎت واﻟﻬ ﻮاء .ﺛ ﻢ ﺗﺄﺧ ﺬ ﻓﻲ دك اﻟﺸﻮارع ﺑﺎﻟﺤﺠﺮ واﻟﺰﻟﻂ وﻻ ﺗﺮاﻋﻲ اﻻرﺗﻔﺎع ﻓﻴﻌﻠﻮ ﻣﺴﺘﻮى اﻷرض ﻋ ﻦ ﻣﺴ ﺘﻮى اﻟﺸ ﻮارع
69
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
اﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺔ ﻟﻪ ﻓﺘﻀﻄﺮ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ إﻟﻰ ﺣﻔﺮﻩ ﻣﺮة أﺧﺮي ﻟﻤﺴﺎواﺗﻪ ﺑﺒﻘﻴﺔ اﻟﺸﻮارع وهﻜﺬا دواﻟﻴﻚ .ﻳﻘ ﻮل اﻟ ﺪآﺘﻮر"ﻣﻨ ﺪور"إن اﻟﻤﻘ ﺎوﻟﻴﻦ ه ﻢ اﻟﻤﺴ ﺘﻔﻴﺪون .أﺻ ﺒﺤﻮا ﻣﻠﻴ ﻮﻧﻴﺮات وﻋﻨ ﺪهﻢ آ ﻼب وﻣﻮﻇﻔ ﻮن ﻟﺨ ﺪﻣﺘﻬﺎ ﺑﻤﺮﺗﺒ ﺎت ﻳﺤﻠ ﻢ ﺑﻬ ﺎ ﺧﺮﻳﺠ ﻮ اﻟﺠﺎﻣﻌ ﺔ .ﻳﻘ ﻮل "رأﻓ ﺖ" :اﻟﻮاﺣ ﺪ ﻣﻌ ﺪش ﻋ ﺎرف ﻳﺮآ ﺐ اﻷﺗﻮﺑﻴﺴﺎت ﻣﻦ اﻟﺰﺣﻤﺔ .ﻳﻘﻮل اﻟ ﺪآﺘﻮر"ﻋﺰﻳ ﺰ"إن اﻟﺸ ﺮآﺎت اﻟﺘ ﻲ وﺿ ﻌﺖ ﺗﺤ ﺖ اﺷ ﺮاف اﻟﺤﻜﻮﻣ ﺔ ﻼ :دﻩ اﻟﻠ ﻲ ﺑﻴﻘﻮﻟ ﻪ "ﻋﺒ ﻮد" ﺑﺎﺷ ﺎ .اﻟﺸ ﺮآﺎت ه ﻲ ﺗﺨﺴﺮ .اﻟﺘﺄﻣﻴﻢ ﻣ ﺶ ﻧ ﺎﻓﻊ .ﻳﻘ ﻮل "ﻣﻨ ﺪور" ﻣ ﻨﻔﻌ ً اﻟﺴ ﺒﺐ ﻓ ﻲ اﻟﺰﺣﻤ ﺔ .ﺑﺘﺨﻠ ﻲ اﻟﺴ ﻮاﻗﻴﻦ واﻟﻜﻤﺴ ﺎرﻳﺔ ﻳﺎﺧ ﺪوا أآﺒ ﺮ ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ اﻟﺮآ ﺎب .ﻋ ﺎﻳﺰﻳﻦ ﻳﻠﻤ ﻮا ﻓﻠﻮس ﻗﺒﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﻠﻤﻮا اﻟﻌﺮﺑﻴﺎت ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ﺧﺮدة. أﻟﻤﺢ ﻣﺠﻠﺔ ﻓﻮق ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺤﺎج "ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻠﻴﻢ" .أﺗﺴﻠﻞ داﺧﻞ اﻟﺪآﺎن وأﺗﻨﺎوﻟﻬﺎ .ﻣﻄﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺔ ﺑﻬﺎ إﻋﻼن ﻋﻦ ﻓ ﻴﻠﻢ " ﻏ ﺮام واﻧﺘﻘ ﺎم" ل"أﺳ ﻤﻬﺎن" و"ﻳﻮﺳ ﻒ وهﺒ ﻲ" .أﺗﻨ ﺎول اﻟﻤﺠﻠ ﺔ وأﺣﻤﻠﻬ ﺎ إﻟ ﻰ اﻟﺨ ﺎرج .أرﻳﻬ ﺎ ﻷﺑ ﻲ :ﻓﻴ ﻪ ﻓ ﻴﻠﻢ ﺟﺪﻳ ﺪ ل"أﺳ ﻤﻬﺎن" .ﻳﻘ ﻮل :دﻩ ﻓ ﻴﻠﻢ ﻗ ﺪﻳﻢ .ﻋﻤﻠﺘ ﻪ ﻗﺒ ﻞ ﻣﺘﻤ ﻮت. ـ هﻲ ﻣﺎﺗﺖ اﻣﺘﻰ؟. ـ ﻣﻦ أرﺑﻊ ﺳﻨﻴﻦ .ﻣﺶ آﺪﻩ ﻳﺎ "رأﻓﺖ" أﻓﻨﺪي؟. ﻳﻀﻊ "رأﻓﺖ" ﺳﺎﻗًﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺎق .ﻳﻠﻤﻊ ﺣﺬاؤﻩ اﻷﺳﻮد ﻓﻲ اﻟﻀﻮء اﻟﻀﻌﻴﻒ:أﻳﻮﻩ ﻣﻈﺒﻮط .أرﺑﻊ ﺳﻨﻴﻦ. ﻳﻌﻠ ﻖ "ﻋﺒ ﺪ اﻟﻌﻠ ﻴﻢ" :ﻟﺤ ﺪ اﻟﻮﻗ ﺖ ﻣﺤ ﺪش ﻋ ﺎرف إذا آﺎﻧ ﺖ ﻣﺎﺗ ﺖ ﻣﻮﺗ ﺔ رﺑﻨ ﺎ أو ﺣ ﺪ ﻗﺘﻠﻬ ﺎ. ﻳﻘﻮل اﻟﺪآﺘﻮر "ﻋﺰﻳﺰ" :ﻃﺒﻌﺎ ﻣﺎﺗﺖ ﻣﻘﺘﻮﻟﺔ .اﻷوﺗﻮﻣﻮﺑﻴﻞ ﻧﺰل ﻓﻲ اﻟﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﺮاﻟﺴﻮاق .راح ﻓﻴﻦ؟ ﻳﺴﺄل اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻤﻌﻤﻢ :وﻣﻴﻦ ﻗﺘﻠﻬﺎ؟ ﻳﻘﻮل أﺑﻲ :اﻟﻤﺨﺎﺑﺮات اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ.آﺎﻧﺖ ﺟﺎﺳﻮﺳﺔ ﻟﻸﻟﻤ ﺎن .ﺗﻔ ﺘﺢ ﻷﺑ ﻲ ﻋﺸ ﺮ دﻗ ﺎﺋﻖ ﻳ ﺬهﺐ ﻓﻴﻬ ﺎ إﻟ ﻰ دورة اﻟﻤﻴﺎﻩ .ﺗﺮاﻓﻘﻪ ﺣﺘﻰ ﺑﺎﺑﻬﺎ وﺗﻘﻒ ﺧﺎرﺟﻪ إﻟﻰ أن ﻳﻔﺮغ .ﺗﻌﻴﺪﻩ إﻟﻰ اﻟﻐﺮﻓﺔ وهﻲ ﺗﺮﻣﻘﻪ ﺑﺼﺮاﻣﺔ. ﻳﺤﺎول ﻣﻼﻃﻔﺘﻬﺎ ﻓﺘﻘﻮل:ﻣﺘﺤﺎوﻟﺶ .إﻧﺖ ﺟﺎﺳﻮس أﻟﻤﺎﻧﻲ وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺳﺠﻨﻚ واﻻ ﺗﺤ ﺐ أﺑﻠ ﻎ اﻟﺒ ﻮﻟﻴﺲ وأﻋﻤﻞ ﻟﻚ ﻓﻀﻴﺤﺔ ﺑﺠﻼﺟﻞ؟ .أﺗﺴﻠﻞ ﻣﻌ ﻪ إﻟ ﻰ داﺧ ﻞ اﻟﻐﺮﻓ ﺔ .ﺗﻐﻠ ﻖ اﻟﺒ ﺎب ﻋﻠﻴﻨ ﺎ ﺑﺎﻟﻤﻔﺘ ﺎح .ﻳﻘ ﻮل ﻟ ﻲ أﺑ ﻲ ﻣﺘﻔﻜ ًﻬ ﺎ :اﻟﺴ ﺠﻦ ﻣﻜﺘ ﻮب ﻟ ﻲ وهﻨ ﺎ أه ﻮن ﻣ ﻦ ﺳ ﺠﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣ ﺔ .ﻋﻠ ﻰ اﻟﻴﻤ ﻴﻦ ﺗﻜﻮﻣ ﺖ ﻓﻮﺗﻴ ﺎت اﻟﺼﺎﻟﻮن ﻓﻮق ﺑﻌﻀﻬﺎ .وﻋﻠﻰ اﻟﻴﺴﺎر اﻧﺘﺼ ﺐ اﻟﺴ ﺮﻳﺮ ذو اﻷﻋﻤ ﺪة اﻟﻨﺤﺎﺳ ﻴﺔ .ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣﻨ ﻲ أن أﺧ ﺮج ﺑﺎﻟﻘﻠﺔ ﻷﻣﻸهﺎ وأرى ﻣﺎ ﻳﺤﺪث .أﻃﺮق اﻟﺒﺎب ﻟﺘﻔﺘﺤﻪ .أﻣﻸ اﻟﻘﻠﺔ وأﺗﻠﺼﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ .أﻋﻮد إﻟﻴ ﻪ ﺑﺴ ﺮﻋﺔ ﻷﺧﺒﺮﻩ. ﻳﻘﻮل اﻟﺪآﺘﻮر "ﻣﻨﺪور" :اﻟﻤﻠﻜﺔ "ﻧﺎزﻟﻲ" هﻲ اﻟﻠﻲ دﺑﺮت اﻟﻘﺘﻞ .آﺎﻧﺖ ﺑﺘﻐﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ. أﻧﺼﺖ ﻓﻲ اهﺘﻤﺎم ﻓﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ أم اﻟﻤﻠﻚ.ﻳﺴﺘﻔﺴﺮ أﺑﻲ :وﻟﻴﻪ؟. ـ ﺑﺴﺒﺐ "أﺣﻤﺪ ﺣﺴﻨﻴﻦ" ﺑﺎﺷﺎ. ـ ﻣﺎﻟﻪ؟ ـ آﺎﻧﺖ ﻋﺸﻴﻘﺘﻪ. ـ ﻣﻴﻦ؟ .أﺳﻤﻬﺎن ؟. ـ "أﺳﻤﻬﺎن" اﻷول وﺑﻌﺪﻳﻦ "ﻧﺎزﻟﻲ".
70
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
ﺣ ﺎ هﺎﺋﻠ ﺔ ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ أزﻣﺔ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ واﻟﻤﺴ ﺮح .ﻳﻘ ﻮل إن اﻟﻤﻨﺘﺠ ﻴﻦ ﺣﻘﻘﻮاأﺛﻨ ﺎء اﻟﺤ ﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴ ﺔ أرﺑﺎ ِ ﺑﺄﻓﻼم آﻮﻣﻴﺪﻳﺔ وﺗﺎﻓﻬﺔ .وارﺗﻔﻌﺖ أﺟﻮر اﻟﻤﻤﺜﻠﻴﻦ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮي ﺧﻴﺎﻟﻲ .وأﻏﺮى هﺬا آﻞ ﻣﻦ ه ﺐ ودب ﺑ ﺪﺧﻮل ﻣﻴ ﺪان اﻹﻧﺘ ﺎج اﻟﺴ ﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﻓ ﺎﻧﺤﻂ ﻣﺴ ﺘﻮي اﻷﻓ ﻼم واﻧﺤ ﺪرت إﻟ ﻰ ﺗﻤﻠ ﻖ اﻟﺠﻤﻬ ﻮر واﺳ ﺘﺜﺎرة ﻏﺮاﺋﺰﻩ .أﻣﻴﻞ ﻋﻠﻰ أﺑﻲ وأهﻤﺲ ﻓﻲ أذﻧﻪ :ﻋﺎﻳﺰأﺷﻮف ﻓ ﻴﻠﻢ" أﺳ ﻤﻬﺎن" .ﻳﻘ ﻮل ﻓ ﻲ ﺿ ﻴﻖ :إن ﺷ ﺎء اﷲ. ٢٦ ﻳﺠﺮ آﺮﺳﻲ اﻟﻤﻜﺘ ﺐ إﻟ ﻰ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ .اﻟﺤ ﺎرة ﻣﻈﻠﻤ ﺔ .ﻳﺘ ﺮاءى ﺿ ﻮء ﺿ ﻌﻴﻒ ﻓ ﻲ اﻟﻨﻮاﻓ ﺬ واﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺎت. ﻳﺘﺄﻓﻒ ﻣﻦ اﻟﺤ ﺮارة .ﻳﺨﻠ ﻊ ﻃﺎﻗﻴﺘ ﻪ.ﻳﺤﺮآﻬ ﺎ أﻣ ﺎم وﺟﻬ ﻪ .أﻗ ﻒ إﻟ ﻰ ﺟ ﻮارﻩ .ﻧﻠﻤ ﺢ "ﺳ ﻬﺎم" ﻣﺴ ﺘﻨﺪة ﺑﻤﺮﻓﻘﻴﻬ ﺎ إﻟ ﻰ ﺣﺎﻓ ﺔ ﻧﺎﻓ ﺬﺗﻬﺎ .ﺑﺠﻮاره ﺎ ﻃﺎﻟ ﺐ اﻟﻬﻨﺪﺳ ﺔ .ﺗﻘﺘ ﺮب ﻣﻨ ﺎ "ﻓﺎﻃﻤ ﺔ" وﻓ ﻲ ﻳ ﺪهﺎ ﻋ ﻮد ﻣ ﻦ ﻗﺼﺐ اﻟﺴﻜﺮ .ﺗﺮى اﺗﺠﺎﻩ ﻧﻈﺮاﺗﻨﺎ ﻓﺘﻘﻮل إن "ﺳﻬﺎم" ﺣﻤﻠﺖ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻟﺐ وﻟﻬ ﺬا ﺳ ﺎرﻋﺎ ﺑ ﺎﻟﺰواج ﻣ ﻦ ﺳﻜﺎت .ﻳﻌﻨﻔﻬﺎ أﺑﻲ :واﻧﺖ ﻣﺎﻟﻚ. ﺗﺘﺮﺑﻊ ﺣﺎﻓﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﻓﻮق اﻟﺒﻼط اﻟﻨﻈﻴﻒ اﻟﻌﺎري .ﺗﻘﺸﺮ ﻋﻮد اﻟﻘﺼﺐ وﺗﻘﻄﻊ ﻣﻨﻪ ﻋُﻘﻠﺔ ﺑﺎﻟﺴﻜﻴﻦ. ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ إﻟﻰ أﺑﻲ.ﻳﻘﻮل ﺿﺎﺣﻜﺎ إﻧﻪ ﻻ ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ ﻣﻀ ﻐﻬﺎ .ﺗﻌﻄﻴﻬ ﺎ ﻟ ﻲ .أﻃﺒ ﻖ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﺑﺄﺳ ﻨﺎﻧﻲ وأﻣﺘﺼ ﻬﺎ ﺣﺘﻲ ﺁﺧﺮهﺎ ﺛﻢ أﻟﻘﻲ ﺑﺎﻟﻤﺼﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻖ .ﺗﻤﺪ ﺳﺎﻗﻴﻬﺎ أﻣﺎﻣﻬﺎ .ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻌُﻘﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺟﺎﻧﺒ ﺎ ﻗﺎﺋﻠ ﺔ إﻧﻬ ﺎ ﻣﺴﻮﺳﺔ. ﻳﻨﺨﻔﺾ ﺿﻮء اﻟﻤﺼﺒﺎح اﻟﻜﻬﺮﺑ ﺎﺋﻲ .ﺗﻘ ﻮم ﻹﻋ ﺪاد ﻣﺼ ﺒﺎح اﻟﺰﻳ ﺖ ﺗﺤﺴ ﺒﺎ ﻻﻧﻘﻄ ﺎع اﻟﻜﻬﺮﺑ ﺎء.ﻳﺰﻋ ﻖ ﻟﻬ ﺎ :اﻟﺒﺴ ﻲ اﻟﺸﺒﺸ ﺐ .ﺗﻌ ﻮد ﺑﻄﺒ ﻖ ﻣ ﻦ "ﺣ ﺐ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ" .ﺗﺘﺮﺑ ﻊ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ﻓﻴﻨﺤﺴ ﺮ ﺛﻮﺑﻬ ﺎ ﻋ ﻦ ﻓﺨ ﺬﻳﻬﺎ .أﺟﻠ ﺲ أﻣﺎﻣﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺒﻼط .ﺗﺘﻨ ﺎول ﺑﻀ ﻊ ﺣﺒ ﺎت .ﺗﺨﻔ ﻲ ﻳ ﺪﻳﻬﺎ ﺧﻠ ﻒ ﻇﻬﺮه ﺎ ﺛ ﻢ ﺗﺒﺮزهﻤ ﺎ ﻣﻀﻤﻮﻣﺘﻴﻦ .ﺗﻀﻌﻬﻤﺎ ﻓﻮق ﻓﺨﺬﻳﻬﺎ اﻟﻌﺎرﻳﻴﻦ .أﻗ ﻮل:ﺣ ﺎدي ﺑ ﺎدي .ﺳ ﻴﺪي "ﻣﺤﻤ ﺪ" اﻟﺒﻐ ﺪادي .ﺷ ﺎﻟﻪ آﻠ ﻪ وﺣﻄ ﻪ ﻋﻠ ﻰ دي .أه ﻮي ﺑﻴ ﺪي ﻋﻠ ﻰ ﻗﺒﻀ ﺘﻬﺎ اﻟﻴﻤﻨ ﻲ ﻓﺘﺴ ﺤﺐ ﻳ ﺪهﺎ ﺿ ﺎﺣﻜﺔ .ﺗﺴ ﺘﻘﺮ ﻳ ﺪي ﻋﻠ ﻰ ﻓﺨ ﺬهﺎ اﻟﻌ ﺎري .ﻳﻘ ﻮل أﺑ ﻲ :ﻟﻈﻠ ﻆ .ﻣ ﺶ آ ﺪﻩ؟ .أﻣﺴ ﻚ ﻟﺤ ﻢ ﻓﺨ ﺬهﺎ وأردد :ﻟﻈﻠ ﻆ. ﺗﻘﻮل:ﺣﺘﻰ "ﺣﺐ اﻟﻌﺰﻳﺰ" ﺳﻌﺮﻩ زاد .آﻞ ﺣﺎﺟﺔ زادت .ﻳﻘﻮل أﺑﻲ إن اﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻋﺎﻧﻮا داﺋﻤﺎ ﻣﻦ ﻇﻠﻢ اﻟﺤﻜﺎم وﻏﻼء اﻷﺳﻌﺎر .أﻳﺎم اﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ آﺎﻧﻮا ﻳﺼﺮﺧﻮن ﻣﻦ ﻏﻠﻮ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﻣﺮددﻳﻦ" :إﻳﺶ ﻳﺠﻴﻠﻚ ﻣﻦ ﺗﻔﻠﻴﺴﻲ ﻳﺎ ﺑﺮدﻳﺴ ﻲ" .أﻃﻠ ﺐ ﻣﻨ ﻪ أن ﻳﺤﻜ ﻲ ﻟﻨ ﺎ إﺣ ﺪى ﻧ ﻮادرﻩ .ﻳﻘ ﻮل إﻧ ﻪ ﺳ ﺎﻓﺮ ﻣ ﺮة إﻟ ﻰ "ﺗﺮآﻴ ﺎ" وﻃﺎف ﺑﻘﺼﺮ "ﻳﻠﺪز" اﻟﻌﺠﻴﺐ .ﺣﻤﺎﻣﺎﺗﻪ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺮﻣ ﺮ .وﻣ ﺰودة ﺑ ﺎﻟﻜﻨﻴﻒ اﻹﻓﺮﻧﺠ ﻲ .أﺣ ﺲ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺗﻀﻐﻂ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺠﻠﺲ ﻓﻮق واﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ .وﻋﻨﺪﻣﺎ اﻧﺘﻬﻰ أدار ﺻﻨﺒﻮر اﻟﻤﻴﺎﻩ وﻓﻮﺟﺊ ﺑﺸﺊ ﻏﺮﻳ ﺐ ﻳﺤﺘﻚ ﺑﻔﺨﺬﻳﻪ .آﻤﺎ ﻟﻮ آﺎﻧﺖ أﻳﺪي ﺑﺸﺮﻳﺔ .ﻗﻔﺰ واﻗﻔًﺎ واآﺘﺸﻒ ﻋﺪة ﻓ ﺮش ﺻ ﻐﻴﺮة ﻣ ﻦ اﻟﻤﻴ ﺎﻩ ﺗﺘﺤ ﺮك ﺑﺨﻔﺔ ﻓﻲ اﺗﺠﺎهﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ. ﺗﺒﺪي ﻋﺠﺒﻬﺎ :ﻳﻌﻤﻠﻮا آﺪﻩ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ اﻟﺨﻼﻓﺔ؟ ـ ﺧﻼﻓﺔ إﻳﻪ؟ إﻧﺘﻲ ﻣﺘﻌﺮﻓﻴﺶ ﺣﺎﺟ ﺔ .ﻟﻤ ﺎ "اﺳ ﺘﺎﻣﺒﻮل" اﺗﻬ ﺪت ﻓ ﻲ اﻟﺰﻟ ﺰال وﺟ ﻢ ﻳﺸ ﻴﻠﻮا اﻟﻨ ﺎس ﻣ ﻦ ﺗﺤﺖ اﻷﻧﻘﺎض ﻟﻘﻮا اﻟﺮﺟﺎﻟﺔ واﻟﺴﺘﺎت ﻻﺑﺴﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ آﺪﻩ .ﻳﺘﺨﻠﻞ أﺻﺎﺑﻊ ﻳﺪﻩ اﻟﻴﺴﺮي ﺑﺄﺻﺎﺑﻊ اﻟﻴ ﺪ اﻟﻴﻤﻨﻲ .ـ هﻢ ﻣﺶ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ؟ .ـ اﻹﺳﻼم آﺎن أﻳﺎم اﻟﺮﺳﻮل واﻟﺨﻠﻔﺎء اﻟﺮاﺷﺪﻳﻦ .ﻳﺤﻜﻲ ﻟﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﺮﺳ ﻮل وأﻣﺎﻧﺘ ﻪ .وﻋ ﻦ "ﻋﻤ ﺮ ﺑ ﻦ اﻟﺨﻄ ﺎب"وﻋﺪﻟ ﻪ .وﻋ ﻦ "ﻋﻠ ﻲ اﺑ ﻦ أﺑ ﻲ ﻃﺎﻟ ﺐ" ووﻟﺪﻳ ﻪ. أﺳﺄﻟﻪ إذا آﺎن ﻗﺪ اﺷﺘﺮك ﻓﻲ ﺛﻮرة .١٩ﻳﻘﻮل :أﻣﺎل .آﻨﺖ أﺳﻴﺐ اﻟﺪﻳﻮان ﻣﻊ اﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ .ﻧﺘﺮص ﻓﻮق ﻋﺮﺑ ﺎت اﻟﻜ ﺎرو وﻧﻠ ﻒ اﻟﺸ ﻮارع واﺣﻨ ﺎ ﺑﻨﻬﺘ ﻒ ﺿ ﺪ اﻹﻧﺠﻠﻴ ﺰ وﺑﺤﻴ ﺎة "ﺳ ﻌﺪ زﻏﻠ ﻮل". ﺗﺴﺄﻟﻪ"ﻓﺎﻃﻤﺔ" :إﻧﺖ ﺷ ﻔﺖ ﺑ ﻼد آﺘﻴ ﺮة ﻳ ﺎ ﺳ ﻴﺪي؟ .ﻳﻘ ﻮل :ﻣ ﺶ آﺘﻴ ﺮ .إﺣﻜ ﻲ ﻟﻨ ﺎ ﻳ ﺎ ﺳ ﻴﺪي .ﻳﻘ ﻮل: ﺣﺄﺣﻜﻴﻠﻚ .ﻧﺎوﻟﻴﻨﻲ اﻟﻘﻠﺔ اﻷول .ﺗﻬﺐ واﻗﻔﺔ وﺗﺘﻨﺎول إﺣﺪي اﻟﻘﻠﻞ اﻟﺜﻼث اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ ﻓﻲ ﺻ ﻴﻨﻴﺔ ﻋﻠ ﻰ
71
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
ﺣﺎﻓ ﺔ ﺳ ﻮر اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ ﻟﺘﺒ ﺮد .ﻳﻜ ﺮع ﻣﻨﻬ ﺎ وﻳﺘﻨﻬ ﺪ راﺿ ﻴﺎ .ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣﻨﻬ ﺎ أن ﺗﺘﺄآ ﺪ ﻣ ﻦ اﻣ ﺘﻼء اﻟﻘﻠﺘ ﻴﻦ اﻷﺧ ﺮﻳﻴﻦ .ﺗﺤﻤ ﻞ اﺣ ﺪاهﻤﺎ إﻟ ﻲ اﻟ ﺪاﺧﻞ ﻟﺘﻤﻸه ﺎ .ﺗﻌ ﻮد ﻓﺘﻀ ﻌﻬﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻴﻨﻴﺔ ﺑ ﻴﻦ ﺣﺒ ﺎت اﻟﻠﻴﻤ ﻮن واﻟﺨﻴﺎر .ﻳﺴﺘﺮﺧﻲ أﺑﻲ ﻓﻲ ﺟﻠﺴ ﺘﻪ .ﻳﺸ ﻌﻞ ﺳ ﻴﺠﺎرﺗﻪ اﻟﺴ ﻮداء .ﻳﻘ ﻮل :أول ﻣ ﺮة آﺎﻧ ﺖ ﻟﻠﺴ ﻮدان ﻣ ﻊ اﻟﺠﻴﺶ .آﺎﻧﺖ أم "ﻧﺒﻴﻠ ﺔ" اﷲ ﻳﺮﺣﻤﻬ ﺎ ﻣﻌﺎﻳ ﺎ .وآﺎﻧ ﺖ ﺣﺒﻠ ﺔ ﻓ ﻲ "ﻧﺒﻴﻠ ﺔ" .ﻧﺰﻟﻨ ﺎ ﻓ ﻲ ﺑﻴ ﺖ ﻣ ﻦ ﺑﺎﺑ ﻪ. اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺮ وﻟﻌﺔ .أدور ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﻓ ﻚ اﻟﻌﻔ ﺶ .ﻣﻔ ﻴﺶ .ﺷ ﻔﺖ اﺗﻨ ﻴﻦ رﺟﺎﻟ ﺔ ﻻﺑﺴ ﻴﻦ أﺑ ﻴﺾ وﻣﻤ ﺪدﻳﻦ ﺗﺤ ﺖ ﺷ ﺠﺮة .آ ﻞ واﺣ ﺪ ﺳ ﺎﻧﺪ ﻋﻠ ﻰ آﻮﻋ ﻪ وﺑﻴﻠﻌﺒ ﻮا "اﻟﺴ ﻴﺠﺔ .واﺣ ﺪ ﻣ ﻨﻬﻢ آ ﺎن ﺑﻴﻤﻀ ﻎ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻲ ﺑﻘﻪ وﺳﻨﺎﻧﻪ ﺳﻮدة زي اﻟﻔﺤﻢ .ﻧﺎدﻳ ﺖ ﻋﻠﻴ ﻪ :ﻳ ﺎ زول.وﻻ ﺣﻴ ﺎة ﻟﻤ ﻦ ﺗﻨ ﺎدي.ﺳ ﻤﻌﺖ ﺻ ﺮاخ "أم ﻧﺒﻴﻠﺔ".ﺟﺮﻳﺖ ﻟﻘﻴﺘﻬﺎ ﻻزﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﻄﺔ.وﺷﻬﺎ أﺻﻔﺮ وﻋﻨﻴﻬﺎ ﻋﻠﻲ رﺑﻄﺔ ﻗﻤﺎش ﻣﻔﻜﻮآﺔ وﺣﺸﺮة ﺻﻐﻴﺮة .ﻋﻘﺮﺑﺔ زﺑﺎﻧﻬﺎ ﻣﺮﻓﻮع .ﺟﻴﺖ أدوﺳﻬﺎ .ﻣﻄﻠﺘﻬﺎش .ﺟﺮْﻳﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﻄﺔ وﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎك. أم "ﻧﺒﻴﻠﺔ" اﺗﺮﻣﺖ ﻓﻲ ﺣﻀﻨﻲ .ﺳﻘﻴﺘﻬﺎ آﻮﺑﺎﻳﺔ ﻣﻴﺔ .ﺑﻘﻴﻨ ﺎ ﻧﻨ ﺎم ﺟ ﻮة اﻟﻨﺎﻣﻮﺳ ﻴﺔ وﻧﺤ ﻂ ﻋﻠ ﺐ ﺻ ﻔﻴﺢ ﻣﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﻋﻤﺪان اﻟﺴﺮﻳﺮ. ﺗﻀ ﻊ "ﻓﺎﻃﻤ ﺔ "ﻳ ﺪهﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﺪرهﺎ وﺗﺒﺴ ﻂ ﺳ ﺎﻗﻴﻬﺎ :ﺣ ﻖ اﻟﻮاﺣ ﺪ ﻣﻴﺘﻐ ﺮﺑﺶ .ﻳﻔﻀ ﻞ ﻓ ﻲ ﺑﻠ ﺪﻩ. ـ إﻧﺖ ﻓﺎآﺮة هﻨﺎ آﺎن أﻣﺎن؟. ﻳﺤﻜ ﻲ ﻟﻨ ﺎ ﻋ ﻦ "اﻟﻘﺮﻋ ﺔ" وآﻴ ﻒ آ ﺎن اﻟﻨ ﺎس ﻳﺘﻬﺮﺑ ﻮن ﻣ ﻦ اﻟﺘﺠﻨﻴ ﺪ .اﻟﻔﻘ ﺮاء ﻳﺼ ﻴﺒﻮن أﻧﻔﺴ ﻬﻢ ﺑﻌﺎهﺎت .ﻓﻲ اﻟﻌﻴﻦ أو اﻟﺬراع أو اﻟﺴﺎق .أﻣﺎ اﻷﻏﻨﻴﺎء ﻓﻴﺸﺘﺮون ﺣﺮﻳﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﺎل .ﻳﺪﻓﻌﻮن " اﻟﺒﺪﻟﻴ ﺔ". وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺠﻤﻊ ﻟﺪى ﻣﻮﻇﻔﻲ اﻟﻘﺮﻋﺔ ﻳﺼﺒﺤﻮن هﺪﻓﺎ ﻟﻠﻠﺼﻮص. ﻳﻬﻮّي ﺑﺎﻟﻄﺎﻗﻴﺔ أﻣﺎم وﺟﻬﻪ :آﻨﺖ أﻧﺎم واﻟﻄﺒﻨﺠﺔ ﺗﺤﺖ اﻟﻤﺨﺪة .هﻲ وآﻴﺲ اﻟﻔﻠﻮس .ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺻ ﺤﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺻﻮت ِرﺟْﻞ ﻓﻮق اﻟﺴﻘﻒ .أﺧﺪت اﻟﻄﺒﻨﺠﺔ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ اﻟﻤﺨﺪة .وﻗﻤﺖ ﺑﺸﻮﻳﺶ .وﻗﻔﺖ ﻓﻲ اﻟﻀ ﻠﻤﺔ وزﻋﻘ ﺖ ﺑﻘ ﻮة وﺟ ﺮاءة :ﻣ ﻴﻦ هﻨ ﺎك؟ ﻣﺤ ﺪش ر ّد .ﻓ ﺎت رﺑ ﻊ ﺳ ﺎﻋﺔ وﻻ ﺻ ﻮت .ﺑﻌ ﺪ ﺷ ﻮﻳﺔ ﻃﻠ ﻊ اﻟﻔﺠﺮﻓﺮﺟﻌﺖ ﻧﻤﺖ. ﺗﺘﻄﻠﻊ إﻟﻴﻪ "ﻓﺎﻃﻤﺔ" ﻣﺒﻬﻮرة :ﻳﺎﻩ .دا اﻧﺖ ﻗﻠﺒﻚ ﺟﺎﻣﺪ ﻗﻮي ﻳﺎ ﺳﻴﺪي. ﻼ إن اﻟﻄﺮق أﻳﻀًﺎ ﻟ ﻢ ﺗﻜ ﻦ ﺁﻣﻨ ﺔ .وﺧﺎﺻ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻌﻴﺪ .ﻓ ﻲ اﻟﻠﻴ ﻞ ﺗﻜﻤ ﻦ اﻟﺮﺑﺎﻃﻴ ﺎت ﻋﻠ ﻲ ﻳﺴﺘﻄﺮدﻗﺎﺋ ً ﺟﻮاﻧﺒﻬﺎ .ﻳﻜﻮن راﺟﻌًﺎ ﻣﻦ ﺳﻬﺮة ﻓﻲ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﺄﻣﻮرأو وآﻴﻞ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ .اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺿﻠﻤﺔ آﺤﻞ .ﻳﺪﻩ ﺗﻘﺒﺾ ﻓ ﻲ ﺣﺰم ﻋﻠﻰ آﻴﺲ اﻟﻨﻘﻮد وﻋﻴﻨﺎﻩ ﺗﻔﺘﺸﺎن ﻓﻲ اﻟﻈﻼم .ـ آﺎن ﻧﻈﺮي وﻗﺘﻬﺎ ﺳﺘﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﺘﺔ .ﻣ ﺮة اﺗﺼ ﺒﺖ ﺑﺮﺻﺎﺻﺔ .ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻲ أﺛﺮ ﺟﺮح ﻓﻲ ﺟﺒﻬﺘﻪ ،ﺑﻴﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ ـ وﻣ ﺮة اﻧﻀ ﺮﺑﺖ ﺑﺴ ﻜﻴﻨﺔ .ﻳ ﺪﻳﺮ رأﺳ ﻪ ﻟﻴﺮﻳﻨ ﺎ أﺛﺮ ﺟﺮح ﻣﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﻗﻔﺎﻩ. أﺳﺄﻟﻪ :وﻟﺴﻪ ﻋﻨﺪك اﻟﻤﺴﺪس؟. ـ ﻻ .اﻻﻧﺠﻠﻴﺰآﺎﻧﻮا ﺑﻴﻠﻤﻮا اﻟﺴﻼح ﻓﺨﺒﻴﺘﻪ ﻓ ﻲ ﺟﻨﻴﻨ ﺔ اﻟﻔ ﻴﻼ .اﻟﻈ ﺎهﺮ ﺧ ﺎل "ﻧﺒﻴﻠ ﺔ" اﻟﻠ ﻲ آ ﺎن ﻋ ﺎﻳﺶ ﻣﻌﺎﻧﺎ ﺳﺮﻗﻪ وﺑﺎﻋﻪ. ﻳ ﺮﻳﻦ ﻋﻠﻴﻨ ﺎ اﻟﺼ ﻤﺖ .ﻳﻘ ﻮل ﺑﻌ ﺪ ﻟﺤﻈ ﺔ :اﻟﻤﻬ ﻢ اﻟﻮاﺣ ﺪ ﻳﻌ ﺮف إزاي ﻳﺘﺼ ﺮف .ﻣ ﺮة آﻨ ﺖ راآ ﺐ اﻟﺘﺮوﻣ ﺎي .ﻃﻠ ﻊ اﺗﻨ ﻴﻦ .واﺣ ﺪ وﻗ ﻒ ﻋﻠ ﻲ اﻟﺴ ﻠﻢ ﻣ ﻦ اﻟﻴﻤ ﻴﻦ .واﻟﺘ ﺎﻧﻲ ﻧ ﻂ ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﻤﺎل .ﺳ ﺄﻟﻨﻲ ﻋ ﻦ اﻟﺴﺎﻋﺔ .اﺷﺘﺒﻬﺖ ﻓﻲ اﻧﻬﻢ ﻧﺸﺎﻟﻴﻦ .ﻣﺪﻳﺖ إﻳﺪي ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻲ وﻃﻠﻌﺘﻬﺎ ﻣﻘﻔﻮﻟﺔ .ﻋﻤﻠﺖ إﻧ ﻲ ﺑ ﺎﺑﺺ ﻓﻴﻬ ﺎ. وﻗﻠﺖ ﻟﻪ اﻟﻮﻗﺖ ﺑﺎﻟﺘﻘﺮﻳﺐ .اﻟﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻴﻤﻴﻦ راح ﺿﺎﺣﻚ وﻗﺎل ﻟﺰﻣﻴﻠﻪ:ﺳﻴﺒﻪ ﻳﺎ ﺟﺪع .ﺑ ﺎﻳﻦ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻣ ﻦ أهﻞ اﻟﺼﻨﻌﺔ.
72
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
ﺗﻀﺤﻚ "ﻓﺎﻃﻤﺔ" وﺗﺨﺒﻂ ﺑﻴﺪهﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺨﺬﻳﻬﺎ اﻟﻌﺎرﻳﻴﻦ .أﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ أن ﻳﺤﻜﻲ ﻟﻨﺎ ﻋﻦ "ﺣﺎﻓﻆ ﻧﺠﻴ ﺐ". ﻳﻘﻮل إﻧﻪ آﺎن ﻟﺼٍﺎ داهﻴﺔ وﻧﺼﺎﺑﺎ دوﻟﻴٍﺎ .واﺷﺘﻬﺮ ﺑﻘﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻲ اﻟﺘﻨﻜﺮ واﻹﻓ ﻼت ﻣ ﻦ اﻟﺒ ﻮﻟﻴﺲ .ـ ﻣ ﺮة ﻣﺴ ﻜﻮﻩ ﻣﺘﻨﻜ ﺮ ﻋﻠ ﻰ هﻴﺌ ﺔ ﺑ ﺎرون اﻳﻄ ﺎﻟﻲ .وﻣ ﺮة زي اﻟﺴ ﻔﻴﺮ اﻟﺘﺮآ ﻲ .وﻣ ﺮة ﺛﺎﻟﺜ ﺔ ﻻﺑ ﺲ ﻗﺴ ﻴﺲ. ﺐ .اﻟﻘﺎﺿ ﻲ ﺑﻴﻠﺘﻔ ﺖ ﻣﻠﻘ ﺎهﻮش .ﻟﺤ ﺪ اﻟﻮﻗ ﺖ ﻣﺤ ﺪش اﻟﻤﻬﻢ .ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ آﺎن واﻗﻒ ﻓﻲ اﻟﻘﻔﺺ .و ُه ْ ﻳﻌﺮف إزاي ﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﻘﻔﺺ. ﺗﻘ ﻮل :واﻟﻨﺒ ﻲ ﻳ ﺎ ﺳ ﻴﺪي ﺗﺤﻜﻴﻠﻨ ﺎ ﻋ ﻦ "ﺟﺤ ﺎ" .ﻳﻘ ﻮل إن "ﺟﺤ ﺎ" ﺳ ﻜﻦ ﻣ ﺮة ﻓ ﻲ دار .ﺑﻌ ﺪ ﻳ ﻮﻣﻴﻦ ﻼ إن اﻟﺴ ﻘﻒ اﺷﺘﻜﻲ ﻟﺼﺎﺣﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺮﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺳﻘﻔﻬﺎ .وإﻧﻪ ﻳﺨﺸﻰ ﺳﻘﻮﻃﻪ .ﻃﻤﺄﻧ ﻪ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟ ﺪار ﻗ ﺎﺋ ً ﻳﺴﺒﺢ اﷲ .ﻗﺎل "ﺟﺤﺎ" :ﻣﺎ هﻮ دﻩ اﻟﻠﻲ أﻧﺎ ﺧﺎﻳﻒ ﻣﻨ ﻪ .ﻗﺎﻟ ﻪ :ﻟﻴ ﻪ؟ ﻗ ﺎل :ﻳﻤﻜ ﻦ ﻳﺴ ﻮق ﻓﻴﻬ ﺎ وﻳﺴ ﺠﺪ ﻋﻠﻴﻨﺎ .ﻳﻨﻔﺠﺮ أﺑﻲ ﺿ ﺎﺣﻜﺎ ﺣﺘ ﻰ ﺗ ﺪﻣﻊ ﻋﻴﻨ ﺎﻩ .ﻳﻤﺴ ﺤﻬﻤﺎ ﻗ ﺎﺋﻼ :رﺑﻨ ﺎ ﻳﺠﻌﻠ ﻪ ﺧﻴ ﺮ .أﺳ ﺄﻟﻪ ﻟﻤ ﺎذا ﻳﻘ ﻮل ذﻟﻚ .ﻳﻘﻮل إن اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺴﻌﻴﺪ ﻳﺘﺒﻌﻪ داﺋﻤًﺎ وﻗﺖ ﺳﺊ .ﻧﺘﻨﺎول اﻹﻓﻄ ﺎر ﻓ ﻮق ﻣﺮآ ﺐ ﻋﻨ ﺪ روض اﻟﻔ ﺮج. ﻓﻮل ﻣﺪﻣﺲ وﻋﺴﻞ ﻧﺤﻞ ﺑﺎﻟﻘﺸﻄﺔ.اﻟﻤﺎﺋﺪة ﺧﺸﺒﻴﺔ ﻣﺪهﻮﻧﺔ ﺑﺎﻟﻠﻮن اﻷزرق .أﻣﻲ ﺗﺪﻧﺪن ﺑﺄﻏﻨﻴﺔ .ﻧﻐ ﺎدر ﺤ ﺎ .ﻳ ﺪﻋﻮﻧﻲ ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟﻤﺮآﺐ وﻧﻤﺸ ﻲ وﺳ ﻂ ﻣ ﺰارع .ﻧ ﺪﺧﻞ ﺑﺴ ﺘﺎﻧًﺎ ﻟﻠﻔﺎآﻬ ﺔ .ﻳﺸ ﺘﺮي أﺑ ﻲ ﻣ ﻮزًا وﺑﻠ ً اﻟﻤﺸﺘﻞ ﻷآﻞ اﻟﺠﻮاﻓﺔ .ﺁآﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﺘﻠ ﺊ ﺑﻄﻨ ﻲ .ﻧﻐ ﺎدر اﻟﻤﺸ ﺘﻞ .أﺗﻌﺜ ﺮ ﻓ ﻲ ﻏﻄ ﺎء ﺑﻜﺒ ﻮرت .أﻗ ﻊ ﻓﻮﻗ ﻪ وﺗﺼﻄﺪم رأﺳﻲ ﺑﻪ .أﺗﻘﻴﺄ آﻞ ﻣﺎ أآﻠﺘﻪ. ﻳﺘﻨﺎهﻰ إﻟﻴﻨﺎ ﺻﻮت "ﻋﺒﺪ اﻟﻮهﺎب ﻣﻦ رادﻳﻮ "أم زآﻴﺔ" .ﻳﻐﻨﻲ :ﻓﻲ اﻟﺒﺤ ﺮ ﻟ ﻢ ﻓ ﺘﻜﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺒ ﺮ ﻓﺘ ﻮﻧﻲ. ﺑﺎﻟﺘﺒﺮ ﻟﻢ ﺑﻌﺘﻜﻢ ﺑﺎﻟﺘﺒﻦ ﺑﻌﺘ ﻮﻧﻲ .ﻳﻐﻨ ﻲ أﺑ ﻲ ﻣﻌ ﻪ :أﻧ ﺎ آﻨ ﺖ وردة ﻓ ﻲ ﺑﺴ ﺘﺎن ﻗﻄﻔﺘ ﻮﻧﻲ ،وآﻨ ﺖ ﺷ ﻤﻌﺔ ﺟ ﻮﻩ اﻟﺒﻴ ﺖ ﻃﻔﻴﺘ ﻮﻧﻲ .ﻳﻬ ﺰ رأﺳ ﻪ ﻓ ﻲ ﺣ ﺰن وﻳﻘ ﻮل:ﺑﻌ ﺪ ﻣ ﺎ آﻨ ﺖ ﻳ ﺎ "ﺧﻠﻴ ﻞ" وردة ﻓ ﻲ إﻳ ﺪ اﻟﻨ ﺎس ﻳﺸ ﻤﻮك ﺑﻘﻴ ﺖ ﻳ ﺎ "ﺧﻠﻴ ﻞ" زي اﻟﻄﺒ ﻴﺦ اﻟﻠ ﻲ ﺣﻤ ﺾ دﻟﻘ ﻮك .ﺗﻘ ﻮل "ﻓﺎﻃﻤ ﺔ" :ﻣ ﺎ ﺗﻘ ﻮﻟﺶ آ ﺪﻩ ﻳ ﺎ ﺳﻴﺪي .إﻧﺖ أهﻪ زي اﻟﻔﻞ. ﻳﻨﻬﺾ واﻗﻔﺎ وﻳﺨﻄﻮ ﻋﺒﺮ اﻟﻐﺮﻓﺔ .ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻓﺨﺬي ﻓﺎﻃﻤﺔ .ﻳﺮﺗﻔﻊ ﺻﻮت "ﻋﺒﺎس " ﻣﻨﺎدﻳًﺎ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ. ﺗﻐﻄﻲ ﻓﺨﺬﻳﻬﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ وﺗ ﻨﻬﺾ واﻗﻔ ﺔ .ﺗﻘ ﻮل :ﺗﺼ ﺒﺤﻮا ﻋﻠ ﻰ ﺧﻴ ﺮ .ﻳﺼ ﺤﺒﻨﻲ إﻟ ﻰ اﻟﻜﻨﻴ ﻒ اﺳ ﺘﻌﺪادًا ﻟﻠﻨﻮم.ﻳﻄﻔﻰء اﻟﻨﻮر .ﻳﺴﺘﻠﻘﻲ إﻟﻰ ﺟﻮاري .ﻳﺘﺮك ﺑﺎب اﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣًﺎ .أﻗﻮل ﻟﻪ :ﻣﺶ ﺧ ﺎﻳﻒ ﺣﺮاﻣ ﻲ ﻳ ﺪﺧﻞ؟ .ﻳﻘ ﻮل :ﻣ ﻦ ﺗﻮآ ﻞ ﻋﻠ ﻰ اﷲ ﺣﻤ ﺎﻩ .ﻳﺘﻠ ﻮ ﺁﻳ ﺔ "اﻟﻜﺮﺳ ﻲ" .أﻓﻜ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻼﺋﻜ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺤﺮﺳ ﻨﺎ وﺗﺮﻓﺮف ﺣﻮﻟﻨﺎ .أروح ﻓﻲ اﻟﻨﻮم .أﺳﺘﻴﻘﻆ ﻓﺠﺄة ﻋﻠ ﻰ ﺣﺮآ ﺔ ﺑﺠ ﻮاري .أﺑ ﻲ ﻳﻬ ﺮش ﺑ ﻴﻦ ﺳ ﺎﻗﻴﻪ.أﻧ ﺎم. أﺳ ﺘﻴﻘﻆ ﻣ ﺮة أﺧ ﺮى .ﻣ ﺎ زال ﻳﻬ ﺮش .ﺗﺘﺴ ﺎرع ﺣﺮآ ﺔ ﻳ ﺪﻩ .ﻳﺘﻨﻬ ﺪ .ﻳﺴ ﺘﺪﻳﺮ ﻧ ﺎﺣﻴﺘﻲ .أﻏﻠ ﻖ ﻋﻴﻨ ﻲ وأﺳﺘﻐﺮق ﻓﻲ اﻟﻨﻮم. اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ٢٧ ﻳﺒﺪأ اﻹﺿﺮاب ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺼﺔ اﻷوﻟﻲ ﻣﺒﺎﺷﺮة .ﻧﺮدد ﺧﻠﻒ ﻃﺎﻟﺐ ﺑﻄﺮﺑ ﻮش ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻨﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴ ﺔ:ﻋﺎﺷ ﺖ ﻣﺼ ﺮ ﺣ ﺮة ﻣﺴ ﺘﻘﻞ" .ﻧﻄﺎﻟ ﺐ ﺑﺈﺳ ﺘﺌﻨﺎف اﻟﻘﺘ ﺎل ﻣ ﻊ اﻟﺼ ﻬﺎﻳﻨﺔ وﺟ ﻼء اﻹﻧﺠﻠﻴ ﺰ ووﺣ ﺪة ﻣﺼ ﺮ واﻟﺴ ﻮدان .ﻧﻐ ﺎدر اﻟﻤﺪرﺳ ﺔ .ﻳﻘﺘ ﺮح اﻟ ﺒﻌﺾ اﻟ ﺬهﺎب إﻟ ﻰ اﻟﺠﺎﻣﻌ ﺔ ﻟﻼﻧﻀ ﻤﺎم إﻟ ﻲ ﻃﻠﺒﺘﻬ ﺎ .ﻳﻘﺘ ﺮح ﺁﺧ ﺮون اﻻﺗﺠ ﺎﻩ إﻟ ﻰ ﻣﺪرﺳ ﺘﻲ "ﻓ ﺆاد اﻷول" و"اﻟﺤﺴ ﻴﻨﻴﺔ" .أﺗ ﺬآﺮ ﺗﻌﻠﻴﻤ ﺎت أﺑ ﻲ .أﻧﺴ ﺤﺐ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻈﺎهﺮة وأﺗﺴﻠﻞ ﻋﺒﺮ اﻟﺸﻮارع اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ اﻟﻤﺆدﻳﺔ إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ. ﻳﻔﺘﺢ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺟﻠﺒﺎﺑﻪ اﻟﻜﺴﺘﻮر .اﻟﻄﺎﻗﻴﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎء ﻓﻮق رأﺳﻪ .ﻣﻘﻄﺐ .ﺑﻘﺎﻳﺎ اﻹﻓﻄﺎرﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋ ﺪة اﻟﺼ ﺎﻟﺔ. أروي ﻟﻪ ﻣﺎ ﺣﺪث .ﻳﻘﻮل :ﺣﻂ اﻟﺸ ﻨﻄﺔ واﻗﻌ ﺪ ذاآ ﺮ .ﻏﺮﻓﺘﻨ ﺎ ﻣﻜﺘﻮﻣ ﺔ واﻟﻔ ﺮاش ﻏﻴ ﺮ ﻣﺮﺗ ﺐ .أﺳ ﺄﻟﻪ: ه ﻲ "ﻓﺎﻃﻤ ﺔ" ﻣﺠ ﺘﺶ واﻻ إﻳ ﻪ؟ ﻳ ﺮد ﺑﺎﻗﺘﻀ ﺎب:ﻻ .أﺿ ﻊ اﻟﺸ ﻨﻄﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻜﺘ ﺐ .أﺳ ﺘﺨﺮج آﺘ ﺎب
73
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
اﻟﺘﺎرﻳﺦ .أﻓﺘﺤﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ "ﻋﺜﻤﺎن" .أﻗﺮأ ﻗﺼﺔ اﻟﺨﻼف ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ "ﻋﻠ ﻰ اﺑ ﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ" واﻟﻨﻬﺎﻳﺔ اﻟﻤﺄﺳﺎوﻳﺔ ﻟﻼﺛﻨﻴﻦ. ﻳﺪق ﺟﺮس اﻟﺒﺎب .أﺟﺮي ﻷﻓﺘﺢ" .ﻓﺎﻃﻤ ﺔ" ﺗﺤﻤ ﻞ ﺻ ﺮة ﻣﻼﺑ ﺲ.ﻓ ﻲ ﻗ ﺪﻣﻴﻬﺎ ﺷﺒﺸ ﺐ ﻣ ﻦ اﻟﺒﻼﺳ ﺘﻴﻚ اﻟﺸﻔﺎف .دﻣﻮﻋﻬﺎ ﺗﺴﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻳﻬﺎ .ﺗﻘﻮل إن "ﻋﺒﺎس" ﺿﺮﺑﻬﺎ وﻃﺮدهﺎ .وإﻧﻬﺎ ﺳﺘﺴﺎﻓﺮ إﻟﻰ اﻟﺒﻠ ﺪ. ﻳﻘﻮل ﻟﻬﺎ أﺑﻲ :اهﺪي واﻗﻌﺪي .ﺗﻘﻮل إﻧﻬﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺒﻴﺖ ﻟﻴﻠﺔ أﺧﺮى ﻣﻊ "ﻋﺒﺎس" .ﻳﻘﻮل إن اﻟﺒﻴﺖ ﺑﻴﺘﻬﺎ وإﻧﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺒﻴﺖ ﻋﻨﺪﻧﺎ إﻟﻰ أن ﻳﺨﺮج اﻟﺤﺎج"ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻠﻴﻢ" ﻣﻦ اﻟﺤﺒﺲ .ـ ﻳﺎﷲ ﺑﻼش ﻋﻴ ﺎط. ﻗﻮﻣﻲ ﺷﻮﻓﻲ ﺷﻐﻠﻚ. ﺗﻨﻈ ﻒ اﻟﻤﺎﺋ ﺪة واﻟﻐﺮﻓ ﺔ واﻟﻤﻄ ﺒﺦ .ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣﻨﻬ ﺎ أن ﺗﻌ ﺪ ﻟﻨﻔﺴ ﻬﺎ ﺣﻤﺎ ًﻣ ﺎ .ﺗﻨﻘ ﻞ اﻟﻤﻮﻗ ﺪ إﻟ ﻰ ﻏﺮﻓ ﺔ اﻟﺼﺎﻟﻮن .ﺗﺸﻌﻠﻪ و ﺗﻀﻊ ﻓﻮﻗﻪ ﺻﻔﻴﺤﺔ اﻟﻤﻴﺎﻩ .ﺗﻤﻸ ﺣﻮض اﻟﺰﻧﻚ إﻟﻰ ﻣﻨﺘﺼﻔﻪ ﺑﺎﻟﻤ ﺎء .ﺗﻀ ﻌﻪ وﺳ ﻂ اﻟﻐﺮﻓﺔ .ﻧﺪﺧﻞ ﻣﻌﻬﺎ .ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ أن ﺗﻐﺴﻞ ﺷﻌﺮهﺎ ﺟﻴﺪا.ﻳﺴﺄﻟﻬﺎ :ﻋﻨﺪك ﻓﻼﻳﺔ؟. ـ أﻳﻮﻩ .ﻟﻴﻪ؟. ـ ﻋﻠﺸﺎن اﻟﻘﻤﻞ. ﺗﻘﻮل إن ﺷﻌﺮهﺎ ﻧﻈﻴﻒ. ـ ﻣﻌﺎك ﻟﻴﻔﺔ؟ واﻻ أﺟﻴﺒﻠﻚ ﻟﻴﻔﺘﻨﺎ؟ ﺗﻘﻮل :ﻷ ﻣﻌﺎﻳﺎ. ـ ﻋﻨﺪك هﺪوم ﻧﻀﻴﻔﺔ؟. ـ ﻋﻨﺪي. ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬ ﺎ أن ﺗﻀ ﻊ ﻣﻼﺑﺴ ﻬﺎ اﻟﻤﺘﺴ ﺨﺔ ﺟﺎﻧ ًﺒ ﺎ ﻟﺘﻐﻠﻴﻬ ﺎ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ .ﻧﻐ ﺎدر اﻟﻐﺮﻓ ﺔ .ﺗﻐﻠ ﻖ اﻟﺒ ﺎب ﺧﻠﻔﻨ ﺎ. ﻧ ﺪﺧﻞ ﻏﺮﻓﺘﻨ ﺎ .أﺟﻠ ﺲ إﻟ ﻲ ﻣﻜﺘﺒ ﻲ وأواﺻ ﻞ اﻻﺳ ﺘﺬآﺎر.ﻳﺸ ﻌﻞ أﺑ ﻲ ﺳ ﻴﺠﺎرﺗﻪ .ﻳﻐ ﺎدر اﻟﻐﺮﻓ ﺔ .أﺗﺒﻌ ﻪ. ـ ﺑﺎﺑﺎ .ﻟﻴﻪ ﺑﻴﻘﻮﻟﻮ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ "ﻋﻠﻰ" آﺮم اﷲ وﺟﻬﻪ؟. ـ ﻷن ﻋﻤﺮﻩ ﻣﺎ ﺑﺺ ﻋﻠﻰ ﻋﻮرة ﺣﺪ .وﻻ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ. أﺳﺄل :هﻮ دﻩ ﺣﺮام؟. ـ أﻳﻮﻩ .ﺗﻔﺮج "ﺳﻠﻤﻰ" ﺳ ﺎﻗﻴﻬﺎ ..ﻣﻨﻄﻘ ﺔ ﻣﻈﻠﻤ ﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤ ﺎ .ﺗﻨﺘﻘ ﻞ "ﻣﺎﻣ ﺎ "ﺗﺤﻴ ﺔ" إﻟ ﻰ اﻹﺑ ﻂ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ. ﺗﺪﻳﺮ رأﺳﻬﺎ ﻟﺘﺘﺄﻣﻠﻪ .ﺗﺘﺤﺴﺴﻪ ﺑﺄﺻ ﺎﺑﻌﻬﺎ .ﺗ ﻨﻬﺾ واﻗﻔ ﺔ .ﺗﻘ ﻮل ﻟ ﻲ وه ﻲ ﺗﻤﺴ ﻜﻨﻲ ﺑﺮﻗ ﺔ ﻣ ﻦ أذﻧ ﻲ: ﻋﻠﻰ أوﺿﺘﻚ .ﺗﻌﻘﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺘﺨﺮﺟﺶ ﻣﻨﻬﺎ .أﻣﺴﻚ ﺑﻴ ﺪهﺎ ﻓ ﻲ رﺟ ﺎء:ﻻ واﻟﻨﺒ ﻲ ﻳ ﺎ ﻣﺎﻣ ﺎ ﺑ ﻼش ﻟﻮﺣ ﺪي. ﻰ. ﺗﺘﺄﻣﻠﻨﻲ ﺑﺎﺳﻤﺔ :ﻃﻴﺐ ﺗﻘﻌﺪ ﻓﻲ اﻟﺼﺎﻟﺔ ﺑﺸﺮط ﻣﺎﺗﺒﺼﺶ ﻋﻠ ّ أدﺧﻞ ﻏﺮﻓﺘﻨﺎ ﺛﻢ أﺧﺮج .ﻳﺘﻤﺸﻰ ﻓﻲ اﻟﺼﺎﻟﺔ ﺟﻴﺌﺔ وذهﺎﺑًﺎ وﻳﺪاﻩ ﻣﻌﻘﻮدﺗﻴﻦ ﺧﻠﻒ ﻇﻬﺮﻩ .ﻳﻘﻮل ﻟﻲ إﻧﻬ ﺎ ﻋﺒﻴﻄﺔ وﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺤﺮق ﻧﻔﺴﻬﺎ .أورﺑﻤﺎ ﺗﺨﺪﻋﻨﺎ وﻻ ﺗﺴﺘﺤﻢ :ﺑﺺ آﺪﻩ ﺷﻮف ﺑﺘﻌﻤ ﻞ إﻳ ﻪ .أﺗﻄﻠ ﻊ ﻣ ﻦ ﺛﻘ ﺐ اﻟﻤﻔﺘ ﺎح .ﺗﺼ ﻄﺪم ﻧﻈ ﺎرﺗﻲ ﺑﺎﻟﺒ ﺎب .أﺿ ﻐﻄﻬﺎ ﻋﻠ ﻲ أﻧﻔ ﻲ .أﺗﻄﻠ ﻊ ﻣ ﻦ ﺟﺪﻳ ﺪ .أراه ﺎ ﺟﺎﻟﺴ ﺔ ﻓ ﻲ
74
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
اﻟﺤ ﻮض وﻻ ﻳﻈﻬ ﺮ ﻣﻨﻬ ﺎ ﻏﻴ ﺮ آﺘﻔﻴﻬ ﺎ اﻟﻌ ﺎرﻳﻴﻦ .اﻟﺒﺨ ﺎر ﻳﺘﺼ ﺎﻋﺪ ﻣ ﻦ ﺻ ﻔﻴﺤﺔ اﻟﻤﻴ ﺎﻩ .ﺗﻤﺴ ﻚ أﻣ ﻲ ﺑﺎﻟﻜﻮز اﻟﻤﻌﺪﻧﻲ .ﺗﻤﻠﺆﻩ إﻟﻰ ﻣﻨﺘﺼﻔﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎء اﻟﺴﺎﺧﻦ .ﺗﻨﺴﻲ أن ﺗﺨﻔﻔﻪ ﺑﺎﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺒﺎردة. أﻗﻮل ﻟ ﻪ إﻧﻬ ﺎ ﻋﺎرﻳ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﻮض .ﻳﻘ ﻮل :ورﻳﻨ ﻲ .ﻳﻨﺤﻨ ﻲ وﻳﻨﻈ ﺮ ﻣ ﻦ ﺛﻘ ﺐ اﻟﺒ ﺎب .ﻳﻌﺘ ﺪل وﻳﻮاﺻ ﻞ اﻟﻤﺸﻲ ﺣﻮل ﻣﺎﺋﺪة اﻟﺼﺎﻟﺔ .ﻳﻤﺴﺪ ﺷﺎرﺑﻪ ﺑﺴﺒﺎﺑﺘﻪ .أﻻﺣﻆ أن ﻋﻴﻨﻴ ﻪ ﺗﻠﻤﻌ ﺎن .ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣﻨ ﻲ أن أﻋ ﺮض ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ﻓﻲ دﻋﻚ ﻇﻬﺮهﺎ. أﻓﻌﻞ ﻣﺘﻀﺮرًا .ﺗﺮﻓﺾ .ﺗﺨﺮج ﺑﻌ ﺪ ﻗﻠﻴ ﻞ ﻓ ﻲ ﺟﻠﺒ ﺎب ﻣﻠ ﻮن وه ﻲ ﺗﻤﺸ ﻂ ﺷ ﻌﺮهﺎ .ﺗﺘﻨ ﺎﺛﺮ ﻣﻨ ﻪ اﻟﻤﻴ ﺎﻩ. ﻳﺴﺄﻟﻬﺎ إذا آﺎﻧﺖ ﻏﻠﺖ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ .ﺗﻘﻮل أﻳﻮﻩ. ﺗﻐﻴﱢﺮ ﻣﻴ ﺎﻩ اﻟﺤ ﻮض .ﺗﺤﻀ ﺮ ﻃﺸ ﺖ اﻟﻐﺴ ﻴﻞ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻄ ﺒﺦ .ﺗﻀ ﻌﻪ ﺑﺠ ﻮار اﻟﺼ ﻔﻴﺤﺔ..ﻳﺘﻤﺸ ﻰ أﺑ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺼﺎﻟﺔ وهﻮ ﻳﺮﻗﺒﻬﺎ .أﺣﻀﺮ آﺘﺎب اﻟﺘﺎرﻳﺦ وأﺟﻠﺲ إﻟﻰ اﻟﻤﺎﺋﺪة ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻏﺮﻓ ﺔ اﻟﻀ ﻴﻮف .ﺗﺠﻠ ﺲ ﻓﻮق ﻣﻘﻌﺪ اﻟﻤﻄﺒﺦ اﻟﺨﺸﺒﻲ اﻟﻮاﻃﺊ .ﺗﺠﻤﻊ ﺟﻠﺒﺎﺑﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻓﺨﺬﻳﻬﺎ ﻓﺘﺘﻌﺮى رآﺒﺘﺎهﺎ وﺟﺰء ﻣ ﻦ ﻓﺨ ﺬﻳﻬﺎ. ﻣﻨﺤﻨﻴﺔ ﻓﻮق ﺳﺎﻗﻬﺎ اﻟﻴﻤﻨﻰ اﻟﻤﺜﻨﻴ ﺔ .ﺗﻀ ﻊ ﻗﻄﻌ ﺔ ﺣ ﻼوة أﻋﻠ ﻰ اﻟﻘ ﺪم .ﺗﺮﻓﻌﻬ ﺎ وﺗﻠﻴﻨﻬ ﺎ .ﺗﻀ ﻌﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺴﺎق .ﺗﻜﺮر اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﻘﺘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﻓﺨﺬهﺎ. ﺗﻨﻘﻞ اﻟﻤﻼﺑﺲ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﻴﺤﺔ إﻟﻰ اﻟﻄﺸﺖ وﺗ ﺪﻋﻜﻬﺎ.ﺗﻀ ﻌﻬﺎ ﻓ ﻲ ﻣﻴ ﺎﻩ اﻟﺤ ﻮض .ﺗ ﺪﻋﻜﻬﺎ ﺛ ﻢ ﺗﻌﺼ ﺮهﺎ. ﺗﻨﺸﺮهﺎ ﻓﻮق ﺣﺒﻞ اﻟﻤﻨﻮر .ﺗ ﺘﺨﻠﺺ ﻣ ﻦ ﻣﻴ ﺎﻩ اﻟﺤ ﻮض واﻟﺼ ﻔﻴﺤﺔ.ﺗﺠﻔ ﻒ اﻷرض .ﺗﻌﻴ ﺪ اﻟﻤﻮﻗ ﺪ إﻟ ﻰ اﻟﻤﻄ ﺒﺦ .ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣﻨﻬ ﺎ أن ﺗﻨﻘ ﻊ ﻣﻔ ﺮش اﻟﻤﺎﺋ ﺪة اﻟﻤﺸ ﻤﻊ ﻓ ﻲ اﻟﻄﺸ ﺖ .ﻳﺘﺒ ﺪى ﺳ ﻄﺢ اﻟﻤﺎﺋﺪةاﻟﺨﺸ ﺒﻲ ﻣﻠﻮﺛًﺎ ﺑﺒﻘﻊ ﻣﻦ اﻟﺰﻳﺖ. ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ إﺷﻌﺎل اﻟﻤﻮﻗﺪ ﻟﻴﻌﺪ ﻃﻌﺎم اﻟﻐﺪاء .ﻳﻨﻬﻤﻚ ﻓﻲ ﺗﺤﻤﻴﺮ ﻗﻄﻌﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻠﺤ ﻢ .ﻳﻀ ﻴﻒ إﻟﻴﻬ ﺎ ﺣﺒ ﺎت ﻰ ﻷﺣﻀ ﺮ ﻟ ﻪ ﻋﻠﺒ ﺔ اﻟﻤﻠ ﺢ ﻣ ﻦ ﻓ ﻮق اﻟﺒﻮﻓﻴ ﻪ .أه ﺮع ﻣ ﻦ اﻟﻔﺤ ﻢ .ﻳﻌ ﺪ اﻟﺴ ﻼﻃﺔ اﻟﺨﻀ ﺮاء .ﻳﻨ ﺎدي ﻋﻠ ﱠ إﻟﻴﻬ ﺎ .أﻣ ﺪ ﻳ ﺪي ﻷﺗﻨﺎوﻟﻬ ﺎ .ﺗﺴ ﺒﻘﻨﻲ "ﻓﺎﻃﻤ ﺔ" وﺗ ﺰﻳﺢ ﻳ ﺪي .ﺗﺼ ﻴﺢ :ﺣﺎﺿ ﺮ ﻳ ﺎ ﺳ ﻴﺪي .ﺗﺤﻤ ﻞ إﻟﻴ ﻪ اﻟﻤﻠﺢ .أﺗﺒﻌﻬﺎ ﺳﺎﺧﻄًﺎ. ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﺗﺤﻤﻴﺮ اﻟﻠﺤﻢ .ﻳﺴﺨﱢﻦ اﻟﺨﺒﺰ ﻓﻮق اﻟﻨﺎر .ﺗﻀﻊ ﻃﺒﻘﻴﻦ ﻓﻮق اﻟﻤﺎﺋ ﺪة .ﻳﻘ ﻮل إن اﻟﻤﺎﺋ ﺪة ﻗ ﺬرة ﻻ ﺗﻔﺘﺢ اﻟﺸﻬﻴﺔ .ﺗﻬﺮع ﻟﺘﻨﻈﻴﻔﻬﺎ ﺑﻠﻴﻔﺔ اﻟﻤﻄﺒﺦ .ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ أن ﺗﺆﺟﻞ ذﻟﻚ إﻟﻰ ﺑﻌ ﺪ اﻷآ ﻞ .ﻳﺤﻤ ﻞ ﺣﻠ ﺔ اﻟﻠﺤﻢ إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻨﺎ .ﻳﻀﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻟﻤﺴﺘﺪﻳﺮة .ﺗﻀ ﻢ إﻟﻴﻬ ﺎ اﻟﻄﺒﻘ ﻴﻦ واﻟﺨﺒ ﺰ .ﺗﺤ ﺘﻔﻆ ﺑﻄﺒﻘﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﻳﺪهﺎ .ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻮق ﺣﺎﻓﺔ اﻟﺴﺮﻳﺮ .أﺟﺮ آﺮﺳ ﻲ اﻟﻤﻜﺘ ﺐ وأﺟﻠ ﺲ أﻣﺎﻣ ﻪ .ﻳﻐ ﺮف ﻟﻨ ﺎ .ﺗﻘ ﺪم إﻟﻴ ﻪ ﻃﺒﻘﻬ ﺎ. ﻳﻐﺮف ﻟﻬ ﺎ .ﺗﻬ ﻢ ﺑ ﺎﻟﺠﻠﻮس ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ﻓﻴﻘ ﻮل ﻟﻬ ﺎ :اﻗﻌ ﺪي ع اﻟﺴ ﺮﻳﺮ.اﻧﺘ ﻲ زي ﺑﻨﺘ ﻲ .ﺗﺠﻠ ﺲ إﻟ ﻰ ﻰ ﺟﻮارﻩ .أﻓﻘﺪ آﻞ رﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻷآﻞ .ﻳﺪق ﺟﺮس اﻟﺒﺎب .ﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎم ﻟﻔﺘﺤﻪ ﻓﻴﺸﻴﺮ ﻟﻬﺎ أن ﺗﺒﻘﻰ .ﻳﺸﻴﺮ إﻟ ﱠ أن أرى ﻣﻦ اﻟﻄﺎرق .أﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎب ﻷﺟﺪ "ﻋﺒﺎس" أﻣﺎﻣﻲ. ـ "ﻓﺎﻃﻤﺔ" هﻨﺎ؟ .ﻻ أﻋﺮف ﺑﻤﺎذا أﺟﻴﺐ. ـ ﻃﺐ اﻧﺪهﻠﻲ اﻟﺒﻴﻪ. أﺗﺮآﻪ وأﺳﺮع ﻷﺑﻲ .ﻳﻨﻬﺾ واﻗﻔًﺎ وﻳﻐﺎدر اﻟﻐﺮﻓﺔ.ﻳﻐﻠﻖ اﻟﺒﺎب ﺧﻠﻔﻪ .أﻓﻜ ﺮ ﻓ ﻲ أن أﺗﺒﻌ ﻪ ﻟﻜﻨ ﻲ ﻻ أرﻳ ﺪ أن أﺗ ﺮك"ﻓﺎﻃﻤ ﺔ" وﺣ ﺪهﺎ .أﻗ ﻒ ﺧﻠ ﻒ اﻟﺒ ﺎب .ﺗﻘ ﻒ إﻟ ﻰ ﺟ ﻮاري .ﻧﻨﺼ ﺖ .ﺻ ﻮت أﺑ ﻲ :اﻗﻌ ﺪ ﻳ ﺎ "ﻋﺒ ﺎس" .ﻳﺤﺪﺛ ﻪ ﺑﻠﻬﺠ ﺔ ﺣﺎزﻣ ﺔ .ﻻ ﻧﺘﺒ ﻴﻦ ﺷ ﻴﺌ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺤ ﺪﻳﺚ اﻟ ﺪاﺋﺮ .ﺻ ﻮت "ﻋﺒ ﺎس" ﻳ ﻮﺣﻲ ﺑﺎﻟﻤﺴﻜﻨﺔ .ﻳﻨﺎدي أﺑﻲ ﻋﻠﻰ "ﻓﺎﻃﻤﺔ" .ﺗﺨ ﺮج إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﺎﻟﺔ وأﻧ ﺎ ﺧﻠﻔﻬ ﺎ .ﻳﻘ ﻮل ﻟﻬ ﺎ :ﺧ ﻼص ﻳ ﺎ ﺑﻨﺘ ﻲ. روﺣ ﻲ ﻣ ﻊ ﺟ ﻮزك .ﻣ ﺶ ﺣﻴﻤ ﺪ إﻳ ﺪﻩ ﻋﻠﻴﻜ ﻲ ﺗ ﺎﻧﻲ .وإﺑﻘ ﻲ ﺧ ﺪي ه ﺪوﻣﻚ ﺑﻌ ﺪﻳﻦ ﻟﻤ ﺎ ﺗﻨﺸ ﻒ .ﻳﺘﺠ ﻪ "ﻋﺒﺎس" إﻟﻰ ﺑﺎب اﻟﺸﻘﺔ وهﻲ ﻓﻲ أﻋﻘﺎﺑﻪ.
75
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
٢٨ ﻳﺘﻨﺎول ﻃﺮﺑﻮﺷﻪ ﺑﻴﺪﻩ اﻟﻴﺴﺮي .ﻳﺮﻓﻌﻪ إﻟﻰ ﻣﺴ ﺘﻮى ﺻ ﺪرﻩ .ﻳﺜﻨ ﻲ ذراﻋ ﻪ اﻷﻳﻤ ﻦ .ﻳﻘ ﺮب اﻟﻴ ﺪ اﻟﻴﻤﻨ ﻰ ﻣ ﻦ اﻟﻄﺮﺑ ﻮش .ﻳﻤﺴ ﺢ ﺟﻮاﻧﺒ ﻪ ﺑﻜﻤ ﻪ .ﻳﻀ ﻌﻪ ﻓ ﻮق رأﺳ ﻪ .ﻳﻐﻠ ﻖ ﺑ ﺎب اﻟﻐﺮﻓ ﺔ ﺑﺎﻟﻤﻔﺘ ﺎح .ﻳﻄﻠ ﺐ ﻣ ﻦ ﻼ ﻣ ﻦ اﻟﺤﻤ ﺺ اﻟﺠ ﺎف .ﻧﺨ ﺮج إﻟ ﻰ "ﻓﺎﻃﻤﺔ" أن ﺗﻄﻬﻲ "اﻟﺴﺒﺎﻧﺦ" آﻤﺎ ﻋﻠّﻤﻬﺎ .و ﺗﻀﻴﻒ إﻟﻴﻬ ﺎ ﻗﻠ ﻴ ً اﻟﺸﺎرع .ﺑﻘﺎﻟﺔ ﺷﻴﺦ اﻟﺤﺎرة ﻣﻐﻠﻘﺔ .أﻣﻴﻞ ﻧﺎﺣﻴﺔ دآﺎن اﻟﺨﺮدواﺗﻲ .ﻳﺠﺬﺑﻨﻲ ﻓﻲ ﺣﺪة ﻣ ﻦ ذراﻋ ﻲ .ﻧﻌﺒ ﺮ إﻟﻰ اﻟﺮﺻﻴﻒ اﻵﺧﺮ .ﻧﻤﺮ ﻣﻦ أﻣﺎم دآﺎن اﻟﺤﺎج"ﻣﺸ ﻌﻞ" .ﺟ ﺎﻟﺲ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺪﺧﻞ .ﺿ ﺨﻢ اﻟﺠﺴ ﻢ.ﻳﺮﺗ ﺪي ﻗﻤﻴﺼًﺎ ﺑﻜﻢ ﻃﻮﻳﻞ وﺑﻨﻄﻠﻮﻧًﺎ .ﺷﻌﺮ رأﺳﻪ ﻣﺪهﻮن ﺑﺎﻟﻔﺎزﻟﻴﻦ .ﻳﺒﺘﺴﻢ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﻳﺤﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮاﻧ ﺎ. ﻳﺘﺠﺎهﻠﻪ أﺑﻲ. ﻧﺪﻟﻒ إﻟﻰ ﺣﺎرة ﻣﺠﺎورة .ﻧﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﺷﺎرع ﻣﻮاز .ـ "ﺧﻠﻴﻞ " .أﻟﺘﻔﺖ ﺿﻴﻘًﺎ ﺑﻤﻦ ﻳﻨﺎدي أﺑﻲ دون ﻟﻘﺐ اﻟﺒﻴﻪ" .ﻋﻠﻲ ﺻﻔﺎ" ﻳﻘﺘﺮب ﻣﻬﺮو ًﻻ .ﻳﻤﺸﻲ وﻗﺪﻣﺎﻩ ﻣﻨﻔﺮﺟﺘﺎن ﻷﻗﺼﻰ اﻟﻴﻤﻴﻦ واﻟﻴﺴﺎر .ﻳﺮﺗﺪي ﺳ ﺘﺮة زرﻗﺎء وﺑﻨﻄﻠﻮن رﻣﺎدي .ﻳﺘﻮﻗﻒ أﺑﻲ ﺣﺘﻲ ﻳﻠﺤﻖ ﺑﻨﺎ .ﻳﺘﺼﺎﻓﺤﺎن .أﻗﻒ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ .ﻳﻨﺤﻴﻨﻲ أﺑﻲ إﻟﻰ ﻳﻤﻴﻨﻪ وﻧﻮاﺻﻞ اﻟﺴﻴﺮ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻜﻮن "ﻋﻠﻲ ﺻﻔﺎ" إﻟﻰ ﻳﺴﺎرﻩ .ﻳﺴﺄﻟﻪ أﺑﻲ :إﻧﺖ رﺣﺖ ﻓﻴﻦ ؟ اﺗﺠﻮزت؟ ﻳﻘ ﻮل "ﻋﻠﻲ ﺻﻔﺎ" :هﻮ أﻧﺎ ﻣﺠﻨﻮن؟. ﻼ ﻓﻲ ﻳﻤ ﺪ ﻳ ﺪﻩ ﻟﻴ ﺪاﻋﺐ ﺧ ﺪي ﻣﺘﺴ ﺎﺋﻼ :ﻣﻔ ﻴﺶ ﻣﺪرﺳ ﺔ اﻟﻨﻬ ﺎردة؟ .ﻳﺒﻌ ﺪﻧﻲ أﺑ ﻲ ﺑﺤ ﺰم ﻋ ﻦ ﻳ ﺪﻩ ﻗ ﺎﺋ ً اﻗﺘﻀﺎب :آﻞ ﻳﻮم اﻟﻮﻗﺖ إﺿﺮاب .ﻳﻘﻮل إﻧﻪ ذاهﺐ إﻟﻰ ﺑﺎﻧﻴ ﺔ اﻟﻨ ﻮر .ﻳﻤﻀ ﻲ ﻣﺒﺘﻌ ﺪًا .أﺳ ﺄل أﺑ ﻲ ﻟﻤ ﺎذا ﺷﺪﻧﻲ .ﻳﻘﻮل :أﺻﻠﻪ ﺑﻴﺒﻮّظ اﻟﻌﻴﺎل اﻟﺼﻐﻴﺮﻳﻦ .أﻓﻜﺮ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻠﻐﺰ. ﻧﺪﻟﻒ إﻟﻰ ﺣﺎرة ﺻ ﻐﻴﺮة .راﺋﺤ ﺔ ﻋﻔﻮﻧ ﺔ ورﻃﻮﺑ ﺔ .ﻧﻠ ﺞ ﻣﻨ ﺰ ًﻻ ﺑ ﻼ ﺑ ﻮاب .ﻧﺮﺗﻘ ﻲ اﻟ ﺪرج إﻟ ﻰ اﻟﻄ ﺎﺑﻖ اﻟﺜﺎﻧﻲ .ﻳﺪق ﺑﺎب ﺷﻘﺔ .ﻳﺄﺗﻲ ﺻ ﻮت أﻧﺜ ﻮي ﺑﻌ ﺪ ﻟﺤﻈ ﺔ :ﻣ ﻴﻦ؟ .ﻳﻘ ﻮل أﺑ ﻲ :أﻧ ﺎ ﻳ ﺎ "ﻋﺰﻳ ﺰة" .ﻳﺘﻜ ﺮر اﻟﺼ ﻮت :ﻣ ﻴﻦ؟ .ـ أﻧ ﺎ "ﺧﻠﻴ ﻞ" ﻳ ﺎ "ﻋﺰﻳ ﺰة ".اﻓﺘﺤ ﻲ .ـ دﻗﻴﻘ ﺔ ﻳ ﺎ ﺑﻴ ﻪ .ﻳﻨﻔ ﺮج اﻟﺒ ﺎب ﻋ ﻦ زوﺟ ﺔ اﻟﺤ ﺎج"ﻋﺒ ﺪ اﻟﻌﻠ ﻴﻢ" .أﻃ ﻮل ﻣ ﻦ أﺑ ﻲ وذات وﺟ ﻪ أﺑ ﻴﺾ ﺟﻤﻴ ﻞ ﺗﺘﻨ ﺎﺛﺮ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻋ ﺪة ﺣﺴ ﻨﺎت ﺳ ﻮداء ﺻﻐﻴﺮة .ﺷﻌﺮ رأﺳﻬﺎ ﻣﻠﻔﻮف ﺑﻄﺮﺣﺔ ﺗﺒﺪأ ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺼﻒ رأﺳﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻋﻨﻘﻬﺎ .ﺗﺒﺪو ﻣﻨﻬﺎ ﺿ ﻔﻴﺮة ﺷ ﻌﺮ. ﻼ ﻓﻮق ذراﻋﻬﺎ. ﺗﺤﻤﻞ ﻃﻔ ً ـ اﺗﻔﻀﻞ ﻳﺎ ﺑﻴﻪ .ﺗﻤﻂ آﻠﻤﺔ "ﺑﻴﻪ" آﻌﺎدة اﻟﻔﻼﺣﻴﻦ .ـ اﻧﺖ ﻣﺶ ﻏﺮﻳﺐ .ﻧﺪﺧﻞ أﻧﺎ وأﺑﻲ .ﺻ ﺎﻟﺔ واﺳ ﻌﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﻦ اﻷﺛﺎث .ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻨﺎ ﻏﺮﻓﺔ ﺗﻘﻒ ﻓﻲ ﻣ ﺪﺧﻠﻬﺎ "ﺻ ﻔﻴﺔ" زوﺟ ﺔ ﺷ ﻘﻴﻖ اﻟﺤ ﺎج .ﻳﺒ ﺪو ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺳﺮﻳﺮ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻋﻦ اﻷرض ﺑﺄﻋﻤﺪة ﻧﺤﺎﺳ ﻴﺔﻋﺎﻟﻴﺔ .ﻳﺨﺎﻃﺒﻬ ﺎ أﺑ ﻲ ﻗ ﺎﺋﻼ :اﻟﻌ ﻮاف .ﺗﻘ ﻮل ﺑﺒ ﺮود: اﻟﻌﻮاف ﻋﻠﻴﻚ .ﻳﺘﺠﺎهﻠﻬ ﺎ وﻳﺘﺒ ﻊ "ﻋﺰﻳ ﺰة" إﻟ ﻰ اﻟﻐﺮﻓ ﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ .ﻧﻘ ﻒ ﻋﻨ ﺪ اﻟﺒ ﺎب .ﺑﻬ ﺎ ﺳ ﺮﻳﺮ ﻣﻤﺎﺛ ﻞ ﻳﺮﻗﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻃﻔﻞ .ﻳﻘﻮل أﺑﻲ :أﻧﺎ ﺟﺎي ﺑﺲ أﻃﻤﻦ ﻋﻠﻴﻚ .ﺗﺤﺒﻲ ﺗﺒﻌﺘﻴﻠ ﻪ أآ ﻞ وﻻ ﺣﺎﺟ ﺔ؟ .ـ رﺑﻨ ﺎ ﻳﺨﻠﻴ ﻚ ﻳﺎ ﺑﻴﻪ" .ﺳﻠﻴﻢ" أﺧﺪ ﻟﻪ أآﻞ وﻓﻠﻮس .ﻳﺴﺘﺪﻳﺮ أﺑﻲ وأﻧﺎ ﻣﻌﻪ ﻓ ﻲ اﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﺒ ﺎب اﻟﺨ ﺎرﺟﻲ :إن ﺷ ﺎء اﷲ ﻳﺨﺮج اﻟﻨﻬﺎردة.ع اﻟﻌﻤﻮم ﻟﻮ ﻋﺰت أي ﺣﺎﺟﺔ ﻗﻮﻟﻲ .ـ رﺑﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﺤﺮﻣﻨﺎ ﻣﻨﻚ ﻳﺎ ﺑﻴﻪ. ﻧﻐﺎدر اﻟﺸﻘﺔ .ﻧﺨﺮج إﻟﻰ اﻟﺸﺎرع اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ .ﻧﺘﺠ ﻪ إﻟ ﻰ ﻣﺤﻄ ﺔ اﻟﺘ ﺮام اﻟﻘﺮﻳﺒ ﺔ .ﻧﺮآ ﺐ .ﻧﺴ ﺘﺒﺪل اﻟﺘ ﺮام ﻓﻲ اﻟﻌﺘﺒﺔ .ﻳﺘﺠﻪ اﻟﺘﺮام اﻟﺠﺪﻳﺪ إﻟﻰ ﺷ ﺎرع "ﻋﺒ ﺪ اﻟﻌﺰﻳ ﺰ" اﻟﻤﺠ ﺎور ﻟﻤﺒﻨ ﻰ اﻟﻤﻄ ﺎﻓﺊ .ﻳﺴ ﺘﺪﻳﺮ اﻟﺘ ﺮام أﻣﺎم ﻣﺒﻨﻲ "ﻋﻤﺮ أﻓﻨﺪي" .ﻧﻐﺎدرﻩ ﺑﻌﺪ ﻣﺤﻄﺘﻴﻦ .ﻧﻌﺒﺮ اﻟﻘﻀ ﺒﺎن إﻟ ﻰ اﻟﺮﺻ ﻴﻒ اﻟﻤﻘﺎﺑ ﻞ .ﻧﺘﻮﻗ ﻒ أﻣ ﺎم ﻣﺒﻨﻰ ﺿﺨﻢ ﺗﺠﻤﻊ اﻟﻨﺎس أﻣﺎﻣﻪ .ﻳﻀﻊ أﺑﻲ ﻳﺪﻩ ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﺪرﻩ ﻓ ﻮق ﻗﻠﺒ ﻪ ﻣﺒﺎﺷ ﺮة .أﺳ ﺄﻟﻪ:ﻣﺎﻟ ﻚ؟ ﻳﻘ ﻮل اﻟﻨﺸﺎﻟﻴﻦ هﻨﺎ آﺘﻴﺮ .ﻧﺼﻌﺪ درﺟﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺑﻴﻦ أﻋﻤﺪة ﺣﺠﺮﻳﺔ .ﻧﻠﺞ ﺑﺎﺣ ﺔ واﺳ ﻌﺔ اﻣ ﺘﻸت ﺑﺎﻟﻨ ﺎس .ﺑ ﺎﺋﻊ ﻣﺘﺮﺑﻊ أﺳﻔﻞ ﻋﻤﻮد رﺧﺎم .أﻣﺎﻣﻪ ﺻﻴﻨﻴﺔ ﺑﻬﺎ أﻗﺮاص ﻃﻌﻤﻴﺔ وأرﻏﻔﺔ ﻋﻴﺶ وﻃﺒﻖ ﺳ ﻼﻃﺔ .ﻳﺤ ﻴﻂ ﺑ ﻪ اﻵآﻠﻮن.
76
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
أﺳﻔﻞ ﻋﻤﻮد ﻣﺠﺎور رﺟﻞ ﻣﺘﺮﺑﻊ وﺣﻮﻟﻪ ﻋﺪة ﻧﺴﺎء ﻣﻘﺮﻓﺼ ﺎت .ﻳﺮﺗ ﺪي ﺟﻼﺑﻴ ﺔ ﺑﻔﺘﺤ ﺔ ﺻ ﺪر ﻣﺰداﻧ ﺔ ﺑﺸﺮﻳﻂ أﺳﻮد .ﻓﻮق رأﺳﻪ ﻃﺮﺑﻮش ﻗﺪﻳﻢ .أﻣﺎﻣ ﻪ ﺣﻘﻴﺒ ﺔ ﻣﺪرﺳ ﻴﺔ ﻣ ﻦ "اﻟﻔﻴﺒ ﺮ" ﻳﺴ ﻨﺪ ورﻗ ﺔ ﻓﻮﻗﻬ ﺎ. ﻗﻠﻢ اﻟﺤﺒﺮ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ .ﻧﺼ ﻌﺪ اﻟﺴ ﻠﻢ إﻟ ﻰ اﻟﻄ ﺎﺑﻖ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ .ﻧﺸ ﻖ ﻃﺮﻳﻘﻨ ﺎ وﺳ ﻂ اﻟﺰﺣ ﺎم إﻟ ﻰ ﻣﻤ ﺮ اﻧﺘﺸ ﺮت اﻟﻘﺎﻋﺎت اﻟﻤﻐﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻴﻪ .ﻳﻘﺘﺮب أﺑ ﻲ ﻣ ﻦ ﺑ ﺎب آ ﻞ ﻗﺎﻋ ﺔ وﻳﻘ ﺮأ اﻟﻮرﻗ ﺔ اﻟﻤﻌﻠﻘ ﺔ ﻓﻮﻗ ﻪ ﺑ ﺪﺑﻮس. ﻧﻜﺮر ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﺑﻼ ﻓﺎﺋﺪة .ﻧﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﺴﻠﻢ .ﻧﻔﺎﺟﺄ ﺑ ﺎﻣﺮأة ﺗﺨﻠ ﻊ ﻣﻼءﺗﻬ ﺎ وﺗﺮدﻓﻬ ﺎ ﺑﺠﻠﺒ ﺎب أﺳ ﻮد. ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻗﻤﻴﺺ رﺟﺎﻟﻲ وﺑﻨﻄﻠ ﻮن أﺻ ﻔﺮ ﻣ ﻦ ﻣﺨﻠﻔ ﺎت اﻟﺠ ﻴﺶ .ﺗﻨﺘ ﺰع دآ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺠﺎﻟﺴ ﻴﻦ ﻓﻮﻗﻬ ﺎ وﺗﻬ ﺎﺟﻢ ﺑﻬ ﺎ اﻟ ﻮاﻗﻔﻴﻦ ﺣﻮﻟﻬ ﺎ .ﻳﺤ ﺎول رﺟ ﻞ ﻓ ﻲ ﺟﻠﺒ ﺎب وﻃﺎﻗﻴ ﺔ أن ﻳﺤﺘﻮﻳﻬ ﺎ ﻟﻜﻨﻬ ﺎ ﺗﻀ ﺮب رأﺳ ﻪ ﺑﺮأﺳﻬﺎ .ﻧﻬﺮع ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻢ إﻟﻰ أﺳﻔﻞ .ﻧﻘﻒ ﻗﺮب اﻟﻤﺪﺧﻞ. ﻳﺼﻞ اﻟﺪآﺘﻮر "ﻣﻨﺪور" ﻓﻲ ﺑﻨﻄﻠﻮن أﺳﻮد وﺳﺘﺮة رﺻﺎﺻﻴﺔ .ﻳﻘﻮل :ﺧﻴﺮ إن ﺷﺎء اﷲ .ﻳ ﺄﺗﻲ ﻟ ﻪ أﺣ ﺪ اﻟﺴﻌﺎة ﺑﻤﻌﻄﻒ اﻟﻤﺤﺎﻣﺎة اﻷﺳﻮد .ﻳﻘﻮل أﺑﻲ :إﺣﻨﺎ ﻗﺮﻳﻨﺎ ﻣﻘﺎﻟﻚ ﻓﻲ "اﻟﻮﻓﺪ اﻟﻤﺼ ﺮي".إﻧ ﺖ إﻳ ﻪ ﺑﻴﻨ ﻚ وﺑﻴﻦ "أﺧﺒﺎر اﻟﻴﻮم"؟ .ﻳﻀﺤﻚ :ﻣﻔﻴﺶ .أﻧﺎ ﺳﻤﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﺼﻔﺮاء ﻷﻧﻬﺎ ﻧﺸﺮة ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻃﻠﻌﺖ ﻣﺨﺼﻮص ﻟﻤﻨﺎﺻﺮة اﻟﻤﻠﻚ ﺿﺪ "اﻟﻮﻓﺪ" .ﺗﻘﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺼﺎﻟﺢ واﻟﻌﺎﻣﻞ اﻷول واﻟﺘﻘﻲ اﻷول. أﺗﺴ ﻠﻞ ﺧﻠ ﻒ اﻟﻜﺎﺗ ﺐ .ﺗﻤﻠﻴ ﻪ اﻣ ﺮأة ﻣﻘﺮﻓﺼ ﺔ أﻣﺎﻣ ﻪ وه ﻮ ﻳﻜﺘ ﺐ .ﻳﺒ ﺪو أن اﻟﻘﻠ ﻢ ﻻ ﻳﺸ ﻔﻂ اﻟﺤﺒ ﺮ ﻷﻧ ﻪ ﻳﻐﻤﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﺤﺒﺮة ﺑﺠ ﻮارﻩ آﻠﻤ ﺎ آﺘ ﺐ ﻋ ﺪة آﻠﻤ ﺎت .ﻳﻨﻬﺮه ﺎ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺤ ﻴﻦ واﻵﺧ ﺮ .ﻳﻨﺘﻬ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑ ﺔ وﻳﺸ ﻴﺮ إﻟﻴﻬ ﺎ أن ﺗﻨﺘﻘ ﻞ إﻟ ﻰ زﻣﻴ ﻞ ﻟ ﻪ .ﻳﺠﻠﻮه ﺬا ﻗﻄﻌ ﺔ ﻧﺤ ﺎس ﺻ ﻐﻴﺮة ﻓ ﻲ ﺣﺠ ﻢ اﻟﺨ ﺎﺗﻢ .ﺗﻤﻴ ﻞ ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﻤﺮأة وﺗﻘﺪم ﻟﻪ اﻟﻮرﻗﺔ .ﻳﺼﻴﺢ ﺑﻬﺎ :إﺳﻤﻚ؟ ﺗﺠﻴﺐ" :ﻋﺎﻳﺪة". ﻳﻘﻮل :إﺳﻤﻚ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻳﺎ وﻟﻴﺔ. ـ ﻳﻌﻨﻲ إﻳﻪ؟. ـ ﻳﻌﻨﻲ إﺳﻤﻚ وإﺳﻢ أﺑﻮك وﺟﺪك. ﺗﺨﺮج ورﻗﺔ ﻣﻠﻔﻮﻓﺔ ﻣﻦ ﺻﺪرهﺎ وﺗﻌﻄﻴﻬﺎ ﻟﻪ .ﻳﻔﻜﻬﺎ ﻣﺘﻌﺠﻼ .ﻳﻘﺮأ .ﻳﺤﻔﺮ اﺳﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻄﻌﺔ اﻟﻨﺤﺎس. ﻧﺎوﻟﻬ ﺎ اﻟﻜﺎﺗ ﺐ .ﻳﻀ ﻐﻄﻬﺎ ه ﺬا ﻓ ﻲ ﻋﻠﺒ ﺔ ﺻ ﻐﻴﺮة .ﻳﺘﺄﻣ ﻞ اﻟﺨ ﺘﻢ .ﻳﺴ ﺄﻟﻬﺎ :إﻧ ﺖ "ﻋﺎﻳ ﺪة ﺟ ﺮﺟﺲ اﺳﻄﻔﺎﻧﻮس" .ﺗﻘﻮل ﺑﻠﻬﺠﺔ اﻟﺼﻌﺎﻳﺪة :إﻳﻮﻩ .ﻳﻀﻐﻂ اﻟﺨﺘﻢ ﻓﻮق اﻟﻮرﻗﺔ .ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ إﻟﻴﻬ ﺎ .ﺗﻌﻄﻴ ﻪ ﻧﻘ ﻮدا. ﻳﻘﻮل ﻟﻬﺎ :ودﻳﻬﺎ ﻟﻠﺒﺎﺷ ﻜﺎﺗﺐ .ﻳﺸ ﻴﺮ إﻟ ﻰ رﺟ ﻞ ﻳﻘ ﻒ ﻋﻠ ﻲ ﻣﻘﺮﺑ ﺔ .ﻃﺮﺑﻮﺷ ﻪ ﻃﻮﻳ ﻞ ﻋﻠ ﻰ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻌ ﺎدة وﻧﻈ ﺎرة ﻗ ﺮاءة ﻣﻐﺒﺸ ﺔ .ﻳﺄﺧ ﺬ ﻣﻨﻬ ﺎ اﻟﻮرﻗ ﺔ ﻳﺼ ﺤﺒﻬﺎ إﻟ ﻰ ﺑ ﺎﺋﻊ اﻟﻄﻌﻤﻴ ﺔ .ﺗﺸ ﺘﺮي ﻟ ﻪ رﻏﻴ ًﻔ ﺎ وﺑﻀ ﻊ ﺣﺒﺎت.. أﺳ ﻤﻊ ﺻ ﻮت أ ﺑ ﻲ ﻳﻨ ﺎدي اﺳ ﻤﻲ ﻓ ﺄهﺮع إﻟﻴ ﻪ .ﻳ ﺆﻧﺒﻨﻲ ﻷﻧ ﻲ ﺗﺮآﺘ ﻪ .ﻧﺘﺠ ﻪ إﻟ ﻲ اﻟﺠﺎﻧ ﺐ اﻵﺧ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻤﺒﻨﻰ .هﻨﺎك ﺣﺸﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت اﻟﺠﺎﻟﺴﺎت ﻋﻠﻲ اﻷرض ﻣﻊ أﻃﻔﺎﻟﻬﻦ .ﻧ ﺪﺧﻞ ﻗﺎﻋ ﺔ ﻣﺰدﺣﻤ ﺔ. ﺗﺠﻠﺲ ﻓﻲ اﻟﺼﻒ اﻷول ﺑﺠﻮار ﺟﺪﺗﻲ .ﺗﺮﺗﺪي ﻣﻌﻄﻔًﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻳﺮ اﻷﺳﻮد وﺣﻮل رأﺳﻬﺎ ﺑﻴﺸﺔ رﻣﺎدﻳ ﺔ اﻟﻠ ﻮن .أﻃ ﻮل وأﻋ ﺮض ﻋ ﻦ ﺁﺧ ﺮ ﻣ ﺮة رأﻳﺘﻬ ﺎ ﻓﻴﻬ ﺎ .ﺗﺘﻄﻠ ﻊ ﺟ ﺪﺗﻲ ﺧﻠﻔﻬ ﺎ ﻓ ﻲ اهﺘﻤ ﺎم .ﺗﺮﺗﺴ ﻢ ﻋﻠ ﻰ ﻰ ﻓﻲ ﺟﻤﻮد .وﺟﻬﻬﺎ اﻷﺳﻤﺮ اﻟﺸ ﺎﺣﺐ ﻣﺤ ﺎط ﺑﻄﺮﺣ ﺔ ﺑﻴﻀ ﺎء ﺑﺎهﺘ ﺔ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ .ﺗﻨﻈﺮ إﻟ ّ اﻟﻠﻮن .ﺗﻠﻤﺤﻨﻲ أﻣﻲ .ﻻ ﻳﺒﺪو ﻋﻠﻴﻬﺎ إﻧﻬﺎ ﻋﺮﻓﺘﻨﻲ .ﺗﺨﺎﻃﺒﻨﻲ ﻓﺠـﺄة ﺑﻐﻴﺮ اآﺘﺮاث آﺄﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﻓﺘﺮق ﻋﻨﻬ ﺎ أﺑﺪًا :إزﻳ ﻚ .ﻻ ﺗﻄﻠ ﺐ ﻣﻨ ﻲ اﻟﺠﻠ ﻮس إﻟ ﻰ ﺟﻮاره ﺎ .ﺗﻨﺼ ﺮف إﻟ ﻲ ﺗﺄﻣ ﻞ ﻣﻨﺼ ﺔ اﻟﻘﺎﺿ ﻲ .ﻣﻨﺼ ﺖ إﻟ ﻰ ﻰ ﻣ ﻦ ﻣ ﺪﺧﻞ اﻟﻘﺎﻋ ﺔ .أذه ﺐ ﺷﻴﺦ ﺑﻘﻔﻄﺎن وﻋﻤﺔ وﻧﻈﺎرة ﻗﺮاءة .أﺗﻄﻠﻊ ﺧﻠﻔﻲ ﺑﺤﺜًﺎ ﻋﻦ أﺑﻲ .ﻳﺸﻴﺮ إﻟ ّ إﻟﻴﻪ.
77
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
ﻧﺤﺸﺮ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺠﺎﻟﺴﻴﻦ ﻓﻮق دآﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ .ﻧﻠﻤ ﺢ"ﺳ ﻠﻴﻢ" ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﻒ اﻷول.ﻣﻨﺼ ﺔ اﻟﻘﺎﺿ ﻲ ﻓﻲ ﺻﺪر اﻟﻘﺎﻋﺔ.أﻣﺎﻣﻬﺎ ﺗﺠﻤﻊ اﻟﻤﺤﺎﻣﻮن وﺑﻴ ﻨﻬﻢ اﻟ ﺪآﺘﻮر" ﻣﻨ ﺪور" ﻓ ﻲ ﻣﻌﻄ ﻒ اﻟﻤﺤﺎﻣ ﺎة اﻷﺳ ﻮد. ﻳ ﺪور ﺑﻴ ﻨﻬﻢ ﺣ ﺪﻳﺚ ﻻ ﻳﺼ ﻞ إﻟ ﻰ ﻣﺴ ﺎﻣﻌﻨﺎ .اﻟﺤ ﺎج"ﻋﺒ ﺪ اﻟﻌﻠ ﻴﻢ" ﻳﻘ ﻒ ﺧﻠ ﻒ ﻗﻀ ﺒﺎن ﺣﺪﻳﺪﻳ ﺔ .ﻳﻘ ﻮل اﻟﻘﺎﺿ ﻲ ﺷ ﻴﺌًﺎ ﻓﻴﻨﺴ ﺤﺐ اﻟﻤﺤ ﺎﻣﻮن .ﻳﻨ ﺎدي اﻟﺤﺎﺟ ﺐ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺘﻬﻤ ﻴﻦ ﺁﺧ ﺮﻳﻦ .ﺗﻨﺘﻬ ﻲ اﻟﺠﻠﺴ ﺔ ﻓﺠ ﺄة، ﻳﺨﺘﻔ ﻲ اﻟﻘﺎﺿ ﻲ وﻣﻌﺎوﻧ ﻪ ﻣ ﻦ ﺑ ﺎب ﺧﻠ ﻒ اﻟﻤﻨﺼ ﺔ .ﻳﻘ ﻒ اﻟﺠﺎﻟﺴ ﻮن وﻳﺘﻘ ﺪﻣﻮن ﻣ ﻦ ﻗﻔ ﺺ اﻻﺗﻬ ﺎم. ﻳﻨﺎدي اﻟﻤﺘﻬﻤﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎرﻓﻬﻢ وأﻗﺮﺑﺎﺋﻬﻢ .ﻳﻠﻮح ﻟﻨﺎ اﻟﺤﺎج " ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻠ ﻴﻢ" .ﻳﺒ ﺪو ﻣﺮﺣ ﺎ وﻏﻴ ﺮ ﻗﻠ ﻖ. ﻧﻐﺎدر اﻟﻤﺤﻜﻤ ﺔ.ﻧﺘﺠ ﻪ ﻳﻤﻴ ٍﻨ ﺎ .ﺑﻌ ﺪ ﺧﻄ ﻮات ﺗﻈﻬ ﺮ ﻣﺒ ﺎﻧﻲ ﻗﺼ ﺮ "ﻋﺎﺑ ﺪﻳﻦ" .أﻟﻤ ﺢ ﺟﺎﻧﺒ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﺎﺣﺔ اﻟﻔﺴ ﻴﺤﺔ أﻣﺎﻣ ﻪ .ﻧﻘ ﻒ ﻓ ﻲ ﺻ ﻔﻮف ﻣ ﻦ اﻟﺼ ﺒﺎح اﻟﺒ ﺎآﺮ ﺣﺘ ﻰ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻈﻬ ﺮ .ﻳﻘﻮدﻧ ﺎ ﺿ ﺎﺑﻂ اﻟﻤﺪرﺳ ﺔ. ﻧﺮﺗ ﺪي اﻟﻔﺎﻧﻠ ﺔ اﻟﺰرﻗ ﺎء اﻟﺘ ﻲ وزﻋﻮه ﺎ ﻋﻠﻴﻨ ﺎ .ﺗﺸ ﺒﻪ ﻣﻼﺑ ﺲ أﻃﻔ ﺎل اﻟﻤﻼﺟ ﺊ .ﻧﻨﺘﻈ ﺮ إﻃﻼﻟ ﺔ اﻟﻤﻠ ﻚ ﻟﻨﻬﻨﺌﻪ ﺑﻌﻴﺪ اﻟﺠﻠﻮس. ﻧﻨﺤﺮف ﻳﺴﺎ ًرا ﻓﻲ ﺷﺎرع ﻣﻈﻠﻞ ﺑﺎﻷﺷﺠﺎر .ﻧﺘﻮﻗﻒ أﻣ ﺎم ﻋﻤ ﺎرة أﻧﻴﻘ ﺔ .ﻳﻘ ﻒ ﻟﻨ ﺎ ﺑ ﻮاب ﻧ ﻮﺑﻲ .ﻧﺴ ﺘﻘﻞ ﻣﺼ ﻌﺪا ﻧﻈﻴﻔ ﺎ .ﻳﺼ ﻌﺪ ﺑ ﺒﻂء دون ﺻ ﻮت.أﺟﻠ ﺲ ﻓ ﻮق ﻣﻘﻌ ﺪ ﻣﺜﺒ ﺖ إﻟ ﻰ ﺟ ﺪارﻩ .ﻧﺘﻮﻗ ﻒ ﻓ ﻲ اﻟﻄ ﺎﺑﻖ اﻟﺮاﺑﻊ .ﻧﻄﺮق ﺑﺎب ﺷﻘﺔ ﻃﻨﻂ "زﻳﻨﺐ" .ﺗﻔ ﺘﺢ ﻟﻨ ﺎ ﺧﺎدﻣﺘﻬ ﺎ اﻟﺴ ﻮداء "زه ﺮة".ﺗﺮﺣ ﺐ ﺑﻨ ﺎ وﺗﻀ ﻤﻨﻲ إﻟﻰ ﺻﺪرهﺎ .ﺗﻘﺒﻞ ﺧﺪي .أﻋﺮف ﻗﺼﺘﻬﺎ ﻣﻦ أﺑ ﻲ .آﺎﻧ ﺖ ﻣﻠ ﻚ أه ﻞ ﻃ ﻨﻂ "زﻳﻨ ﺐ" ﺛ ﻢ أﻟﻐ ﻰ اﻟﺨ ﺪﻳﻮي "اﺳ ﻤﺎﻋﻴﻞ" اﻟ ﺮق.وﻷﻧﻬ ﺎ ﻻ ﺗﻌ ﺮف أهﻠﻬ ﺎ أوﻣ ﻦ أﻳ ﻦ ﺟ ﺎءت ﺑﻘ ﺖ ﻓ ﻲ ﺧﺪﻣ ﺔ ﻃ ﻨﻂ "زﻳﻨ ﺐ". ﻧﺠﻠﺲ ﻓﻲ أﻧﺘﺮﻳﻪ وﺛﻴﺮ ﺑﺠﻮار اﻟﺒﺎب .ﺻﻮر ﻋﺎﺋﻠﻴ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺠ ﺪران .ﺗﻈﻬ ﺮ ﻃ ﻨﻂ "زﻳﻨ ﺐ" ﺑﻌ ﺪ ﻗﻠﻴ ﻞ. ﺗﻘﺘﺮب ﻓﻲ ﺑﻂء .ﺳ ﻤﺮاء ﻗﺼ ﻴﺮة .ﺗﻠﻬ ﺚ ﺑﺼ ﻮرة ﻣﺴ ﺘﻤﺮة ﻷﻧﻬ ﺎ ﻣﺮﻳﻀ ﺔ ﺑﺎﻟﻘﻠ ﺐ .ـ إزﻳ ﻚ ﻳ ﺎ أﺧﻮﻳ ﺎ. أﻋﺮف أﻧﻬﺎ اﺑﻨﺔ ﺧﺎل أﺑﻲ.وأﻧﻬﺎ آﺎﻧﺖ ﻣﺨﻄﻮﺑﺔ ﻟﻪ وه ﻮ ﺷ ﺎب ﻗﺒ ﻞ أن ﻳﺘ ﺰوج ﻣ ﻦ أم "ﻧﺒﻴﻠ ﺔ" .و ﻟ ﻢ ﺗﺘﺰوج ﺣﺘﻲ اﻵن .وﺗﻌﻴﺶ ﻣ ﻊ أﺧﻴﻬ ﺎ "ﺷ ﻤﺲ" اﻟ ﺬي ﻟ ﻢ ﻳﺘ ﺰوج أﻳﻀ ﺎ رﻏ ﻢ أﻧ ﻪ ﻣﺘﻘ ﺪم ﻓ ﻲ اﻟﻌﻤ ﺮ. ﻰ ﺑﺎﺳﻤﺔ ﻓﻲ ﺣﻨﺎن .ﺗﺠﻠﺲ "زهﺮة" ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ .ﻳﺴﺄل أﺑﻲ ﻋﻦ ﺻﺤﺘﻬﺎ .ﺗﻘﻮل :اﻟﻠ ﻲ ﻳﺠﻴﺒ ﻪ ﺗﻨﻈﺮ إﻟ ّ رﺑﻨﺎ ﺧﻴﺮ .أﺧﺒ ﺎر "روﺣﻴ ﺔ" إﻳ ﻪ؟ .ﻳﻘ ﻮل :ﻣﻔ ﻴﺶ .اﻟﺒ ﺎب اﻟﺤﺪﻳ ﺪي ﻣﻐﻠ ﻖ .أﻣﺎﻣ ﻪ ﻧﺴ ﺎء وأﻃﻔ ﺎل ﻣ ﻦ اﻟﺠﻴﺮان .ﻳﺘﻄﻠﻌﻮن ﻣﻦ ﺷﻖ آﺒﻴﺮ ﻓ ﻲ زﺟﺎﺟ ﻪ اﻟﻤﻤ ﻮﻩ.أري ﻣ ﻦ ﺧﻼﻟ ﻪ أﻣ ﻲ واﻗﻔ ﺔ أﻣ ﺎم ﺑ ﺎب اﻟﺸ ﻘﺔ. ﺴ ﻤﻨﻲ. ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ ﺟﺪﺗﻲ وﺑﻨﺎت ﺻ ﺎﺣﺐ اﻟﻤﻨ ﺰل.أﺑ ﻲ ﺑﻤﻼﺑﺴ ﻪ اﻟﻜﺎﻣﻠ ﺔ .رأﺳ ﻪ ﻋ ﺎري ..ﺗﺼ ﻴﺢ :ﻋ ﺎﻳﺰ ﻳ ﱢ ﺣﺎﻃﻂ ﻟﻲ اﻟﺴﻢ هﻨﺎ .ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ آﻮب ﻣﻦ اﻟﺰﺟﺎج ﻓﻮق ﺣﺎﻓﺔ اﻟ ﺪراﺑﺰﻳﻦ .ﻳﻘ ﻮل أﺑ ﻲ ﻓ ﻲ ﺻ ﻮت ه ﺎدئ ﻣﺘﻌﺐ :ﻣﻌﻠﻬﺶ .اﺷﺮﺑﻲ واﻧﺘﻲ ﺗﺮوﻗﻲ. ﺗﻘﻮل وهﻲ ﺗﻨﻬﺞ :اﺗﻐﺪﻳﺖ ﻳﺎ ﺧﻮﻳﺎ؟ اﺣﻨﺎ أآﻠﻨﺎ و"ﺷ ﻤﺲ" دﺧ ﻞ ﻳﻘ ﱢﻴ ﻞ .ﺗ ﻨﻬﺾ ﺑﺼ ﻌﻮﺑﺔ .ﻧﺘﺒﻌﻬ ﺎ إﻟ ﻰ اﻟ ﺪاﺧﻞ .ﻏﺮﻓ ﺔ ﻣﻨﻜﻮﺷ ﺔ ﻟ ﻴﺲ ﺑﻬ ﺎ أﺛ ﺎث ﻏﻴ ﺮ ﻣﺎﺋ ﺪة ﻣﺴ ﺘﺪﻳﺮة.ﻧﺠﻠ ﺲ ﺣﻮﻟﻬ ﺎ .ﺗﻘ ﺪم ﻟﻨ ﺎ "زه ﺮة" ﻣﻜﺮوﻧﺔ اﺳﺒﺎﺟﺘﻲ ﻣﺴﻠﻮﻗﺔ وﺳﻼﻃﺔ ﺧﻀﺮاء .ﺗﻐﺮف ﻟﻲ .ﺗﺮش ﻓﻮق ﻃﺒﻘﻲ اﻟﺠﺒﻦ اﻟﺮوﻣﻲ اﻟﻤﺒﺸ ﻮر. ﺁآ ﻞ ﺑﺎﻟﺸ ﻮآﺔ ﻓ ﻲ ﺻ ﻌﻮﺑﺔ .أذوق اﻟﻤﻜﺮوﻧ ﺔ ﺑ ﺎﻟﺠﺒﻦ ﻷول ﻣ ﺮة .ﻻ أآﻤ ﻞ ﻃﺒﻘ ﻲ .ﺗﻄﻠ ﺐ ﻣﻨﻬ ﺎ ﻃ ﻨﻂ "زﻳﻨ ﺐ" أن ﺗﻔ ﺘﺢ ﻋﻠﺒ ﺔ "آﻮﻣﺒ ﻮت" .ﺗﺤﻀ ﺮ ﻋﻠﺒ ﺔ ﻣﻠﻮﻧ ﺔ وﺗﻐ ﺮف ﻟ ﻲ ﻣﻨﻬ ﺎ ﻗﻄﻌ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺘﻔ ﺎح واﻟﻜﻤﺜﺮي .ﺗﻀﻴﻒ ﻣﻠﻌﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺋﻞ اﻟﺴﻜﺮي. أذهﺐ إﻟﻲ اﻟﺤﻤﺎم ﻣﻊ أﺑﻲ .ﺟﻬﺎز ﻣﻌﻠﻖ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﺋﻂ .ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺤﻪ ﻧﻘﺶ ﻟﺸﻌﻠﺔ ﻧ ﺎر ﻓ ﻮق ﻋﺒ ﺎرة" ﺷ ﻞ ﺑﻮﺗﺎﺟﺎز" .ﻳﻘﻮل أﺑﻲ إﻧﻪ ﻟﺘﺴﺨﻴﻦ اﻟﻤﻴ ﺎﻩ .ﻧﻨﺘﻘ ﻞ إﻟ ﻲ اﻷﻧﺘﺮﻳ ﻪ .ﺗﺤﻀ ﺮ "زه ﺮ"ة ﻓﻨﺠﺎﻧ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻘﻬ ﻮة ﻷﺑﻲ .ﻳﺴﺄل ﻃﻨﻂ "زﻳﻨ ﺐ" ﻋ ﻦ ﺛﻤ ﻦ ﺳ ﺨﺎن اﻟﻤﻴ ﺎﻩ .ﺗﻘ ﻮل ٦١:ﺟﻨﻴ ﻪ .ﻳﺘﺒ ﺎدﻻن اﻷﺳ ﺌﻠﺔ ﻋ ﻦ أﺣ ﻮال اﻷﻗﺎرب .ـ ﺑﺘﺸﻮف "ﻧﺒﻴﻠﺔ" ﻳﺎ ﺧﻮﻳﺎ؟. ـ أﻳﻮﻩ. ـ وإزﻳﻬﺎ؟. 78
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
ﻰ .ﻳﻄﻠﺐ ﻣ ﻦ "زه ﺮة" أن ﺗﺼ ﺤﺒﻨﻲ إﻟ ﻰ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ .أراﻓﻘﻬ ﺎﻋﻠﻰ ﻣﻀ ﺾ. ـ واﷲ ...ﻳﺘﻮﻗﻒ وﻳﻨﻈﺮ إﻟ ّ أﺧﺘﻠﺲ ﻧﻈﺮة ﺧﻠﻔﻲ .أﺑ ﻲ ﻳ ﺘﻜﻠﻢ ﺑﺼ ﻮت ﺧﺎﻓ ﺖ .ﺗﺒ ﺪو ﻋﻠﻴ ﻪ اﻟﺠﺪﻳ ﺔ اﻟﺒﺎﻟﻐ ﺔ .ﻧ ﺪﺧﻞ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ اﻟﺪاﺋﺮﻳ ﺔ اﻟﺼ ﻐﻴﺮة .ﻣ ﻦ زاوﻳﺘﻬ ﺎ اﻟﻴﺴ ﺮى ﻳﻤﻜ ﻦ رؤﻳ ﺔ اﻟﻤﻴ ﺪان اﻟﻔﺴ ﻴﺢ اﻟﺨ ﺎﻟﻲ أﻣ ﺎم اﻟﻘﺼ ﺮ .ﻳﺤﻤﻠﻨ ﻲ ﺑ ﻴﻦ ﺳﺎﻋﺪﻳﻪ وﻳﻀﻌﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮر اﻟﺤﺪﻳﺪي .ﻳﺪﻩ اﻟﻘﻮﻳﺔ ﻓﻮق رآﺒﺘﻲ .أﺗﻄﻠ ﻊ إﻟ ﻲ اﻟﺤﺸ ﻮد اﻟﻤﺘﺠﻤﻌ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻴﺪان. ٢٩ أرﺳ ﻢ ﺧﺮﻳﻄ ﺔ ﻟﺘﻀ ﺎرﻳﺲ اﻟﻘ ﺎرة اﻷﻓﺮﻳﻘﻴ ﺔ .أﻋ ﻴﱢﻦ اﻟﻤﺮﺗﻔﻌ ﺎت واﻟﻤﻨﺨﻔﻀ ﺎت .أﺧﻄ ﻂ اﻷﺳ ﻬﻢ اﻟﺪاﻟ ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻳﺎح .ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻓﺠﺄة ﺻﻴﺎح ﻣﻦ اﻟﺤﺎرة .أهﺮع إﻟﻲ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ .اﻟﺤ ﺎرة ﻣﻈﻠﻤ ﺔ .ﻳ ﺄﺗﻲ اﻟﺼ ﻴﺎح ﻣ ﻦ ﺷ ﻘﺔ" ﺳ ﻬﺎم" و"ﺳ ﻠﻤﻰ" .أﻟ ﻮي رأﺳ ﻲ ﻷرى ﻣ ﺪﺧﻞ اﻟﺤ ﺎرة .أﻧﺘﻈ ﺮ ﻋ ﻮدة أﺑ ﻲ ﻣ ﻦ زﻳ ﺎرة اﻟﺤﺎج"ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻠﻴﻢ" ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺧﺮوﺟﻪ ﻣﻦ اﻟﺤﺒﺲ .أﺳﺘﺪﻳﺮ وأدﺧﻞ .أﻗﺘ ﺮب ﻣ ﻦ ﺑ ﺎب اﻟﻐﺮﻓ ﺔ .أﻧﺼ ﺖ. ﻣﺼ ﺒﺎح اﻟﺼ ﺎﻟﺔ ﻣﻀ ﺎء.أﺳ ﻤﻊ ﺻ ﻮت"ﻓﺎﻃﻤ ﺔ"أﻣ ﺎم ﺣ ﻮض اﻟﻤﻴ ﺎﻩ .ﺗﻐﺴ ﻞ زﺟﺎﺟ ﺔ ﻣﺼ ﺒﺎح اﻟﺰﻳ ﺖ. ﺗﻌﻠﻘﻪ ﻓﻲ ﻣﺴﻤﺎر ﻓﻮق اﻟﺤﻮض .ﺗﺨﺘﻔﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻄﺒﺦ .أﺧﺮج إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﺎﻟﺔ.أﻗﺘ ﺮب ﻓ ﻲ ﺗ ﺮدد ﻣ ﻦ ﻣ ﺪﺧﻞ ﻃﺮﻗﺔ اﻟﻤﻴﺎﻩ .أﺳﻤﻌﻬﺎ ﺗﺸﻌﻞ ﻣﻮﻗﺪ اﻟﻜﻴﺮوﺳﻴﻦ. ﻰ .ﻳﻘﺘ ﺮب ﺻ ﻮﺗﻬﺎ .ﺗﻘ ﻮل إن ﻋﻠﺒ ﺔ أﻋ ﻮد إﻟ ﻰ اﻟﻐﺮﻓ ﺔ.ﻳﻨﻄﻔ ﺊ اﻟﻨ ﻮر ﻓﺠ ﺄة .أﻧ ﺎدي ﻋﻠﻴﻬ ﺎ .ﺗ ﺮد ﻋﻠ ﱠ اﻟﻜﺒﺮﻳﺖ ﻓﺮﻏﺖ .ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ واﺣﺪة. ـ ﻓﻴﻦ؟. ـ ﻋﻨﺪك .ﺷﻮف ﺟﻴﺐ روب أﺑﻮك. أﺗﺤﺴﺲ ﻃﺮﻳﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﻈﻼم إﻟﻰ ﺷﻤﺎﻋﺔ اﻟﻤﻼﺑﺲ .أﻣﺪ ﻳﺪي ﻓﻲ ﺟﻴﺐ اﻟﺮوب .أﺻﻴﺢ :ﻣﻔﻴﺶ .ﺗﺼﻴﺢ: هﺎت ورﻗﺔ ﺟﺮﻧﺎل .أﺣﺎول أن أﺗﺬآﺮ أﻳﻦ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﺠﺮﻧ ﺎل .أﻗﻄ ﻊ ورﻗ ﺔ ﻣ ﻦ ﻧﻬﺎﻳ ﺔ آﺮاﺳ ﺔ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴ ﺎ. أزﻋﻖ :اﻟﻮرﻗﺔ أهِﻪ. ـ هﺎﺗﻬﺎ. ـ ﻻ .ﺗﻌﺎﻟﻲ ﺧﺪﻳﻬﺎ. ـ ﻣﺶ ﺷﺎﻳﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻀﻠﻤﺔ. أﺷﻢ راﺋﺤﺔ ﺧﻮف ﻓﻲ ﺻﻮﺗﻬﺎ :أﻧﺎ آﻤﺎن ﻣﺶ ﺷﺎﻳﻒ. أﻗﺘﺮب ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﻐﺮﻓﺔ .أﺧﻄﻮ إﻟﻰ اﻟﺼﺎﻟﺔ ﻓﻲ رهﺒﺔ :أﻧﺎ أهﻮ .أﺻﻄﺪم ﺑﻬﺎ .ﺗﻨﺰع اﻟﻮرﻗﺔ ﻣﻦ ﻳﺪي ﻓﻲ ﻋﻨ ﻒ .أم "اﺑ ﺮاهﻴﻢ" ﻣﻘﺘﻌ ﺪة اﻷرض وﺳ ﻂ اﻟﺼ ﺎﻟﺔ أﻣ ﺎم ﻣﻮﻗ ﺪ اﻟﻜﻴﺮوﺳ ﻴﻦ .ﺷﻌﺮرأﺳ ﻬﺎ ﻣﻜﺸ ﻮف. أآﺮت وأﺣﻤﺮ ﺑﻠﻮن اﻟﺤﻨﺔ .ﻟﻮن ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ أﻗﺮب ﻣﻦ اﻟﺮﻣﺎدي .ﺗﺒﺪو ﻋﻠﻴﻬﺎأﻣ ﺎرات اﻟﺨ ﻮف .أﻣ ﻲ ﺟﺎﻟﺴ ﺔ أﻣﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌﺪ .ﺗﺄﻣﺮهﺎ ﺑﺴﻠﻖ اﻟﺨﻴﺎر .ﺗﺒﺪي أم "اﺑﺮاهﻴﻢ" ﺗﻌﺠﺒﻬﺎ :أﺳﻠﻘﻪ؟ ه ﻮ اﻟﺨﻴ ﺎر ﻳﺘﺴ ﻠﻖ ﻳ ﺎ ﺳ ﺘﻲ؟ .ﺗﺼ ﺮخ أﻣ ﻲ ﻓﻴﻬ ﺎ :ﻣﻠﻜ ﻴﺶ دﻋ ﻮة .اﻋﻤﻠ ﻲ زي ﻣ ﺎ ﺑﺎﻗﻮﻟ ﻚ .ـ ﺣﺎﺿ ﺮ ﻳﺎﺳ ﺘﻲ .ﺣﺎﺿ ﺮ.ﺑ ﺲ ﻣﺘﺰﻋﻘﻴﺶ .ﺗﺮﻣﻲ اﻟﺨﻴﺎر ﻓﻲ اﻟﺤﻠﺔ اﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨ ﺎر .أﺣﻤ ﻞ ﻓﻨﺠ ﺎن اﻟﻘﻬ ﻮة ﻓ ﻲ ﻳ ﺪي .ﺗ ﻨﻬﺾ ﻼ اﻟﻘﻬ ﻮة ﻓ ﻲ ﺣ ﺮص .ﻳﺘﻨﺎوﻟﻬ ﺎ أﺑ ﻲ. أﻣﻲ .ﺗﺨﺮج اﻟﻤﻔﺘﺎح ﻣﻦ ﺟﻴﺐ رداﺋﻬﺎ.ﺗﻔ ﺘﺢ اﻟﻐﺮﻓ ﺔ .أدﺧ ﻞ ﺣ ﺎﻣ ً أﺣﻜﻲ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻣﻊ أم "اﺑﺮاهﻴﻢ"..ﻳﻀﺤﻚ :ﺗﺴﺘﺎهﻞ .ﻃﻠﱠﻌﺖ ﻋﻴﻨﻲ.
79
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
أﺗﺒﻌﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻄﺮﻗﺔ .أﺷﻴﺢ ﺑﻮﺟﻬﻲ ﻋﻦ ﻓﻮه ﺔ اﻟﻜﻨﻴ ﻒ .ﺗﺘﻘ ﺪﻣﻨﻲ إﻟ ﻰ اﻟﻤﻄ ﺒﺦ وﺗﻌ ﻮد ﺑﺎﻟﻤﻮﻗ ﺪ .ﻳﻨﺒﻌ ﺚ ﻣﻨﻪ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻀﻮء .ﺗﻀﻌﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ﺗﺤ ﺖ اﻟﺤ ﻮض.ﺗﺨﻠ ﻊ ﻣﺼ ﺒﺎح اﻟﺰﻳ ﺖ ﻣ ﻦ ﻣﺴ ﻤﺎرﻩ .ﺗﻨ ﺰع اﻟﺰﺟﺎﺟﺔ .ﺗﺸﻌﻞ اﻟﻮرﻗﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻮﻗ ﺪ .ﺗﺸ ﻌﻞ ﻓﺘﻴﻠ ﺔ اﻟﻤﺼ ﺒﺎح .ﺗﻘ ﺪم إﻟ ﻰ اﻟﻤﺼ ﺒﺎح ﻗﺎﺋﻠ ﺔ:ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ﻣﻌﺎﻳ ﺎ اﻟﻤﻄﺒﺦ .أﻗﻮل :ﻧﻘﻌﺪ ﻓﻲ اﻟﺼﺎﻟﺔ أﺣﺴﻦ .ﺗﻘﻮل :ﻋﻨ ﺪي ﻏﺴ ﻴﻞ .أﺣﻤ ﻞ اﻟﻤﺼ ﺒﺎح وأﺗﺒﻌﻬ ﺎ إﻟ ﻰ اﻟﻤﻄ ﺒﺦ ﻣﻜﺮ ًه ﺎ .ﺗﻀ ﻊ اﻟﻤﻮﻗ ﺪ ﻋﻠ ﻰ اﻷرض ﺑﺠ ﻮار ﻃﺸ ﺖ ﻣﻠ ﺊ ﺑ ﺎﻟﻤﻼﺑﺲ اﻟﻤﺘﺴ ﺨﺔ .ﺗﺘﻨ ﺎول ﻣﻨ ﻲ اﻟﻤﺼ ﺒﺎح وﺗﻌﻠﻘ ﻪ ﻓ ﻲ ﻣﺴ ﻤﺎر ﻋﻠ ﻰ اﻟﺠ ﺪار .ﺗﻀ ﻊ ﺻ ﻔﻴﺤﺔ اﻟﻤﻴ ﺎﻩ ﻓ ﻮق اﻟﻤﻮﻗ ﺪ .ﺗﺠﻠ ﺲ ﻓ ﻮق اﻟﻤﻘﻌ ﺪ اﻟﺨﺸ ﺒﻲ اﻟﻮاﻃﺊ أﻣﺎم اﻟﻄﺸﺖ .ﺗﻤﺪ ﻳﺪهﺎ .ﺗﻘﻠﺐ ﺟﺮدل اﻟﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ ﻓﻮهﺘﻪ .ﺗﺰﻳﺤﻪ ﺑﻘﺪﻣﻬﺎ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺑﻴﻦ اﻟﻄﺸ ﺖ ﻰ أن أﺟﻠﺲ ﻓﻮق ﻗﺎﻋﺪﺗﻪ.ﻳﺼﺒﺢ اﻟﺒﺎب ﺧﻠﻔﻲ .وهﻲ أﻣﺎﻣﻲ. واﻟﺒﺎب .ﺗﺸﻴﺮ إﻟ ﱠ ـ ﺗﻔﺘﻜﺮي ﺑﺎﺑﺎ ﺣﻴﺘﺄﺧﺮ؟. ﺗﺮد ﻋﺎﺑﺴﺔ :زﻣﺎﻧﻪ ﺟﺎي. ﻳﺘﺼ ﺎﻋﺪ اﻟﺒﺨ ﺎرﻣﻦ ﺻ ﻔﻴﺤﺔ اﻟﻤﻴ ﺎﻩ .ﺗﺮﻣ ﻲ ﻓﻴﻬ ﺎ ﺑ ﺎﻟﻤﻼﺑﺲ .ﺗﻘﻠﱢﺒﻬ ﺎ ﺑﻄ ﺮف آﺒﺸ ﺔ ﻣﻌﺪﻧﻴ ﺔ .ﺗﺴ ﺘﺨﺮج ﻗﻄﻌﺔ .ﺗﻠﻘﻲ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻄﺸﺖ .ﺗﺪﻋﻜﻬﺎ ﺑﺎﻟﺼﺎﺑﻮن وهﻲ ﺗﻮﺣﻮح ﻣﻦ ﺳﺨﻮﻧﺘﻬﺎ. ﺗﻬﺐ ﻟﻔﺤﺔ هﻮاء ﻣﻦ اﻟﻨﺎﻓﺬة .ﺗﻬﺘﺰ ذﺑﺎﻟﺔ اﻟﻤﺼﺒﺎح .ﺗﺘﺮاﻗﺺ اﻟﻈﻼل ﻓﻮق اﻟﺠﺪران .أﺗﺎﺑﻌﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﻗﻠ ﻖ. ﺗﻘﻊ ﻋﻴﻨﺎى ﻋﻠﻰ ﺻﺮﺻﻮر آﺒﻴﺮ .ﺛﺎﺑﺖ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤ ﺎﺋﻂ .رأﺳ ﻪ ﻓ ﻲ اﺗﺠ ﺎهﻲ .ﺗﻬﺘ ﺰ ﺷ ﻮارﺑﻪ .أﺗﻄﻠ ﻊ إﻟ ﻰ اﻟﻄﺸﺖ .ﻣﺎ زال ﺑﻪ آ ﻮم ﻣ ﻦ اﻟﻤﻼﺑ ﺲ .أﺷ ﻌﺮ ﺑﺎﻟﻨﻌ ﺎس .راﺋﺤ ﺔ اﻟﻜﻨﻴ ﻒ ﺗﺼ ﻠﻨﻲ ﻗﻮﻳ ﺔ ﻧﻔ ﺎذة .ﺗﻌﺼ ﺮ اﻟﻤﻼﺑ ﺲ وه ﻲ ﺗﺘﺄﻣ ﻞ اﻟﻔﺠ ﻮة اﻟﻤﻈﻠﻤ ﺔ ﺧﻠﻔ ﻲ ﻓ ﻲ رهﺒ ﺔ .أﻗ ﺎوم اﻟﺮﻏﺒ ﺔ ﻓ ﻲ اﻹﻟﺘﻔ ﺎت ﻣﺜﻠﻬ ﺎ .ﻳﻈﻬ ﺮ اﻟﻐﻮل ﻗﺎدﻣﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ .آﺘﻠ ﺔ ﺿ ﺨﻤﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﻌﺮ ﻳﻄﻮﺣﻬ ﺎ اﻟﻬ ﻮاء .ﻳﺸ ﻢ اﻟﻐ ﻮل راﺋﺤ ﺔ اﻟﺸ ﺎﻃﺮ ﺣﺴ ﻦ ﻓﻴﻘﻮل :رﻳﺤﺔ إﻧﺲ ﻻ ﻣﻨﺎ وﻻ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺲ. أﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨﻲ .ﺗﻠﻜﺰﻧ ﻲ ﻷﻇ ﻞ ﻣﺴ ﺘﻴﻘﻈًﺎ .ﺗﺤ ﺪق ﻓ ﻲ ﺑﻌﻴﻨ ﻴﻦ ﺑ ﺎردﺗﻴﻦ:ﺧﻠﻴ ﻚ ﺻ ﺎﺣﻲ ﻟﻐﺎﻳ ﺔ ﻣ ﺎ اﺧّﻠ ﺺ ﻏﺴﻴﻞ .ﺗﺘﻄﻠﻊ ﺧﻠﻔﻲ ﻓﻲ ﺧﻮف .ـ واﻻ أﺣﻄﻚ ﻓﻲ أوﺿ ﺔ اﻟﻀ ﻴﻮف وأﺳ ﻴﺒﻚ ﻟﻠﻌﻔﺎرﻳ ﺖ؟ .أﻧﺼ ﺖ ﻟﻌﻠ ﻲ أﺳﻤﻊ وﻗﻊ أﻗﺪام أﺑﻲ .ﻳﺴﻘﻂ رأﺳﻲ ﻓﺠﺄة ﻋﻠﻰ ﺻﺪري .ﺗﻘﺮﺻ ﻨﻲ ﻓ ﻲ ﻓﺨ ﺬي ﺑﺄﺻ ﺎﺑﻌﻬﺎ اﻟﻤﺒﺘﻠ ﺔ ﻷﻇ ﻞ ﻈ ﺎ .اﻟﻘﺮﺻ ﺔ ﻣﻮﺟﻌ ﺔ .ﺗﺘﺠﻤ ﻊ اﻟ ﺪﻣﻮع ﻓ ﻲ ﻋﻴﻨ ﻲ.أدﻋ ﻚ ﻣﻜ ﺎن اﻟﻘﺮﺻ ﺔ .ﺗﻬ ﺪدﻧﻲ ﺑ ﺄن ﺗﻘﻄ ﻊ أذﻧ ﻲ ﻳﻘ ً ﺑﺎﻟﺴﻜﻴﻦ ﻟﻮ ﺷﻜﻮت ﻷﺑﻲ. ٣٠ ﻳ ﺮدد اﻷوﻻد ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺎرة دﻋ ﺎء ﺻ ﻼة اﻟﻌﻴ ﺪ اﻟﻜﺒﻴ ﺮ :اﷲ أآﺒ ﺮ آﺒﻴ ﺮا واﻟﺤﻤ ﺪ ﷲ آﺜﻴ ﺮا .ﻳﺘﻨ ﺎول أﺑ ﻲ اﻟﻤﻘﺺ وﻳﺠﻠﺴ ﻨﻲ ﺑ ﻴﻦ ﺳ ﺎﻗﻴﻪ .ﻳﻘ ﺺ ﻟ ﻲ ﺷ ﻌﺮي .اﻟﻤ ﺮﺁة ذات اﻹﻃ ﺎر اﻟﻤﻌ ﺪﻧﻲ اﻟﻤﻜﺴ ﻮر ﻓ ﻲ ﻳ ﺪي. أﻗ ﻮل ﻟ ﻪ إن اﻟﻨﺎﺣﻴ ﺔ اﻟﻴﻤﻨ ﻰ أﻋﻠ ﻰ ﻣ ﻦ اﻟﻴﺴ ﺮى .ﻳﻠﻘ ﻲ ﺑ ﺎﻟﻤﻘﺺ ﻓ ﻮق اﻟﻤﻜﺘ ﺐ وﻳ ﺪﻓﻌﻨﻲ ﺑﻌﻴ ﺪا ﻋﻨ ﻪ. ـ ﻷ .آﻮﻳﺴﺔ .اﻟﻤﺰﻳﻦ ﻳﺒﺴﻂ اﻟﺸﺮﻳﻂ اﻟﺠﻠﺪي اﻟﻤﻌﻠﻖ ﺑﺠﻮار ﺑﺎب اﻟﺪآﺎن .ﻳﻤﺮر ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﻤﻮس ﻓ ﻲ ﻗ ﻮة .ﻳﻨﺘﻬ ﻲ ﻣ ﻦ ﺣﻼﻗ ﺔ ذﻗ ﻦ زﺑ ﻮن .ﻳ ﺄﺗﻲ دوري .ﻳﺒﺼ ﻖ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺒﺼ ﻘﺔ اﻟﺼ ﺎج .أﺟﻠ ﺲ ﻓ ﻲ ﻣﻘﻌ ﺪ اﻟﺤﻼﻗﺔ وﻳﺜﺒﺖ ﻓﻮﻃﺔ ﺣﻮل ﻋﻨﻘﻲ. أرﺗ ﺪي ﺑﺰﺗ ﻲ .أﺑﺤ ﺚ ﻋ ﻦ آﺮاﺳ ﺔ اﻷﻏ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻮق اﻟﻤﻜﺘ ﺐ .ﺗﺼ ﻄﺪم ﻳ ﺪي ﺑﺰﺟﺎﺟ ﺔ اﻟﺤﺒ ﺮ ﻓﺘﻨﺴ ﻜﺐ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺗﻬﺎ ﻓﻮق ﺻﺪر ﺳﺘﺮﺗﻲ وﺑﻨﻄﻠﻮﻧﻲ. ﻳﻨﻔﺠﺮ أﺑﻲ ﺳﺎﺧﻄﺎ :إﻳﺪك ﺳﺎﻳﺒﺔ .ﻋﻤﺮك ﻣﺎ اﻧﺖ ﻧﺎﻓﻊ.إﻗﻠﻊ. أﺧﻠﻊ اﻟﺴﺘﺮة واﻟﺒﻨﻄﻠﻮن .ﻳﻨﺘﺰﻋﻬﻤﺎ ﻣﻨﻲ ﻓﻲ ﻏﻀﺐ .ﻳﺘﻔﺤﺺ ﺑﻘ ﻊ اﻟﺤﺒ ﺮ .أﺗﺒﻌ ﻪ إﻟ ﻰ اﻟﻤﻄ ﺒﺦ .ﻳ ﺮش اﻟﻤﻠ ﺢ ﻓﻮﻗﻬ ﺎ .ﻳﻌ ﻮد إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﺎﻟﺔ .ﻳﺘﻨ ﺎول ﻟﻴﻤﻮﻧ ﺔ ﻣ ﻦ ﺻ ﻴﻨﻴﺔ اﻟﻘﻠ ﻞ .ﻳﻘﻄﻌﻬ ﺎ ﺑﺎﻟﺴ ﻜﻴﻦ .ﻳﻌﺼ ﺮ أﺣ ﺪ 80
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
ﻓﺼﻴﻬﺎ ﻓﻮق اﻟﻤﻠﺢ .ﻧﻌﻮد إﻟﻲ اﻟﻐﺮﻓﺔ .ﻳﺘﺄﻣﻞ اﻟﺒﻘﻊ ﻓ ﻲ اﻟﻀ ﻮء .ﻳﻀ ﻊ اﻟﺴ ﺘﺮة واﻟﺒﻨﻄﻠ ﻮن ﻓ ﻮق ﻇﻬ ﺮ اﻟﻜﺮﺳﻲ. ﻳﻘﻮل :ﻣﺶ ﺣﺘﻨﻀﻒ اﻟﻮﻗﺖ .إﻟﺒﺲ اﻟﺒﻴﺠﺎﻣﺔ اﻟﺨﻔﻴﻔﺔ .أﺳ ﺄﻟﻪ ﻣﺴ ﺘﻨﻜﺮًا :وأﺧ ﺮج ﺑﻴﻬ ﺎ؟ .ـ ﻧﻌﻤ ﻞ اﻳ ﻪ؟ أآﻮﻳﻬﺎﻟﻚ وﺗﺒﻘﻰ ﻋﺎل .هﺎت اﻟﻤﻜﻮة .أﻧﺤﻨﻲ وأﺟﺮ اﻟﻤﻜﻮاة اﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ﻣﻦ أﺳﻔﻞ اﻟﺴﺮﻳﺮ.ﻳﺤﻤﻠﻬ ﺎ إﻟ ﻰ اﻟﻤﻄ ﺒﺦ ﻟﺘﺴ ﺨﻴﻨﻬﺎ .ﻳﻌ ﻮد ﺑﻬ ﺎ ﻣ ﻊ ﻓﻮﻃ ﺔ ﻣﺒﻠﻠ ﺔ .ﻳﺒﺴ ﻂ ﺳ ﺘﺮة اﻟﺒﻴﺠﺎﻣ ﺎ ﻓ ﻮق اﻟﺴ ﺮﻳﺮ .ﻳﻐﻄﻴﻬ ﺎ ﺑﺎﻟﻔﻮﻃﺔ .ﻳﻤﺮ ﺑﺎﻟﻤﻜﻮاة ﻓﻮﻗﻬﺎ .ﻳﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ اﻟﻜﻤﻴﻦ ﺛﻢ اﻟﻈﻬﺮ .ﻳﻨﺎوﻟﻬ ﺎ ﻟ ﻲ وﻳﻜ ﻮي اﻟﺒﻨﻄﻠ ﻮن .أرﺗ ﺪﻳﻬﻤﺎ ﻣﺘﺄﻓﻔًﺎ. ﻳﺼﻠﻲ اﻟﻈﻬﺮ ﺛﻢ ﻳﺮﺗﺪي اﻟﺒﺰة اﻟﺒﻨﻴﺔ .ﻧﻐﺎدر اﻟﻤﻨﺰل .ﻧﺨﺮج إﻟﻰ اﻟﺸﺎرع .ﻻﻓﺘﺔ آﺒﻴ ﺮة ﺑﻌﺮﺿ ﻪ ﺗﻬﻨ ﻰء "ﻣﺸﻌﻞ" ﺑﺎﻟﻌﻮدة ﻣﻦ اﻟﺤﺞ" .ﺣﺞ ﻣﺒﺮور وذﻧ ﺐ ﻣﻐﻔ ﻮر" .ﻧﺴ ﺘﻘﻞ اﻟﺘ ﺮام" .اﻟﻌﺒﺎﺳ ﻴﺔ" ﺛ ﻢ "ﻣﺼ ﺮ ﻼ ﻓﺨﻤﺔ ﺗﺠﻤﻊ أﻣﺎﻣﻬﺎ ﺟﻤﻬﻮر ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻴﺪات اﻟﺒﻠ ﺪﻳﺎت .ﻳﻘ ﻮل أﺑ ﻲ إﻧﻬ ﻢ اﻟﺠﺪﻳﺪة" .ﻧﻤﻀﻲ ﻣﻦ أﻣﺎم ﻓﻴ ﱠ ﻓﻘﺮاء ﻳﻨﺘﻈﺮون اﻟﺰآﺎة ﻣﻦ اﻟﻠﺤﻢ .وإﻧﻬﻢ رﺑﻤﺎ ﺳﻴﺬوﻗﻮﻧﻪ ﻷول ﻣﺮة. ﻰ :ﻣ ﻴﻦ اﻟﻠ ﻲ ﺣﻠﻘﻠ ﻚ ﺗﺴﺘﻘﺒﻠﻨﺎ "ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻗﺎﺋﻠﺔ :ﺗﺄﺧﺮﺗﻮا ﻗﻮي آﺪﻩ ﻟﻴﻪ؟.اﻟﻐ ﺪا ﺟ ﺎهﺰﻣﻦ ﺑ ﺪري .ﺗﻠﺘﻔ ﺖ إﻟ ّ آﺪﻩ؟ .ﻳﻘﻮل أﺑ ﻲ :أﻧ ﺎ .ﺗﻘ ﻮل :ﻣ ﺶ آﻨ ﺖ ﺗﻮدﻳ ﻪ ﻟﻠﻤ ﺰﻳﻦ .ﺗﺘﺤﺴ ﺲ ﺷ ﻌﺮ رأﺳ ﻲ .ـ ﺷ ﻌﺮك أآ ﺮت زي ﺷ ﺮﱠاﻋﺔ اﻟﺒ ﺎب اﻟﺨ ﺎرﺟﻲ ﺷ ﻌﺮ أﻣ ﻚ .ﺗﺘﺄﻣ ﻞ ﻣﻼﺑﺴ ﻲ .ﺗﻬ ﻢ ﺑ ﺎﻟﻜﻼم ﺛ ﻢ ﺗﻠ ﺰم اﻟﺼ ﻤﺖ .ﺗﻔ ﺘﺢ أﻣ ﻲ ُ اﻟﺰﺟﺎﺟﻴﺔ .ﺗﻘﻮل ل"ﻧﺒﻴﻠﺔ" :ﻋﺎﻳﺰة إﻳﻪ؟ .ـ أﺷﻮف ﺑﺎﺑﺎ .ﺗﻘﻮل ﻟﻬﺎ أﻣﻲ :ﻣﺶ أﺑﻮآﻲ وﻻ ﻳﻌﺮﻓﻚ .ﺗﻐﻠ ﻖ اﻟﺸﺮاﻋﺔﻓﻲ ﻋﻨﻒ.أﺳﺮع إﻟﻰ اﻟﻐﺮﻓﺔ .أدﻓﻊ اﻟﺒﺎب ﻓﻴﻨﻔﺘﺢ .ﻧﺴ ﺖ أﻣ ﻲ إﻏﻼﻗ ﻪ ﺑﺎﻟﻤﻔﺘ ﺎح .أدﺧ ﻞ وأﺧﺒ ﺮ أﺑﻲ .ﻳﺘﻮارى ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟﻨﺎﻓﺬة .ﺗﻤﺮ"ﻧﺒﻴﻠﺔ" ﺗﺤﺘﻬﺎ .ﺗﺮﻓﻊ ﻋﻴﻨﻴﻬ ﺎ إﻟ ﻰ أﻋﻠ ﻰ .ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻔﺘﻴﻬﺎ اﺑﺘﺴ ﺎﻣﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ. ﻳﺘﻘﺪم "ﺷﻮﻗﻲ" و "ﺷﻴﺮﻳﻦ" ﻣﻦ أﺑﻲ ﻟﻴﺤﺘﻀﻨﻬﻤﺎ .ﻣﻼﺑﺴﻬﻤﺎ ﺟﺪﻳﺪة .ﺗﺘﺄﻣﻞ "ﺷ ﻴﺮﻳﻦ" ﻣﻼﺑﺴ ﻲ ﺛ ﻢ ﺗﻘ ﻮل :ﻳ ﺎ ﺧﺒ ﺮ إﻧ ﺖ ﻻﺑ ﺲ ﺑﻴﺠﺎﻣ ﺔ؟ .ﻳﻮﺟ ﻪ إﻟﻴﻬ ﺎ ﻋﻤ ﻮ "ﻓﻬﻤ ﻲ" ﻧﻈ ﺮة ﺻ ﺎرﻣﺔ ﻓﺘﺼ ﻤﺖ. ﻧﻐﺴﻞ أﻳﺪﻳﻨﺎ وﻧﺠﻠﺲ ﺣﻮل اﻟﻤﺎﺋﺪة .ﺗﻐﺮف ﻟﻨﺎ ﻧﺒﻴﻠ ﺔ ﻣ ﻦ ﺳ ﻠﻄﺎﻧﻴﺔ ﺣﺴ ﺎء اﻟﻠﺤ ﻢ .ﺻ ﻴﻨﻴﺔ رﻗ ﺎق وﻟﺤ ﻢ ﺧﺮوف ﻣﺤﻤﺮ وﺑﺎﻣﻴﺔ .ﻳﺤﺘﺴﻲ أﺑﻲ اﻟﺸﻮرﺑﺔ ﺑﺼﻮت ﻣﺴﻤﻮع .ﺗﺮاﻗﺒﻨﻲ أﺧﺘﻲ وﺗﻀ ﺒﻄﻨﻲ وأﻧ ﺎ أﺣ ﺪث ﺻﻮﺗﺎ ﺑﺸﻔﺘﻲ ﻓﺘﻨﻬﺮﻧﻲ. ﻧﺼﻄﻒ ﺑﻌﺪ اﻷآﻞ ﻓﻮق آﻨﺒﺔ اﻟﺼﺎﻟﺔ .ﻳﺴﺘﺄذن ﺷﻮﻗﻲ" ﻣﻦ أﺑﻴﻪ ﻟﻠﻌ ﺐ ﻣ ﻊ اﻷوﻻد ﻓ ﻲ اﻟﺸ ﺎرع .ﻳﻘ ﻮل ﻟ ﻲ ﻋﻤ ﻮ"ﻓﻬﻤ ﻲ" :ﻣﺘ ﺮوح ﻣﻌ ﺎﻩ .أﺧﻔ ﺾ رأﺳ ﻲ وأﺗﺄﻣ ﻞ ﺑﻴﺠ ﺎﻣﺘﻲ :ﻣ ﺶ ﻋ ﺎوز. ﺗﻈﻬﺮ ﺗﺎﻧﺖ "ﺳﻤﻴﺮة" ﺷﻘﻴﻘﺔ ﻋﻤ ﻮ "ﻓﻬﻤ ﻲ" ﻋﻨ ﺪ اﻟﺒ ﺎب .ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﺒﺘﻬﺎ زوﺟﻬ ﺎ وإﺑﻨﺘﻬ ﺎ "ﻧ ﺎدﻳﻦ". ﻳﻨ ﺰل أﺑ ﻲ ﺳ ﺎﻗﻪ اﻟﻤﻄﻮﻳ ﺔ وﻳﺮﺣ ﺐ ﺑﻬ ﻢ .ﻳﺘﺄﻣ ﻞ "ﺳ ﻤﻴﺮة" ﺑ ﺘﻤﻌﻦ .ﻃﻮﻳﻠ ﺔ وﻋﺮﻳﻀ ﺔ ﻣﺜ ﻞ أﺧﻴﻬ ﺎ. وﺟﻬﻬ ﺎ أﺑ ﻴﺾ ﻣﺴ ﺘﺪﻳﺮ وﺟﻤﻴ ﻞ .ﻋﻴﻨﺎه ﺎ واﺳ ﻌﺘﺎن ﻣﻜﺤﻠﺘ ﺎن .ﻓﻤﻬ ﺎ ﺻ ﻐﻴﺮ ﻣﻠ ﻮن ﺑ ﺎﻟﺮوج .ﻳﺘﻀ ﻮع اﻟﻤﻜﺎن ﺑﻌﻄ ﺮ ﻣﻨﺒﻌ ﺚ ﻣ ﻦ ﻣﻼﺑﺴ ﻬﺎ .ﺳ ﺘﺮة ﺳ ﻮداء اﻟﻠ ﻮن .ﺑﻠ ﻮزة ﺑﻴﺎﻗ ﺎت ﻃﻮﻳﻠ ﺔ ﺗﻌﻠ ﻮ ﻳﺎﻗ ﺔ اﻟﺴ ﺘﺮة. ﺟﻮﻧﻠﺔ ﺑﺮﺗﻘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻜﺴﺮات .ﺣﺬاء أﺑﻴﺾ وأﺳﻮد ﺑﻜﻌﺐ ﻋﺎﻟﻲ .ﺗﻘﺮب "ﺧﻀ ﺮة" ﻣﻘﺎﻋ ﺪ اﻟﻤﺎﺋ ﺪة ﻟﻴﺠﻠﺲ اﻟﺠﻤﻴﻊ. زوﺟﻬﺎ ﻣﻮﻇﻒ ﻓﻲ وزارة اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ .ﻳﺮﺗﺪي ﻃﺮﺑﻮﺷًﺎ .ﺑﺰﺗﻪ ﺑﻠﻮن ﺑﻴﺞ .ﻳﻔ ﻚ زرار اﻟﺴ ﺘﺮة ﻓﻴﻜﺸ ﻒ ﻋ ﻦ آﺮش ﻣﺪﻟﻰ ﻓﻮق ﺣﺎﻓﺔ اﻟﺒﻨﻄﻠﻮن. "ﻧ ﺎدﻳﻦ" أآﺒ ﺮ ﻣﻨ ﻲ ﺑﺴ ﺒﻊ ﺳ ﻨﻮات .ﻟﻬ ﺎ ﺷ ﻔﺘﺎن ﻣﻤﺘﻠﺌﺘ ﺎن وﻋﻴﻨ ﺎن ﺿ ﻴﻘﺘﺎن وﺻ ﺪر ﺻ ﻐﻴﺮ .ﺗﺮﺗ ﺪي ﺑﻠ ﻮزة ﺣﺮﻳﺮﻳ ﺔ ﺑﻴﺎﻗ ﺔ ﺻ ﻐﻴﺮة وأآﻤ ﺎم واﺳ ﻌﺔ ﺗﻨﺘﻬ ﻲ ﺑﺄﺳ ﺎور ﺿ ﻴﻘﺔ .ﺻ ﺪر اﻟﺒﻠ ﻮزة ﺑ ﻪ آﺸﻜﺸ ﺔ ﻋﺮﺿﻴﺔ وأزرار ﺻﺪﻓﻴﺔ ﻣﺴﺘﺪﻳﺮة.
81
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
ﺗﺒﺪي أﺧﺘﻲ اﻋﺠﺎﺑﻬﺎ ﺑﺎﻟﺒﻠﻠﻮزة :اﻟﺸﻤﻴﺰﻳﺖ دﻩ ﻳﺠﻨﻦ .ﺗﻬﺒﻂ ﺑﻨﻈﺮاﺗﻬﺎ ﻓﻮق ﺟﻮﻧﻠﺔ زرﻗﺎء ﻳﻌﻠ ﻮ ﻃﺮﻓﻬ ﺎ اﻟﻘﺪم ﺑﺸﺒﺮ .ﺛﻢ ﺣﺬاء ﺑﻜﻌﺐ ﻋﺎﻟﻲ ﺗﺨﻴﻦ .ـ إﻳ ﻪ دﻩ .إﻳ ﻪ دﻩ .ﺗﻀ ﺤﻚ "ﺳ ﻤﻴﺮة" :اﻟﻤﻮﺿ ﺔ ﻳ ﺎ ﺳ ﺘﻲ .ـ ﺟﺒﺘ ﻴﻬﻢ ﻣﻨ ﻴﻦ؟ .ـ ﻣ ﻦ" ﺷ ﻴﻜﻮرﻳﻞ" .ﻗﺒ ﻞ ﻣ ﺎ ﻳﺤﻄﻮﻟ ﻪ اﻟ ﺪﻳﻨﺎﻣﻴﺖ ﺑ ﺘﻼت اﻳ ﺎم .ﺗﻼﻗﻴ ﻪ ﻓ ﻲ "ﺷ ﻤﻼ" و"أورﻳﻜﻮ" .ـ اﻟﻮاﺣﺪة ﺗﺨﺎف ﺗﺮوح اﻟﻤﺤﻼت دي اﻟﻮﻗﺖ .ـ ﺟﺮّﺑﻲ ﺷﺮآﺔ ﺑﻴﻊ اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺎت. ﻳﻘﻮل زوﺟﻬﺎ إن اﻟﻮﻗﺖ ﻗﺪ ﺣﺎن ﻷن ﺗﺤﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺟﻤﺎﻋﺔ اﻷﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .ﺗﺸﺘﻜﻲ"ﺳﻤﻴﺮة" ﻣﻦ أن "ﻧﺎدﻳﻦ" ﺗﺮﻳﺪ ﻋﻤﻞ ﺗﺴﺮﻳﺤﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﺸﻌﺮهﺎ ﺣﺴﺐ اﻟﻤﻮﺿﺔ :ﺧﺼﻠﺘﺎن ﻣﺘﻤﻮﺟﺘ ﺎن وﺷ ﻌﺮ ﻗﺼ ﻴﺮ ﺣﻮل ﺟﺎﻧﺒﻲ اﻟﺮأس وﻓﻮق اﻟﻌﻨﻖ ﺑﻤﺎ ﻳﺸ ﺒﻪ اﻟﻘﻠﻨﺴ ﻮة .ﺗﻀ ﻊ ﺳ ﺎﻗﺎ ﻓ ﻮق ﺳ ﺎق .ﺗﺮﺗﻔ ﻊ اﻟﺠﻮﻧﻠ ﺔ ﺣﺘ ﻰ رآﺒﺘﻬﺎ .ﺗﺮﺗﺪي ﺟﻮرﺑًﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﻳﻠﻮن .ﻳﺘﺄﻣﻞ أﺑﻲ رﺑﻠﺔ ﺳﺎﻗﻬﺎ اﻟﻤﻤﺘﻠﺌﺔ .ﺗﻘﻮل "ﻧﺒﻴﻠﺔ" :ﺷﻔﺘﻲ اﻟﺒﺮاﻧﻴﻂ اﻟﻠ ﻲ ﻃ ﺎﻟﻌﻴﻦ ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟﻮﻗ ﺖ .ﺗﻘ ﻮل"ﺳ ﻤﻴﺮة" إن ﻗﺮﻳﺒ ﺔ ﻟﺰوﺟﻬ ﺎ ﺣﻀ ﺮت ﺣﻔ ﻞ ﺷ ﺎي أﻗﺎﻣﺘ ﻪ اﻷﻣﻴ ﺮة "ﻓﺎﻳﺰة" ﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﻤﺮأة اﻟﺠﺪﻳﺪة .رأت اﻟﺴﻴﺪات ﻓﻲ ﺑ ﺮاﻧﻴﻂ ﻏﺮﻳﺒ ﺔ ﻳﻌﻠﻮه ﺎ رﻳ ﺶ اﻟﻄﻴ ﻮر .ـ أﻏﻠ ﺒﻬﻢ آ ﺎن ﻻﺑ ﺲ أﺳ ﻮد آ ﺄﻧﻬﻢ ﻓ ﻲ ﺟﻨ ﺎزة.ﺗﻘ ﻮل " ﻧﺒﻴﻠ ﺔ" إن اﻟﻠ ﻮن اﻷﺳ ﻮد ﻣ ﺎزال ه ﻮ اﻟﻤﻮﺿ ﺔ. ﻳﺴﺄل أﺑﻲ "ﻧﺎدﻳﻦ" ﻋﻦ اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺬي ﺳﺘﻠﺘﺤﻖ ﺑﻪ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ .ﺗﻘﻮل:ﻓﻠﺴﻔﺔ .ﻳﻘﺘﺮح ﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﻘ ﺮأ ﻣﻦ اﻵن ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺘﺐ .ﻳﻌﻄﻴﻬﺎ إﺳﻢ آﺘﺎب ﻓﻲ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .وﺁﺧ ﺮ ﻓ ﻲ ﻋﻠ ﻢ اﻟ ﻨﻔﺲ .أﺷ ﻌﺮ إﻧﻬ ﺎ ﺗﺴﺘﺨﻒ ﺑﺎﻗﺘﺮاﺣﺎﺗﻪ. ﻳﻨﻀﻢ إﻟﻴﻨﺎ ﻗﺮﻳﺐ ﻟﻌﻤﻮ"ﻓﻬﻤ ﻲ" .ﻃﺎﻟ ﺐ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻨﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴ ﺔ ﺑﻜﻠﻴ ﺔ اﻟﺤﻘ ﻮق .ﻳﺮﺗ ﺪي ﺑ ﺰة ﻣ ﻦ ﻗﻤ ﺎش آﺤﻠﻲ ﻣﻘﻠﻢ ﺑﺰراﻳﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﻴﻦ .رﺑﻄﺔ ﻋﻨ ﻖ دﻗﻴﻘ ﺔ .ﻧﻈ ﺎرة ﻧﻈﺮآﺒﻴ ﺮة ﻣﺮﺑﻌ ﺔ اﻹﻃ ﺎر .ﻳﺨﺎﻃ ﺐ أﺑ ﻲ ﺑﻠﻘﺐ"أﻧﻴﺸﺘﺎ" .ﺗﺘﺒﻌﻪ أﺧﺘﻪ "ﺳﻠﻮى"اﻟﻄﺎﻟﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﻠﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت. ﺗﻨﺴ ﺤﺐ اﻟﻔﺘﺎﺗ ﺎن وﺗﺨﺘﻔﻴ ﺎن ﻓ ﻲ ﺣﺠ ﺮة "ﺷ ﻮﻗﻲ وﺷ ﻴﺮﻳﻦ" .ﻳﻔ ﺪ "ﻋﻠ ﻮي" اﻹﺑ ﻦ اﻷآﺒ ﺮ ﻟﻠﺤ ﺎج "ﺣﻤﺪي" .ﺳﺘﺮة ﺑﻴﻀﺎء ﺑﺰرار واﺣﺪ ﻋﻠﻲ ﺟﺎﻧﺐ و ﻳﺎﻗﺘﻴﻦ ﻃ ﻮﻳﻠﺘﻴﻦ ﺗﻨﺘﻬﻴ ﺎن أﺳ ﻔﻞ اﻟ ﺒﻄﻦ .ﺑﻨﻄﻠ ﻮن رﻣﺎدي ﺑﺜﻨﻴﺔ وﺣﺬاء أﺑﻴﺾ .ﻳﺨﻠ ﻊ اﻟﻄﺮﺑ ﻮش ﻓﻴﻜﺸ ﻒ ﻋ ﻦ ﺷ ﻌﺮ ﺧﻔﻴ ﻒ ﻻﻣ ﻊ ﻣﻠﺘﺼ ﻖ ﺑﺠﻠ ﺪ رأﺳ ﻪ. ﻳﺴﺄﻟﻪ أﺑ ﻲ ﻋ ﻦ أﺧﺒ ﺎر واﻟ ﺪﻩ اﻟ ﺬي ﻳﺤ ﺞ ﻟﻠﻤ ﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ .ﻳﻘ ﻮل :زﻣﺎﻧ ﻪ اﻟﻮﻗ ﺖ ﻓ ﻮق ﺟﺒ ﻞ"ﻋﺮﻓ ﺎت". ﺗﺤﻀﺮ"ﺧﻀﺮة" ﻓﻨﺎﺟﻴﻦ اﻟﻘﻬﻮة وزﺟﺎﺟﺎت ﻏﺎزوزة"ﺳﺒﺎﺗﺲ". ﻳﺨ ﺮج "ﻋﻠ ﻮي"ﻣ ﻦ ﺟﻴﺒ ﻪ ﻓﻨﺠﺎﻧ ﺎ ﺻ ﻐﻴﺮا ﻣ ﻦ اﻟﺰﺟ ﺎج .ﻳﺼ ﻔﻖ "ﻓﻬﻤ ﻲ" :أه ﻮ ﺟ ﺎب اﻟﻌ ﺪة .ﻳﻘ ﻮل "ﻋﻠﻮي":ﻋﺸﺎن ﻣﺎ ﺗﻜ ﻮﻧﺶ ﻟ ﻚ ﺣﺠ ﺔ .أﻋ ﺮف أﻧ ﻪ ﻳﻘ ﺮص" اﻟﺰه ﺮوﻻ ﻳﻠﻌ ﺐ ﻣﻌ ﻪ أﺣ ﺪ إﻻ إذا أﻟﻘ ﻰ اﻟﺰهﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﻨﺠﺎن آﻲ ﻻ ﻳﻠﻤﺴﻪ. ﻳﻨﺘﻘﻞ اﻟﺠﻤﻴﻊ إﻟﻰ اﻟﻔﺮاﻧﺪﻩ .ﺗﺮﺗﺪي "ﻧﺒﻴﻠﺔ" ﺑﻠﻮﻓﺮ ﻗﺎﺋﻠﺔ إن اﻟﺠﻮ ﻣﺎﺋ ﻞ إﻟ ﻰ اﻟﺒ ﺮودة .ﺗﺘ ﺮدد ﻗﻬﻘﻬ ﺎت أﺑﻲ ﻋﺎﻟﻴًﺎ .أﻗﺘﺮب ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺔ اﻷوﻻد .اﻟﺒﺎب ﻣﻮارب .أﺗﻠﺼﺺ اﻟﻨﻈﺮ".ﺷﻴﺮﻳﻦ" ﻣﻨﺤﻨﻴﺔ ﻓﻮق اﻟﻔ ﺮاش ﺗﺘﺼﻔﺢ ﻣﺠﻠﺔ .أﺳﻤﻊ ﺻ ﻮت "ﺳ ﻠﻮى" ﺗﻘ ﻮل ﺑﺼ ﻮت ﺧﻔ ﻴﺾ إﻧﻬ ﺎ ﺣﺼ ﻠﺖ ﻋﻠ ﻰ رواﻳ ﺔ ل"ﻳﻮﺳ ﻒ اﻟﺴﺒﺎﻋﻲ" .ﺗﺮﻳﻬﻤﺎ "ﺷﻴﺮﻳﻦ" ﺻﻔﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺔ ﻋﻦ رﻗﺼﺔ أﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺗﺪﻋﻰ "اﻟﻬﻮﻻه ﻮب". ﺗﻈﻬ ﺮ "ﻧ ﺎدﻳﻦ" ﻓ ﻲ ﻣﺠ ﺎل رؤﻳﺘ ﻲ .ﺗﻀ ﻊ ﻳ ﺪهﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﺪرهﺎ اﻟﺼ ﻐﻴﺮ .ﺗﻠﺘﻔ ﺖ ﻧﺤ ﻮ اﻟﺒ ﺎب ﻓﺄﺑﺘﻌ ﺪ ﺑﺴﺮﻋﺔ .أﺳﻤﻌﻬﺎ ﺗﻘﻮل إن اﻷﻣﺮﻳﻜﺎن اﺧﺘﺮﻋﻮا ﺳ ﻮﺗﻴﺎﻧًﺎ ﺟﺪﻳ ﺪًا ﻳﺸ ﺒﻚ وﻳﻔﺼ ﻞ ﻣ ﻦ اﻷﻣ ﺎم ﻓ ﻼ ﺗﺤﺘ ﺎج ﻰ اﻟﻮاﺣﺪة ﻷن ﺗﻠﻮي ﻳﺪهﺎ ﺧﻠﻒ ﻇﻬﺮهﺎ آﻲ ﺗﻔﻜﻪ .ﻳﻀﺤﻜﻦ ﻓﻲ ﺧﺠﻞ .أدﻓﻊ اﻟﺒﺎب وأدﺧ ﻞ .ﻻ ﺗﻠﺘﻔ ﺖ إﻟ ّ إﺣﺪاهﻦ.ﺗﻘﻠﺐ "ﺷﻴﺮﻳﻦ" ﺻﻔﺤﺔ اﻟﻤﺠﻠﺔ..ﺗﺴ ﺘﻌﺮض اﻷﻓ ﻼم اﻟﻤﻮﺟ ﻮدة ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻮق ﺑﺼ ﻮت ﻣﺮﺗﻔ ﻊ: "اﻟﺼﻴﺖ وﻻ اﻟﻐﻨﻲ"" .ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻤﻄﻠ ﺐ"و"ﺣﺴ ﻦ ﻓ ﺎﻳﻖ" .أﻣﻴ ﺮة اﻟﺠﺰﻳ ﺮة" .ﺗﺤﻴ ﺔ آﺎرﻳﻮآ ﺎ". "ﺑﺸﺎرة واآ ﻴﻢ"".اﺳ ﻤﺎﻋﻴﻞ ﻳ ﺲ" و"ﺷ ﻜﻮآﻮ"" .رﺟ ﻞ ﻻ ﻳﻨ ﺎم" ﻓ ﻲ "ﻣﺘ ﺮو" "ﻳﻮﺳ ﻒ وهﺒ ﻲ" و"ﻣﺪﻳﺤ ﺔ ﻳﺴ ﺮي"" .ﻧﺤ ﻮ اﻟﻤﺠ ﺪ" ﺑﻄﻮﻟ ﺔ وإﺧ ﺮاج "ﺣﺴ ﻴﻦ ﺻ ﺪﻗﻲ" .دﻣ ﻪ ﺗﻘﻴ ﻞ .ﺗﻀ ﻊ اﻟﻤﺠﻠ ﺔ ﺟﺎﻧ ًﺒ ﺎ .أﺗﻨﺎوﻟﻬ ﺎ .أﻗﻠ ﺐ ﺻ ﻔﺤﺎﺗﻬﺎ .ﺗﻄ ﺎﻟﻌﻨﻲ ﺻ ﻮرة اﻟﻤﻠ ﻚ ﺑ ﺎﻟﻤﻼﺑﺲ اﻟﻌﺴ ﻜﺮﻳﺔواﻟﻨﻈﺎرة اﻟﻌﺴ ﻜﺮﻳﺔ. ﺗﺤﺖ اﻟﺼﻮرة ﺑﺨﻂ اﻟﺮﻗﻌﺔ" :اﻟﻔﺪاﺋﻲ اﻷول". 82
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
أﻏﺎدر اﻟﻐﺮﻓﺔ وﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺮدهﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ .أﺗﻨﺼﺖ ﺑﺠﻮار اﻟﺤﺎﺋﻂ اﻟﺬي ﻳﻔﺼﻠﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﻤﻄﺒﺦ .ﺻﻮت ﻏﺴﻴﻞ اﻟﺼﺤﻮن .ﺑﺎب ﻏﺮﻓﺔ اﻟﺘﺮﺳﻴﻨﺔ ﻣﻐﻠﻖ .أﻣﻀﻲ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻗ ﺔ اﻟﻤﺆدﻳ ﺔ إﻟ ﻰ اﻟﺤﻤ ﺎم اﻟﺒﻠ ﺪي .هﻨ ﺎك ﻧﺎﻓﺬة ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﺗﻄﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎرع .ﺗﺘﺼﺎﻋﺪ ﻣﻨﻪ ﻓﺮﻗﻌﺎت اﻟﺒﻤﺐ .أﺷﺐ ﺑﻘ ﺪﻣﻲ .أﻟﻤ ﺢ "ﺷ ﻮﻗﻲ " وﻓ ﻲ ﻳﺪﻩ ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ ﺻﻴﺪ .أدﺧﻞ اﻟﺤﻤﺎم اﻟﺒﻠﺪي .أﺗﺒﻮل .أﻏﺎدرﻩ .أﻓﺘﺢ ﺑﺎب ﻏﺮﻓﺔاﻟﺘﺮﺳﻴﻨﺔ .أدﺧﻞ وأﻏﻠ ﻖ اﻟﺒ ﺎب وراﺋ ﻲ .أﺟ ﺬب اﻟﻤﻘ ﺒﺾ اﻟﻨﺤﺎﺳ ﻲ اﻟﻤﻜﺴ ﻮر ﻟﻠ ﺪوﻻب اﻟﺼ ﻐﻴﺮ .اﻷدراج ﻓﺎرﻏ ﺔ .ﺑﺒﻌﻀ ﻬﺎ ﻣﻼﺑ ﺲ ﻗﺪﻳﻤ ﺔ.أﻏﻠ ﻖ اﻟ ﺪوﻻب .أه ﻢ ﺑﻤﻐ ﺎدرة اﻟﻐﺮﻓ ﺔ .ﺻ ﻮت أﻗ ﺪام ﺗﺠ ﺮي.أﻓ ﺘﺢ اﻟﺒ ﺎب ﻓ ﻲ ﺧﻔ ﺔ وأوارﺑ ﻪ. ﺧﻀﺮة"ﻣﻨﺪﻓﻌﺔ ﻧﺤﻮ ﺑﺎب اﻟﺼﺎﻟﺔ .ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻬﺎ أﻣﺎرات اﻟﺨﻮف .ﻳﻨ ﺪﻓﻊ ﻋﻤ ﻮ "ﻓﻬﻤ ﻲ" ﺧﻠﻔﻬ ﺎ ﻗﺎد ًﻣ ﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻄﺒﺦ.ﻳﺤﺘﻚ اﻟﻤﺎﻧﺘﻮﻓﻠﻲ اﻟ ﺬي ﻳﺮﺗﺪﻳ ﻪ ﺑ ﺎﻟﺒﻼط اﻟﻌ ﺎري .ﻳﺤ ﺎول اﻹﻣﺴ ﺎك ﺑﻬ ﺎ.ﺗﻠ ﺞ اﻟﺼ ﺎﻟﺔ وه ﻮ ﺧﻠﻔﻬﺎ .أﺧﺮج إﻟﻰ اﻟﺮدهﺔ .أﻃ ﻞ ﻣ ﻦ ﺑ ﺎب اﻟﺼ ﺎﻟﺔ .ﺗﺼ ﻄﺪم ﻧﻈ ﺎرﺗﻲ ﺑﺎﻟﻤﺼ ﺮاع اﻟﺨﺸ ﺒﻲ .ﻳﻠﺤ ﻖ ﺑﻬ ﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻜﻨﺒﺔ .وﺟﻬﻪ ﻣﺘﻀﺮج وﻋﻴﻨﺎﻩ ﺗﺒﺮﻗﺎن .ﻳﻤﺪ ﻳﺪﻩ إﻟﻰ ﺻﺪرهﺎ.ﺗﺰﻳﺤﻪ ﻋﻨﻬﺎ هﺎﻣﺴﺔ ﻓﻲ ﻟﻬﻮﺟ ﺔ :ﻻ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي .ﺣ ﺮام ﺗﻘﻄ ﻊ ﻋﻴﺸ ﻲ .ﺗ ﺪور ﺣ ﻮل اﻟﻤﺎﺋ ﺪة .ﺗﻤ ﺮ ﻣ ﻦ أﻣ ﺎم ﻏﺮﻓ ﺔ اﻷوﻻد .ﺗﻘﺘ ﺮب ﻣ ﻦ اﻟﺒ ﺎب اﻟﻤ ﺆدي إﻟ ﻰ اﻟﺮده ﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴ ﺔ .أﺗﺮاﺟ ﻊ ﺑﺴ ﺮﻋﺔ .أﺧﺘﻔ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺘﺮﺳ ﻴﻨﺔ .أﺳ ﻤﻌﻬﺎ ﺗﻔ ﺘﺢ ﺑ ﺎب اﻟﺸ ﻘﺔ وﺗﺨﺮج .أﻏﺎدر اﻟﺘﺮﺳﻴﻨﺔ إﻟﻰ اﻟﺼﺎﻟﺔ .ﻋﻤﻮ "ﻓﻬﻤﻲ" ﻣﻨﺤﻦ أﻣﺎم ﻣﺮﺁة اﻟﺒﻮﻓﻴﻪ.ﻳﺘﺄﻣﻞ وﺟﻬﻪ .ﻳﺴ ﻮي ﺷﻌﺮﻩ.ﻳﻌﺘﺪل واﻗﻔﺎ .ﻳﺪﺧﻞ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻀﻴﻮف ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ إﻟﻰ اﻟﻔﺮاﻧﺪﻩ .ﻳﺘﻼﺷﻰ ﺻﻮت ﻗﺪﻣﻴﻪ ﻓ ﻲ اﻟﺒﺴ ﺎط اﻟﺴﻤﻴﻚ. ٣١ ﻳﺘﻜﺮر اﻟﻄﺮق ﻋﻠﻲ اﻟﺒﺎب اﻟﺨﺎرﺟﻲ .أﻣﺘﻄﻲ ﺟﺴﻢ أﺑﻲ اﻟﻨﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ وأه ﺒﻂ ﻋ ﻦ اﻟﺴ ﺮﻳﺮ .أرﺗ ﺪي ﺷﺒﺸ ﺒﻲ .أﺧ ﺮج إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﺎﻟﺔ.أدﻳ ﺮ اﻟﻤﻔﺘ ﺎح ﻓ ﻲ اﻟﺒ ﺎب .ﺗﺪﻓﻌ ﻪ "ﻓﺎﻃﻤ ﺔ" ﻓﻴﻮﺷ ﻚ ﻋﻠ ﻰ اﻻﺻ ﻄﺪام ﺑﻮﺟﻬﻲ .ﺗﺘﻘﺪﻣﻨﻲ داﺧﻞ اﻟﻐﺮﻓﺔ. ـ إﻧﺘﻢ ﻟﺴﻪ ﻧﺎﻳﻤﻴﻦ؟. ﻳﺠﻴﺐ أﺑﻲ وهﻮ ﻳﺰﻳﺢ اﻟﻐﻄﺎء ﻋﻦ ﺟﺴﺪﻩ:اﻟﻨﻬﺎردة اﻟﺠﻤﻌﺔ. ـ ﻳﺎﷲ أﺣﻀﱠﺮ ﻟﻜﻢ اﻟﻔﻄﺎر. ﻳﻌﺘﺪل أﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ اﻷﻳﻤﻦ .ﻳﺰﻳﺢ ﺟﻠﺒﺎﺑ ﻪ آﺎﺷ ﻔﺎ ﻋ ﻦ ﺳ ﺎﻗﻴﻪ .ﺗﻘ ﻊ ﻋﻴﻨ ﻲ ﻋﻠ ﻰ ﺣﻤﺎﻣﺘ ﻪ ﺑ ﺎرزة ﻣ ﻦ ﻓﺘﺤﺔ آﻠﺴﻮﻧﻪ .ﻣﻨﺘﻔﺨ ﺔ آ ﺮأس ﻗ ﻂ .ﻳﻈ ﻞ ﻣﻤ ﺪدا ﻋﻠ ﻲ ﺟﺎﻧﺒ ﻪ دون أن ﻳﻌﺒ ﺄ ﺑﺘﻐﻄﻴ ﺔ ﻧﻔﺴ ﻪ .ﻳﻨﻈ ﺮ إﻟ ﻰ "ﻓﺎﻃﻤﺔ" .ﻳﻤﺪ ﻳﺪﻩ وﻳﺪﻋﻚ ﺣﻤﺎﻣﺘﻪ .ﻳﻌﺘﺪل ﺟﺎﻟﺴًﺎ وﻳﺪﻟﻲ ﺳﺎﻗﻴﻪ. ﺗﺴﺄل :ﺗﺤﺒ ﻮا ﺗﻔﻄ ﺮوا إﻳ ﻪ؟ .أﻋﻤ ﻞ ﺳ ﺨﻴﻨﺔ ﺑ ﺎﻟﻠﺒﻦ وا ﱠﻻ ﻓ ﻮل ﻣ ﺪﻣﺲ؟ .أﻗ ﻮل :ﻋﺴ ﻞ ﺑﻄﺤﻴﻨ ﺔ .ﺗﻘ ﻮل: ﻣﻔ ﻴﺶ .ﻳﺨ ﺎﻃﺒﻨﻲ أﺑ ﻲ :ﺧ ﺪ ﻧ ﺺ ﻓﺮﻧ ﻚ وروح ه ﺎت ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻴﺮﺟﺔ .ـ ﻣ ﺎ ﺗﺒﻌ ﺖ " ﻓﺎﻃﻤ ﺔ" .ﻳﻘ ﻮل: اﻟﻨﻬ ﺎردة اﻟﺠﻤﻌ ﺔ و"ﻋﺒ ﺎس" ﻋ ﺎﻳﺰ ﻳﻔﻄ ﺮ .ﺗﻘ ﻮل :أﻳ ﻮﻩ .ﻻزم أروﺣﻠ ﻪ واﻻ ﻳﻬ ﺮي ﺟﺘﺘ ﻲ. أذه ﺐ إﻟ ﻰ دورة اﻟﻤﻴ ﺎﻩ .أﻏﺎﻟ ﺐ ﺧ ﻮﻓﻲ وأدﺧ ﻞ اﻟﻜﻨﻴ ﻒ .أﺗﺒ ﻮل وأﻏﺴ ﻞ ﻳ ﺪي ووﺟﻬ ﻲ .أﻋ ﻮد إﻟ ﻲ اﻟﻐﺮﻓ ﺔ .أﺑ ﻲ واﻗ ﻒ ﺑﺠ ﻮار اﻟ ﺪوﻻب وﻓﺎﻃﻤ ﺔ ﺟﺎﻟﺴ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺣﺎﻓ ﺔ اﻟﺴ ﺮﻳﺮ. أﺟﻔﻒ وﺟﻬﻲ ﺑﺎﻟﻔﻮﻃﺔ اﻟﻤﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻨﺪﻩ .أهﻢ ﺑﺨﻠﻊ ﺳﺘﺮة اﻟﺒﻴﺠﺎﻣ ﺔ ﻷرﺗ ﺪي اﻟﻘﻤ ﻴﺺ واﻟﺒﻨﻄﻠ ﻮن. ﻳﻘ ﻮل أﺑ ﻲ :ﻣﺘﻀ ﻴﻌﺶ وﻗ ﺖ .روح ﺑﺎﻟﺒﻴﺠﺎﻣ ﺔ .ﻳﻌﻄﻴﻨ ﻲ ﻧﺼ ﻒ ﻓﺮﻧ ﻚ .أﻗ ﻮل :ﻓ ﻴﻦ اﻟﻄﺒ ﻖ .ﺗﻘ ﻮل "ﻓﺎﻃﻤﺔ" :ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻮﻓﻴﻪ. أﻏﺎدر اﻟﻐﺮﻓﺔ .أﺗﺮك اﻟﺒﺎب ﻣﻮارﺑًﺎ .أﺗﻨﺎول اﻟﻄﺒﻖ .ﻳﻐﻠﻖ أﺑﻲ ﺑﺎب اﻟﻐﺮﻓﺔ .أﻓ ﺘﺢ ﺑ ﺎب اﻟﺸ ﻘﺔ ﺛ ﻢ أﻏﻠﻘ ﻪ ﺑﻘﻮة .أﺳﺮع ﺑﺎﻻﺧﺘﺒﺎء ﺗﺤﺖ اﻟﻤﺎﺋﺪة .أﺑﺘﻌﺪ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺑﺎب اﻟﻤﻨﻮر آﻲ ﻻ ﺗﻜﺸﻔﻨﻲ ﺣﻮاف اﻟﻤﻔﺮش .ﺗ ﺮﺗﻄﻢ رأﺳﻲ ﺑﺤﺎﻓﺔ اﻟﻤﺎﺋﺪة .أﺿﻊ ﻳﺪي ﻋﻠﻰ ﻓﻤﻲ ﻷﺣﺒﺲ ﺻﺮﺧﺔ .أدﻋﻚ ﻣﻜ ﺎن اﻟﺨﺒﻄ ﺔ .أﻧﻜﻤ ﺶ ﺑﻌﻴ ﺪًا ﻋ ﻦ
83
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
أﻋﺸﺎش اﻟﺼﺮاﺻ ﻴﺮ اﻟﻤﺮﺻﻮﺻ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟ ﺮآﻦ .ﻳ ﺪق ﻗﻠﺒ ﻲ ﺑﻘ ﻮة .ﻻ أﻗ ﻮى ﻋﻠ ﻰ اﻟﺨ ﺮوج ﻣ ﻦ ﻣﻜﻤﻨ ﻲ واﻻﻗﺘﺮاب ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﻐﺮﻓﺔ .أرهﻒ اﻟﺴﻤﻊ .ﻻ ﺻﻮت .ﻻ أﺟﺴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮآ ﺔ .ﻗﻠﺒ ﻲ ﻳﻮاﺻ ﻞ اﻟ ﺪق ﻓ ﻲ ﻗﻮة .ﺿﻮء اﻟﺼﺒﺎح ﻳﻌﻢ اﻟﻐﺮﻓﺔ .أدﺧﻞ ﻓﻲ هﺪوء دون أن ﻳﺸﻌﺮا ﺑ ﻲ .أﺗ ﻮارى ﺧﻠ ﻒ ﻋﻤ ﻮد اﻟﻤﺸ ﺠﺐ اﻟﺨﺸ ﺒﻲ .أﻧﻜﻤ ﺶ ﺑ ﻴﻦ ﺑ ﺰة أﺑ ﻲ وﻣﻨﺸ ﺘﻪ وﻣﻈﻠﺘ ﻪ .أﺳ ﻤﻊ ﺣﺮآﺘﻬﻤ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺴ ﺮﻳﺮ .ﺻ ﻮت ﺿ ﺤﻜﺎت هﺎﻣﺴﺔ .هﻮ أو هﻲ ؟ ﻋﻠﻲ آﻮﻣﻴﺪﻳﻨﻮ ﻣﺠﺎور ﻟﻠﺴﺮﻳﺮ آﺄس ﻣﺎء ﺑﻪ ﻃﺎﻗﻢ أﺳﻨﺎﻧﻪ .أزﻳﺢ ﺳ ﺘﺮﺗﻪ ﺟﺎﻧﺒ ﺎ. ﻇﻬﺮﻩ ﻟﻲ .رأﺳﻪ ﻋﺎرﻳﺔ ﻳﺤﻒ اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺮﻣﺎدي ﺑﺼﻠﻌﺘﻬﺎ .أﻟﻤﺢ ﺟﺎﻧﺒًﺎ ﻣﻦ وﺟﻬﻪ اﻟﻀ ﺎﺣﻚ .ﻳﺤ ﻴﻂ أﻣ ﻲ ﺑﺬراﻋﻪ .ﺗﻀﺤﻚ هﻲ اﻷﺧﺮى .أﻣﺪ ﻳ ﺪي إﻟ ﻰ ﺳ ﺘﺮﺗﻪ .أدﺳ ﻬﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺠﻴ ﺐ اﻟ ﺪاﺧﻠﻲ اﻟ ﺬي ﻳﻀ ﻢ اﻟﻨﻘ ﻮد. ﺁﺧﺬ آﻞ ﺷﺊ .أﺗﺴﻠﻞ ﺧﺎرﺟﺎ .ﻳﻐ ﺎدران اﻟﻐﺮﻓ ﺔ ﺑﻌ ﺪ ﻗﻠﻴ ﻞ .ﻳﻌ ﻮد إﻟ ﻰ اﻟﻐﺮﻓ ﺔ .ﻳﺴ ﺘﺪﻋﻴﻨﻲ .ﻳﻐﻠ ﻖ اﻟﺒ ﺎب. ﻰ. ﻳﺠﻠﺴﻨﻲ أﻣﺎﻣﻪ .ﻳﺴﺘﺠﻮﺑﻨﻲ .ﻳﺘﻨﺎول اﻟﺨﺮزاﻧﺔ اﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﻣﻦ ﻓﻮق ﺳﻄﺢ اﻟﺪوﻻب .ﻳﻨﻬﺎل ﺑﻬﺎ ﻋﻠ ﱠ أﺳﻤﻊ ﺣﺮآﺔ .ﻳُﻔﺘﺢ ﺑﺎب اﻟﻐﺮﻓﺔ .ﺗﺨﺮج "ﻓﺎﻃﻤﺔ" .ﺗﻐﺪو ﺑﻴﻦ اﻟﺒﻮﻓﻴ ﻪ واﻟﻤﻄ ﺒﺦ .ﻗﺒﻘﺎﺑﻬ ﺎ ﻳﻄﺮﻗ ﻊ .ﺗﻌ ﺪ ﻃﺒﻘًﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﻮل اﻟﻤﺪﻣﺲ .ﺗﺤﻤﻠﻪ إﻟﻰ أﺑﻲ .ﺗﻈﻞ ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ .ﺗﺨﺮج ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ .ﺗﻔﺘﺢ ﺑﺎب اﻟﺸﻘﺔ .ﺗﺨﺮج. ﺗﻐﻠﻘﻪ ﺧﻠﻔﻬﺎ .ﻳﻐﺎدر أﺑﻲ اﻟﻐﺮﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺤﻤ ﺎم .ﻳﺘﻤ ﺘﻢ ﺑ ﺒﻌﺾ اﻵﻳ ﺎت .أﻋ ﺮف أﻧ ﻪ ﻳﺘﻮﺿ ﺄ .أزﺣ ﻒ ﺗﺤ ﺖ اﻟﻤﺎﺋﺪة ﻓﻲ اﺗﺠﺎﻩ ﺑﺎب اﻟﺸﻘﺔ .أﻟﻤﺢ ﺳﺎﻗﻴﻪ أﻣﺎم اﻟﺤﻮض .أﻏ ﺎدر ﻣﻜﻤﻨ ﻲ واﻟﻄﺒ ﻖ ﻓ ﻲ ﻳ ﺪي.أﺗﺠ ﻪ إﻟ ﻰ ﺑﺎب اﻟﺸﻘﺔ .أﻓﺘﺤﻪ ﻓﻲ رﻓﻖ ﺛﻢ أﻏﻠﻘ ﻪ ﺑﻘ ﻮة .ﻣ ﺎ زال أﺑ ﻲ ﻋﻨ ﺪ اﻟﺤ ﻮض .ﻳﻤﻠ ﺲ أذﻧﻴ ﻪ ﺑﺎﻟﻤ ﺎء .ﻳﻠﺘﻔ ﺖ ﻧﺤﻮي .ﻳﻘﻮل :هﻲ "ﻓﺎﻃﻤﺔ" ﻧﺴﻴﺖ ﺗﻘﻔﻞ اﻟﺒ ﺎب؟ .أﻗ ﻮل وأﻧ ﺎ أﻟ ﻮﱢح ﺑ ﺎﻟﻄﺒﻖ اﻟﻔ ﺎرغ أﻣﺎﻣ ﻪ :اﻟﺴ ﺮﺟﺔ ﻗﺎﻓﻠﺔ .اﻟﻨﻬﺎردﻩ اﻟﺠﻤﻌﺔ .ﻳﻘﻮل :آﺎﻧﻮا ﺑﻴﻔﺘﺤﻮا ﻗﺒﻞ اﻟﺼﻼ .أﻋﻤﻠﱠﻚ ﺑ ﻴﺾ؟ .أﻗ ﻮل :ﻣﻠ ﻴﺶ ﻧﻔ ﺲ .أدﺧ ﻞ اﻟﻐﺮﻓ ﺔ وأﺟﻠ ﺲ إﻟ ﻰ ﻣﻜﺘﺒ ﻲ .أﺧ ﺮج آﺮارﻳﺴ ﻲ ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﻨﻄﺔ .أﻓ ﺘﺢ آﺘ ﺎب اﻟﻤﻄﺎﻟﻌ ﺔ أﻗ ﺮأ ﻗﺼ ﻴﺪة ﺑﻌﻨﻮان":رﺛﺎء ﻗﻄﺔ" .ﻳﺪﺧﻞ أﺑﻲ .ﻳﻔﺮش ﺳﺠﺎدة اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ اﻷرض .ﻳﺼﻠﻲ اﻟﺼﺒﺢ. ﻳﺮﺗﺪي ﻣﻼﺑﺴﻪ.ﻳﺨﺮج ﻟﺼﻼة اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ .أﺗﺄآﺪ ﻣ ﻦ إﻏ ﻼق ﺑ ﺎب اﻟﺸ ﻘﺔ وﺑ ﺎب اﻟﻐﺮﻓ ﺔ .أﻓ ﺘﺢ اﻟﺪوﻻب .أﺟﺮ آﺮﺳﻲ اﻟﻤﻜﺘﺐ أﻣﺎﻣﻪ .أﻋﺘﻠﻴﻪ .ﻓﻲ ﻣﺪﺧﻞ اﻟﺮف اﻟﻌﻠﻮي زﺟﺎﺟﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺻﻮرأﺳ ﺪ.اﻟﻜﻴﻨ ﺎ اﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ "ﺑﻴﺴﻠﻴﺮي" .أﺗﻨﺎول آﺘﺎب "ﺷﻤﺲ اﻟﻤﻌﺎرف" .أﺣﻤﻠﻪ إﻟﻰ اﻟﻤﻜﺘﺐ .أﻗﻠ ﺐ ﺻ ﻔﺤﺎﺗﻪ .ﺗﺴ ﻘﻂ ﻣﻨﻪ ﺻ ﻮرة ﺻ ﻐﻴﺮة ﻓ ﻲ ﺣﺠ ﻢ ﺻ ﻮر اﻟﻜﺎرﻧﻴﻬ ﺎت .ﺟﺪﻳ ﺪة .ورﻗﻬ ﺎ ﻻﻣ ﻊ .أﺗﻌ ﺮف ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﺎﺣﺒﺘﻬﺎ ﻣ ﻦ راﺋﺤﺔ اﻟﻌﻄﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﻌﺚ ﻣﻨﻬﺎ .ﻃﻨﻂ "ﺳﻤﻴﺮة" .ﺗﺒﺪو آﻤﺎ رأﻳﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻴﺪ .ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺟﺪا. أﻋﻴﺪ اﻟﺼﻮرة ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ .أﺗﻔﺤﺺ اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻟﺘﻲ ﻋﻴﻨﻬﺎ أﺑ ﻲ ﺑﻘﺼﺎﺻ ﺎت اﻟ ﻮرق .أﻗﻠ ﺐ اﻟﺼ ﻔﺤﺎت ﻣ ﺮة أﺧﺮى .ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻬﺮﺳﺖ ﻷﺟﺰاﺋﻪ اﻷرﺑﻌﺔ .أﻗ ﺮأﻩ ﺑﺴ ﺮﻋﺔ .أﺧ ﻂ أرﻗ ﺎم ﺑﻌ ﺾ اﻟﺼ ﻔﺤﺎت ﻓ ﻲ آﺮاس اﻹﻧﺸﺎء .أﺑﺪأ ﺑﺼﻔﺤﺔ ١٠٨ﻓﻲ اﻟﺠﺰء اﻷول .ﻻ أﻓﻬﻢ ﻣﻨﻬ ﺎ ﺷ ﻴﺌًﺎ .أﻧﺘﻘ ﻞ إﻟ ﻰ ﺻ ﻔﺤﺔ ٢٥ﻣ ﻦ اﻟﺠ ﺰء اﻟﺜ ﺎﻧﻲ.ﺛ ﻢ ﺻ ﻔﺤﺔ ٦١ﻣ ﻦ اﻟﺠ ﺰء اﻟﺜﺎﻟ ﺚ وﺻ ﻔﺤﺘ ْ ﻲ ٣و ١٤٠ﻣ ﻦ اﻟﺠ ﺰء اﻟﺮاﺑ ﻊ. أﻗ ﺮأ" :ﺗﺄﺧ ﺬ ﺟﻠ ﺪ ﺑﻮﻣ ﺔ ﺗﺪﺑﻐ ﻪ ﺑﺎﻟﺤﻨ ﺎ واﻟﺸ ﺐ وﺗﻜﺘ ﺐ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺣ ﺮف اﻷﻟ ﻒ وارﺳ ﻢ ﻣﻌ ﻪ اﺳ ﻢ اﻟﻤﻠ ﻚ واﻟﺪﻋﻮة واﻹﺿﻤﺎر واﻋﻤﻠﻪ ﻋﺮﻗﻴﺔ واﻟﺒﺴﻬﺎ" .ﻣﺎذا ﻳﻌﻨﻲ اﻹﺿ ﻤﺎر أو ﻋﺮﻗﻴ ﺔ؟ أﻧﺘﻘ ﻞ إﻟ ﻰ ﻏﻴﺮه ﺎ": ﺗﻜﺘﺐ "ﻳﺎ ﻗﺮﺷﻴﺎ ﺷﺮاﺑﻴﺎ ﻳﻬﻮﺑﻴﺎ" ﻋﻠﻰ رﻣﻞ وﺗﺠﻠ ﺲ ﻋﻠﻴ ﻪ وﺗﻘ ﺮأ ﻗﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻲ "وﺟﻌﻠﻨ ﺎ ﺑ ﻴﻦ أﻳ ﺪﻳﻬﻢ ﺳ ﺪا إﻟ ﻲ ﻗﻮﻟ ﻪ ﻓﻬ ﻢ ﻻ ﻳﺒﺼ ﺮون " وﺗﻘ ﻮل ":ﺧ ﺬوا أﻋﻴ ﻨﻬﻢ واﺑﺼ ﺎرهﻢ واﺟﻌﻠ ﻮهﻢ ﻳ ﺎ ﺧ ﺪام ه ﺬﻩ اﻷﺳ ﻤﺎء ﻓ ﻲ ﺑﺤ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻈﻠﻤ ﺎت ﺣﺘ ﻰ ﻻ ﻳﺮوﻧ ﻲ .ﺻ ﻢ ﺑﻜ ﻢ ﻋﻤ ﻲ ﻓﻬ ﻢ ﻻ ﻳﺒﺼ ﺮون". أواﺻﻞ اﻟﻘﺮاءة" :ﻓﺎﺋﺪة اﺳﻢ "ﻏﻔﱠﺎر" .ﻣَﻦ وﺿﻌَﻪ ﻓﻲ ﻣﺮﺑ ﻊ ﻓ ﻲ ﺁﺧ ﺮ ﻟﻴﻠ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺸ ﻬﺮ ﻓ ﻲ ﺻ ﺤﻴﻔﺔ ﻣﻦ رﺻﺎص وﺣﻤﻠﻪ ﺑﻌﺪ ﺗﻼوة اﻻﺳﻢ ﻋﺪدﻩ أﻋﻤﻰ اﷲ ﻋﻨﻪ ﺑﺼﺮ آﻞ ﻇﺎﻟﻢ" .ﺑﺠﻮار هﺬﻩ اﻟﻔﻘﺮة ﻣﺮﺑ ﻊ ﺑﺄرﺑﻌ ﺔ ﺻ ﻔﻮف ﻣ ﻦ اﻷﻋﻤ ﺪة اﻟﻤﺘﻘﺎﻃﻌ ﺔ .اﻟﻤﺮﺑﻌ ﺎت اﻟﺮأﺳ ﻴﺔ ﺗﺒ ﺪأ ﺑﺤ ﺮوف غ ،ف ،ا،ر .اﻟﻤﺮﺑﻌ ﺎت اﻷﺧﺮى ﺗﺤﻮي أرﻗﺎﻣﺎ. أﻋﻮد إﻟﻰ "ﻳﺎ ﻗﺮﺷﻴﺎ ﺷﺮاﺑﻴﺎ ﻳﻬﻮﺑﻴﺎ" .أﻧﻘﻞ اﻟﺴﻄﻮر اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺻ ﻔﺤﺔ ﺑﻜ ﺮاس اﻹﻧﺸ ﺎء .أﻏﻠ ﻖ اﻟﻜﺘ ﺎب وأﻋﻴ ﺪ اﻻﺛﻨ ﻴﻦ إﻟ ﻰ ﻣﻜﺎﻧﻬﻤ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟ ﺪوﻻب .أﺟ ﺮ اﻟﻜﺮﺳ ﻲ إﻟ ﻰ ﻣﻜﺎﻧ ﻪ. أﻃﻞ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ" .ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴ ﺪ" اﻟﻤﺠﻨ ﻮن .ﻳﻐ ﺎدر اﻟﻤﻨ ﺰل وﻳﺘﻘ ﺪم إﻟ ﻰ ﻣ ﺪﺧﻞ اﻟﺤ ﺎرة .ﻓ ﻲ ﻣﻼﺑﺴ ﻪ 84
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ واﻟﺠﺮﻳﺪة اﻟﻤﻄﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ .ﺗ ﺪس أﻣ ﻲ اﻟﻤﻔﺘ ﺎح ﺑﻌﻨ ﻒ ﻓ ﻲ اﻟﻘﻔ ﻞ .ﺗ ﺪﻓﻊ اﻟﺒ ﺎب أدﺧ ﻞ اﻟﻐﺮﻓ ﺔ. ﺗﻐﻠﻖ اﻟﺒﺎب وراﺋﻲ ﺑﺎﻟﻤﻔﺘ ﺎح .أﺑ ﻲ واﻗ ﻒ ﻋﻨ ﺪ اﻟﻨﺎﻓ ﺬة .ﻳﺘﺄﻣ ﻞ ﺣﺮآ ﺔ اﻟﺸ ﺎرع .أروي ﻟ ﻪ أﺧﺒ ﺎر أﻣ ﻲ. ﺗﺴﻘﻂ ﺣﺼﺎة ﻣﻦ اﻟﻨﺎﻓﺬة .أﺳﻤﻊ أﺣﺪاﻷوﻻد ﻳﻬﺘﻒ ":اﻟﻤﺠﻨﻮن أهﻮﻩ". ﻳﻌﻮد أﺑﻲ ﺣﺎﻣ ً ﻼ آﻴﺴًﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺐ "ﺟﻨﺎآﻠﻴﺲ" اﻟ ﻮردي ذي اﻟﺜﻤ ﺮات اﻟﺴ ﻤﻴﻜﺔ .وﺁﺧ ﺮﻣﻦ "اﻟﻘﺘ ﺔ" .ﻻ أﺣﺐ "اﻟﻘﺘﺔ"ﻟﻤﺎ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺮارة .أﻓﻀﻞ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ اﻟﺨﻴ ﺎر .أﻧﺘﻈ ﺮ ﺣﺘ ﻰ ﻳﺴ ﺘﺒﺪل ﻣﻼﺑﺴ ﻪ .أﺗﻈ ﺎهﺮ ﺑﺤﻐ ﻆ إﺣﺪى اﻵﻳﺎت اﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ اﻟﻤﻘﺮرة ﻋﻠﻴﻨﺎ .أﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ اﻵﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪأ ب":وﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺑ ﻴﻦ أﻳ ﺪﻳﻬﻢ ﺳ ﺪا". ﻰ. ﻳﻌﺮف آﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻻﻳﺎت ﻋﻦ ﻇﻬﺮ ﻗﻠﺐ .ﻳﻤﻠﻴﻬﺎ ﻋﻠ ﱠ ٣٢ ﻳﺤﻀﺮ ﻟﻨﺎ ﻋﻤﻮ "ﻓﻬﻤﻲ" ﺻﻨﺪوﻗًﺎ ﻣﺴﺘﺪﻳﺮًا ﻣﻦ اﻟﺒﻮﻣﺒﻮﻧﻲ .ﻓﻮق ﻏﻄﺎﺋﻪ ﺻ ﻮرة ﻣﻠﻮﻧ ﺔ ﻟﻮﻟ ﺪ أﺟﻨﺒ ﻲ ﻳﺮﺗ ﺪي ﻗﺒﻌ ﺔ ﻋﺎﻟﻴ ﺔ وﻳﻤﺴ ﻚ ﺑﻌﺼ ﺎ .ﺁﺧ ﺬ اﻟﺼ ﻨﺪوق ﻣﻨ ﻪ وأﺿ ﻌﻪ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻜﺘ ﺐ .ﻳﺠﻠ ﺲ ﻓ ﻮق ﺣﺎﻓ ﺔ اﻟﻔﺮاش .ﻳﺮﺗﺪي ﺳﺘﺮة ﺑﻠﻮن ﺑﻨﻲ داآﻦ وﺑﻨﻄﻠﻮن ﺑﻠﻮن ﺑﻴﺞ .ﻳﺤﻤﻞ ﻓ ﻲ ﻳ ﺪﻩ آﺘﺎ ًﺑ ﺎ .ﻳﻀ ﻊ اﻟﻜﺘ ﺎب ﻓ ﻮق اﻟﻤﻜﺘﺐ .ﻳﺘﺮﺑﻊ أﺑﻲ إﻟﻰ ﺟﻮارﻩ .ﻳﺴﺘﺪﻳﺮان ﻟﻴﺘﻮاﺟﻬﺎن .أﺟﻠﺲ إﻟﻰ ﻣﻜﺘﺒ ﻲ .أﺳ ﺘﺄﻧﻒ ﻣﺮاﺟﻌ ﺔ اﻟﻤﻴ ﺰان اﻟﺼ ﺮﻓﻲ وأﻓﻌ ﺎل اﻟﻤﻘﺎرﺑ ﺔ واﻟﺮﺟ ﺎء واﻟﺸ ﺮوع .أﻟ ﺘﻘﻂ آﺘ ﺎب ﻋﻤ ﻮ "ﻓﻬﻤ ﻲ"":أﻟ ﻒ ﻟﻴﻠ ﺔ اﻟﺠﺪﻳ ﺪة" ل"ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺨﻤﻴﺴﻲ"" .آﺘﺐ ﻟﻠﺠﻤﻴ ﻊ" .اﻟ ﺜﻤﻦ ٥ﻗ ﺮوش .ﻳﻘ ﻮل ﻟ ﻲ أﺑ ﻲ ﻓ ﻲ ﺻ ﺮاﻣﺔ :ﺳ ﻴﺐ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺘﻔ ﺖ ﻟﺪروﺳ ﻚ .أﻗ ﻮل إﻧ ﻲ اﻧﺘﻬﻴ ﺖ ﻣ ﻦ درس اﻟﻘﻮاﻋ ﺪ .ﻳﻘ ﻮل :ﺷ ﻮف ﺣﺎﺟ ﺔ ﺗﺎﻧﻴ ﺔ .ﻳﻨ ﺎدي ﻋﻠ ﻰ "ﻓﺎﻃﻤ ﺔ" ﻟﺘﻌ ﺪ اﻟﻘﻬ ﻮة .أﺟ ﺬب آﺮاﺳ ﺔ اﻟﻜﻴﻤﻴ ﺎء.أﻗ ﺮأ آﻴﻔﻴ ﺔ ﻓﺼ ﻞ اﻟﺮﻣ ﻞ ﻋ ﻦ اﻟﻤﻠ ﺢ. ﻳﺨﻠﻊ ﻋﻤﻮ"ﻓﻬﻤﻲ" اﻟﻄﺮﺑﻮش وﻳﻀﻌﻪ إﻟﻰ ﺟﻮارﻩ .ﻳﻤﺮ ﺑﻴﺪﻩ ﻓﻮق ﺷﻌﺮﻩ .ﺣﻮﻟﻪ ﺣ ﺰ داﺋ ﺮي ﻣ ﻦ أﺛ ﺮ اﻟﻄﺮﺑ ﻮش .ﻳﻘ ﻮل إن اﻟﺒﻠ ﺪ هﺎﻳﺼ ﺔ ﺑﺴ ﺒﺐ ﻃ ﻼق اﻟﻤﻠ ﻚ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻠﻜ ﺔ" ﻓﺮﻳ ﺪة" .وإن ﺑﻨ ﺎت ﻣﺪرﺳ ﺔ ﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ اﻟﺪﻋﺎرة إﻟﻰ ﺑﻴﺖ اﻟﻄﻬﺎرة". "اﻟﺴﻨﻴﺔ" ﺗﻈﺎهﺮن هﺎﺗﻔﺎت" :ﺧﺮﺟ ِ ﺗﺠﻠﺐ "ﻓﺎﻃﻤﺔ" ﻓﻨﺠﺎﻧﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﻬﻮة ﻓﻲ ﺻﻴﻨﻴﺔ .ﺗﻀﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻟﻤﺴﺘﺪﻳﺮة .ﺗﺘﻠﻜﺄ ﻗﺎﺋﻠﺔ :ﺣﺎﺟ ﺔ ﺗﺎﻧﻴﺔ ﻳﺎ ﺑﻴﻪ؟ .ﻳﻘﻮل أﺑﻲ :ﻷ .ﻣﻔﻴﺶ .ﺗﻐﺎدر اﻟﻐﺮﻓﺔ .ﻳﺮﺗﺸ ﻔﺎن اﻟﻘﻬ ﻮة ﻓ ﻲ ﺻ ﻤﺖ .ﻳﻘ ﻮل ﻟ ﻪ أﺑ ﻲ :إﻳ ﻪ اﻟﻘﻤﻴﺺ اﻟﺸﻴﻚ دﻩ؟ .ـ "ﻓﺎن هﺎوزن" .ﻳﺨﺮج ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻪ ﻋﻠﺒﺔ ﺳﺠﺎﻳﺮ "ﺑﻠﻴﺮز" ﻧﻤﺮة .٣ﻳﺴﺄﻟﻪ أﺑ ﻲ: ﻼ :أﻧ ﺎ ﻏﻴﺮت؟ .ﻳﻘﻮل :أرﺧﺺ ﻣﻦ ٣ﺧﻤﺴﺎت ﺑﻌﺸﺮة ﻗﺮوش .ﻳﻌﺮض ﻋﻠﻰ أﺑﻰ ﺳﻴﺠﺎرة .ﻳ ﺮﻓﺾ ﻗ ﺎﺋ ً ﻣﺒﻐﻴﺮش .ﻳﺸﻌﻞ ﻋﻤﻮ"ﻓﻬﻤﻲ" ﺳﻴﺠﺎرة ﺑﻮﻻﻋﺘﻪ "اﻟﺮوﻧﺴﻮن".أﻧﺎوﻟﻪ اﻟﻤﻄﻔﺄة ﻓﻴﻀﻌﻬﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺮﻳﺮ .ﻳﺴﺄل :ﻳﺎ ﺗﺮى ﻣﻌﻨﺪآﺶ ﻃﺎوﻟﺔ؟.ﺑﻬﺰ أﺑﻲ رأﺳﻪ :ﻻ .ﻳﻀﻴﻒ إﻧﻪ آﺎن ﻳﻠﻌﺐ آﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻗﻬﻮة "اﻟﺒﺮﻟﻤﺎن" أﻳﺎم ﺗﺠﺎرة اﻷراﺿﻲ .ﻳﺘﺤﺴﺮ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ .ﻳﺪور اﻟﺴﻤﺴﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻼﻋﺒ ﻴﻦ ﺑﺨﺮﻳﻄ ﺔ. ﻳﻠﻘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﻈﺮة .ﻳﺨﺘﺎر ﻗﻄﻌﺔ أرض.ﻻ ﻳ ﺪﻓﻊ ﺷ ﻴﺌًﺎ .وﻻ ﻳﻜ ﺎد ﻳﻠﻘ ﻲ ﺑ ﺎﻟﺰهﺮ وﻳﺄﺧ ﺬ رﺷ ﻔﺔ ﻣ ﻦ آ ﺄس اﻟﻮﻳﺴ ﻜﻲ ﺣﺘ ﻰ ﻳﻌ ﻮد اﻟﺴﻤﺴ ﺎر .ﻳﻌﻠ ﻦ ﻟ ﻪ أن ﻗﻄﻌﺘ ﻪ ﺑﻴﻌ ﺖ ﺑ ﺜﻤﻦ أﻋﻠ ﻰ .ﻳﺤﺼ ﻞ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻔ ﺮق دون ﻣﺠﻬﻮد .أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻟﻴﻠﺔ ﻳﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﻤﻨﺰل ﻓﻲ ﻋﺮﺑﺔ ﺣﻨﻄﻮر وﻓﻲ ﻳﺪﻩ آﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻼت اﻟﺬهﺒﻴﺔ. ﻳﺴ ﺄل ﻋ ﻦ "ﺳ ﻤﻴﺮة" .ﻳﺠﻴ ﺐ ﻋﻤ ﻮ"ﻓﻬﻤ ﻲ" ﺑﺈﻧﻬ ﺎ ﻣﺸ ﻐﻮﻟﺔ ﻋﻠ ﻰ "ﻧ ﺎدﻳﻦ" ﻷﻧﻬ ﺎ ﻣﺘﻤ ﺮدة .ﺗﺮﻳ ﺪ اﻟﺬهﺎب ﻣﻊ ﺧﻄﻴﺒﻬﺎ وﺣﺪهﻤﺎ إﻟﻰ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ .ﻳﻘﻮل أﺑﻲ :وﻓﻴﻬﺎ إﻳﻪ؟ .ﻳﻠﺘﻔ ﺖ ﻧ ﺎﺣﻴﺘﻲ ﻓﺄﺗﻈ ﺎهﺮ ﺑﺎﻹﻧﻬﻤ ﺎك ﻓﻲ اﻟﻘﺮاءة .ﻳﻮاﺻﻞ :اﻓﺮض ﺑﺎﺳﻮا ﺑﻌﺾ أو ﺣﺎﺟﺔزي آﺪﻩ؟ .ﻣﺶ ﺑﺘﺤﺒﻪ وﺣﺘﺘﺠﻮزﻩ؟ ﻳﺒﻘﻰ ﺧ ﻼص. ﺮت. ﺪﻧﻴﺎ ﺗﻐﻴ ﺎرغ .اﻟ ﺪﻳﻢ اﻟﻔ ﻼم اﻟﻘ ﻦ اﻟﻜ ﺄﻩ ﻣ ﻴﺒﻮآﻮ ﺑ ﺳ ﻳﺸ ﻌﻞ ﻋﻤ ﻮ "ﻓﻬﻤ ﻲ"ﺳ ﻴﺠﺎرة ﺟﺪﻳ ﺪة .ﻳﻘ ﻮل :اﻟﺤﻘﻴﻘ ﺔ ﻳ ﺎ "ﺧﻠﻴ ﻞ" ﺑﻴ ﻪ أﻧ ﺎ ﺟﺎﻳﻠ ﻚ ﻓ ﻲ ﻣﻮﺿ ﻮع ﺷﺨﺼﻲ .أرﻓﻊ رأﺳﻲ ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺎب وأرهﻒ اﻟﺴﻤﻊ .ﻳﻠﺘﻔﺖ أﺑﻲ ﻧ ﺎﺣﻴﺘﻲ .أﺧﻔ ﺾ رأﺳ ﻲ .أﺣ ﺮك ﺷ ﻔﺘﻲ وﻳﺪي ﺑﺎﻟﻘﻠﻢ .ﻳﺸﻜﻮ ﻋﻤﻮ "ﻓﻬﻤﻲ"ﻣﺘﺎﻋﺒﻪ ﻣﻊ "ﻧﺒﻴﻠﺔ ".ﻳﻘﻮل :أﻧﺎ ﻣﺶ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻋ ﻦ ﻃﻠﺒﺎﺗﻬ ﺎ .ﺟﺒﺘﻠﻬ ﺎ ﻏﺴ ﺎﻟﺔ آﻬﺮﺑ ﺎ ﺑﻌﺼ ﺎرة وﺣ ﻮض ﻣﺘﺤ ﺮك ﻳﺴ ﺎع ٥٢ﻟﺘ ﺮ .دﺧﱠﻠ ﺖ ﺗﻠﻴﻔ ﻮن .ﺟﺒﺘﻠﻬ ﺎ ﺗﻼﺟ ﺔ "اﻟﻴﻜﺘﺮوﻟﻜﺲ" .ـ آﻬﺮﺑ ﺎ؟ .ـ ﺗﺸ ﺘﻐﻞ ﺑﺎﻟﻜﻴﺮوﺳ ﻴﻦ أو اﻟﻜﻬﺮﺑ ﺎ أو اﻟﻐ ﺎز .ﻳﺴ ﺄل أﺑ ﻲ :ﻃ ﺐ وإﻳ ﻪ اﻟﻠ ﻲ ﻣﺰﻋﻠﻬﺎ؟.
85
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
ﻳﻤﻴﻞ ﻋﻤﻮ "ﻓﻬﻤﻲ" ﺑﺮأﺳﻪ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺑ ﻲ .أره ﻒ اﻟﺴ ﻤﻊ .ﻳﻠﺘﻔ ﺖ أﺑ ﻲ ﻧﺤ ﻮي .ﻳ ﺄﻣﺮﻧﻲ ﺑﺎﻹﺳ ﺘﺬآﺎر ﻓ ﻲ اﻟﺼﺎﻟﺔ .أﺣﻤﻞ اﻟﻜﺮاس وأﻓﺘﺢ ﺑﺎب اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﻤﻮارب .أﺻﻄﺪم ﺑﻔﺎﻃﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﺑﺴﺮﻋﺔ .أﺗﺮك اﻟﺒ ﺎب ﻣﻮار ًﺑ ﺎ .أﻗ ﻒ ﻗﺮﻳ ًﺒ ﺎ ﻣﻨ ﻪ .ﺗﻘ ﻒ "ﻓﺎﻃﻤ ﺔ" أﻣ ﺎم اﻟﺒﻮﻓﻴ ﻪ .ﺗﺘﺸ ﺎﻏﻞ ﺑ ﺈﻏﻼق اﻟﻤﻼﺣ ﺔ .أﺳ ﻤﻊ ﻋﻤ ﻮ "ﻓﻬﻤ ﻲ" ﻳﻘ ﻮل :ﻣﺒﺘﺮﺿ ﺎش ﺗﻨ ﺎم ﺟﻨﺒ ﻲ .وﺑﺘﻘ ﻮل إﻧ ﻪ ﻣﻌ ﺪش ﻟ ّ ﻰ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﺘﺎت. ﻳﺴﺄﻟﻪ أﺑﻲ :دﻩ ﺻﺤﻴﺢ؟. ـ إﺳﻤﻊ ﻳﺎ "ﺧﻠﻴﻞ" ﺑﻴﻪ .أﻧﺖ ﻓﺎهﻢ اﻟﻠﻲ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻤﺎ اﻟﺴﺖ ﺗﺮﻓﺾ ﺟﻮزهﺎ. ـ ﻗﺼﺪك إﻳﻪ؟. ﻼ :هﻲ اﻟﻠﻲ ﻗﻀﺖ ﻋﻠﻰ رﺟﻮﻟﺘﻲ. ﻳﺮﺗﻔﻊ ﺻﻮت "ﻓﻬﻤﻲ" ﻣﻨﻔﻌ ً ـ وﻃﻲ ﺻﻮﺗﻚ. ﻳﺴﺘﻄﺮد "ﻓﻬﻤ ﻲ" دون أن ﻳﻬ ﺘﻢ :أﻧ ﺎ ﻣﻘ ﺪرش أﻗﻌ ﺪ آ ﺪﻩ .ﺑﻘ ﺎﻟﻲ أﺳ ﺒﻮع ﻓ ﻲ اﻟﻬ ﺪوم دي ﻣ ﺶ ﻗ ﺎدر أﻏﻴﱠﺮ ﻷن آﻞ هﺪوﻣﻲ هﻨﺎك .ﻧﺘﻤﺸﻰ ﺟﻴﺌﺔ وذهﺎﺑًﺎ ﻓﻮق رﺻﻴﻒ ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﻴﻬﻮد .اﻟﺸﺎرع ﻣﻈﻠﻢ .ﺷ ﻘﺘﻨﺎ ﻣﻀ ﺎءة .ﻧﺎﻓ ﺬة ﻏﺮﻓ ﺔ اﻟﻨ ﻮم ﻣﻔﺘﻮﺣ ﺔ .ﻧﺘﻮﻗ ﻒ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺮﺻ ﻴﻒ اﻟﻤﻘﺎﺑ ﻞ ﻓ ﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬ ﺎ .أﻣ ﻲ وﺟ ﺪﺗﻲ ﺗﻔﺘﺤﺎن اﻟﺪواﻟﻴﺐ .ﺗﻜﻮﻣﺎن اﻟﻤﻼﺑﺲ وﺗﺤﺰﻣﺎن اﻟﺤﻘﺎﺋﺐ. ﻧﺘﺒﺎدل أﻧﺎ و"ﻓﺎﻃﻤﺔ"اﻟﻨﻈﺮات .ﻧﻨﺼﺖ .ﺻﻮت أﺑﻲ :وﻗﺎﻋﺪ ﻓﻴﻦ اﻟﻮﻗﺖ ؟. ـ ﻋﻨﺪ واﺣﺪ ﺻﺎﺣﺒﻲ .ﻣﻘﺪرش أﻓﻀﻞ آﺪﻩ. ـ ﻃﺐ هﺪي ﻧﻔﺴﻚ. ـ اﻟﻮﻗﺖ أﻧﺎ آﻮﻳﺲ ﺧﺎﻟﺺ .ﺑﺄﻗﻮم اﻟﺼﺒﺢ ﻋﺎل اﻟﻌﺎل. ﻳﻜﻤﻞ ﻋﺒﺎرﺗﻪ ﺑﺼﻮت ﺧﺎﻓﺖ .ﺻﻮت أﺑﻲ ﻓﻲ ﺣﺴﻢ :دﻩ اﻧﺘﻌﺎظ اﻟﺼﺒﺎح .ﻣ ﺎ ﻟ ﻮش ﻗﻴﻤ ﺔ .ﻳﺘﻮﻗﻔ ﺎن ﻋ ﻦ اﻟﻜ ﻼم .ﻳﺘﻬﺎﻣﺴ ﺎن .ﻳﻨ ﺎدي أﺑ ﻲ ﻋﻠ ﱠ ﻰ .أﻧﺘﻈ ﺮ ﻟﺤﻈ ﺔ ﺛ ﻢ أدﺧ ﻞ .ﻳﻘ ﻮل :ه ﺎت آﺘ ﺎب اﻹﻧﺠﻠﻴ ﺰي ،وري ﻋﻤﻚ"ﻓﻬﻤﻲ" اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻠﻲ اﻧﺖ ﻣﺶ ﻋﺎرﻓﻬﺎ. ٣٣ أﺷﺮب آﻮب اﻟﻘﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﻠﺒﻦ .ﺗﻌﺪ ﻟﻲ "ﻓﺎﻃﻤﺔ" اﻟﺴﺎﻧﺪوﺗﺶ اﻟﺬي ﺳﺂﺧﺬﻩ ﻣﻌﻲ .ﻣﺮﺑﻰ ﻓﺮاوﻟ ﺔ ﺑﺎﻟﺰﺑ ﺪة. ﺗﻠﻔﻪ ﻓﻲ ورﻗﺔ ﺟﺮﻳﺪة .ﺗﻀﻌﻪ إﻟﻰ ﺟﻮار اﻟﺸﻨﻄﺔ ﻓﻮق اﻟﻤﻜﺘﺐ .أرﺗﺪي ﻣﻼﺑﺴﻲ .أﺣﻤﻞ ﺷﻨﻄﺘﻲ وأﺗ ﺮك اﻟﺴﺎﻧﺪوﺗﺶ .ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ أﺑﻲ أن أرﺗﺪي اﻟﺒﻠﻮﻓﺮ ﻷن اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺮﱠدت .ﻳﻌﺘﺪل أﺑﻲ ﺟﺎﻟﺴﺎ .ﻳﺸﻜﻮ ﻣ ﻦ ﺗﻨﻤﻴ ﻞ ﻓﻲ ﻗﺪﻣﻴ ﻪ .ﺗﻘ ﺮﻓﺺ "ﻓﺎﻃﻤ ﺔ" ﺗﺤ ﺖ ﻗﺪﻣﻴ ﻪ وﺗ ﺪﻋﻜﻬﻤﺎ ﻟ ﻪ .أﻏ ﺎدر اﻟﻐﺮﻓ ﺔ .أﺧﻠ ﻊ ﻣﻔﺘ ﺎح اﻟﺒ ﺎب وأﻧ ﺎ أﺗﺎﺑﻌﻬﻤﺎ ﺑﺮآﻦ ﻋﻴﻨﻲ .أﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻲ .أوارب اﻟﺒﺎب .أﻓﺘﺢ ﺑﺎب اﻟﺸﻘﺔ .أرهﻒ اﻟﺴﻤﻊ .ﻻ ﺣﺮآﺔ .ﻳﺒﺪأ ﻗﻠﺒ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟ ﺪق .أﻏﻠ ﻖ اﻟﺒ ﺎب ﺑﺼ ﻮت ﻣﺴ ﻤﻮع وأه ﺮع أﺳ ﻔﻞ اﻟﻤﺎﺋ ﺪة .أﺿ ﻊ اﻟﺸ ﻨﻄﺔ أﻣ ﺎﻣﻲ .أﺳ ﻤﻊ ﺻﻮت إﻏﻼق ﺑﺎب اﻟﻐﺮﻓﺔ .ﺻﻮت أﺑﻲ :اﻗﻔﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻤﻔﺘﺎح .ﺻﻮت "ﻓﺎﻃﻤﺔ" :ﻣﺶ ﻻﻗﻴﺎﻩ .ـ ﻃﻴ ﺐ .ﻣ ﺶ ﻣﻬﻢ .ﺗﻌﺎﻟﻲ هﻨﺎ. أرﻓﻊ رأﺳﻲ ﻣﺤﺎذرا اﻻﺻﻄﺪام ﺑﺴﻄﺢ اﻟﻤﺎﺋﺪة اﻟﺴﻔﻠﻲ .أﻓﺘﺢ اﻟﺸﻨﻄﺔ وأﺧﺮج ﻣﻨﻬﺎ آﻴﺲ اﻟﺮﻣﻞ .أﻧﺜﺮﻩ ﻋﻠﻰ اﻷرض .أآﺘﺐ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﺻﺒﻌﻲ "ﻳﺎ ﻗﺮﺷﻴﺎ ﺷﺮاﺑﻴﺎ ﻳﻬﻮﺑﻴﺎ" .أﺟﻠﺲ ﻓﻮق اﻟﺮﻣﻞ .أﺗﺤﺎﺷﻰ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ أﻋﺸ ﺎش اﻟﺼﺮاﺻ ﻴﺮ ..أردد ﺑﺼ ﻮت ﺧﺎﻓ ﺖ" :ﺧ ﺬوا أﻋﻴ ﻨﻬﻢ واﺑﺼ ﺎرهﻢ واﺟﻌﻠ ﻮهﻢ ﻳ ﺎ ﺧ ﺪام ه ﺬﻩ 86
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
اﻷﺳﻤﺎء ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﻣﻦ اﻟﻈﻠﻤﺎت ﺣﺘﻲ ﻻ ﻳﺮوﻧ ﻲ ﺻ ﻢ ﺑﻜ ﻢ ﻋﻤ ﻲ ﻓﻬ ﻢ ﻻ ﻳﺒﺼ ﺮون" .أﺳ ﻜﺖ .أﻧﺼ ﺖ .ﻻ ﺻﻮت .أﺧﺮج ﺑﺤﺬر ﻣﻦ ﺗﺤﺖ اﻟﻤﺎﺋﺪة .أﺗﺮك اﻟﺸﻨﻄﺔ ﻓﻮق اﻟﺒﻮﻓﻴﻪ وأﻗﺘﺮب ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﻐﺮﻓﺔ.ﻗﻠﺒﻲ ﻳ ﺪق ﻓﻲ ﻋﻨﻒ .أﺿﻊ ﻋﻴﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺐ اﻟﻤﻔﺘﺎح .ﻻ أري ﺷﻴﺌﺎ .أدﻳﺮ رأﺳﻲ وأﻟﺼﻖ أذﻧﻲ ﺑﻪ .ﻻ أﺳ ﻤﻊ ﺷ ﻴﺌﺎ. ﻼ .أردد ﻓ ﻲ ﺳ ﺮي" :ﻳ ﺎ ﻗﺮﺷ ﻴﺎ أﻋﺪل وﺿﻊ ﻧﻈﺎرﺗﻲ ﻓﻮق أﻧﻔﻲ .أدﻳﺮ ﻣﻘﺒﺾ اﻟﺒﺎب ﺑﺮﻓﻖ وأدﻓﻌﻪ ﻗﻠ ﻴ ً ﻼ ﻓﻲ إﻃﻤﺌﻨﺎن ﻷﻧﻬﻢ ﻟﻦ ﻳﺮوﻧﻲ .ﺗﻄﺎﻟﻌﻨﻲ ﻣﺆﺧﺮة أﺑﻲ اﻟﻌﺎرﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺳ ﺎﻗﻲ ﺷﺮاﺑﻴﺎ ﻳﻬﻮﺑﻴﺎ" .أﺧﻄﻮ داﺧ ً "ﻓﺎﻃﻤ ﺔ" اﻟﻌ ﺎرﻳﺘﻴﻦ اﻟﻤﺮﻓ ﻮﻋﺘﻴﻦ إﻟ ﻰ أﻋﻠ ﻰ .راﻗ ﺪة ﻋﻠ ﻰ اﻟﺴ ﺮﻳﺮ ورأﺳ ﻬﺎ ﻓ ﻮق اﻟﻮﺳ ﺎدة .أﻗﺘ ﺮب ﺧﻄﻮة .أﺳﻤﻌﻬﺎ ﺗﻘﻮل :ﻣﻌﻠﻬﺶ .اﻟﻈﺎهﺮ اﻧﺖ ﻣﻠﻴﻜﺶ ﻣﺰاج .ﻳﻘﺘﺮب ﺑﻔﻤﻪ ﻣﻦ ﻓﻤﻬﺎ .ﺗﺰﻳﺢ ﻓﻤﻬﺎ ﺟﺎﻧﺒًﺎ. ﻳﺤﺎول ﺗﻘﺒﻴﻠﻬﺎ .ﺗﺒﺪو ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺪهﺸﺔ .ﻳﻘﻮل ﻟﻬ ﺎ :اﻓﺘﺤ ﻲ ﺑﻘ ﻚ .ﻻ ﺗﻔﻌ ﻞ .ﻳﻘ ﻮل :إﻣﺴ ﻜﻴﻪ .ﺗﻘ ﻮل :آ ﺪﻩ؟. ﻳﻘﻮل :أﻳﻮﻩ .ﺗﻘﻮل ﺑﻌﺪ ﻟﺤﻈﺔ :ﻣﻔﻴﺶ ﻓﺎﻳﺪة .أﻗﺘﺮب أآﺜﺮ .ﺗﻠﺘﻔﺖ ﻧ ﺎﺣﻴﺘﻲ .ﺗﺼ ﺮخ :ﻳ ﺎ ده ﻮﺗﻲ .ﺗﺰﻳﺤ ﻪ ﺟﺎﻧﺒًﺎ وﺗﺒﺴﻂ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ .ﺗﻬﻢ ﺟﺎﻟﺴﺔ .ﻳﻠﺘﻔﺖ أﺑﻲ ﺑﺮأﺳﻪ .ﻳﺰﻋﻖ :ﺑﺘﻌﻤﻞ هﻨﺎ إﻳﻪ؟ .أﺻﻴﺢ :ﻳﻨﻌﻞ أﺑ ﻮآﻢ. أﺳﺘﺪﻳﺮﻣﻐﺎدرًا اﻟﻐﺮﻓﺔ .أﻟﺘﻘﻂ ﺷﻨﻄﺘﻲ ﻣﻦ ﻓﻮق اﻟﺒﻮﻓﻴﻪ .أﻓﺘﺢ ﺑﺎب اﻟﺸﻘﺔ .أﻏﻠﻘ ﻪ ﺧﻠﻔ ﻲ ﺑﻌﻨ ﻒ .أﺧ ﺮج إﻟ ﻰ اﻟﺸ ﺎرع .أﻋﺒ ﺮ ﻋ ﺮض اﻟﻄﺮﻳ ﻖ إﻟ ﻰ اﻟﻨﺎﺣﻴ ﺔ اﻷﺧ ﺮى .أﻣﻀ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺸ ﺎرع اﻟﺠ ﺎﻧﺒﻲ اﻟﻀ ﻴﻖ اﻟﻤﻮازي ﻟﺸﺎرع اﻟﺘﺮام .أﺑﻠﻎ اﻟﻤﺪرﺳﺔ ﻋﻨﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺗﺤﻴﺔ اﻟﻌﻠﻢ .أﻧﻀﻢ إﻟﻰ اﻟﻄ ﺎﺑﻮر أﺛﻨ ﺎء اﻟﺼ ﻌﻮد إﻟ ﻰ ﺣﺠﺮات اﻟﺪراﺳﺔ. درس اﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ .ﺛﻢ درس اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ:ﺧﻮاص اﻟﺴﻮاﺋﻞ وﻗﺎﻋﺪة "أرﺷﻤﻴﺪس" .ﻧﻨﺰل إﻟﻰ اﻟﻤﻌﻤ ﻞ ﻀ ﺮ ﻏﻴ ﺮ ﻣﻮﺟ ﻮد وﻣﺼ ﺒﺎح "ﺑﻨﺴ ﻦ "ﺗ ﺎﻟﻒ .ﻳﺸ ﺮح ﻟﻨ ﺎ اﻟﻤ ﺪرس ﻋﻠ ﻰ ﻟﻨﺄﺧ ﺬ درس اﻟﻜﻴﻤﻴ ﺎء .اﻟﻤﺤ ﱢ اﻟﺴﺒﻮرة ﺗﺤﻀﻴﺮ "اﻷآﺴﺠﻴﻦ" ﻣﻦ "آﻠﻮرات اﻟﺒﻮﺗﺎﺳ ﻴﻮم" .ﻳ ﺪق ﺟ ﺮس اﻟﻔﺴ ﺤﺔ اﻟﺼ ﻐﻴﺮة .ﻳﺴ ﺘﻌﺪ اﻷوﻻد ﻟﻨﺰول اﻟﻔﻨﺎء .ﻳﺘﺠﻤﻌﻮن ﺣﻮل "ﻣﺎهﺮ" .ﺷﻌﺮ رأﺳﻪ ﻣﻔﺮوق ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻷﻳﺴﺮ .ﻳﺎﻗﺔ ﻗﻤﻴﺼﻪ اﻷﺑﻴﺾ ﻣﻔﺘﻮﺣ ﺔ وﻣﻄﻮﻳ ﺔ ﻓ ﻮق ﻳﺎﻗ ﺔ اﻟﺴ ﺘﺮة.ﻳﺤﻤ ﻞ ﻓ ﻲ ﻳ ﺪﻩ ﺟﻬ ﺎزا ﻏﺮﻳﺒ ﺎ .ﻳﻘ ﻮل إﻧ ﻪ ﻟ ﻴﺲ آ ﺎﻣﻴﺮا ﺴ ﻤﺔ" .ﺳ ﺘﻴﺮﻳﻮ ﺳ ﻜﻮب ﻓﻴﻮﻣﺎﺳ ﺘﺮ" .ﻧ ﺮدد اﻻﺳ ﻢ ﻓ ﻲ ﺻ ﻌﻮﺑﺔ .ﻳﻘ ﻮل إﻧﻬ ﺎ ﺗﺘ ﻴﺢ وإﻧﻤ ﺎ ﻧﻈ ﺎرة ﻣﺠ ﱢ ﺴ ﻤﺔ ﺑ ﺎﻷﻟﻮان اﻟﻄﺒﻴﻌﻴ ﺔ ﻷﺷ ﻬﺮ ﻟﻠﻨ ﺎﻇﺮ ﻣ ﻦ ﻓﺘﺤﺘﻬ ﺎ رؤﻳ ﺔ اﻟ ﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠ ﻲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬ ﺎ .ﺗﻌ ﺮض ﺻ ﻮرًا ﻣﺠ ﱠ اﻟﻤﻌﺎﻟﻢ واﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت .ﻳﻘﺘﺮب اﻟﻤﺪرس وﻳﻤﺪ ﻳﺪﻩ ﻟﻴﺘﻨﺎول اﻟﺠﻬﺎز. ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﺪﺳﺘﻪ ﺛﻢ ﻳﻘﻮل :ﻳﺎﻩ .اﻟﺰراﻓﺔ زي ﻣﺘﻜﻮن واﻗﻔﺔ ﻗﺪاﻣﻨﺎ .ﻳﺮﻳﻨﺎ"ﻣﺎهﺮ" اﻟﻔﺘﺤﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻮﺿ ﻊ ﺻ ﺎ ﻣﻨﻬ ﺎ ٧ﻣﺸ ﺎهﺪ ﻣﻠﻮﻧ ﺔ .ﻳﺴ ﺄل اﻟﻤ ﺪرس ﻋ ﻦ ﺛﻤ ﻦ ﻓﻴﻬ ﺎ أﻗ ﺮاص اﻟﺼ ﻮر.ﻳﻘ ﻮل إن هﻨ ﺎك ٤٩ﻗﺮ ً اﻟﺠﻬ ﺎز .ﻳﻘ ﻮل "ﻣ ﺎهﺮ" ﺑﺰه ﻮ :ﻣﺎﺋ ﺔ ﻗ ﺮش .ـ ﻳ ﺎﻩ .واﻻﻗ ﺮاص؟ .ـ اﻟﻮاﺣ ﺪ ﺑﻌﺸ ﺮﻳﻦ ﻗ ﺮش. ﻧﻬﺒﻂ إﻟﻰ اﻟﻔﻨﺎء .ﻳﻨﺎدي اﻟﺒ ﻮاب اﺳ ﻤﻲ .ﻳﻌﻄﻴﻨ ﻲ ﻟﻔﺎﻓ ﺔ ﻗ ﺎﺋﻼ إن رﺟ ﻼ أﺳ ﻮد ﻋﻠ ﻰ دراﺟ ﺔ أﺣﻀ ﺮهﺎ. اﻟﺴﺎﻧﺪوﺗﺶ اﻟﺬي ﻧﺴﻴﺘﻪ .ﻳﻠﻌﺐ اﻷوﻻد ﺑﺎﻟﻜﺮة اﻟﺸﺮاب .أراﻗﺒﻬﻢ وأﻧﺎ أﻟﺘﻬﻢ اﻟﺴﺎﻧﺪوﺗﺶ .ﻧﺤ ﺪد ﻣﺮﻣﻴ ﺎ اﻷهﺪاف ﺑﻘﻄﻊ ﻣ ﻦ اﻟﻄ ﻮب .ﻧﺘﺠﻤ ﻊ ﺣ ﻮل "ﻣﺠ ﺪي" و"ه ﺎﻧﻲ" .ﻳﻘ ﺬﻓﺎن ﻣﻠﻴ ًﻤ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻬ ﻮاء .ﻣﻠ ﻚ أو آﺘﺎﺑﺔ؟ .ﻳﻔﻮز "هﺎﻧﻲ" ﺑﺎﻟﻤﻠﻚ .ﻳﺒﺪأ اﺧﺘﻴ ﺎر أﻋﻀ ﺎء ﻓﺮﻳﻘ ﻪ .ﻳﺘﺼ ﻔﺢ اﻟﻮﺟ ﻮﻩ .ﻳﺸ ﻴﺮ ﺑﺈﺻ ﺒﻌﻪ .ﻳﻬ ﺮع أﺣﺪﻧﺎ إﻟﻰ ﺟﻮارﻩ ﻣﺰهﻮًا .ﻳﺘﻠﻮﻩ "ﻣﺠﺪي" .ﺗﺘﻌﻠﻖ ﻋﻴﻨﺎى ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ وهﻤﺎ ﺗﻤ ﺮان ﺑﻨ ﺎ .ﻻ ﺗﺘﻮﻗﻔ ﺎن ﻋﻨ ﺪي وإﻧﻤﺎ ﺗﻨﺘﻘﻼن ﻟﻤﻦ ﻳﻘﻒ إﻟﻰ ﺟﻮاري .ﻳﺘﻮاﺻﻞ اﺧﺘﻴﺎر أﻋﻀﺎء اﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ .ﻻ ﻳﺘﺒﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺳ ﻮاي. ﻰ ﻣﺴﺘﺴﻠﻤًﺎ. ﻳﻌﺪ آﻞ آﺎﺑﺘﻦ أﻋﻀﺎء ﻓﺮﻳﻘﻪ .ﻓﺮﻳﻖ "رﻣﺰي" ﻳﻨﻘﺺ واﺣﺪًا .ﻳﺸﻴﺮإﻟ ّ ﻳﺪق اﻟﺠﺮس ﻣﻌﻠﻨﺎ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﻔﺴﺤﺔ .ﻧﺼﻌﺪ إﻟﻰ اﻟﻔﺼﻮل .ﻳﺪﺧﻞ ﻣﺪرس اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.ﻳﺸﺮح ﻟﻨ ﺎ اﻟﻔﻌ ﻞ اﻟﻤﻄﻠﻖ .ﻳﺘﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﻏﺒﺎﺋﻲ .ﻃﺮق ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎب .ﻳﺒﺪأ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﺨﻔﻘﺎن .ﻳﺼﻴﺢ اﻟﻤﺪرس :ادﺧ ﻞ .ﻳ ﺪﺧﻞ ﻣﺪرس اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ ﺣﺎﻣ ً ﻼ ﺧﺮزاﻧﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ .ﺧﻠﻔﻪ "ﻟﻤﻌﻲ" اﻟﻮﺳﻴﻢ ذو اﻟﺸﻔﺎﻩ اﻟﻐﻠﻴﻈﺔ واﻟﻮﺟﻪ اﻟﻤﺘﻮرد. ﺗﻘﺘﺮب ﻗﺪﻣﺎﻩ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻲ وهﻮ ﻳﻬﺰ اﻟﺨﺮزاﻧﺔ .ﺣ ﺬاؤﻩ ﺿ ﺨﻢ ﻳﻜ ﺎد ﻳﻨﻔﺠ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺠ ﺎﻧﺒﻴﻦ .ﻳ ﺰداد ﺧﻔﻘ ﺎن ﺣ ﺪا ذا ﻗﻠﺒﻲ .ﻳﺘﺠﺎوزﻧﻲ إﻟﻰ اﻟﺼﻔﻮف اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﻠﺲ ﺑﻬﺎ اﻟﺘﻼﻣﻴ ﺬ اﻟﻜﺒ ﺎر واﻟﺮاﺳ ﺒﻴﻦ .ﻳﻨﺘﻘ ﻲ وا ً رأس ﻣﺒﻌﺠﺮة .ﻳﺠﺮﻩ إﻟﻰ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﻔﺼﻞ .ﻳﻨﻬﺎل ﻋﻠﻴﻪ ﺿﺮﺑًﺎ ﺑﺎﻟﺨﺮزاﻧﺔ دون آﻠﻤﺔ .ﻳﺘﻬﻤ ﻪ ﺑﻘﻠ ﺔ اﻷدب وﻋﺪم اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ .ﻻ ﻳﻨﺒﺲ اﻟﻮﻟﺪ ﺑﺂهﺔ وﻳﺘﺤﻤﻞ اﻟﻌﻠﻘﺔ ﺻﺎﻣﺘﺎ .ﻳﺴ ﺘﻘﺮ ﺧﻠ ﻒ ﻗﻤﻄ ﺮﻩ .ﻳ ﺮﻳﻦ ﻋﻠﻴﻨ ﺎ ﺟﻤﻴﻌ ﺎ اﻟﺼﻤﺖ .ﻻ ﻳﻌﻠﻖ ﻣﺪرس اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ ﺑﺸ ﺊ .ﻳﺨ ﺮج ﻣ ﺪرس اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴ ﺎ .ﻧﺴ ﺘﺄﻧﻒ اﻟ ﺪرس .ﻧﻘ ﺮأ ﻣ ﻦ
87
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
آﺘﺎب اﻟﻨﺼﻮص واﺣﺪا ﺑﻌﻨﻮان" :ﻣﻮت ﻣﺤﻘﻖ وﻧﺠ ﺎة ﻏﺮﻳﺒ ﺔ" .ﻳ ﺆﻧﺒﻨﻲ اﻟﻤ ﺪرس ﻋﻠ ﻰ أﺧﻄ ﺎﺋﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻨﻄ ﻖ .ﺗﻨﺘﻬ ﻲ اﻟﺤﺼ ﺔ .ﻻ ﻳﺸ ﻴﺮ أﺣ ﺪ ﻣﻨ ﺎ إﻟ ﻰ ﻣ ﺎ ﺣ ﺪث .ﻧﻨ ﺰل إﻟ ﻰ ﻗﺎﻋ ﺔ اﻟﺮﺳ ﻢ .اﻟﻤ ﺪرس أﺳ ﻤﺮ ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﻘﺎﻣﺔ ﻧﺤﻴﻠﻬﺎ .رﺑﻄﺔ ﻋﻨﻘﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﻜﻤﺔ .ﻋﺼﺒﻲ .ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻣﺠﻠ ﺔ "اﻟﻤﺼ ﻮر" .ﻳﻘ ﺮأ ﻟﻨ ﺎ ﻣﻨﻬ ﺎ ﻗﺼ ﺔ وﻟ ﺪ ﻋﻤ ﺮﻩ ١٣ﺳ ﻨﺔ :ﻗ ﺎل ﻷﺑﻴ ﻪ ﻋ ﺎر ﻋﻠﻴﻨ ﺎ ﻳ ﺎ واﻟ ﺪي أن ﻧﺒﻘ ﻲ ﻓ ﻲ "دﻣﺸ ﻖ" و"ﻓﻠﺴ ﻄﻴﻦ" ﺗﺤﺘﺮق .ﺳﺄؤﻟﻒ ﻓﺮﻗﺔ آﻮﻣﺎﻧﺪوز ﻣﻦ زﻣﻼﺋﻲ اﻷﻃﻔﺎل .وﻧﺬهﺐ إﻟﻰ اﻟﻤﻴﺪان .أآﺒﺮ اﻷب روح اﻟﺮﺟﻮﻟﺔ اﻟﻤﺒﻜ ﺮة ﻓ ﻲ ﻧﺠﻠ ﻪ ﻓﻘﺒﱠﻠ ﻪ وﻗ ﺎل ﺳ ﻨﺬهﺐ ﺳ ﻮﻳﺎ ﻳ ﺎ ﺑﻨ ﻲ .وﻟ ﻴﻜﻦ أول اﻟﻤﻨﻀ ﻤﻴﻦ إﻟ ﻰ ﻓﺮﻗﺘ ﻚ أﺧﻮﻳ ﻚ اﻟﺼﻐﻴﺮﻳﻦ. ﻳﻮاﺻﻞ اﻟﻘﺮاءة وهﻮ ﻳﻠﻒ اﻟﻘﺎﻋﺔ :اﻟﺘﺤﻖ اﻷب ﺑﻘﻮات ﺟﻴﺶ اﻹﻧﻘﺎذ وآﻮﱠن اﻟﻮﻟﺪ ﻓﺮﻗﺔ ﻣﻦ ٣٠ﻃﻔ ﻼ. ﻰ اﻟﻨﺒﻲ "داوود" .آﺎن اﻟﺼ ﻐﻴﺮ ﺗﺴﻠﻠﻮا ﻣﻌﻪ ﻣﻦ اﻟﺤﺪود ﺣﺘﻰ "اﻟﻘﺪس" .ﻧﺴﻔﻮا ﻣﻌﺎﻗﻞ اﻟﻴﻬﻮد ﻓﻲ ﺣ ّ ﻳﻘﺘﺤﻢ ﺣﻘﻮل اﻷﻟﻐﺎم وﻳﻨﺴﻔﻬﺎ .أﺷﺮف ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺑﻴﻮت ﺗﺤﺼﻦ ﺑﻬﺎ اﻟﻴﻬﻮد ﺑﻤﺪاﻓﻌﻬﻢ اﻟﺮﺷﺎﺷﺔ .ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻧﺴﻒ اﻟﺒﻴﺘﻴﻦ اﻷول واﻟﺜﺎﻧﻲ .ه ﺎﺟﻢ اﻟﺜﺎﻟ ﺚ ﻣﻤﺴ ﻜًﺎ ﻣﺪﻓﻌ ﻪ اﻟﺮﺷ ﺎش ﺑﻴﻤﻴﻨ ﻪ وﻓﺘﻴ ﻞ اﻟﻠﻐ ﻢ ﺑﻴﺴ ﺎرﻩ وﺻﺎح :ﻳﺎ "هﺎﺟﻨﺎﻩ" .إن آﻨ ﺘﻢ رﺟ ﺎ ًﻻ أﻃﻠﻮاﺑﺮءوﺳ ﻜﻢ وﻗ ﺎﺗﻠﻮﻧﻲ وﺟ ًﻬ ﺎ ﻟﻮﺟ ﻪ .ﻟ ﻢ ﻳﺠ ﺮؤ أﺣ ﺪ وإﻧﻤ ﺎ ﻼ. اﻧﻄﻠﻘﺖ رﺻﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻇﻬﺮ اﻟﻄﻔﻞ أردﺗﻪ ﻗﺘﻴ ً ﻳﻨﺘﻘﻞ اﻟﻤﺪرس إﻟﻰ اﻟﺴﺒﻮرة .ﻳﻘﻮل :آﻞ واﺣ ﺪ ﻳﺮﺳ ﻢ اﻟﻠ ﻲ ﻳﻌﺠﺒ ﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻘﺼ ﺔ .أرﺳ ﻢ اﻷب ووﻟ ﺪﻩ .ﻻ ﻳﻌﺠﺒﻨﻲ اﻟﺮﺳﻢ .أزﻳﻠﻪ ﺑﺎﻟﻤﻤﺤﺎة .أرﺳ ﻢ ﺣﻘ ﻼ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺒﺎﺗ ﺎت واﻷﺷ ﺠﺎر .أﺣﺘ ﺎر ﻓ ﻲ ﺷ ﻜﻞ اﻷﻟﻐ ﺎم وأﻳ ﻦ أﺿﻌﻬﺎ .اﻟﻤﺪرس ﻳﻠﻔﻤﻦ ﺧﻠﻔﻨﺎ .ﻳﺘﺄﻣﻞ ﻣﺎ ﻧﺮﺳﻢ .ﻳﻨﺤﻨﻲ ﻓﻮﻗﻲ وﻳﺮﺳﻢ ﻟﻲ ﺷ ﺠﺮة .ﻳﺮﺑ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﻇﻬ ﺮي ﻣﺸﺠﻌﺎ .أرﺳﻢ وﻟﺪا ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﺤﻘﻞ. ﻳﺴﺘﺒﻘﻴﻨﻲ اﻟﻤﺪرس أﻧﺎ وﺛﻼﺛﺔ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻓ ﻲ ﻧﻬﺎﻳ ﺔ اﻟﺤﺼ ﺔ .ﻳﺄﺧ ﺬﻧﺎ إﻟ ﻰ ﺣﺪﻳﻘ ﺔ اﻟﻤﺪرﺳ ﺔ .ﻧﺠﻠ ﺲ ﻓ ﻮق اﻟﺤﺸﺎﺋﺶ اﻟﺨﻀﺮاء أﺳﻔﻞ ﺷﺠﺮة .ﻳﻌﺪﻧﺎ أن ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻨﺎ رﺳﺎﻣﻴﻦ .ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﺎ أن ﻧﺮﺳﻢ ﻓﺮع ﺷ ﺠﺮة ﺑﻤ ﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ أوراق.أﻧﻘﻞ اﻟﻔﺮع وأوراﻗﻪ ﺑﺪﻗ ﺔ ﺑ ﺎﻟﻘﻠﻢ اﻟﺮﺻ ﺎص .أﻣ ﻸ اﻟﺼ ﻔﺤﺔ .أﻣﺸ ﻲ ﻓ ﻮق اﻟﺮﺻ ﺎص ﺑﻘﻠﻢ اﻟﺤﺒﺮ .ﻳﻘﻮل:آﻔﺎﻳﺔ آﺪﻩ اﻟﻨﻬﺎردة. أﺣﻤ ﻞ ﺷ ﻨﻄﺘﻲ وأﻏ ﺎدر اﻟﻤﺪرﺳ ﺔ .أﻣﻀ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺸ ﺎرع اﻟﻤ ﺆدي إﻟ ﻰ ﻣﺪرﺳ ﺔ اﻟﻴﻬ ﻮد .أﺧﻄ ﻮ ﻓ ﻮق اﻟﺤﺼ ﻰ اﻟﻤﻠ ﻮن .أﻗ ﻒ ﻋﻨﺪاﻟﻨﺎﺻ ﻴﺔ .أﺗﻄﻠ ﻊ ﻳﺴ ﺎرًا .أﻏﺼ ﺎن اﻷﺷ ﺠﺎر ﺟ ﺮداء .أﺧﻄ ﻮ ﻓ ﻮق زه ﻮر ﺻﻔﺮاء وﺣﻤﺮاء .أﺑﻠﻎ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻤﻨﺰﻟﻨﺎ .ﻧﻮاﻓﺬ ﺷ ﻘﺘﻨﺎ ﻣﻔﺘﻮﺣ ﺔ .ﻳﺘ ﺮاءى ﻣﻨﻬ ﺎ ﺧﻴ ﺎل ﺷ ﺨﺺ. ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺧﻄﻮات واﺑﻮر زﻟﻂ هﺎﺟﻊ .ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﺮﺻﻮف ﺑﺎﻷﺳ ﻔﻠﺖ.راﺋﺤ ﺔ اﻟﺰﻓ ﺖ اﻟﻤﻐﻠ ﻲ .آ ﻮم اﻟ ﺰﻟﻂ أﻣ ﺎم اﻟﻤﻨ ﺰل .ﺗﻠﻤ ﻊ ﺣﺒﺎﺗ ﻪ ﻓ ﻲ ﺿ ﻮء اﻟﻘﻤ ﺮ .ﻧﺠﻠ ﺲ ﻓ ﻮق ﻗﻤﺘ ﻪ .ﻧﺤ ﻚ ﺣﺒ ﺎت اﻟ ﺰﻟﻂ ﺑﻌﻀ ﻬﺎ ﺑ ﺒﻌﺾ .ﻳﻨﻄﻠ ﻖ ﻣﻨﻬ ﺎ ﺷ ﺮار ﻣﻠ ﻮن .ﻳﻨ ﺎدﻳﻨﻲ أﺑ ﻲ ﻓﺄﺳ ﺮع إﻟ ﻰ اﻟ ﺪاﺧﻞ .أذه ﺐ ﻋﻠ ﻲ اﻟﻔ ﻮر إﻟ ﻰ اﻟﺤﻤﺎم.أﻏﺴﻞ وﺟﻬﻲ وﻗﺪﻣﻲ .أﻟﺤﻖ ﺑﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺎﻓ ﺬة .ﻳﻜ ﻮن اﻟﻈ ﻼم ﻗ ﺪ ﺣ ﻞ .ﺗ ﺄﺗﻲ أﻣ ﻲ ﺑ ﺎﻟﻘﻬﻮة وه ﻲ ﺗﻐﻨﻲ. أﻋﻮد إﻟﻰ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺸﺎرع وﻣﻨﻪ إﻟﻰ اﻟﻤﻴﺪان .أﻋﺒﺮﻩ .أﻣﻀﻲ ﻣﻦ أﻣﺎم دآﺎن اﻟﺤﺎج" ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻠﻴﻢ" .أدﺧﻞ اﻟﺤﺎرة .أﻟﻤﺢ أﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ .اﻟﺸﺎل اﻟﺼﻮﻓﻲ اﻟﻌﺮﻳﺾ ﺣﻮل رﻗﺒﺘﻪ .اﻟﻄﺎﻗﻴﺔ اﻟﺼﻮﻓﻴﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻓ ﻮق رأﺳ ﻪ .ﻋﻨﻘ ﻪ ﻣﻠ ﻮي ﻧﺤ ﻮ ﻣ ﺪﺧﻞ اﻟﺤ ﺎرة .ﻳﺘﺮاﺟ ﻊ ﺑﻤﺠ ﺮد أن ﻳﺮاﻧ ﻲ .أﺻ ﻌﺪ اﻟ ﺪرج .أﻓ ﺘﺢ اﻟﺒ ﺎب ﺑﻤﻔﺘﺎﺣﻲ .أدﺧ ﻞ اﻟﺤﺠ ﺮة .ﻳﻘ ﻒ إﻟ ﻰ ﺟ ﻮار اﻟ ﺪوﻻب ﻣﻤﺴ ﻜًﺎ ﺑﻜﺘ ﺎب "ﺷ ﻤﺲ اﻟﻤﻌ ﺎرف" .ﻻ ﻳﻜﻠﻤﻨ ﻲ. أﺿﻊ اﻟﺸﻨﻄﺔ ﻓﻮق اﻟﻤﻜﺘﺐ.أﺳﺘﺨﺮج آﺮاﺳ ﺎﺗﻲ .أرﺻ ﻬﺎ ﻓ ﻮق ﺑﻌﻀ ﻬﺎ .أﺗﺎﺑﻌ ﻪ ﺑ ﺮآﻦ ﻋﻴﻨ ﻲ .ﻳﺴ ﺘﺪﻳﺮ. ﻳﻀﻊ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻔﺘﻮﺣًﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺮﻳﺮ .ﻳﻐﺎدر اﻟﻐﺮﻓﺔ .أﺧ ﺘﻠﺲ اﻟﻨﻈ ﺮ ﻣ ﻦ اﻟﺒ ﺎب اﻟﻤ ﻮارب .أﺳ ﻤﻊ ﺻ ﻮﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﻄﺒﺦ ﻳﻌﺪ اﻟﻄﻌﺎم .أﺳﺘﺨﺮج ﻣﻔﺘﺎح اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻲ .أدﻓﻌﻪ ﻓﻲ ﺛﻘﺐ اﻟﺒﺎب .أﻗﺘﺮب ﻣﻦ اﻟﺴ ﺮﻳﺮ. أﻧﺤﻨﻲ ﻓﻮق اﻟﻜﺘﺎب .هﻨﺎك آﺘﻴﺐ ﺻﻐﻴﺮ ﺑﻴﻦ دﻓﺘﻴﻪ .أرﻓﻌﻪ ﻷﻗﺮأ ﻋﻨﻮاﻧﻪ .أﺗﻮﻗﻊ ﺷﻴﺌًﺎ ﻋﻦ ﻋﻘ ﺎب اﻹﺑ ﻦ اﻟﻌﺎق " .ﻓﻲ اﻟﻘﻮة ﻋﻠﻲ اﻟﺒﺎﻩ".أﻗﻠﺐ ﺻﻔﺤﺎﺗﻪ .ﻻ أﻓﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ .أﻋﻴﺪﻩ إﻟﻰ ﻣﻜﺎﻧﻪ. 88
اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺪد ٢ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠٠٧
أﺧﺮج إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﺎﻟﺔ .أﺑﺤ ﺚ ﻋﻨ ﻪ .ﻻ أﺛ ﺮ ﻟ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻜﻨﻴ ﻒ أو اﻟﻤﻄ ﺒﺦ .أﻋ ﻮد إﻟ ﻰ اﻟﺼ ﺎﻟﺔ .ﺑ ﺎب اﻟﻤﻨ ﻮر ﻣﻐﻠﻖ .أﻗﺘﺮب ﻣﻦ ﺣﺠﺮة ﻣﺎﻣﺎ "ﺗﺤﻴﺔ" .اﻟﺒﺎب ﻣﻐﻠﻖ .أﻧﻈﺮ ﻣﻦ ﺛﻘﺐ اﻟﻤﻔﺘﺎح .آﻤﺎ هﻲ ﻋﺎرﻳ ﺔ ﻣ ﻦ أي ﺴ ﺎ ﻓ ﻮق أﺛﺎث .أﻟﻒ ﺣﻮل اﻟﻤﺎﺋﺪة .ﺑﺎب ﺣﺠﺮة اﻟﻀﻴﻮف ﻣﻐﻠﻖ .أﻧﻈ ﺮ ﻣ ﻦ ﺛﻘ ﺐ اﻟﻤﻔﺘ ﺎح .ﻳﻄ ﺎﻟﻌﻨﻲ ﺟﺎﻟ ً اﻟﻜﻨﺒﺔ .رأﺳﻪ ﻣﻨﺤﻦ .ﻳﺘﺄﻣﻞ اﻷرض .ﻳﺮﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ إﻟﻰ وﺟﻬﻪ .ﻳﺠﻬﺶ ﻓﺠﺄة ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء وﻳﻨﻬﻨﻪ آﺎﻷﻃﻔﺎل. ٣٤ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﺻﻼة اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻮق اﻟﺴﺮﻳﺮ .ﻳﻨﺰوي ﻣﺘﺠﻬﻤًﺎ ﻓﻲ رآﻨﻪ اﻟﻼﺻﻖ ﺑﺎﻟﺤ ﺎﺋﻂ .اﻟﻤﺴ ﺒﺤﺔ اﻷﻟﻔﻴ ﺔ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ .ﻳﺮدد ﻓﻲ ﺗﺮآﻴﺰ اﺳﻢ "ﻟﻄﻴﻒ". أﺳﻤﻊ ﺿﺠﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺎرة .أﻟﺒﺲ ﻧﻈﺎرﺗﻲ .وأهﺮع إﻟﻰ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧ ﺔ .ﻳﺮﺗﻔ ﻊ ﺻ ﻮﺗﻪ ﺑﺎﻻﺳ ﻢ اﻹﻟﻬ ﻲ دون أن ى ﺿﺠﺔ. ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻧﺤﻮي .ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﺬﻳﺮﻣﻦ ﻋﻤﻞ أ ْ أﻗﻒ ﺧﻠﻒ اﻟﻤﺼﺮاع اﻟﺰﺟﺎﺟﻲ .اﻷوﻻد ﻳﺤﻤﻠﻮن اﻟﻄﺎﺋﺮات اﻟﻮرﻗﻴﺔ .ﺗﺮﺗﻔ ﻊ ﻓ ﻲ ﺳ ﻤﺎء اﻟﺤ ﺎرة ﺑ ﺄﻟﻮان وأﺣﺠﺎم ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .ﻳﺼﻨﻊ ﻟﻲ ﻃﺎﺋﺮة ﺑﻠﻮن ﺑﺮﺗﻘﺎﻟﻲ .أﺻﻌﺪ ﻣﻊ اﻷوﻻد إﻟﻰ ﺳﻄﺢ اﻟﻤﻨﺰل .آﻞ واﺣ ﺪ ﻣﻌ ﻪ ﻃﺎﺋﺮﺗﻪ .ﻧﻘﺒﺾ ﺑﺸﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻴﻮط .ﻧﻄﻠﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء .ﺗﺤﻠﻖ ﻋﺎﻟﻴﺎ. ﻳﺠﺮي اﻷوﻻد ﺧﻠﻒ ﻃﺎﺋﺮاﺗﻬﻢ اﻟﻤﺤﻠﱢﻘﺔ .ﻳﺨﺘﻔﻮن ﻋﻦ ﻧﻈﺮي .أﻋﻮد إﻟ ﻰ اﻟﻤﻜﺘ ﺐ .أراﺟ ﻊ درس ﻗﻴ ﺎس ﻦ اﻟﺴ ﻜﻴﻦ واﻟﻤﻘ ﺺ .أه ﺮع إﻟ ﻰ اﻷﻃ ﻮال واﺳ ﺘﻌﻤﺎل اﻟﻔﺮﺟ ﺎر واﻟﻘﺪﻣ ﺔ .ﻳﺘ ﺮدد ﻧ ﺪاء ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﺎرة :ﺳ ّ اﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ .اﻟﺮﺟﻞ وﺳﻂ اﻟﺤﺎرة ﺧﻠﻒ ﺁﻟﺘﻪ .ﻳﺤﻀﺮ ﻟﻪ "ﺳﻤﻴﺮ" ﻋﺪة ﺳ ﻜﺎآﻴﻦ .ﻳ ﺪﻓﻊ اﻟﻌﺠﻠ ﺔ اﻟﻤﻄﺎﻃﻴ ﺔ ﺑﻴ ﺪﻩ ﻓﺘ ﺪور .ﻳﻀ ﻊ ﺳ ﻜﻴﻨًﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺣﺎﻓﺘﻬ ﺎ .ﻳﻨﻄﻠ ﻖ ﻣﻨﻬ ﺎ اﻟﺸ ﺮر .ﻳﺤﺮآﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﻣﻘﺒﻀ ﻬﺎ ﺣﺘ ﻰ ﻃﺮﻓﻬ ﺎ. ﻳﺮﻓﻌﻬﺎ وﻳﻌﻜﺴﻬﺎ .ﻳﻀﻌﻬﺎ ﻓﻮق اﻟﻌﺠﻠﺔ .ﻳﻈﻬﺮ"ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ" ﻗﺎدﻣًﺎ ﻣﻦ ﻣﺪﺧﻞ اﻟﺤﺎرة .ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻲ وﻗﺎر ﺣﺘﻰ ﺑﺎب اﻟﻤﻨﺰل .ﻧﻤﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﻮاﺑﺔ اﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة .ﻳﻀﻢ أﺑ ﻲ آ ﻴﺲ اﻟﺘﻔ ﺎح إﻟ ﻰ ﺻ ﺪرﻩ .ﻧﻤﺸ ﻲ ﻓ ﻲ ﻃﺮﻳ ﻖ ﻃﻮﻳ ﻞ ﻣﺘ ﺮب ﺗﺤ ﻒ ﺑ ﻪ اﻷﺷ ﺠﺎراﻟﺒﺎهﺘﺔ .ﻧﺼ ﻞ إﻟ ﻰ ﻣﺒﻨ ﻲ ﻣ ﻦ ﻃ ﺎﺑﻖ واﺣ ﺪ .ﻣﻤﺮﺿ ﺎت ذوات أﺟﺴﺎد ﺿﺨﻤﺔ .ﺗﺘﻘﺪﻣﻨﺎ واﺣﺪة ﺗﺘﺪﻟﻰ ﻣﻦ ﺧﺼﺮهﺎ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ .ﺗﺠﺮه ﺎ ﺧﻠﻔﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻲ اﻟ ﺒﻼط اﻟﻌ ﺎري .ﺷﺒﺸ ﺒﻬﺎ اﻟﻤﺘﺂآ ﻞ ﻳﻜﺤ ﺖ اﻷرض .آﻌﺒﺎه ﺎ ﺗﺘﺨﻠﻠﻬﻤ ﺎ اﻟﺸ ﻘﻮق اﻟﺴ ﻮداء .ﻣﻤﺮﻃﻮﻳ ﻞ ﺗﺼ ﻄﻒ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻴﻪ أﺑ ﻮاب ﻣﻐﻠﻘ ﺔ .ﺑﻌﻀ ﻬﺎ ﻟ ﻪ ﻗﻀ ﺒﺎن ﺣﺪﻳﺪﻳ ﺔ .ﺧﻠﻔﻬ ﺎ ﻧﺴ ﺎء ﻟﻬ ﻦ ﻧﻈ ﺮات ﻏﺮﻳﺒ ﺔ .إﺣ ﺪاهﻦ ﺗﻘﻬﻘﻪ ﺿﺎﺣﻜﺔ ﺑﺼﻮت ﻋ ﺎل .ﺗﺸ ﻴﺮ إﻟ ﱠ ﻰ اﻣ ﺮأة ﺑﻴﻀ ﺎء ﺳ ﻤﻴﻨﺔ ﺑﻮﺟ ﻪ ﻣﻠ ﺊ ﺑ ﺎﻟﺒﺜﻮر وﺗﻬﻤ ﺲ :ﺗﻌ ﺎﻟﻰ. ﺳ ﺮﱠة .أﻣ ﻲ ﻓ ﻮق أﺣ ﺪهﺎ .ﺗﺒﺘﺴ ﻢ ﻓ ﻲ ه ﺪوء .ﻳﻘ ﺪم إﻟﻴﻬ ﺎ أﺑ ﻲ أﺗﻌﻠﻖ ﺑﻴﺪ أﺑﻲ .ﺻﺎﻟﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﺑﻬﺎ ﻋ ﺪة أ ِ آ ﻴﺲ اﻟﺘﻔ ﺎح .ﺗﺘﻨ ﺎول ﻣﻨ ﻪ واﺣ ﺪة .ﺗﻤﺴ ﺤﻬﺎ ﺑﻴ ﺪهﺎ وﺗﻘﻀ ﻢ ﺟﺎﻧﺒ ﺎ ﻣﻨﻬ ﺎ .ﺗ ﺪاﻋﺐ وﺟﻬ ﻲ ﺑﺄﺻ ﺎﺑﻌﻬﺎ. ﺗﺴﺄﻟﻨﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﺪرﺳﺔ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ اهﺘﻤﺎم .اﻟﻤﻤﺮﺿﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ ﺗﺮﻗﺒﻬﺎ ﻋﻦ آﺜﺐ وﻋﻴﻨﺎهﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﺘﻔﺎح. ﻲ .أﺣ ﺮص ﻋﻠ ﻰ أن ﺗﺼ ﻞ أﺻ ﺎﺑﻌﻪ إﻟ ﻰ ﻣﻨﺘﺼ ﻒ اﻟﺴ ﺒﺤﺔ .أﻓ ﺘﺢ اﻟﺸ ﻨﻄﺔ .أﺳ ﺘﻌﺮض ﻣ ﺎ ﻟ ﺪي ﻣ ﻦ ﺑِﻠ ْ ﺗﻜ ﻮن ﻣ ﻦ ﻧ ﻮع واﺣ ﺪ .اﻟﻐﺎﻟﺒﻴ ﺔ ﻋﻠ ﻰ هﻴﺌ ﺔ آ ﺮات ﺷ ﻔﺎﻓﺔ داﺧﻠﻬ ﺎ ﺧﻄ ﻮط ﻣﺘﻌﺮﺟ ﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋ ﺔ اﻷﻟ ﻮان. أﻧﺘﻘ ﻲ أرﺑﻌ ﺔ ﻣ ﻦ أﺣﺠ ﺎم وأﺷ ﻜﺎل ﻣﻐ ﺎﻳﺮة .أﺿ ﻌﻬﺎ ﺟﺎﻧ ًﺒ ﺎ ﻷﺳ ﺘﺒﺪﻟﻬﺎ أﺛﻨ ﺎء اﻟﻠﻌ ﺐ. ﺗﻘﺘ ﺮب أﺻ ﺎﺑﻌﻪ ﻣ ﻦ ﻧﻬﺎﻳ ﺔ اﻟﻤﺴ ﺒﺤﺔ .أﺿ ﻊ اﻟﺸ ﻨﻄﺔ ﺟﺎﻧ ًﺒ ﺎ .أﻓ ﺘﺢ آﺮاﺳ ﺔ اﻹﻧﺸ ﺎء .أآﺘ ﺐ آﻠﻤ ﺔ "اﻟﻤﻄﺎﻟﻌﺔ" ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺴﻄﺮ .أﻓﻜﺮ ﺛﻢ أﺗﺮك ﺳﻄﺮًا وأآﺘﺐ ﺑﺤﺮوف آﺒﻴﺮة" :اﻟﻤﻄﺎﻟﻌﺔ وﻣﺎ أدراك ﻣ ﺎ اﻟﻤﻄﺎﻟﻌ ﺔ" .ﻳﻤﺘﻠ ﻰء اﻟﺴ ﻄﺮ .أﺗ ﺮك ﺳ ﻄﺮًا وأﻧﺘﻘ ﻞ إﻟ ﻰ اﻟﺴ ﻄﺮ اﻟﺘ ﺎﻟﻲ .أﺗﻮﻗ ﻒ ﻋ ﺎﺟﺰًا ﻋ ﻦ اﻻﺳﺘﻤﺮار. أﻧﺘﻈﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ أﻟﻔﻴﱠﺘﻪ .أﻗﺘﺮب ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺗ ﺮدد ﺣ ﺎﻣ ً ﻼ آﺮاﺳ ﺔ اﻟﻤﺴ ﻮدات وﻗﻠ ﻢ اﻟﺤﺒ ﺮ .ﻳﻜﺘ ﺐ ﻟ ﻲ داﺋﻤًﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت اﻹﻧﺸﺎء ﺛ ﻢ أﻧﻘﻠﻬ ﺎ ﺑﺨﻄ ﻲ .أﺗﻄﻠ ﻊ إﻟ ﻰ ﺧ ﺪﻩ اﻟﺤﻠﻴ ﻖ اﻟﻨ ﺎﻋﻢ .ﻳﺘﻨ ﺎول ﻣﻨ ﻲ اﻟﻜ ﺮاس. ﻳﻘﻮل :هﺎت ﻗﻠﻢ اﻟﺮﺻﺎص.
89
ﺻﻨﻊ اﷲ إﺑﺮاهﻴﻢ :اﻟﺘﻠﺼّﺺ
ﺗﻤﺖ اﻟﻘﺎهﺮة
90