ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ " ﺣﻔﻈﻪ ﺍﷲ "
ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻠﻮ ....
1
ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ " ﺣﻔﻈﻪ ﺍﷲ "
ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻠﻮ ....
ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
؛؛؛ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻠﻮ ؛؛؛ ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ " ﺣﻔﻈﻪ ﺍﷲ " ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺃﲪﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﳌﺼﺮﻱ " ﺣﻔﻈﻪ ﺍﷲ "
ﺇﻥ ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﳓﻤﺪﻩ ﻭﻧﺴﺘﻌﻴﻨﻪ
ﻭﻧﺴﺘﻐﻔﺮﻩ ﻭﻧﺴﺘﻬﺪﻳﻪ ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺭ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺳﻴﺌﺎﺕ
ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ،ﻣﻦ ﻳﻬﺪﻩ ﺍﷲ ﻓﻼ ﻣﻀﻞ ﻟﻪ ،ﻭﻣﻦ ﻳﻀﻠﻞ ﻓﻼ ﻫﺎﺩﻱ ﻟﻪ ﻭﺃﺷـﻬﺪ ﺃﻻ ﺇﻟـﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ، ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﳏﻤﺪﹰﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ... ﻭﺑﻌــﺪ ،، ﰲ ﻇﻞ ﺍﳍﺠﻤﺔ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻋﺎﻣﺔ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻬـﺎﺩ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻟﺼﻠﻴﱯ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﻌﺎﺩ ﺍﳌـﺴﻠﻤﲔ ﻋـﻦ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭ ﺇﺑﻌﺎﺩﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮ ﺑﲔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ، ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺟﺎﻫﺪﻳﻦ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺧﺸﻴﺔﹰ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﺤﻖ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﺼﻔﻮﻑ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﻓﺘـﺰﺩﺍﺩ ﺻﻼﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻮﻝ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭ ﺑﲔ ﲢﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﻢ ﰲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ . ﻭﰱ ﻇﻞ ﺍﳍﺠﻤﺔ ﺍﻟﺸﺮﺳﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺿﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺃﻫﻠﻪ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺎﺋﻴـﺎﹰ ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ﻟﻠﻜﻔﺮ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺃﻥ ﳛﻜﻢ ﻭﻳﺴﻮﺩ ،ﺗﻘﻒ ﳎﻤﻮﻋﺘﺎﻥ ﻛﻼﳘﺎ ﻳﻨﺘﺴﺐ ﺇﱃ ﺍﻹﺳـﻼﻡ ﻛﻼﳘﺎ ﳝﺜﻞ ﺍﻟﻐﻠﻮ ﺇﻣﺎ ﰲ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻹﻓﺮﺍﻁ ﺃﻭ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ،ﻛﻼﳘﺎ ﰲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﳊﻤﻠﺔ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﺑﻘﺼﺪٍ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻗﺼﺪٍ ﺑﻌﻠﻢٍ ﺃﻭ ﲜﻬﻞٍ ،ﻓﺎﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﱵ ﻓﺮﻃﺖ ﻻﻋﺘﻤﺎﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﳊﻜﻤﻲ ﺍﻟﱵ ﺃﻋﻄﺖ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻭﱂ ﺗﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﺎ ﺍﻷﻣـﺮ ﺇﱃ ﻭﻻﺀٍ ﺻﺮﻳﺢٍ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ،ﻭﺣﺮﺏٍ ﺻﺮﳛﺔٍ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻭﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﰲ ﺃﺧﺲ ﺻﻔﻘﺔٍ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ ﺗﻘﺪﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺮﻗﺔ ﺗﻨﺘﺴﺐ ﻟﻺﺳﻼﻡ
،ﻭﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ
ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﻛﻔﺮﺕ ﻛﻞ ﻣﻦ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺧﺮﺟﺖ ﺑﻌﻴـﺪﺍﹰ ﻋـﻦ ﻣﻌﺘـﺮﻙ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﲔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ،ﻭﺗﺮﻛﺖ ﻟﻠﻜﻔﺮ ﺍﳌﺴﺎﺣﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔﹰ ﻭﻭﺍﺳﻌﺔﹰ ﰲ ﺃﻥ ﻳﻔﻌـﻞ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ .
2
ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ " ﺣﻔﻈﻪ ﺍﷲ "
ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻠﻮ ....
ﻭﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﰲ ﺍﻟﺼﺪ ﻋﻦ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺑﲔ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﳌﺨﻠﺼﲔ ﻭ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ،ﻓﺘﻠﺼﻖ ﺑﺎﳌﻮﺣﺪﻳﻦ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﺍﻟﻔﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺗﻜﻔﲑ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭ ﺗﻐﻄﻴﺘﻬﺎ ﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟـﺸﻨﻴﻌﺔ ﻭ
ﻭﺃﻢ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﺍﳌﺘﻄﺮﻓﲔ ،ﻭ ﺍﳌﺘﺎﺑﻊ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ
ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﺎﻡ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﺑﺎﻟﺘﻜﻔﲑ ﻭ ﺷﻖ ﻋﺼﺎ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ
ﻭ ﺗﻜﻔﲑ ﺍﳊﻜﺎﻡ ﻭ ﺍﶈﻜﻮﻣﲔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍﺀ ﻭ ﻗﺘﻞ ﺍﻷﺑﺮﻳﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ،ﻭ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻳـﺘﻢ ﻣﻊ ﻣﺸﺎﺭﻛﻪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻭ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﺴﻮﺀ
ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﱵ ﲤﺜﻞ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺣﺮﻛـﺎﺕ
ﺗﺪﻋﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻭﺗﻌﻄﻰ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻟﻠﻨﻈﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﻊ ﺳﻠﺐ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ،ﻭ ﺇﻟﺼﺎﻕ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﻢ
ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﻟﻔﺼﻠﻬﻢ
ﻋﻦ ﲨﺎﻫﲑ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﻗﻄﻊ
ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﲔ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ . ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻻ ﻧﻨﺎﻗﺶ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﺑﲔ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭ ﺃﻫـﻞ ﺍﻟﻐﻠـﻮ
،ﻓﻤﻨـﻬﺞ
ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﷲ ﻟﻠﻘﺎﺻﻲ ﻭ ﺍﻟﺪﺍﱐ ﻭ ﺍﻟﺘﺄﺻﻴﻼﺕ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﳍﻢ ﻣﻨﺘـﺸﺮﺓ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ،ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﻴﺔ ﻭ ﻣﻌﺘﻘﺪﻫﺎ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﷲ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻋـﻦ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﻐﻼﺓ ﻭ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﺍﳉﺪﺩ ،ﻭ ﺇﳕﺎ ﻧﻨﺎﻗﺶ ﻫﻨﺎ ﺑﻴﺎﻥ ﻣﻮﻗﻒ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻐﻼﺓ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻟﻴﺘﺒﲔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻛﺬﺏ ﺇﺩﻋﺎﺀﺍﺕ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻣﻦ ﳝﻀﻰ ﰲ ﺭﻛﺒﻬﻢ ﻣـﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ . ﻣﻮﻗﻒ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻠﻮ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ : 1
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ /ﻋﺒﺪ ﺍﻴﺪ ﺍﻟﺸﺎﺫﱃ ) :ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻲ ﻟﻸﻣﺔ ﻗﺪ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﺘﻤﻌﺎﺕ ﻛﻔﺎﺭﺍﹰ ﲨﻴﻌﺎﹰ ﺇﻻ ﻫﻢ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻫـﻮ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﻬﻢ ،ﻭ ﺃﻢ ﻛﺎﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺑﻼ ﻓﺮﻕ ،ﺑﻞ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟـﻴﻬﻢ ﺑﺼﻔﺘﻬﻢ ﺃﻫﻞ ﻛﺘﺎﺏ ،ﻭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺸﺮﻛﻮﻥ ﺃﻭ ﻣﺮﺗﺪﻭﻥ ،ﻭ ﺍﳌﺸﺮﻙ ﺃﺳﻮﺃ ﻣـﻦ ﺍﻟﻜـﺎﻓﺮ ،ﻭ ﺍﳌﺮﺗﺪ ﺃﺳﻮﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﺍﻷﺻﻠﻲ . ﻭ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻧﺒﻴﺎﹰ ﺟﺪﻳﺪﺍﹰ ﺑﻌﺚ ،ﻭ ﺃﻥ ﺃﻣﺔ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﻳﻬﻤﻬﻢ ﺃﻭﺿﺎﻋﻬﺎ ﻭ ﻣﺸﺎﻛﻠﻬﺎ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ،ﻭ ﺃﻣﺎ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﳌﻨﺘﺴﺒﺔ ﺇﱃ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭ ﻃﻐﻴﺎﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻼ ﻤﻬـﻢ ﰲ ﺷـﻲﺀ ﺑﺎﻋﺘﺒـﺎﺭ
ﻓﻀﻴﻠﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻴﺪ ﺍﻟﺸﺎﺫﱃ ﰱ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺒﻼﻍ ﺍﳌﺒﲔ
3
ﺹ 367 : 366ﺝ 4
1
ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ " ﺣﻔﻈﻪ ﺍﷲ "
ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻠﻮ ....
ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﲔ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﻛﺎﻓﺮﺓ ﻣﻦ ﻏﺎﻟﺐ ﻭ ﻣﻐﻠﻮﺏ ﻭ ﻛﻠﻬﻢ ﺃﻣﺔ ﻻ ﺷﺄﻥ ﳍﻢ ـﻢ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻟﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ . ﻭ ﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭ ﺑﲔ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﱐ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻠﻴﱯ ﻋﺪﺍﺀ ،ﻭ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺑﺪﺀ ﳏـﺾ ، ﻃﻮﻳﺖ ﻓﻴﻪ ﺻﻔﺤﺔ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﻣﻊ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻗﺮﻧﺎﹰ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺪ ﻃﻮﻳﺖ ﺻﻔﺤﺘﻪ ﻭ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺃﻣﺮﻩ ﻭ ﺃﺻﺪﺭﻭﺍ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻭﻓﺎﺓ ﻟﻪ ﻭ ﺘﻤﻌﺎﺗـﻪ ﻭ ﺑﺪﺍﻳﺘﻪ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﲤﺎﺛﻞ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﲨﻴﻌﺎﹰ ﻻ ﻳﺒﺪﺃﻭﻥ ﺃﺣﺪﺍﹰ ﺑﻌـﺪﺍﺀٍ ﻭ ﻳﻄﻮﻭﻥ ﺻﻔﺤﺔ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﺎﻫﻠﻴﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺑﻘﺎﻉ ﺍﻷﺭﺽ ﲨﻴﻌﺎﹰ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺳﻮﺍﺀ ﺣـﱴ ﺗﻮﺟﺪ ﲨﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﺃﻣﺔ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺮﺳﺎﻟﺘﻬﻢ ﻓﻌﻨﺪﺋﺬ ﻳﺘﺤﺪﺩ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻭﺍﻟﱪﺍﺀ ﻣـﻊ ﺍﳌﻮﺍﻓـﻖ ﻭ ﺍﳌﺨﺎﻟﻒ . ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻯ ﻻ ﺷﺄﻥ ﻟﻪ ﲟﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻊ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﲔ ﻣﻦ ﺻـﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﻭ ﺻﻠﻴﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﻳﻬﻮﺩ ﺃﻭ ﻧﺼﺎﺭﻯ ،ﻭ ﻻ ﺷﺄﻥ ﻟﻪ ﺑﺒﻌﺚ ﺃﻭ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺃﻭ ﲤﻜﲔ ﻭ ﻻ ﻳﻔﻜﺮ ﰲ ﺫﻟﻚ . ﻭ ﻏﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﺴﻌﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﻮ ﺍﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﺍﻋﺘﺰﺍﻝ ﻣﻦ
ﱂ ﻳﻜﻔﺮﻫﻢ ﻭﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻣﻨﻬﻢ ،ﻓﻬﻮ
ﺗﺒﺸﲑ ﻻ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﻭ ﻻ ﺑﻌﺚ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻛﺘﺒﺸﲑ ﻭ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑـﺎﻟﺘﻜﻔﲑ ﻭ ﺍﻹﻋﺘـﺰﺍﻝ ﻭ ﺍﻹﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺈﺻﺪﺍﺭ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺩﻭﻥ ﺍﻹﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﺳﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﺒﻼﻍ ﻭ ﺗـﺮﻙ ﺃﻣﺮ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻭ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺴﺘﺪﻋﻴﻪ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﲢﺪﻳﺪﺍﺕ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﳌﺴﲑﺎ( . ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﳍﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﺑﺎﻟﻌﻤﻮﻡ ﺃﻱ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﺍﳌﻄﻠﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻓﻀﻪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﻣـﺔ ﻭﺳﺎﺭﻋﻮﺍ ﰲ ﺇﻧﻜﺎﺭﻩ ﻛﺸﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫـﺎﺏ ﻭﻛـﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺷﻴﻮﺥ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻛﺎﻟﺸﻴﺦ ﺍﺎﻫﺪ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﻻﺩﻥ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﳝـﻦ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮﻱ ﻭﻏﲑﻫﻢ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺷﻴﻮﺥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﰲ ﺍﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻳﻘﺎﺑﻠﻪ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻄﻮﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﲟﺎ ﻓـﻴﻬﻢ ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﻭﻧﻈﻤﻬﻢ ﺑﻞ ﺍﺗﺴﻊ ﺍﳋﺮﻕ ﻭﺑﺪﺃﻭﺍ ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﰲ ﺃﺳﻠﻤﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺍﻷﺻﻠﻴﲔ ﻣﻦ ﺧـﻼﻝ ﺣﻮﺍﺭ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ،ﻭﰱ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻛﻼﳘﺎ ﻭﺑﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺍﳊﻖ ﻭﺳﻌﻰ ﰲ ﺇﺟﻬﺎﺽ ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﻠﺨﺺ ﻣﻮﻗﻒ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻐﻼﺓ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ،ﻭ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍﻢ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻧﺴﺘﺪﻝ
ﲟﺎ ﻛﺘﺒﻮﻩ ﰲ ﻛﺘﺒﻬﻢ ﻟﻜﻲ ﺗﺘﻀﺢ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﻳﻨﺠﻠﻲ ﺍﻟﻔﺮﻗـﺎﻥ ﻭ ﻳﺮﺗﻔـﻊ
4
ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ " ﺣﻔﻈﻪ ﺍﷲ "
ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻠﻮ ....
ﺍﻻﻟﺘﺒﺎﺱ ﺑﲔ ﻣﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﰲ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭ ﻣﻌﺘﻘﺪ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﺳﺪﺩﻫﻢ ﺍﷲ ﻟﻴﺘﺒﲔ ﻷﻫﻞ ﺍﳊﻖ ﺯﻳﻒ ﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺸﻨﻌﻮﻥ ﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﻖ
،ﻭ ﺳﻨﻨﺎﻗﺶ ﺫﻟﻚ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ
ﰲ ﺑﻌـﺾ
ﻧﻘﺎﻁ ﻫﻲ : ﺃ – ﺇﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﻭ ﺃﻫﻠﻬﺎ . ﺏ -ﻣﻮﻗﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻷﻣﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ . ﺝ – ﺇﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﰲ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ . ﰒ ﻧﺒﲔ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻓﻴﻪ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ . ﺃ – ﺇﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﻭ ﺃﻫﻠﻬﺎ . ﻳﻘﻮﻝ ﳏﻤﺪ ﺳﻼﻣﻲ
2
)) ﺇﻥ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺍﳌﹲﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺤﻤﺴﲔ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻓﻴﻬـﺎ
ﻫﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻄﺎﻟﺒﻮﺎ ﺑﺎﳉﻬﺎﺩ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺪ ﺃﺧﻠﺖ ﺑﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻜﻔـﺮ ﺑﺎﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻭ ﱂ ﺗﺴﺘﻮﻑ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺇﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻻ ﻳﻨﺘﺼﺮ ﺑﺄﻧﺎﺱ ﻻ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺍﷲ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻗﺼﻒ ﺍﻟﺮﻋﺪ ﺃﻭ ﻗﺼﻔﺘﻬﻢ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﻭ ﻳﻈﻦ ﺩﻋﺎﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻫﻮ ﻣﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻈﺎﳌﲔ ،ﻭ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺳﺘﻤﺎﻟﺘﻬﻢ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﱵ ﻫﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﺭﻛﻨﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻹﻧـﺼﺎﻑ ﺃﻥ ﻧﻄﺎﻟﺐ ﺃﻣﺔﹰ ﺑﺄﻥ ﺗﻨﺼﺮ ﻋﻘﻴﺪﺓﹰ ﱂ ﺗﺆﻣﻦ ﺎ ﻭ ﺇﻥ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻌﻬﺎ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﻞ
ﺑﻔﺤﻮﺍﻫﺎ(( . )) ﺇﻥ ﻗﻮﻣﺎﹰ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺁﻟﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻣﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﺔٍ ﻭ ﻫﻮﺍﻥٍ ﻓﺘﻘﺘﻠﻬﻢ ﺍﳊﺴﺮﺓ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻷﻣﺔٍ ﺿﻴﻌﺖ ﺩﻳﻨﻬﺎ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﺎﹰ ﺫﻟﻚ ﺑﻞ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻟﻮ ﺭﺃﻳﻨﺎﻫﺎ ﻋﺰﺕ ﻭ ﺳﺎﺩﺕ ﺑﲔ ﺔ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﲟﺎ ﺃـﺎ ﻻ ﺍﻷﻣﻢ ﻓﻜﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﻨﺎﰲ ﺳﻨﺔ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻷﻣﻢ .ﺇﺎ ﻻ ﲤﻠﻚ ﺷﻴﺌﺎﹰ ﺫﺍ ﻗﻴﻤ ٍ ﲣﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﰲ ﻧﻈﺎﻡ ﺣﻴﺎﺎ ﻓﻬﻲ ﺗﺪﻳﻦ ﺑﺪﻳﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﲑ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﻳﺪ ﳍﺎ ﺃﻥ ﲤﺘﺸﻖ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺴﻠﺐ ﻭ ﺍﻟﻨﻬﺐ ﺃﻭ ﻟﺘﻠﻄﻢ ﻣﻦ ﻟﻄﻤﻮﻫﺎ ﻭ ﺗﺴﺘﻌﻠﻲ ﻋﻠـﻴﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﻌﻠﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﰒ ﻳﻘﺎﻝ :ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻭ ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ﻭ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﳌﲎ !! ﻭ ﺇﻥ ﻗﻴـﻞ ﺇـﺎ ﺳﺘﻨﺼﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻧﻘﻮﻝ ﻫﻴﻬﺎﺕ ﻟﻦ ﺗﻨﺼﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﱴ ﺗﻌﺘﻨﻖ ﺍﻹﺳﻼﻡ (( .
ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻼﻣﻰ ﻓﻰ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ
5
2
ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ " ﺣﻔﻈﻪ ﺍﷲ "
ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻠﻮ ....
3
ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺑﻮ ﻣﺮﱘ ﺍﻟﻜﻮﻳﱵ )) :ﻭ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺃﻢ ﳛﻜﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﻣﻊ ﺃﻢ ﺗﺮﻛـﻮﺍ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭ ﺍﺳﺘﺴﻠﻤﻮﺍ ﻟﻠﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﻭ ﻳﻌﺪﻭﻢ ﻣﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﺃﻧﻪ ﳚﺐ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋـﻦ ﺃﻋﺮﺍﺿـﻬﻢ ﻭ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ (( . )) ﻭﺩﺍﺋﻤﺎﹰ ﻫﻢ – ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ – ﻳﺪﻧﺪﻭﻥ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﺃﻋﻈﻢ ﺇﲦﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻣﻦ ﻲٍ ﻋﻦ ﺟﻬﺎﺩ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭ ﳛﺘﺠﻮﻥ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﳓﺮﻡ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣـﻦ ﺟﻬﻠـﻬﻢ ﺃﻭﻻﹰ ﲝﻘﻴﻘﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﺬﺍ ﳛﻜﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻴﻤﻮﻥ ﰲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭ ﲢﻜﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟـﺪﻭﺭ ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﻭ ﺍﻟﺪﺳﺎﺗﲑ ﻣﻨﺬ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﺮﻥ ﻏﲑ ﻇﻬﻮﺭ ﺷﺮﻙ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻗﺒـﻞ ﺷـﺮﻙ ﺍﳊﻜـﻢ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﺎﻛﻢ ﻭ ﺗﺄﺻﻞ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻓﻴﻬﺎ ،ﳛﻜﻤﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ ﳚﺐ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻼ ﻳﻔﺮﻗﻮﻥ ﺑﲔ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻭ ﺍﳌﺸﺮﻙ ،ﻭ ﺛﺎﻧﻴﺎﹰ ﻣﻦ ﺟﻬﻠﻬﻢ ﺑﺄﺣﻜﺎﻡ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺇﺫﺍ ﺗﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻭ ﲤﻜﻦ ﻣﻨﻬﺎ ﲡﺐ ﺍﳍﺠﺮﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﻓﻴﻬﺎ (( . ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻛﻼﻡ ﻛﺒﺎﺭ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻐﻼﺓ ﻭ ﺍﳌﻨﻈﺮﻳﻦ ﳍﻢ ﻭ ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﻋﺪﺓ ﻧﻘـﺎﻁٍ ﻫـﻲ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺑﲔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﺍﳉﺪﺩ ﻭ ﺑﲔ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ : ﺃﻭﻻﹰ :ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻐﻼﺓ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﻫﻲ ﺩﻳﺎﺭ ﻛﻔﺮٍ ﺃﺻﻠﻲٍ ،ﺛﺎﻧﻴﺎﹰ :ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻔﺎﺭ ﺑﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻠﺪﺍﺭ ﻭ ﳚﻌﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﳛﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﻛﺎﻓﺮﺍﹰ ﺟـﺎﻫﻼﹰ ﱂ ﻳﻔﻬـﻢ ﺣﻘﻴﻘـﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭ ﻳﻜﻔﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻔﺮ ﺍﻷﻣﺔ ﻋﻤﻼﹰ ﺑﻔﻬﻤﻬﻢ ﺍﻟﻌﻘﻴﻢ ﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻜﻔﺮ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ،ﻭ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻮﻗﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ . ﻭﺃﻫﻞ ﺍﳉﻬﺎﺩ
ﻳﻔﺮﻗﻮﻥ ﺑﲔ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺔ ﻟﻴﺤﻜﻤﻬﺎ ﺑـﺎﻟﻜﻔﺮ
ﻭﺇﻛﺮﺍﻫﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﺑﲔ ﺣﻜﻢ ﺍﻷﻣﺔ ،ﻓﺤﻜﻢ ﺍﻷﻣﺔ ﻫﻮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻣﻦ ﰒ ﻻ ﺗﻌﺎﺭﺽ ﺑـﲔ ﺍﳊﻜﻤﲔ ﻭﻻ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺇﱃ ﺍﻵﺧﺮ ﺇﻻ ﺑﻀﻮﺍﺑﻂ ﺷﺮﻋﻴﺔ ،ﻭﲣﺘﻠﻒ ﺗﺄﺻﻴﻼﺕ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠـﻢ ﺇﻻ ﺃﺎ ﺗﺘﻔﻖ ﰲ ﺍﳊﻜﻢ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﻟﻸﻣﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ،ﻭﻛﻠﻬﺎ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺗﺄﺻـﻴﻼﺕ ﺷـﺮﻋﻴﺔ ﻷﻛﺎﺑﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻛﺸﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﳌﺂﻻﺕ ﻭﺳﺪ ﺍﻟﺬﺭﺍﺋﻊ ﻭﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﲔ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻛﻤـﺎ ﰲ ﺍﻟﺼﺎﺭﻡ ﺍﳌﺴﻠﻮﻝ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻃﱯ ﰲ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺣﻔﻆ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺍﻟـﱵ ﺑﻴﻨـﻬﺎ ﰲ ﺍﻹﻋﺘﺼﺎﻡ ﻣﻦ ﺇﺭﺧﺎﺀ ﺍﻟﺴﺘﺮ ،ﻭﻃﻠﺐ ﺍﳌﺆﺍﻟﻔﺔ ،ﻭﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﻔﻲﺀ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ
ﺃﺑﻮ ﻣﺮﻳﻢ ﺍﻟﻜﻮﻳﺘﻰ ﻓﻰ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺷﺒﻬﺎﺕ ﺃﺑﻰ ﻣﺎﺭﻳﺔ ﺹ64
6
3
ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ " ﺣﻔﻈﻪ ﺍﷲ "
ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻠﻮ ....
ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻣﻦ ﻧﻔﻴﻪ ﺗﻜﻔﲑ ﺍﻷﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﳒﺪ ﻭﺃﻫـﻞ ﺍﳊـﻖ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔـﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ . ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻴﺪ ﺍﻟﺸﺎﺫﱄ
4
)) :ﻭﺿﻊ ﺩﻳﺎﺭ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﻟﱵ ﲢﻜﻤﻬﺎ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺗﻔﺼﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ،ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺑﺘﻨﺤﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻋﻦ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﻭﺇﻫﺪﺍﺭ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﲨﻠـﺔﹰً ﰲ ﺍﻟﻘـﻮﺍﻧﲔ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺗﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﻭﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﺑﺈﺳـﻘﺎﻁ ﺣﺎﻛﻤﻴـﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﱐ ،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻋﻦ ﺷﺮﻉ ﺍﷲ ﺇﱃ ﻏﲑﻩ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺑﻪ ﺇﱃ ﻏﲑﻩ ،ﻭﲢﺮﱘ ﺍﳊﻼﻝ ﻭﲢﻠﻴﻞ ﺍﳊﺮﺍﻡ ،ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻋﻦ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺇﱃ ﻏﲑﻫـﺎ، ﻭﺇﻣﻜﺎﻥ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﻏﲑﻫﻢ .ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﰲ ﻇﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﻈﻤـﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻨﻬﺎ :ﺩﻳﺎﺭ ﻣﺮﻛﱠﺒﺔ. ﻭﻣﻌﲎ ﺩﻳﺎﺭ ﻣﺮﻛﱠﺒﺔ :ﺃﻥ ﳍﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﺃﻭ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻜﻔﺮ ،ﻭﺣﻜﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ. ﻭﺻﻮﺭﺓ ﺃﻭ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻳﺄﰐ ﻣﻦ ﻋﻠﻮ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻋﻦ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﺇﱃ ﺑﺪﻋـﺔٍ
•
ﺓ ﻳﺄﰐ ﻣﻦ: ﻣﻜﻔﱢﺮ ٍ
1 -2ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﻌﻠﻮ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ. -3ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﺘﺒﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺸﺮﻙ ،ﻭﺗﻔﺸﻲ ﻗﻴﻢ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ. -ﻛﻮﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺳﺎﺑﻖ ﻭﺍﻟﺮﺩﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﻻﺣﻘﺔ.
4
-ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ.
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑ ﺗﺒﻘﻲ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﺍﻻﺳﺘﺮﺩﺍﺩ. •
1
ﺃﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﲑﺟﻊ ﺇﱃ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ،ﻭﻳﺮﺟﻊ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: -
ﻻ ﻳﺜﺒﺖ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﻻﺳﻢ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ،ﲝﻴﺚ ﻳﻐﲏ ﺍﻻﺳﻢ ﻋﻦ ﺍﳌﺴﻤﻰ،
ﺑﻞ ﻻﺑﺪ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻮﺍﻃﻦ ،ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻘﺎﺻﺪ ﻟﻠﻤﻌﲔ.
2
-
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﰲ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﺮﺩﺓ ﻏﲑ ﳑﻜﻨﲔ ﻣﻦ ﺗﻮﺭﻳﺚ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻣﺎ ﻫﻢ
ﻋﻠﻴﻪ.
3
-
ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻏﲑ ﺃﻣﺮ ﺍﳌﺘﺒﻮﻉ.
ﻓﻀﻴﻠﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﺍﻟﺸﺎﺫﻟﻰ – ﺣﻔﻈﻪ ﺍﷲ – ﻓﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﻭﺻﻴﺔ ﻟﻘﻤﺎﻥ
7
4
ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻠﻮ ....
4
-
ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ " ﺣﻔﻈﻪ ﺍﷲ "
ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﲤﻴﺰ ﻓﺴﻄﺎﻃﺎﺕ ،ﻭﻻ ﲤﻴﺰ ﺍﻧﺘﺴﺎﺏ ﺑﲔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻹﳝﺎﻥ ،ﻭﺃﻣـﺮ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻠﺘﺒﺲ ﳐﺘﻠﻂ ،ﻓﻬﻢ ﺃﺧﻼﻁ ﺷﺘﻰ ﻏﲑ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻭﻏﲑ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ. ﻭﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﳍﺬﻩ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ :ﺃﻥ ﺍﻷﺻﻞ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻓﻴﺄﺧﺬ ﺣﻜﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﺑﺘﺒﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ ﺃﻭ ﺃﻓﻀﻠﻬﻤﺎ ﺩﻳﻨﺎ ،ﻭﺍﻟﻠﻘﻴﻂ ﺑﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺭ ،ﻭﻣﻌﲎ ﻫـﺬﺍ ﺃﻧـﻪ ﻻ ﺗﻜﻔـﲑ ﺑﺎﻟﻌﻤﻮﻡ ،ﻭﻻ ﺗﻮﻗﻒ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ.ﻓﺈﻳﺎﻙ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻔﱢﺮ ﺑﺎﻟﻌﻤﻮﻡ ،ﺃﻭ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ،ﻭﺇﻥ ﺳﻘﻄﺖ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ،ﻭﻭﺟﺐ ﺗﻌﺮﻳﺘﻬﺎ ،ﻭﺳﻘﻂ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻮﻻﺀ ،ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺷـﺮﻋﻴﺎﺕ ﺑﺪﻳﻠـﺔ ﺿﻲ ﻭﺗﺎﺑﻊ(( . «ﺍﻟﺒﻼﻍ ﺍﳌﺒﲔ ﺭ ِ ﻣﻦ ﻜﻦ ﺳِﻠﻢ ﻭﹶﻟ ِ ﻘﺪ ﻣﻦ ﹶﺃﻧﻜﹶﺮ ﹶﻓ ﹶ ﻭ ﺮﺉ ﻘﺪ ﺑِ ﻤﻦ ﻛﹶﺮِﻩ ﹶﻓ ﹶ ﻋﻨﻬﺎ» .ﹶﻓ
ﺹ 125 : 124 ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺃﻳﻀﺎ )) :
ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﺗﻮﺻﻴﻔﻪ ﻻ ﻳﻌﺪ ﺃﺣﻜﺎﻣﺎﹰ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﺘﻤﻌﺎﺕ ] ﺃﻱ
ﺍﻟﻨﺎﺱ [ ﺑﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﺘﻤﻌﺎﺕ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﳍﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻭﻗﻮﻉ ﻛﺜﲑٍ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﰲ ﺍﻟﻜﻔﺮ . ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﲔ ﺣﻜﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ . ] ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﻟﻜﻞ ﺃﻣﺮٍ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺿﻮﺍﺑﻄﻪ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﺃﻥ ﳕﻴﺰ ﺎ ﻛﻞ ﺣﻜﻢٍ ﻋﻦ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﺑﲔ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ [ ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻌﺪﺓ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ :ـ
1 -2 -
3 -4 -
ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺧﻼﻁ ﺷﱴ ﻻ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻛﻞ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻋﻦ ﻏﲑﻫﺎ . ﻋﺪﻡ ﲤﻜﻦ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﰲ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻣﻦ ﺗﻮﺭﻳﺚ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﻢ ﻣﺎ ﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ . ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻛﺄﻣﺮ ﺍﳌﺘﺒﻮﻉ ﺃﻱ ﻛﻞ ﻟﻪ ﺣﻜﻤﻪ . ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻻ ﻳﺜﺒﺖ ﺑﺎﻟﻈﻦ ﻭﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺃﻗﻮﺍﻝٍ ﻭﺃﻓﻌﺎﻝٍ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﰲ ﻇﻞ ﺍﳌﻘﺎﺻﺪ
ﻭﺍﻟﻨﻴﺎﺕ ] ﻓﻤﻦ ﻛﺮﻩ ﻓﻘﺪ ﺑﺮﺉ ﻭﻣﻦ ﺃﻧﻜﺮ ﻓﻘﺪ ﺳﻠﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺭﺿﻰ ﻭﺗﺎﺑﻊ [ .
5
-
ﺍﺳﺘﺼﺤﺎﺏ ﺣﻜﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﳍﺬﻩ ﺍﺘﻤﻌﺎﺕ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻨﻔﻲ : ﺃ -ﻭﺟﻮﺩ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺗﻔﺸﻴﻬﺎ . ﺏ ـ ﻭﻻ ﻳﻨﻔﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺧﻼﻁ ﺷﱴ . ﺝ ـ ﻭﻻ ﻳﻨﻔﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻻﺳﺘﱪﺍﺀ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﺮﺽ . ﺩ -ﻭﻻ ﻳﻨﻔﻰ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﻌﲔ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻜﻤﻠﺖ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻭﺍﳌﻮﺍﻧﻊ (( .
8
ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ " ﺣﻔﻈﻪ ﺍﷲ "
ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻠﻮ ....
ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺗﺄﺻﻴﻼﺕ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﻭ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭ ﺑﲔ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﺍﳉﺪﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﺎ ﺩﻳﺎﺭ ﻛﻔﺮٍ ﺃﺻﻠﻲٍ ﻻ ﲣﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺩﻳـﺎﺭ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ
ﻏﲑ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﺍﻹﺳﺘﺮﺩﺍﺩ ﺃﻭ ﺣﱴ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺼﺎﺋﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﻭ ﻋﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻷﻥ ﺃﻫﻠـﻬﺎ ﰲ
ﻧﻈﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻐﻼﺓ ﻛﻔﺎﺭ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﱭ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ ،ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﻘﺪ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻹﺳـﻼﻡ ﺍﳊﻖ ﺑﺎﺑﺘﺪﺍﻋﻬﻢ ﻭﺧﺮﺟﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﺘﻜﻔﲑﻫﺎ ﻭﺍﻋﺘﺰﺍﳍﺎ ،ﻭﺧﺮﺟﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺧﺮﺟﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺇﱃ ﺭﻛﻦٍ ﻣﻈﻠﻢٍ ﳛﻠﻤﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺑﺄﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﺍﻟﻘﺎﰎ
،ﻓﺒﺌﺴﺖ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﱵ ﺗﱪﺭ ﻟﻠﻘﻌﻮﺩ ﻭ ﺗﺆﺻﻞ ﻟﻪ ﻭﺗﺪﻉ ﺍﻷﻣﺔ ﰲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺃﻋﺪﺍﺋﻬﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﻧﺼﲑ ﺃﻣﺎ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻓﻬﻢ ﺑﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﺒﻞ ﻭ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ ﻭ ﺃﻢ ﻳﺪﺍﻓﻌﻮﻥ ﻋﻦ ﺩﻳـﻦ ﺍﷲ ﻭ ﺃﺭﺽ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺍﳌﺴﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺍﺕ ،ﻓﻬﻢ ﻭﻗﻮﺩ ﺍﳌﻌﺎﺭﻙ ﻭﺍﻟـﺸﻌﻠﺔ ﺍﻟـﱵ ﺗﻀﻲﺀ ﻟﻸﻣﺔ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻭﺍﻟﻜﺘﻴﺒﺔ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﰲ ﺍﻟﺬﻭﺩ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﻳـﻀﺤﻮﻥ ﺑﺎﻟﻐﺎﱄ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻋﻼﺀ ﺭﺍﻳﺔ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻭﻹﺣﻴﺎﺀ ﺍﻷﻣﺔ ﻟﺘﻘﻮﻡ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ . ﺏ -ﻣﻮﻗﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻷﻣﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ . ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﲨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﻛﻔﺮﺕ ﲨﺎﻫﲑ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭﻋﻠﻤﺎﺋﻬﻢ ﻭﻗﺎﺩﺓ ﺻﺤﻮﻢ ﻭﺩﻋﺎﻢ ﻷﻢ ﺧﺎﻟﻔﻮﻫﻢ ﰲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻭﺗﻮﺳﻌﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﺣﱴ ﴰﻠﺖ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺍﻟـﺪﻋﺎﺓ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤـﺎﺀ ﻷﻢ ﱂ ﻳﻮﺍﻓﻘﻮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﻜﻔﲑ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻛﻔﺮﻭﻩ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﳌﻮﺟـﻮﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ
،ﻭﻫﻮ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﺃﺳﺎﺱ ﺍﻧﻄﻼﻗﻬﻢ ﺣﱴ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻛﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬـﺎ
ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻛﺎﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﱵ ﲢﺮﻕ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺣﱴ ﺇﺫﺍ ﱂ ﳚﺪﻭﺍ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﰲ ﺣﺮﻕ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻴﻜﻔـﺮ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ﺣﱴ ﺗﺮﻯ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪٍ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺼﻠﻰ ﻭﺣﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺍﳊﻖ ﻭﺣـﺪﻩ ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺣﺪﻩ
ﻭﻫﻮ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﺼﺎﺭ ﻟﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﺳﻼﻣﺎﹰ ﳜﺼﻪ
ﻓﺘﻌﺴﺎﹰ ﻟﻀﻼﻻﺕٍ
ﻭﲪﺎﻗﺎﺕٍ ﺗﺼﻞ ﺑﺼﺎﺣﺒﻬﺎ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﻮﻥ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﰲ ﺍﻷﻣـﺮ ﺃـﻢ ﱂ ﳚﺎﻫﺪﻭﺍ ﻃﻮﺍﻏﻴﺖ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﻻ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺑﺰﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﲔ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﺸﻐﻠﻬﻢ ﺇﻻ ﺗﻜﻔﲑ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﻋﺘﺰﺍﳍﺎ ﰒ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳉﻬـﺎﺩ ﺍﳌﻔﺘﺮﺽ
ﺿﺪ ﺍﻷﻣﺔ ﺃﻭﻻﹰ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﳌﻔﺎﺻﻠﺔ
ﻭﻫﺬﺍ ﰲ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺿﺮﺏ ﻣـﻦ ﺍﳋﻴـﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻴـﻪ
ﻭﻫﺮﻭﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﻷﻥ ﺩﻋﻮﻢ ﰲ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻻﻧﺸﻐﺎﻝ ﺑﺎﻟﺘﻜﻔﲑ ﻻ ﺑﺎﻟـﺪﻋﻮﺓ
9
ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ " ﺣﻔﻈﻪ ﺍﷲ "
ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻠﻮ ....
ﻛﻤﺎ ﺃﻢ ﻳﺸﺘﺮﻃﻮﻥ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻷﻣﺔ ﺃﻭ ﻏﺎﻟﺒﻬﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺣﱴ ﳚﺎﻫﺪﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﻭﻣﻬﻤﺘـﻬﻢ ﻫـﻲ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﻭﻫﻲ ﺷﻐﻠﻬﻢ ﺍﻟﺸﺎﻏﻞ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﻫﻢ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﻮﺓ ﺍﺘﻤﻊ ﻻ ﻛﻞ ﺍﺘﻤﻊ ﺃﻭ ﻏﺎﻟﺒﻪ ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻋﺐﺀ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﺍﳉﻬﺎﺩ ﺣﱴ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﺘﻨﺔ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻠﻪ ﷲ ﰒ ﻳﺘﺒﻌﻬﻢ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ . ﻭ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﻮﻗﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﰲ ﻛﺘﺒﻬﻢ : 5
ﻳﻘﻮﻝ ﺳﺎﱂ ﺑﻦ ﲪﻮﺩ ﺍﳋﺎﻟﺪﻱ ) :ﺃﻣﺎ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺇﺫﺍ ﺩﻫﻢ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺩﻳﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ) :ﻭﺟﺐ ﻭﺟﻮﺏ ﻋﲔٍ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ( .ﻓﻘﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﺟﻬﺎﺩ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻓﺮﺽ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻲ ﺍﳉﻬﺎﺩ ،ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﺳﺒﺐ ﻓﺮﺿﻪ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﻔﻰ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻧﺘﻔﻰ ﺍﳌﺴﺒﺐ ،ﻭﻛﻼﻡ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺃﻳـﻀﺎﹰ ﻧﺎﺯﻝ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﻮﻛﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ ﻭﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﻭﺍﻟﻘﻬﺮ ﳍﻢ ،ﺇﺫﺍﹰ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺩﻳﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻻ ﻣﻦ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺩﻳﺎﺭ ﺍﻟﻜﻔﺮ ،ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟـﺴﺬﺝ ﻳﱰﻟﻮﻥ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﺎﺭ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻷﺟﻞ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺴﻠﻤﲔ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﺍﺭ .ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ) :ﺟﻬﺎﺩ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﻻ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻟﻪ ﺃﻱ ﺷﺮﻁ ( .ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﲪﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﻫﻢ ،ﺑﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻘﺮﺭ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﲔ ﻣﺮﺍﺩ ﺍﳌﺘﻜﻠﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﲜﻤﻊ ﻛﻼﻣﻪ ﻭﲪﻞ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻋﻠـﻰ ﺍﳌﺒﲔ ،ﻭﺍﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻔﺼﻞ( . )) ﻭﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻈﻦ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺩﺍﺭ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ ﻣﻦ ﻏﲑ ﻗﺘﺎﻝٍ ﻭﲪﻞ ﺳﻼﺡ ،ﻭﻫﺆﻻﺀ ﰲ ﻣﻌﺰﻝٍ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﺘﺨﻼﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻋﺪﻩ ﺍﷲ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻜﻔﻞ ﺑﻪ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻜﻔﻞ ﲝﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺣﻔﻈﻬﻢ ﻟﻴﺘﻢ ﻧﻌﻤﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻭﻟﻜﻲ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﻋﻈﻴﻢ ﻧﻌﻤﺘﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻓﻀﻠﻪ ﻭﻣﻨﺘﻪ ،ﻭﻟﻴﺒﲔ ﳍﻢ ﺃﻥ ﻛﻴﺪﻩ ﻣﺘﲔ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﱵ ﲡﻞ ﻋﻦ ﺍﳊﺼﺮ ،ﻭﻟﻴﻌﻠﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﻥ ﺍﷲ ﱂ ﻳﺄﻣﺮﻧﺎ ﺑﺄﻥ ﻧﺴﺘﺨﻠﻒ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻞ ﻭﻋﺪﻧﺎ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺨﻠﻔﻨﺎ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﺨﻠﻒ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻨﺎ (( . ﻋﺠﻴﺐ ﻛﻴﻒ ﻳﻨﺴﺦ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﺍﳉﻬﺎﺩ
ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﻜﻮﱐ ﺍﻟﻘﺪﺭﻱ ﺃﻟﻴﺲ
ﻫﺬﺍ ﻫﺮﻭﺑﺎﹰ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻭﺍﻟﻘﻌﻮﺩ ﻭﺍﻟﺮﻛﻮﻥ ﻋﻦ ﻧﺼﺮﺓ ﺍﳊﻖ .
ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﺣﻤﻮﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﻯ ﻓﻰ ﻛ ﺘﺎﺑﻪ ) ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻷﻭﻏﺎﺩ ﻓﻰ ﺩﻋﻮﺍﻫﻢ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ(
10
5
ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻠﻮ ....
ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺑﻮ ﻣﺮﱘ ﺍﻟﻜﻮﻳﱵ
6
ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ " ﺣﻔﻈﻪ ﺍﷲ "
)) :ﻭ ﻟﻨﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻞ ﳓﻦ ﺩﻋﻮﻧﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴـﺪ ﻛﻤـﺎ
ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭ ﺻﱪﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻡ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﳜﻄﺮ ﺑﺒﺎﻝ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻴـﻮﻡ ﺃﻥ ﳜـﺮﺝ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ﺣﱴ ﺻﻮﺭ ﳍﻢ ﺃﻥ ﻣﻦ ﱂ ﳜﺮﺝ ﻓﻬﻮ ﺁﰒ ﻣﻄﻠﻘﹰﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﳉﻬﺎﺩ (( . )ﻭﺃﻱ ﺑﻼﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﱵ ﻳﺴﻤﻮﻥ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻣﺴﻠﻤﲔ ،ﺑﻼﺩ ﻟﻮ ﳘﻮﺍ ﺑﻘﺘﺎﻝ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻛﺜـﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻢ ﻭ ﻳﻀﺤﻮﻥ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻪ ﺃﻡ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻘﺘـﺎﻝ؟ ) ﻳﻌﲎ
ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮﻩ ﺑﻞ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻳﻀﺎﹰ ﺃﻥ ﺗﻘﺎﺗﻞ
ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻛﻬﺎ ﻭﺩﻓﺎﻋﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻷﻢ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻣﺘﺒﻌﻮﻥ ﻟﻪ ( ﻓﻬﺬﻩ ﺑﻼﺩ ﻛﻔـﺮ ﺣﻜﻤـﺎﹰ ﻭ ﺣﻘﻴﻘﺔﹰ ﻓﻬﻲ ﺑﻼﺩ ﲢﻜﻢ ﺎ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭ ﺗﻐﻠﺒﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﺩﺧﻞ ﰲ ﺣﻜﻤﻬﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﻣـﻦ ﺳﻜﺖ ﺣﻜﻤﻪ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻇﺎﻫﺮﺍﹰ ﻭ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺻﺪﻉ ﺑﺎﳊﻖ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻨﻬﺞ ﻇـﺎﻫﺮ ﰲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻟﻠﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﺎﳊﻜﻢ ﻟﻸﻋﻢ ﺍﻷﻏﻠﺐ ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﻻ ﳚﻮﺯ ﺇﳊﺎﻕ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺎ ﻓﺎﻟﻘﺘﺎﻝ ﺇﳕﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻦ ﺩﻭﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻻ ﻋﻦ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻓﺈﻧﺰﺍﻝ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟـﺴﻨﺔ ﻭ ﺇﲨﺎﻉ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﰲ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﺇﻧﺰﺍﻝ ﰲ ﻏﲑ ﳏﻠﻪ ﺑﻞ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺧـﻼﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻜﻢ ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻟﻮ ﲢﻘﻘﺖ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻬﺎﺩ ،ﺟﻬﺎﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﻻ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﺎ (( . 7
ﻳﻘﻮﻝ ﺃﰉ ﻣﺮﱘ ﺍﻟﻜﻮﻳﱵ )) :ﻓﺪﻓﻊ ﺍﻟﺼﺎﺋﻞ ﻋﻦ ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺇﳕﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ
ﻫﻨﺎﻙ ﺩﺍﺭ ﺇﺳﻼﻡ ﳛﻜﻤﻬﺎ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﲝﻜﻢ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ((ﺹ43
.
ﺃﻧﻈﺮ ﺇﱃ ﻓﺴﺎﺩ ﻋﻘﻴﺪﻢ ﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻋﻦ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ،ﻓﻬﺆﻻﺀ ﻻ ﻳـﺮﻭﻥ ﺃﺻﻼﹰ ﺃﻧﻪ ﳚﺐ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺼﺎﺋﻞ ﺍﳌﻌﺘﺪﻯ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﻭ ﻻ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻫﻮ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌـﺰﺓ ﻟﻸﻣﺔ ﻭ ﺣﻘﺎﹰ ﺃﻱ ﺃﻣﺔ ﻭ ﻫﻢ ﻳﻜﻔﺮﻭﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀً ﻭﳎﺎﻫﺪﻳﻦ ﻭﻋﻮﺍﻣﺎﹰ ﻭﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻈﻦ ﺃﻧﻨـﺎ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭ ﳚﻠﺲ ﺣﻠﺲ ﺑﻴﺘﻪ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﳌﻬﺪﻱ ﻭ ﻻ ﳛﺮﻙ ﺳﺎﻛﻨﺎﹰ ﰲ ﻇـﻞ ﻫـﺬﻩ ﺍﳍﺠﻤـﺔ ﺍﻟﺸﺮﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭ ﺃﻫﻠﻪ ﻭ ﻛﺄﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻛﺐ ﻏﲑ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻓـﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﺑﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭ ﺿﻼﻝ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ !!! ،ﻭ ﻳﺘﻮﳘﻮﻥ ﺃـﻢ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﻟﺪﻳﻦ ﺍﷲ ﻭ ﻫﻢ ﺿﺪ ﺩﻳﻦ ﺍﷲ ﻭﻣﻦ ﻋﻮﺍﺋﻖ ﺍﻟﺘﻤﻜﲔ ﻟﺪﻳﻦ ﺍﷲ ﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﳌﻨﺤﺮﻓﺔ ﻭ
ﺃﺑﻮ ﻣﺮﻳﻢ ﺍﻟﻜﻮﻳﺘﻰ ﻓﻰ ﻛﺘﺎﺑﻪ ) ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ – ﺃﻳﻬﻤﺎ ﺍﻷﺻﻞ ( ﺹ7 ﻛﺘﺎﺏ ﺃﺑﻰ ﻣﺮﻳﻢ ﺍﻟﻜﻮﻳﺘﻰ ﺷﺒﻬﺎﺕ ﺃﺑﻰ ﻣﺎﺭﻳﺔ ﺹ13 : 12
11
6
7
ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ " ﺣﻔﻈﻪ ﺍﷲ "
ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻠﻮ ....
ﻳﺘﺨﻴﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﺘﺨﻼﻑ ﺃﻣﺮ ﻗﺪﺭﻱ ﲝﺖ ﻻ ﺩﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ ﺳﻮﻯ ﺃﻢ ﻳﻠﺰﻣـﻮﺍ ﺑﻴﻮﻢ ﻭ ﻳﻨﺎﻣﻮﻥ ﻓﺈﺫﺍ ﻢ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻫﻢ ﺃﺳﻴﺎﺩ ﺍﻷﺭﺽ ﳛﻜﻤﻮﺎ ﺑﺸﺮﻉ ﺍﷲ ،ﻓﻴﺎﳍﺎ ﻣﻦ ﺃﺣﻼﻡٍ ﺔ ﻳﻨﻜﺮﻫﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﻭ ﺳﺬﺍﺟ ٍ
ﺃﺷﺒﺎﻝ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ .
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ )) :ﻓﺎﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻻ ﺷـﻲﺀ ﺃﻭﺟﺐ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻣﻦ ﺩﻓﻌﻪ (( . ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ) :ﻭﺃﻣﺎ ﻗﺘﺎﻝ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﻓﻬﻮ ﺃﺷﺪ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺼﺎﺋﻞ ﻋﻦ ﺍﳊﺮﻣﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﺟﺐ ﺇﲨﺎﻋﺎﹰ ،ﻓﺎﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻻ ﺷﻲﺀ ﺃﻭﺟـﺐ ﺑﻌـﺪ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻣﻦ ﺩﻓﻌﻪ ،ﻓﻼ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻟﻪ ﺷﺮﻁ -ﻛﺎﻟﺰﺍﺩ ﻭﺍﻟﺮﺍﺣﻠﺔ – ﺑﻞ ﻳﺪﻓﻊ ﲝﺴﺐ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ ،ﻭﻗﺪ ﻧﺺ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻭﻏﲑﻫﻢ(. ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﻗﺪﺍﻣﻪ )) :ﺇﺫﺍ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺑﺄﻫﻞ ﺑﻠﺪٍ :ﻓﻬﻨﺎ ﻳﺘﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺫﻟـﻚ ﺍﻟﺒﻠـﺪ ﻗﺘـﺎﳍﻢ ﻭﺩﻓﻌﻬﻢ ،ﻓﺈﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﰲ ﺃﻫﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻛﻔﺎﻳﺔ؛ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻠﻴﻬﻢ ﺗﺘﻤﻴﻢ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳـﺔ ((
"ﺍﳌﻐﲏ" ﻻﺑﻦ ﻗﺪﺍﻣﺔ ) ،(347/8ﻭ"ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ" )9/13 ).(214/10 ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺮﻃﱯ ) (151/7ﰲ ﺗﻔﺴﲑﻩ )) :ﺇﺫﺍ ﺗﻌﲔ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺑﻐﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ ( ،ﻭ"ﺭﻭﺿﺔ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﲔ" ﻟﻠﻨـﻮﻭﻱ
ﺃﻭ ﲝﻠﻮﻟﻪ ﺑﺎﻟﻌﻘﺮ )ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺪﺍﺭ( ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺃﻫﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺃﻥ ﻳﻨﻔـﺮﻭﺍ ﻭﳜﺮﺟﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﺧﻔﺎﻓﺎﹰ ﻭﺛﻘﺎﻻﹰ ،ﺷﺒﺎﺑﺎﹰ ﻭﺷﻴﻮﺧﺎﹰ ،ﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻃﺎﻗﺘﻪ ،ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﺏ ﺑﻐـﲑ ﺇﺫﻧﻪ ﻭﻣﻦ ﻻ ﺃﺏ ﻟﻪ.ﻭﻻ ﻳﺘﺨﻠﻒ ﺃﺣﺪ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﺃﻭ ﻣﻜﺜﺮ ،ﻓﺈﻥ ﻋﺠـﺰ ﺃﻫﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﺣﱴ ﻳﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﻃﺎﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻢ ﻭﻣﺪﺍﻓﻌﺘﻬﻢ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺑﻀﻌﻔﻬﻢ ﻋﻦ ﻋﺪﻭﻫﻢ ﻭﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﺪﺭﻛﻬﻢ ﻭﳝﻜﻦ ﻏﻴﺎﺛﻬﻢ ﻟﺰﻣﻪ ﺃﻳـﻀﺎﹰ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻓﺎﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﻛﻠﻬﻢ ﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺳﻮﺍﻫﻢ ،ﺣﱴ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﺑﺪﻓﻊ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴـﺔ ﺍﻟﱵ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﺣﺘﻠﻬﺎ ﺳﻘﻂ ﺍﻟﻔﺮﺽ ﻋﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ.ﻭﻟﻮ ﻗﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﱂ ﻳﺪﺧﻠﻮﻫﺎ ﻟﺰﻣﻬﻢ ﺃﻳﻀﺎﹰ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﺇﻟﻴﻪ ،ﺣﱴ ﻳﻈﻬﺮ ﺩﻳﻦ ﺍﷲ ﻭﲢﻤﻰ ﺍﻟﺒﻴﻀﺔ ﻭﲢﻔـﻆ ﺍﳊـﻮﺯﺓ ﻭﳜﺰﻯ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭﻻ ﺧﻼﻑ ﰲ ﻫﺬﺍ((.
12
ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻠﻮ ....
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ " ﺣﻔﻈﻪ ﺍﷲ "
ﺃﺑﻮ ﻣﺼﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻓﻚ ﺍﷲ ﺃﺳﺮﻩ
8
)) :ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺼﺎﺋﻞ ﳎﺮﺩ ﺑﺎﻍ ﺃﻭ ﻗـﺎﻃﻊ
ﻃﺮﻕ ،ﺃﻭ ﻓﺌﺔ ﳏﺪﻭﺩﺓ ،ﺇﻧﻪ ﻧﻈﺎﻡ ﻋﺎﳌﻲ ﺟﺪﻳﺪ ،ﺇﺎ ﻫﺠﻤﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﶈﺘﻠﲔ ﻟـﺒﻼﺩ ﺍﻟـﺸﺎﻡ ﰲ ﻓﻠﺴﻄﲔ ﻭﻣﺎ ﺣﻮﳍﺎ ،ﻭﺍﻟﺴﺎﻋﲔ ﻻﺣﺘﻼﻝ ﻛﺎﻣﻞ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺑـﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻞ ﻭﺍﻷﻣﲏ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﰲ ﻛﺎﻣﻞ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ. ﺇﺎ ﻫﺠﻤﺔ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻭﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺣﻠﻔﺎﺅﻫﻢ ﰲ ﺣﻠﻒ ﺍﻟﻨﺎﺗﻮ ﻣﻊ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﰲ ﻭﺳﻂ ﺁﺳـﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﺑﻼﺩ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﻋﻘﺮ ﺩﺍﺭﻫﻢ ﻭﻣﻜﺎﻥ ﻣﻘﺪﺳـﺎﻢ ﻭﺛـﺮﻭﺍﻢ ﺍﻟﻨﻔﻄﻴـﺔ ﻭﻏﲑﻫﺎ ((. ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺷﻬﻴﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ )) :ﻭﻗﻴﺎﻡ ﳑﻠﻜﺔ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﳑﻠﻜﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮ ،ﻭﺍﻧﺘﺰﺍﻉ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻳﺪﻱ ﻣﻐﺘﺼﺒﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒـﺎﺩ ﻭﺭﺩﻩ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻭﺣـﺪﻩ . . ﻭﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻭﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ . .ﻛﻞ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻻ ﻳﺘﻢ ﲟﺠﺮﺩ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ،ﻷﻥ ﺍﳌﺘﺴﻠﻄﲔ ﻋﻠﻰ ﺭﻗﺎﺏ ﺍﻟﻌﺒـﺎﺩ ،ﻭﺍﳌﻐﺘـﺼﺒﲔ ﻟـﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻻ ﻳﺴﻠﻤﻮﻥ ﰲ ﺳﻠﻄﺎﻢ ﲟﺠﺮﺩ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ،ﻭﺇﻻ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻳﺴﺮ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﰲ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺩﻳﻦ ﺍﷲ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ! ﻭﻫﺬﺍ ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﻪ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺮﺳﻞ -ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﷲ ﻭﺳـﻼﻣﻪ ﻋﻠـﻴﻬﻢ - ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﳑﺮ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ (( . ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻋﺰﺍﻡ )) :ﻓﻘﺪ ﺍﺗﻔـﻖ ﺍﳌﻔـﺴﺮﻭﻥ ﻭﺍﶈـﺪﺛﻮﻥ ﻭﺍﻟﻔﻘﻬـﺎﺀ
ﻭﺍﻷﺻﻮﻟﻴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺃﺭﺿﺎﹰ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔﹰ ﺃﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﻳـﻮﻡ ﻣـﻦ ﺍﻷﻳـﺎﻡ ﺩﺍﺭﺍﹰً ﻟﻺﺳﻼﻡ ،ﻓﺈﻧﻪ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﺃﻥ ﳜﺮﺟﻮﺍ ﳌﻼﻗﺎﺓ ﺍﻟﻌﺪﻭ ،ﻓﺈﻥ ﻗﻌﺪﻭﺍ ﺃﻭ ﻗﺼﺮﻭﺍ ﺃﻭ ﺗﻜﺎﺳﻠﻮﺍ ﺃﻭ ﱂ ﻳﻜﻔﻮﺍ ﺗﻮﺳﻊ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻠﻴﻬﻢ ،ﻓﺈﻥ ﻗﺼﺮﻭﺍ ﺃﻭ ﻗﻌﺪﻭﺍ ﻓﻌﻠـﻰ ﻣـﻦ ﻳﻠﻴﻬﻢ ،ﻭﰒ ...ﻭﰒ ...ﺣﱴ ﻳﻌﻢ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﻌﲔ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﻠﻬﺎ ،ﻭﻻ ﻳﺴﻊ )ﳝﻜﻦ( ﺃﺣﺪﹰﺍ ﺗﺮﻛـﻪ ﻛﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﲝﻴﺚ ﳜﺮﺝ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺩﻭﻥ ﺇﺫﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭﺍﳌﺪﻳﻦ ﺩﻭﻥ ﺇﺫﻥ ﺩﺍﺋﻨﻪ ﻭﺍﳌـﺮﺃﺓ ﺩﻭﻥ ﺇﺫﻥ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺍﻟﻌﺒﺪ ﺩﻭﻥ ﺇﺫﻥ ﺳﻴﺪﻩ ،ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﻌﲔ ﻣﺴﺘﻤﺮﹰﺍ ﺣﱴ ﺗﻄﻬﺮ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻦ ﺭﺟﺲ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻬﻮ ﺗﺎﺭﻙ ﻟﻔﺮﻳﻀﺔٍ ﻛﺎﳌﻔﻄﺮ ﰲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺑﺪﻭﻥ ﻋـﺬﺭٍ ﺃﻭ ﻛﺎﻟﻐﲏ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﻨﻊ ﺯﻛﺎﺓ ﻣﺎﻟﻪ ،ﺑﻞ ﺗﺎﺭﻙ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺃﺷﺪ (( .
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﻣﺼﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻓﻚ ﺍﷲ ﺃﺳﺮﻩ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ " ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻴﻤﻦ"
13
8
ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ " ﺣﻔﻈﻪ ﺍﷲ "
ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻠﻮ ....
ﺃﻧﻈﺮ ﻛﻼﻡ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﻭ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﰒ ﺃﻧﻈﺮ ﻛﻼﻡ
ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻐﻼﺓ ﻟﺘﻌﺮﻑ ﺃﻢ ﺃﺻﺤﺎﺏ
ﻋﻘﻴﺪﺓ ﻧﻈﺮﻳﺔٍ ﺑﺎﻃﻠﺔٍ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺇﻻ ﻭﻫﻢ ﻗﻌﻴﺪ ﺃﻗﻌﺪﻫﻢ ﰲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺬﻝ ﲢﺖ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﻧﻈﺎﻡٍ ﻛﻔﺮﻱٍ ﻋﻠﻤﺎﱐ ﳛﻜﻢ ﻓﻴﻬﻢ ﲝﻜﻤﻪ ﻓﻴﺄﲤﺮﻭﻥ ﺑﺄﻣﺮﻩ ﺷﺎﺀﻭﺍ ﺃﻡ ﺃﺑﻮﺍ ﺑﺪﻻﹰ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﺍﳉﻬـﺎﺩ ﻟﺘﺤﻜﻴﻢ ﺷﺮﻉ ﺍﷲ ﻭﻟﻴﺨﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﻣﻈﻠﺔ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﺇﱃ ﻣﻈﻠﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻓﻠﻴﺲ ﳍﻢ ﻧﺼﻴﺐ ﻣـﻦ ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻊ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺸﺮ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﺻﻠﻴﺒﻴﺔ ﻭ ﺇﳕﺎ ﻫﻢ ﻋﺎﺋﻖ ﻣﻦ ﻋﻮﺍﺋﻖ ﺍﻻﻧﻄﻼﻗﺔ ﺍﻟﻜـﱪﻯ ﻷﻫﻞ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭ ﺇﳕﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﻬﺎﺩﻫﻢ ﺿﺪ ﺍﳌﻮﺣﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﻫﻢ ﺑﺎﻟﻈﻦ ﻭ ﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻥ ﻭﺃﻧﻈـﺮ ﺇﱃ ﻗﻮﻝ ﺍﳌﺪﻋﻮ ﺃﰉ ﻣﺮﱘ ﺍﻟﻜﻮﻳﱵ )) ﻓﺈﻧﺰﺍﻝ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺇﲨﺎﻉ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﰲ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﺇﻧﺰﺍﻝ ﰲ ﻏﲑ ﳏﻠﻪ ﺑﻞ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺧﻼﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻜﻢ ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ
ﻟﻮ ﲢﻘﻘﺖ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻬﺎﺩ ،ﺟﻬﺎﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﻻ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﺎ (( ﺹ 13 : 12
.
ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻘﻮﻝ ﲜﻬﺎﺩ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﺃﺻﻼﹰ ﻭ ﻻ ﺣﱴ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺼﺎﺋﻞ ﻭ ﺇﻥ ﺟﺎﻫﺪﻭﺍ ﻓﺈﻢ ﺳﻴﺠﺎﻫﺪﻭﻥ ﺃﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻻ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻟﺼﻠﻴﱯ ﻭ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ) ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻟﻮ ﲢﻘﻘﺖ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻬﺎﺩ ،ﺟﻬﺎﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﻻ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﺎ ( ﺑﻞ ﻭ ﻳﻨﻔﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻬﺎﺩ } ﻭ ﻟﻮ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻷﻋﺪﻭﺍ ﻟﻪ ﻋﺪﺓﹰ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻛﺮﻩ ﺍﷲ ﺍﻧﺒﻌﺎﺛﻬﻢ ﻓﺜﺒﻄﻬﻢ ﻭ ﻗﻴﻞ ﺍﻗﻌﺪﻭﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﻳﻦ { ﻭ ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﳌﺸﺌﻮﻡ ﻟﻴﺲ ﰲ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﻳﻦ ﻓﻘﻂ ﻭ ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﻳﻘﻄﻊ ﰲ ﺟﺴﺪ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﺎﺳـﺘﺤﻼﻟﻪ ﻷﻣﻮﺍﳍﺎ ﻭ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺣﺮﺍﺋﺮﻫﺎ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻋﻨﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻛﺒﲑﻫﻢ ) ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻟـﻮ ﲢﻘﻘﺖ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻬﺎﺩ ،ﺟﻬﺎﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﻻ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﺎ (
ﻭ ﺻﺪﻕ ﻗﻮﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ
ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻴﻬﻢ ):ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﻭﻳﻘﺘﻠﻮﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ( . ﻭﺗﺮﺍﻫﻢ ﻻ ﻳﺘﻮﺭﻋﻮﻥ ﻋﻦ ﺗﻜﻔﲑ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺗﺮﺍﻫﻢ ﳜﻨﺜﻮﻥ ﻭ ﻳﺘﻮﺭﻋﻮﻥ ﺍﻟﻮﺭﻉ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﻭﺃﻧﻈﺮ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﻛﺒﲑﻫﻢ ))ﻓﺎﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺴﺘﻌﺠﻠﻮﻥ ﻗﻴﺎﻡ ﺩﻭﻟـﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭ ﻻﺗﻘﻮﻡ ﺇﻻ ﺑﺘﺤﻘﻖ ﺷﺮﻭﻃﻬﺎ ﻭ ﺍﻧﺘﻔﺎﺀ ﻣﻮﺍﻧﻌﻬﺎ ﻭ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﺠﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﻗﺒـﻞ ﺃﻭﺍﻧـﻪ ﻋﻮﻗﺐ ﲝﺮﻣﺎﻧﻪ (( ﻭﻛﺄﻢ ﺣﺮﻳﺼﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺔ ﻭ ﻣﺼﺎﳊﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﻔﺮﻭﻫﺎ ﻭ ﻭﻗﻔـﻮﺍ ﻻ ﺃﻗﻮﻝ ﻣﻮﻗﻔﺎﹰ ﺳﻠﺒﻴﺎﹰ ﺇﳕﺎ ﻣﻮﻗﻒ ﰲ ﺻﺎﱀ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭﻛﺄﻢ ﺧﻨﺠﺮ ﻳﻄﻌﻦ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﻭ ﺃﻣـﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭ ﻟﻮ ﺗﻜﻠﻤﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻦ ﲢﻘﻴﻖ ﺷﺮﻭﻁ ﻭﺍﻧﺘﻔﺎﺀ ﻣﻮﺍﻧﻊ ﰲ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﻟﻜـﺎﻥ ﺧﲑﹰﺍ ﻭ ﺃﻫﺪﻯ ﺳﺒﻴﻼ . ﺝ – ﺇﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﰲ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ
14
ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ " ﺣﻔﻈﻪ ﺍﷲ "
ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻠﻮ ....
ﻭ ﳑﺎ ﻳﺒﲔ ﻓﺴﺎﺩ ﻣﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﰲ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭ ﺻﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﻋﻘﻴﺪﻢ ﰲ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﻣﱴ ﺗﻈﻬﺮ ،ﻓﻬﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﻧﺰﻭﻝ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﻭ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﳌﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﻳﱪﺭﻭﻥ ﻗﻌﻮﺩﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭ ﻧﺼﺮﺓ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﺑﻞ ﺀ ﳍﻢ ﻭ ﺇﻟﻴﻚ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ : ﳚﻌﻠﻮﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺃﻋﺪﺍ ً 9
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻣﺮﱘ ﺍﻟﻜﻮﻳﱴ )) :ﻓﺎﻟﺸﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻫﻮ ﺍﺗﻔﺎﻗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔـﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻓﻌﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﱰﻝ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻭ ﻻ ﳜﺎﻟﻒ ﻋﺎﱂ ﺑﺄﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﻳﱰﻝ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭ ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻫﺬﺍ ﺑﺄﺣﺎﺩﻳﺚ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ) ﺠﻤـﻊ ﻣ ﻋﻤﻲ ﺖ ﻤﻌ ﺳِ ﻋﻤﺮِﻭ ﺑﻦِ ﻋﻮﻑٍ ﻳﻘﹸﻮﻝﹸ ﻣﻦ ﺑﻨِﻲ ﺭﻱِ ﻤﻦِ ﺑﻦِ ﻳﺰِﻳﺪ ﺍﻟﹾﹶﺄﻧﺼﺎ ِ ﺣ ﻋﺒﺪِ ﺍﻟﺮ ﻋﻦ ﺮﻳﻢ ﻞ ﺍﺑﻦ ﻣـ ﻘﺘ ﹸ ﻝ ﻳ ﹾ ﻢ ﻳﻘﹸﻮ ﹸ ﺳﱠﻠ ﻭ ﻪ ﻋﹶﻠ ﻴ ِ ﻪ ﺻﻠﱠﻰ ﺍﻟﱠﻠ ﻝ ﺍﻟﱠﻠﻪِ ﺭﺳﻮ ﹶ ﺖ ﻤﻌ ﺳِ ﻝ ﻱ ﻳﻘﹸﻮ ﹸ ﺭ ﺭﻳﺔﹶ ﺍﻟﹾﹶﺄﻧﺼﺎ ِ ﺍﺑﻦ ﺟﺎ ِ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝﹶ ِﺑﺒﺎﺏِ ﹸﻟﺪ ( ﻓﺎﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﳜﺮﺝ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭ ﻳﻘﺘﻠﻪ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺇﺫﺍ ﻧﺰﻝ . ﻭ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﰲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻳﱰﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭ ﻳﺼﻠﻲ ﺃﻣﲑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺑﻌﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭ ﺗﻘﺎﺗﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔـﺔ ﺍﻟـﺪﺟﺎﻝ ﻭ ﻃﺎﺋﻔﺘﻪ ﻭ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﱘ ﺣﱴ ﻳﻘﺘﻞ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﺑﺒـﺎﺏ ﻟـﺪٍ ﻭ ﻋﺒـﺪِ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﺠﺮ ﻭ ﺍﳊﺠﺮ ﺃﻱ ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺘﻞ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﻛﻤﺎ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ) ﻋﻦ ﺣﺘﻰ ﻝ ﺗﻘﹶﺎِﺗﻠﹸﻮﻥﹶ ﺍﹾﻟﻴﻬﻮﺩ ﻢ ﻗﹶﺎ ﹶ ﺳﱠﻠ ﻭ ﻪ ﻋﹶﻠ ﻴ ِ ﺻﻠﱠﻰ ﺍﻟﱠﻠﻪ ﺭﺳﻮﻝﹶ ﺍﻟﱠﻠﻪِ ﻬﻤﺎ ﹶﺃﻥﱠ ﻋﻨ ﺿﻲ ﺍﻟﱠﻠﻪ ﺭ ِ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﱠﻠﻪِ ﺑﻦِ ﻭﺭﺍﺋِﻲ ﻓﹶﺎ ﹾﻗﺘ ﹾﻠﻪ. ( ﺩﻱ ﻫﺬﹶﺍ ﻳﻬﻮ ِ ﺪ ﺍﻟﱠﻠﻪِ ﻋﺒ ﻝ ﻳﺎ ﺮ ﹶﻓﻴﻘﹸﻮ ﹸ ﺤﺠِ ﻭﺭﺍﺀَ ﺍﹾﻟ ﻢ ﻫ ﺣﺪ ﺨﺘﺒِﺊ ﺃﹶ ﻳ ﻗﺎﻝ ﺳﺎﱂ ﺑﻦ ﲪﻮﺩ ﺍﳋﺎﻟﺪﻱ
10
)) :ﻭﺍﺣﺘﺠﻮﺍ ﺃﻳﻀﺎﹰ ﲝﺪﻳﺚ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭﺣﺴﺒﻮﺍ ﺃـﻢ
ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ،ﻭﱂ ﻳﺸﻌﺮﻭﺍ ﺃﻢ ﺃﻋﻠﻨﻮﺍ ﺇﻓﻼﺳﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ،ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻌﺮﻓـﺔ ﺑﻠـﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ،ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ :ﺇﻥ ﺍﻟﻨﱯ
ﻗﺎﻝ ) :ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﱵ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻥ . (..ﻓﻬﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺬﻫﺐ ﺯﻣﺎﻥ ﺇﻻ ﻭﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﰲ ﺃﻣﺔ ﳏﻤﺪٍ ﻣﻦ ﻳﻘﺎﺗـﻞ ﺃﻋـﺪﺍﺀ ﺍﷲ .ﻧﻘﻮﻝ :ﺍﻵﻥ ﻳﻨﻜﺸﻒ ﺗﻼﻋﺒﻜﻢ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻭﺑﺄﺣﺎﺩﻳﺚ ﺳﻴﺪ ﺍﻷﻭﻟﲔ ﺣﱴ ﺃﻥ ﺍﳌﻨﺼﻒ ﻣﻨﻜﻢ ﻟﻮ .
ﻭﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﻮﺭﺩﻩ ﻟﺘﻤﲎ ﻟﻮ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻟﺴﺎﻥ ﺃﻭ ﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﻗﻄﻊ ﻭﱂ ﻳﻔﺘﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﻧـﱯ ﺍﷲ
ﺃﺑﻮ ﻣﺮﻳﻢ ﺍﻟﻜﻮﻳﺘﻰ ) ﻓﻰ ﺑﺤﺚ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭﺓ ( ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﺣﻤﻮﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﻯ ﻓﻰ ﻛﺘﺎﺑﻪ ) ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻷﻭﻏﺎﺩ ﻓﻰ ﺩﻋﻮﺍﻫﻢ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ (
15
9
10
ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ " ﺣﻔﻈﻪ ﺍﷲ "
ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻠﻮ ....
ﻭﺍﻵﻥ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻢ ﻫﻢ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﺨﺬﻭﻟﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﺁﺗﻴﺔ ﻻ ﺭﻳﺐ ﻓﻴﻬـﺎ ،ﻭﺃﻥ ﺍﷲ ﻳﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﰲ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻓﻴﻤﺘﻠﺊ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺑﺄﺳﺮﻩ ﺑﺎﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ،ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺣﻖ ﻭﺃـﻢ ﻫﻢ ﺍﻷﺣﺮﻯ ﺑﺎﻷﻣﺎﱐ ﻭﺍﻟﻐﺮﻭﺭ (( . ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﰲ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﺃﺎ ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﳍﺎ ﺇﻻ ﰲ ﺃﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣـﺎﻥ ﻭ ﻳـﺴﻤﻮﻥ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﺨﺬﻭﻟﺔ ،ﺧﺬﳍﻢ ﺍﷲ ﻭ ﻣﻦ ﻣﻌﻬﻢ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺟﻬﻠﻬﻢ ﺑﺪﻳﻦ ﺍﷲ ﺃﻣﺎ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﰲ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﺃﺎ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻭﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﻛﻞ ﺯﻣﺎﻥ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺗﻘـﻮﻡ ﺍﻟـﺴﺎﻋﺔ ﲝﻴﺚ ﻻ ﳜﻠﻮ ﺯﻣﻦ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﺛﺮٍ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺮﺭ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺻـﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴـﻪ ﻭﺳﻠﻢ" :ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﱵ ﻇﺎﻫﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻖ ..ﺣﱴ ﻳﺄﰐ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ" .ﻭﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔٍ" :ﻟـﻦ ﻳﺰﺍﻝ ﻗﻮﻡ ،ﻣﻦ ﺃﻣﱵ ﻇﺎﻫﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻖ ..ﺣﱴ ﻳﺄﺗﻴﻬﻢ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ" .ﻭﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔٍ" :ﻟﻦ ﻳﺰﺍﻝ ﻗـﻮﻡ، ﻣﻦ ﺃﻣﱵ ﻇﺎﻫﺮﻳﻦ ..ﺣﱴ ﻳﺄﺗﻴﻬﻢ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ" .ﻭﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔٍ" :ﺣﱴ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ" .ﻭﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔٍ" :ﺇﱃ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ" .ﻭﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔٍ" :ﺣﱴ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﺁﺧﺮﻫﻢ ﺍﳌﺴﻴﺢ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ". ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ" :ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﷲ ﻳﻐﺮﺱ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻏﺮﺳﺎﹰ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻬﻢ ﰲ ﻃﺎﻋﺘﻪ " ﻓﻬﺬﻩ ﺻﻴﻎ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻔﻴﺪ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﺀ. ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ -ﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻪ -ﻳﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ،ﻭﻳﻠﻘﻲ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻷﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﳋﲑ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﺎﻕٍ ﻭﻟﻦ ﻳﺰﺍﻝ ،ﻭﺃﻥ ﻧﺼﺮ ﺍﷲ ﻭﻓﺮﺟﻪ ﺁﺕٍ ﻭﻟﻮ ﺑﻌﺪ ﺣﲔ ..ﻭﺃﻥ ﻇـﻼﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺇﱃ ﺃﻓﻮﻝ ﻣﻬﻤﺎ ﻃﺎﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ .ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﳛﺚ ﺍﳌﺮﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﻄﻼﻕ ﻣـﻦ ﺃﺳـﺮ ﺍﻟﻌﺰﻟـﺔ ﻭﺍﻻﻧﻄﻮﺍﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﻟﻴﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺇﺧﻮﺍﻥٍ ﻟﻪ -ﻫﻢ ﻻ ﺷﻚ ﻣﻮﺟﻮﺩﻭﻥ ﻭﻋـﺪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﻨﺼﺮﻫﻢ ﻭﻇﻬﻮﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻧﺎﻭﺃﻫﻢ ﻭﻟﻮ ﻛﺮﻩ ﺍﳌﺸﺮﻛﻮﻥ ،ﻓﻴﻜﺜﺮ ﺳـﻮﺍﺩﻫﻢ ﺑـﺎﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ،ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻭﺍﺣﺪﺍﹰ ﻣﻨﻬﻢ ..ﳚﺎﻫﺪ ﻣﻌﻬﻢ .ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺮﺭ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﻣﱵ ﻇﺎﻫﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ " ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ" :ﻇﺎﻫﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻧﺎﻭﺃﻫﻢ " ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ" :ﻣﻨﺼﻮﺭﻳﻦ". ﻓﺎﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻫﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ؛ ﻓﻬﻢ ﻇﺎﻫﺮﻭﻥ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﲏ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﻣﻦ ﻣﻌـﲎ ،ﻓﻬـﻢ ﻇﺎﻫﺮﻭﻥ ﺑﺬﻭﺍﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻌﺎﺩﻳﻬﻢ ﺃﻭ ﻳﻘﺎﺗﻠﻬﻢ ،ﻇﺎﻫﺮﻭﻥ ﺑﺪﻋﻮﻢ ﻭﻛﻠﻤﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﺍﳌﺰﻳﻔﺔ ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ ،ﻭﻫﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﻇﺎﻫﺮﻭﻥ ﲟﻌﻨﻮﻳﺎﻢ ﻭﺇﳝﺎﻢ ﻻ ﳜﺎﻓﻮﻥ ﰲ ﺍﷲ ﻟﻮﻣـﺔ ﻻﺋﻢ!.
16
ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ " ﺣﻔﻈﻪ ﺍﷲ "
ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻠﻮ ....
ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﻫﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ: ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﺍﶈﻔﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﲔ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘـﺎﺏ ﻭﻋﻠـﻰ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﳊﺎﺿﺮ؛ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺃﻭﱃ ﻭﺃﺳﻌﺪ ﺑﺼﻔﺎﺕ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺍﳊﻖ ؛ ﻣﻦ ﳎﺎﻫـﺪﻱ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺎﻥ ﻭﺍﻟﺸﻴﺸﺎﻥ ،ﻭﻣﻦ ﺃﻳﺪﻫﻢ ﻭﻇﺎﻫﺮﻫﻢ ﻭﻋﺎﻭﻢ. ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﻮﺍ ﷲ ،ﻭﻗﺎﺗﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ ،ﻭﻧﺎﺻﺮﻭﺍ ﺍﳌﻈﻠﻮﻡ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ،ﻭﺃﻋﻠﻨﻮﺍ ﺍﻟﱪﺍﺀﺓ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﺑﺎﳉﻬﺎﺩ ﻣﻦ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﷲ ،ﻭﻗﺎﺗﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﻧﺎﻭﺃﻫﻢ ، ،ﻭﻗﺪﻣﻮﺍ ﺍﻟﻠﺤﺎﻕ ﺑـﺮﻢ ﻋﻠـﻰ ﻧﻴـﻞ ﻣﺂﺭﻢ ،ﻭﺣﻔﻈﻮﺍ ﺑﻴﻀﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﳌﻜﻨﻮﻧﺔ ،ﻭﻏﺎﺭﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﳌـﺼﻮﻧﺔ ،ﻭﻗـﺪﻣﻮﺍ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﻓﺪﺍﺀً ﳌﻘﺪﺳﺎﺎ ﺍﶈﺰﻭﻧﺔ ،ﻭﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺷﺎﳐﺎﹰ ،ﻭﺩﻋﻮﺍ ﻟﻠﺤﺎﻛﻤﻴﺔ -ﻗﻮﻻﹰ ﻭﻋﻤﻼﹰ ﻭﻗﻬﺮ ﺍﷲ ﻢ ﻋﺪﻭﻩ ،ﻭﺃﻋﻠﻰ ﺑﺪﻣﺎﺋﻬﻢ ﻛﻠﻤﺘﻪ ،ﻭﺃﰎ ﺑﺄﺷﻼﺋﻬﻢ ﻧﻌﻤﺘﻪ ،ﻭﺃﻗﺎﻡ ﺑﻌﺰﻣﻬﻢ ﺷﺮﻋﺘﻪﻭﺗﺪﺍﻋﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻷﻣﻢ ﻋﺪﻭﺍﻧﺎﹰ ﻭﻇﻠﻤﺎﹰ ،ﻭﺗﺄﻟﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻭﺍﻟﺒﻌﻴـﺪ ﻋﻤﺎﻟـﺔﹰ ﻭﻣﻜـﺮﺍﹰ، ﻭﺧﺎﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻭﺍﳉﺴﺪ ،ﻭﺧﺬﳍﻢ ﺍﻟﻜﺒﺪ ﻭﺍﻟﻜﻨﻒ...ﻭﺳﻴﻘﻮﻟﻮﻥ؛ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﺰﻣﻦ ﺟﻬﺎﺩ، ﺒﻌﻨﺎﻛﻢ{ ،ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﳏﻤﻮﻡ ،ﳛﻤﻠﻪ ﺍﳌﺨﺬﻟﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻼﺀ، ﻻﺗ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﺳﻼﻓﻬﻢ} :ﻟﻮ ﻧﻌﻠﻢ ﻗﺘﺎﻻﹰ ﹼ ﻣﺎﺽ ﺩﺍﺋﻢ ﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺃﺑﺪﹰﺍ ﻭ ﻻ ﻳـﻀﺮ ﺃﻫـﻞ ٍ ﻓﻬﻮ ﻣﺄﻭﺍﻫﻢ ﺍﻟﺪﺍﻓﺊ ،ﻭﺭﻛﻨﻬﻢ ﺍﻷﻣﲔ ،ﻭﺍﳉﻬﺎﺩ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺧﺬﳍﻢ . ﻭﻫﺬﻩ ﺑﻌﺾ ﺃﻓﻬﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ : ﺽ ﻣﻊ ﺍﻟﱪ ﻭﺍﻟﻔﺎﺟﺮ( . ؛ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻣﺎ ٍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ) :ﺑﺎﺏ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﺎﺭﻭﺩ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ) :ﺑﺎﺏ؛ ﺩﻭﺍﻡ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺇﱃ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ(. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ) :ﺑﺎﺏ؛ ﺩﻭﺍﻡ ﺍﳉﻬﺎﺩ(. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ) :ﺑﺎﺏ؛ ﰲ ﺩﻭﺍﻡ ﺍﳉﻬﺎﺩ( . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺼﻨﻌﺎﱐ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ) :ﻓﺈﻥ ﻗﺘﺎﻝ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﺇﱃ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ( ،ﻭﻣﻦ ﻟﻮﺍﺯﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ﺍﷲ( . ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺍﻟﻐﻠﺒـﺔ ﻭ ﺍﻟﻨـﺼﺮ ﹰ ﻭﳍﺆﻻﺀ ﺍﻟﻐﻼﺓ ﻭ ﻟﻐﲑﻫﻢ ﺷﺒﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻳﻜﺘﺐ ﳍﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻛﺒﲑﻫﻢ ﺃﺑﻮ ﻣﺮﱘ ﺍﻟﻜﻮﻳﱵ )) ﻓﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺣﻜـﻢ ﺍﷲ ﻓﻬـﺬﻩ ﺩﻋﻮﻯ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺻﻲ ﻭ ﺍﻟﺪﺍﱐ ﻓﻠﻢ ﻧﺮﺍﻛﻢ ﺟﺎﻫﺪﰎ ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﻭ ﻻ ﺃﻋﺪﺩﰎ ﺍﻟﻌـﺪﺓ ﺣﱴ ﻣﻦ ﻗﺎﺗﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﻣﻨﻜﻢ ﺑﺎﺀ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﺪ ﻭ ﺍﻟﻄﺮﺩ ﻭ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ
17
ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ " ﺣﻔﻈﻪ ﺍﷲ "
ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻠﻮ ....
ﺃﻛﻔﺮ ﺧﻠﻖ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻭ ﻟﻮ ﻛﻨﺘﻢ ﺣﻘﻴﻘﺔﹰ ﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﻧﺼﺮ ﺍﷲ ﻭﻳﻌﻠﻢ ﺍﷲ ﻣـﻦ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ﻧﺼﺮﺓ ﺩﻳﻦ ﺍﷲ ﻭﺍﺗﺒﺎﻉ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﰲ ﻧﺼﺮﺓ ﺩﻳﻦ ﺍﷲ ﻟﻨﺼﺮﻛﻢ ﺍﷲ } ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺇﻥ ﺗﻨﺼﺮﻭﺍ ﺍﷲ ﻳﻨﺼﺮﻛﻢ ﻭ ﻳﺜﺒﺖ ﺃﻗﺪﺍﻛﻢ { ﳏﻤﺪ 7 ﺭﺳﻠﻲ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻗﻮﻯ ﻋﺰﻳﺰ { ﺍﺎﺩﻟﺔ . 21
} ،ﻛﺘﺐ ﺍﷲ ﻷﻏﻠـﱭ ﺃﻧـﺎ ﻭ
ﻓﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ﻓﻠﻤﺎ ﱂ ﻳﺘﻐﻠﺐ ﺃﺩﻋﻴﺎﺀ ﺍﳉﻬﺎﺩ ؟ﺑﻞ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻣﺘﻐﻠﺒﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ، ﺩﻝ ﺇﻣﺎ ﺃﻢ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﺆﻣﻨﲔ ﺃﻭ ﺃﻢ ﺧﺎﻟﻔﻮﺍ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﰲ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ،ﻭ ﺍﳊﻖ ﺃـﻢ ﲨﻌﻮﺍ ﺑﲔ ﺍﻷﻣﺮﻳﲔ ﺑﲔ ﻋﺪﻡ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻌﺪﻡ ﺑﺮﺍﺀﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﻭ ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻭ ﺑﲔ
ﳐﺎﻟﻔﺘﻬﻢ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﰲ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ (( ﺹ63 : 62
،ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻪ ﺟﺎﺀﻢ ﻷﻢ ﱂ ﻳﻌﺮﻓـﻮﺍ
ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻭ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﻓﻨﻘﻮﻝ ﻭﺑﺎﷲ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ :ﻟﻮ ﺃﻣﻌﻨﺖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ،ﻭﺩﻗﻘﺖ ﺍﻟﻔﻬﻢ ..ﻭﲢﺮﻳـﺖ ﺑﺒﺼﲑﺓٍ ﻣﺎ ﳚﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ..ﻷﺩﺭﻛﺖ ﺃﻥ ﻟﻠﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻇﻬﻮﺭﺍﹰ ﻭﺣﻀﻮﺭﺍﹰ ﻻ ﳝﻜـﻦ ﻧﻜﺮﺍﻧﻪ ﺃﻭ ﲡﺎﻫﻠﻪ ..ﺇﱃ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ. ﻭﻧﻘﻮﻝ ﻟﻚ ﻣﺼﺎﺭﺣﲔ ﻗﺪ ﻛﺬﺑﻚ ﻓﻬﻤﻚ ﻭﺑﺼﺮﻙ ..ﻭﺻﺪﻕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻـﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴـﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺧﱪ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻢ ﻇﺎﻫﺮﻭﻥ ﻣﻨﺼﻮﺭﻭﻥ ..ﻭﻋﻠﻰ ﻣـﺮ ﺍﻟﻌـﺼﻮﺭ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺗﻘـﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ. ﻭ ﺃﻥ ﻇﻬﻮﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﻌﺪﻡ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﳛﺼﻞ ﺃﻥ ﻇﻬﻮﺭﻫﻢ ﻗﺪ ﺗﺘﻀﺎﺀﻝ ﺳﺎﺣﺘﻪ ﻭﺍﺗﺴﺎﻋﻪ ..ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ -ﲝﻜﻢ ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ -ﺣـﱴ ﻳﻈـﻦ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﻢ ﻏﲑ ﻣﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﻣﻄﻠﻘﺎﹰ ،ﻭﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺧﻼﻑ ﺫﻟﻚ.ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻟﻠﻨﺼﺮ ﺻﻮﺭﻩ . ﻭ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻢ ﻇﺎﻫﺮﻭﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺃﻢ ﻻ ﻳﺼﺎﺑﻮﻥ -ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺍﺣـﻞ -ﲞـﺴﺎﺋﺮٍ ﻭﳝﻨﻮﻥ ﺰﺍﺋﻢ ..ﲟﺎ ﻛﺴﺒﺖ ﺃﻳﺪﻱ ﺑﻌﻀﻬﻢ ..ﺃﻭ ﻻﺑﺘﻼﺀٍ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﺍﷲ ..ﻳﻤﺤﺺ ﺑـﻪ ﺍﻟﻨﻔـﻮﺱ ﻭﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ..ﻓﻬﺬﺍ ﻭﺍﺭﺩ ﺣﱴ ﻟﻠﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﺍﻷﻭﱃ ..ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺰﻝ ﻓـﻴﻬﻢ ﻗﻮﻟـﻪ ﺗﻌـﺎﱃ: ﻢ ﻭﺍﺗﻘﹶﻮﺍ ﺃﹶﺟـﺮ ﻬ ﻣﻨ ﺴﻨﻮﺍ ِ ﺣ ﻦ ﺃﹶ ﺡ ِﻟﱠﻠﺬِﻳ ﺮ ﻬﻢ ﺍﹾﻟﻘﹶ ﻌﺪِ ﻣﺎ ﹶﺃﺻﺎﺑ ﻦ ﺑ ﻣ ﺮﺳﻮﻝِ ِ ﺳﺘﺠﺎﺑﻮﺍ ِﻟﱠﻠﻪِ ﻭﺍﻟ }ﺍﱠﻟﺬِﻳﻦ ﺍ
ﻋﻈِﻴﻢ {ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ172 :
ﺫﻥِ ﺍﻟﻠﱠـﻪِ ﻤﻌﺎﻥِ ﹶﻓﺒِﺈِ ﹾ ﺠ ﻮﻡ ﺍﹾﻟﺘﻘﹶﻰ ﺍﹾﻟ ﻭﻣﺎ ﹶﺃﺻﺎﺑﻜﹸﻢ ﻳ .ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ } :
ﻭِﻟﻴ ﻌﹶﻠﻢ ﺍﹾﻟﻤ ﺆ ِﻣﻨِﲔ {ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ16 :
.ﻓﺴﻨﺔ ﺍﷲ ﻗﻀﺖ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺳﺠﺎﻝ ،ﻣـﺮﺓ ﻟـﻚ
ﻭﻣﺮﺓ ﻋﻠﻴﻚ ..ﻭﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻟﻠﻤﺘﻘﲔ.
18
ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻠﻮ ....
ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ -
ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ " ﺣﻔﻈﻪ ﺍﷲ "
ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ -ﺃﻭ ﰲ ﺯﻣﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﺯﻣﺎﻥ ﺃﻭ ﰲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺎ ﻻﻳﻌﲏ
ﻋﻤﻮﻣﻪ ..ﻳﻌﺘﱪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﺍﳌﺪﻳﺪ ،ﻭﻣﻀﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﻨﻜﺸﻒ ﻭﺗﻨﺠﻠﻲ ،ﻭﺃﻣﺮﹰﺍ ﺷﺎﺫﹰﺍ ﻭﻃﺎﺭﺋﺎﹰ ﻭﻟﻴﺲ ﺃﺻﻼﹰ! . ﻭﻧﺼﺮ ﻭﻇﻬﻮﺭ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﺃﻳﻀﺎﹰ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺛﺒﺎﻢ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺒﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﺼﺐٍ ﻭﺷﺪﺓٍ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺮﺽ ﳍﻢ ﻣﻦ ﺗﺜﺒﻴﻂٍ ﻭﺧﺬﻻﻥٍ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ }ﻳﺜﺒﺖ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑـﺎﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﰲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﻳﻀﻞ ﺍﷲ ﺍﻟﻈﺎﳌﲔ ﻭﻳﻔﻌﻞ ﺍﷲ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ{ ،ﻓﻤـﻦ ﺛﺒـﺖ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺑﺄﺩﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻌﲑﺓ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻳﻌﺪ ﻣﻨﺘﺼﺮﺍﹰ ﺣﻘﹰﺎ ، ﻭﻣﻦ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺷﻬﺪﺍﺀ ،ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ} ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻧﺪﺍﻭﳍﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻟﻴﻌﻠﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﻳﺘﺨﺬ ﻣﻨﻜﻢ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﻭﺍﷲ ﻻ ﳛﺐ ﺍﻟﻈﺎﳌﲔ { ،ﻓﻜﻞ ﻋﺒـﺪ ﻳﻌﻤـﻞ ﻭﻳﻜﺪﺡ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺇﳕﺎ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﳉﻨﺔ ،ﻭﺍﳉﻬﺎﺩ ﻫﻮ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺇﱃ ﺍﳉﻨـﺔ، ﻡ ﳛﻘﻘﻪ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ . ﺭ ﻻﺯ ٍ ﻭﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻫﻲ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻧﺘﺼﺎ ٍ ﻭﷲ ﺍﳊﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﻮﻗـﺎﺯ ﻭﺍﻟﻌـﺮﺍﻕ ﻭﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﻭﺍﻟﺼﻮﻣﺎﻝ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻗﻠﻘﻮﺍ ﻣﻀﺎﺟﻊ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻟﺼﻠﻴﱯ ﻭ ﻭﺿﻌﻮﺍ ﺃﻧﻔﻪ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺣﻜِﻴﻤﺎﹰ ( . ﻋﻠِﻴﻤﺎﹰ ﻪ ﻥ ﺍﻟّﻠﹶ ﺽ ﻭﻛﹶﺎ ﹶ ﺕ ﻭﺍﻟﹾﹶﺄﺭِ ﺴﻤﺎﻭﺍ ِ ﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟ ّ ﻪ ﻭ ﺃﺫﻟﻮﻩ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ) ﻭِﻟّﻠﹶ ِ ﺍﻷﻳﺎﺩﻱ ﺍﳌﻠﻮﺛﺔ : ﺍﺳﺘﻔﺎﺩ ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺓﹰ ﻛﺒﲑﺓﹰ ﻟﻌﺮﻗﻠﺔ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﺍﳉﻬﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻟـﺼﺎﻋﺪﺓ ، ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﻫﻮ ﺗﻴﺎﺭ ﻧﻈﺮﻱ ﻓﻜﺮﻯ ﺍﻧﺒﻄﺎﺣﻲ ﻻ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﻭ ﻻ ﳜﻄﻂ ﻟﻠﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﻏﺎﻳﺘـﻪ ﺍﻻﻋﺘﺰﺍﻝ ﻭ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﻭ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺗﺎﺭﻛﺎﹰ ﺧﻠﻒ ﻇﻬﺮﻩ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﲔ ﺃﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻭ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﰲ ﺩﻳﺎﺭ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺘﲔ : ﺍﻷﻭﱃ
:ﻭﺻﻢ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﳊﺎﺟﺰ ﺍﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑﲔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻠﻮ ﻭ
ﺃﻫﻞ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻟﻜﻲ ﺗﺸﻮﻩ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﻭ ﺗﻨﻔﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺗﻘﻄﻊ ﺻﻠﺘﻬﻢ ﺎ . ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﻭﻫﻲ ﺍﻷﺧﻄﺮ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﻓﺮﺻﺔٍ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﻤـﻞ ﺍﻹﺳـﻼﻣﻲ ﳉﺬﺏ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻻﻧﻌﺰﺍﱄ ﺍﻹﻧﺒﻄﺎﺣﻲ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑﻱ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﻭ ﺇﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻦ ﺻﻒ ﺍﳉﻬﺎﺩ ﻭ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﻭﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﻭ ﺃﺳﻴﺎﺩﻫﻢ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺏ
19
ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ " ﺣﻔﻈﻪ ﺍﷲ "
ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻠﻮ ....
ﺍﻟﺼﻠﻴﱯ ﻣﻦ ﺟﻬﺔٍ ﻭ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺟﻬﺔٍ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻭ ﻇﻬﺮ ﺫﻟﻚ ﺟﻠﻴـﺎﹰ ﰲ ﺳﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭ ﲦﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳌﻨﺼﺮﻡ ﰲ ﻣﺼﺮ ﻭ ﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﲜﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﻭ ﺍﳍﺠﺮﺓ
ﻓﻌﻘﺪﺕ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺑﲔ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺭﺅﻭﺱ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻄﺎﺀ ﻣﺴﺎﺣﺔٍ
ﻣﻦ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﻟﻠﻈﻬﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺑﻐﺮﺽ ﺟﺬﺏ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺇﻟـﻴﻬﻢ ﻭ ﺇﺑﻌﺎﺩﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﳉﻬﺎﺩﻳﺔ ﻭﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻳﻘﻮﻝ ﺃ /ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺃﺑﻮ ﺍﳋـﲑ
11
ﰲ ﺳـﻴﺎﻕ
ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻦ ﻣﺆﺳﺴﻬﺎ ﺷﻜﺮﻱ ﻣﺼﻄﻔﻰ : )) ﻟﻘﺪ ﺑﲎ ﺣﺮﻛﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﺒﺪﺃٍ ﺣﺮﻛﻲ ﻓﺎﺳﺪٍ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺧﻄﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭ ﻫـﻮ ﻣﺒﺪﺃ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﻇﻒ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺪﺭﻯ ﺇﻣﺎﻣﻬـﺎ ﻭ ﻻ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫـﺎ ﻓﻠﻘﻰ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ ﺍﻟﻘﺎﺻﻤﺔ (( . ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺃﻧﻪ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻣﻊ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ) ﻣﺎﻫﺮ ﺑﻜﺮﻯ ( ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺣﺪﺛﻪ ﺑﻜﺮﻱ ﻗﺎﺋﻼﹰ )) :ﻟﻘﺪ ﻋﺮﺿﺖ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﰲ ﺃﻥ ﺗﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻥ ﲨﺎﻋﺘﻨﺎ ﺗﺼﺮﻑ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻹﻧﻘﻼﺑﻴـﺔ ﻭﺗـﺪﻋﻮ ﺇﱃ ﺍﳍﺠﺮﺓ (( . ﻭ ﻣﻀﻰ ﺑﻜﺮﻱ ﰲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻗﺎﺋﻼﹰ )) ﺇﻢ ﻳﺘﻌﺎﻭﻧﻮﻥ ﻣﻌﻨﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺻﺮﻑ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻦ ﺍﻹﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﻓﺎﳊﻜﻮﻣﺔ ﻗﺪﻣﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻌﻠﻢ ﲤﺎﻣﺎﹰ ﺃﻥ ﻣﻨﻬﺠﻨﺎ ﻻ ﻳﺘﺼﺎﺩﻡ ﻣﻊ ﺧﻄﺘﻬﺎ ﺣﺎﻟﻴـﺎﹰ ، ﻓﻬﻮ ﻣﻨﻬﺞ ﻫﺠﺮﺓٍ ﻭ ﻳﺼﺮﻑ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻹﻧﻘﻼﺑﻴﺔ ﺷـﺄﻥ ﺗﻨﻈـﻴﻢ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ (( ﻭ ﻳﻌﻠﻖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺃﺑﻮ ﺍﳋﲑ ﺗﻌﻠﻴﻘﺎﹰ ﻣﺮﻳﺮﺍﹰ )) ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣـﺼﺎﺭﺣﺔ ﺃﰉ ﺳﻌﺪ ) ﺷﻜﺮﻱ ﻣﺼﻄﻔﻰ ( ﻭﺍﺿﺤﺔﹰ ،ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﳛﻘﻖ ﻫﺪﻓﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺧﻄـﺔ ﺍﻟﻄـﺎﻏﻮﺕ ، ﻓﺄﺻﻄﺎﺩﻩ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﰲ ﺷﺒﺎﻛﻪ ،ﻭ ﺫﻟﻚ ﺟﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﳌﻮﻗـﻒ ﺍﻟﺮﺑـﺎﱐ ﻟﻠﺤﺮﻛـﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ (( ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺍﳌﻠﻮﺛﺔ ﺑﲔ ﻫﺆﻻﺀ ﻭ ﺑﲔ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻄـﺎﻏﻮﺕ ،ﰒ ﺗﻜﺮﺭﺕ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﺮﺓﹰ ﺃﺧﺮﻯ ﰲ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﻣﻊ ﺃﺣﺪ ﺭﺅﻭﺱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻴـﺎﺭ ﺍﳌـﺪﻋﻮ ﺣﻠﻤﻲ ﻫﺎﺷﻢ ﺷﺎﻛﺮ ﻧﻌﻢ ﺍﷲ ﻭ ﻋﻘﺪﺕ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪٍ ﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺃﻻ ﻭ ﻫﻮ ﺟـﺬﺏ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﻣﻦ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﻦ ﺩﻳﻦ ﺍﷲ ﻭ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﺇﱃ ﺍﻻﻧـﻀﻤﺎﻡ ﳍـﺬﻩ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﻧﺒﻄﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑﻳﺔ ﻭ ﺇﺑﻌﺎﺩﻩ ﻭﺻﺪﻩ ﻋﻦ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﳉﻬﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻒ ﰲ
ﺃ / ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﻌﻀﻮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻪ ﻓﻰ ﻛﺘﺎﺑﻪ ) ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻰ ﻣﻊ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ (
20
11
ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ " ﺣﻔﻈﻪ ﺍﷲ "
ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻠﻮ ....
ﺻﻒ ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻭ ﺃﺳﻴﺎﺩﻩ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻟﺼﻠﻴﱯ ﻭ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻗـﺎﻝ ﻋﺒـﺪ ﺍﳌـﻨﻌﻢ ﻣﻨﻴﺐ
12
)) :ﻭ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝٍ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﺤﺼﺮ ﺩﻭﺭ ﺣﻠﻤﻲ ﻫﺎﺷﻢ ) ﺷﺎﻛﺮ ﻧﻌﻢ ﺍﷲ ( ﰲ ﺻﻴﺎﻏﺔ
ﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓﹰ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻛـﺎﻥ ﻭ ﻧﺸﺮ ﻓﻜﺮ ﺷﻮﻗﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻩ ﺣﻠﻤﻲ ﻭ ﻟﻮ ﻣﺮ ﹰ ﳊﻠﻤﻲ ﺑﺼﻤﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﻭ ﻫﻮ ﺗﻜﻮﻳﻨﻪ ﳎﻤﻮﻋﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺗﺎﺑﻌﺔﹰ ﻟﻪ ﺷﺨﺼﻴﺎﹰ ﻧﺒـﺬﺕ ﻟﻔﺘﺮﺓٍ ﻃﻮﻳﻠﺔٍ ﻣﺴﻠﻚ ﲪﻞ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭ ﺃﻗﻨﻊ ﺣﻠﻤﻲ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺑﺄﻥ ﻣﻨﻈﻤﺘﻪ ﻻ ﺗﻨﻮﻯ ﲪﻞ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺑﻌﻜﺲ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺸﻮﻗﻴﲔ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺃﻓﺴﺤﺖ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟﻪ ﳎـﺎﻝ ﺍﻟـﺪﻋﻮﺓ ﻭ ﺍﻣﺘﻨﻌﺖ ﻋﻦ ﺍﻋﺘﻘﺎﻝ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﺑﻞ ﻛﻠﻤﺎ ﰎ ﺍﻋﺘﻘﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳋﻄﺄ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻳـﺘﻢ ﺍﻹﻓﺮﺍﺝ ﻋﻨﻪ ﲟﺠﺮﺩ ﺛﺒﻮﺕ ﺗﺒﻌﻴﺘﻪ ﳊﻠﻤﻲ ﻫﺎﺷﻢ ،ﻭ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻐﻞ ﺣﻠﻤﻲ ﻫﺎﺷﻢ ﻋﻨﻒ ﺍﻟﺸﻮﻗﻴﲔ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﺍﳊﺪﺓ ﻟﻴﻮﺻﻞ ﻟﻸﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺭﺳﺎﻟﺔﹰ ﻣﻔﺎﺩﻫﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﻬﻢ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﺜﻠﻪ ﻛﻲ ﳛﺘﻮﻯ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭ ﳝﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﻀﻤﺎﻡ ﻟﻠﺸﻮﻗﻴﲔ ﻭﻛﻲ ﻳﺴﺘﻘﻄﺐ ﻣﺎ ﳝﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻤﻮﻋـﺎﺕ
ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻪ (( ﺹ 99
.
ﻭﻣﻦ ﺍﳌﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺗﻜﺮﺭ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻞ ﻭﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺃﻳـﻀﺎﹰ ﺩﻋﻤﻬـﺎ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﻟﻠﻈﻬﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﻭﺟﺬﺏ ﻭﺩﻋﻮﺓ ﺍﳌﻠﺘﺰﻣﲔ ﺣﺪﻳﺜﺎﹰ
ﻭ ﺍﺳﺘﻘﻄﺎﻢ ﻟﺘﻠﻚ
ﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺒﺬ ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻊ ﻃﺎﻏﻮﺕ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﳌﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻟﺼﻠﻴﱯ ﻭ ﺫﻳﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﳊﻜﺎﻡ ﺍﳌﺮﺗﺪﻳﻦ ﻭ ﻣﻦ ﻭﻗﻒ ﻓﻴﺼﻔﻬﻢ . ﺍﳋﺎﲤﺔ ... ﺇﻥ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﺣﺰﺑﺎ ﻣﻨﻔﺼﻼ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻞ ﻫﻢ ﺃﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣـﺔ ﻳﺪﻳﻨﻮﻥ ﳍﺎ ﺑﺎﻟﻮﻻﺀ ﰲ ﷲ
ﻭﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﻮﻟﻮﺍ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺳﻘﻄﺖ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﳋﻼﻓﺔ
ﺇﱃ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ،ﻭ ﻫﻢ ﺃﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻜﻔﲑ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻲ ﺑﻞ ﺇﻢ ﺑﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﲢﺎﻭﻝ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭ ﺃﺣﺒﺎﺭ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ﰲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﺃﻥ ﻳﻠﺼﻘﻮﻫﺎ ـﻢ ﻟﻘﻄـﻊ ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭ ﺑﲔ ﺃﻣﺘﻬﻢ ﺍﻟﱵ ﳚﺎﻫﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻋﻼﺀ ﺭﺍﻳﺔ ﺩﻳﻨﻬﺎ ﻭﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻋـﻮﺩﺓ ﳎﺪﻫﺎ ﻣﺮﺓﹰ ﺃﺧﺮﻯ ﻭ ﺇﺧﺮﺍﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻳﺎﺩﺓ ،ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩﺍﹰ ﻭﲨﺎﻋﺎﺕٍ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻭﻋﻮﺍﻡ ﻧﺼﺮﻢ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﺍﳌﻤﻜﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﻢ ﻭ ﻋﺪﻡ ﺗﺼﺪﻳﻖ ﺃﻱ ﺍﻓﺘﺮﺍﺀٍ ﻳﻔﺘﺮﻯ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺳﻮﺍﺀ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﺃﻭ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻭ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﻓﺎﻟﻮﺍﺟـﺐ ﳓـﻮ
ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﻣﻨﻴﺐ :ﰱ ﻛﺘﺎﺏ ) ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﳊﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰱ ﻣﺼﺮ (
21
12
ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﰊ ﺃﻳﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ " ﺣﻔﻈﻪ ﺍﷲ "
ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﻠﻮ ....
ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﻫﻮ ﻧﺼﺮﻢ ﻭ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﳍﻢ ،ﻭ ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻻ ﻠﻚ ﺇﻻ ﺣﲔ ﻳﺒﺨـﻞ ﺃﺑﻨﺎﺅﻫـﺎ ﺑﺘﻘﺪﱘ ﺍﳉﻬﻮﺩ ﺍﳌﺘﺎﺣﺔ ﻟﻨﺼﺮﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ) ﻓﻼﺡ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﺎﻟﺰﻫﺪ ﻭ ﺍﻟﻴﻘﲔ ﻭ ﻳﻬﻠﻚ ﺁﺧﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺒﺨﻞ ﻭ ﺍﻷﻣﻞ ( ﻭ ﺃﺧﲑﺍﹰ ﻧﺴﺄﻝ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻳﻌﺰ ﺍﻹﺳـﻼﻡ ﻭ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻭ ﻳﻨﺼﺮ ﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﻭ ﻳﺮﻓﻊ ﺭﺍﻳﺘﻬﻢ ﺇﻧﻪ ﻭﱃ ﺫﻟﻚ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻴﻪ . ﻭ ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ .
ﻭﺗﻘﺒﻠﻮﺍ ﲢﻴﺎﺕ ﺇﺧﻮﺍﻧﻜﻢ ﰲ ﺳﺮﻳﺔ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ
ﺫﻭ ﺍﳊﺠﺔ 1430ﻫـ -ﺩﻳﺴﻤﱪ 2009
22